المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 تشرين الأول/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.october17.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ اليَوْمَ ولا السَّاعَة

إفْعَلُوا كُلَّ شَيءٍ بِغَيْرِ تَذَمُّرٍ وَجِدَال، لِكَي تَصِيرُوا بُسَطَاءَ لا لَومَ عَلَيْكُم

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

خيار جعجع العوني مش وطني ولا استقلالي ولا بشيري/الياس يجاني

عوننا المعرابي جاي فلنهل ونفرح/الياس بجاني

قطعان عون على طريق القصر والغباء المدقع/ تغريدات تحكي مسرحية انقلاب جعجع على ذاته وعلى ثورة الأرز وعلى مبادئ 14 آذار وضربه تضحيات شهدائها وتحوله إلى عون معرابي/الياس بجاني

تغريدات تحكي مسرحية انقلاب جعجع على ذاته وعلى ثورة الأرز وعلى مبادئ 14 آذار وضربه تضحيات شهدائها وتحوله إلى عون معرابي!!/الياس بجاني

تغريدات تحكي استسلام جعجع والحريري للإحتلال الإيراني وخيانتهما لثورة الأرز ودماء الشهداء/الياس بجاني

تغريدات تحاكي استسلام جعجع وعون لأجنداتهما الشخصية على حساب الوطنية وترئيس النرسيسي والمجوسي عون/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بعد كل ذلك هل من يريد أن يفهم؟/نوفل ضو/فايسبوك

جمهورية العصبيات ورئيس توزيع الجبنة/علي الأمين/جنوبية

عون للسنّة: أحبكم/نسرين مرعب/جنوبية

العونيون في كربلائهم/ساطع نور الدي/المدن

عون يقدم نفسه للبنانيين رئيساً تصالحياً

القيادي العسكري في حزب الله الحاج علاء سقط بعبوة ناسفة داخل مشروع 1070

حزب الله.. يطوّق الجبل ويؤمن شريانه الأساسي/ربيع حداد /المدن

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 16/10/2016

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عون في ذكرى 13 تشرين: بناء الوطن باحترام الميثاق والمشاركة باسيل: نرفض الثنائيات والثلاثيات والرباعيات ونعمل للتفاهم الوطني

الجنرال عون في ذكرى 13 تشرين يتهرب ولا يهرب/وسام الامين/جنوبية

عون لا يستفز أحداً ولا يغازل أحداً

رشا الزين لـ«جنوبية»: تعرضت للشتائم والدفع ولم يتمّ ردع المعتدين/نسرين مرعب/جنوبية

جعجع دان الهجوم الارهابي في سيناء: في سياق المحاولات اليائسة للنيل من الدور المصري

ريفي يزور ضريح الشهيد الحسن في ذكرى اغتياله

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مرسوم أميري في الكويت بحل مجلس الأمة

انتحاريون يفجرون أنفسهم خلال عملية للشرطة التركية في غازي عنتاب

السيسي يقلل من شأن الخلاف مع السعودية ويدعو الى مزيد من التنسيق

مقاتلون مدعومون من تركيا يسيطرون على دابق اهم معاقل داعش

ترامب يواصل هجماته على كلينتون وويكيليكس ينشر خطبا لها

الولايات المتحدة تحاول مع الاوروبيين اعادة اطلاق جهود السلام في سوريا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أسئلة عن التفاؤل الرئاسي والنصاب النيابي/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

رئيساً لإقليم الموارنة/غسان شربل/الحياة

قصر بعبدا والجزرة وحمار جحا/عديد نصار/العرب

لوحة الخيارات السيئة في الرئاسة اللبنانية/رندة تقي الدين/الحياة

«التيار» في بعبدا... هل يسلك عون طريق قصرها في 31؟/جنى جبّور/جريدة الجمهورية

رئيس قوي ورئيس بالقوة/نايلة تويني/النهار

تظاهرة "التيار" ليتها كانت احتجاجاً على سوريا أو على استمرار الشغور الرئاسي في قصر بعبدا/اميل خوري/النهار

هل يعلن الحريري تأييد عون هذا الأسبوع أم ينتظر تفاهم الأخير مع برّي وفرنجية/خليل فليحان/النهار

بعد عون هل ينفِّذ الحريري الاتفاق/سركيس نعوم/النهار

13 تشرين: تظاهرة «ودّية» على طريق القصر/علي الحسيني/المستقبل

حواجز تُليّن رئاسياً ولا يعني أنها زالت/وسام سعادة/المستقبل

الجمهورية تكشف مراسلات أمنية خطيـرة بين لبنان والغرب/ليندا مشلب/جريدة الجمهورية

عندما يتحول اشتباك موسكو - واشنطن جزءاً من الأزمة/جورج سمعان/الحياة

العربي الجديد: لوزان: لقاءات الوقت الضائع حول سورية بلا نتائج

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

القوات استضافت وفدا اميركيا رسميا في بشري

أرسلان التقى حماده ووفودا من مختلف المناطق

حرب واضعا الحجر الاساس لملعب في كفرعبيدا: لا أؤمن بسياسة القطيع بل لي موقفي وأملي أن نجنب لبنان الصفقات

آلان عون: لم نناقش الاستحقاق الرئاسي مع جهات خارجية وننتظر تأييد الحريري

ماروني: ستبقى الكتائب جبهة الصمود ضد الفساد وحزب الميثاق الوطني

نواب زحلة والبقاع الغربي طالبوا بانتخاب الرئيس وإنهاء الفراغ

الراعي: سئم الشعب ممارسة سياسية يبحث اصحابها تارة عن سلة وتارة عن تفاهمات تصب في خانة تقاسم مغانم على حساب لبنان وشعبه

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إِسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ اليَوْمَ ولا السَّاعَة

إنجيل القدّيس متّى25/من01حتى13/:"قالَ الربُّ يَسوع: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وخَرَجْنَ إِلى لِقَاءِ العَريس، خَمْسٌ مِنْهُنَّ جَاهِلات، وخَمْسٌ حَكِيمَات. فَالجَاهِلاتُ أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ ولَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتًا. أَمَّا الحَكِيْمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتًا في آنِيَةٍ مَعَ مَصَابِيْحِهِنَّ. وأَبْطَأَ العَريسُ فَنَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ، ورَقَدْنَ. وفي مُنْتَصَفِ اللَّيل، صَارَتِ الصَّيحَة: هُوَذَا العَريس! أُخْرُجُوا إِلى لِقَائِهِ! حينَئِذٍ قَامَتْ أُولئِكَ العَذَارَى كُلُّهُنَّ، وزَيَّنَّ مَصَابِيحَهُنَّ. فقَالَتِ الجَاهِلاتُ لِلحَكيمَات: أَعْطِينَنا مِنْ زَيتِكُنَّ، لأَنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئ. فَأَجَابَتِ الحَكيمَاتُ وقُلْنَ: قَدْ لا يَكْفِينَا ويَكْفِيكُنَّ. إِذْهَبْنَ بِالأَحْرَى إِلى البَاعَةِ وٱبْتَعْنَ لَكُنَّ. ولَمَّا ذَهَبْنَ لِيَبْتَعْنَ، جَاءَ العَريس، ودَخَلَتِ المُسْتَعِدَّاتُ إِلى العُرْس، وأُغْلِقَ البَاب. وأَخيرًا جَاءَتِ العَذَارَى البَاقِيَاتُ وقُلْنَ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ، ٱفْتَحْ لَنَا! فَأَجَابَ وقَال: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ، إِنِّي لا أَعْرِفُكُنَّ! إِسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ اليَوْمَ ولا السَّاعَة".

 

إفْعَلُوا كُلَّ شَيءٍ بِغَيْرِ تَذَمُّرٍ وَجِدَال، لِكَي تَصِيرُوا بُسَطَاءَ لا لَومَ عَلَيْكُم

رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي02/من12حتى18/:"يا إخوَتِي، إِعْمَلُوا لِخَلاصِكُم بِخَوْفٍ ورِعْدَة، كَمَا أَطَعْتُمْ دَائِمًا، لا في حُضُورِي فَحَسْب، بَلْ بِالأَحرى وبِالأَكْثَرِ الآنَ في غِيَابِي. فَٱللهُ هُوَ الَّذي يَجْعَلُكُم تُرِيدُونَ وتَعْمَلُونَ بِحَسَبِ مَرْضَاتِهِ. إِفْعَلُوا كُلَّ شَيءٍ بِغَيْرِ تَذَمُّرٍ وَجِدَال، لِكَي تَصِيرُوا بُسَطَاءَ لا لَومَ عَلَيْكُم، وأَبْنَاءً للهِ لا عَيْبَ فيكُم، وَسْطَ جِيْلٍ مُعْوَجٍّ ومُنْحَرِف، تُضِيئُونَ فيهِ كالنَّيِّراتِ في العَالَم، مُتَمَسِّكِينَ بِكَلِمَةِ الحَيَاة، لٱفْتِخَارِي في يَومِ المَسِيح، بِأَنِّي مَا سَعَيْتُ ولا تَعِبْتُ بَاطِلاً. لو أَنَّ دَمِي يُرَاقُ على ذَبِيحَةِ إِيْمانِكُم وخِدْمَتِهِ، لَكُنْتُ أَفْرَحُ وأَبْتَهِجُ مَعَكُم جَمِيعًا. فَٱفْرَحُوا أَنْتُم أَيْضًا وٱبْتَهِجُوا مَعِي".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

خيار جعجع العوني مش وطني ولا استقلالي ولا بشيري

الياس يجاني/16 تشرين الأول/16

عون الساقط في كل تجارب أبليس في القصر الجمهوري هو وجود 100% لقاسم سليماني وحسن نصرالله  ونعيم قاسم ومحمد رعد والأسد الكيماوي فيه ..ويا ألف نعمة ورضا ع الزبالي بالشوارع.

لو كان خيارنا الإستسلام والقبول بعون ومن هم من قماشته وخامته العفنة وبحكم الإيراني ليش حاربنا وليش قدمنا الآلآف من الشهداء..

وليش قبلنا نصنا يتهجر…

لا..  لا وألف لا..

أكيد وأكيد  خيار جعجع مش وطني ولا استقلالي ولا بشيري،

بل خضوع وخنوع واستسلام وغرق في منافع السلطة ووقوع في التجربة وجري صوب الأبواب الواسعة..

وغير هيك كله كلام مجوف وما فيه لا إيمان ولا رجاء ولا أحترام لشهدائنا وتضحياتهم..

باختصار جعجع صار عون معرابي وأضرب من عون الرابية بمليون مرة …

هذا راينا وكل حدا حر برأيه…

وسامحونا ع الصراحة اللابطة بوجوه الأغنام والمتخاذلين وعبدة الأصنام من أصحاب الأحزاب الشركات التجارية الفاجرة.

 

عوننا المعرابي جاي فلنهل ونفرح

الياس بجاني/16 تشرين الأول/16

*استنكر العوني المعرابي جعجع الهجوم الارهابي في سيناء ولكنه لم يستنكر تهجم السيد على ال سعود والدول العربية. من مستلزمات الإنقلاب على الذات ومن متطلبات الغرف في أوحال عشق السلطة والنفوذ والوزارات الدسمة...

*في مفهوم عون معراب المنقلب على ذاته وعقب دورانه ب180 درجة صوب الضاحية بات يرى أن الارهاب داعشي فقط والإرهاب الملالوي دحا وعظيم وعمل تحريري..فيا فرحتنا وسعدنا!!

*الأخطر من ملالوية عون وكنا فقدنا الأمل منه بعد تقديسه سلاح حزب الله ودويلته ومشروعه الإيراني، الأخطر هو انقلاب جعجع على ذاته والذي كنا نتوقع منه الكثير فخيب الآمال وبين أن الإنسان معرض دائماً للوقوع في تجارب ابليس والركض صوب الأبواب الواسعة.. وحيف ع الرجال وأكيد وألف أكيد حيف...

*أما عن معادلة سعد وسمير فحدث ولا حرج بعد انقلاب الرجلين على 14 آذار والتحاقهما بعون الملالوي وأسياده اللاهيين...زمن محل عن جد.

 

قطعان عون على طريق القصر والغباء المدقع/ تغريدات تحكي مسرحية انقلاب جعجع على ذاته وعلى ثورة الأرز وعلى مبادئ 14 آذار وضربه تضحيات شهدائها وتحوله إلى عون معرابي

الياس بجاني/16 تشرين الأول/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/10/16/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%82%D8%B7%D8%B9%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B1-%D9%88%D8%A7/

القطعان ومهما زادت أعدادها كما هو حال قطعان عون اليوم على طريق القصر الجمهوري، ومهما تحسن نوع التبن والكرسني الذي يرمى لها في المعالف تبقى قطعاناً ومصيرها المسالخ والذبح والتعليق على شناكل ملاحم الجزارين

وهذا للأسف هو واقع أهلنا الطيبين المنتمين لكل الأحزاب اللبنانية الشركات التجارية والعائلية دون استثناء واحداً وتحديداً شركة-عون-باسيل المتخصصة بالعهر السياسي والنفاق والشعبوية والحقن المذهبي والمتاجرة بالوطن وأهله ودستوره.

إن ظاهرة عبادة رئيس الحزب وتقديسه والهوبرة له بغباء وجهل وتبعية هي ظاهرة ابليسية مرعبة تسبب لنا وللوطن ما نعيشه من انهيار على الصعد كافة وفوضى وقرف وبؤس وتعاسة وحال غنمية.

نسأل هل من عاقل مسيحي وماروني واحد تحديداً لا يزال يرى في عون سياسياً وطنياً واستقلالياً وهو:

باع نفسه إلى إيران والأسد وجمع 100 مليون دولاراً ثمناً،

ونكر المعتقلين والمغيبين من أهلنا في غياهب السجون السورية الأسدية،

ووقع ورقة مع حزب الله اللاهي والإرهابي والمذهبي تقدس سلاحه وتناقض الدستور اللبناني وكل الأعراف التاريخية ولبنان الرسالة والإستقلال،

وعادى الدول العربية والمجتمع الدولي،

وانقلب على كل القرارات الدولية الخاصة بلبنان،

وبارك وهلل لغزوات حزب الله وحروبه وإرهابه في لبنان وسوريا وباقي الساحات التي تقاتل فيها إيران العرب والسنة تحديداً؟

في الخلاصة هكذا قطان من أهلنا البسطاء والطيبين يجب أن يعاقبون بسياسيين أوباش من خامة عون وصهره الفاجر. ..وكما يكون المواطن يولى عليه!!

نسأل بماذا يحتفل عون وقطعانه اليوم بعد أن باع دماء شهداء 13 تشرين الأول ونام في سرير الأسد وأمسى أداة إيرانية حقيرة وبوقاً لاهياً فاجراً،

وخنجراً مسماً في خاصرة لبنان الحريات والتعايش وطالب اللبنانيين الاعتذار من هذا الأسد المجرم والكيماوي…

من الضرورة بمكان واحقاقاً للعدل أن تتم محاكمة ميشال عون على الجرائم بحق الإنسان اللبناني ووطن الأرز التي اقترفها في حروبه الفاشلة ولا يزال، والتي اوقعت المئات والمئات من الضحايا وفي مقدمهم شهداء 13 تشرين الأول/1990 .

انه فعلا زمن محل وأشباه رجال وقطعان وتبن وكرسني.

إنه فعلاً زمن جبران الصهر وعمه المهووس ميشال عون.

وقمح بدنا ناكل من مطاحن هالجوز النتن.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تغريدات تحكي مسرحية انقلاب جعجع على ذاته وعلى ثورة الأرز وعلى مبادئ 14 آذار وضربه تضحيات شهدائها وتحوله إلى عون معرابي!!

https://www.facebook.com/elias.y.bejjani

الياس بجاني/16 تشرين الأول/16

*انقلاب جعجع على ذاته وعلى ثورة الأرز وعلى مبادئ 14 آذار وتحوله إلى عون معرابي يؤكد أن في لبنان قرطة تجار وطرواديين ومتلونين يتحكمون بالبلد ولا وجود لسياسيين وطنيين.

*بعد كل جلسة انتخاب رئيس فاشلة كان جعجع يوجه اللوم لعون وحزب الله ثم حصر اللوم بالحزب والآن هو صامت ولا يدافع عن السعودية والعرب بعد خطاب السيد المعادي للعرب.. شو القصة؟؟

*انتظرنا موقفاً من جعجع بما يخص خطاب نصرالله الأخير المعادي بوقاحة للسعودية حسبما عودنا فطال الانتظار والصمت المعربي مستمر. هل الصمت هو من مفاعيل الإستسلام وسن السنان على الوزارات الدسمة..طموننا!!

*تخلي جعجع عن خطابه السيادي وعن مواقفه الإستقلالية وصمته على خطاب السيد واستقتاله لإنتخاب عون هي اشارات تبين أنه استسلم وأصبح عوناً أخر في معراب..والخير ل قدام!!

*نسأل عن مصير برنامج حعجع الرئاسي فهل يا ترى سيقدم اعتذاراً عنه لحزب الله ليصبح مقبولاً عند السيد فيتكرم عليه بكم وزارة دسمين كما هو حال عون.. هيك مبين!!

*إذا كان جعجع وفريق اعلامه المفوه بالتنظير وبتطيير الفيلة يرون أن عون هو الخلاص فأين كانوا يوم حاربوه وشيطنوه وخونوه ومنعوا عنه الرئاسة وسوقوا ضده في باريس والسعودية وعشرات الدول..عيب الإستسلام والإنقلاب على القيم والمبادئ.

*ما دام جعجع يرى في عون مخلصاً وطوباوياً رئاسياً عليه أن يشارك اليوم بالإستعراض المسرحي العوني على طريق قصر بعبدا ويصدر بياناً يعتذر فيه من عون على كل مواقفه السابقة المعادية له ولسياساته. الإعتراف بالحق فضيلة..على الأكيد الأكيد.

 

تغريدات تحكي استسلام جعجع والحريري للإحتلال الإيراني وخيانتهما لثورة الأرز ودماء الشهداء

الياس بجاني/15 تشرين الأول/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/10/15/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%AD%D9%83%D9%8A-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%AC%D8%B9%D8%AC%D8%B9/

*يجري ناشطين 14 آذاريين اغترابيين اتصالات لترشيح شخصية مارونية استقلالية و14 آذارية في حال أكمل الحريري وجعجع مسلسل خضوعهما لخيار عون المجوسي.
*استسلام جعجع والحريري لخيار عون المجوسي يفرض على ال 14 آذاريين من الناس والناشطين والأحرار ترشيح شخصية هي قلباً وقالباً وممارسات 14 آذارية.
*في حال رشح الحريري عون على ال 14 آذريين من غير الأحزاب ترشيح شخصية مارونية تمثل 14 آذار وثورة الأرز وتدافع عن الأرض والشعب والدستور.

*اعتبار جعجع وفريقه الإعلامي المسوّق لرئاسة عون أن هذا العون هو خشبة خلاص للبنان يعني أن جعجع خان دماء الشهداء والتحق بالمشروع الإيراني. عيب وأكيد أكيد ذل واهانة.

*إذا كان عون كما يدعي جعجع وفريقه الإعلامي هو خشبة الخلاص فلماذا كانت الحروب معه ولماذا سقط في سنة 1990 الف قتيل مسيحي في حربهما الأخوية. استسلام موصوف.

*إن قبول الحريري برئاسة عون في ظل احتلال حزب الله وهيمنته المطلقة يعني أن الرجل تنازل عن دم ابيه وعن المحكمة الدولية وقبل كعون ومع جعجع أن يكون خادماً للمشروع الملالوي.

*هل فعلا المواجهة العربية الإيرانية انتهت وربحت إيران لتوافق السعودية كما يشيعون على رئاسة عون في لبنان وهو اداة إيرانية تدميرية وابليسية وقاطع للحريري تيكت ون وي!!

*بربكم هل من أحد سمع مؤخراً ولو همسا الحريري او جعجع يقاربان القرارين الدوليين 1701 و1559 وسلاح حزب الله وتورطه في قتل السوريين..افيدونا يا زقيفة ويا اغنام ويا هوبرجية!!

*عملياً وواقعاً الحريري وجعجع فرطا عقد 14 آذار واستسلما لحزب الله وخانا دماء الشهداء وتعاميا عن ال 1701 و1559 وعن دويلة وسلاح حزب الله. انهما عنوان فاقع للفشل والإستسلام.

*قطعان عون يرعون على طريق قصر بعبدا.. على المحبين تزويدهم بالتبن السوري والكرسنة الإيرانية وبعصير البرتقال.. هرطقات وجراثيم عون سممت العقول.

*ماذا بقي من ذكرى 13 تشرين بعد أن استسلم عون للأسد وارتمى بأحضان نصرالله وقدس سلاحه وغطى حروبه وغزواته والإغتيالات ونكر المعتقلين في سوريا؟

*قطعان عون وبعد ان سمم عون عقولها وقتل بدواخلها الإيمان والرجاء والبصر والبصيرة باتت قطعان متوحشة لا تفرق بين الخير والشر وبين الوطني والعميل.

 

تغريدات تحاكي استسلام جعجع وعون لأجنداتهما الشخصية على حساب الوطنية وترئيس النرسيسي والمجوسي عون

الياس بجاني/15 تشرين الأول/16

*نسأل ما قيمة وزير أو 10 وزراء لجعجع في حكومة يرأسها الحريري ويسيطر عليها حزب الله بالكامل وتشرع سلاحه ودويلته وحروبه ومشروعه المجوسي وتعادي العرب والعالم وتدفن القرارين 1559 و1701. عيب يا حكيم وأكيد..أكيد حرام وعيب.

*قبول الحريري ترأس حكومة في ظل احتلال حزب الله للبنان ومعاداته الفجة والفارسية للعرب يعني أن الحريري سيكون أداة لاهية وخنجر مسم يستعمله الحزب ضد العرب ولمصلحة الهيمنة المجوسية ومشروعها.

*استقتال جعجع والحريري الغبي والأناني لترئيس عون وكل لإسبابة اللاوطنية واللااخلاقية يعني أنهما عملياً يسهلان لحزب الله استكمال هيمنته الكاملة على لبنان دون حرب ومن خلال تعهير الدستور..استسلام موصوف..استحوا واخجلوا.

*ألا يعلم جعجع والحريري المصابين بغيبوبة الجهل والغارقين في اجندات غير وطنية، بل شخصية بحت، ألا يعلمان بأن وصول عون إلى قصر بعبدا هو وصول قاسم سليماني وحسن نصر الله إليه؟

*ألا يدرك الحريري وجعجع أن كل وعود وعهود عون وصهره جبران هي أوهام وهلوسات ولا قيمة لها لأن عون هو اكروباتي وحربائي ومصلحي ونرسيسي ومنافق وأداة رخيصة وطروادية بيد حزب الله وأن قراره عند الحزب وليس عنده؟

*التاريخ سيلعن كل من يساهم من قادة أحزاب وساسة المرحومة 14 آذار بوصول عون إلى قصر بعبدا وسوف يرذله ويرميه في سلة مهملاته والنفايات. على جعجع والحريري ادراك هذه الحقيقة.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بعد كل ذلك هل من يريد أن يفهم؟

نوفل ضو/فايسبوك/16 تشرين الأول/16

وزير مسيحي سابق ورئيس حزب سابق نقل الى النائب ميشال عون قبل يومين رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد أبلغه فيها أن القيادة السورية ترحب بانتخابه رئيسا للجمهورية لكنها لن تقبل بسعد الحريري رئيسا للحكومة ...

وئام وهاب غرد عبر تويتر أمس بأن معادلة الشعب والجيش والمقاومة هي إهم بند في البيان الوزاري ومن لا يلتزم به لا يمكن ان يكون مرشحا طبيعيا لرئاسة الحكومة وبأن من لا يحترم دماء الشهداء الذين سقطوا في سوريا دفاعا عن لبنان في مواجهة الارهاب لن يصل الى اي موقع في لبنان.

وأخيرا غرد سالم زهران من دمشق اليوم: الحريري اذا كلف لن يؤلف حكومته سواء بالترغيب او الترهيب...

بعد كل ذلك هل من يريد أن يفهم؟

سيكون على القيادات الحزبية والروحية المسيحية التي تولّت على مدى الأشهر الماضية إدارة ملف إنتخابات رئاسة الجمهورية أن تبدأ في أقرب فرصة ممكنة بالتفكير في إيجاد التوقيت والظرف المناسبين لإعادة النظر في السياسات التي اعتمدت في التعاطي مع هذا الملف.

اذا كان المدافعون عن تولي عون رئاسة الجمهورية يعتبرون عدد المشاركين في تظاهرة التيار الوطني الحر على طريق قصر بعبدا اليوم دليلا على شعبيته فإن وائل كفوري او نجوى كرم او إليسا يصبحون أحق برئاسة الجمهورية من ميشال عون!

في شي محيرني عن جد هالكم يوم: حسن نصرالله بيطل يومين ورا بعضن بأمكنة عامة وأمام الألوف من الناس ... وميشال عون بيخاطب "جماهيرو" عبر الشاشة! نصرالله ما عاد بخطر؟ وعون صار بخطر؟

 

جمهورية العصبيات ورئيس توزيع الجبنة

علي الأمين/جنوبية/16 أكتوبر، 2016

بماذا يبشرنا الجنرال عون سواء وصل إلى الرئاسة أو لم يصل؟ هل بافتتاح زمن الميليشيات الطائفية؟ أم بزج خيرة شبابه وشباب لبنان في حروب المنطقة؟

 يصحّ القول في أوضاع ملف الرئاسة اللبنانية اليوم أنّنا بتنا نعيش كلبنانيين مزيداً من مظاهر الإنهيار السياسي للدولة اللبنانية، بل يمكن ملاحظة أنّ الديمقراطية أو الانتخابات ما عادتا من شروط وقواعد اللعبة السياسية بين أطراف السلطة وتوابعهم. مع إدراكنا أنّ هذا الشكل الديمقراطي منتهك أصلاً بقواعد مصادرة الطوائف والمذاهب وبسلاح “المقاومة”، على حساب خيار المواطن الفرد.

نجحت القوى السياسية على اختلاف توجهاتها في جعل الصراع بين حصص الطوائف والمذاهب، بين ادعاءات الغبن واتهامات الغلبة، وصولاً إلى الميثاقية التي انتبه أنصار التيار الوطني الحر إلى أنّها منتهكة، ليس بالقتال في سوريا رغماً عن اللبنانيين، ولا في مأساة غياب التيار الكهربائي أو انقطاع المياه وأزمة النفايات، ولا في الأضرار بمصالح لبنان مع الغرب والشرق، أو في تسول اللبنانيين حقوقهم الإنسانية وتحويلهم إلى قطعان طائفية ومذهبية… الميثاقية تهددت فقط باحتمال عدم انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. سنتان ونصف السنة تقريباً بلا رئيس للجمهورية بسبب عدم حضور نواب التيار الوطني الحر وحزب الله والمرشح سليمان فرنجية جلسات الانتخاب. فرنجية الذي اكتشف أخيراً، ولا نعرف كيف، أنّ وصول الجنرال ميشال عون إلى سدة الرئاسة صار مظلمة له.

 بفضل مصادرة الدولة وتهميشها، بفضل تعطيل انتخابات الرئاسة كل هذه المدة، وبقوة الاستهانة بالدستور والقوانين، وقوة المحاصصة بين أطراف السلطة على حساب الدولة، تحوّل اللبنانيون إلى كائنات مسلوبة الإرادة إلاّ من العصبية المذهبية أو الطائفية والحزبية. وصار الخطاب السياسي مسكوناً بالنكايات. لا مشروع أو فكرة سوى العصبية التي باتت سلاحاً وحيداً لتوجيه الرسائل والتعبير عن الوجود والقوة والفاعلية. ليس انتخاب العماد ميشال عون هو المشكلة ولا انتخاب سليمان فرنجية هو الحل ولا سواهما بالتأكيد. فالأزمة تجاوزت هذه الخيارات التي لم تعد تقدم أو تؤخر في الانهيار الذي يتجه إليه لبنان.

القوى السياسية وعلى رأسها الجنرال ميشال عون بات معيارها الحصة التي يكسبها كل طرف من جبنة الدولة، أمّا الدستور والقوانين فهي قابلة للتطويع أو الكسر من أجل هذه المحاصصة. ليس الخلاف اليوم بين القوى السياسية حول كيفية إعادة الدولة سيادتها وسبل تطبيق القانون. العماد ميشال عون والرئيس نبيه يختلفان على الحصص. ليس على سياسة لبنان الخارجية أو الداخلية أو سوى ذلك من خطط التنمية. الخلاف ينحسر في تناتش وزارة الطاقة أو المالية، أو الحصة في مجلس الوزراء. مقتضى الوفاء للأمين العام لحزب الله أن يمدح الجنرال عون كما فعل أوّل أمس. رمز الوفاء السيد حسن نصرالله، لكن على حساب لبنان وسيادة لبنان وعلى حساب الدستور. “إنّه يضحي بخيرة شبابه من أجل حماية لبنان”، قالها عون مستهيناً بكل الذين يرفضون أن يعطي حزب الله نفسه الحق بالقتال في سوريا واليمن والعراق. فهل هذا دفاع عن لبنان؟

بماذا يبشرنا الجنرال عون سواء وصل إلى الرئاسة أو لم يصل؟ هل بافتتاح زمن الميليشيات الطائفية؟ أم بزجّ خيرة شبابه وشباب لبنان في حروب المنطقة؟ المؤسف أنّ الكلام بات يطلق على عواهنه، والقوة والانسحاق أمام سطوة السلاح تتفوق على احترام الدستور، وشهوة السلطة كفيلة بأن تطوي كل ما هو دستور وقانون وسيادة… ما همّ؟ ما دامت قطعان البشر تُساق إلى حتفها كالثيران يستثيرها أحمر العصبية الجاهلية. لم يعد لدى رموز الطبقة السياسية ما يقدمونه للناس سوى إثارتهم. الاستنفار بين عصبيتي أمل وحزب الله اليوم لا يقوم لسبب يتصل بالفساد أو بسرقة المشاعات أو بسبب أزمة البطالة أو تراجع فرص العيش بالحدّ الأدنى أو بسبب قضية معيشية، الاستنفار بسبب شعارات مذهبية تتصل بمن مع التطبير ومن ضدّه؟ لهذا الحد وصل الصراع السياسي والتنافس وغابت القضايا الحيوية… والآتي أسوأ.

العونيون مع نصرالله أينما ذهب، ولو ذهب بلبنان. والرئيس سعد الحريري مع انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية ولو ذهب ذلك به وبوجوده السياسي. سلوكه أقرب إلى سلوك اليائس منه إلى سلوك الطامح لإستعادة وهج قضية الدولة أو العبور اليها. وفي أحسن الاحوال هو مستسلم لإدارة لعبة المحاصصة. وقد صار عليه أن ينتخب الجنرال ميشال عون، وعلى فريق الممانعة أن يتدلل ويتغنج ويتردد كما يشاء وبلا خجل. الدولة اللبنانية في مهب الخطر كما اوحى النائب وليد جنبلاط بتغريدته أمس: “الله يستر”. فعندما تنعدم قواعد الدولة وشروطها وتنتفخ المذاهب والطوائف بجشع من يسمون زعماء، حينها لا يلومن اللبنانيون إلاّ انفسهم الأمارة بسوء الإنقياد إلى من يغامرون بما تبقى من دولة لبنان.

 

عون للسنّة: أحبكم!

نسرين مرعب/جنوبية/ 16 أكتوبر، 2016

لا إشكالية بين مذهب أهل السنة والجماعة في لبنان وبين المسيحية المارونية إلا هاجس الجنرال ميشال عون و صهره رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.

الفشل العوني يتكرر من جديد في احتفال ذكرى 13 تشرين، فالطائفية التي رسخها التيار والتي حاول الخروج من دهاليزها بعدما أصبحت بعبدا اقرب من ذي قبل وبعدما التمس من الرئيس سعد الحريري فرجاً قريباً، عادت هذه الطائفية لتتجدد وبصورة أوضح على طريق الشعب – بعبدا.

في إطلالة كل من الجنرال ميشال عون عبر قناة الـotv وإطلالة وزير الخارجية جبران باسيل مع الإعلامي مارسيل غانم عبر قناة الـlbci، كان للسنّة الحيّز الأوسع، فاستفاض الاثنان في إعادة ترميم العلاقات مع الطائفة التي اتهموها هي وممثليها بسرقة حقوقهم وبالداعشية وبالفساد وما إلى ذلك.

وقد جهد كلاهما عبر المحطتين في التأكيد على أهمية السنّة وعلى اعتدالهم لبنانياً، وعلى القاعدة التمثيلية للحريري ليمزقا تذكرة “وان واي تكت” التي سبق للجنرال أن قطعها له. ما قاله الاثنان كلام حق يراد به باطل، فالسنّة في لبنان لم يكونوا يوماً من دعاة الإرهاب ولا الداعشية بل أوّل من استنكرها هم رافضوا الإسلاموفوبيا، وأكدوا أنّ القتل والذبح ليسوا من هذه الديانة بشيء، كذلك لم يسعَ السنّة لأخذ حصّة المسيحيين ولا للاستقواء عليهم، فالخلافات سياسية بحتة، بينما العلاقة السنية – المارونية لم تتسم منذ نهاية الحرب الأهلية بأيّ معايير مذهبية أو سطوة على وجودية الأخر. تبرئة زعيم الرابية وصهره للمذهب مؤخراً لم تأتِ لتوبة خالصة، وإنّما لكرسي بات فوق كل المبادئ فالبوصلة لأجله تتبدل 180 درجة، ليخجل “بينوكيو” من طول الأنوف. وهو التوصيف الذي كان للنائب عقاب صقر حصريته والأسبقية في تأكيده. وهذا التبدل ليس حصراً على اشكالية مع السنّة بل إشكالية مع مصالح العونيين – وإن كان السنّة وحدهم من تعاملوا معهم مذهبياً – ولنا في ذلك نماذجاً في انقلابه على مواقفه من بشار الأسد وحزب الله وثورة الأرز، ومن ممارسته عكس الشعارات الطنانة، والتوريث خير شاهد وتنصيب الأقرباء والأصهار كذلك في وظائف الدولة بضغط واعتصام وشيطنة واعتداء على قوى الأمن، كما حصل يوم أراد التيار للعميد شامل روكز أن يكون قائداً للجيش. ميشال عون الذي استفاض حبّاً للطائفة، أراد اليوم أن يعلو في روحانياته، فكانت خطبة الجمعة في احتفال الأحد، استقدم أحد مشايخ السنة وهو عمر الكيلاني، وجمع على مسرح واحد ممثلو السنية الدينية والمارونية الكنسية كتفاً لكتف.

صورة نموذجية، ولكنها كانت الأسوأ في وطن لا شقاق به ولا حاجة له لأن يؤكد المؤكد. ربما عون يحتاج لبراءة ذمة، إلا انّه أدان نفسه، هذا المشهد يؤكد أنّ في العصبية العونية اشكالية وأنّ الاخر السنّي ليس مقبولاً لذا كان من الضروري تقديم فقرة تقول “نحن والسنة واحد”، هذه الفقرة الشاذة لا يحتاجها اللبنانيون على الجانبين السني والماروني، وليكتفِ بها الجنرال وحيداً. فكل سنّي في لبنان هو ماروني الهوى، وكل ماروني لبناني هو ذو انتماء سنّي، لا حاجة لفصل الروح والجسد ثم جمعهما، الحرب الأهلية انتهت، والدفاتر أغلقت، وحده جنرال الرابية لا يزال يحفر في القبور ويحاول نبش المآثم والخلاف.

 

العونيون في كربلائهم

ساطع نور الدي/المدن/الأحد 16/10/2016

من أغرب معالم الحلف المقدس القائم بين التيار العوني وبين حزب الله هو أنه يقود العونييين الى ثقافة عاشورائية مفجعة، تحيي المظلوميات المارونية والمسيحية كافة وتحولها الى سلاح في معركة رئاسة الجمهورية، بدلا من ان يبعد الحزب وجمهوره عن استخدام تلك الفاجعة  لتأسيس ثقافي وحيد للهوية الشيعية.

الزحف العوني الى قصر بعبدا في مناسبة الثالث عشر من تشرين الاول اكتوبر من كل عام  ما زال يثير الحيرة، باعتباره واحداً من أعجب الطقوس السياسية التي يمارسها التيار ، وأقربها من واقعة كربلاء بالذات.. برغم التزام العونيين الاخير بعدم التفجع على ما جرى في ذلك اليوم، بخلاف السنوات التي سبقت التفاهم مع حزب الله ، عندما كانت ترتفع فكرة الشهادة وصورة  الشهيد ، لتشكل محور الكفاح العوني من اجل الاصلاح والتغيير والرئاسة الضائعة. لم يكن إختيار التوقيت السنوي مفهوما ابدا. فالمناسبة ليست مدعاة للفخر ولا حتى للتذكر، وهي بكل ما تحويه من عناصر تراجيدية لا يمكن ان تمثل لوحدها على الاقل، الفاجعة الكبرى في التاريخ الماروني والمسيحي الحديث.  إحياء ذكرى الهزيمة العونية الكبرى ، كان ولا يزال يستدعي شعائر مخالفة ومراجعات مختلفة، ولا يحتاج الى هذا المزاح الاوبرالي الثقيل حول الوحدة الوطنية العابرة للطوائف التي قدمت نماذج من اغانيها واناشيدها الدينية.

 التوجه الى قصر بعبدا بالتحديد لم يكسب يوما الكفاح العوني من اجل نيل الرئاسة الكثير من الشرعية او المصداقية. هو تعبير  عن الحنين للسكن في المبنى المدمر الذي خرج منه عون خائبا مهزوما بعدما دمره الجيش السوري. لكن المكان لا يرقى الى "أرض الطفّ" في كربلاء. لا الهيهات ولا المناجاة ولا حتى التطبير يمكن ان يؤسس للقضية العونية ويسندها. وبدلا من السير باتجاه قصر الشعب من اجل استعادته، والسكن فيه، كان ولا يزال يجدر التوجه بالاحتجاج او بالنداء الى أمكنة أخرى، مثل عين التينة او بئر العبد او بيت الوسط او ربما الكليمنصو. هناك يجري التآمر  ويتم تفريغ القصر ويكبر الظلم اللاحق بعون وجمهوره وجماعته. لكن الجنرال والجمهور والجماعة باتوا أشبه بطائفة جديدة ، تحتاج الى معاملة خاصة، تستقي من التاريخ اللبناني بعض التقدير للدور المسيحي والماروني في التأسيس والتكوين، وتحرص على تفادي الانجراف خلف مظلومية إضافية، تعطل البحث في المظلوميتين السنية والشيعية اللتين تهددان وجود لبنان وبقاءه، وتتسامح مع انحدار الحلم الرئاسي العوني الى لغة عصبية طائفية مستفزة في بعض الاحيان لجموع المسلمين. الكفاح العوني يقترب من نهايته. نيل المنصب وفتح القصر يحتاج الى المزيد من الصبر والتروي. المسير الى بعبدا  لا يعكس هذا الشعور  بل يعاكسه، ويحرج الحلفاء ولا يضغط على الخصوم. هو يعبر عن توتر يفترض انه بات ينتمي الى الماضي، لكن ثبت مرة اخرى انه مقيم في السلوك العوني الذي يطلب حقاً رئاسياً من غير أهله ، وبأسلوب مثير للهزء حيناً وللاستفزاز أحياناً، خصوصا بعدما انطوى التيار العريض الى حالة "باسيلية" ، غير محببة وغير مستحبة ايضاً.

المعاملة الخاصة التي يستدعيها التيار العوني ، لا يمكن ان ترسم على طريق بعبدا بالذات، حيث لم يفلح العونيون لا في تقليد الشيعة ولا في استعارة مظلوميتهم التاريخية. شخصية عون بالتحديد لا تسمح بمثل هذه المقاربة، ورئاسة الجمهورية لا تبيح مثل هذه المقارنة. وكذا الامر بالنسبة الى الجمهور العوني الذي لم ييأس ولن ييأس لكنه يضيع اليوم في سلوك الدروب الرئاسية الموحشة.. من دون ان يدري أين يوجه مظالمه ومطالبه، ومن دون ان يشعر بالفعل ان فتح القصر أصبح قاب قوسين او ادنى.

 

عون يقدم نفسه للبنانيين رئيساً تصالحياً

الحياة/17 تشرين الأول/16/على غير عادته، أطل أمس مؤسس «التيار الوطني الحر» رئيس «تكتل الإصلاح والتغيير» العماد ميشال عون على اللبنانيين بخطاب سياسي تصالحي في العموميات خلال إحياء تياره الذكرى السادسة والعشرين لإطاحته من القصر الجمهوري في بعبدا في 13 تشرين الأول (أكتوبر) 1990، تجنب فيه الدخول في اشتباك سياسي مع أي من الأطراف المحليين من دون استثناء، وكذلك تحديد موقفه من نقاط الاختلاف. وبدا كأنه يقدم «أوراق اعتماده» مرشحاً لرئاسة الجمهورية في وجه منافسه زعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، وينتظر الخبر اليقين من زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري في حسم خياره السياسي في اتجاه دعم ترشحه للرئاسة.  وحرص عون في خطابه المتلفز المباشر الذي وجهه من دارته في الرابية (المتن الشمالي) إلى مناصريه الذين احتشدوا بالألوف على الطريق المؤدي إلى القصر الجمهوري في بعبدا، على أن تكون الذكرى بمثابة اختبار لما ستكون عليه مواقفه في حال انتخابه رئيساً للجمهورية، مع أن أكثر من مسؤول في «التيار الوطني» وفي «تكتل التغيير» تعاملوا معها وكأن وصوله إلى بعبدا بات محتوماً، وهذا ما لفت إليه رئيس «التيار» وزير الخارجية جبران باسيل في مخاطبته عون بقوله: «إذا صعدت إلى فوق سنخسرك كرئيس لنا لأنك ستصبح أباً لكل اللبنانيين وسترفض التفاهمات الثنائية والثلاثية والرباعية، وستصبح أيضاً ضمانة لكل اللبنانيين». وانسحب خطاب عون التصالحي، ومن قبله خطاب باسيل، على المواقف التي أدلى بها عدد من النواب الأعضاء في «تكتل التغيير» الذين بدوا كأنهم يقرأون في كتاب واحد فيه الكثير مما سيورده «الجنرال» في خطاب القسم في حال انتخب رئيساً، لا سيما أن ما قاله اعتبره مراقبون خريطة الطريق للرئيس الموعود. وتوجه عون في خطابه إلى الشهداء الذين سقطوا خلال إطاحته في عملية لقوة مشتركة من الجيش السوري ونواة الجيش اللبناني بقيادة العماد إميل لحود آنذاك، وقال: «حلمهم هو دولة المؤسسات والقانون والاقتصاد المزدهر، وهي أحلامكم أنتم، وعهدنا لن نتوقف قبل تحقيق هذه الأحلام». وشدد عون على المشاركة المضمونة والمتوازنة لكل الطوائف من دون كيدية أو عزل أو قهر. وقال إن «بناء الوطن يكون بوضع حد للمحسوبيات والاستزلام واحترام الكفاءات في الاختيار وعودة معايير الولاء للدولة دون سواها».

لذلك، حرص عون - كما يقول مراقبون - على أن يقدم نفسه للبنانيين على أنه عون آخر غير الذي كان في صراع سياسي بلغ ذروته مع «المستقبل»، وإن كان مر بفترات من المهادنة قبل أن يقرر فتح صفحة جديدة معه في ضوء استعداد الحريري لإمكان حسم خياره في اتجاه دعم ترشحه للرئاسة.

لكن الرئيس الموعود - كما بدا أمس في عيون محازبيه - لن يخرج من دائرة القلق مع اقتراب انعقاد الجلسة السادسة والأربعين لانتخاب رئيس جمهورية للبنان في 31 الجاري، سيشارك فيها شخصياً منافسه النائب فرنجية، وقد تضطره إلى مقاطعتها خوفاً من أن يقع ضحية لعبة من «تحت الطاولة» تؤدي إلى انتخاب فرنجية، أو على الأقل إلى تعذر انعقاد الجلسة، ما سيفتح الباب أمام احتمال إعادة خلط الأوراق التي ستبقي الجلسات مفتوحة على كل الاحتمالات.

 

القيادي العسكري في حزب الله الحاج علاء سقط بعبوة ناسفة داخل مشروع 1070

جنوبية/17 أكتوبر، 2016/سقط القيادي العسكري في حزب الله الحاج علاء في حلب، وبحسب موقع ملحق الالكتروني لم يسقط القيادي في المعارك وإنّما بسبب انفجار عبوة ناسفة في السيارة التي كان يستقلها وذلك داخل مشروع 1070. وبحسب الموقع نفسه فإنّ هذه العبوة هي من مخلفات الثوار.

 

حزب الله.. يطوّق الجبل ويؤمن شريانه الأساسي

ربيع حداد /المدن/الأحد 16/10/2016

يروي أبناء ساحل الشوف، أنه في أعقاب الحرب الأهلية اللبنانية وبعيد تهجير أهالي الدامور، جاءت الأوامر بهدم المنازل التي أخلاها سكّانها. في تلك المنطقة كانت القوات المهاجمة مؤلفة من فلسطينيين، لبنانيين في الحزب التقدمي الإشتراكي والحزب الشيوعي اللبناني. بعيد بدء مقاتلي الإشتراكي هدم المنازل، سأل أحد القادة الشيوعيين عن السبب، فجاءه الجواب، بأنه إذا ما بقيت هذه المنازل، فإن الجنوبيين سيقطنونها. وبالتالي، قد تتحول فيما بعد إلى شبه كانتون لهم، في خاصرة مكوناتها من الدروز والمسيحيين. تنسب هذه "الرؤية" في تلك الفترة، إلى النائب وليد جنبلاط، الذي خشى حدوث تغيير ديموغرافي في المنطقة.

تغيّر ساحل الشوف كثيراً. بلداته أصبحت ضواحي ومقصداً لمختلف اللبنانيين من كل الطوائف، الذين وجدوا في طول الخطّ الساحلي ملاذاً لهم بسبب عدم القدرة على تحمّل تكاليف السكن في العاصمة ومحيطها القريب. ومنذ ذلك الحين، يسيطر القلق والترقب على أهالي المنطقة الأساسيين من تغيير في المنطقة. صحيح أن هذا التغيير حصل، ولكن ليس على سبيل التهجير، إنما على شكل تكون "مجتمعات" جديدة على طول الخطّ الواصل بين بيروت وصيدا.

تبرز حالياً، الإشتباكات التي تشهدها بعض مناطق هذا الخطّ، منذ اشتباكات السعديات قبل نحو السنة بين سرايا المقاومة ومؤيدين لتيار المستقبل، إلى ما حصل في عرمون وسبلين. لا يوحي المشهد المنظور بالوجود "العسكري المنظم"، لكن دلائله كثيرة وإن لم تكن معلنة. غالباً ما يتّخذ أي إشكال فردي طابعاً سياسياً، على قاعدة الإنقسام بين سرايا المقاومة والجهات المناوئة لها. لذلك، يتحدّث أهالي المنطقة بخشية عن احتمالات أصعب، وعن تشكّل بيئة قابلة للتوتر والإنفجار في أي وقت.

في المقابل، تعتبر مصادر أمنية أن اشتباك عرمون شكّل رسالة إلى الظهور الأول للسلاح في أيدي بعض السوريين. ويعتبر البعض أن ما جرى في عرمون وسبلين، يأتي في سياق حرب إثبات الوجود والنفوذ في تلك المناطق، وبأن هناك من يريد إيصال رسالة بأنه موجود وله جماعته.

يجزّء البعض إستراتيجية تمدّد حزب الله إلى تلك المناطق إلى قسمن، الأول عن طريق شراء العقارات وإقامة المشاريع والأبنية الضخمة وإن لم يقطنها أحد بعد، أو عبر استقطاب سرايا المقاومة التابعة له مزيداً من الشباب في تلك المناطق، لقاء رواتب شهرية أو بعض المساعدات، خصوصاً أن نسبة العاطلين من العمل مرتفعة جداً. وهؤلاء الشباب ليسوا جميعهم من اللبنانيين. وتشير المعلومات إلى وجود العديد من المجموعات التابعة لسرايا المقاومة على طول الخطّ الساحلي من خلدة وصولاً إلى صيدا، لافتة إلى أن أعدادهم ترتفع. والهدف من ذلك، وفق مصادر، هو عدم تكرار تجربة ما جرى في 7 أيار 2008، أي حين حاول حزب الله دخول الجبل من الشويفات وتعرّض لكمائن أو ضربات من الخلف؛ وثانياً، لا يريد أن تبقى هناك قوى قادرة على التحّكم بطريق الجنوب. وبالتالي، فهو من خلال هذه المجموعات قادر على التأثير والسيطرة على الخطّ الساحلي. ويوضع ذلك في سياق إستباق أي حدث أمني قد يحصل.

والناظر إلى خريطة ساحل الشوف يرى أن الحزب يتوسع بشكل مدروس بأبنية وعقارات تأخذ شكل الحلقات التي تفرض قوساً على المنطقة. بدءاً من أحد المجمعات السكنية في أول خلدة، إلى مجمّع آخر في الجية، وصولاً إلى مجمع ثالث في منطقة الرميلة، ناهيك بالإمتداد إلى العمق الشوفي، عبر شراء مساحات واسعة من الأراضي، في برجا والدلهمية التابعة للدبية، ومناطق أخرى. وقد استطاع الحزب بعد التخلّص من ظاهرة الشيخ أحمد الأسير في عبرا، من السيطرة على المنطقة من الجهة الجنوبية، بحيث أصبحت صيدا منطقة غير مزعجة له، بسبب وجوده وتمدده فيها، ليس من جهة حارة صيدا فحسب، إنما من جهات أخرى أيضاً. كذلك استطاع التغلغل في مخيم عين الحلوة والتعمير وصولاً إلى مخيم المية ومية. وبالتالي، سحب أي عامل مهدد من تلك "البؤر". وبذلك يكون قد استطاع تأمين شريانه الأساسي بين بيروت والجنوب، فيما تبقى العين مصوّبة على مناطق أخرى. وهذا ما تشير إليه الأخبار التي تتحدّث عن نية أحد كبار ممولي الحزب شراء أراضي آل الحريري في كفرفالوس، فيما نفت العائلة ذلك.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 16/10/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

هل يدفع تصاعد توتر المنطقة، إلى تفاهمات لبنانية دون ممانعة خارجية تتيح الخروج من مراوحة الأزمة وتفاقم تداعياتها؟.

الملف السوري تنقل بين لوزان ولندن، في حلقة تشاور روسي- أميركي بمشاركة اقليمية، وإن لم تصل إلى ولوج الحلول، أكدت استمرار التشاور لبحثها. وقبل ان تستأنف المشاورات في لوزان غدا، حمل وزير الخارجية الأميركية حصيلة الاقتراحات إلى اجتماع لندن الأوروبي، بعد لقاء جمعه إلى نظيره السعودي عادل الجبير، معلنا انه ينبغي تنفيذ وقف إطلاق النار باليمن "بأسرع ما يمكن"، بحلول يوم الاثنين أو الثلاثاء، ما أوحى بحلول وشيكة وإن مؤقتة لأزمة اليمن.

أما الموصل العراقية، فدخلت مرحلة الحسم النهائي، لاستكمال عملية طرد "داعش".

وفي باريس، محادثات مستمرة للمعاون السياسي للرئيس بري الوزير علي حسن خليل مع الرئيس الحريري، وإن تحدثت بعض المعلومات عن استمهال الحريري ترشيح العماد عون بانتظار استكمال الاتصالات، رشح ان فرنسا مهتمة بمتابعة المشاورات عن كثب عبر ايفاد مسؤول في الخارجية خلال أيام لبيروت لاستكشاف المواقف.

وطبخة الرئاسة يتم انضاجها بهدوء العارفين بنكهاتها المتنوعة وتوازناتها الدقيقة، وبما لا يوحي بأنها على نار مرتفعة قد تنضجها قبل نهاية الشهر الجاري. وإذا لم تحصل مفاجآت غير محسوبة، لا شيء يوحي حتى الساعة ان جلسة الحادي والثلاثين من الجاري ستكون جلسة حاسمة. غير ان الحسم مطلوب من الجميع لصالح توافق على تفاهمات، أو سلال كما يحلو لأطرافها التسمية، على ما يخرج البلاد من أزمة الفراغ وهشاشة المؤسسات التي باتت مهددة ماليا، إضافة إلى تراجع دورها. وهو ما دفع الرئيس بري لتحديد أولويات جدول أعمال الجلسة التشريعية التي تفوق ضرورة البت ببنودها الأولويات الأخرى، نظرا لارتباطها باتفاقيات دولية تتعلق بسمعة لبنان المالية وموقعه، وفق تأكيد النائب ميشال موسى ل"تلفزيون لبنان"، الذي أشار إلى ان هيئة مكتب المجلس ستبت رسميا بالجدول بعد أول اجتماع لها الثلاثاء.

فيما الحكومة باتت على سكة الانتاج المبدئي، بعد موقف "التيار الوطني الحر" الذي، وفق ما قال الوزير رشيد درباس ل"تلفزيون لبنان"، اختار السياسة النصفية، أي الموزعة ما بين الحكومة التي يشارك في اجتماعاتها، وما بين الشارع الذي سجل حضوره فيه اليوم على طريق قصر بعبدا، لمناسبة ذكرى الثالث عشر من تشرين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

الملف الرئاسي ما يزال يدور في دائرة المراوحة، ويخضع لأخذ ورد، في ظل مواقف ضبابية.

اليوم برز تحرك ل"التيار الوطني الحر"، في ذكرى الثالث عشر من تشرين الأول، فاحتشد مناصرو "التيار الوطني" على طريق القصر الجمهوري في بعبدا. وفيما لم يتطرق العماد ميشال عون إلى مستجدات الاستحقاق الرئاسي، اكتفى بتعداد مبادىء بناء الوطن وفي مقدمها إقرار الدستور والميثاق. أما الوزير جبران باسيل فحلم خلال كلمته، برؤية عون واقفا على شرفة قصر بعبدا.

ووسط التجمع العوني، قام بعض الموتورين من التيار، باعتداء على فريق عمل قناة الـ NBN والزميلة المراسلة رشا الزين التي كانت تقوم بتغطية وقائع التحرك العوني. ولم يتوان هؤلاء في توجيه الشتائم والإهانة لفريق NBN، وصلت إلى حد الاعتداء الجسدي على الزميلة رشا الزين، ومطالبتها بمغادرة المكان، بعد ان كالوا أنواعا من الشتائم والكلام النابي، ولم تستثن الشتائم قناة NBN نفسها والعاملين فيها.

ان إدارة الـ nbn تعتبر أن هذا الاعتداء يمس بحرية الاعلام والصحافة، وتضع هذا العمل المشين برسم المسؤولين في "التيار الوطني الحر".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ستة وعشرون عاما على ذكرى درب الالام التي مشتها جماهير "التيار الوطني الحر" عند طريق قصر الشعب، مشتها اليوم دربا للآمال نحو قصر بعبدا.

أحيا العونيون ذكرى الثالث من تشرين بعين المستقبل القريب. وترددت أصداء الخطابات والهتافات في أرجاء القصر الرئاسي، الذي باتت طرقاته مضاءة بكثير من الاشارات السياسية. أما تصاريح الكلام السياسي فكان من الجنرال ميشال عون ورئيس التيار جبران باسيل، بالوعد ان لا توقف قبل الوصول إلى الوطن الذي دفع من أجله أغلى الاثمان، وأول خطوة لبنائه بحسب الجنرال، احترام الدستور والميثاق والمشاركة المتوازنة من الجميع دون كيدية.

ولكي لا يجرف لبنان مع التوترات الكبيرة في المنطقة والعالم، أو يهمل في التسويات الكبيرة إذا ما تمت، دعا رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين اللبنانيين للاعتماد على انفسهم وعدم انتظار الخارج، فالخارج المنتظر بحسب الوقائع لا التحليلات مشغول بسيل خيباته في اليمن وسوريا، أو بيخت أميره الذي اشتراه خلال اجازة له في فرنسا بأكثر من نصف مليار دولار، فيما خططته التقشفية شملت رواتب الموظفين والعسكريين وموازنات لمشاريع كبرى في المملكة الغارقة بكل انواع المستنقعات الاقتصادية والعسكرية وحتى السياسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

يوم برتقالي بامتياز، فجمهور النائب ميشال عون احتشد على طريق بعبدا، بحيث بدا وكأنه على قاب قوسين أو أدنى من ايصال زعيمه إلى القصر الجمهوري. صحيح ان المرشح الرئاسي النائب ميشال عون، لم يحضر شخصيا لأسباب أمنية، لكن كل ما في المهرجان كان مدوزنا بنفس رئاسي، فكلام عون جاء هادئا توفيقيا يجمع ولا يفرق. كذلك كلام رئيس التيار جبران باسيل، حتى كلام رجال الدين الذين يمثلون الطوائف اللبنانية جاء ليؤكد ان المهرجان نظم وأعد لهدف وحيد، قطع المسافة المتبقية بين طريق القصر والقصر بأقصى سرعة ممكنة.

لكن المسافة السياسية إلى قصر بعبدا، لا تزال أبعد من المسافة الجغرافية القريبة التي أبرزتها تظاهرة التيار. فهناك الاعلان المنتظر من الرئيس سعد الحريري لترشيحه عون، وهو أمر بدأ يواجه بحملة استباقية من الدائرين في الفلك السوري لحمل الحريري على التراجع عن الاعلان، هكذا يمكن فهم التغريدات التي كتبت أمس واليوم، والتي تقصدت الاعلان ان وصول عون إلى قصر بعبدا، لا يعني البتة وصول الحريري إلى السراي الحكومي. فهل ينجح هذا التكتيك المرسوم في سوريا والمنفذ من حلفائها في لبنان، في خربطة التسوية الرئاسية من جديد؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

لم يخذلوه يوما، ولم يتركوه لحظة، لا يوم كان محاصرا قبل المنفى، ولا يوم صار منفيا قبل العودة، ولا حين صار أبا للوطن وبابا لعودة الدولة اليه. لم يتركوه يوم كان حافزهم الألم، فكيف وقد صار ساكنهم الأمل. لم يتركوه بالأمس لانهم ظلموا معا، ولم يتركوه اليوم لأنهم يحلمون معا، ولن يتركوه غدا، حين يكون الحاكم الحكيم والحكم، ويكون الحلم لكل الوطن.

سيكتب التاريخ ان شعبه كان شاهدا وشهيدا، جسورا وفخورا، مكابدا مجالدا صامدا. لا تخونه الذاكرة ولا يخون الذكرى ولا ينسى العبرة. سيكتب هذا التاريخ انه الوحيد الذي غادر وعاد وأعاد الاعتبار للحقوق بعد استباحة، وللوطن بعد وصاية، وللجمهورية بعد تبعية.

على طريق القصر، رفع شعب لبنان اليوم علامة النصر. بعد ستة وعشرين عاما على 13 تشرين، وبعد خمسة عشر عاما على المنفى، وبعد أحد عشر عاما على العودة، وبعد سنتين ونصف على الشغور في بعبدا، لم يزل ميشال عون مالىء الساحات، وسيملأ الفراغ ولن نكون أبدا قليلي الايمان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

ماذا بعد ذكرى 13 تشرين؟، كيف ستتجه التطورات حتى موعد الجلسة السادسة والأربعين لانتخاب رئيس للجمهورية في 31 الجاري؟.

العماد ميشال عون وجه كلمة هادئة، فكيف تلقفها الآخرون؟. الحدث كان على مفرق القصر الجمهوري، لكن الانشغال كان في مكان آخر، في باريس حيث يستعد الرئيس الحريري للتوجه إلى السعودية ومنها يعود إلى لبنان. في عين التينة أيضا حيث الرئيس بري ينتظر سلة لا خطابا. وفي المختارة حيث النائب وليد جنبلاط عالق بين تحاشي إغضاب الرئيس بري والعماد عون في آن، وهذه مهمة شبه مستحيلة.

وبين الموقع والموقع تصدر تغريدات تستدعي قراءات متأنية. وأهمية هذه التغريدات انها تقال بدلا من ضائع، فما يريد "حزب الله" أن يقوله يظهر في تغريدة، على الرغم من ان المغرد ينفي أن يكون لسانا لأحد أو ناطقا باسم أحد. ولكن مع ذلك تأخذ التغريدات حجمها وبعدها لتتحول إلى مؤشر.

انتهى نهار ذكرى 13 تشرين، تعددت الخطب والتغريدات لكن أيا منها لم يحمل أجوبة شافية عن انجاز الاستحقاق الرئاسي. فهل هذا الغموض هو غموض بناء أو فوضوي؟.

ولكن قبل الدخول في النشرة، نشير إلى ما غرد به النائب وليد جنبلاط إذ قال: "أتت كلمة السر يبدو، الله يستر".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

اطلالة النائب ميشال عون أمام جمهور "التيار الوطني الحر" في ذكرى 13 تشرين، تخللها استحضار لدماء الشهداء الذين سقطوا في العام 1990، وليطرح برنامج عمل رئاسي أراده عابرا لكل الأطراف والأطياف، عبر مشهدية اعتلاء الاحتفال رجال دين من كل الطوائف، ومن خلال انتقاء المفردات الجامعة.

وما لم يقله عون، عبر عنه وزير الخارجية جبران باسيل، مشددا على ان الحلم هو وقوف عون على شرفة القصر الجمهوري. وفي كلام باسيل انه وعند صعود عون إلى قصر بعبدا، سيصبح أبا لكل اللبنانيين، وسيرفض التفاهمات الثنائية والثلاثية والرباعية وسيصبح ضمانة كل اللبنانيين.

وعن الاحتفال بالذكرى وما قيل خلالها، سيسيل حبر كثير. بالتوازي مع انتظار لما ستؤول إليه الاتصالات والتحركات التي يجريها الرئيس سعد الحريري داخليا وخارجيا، والتي ينتظر ان تتبلور في الأيام المقبلة.

إقليميا، ومتابعة لتطورات الوضع السوري، اجتماع في لندن بعد يوم من اجتماع لوزان الذي فشل في التوصل إلى حل للأزمة السورية. أما في الميدان فسيطر "الجيش الحر" اليوم، وبتغطية تركية، على مدينة دابق وقرية صوران في حلب، بعد معارك عنيفة مع تنظيم "داعش".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

صلى التيار، فمتى يرفع الحريري الآذان؟.

كان شعب لبنان العظيم على مفارق القصر اليوم. بضعة أمتار باتت متبقية لبلوغ كرسيه، لكنها أمتار محفوفة بقلق يساوي ستا وعشرين سنة انتظار، قضاها الجنرال بين باريس وبيروت.

اليوم استكمل التيار الصلوات الرئاسية في الشارع، وقدم رئيسه جبران باسيل خطابا في الهواء أمام الحشود، ثم الجنرال ميشال عون خطابا من خلف الشاشة العازلة. وفي المضمونين كانت الرئاسة حلما بدأ يتحقق مع أياد مفتوحة على التعاون. قال العونيون ما لديهم، مع إبتهالات على المسرح الخطابي، وصلوات جامعة حيث الشيخ مع الكاهن، والآذان يرتفع في "الله أكبر" واحدة مع الأبانا والسلام.

أدى التيار قسطه للعلا، في الإيمان الساطع والانفتاح، لكن ماذا عن الشيخ سعد؟، ومتى سيرفع آذان الترشيح؟. كل المعلومات باتت حاسمة في قناعة الرجل ومضيه في خياره العوني، وإن تريثه حاليا لا يتعلق بالمكونات اللبنانية، بل هو انتظار يترقب صاحب القرار السعودي. هو يمنح مزيدا من الوقت للرياض، لا إلى بعبدا وبيروت.

على أن التأكيدات بالترشيح جاءت أيضا عبر مواقف السياسيين اليوم، إذ أعلن النائب جورج عدوان ل"الجديد" أن الحريري سيعلن ترشيح عون الأسبوع المقبل. وهذا ما توافق عليه أيضا النائب آلان عون. وعليه فإن لبنان أمام أسبوع اختبار جاد سيؤسس لجلسة الواحد والثلاثين من تشرين الحالي، فإما أن يخرج الرئيس من قاعتها منتخبا، أو تصطف الجلسة رقما جديدا للمرة السادسة والاربعين على التوالي.

بكركي لا تبدو أسيرة الانتظار، وسيدها ما زال يتلو فعل التأنيب على المتقاسمين والمتحاصصين وأصحاب السلال. وفي عظته اليوم قال البطريرك الراعي إن "الشعب اللبناني سئم ممارسة سياسية يبحث أصحابها تارة عن سلة وتارة عن تفاهمات، وهي تصب في معظمها في خانة واحدة هي تقاسم حصص ومغانم على حساب الخير العام، بل على حساب لبنان وشعبه". ولم يوفر الراعي من نقده أولئك الضائعين بين تفسيرات متناقضة لتصريح، وذلك في إشارة على ما يبدو إلى تغريدة القائم بالأعمال السعودي في لبنان، والتي كادت أن تغير المسار الرئاسي.

وبتغريدة، لكن جنبلاطية، جاءت كلمة السر. وهذا ما كتبه النائب وليد جنبلاط قبل قليل على "تويتر"، وأرفق العبارة ب "الله يستر".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عون في ذكرى 13 تشرين: بناء الوطن باحترام الميثاق والمشاركة باسيل: نرفض الثنائيات والثلاثيات والرباعيات ونعمل للتفاهم الوطني

الأحد 16 تشرين الأول 2016 /وطنية - أحيا "التيار الوطني الحر"، ذكرى 13 تشرين الاول بتظاهرة حاشدة تحت شعار "يكون الميثاق او لا يكون ... لبنان"، نظمها قبل ظهر اليوم على طريق قصر بعبدا "بيت الشعب" بمشاركة وزراء ونواب التيار. ومنذ ساعات الصباح الباكر، بدأ مناصرو التيار بالوصول إلى طريق قصر بعبدا لاحياء هذه الذكرى، رافعين اعلام التيار واللافتات، وقد علقت شاشات عملاقة على طول طريق القصر لنقل وقائع الاحتفال ومكبرات للصوت تصدح بالأغاني الوطنية. عرف الاحتفال كل من القيادي في التيار بيار رفول والاعلامي حبيب يونس، وافتتح بالنشيد الوطني ثم "صلاة 13 تشرين" تلاها رجال دين من كل الطوائف، وقرئت الفاتحة عن أرواح الشهداء وختمت بصلاة "الابانا" وأقيمت صلاة مشتركة إسلامية مسيحية، وكانت اغان من وحي المناسبة.

باسيل

ثم ألقى رئيس التيار الوزير جبران باسيل كلمة قال فيها: "يا ابناء التيار الوطني الحر، يا ابناء واحفاد 13 تشرين الأول 1990، يا جيل التحرير، يا جيل عون، 13 تشرين ارادوه للبنان نهاية كابوس، فكان لنا بداية الحلم، الحلم بالحرية والسيادة والاستقلال، الحلم بتحرير لبنان وقد تحرر، تحرر من الوصاية السورية ومن الاحتلال الاسرائيلي. الحلم بالعودة، عودة الوطن الى الوطن، وقد عاد العماد عون، عاد من منفاه الباريسي الى وطنه اللبناني. الحلم بالتحرر، تحرر لبنان من الاقطاع، وقد بدأ تحرر اللبناني، وها نحن ندخل الى مجلس النواب ومجلس الوزراء والادارة والانماء وبقيت رئاسة الجمهورية".

وأضاف: "قبل 13 تشرين مشينا كلنا على طريق القصر وصعدنا الى ساحة بيت الشعب، واليوم نقف على هذه الطريق دون ان نستطيع ان نصعد الى ساحة القصر. في هذه الفترة، انا صعدت الى فوق، لكن لم أجدكم ولا وجدت روحا في هذا القصر من دونكم. في 13 تشرين وقبله وبعده استشهد للوطن ابطال من الجيش والشعب، واليوم نجتمع لنكون اوفياء لذكراهم، ليس بالبكاء بل بالأمل والهتاف. هم رقدوا في 13 تشرين ونحن عشنا بفضل شهادتهم، هم رقدوا على رجاء القيامة - قيامة الوطن، ونحن عشنا على أمل العودة - عودة الوطن. هم رقدوا ونحن رحنا نحلم".

وأكمل: "أنا من الذين حلموا، وعلقت صورة "لأنك كرامتنا" فوق السرير، علقتها على الحائط وقلت انني لن ازيلها عنه حتى يعود فعاد، ووضعتها ممزقة في اطار وستبقى للأبد ذكرى طيبة، واصبح الحلم ان اعلقها على الحائط ورائي في الوزارة "لأنك كرامتنا".

وتابع: "عندما تصبح الكرامة انسانا، يصبح الانسان بحجم وطن ويصبح الحلم بالكرامة الوطنية هو حلم بالشخص، وهكذا تصبح المعاني الكبيرة والقيم الكبيرة احيانا مجسدة بأشخاص، ويصبح المواطن يرى خلاصه فيهم. حلمنا اليوم ب 2016 هو ذاته ب1990 وبال2005، حلمنا هو الوطن، لأن الوطن اذا تحرر وبقي حكامه محتلة عقولهم لا يكون وطن، ولأن الوطن اذا استقل، واكله الفساد ونخر مؤسساته لا يكون وطنا، ولأن الوطن اذا صار سيدا، ولم يكن فيه دولة لا يكون وطنا، لأن لبنان من دون ميثاقه ليس وطنا، ميثاق العيش الواحد المتساوي بين المسلمين والمسيحيين، حلمنا اليوم هو الوطن، تنظيفه ليس من الزبالة فقط بل من الفساد، حلمنا اليوم هو الوطن وبناء الدولة في الوطن وبناء انسان الكرامة في الوطن، والحفاظ على الميثاق في الوطن، هذا هو حلمنا، والحلم يجب تحقيقه، وتحقيقه في حاجة الى عمل. صحيح ان وجودنا اليوم هو ذكرى واستذكار ولكنه جزء من العمل، فالحلم من دون عمل يصبح فلسفة وتنظيرا وصاحبه يصبح حالما دائما او مهلوسا. اما الحلم مع جهد فيصبح نضالا من اجل الوطن وصاحبه يصبح اسمه مناضلا، ونحن مجموعة من الحالمين المناضلين ولذلك نحن "التيار الوطني الحر"، تيار كل واحد يحلم بوطن اسمه لبنان، موجود في الشرق وغير "منقلع" عنه، أت من تاريخ وتراث وحضارة، وذاهب الى مستقبل كله امن وطمأنينة وازدهار". وأضاف: "هذا هو حلمنا، اما ذنبنا اننا نحلم ممنوع الحلم؟ ممنوع أن نحلم خاصة اذا كان حلمنا بميثاق ووطن ودولة؟ ميثاقنا وضعه كبارنا واليوم سيعيد احياؤه كبارنا، ميثاق ليس ثنائيا ولا ثلاثيا ولا رباعيا بل ميثاق وطني فيه الجميع متساوون، وطن حر سيد مستقل لا يلحق احدا، لا سياسات ولا محاور، محوره الوحيد هو مصلحته، ومصلحته ان يبقى جزءا من الشرق ومنفتحا على الغرب، ودولة مقاومة بكل مكوناتها، مقاومة للاحتلال ومقاومة ايضا للفساد، دولة مقاومة بشعبها وقوية بجيشها - قوية ولكن لا يأكل القوي فيها الضعيف. حلمنا بوحدة وطنية، بعيش واحد، بقبول بالآخر، وحدة وطنية حقيقية. نعم حلمنا ان يقف ميشال عون على شرفة قصر بعبدا ويصرخ يا شعب لبنان العظيم ولكن يقف معه جميع اللبنانيين يدا بيد، وايديهم الى فوق. لا يصبحون واحدا لكن يعيشون عيشا واحدا مع شعب واحد في بيت واحد هو لبنان، ويقبلون بالاختلاف مع بعضهم دون الغاء ولكن بتساو، ويرفضون كلهم داعش ويقتلون داعش بالفكر كي يستطيعوا العيش مع بعضهم بمحبة وشراكة وليس بكراهية وتسلط". وتابع باسيل: "حلمنا هو هوية وارض ورسالة، وطن له هوية هي تاريخه وحضارته وثقافته، هوية ابنائه يردها لهم بفخر ولا يستبدلهم لا بنازح ولا بلاجئ، وطن يستضيف الجميع وكل مستضعف، لكن من دون ان يضعف شعبه، وطن له ارض لا يحجبها عن اجنبي لاستثمار ولا يبيعها لأجنبي للتوطين، وطن الرسالة - رسالة العيش المتناصف المتشارك تتبادل فيه الناس الاحترام بالاختلاف ويسلك التبادلية بدل الاستنسابية، وطن ميزته هويته، وهويته رسالته، ورسالته لها ارض تنطلق منها هي لبنان وتشع الى كل العالم. حلمنا هو الحياة الكريمة للانسان اللبناني، للشاب لتكون له فرصة عمل وليس باب هجرة، للمرأة لتكون لها حقوق المشاركة وليس واجب الخدمة فقط، حياة لمبادرة فردية خلاقة هي اقوى من الدولة ولكن من ضمنها، حياة لمجتمع مدني هو مبدع يصلح مع الاحزاب الحياة السياسية ولا يلغيها بحجة التعميم بالفساد بل يعتمد التعميم بالاصلاح، حياة لطاقات لبنانية كبيرة مسموح أن تعبر عن نفسها في لبنان، واذا كبرت واصبحت اكبر من ان يستوعبها وخرجت منه، نلحقها لتبقى مربوطة بالوطن، لتنشر لبنان معها وليس لتنشر غسيل لبنان".

وأردف: "حلمنا هو كهرباء ومياه ونفط ومواصلات واتصالات وضمان وخدمات، كهرباء من دون انقطاع وتعطيل يعطيها القطاع العام والخاص بالأصول والقانون، مياه من دون "تسكير" وتخريب بحجة البيئة، تعطيها ارضنا وسدودنا وهي تعطي بيئة نظيفة، نفط من دون حجب لصالح جار او عدو او منتفع وتستفيد منه الاجيال القادمة، اتصالات شرعية متطورة تصل الى كل انسان ولا يحرمنا منها انسان، مواصلات بالطرقات والباصات والقطارات تدخل الى كل مكان ولا تنحصر ببعض الامكنة، ضمان اجتماعي وصحي يستفيد منه كل كبير وصغير ومحتاج وليس صندوقا مكسورا، خدمات تعليم وتدريب وتثقيف وليس توزيعا و"تزبيطا" وتنفيعا. حلمنا اننا نحن شعب عظيم ونريد بلدا عظيما، مثلنا. وهذا الحلم يجب أن يتحقق، شهداؤنا ماتوا ليتحقق ونحنا هنا على طريق بيت الشعب لنحققه. هنا مشينا وحلمنا، هنا ضاع الحلم وهنا عاد الحلم. اليوم بعض من يسمعنا يعتقد اننا حالمون مثل ايام الوصاية. غدا اذا صعدنا الى القصر، الى بيت الشعب، نصبح نحن حاكمين بدل حالمين، وهم سيدخلون معنا القصر ويستمتعون معنا بالحلم وبالحكم ولن نرضى ان يبقى لبناني خارجه".وختم باسيل متوجها الى عون: "اما انت، الذي انت الحلم، انت لن تحلم ولن تنام لتحلم، ولن ترتاح بل ستتعب اكثر، سترتاح منا وتتركنا في "التيار" بعد ان كنت أب "التيار" ووالدنا وأخانا ورفيقنا. وستصبح أب كل اللبنانيين، ستتعب من دون تفاهم ثنائي، وسترفض كل تفاهم ثنائي وثلاثي ورباعي لتصير صانع التفاهم الوطني، سنخسرك كي يربحك كل اللبنانيين، وكما كنت ضمانتنا في التيار ستكون ضمانة كل اللبنانيين، لأنك الضمانة، لأنك الكرامة، لأنك كرامتنا. سنبقى نحلم ونراك هكذا، ليبقى التيار ويبقى لبنان.عشتم، عاش التيار الوطني الحر وعاش لبنان".

عون

أما رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون الذي أطل عبر شاشة عملاقة من الرابية، فقال: "تعود بنا الذاكرة اليوم 26 عاما الى الوراء، الى 13 تشرين 1990 يوم سقط العديد من الشهداء وهم يدافعون عن أرض أحبوها وأقسموا يمين الدفاع عنها، وعن مواطنين أقسموا يمين حمايتهم، فارتوت الأرض بدمائهم كما بدموع أحبائهم". أضاف: "في هذه الذكرى يمتزج دوما شعورنا بالفخر والاعتزاز ببطولاتهم مع شعور بالأسى لفقدانهم وألم فراقهم، وهم رفاق وإخوة لنا في السلاح، افتدوا الوطن بحياتهم وجسدوا الحب الأعظم الذي تكلم عنه يوحنا في انجيله حين قال: ما من حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه. نعم، لقد بذلوا أنفسهم في سبيل أحبائهم وفي سبيل وطنهم، لم يكونوا طرفا في حرب أهلية، ولم يقاتلوا مواطنيهم، بل قاتلوا دفاعا عن حرية لبنان واستقلاله وسيادته، قاتلوا من أجل كرامة شعب، ومن أجل بناء وطن ينعمون فيه مع أولادهم بالطمأنينة والسلام، ولكن، هم ذهبوا ولم يبن الوطن. فهل ذهبوا هباء؟ هل استشهدوا عبثا؟ أبدا، فدماؤهم ستبقى منارتنا، وستبقى صوت الضمير الذي يصرخ في أعماقنا، يطالبنا بإكمال ما بدأوا، يمنعنا من التوقف، من الاستراحة، حتى تحقيق الحلم، والوفاء بالعهد الذي قطعناه لهم يوم استشهادهم. حلمهم كان أن نبني الوطن القوي الآمن المزدهر، وأن يعيش فيه أولادهم وأحفادهم هانئين مطمئنين ليومهم ولغدهم، حلمهم دولة المؤسسات والقانون، حلمهم وحدة الأرض والشعب، حلمهم الاقتصاد المزدهر، حلمهم البيئة النظيفة والكهرباء والمياه.

نعم أحلامهم كانت كثيرة ومستحقة، وهي نفسها أحلامكم، وعهدنا لهم ولكم أننا لن نتوقف حتى تحقيقها، وحتى نصل الى الوطن الذي دفعنا جميعا أغلى الأثمان في سبيله".

وتابع: "عندما نتحدث عن بناء الوطن، فذلك ليس من باب الشعارات الفارغة من المضمون، فبناء الوطن أول ما يكون باحترام الدستور والميثاق والقوانين، والمشاركة المضمونة والمتوازنة لكافة الطوائف دون كيدية أو عزل أو قهر، بناء الوطن ومؤسساته يكون على أيدي الأكفاء الذين يترفعون عن المكاسب الشخصية ويتمتعون بأعلى درجات النزاهة والشفافية وبروح العدالة والتجرد، بناء الوطن يكون بوضع حد للمحسوبيات والاستزلام، واحترام الكفاءات في الاختيار، وعودة معايير الولاء للدولة دون سواها، بناء الوطن يكون بدعم استقلالية القضاء كي يحمي الناس في رزقهم وعيالهم وكرامتهم وحرياتهم، بناء الوطن يكون بتجديد النخب السياسية من خلال قانون انتخابات عادل يؤمن التمثيل الصحيح لجميع مكونات الوطن، بناء الوطن يكون بأن ننتبه الى وجود عشرات الالاف من شبابنا يعملون في الخارج ويتبوأون أعلى المراكز في مجالات عدة، وأن نوجد البيئة الاقتصادية والإدارية الملائمة لعودتهم فنعطي الأمل لكل أم بأن ترى أولادها المبدعين في الخارج يعودون ليبدعوا في وطنهم، بناء الوطن يكون بالتنمية المتوازنة وبتثمير خيرات البلاد من نفط ومياه، بناء الوطن يكون بالاستماع الى صرخة الناس في همومهم اليومية ومحاولة ايجاد الحلول السريعة لها، بناء الوطن يكون بالاستماع الى صوت الشباب، وهم لبناننا الآتي، وعملية البناء هذه تعني أن يكون لبنان ورشة عمل وورشة إعمار على كل الأصعدة، يشترك بها كل اللبنانيين، فشهداؤنا يمتدون على مدى مساحة الوطن، ويجسدون كل مكوناته، كذلك عنايتنا واهتمامنا يجب أن يغطيا كل الوطن وكل أبنائه، فالوطن لا يكون إلا للجميع، وعلى الجميع أن يتشاركوا بمغانمه ومغارمه".

وأضاف: "في العام 1993، وفي رسالة الى اللبنانيين في ذكرى الاستقلال قلت: يجب أن تترسخ في أذهاننا حقيقة ساطعة وهي أن لبنان في 13 تشرين الأول سنة 1990، لم يدفن بل ثبت حقه بالوجود وزرع في أرض طيبة خضبت وارتوت بدماء الشهداء وعرق الأبطال ودموع الأمهات واليتامى، وإنه بكل تأكيد أوشك أن ينبت موسما متدفقا". وختم: "الموسم المتدفق هو أنتم الذين حملتم راية النضال وصمدتم في ساحاته، هو إيمانكم الراسخ بقضيتكم، وثباتكم الذي لم تهزه السنون ولم تنل منه الحروب النفسية. وما يعزينا بشهدائنا هو أن القضايا الكبرى لا يمكن أن تنتصر وتستمر بدون أن تمر بالصليب وما يرمز اليه من آلام وشهادة، فلولا الصليب لما كانت القيامة، ولولا شهادة الشهداء لما تحرر أي بلد من الاستعمار، ولولا تحمل السجون وعذاباتها لما وصل أي شعب الى الحرية والديموقراطية. فهذه المسارات الصعبة هي طريق الأبطال، وكم هي تعيسة الشعوب التي تحتاج إلى أبطال".

 

الجنرال عون في ذكرى 13 تشرين يتهرب ولا يهرب!

وسام الامين/جنوبية/ 16 أكتوبر، 2016

خطاب الجنرال ميشال عون المهذب الذي القاه باللهجة العامية اليوم في الذكرى ال 26  للهجوم السوري على قصر بعبدا عام 1990 واخراجه من الحكم ولجوئه للسفارة الفرنسية، جاء هذا الخطاب بلهجته الناعمة وفحواه ال” ابو ملحمي” نسبة لبرنامج ابو ملحم الشهير، متناقضا مع ما كان اعلن سابقا من تهديد ووعيد باعتصامات مفتوحة احتجاجا على الاستمرار في المراوحة الرئاسيةوتجاهل الميثاقية. هذه النعومة في الخطاب، خيبت امال الالاف من مناصريه الذين حضروا الى منطقة بعبدا من اجل سماع صوت جنرالهم المرتفع يشتم خصومه ويتوعد الاعداء، في حين انهم اليوم شاهدوا صورته من على شاشة متلفزة وهو يتحدث عن المواطنية والحرية ودولة العدالة وان على اللبنانيين يعيشوا مع بعضهم بسلام ووئام، وذلك دون ذكر لحقه الحصري برئاسة الجمهورية لا من قريب ولا من بعيد مع انه بات على قاب قوسين منها كما يؤكد كثيرون مع مبادرة الرئيس سعد الحريري الايجابية تجاه ترشيحه. السر وراء هذه النعومة المفرطة من الجنرال هي الخشونة التي ابداها حليفه الشيعي القوي حزب الله تجاه احتمال ترشيحه من قبل الحريري، وظهوره بمظهر اللامبالي، مع العلم ان السيد حسن نصرالله امين عام الحزب ونائبه الشيخ نعيم قاسم  اعلنا مرارا وتكرارا  ان عون هو مرشح حزب الله الوحيد للرئاسة.

بالامس هرب الجنرال عون من قصر بعبدا بسبب قوة الهجوم السوري، واليوم يتهرب الجنرال ويخشى ذكر قصر بعبدا خوفاً من قوة حليفه الشيعي.

 

عون لا يستفز أحداً ولا يغازل أحداً

المدن - سياسة | الأحد 16/10/2016

جاءت كلمة العماد ميشال عون عبر الشاشة لحشود العونيين المتجمهرين على طريق قصر بعبدا الأحد، هادئة أكثر من المتوقّع. فلم يستفز الجنرال أياً من الأفرقاء السياسيين كما أنّه لم يغازل أيّا منهم. حتى أنّ كلمة عون لم تعكس مضمون عنوان المهرجان العوني في ذكرى 13 تشرين الأول، "يكون الميثاق أو لا يكون ... لبنان"، إذ لم توح بأي خطوات للتيار الوطني الحر في حال لم يتم انتخاب عون رئيساً، وهذا يعكس حجم تفاؤل التيار بهذا الانتخاب وتصرفه على أساس هذا التفاؤل. وقد أطلّ العماد عون عبر الشاشة ما فاجأ حشود العونيين الذين كانوا يتوقعون رؤية زعيمهم بينهم وقد تمّت تعبئتهم طيلة الأسبوع الماضي على هذا الأساس. وألقى كلمة بالعامية تذكّر من حيث المضمون بالكلمات السياسية لبعض نشطاء المجتمع المدني ورجال الدين مع "دوز" سياسي أعلى بقليل. ولعلّ أبرز ما قاله العماد عون في كلمته هو أنّ "بناء الوطن أول ما يكون باحترام الدستور والميثاق والقوانين، والمشاركة المضمونة والمتوازنة للطوائف كافة من دون كيدية أو عزل أو قهر". وإذا كان أحد من الأفرقاء السياسيين لا يمكنه اعتبار هذا الكلام ضدّه، حتى أولئك الذين لم يوافقوا بعد على انتخاب عون رئيساً، فإنّ الأخير يؤشّر إلى أنّ الواقع السياسي الحالي غير خال من الكيدية والعزل والقهر لاسيما تجاه المسحيين، ولا يصطلح هذا الواقع سوى بانتخاب "الجنرال" رئيساً.

جملة أخرى ذات مدلول سياسي وردت في كلمة عون وهي أنّ "بناء الوطن يكون بتجديد النخب السياسية من خلال قانون انتخابات عادل يؤمّن التمثيل الصحيح لجميع مكوناته". لكنها في طبيعة الحال كلام مكرر في الوسط المسيحي ولا يحمل معنى سياسياً أساسياً في اللحظة الرئاسية الراهنة.

أما بقية كلمة عون فكانت من النوع الذي يقوله أي سياسي يريد أن يظهر نفسه فوق الاصطفافات والمحاور، وهو ما يسعى إليه "الجنرال" منذ ارتفعت حظوظه الرئاسية بعد مباردة الرئيس سعد الحريري تجاهه. ومما قاله الجنرال إنّ "بناء الوطن يكون بوضع حد للمحسوبيات، ودعم استقلال القضاء لحماية الناس، وتجديد النخب السياسية". كما دعا إلى "العمل من اجل عودة المهاجرين، وذلك بتأمين البيئة الاقتصادية، وتحقيق التنمية المتوازنة فنعطي الأمل لكل أم بأن ترى أولادها المبدعين في الخارج يعودون ليبدعوا في وطنهم". أضاف: "بناء الوطن يكون بوضع حد للمحسوبيات والاستزلام، واحترام الكفاءات في الاختيار، وعودة معايير الولاء للدولة دون سواها، كما أنّ بناء الوطن ومؤسساته يكون على أيدي الأكفاء الذين يترفعون عن المكاسب الشخصية ويتمتعون بأعلى درجات النزاهة والشفافية وبروح العدالة والتجرد". وكان باسيل قد سبق عون إلى الكلام، فاعتبر إنّ "لبنان من دون ميثاق العيش المتساوي بين المسلمين والمسيحيين ليس وطناً". وقال: "الميثاق وضعه كبارنا واليوم سيحييه كبارنا وهو ليس ثنائياً ولا ثلاثياً ومحوره الوحيد هو مصلحة لبنان". وهو بذلك يؤكد نيّة التيار عقد تفاهمات مع أوسع طيف سياسي بغية تأمين الفرضة الرئاسية الراهنة وليس الاكتفاء بالتفاهم الثنائي مع تيار المستقبل. أضاف: "نريد وطناً ميزته رسالته وهوية أبنائه التي لا نستبدلها لا بلاجئ ولا بنازح"، مضيفاً أن "حلمنا هو أن يقف العماد عون على شرفة القصر الجمهوري ويهتف يا شعب لبنان العظيم ومعه كل قادة لبنان". وإذ عدد "أحلامه" بالكهرباء والمياه والاتصالات الشرعية والضمان الاجتماعي، أكدّ أنّه "إذا صعدنا إلى بيت الشعب سنصبح حالمين وحاكمين، ولن نقبل ببقاء أحد خارج الوطن". وتوجه إلى عون بالقول: "إذا صعدت إلى فوق ستصبح أبَ كل اللبنانيين وسترفض التفاهمات الثنائية والثلاثية والرباعية وستصبح ضمانة كل اللبنانيين".

 

رشا الزين لـ«جنوبية»: تعرضت للشتائم والدفع ولم يتمّ ردع المعتدين

نسرين مرعب/جنوبية/16 أكتوبر، 2016/

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي، بما تعرضت له الزميلة في قناة الـnbn رشا الزين من اعتداءات وشتائم ودفع جسدي من قبل انصار التيار الوطني الحر أثناء تغطيتها لمناسبة 13 تشرين الأول والتي أقامها التيار اليوم الأحد 16 تشرين الأول في بعبدا.

بحسب ما ورد عبر مواقع التواصل الاجتماعي واستناداً لما نشره عدد من الإعلاميين عبر صفحاتهم الخاصة فقد تعرضت الزميلة رشا الزين لكلمات نابية أمثال “كلبة نبيه بري”، ولدفع، وتضييق وإزعاج أثناء تغطيتها لمظاهرة التيار الوطني الحر.

المتضامنون مع رشا رفضوا ما حصل جملة وتفصيلاً، وأكدوا أنّ الخلاف بين التيار و الحركة هو سياسي ولا يجوز أن يُزجّ الإعلام به، كما أنّه ليس من المقبول التعرض لإعلامية كانت تقوم بواجبها المهني وبكل موضوعية.

رشا الزين بدورها أكدّت لـ”جنوبية”، صحّة ما تمّ تداوله على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي، موضحة “منذ وصولي إلى التظاهرة بدأت الإزعاجات والشتائم من قبل حالات فردية في البداية، إذ كلما أردت أن أحاور احدا والمصور خلفي يريد ان يمارس عمله بالتصوير، يأتي أحد من انصار التيار الحر  ويشتم ويتساءل عن سبب وجودي”. مضيفة “أعتبرتها اول الامر حالات فردية، لأن التيار لا يقبل بذلك وهناك صداقات عديدة تجمعني بالمنتسبين إليه”. وتابعت الزين “المضايقة أصبحت أكثر ازعاجاً بعد ذلك، وكان هناك بعض الأشخاص من المتظاهرين يتحدثون معهم ليتوقفوا عن هذه التصرفات، كما قد اعتبروهم عناصر من التيار إنّما غير منضبطة”. لافتة إلى أنّ “التعرض لي أصبح فيما بعد بطريقة مباشرة، وحينما أردت الاقتراب قليلاً من المنصة جاء أحدهم ودفعني بكوعه أول مرة ثم كرر الأمر لمرة ثانية كما أخذ يشتمني، هناك قلت لهم أريد أن أوقف التغطية وأنسحب من التظاهرة، فطلبوا مني البقاء وأنّهم سوف يعملون على معالجة الموضوع ولكن هذا لم يحدث إذ أنّ فالأمور كانت تحدث على حين غرّة وكأنها مقصودة وممنهجة، وبالأخير قالت لي العناصر غير المنضبطة  أن اذهب لأن وجودي غير مقبول بالنسبة إليها. في حينها قلت لهم سأذهب لأني لا أريد أن أفتعل مشاكل مع أي طرف، فما كان من أحدهم إلا أن تعرض لي بالدفع بكوعه مع أني لا أعرف من هو ولكنه كان يتتبعني لدقيقتين”. وختمت الزين “لم أعد استطيع بعد ذلك المتابعة والتغطية لا سيما أنّهم كانوا يشتمون وأنا على الهواء فيتعرضون لي وللتلفاز بأسلوب شخصي خلطوا به الحابل والنابل، وقد أبلغت الإدارة بذلك وأني لا أستطيع الاستمرار بالتغطية إن لم يضبطوا عناصرهم وانسحبت”.

موقع جنوبية من جهته يعلن تضامنه الكامل مع الزميلة رشا الزين.

 

جعجع دان الهجوم الارهابي في سيناء: في سياق المحاولات اليائسة للنيل من الدور المصري

الأحد 16 تشرين الأول 2016 /وطنية - دان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في بيان وزعه مكتبه الاعلامي، بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف الجنود المصريين في شمال سيناء، واضعا هذا الهجوم "في سياق المحاولات اليائسة والمستمرة للنيل من الدور المصري". وتقدم جعجع ب"أحر التعازي من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والشعب المصري الشقيق"، معربا عن "كامل ثقته بقدرة الرئيس المصري على إبقاء الأمور تحت السيطرة، والحفاظ على الاستقرار، وإعادة الاعتبار إلى اللدور المصري الذي يشكل عامل توازن على مستوى المنطقة". واعتبر ان "محاولات إغراق مصر بمشاكلها الداخلية لحرف أنظار قيادتها عن قضايا المنطقة، لم ولن تنجح"، مشددا على "ضرورة الوقوف صفا واحدا في مواجهة الإرهاب من خلال اتخاذ كل الخطوات اللازمة الأمنية والسياسية تحديدا". وأعلن وقوفه إلى جانب الشعب المصري، مؤكدا كل ثقته "بأن هذه الأيام السوداء ستمر، وستعود مصر الى لعب دورها الكبير في المنطقة كما دائما".

 

ريفي يزور ضريح الشهيد الحسن في ذكرى اغتياله

الأحد 16 تشرين الأول 2016 /وطنية - زار وزير العدل اللواء أشرف ريفي ضريح اللواء الشهيد وسام الحسن في الذكرى الرابعة لاغتياله، وذلك قبل مغادرته لبنان في زيارة الى الخارج. وقرأ الفاتحة عن روحه وروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري والوزير الشهيد محمد شطح، وباقي الشهداء.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مرسوم أميري في الكويت بحل مجلس الأمة

الأحد 16 تشرين الأول 2016/وطنية - صدر مرسوم أميري في الكويت بحل مجلس الأمة، وذلك عقب اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء في قصر "بيان". وجاء في المرسوم أنه قرر حل مجلس الأمة "نظرا للظروف الإقليمية الدقيقة، وما استجد منها من تطورات، وما تقتضيه التحديات الأمنية وانعكاساتها المختلفة، من ضرورة مواجهتها بقدر ما تحمله من مخاطر ومحاذير، الأمر الذي يفرض العودة إلى الشعب مصدر السلطات، لاختيار ممثليه، للتعبير عن توجهاته وتطلعاته، والمساهمة في مواجهة تلك التحديات". وكان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح قد استقبل اليوم رئيس الوزراء جابر الصباح الذي رفع له مشروع مرسوم بحل مجلس الأمة، وقد اعتمد أمير البلاد مشروع المرسوم.

 

انتحاريون يفجرون أنفسهم خلال عملية للشرطة التركية في غازي عنتاب

الأحد 16 تشرين الأول 2016 /وطنية - فجر انتحاريون أنفسهم اليوم موقعين عددا غير محدد من الجرحى خلال عملية نفذتها الشرطة التركية ضد خلية نائمة في غازي عنتاب المدينة الكبرى في جنوب شرق البلاد، القريبة من سوريا، على ما أعلنت وسائل الإعلام. وفجر الانتحاريون أنفسهم فيما كانت قوات الأمن على وشك توقيفهم على ما يبدو خلال عملية نفذتها، بحسب ما أوضحت وكالة الأناضول للأنباء المؤيدة للحكومة، فيما تحدثت وسائل إعلام أخرى عن عدد غير محدد من الجرحى.

 

السيسي يقلل من شأن الخلاف مع السعودية ويدعو الى مزيد من التنسيق

الأحد 16 تشرين الأول 2016 /وطنية - قلل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مقابلة نشرتها الصحف الحكومية الثلاث، من حجم الخلاف بين القاهرة والرياض، ودعا الى "مزيد من التنسيق" بين البلدين في القضايا السياسية. وقال السيسي: "اذا كانت هناك ازمة مع السعودية بعد تصويت مصر في مجلس الامن الى جانب مشروع قرار روسي بشأن سوريا، فان الموضوع يحتاج الى مزيد من التنسيق بيننا وبين اشقائنا في السعودية حتى تكون الامور واضحة".

 

مقاتلون مدعومون من تركيا يسيطرون على دابق اهم معاقل داعش

الأحد 16 تشرين الأول 2016/وطنية - سيطر مقاتلون سوريون مدعومون من تركيا على بلدة دابق القريبة من الحدود التركية شمال سوريا، والتي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم داعش، حسبما اورد المرصد السوري لحقوق الانسان. وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "ان المقاتلين سيطروا على بلدة دابق بعد انسحاب عناصر داعش من المنطقة".

 

ترامب يواصل هجماته على كلينتون وويكيليكس ينشر خطبا لها

الأحد 16 تشرين الأول 2016 /وطنية - واصل دونالد ترامب المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية هجماته على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون التي نشر موقع ويكيليكس خطبا لها لمصلحة مصرف غولدمان ساكس، تكشف مزيدا من التفاصيل عن علاقتها مع المؤسسات الكبرى في وول ستريت.

وبعد اتهامه وسائل الاعلام "بالفساد" والعمل على "تزوير" الانتخابات، المح ترامب الى ان كلينتون تستخدم مواد منشطة واقترح اخضاعها لفحوصات قبل المناظرة المقبلة.

 

الولايات المتحدة تحاول مع الاوروبيين اعادة اطلاق جهود السلام في سوريا

الأحد 16 تشرين الأول 2016/وطنية - يحاول وزير الخارجية الاميركي جون كيري اليوم في لندن انعاش جهود انهاء الحرب في سوريا، بعد محادثات اجراها مع روسيا وعدد من دول المنطقة في مدينة لوزان السويسرية ولم تفض الى نتيجة.

ويلتقي كيري الشركاء الاوروبيين للولايات المتحدة بعد اجتماع لوزان الذي لم يدع اليه الاوروبيون ولم يسمح بوضع خطة للعودة الى الهدنة التي انهارت في ايلول الماضي، وسط تبادل حاد للاتهامات بين واشنطن وموسكو واستمرار القتال في سوريا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أسئلة عن التفاؤل الرئاسي والنصاب النيابي

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 17 تشرين الأول 2016

كلّ من يَرى حجمَ التفاؤل العوني الذي يُغرق البلد في هذه الأيام، لا يتردَّد في القول إنّ ميشال عون أصبح رئيساً للجمهورية، لكن إنْ عاد إلى الواقع، يَجد أنّ العصفور الرئاسي المنتظَر لم يُصبح في يد الجنرال، بل ما زال على الشجرة الحريرية. معنى ذلك أنّ الانتظار سيبقى غالباً على كلّ ما عداه، فالأفق الرئاسي لم تتوضّح خيوطه بعد، ولذلك لم يقل سعد الحريري كلمته بعد، مع أنّه على تواصل يومي مع الرابية، و«الماكينات المحسوبة» السياسية والإعلامية، شغّالة ليل نهار على بثّ الأجواء التفاؤلية والزرع في أذهان اللبنانيين بأنّ الحلم الرئاسي للجنرال بات على مرمى أصبعين، وأكثر من ذلك، على فرش الطريق بين الرابية و«بيت الوسط» بالورود والمشاعر العاطفية وربطها بحبال الودّ السياسي والشخصي التي باتت تربط بين الحريري وعون. الأجواء التي تضخّها تلك الماكينات ما زالت تؤشر إلى اقتراب الحريري من إعلان تأييد عون لرئاسة الجمهورية، وبلغَت في حماستها حدّ اعتماد لغة الحسم والحزم بأنّ الحريري حصل على عدم ممانعة سعودية، مع أنّ مقولة «عدم الممانعة» هي التي راجت مع عودة الحريري إلى بيروت وبدئه المشاورات على الخط الرئاسي، وتبعاً لـ»عدم الممانعة» سيُعلن الحريري موقفَه قبل 16 تشرين الأوّل، لكنّ ذلك لم يحصل.

كان المأمول عند أصحاب الماكينات، أن يأتي هذا الإعلان قبل تظاهرة «التيار الوطني الحر» على طريق القصر الجمهوري أمس الأحد، فيشحَذ الهمم أكثر، وبدل أن يشارك 10 آلاف في التظاهرة أو 20 ألفاً أو 30 ألفاً وأكثر، تلتحق كلّ الناس ويشارك 100 ألف وأكثر!

ثمّ ما لبثت تلك الماكينات أن قالت إنّ الحريري سيُعلن موقفَه في إطلالة تلفزيونية الثلثاء المقبل، بالتزامن مع جلسة مجلس النواب المحدّدة في 18 تشرين الجاري، ولكن سرعان ما تحدّث الإعلام القريب من الحريري عن تأجيل لهذه الإطلالة.

فماذا يعني هذا التأجيل؟ ثمّ عادت تلك الماكينات وربَطت بين إلغاء جبران باسيل لسفرةٍ خارجيّة له كانت مقرّره الثلثاء، وبين إعلان الحريري لموقفه في اليوم نفسه، ودعت إلى التفتيش عن الدافع الحقيقي الذي حملَ وزير الخارجية على إلغاء سفرتِه، حتى إنّ باسيل نفسه ربَط هذا الإلغاء بالظروف المحيطة بالاستحقاق الرئاسي. من حقّ عون أن يتفاءل، وأن يحتفل، وأن يتصرّف على أنّه الرئيس، تبعاً لهذه الأجواء، وتبعاً لِما سمعه ويَسمعه من الحريري، وتبعاً أيضاً للغة الأرقام والإحصاءات التي ترد إلى الرابية وتحسم أنّ النصاب الرقمي النيابي لانتخاب عون رئيساً، بات في اليد.

فالماكينات والإحصاءات تحتسب أنّ عون قد أمَّن مسبقاً ما يقارب ثلثَي عدد النواب الذين يتألف منهم مجلس النواب، (الثلثان 86 نائباً). وتفيد أنّه من دون أصوات وليد جنبلاط (11 نائباً) وكتلة النائب ميشال المر ( نائبان)، صار في اليد العونية 83 نائباً يصوّتون لعون (تيار «المستقبل»، «الوفاء للمقاومة»، «القوات اللبنانية»، تكتّل «التغيير والإصلاح» ومستقلّون) ويزداد حجم تفاؤل تلك الإحصاءات إذا ما أضيفَت أصوات جنبلاط والمر إلى هذه النسبة، فيصبح العدد 96 صوتاً، أي أنّ عون بهذه النسبة يفوز من دورة الاقتراع الأولى.

وفي المقابل، وبحسب لغة الإحصاءات أيضاً، هناك 31 صوتاً ضدّ عون (كتلة الرئيس برّي، كتلة فرنجية، كتلة نجيب ميقاتي، كتلة الكتائب، كتلة البعث، كتلة القومي، طلال أرسلان، دوري شمعون بطرس حرب). وإذا ما أضيفَت إلى هذه النسبة أصوات المر وجنبلاط تصبح النتيجة 44 نائباً، أي أكثر من الثلث بنائب، ومعنى ذلك أنّ عون لا يفوز من الدورة الأولى، ما يتطلب إجراءَ دورة اقتراع ثانية. واستثنيَ من هذا الإحصاء النائب المستقيل روبير فاضل.

في أيّ حال، وبمعزل عمّا قالته أو تقوله تلك الماكينات، لنفرض أنّ الحريري شَهر موقفه علناً بتأييد ترشيح عون غداً أو بَعده أو بعد أسبوع، فماذا بَعد؟ وهل مجرّد الإعلان سيَحمل عون إلى القصر الجمهوري فوراً، أم أنّ هناك أقفالاً سياسية لا يُستهان بها، ما زالت تقف في الطريق أو تسدّه، وتستدعي معالجتها لإكمال المسير؟ وماذا لو استعصَت تلك الأقفال واستحالَ فتحُها، فكيف سيَعبر عون إلى القصر؟ ليس في الإمكان التنجيم حول الأقفال السياسية الأخرى، وعين التينة واحدة منها، والواضح أنّها الأصعب بينها، أو الذهاب بفرضيات حول كلّ منها على حِدة.

فلكلّ منها خصوصيّته، وحجمُه، وفعاليته، وقوّته، وصلابته، وصعوبته، وسهولته، وتعقيداته، وشروطه، ومحرّماته، ومحلّلاته، بالتأكيد مهمّة فتح الأقفال سيتولّاها الحريري وعون معاً أو كلّ على حِدة، ولكن ليس في الإمكان التقدير مسبَقاً حجم الجهود التي تتطلّبها هذه المهمة، ولا التكهّن بما ستؤول إليه، كما ليس في الإمكان تقدير المدى الزمني الذي قد تَستغرقه، فإن كانت سهلة وسلِسة قد لا يطول أمدُها كثيراً، وإن كانت صعبة فستكون حتماً طويلة، علماً أنّ عامل الوقت يلعب بشكل واضح ضد المتفائلين.

على ضفاف الإعلان المنتظر من الحريري، ومهمّة فتحِ الأقفال السياسية التي لا بدّ منها بعد الإعلان - إنْ أُعلِن - تَنبت التساؤلات الآتية:

- هل ثمّة من يستطيع أن يؤكّد علناً وصراحة أنّ السعودية وافقَت على تبنّي الحريري ترشيحَ عون؟

- هل ثمّة من يستطيع أن يقدّم، بعيداً عن الرغبات والتمنّيات، تفسيراً واضحاً لتغريدة القائم بالأعمال السعودي، وماذا أرادت أن تقول، ولماذا أُطلِقت أصلاً، ولماذا سُحِبت؟

- هل ثمّة مَن يستطيع أن يكتشف اللغز الجنبلاطي، ويَعثر على مقاصد التغريدات الثلاث الأخيرة لوليد جنبلاط حينما قال في الأولى: «كفانا سِلالاً فارغة..».. ثمّ عاد وسارَع إلى التوضيح في الثانية: «السلّة متكاملة كما وضع أسسَها الرئيس نبيه برّي وهي أساس للانطلاق، ولا تستكمل إلّا بانتخاب رئيس للجمهورية»؟ ثم اتبعها بثالثة يُبشر فيها بأن «كلمة السرّ قد اتت والله يستر»؟

- هل ثمّة من يستطيع أن يُقدّم قراءةً دقيقة لِما قاله برّي: «لم يقبلوا بالسلة التي هي عملياً جدول أعمال طاولة الحوار... إمّا يعودوا إلى الحوار أو فلنذهب إلى المجلس النيابي، ونطبّق الدستور وننتخب رئيساً في الجلسة المقبلة»؟

- هل ثمّة من يستطيع أن يُفسّر وبكلّ وضوح، معنى وهدف أن يعلن فرنجية استمرارَه في الترشيح، ومِن على منبر عين التينة بالتحديد، وكذلك ما تَستبطنه دعوته الآخرين إلى النزول إلى المجلس لانتخاب رئيس؟

- هل ثمّة من يستطيع أن يؤكّد ما إذا كانت بعض الأصوات التي ارتفعت في الساعات الأخيرة، ضد عودة الحريري - من ضفّة الخصوم - هي أصوات عفوية فردية، أم أنّها أصوات مدروسة تستبطن القولَ إنّ وراء الأكمة ما وراءها؟

- هل ثمّة من بين المتفائلين من يضمن أن تنعقد الجلسة الرئاسية في 31 تشرين الجاري؟

- هل ثمّة مِن بين هؤلاء من يستطيع أن يؤكّد أنّ عون سيَحضر وكتلته النيابية إلى جلسة 31 الجاري مع استمرار فرنجية في ترشيح نفسه؟

- لو قرّر عون النزول وانعقدَت الجلسة وفرنجية مرشّحاً، فبعيداً عن لغة الأرقام والإحصاءات النظرية، هل ثمّة من بين المتفائلين من يضمن أن يفوز عون من دورة الاقتراع الأولى وينال الثلثين من أصوات النواب؟

وتبعاً لذلك، هل كلّ كتلة «المستقبل» مضمونة لتصوّت كلّها لعون، أم أنّ هناك من سيُغرّد خارج السرب؟ وهل المستقلّون كذلك؟ وماذا لو لم تنضمّ كتلة جنبلاط إلى هذه الضفّة؟ وحتى لو تقرّر أن تنضمّ فهل مضمون أيضاً أن تُصوّت كلّ كتلة جنبلاط لعون؟ وماذا لو لم تنضمّ كتلة المر أيضاً؟

- ما يُريده عون هو أن تنعقد الجلسة بمرشّح وحيد هو عون، وأن يفوز من دورة الاقتراع الأولى، ولكن إنْ لم يتمكّن من ذلك، من يضمن إجراءَ دورة اقتراع ثانية؟ أليس هناك احتمال أن يلجأ الذين لا يريدون عون إلى لعبة النصاب فيُطيّرون نصابَ الانعقاد وتطير الجلسة؟

وماذا لو طارت الجلسة، فكيف يمكن لها أن تنعقد من جديد؟ قد يقال إنّ لعبة النصاب غير ممكنة في ظلّ الأكثرية المؤيّدة والتي ستحضر الجلسة تأميناً لنصاب الانعقاد والانتخاب، إلّا أنّها تبقى احتمالاً وارداً، إذ قد تطرأ تطوّرات قد تجعلها ممكنة؟

يبقى أمام هذا المشهد، أنّ كلّ هذا الاحتفال التفاؤلي العوني يبقى هباء، طالما إنّ العصفور الرئاسي ما زال على الشجرة ولم ينطق الحريري بالجملة السحرية بعد. ويصبح بلا أيّ جدوى إن كانت لغة الأرقام خاطئة أو مبالغاً فيها!

 

رئيساً لإقليم الموارنة؟

غسان شربل/الحياة/17 تشرين الأول/17

علّمتني المهنة أن الصحف لا تعيش من الأحاديث الفاترة. ومن الكلام الهادئ والأرقام. وأنها كما القرّاء، تفضّل القصص المتشابكة والمتحوّلة. وأنا أصلاً أحب الحكايات المثيرة. وقصة العماد ميشال عون مثيرة وشائكة كقصة بلاده.

ينظر الجنرال إلى المنطقة. إلى اليمن والعراق وسورية ولبنان، ويرجع باستنتاجات مؤلمة. الدولة المدنية الجامعة ركام. حين تهبّ العاصفة لا تلتزم الطوائف غير دساتيرها. هذا زمن المذاهب لا زمن المؤسسات الوطنية. الأعلام الصغيرة تغلب العلم القديم. والميليشيات أقوى من الجيوش. ورياح الطلاق أشد من إغراءات الزواج. والجنرال ابن التركيبة اللبنانية وأكاذيبها الجميلة. وهو أيضاً ابن رمالها المتحركة المفتوحة على كل المخاوف. ولأبناء الأقليات رادارات دقيقة وموتورة. والعيش مجرّد تجاذب بين التساكن الصعب والطلاق الممنوع.

وميشال عون ضابط لبناني من مؤسسة تربّت على الطاعة والتراتبية الصارمة، قبل أن تتسلّل إليها الرياح المسمومة. وهو ضابط عربي من عصر مضى تتسابق في داخله الرغبات الإنقاذية والشهوات الانقلابية.

أخطأ كثيرون في فهم ميشال عون. اختصروه بتصريحات نارية. أساؤوا تقدير قدرته على الخروج بمكاسب شعبية من حروب خاسرة. وأساؤوا تقدير قدرته على السباحة من ضفة إلى أخرى ثم العودة قليلاً إلى الضفة التي غادرها. أساؤوا تقدير قدرة زعامته على تحمُّل جرعات من السم على طريق القصر. رأيناه في معراب وسمعنا سمير جعجع يرشّحه لرئاسة الجمهورية. ترشيح باسم «الإقليم» عملياً. ورأيناه في بيت الوسط للفوز بترشيح سعد الحريري. أساء كثيرون تقدير قدرة الرجل على إحراج خصومه وحلفائه معاً.

ولا مبالغة في الاعتقاد بأنه مصاب بلسعة التاريخ. ماذا سيقول اللبنانيون عنه؟ وقبل ذلك ماذا سيقول المسيحيون، خصوصاً الموارنة؟ حين يستولي عليه الهدوء الشديد تشعر بأن أربعة أسماء تتعايش في داخله. فخرالدين وحكاية لبنان الكبير. وشارل ديغول المستعد إذا دعته فرنسا. وحافظ الأسد الذي دفعه إلى المنفى وهو مثله ابن أقلية. وبشير الجميل الذي هدّد بإبقاء القصر بلا رئيس إن لم يكن هو الرئيس. بصمات بشير واضحة طبعاً مع الالتفات إلى اختلاف التحالفات الداخلية والرياح الإقليمية. خاض عون حرباً بلا هوادة لمصادرة إرث بشير، وانتزاع حق تمثيل طائفته لتوظيف هذا الرصيد في تحالفات وتفاهمات وسِلال تفتح أمامه أبواب القصر. وقد حقّقت له الانتخابات ما عجزت عنه الدبابات. طُوِيت في هذا الجزء المنكوب من العالم صفحة الدولة المدنية الجامعة. دولة المؤسسات. ترميم الأزياء القديمة متعذّر حالياً. لم يبقَ غير دولة المحاصصة والأقاليم والمساكنة والهدنات. يعرف ميشال عون أن الطائفة الشيعية بايعت قيادتها واختارت نهجها داخلياً وإقليمياً، وأن «إقليمها» عصيّ على الاختراق. وأن الطائفة السنّية تبحر في اتجاه آخر. وأن الزّعامة الحريرية تبقى، على رغم ما لحق بها، الأقوى في «الإقليم» السنّي المفتقر الى التواصل الجغرافي.

يراقب الجنرال حرائق المنطقة ويتساءل لماذا لا يحق للموارنة ما يحق للأكراد والشيعة والعلويين؟ ولماذا يحق للطوائف الأخرى أن تتمثّل بالأقوياء فيها ويُطلب من رئيس الجمهورية أن يكون معتدلاً وفاتراً، وأن يُطلق التصريحات كأنه محلل سياسي ضائع بين «الأقاليم»؟

لا رئيس إن لم يكن هو الرئيس. هذا ما فعله منذ أكثر من عامين. وهذا ما قاله أنصاره أمس على مقربة من القصر. واضح أن لا رئيس إن لم يكن هو الرئيس. وماذا سيفعل لو انتخبوه؟ هل سيكون شبيهاً بجلال طالباني أم يريد أن يكون طالباني وبارزاني معاً أي رئيس الجمهورية و «الإقليم الماروني» معاً؟ والأقاليم يمكن أن تكون جغرافية أو دستورية تحكمها النصوص والاتفاقات والسّلال. وثمة من يعتقد بأن التوازنات الداخلية والإقليمية لن تسمح لعون، إذا انتُخِب رئيساً للجمهورية، بدور فعلي أكبر من دور رئيسٍ لإقليم الموارنة، وهو دور مُتعِب لحلفائه القدامى وأصدقائه الجدد.

 

قصر بعبدا والجزرة وحمار جحا

عديد نصار/العرب/17 تشرين الأول/16

كان لجحا حمار طاعن في السن ضارب في الخمول لا يكاد يمشي إلا إذا استهواه طعام. ولما كان هذا الحمار شديد الرغبة في الجزر، ولما كان جحا معلما في الدهاء والحيلة، ابتكر الأخير حيلته الشهيرة، فإذا أراد أن يسافر في حاجة اعتلى ظهر الحمار وعلق بطرف عصاه جزرة غضة وشد الطرف الثاني إلى البردعة ليجعل الجزرة تتعلق أمام ناظري الحمار دون أن يتمكن منها. وهكذا يجري الحمار وراء الجزرة دون طائل إلى أن تتم لجحا الغاية من سفره، فيلقي الجزرة للحمار ليأكلها بنهم. بين جزرة جحا وبين قصر بعبدا شبه في الوظيفة. كما أن لونها البرتقالي يخدم الفكرة حيث أنه اللون المفضل لدى الجنرال!

خمس وأربعون جلسة انتخاب دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، فشلت جميعا بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني اللازم لانتخاب الرئيس؟ لقد تمسك حزب الله بترشيح العماد ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر، وحليفه السياسي الأقوى مسيحيا، ليس لأنه يريد انتخاب رئيس قوي للبلاد، بل لأن حظوظ عون الرئاسية ليست أكثر من صفر. فقوى الرابع عشر من آذار كانت ترفضه، وكذلك كتلة النائب وليد جنبلاط، إضافة إلى كتلة الرئيس نبيه بري المصنفة من ضمن قوى 8 آذار. خمس وأربعون جلسة تم تعطيلها بفرض مقاطعة نيابية من قبل حزب الله على نواب كتلته وعلى الكتل النيابية الحليفة، مشترطا انتخاب عون رئيسا لحضور الجلسة. حتى حين رشح سعد الحريري سليمان فرنجية لمنصب الرئاسة، وهو حليف لصيق لحزب الله ومن أكثر المقربين من بشار الأسد، لم يمتنع حزب الله عن المشاركة في جلسة الانتخاب فحسب، بل فرض مناخا جعل سليمان فرنجية نفسه يقاطع الجلسة!

حزب الله يعرف تماما ما يفعل. يعرف أن رئيس حركة أمل ورئيس مجلس النواب نبيه بري يرفض تماما ترشيح عون للرئاسة. وهذا ما يعطي حزب الله قوة أكبر في الاستمرار بترشيح عون ليستمر الفراغ أطول مدة ممكنة، حتى بعد مبادرة سمير جعجع التي تبنى فيها ترشيح العماد عون. هذه المبادرة التي لم تسعد أبدا حزب الله ولم يبد أي موقف إيجابي حيالها. حزب الله يعرف ما يفعل. يريد ميشال عون مرشحا دائما للرئاسة. يفرض الشغور في هذا المنصب. لم ولن يريده رئيسا، لأنه بذلك يتحرر من نزوته الرئاسية ويتراجع مردوده السياسي بالنسبة إلى حزب الله بشكل كبير.

ما الذي دفع سعد الحريري إلى استكمال الاستدارة من ترشيح سليمان فرنجية، وصولا إلى ترشيح ميشال عون “جنرال الرابية”؟ هل سيتمكن من إقناع نوابه وشارعه بهذه الخطوة؟ هل ستنقذه من تردي أوضاعه المالية؟ هل سيتمكن من إقناع الكتل البرلمانية الحليفة التي لم تستسغ أصلا ترشيح فرنجية، فكيف بترشيح عون؟ ماذا سيفعل حزب الله في حال توافق القوى السياسية على انتخاب جنرال الرابية؟ هل سيرحب بذلك؟ هل سيشارك في جلسة انتخاب الرئيس في 31 من الشهر الحالي؟ هل سيتيح مناخا إيجابيا يسمح لنواب تكتل التغيير والإصلاح الذي يرأسه الجنرال بأن ينزلوا إلى ساحة النجمة ويمارسوا ما أمضوا السنوات في انتظاره: انتخاب جنرال الرابية رئيسا؟ عاملان رئيسيان يقفان وراء التحولات السياسية التي سيطرت على الساحة اللبنانية مؤخرا والتي تجلت في التحركات التي أطلقها زعيم تيار المستقبل سعد الحريري للتسويق محليا، وحتى دوليا، لإعلان ترشيحه للعماد ميشال عون لمنصب رئاسة الجمهورية بعد سنتين ونصف السنة من الشغور الرئاسي الذي فرضه حزب الله:

العامل الأول هو المناخ العالمي والإقليمي الذي يوحي بانتصار محور حزب الله في سوريا وتحديدا في معركة حلب، وذلك نتيجة التدخل العسكري الروسي الكثيف والذي لم يجد من يتصدى له بعد فشل مجلس الأمن في تنفيذ مقرراته ذات الصلة بالحرب في سوريا، وخصوصا بعد فشل المفاوضات الأميركية الروسية التي قادها وزيرا خارجية البلدين، ثم فشل مجلس الأمن في اتخاذ قرار يوقف القصف ويسمح بإدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في حلب وسواها، ما يترك المجال واسعا للمزيد من التنكيل بالسوريين من المدنيين والمعارضة المسلحة.

العامل الثاني وهو تدهور الوضع المالي لسعد الحريري الذي فرض عليه بيع العديد من المؤسسات، بعد أن سرح المئات من الموظفين الذين لم يتقاضوا رواتبهم على مدى أشهر نتيجة العجز المالي.

بدأ التحول يضرب قوى الرابع عشر من آذار قبل سنة تقريبا. فقبل أحد عشر شهرا قدم الحريري مبادرته الأولى من خلال ترشيح الوزير سليمان فرنجية، المقرب من رئيس النظام السوري بشار الأسد، وحليف حزب الله، والذي كان يشغل منصب وزير الداخلية في 14 فبراير 2005 يوم اغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. وكانت هذه الخطوة ترضي كلا من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يرفض العماد عون كمرشح للرئاسة، ووليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي.

والآن، وبعد أن فشلت مبادرته الأولى، يحدث التحول الكبير في موقف سعد الحريري المتمثل في القبول بترشيح العماد عون، مرشح حزب الله نفسه، لمنصب الرئاسة لكي يحفظ لنفسه مكانا في التركيبة الموعودة التي تعيد إنتاج نظام سيطرة مافيات السلطة في لبنان، وهذه المرة تحت عباءة حزب الله.

وليد جنبلاط ألمح إلى تقبله لهذه المبادرة، أما نبيه بري فاشترط “سلة” لتسوية متكاملة تشمل بعضا مما يُعلن وبعضا مما يخفى من الأمور للسير بترشيح العماد عون. وإذا كان هناك رفض معلن من جانب القوى “المسيحية” لـ”سلة” الرئيس بري باعتبارها قيدا على ممارسة الرئيس لصلاحياته، فإن اللعاب بدأ يسيل بلا أي ضوابط لتقاسم موجودات تلك السلة، كما هي عادة قادة ائتلاف المافيا المسيطر.

تبقى العقدة التي لم يتوقعها أحد، عقدة حزب الله. حزب الله الذي لا يستطيع سوى إبداء ارتياحه لهذه الأجواء، ولكن ردة فعل زعيمه المباشرة وردت تلميحا في خطبته العاشورائية حين طلب من العماد عون أن يتوافق مع بري وفرنجية، المرشح الآخر لنفس المنصب، ومع باقي القوى السياسية على جملة الملفات المطروحة. هل باتت القضايا الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والتعليمية قضايا ملحة بالنسبة إلى حزب الله؟ هل كان حزب الله مهووسا بهذه القضايا منذ طرح ترشيح العماد عون للرئاسة قبل ثلاث سنوات وهو يعلم تماما بأن حظوظه معدومة؟ وهل كان الشغور الرئاسي والشلل الحكومي والتعطيل البرلماني عوامل تؤرق حزب الله كونها منعت السير بتلك الملفات وإيجاد الحلول للمعضلات التي تشتمل عليها؟ ماذا فعل حزب الله خلال سنتين ونصف السنة من الشغور الرئاسي؟ هل كان يحضر تلك الملفات ويضع مشاريع الحلول لتلك المعضلات؟ بالطبع لا. فقد كانت الفرصة مواتية تماما له، وهذا ما أراده واشتغل عليه، للتفرغ لحربه المستمرة على الشعب السوري وثورته، فأرسل الآلاف من الشبان اللبنانيين للقتال في سوريا وأعاد منهم الآلاف أيضا إلى لبنان في توابيت الموت، دون أن يخشى أي محاسبة من أي من مؤسسات الدولة التي يبدي اليوم اهتمامه بها. اليوم يدفع بتلك الملفات بوجه مرشحه جنرال الرابية قبل بلوغ تاريخ 31 أكتوبر والجلسة 46 الموعودة، وبعد أن طالبه بالتوافق مع حملة السلال والفواتير. فهل وصلت رحلة حزب الله إلى أهدافها؟ هل آن أوان قضم الجزرة، أم أن الأحلام الرئاسية ستختطفها الأيادي الدموية؟

 

لوحة الخيارات السيئة في الرئاسة اللبنانية

 رندة تقي الدين/الحياة/17 تشرين الأول/17

السؤال الأهم الآن في لبنان هو هل يريد «حزب الله» وحليفه الإيراني انتخاب رئيس خلال جلسة البرلمان المقبلة في نهاية الشهر، أم أنه يفضل بقاء الأوضاع الحالية لتجنب ما يعنيه انتخاب الرئيس، بغض النظر عن اسمه، من تفعيل للمؤسسات بعد سنتين من الشغور الرئاسي؟ هل يريد «حزب الله» رئيساً يتعبه في دخوله وخروجه من سورية مثلما يشاء؟ أم أنه يفضل تفعيل المؤسسات لحمايته دولياً؟ وهل يريد حكومة يترأسها خصمه وخصم حليفه السوري بشار الأسد؟ حاول الرئيس سعد الحريري على مدى 11 شهراً التوصل إلى انتخاب الرئيس، بعدما اختار ترشيح سليمان فرنجية حليف «حزب الله» وبشار الأسد. وعجز عن ذلك لأن «حزب الله» تمسك بالعماد ميشال عون. واليوم لم يعد سراً أن الحريري لم يعد يتحمل هذا الشغور وهو يرى البلد معطلاً على وشك الموت، فعمد إلى تغيير موقفه والموافقة على انتخاب عون، على رغم معارضة كبرى من كتلته وتحفظات ومخاوف كثيرين من المقربين منه.

الحريري جاد في محاولة التوصل إلى انتخاب رئيس. وهذا ما قاله لكبار المسؤولين الفرنسيين. ولم يعد سراً أن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري لديه مشكلة مع اختيار عون رئيساً. والسؤال هو هل هناك هامش تحرك واسع للرئيس بري تجاه حليفه «حزب الله» أم أن الأخير يختبئ وراء رفض بري لتجنب انتخاب رئيس؟ لا أحد يعرف الجواب باستثناء المرشد الإيراني علي خامنئي ومسؤولي «الحرس الثوري» الذين يمسكون بالملف اللبناني. واللافت في هذا السياق أن أحد أعضاء «حزب الله» حسين مرتضى قال أول من أمس إنه إذا كان التحالف مع عون ضرورة وطنية فالتحالف مع حركة «أمل» ضرورة وجودية، أي أن الأولوية لتجنب المواجهة مع بري وحركته. يطرح على الحريري سؤال عن كيف وافق على تسوية من هذا النوع من دون الحصول على ضمانات لا يمكن أن يحصل عليها من خصمه «حزب الله»؟ الحريري متمسك بالعلاقة مع بري ولا يريد الخلاف معه. لكنه عازم على إيجاد حل ينهي تعطيل المؤسسات ويعيد نفوذه ويفضي إلى انتخاب رئيس للبنان. وهو يقول ذلك للجميع منذ انتهت الانتخابات البلدية. يراهن الحريري على أن انتخاب رئيس في لبنان سيكون أفضل من الحال الآن. لكن هل سيقبل «حزب الله» بالحريري رئيساً للحكومة، أياً كان الرئيس من حليفيه عون أو فرنجية؟ يبدو أن الحريري يعتبر اتفاقه مع عون وليس مع «حزب الله» إذا وافق على الترشيح. وبما أن عون حليف مسيحي أساسي للحزب، وقراءة المعادلة الإقليمية في ظل هيمنة إيران والحزب على النفوذ في سورية ولبنان لن تجعل عون يترك «حزب الله»، فإذا قرر الحريري إعلان موافقته رسمياً على انتخاب عون يكون ذلك بالتفاهم معه ومن دون أي ضمانات من «حزب الله». والحريري غير عازم في كل الأحوال على الحصول على أي شيء من هذا الحزب الحليف لإيران المخربة في الدول العربية كافة من لبنان إلى اليمن والعراق وسورية والبحرين. لا يمكن وضع الثقة بهذا الحزب وهو يقصف الشعب السوري الشقيق.

قد يكون رهان الحريري على علاقته مع عون، وأن الأخير إذا انتخب رئيساً فليست له مصلحة في افتعال مشكلة مع السُنّة منذ بداية عهده. لكنه رهان خطير لأن «حزب الله» قد يدفع عون إلى افتعال مشكلة مع الحريري. غير أن هذا الاحتمال لا يبدو كافياً لدفع الحريري إلى الانتظار فيما البلد مشلول. فهو غير مستعد للانتظار حتى نهاية الحرب في سورية أو تحسن العلاقة بين السعودية وإيران. تبدو خطوته أشبه بمن يقفز من الطابق العاشر بدل الطابق الثالث عشر. الوضع في لبنان خطير في كل الأحوال، ولوحة الخيارات السيئة أمامه بالغة الصعوبة. فالرهان مرتبط بـ «حزب الله» الذي يهيمن على لبنان لسوء حظ هذا البلد، سواء انتخب الرئيس أم لم ينتخب لأن أوراق القوة والسلاح غير الشرعي بيده رغم كل ما يُقال. وربما ينتظر «حزب الله» إلى ما بعد الحرب السورية للتخلص من اتفاق الطائف واستبداله بالمثلث الشيعي - السني - المسيحي الذي يُحكى عنه منذ سنوات. لكن هذا أسهل مع رئيس رفض الطائف ومن دون الحريري الذي يسهل افتعال مشكلة معه إذا تولى رئاسة الحكومة، مثلما جرى بعد اتفاقية الدوحة. المستقبل لا يعد بالتفاؤل، لا مع رئيس ولا من دونه، ما دام «حزب الله» وإيران سيدي الموقف في لبنان.

 

«التيار» في بعبدا... هل يسلك عون طريق قصرها في 31؟

جنى جبّور/جريدة الجمهورية/الاثنين 17 تشرين الأول 2016

لبّى «التيار الوطني الحر» ومناصروه النداء، ووفاءً لشعار «يكون الميثاق أو لا يكون ... لبنان»، حضروا من كلّ المناطق اللبنانية منذ ساعات الصباح الباكر، ليلوّنوا طريق القصر الجمهوري بالبرتقالي. بعضهم عايشَ مرحلة 13 تشرين، وبعضهم الآخر آمَن بمواقف الجنرال وحضَر للتعرّف إلى المكان الذي منه انبثقَ حلم السيادة، والذي يترجم هدفَهم السياسي بوصول العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا الفارغ منذ نحو عامين ونصف العام. لكنّ الحماسة التي سادت صفوفَ العونيين لم تكتمل بسبب عدم حضور عون الذكرى، واكتفائه بكلمة ألقاها من الرابية.شاشات عملاقة ومكبّرات صوت انتشرت على طول طريق قصر بعبدا لنقلِ وقائع ذكرى 13 تشرين، فيما تكدّسَت صناديق التفاح والليمون في مكان الاحتفال ليختار المشاركون ما يريدونه منها. التحضيرات اللوجستية كان المنظمون قد أنهوها منذ مساء السبت، وشاركهم فيها وأشرفَ عليها رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، حتى إنّه ساعَدهم في تحضير الطعام.

وفي الصباح الباكر انتشَر الشباب والشابّات المسؤولون عن التنظيم والانضباط، وساندوا القوى الأمنية على المداخل وساعدوهم في التفتيش. أمّا في ساحة الاحتفال فكانوا يشرفون على التفاصيل، لكنّ ذلك لم يمنع حصولَ بعض الفوضى والمشادّات الكلامية، ولا سيّما على المدخل المؤدي إلى المنصّة. فيما تولّى قسم منهم ارتدى قمصاناً كتبَ عليها من الخلف عبارة «إنتسب»، حضَّ المشاركين على الانتساب إلى «التيار». أغانٍ وطنية وحزبية صَدحت في المكان، أعلام برتقالية وأعلام لبنان والجيش ولافتات مدَحت بعون ملأت الساحة، وكان لافتاً حضور «السلّة» حيث أحضَر أحد المشاركين معه سلّة كبيرة كتب عليها «طلعت سلّتك فاضية يا إستيذ». فيما لفّت مسؤولة الإعلام في مكتب طلّاب المهنيات ستيفاني بو شلحا، سلّتها بالعلم البرتقالي، وقالت: «نَسمع في الفترة الاخيرة عن السلة المشروطة لوصول عون الى بعبدا، ونحن معروفون بكرَمنا، لذلك أتيتُ بهذه السلة البرتقالية وفي داخلها عنقود حصرم، «وألف صحتين». بيت الشعب لنا ولن يكون هناك رئيس إلّا عون». أشعّة الشمس كانت حارقة، فاحتمى بعض المشاركين تحت أعلامهم وبعضُهم الآخر تفيّأ تحت الأشجار، أو جلس على الرصيف. فيما رفضَ غيرهم الجلوس، ودفعَهم حماسهم إلى عقدِ حلقات الدبكة على وقعِ أغنية «سمِعنا عنّك من زمان»، ليتفاعلَ معهم الحضور ويصفّق لهم. «لبّيك يا جنرال» صرخَت جوسلين زغيب، مؤكّدةً أنّها شاركت لتجدّد وعدها لعون، وقالت: «أرادوا 13 تشرين نهايةً فكانت البداية، نتذكّر شهداءنا الأبرار ونطلب الراحة للمخطوفين». ولم تنسَ جوسلين أن تذكر قياديّي «التيار» الذين فصِلوا منه حديثاً، رغم أنّها لم تدخل في لعبة الأسماء، بل اكتفَت بتوجيه التحية إلى كلّ «الذين ناضَلوا في التيار»، قائلة: «الكِل يعني الكل». لم يبدأ الاحتفال في وقته المقرّر، وتأخّر البرنامج قرابة 40 دقيقة، وفي هذا الوقت وصَل النواب وقيادات «التيار» واختلطوا مع القاعدة الشعبية، حيث تميّزَ خطابهم بلهجة هادئة، فأكّدوا «أنّهم ينتظرون أن يعلن الرئيس سعد الحريري تأييدَه ترشيح العماد عون، وبعد هذا الإعلان يبقى فقط تعيين يوم الانتخاب».

باسيل

بعد النشيد الوطني، وصلاة مشتركة مسيحية - إسلامية، تقدّمَ باسيل إلى المنصّة، رافعاً علامة «الصَح»، وألقى كلمة أكّد فيها أنّ «لبنان من دون ميثاق العيش المتساوي بين المسلمين والمسيحيين ليس وطناً». وقال: «ميثاقنا وضَعه كبارنا، واليوم سيعيد إحياءَه كبارُنا، ميثاق ليس ثنائياً ولا ثلاثياً ولا رباعياً، بل ميثاق وطني فيه الجميع متساوون، وطن حرّ سيّد مستقل لا يلحق أحداً، لا سياسات ولا محاور، محورُه الوحيد هو مصلحته، ومصلحتُه أن يبقى جزءاً من الشرق ومنفتحاً على الغرب، ودولة مقاومة بكلّ مكوّناتها، مقاومة للاحتلال ومقاومة أيضاً للفساد، دولة مقاومة بشعبها وقوية بجيشها - قوية ولكن لا يأكل القوي فيها الضعيف. حلمُنا بوحدة وطنية، بعيش واحد، بقبول بالآخر، وحدة وطنية حقيقية. نعم حلمُنا أن يقف ميشال عون على شرفة قصر بعبدا ويَصرخ يا شعب لبنان العظيم، ولكن يقف معه جميعُ اللبنانيين يداً بيَد، وأيديهم إلى فوق.لا يصبحون واحداً، لكن يعيشون عيشاً واحداً مع شعب واحد في بيت واحد هو لبنان، ويَقبلون بالاختلاف مع بعضهم بلا إلغاء ولكنْ بتساوٍ، ويَرفضون جميعُهم «داعش» ويَقتلون «داعش» بالفِكر ليستطيعوا العيشَ مع بعضهم بمحبّة وشراكة وليس بكراهية وتسلّط». وتوجّه باسيل إلى عون قائلاً: «لن تحلم ولن تنام لتحلم، ولن ترتاح، بل ستتعب أكثر، سترتاح منّا وتتركنا في «التيار» بعدما كنتَ أبَ «التيار» ووالدَنا وأخانا ورفيقَنا. وستصبح أبَ جميع اللبنانيين، وستَرفض كلّ تفاهم ثنائي وثلاثي ورباعي لتصيرَ صانع التفاهم الوطني، سنَخسرك ليربحَك جميع اللبنانيين، وكما كنتَ ضمانتَنا في التيار ستكون ضمانةَ جميع اللبنانيين، لأنك الضمانة، لأنك الكرامة، لأنك كرامتنا».

خيبة أمل

كان العونيون ينتظرون انتهاء كلمة باسيل ليطلّ الجنرال عليهم، لكنّ ظهورَه على الشاشة وعدمَ حضورِه شخصياً برّد حماستَهم، فيما لم يخفِ البعض عتبَه، ما انعكسَ على تفاعل الجمهور معه. هذا الغياب برّرَه البعض بدواع أمنية، فيما لفتَ البعض الآخر إلى أنّه كيف لرئيس أن يخطب على باب القصر الجمهوري وهو على يقين أنّ أبوابه ستَفتح أمامه قريباً ليخطبَ منه حين يشاء. كلمة عون المتوازنة عكسَت الأجواء السياسية الإيجابية في الملف الرئاسي في انتظار أن يعلن الرئيس سعد الحريري ترشيحَه رسمياً، وجاء خطابه مقتضَباً وهادئاً مهادِناً كما كان متوقّعاً، لكنّه لم يتطرّق إلى تطوّرات الملف الرئاسي، واكتفى بمواقف عمومية. إستهلّ عون كلمته بعبارات وجدانية استذكر فيها الشهداء وقال: «عندما نتحدّث عن بناء الوطن، فذلك ليس من باب الشعارات الفارغة من المضمون، فبناء الوطن أوّل ما يكون باحترام الدستور والميثاق والقوانين، والمشاركة المضمونة والمتوازنة لكلّ الطوائف بلا كيدية أو عزل أو قهر. بناء الوطن ومؤسساته يكون على أيدي الأكفاء الذين يترفّعون عن المكاسب الشخصية ويتمتّعون بأعلى درجات النزاهة والشفافية وبروح العدالة والتجرّد، بناء الوطن يكون بوضع حدٍّ للمحسوبيات والاستزلام، واحترام الكفاءات في الاختيار، وعودة معايير الولاء للدولة دون سواها، بناء الوطن يكون بدعم استقلالية القضاء ليحمي الناس في رزقهم وعيالهم وكرامتهم وحرّياتهم. بناء الوطن يكون بتجديد النخَب السياسية من خلال قانون انتخابات عادل يؤمّن التمثيلَ الصحيح لجميع مكوّنات الوطن، بناء الوطن يكون بأن ننتبه إلى وجود عشرات الآلاف من شبابنا يَعملون في الخارج ويتبوّؤون أعلى المراكز في مجالات عدة، وأن نوجد البيئة الاقتصادية والإدارية الملائمة لعودتهم فنعطي الأمل لكلّ أمّ بأن ترى أولادها المبدعين في الخارج يعودون ليبدعوا في وطنهم، بناء الوطن يكون بالتنمية المتوازنة وبتثمير خيرات البلاد من نفط ومياه». وأضاف: «بناء الوطن يكون بالاستماع إلى صرخة الناس في همومهم اليومية ومحاولة إيجاد الحلول السريعة لها، بناء الوطن يكون بالاستماع إلى صوت الشباب، وهم لبنانُنا الآتي، وعملية البناء هذه تعني أن يكون لبنان ورشة عمل وورشة إعمار على كلّ الأصعدة، يَشترك فيها جميع اللبنانيين، فشهداؤنا يمتدّون على مدى مساحة الوطن، ويجسّدون كلّ مكوّناته، كذلك عنايتُنا واهتمامنا يجب أن يغطّيا كلّ الوطن وكلّ أبنائه، فالوطن لا يكون إلّا للجميع، وعلى الجميع أن يتشاركوا بمغانمه ومغارمه». غادرَ قسمٌ كبير من الحضور قبل أن ينهيَ عون كلمتَه، على أمل أن يعودوا مجدّداً لكن إلى قصر بعبدا. أملٌ لا تزال تعترض تحقيقَه عقباتٌ كثيرة، داخلية وخارجية، رغم أجواء التفاؤل السائدة.أمس أطلّ عون على مناصريه واللبنانيين ليقولَ بلهجة مستترة إنّه في التسعين أجبِر على الرحيل ولم يستطع الوصولَ إلى الرئاسة تحت ضغط المعارك، ولكنّه اليوم مصِرّ على الرئاسة أو لن يكون هناك رئيس. جلسة 31 تشرين الأوّل اقتربَت، وغداً لناظره قريب.

 

رئيس قوي ورئيس بالقوة

نايلة تويني/النهار/17 تشرين الأول 2016

سنتان ونصف سنة من الشغور الرئاسي ولم يتوصل اللبنانيون الى اتفاق على من يكون الرئيس، لان الجهات الافعل حالياً لا تريد رئيساً قوياً، بل رئيساً مكبلاً بكل القيود التي تحول دون ان "يتلاعب" بالاوامر العليا الصادرة ربما من ادارة الولي الفقيه، وخصوصاً بعدما ورث "حزب الله" الوصاية السورية وصار يمارس دورها في الرقابة على السياسة وحتى على أجهزة امنية فيتلقى تقاريرها وينسق نشاطاتها. في العام 2005، ثم في العام 2009، فشل الحزب وفريق 8 آذار في تحقيق اكثرية نيابية تسمح له بالاتيان برئيس يرسم خطوطه ويحدد مساره، وقد اتعبه الرئيس ميشال سليمان بمجموعة من المواقف التي غرد بها منفرداً، لذا لا يريد ان يكرر التجربة، ويفضل رئيسا فاقع اللون والانتماء، ومكبلاً. فالعماد ميشال عون أيضاً غير "منضبط" ويمكن ان يتحرر في لحظة ويقدم على خطوات لا توافق سياسة الحزب. لذا كانت سلة الرئيس نبيه بري، التي يوافق عليها الحزب ويؤيدها، وإلا لكان تحرك في اتجاه آخر. أما العماد عون الذي يتحدث باستمرار عن الرئيس القوي، فصار يستجدي الترشيح والرضى والتفاهمات والتوافقات، وبانت اشادته بالطائفة السنية مفتعلة ومصطنعة، وحوّل نفسه قوة معطلة لانتخاب الرئيس أملاً في ان يصير هو الرئيس ولو بالقوة. والرئيس سعد الحريري الذي اسقط الحزب حكومته وساهم في عزله و"نفيه" وهلل لتراجعه المالي والسياسي، تبدل الموقف منه اليوم، فرميت كرة الرئاسة في ملعبه، وصار الجميع في انتظار كلمة سر منه، ما يجعله "الرئيس القوي" على رغم كل الملمات التي اصابته، لكنه أيضاً يواجه كماً من التحديات وخصوصاً لدى أهل بيته، ويواجه تحدي الصمود رئيساً للوزراء في وجه محور اسقطه سابقا واسقط معه كل التفاهمات التي ولدت في الدوحة. والمعادلة هذه محرجة أيضاً للحزب بين حلفائه قبل الخصوم، وخصوصاً مع النائب سليمان فرنجية، ومع الجمهور الذي سمع تكراراً خطابا معادياً، ومحرجة للرئيس نبيه بري الذي حشر في موقع المعادي للاكثرية المسيحية ولارادة بكركي. كل هذا يجعل الجميع في موقع الحشر، وفي موقع الباحث عن مخرج، لكننا لا نتمنى كلبنانيين ان نخلص الى ما ذهب اليه النائب وليد جنبلاط في تغريدة سابقة ومفاده القبول بأي رئيس للخروج من نفق الشغور الرئاسي.

 

تظاهرة "التيار" ليتها كانت احتجاجاً على سوريا أو على استمرار الشغور الرئاسي في قصر بعبدا

اميل خوري/النهار/17 تشرين الأول 2016

تظاهرة "التيار الوطني الحر" في ذكرى 13 تشرين الأول ليتها كانت للاحتجاج على سوريا التي أخرجت العماد ميشال عون قسراً من قصر بعبدا، أو احتجاجاً على مصير المفقودين في سوريا، أو على استمرار الشغور الرئاسي، أو تكون ابتهاجاً بعودة عون الى القصر مظفراً بارادة "شعبه العظيم"... أما الشهداء الذين سقطوا في المعركة دفاعاً عن لبنان السيد الحر، فلم يمنعوا سياسيين من إسقاط الوطن في وصاية سورية دامت 30 عاماً، بحيث لا يصح اعتبار ذكرى 13 تشرين انتصاراً بل هزيمة اعترف بها العماد عون نفسه عندما طلب وقف اطلاق النار وتسليم القيادة الى العماد اميل لحود قائد الجيش حينذاك.

هذه الذكرى الإليمة جعلت زائراً صديقاً للعماد عون يتذكر ما دار بينهما من حديث قبل أربعة أيام من الضربة العسكرية السورية للقصر ولمبنى وزارة الدفاع، وقد جرى ذاك الحديث الموجز على النحو الآتي:

الزائر: جنرال، كيف رح بترد على الهجوم العسكري السوري إذا وقع بعد أيام؟

الجنرال: رح ردّ بالمدفعية وبخلّي الهجوم يوقف عند حدود القصر مدة شهر بتقوم عندها قيامة الدول الشقيقة والصديقة للبنان.

الزائر: واذا كان في طيران حربي سوري في الهجوم، شو بتعمل؟

الجنرال: بكون أكلتا...

الزائر: والبلد بيكون أكلا كمان ومش انت وحدك.

الجنرال: شو بعمل، بستسلم؟!

الزائر: لا، بتوجّه بيان للشعب اللبناني بتشرح فيه الحقيقة حقناً للدماء.

الجنرال: (بعد التفكير) ما في طيران حربي سوري لأن إسرائيل بتمنعوا.

الزائر: هالمنع كان وقت الحرب الداخلية بلبنان، وهلّق صار في وضع جديد وتفاهمات جديدة ربما تحصل بين أميركا وسوريا واسرائيل. فلازم توضع بحسابك هالشي حتى ما توقع بالغلط وتخسر المعركة.

انتهت زيارة الزائر للجنرال عون بانطباع أنه لن يغادر قصر بعبدا إلا بمعركة لأن شوقه للبقاء فيه قاتل ومهما كلّف الأمر...

والسؤال المطروح هو: هل كان في امكان الجنرال عون تفادي الهجوم العسكري السوري على القصر بقبول حل ما؟

تجيب عن هذا السؤال معلومات للسفير الفرنسي سابقاً في لبنان رينيه آلا عبر "الحياة" برواية الآتي: "اتصل بي عون هاتفياً وقال: هل فهمت ما يحدث؟ قلت له: "نعم فهمت" كان واضحاً أن تحليق الطيران السوري في سماء لبنان كان بموافقة اسرائيلية - أميركية، فأدركت أن هناك اتفاقاً دولياً مسبقاً يسمح بذلك. وكانت إدارة الرئيس بوش الأب قد نفت عشية الهجوم السوري أن تكون سمحت لسوريا بالقيام بذلك. اتصل بي عون مجدداً وقال لي: "انظر ما في وسعك أن تعمله، إنه هجوم شامل ونهائي وأنا أريد تجنب حمام الدم وانقاذ ما يمكن انقاذه بطلب وقف اطلاق النار". وأضاف بصوت مخنوق يكاد لا يُسمع: "اعتبر أنني هُزمت". عندها اتصلت بالرئيس الياس الهراوي وأبلغته ذلك. فقال لي: "أنا لا أصدق عون ونحن معتادون على مناوراته، فليذهب الى السفارة الفرنسية وبعدها سنرى"، ولدى وصول عون الى السفارة الفرنسية اتصلت بالرئيس الهراوي وقلت له: "ماذا نفعل الآن؟". فأجاب الهراوي: "ينبغي على عون أن يعلن انضمامه الى قائد الجيش، وكان في حينه العماد اميل لحود، وبهذا الشرط فقط يتم وقف اطلاق النار، ثم يوجه أمراً شخصياً الى وحداته للالتحاق بلحود، وينبغي أن يُسمع صوت عون على الاذاعة اللبنانية، وإلا فلا وقف لاطلاق النار". ففعل عون ذلك وطلب من الجنود تلقّي الأوامر من لحود. إلا أن بعض الوحدات في الجيش لم تمتثل للأوامر، فجرى اتصال بي يُطلب فيه تسليم عون الى السلطات الرسمية لمحاكمته، فأجبت ان عون هو في وضع اللجوء السياسي في السفارة. بعد ذلك بدأ التفاوض حول مغادرة عون الى باريس، لكن الرئيس الهراوي أبلغني أنه من غير الوارد أن يغادر عون لا اليوم ولا غداً لأن مجلس الوزراء اتخذ قراراً بهذا الشأن وينبغي محاكمته بتهمة اختلاس أموال. فتحدثت عندها مع الوزير فارس بويز الذي طالب بضمانات حول لجوء عون، منها أن يُمنع من الكلام ومن العمل السياسي، وكان واضحاً أن السوريين كانوا وراء مثل هذه الشروط لانهاء عون سياسياً. فردّ عون مطالباً بوضع نفسه تحت قيادة لحود وباجراء انتخابات نيابية وتشكيل حكومة وحدة وطنية علَّ التفاوض ديبلوماسياً يؤخّر الهجوم السوري المتوقّع. إلا أن الطائرات السورية بدأت القصف على منطقتي اليرزة وبعبدا".

وأشار السفير آلا الى أنه توصل في تلك الفترة الى استنتاج مفاده أن العلاقات السورية - اللبنانية هي أكثر أهمية في ذهن كبار المسؤولين اللبنانيين، ومنهم تحديداً الرؤساء الثلاثة، من حرصهم على علاقة جيدة مع فرنسا، وأن تحرير عون والسماح له باللجوء الى فرنسا كان يخيف السلطات اللبنانية، وأن بيروت ودمشق لم تفكرا جدياً بحل قضية عون قبل ترسيخ المكاسب السورية المنبثقة من اتفاق الطائف. وعبَّر آلا عن اعتقاده بأن اصرار فرنسا على سيادة لبنان وانسحاب القوات الاجنبية من أراضيه جعل الحكومة اللبنانية تكشف عن الحقيقة وهي أنها لم تُخفِ دفع العلاقات مع فرنسا نحو التدهور عبر اتهامها بالتدخل، وأن بيروت ودمشق أعطتا الأولوية للمفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية التي كانت تغطي نهج اعطاء الطابع السوري للسياسة اللبنانية، وأن دمشق أجّلت تحسين علاقاتها مع فرنسا الى الفترة التي ستعطي فيها اتصالاتها بواشنطن ثمارها وتكون الأوضاع في لبنان وصلت، بوضعه تحت الوصاية السورية، الى نقطة اللاعودة.

 

هل يعلن الحريري تأييد عون هذا الأسبوع أم ينتظر تفاهم الأخير مع برّي وفرنجية؟

 خليل فليحان/النهار/17 تشرين الأول 2016

رصد الرئيس سعد الحريري وفريق عمله خطاب المرشح للرئاسة العماد ميشال عون أمس في ذكرى 13 تشرين الأول 1990، فتبيّن له أن الكلمة خلت من أي إشارة الى الاتصالات السياسية الجارية في شأن ترشحه للرئاسة. وسجّل الحريري أيضا خلو خطاب رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل على طريق القصر الجمهوري من أي ذكر لتأييده في رئاسة الحكومة، رغم أن باسيل أشار الى أن الجنرال سيحكم مع "القادة السياسيين" اذا ما انتخب رئيسا للجمهورية. وفسر احد رؤساء الكتل النيابية الامر بأن عون ينتظر الحريري، والعكس، وهذا دليل على أن الثقة بين الرجلين لم تتوطد وهي قيد الاختبار.

ولفت مصدر مقرب من الرابية الى أن عون ينتظر إعلان الحريري تأييد ترشيحه للرئاسة، لأنه لا يريد التزام أن يكون الحريري رئيسا للحكومة قبل أن يتأكد من ذلك. ولفت الى أن المعلومات التي توافرت لدى الجنرال متباينة، منها أولا أن رئيس "تيار المستقبل" سيعود هذا الاسبوع ليعلن تأييده ترشح الجنرال في ختام اجتماع كتلة "المستقبل" النيابية غدا الثلثاء. وثانيا، انه سيعود وسيتابع اتصالاته فقط، وثالثا انه سيبقى في الخارج. وحتى يوم أمس لم يكن واضحا اذا كان الحريري سيعود مباشرة الى بيروت ام انه سيمر مجددا بالرياض.

وقلل من أهمية إلغاء باسيل زيارته أوستراليا التي كانت مقررة غدا الثلثاء، معتبرا أن هذا الالغاء يجب ألا يعني أن الحريري سيعلن التأييد المنتظر غدا الثلثاء. صحيح ان الحريري لمح الى تغيير موقفه وتبني ترشيح عون، لكنه في الوقت نفسه ينتظر أن يستكمل عون لقاءاته مع حلفائه الأصليين والتفاهم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال زيارة يقوم بها لعين التينة، ومع المرشح للرئاسة سليمان فرنجية لاقناعه بالانسحاب له. وذكر انه على مستوى الاتصالات الخارجية التي اجراها رئيس "تيار المستقبل" مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وعد المسؤول الروسي بالطلب من ايران ان تبذل المساعي لدى الحزب لتأمين انتخاب عون، الا ان ذلك لا يمكن اعتباره ضغطا يمارس على الحزب وقيادته. كما ان لقاءه مع وزير خارجية فرنسا جان مارك ايرولت الاسبوع الماضي لم يكن مثمرا من الناحية العملية، بعدما صارحه المسؤول الفرنسي بأن لا مجال لأي تجاوب إيراني مع ما طلبه الرئيس فرنسوا هولاند أكثر من مرة لتسهيل انتخاب رئيس للبلاد. ويشار الى ان ايرولت قدّر الجهود التي يبذلها الحريري لتحريك هذا الاستحقاق، واكد له ان بلاده ستسعى مع نواب لبنانيين تعتبرهم أصدقاء لها لاقناعهم بدعم تحركه. في موازاة ذلك، اطلع رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على ما آلت اليه الاتصالات في شأن الاستحقاق الرئاسي، وذلك خلال استقباله المستشار السياسي لرئيس الحزب ملحم الرياشي السبت الماضي في حضور النائب ابرهيم كنعان. وتبين لهم ان اي جديد حاسم لم يطرأ. والمطلوب الترجمة العملية لما وعد به الحريري، لان الأمور ستأخذ منحى آخر، والاتصالات ستتكثف وستأخذ مجرى مختلفا. لذلك الأمور باقية على حالها، ولا سيما انه في التيار البرتقالي هناك من يجزم بأن الحريري سيؤيد عون للرئاسة، ولكن يجب إعطاؤه وقتا يحتاج اليه لاقناع جميع أعضاء كتلته، بعدما ارتفع عدد المعارضين داخل كتلته وتياره.

 

بعد عون هل ينفِّذ الحريري الاتفاق؟

 سركيس نعوم/النهار/17 تشرين الأول 2016

السؤال الذي يحاول اللبنانيون كلهم معرفة الجواب عنه هو: هل سيتم انتخاب رئيس للجمهورية في مجلس النواب بعد 15 يوماً؟ والسؤال الآخر الذي يهمهم الحصول على جواب عنه هو: هل يكون مؤسس "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون المرشّح الذي ينهي انتخابه الشغور الرئاسي؟

لا يمكن إعطاء جواب بكلمة واحدة نعم أو لا عن السؤالين رغم أن الأجواء السياسية والإعلامية توحي أن إنهاء الشغور و"بالجنرال" عون لم يعدْ مستحيلاً. لكن يمكن تزويد القرّاء بمعلومات دقيقة حصل عليها "الموقف" من الجهات المعنية مباشرة بالاستحقاق الرئاسي. وهي تؤكد ما هو معروف منذ فترة أي اقتناع زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري بترشيح عون للرئاسة وبانتخابه. لكنها تشير الى اتخاذه خطوات عملية ومثله عون من أجل الاقتراب أكثر من اتفاق نهائي يترجمه مجلس النواب بانتخاب "الجنرال". ولعل الخطوة الأبرز كانت اتفاق الاثنين مباشرة وعبر الموفدين على أمرين. الأول مبادرة "الجنرال" الى إراحة السنّة الذين تشكّل غالبيتهم جمهور "تيار المستقبل" بمواقف سياسية وإعلامية تنسيهم تاريخه السلبي معهم ولا سيما بعد "تفاهمه" مع "حزب الله". إذ هاجمهم قيادة وقاعدة وحرّض "الحزب" عليهم وتطاول على رموزهم. وذلك موجود بتفاصيله في "محفوظات" وسائل الاعلام. وقد نفّذ عون الاتفاق في المقابلة التي أجراها على "تلفزيونه" OTV قبل مدة قصيرة. إذ لأول مرة شاهد اللبنانيون عون الهادئ وغير المتوتر والقادر على وزن كلماته ومواقفه بميزان الذهب، والمعترف بأهمية السنّة ودورهم الوطني، وبالحاجة إليهم لتحقيق قيامة لبنان السائر نحو الاندثار أو الدولة الفاشلة. طبعاً رحّب السنّة الحريريون الدافعون الى التحالف مع "الجنرال" أو التعاون بموقفه ومنهم الرئيس سعد. ولم يقتنع بذلك السنّة الحريريون الرافضون وبشدة أي تعاون أو تحالف مع من كان عوناً عليهم مع أخصامهم وفي مقدمهم "حزب الله"، والخائفون أن يكون التفاهم على حسابهم كسنّة وعلى حساب "المستقبل" وزعيمه سعد. كما نفّذ الاتفاق نفسه صهره والأقرب إليه من الجميع الوزير جبران باسيل في ظهوره التلفزيوني على شاشة الـ"ال. بي. سي" الخميس الماضي. إذ أفاض في إظهار محبته للسنّة وتقديره لدورهم وحاجة البلاد الى تعاونهم مع الآخرين للنهوض من أزماتها القاتلة، وأشاد بدور المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، وأظهر تميّزاً في موقفه وموقف "التيار" الذي رأّسه عليه عمّه منهما عن موقف حليفه "حزب الله". كما أظهر في شكل أو في آخر عدم تطابق مع موقف "الحزب" من التدخل العسكري في الحرب السورية رغم رفضه الإرهاب والتكفيريين. وهذا أمر لفت قيادة الحزب وأعضاءه ومناصريه رغم أن اتفاقاً عليه قد يكون حصل بين الاثنين من أجل مضاعفة الحظوظ الرئاسية لـ"الجنرال".

أما الأمر الثاني الذي اتفق عليه الحريري وعون فهو إعلان الأول ترشيحه الثاني لرئاسة الجمهورية باسم "تياره" بعد انتهاء جولة خارجية له قال لعون أنه سيقوم بها. وهذه الجولة التي تمت على مراحل وصلت أو ستصل قريباً جداً الى نهايتها في رأي حلفاء "الجنرال"، وصار مطلوباً الإعلان الترشيحي الرسمي قريباً جداً. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل أخذ زعيم "المستقبل" ضوءاً أخضر من السعودية التي يُقال أنه زارها مرتين؟ أو من روسيا؟ أو من فرنسا؟ والمعلومات المتوافرة عند جهات لبنانية متناقضة بل متخاصمة تتقاطع على الآتي: السعودية تركت الأمر له وأفهمته أن لديها الكثير من الهموم والأعمال والمهمات. لكن من فعل ذلك ولي ولي عهدها أم رئيس مخابراتها الجنرال حميدان؟ والجواب عن ذلك مليء بالتناقضات. علماً أن الوزير الياس بو صعب حليف عون سمع كلاماً مماثلاً من مستشار لولي ولي العهد أخيراً في دولة الامارات العربية المتحدة. كما أن الوزير وائل أبو فاعور لم يسمع موقفاً إيجابياً من زيارتيه الأخيرتين للرياض.

روسيّا امتنع الرئيس بوتين عن استقباله. ووزير خارجيته لافروف تجنّب الحديث عن الأزمة الرئاسية تفصيلاً وحكى عن سوريا. وكان الاجتماع بروتوكولياً. فهل سيتغيّر ذلك إذا صار رئيساً للحكومة؟ ربما.

فرنسا استقبله وزير خارجيتها آيرولت خلافاً للسابق. علماً أنها أدركت سابقاً وبعد زيارة مسؤول مهم فيها لطهران أنها لن تتدخل لأن الرئاسة "شأن لبناني".

هل يكفي الأمران المفصلان أعلاه بعد تنفيذهما لكي ينتهي الشغور الرئاسي في جلسة 31 تشرين الأول الآتية؟ وأليس لسوريا بشار الأسد دور في الاستحقاق اللبناني هذا وخصوصاً بعدما حسّنت لها روسيا مواقعها؟

 

13 تشرين: تظاهرة «ودّية» على طريق القصر

علي الحسيني/المستقبل/17 تشرين الأول/16

خلافاً للسنوات الماضية وللأجواء المشحونة التي كانت تسود البلد في فترات سابقة، جاءت ذكرى 13 تشرين هذا العام التي دعا اليها التيّار «الوطني الحر» على طريق قصر بعبدا أمس، لتطبع المرحلة الحالية بكثير من الود والتلاقي والدعوات إلى الحوار والتأكيد على أهميّة دور المؤسسات والاحتكام إلى القانون، كبديل من الإتهامات السياسية التي كادت أن توصل البلد في فترة ما، إلى التناحر والتقاتل. والأهم من هذا كله، تبقى الأجواء الهادئة التي رافقت الذكرى، والتي انعكست إيجاباً على الأرض وتحديداً بين الجمهور «العوني» الذي وجّه النصيب الأكبر من مديحه وثنائه إلى رئيس تيّار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري والطائفة السُنيّة، هي الأساس والأبرز لترجمة كل هذا التفاؤل إلى أفعال.

في بداية كلمته، اعتذر رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون من جمهوره الذي حضر الى الساحة منذ ساعات الفجر الأولى، لعدم تمكّنه من الحضور شخصيّاً لأسباب اختصرها بجملة «أنتم تعرفونها». ليُكمل بعدها كلامه مُستعيداً بطولات وأمجاد شهداء الجيش الذين سقطوا خلال تصديهم لنظام الوصاية السورية في سبيل دفاعهم عن لبنان وكرامته واستقلاله«، مشيراً إلى أن «هؤلاء الشهداء، بذلوا أنفسهم في سبيل أحبائهم ووطنهم، ولم يكونوا طرفاً في حرب أهلية، ولم يقاتلوا مواطنيهم، بل قاتلوا دفاعاً عن حرية لبنان واستقلاله وسيادته، قاتلوا من أجل كرامة شعب، ومن أجل بناء وطنٍ ينعمون فيه مع أولادهم بالطمأنينة والسلام«. كما حمل عون في خطابه عناوين ذات أهميّة ولها مدلولات واضحة تؤكد عكس ما يصبو أو يسعى اليه البعض. وشدد على دولة المؤسسات والقانون والإقتصاد المزدهر، قائلاً: «ان أول خطوة لبناء الوطن هي احترام الميثاقية والمشاركة والدستور من دون عزل أو قهر أحد، وبناء الوطن يكون بوضع حد للمحسوبيات، ودعم استقلال القضاء لحماية الناس«. ويؤشر هذا الكلام إلى تحقيق أجواء إيجابية تعهّد بها عون أمس في كل مفصل من خطابه الذي لاقاه فيه جمهوره، بمزيد من التأييد والإنفتاح على الداخل والخارج، فكانت الأصوات تُسمع بشكل واضح وهي تردد «ما بدنا عداوة مع حدا«.

أضاف: «عندما نتحدث عن بناء الوطن، فذلك ليس من باب الشعارات الفارغة من المضمون، وبناء الوطن أول ما يكون باحترام الدستور والميثاق والقوانين، والمشاركة المضمونة والمتوازنة لكل الطوائف من دون كيدية أو عزل أو قهر. بناء الوطن ومؤسساته يكون على أيدي الأكفاء الذين يترفعون عن المكاسب الشخصية ويتمتعون بأعلى درجات النزاهة والشفافية وبروح العدالة والتجرد، ويكون بوضع حد للمحسوبيات والاستزلام، واحترام الكفاءات في الاختيار، وعودة معايير الولاء للدولة دون سواها، ويكون بدعم استقلالية القضاء كي يحمي الناس في رزقهم وعيالهم وكرامتهم وحرياتهم، ويكون بتجديد النخب السياسية من خلال قانون انتخابات عادل يؤمّن التمثيل الصحيح لجميع مكونات الوطن«.

وكما على منبر الخطابات والشاشات، كذلك على الأرض بين الجمهور، حيث كان مناصرو «الوطني الحر» يهتفون في كل مرّة يؤتى فيها على ذكر الطوائف اللبنانية كافة وتحديداً الطائفة السُنية، وهو مشهد لم يعهده أو يألفه اللبنانيون من قبل، بل على العكس، لطالما كانت مثل هذه المهرجانات وتحديداً ذكرى 13 تشرين، فرصة لتوجيه الإنتقادات وتصفية الحسابات السياسية والشخصية.

شعار الذكرى هذا العام حمل عنوان «يكون الميثاق أو لا يكون«. ومنه انطلق رئيس التيّار «الوطني الحر» وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ليمدح بالطوائف اللبنانية كافة، ويعلو التصفيق عند سماع كلمة الطائفة السنيّة الأمر الذي اعتبره الجميع رسالة تلاق واضحة مع الرئيس الحريري.

تحدث باسيل عن ذكرى 13 تشرين، كنهاية كابوس وبداية حلم بالحرية والسيادة، وتحرر لبنان من الوصاية السورية والاحتلال الاسرائيلي، وعن ميثاق يحمي العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين. ومما لا شك فيه، أن الجمهور «العوني»، كان يأمل في سماع المزيد من الكلام السياسي وتحديداً في ما خص الملف الرئاسي وخصوصاً لجهة آخر المستجدات المتعلقة بعون كمرشح أوحد للرئاسة. لكن رغم شح حديث المنابر في هذا الخصوص، إلا أن مناصري «التيّار» كانوا على يقين من خلال ما استشفوه من تحرّكات سياسية وتسريبات اعلامية، بأن الأيّام المقبلة سوف تحمل «الجنرال» إلى بعبدا، وهذه الأجواء أشاعها أيضاً وزراء «التيّار» ونوابه أمس، بين المناصرين.

وقال باسيل: «قبل 13 تشرين مشينا كلنا على طريق القصر وصعدنا الى ساحة بيت الشعب، واليوم نقف على هذه الطريق من دون أن نستطيع الصعود الى ساحة القصر. في هذه الفترة، انا صعدت الى فوق، ولكن لم أجدكم ولا وجدت روحاً في هذا القصر من دونكم. في 13 تشرين وقبله وبعده استشهد للوطن أبطال من الجيش والشعب، واليوم نجتمع لنكون أوفياء لذكراهم، ليس بالبكاء بل بالأمل والهتاف. هم رقدوا في 13 تشرين ونحن عشنا بفضل شهادتهم، هم رقدوا على رجاء القيامة – قيامة الوطن، ونحن عشنا على أمل العودة - عودة الوطن. هم رقدوا ونحن رحنا نحلم».

أضاف: «عندما تصبح الكرامة انساناً، يصبح الانسان بحجم وطن، ويصبح الحلم بالكرامة الوطنية هو حلم بالشخص، وهكذا تصبح المعاني الكبيرة والقيم الكبيرة أحياناً مجسّدة بأشخاص، ويصبح المواطن يرى خلاصه فيهم. حلمنا اليوم في 2016 هو نفسه في 1990 وفي 2005، حلمنا هو الوطن، لأن الوطن اذا تحرّر وبقي حكامه محتلة عقولهم لا يكون وطناً، ولأن الوطن اذا استقل، وأكله الفساد ونخر مؤسساته لا يكون وطناً، ولأن الوطن اذا صار سيّداً، ولم تكن فيه دولة لا يكون وطناً، ولأن لبنان من دون ميثاقه ليس وطناً، ميثاق العيش الواحد المتساوي بين المسلمين والمسيحيين. حلمنا اليوم هو الوطن، تنظيفه ليس من الزبالة فقط بل من الفساد، حلمنا اليوم هو الوطن وبناء الدولة في الوطن وبناء انسان الكرامة في الوطن، والحفاظ على الميثاق في الوطن«.

وتابع: «حلمنا هو هوية وأرض ورسالة، وطن له هويّة هي تاريخه وحضارته وثقافته، هويّة أبنائه يردّها لهم بفخر ولا يستبدلهم لا بنازح ولا بلاجئ، وطن يستضيف الجميع وكل مستضعف، لكن من دون أن يضعف شعبه، وطن له أرض لا يحجبها عن أجنبي لاستثمار ولا يبيعها لأجنبي للتوطين، وطن الرسالة – رسالة العيش المتناصف المتشارك تتبادل فيه الناس الاحترام بالاختلاف ويسلك التبادلية بدل الاستنسابية، وطن ميزته هويّته، وهويته رسالته، ورسالته لها أرض تنطلق منها هي لبنان وتشع الى كل العالم«.

وتوجه الى عون بالقول: «اما انت، الذي أنت الحلم، أنت لن تحلم ولن تنام لتحلم، ولن ترتاح بل ستتعب أكثر، سترتاح منا وتتركنا في التيار بعد أن كنت أب التيار ووالدنا وأخانا ورفيقنا، وستصبح أب كل اللبنانيين، ستتعب من دون تفاهم ثنائي، وسترفض كل تفاهم ثنائي وثلاثي ورباعي لتصير صانع التفاهم الوطني. سنخسرك كي يربحك كل اللبنانيين، وكما كنت ضمانتنا في التيار ستكون ضمانة كل اللبنانيين، لأنك الضمانة، لأنك الكرامة، لأنك كرامتنا. سنبقى نحلم ونراك هكذا... ليبقى التيار ويبقى لبنان«.

وفي المقلب نفسه، بدت أجواء الإرتياح واضحة على وجوه وزراء «الوطني الحر» ونوابه الذين حضروا إلى الإحتفال قبل ساعات من بدئه. بينهم من اهتم بتوزيع عناصر الإنضباط مثل النائب سيمون أبي رميا، ومنهم من جلس بين الناس ليقف عند آرائهم في ما خص تلاقي «التيّار» مع بقية الأطراف مثل النائب حكمت ديب الذي لمس من الجمهور، التأييد الواسع لهذه الخطوة، وكثر الذين تمنّوا لو تمّ التلاقي مع تيار «المستقبل» منذ زمن. وكانت بياريت خوري ابنة بلدة كفرشيما، الاكثر جرأة عندما تحدثت لـ»المستقبل» عن خصم واحد يجمع بين اللبنانيين كافة. تحدثت عن العدو الإسرائيلي الذي انكفأ وانسحب بفعل تلاحم الشعب اللبناني، وعن النظام السوري الذي أخرجته ثورة «كنا فيها والمستقبل والقوات والكتائب صفاً واحداً». وقالت: «أذكر يوم دخلوا منزلنا وأوسعوا شقيقي ضرباً واحتجزوا زوج شقيقتي لفترة شهرين خرج منها الى المستشفى».

وعلى عكس السنوات السابقة، فقد تميّزت ذكرى 13 تشرين هذا العام، بصورة تجلّت في الوحدة بين جميع الطوائف اللبنانية، من خلال مشهد جمع رجال دين يمثلونها، أفرد كل واحد فيهم، مساحة خاصة من الوقت ليُعبّر خلالها على طريقته، عن الوحدة والتلاقي والعيش المشترك، وليُنهي كل واحد فيهم كلامه، بصلاة خاصة ارتجى جميعهم فيها، الخلاص للبنان والتقريب بين أبنائه وزعمائه.

 

حواجز تُليّن رئاسياً ولا يعني أنها زالت

وسام سعادة/المستقبل/17 تشرين الأول/16

السياسة متحركة في تعريفها، لكن الاتجاهات المتعارضة لحركة السياسة تؤدي بها في كثير من الأحيان الى شلّها أو تجميدها أو تفريغ مؤسسة ممن يتولاها أو تجريدها من وظيفتها. وجدت الدساتير أساساً لتجاوز تعطيل حركة السياسة نفسها بنفسها بفعل اتجاهاتها المتعارضة، تماماً مثلما وجدت لتلافي احتكار شخص بعينه، أو فريقه بعينه السلطة، وتأميناً للتداول على السلطة، الذي يستقرّ، كي يكون مؤسساتياً وتراكمياً، على مبدأ الفصل بين السلطات.الحاجة للتذكير بهذا اليوم هي الحاجة لاعادة الحركة الى السياسة في لبنان، واعادتها غير ممكنة من دون تجاوز الفراغ الرئاسي الذي بلغ حداً قصوياً وقاسياً للغاية على ما بقي من مؤسسات ومن وظائف تشتغل بشكل أو بآخر للدولة اللبنانية. في نفس الوقت، ليس هناك من مرجعية لتيسير الحركة مجدداً وتجاوز الشلل والتعطيل والجمود غير المنصوص عنه دستوراً. اعتبار ان هناك شيئاً بمثابة «ما فوق دستور» يشترط هذا المسار او ذاك في السياسة، او في تولية المناصب، ليس بالاعتبار الذي له رصيد دستوري، وليس بالاعتبار الذي يمكنه ان يخدم بث الروح في الحركة السياسية بالمطلق. هناك فراغ رئاسي طال، وأي مبادرة لتجاوزه الآن تجد مسوّغها في وضع حد لهذا الفراغ قبل كل شيء آخر، لا أكثر ولا أقل، وإلغاء كل التباس ممكن حول الطرف الساعي وراء التمديد لهذا الفراغ كل هذه المدة او أكثر. المبادرة هنا تنطلق من تقديم ضرورة ملء الفراغ على مخاطر الامعان فيه، لكنها لا تعني او يجب ألا تعني التسليم بـ»أحقية» طرف دون آخر. الآن، كل الكلام حول أحقية زيد أو عمرو من الناس لا وجاهة فيها، انما الكلام الواقعي، القابل للتداول الجدي بشأنه، هو حول امكانية رسم خارطة عملية لوصول شخص الى تعبئة الفراغ، للانتقال بعدها لما هو مؤجل من استحقاقات، من جملتها قانون الانتخاب العتيد، والتأهب للانتخابات النيابية. بالتوازي، ظهور هوية الطرف المعطل الرئيسي للاستحقاق الرئاسي منذ عامين ونصف العام لا يعني ان هذا الطرف، «حزب الله»، ليس لديه في السياسة من سبيل غير هذا التعطيل. القرائن بدأت ترسم ملمح تخيير جديد للبنانيين من طرف «حزب الله» بين مرّين: فإما حكومة بلا رئيس جمهورية، أو رئيس جمهورية بلا حكومة. وهذا أيضاً تخيير لا طاقة للبنانيين بعد عامين ونصف العام من الفراغ الرئاسي على تحمّله. أن يوضع حد للشغور، ويقلع العهد الجديد على صعيد تشكيل حكومة جديدة، وتأمين التوازن في السلطة التنفيذية، واعادة اعطاء سند للوظيفة التشريعية للمجلس النيابي، فهذا هو التحدي اليوم، وهو تحدّ لأن تجاوز الشغور وحده لا يكفله.

هل يعني ما تقدّم ان تجاوز الشغور زادت حظوظه في الأيام الأخيرة؟ الى حد ما، لكن من دون تجاوز أي من الحواجز الجدية التي تحول دون ذلك حتى الآن. فقط ما يوحي بتليينها جزئياً. العد التنازلي للجلسة المحددة لانتخاب رئيس يفرض نفسه أكثر فأكثر على مروحة الاتصالات المبذولة. اعادة الاعتبار للقالب «الدستوري» للأخذ والرد بهذا الشأن يعني أن الاتصالات هي بقصد حمل كل الكتل على الذهاب لجلسة التصويت، وتأمين نصاب، واذا كان متاحاً قبل ذلك ايضاح صورة من يتجه للفوز، لكن كل ذلك يفترض ان يترافق مع تشديد على ان ما قد يُبذل لإنهاء الجهود لا ينبغي ان تتأسس عليه معادلات صالحة لغير ذلك من الظروف والسياقات. واكثر، اذا ما كتب لمحنة الفراغ ان يوضع لها حد في القريب، فان النقاش حول كيفية تلافيها بعد ذلك سيكون كلي الراهنية بعد ذلك مباشرة. نحن امام اول موعد جلسة نيابية محدد لانتخاب رئيس يأخذ كل هذا الكم من الجدية والحيوية السياسية حوله، حيوية بقصد اعادة تحريك المياه السياسية الراكدة اساساً. لكن الجزم بأن الأمور قد انفرجت من الآن غير واقعي. بقدر ما تفهم جميع الاطراف، اقله ضمنيا، بأن المسألة ليست تفضيل شخص على آخر بالمطلق، ولا الاعتراف بحق ثابت ومحفوظ لشخص دون آخر، بل هي مسألة وضع حد للفراغ بأي مخرج يمكن الوصول اليه لاجل ذلك، وبقدر ما تعي الاطراف بأن المطلوب الانتقال لوضع «اقرب للمجال الدستوري»، اي فيه رئيس وفيه حكومة وفيه تحضير لقانون انتخاب ولانتخابات، وليس فيه رئيس من دون حكومة ومن دون طريق مفتوحة لقانون الانتخاب، بقدر ما ان الجانب المحلي من الطبخة يمكن أن تؤمن عناصره. يبقى الجانب الاجنبي من هذه الطبخة، في وقت يزداد الانشغال بالمشهدية الانتخابية الاميركية الصاخبة، بما قد يوجد ميلاً لانتظار نتيجة الاستحقاق الاميركي للبناء عليه سلباً وايجاباً في شتى الملفات الحارة الشرق اوسطية.

 

الجمهورية تكشف مراسلات أمنية خطيـرة بين لبنان والغرب

ليندا مشلب/جريدة الجمهورية/الاثنين 17 تشرين الأول 2016

في كلّ يوم، وكلّ ساعة، يكاد لبنان ينزلق إلى خضّات أمنية كبيرة ومجازر، من خلال مخطّطات دائمة لتحويله «أرض جهاد» واستهدافه بعمليات تفجيرية وانتحارية. وقد برز في الآونة الأخيرة العمل الاستباقي الذي تقوم به الأجهزة الأمنية اللبنانية وآخرُه إحباط مخطّط بالغ الخطورة كان يُراد منه تنفيذ أعمال تفجيريّة في كلّ أنحاء البلاد. وأظهرت التحقيقات اعترافات وضَعت الإرهابيّين في مصيدة الأمن اللبناني، وأبرزَت حَجم ما يُخطّط للبنان من خلال نَسج شبكات عنقودية على اتّصال مباشر بالرؤوس الإرهابية المدبّرة في الجرود والرقة، وخصوصاً مع تنظيم «داعش».

أصبحَ لبنان من الدول المتطوّرة في مكافحة الإرهاب، وبرَز دوره في السنوات الأخيرة من خلال الجهد النوعي الذي تبذله الأجهزة الأمنية المعنية بملاحقة الشبكات الإرهابية وتتبّعها في الداخل والخارج، وبات الغرب يعترف بكفاية لبنان ويعمل على حمايته نسبةً الى هذا النجاح، وتَعزَّز هذا الأمر من خلال الزيارات المتبادلة للقيادات الأمنية في الجيش اللبناني والأمن العام، ما رفَع من مستوى التصنيف الأمني للبنان وأدخَله في شبكة التعاون والتنسيق مع أجهزة الاستخبارات الدولية.وفي هذا الإطار، تنفرد «الجمهورية» بكشف المعلومات التي زوّدت بها الأجهزة الأمنية اللبنانية نظراءها في الخارج. ففي تواريخ مختلفة، تمّ إعداد تقارير أمنية لبنانية عن نشاطات جماعات إرهابية واحتمال تنفيذها اعتداءات تستهدف عدداً من الدول الأوروبية، وقد زوّدت الجهات المعنية الغربية بها، ومن بين هذه التقارير:

في شباط من العام 2015، أُرسل تقرير عبر قنوات سرية يتضمَّن معلومات عن أنّ البلجيكي المغربي عبد الحميد أبو عود (مواليد 8/4/1987) والملقّب «أبو عمر البلجيكي»، له دور على صعيد تنظيم الخلايا الإرهابية والتخطيط لهجمات محتملة في أوروبا، وخصوصاً بعدما تبيّنَ دوره في الخلية التي تمّ تفكيكها في مدينة فيرفيه (بلجيكا) مطلع العام 2015.

وأُرسل تقرير آخر في 11/5/2016، يتضمّن معلومات تفيد أنّ مجموعة من الإرهابيين المنتمين حاليّاً إلى تنظيم «داعش» والموجودين في معسكرات ليبية، تُحضّر لعمل إرهابي في أوروبا، علماً أنّ المجموعة تُقسَم الى قسمين، الأوّل في اتّجاه فرنسا، والثاني في اتّجاه النمسا، إيطاليا وألمانيا، مع الإشارة إلى أنّ عناصر المجموعة كانوا ينتمون سابقاً إلى تنظيم «القاعدة».

وأضافت المعلومات أنّ تنفيذ العملية سيتمّ خلال حزيران وتمّوز من العام 2016، تحت عنوان آية قرآنية «سنضربكم في البحر واليابسة»، على أن تُستَهدَف منتجعات سياحية على البحر وعلى اليابسة في فرنسا تزامناً مع مباراة كرة القدم في البلد المشار إليه.

وقد رجّحت المصادر أنّ إحدى المجموعتين موجودة في منطقة مولانبيك (بلجيكا) وتحمل الجنسية المغربية، إضافةً إلى أنّ المجموعة التي ستنفّذ العمل الإرهابي في فرنسا مؤلّفة من 4 أشخاص من الجنسية التونسية، وهم:

- بلال عز الدين مطيبع، والدته نهيلة، مواليد 1984.

- خالد محمد فرح، والدته سامية، مواليد 1985.

- نادر حسين غانم، والدته ربيعة، مواليد 1988.

- أيمن جمال زواوي، والدته بسيمة، مواليد 1993.

وفي تقرير ثالث أُرسل في 27/5/2016، ورَدت معلومات عن وجود مخطّط محتمل لتنظيمي «القاعدة» و»داعش» يَقضي بتنفيذ عملية أمنيّة في فرنسا وعددٍ مِن الدول الأوروبية خلال شهر رمضان، من خلال زرعِ عبوات على الشواطئ الفرنسية، تحديداً المناطق السياحيّة التي تزدَحم بالسياح، على أن يَرتدي المنفّذون ملابسَ البائعين المتجوّلين الذين ينتشرون عادةً على الشاطئ وبحوزتهم الصناديق والبضائع التي تُعرَض للبيع.

وفي السياق ذاته، أشارت المعلومات إلى أنّ المسؤول عن تنفيذ هذه العمليات المحتملة في maubec في فرنسا هو المغربي عبد الكريم اللاواني أو الحلاوي الذي يتنقّل بين الرقّة وتركيا ويترأس مجموعتين:

- الأولى، مسؤولة عن تنفيذ عمليات في ميونيخ - ألمانيا.

- الثانية، تتولّى تنفيذ عملية أمنية تستهدف متحف لوفر.

ولفتَت المعلومات إلى أنّ عناصر هذين التنظيمين ينتظرون أيّ ثغرةٍ أمنيّة لدى جهاز الأمن الفرنسي لاستهداف المناطق السياحية والملاعب الرياضية التي يضعها في سلّم أولوياته. وأضافت أنّ تنظيم «داعش» يقوم منذ بضعة أيام بعملية مراقبة ومسحٍ للسفارة الفرنسية في مصر تحضيراً لإمكانية تنفيذ عملية اقتحام لحرَمِها بواسطة عناصر تابعة لـ«القاعدة».

وأفادت المعلومات أنّ عناصر من تنظيم «القاعدة» في السنغال ومالي سينفّذون أعمالاً أمنية في أفريقيا وعملية خطفِ سيّاح فرنسيّين في ساحل العاج، للمطالبة بفدية، نظراً إلى الضائقة المالية التي يمرّ بها التنظيم في الوقت الحالي في ظلّ توجّه لتنفيذ عمليات انتحارية في حال تعذّر الخطف.

ورجّحت المصادر أن يُحبط توقيف المغربي عبد الكريم تنفيذ عدد من العمليات الأمنية في دول أوروبا نظراً لكونه العقلَ المدبّر والآمرَ لمعظم هذه العمليات.

وورَد في تقرير رابع أُرسِل في 4/8/2016، معلومات عن أنّ تنظيم «داعش» تمكّنَ أخيراً وبإشراف أحد قياديّيه «أبو محمد الشمالي» من إرسال أكثر مِن 15 عنصراً إلى ألمانيا من الذين سبَق وخضَعوا لتدريبات عسكرية مكثّفة في معسكرات «داعش» في سوريا، وذلك بهدف القيام بعمليات إرهابية وانتحارية. وتمّ اختيار هؤلاء العناصر من ضمن مجموعة مؤلّفة من نحو 500 عنصر مدرّبين على مِثل هذه المهمّات.

وأضافت المعلومات أنّ هؤلاء العناصر قد تلقّوا التعليمات حول طريقة الوصول إلى العاصمة الألمانية والمدن الكبرى، حيث سيَعمدون فور بلوغ أهدافهم إلى تجنيد عدد من السوريين، الفلسطينيين والعراقيين، بهدف تنفيذ عمليات واسعة تُطاول مناطق يَقصدها السيّاح الأجانب ومِن بينها أهداف محدّدة في مدينتَي برلين وشتوتغارت.

علماً أنّ تنظيم «داعش» كان قد كلّف أحدَ قياديّيه «أبو حذيفة السوري» الإشرافَ على عمل مجموعة مؤلّفة من 15 شخصاً تمّ إدخالهم إلى ألمانيا مسبَقاً بهدف جَمعِ المعلومات حول الأهداف المحتملة من شخصيات وفنادق ومواقع سياحية... وإرسالها إلى قيادة «داعش» في سوريا.

ولفتت المعلومات إلى أنّ تنظيم «داعش» قد أوعَز في الفترة الأخيرة إلى كلّ الخلايا والمجموعات المكلّفة تنفيذ عمليات انتحارية، أن تتمّ هذه العمليات على ثلاث مراحل متلاحقة ومتزامنة، بحيث تبدأ بالتفجير الأوّل، يَليه التفجير الثاني بواسطة الدرّاجات النارية المفخّخة بعد فترة وجيزة على وصول المسعِفين ورجال الأمن، على أن يتمّ الهجوم الثالث بواسطة القنابل المجهّزة لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا.

كذلك أُرسِل في 4/8/2016 كتابٌ يتضمّن معلومات من مصادر متابعة للتنظيمات الإرهابية على الساحة السورية تفيد أنّ قيادة تنظيم «داعش» عَقدت أخيراً اجتماعاً موسّعاً في سوريا في حضور قادة ميدانيّين عُرف منهم «أبو عبدالله الأمن» و«سراج الكويتي» المعروفَين بعملهما في مجال إعداد مخططات العمليات الانتحارية المعروفة باسم «العمل الجهادي»، حيث اتُفِق خلاله على وضع برامج عمليات جديدة لـ«داعش» تشمل عدداً من دول العالم.

وأشارت المصادر إلى أنّه تمّ إبلاغ مقرّرات الاجتماع إلى بعض قياديّي التنظيم الميدانيين المعنيين بتنفيذ هذه المخططات التي عُرف منها:

- نقلُ مواد كيماوية سامة، خصوصاً غاز السارين، إلى بعض الدول الأوروبية لاستخدامها في شنّ هجمات مختلفة.

- تحريك خلايا العمليات الموجودة في الدول العربية كدول المغرب العربي ومصر والأردن ولبنان لتنفيذ ضربات محدّدة.

ورجّحت هذه المصادر إمكانية توسيع التنظيم نطاقَ هجماته في الدول المشار إليها مع احتمال اعتماد أساليب جديدة في الهجمات لإظهار إمكاناته وقدرته على مواصلة توجيه الضربات، على الرغم من الخسائر الميدانية التي يتكبّدها في البلدان التي ينتشر فيها.

وفي تقرير سادس أرسِل في 4/8/2016، أشارت المعلومات إلى نقلِ تنظيم «داعش» في 11/6/2016 كمّيات كبيرة من القذائف المدفعية المجهّزة بغاز الخردل الكيماوي بواسطة نحو 15 حافلة مخصَّصة لجمعِ النفايات من الرقّة إلى مدينة تلعفر العراقية، حيث جرى توضيبُها سرّاً في ساحة مصنع الطحين في المدينة.

وأوضَحت المعلومات أنّ عملية النقل أتت بعد بدء العمليات العسكرية للجيش السوري في الرقّة، وذلك بهدف حماية هذه القذائف من أيّ استهداف عسكري محتمل.

ولفتت المعلومات إلى عدم وجود أدلّة واضحة حتى الآن تشير إلى نيّة تنظيم «داعش» استخدامَ هذه القنابل الكيماوية في أيّ عمليات عسكرية، إلّا أنّ احتمال استخدام هذا النوع من القنابل ضد الجيش و«الحشد الشعبي» العراقيين في عمليات تحرير الموصل يبقى وارداً، خصوصاً أنّ «داعش» استخدمت سابقاً أسلحةً كهذه في بعض عملياتها العسكرية في سوريا والعراق.

«سرّي للغاية»

وحصلت «الجمهورية» على وثائق أرسَلتها الأجهزة الأمنية الى الخارج هي عبارة عن تحذيرات من أشخاص ذات صلة بالمجموعات الإرهابية الموجودة في أوروبا دُمغت بعنوان «سرّي للغاية»، وتتضمَّن معلومات عن أشخاص غادروا بلادهم الأوروبية والتحقوا بصفوف المجموعات الإرهابية المقاتلة في سوريا ومدى تأثيرهم لاحقاً وانخراطهم في أعمال إرهابية تطاول الدول الأوروبية.

وقد تمّ في تواريخ سابقة لحدوث معظم التفجيرات تزويد الأجهزة الأوروبية المعنية مراسلات تتعلّق بأشخاص يُحتمل تنفيذهم اعتداءات إرهابية منهم:

- المغربي البلجيكي عبد الحميد أبو عود abdel hamid abaaoud، الملقّب «أبو عمر البلجيكي»، وهو من مواليد 8 نيسان 1987 من بلدة «مولينبيك» البلجيكية المعروفة بأنّها أحد معاقل المتطرّفين الإسلاميين في بلجيكا، وقد شهدت اعتقالات عدة في إطار التحقيقات المرتبطة باعتداءات باريس خلال تشرين الثاني 2015.

إنضمّ إلى «الجهاد» في سوريا خلال آذار عام 2013 وعاد الى بلجيكا في كانون الثاني عام 2014 لأخذ شقيقه الأصغر يونس YOUNESSE (مواليد 22/6/2000) وإحضاره الى الشرق الأوسط. وفي 20 كانون الثاني 2014 غادَر برفقة شقيقه يونس بلجيكا الى الحدود العراقية - السورية لينضمّا الى تنظيم «داعش».

وفي مطلع كانون الثاني 2015 ظهَر «أبو عود» في مخططات هجوم عدّة تستهدف فرنسا. وفي 12 شباط 2015 أكد أبو عود خلال مقابلة مع مجلة «دابق» تورّطه في «خلية Verviers» المفكّكة في بلجيكا.

يُعتبر أبو عود عضواً في EMNI وهو جهاز الأمن الداخلي التابع لتنظيم «داعش». ويتولّى إرسال الجواسيس الى أوروبا وتجنيد النشطاء من ذوي البيانات الشخصية التي تُتيح لهم العودة الى أوروبا بهدف ارتكاب أعمال ذات طابع عنفي. وأبو عود من القريبين للإرهابي صلاح عبد السلام المقيم في بلدة «مولينبيك»، ويُعتبر العقل المدبّر لهجمات باريس خلال تشرين الثاني 2015 إن من جهة التخطيط أو من جهة المشاركة في الهجمات.

قتل أبو عود لدى دهم الشرطة الفرنسية مكان إقامته في حي سان دوني الباريسي وقد أكّدت السلطات الفرنسية مقتله بعد إجراء فحوص الحمض النووي على عيّنات عثرت عليها في الموقع. وتمّ تزويد الجهات الأوروبية المعنية خلال شباط 2015 معلومات عنه وعن دوره على صعيد تنظيم الخلايا الارهابية والتخطيط لهجمات محتملة في أوروبا.

- Youness Abaaoud وهو من مواليد 22/6/2000 وملقب «أبو منصور». غادر برفقة شقيقه عبد الحميد أبو عود الى المنطقة العراقية - السورية في 20 كانون الثاني لينضمّ الى تنظيم «داعش».

وقد نشرت صحيفة «PARIS MATCH» في عددها الصادر في 3/12/2015 تقريراً حول ظهور يونس، في صورة نُشرت على موقع «فايسبوك» على حساب باسم Abu Soufiane Belgikilmohajir يظهر فيها يونس مرتدياً اللباس العسكري وعليها التعليق الآتي: «حبيبي أبو منصور... إن استشهد أبو عمر السوسي (يقصد به عبد الحميد أبو عود) فأخوه حيّ يُرزق... قادمون يا عُبّاد الصليب».

وتم تزويد الجهات الأوروبية المعنية خلال شباط 2015 معلومات عنه وعن دوره على صعيد تنظيم الخلايا الارهابية والتخطيط لهجمات محتملة في اوروبا.

- الفلسطيني اللاجئ في لبنان علاء اسماعيل محمود، من مواليد عام 1988 (بيان 18264)، وملقب «علاء عباس». وتفيد المعلومات أنه في 18/2/2016 وصل صاحب العلاقة (شقيق الإرهابي نعيم محمود المعروف بـ»نعيم عباس» الموقوف حالياً في سجن رومية بجرم إرهاب والانتماء الى «كتائب عبدالله عزام») الى أوروبا قبَيل الأعمال الارهابية والتفجيرات الاخيرة التي استهدفت باريس ولا يزال هناك.

وقد استخدم للوصول الى أوروبا جواز سفر مزوّر باسم اللبناني فراس راغب عبد الهادي. وهو خرَج من مخيم عين الحلوة وسافر بموجبه الى تركيا ثم دخل الى اليونان ومنها الى صربيا فألمانيا حيث مكث أياماً عدة لينتقل بعدها الى فرنسا.

يعمل أمنياً لمصلحة «كتائب عبدالله عزام» وهو على صداقة وتواصل دائم مع:

* الفلسطيني توفيق محمد طه، مسؤول «كتائب عبد الله عزام» ومتّهم بأعمال ارهابية وتفجيرات عدة في لبنان.

* الفلسطيني نعيم أحمد النعيم، والدته فريال، مواليد 1979، أحد مسؤولي «كتائب عبد الله عزام» وموجود في مخيم عين الحلوة.

وكان علاء عباس يملك محلاً لبيع الهواتف الخلوية وتوابعها من خطوط وأكسسوارات وتشريج خطوط خلوية في مخيم عين الحلوة حيث كان يشتري ويُزوّد «العناصر الاسلامية» خطوط هواتف خلوية. وأشارت بعض المصادر الى أنّ علاء على اتصال شبه يومي بنعيم النعيم من فرنسا حيث يوجد حالياً. وقد تم تزويد الجهات الاوروبية المعنية خلال شباط 2016 المعلومات المتوافرة عنه لجهة ارتباطه بـ»كتائب عبد الله عزام» ووجوده حالياً في فرنسا.

- السوري أحمد عبد الكريم عموري، والدته مريم، مواليد 1973. معروف بـ»أحمد نزهة» وملقب «أبو ذر الشامي» و»أبو عبدو صاروخ». مطلوب للتوقيف بموجب مذكرات عدة بجرم إرهاب وخبير في تصنيع أسلحة ومتفجّرات غير تقليدية.

توافرت معلومات عن وجوده في 6/12/2015 في قرية «أطمة» في منطقة «حارم» في محافظة ادلب السورية. وأنه يُخطّط للسفر الى دولة أوروبية من المُحتمل أن تكون هنغاريا أو بلجيكا بمساعدة سوري يستخدم حساباً وهمياً باسم «كرمو أبو العز»، على أن يؤمّن صاحب الحساب مهرّبين لمساعدة عموري لقاء مبلغ مالي، وسيقوم المهرّبون بتهريب عموري فور وصوله الى اسطنبول.

وأشارت المعلومات الى احتمال أن يكون عموري قد سافر أو أنّه يُحضّر نفسه للسفر بين تاريخي 22/7/2016 و27/7/2016 كونه أخبَر صاحب حساب «كرمو أبو العز» بتاريخ 12/7/2016 أنه خلال 10 الى 15 يوماً سيتّصل به ليهرب. ومن المحتمل بنسبة كبيرة أنّ أحمد عموري قد حلق ذقنه وغيّر من شكله الخارجي. وتمّ تزويد عدد من الدول الأوروبية المعنية خلال شهر تموز 2016 بالمعلومات المتوافرة عنه.

- السوري محمد أحمد يوسف، والدته نجوى، مواليد 31/8/1980، وهو ملقب بـ»أبو يَزَن». من خلال متابعة السوري حسام دياب غانم أبو حلق، والدته رجاء اللحام، مواليد الزبداني 23/4/1970 (ملقب «أبو العز» ويتولّى قيادة جبهة تحرير القلمون وتمويلها وتسليحها ومتورّط في عملية التفجير التي طاولت منطقة تعنايل البقاعية في 11/6/2013 وشارك في إطلاق صاروخين على الضاحية الجنوبية في 26/5/2013، ناشط في تأمين المستندات المزورة للاجئين السوريين وشارك في التفجير الارهابي في منطقة المصنع في البقاع)... تبيّن أنّه من بين مساعدي أبو حلق والمرتبطين به، السوري محمد أحمد يوسف الذي غادر الأراضي اللبنانية في 14/9/2015 الى تركيا وتنقّل بين بلدان عدة وصولاً الى هولندا بتاريخ22/9/2015 . وتم تزويد الجانب الهولندي والجهات المعنية الأخرى خلال تموز 2016 المعلومات المتوافرة عنه.

مرجع أمني

وعليه، يؤكّد مرجع أمني رفيع لـ«الجمهورية» أنّ العمليات الارهابية التي حصلت في اوروبا ما هي إلّا مقدمات لزلزال قد تكون له تردّدات خطيرة تترك آثارها على المجتمعات الأوروبية، وأنّ متابعة مجريات الأحداث تُبيّن أنّ معظم منفذي الاعتداءات يحملون جنسيات أجنبيّة لكنهم من أصول عربية.

ويُرجّح أن يؤدي الاستمرار في استهداف تنظيم «داعش» عسكرياً وتجفيف مصادر تمويله الى هجرة معاكسة للجهاديّين الأوروبيين الى بلدانهم علناً او سراً.

ويرى المرجع الامني أنّ الاعتداءات ستشهد تطوّراً في نوعية الهجمات بحيث يمكن الانتقال الى استخدام السيارات المفخّخة او حتى تنفيذ اعتداءات بواسطة أسلحة غير تقليدية قد تصل الى الكيماوية.

وهذا ما دفَع الدول الغربية الى منح الشرطة والاستخبارات وقوى الأمن في الدول المستهدفة سلطات أوسع في نطاق عملها والتنسيق مع دول قريبة من مناطق النزاع، ومنها لبنان خصوصاً، لأنّ العبور إليه في السنوات الأولى كان سهلاً.

ولعلّ أبرز الصعوبات التي تُواجه الملاحقة الأمنية في الوقت الراهن، بحسب المرحع الامني، هي تجنيد المقاتلين والإرهابيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي ما يؤدّي الى صعوبة في تحديد أماكن الأفراد المجندين على رغم أنّ عدداً منهم كان مُدرجاً على لوائح وسجلّات بسبب أنشطتهم وميولهم.

والمرحلة المقبلة، يختم المرجع، ستكون من أصعب المراحل بعد التعقيدات التي طرأت أخيراً على الملف السوري والانقسام الدولي حوله، ما قد يشكّل عامل ضغط على هذه المجموعات التي قد تتسرّب أكثر في اتجاه دول الجوار وخصوصاً لبنان.

 

عندما يتحول اشتباك موسكو - واشنطن جزءاً من الأزمة!

جورج سمعان/الحياة/17 تشرين الأول/17

الصراع الدائر في مرحلة الاستعداد لتحرير الموصل لا يشي بأن الولايات المتحدة تمسك جيداً بمسرح العمليات. كانت ولا تزال ترفض مشاركة «الحشد الشعبي». وعولت بداية على موقف رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي لم يبد حماسة لمشاركتهم. لكنه تراجع ودعاهم إلى الميدان بعدما نجحت إيران في إخماد الصراع بين قوى التحالف الشيعي، وأعادت لملمة صفوفه. وبعدما كبحت جماح حملة نوري المالكي لإسقاط الوزارة كلها وليس الاكتفاء بإقالة وزير الدفاع والمال. ولم تفلح دعوة واشنطن الرئيس رجب طيب أردوغان إلى التفاهم مع بغداد لتسوية وجود القوات التركية في بعشيقة. وغسلت أيديها من مشاركة القوات التركية في معركة استعادة ثاني أكبر مدن العراق. ويبدو أن أنقرة لن تتوانى عن الانخراط في الحرب، كما حصل شمال سورية، يوم اندفاعها نحو جرابلس. وهي بالطبع لن تعول على سير العمليات بقدر ما يعنيها المشهد السياسي بعد تحرير المدينة. أي خريطة توزيع القوى التي ستتقاسم «الغنيمة». فهي حريصة على عدم استئثار الميليشيات الشيعية والكردية بجغرافيا محافظة نينوى. تخشى أن يؤدي ذلك إلى تغيير ديموغرافي لا يبقي لها فرصة بناء حضور ونفوذ تعدهما جزءاً لا يتجزأ من فضائها الأمني الوطني. لذلك كرر الرئيس التركي قبل يومين أن بلاده لن تسمح لتنظيم «الدولة الإسلامية» ولا لأي تنظيم آخر بالسيطرة على الموصل.

تركيا مصممة إذاً على المشاركة في تحرير الموصل. وإذا لم تكن هذه في إطار عمليات التحالف الدولي بقيادة أميركا، فإن ثمة خطة «باء» وخطة «جيم» كما أعلنت حكومتها. لم تفصح عن تفاصيل الخطط البديلة. سيبقى غامضاً دور الأتراك في المعركة المقبلة، وكذلك حضورهم في المدينة. تماماً مثلما يظل غامضاً إلى حد ما تفاهمهم مع الروس في شأن سورية وشمالها ومدينة حلب خصوصاً. ولكن يرجح أن يكرروا ما حصل في شمال سورية: الاعتماد على قوات خاصة تتقدمها قوات من أبناء محافظة نينوى بقيادة أثيل النجيفي، المحافظ السابق للموصل، أشرفت وحدات تركية على تدريبها وتمويلها، لتشكل رأس حربة على رغم معارضة بغداد مشاركة هذه القوة المحلية. لذلك ثمة مبالغة في اعتبار حدة الخطاب السياسي للرئيس أردوغان في مواجهة حكومة بغداد، مجرد سلعة استهلاكية موجهة إلى الداخل التركي. لعله جزء من الاستعداد لمرحلة ما بعد تحرير الموصل. إذ لا يمكن أن تجازف أنقرة بإخراجها من العراق، سواء عبر علاقاتها المتينة مع رئيس الإقليم الكردي مسعود بارزاني وحزبه الديموقراطي الكردستاني، أو مع قوى سنية واسعة. إن هذا التصميم الذي تعبر عنه تصريحات كبار المسؤولين الأتراك دافعه إذاً إصرارهم على دور لبلادهم في الأزمة الدولية المتعاظمة حول سورية والمنطقة عموماً، من أجل أن تكون لها حصة في الإقليم حين يأتي زمن الصفقة الكبرى أياً كان شكلها ومآل بلدان الإقليم. ولا شك في أن تفاهمهم مع الروس يثمر بخلاف ما عدّوه «خيانة» غربية، أو تقاعساً سواء من أوروبا أو الولايات المتحدة أثناء المحاولة الإنقلابية وبعدها.

ولا يبدو أن إيران بعيدة عن التفاهم الروسي - التركي، وإن كانت تشعر بأنه يقتطع من طريق نفوذها في كل من سورية والعراق. وهو ما يخشى أن يتفاقم بعد تحرير الموصل إذا اشتعلت بين الميليشيات الشيعية والقوى السنية والتركية في المدينة والمحافظة كلها بعد انتهاء المعركة. ذلك أن طهران حريصة على إبعاد أي نفوذ لأنقرة عن بلاد المشرق. ولا ترغب في أن تقيم شريط نفوذ واسعاً يمتد من الموصل وأجزاء واسعة من كردستان إلى شمال سورية وريف حلب، يسهل لها ضبط طموحات الكرد. علماً أن بغداد ومن خلفها الجمهورية الإسلامية، تدعمان حزب العمال الكردستاني الذي اندفع إلى مناطق سنجار تحت شعار الدفاع عن الإيزيديين. كما أن طهران تحرص على عدم قيام إقليم سني في المحافظات الشمالية والغربية يلقى دعماً عربياً ويشكل تهديداً لنفوذها في بلاد الرافدين وحاجزاً يعيق سعيها إلى إقامة هلال واسع يربطها براً بدول «الهلال الخصيب» حتى شاطئ المتوسط.

لا شك في أن المشاركة المرتقبة لتركيا في معركة الموصل ستساهم في مزيد من خلط الأوراق. تماماً كما حصل إثر تدخلها المستمر شمال سورية. عرفت حكومة بن علي يلدريم كيف تعيد تموضعها في خضم الصـــراع الحاد بين الكبار والذي بات جزءاً أساسياً من الأزمة. انحازت إلى معسكر روسيا التي يبدو أنها غلّبت المســـار العسكري على الديبلوماسي في اشتباكــــها الواضح مع الولايـــات المتحدة والغرب عموماً. هكذا فعلت في أوكرانيا وقبلها فـــي جورجيا حيـــث فرضت وقائع جديـــدة تثقل على الاتحاد الأوروبي وعلى جمهوريات البلطيق. بينما كانت إدارة الرئيس باراك أوباما ولا تزال تغلب السعي الديبلوماسي مع الكرملين لعله ينتهي إلى تفاهم يوقف الحرب في سورية ويساهم في تدمير «دولة أبي بكر البغدادي» سريعاً، وينهي الفوضى في الشرق الأوسط انطلاقاً من سورية، ويمهد لبحث مشترك في نظام جديد للإقليم. لكن موسكو عبّرت وتعبّر كل يوم عن سعي إلى الاستئثار برسم هذا النظام. لذلك فشلت المحادثات بين وزيري الخارجية جون كيري وسيرغي لافروف. ولذلك تأخرت معركة تحرير الرقة. ذلك أن القوى الكردية التي راهنت عليها واشنطن منيت بخسائر بشرية فادحة في تحرير منبج. وجاء دفع تركيا قوات إلى جرابلس ورسمها خطوطاً حمراً للانتشار الكردي ليساهما في خسائر «حزب الاتحاد الكردي» وميليشياه «وحدات حماية الشعب»، وليعقدا الحرب على الإرهاب، وكذلك التفاهم على تسوية أو هدنة لوقف القتال.

سقطت وتسقط كل الخطوط الحمر التي رفعتها الإدارة الأميركية في كل من سورية والعراق من دون أي تحرك فعال سوى الإصرار على سكة ديبلوماسية انتهت وتنتهي برفع الآخرين خطوطاً حمراً يصعب المجازفة بتجاوزها. هكذا حذر الكرملين من توجيه أي ضربة إلى قوات النظام السوري لأنه يعد ذلك ضرباً لقواته. وهكذا لحقت به أنقرة التي ترفع هنا وهناك خطوطاً حمراً بوجه الكرد، خصوصاً حزب العمال والمرتبطين به وبسياسته. وكذلك تفعل إيران التي تتشدد في التمسك بالنظام السوري ورأسه وبدورها في حروب المشرق تحت شعارات وشعارات. لذلك لم يسقط الحل السياسي فحسب أمام مصالح المنخرطين في الصراع بل سقط الرهان على تفاهم الكبار منطلقاً لتسوية أزمات الإقليم. صار الرهان على فك الاشتباك بين الكبار، بين روسيا وأميركا الحائرة بحثاً عن سبل لمنع استئثار غريمتها برسم النظام في الشرق الأوسط بعدما باتت هذه تمسك بالورقة السورية كلها تقريباً، وتتقدم نحو استعادة ما كان للسوفيات في المنطقة، في مصر وأماكن أخرى... فضلاً عن تحييدها تركيا وإن لم تضمن بقاء هذه إلى جانبها في نهاية المطاف! انكسر ميزان القوى العسكري في سورية، أو في الطريق، لذا يستحيل إرساء حل سياسي. وقد يحدث الشيء نفسه في العراق بعد تحرير الموصل.

نجحت روسيا حتى الآن حيث أخفقت أميركا. حالت دون اندلاع حرب مفتوحة بين حليفيها اللدودين اليوم، إيران وتركيا سواء في سورية أو العراق، على رغم أن الدولتين تتصارعان على تركة عربية وازنة. نجحت في استدامة حوار مع الدول العربية على رغم تعارض مواقفها مع كثير من هذه الدول بخصوص العلاقة مع الجمهورية الإسلامية ومع نظام الرئيس بشار الأسد. في حين لم تستطع المقاربات المزدوجة لواشنطن في وقف الفوضى في الإقليم. لم تنجح في إقامة نوع من التوازن في العلاقات بما يسمح بتحريك الديبلوماسية. لم تنجح في تبديد العداء بين إيران والمملكة العربية السعودية وعدد من أشقائها. ولم تنجح في إعادة ما انكسر بين حكومة حزب العدالة والتنمية التركي وحزب العمال، وبينها وبين وحدات حماية الشعب. فيكف لها غداً أن تقيم توازناً بين كل القوى المتصارعة على الموصل قبل تحريرها؟ ظلت تتمسك بشعار «ماذا عن اليوم التالي؟» لئلا تنزلق إلى الساحة السورية. وهي بالتأكيد لا تضمن ماذا سيحل بهذا اليوم بعد تحرير ثاني كبرى مدن العراق. بينما تنهج روسيا سياسة تعرف بموجبها ما عليها فعله في المقبل من الأيام.

 

العربي الجديد: لوزان: لقاءات الوقت الضائع حول سورية بلا نتائج

الأحد 16 تشرين الأول 2016 /وطنية - كتبت صحيفة العربي الجديد تقول: يعكس الغموض الذي حام حول اجتماعات قصر "بوريفاج"، في مدينة لوزان السويسرية، يوم السبت، بخصوص سورية، منذ الإعلان عن موعد اللقاء قبل أيام، واقع خلوّها من جديد نوعي وسط تمسك الروس بالخيار العسكري وانسحاب الولايات المتحدة فعلياً من الملف السوري، ما جعل حتى القيمين على اللقاء، يخفضون من أهمية الحدث السويسري، على اعتبار أنه مجرد اجتماع للنقاش لا للقرارات، أو بكلام آخر محاولة ملء الوقت الضائع الذي يفصل العالم عن استحقاقات مركزية من نوع انتخاب رئيس أميركي جديد. وجاءت تصريحات المعنيين الرئيسيين، من وزير الخارجية الأميركية جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، لتؤكد انتهاء الاجتماع من دون تحقيق أي نتائج، بحسب ما نقلت قناة "الجزيرة" عن مصادر دبلوماسية. وقال لافروف إن "المجتمعين في لوزان ناقشوا جملة من الأفكار المهمة بشأن سورية، واتفقوا على مواصلة المحادثات بالمستقبل القريب". وفي حين لم يحدد لافروف أي موعد محدد، كشف كيري أن الاتصال المقبل بين الدول سيجري يوم الاثنين لبحث الخطوات المستقبلية حول سورية. وحده موقف النظام السوري، المغيب عن اللقاء شأنه شأن المعارضة، جاء خارج السياق ليوحي بأن دمشق على علم بالاتصالات الجارية، فنقلت وكالات أنباء عن مسؤول في النظام قوله إن "اجتماع لوزان قاد لإجماع جيد حول احتمالات قد تؤدي إلى هدنة في سورية".

كل ذلك وسط ترويج روسي مستمر لمبادرة المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، القاضية بتأمين "خروج آمن" لمقاتلي "فتح الشام" (النصرة سابقاً) ومحاولة توسيع الدائرة لتشمل انسحاب كل المقاتلين المعارضين من المدينة، وبوجود حشد من الدول المؤيدة للنظرة الروسية إلى الحرب السورية. الاجتماع الذي احتضنه الفندق التاريخي الذي شهد اتفاق لوزان بين القوى الاستعمارية على ترسيم حدود الجمهورية التركية قبل قرن، بدأ ثنائياً، بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، اللذين اجتمعا لأربعين دقيقة للمرة الأولى منذ حوالي شهر، تحديداً منذ بداية الحملة الدموية للمقاتلات الروسية في حلب، في 19 سبتمبر/ أيلول الماضي. بذلك، يكون التعاون الثنائي الأميركي ــ الروسي قد عاد إلى مجراه بعد أيام قليلة من قرار الرئيس باراك أوباما إيقافه. ثم اتسعت دائرة المجتمعين، مع انضمام وزراء خارجية كل من السعودية وتركيا ومصر وإيران والأردن وقطر، إضافة إلى مبعوث الأمم المتحدة في سورية ستيفان دي ميستورا. وعلمت "العربي الجديد" أن الاجتماع في الأساس حصل بدعوة من الطرف الأميركي ووجهت الدعوة إلى 5 دول، هي روسيا وتركيا والسعودية وقطر وإيران، قبل أن تطلب روسيا انضمام مصر والعراق، قبل أن تتم إضافة الأردن إلى الدول الثماني.

وقد بدأ الاجتماع بلقاء بين كيري ولافروف، ثم بين كيري ونظيره السعودي عادل الجبير، ثم انضم الوزير التركي مولود جاووش أوغلو والقطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وبعد ذلك، بدأ اجتماع الدول الست (الولايات المتحدة، روسيا، تركيا، السعودية، قطر، إيران)، لتنضم لاحقا الدول الثلاث الأخرى: مصر، العراق، الأردن. وربما يكون الروس قد تقصدوا رفع منسوب القتل في حلب خلال ساعات الاجتماعات، واستهداف المستشفيات وما بقي من مخازن للأدوية، في رسالة بأن موسكو لا تزال على موقفها من الحسم العسكري، وهو ما ترجم بكلام القيادة الروسية، قبل دقائق من بدء اجتماعات لوزان، ومفاده بأن اقتراح دي ميستورا ينال موافقة روسيا، وهو الذي يجمع كثيرون على أنه صياغة دبلوماسية لمشروع النظام السوري وحليفه الروسي القائم على التهجير المتنقل بحجة محاربة الإرهاب. وعلق مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة "فرانس برس" على ما يسمى مبادرة دي ميستورا بالقول إن "الشيطان يكمن في تفاصيل هذه الخطة. سيتم إجلاء من؟ هل هم مقاتلو النصرة فقط أم سيكون الأمر نوعاً من الإجلاء القسري لكل سكان شرق حلب؟". وتابع أنه "حسب التقديرات التي أقر بها الروس، لا يتجاوز عدد مقاتلي النصرة الألف شخص. الروس يعترفون بذلك لكنهم يقصفون سكاناً مدنيين عددهم 260 ألف نسمة من أجل 900 شخص".

وقبل محادثات السبت، صرح مسؤول بارز يرافق كيري للصحافيين، إن الهدف هو عقد لقاء بين الأطراف الضالعين في النزاع السوري لبحث أفكار جديدة لإنهاء النزاع الدامي. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته، أن الولايات المتحدة لم تعد تريد بحث القضية السورية في لقاءات على حدة مع موسكو، بل ترغب في حضور دول المنطقة "الأكثر تأثيراً على الوقائع على الأرض". وتدارك المسؤول بالقول "ولكن تغيّر الصيغة لا يعني أن الأهداف الأساسية تغيّرت". وأوضح أن هذه الأهداف هي خفض العنف بشكل كبير وتعزيز إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين، ثم إجراء حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة.

وسبق لمسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن تولى مهمة التقليل من أهمية الاجتماع، الذي قد يستكمل في لندن اليوم الأحد، إذ نقلت عنه وكالة "رويترز" قوله، قبل بدء اللقاءات الثنائية والجلسة الجماعية: "طلبنا من الدول أن تأتي بعد أن تفكر بعض الشيء في وسيلة واقعية للمضي قدما في ظل الاختلافات التي يمثلها الحاضرون". وأضاف أنه منذ انهيار التعاون الاميركي الروسي - الذي كان لفترة طويلة عماد جهود إنهاء الحرب في سورية - بحث مسؤولون أميركيون أفكاراً بعضها سيتم طرحه في لوزان. وتابع أنه "بناءً على كل ما قيل، لا أتوقع أن يكون لدينا إعلان هام بنهاية ذلك. ستكون عملية صعبة جداً، كما هو الحال منذ عدة سنوات". وقال المسؤول إن المحادثات الجديدة لن تتوصل إلى حل فوري، لكنها قد ترسي قاعدة لعملية جديدة. أما مكتب كيري، فقد اقتصر تعليقه على الحدث السويسري بكلام مقتضب حرفيته أن "الموضوع الرئيسي للاجتماع سيكون الوحشية المتواصلة في حصار حلب".

وفي السياق نفسه من إشاعة التشاؤم، قال لافروف إنه لا يعتزم طرح أي أفكار جديدة في لوزان. ولكن نائبه غينادي غاتيلوف، كشف أن روسيا تريد عرض دي ميستورا (انسحاب المقاتلين الـ900 من تنظيم فتح الشام من حلب). وفسر مراقبون عدم دعوة الدول الغربية، ولا سيما فرنسا وبريطانيا، إلى الاجتماعات، بأنه نتيجة لهيمنة روسيا على الملف السوري، ورفض موسكو حضور ممثلين عن هاتين الدولتين على خلفية المواقف الأخيرة التي اتخذتها باريس ولندن ضد جرائم القيادة الروسية في حلب.

وانتقدت المعارضة السورية عدم دعوتها إلى محادثات لوزان، محملة الروس والأميركيين مسؤولية تدهور الوضع في سورية. وقال نائب رئيس "الائتلاف الوطني" عبد الأحد اسطيفو، لوكالة "فرانس برس"، إن "تغييب السوريين عن الاجتماعات التحضيرية هو إحدى الإشكاليات التي تتسبب بزيادة التعقيد وخلط الأوراق". وبدا أن اجتماعات لوزان، بالشكل الذي حصلت فيه، وبنوعية الدول المشاركة، نظراً إلى أن روسيا ومصر وإيران والأردن يعتبرون مباشرة أو غير مباشرة محسوبين على معسكر النظام والرؤية الروسية لـ"الحل" على الأقل، جاءت كنتيجة فورية للقرار الجديد ــ القديم لأوباما، الذي اتخذه بعد اجتماعه بقياداته العسكرية، يوم الجمعة، ومفاده استبعاد أي شكل من الرد العسكري، المباشر أو غير المباشر، ضد نظام بشار الأسد وراعيه الروسي. في ظل هذه الأجواء، كان منطقياً ان يعقد ممثلو الدول الثلاث المؤيدة لثورة الشعب السوري، قطر وتركيا والسعودية، اجتماعاً تنسيقياً في المدينة السويسرية قبل الاجتماع العام. وغاب أي تعليق تركي عما قالت صحيفة "أقسام" إن الوزير مولود جاووش أوغلو كان ينوي طرحه خلال اجتماعات "بوريفاج" على شاكلة مبادرة تركية تقوم على ست نقاط تشمل "وقفاً للنار بين كافة الأطراف المتنازعة وبدء عملية إيصال مساعدات إنسانية في شكل عاجل ونشر مستشفيات ميدانية في مواقع بحاجة إلى ذلك، إضافة إلى تعاون قوات التحالف الدولي وروسيا في مكافحة تنظيمي داعش وجبهة النصرة بعد ضمان الهدنة، ووضع خريطة طريق حول التسوية في سورية بين النظام والمعارضة، فضلاً عن إنشاء منطقة آمنة في سورية لتجنب موجة جديدة من اللاجئين وضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سورية".

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

القوات استضافت وفدا اميركيا رسميا في بشري

الأحد 16 تشرين الأول 2016 /وطنية - إستضاف حزب "القوات اللبنانية" عضو الكونغرس الأميركي مايكل تورنر وعقيلته السيدة ماجدة تورنر والسفيرة الأميركية إليزابيث ريتشارد والوفد المرافق، في بشري -الأرز. وكان في استقبالهم مستشار رئيس حزب القوات للعلاقات الخارجية إيلي خوري، رئيس بلدية بشري فريدي كيروز على رأس وفد من البلدية. وعرض خوري مع تورنر "التطورات الحالية في المنطقة بعامة وفي لبنان بخاصة، ولا سيما مسألة الشغور الرئاسي الذي يشهد اليوم تحركا ديناميكيا واعدا أطلقه رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع إثر تفاهم معراب بين القوات والتيار الوطني الحر"، متمنيا أن "تحل مسألة الرئاسة بأقرب وقت ممكن". وعن مسألة قانون الإنتخاب، قال خوري: "تأمل القوات أن يعكس التمثيل الصحيح، ويعيد التوازن على المستوى الوطني بين اللبنانيين". وعن مسألة اللاجئين السوريين، طالب خوري المجتمع الدولي "بمساعدة لبنان لوضع خطط عملية وتوفير التمويل اللازم من أجل تخفيف الأعباء المتزايدة على المؤسسات كافة". اما بشأن مسألة الحدود اللبنانية، فأثنى على "ما يقوم به الجيش والقوى الأمنية". وكانت مناسبة شكر فيها الولايات المتحدة وخصوصا الكونغرس على "مساهماته في مساعدة المؤسسات العسكرية والأمنية في لبنان"، متمنيا "استمرار دعم هذه المؤسسات من أجل رفع جهوزيتها".

بدوره، شكر تورنر حزب القوات لاستضافتهم، مبديا "سعادته لزيارة منطقة الأرز وإعجابه بطبيعة المنطقة ومناظرها الخلابة". وأكد تورنر أن "الولايات المتحدة كانت ولا تزال صديقة لبنان"، معبرا عن تقديره "لجهود المؤسسات العسكرية والأمنية وأدائها في ظل كل ما يحصل في المنطقة".

من جهتها، قالت ريتشارد:"إن الولايات المتحدة هي صديقة دائمة للبنان خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة"، متمنية أن "يبقى لبنان بعيدا عن الأحداث والتجاذبات التي تمر بها المنطقة". وفي سياق متصل، حثت ريتشارد القوى المحلية على "انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، لكي تستعيد جميع المؤسسات أعمالها". وبعد حفل الغداء، جال الوفد في غابة الأرز، وقدم كيروز دروعا تقديرية لتورنر وريتشارد والوفد المرافق.

 

أرسلان التقى حماده ووفودا من مختلف المناطق

الأحد 16 تشرين الأول 2016 /وطنية - التقى رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان في السرايا الارسلانية في الشويفات، النائب مروان حماده وتم التباحث في الاوضاع الاقليمية والمحلية. والتقى وفودا رسمية وشعبية تقدمها رجال الدين من مختلف المناطق من قضاة وقادة أمنيين ورؤساء بلديات وأعضاء مجالس بلدية وإختيارية بالإضافة إلى حشد حزبي ومناصرين راجعوه في قضايا إنمائية وخدماتية. ومن أبرز الزوار: محافظ الجنوب منصور ضو، قاضي المذهب الدرزي في عالية نزيه أبو ابراهيم، عضو مجلس إدارة مجلس الإنماء والإعمار مالك العياص، وفد من المتن شكره على تعيين إبنهم باسم زيدان رئيسا لدائرة المتن في الحزب، وفد من بلدية بعقلين تقدمه رئيس البلدية عبدالله الغصيني وأعضاء المجلس البلدي، رئيس بلدية مدينة الشويفات زياد حيدر، رئيس بلدية عرمون فضيل الجوهري، رئيس بلدية دير قوبل وضاح ناصرالدين، وفد من بلدة عين قنيا تقدمه رئيس البلدية الشيخ سامر هلال حديفة وعدد من المشايخ وأبناء البلدة، رئيس بلدية البساتين ياسر غصن بحث معه شؤونا إنمائية للبلدة، رئيس بلدية الناعمة شربل مطر متقدما وفدا ضم أعضاء المجلس البلدي لعرض مطالب انمائية، وفد من مشايخ وأهالي عائلة نعيم في الشويفات، رئيس رابطة مخاتير عالية مختار بشامون أنور الحلبي، رئيس نقابة المزينين في جبل لبنان الجنوبي النقيب حسام عقل، ووفد من إتحاد نقابات رواد الإبداع والجمال في لبنان تقدمه رئيس الإتحاد عبدو يونس لدعوته الى حضور حفل عشائهم السنوي في فندق حبتور.

 

حرب واضعا الحجر الاساس لملعب في كفرعبيدا: لا أؤمن بسياسة القطيع بل لي موقفي وأملي أن نجنب لبنان الصفقات

الأحد 16 تشرين الأول 2016 /وطنية - وضع وزير الاتصالات النائب بطرس حرب، الحجر الاساس للملعب المقفل لنادي التضامن في كفرعبيدا - قضاء البترون، خلال احتفال أقيم على أرض النادي، في حضور رئيس بلدية كفرعبيدا طنوس الفغالي، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب، رئيس رابطة مخاتير منطقة البترون جوزيف ابي فاضل، وحشد من ابناء البلدة. بعد النشيد الوطني، قدم للحفل سليم الفغالي وألقى قصيدة نوه فيها بمواقف الوزير حرب وجهوده على المستويات كافة. ثم القى رئيس النادي فارس الخوري كلمة قال فيها: "ها هو الحلم يتحقق بعد 50 عاما على تأسيس النادي الذي اثبت ان شعاره هو التضامن، واليوم نضع الحجر الاساس للمبنى الذي سيحتضن شباب كفرعبيدا"، مضيفا "هذا الحلم لما كان ليتحقق لولا جهود عملاق من بلادي ومن منطقة البترون بالذات أعني معالي الوزير بطرس حرب". وشكر الخوري باسم النادي واعضائه وباسم ابناء كفرعبيدا للوزير حرب "جهوده الجبارة التي أثمرت تحقيق الحلم باحقاق الحق وانصاف الموظفين في وزارة الاتصالات بعد 11 عاما من الاجحاف والحرمان".

حرب

ثم القى الوزير حرب كلمة قال فيها: "انتهز هذه المناسبة، مناسبة وجودي في هذه البلدة العزيزة وبين اهلي ابناء بلدة كفرعبيدا، لأؤكد مرة جديدة ان الحياة العامة التي نذرت نفسي لها هي قرار يتخذه كل من يدخل الى المعترك، قرار إما ان يبذل جهده لكي يحافظ على كرامته وكرامة من يمثل، وبالتالي يلتزم بالمبادىء والأخلاق وبوطنه وبمصلحة ابناء منطقته، وإما ان يعمل لمصلحته الخاصة، وبعد ذلك الله يدبر الباقي. انا يوم قررت التعاطي في السياسة، التزمت بالمبدأ الأول واعتبرت أنني جئت لأعطي لا لكي آخذ، واعتبرت أنني عندما أردت ان أعمل في الشأن العام علي ان أعمل في سبيل مصلحة الناس وليس لمصلحة أي كان غيرهم، وفي الواقع كلنا دخلنا الى الحياة السياسية يوم كان هناك مبادىء وأخلاق ومستوى في العمل السياسي، وكان الناس يتخاصمون ولكنهم كانوا يحافظون على الاحترام المتبادل لبعضهم البعض، كانوا يختلفون في الرأي ولكنهم كانوا يحترمون رأي الآخر ويسمعون رأي الآخر لكي يأخذوا به".

واسف "لأننا اليوم، وأقولها بمرارة في قلبي، نرى أن الأيام تبدلت واليوم نبحث عن المبادىء، فنرى أن المصالح غلبتها وقضت عليها، وهي التي تقرر المواقف، كذلك نرى ان المبادئ والاخلاق دفنت ونعيش في هذه الحياة الفانية التي نتمسك بسلبياتها وبالجانب العملي في الحياة متناسين المبادئ والاخلاق".

وقال: "عندما نعيش في هذا الجو، نأسف أننا مضطرون للعيش فيه ونتعذب لأننا نخاف من أننا، إذا استمرينا في هذا المجرى، لبنان والمجتمع اللبناني سيزولان لأن مجتمعا يعيش من دون مبادئ وأخلاق هو مجتمع زائل، ولا يعيش مجتمع نأتي بالمبادئ فيه عندما نريد وندفنها ساعة نريد ونستعملها لكي نؤمن مصلحتنا وننادي بها ونتاجر بها ونرفعها شعارات ونرميها عندما تقضي مصلحتنا ذلك".

وأكد أن "في أي ظرف كنت أو في أي مكان كنت، وفي مواجهة أي موقف كنت، أنا التزمت وسأبقى ملتزما المبادئ الوطنية التي تربيت عليها، والتي هي جزء من ثقافة تربيت عليها، والتي تشكل جزءا من نضالي وشخصيتي" مضيفا "نلتقي اليوم في كفرعبيدا لنحتفل بوضع الحجر الاساس لهذا الملعب ولي الشرف أن أساهم بمساهمة متواضعة كوزير للاتصالات بأن أخصص جزءا من الاعتمادات الموفرة لاعلانات شركات الخليوي ووضعها بخدمة مجتمعنا، لتأمين الدعاية أولا، وشركة ألفا هي اليوم الراعية لهذا الملعب، ومن هنا نوجه الشكر للمسؤولين فيها، وثانيا لدفع المجتمع نحو الخير. فالنادي الرياضي اليوم يجمع شبابنا ويجذبهم الى الرياضة والثقافة، وبالتالي يبعدهم عن العنف والرذيلة والمخدرات، لذلك، وهناك من يعيرني أنني أقوم بصرف بعض الاعتمادات في منطقتي، وأنا أفتخر وأعتز بهذه التهمة، لأن أبناء هذه المنطقة هم ناسي وأهلي وهؤلاء الناس لهم الحق كغيرهم من المواطنين اللبنانيين في أن يحصلوا على حقوقهم من الدولة اللبنانية، وهذا ما أحاول القيام به. لذلك أنا اليوم سعيد أنني أساهم بهذا المشروع الذي، نأمل أن يجمع أبناء كفرعبيدا لا أن يفرقهم، كما أنني أتمنى أن تجمعهم كل قضية لا أن تفرقهم".

وتوجه الى ابناء كفرعبيدا بالقول: "قد تفرقكم السياسة، ولكل منكم رأيه، لكن لا يجوز أن تختلفوا في ما بينكم، مجتمعنا يقوم على المحبة وعندما نصل الى وقت نزرع فيه الكراهية بدلا من المحبة فهذا يعني أن مجتمعنا سيزول" لافتا الى "أننا اليوم نعيش مرحلة دقيقة من تاريخنا السياسي، حيث نشهد نقطة تحول في تاريخ لبنان، وها نحن منذ سنتين ونصف السنة بدون رئيس جمهورية، ومؤسساتنا تنهار ووطننا ينهار والدولة تنهار ووجودنا كلنا ينهار. وأمام هذا الخطر كلنا يسعى الى حلول، حلول لعلها تعيد انقاذ لبنان لافساح المجال امام الشباب وامام الجيل الصاعد ان يعيشوا بكرامة في هذا البلد. وتمنياتي اليوم ألا تتعارض الحلول التي نسير باتجاهها مع المبادىء التي نؤمن بها ومع أن يتولى مسؤولية هذا البلد من هم قادرون على تحمل المسؤولية بروح المسؤولية لمصلحة هذا البلد وليس لتأمين مصالحهم الشخصية. أما الموقف الذي سأتخذه في هذا المجال، فلا يمكن أن يتعارض مع المواقف التي تعودت أن أتخذها حتى ولو كنت وحيدا، ولن تكون المرة الاولى التي أكون وحيدا في اتخاذ المواقف وفي معارضة توجه عام، لأنني لا أؤمن بأن أسير ضمن القطيع، وأنا لا أؤمن بسياسة القطيع، بل لي موقف وهذا الموقف سأتخذه وأملي أن نجنب لبنان الصفقات السياسية التي تكون على حساب لبنان وعلى حساب المبادئ والقيم التي يقوم عليها لبنان، والتي تسمح بأن نعيد بناء لبنان ومؤسساتنا لكي نعيش كلنا بكرامتنا".

وتطرق الى موضوع المشروع السياحي الذي يشكل موضع جدل وخلاف بين ابناء كفرعبيدا وقال: "هناك من حاولوا زج موضوع كفرعبيدا وساحل كفرعبيدا والمشروع السياحي في كفرعبيدا في معرض المزايدة والاتهامات، لذلك لا بد من أن أقول أنني أن كنت قد ساندت هذا المشروع، فلأن أهالي كفرعبيدا والسلطة المحلية في كفرعبيدا قد وافقت عليه، وأنا لا يمكن أن أساند أي مشروع الا إذا السلطة المحلية المنتخبة من الناس، والتي يفترض ان تعبر عن مواقف اغلبية الناس، قد وافقت عليه. لذلك اذا كانت هناك من ملاحظات على المشروع، فنتمنى ان نسمعها لأن هذا المشروع ليس منزلا، وهناك امكانية اجراء تعديلات عليه لكي يحافظ على الطبيعة وعلى حق المواطنين وعلى الافساح امام العمران والانماء في هذه المنطقة في سبيل ايجاد فرص عمل للشباب الذي يسافر بسبب عدم وجود فرص عمل في لبنان. ومن هنا أدعو المنتقدين والذين يخالفونني الرأي للتواصل معنا واطلاعنا على آرائهم لأننا نرفض التقاتل بل نبغي التفاهم والاتفاق وشبك الايادي في سبيل التحسين بعيدا عن القاء التهم ووضع المتاريس بين بعضنا واطلاق التفسيرات والاتهامات والتصنيف بين من هو فاسد ومن هو صالح. وما من أحد يستطيع تنصيب نفسه في موقع لأن يتهم الآخر بالفساد وهو غير فاسد، كلنا بشر وعلينا ان نتعاون اذا كنا نريد مصلحة منطقتنا والا فلنستمر باطلاق الاتهامات لأنه، كما يبدو، هناك عملية تصفية حسابات سياسية إن كان على مستوى البلدة او على مستوى المنطقة". ودعا "لإخراج هذا المشروع من البازارات السياسية والتصفيات ولنتطلع الى مصلحة هذه البلدة فنحققها معا لأن الهم الأول والاخير يجب ان يكون المحافظة عليها وتنميتها وتجميلها وعدم افسادها وتشويهها".

وختم قائلا: "انا سعيد لأنني بينكم في كفرعبيدا لأؤكد لكم ان هذه البلدة عزيزة جدا على قلبي، وانا كما كنت سأبقى بتصرف ابنائها ولنعمل جميعا لتحقيق ما هو خير لبلدنا وشعبنا".بعد ذلك وضع الوزير حرب الحجر الاساس للملعب المقفل على وقع الاسهم النارية ثم دعاه رئيس النادي للانضمام الى النادي كعضو شرف وسلمه قميصا يحمل الرقم 1 في الفريق الرياضي، ثم أقيم كوكتيل بالمناسبة.

 

آلان عون: لم نناقش الاستحقاق الرئاسي مع جهات خارجية وننتظر تأييد الحريري

الأحد 16 تشرين الأول 2016 /وطنية - أكد النائب آلان عون، خلال احتفال ذكرى 13 تشرين على طريق قصر بعبدا، أن "التيار الوطني الحر لم يناقش الاستحقاق الرئاسي مع أية جهة خارجية، بل تناقشنا فيه مع الرئيس سعد الحريري". وقال: "إننا ننتظر شريكا لبنانيا ولكن ما ينتظره هذا الشريك ليس مسؤوليتنا".

أضاف: "ننتظر الرئيس سعد الحريري حتى يعلن تأييده لترشيح العماد ميشال عون والمرتقب في الأيام المقبلة. وبعد إعلان الحريري تأييده لعون يبقى القليل من المطبات التي سنعالجها. وهذا الاعلان سوف يأخذنا إلى مرحلة أخرى حيث يبقى فقط تعيين يوم الانتخاب".

 

ماروني: ستبقى الكتائب جبهة الصمود ضد الفساد وحزب الميثاق الوطني

الأحد 16 تشرين الأول 2016 /وطنية - أقام قسم جديدة مرجعيون - اقليم حاصبيا في "حزب الكتائب"، لمناسبة العيد التاسع والأربعين لتأسيسه، عشاءه السنوي التقليدي، في حضور النائب ايلي ماروني ممثلا الرئيس أمين الجميل ورئيس الحزب سامي الجميل، فعاليات سياسية، اجتماعية، دينية، ثقافية وتربوية، رؤساء بلديات ومخاتير وحشد من المحازبين. وكانت كلمة لماروني شدد فيها على "دور الكتائب الرائد في كافة الحقبات والميادين"، وقال: "وجودكم هنا في هذه المنطقة الحدودية العزيزة على كل اللبنانيين عنوان بطولة وصمود، يؤكد أيضا أن حزبنا، حزب الكتائب، ينتشر على مساحة الوطن، فنحن في كل مكان في لبنان، حراس الهيكل منذ التأسيس وحتى اللحظة، وسنبقى، وانتم بوجودكم هنا اثبتم انكم الحراس الذين لا ينامون، وسنبقى معكم ايضا جبهة الصمود ضد الفساد ونبقى نعمل لبناء دولة القانون والمؤسسات، نحافظ على الكيان والعيش المشترك، وسنبقى ابدا حزب الميثاق الحقيقي. فكونوا يدا واحدة وقلبا واحدا وهدفا واحدا وتضامنوا مع بعضكم لتبقى اجراسنا تدق في كل مكان". وحيا "صمود أبناء هذه المناطق الحدودية، والتي كانت عرضة على مدى سنوات لاضطهاد العدو الصهيوني الذي دمر وهجر ونكل". ودعا "الجهات المعنية في الدولة إلى إعطاء هذه القرى حقوقها في مختلف المجالات الحياتية والأنمائية". وبدوره، وجه رئيس اقليم حاصبيا - مرجعيون في "الكتائب" ريشار نادر، "تحية تقدير واكبار للكتائب ولرئيسها سامي الجميل"، مشيدا ب"الدور الفاعل لكتائب المنطقة الحدودية، الذين بجهودهم وصبرهم وقدرتهم، صمد أهلنا في هذه المنطقة الحدودية رغم المضايقات التي تعرضوا لها خلال فترة الاحتلال الاسرائيلي، وما سبقها من اعتداءات لمسلحين غرباء، عاشوا فسادا وتهجيرا في الكثير من القرى، لكن مهما كان من صعاب بقيت الكتائب في هذه المنطقة تناضل من اجل المواطن وفي سبيل الوصول الى حقوقه وتحقيق حاجياته التي حرم منها في هذه المنطقة المنسية منذ الاستقلال". وأشار إلى أن "مشروع الكتائب هو مشروع دولة وشعب وليس مشروع شخص أو وزارة أو كرسي رئاسي، وقد نوهت كل الأطراف بهذا المشروع وبأحقيته".

 

نواب زحلة والبقاع الغربي طالبوا بانتخاب الرئيس وإنهاء الفراغ

الأحد 16 تشرين الأول 2016 /وطنية - دعت كتلتا نواب زحلة والبقاع الغربي وراشيا بعد اجتماع في زحلة إلى "وجوب الإسراع بانتخاب رئيس الجمهورية وإنهاء الفراغ والشلل في مؤسسات الدولة الدستورية الذي ضرب كل مفاصل الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية وأصبح مؤشرا خطيرا ومقدمات لانهيار البنية الإجتماعية وخصوصا في الشق الإقتصادي، لذلك يرى النواب أن الإنتخابات الرئاسية هي المدخل الأول والأساسي لإنقاذ الواقع المتردي". وقالتا في بيان اليوم: "ناقشت الكتلتان الملفات الإقتصادية والمعيشية والأمنية في البقاعين الغربي وراشيا وزحلة، واستعرضتا ملف رفع التلوث عن مجرى نهر الليطاني ونوهتا بالجهود التي بذلت في الموضوع وطالبتا باستكماله عبر إنشاء محطات للصرف الصحي وتنفيذ ما قرر مسبقا بالصيانة والتشغيل ومسح المصانع التي تسبب التلوث على طول مجرى النهر". وأعلنتا "تأمين الكهرباء لمحطة التكرير في زحلة وحل المشكلة التي كانت عائقا أساسيا لتشغيلها". وبحثتا "موضوع الإحتباس الحراري وتأخر المتساقطات لهذا العام كما الأعوام السابقة"، وطالبتا "بوضع خطة بالاشتراك مع الخبراء والمختصين تتعاون فيها الإدارات الرسمية مع المجتمع الأهلي". ونوهتا "بالجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية في حفظ الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة".

 

الراعي: سئم الشعب ممارسة سياسية يبحث اصحابها تارة عن سلة وتارة عن تفاهمات تصب في خانة تقاسم مغانم على حساب لبنان وشعبه

الأحد 16 تشرين الأول 2016/وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وعاد ابي كرم، أمين سر البطريرك الأب بول مطر، في حضور حشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "هو العروس آت اخرجوا للقائه"(متى25: 6)، قال فيها: "إنها ساعة الواجب الذي يعود إلى كل واحد وواحدة منا وفقا لعمره وحالته ومسؤوليته. القيام بالواجب في ساعته هو، في ضوء إنجيل اليوم، لقاء مع الله بشخص المسيح المشبه بالعريس. فالله حاضر فينا ومعنا لكل عمل صالح، ولقول الحق، ولموقف بناء، ولمبادرة مفرحة ومعزية ومشجعة. والله يأتي في حياتنا اليومية لهذه الغاية، وفي مساء الحياة للعرس الأبدي. نحن من جهتنا نجهل ساعة مجيئه، لكونه يأتي في وقت لا نتوقعه. فيدعونا لنكون في حالة يقظة عند النداء، وفق الاستعارة الانجيلية: "هو العروس آت، أُخرجوا للقائه" (متى 25: 6). أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، ملتمسين من المسيح الإله نعمة اليقظة لإدراك ساعة الواجب، ولا سيما عندما نُصاب بضعف أو يأس، أو عندما تتآكلنا المصالح الخاصة والفئوية، أو عندما نقيد إتمام الواجب بشروط أو ظروف. ويطيب لي أن أرحب بكم جميعا، وأحيي الأخت فيفيان غوش من جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات التي نتعاون معها هنا في الكرسي البطريركي، وأحيي معها عائلة أختها المرحومة لوريس التي ودعناها معهم منذ عشرة أيام. فنذكرها بالصلاة لراحة نفسها، ونجدد التعازي لأسرتها وسائر أنسبائها".

وتابع: "لقد آلمتنا، كما جميع اللبنانيين، الجريمة المروعة التي حدثت الخميس الماضي في بلدة عشقوت العزيزة، إذ قتل بدم بارد الجاني طوني عبود، وهو مؤهل أول في الأمن العام، أربعة أشخاص هم: جان بول حب الله ووالده جان ووالدته إيزابيل، وجاره انطوان شدياق. إننا، إذ ندين أشد الإدانة هذه الجريمة تاركين للسلطة القضائية إنزال أقصى عقوبة بحقه، نعرب عن تعازينا الحارة لعائلات القتلى وآل حب الله، ولعائلة المرحوم انطوان شدياق، ولعموم عائلات غزير وعشقوت. إذا كان الضمير قد مات عند المجرمين خانقا صوت الله في أعماقهم، فمن واجب الدولة حماية المواطنين من شرهم وشر أمثالهم بإنزال العقوبة القصوى، لردع تكرار جرائم القتل التي تخالف وصية الرب "لا تقتل"، والتي تشكل اعتداء على الله نفسه". وقال: "في هذا الأحد السادس من زمن الصليب، الذي هو زمن المسيرة على وجه الدنيا نحو نهاياتها بالموت ودينونة الثواب والعقاب، يكلمنا المسيح الرب عن الموت الذي هو خاتمة لقاءاتنا اليومية مع الله، من خلال ظروف واجباتنا. يشبه الربُ يسوع، بعرس الفرح والخلاص الأبدي، اللقاء مع الله عبر القيام بواجب الحالة. "العذراى الحكيمات"، يرمزن إلى الأشخاص اليقظين المدركين لواجبهم، وهم في جهوزية دائمة لإتمامه، أحرارا من قيود الناس والشروط والظروف والحسابات الصغيرة. هؤلاء "دخلن مع العريس إلى قاعة العرس" (الآية 10). أما "الجاهلات" فظللن خارجا (الآية 12). وهن يرمزن إلى المسؤولين غير المدركين لواجباتهم والذين سقطوا ضحية حسابات رخيصة، وقيود وأشخاص وظروف واعتبارات. "دخول قاعة العرس" يرمز إلى الخلاص الأبدي،"والمكوث خارجا" إلى الهلاك الأبدي. إننا في مسيرة الدنيا نصنع إما خلاصنا وإما هلاكنا، من خلال القيام بالواجب الشخصي، واجب الحالة".

أضاف: "هذه الاستعارة الإنجيلية لا تفصل الشؤون الزمنية، بكل تنوعاتها، عن كلمة الله، وعن العلاقة مع الله. فالطريق إلى الله نسلكها عبر واجباتنا على الأرض، في العائلة والكنيسة والمجتمع والدولة. فبحكم النظام الطبيعي تحتاج كل جماعة بشرية إلى سلطة من واجبها تنظيم شؤون الجماعة، وتأمين خيرها العام، وممارسة العمل السياسي. هذا يقتضي أن تخضع السلطة في ممارسة واجبها لنظام أخلاقي طبعه الله الخالق في قلب الإنسان، إذ كونه على صورته ومثاله. هذا النظام هو بمثابة النور للعقل البشري، وفي ضوئه وضوء واجب الحالة، يعرف الإنسان ما يجب عليه أن يفعل من خير، وما يتجنب من شر (شرعة العمل السياسي، ص5)". وتابع: "إننا نرى، مع شعبنا الضائع والجائع والمهمل والمخذول، أن نواب البرلمان اللبناني يتنكرون لواجبهم الدستوري الملزم بانتخاب رئيس للجمهورية. فالدستور يقتضي في مادتيه 73 و74 إتمام هذا الواجب "حكما" و"فورا". وبالتالي لا مجال لأي حق دستوري لتعطيل هذا الواجب، خاصة وأن نتائجه مدمرة للمؤسسات ولمقومات حياة الدولة الاقتصادية بكل قطاعاتها. فغياب الرأس يشل عمل الجسم، ويخلف الفوضى واستباحة كل مخالفة وتفشي الفساد".

أضاف: "عند إنشاء "الميثاق الوطني" في 9 تشرين الثاني 1943، غداة إعلان استقلال لبنان ونهاية الانتداب الفرنسي، على يد "رائدي الاستقلال" وممثلي المسيحيين والمسلمين، رئيس الجمهورية آنذاك الشيخ بشاره الخوري، ورئيس مجلس الوزراء رياض بك الصلح، تكونت الأمة اللبنانية، وقام هذا الميثاق على إسناد رئاسة الجمهورية إلى مسيحي ماروني، ورئاسة مجلس النواب إلى مسلم شيعي، ورئاسة الحكومة إلى مسلم سني، وفقا لأحكام الدستور، وجاعلا لبنان كطائر ذي جناحين متساويين مسيحي ومسلم. ثم كرست "وثيقة الوفاق الوطني" سنة 1989 هذا الميثاق. فلا بد من العودة إلى الميثاق والدستور نصا وروحا من أجل القيام بالواجب الوطني الكبير، وهو انتخاب رئيس للبلاد. والمطلوب رئيس جدير بتحمل المسؤولية التاريخية، وبإعادة بناء الدولة بمؤسساتها على أساس الدستور والميثاق الوطني؛ رئيس يعمل جاهدا وأساسا من أجل المصالحة والوفاق وعودة الثقة بلبنان الدولة والوطن الذي يعلو كل اعتبار، وبين اللبنانيين من مختلف الاتجاهات؛ رئيس معروف بثقافة الانفتاح وأصالة الانتماء يعيد لبنان إلى موقع الصداقة والتعاون والعلاقات السلمية والسليمة مع أسرة الدول العربية والأسرة الدولية، على أساس من الاحترام والصدق والإنتاج. فلبنان،المميز بالتعددية الموحدة. والمؤمن بقضية العدالة والسلام، والباحث عن الأمن والاستقرار، لا يتحمل الانحياز إلى محاور والانخراط في معسكرات إقليمية أو دولية". وتابع: "لقد سئم الشعب اللبناني ممارسة سياسية منذ سنتين وستة أشهر، يبحث أصحابها تارة عن سلة وتارة عن تفاهمات. وهي تصب، في معظمها على ما يبدو، في خانة واحدة هي تقاسم حصص ومغانم على حساب الخير العام، بل على حساب لبنان وشعبه. وها هم ضائعون بين تفسيرات متناقضة لتصريح، وبين انتظارات لإعلان موقف ونوايا، فيما انتخاب رئيس للبلاد بات رهينة لكل ذلك. ألا يستطيع أهل السياسة بعد هذا الفراغ الطويل من أخذ المبادرة الذاتية، اللبنانية -اللبنانية، والتركيز على ما يوحد، ونبذ ما يفرق؟ لقد حان لهم أن يعودوا إلى لبنان".

أضاف: "وفيما نأمل أن تصل المحاولات الجارية إلى تفاهم على شخص الرئيس، وأن يتم انتخابه في جلسة 31 تشرين الاول الجاري، نتمنى أن تسلط "التفاهمات": على كيفية إيقاف الدين العام الذي وصل إلى 70 مليار دولار، ومع فوائد المبالغ المودعة فيه من قبل المصارف إلى 100 مليار دولار! وعلى كيفية النهوض بالقطاع الصحي لجهة كلفة الاستشفاء وتصنيف المستشفيات، ومعايير سقوفها المالية، وتشكيل هيكلية إدارية حديثة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي! وعلى كيفية تعزيز القطاع الزراعي، بتمويل المزارعين، والتغطية ضد الكوارث الطبيعية، وتأسيس غرف الزراعة والسجل الزراعي، والإرشاد ومراقبة مواصفات المستوردات الزراعية، وحماية التبادل الزراعي! ونتمنى ان يتفاهموا على كيفية النهوض بالقطاع الصناعي، بدعم أسعار الطاقة للمصانع، وتحفيز الاستهلاك الوطني، ودعم الرأسمال التشغيلي وأكلاف الشحن للصادرات وإنشاء مؤسسة ضمان لها، وإطلاق الشراكة بين القطاعين العام والخاص! وعلى كيفية اعتماد سياسة سياحية تثمر مرتكزاتها اللبنانية المميزة لجهة الطبيعة والبيئة والمناخ والمورد البشري، ولجهة الحضارات والتاريخ الثقافي! وعلىكيفية تفعيل القطاع التجاري الذي تتراجع مؤشراته بشكل سريع ومخيف! ويا ليتهم يتفاهمون على كيفية المحافظة على الشباب اللبناني وقوانا الحية وتحفيز قدراتها ومواهبها على أرض الوطن!" وتابع: "إن رؤساء الهيئات الاقتصادية الذين يجتمعون دوريا في الكرسي البطريركي يقدمون ملخصا مكتوبا وواضحا عن وقائع كل قطاع وعن توصيات النهوض به، وهي استكمال "للمذكرة الاقتصادية" التي أصدرناها في 25 أذار 2015. نأمل من الوزارات المعنية أن تستفيد منه.

وعند اتمام ذلك نستطيع ان نقول ان التفاهمات تأتي في محلها".وختم الراعي: "إن إداء الواجب في العائلة والكنيسة والمجتمع والدولة، واجب مقدس، يقدس الإنسان وعمله. إننا نصلي كي يمنحنا الله نعمة إدراك هذه القيمة في حياتنا. وإليه نرفع نشيد المجد والتسبيح، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

استقبالات

بعد القداس، التقى الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية. كما التقى وفدا من المجلس اللبناني - الاوسترالي برئاسة نائب رئيس بلدية أوني - سيدني المهندس سليم الهاجر، ورافق الوفد منسق شؤون الشمال في اللجنة الاسقفية للحوار المسيحي - الاسلامي جوزاف محفوض ، ثم عائلة الاخت فيفيان غوش لشكره على مواساته لهم في فقدان شقيقتها لوريس، ثم جوزاف الخوري طوق الذي قدم نسخة عن كتابه الجديد "العقل سعيد"، ووفود شعبية من مختلف المناطق.