المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 24 تشرين الأول/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.october24.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَكُلُّ مَنْ لَهُ يُعْطَى ويُزَاد، ومَنْ لَيْسَ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ حَتَّى مَا هُوَ لَهُ. وهذَا العَبْدُ الَّذي لا نَفْعَ مِنْهُ أَخْرِجُوهُ وأَلْقُوهُ في الظُّلْمَةِ البَرَّانِيَّة

إِنْ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيء، وهوَ لا شَيء، فَقَدْ خَدَعَ نَفْسَهُ

لا تَضِلُّوا! فإِنَّ اللهَ لا يُسْتَهزَأُ بِهِ. فَكُلُّ مَا يَزْرَعُهُ الإِنْسَان، فإِيَّاهُ يَحصُدُ أَيْضًا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

للقطعان الذين يستغربون غضبنا واستنكارنا لتضليل جعجع للرأي العام المسيحي ولاستسلام الحريري المجاني وضياعه والسذاجة القاتلة/الياس بجاني

هل صحيح أن الرأي العام اللبناني بغل كما قال سعيد تقي الدين؟/الياس بجاني

ارتفاع جنوني لسعر الصبابيت والكرفاتات والطرابيش الأورنج/الياس بجاني

الحكيم المعرابي وساعات التخلي/الياس بجاني

تغريدات تحكي تضليل جعجع للرأي العام المسيحي الذي هو خطيئة وجريمة/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بالصوت/مداخلة الصحافي ايلي الحاج عبر صوت لبنان الكتائبي تتناول  خطيئة وأخطار ترشيح عون ورزمة تغريدات وجدانية له تدور في نفس السياق

بالصوت من اذاعة صوت لبنان الكتائبية/برنامج الملف الرئاسي في كواليس الأحد/مقابلة مع النائب عاطف مجدلاني والصحافي جوني منير ومداخلتين للصحافيين ايلي الحاج واسعد بشارة

ملخص المقابلة من صوت لبنان

المدير الثامن عفواً الرئيس الثامن/محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك

"الكتلة البيضاء" تتشكل لمواجهة عون

طلبوا مني ان اعتذر.. نعم سأعتذر وسأتلو فعل الندامة/علي الحسيني/فايسبوك

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 23/10/2016

كاغ: لا فيتو إيرانياً أو سعودياً على أي مرشح لبنان لم يعد يشكل أولوية وإعلان بعبدا التزام

شمعون في ذكرى أخيه داني: يحاولون ان يفرضوا علينا مرشحا فاشلا

ريفي محذرا المشنوق ونهرا: حقنا في التعبير دستوري ومقدس وسنمارسه بكل حرية

ريفي التقى وفدا من الوطنيين الأحرار: نعم نحن نعتبر ميشال عون نموذجا للوصاية الايرانية ولن نقبل به مهما كلف الأمر

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نصرالله يفتح الطريق لعون والحريري معا

عون إلى بعبدا: 75 صوتاً على الأقل؟/منير الربيع /المدن

الراعي اختتم زيارته لايطاليا وعاد إلى بيروت

ايلي عون: لا تصلب في موقف جنبلاط لجهة انتخاب عون والخيارات مفتوحة

أنطوان حداد: مرحلة ما بعد انتخاب عون ملأى بالمطبات والمخاطر/البروفيسور جاسم عجاقة/المدن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

قطر: وفاة الأمير الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني

تقرير أممي: نظام الأسد مسؤول عن 3 هجمات كيمياوية

إدانة أميركية لتجاوزات النظام السوري بعد أدلة استخدامه أسلحة كيميائية

استئناف المواجهات المسلحة في حلب بعد انتهاء الهدنة

انتحاريو تنظيم داعش وقذائفه تعرقل تقدم القوات العراقية

كارتر في كردستان لبحث مستجدات معركة الموصل

انتشار زراعة الأفيون بشكل كبير في أفغانستان مع التقدم الميداني لطالبان

العربي الجديد: ليبيا: طائرات عسكرية مصرية في مطار الخروبة دعماً لحفتر

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نصر الله: لا رئيس للجمهورية في 31 الجاري/علي الأمين/جنوبية

 خطاب الثقة.. المفقودة/علي الحسيني/المستقبل

التباسات حاول نصر الله إثارتها بشأن موعد الجلسة الرئاسية/وسام سعادة/المستقبل

إيران أولاً!/علي نون/المستقبل

بري طوق اشتباكاً في جنيف ورسالته إلى عون والحريري: الأهم في العرس الرئاسي أكل العسل، ومستمر بفرنجيه/رضوان عقيل/النهار

لبننة"... قبل النسيان؟!/نبيل بومنصف/النهار

هل خضع الحريري لسياسة الضغط والابتزاز أم لوعد بإقامة دولة لا دولة سواها؟/اميل خوري/النهار

"التضحيات المتبادلة" بين الحريري ونصرالله تنقذ النظام؟ معارضو "المستقبل" يحمون زعيمهم ويحتوون الشارع/سابين عويس/النهار

الحريري: إذا تعثر انتخاب عون فلن أدعم أو أرشح مارونياً آخر/خليل فليحان/النهار

فقط أثر عون على الجيش يعني أميركا!/سركيس نعوم/النهار

واشنطن لا تتحمل وزر نسف تفاهمات لبنانية لكنها "تتوجس" من تبعات لوصول عون/روزانا بومنصف/النهار

برّي يريد نسف إتفاق باسيل - نادر الحريري/جوني منير/جريدة الجمهورية

برّي: شهر العسل مُهمّ... لكنّ الأهم أكل العسل!/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

خفايا خطة جعجع... و«البوانتاجات» مع عون والحريري/جنى جبّور/جريدة الجمهورية

الأسد باقٍ... والبقية تفاصيل!/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

ربيع البطريرك وخريف الوريث/دلال البزري/المدن

سوريا بين المنطقين السوفياتي والروسي/خيرالله خيرالله/العرب

أزمة 'فتح' مع مصر/محمد أبو الفضل/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

روكز من جزين: لبنان القوي آت ونحن سنصنع قدرنا

الوزير السابق علي قانصو: سنعلن موقفنا من مستجدات رئاسة الجمهورية خلال أيام ولا نتصور انطلاقة فاعلة للعهد وللحكومة والرئيس بري في موقع المعارضة

بري ترأس المجموعة الاسلامية في مؤتمر البرلمانات: لن أعطل النصاب رغم أنه في جيبي الكبير

القيادي في الوطني الحر بسام الهاشم يعلن ترشحه للانتحابات النيابية

النص الكامل لخطاب السيد نصرالله ليوم الأحد 23 تشرين الأول/16

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

فَكُلُّ مَنْ لَهُ يُعْطَى ويُزَاد، ومَنْ لَيْسَ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ حَتَّى مَا هُوَ لَهُ. وهذَا العَبْدُ الَّذي لا نَفْعَ مِنْهُ أَخْرِجُوهُ وأَلْقُوهُ في الظُّلْمَةِ البَرَّانِيَّة

إنجيل القدّيس متّى25/من14حتى30/:"قالَ الربُّ يَسوع: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ رَجُلاً أَرَادَ السَّفَر، فَدَعَا عَبِيدَهُ، وسَلَّمَهُم أَمْوَالَهُ. فَأَعْطَى وَاحِدًا خَمْسَ وَزَنَات، وآخَرَ وَزْنَتَين، وآخَرَ وَزْنَةً وَاحِدَة، كُلاًّ عَلى قَدْرِ طَاقَتِهِ، وسَافَر. وفي الحَالِ مَضَى الَّذي أَخَذَ الوَزَنَاتِ الخَمْس، وتَاجَرَ بِهَا فَرَبِحَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخْرَى. وكَذلِكَ الَّذي أَخَذَ الوَزْنَتَينِ رَبِحَ وَزْنَتَينِ أُخْرَيَين. أَمَّا الَّذي أَخَذَ الوَزْنَةَ الوَاحِدَةَ فَمَضَى وحَفَرَ في الأَرْض، وأَخْفَى فِضَّةَ سَيِّدِهِ. وبَعْدَ زَمَانٍ طَويل، عَادَ سَيِّدُ أُولئِكَ العَبِيد، وحَاسَبَهُم. ودَنَا الَّذي أَخَذَ الوَزَنَاتِ الخَمْس، فَقَدَّمَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخْرَى قَائِلاً: يَا سَيِّد، سَلَّمْتَنِي خَمْسَ وَزَنَات، وهذِهِ خَمْسُ وَزَنَاتٍ أُخْرَى قَدْ رَبِحْتُهَا! قَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: يَا لَكَ عَبْدًا صَالِحًا وأَمِينًا! كُنْتَ أَمِينًا على القَليل، سَأُقِيمُكَ على الكَثِير: أُدْخْلْ إِلى فَرَحِ سَيِّدِكَ! ودَنَا الَّذي أَخَذَ الوَزْنَتَينِ فَقَال: يَا سَيِّد، سَلَّمْتَنِي وَزْنَتَين، وهَاتَانِ وَزْنَتَانِ أُخْرَيَانِ قَدْ رَبِحْتُهُمَا. قَال لَهُ سَيِّدُهُ: يَا لَكَ عَبْدًا صَالِحًا وأَمينًا! كُنْتَ أَمينًا على القَليل، سَأُقِيْمُكَ على الكَثِير: أُدْخُلْ إِلى فَرَحِ سَيِّدِكَ! ثُمَّ دَنَا الَّذي أَخَذَ الوَزْنَةَ الوَاحِدَةَ وقَال: يَا سَيِّد، عَرَفْتُكَ رَجُلاً قَاسِيًا، تَحْصُدُ مِنْ حَيْثُ لَمْ تَزْرَع، وتَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ تَبْذُر. فَخِفْتُ وذَهَبْتُ وأَخْفَيْتُ وَزْنتَكَ في الأَرض، فَهَا هُوَ مَا لَكَ! فَأَجَابَ سَيِّدُهُ وقَالَ لَهُ: «يَا عَبْدًا شِرِّيرًا كَسْلان، عَرَفْتَ أَنِّي أَحْصُدُ مِنْ حَيْثُ لَمْ أَزْرَع، وأَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ أَبْذُر، فَكَانَ عَلَيْكَ أَنْ تَضَعَ فِضَّتِي عَلى طَاوِلَةِ الصَّيَارِفَة، حَتَّى إِذَا عُدْتُ، ٱسْتَرْجَعْتُ مَا لِي مَعَ فَائِدَتِهِ. فَخُذُوا مِنْهُ الوَزْنَةَ وَأَعْطُوهَا لِمَنْ لَهُ الوَزَنَاتُ العَشْر. فَكُلُّ مَنْ لَهُ يُعْطَى ويُزَاد، ومَنْ لَيْسَ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ حَتَّى مَا هُوَ لَهُ. وهذَا العَبْدُ الَّذي لا نَفْعَ مِنْهُ أَخْرِجُوهُ وأَلْقُوهُ في الظُّلْمَةِ البَرَّانِيَّة. هُنَاكَ يَكُونُ البُكَاءُ وصَرِيفُ الأَسْنَان."

 

إِنْ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيء، وهوَ لا شَيء، فَقَدْ خَدَعَ نَفْسَهُ

لا تَضِلُّوا! فإِنَّ اللهَ لا يُسْتَهزَأُ بِهِ. فَكُلُّ مَا يَزْرَعُهُ الإِنْسَان، فإِيَّاهُ يَحصُدُ أَيْضًا

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية06/من01حتى10/:"يا إِخوَتِي، إِنْ أُخِذَ إِنْسَانٌ بِزَلَّة، فأَصْلِحُوهُ أَنْتُمُ الرُّوحِيِّينَ بِرُوحِ الوَدَاعَة، وَٱحْذَرْ أَنْتَ لِنَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَيْضًا. إِحْمِلُوا بَعْضُكُم أَثْقَالَ بَعض، وهكَذَا أَتِمُّوا شَرِيعَةَ المَسيح. إِنْ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيء، وهوَ لا شَيء، فَقَدْ خَدَعَ نَفْسَهُ. فَلْيَمْتَحِنْ كُلُّ وَاحِدٍ عَمَلَهُ، وحِينَئِذٍ يَكُونُ افْتِخَارُهُ في نَفْسِهِ فَقَطْ لا في غَيْرِه. فإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ سَيَحْمِلُ حِمْلَهُ الخَاصّ. مَنْ يَتَعَلَّمُ كَلِمَةَ الإِيْمَان، فَلْيُشَارِكْ مُعَلِّمَهُ في جَمِيعِ الخَيْرَات. لا تَضِلُّوا! فإِنَّ اللهَ لا يُسْتَهزَأُ بِهِ. فَكُلُّ مَا يَزْرَعُهُ الإِنْسَان، فإِيَّاهُ يَحصُدُ أَيْضًا. فالَّذي يَزرَعُ فِي جَسَدِهِ، يَحصُدُ منَ الجَسَدِ فسَادًا؛ والَّذي يَزْرَعُ في الرُّوح، يَحصُدُ مِنَ الرُّوحِ حَيَاةً أَبَدِيَّة.

فلا نَمَلَّ عَمَلَ الخَيْر، ولا نَكِلَّ، لأَنَّنَا سَنَحْصُدُهُ في أَوَانِهِ. إِذًا فمَا دَامَ لَنَا مُتَّسَعٌ مِنَ الوَقت، فَلْنَصْنَعِ الخَيْرَ إِلى جَمِيعِ النَّاس، وخُصُوصًا إِلى أَهلِ الإِيْمَان."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

للقطعان الذين يستغربون غضبنا واستنكارنا لتضليل جعجع للرأي العام المسيحي ولاستسلام الحريري المجاني وضياعه والسذاجة القاتلة

الياس بجاني/23 تشرين الأول/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/10/23/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d9%84%d9%82%d8%b7%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a%d9%86-%d9%8a%d8%b3%d8%aa%d8%ba%d8%b1%d8%a8%d9%88%d9%86-%d8%ba%d8%b6/

لكل من يتهمنا بالحقد ويستغرب انتقادنا اللاذع والمحق والوطني لطوابية وذات جعجع الإلهية كما للأسف يتوهمون بوضعية هذا المخلوق المضلل 100% للرأي العام المسيحي .. نقول وبصوت عال الأشخاص هم لا شيء كائن من كانوا وليس بين طاقمنا السياسي لا طوباويين ولا قديسين ولا حتى شرفاء، بل قرطة منافقين ودجالين وكذابين ونقطة ع السطر.

نعم وعن قناعة وإيمان ونبل يندرج ما نقوم به من احتجاج ونقد منطقي وواقعي وعملاني لانحراف وشرود جعجع والحريري عن كل أهداف 14 آذار ولقفزهما الوقح والإستخريوتي وغير المبرر عملاً بكل معايير الصدق والأمانة واحترام الذات والسيادة والاستقلال والثوابت الوطنية…قفزهما فوق دماء الشهداء والتنصل الإبليسي من كل تضحيات ونبل ثورة الأرز… ونقضهما كل الوعود والعهود والدوس على شعاراتهما كافة.

والأخطر أن معظم من يؤيدهما (جعجع والحريري) من محازبين وغير محازبين وع عماها غاشين ومش شايفين شو عم يصير ومنقدر براحة ضمير نقول إنهم قطعان تساق إلى المسالخ دون حتى أن ما تمعي.

يعني نكاية بسليمان فرنجية منجيب عون المجوسي والمهووس والخائن رئيس جمهورية ومنقول نحنا انتصرنا.

الله يلعن هيك انتصار هو انكسار ..

نحنا بالواقع عم نستسلم لحزب الله وعم نبارك احتلاله وسلاحه ودويلته واغتيالاته ونحره وذبحه لقادتنا ..

عم نستسلم لحروبه والغزوات وعم نحط  “بهبل وجنون” بالقصر الجمهوري أداة من أدواته القذرة والمنحطة يلي هو المجوسي والعميل والساقط عون..

عم نسلم البلد لجبران باسيل والفرزلي وبقرادوني وجريصاتي وعبود وابو صعب وباقي الودائع المتعسكرة في رابية عون.

منسأل شو نفع 30 وزير أذا كان حزب الله محتل البلد وماسك قراره والدولة تحت أمرته وهو الحاكم بأمره.

عيشوا بهالنعمة المقلعطة وانبسطوا وضلكون مغمضين عيونكون وعميان وافتخروا انكون من عبدة الأشخاص وع المهوار رايحين ومعكم لبنان ودولته.

تحية صادقة للأحرار من نواب تيار المستقبل الذين احترموا انفسهم ووعودهم والشعب ورفضوا تأييد الحريري في ترشيحه “الغبي” للمجوسي عون.

وهنا يارب، كم هو الفارق كبير بين هؤلاء الأحرار والشرفاء والوطنيين من تيار المستقبل، وبين كل المسؤولين والنواب والناشطين والمنظرين والإعلاميين في حزب سمير جعجع الذين “وعن قناعة”…!!!! كما يدعون نفاقاً وافقوا وع عماها ونكاية بسليمان فرنجية على خطيئة التسوّق مع جعجع لعون وهم اكثر من يعرفون عملياً وممارسات وخبرة خطورة ودموية وجنون وابليسية هذا المخلوق ..

هم أكثر من يعرفون وج وقفا حقيقة هذا المجوسي الغريب والعجيب وبالتالي خطيئتهم بشي مليون خطيئة.

يبقى، أن هيك شعب معتر وغنمي وغاشي وغبي وجاهل بدو هيك رئيس، وخرجو هيك سياسيين كذابين ومضللين وتجار دم وأوطان.

ولكن تأكدوا أن لبنان مقدس وأقوى منكون كلكون ،وهو الذي سوف ينتصر في النهاية مع أحراره، مهما طال زمن المنافقين والمضللين من أمثال جعجع وعون الحريري وباقي السياسيين المخصيين ومعهم القطعان والأغبياء من أهلنا الطيبين والبسطاء

ليتذكر الكل المثل القائل: لو دامت لغيركم لم تصل لكم.

وما في شي بيدوم غير وجه الله.

ومن عنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ ويتوب ويؤدي الكفارات.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

هل صحيح أن الرأي العام اللبناني بغل كما قال سعيد تقي الدين؟

الياس بجاني/22 تشرين الأول/16

الهيئة مظبوط و100% سعيد تقي الدين كان فهمان وعارف نفسيات وخساسة وتفاهة وصنمية يلي بيشتغلوا بالسياسة وزلمهم والهوبرجية، وإلا ما كان بلبنان في هالكم الهائل من المطبلين والمهللين من نواب واعلاميين ومحازبين تبعيين..مهللين لغباء وشرود من رشح عون ومن يسوّق له وهما جعجع والحريري.. تعتير ع الآخر...يلا يا قطعان قوموا روحو هنو وما تنسو تتباركو من رشح زيت القديس ميشال عون. خرجكم هيك رئيس مهووس وخرجكم احزاب انتو فيها مجرد قطعان.

 

ارتفاع جنوني لسعر الصبابيت والكرفاتات والطرابيش الأورنج

الياس بجاني/23 تشرين الأول/16

ضروري يصير مؤتمر أو لقاء للإعلاميين والناشطين الرافضين لرئاسة المجوسي عون..لأن الأحزاب والسياسيين بيظهر غشيانين وكل واحد عم يحسبها على مقاس مصالحه وفي ضرب اخماس باسداس ومعظمهم بلش مباشرة أو مواربة يبعث رسائل تملق للمهووس ويحضر طربوش عوني وكرافات اورانج ومش هاملين الصبابيت الأورانج كمان الجاكيتات المتعددة الأولون..الشباب من ثقافة يلا قوم تا نروح نهني.. دائماً واقفين مع الواقف وداعسين على يلي بيوقع. زمن محلّ وهوبرجيي وغباء وعهر فكري. أما كم التضليل الإعلامي الوقح واللاإيماني واللابط للحقائق واحترام الذات من الذين قتلوا ودفنوا 14 آذار وقفزوا فوق دماء شهداء ثورة الأرز فحدث ولا حرج… على كل حال ما في شي دائم غير وجه الله.

 

الحكيم المعرابي وساعات التخلي

الياس بجاني/23 تشرين الأول/16

الحقيقة ما في داعي حدا يرد على خطاب الحكيم وتسويقه لعون بعد انقلابه على ذاته وتبني موقف غريب عجيب يتناقض مع كل طروحاته وتاريخه والأخطر أنه ينحر برنامجه الرئاسي ..هو يلي بيرد على حاله.. مش معقولي قديش هالإنقلاب مكشوف ومخيب ومحبط ومخيف ومش قواتي وأكيد مش قواتي لا نوى ولا هوى..سمير جعجع وفريقه الإعلامي والسياسي مستمرين بالتضليل الإعلامي ومستهدفين المجتمع المسيحي ويصورون خيبتهم وذهابهم لمرشح حزب الله بالنصر المبين.لا احترام للذات من أي 14 آذاري يسوّق للمجوسي عون..كيف يتحول عون المجوسي فجأة وبقدرة قادر إلى مخلص ومنقذ..عجيب كم أن فرنجية مرعب ومخيف لجعجع

 

تغريدات تحكي تضليل جعجع للرأي العام المسيحي الذي هو خطيئة وجريمة

الياس بجاني/23 تشرين الأول/16

*من يتوهم أن عون سيعيد لنا نحن الموارنة حقوقنا ودورنا هو بحاجة إلى مستشفى أمراض عقلية..عون هو من أضاع دورنا ومن سبب لنا حال التهميش والضياع وهو من أدخلنا بحروب وهو من سمم عقول البسطاء من أهلنا.

*جعجع والحريري هما من أوصل 14 آذار إلى حال التفكك وهما الآن يواجهان التفكك والانهيار نفسه.. ولكن لأن لا محاسبة في شركتيهما فهما يصوران الانكسار انتصار والقطعان من أنصارهما يصفقون ببلاهة وصبيانية فاقعين.

*جعجع نجح 100% في اخرس وقمع أي معارضه في شركته، أما الحريري ففشل لأن الأحرار في تيار المستقبل كثر..ربنا يزيدهم.

*في فضح تضليل جعجع نسأل. إذا كان عون المجوسي هو الخيار الوحيد فلماذا لم ينتخبه جعجع من قبل ولماذا سوق ضده في الفاتيكان والسعودية ولماذا رشح نفسه ببرنامج طويل وعريض؟ تضليل معيب.

*أكثر المضللين للرأي العام المسيحي حالياً هو جعجع الذي يصور انهزامه وانتقاله لقاطع إيران وتخليه عن كل أهداف ثورة الأرز وقفزه فوق دماء الشهداء انتصار. هزلت!!

*برافو حزب الله و08 آذار ربحوا وخسر جعجع والحريري واستسلما وبتخاذل موصوف رشحا ورغماً عنهما عون واستجابا لمشيئة حزب الله. هذه خسارة ومش ربح وكل الوزارات بظل احتلال حزب الله لا قيمة لها ولو توهم جعجع بغير ذلك..

*لأن القوات شركة، بل مؤسسة معسكرة دون سلاح فصاحبها جعجع يتصرف على هواه دون محاسبة حتى عندما ينقلب 180 درجة على نفسه وعلى كل شعاراته وخطابه..ومن يتجاسر على قولا اللا يطرد ويخون.. وهذا هو حال عمنا عون وباسيله.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بالصوت/مداخلة الصحافي ايلي الحاج عبر صوت لبنان الكتائبي تتناول  خطيئة وأخطار ترشيح عون ورزمة تغريدات وجدانية له تدور في نفس السياق

http://eliasbejjaninews.com/2016/10/22/%d8%aa%d8%ba%d8%b1%d9%8a%d8%af%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%ac-%d8%aa%d8%ad/

بالصوت/فورمات/MP3/مداخلة الصحافي ايلي الحاج اليوم عبر برنامج كواليس الأحد وتخلل المداخلة مناقشة بينه وبين النائب عاطف مجدلاني والصافي جوني منير/23 تشرين الأول/16/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elie%20haj.mp3

بالصوت/فورمات/WMA/مداخلة الصحافي ايلي الحاج اليوم عبر برنامج كواليس الأحد وتخلل المداخلة مناقشة بينه وبين النائب عاطف مجدلاني والصافي جوني منير/23 تشرين الأول/16/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elie%20haj.wma

لفت الصحافي إيلي الحاج إلى انه عاتب على مستشاري الرئيس الحريري لأنهم يعرفون الدكتور جعجع وكان عليهم أن يتوقعوا ردة فعله على ترشيح النائب سليمان فرنجية، مضيفا: “نحن عشنا مرحلة وجود الجنرال في قصر بعبدا ورأينا ما فعله.”

وتمنى على نواب القوات والمستقبل أن يضعوا ورقة بيضاء في صندوقة الاقتراع.” وأضاف: “أثبتت الايام أن لا شيء ثابت مع عون.”

 

بالصوت من اذاعة صوت لبنان الكتائبية/برنامج الملف الرئاسي في كواليس الأحد/مقابلة مع النائب عاطف مجدلاني والصحافي جوني منير ومداخلتين للصحافيين ايلي الحاج واسعد بشارة

http://eliasbejjaninews.com/2016/10/22/%d8%aa%d8%ba%d8%b1%d9%8a%d8%af%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%ac-%d8%aa%d8%ad/

بالصوت من اذاعة صوت لبنان الكتائبية/فورمات/MP3/برنامج الملف الرئاسي في كواليس الأحد/مقابلة مع النائب عاطف مجدلاني والصحافي جوني منير ومداخلتين للصحافيين ايلي الحاج واسعد بشارة/23 تشرين الأول/16/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/atef%20majdalani23.10.16.mp3

بالصوت من اذاعة صوت لبنان الكتائبية/فورمات/WMA/برنامج الملف الرئاسي في كواليس الأحد/مقابلة مع النائب عاطف مجدلاني والصحافي جوني منير ومداخلتين للصحافيين ايلي الحاج واسعد بشارة/23 تشرين الأول/16/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/atef%20majdalani23.10.16.wma

ملخص المقابلة من صوت لبنان

أشار النائب عاطف مجدلاني إلى أنه سينتخب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية.

23 تشرين الأول/16

مجدلاني وفي حديث لبرنامج “كواليس الأحد” من صوت لبنان، أكد ان عون اتفق مع الرئيس سعد الحريري على تحييد لبنان عن الأزمة السورية. وأضاف: “لأول مرة يحصل تفاهم جدي مع عون.”

رأى الصحافي جوني منير أنه سيتم انتخاب رئيس للجمهورية في 31 من الشهر الحالي، مضيفاً: “بعد الانتخاب سيكلف الحريري تأليف حكومة بأغلبية مع عدم تسميته من قبل الفريق الشيعي.”

وقال للبرنامج عينه: “انتخاب عون ليس صنع في لبنان، بل بموافقة إيرانية وعدم معارضة سعودية.”

لفت الصحافي إيلي الحاج إلى ان عاتب على مستشاري الحريري، مضيفا: “نحن عشنا مرحلة وجود الجنرال في قصر بعبدا ورأينا ما فعله.”

وتمنى على نواب القوات والمستقبل أن يضعوا ورقة بيضاء في صندوقة الاقتراع.” وأضاف: “أثبتت الايام أن لا شيء ثابت مع عون.”

أشار مستشار اللواء اشرف ريفي الصحافي أسعد بشارة إلى انه حصل استفتاء داخل كتلة المستقبل وتبين ان الاغلبية ضد تبني ترشيح عون. وقال: “لم نعرف حقيقة الضمانات التي ادت إلى تبني الترشيح.”

 

المدير الثامن عفواً الرئيس الثامن٠

محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/23 تشرين الأول/16

اذا تمت جلسة الموافقة على تعيين ميشال عون لإشغال كرسي رئاسة الجمهورية في آخر الشهر الحالي فسيكون عون "الرئيس" الثامن غير المؤهل لهذا المركز الأهم في البلد٠هذا قدر اللبنانيين حيث انهم لم يعرفوا سوى قلة قليلة من الرؤساء اما الباقون فهم عناصر لا تمتلك الكفاءة ولا المعرفة ولا القدرة القيادية الضرورية لإنقاذ البلد٠لم نعرف رؤساء بل مديري أزمات يقطّعون الوقت ويضيعون الفرص على البلد واهله ولا يملكون قماشات قيادية بل قماشات فساد ومحاصصة وتبعية للخارج٠ ميزة عون انه يحظى برضى الوصايتين السابقة واللاحقة وهذه سابقة في تاريخ لبنان٠ لن يكون للبنان رئيس دولة بل حامل أختام الوصاية

 

"الكتلة البيضاء" تتشكل لمواجهة عون

نقلت صحيفة "الانباء" الكويتية عن معلومات، ان نواب تيار "المستقبل" الذين قرروا عدم انتخاب رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، وعلى رأسهم الرئيس فؤاد السنيورة، اتفقوا مع النواب المستقلين على تشكيل تجمع بإسم "الكتلة البيضاء".

وأوضحت المعلومات للصحيفة، أن سبب إطلاق هذه التسمية يعود إلى أن هذا التجمع عازم على وضع ورقة بيضاء في صندوقة الإقتراع بدل التصويت لصالح عون، تجنبا لانتخاب مرشح آخر.

 

طلبوا مني ان اعتذر.. نعم سأعتذر وسأتلو فعل الندامة..

علي الحسيني/فايسبوك/23 تشرين الأول/16/اعتذر من كل شاب ومقاوم شريف في حزب الله نذر حياته من اجل ارضه وعرضه ودافع حتى الاستشهاد عن لبنان. اعتذر من كل شاب في الحزب اجبر ترهيبا وترغيبا وترعيبا للذهاب الى سوريا بفضل سياسة التجويع التي يمارسها الحزب بحق بيئته. اعتذر من كل عوائل الشهداء الذين اعتبروا في مكان ما انني جرحت بهم وباولادهم الشهداء او الجرحى ومن دون قصد. ولكن لن اعتذر من قياديي وقادة حزب الله الذين تحولوا الى رجال اعمال واستبدلوا البزة الرسمية بالعسكرية وهم كثر وليسوا محصورين فقط بنواب ووزراء الحزب، بل من الامن والعسكر و........ اعتذر من الفقراء فقط.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 23/10/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

نهاية الأسبوع المقبل ستشهد مشاورات سياسية محلية، بمثابة الفرصة الأخيرة للتوافق عشية الانتخاب الرئاسي، فإما اتفاق على انتخاب العماد ميشال عون وإما النزول إلى المجلس لانتخاب عون أو النائب سليمان فرنجية. مما يعني ان الخيار الأول، يتيح انطلاقة هادئة وفعالة للعهد الجديد. فيما الخيار الثاني، يعني بداية عهد بمعارضة سياسية تعيد خلط التحالفات، ولا يعود هناك فريق الثامن من آذار ولا فريق 14 منه.

مختصر هذا الكلام، أن الرئيس نبيه بري سيعود من جنيف مساء الجمعة، لينخرط في المشاورات التي تضمه والنائب عون والرئيس الحريري و"حزب الله" ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط الذي تريث في تحديد موقفه من الرئاسة إلى حين إتمام هذه المشاورات. ونشير إلى ان الرئيس الحريري موجود الآن في الرياض، وسط كلام على تشاور أميركي، روسي وفرنسي في أزمات المنطقة ومن بينها أزمة الرئاسة في لبنان.

ولقد كان توضيح لموقف وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي فهم على انه غير متحمس للتسوية المتداولة في لبنان، فركز التوضيح على لسان جون كيربي الناطق باسم الخارجية على ضرورة الاسراع في انجاز الانتخاب الرئاسي اللبناني.

وفيما ذكر الرئيس بري من سويسرا، بما قاله للعماد عون في عين التينة، بأن "تعطيل النصاب في جيبي، لكن لم ولن أفعلها"، خفف الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله من حدة الاختلاف في الخيارات الرئاسية بين الحزب وحركة "أمل"، وقال: سنذهب إلى جلسة الانتخاب متفاهمين ومتفهمين، حاسما الجدل حول دعم "حزب الله" للعماد عون بالقول: سنصوت بأوراق مفتوحة للجنرال. أما الجديد في كلام نصرالله فهو رفع الفيتو عن عودة الرئيس الحريري إلى السراي الحكومي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

إنصراف لبناني لاستحقاق رئاسي على وقع إحتساب الأصوات والنتيجة السياسية.

زعيم "المردة" سليمان فرنجية ماض بكل شجاعة لخوض سباق يكرس فيه الديمقراطية، ويوسع فيه من مساحة تياره على طول المناطق اللبنانية. لم يعد فرنجية زعيما في الشمال، ولا فقط رئيسا لتيار، بل صارت زعامته وطنية تؤكدها خطوته الانتخابية، حتى بات واثق الخطى يمشي ماردا.

القضية تتعدى حجم أصوات يمكن أن يحصلها، إلى بعد سياسي وطني عروبي أصيل له ماضيه وله مستقبله.

الجلسة المقبلة قائمة، ولو شاء الرئيس نبيه بري أن يمنعها لفعل، لأن تعطيل النصاب في جيبته الكبيرة، كما كان قال للعماد ميشال عون. لكن ليس الرئيس بري من يلجأ إلى تعطيل النصاب، فحركة "أمل" لم تفعلها مرة ولن تفعلها.

معارضة الحركة ستكون بناءة، فتعارض حيث يجب وتوالي حيث يجب، لأن منطلقات موقفها السياسي وطنية بحتة، وهو ما فنده الرئيس بري خلال دردشة مع الإعلاميين في جنيف.

في صلب الإعتراض عند الرئيس بري هو على الإبقاء على قانون الستين، فطرح حركة "أمل" قائم على أساس وجوب الاتفاق على قانون جديد يشكل قاعدة تمثيل حقيقي. ومن هنا أيضا لن تسمح بتأجيل الانتخابات النيابية مهما يكن.

الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، كرس واقع التفاهم والثقة القائمة بين الحركة والحزب، فالعلاقة غير قابلة للإهتزاز، وكل خطوة يتفهم فيها أحدهما الآخر. السيد نصرالله ثبت قرار كتلة "الوفاء للمقاومة" بانتخاب العماد عون، لكن ذلك لا يلغي تحالفاته ولا صداقاته ولا سيما مع "المردة". فيما كانت رسالته إلى "التيار الوطني الحر" واضحة: لو شئنا عدم انتخاب الجنرال لكنا إشترطنا منع وصول الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة.

في لبنان اليوم إنطلاقة وطنية حول حوض الليطاني. من البقاع إلى الجنوب، كان المشهد واضحا لضخ الحياة في شرايين النهر، فالمسألة سيادية ترتبط بكل اللبنانيين. على قدر أهمية النهر كان اليوم الوطني، فنجحت الحملة ورصت الصفوف السياسية والشعبية والاجتماعية، وأطلقت صفارة الانطلاق لإعادة الليطاني نهرا من المنبع إلى المصب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

كعطاء القائد "علاء" ووفائه، وبصيرة جهده وجهاده، كان كلام الأمين العام ل"حزب الله" في ذكرى أسبوع استشهاده.

مواقف من عمق جبل لبنان إلى سهوله، أطلقها سماحة السيد حسن نصرالله، كانت كالسهل الممتنع القارئ بشفافية مطلقة حال البلاد، والدافع بحزم إلى بر الأمان.

كل ما نريده أن يكون بلدنا آمنا ومتماسكا ولو على حسابنا، أكد السيد نصرالله، وعليه سنراكم على الايجابيات لاتمام الاستحقاقات. وبكل صراحة أتم سماحته مرحلة الصمت الرئاسي ليؤكد المؤكد:

- سنذهب في الجلسة المقبلة لانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية.

- كما كنا أهل الصدق والوفاء مع الحليف، سنكون في كل المرحلة المقبلة أهل صدق ووفاء.

- متفهمون ومتفاهمون مع حركة "أمل" أكد السيد نصرالله، والعلاقة أعمق وأقوى من ان تنال منها كل فبركات البعض.

وللبعض الذي ما زال يلعب حتى الأمل الاخير لتفريق الصفوف واستغلال التباينات، قطع من السيد نصرالله بأن ليس هناك من يفكر بالفوضى أو العودة إلى الحرب الأهلية، وكل ما يجري في الملف الرئاسي يمكن مقاربته بالحوار.

مقاربة الحرب في سوريا قامت على دقة التشخيص والقناعة، أكد سماحة الأمين العام، لم يحرجنا أحد أو يدفعنا إلى هذا الخيار، ولن نعود إلا بعد الانتصار. انتصار ميداني، سيكون لمعركة حلب تداعيات كبرى عليه في المستوى الاستراتيجي والسياسي، وهي معركة مصيرية في اطار معركة المنطقة، كما أكد سماحته.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بعدما تظهرت صورة المشهد الرئاسي، وبات من المؤكد ان العماد ميشال عون سيصبح رئيسا للجمهورية في جلسة الحادي والثلاثين، أو في جلسة تعقد بعدها بأيام أو أكثر، السؤال المطروح الآن هو الآتي: هل يعد خصوم عون للعبة ديمقراطية تتصارع فيها الأفكار ووجهات النظر بين معارضة بناءة وأكثرية بناءة، أم ان الهدف هو ايصال عون إلى بعبدا ومحاصرته بقصد تفشيل عهده، بحيث تتواصل مفاعيل القاعدة السائدة منذ أيار 2008: إما رئيس معتقل في القصر أو قصر شاغر؟.

إذا تفاديا لأن يفشل العهد، الوساطات قائمة من أجل اقناع القيادات الغاضبة بتعديل مواقفها. السيد حسن نصرالله أكد في اطلالته اليوم، بأنه يضطلع بمهمة تلطيفية مع حلفائه، وفي مقدمهم حركة "أمل" و"المردة" و"التيار الحر". فنصح العونيين بالحوار، من دون التطرق إلى هيئة بري للحوار. وطمأن امل بالنيابة عن "المستقبل" و"التيار الحر"، بتأكيده ان لا نية من الفريقين بحكم البلاد بثنائية من أي نوع كانت. فهل تكفي الأيام الفاصلة عن موعد الانتخاب لاحداث المعجزة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

حين تصير صورة الرئيس العماد ميشال عون، مرفوعة على مداخل المنية وطرابلس وشمال الأرز، وحين تكون الصورة نفسها توأما لصورة السيد حسن نصرالله من قلب بيروت إلى جنوب المقاومة وبقاع الدرع في وجه الإرهاب، وحين تكون الصورة نفسها متعانقة مع صور كل القيادات والزعامات والمرجعيات على مساحة الوطن، عندها يكون لبنان متجها حتما نحو الوحدة والمنعة والرفعة وشمخة الرأس.

بدءا من يوم غد، هو أسبوع يفصلنا عن العيد المرتقب. أسبوع كاف لخلق كون جديد من التلاقي والتعاضد والتعاون. كون من الفرح اللائق، ومن الطمأنينة العميقة إلى أن الخير آت والسلام آت. هذا هو جوهر كل المواقف المعلنة اليوم. من كلام رئيس مجلس النواب المنقول عنه من جنيف، إلى أجواء النائب وليد جنبلاط. إلى المناخات المتعززة حول مبادرة الرئيس سعد الحريري الشجاعة والمقدامة، وصولا إلى الموقف المترفع الذي عبر عنه اليوم السيد حسن نصرالله.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

جهر السيد نصرالله بما كان يهمس في الأسابيع الأخيرة، وحدد نقاطا تجعل الاستحقاق الرئاسي في أشواطه الأخيرة. فالحزب الذي طالما اعتبر ان اعلان الرئيس سعد الحريري تبني العماد عون لمنصب الرئاسة الأولى، بمثابة نقطة الصفر لاطلاق العمل الجدي، بدأ فعلا معالجة العقد عبر مناقشات ستستمر كل الأيام الفاصلة عن موعد الجلسة الرئاسية، للوصول إلى ما أسماه نصرالله استحقاقا ايجابيا آمنا مطمئنا يبنى عليه في المرحلة المقبلة.

السيد حبس أنفاس اللبنانيين لأكثر من نصف ساعة من بدء خطابه الذي استهله بالحديث عن سوريا وعدم العودة منها إلا تحت راية النصر، ليقول بكلمات دقيقة ان الحزب بكامل أعضاء كتلة "الوفاء للمقاومة" سينتخب العماد عون في الحادي والثلاثين من الجاري، رئيسا للجمهورية. وبأنه لهذا الهدف قدم تضحية كبيرة جدا عبر عدم ممانعته بوصول سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة.

لكن الأهم رسالة التطمينات التي أرسلها لكل الجهات، معبدا الطريق أمام النقاشات، فلا عودة للحرب قال السيد، ولا ثنائية قادرة على الحكم وحدها. أما القلق الفعلي من الاتفاقات الثنائية، فأعلنها من دون ان يتردد في الدعوة إلى تذليله عبر الثقة والصراحة.

وتحت مظلة "نحن أهل الصدق والوفاء"، توجه نصرالله إلى الرئيس بري والوزير فرنجية، ليؤكد ان المحادثات المقبلة حتى لو لم تؤد إلى وحدة الخيارات فلن تفسد في الود قضية. أما قاعدة "التيار الوطني الحر"، فتوجه إليها غامزا من قناة رئيس حزب "القوات اللبنانية" من دون ان يسميه، ليقول لها لا تسمحي لمن معروفة أحرف اسمه بزرع شرخ بينك وبين "حزب الله".

من اليوم وحتى 31 تشرين الأول، أسبوع ويوم واحد من العمل، فهل يطمئن الرئيس بري المتوجس من الاتفاقات السرية والحصص والحقائب، ليس فقط من باب الحرص على تأمين النصاب كمؤتمن على مجلس النواب، انما من باب رئيس يريد مع الحلفاء والخصوم الوصول إلى بلد آمن ركيزته قانون انتخاب يعدل بين أبنائه؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

"سنحضر الجلسة المقبلة وسننتخب ميشال عون رئيسا"، هكذا جزم الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله. لكنه ترك الكثير من الالتباسات. فهو ظهر وجود اختلاف جدي بينه وبين حلفائه وجمهور "التيار الوطني الحر".

لم يطلب تأجيل الجلسة، لكنه أوحى بأن ذلك ضروريا إذ تحدث عن "ضرورة توسيع دائرة التفاهمات"، وتحدث عن أيام أو أسابيع قبل انتخاب الرئيس. فكيف سيحول الأيام إلى أسابيع؟، وهل يصدق من توقعوا تطيير جلسة الـ 31 من تشرين الأول؟.

قال نصرالله الشيء ونقيضه. قال إنه وافق على ترؤس الرئيس سعد الحريري الحكومة المقبلة، ثم لوح بأنه قد يرفض فتطير الطبخة الرئاسية.

رد نصرالله على النائب سليمان فرنجية في حديثه عن كثرة الأخلاق، لكنه توجه إلى قواعد "التيار الوطني الحر"، مشيرا إلى فقدان الثقة بقرار الالتزام بانتخاب عون، لدرجة انه طلب بوجود مندوب عن عون مع نواب الحزب ليتأكدوا من ذلك بانفسهم.

سبعة أيام وينكشف المستور، سبعة أيام، وينكشف المستور، وعند الانتخاب، يصدق الحليف، أو يهان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بعلاء الموقف الهادي، ومن أسبوع قائد كان حاتم الصمت. وضع الأمين العام ل"حزب الله" خطة الأسبوع السياسية، ورسم معالم نهاية الشوط الرئاسية، معلنا التصويت لميشال عون على "سن ورمح"، وبالاقتراع المشهود غير السري إذا ما سمح نظام المجلس، حتى لا يتهم الحزب بتوزيع الأصوات.

خطاب تبديد الهواجس والشائعات جاء ليحدد وجهة "حزب الله" من الحلفاء تحديدا. حيث العلاقة مع حركة "أمل" عصية على الفتنة، والتواصل مع سليمان فرنجية قائم وسيتعزز، والحزب يقدر تعاطي فرنجية الشريف معه. أما ميشال عون فله الصوت، لكن مع تمريرة لقواعد التيار بألا يسمحوا لأحد أن يستغل أو يوظف أو يسيء إلى العلاقة بيننا وبينكم.

وعلى "جيرة الورد بينسقي العليق"، حيث الإشارة الأهم في التصويت لعون، كانت في فتح الأبواب الحكومية لسعد الحريري. وقد رأى السيد حسن نصرالله أن "حزب الله" إنما يقدم تضحية كبيرة جدا عندما يقول إنه لا يمانع تولي الحريري رئاسة الحكومة. وأكد أن خطاب الحريري خلال تبني الترشيح كان تصعيديا ضدنا، لكنا أخذنا منه الجانب الإيجابي، علما أنه كان بإمكاننا إن نستغل التصعيد ونرد عليه بلغة أقسى، "وما تصرفنا هيك".

تأشيرة الدخول إلى السرايا التي منحها نصرالله للحريري، تبدد كذلك كل التحليلات التي وضعت نقطة سوداء على اسم زعيم "المستقبل" من قبل سوريا. أما زعيم تيار "المردة" فلديه إقامة دائمة أو جنسية لدى السيد نصرالله، وقد بدا ذلك واضحا من خلال تثمين دوره منذ أول الترشيح إلى اليوم. ووسم هذا الدور بالشرف مع عدم الطلب إليه سحب الترشيح.

ولأن نقطة الفوضى والحرب الأهلية وخطر الثنائية بقيت عالقة في التداول. فقد تولى نصرالله تبديدها أيضا، جازما بأن ليس هناك أحد لا عند الحلفاء ولا الخصوم يفكر بعقلية العودة إلى الحرب الأهلية. لكنه أشار إلى بعض المعطيات التي أثارت قلقا في مكان ما ويجب معالجتها. وأكد أن لا توزيع أدوار بين الحزب والحركة، وعندما نذهب إلى الجلسة سنكون متفاهمين متفهمين، وخياراتنا لن تفسد في الود قضية.

وإذ كشف نصرالله عن جهد بدأه الحزب وسيواصله مع "أمل" و"التيار"، على خط الاستحقاق الرئاسي، فإن هذا الجهد محكوم بمفتاح ينزوي في "جيبة بري"، كما أعلن رئيس المجلس من جنيف حيث قال: "ليكن معلوما، لقد أكدت وأؤكد أنني لن أقاطع جلسة انتخاب الرئيس، ولم أقاطعها سابقا، وقد قلت للعماد عون إن تعطيل النصاب في جيبتي الكبيرة، لكنني لست أنا من يلجأ إلى تعطيل النصاب، لم أفعلها مرة ولن أفعلها". ما يؤشر إلى عملية تفاوض عن بعد، حيث إشارة "إفتح يا سمسم" لن تعطى إلا بضمانات على سلة تنتقل من الحوار إلى مرحلة ما بعد انتخاب الرئيس، وتشمل الحكومة ورئاسة مجلس النواب، وما لذ وطاب من مكاسب.

 

كاغ: لا فيتو إيرانياً أو سعودياً على أي مرشح لبنان لم يعد يشكل أولوية وإعلان بعبدا التزام

النهار/24 تشرين الأول/16/أكدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ أن "لا فيتو رئاسياً من ايران أو السعودية على أي مرشح لرئاسة الجمهورية في لبنان"، مشيرة الى أن موقف مجلس الأمن الدولي، كما الدول التي زارتها، "واحد، وهو أنّ على اللبنانيين اتخاذ القرار، ولكن التحالفات والتفاهمات بين القادة في لبنان وبعض الدول الخارجية تشجّع ربما على تسريع الأمور". واعتبرت في حديث اذاعة "صوت لبنان _ ضبيه " امس أنه "في خضم الأزمات والتغيرات السياسية في المنطقة والعالم فإن لبنان لم يعد يشكّل أولوية وبالتالي على القيادات أن تعمل على وضعه مرة جديدة على الخريطة بما خص حاجاته ".وشددت على أن "مجلس الأمن لا يفضّل شخصاً على آخر لرئاسة الجمهورية في لبنان ولا يعطي رأيه، بل ما يهمّه أن يصل الأفرقاء الى توافق يكون قابلاً للتطبيق لإعادة العمل في مؤسسات الدولة وإعادة تفعيل البرلمان". وأضافت أنه في حال انتخاب العماد ميشال عون رئيساً فإن الخطوة المقبلة يجب أن تكون اجراء انتخابات نيابية جديدة، لافتة إلى أن "المجتمع الدولي ينتظر التغيير الذي سيحصل بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية والانتقال الى مرحلة جديدة". وذكّرت بأن الأمين العام للأمم المتحدة ينوّه في كل تقاريره بإعلان بعبدا ويدعو الى ضرورة إبعاد لبنان من الصراع السوري وهو جزء من التزامات لبنان الدولية.وعما إذا كانت جلسة 31 تشرين الأول ستحمل رئيساً جديداً للبنان قالت كاغ "إن أحداً لا يستطيع أن يتكهن لأن المسألة معقدة قليلاً" لافتة الى أن الحلول التوافقية هي الأفضل اليوم. ورداً على سؤال، أكدت أهمية زيادة الدعم للجيش اللبناني الذي يقوم بعمل ضخم ويواجه تحديات كثيرة، داعية الى حماية الحدود من خطر التسلل مع تنامي حركة المسلحين والتهديد الارهابي والتفجيرات والانتحاريين، باعتبار أن ما يفعله الجيش اللبناني لا يحمي لبنان حصراً بل أوروبا أيضاً، مشيرة الى أهمية حماية الاستقرار في لبنان وصونه.

 

شمعون في ذكرى أخيه داني: يحاولون ان يفرضوا علينا مرشحا فاشلا

الأحد 23 تشرين الأول 2016 /وطنية - أحيا حزب الوطنيين الأحرار، الذكرى السنوية لاستشهاد رئيسه داني شمعون وعائلته، في قداس الهي ترأسه الأب شربل شاهين، في حضور الأب الدكتور يوسف مونس في دير مار أنطونيوس الكبير في السوديكو. وحضر القداس الى رئيس الحزب النائب دوري شمعون والسيدة ترايسي داني شمعون وأفراد عائلتي شمعون وعبد النور، الوزير بطرس حرب، الوزير السابق ناجي البستاني، السيدة صولانج الجميل، الامين العام لحزب الوطنيين الاحرار الياس ابو عاصي وحشد من الشخصيات السياسية، الحزبية، الفاعليات، المحازبين والأصدقاء. والقى الاب شربل شاهين عظة شدد فيها على معاني الشهادة وعلى "ان شهداءنا حاضرون دائما في صلاتنا وافكارنا وذاكرتنا". وقال: "ان الشهداء رحلوا ولن يغيبوا"، مشددا على "ان ليس كل رحيل غياب"، وختم عظته قائلا: "كأن بالشهيد داني شمعون يقول لنا اليوم: ايها اللبنانيون لبنان عائلتي، فلا تفقدوا غيرتكم على بلدكم ولا تستسلموا ولو كلفكم حياتكم لأن الوطن ليس فقط ترابا او حقبة سفر، الوطن تاريخ كتب بالدم وحفر على الصخر ليبقى مدرسة للأجيال. ايها اللبنانيون الله خلقنا احرارا في كل مكان وكالنسور في السماء فلا يستعبدكم الشر. اغلبوا الشر بالخير والوحدة والايمان العنيد". ختاما، كانت كلمة لشمعون قال فيها: "بعد سنتين واكثر على عرقلة انتخاب رئيس الجمهورية، يحاول البعض ان يفرض علينا رئيسا فاشلا عسكريا وسياسيا وحتى صحيا"، سائلا: "هل نحن عاجزون فعلا عن ايجاد الشخص المناسب لملأ هذا المركز الاول في الجمهورية حتى نلجأ الى خيار كهذا؟" ورأى "ان قسما كبيرا من النواب لن يصوت مع هذا الخيار لأنهم منزعجون كما نحن مما يحصل في هذا البلد". وأضاف: "تحملنا الكثير ونحن مستعدون لان نتحمل أكثر لأننا نؤمن بلبنان كما رآه كميل شمعون وبيار الجميل وغيرهما من الكبار الذين أعطوا الكثير في هذا الوطن"، وأضاف: "لن نقبل بهذا الخيار الذي يحاول البعض فرضه علينا لكن اعتراضنا سيكون بالطرق الديموقراطية اذ اننا لن ننزلق الى أعمال شغب، وفي الوقت نفسه سنثبت ان أحدا لا يستطيع ان يفرض علينا هكذا خيار"، متوجها الى جميع النواب داعيا اياهم الى "التفكير مليا الى اية نتيجة يمكن ان يوصلنا هكذا خيار"، خاتما كلامه متوجها بالشكر الى الحضور الذين "جاؤوا للصلاة معنا على انفس الشهداء داني شمعون وعائلته" مؤكدا السير على خطاهم مهما كبرت التضحيات".

 

ريفي محذرا المشنوق ونهرا: حقنا في التعبير دستوري ومقدس وسنمارسه بكل حرية

الأحد 23 تشرين الأول 2016 /وطنية - استقبل وزير العدل المستقيل اللواء اشرف ريفي في مكتبه في طرابلس، وفودا من رؤساء اللجان الشبابية في عكار جاءوا داعمين موقفه الرافض لانتخاب النائب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية. وألقى الشيخ عبدالرزاق الكيلاني كلمة باسم اهالي عكار قال فيها: "الغيض هو الآن اما الفيض فهو في الانتخابات النيابية المقبلة، وقد جئنا الى الوزير اشرف ريفي لتكون يدنا ممدودة ليده في وجه القهر والظلم، فنحن لا نريد زعيما قراره من رأسه، بل نريد زعيما لا يخاف، نحن ابناء عكار بكل طوائفها ندعو الى العيش المشترك والكرامة والاباء، نعيش بكرامتنا وعزتنا وعنفواننا ما بقينا أحياء". وختم :"لواؤنا لواء الحق، نحن لا نمجد لكننا نقول الحقيقة، انك رجل نتوق الى أمثالك في زمننا، سبق وسلمنا غيرك الامانة ولكنها ضاعت، واليوم ببقائك انت على الحق ونطقك بالحق سنكون منتصرين باذن الله". بدوره قال ريفي: "لا يمكن ان نفصل طرابلس عن المنية والضنية وعكار، ونحن نعتبر ان كل واحد منا يمثل الآخر، فالطرابلسي يمثل العكاري والعكس ولا يمكن لأحد ان يفرقنا. نحن نشكل خط دفاع أساسيا عن لبنانية لبنان وعن عروبة لبنان، ونؤمن بالعيش المشترك ونعيش مسيحيين ومسلمين سنة وشيعة ودروزا وعلويين كلنا لبنانيين نسعى للعيش معا. عيشنا المشترك يبنى على السيادة والحرية والاستقلال ولا يبنى على التبعية لاحد، لا يمكن للمشروع الايراني الذي يرسل السلاح غير الشرعي ل "حزب الله" ان يفرض علي الخضوع له، فانا لا اخضع الا لله سبحانه وتعالى فقط لا غير".

أضاف: "نحن في هذا الوطن نعتز بانتمائنا اللبناني، فطرابلس اليوم هي طرابلس لبنان وستبقى العاصمة الثانية لهذا البلد وعاصمة الشمال في ظهيرها اهل المنية والضنية واهل عكار الابطال الاشداء الذين يفدون المؤسسة العسكرية والامنية بخيرة شبابهم ورجالهم وسيداتهم".

وتابع: "ليس من الطبيعي ان يكون مرشحي أحد مرشحي 8 آذار، فنحن نعتبر الفريق الآخر قد ضل الطريق وانحرف باتجاه النظام السوري الذي ندينه لانه يقتل اهلنا في سوريا، ونعتبر ان "حزب الله" اداة لايران ولا يمكن ان يسيطر على لبنان نهائيا، قد يهيمن لفترة زمنية محدودة وقد يضع يده على بعض المفاصل اللبنانية ولكن لا يمكن الا ان نكون لبنانيين وعربا، سبق وعبرنا عن صوتكم برفض المرشح الاول ل 8 آذر الوزير سليمان فرنجية واليوم بالصوت عينه نقول لا لميشال عون مهما كلف الأمر. حاولوا ان يهولوا علينا ببعض الاجراءات مثل ازالة اللافتات التي كانت تعبر عن موقف سياسي حضاري فقط لا غير. لم يستطيعوا ان يتحملوا اللافتات فأزالوها، ولكننا بدل اللافتة وضعنا عشرة وقلنا لوزير الداخلية وللمحافظ هذه طرابلس، هذه المنية والضنية وعكار، عدوا للعشرة وانتظروا. حقنا في التعبير هو حق مقدس ودستوري ولا يمكن لاحد ان يكم افواهنا، قبلهم كانت هناك مدرسة تعلموا على ايديها هي مدرسة النظام السوري ولن تخضع طرابلس وعكار لسوريا وللنظام السوري". وقال: "اليوم سنعبر عما نريد ولن يستطيع احد ان يكم افواهنا. المحافظ ووزير الداخلية مخطئان، ان كان المحافظ ينتمي لخط سياسي معين نحن قبلنا به ليكون بمكانه كمحافظ للدولة اللبنانية لا محافظ ل"التيار الوطني الحر"، هذه طرابلس لا هو ولا غيره يمكن ان يضع يده عليها ابدا". وختم ريفي: "أوجه تحذيرا لوزير الداخلية ولمحافظ الشمال، حقنا في التعبير حق دستوري وقانوني ومقدس وسنمارسه بكل حرية ولا يمكن منعنا من ان نعبر عن رأينا ابدا. نحن نرى بميشال عون امتدادا للمشروع الايراني مثل ما رأينا بسليمان فرنجية امتدادا للمشروع السوري. رفضنا الاول ونرفض الثاني وسنعبر عن رأينا شاء من شاء وأبى من أبى".

 

ريفي التقى وفدا من الوطنيين الأحرار: نعم نحن نعتبر ميشال عون نموذجا للوصاية الايرانية ولن نقبل به مهما كلف الأمر

الأحد 23 تشرين الأول 2016 /وطنية - استقبل وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي، في مكتبه في طرابلس، وفدا مركزيا من "حزب الوطنيين الأحرار" برئاسة رئيس منظمة الطلاب في الحزب سيمون درغام، يرافقه عدد من طلاب مكتب طرابلس، نقل له تحيات رئيس الحزب النائب دوري شمعون الذي اتصل خلال اللقاء بريفي، مثنيا على "مواقفه الوطنية والشجاعة". وقال ريفي لأعضاء الوفد: "أهلا وسهلا بكم في طرابلس. أنتم حزب وطنيين وحزب أحرار فهل تجتمع الوطنية مع الأحرار؟، نعم تجتمع في حزب كميل شمعون والذي يمثله اليوم الرئيس دوري شمعون صديقنا وحبيبنا ورفيق الدرب. نؤكد اليوم ان طرابلس فخورة بوجودكم، وزيارتكم لنا لها معنى كبير، وسنقول نحن واياكم سياديون وسنبقى نناضل مهما كلف الأمر، ولا يمكن لأحد ان يهول علينا، هذا البلد إما ان يكون سياديا وحرا ومستقلا، أو ان تتغير طبيعة لبنان وهذا الامر لن نسمح به. ونحن نؤكد على عيشنا المشترك الاسلامي- المسيحي، ونؤكد أيضا على عيشنا معا كسنة وشيعة ودروز وعلويين". أضاف: "لا يعتقدن أحد اننا يمكن ان نحول لبنان إلى أجزاء ومناطق، فإما ان يبقى وطن الرسالة التي تقتضي الحرية والسيادة والاستقلال، أو ان يزول. نحن وحزب الوطنيين الأحرار شركاء بالدرب منذ 2005 وحتى الآن مستمرون، وسنتخلى عن كل شيء من اجل كرامتنا وقناعاتنا. البلد لا يزدهر إلا بالاستقلال والسيادة والحرية، وسنبقى مناضلين شرفاء ضمن القانون، وسنكون سوية مقاومة سلمية وحضارية لمنع وصول أي انسان يمثل الخط السوري أو خط "حزب الله"، ونحن نعلم حجم المخاطر إن سلمنا رئاسة الجمهورية لأي شخص يرتبط بمشروع "حزب الله" الذي لا يؤمن بالكيان اللبناني، وهو أداة ايرانية وستتحول الجمهورية اللبنانية الى اداة بيد المشروع الايراني". وتابع: "سنقاتل سلميا وحضاريا. وسنكون واضحين كما كنا في السابق. واليوم كل الوفود الشعبية التي أتت من المناطق اللبنانية كافة، أكدت دعم مواقفنا، لذا نحن من هذا الشعب، ولن نرضخ ولن نستسلم ولن نتهاون أبدا. نحن وحزب الوطنيين الأحرار يدا بيد، وسنكون إلى جانب كل السياديين في هذا الوطن. وندعو كل رفقائنا الذين ضلوا الطريق في المرحلة الأخيرة للعودة إلى الثوابت والقضية الأساسية. يدنا مدودة ونحن نعلم ان تجمعنا اليوم هو فعل قوة، ونحن لا نجتمع على الانحراف وعلى الخطأ، بل نجتمع من أجل القضية الوطنية".

وأردف: "لم نقبل في السابق بمرشح يمثل بشار الأسد، واليوم أيضا لن نقبل بمرشح مرتبط بشكل مباشر ب"حزب الله"، وهذا الأمر يعتبر جريمة كبرى، وسنقاوم لهذا الموضوع سلميا وحضاريا". وقال: "فوجئنا بالأمس بالنموذج الذي يمكن أن يقدموه لنا، حيث قام محافظ الشمال بأوامر من وزير الداخلية بازالة اليافطات التي تعبر عن رأينا السياسي فقط، وهي لا تتعرض لأحد أبدا، نعم نحن نعتبر ميشال عون نموذجا للوصاية الايرانية ولن نقبل به مهما كلف الأمر. وأوجه بالمناسبة كلمة لأؤكد لمحافظ شمال لبنان وأقول: إن كنت تؤيد التيار الوطني الحر فهذا حقك وحرياتك، ولكن ليس من حقك ان تمارس قناعتك من خلال وظيفتك في الدولة اللبنانية، واؤكد لك اننا لن نسمح لك أو لسواك ان يمنعنا من التعبير عن رأينا، وسنخوض معركة الحرية ودعم التعبير عن الرأي الذي يكفله الدستور. وأنصحك مع وزير الداخلية بعدم تكرار ما فعلته. والمضحك ان ما قام به المحافظ نهرا اعتقد انه يخوض حرب العلمين ونزل ميدانيا وأزال بعض اليافطات التي تتضمن رأينا السياسي فقط، ونحن نقول لك سنعلق بدل اليافطة عشرة في منازلنا وعلى الطرقات، وأدعو كل الطرابلسيين إلى تعليق اليافطات الرافضة للمشروع الايراني على شرفات منازلهم، فكل طرابلسي يؤمن بالحرية والاستقلال سيعلق يافطة من يافطاتنا على شرفة منزله، وان كان المحافظ نهرا رجلا فليزيلها".وختم: "هذا النموذج رأيناه مع النظام السوري وصمدت طرابلس حينها، وانتفضت وبقيت على رأيها السياسي، واليوم سنبقى على رأينا ولن يستطيع أحد ان يبدله، وسنقف إلى جانب كل الرفاق وإلى جانب كل الأوفياء في معركة السيادة والحرية والاستقلال".

درغام

وكان درغام قد ألقى كلمة قال فيها لريفي: "جئنا اليوم إلى طرابلس لننقل لك تحيات الرئيس دوري شمعون، ولنقف إلى جانبك وندعمك في مواقفك الوطنية. ولنكن واضحين نحن من الاحزاب التي قدمت تضحيات كثيرة في سبيل الدفاع عن حرية وسيادة واستقلال لبنان، واليوم نحن مستعدون للتضحية أيضا لنحافظ على هذا الارث الذي ورثناه ممن سبقنا، وفي مقدمتهم الرئيس كميل شمعون والرئيس عبد الحميد كرامي، ونقول لهما من طرابلس اننا أوفياء لنهجهما". أضاف: "الاجماع اللبناني يكون حول دعم المؤسسات وليس حول هدم المؤسسات، وهدم المؤسسات هو مشروع "حزب الله". الاجماع اللبناني يكون حول دعم المؤسسات الأمنية والجيش اللبناني وليس تفعيل السلاح غير الشرعي الذي يملكه "حزب الله"، ونحن بدورنا نرفض هذا الامر رفضا باتا. والاجماع اللبناني يكون حول المبادىء والحرية والسيادة والاستقلال، وليس الارتهان إلى الخارج، ودور "حزب الله" هو الارتهان إلى المشروع الايراني وهذا الأمر سنرفضه أيضا".

وتابع: "نحن كحزب وطنيين أحرار لن نساوم على البلد. وإذا خيرنا بين السلطة والكرامة، سنختار بالتأكيد الكرامة والحرية والسيادة والاستقلال حفاظا على لبنان. وليس غريبا علينا ان نتخذ هكذا قرارات، فهذه مسيرتنا وقناعتنا، ولن نتراجع أبدا. وقد قدمنا الشهداء في سبيل الوطن، وعلى رأسهم الرئيس رفيق الحريري وداني شمعون ووسام الحسن، وسنستمر ولن نتراجع". وختم: "نحن كشباب موجودين هنا، لن نرحل من البلد وسنعيش فيه ونحافظ عليه ونضحي من أجله لكي يبقى شامخا كالأرز. وسنعبر عن رأينا في تحركاتنا السلمية والديمقراطية، لأن هذا النموذج الذي نؤمن به ونريده وسندافع عنه، ونرفض أي نموذج يشبه 7 أيار و"حزب الله". وسنضحي لكي يبقى لبنان لأبنائه لا ان يكون مرتهنا لقرارات خارجية. ونحن اليوم موجودون في طرابلس لنقول لك يا معالي الوزير ريفي إنه لدينا قناعة بهذه الأمور، وفي سنة 2004 وقفنا ضد التمديد للرئيس اميل لحود وأطلقنا في تلك الفترة لائحة العار، ونحن اليوم بصدد اطلاق لائحة السياديين الأحرار التي ستشكل نموذجا حقيقيا عن اندفاعنا وحماسنا من أجل بناء دولة ديمقراطية، دولة فيها تعايش وطني صحيح، ودولة التلاقي لكل الطوائف والمذهب، لا دولة مرهونة لأوامر خارجية. وكلمة أخيرة يا معالي الوزير: شكرا لك، ونثني على مواقفك، ونحن إلى جانبك ومعك للمحافظة على وطن الحرية والسيادة والاستقلال".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نصرالله يفتح الطريق لعون والحريري معا

العرب/24 تشرين الأول/16/بيروت - فتح أمين عام حزب الله حسن نصرالله الطريق لزعيم التيار الوطني الحر ميشال عون لتولي الرئاسة اللبنانية، في اتفاق يقضي بإسناد رئاسة الحكومة إلى زعيم تيار المستقبل سعد الحريري. وأكد نصرالله أن نواب كتلته البرلمانية سيصوتون لصالح الاتفاق الذي جرى بين عون والحريري في جلسة من المقرر أن تعقد آخر الشهر الجاري. وقال نصرالله في احتفال بمناسبة ذكرى مرور أسبوع على مقتل أحد القادة العسكريين لحزب الله في حلب بشمال سوريا “عندما تعقد الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس، كتلة الوفاء للمقاومة ستحضر هذه الجلسة إن شاء الله بكامل أعضائها وستنتخب العماد ميشال عون رئيس تكتل التغير والإصلاح رئيسا للجمهورية”. لكنه اعتبر أيضا أن القبول برئاسة الحريري للحكومة اللبنانية “تضحية” من قبل قوى “الشيعية السياسية” التي يتزعمها، وغطائها المسيحي المتمثل في التيار الوطني الحر. ويعكس خطاب نصرالله تغيرا حادا في موازين القوى في لبنان، إذ يقول الكثيرون إن الحريري لم يجد مفرا من القبول بعون رئيسا لإنهاء الأزمة، بينما يرى حزب الله أن القبول بالحريري نفسه تنازل يمكن تمريره على مضض. وبقبول حزب الله التوافق بين الجانبين، يكون قد وضع حدا لسنوات من الفراغ الرئاسي الذي كان نتيجة لصراع على النفوذ بين قوى 14 آذار بزعامة تيار المستقبل، و8 آذار بزعامة حزب الله وحلفائهما. ورغم إقراره الاتفاق، مازال حزب الله في مأزق اهتزاز التحالف مع حركة أمل الشيعية، بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري. ورفض بري الاتفاق على تولي عون الرئاسة، وتولي الحريري رئاسة الحكومة. وقال بري الأسبوع الماضي إن كتلته البرلمانية “ستصوت ضد الاتفاق”. وتقول مصادر في لبنان إن حزب الله كثف مؤخرا التواصل مع بري، في محاولة لإثنائه عن تشدده في القبول بالاتفاق، الذي يقول بري إنه جرى من دون أي تنسيق معه. وينظر بري إلى حركة أمل باعتبارها أحد الأعمدة الرئيسية لاتفاق “الطائف”، المحدد الرئيسي لأبعاد الساحة السياسية اللبنانية. ويضع رفض بري نصرالله في مأزق إنهاء الفراغ الرئاسي أو الحفاظ على تماسك الطائفة الشيعية، الذي يقوم بشكل كبير على التحالف “الوجودي” بين حزب الله وحركة أمل.

 

عون إلى بعبدا: 75 صوتاً على الأقل؟

منير الربيع /المدن/الإثنين 24/10/2016

حسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأمر. قال بالفم الملآن: في الجلسة المقبلة سنشارك وننتخب الجنرال ميشال عون رئيساً. لم يخلُ كلام نصرالله من الرسائل التي وجهها إلى الحلفاء قبل الخصوم. أبدى حرصه على التحالف الاستراتيجي مع حركة أمل والرئيس نبيه بري، وعلى العلاقة مع كل من النائبين ميشال عون وسليمان فرنجية. في معرض موقفه اعتبر نصرالله أنه منذ اليوم الأول أراد انتخاب عون رئيساً وهو عطّل النصاب إلى أن تتوافر الظروف الملائمة لذلك. وبالتالي، فإن مؤشر مشاركة كتلة الوفاء للمقاومة في الجلسة هو انتخاب الرئيس، ولكنه لن يضغط على حلفائه بل سيتحاور معهم لأجل إنجاز الإتفاق.

وتفيد مصادر متابعة لـ"المدن" أن نصر الله أعطى أقوى إشارتين في الملف اللبناني، أولهما أن الحزب سيبقى في سوريا إلى ما بعد النصر، وهذه رداً على كل تحركات الرئيس سعد الحريري التي سبقت تبنيهّ ترشيح عون. وتعتبر المصادر أنه حين كان الحريري يحاول إقناع السعودية بخطوته، فهو بناها على أن الحزب منشغل في سوريا، ولا يريد انتخاب الرئيس. وبالتالي، هدفه الفراغ، وفي حال تم انتخاب الرئيس فإن هذا الأمر سيزعج الحزب. وهنا، أكد نصرالله أن الحزب كان يريد إنجاز الاستحقاق منذ اليوم الأول. أما الإشارة الثانية، فهي عن حقيقة موقفه من عون، والتزامه به حتى النهاية. وإذ جزم بأن الحزب سيشارك في جلسة الانتخاب ومستعد لإظهار أوراق أعضاء الكتلة لتأكيد أن الحزب صادق في موقفه، رداً بشكل مبطن على التيار الوطني الحر الذي كان يشكك في ذلك. وتفسّر المصادر ذلك بأنه رد على نجاح من أراد العمل على هز الثقة بين الحزب والتيار. ومن خلال ذلك وجه نصرالله رسالة إلى عون. فهو بعدما استئذن عون والوزير جبران باسيل، توجه إلى جمهور التيار مطالباً إياه بعدم الإنجرار وراء الشائعات، بأن الحزب لا يريد انتخاب عون. وهو بذلك أراد الردّ على عون وباسيل بشكل مباشر اللذين اهتزت لديهما هذه الثقة. وكذلك وجه رسالة إلى فرنجية حول موضوع "كثرة الأخلاق"، إذ اعتبر أن هذه تبني البلد ولا تخربه.

وتكشف المصادر أن تواصلاً مباشراً بين نصرالله والرئيس نبيه بري قد جرى في اليومين الماضيين، وقد جرى البحث في الملف الرئاسي. وتشير المصادر إلى أن انتخاب عون سيحصل في 31 تشرين الأول، إلا إذا حصل اتفاق بين الحريري وعون على التأجيل حتى التفاهم مع برّي.

وفيما سيكثف الحزب الاتصالات من أجل تذليل العقبات بين بري وعون، يُرجّح أن يشارك الجميع في الجلسة. وتؤكد المصادر أنه حتى لو بقي برّي على موقفه وصوّت ضد عون، فإن الحزب سيعمل على إصلاح العلاقة بين حليفيه بعد عملية الانتخاب، عبر مشاورة بري بكل تفاصيل المرحلة المقبلة على صعيد تشكيل الحكومة، ولاسيما أن الإتفاقات بين عون والحريري هي إتفاقات عامة.

ووفق المصادر، فإن المشكلة بين برّي والحريري كبيرة جداً، وهي تتخطى الإشكالية بين برّي وعون، خصوصاً أن الحريري كان قد تعهد بأن يعود إلى رئيس المجلس فور حصول أي جديد، لكنه لم يفعل ذلك. ما اعتبره بري طعنة في الظهر. وتنظر الرابية بارتياح إلى موقف نصرالله والتطورات الحاصلة، حتى أن عون يجزم بأنه سيُنتخب في 31 تشرين الأول. ولدى سؤاله من أحد المقربين منه عن الأرقام يجيب رئيس تكتل التغيير والإصلاح بأن: "لا داعي للقلق، والقصة خالصة". في المقابل، ثمة من يعتبر أن النائب سليمان فرنجية قد ينسحب لاعتبارات عديدة، أولها الحفاظ على عمق العلاقة مع حزب الله، والحفاظ على حظوظه الرئاسية مستقبلاً، ولاسيما إذا ما استشعر بأن عون قد يحصل على أكثر من 75 صوتاً ونسبة الأوراق البيضاء. وكي لا يحصل على نحو عشرين صوتاً، إذ سيفقده ذلك بعضاً من صورته مرشّحاً ثابتاً للرئاسة. أما على ضفة تيار المستقبل، فمازال النواب منقسمين بين مؤيد للتسوية التي بادر إليها الحريري ومعارض لها. ويسعى الفريق الثاني بقيادة الرئيس فؤاد السنيورة لتشكيل أكبر كتلة ممكنة من المستقبليين والمستقلين لأجل تعطيل وصول عون إلى بعبدا. وفي هذا السياق، تشير شخصية مستقبلية مؤيدة للتسوية إلى أن الرئيس سينتخب في الجلسة المقبلة، ولا داعي للتشكيك، ولم يكن الحريري ليقدم على هذه الخطوة لو لم يحصل على موافقة إقليمية ودولية. وتلفت الشخصية المستقبلية إلى أن ما حصل ناتج من شبه توافق أو غض طرف إيراني سعودي روسي أميركي. أما المعارضون لعون فيعتبرون أن الوقت المتاح هو للم الشمل والسعي إلى إفقاد عون الأكثرية التي يريدها لنجاحه. ويركز هؤلاء على عدم ضغط حزب الله على حلفاء عون لانتخابه. وهذا تراه المصادر المعارضة بأنه قد يفسح المجال أمام قطع الطريق على عون، أو على الأقل تأجيل ترئيسه.

 

الراعي اختتم زيارته لايطاليا وعاد إلى بيروت

الأحد 23 تشرين الأول 2016 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في المطار درويش عمار، أن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وصل إلى بيروت آتيا من روما، بعد زيارة استمرت 3 ايام، حضر خلالها مؤتمر في البندقية الايطالية، حول السلام في اوروبا، بدعوة من البرلمان الأوروبي ودول الجوار، وكانت له زيارة رعوية لابناء الطائفة المارونية في البندقية. ولم يدل لدى وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، بأي تصريح. تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

 

ايلي عون: لا تصلب في موقف جنبلاط لجهة انتخاب عون والخيارات مفتوحة

الأحد 23 تشرين الأول 2016/وطنية - اوضح عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب ايلي عون، "ان اللقاء الديموقراطي بحث في اجتماعه الأخير، الذي ترأسه النائب وليد جنبلاط، تراجع الاهتمام الدولي والاقليمي بالشأن اللبناني، ولا سيما بالاستحقاق الرئاسي". ورأى في حديث ل "لبنان الحر" أنه "من غير اللائق أن يأخذ اللقاء الديموقراطي قرارا مهما بموضوع الرئاسة والرئيس نبيه بري خارج لبنان". وأكد أن لا "تصلب في موقف النائب وليد جنبلاط ولا في موقف اللقاء الديموقراطي لجهة انتخاب العماد ميشال عون"، وأكد أن "كل الخيارات مفتوحة". وتوقع "أن يكون القرار وطنيا، يأخذ في الاعتبار إنهاء حال الشغور".

 

أنطوان حداد: مرحلة ما بعد انتخاب عون ملأى بالمطبات والمخاطر

الأحد 23 تشرين الأول 2016 /وطنية - رأى نائب رئيس حركة "التجدد الديموقراطي" الدكتور أنطوان حداد أن "احتمال انتخاب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية يثير شعورا مختلطا من الارتياح والقلق، الارتياح لقرب ملء الفراغ في رأس الدولة وما يعنيه ذلك على صعيد تفعيل المؤسسات، والقلق بسبب المسار غير الديموقراطي وغير الدستوري الذي سلكه هذا الترشيح وبسبب المخاطر وعلامات الاستفهام التي ترتسم حول مرحلة ما بعد الانتخاب والمطبات التي تنتظرها". واوضح حداد في تصريح، ان "تبني ترشيح العماد عون، رغم الحيثية الذاتية التي يتمتع بها، ما كان ليبلغ هذا المستوى من الاتساع، لولا الدعم غير المحدود من حزب الله، الذي جير له فائض القوة الذي يمتلكه وأوصد الابواب امام أي ترشيح آخر وفرضه مرشحا وحيدا، ما أضطر حتى الخصوم التقليديين للعماد عون الى تبني ترشيحه. هذا الجانب القسري والاكراهي في العملية، اذا صح التعبير، لا يوحي بالثقة بالنسبة الى العديد من اللبنانيين الذين يتطلعون الى الحد الادنى من الديموقراطية واحترام التعددية في أي عملية انتخابية". اضاف: "ان التخوف الاساسي في المرحلة المقبلة يكمن في احتمال استبدال الفراغ الرئاسي بفراغ حكومي لا يقل خطورة، ومن دواعي هذا التخوف استمرار الانقسام حول العناوين الكبرى المتعلقة ببناء الدولة والمطابق للانقسام الاقليمي الحاد والمتفاقم بين السعودية وايران، وغياب الضمانات الخارجية، وهشاشة الضمانات والتفاهمات المحلية، وعلامات الاستفهام المحقة التي تثار حول استمرار اطراف وازنة في 8 آذار بمعارضة ترشيح العماد عون". وأشار الى انه "بعد انتخاب رئيس الجمهورية، اذا حصل هذا الامر في الجلسة المقبلة، ستبرز "مطبات" اجرائية عدة مثل تكليف رئيس الحكومة، ثم تأليف الحكومة وصياغة البيان الوزاري، خصوصا توزيع الوزارات حيث بدأت تتعالى منذ الآن الاصوات التي تضع فيتو على تسلم هذا الحزب او ذاك هذه او تلك من الحقائب السيادية". وأكد حداد انه "حتى لو سارت الامور الاجرائية على ما يرام، فان التحدي السياسي الابرز امام السلطة الجديدة هو تجسيد المبادىء التي قال الرئيس سعد الحريري انه تفاهم عليها مع العماد عون، وفي مقدمها تحييد لبنان عن الحرب السورية".أضاف: "انا شخصيا لا ارى امكانية لذلك من دون العودة عمليا الى اعلان بعبدا، واتساءل ان كان حزب الله أصبح جاهزا لذلك. ثم هناك معالجة الوضع الاقتصادي المتدهور حيث ان اي انعاش فعلي وسريع للاقتصاد وتفادي وقوع كارثة اقتصادية يتطلبان تحسنا جوهريا في العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وهذا الامر على درجة كبيرة من الصعوبة في المدى المنظور في ظل استمرار حزب الله في استخدام لبنان منصة سياسية لاستهداف السعودية".

 

التجديد لسلامة.. ضرورة

البروفيسور جاسم عجاقة/المدن/الإثنين 24/10/2016

تنتهي في أيار ٢٠١٧ ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وإذا كانت خيارات الحكومة تراوح بين التعيين والتجديد، فإن هذا الأخير يظهر كخيار إلزامي نظراً لأهمية الثبات النقدي في هذه المرحلة وارتباط إسم رياض سلامة بهذا الثبات. تنقسم السياسة الإقتصادية إلى نوعين: السياسة المالية التي هي من مهمات الحكومة وتطال الشق الإقتصادي والضريبي، والسياسة النقدية التي هي من مهمات المصرف المركزي وتطال الثبات النقدي ومحاربة التضخم. والسياسة النقدية بمفهومها الحر تنص على استقلاليتها الكاملة عن السلطة السياسية، حتى لو كانت هي من تُعيّن حاكم المصرف المركزي. وهذه السلطة لا تستطيع إملاء قرارات على المصرف المركزي سواء كانت هذه القرارات صائبة أو تخدم الفريق الحاكم. وفي نطاق الأنظمة الإقتصادية الحرّة، هناك خصائص أخرى تسّمح بتقييم أداء السياسة النقدية. ومن بين هذه الخصائص.. الصدقية. هذه الأخيرة تُعرّف في عالم المال على أساس أنها سلوك يتبعه الحاكم المركزي وتنص على أن يقول ما سيفعله، تنفيذ ما صرّح عنه، والتذكير بما قال وما فعل. من هنا، تأتي أهمية التصاريح لحكّام المصارف المركزية في العالم خصوصاً الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا. استطاع رياض سلامة أن يُطبق استقلالية في سياسة مصرف لبنان النقدية. وهذا الأمر نابع من الصلاحيات الواسعة التي يتمتّع بها طبقاً للقانون. واستطاع إعفاء المؤسسة من التدعيات المذهبية والحزبية. أما على صعيد الصدقية، فقد أثبت سلامة أنه يتمتّع بصدقية عالية على الصعيدين الداخلي والعالمي. هذه الصدقية دفعت بمجلة "غلوبال فايننس" إلى وضع إسمه في لائحة أفضل عشرة حكام مصارف مركزية في نحو ٧٥ دولة. وقامت "غلوبال فايننس" بتصنيفه على أساس معايير أساسية في الإقتصاد وفي القطاع المالي وخصوصاً: السيطرة على التضخم، أهداف النمو الاقتصادي، الثبات النقدي، إدارة سعر الفائدة، استقلالية المصرف، الاستقلالية الإقتصادية. لعب رياض سلامة دوراً أساسياً ومحورياً في تحديد السياسية النقدية. وبالتالي، السيطرة على التضخم، وفي الحياة الإقتصادية من خلال اللعب على أسعار الفائدة. ما يعني دعم النمو الاقتصادي وبعض القطاعات الإقتصادية من خلال حوافز مالية.

لكن الأهم في أداء سلامة يبقى سياسة الثبات النقدي. وإذا كان العديد من الطامحين لمنصب حاكمية مصرف لبنان يُهاجمون سلامة على كلفة الثبات النقدي، إلا أن معرفة أن الأبحاث العلمية أثبتت أن كلفة الثبات النقدي في دول يشوبها عدم استقرار سياسي وأمني، تبقى أقل كلفة على الإقتصاد من الخسائر الناتجة من تأرجح سعر صرف العملة. هذا الأمر مثبّت وعلمي وقام به باحثون أرادوا تحديد العوامل التي تؤثّر على ثبات العملة في ظل سعر صرف ثابت مقابل عملة أو سلّة عملات أجنبية. ومن يتذكّر العام ١٩٨٣، يتذكّر كيف أن الليرة اللبنانية إنهارت أمام الدولار الأميركي ووصلت إلى مستويات تاريخية أفقرت معها قسماً كبيراً من الطبقة المتوسطة وزادت من إفقار الطبقة الفقيرة بحكم أن قسماً كبيراً من هاتين الطبقتين هو موظفون ويقبضون أجورهم بالليرة اللبنانية. من هنا، أتت سياسة الثبات النقدي الذي مارسه سلامة ليسمح لليرة خلال الأعوام الثلاثة والعشرين الماضية من الصمود في وجه الأزمات السياسية والأمنية التي عصفت في لبنان من عناقيد الغضب إلى الشغور الرئاسي اليوم مروراً باغتيال الرئيس رفيق الحريري وعدوان تمّوز ٢٠٠٦ وأحداث ٧ أيار والأزمة السورية. وما زاد من فعالية سياسة الثبات النقدّي، هو شخص سلامة الذي استحصل على اعتراف أكبر دول العالم. فقد قالت عنه الإدارة الأميركية من أفضل حكّام العالم. وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن ميزان المدفوعات في شهر آب 2016 سجّل فائضاً بقيمة ١.٧٨٧ مليار د.أ، أي على مدار السنة فائضاً في أواخر هذا العام بقيمة ٣٠٠ مليون د.أ. ويعود الفضل في تحسّن ميزان المدفوعات إلى الهندسة المالية التي قام بها مصرف لبنان والتي سمحت بإدخال أموال كبيرة في وقت تتراجع فيه تدفقات الأموال في المنطقة ككل. هذه الهندسة سمحت بدعم سعر صرف الليرة والحفاظ على الثبات النقدي. وهذا يُثبت أنه مهما كانت تطورات الوضع السياسي، المالي، والإقتصادي في لبنان هناك ثابت واحد هو أن مصرف لبنان يُسيّطر على سعر صرف الليرة وأن الثبات النقدّي لا يتأثر بالعوامل الخارجية، كما لو أن مصرف لبنان استطاع بفضلّ هندساته المالية أن يعزل مسار الليرة عن العوامل الأخرى. في ظل هذه الظروف، نرى أن التجديد لحاكم مصرف لبنان ضرورة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

قطر: وفاة الأمير الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني

المستقبل/24 تشرين الأول/16/نعى الديوان القطري الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني في بيان جاء فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الي ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي» صدق الله العظيم. بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ينعى الديوان الاميري فقيد الوطن المغفور له بإذن الله صاحب السمو الامير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الذي وافته المنية مساء الاحد الموافق ٢٣ تشرين الأول ٢٠١٦ عن عمر يناهز ٨٤ عاماً». وختم البيان قائلاً: «تغمد الله الفقيد الكبير بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والأبرار وجزاه خير الجزاء عما قدم لوطنه وأمته، وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون. وقد أمر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني امير البلاد المفدى بإعلان الحداد العام في كافة انحاء الدولة على الفقيد الكريم لمدة ثلاثة ايام».

 

تقرير أممي: نظام الأسد مسؤول عن 3 هجمات كيمياوية

العرب/24 تشرين الأول/16/نيويورك - قال تقرير سري قٌدم لمجلس الأمن الدولي الجمعة إن تحقيقا دوليا خلُص إلى أن القوات الحكومية السورية مسؤولة عن هجوم ثالث بالغازات السامة ليمهد الطريق بذلك أمام مواجهة بين روسيا وأعضاء مجلس الأمن الغربيين بشأن كيفية الرد. وأنحى التقرير الرابع للتحقيق الذي استمر 13 شهرا للأمم المتحدة ومنظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية باللوم على القوات الحكومية السورية في هجوم بالغازات السامة في قميناس بمحافظة إدلب في 16 مارس 2015 وفقا لنص للتقرير أطلعت رويترز عليه. وأنحى التقرير الثالث للتحقيق في أغسطس باللوم على الحكومة السورية في هجومين بغاز الكلور في تلمنس في 21 ابريل 2014 وفي سرمين في 16 مارس 2015 وقال إن مقاتلي تنظيم داعش استخدموا غاز خردل الكبريت . وتمهد هذه النتائج الطريق أمام مواجهة في مجلس الأمن الدولي بين الدول الخمس التي تملك حق النقض(الفيتو) حيث من المرجح حدوث مواجهة بين روسيا والصين من جانب والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من جانب آخر بشأن كيفية محاسبة المسؤولين عن ذلك. وبعد تقديم التقرير الثالث قالت روسيا إنه لا يمكن استخدام هذه النتائج لفرض عقوبات من قبل الأمم المتحدة. وقال التقرير الذي قُدم يوم الجمعة إن القوات الحكومية السورية استخدمت طائرات هليكوبتر لإسقاط براميل متفجرة أطلقت بعد ذلك غاز الكلور. ووجد أن تلك الطائرات الهليكوبتر أقلعت من قاعدتين يتمركز فيهما السربان 253 و255 التابعان للواء الثالث والستين للطائرات الهليكوبتر. وأضاف أنه تم أيضا رصد السرب 618 مع طائرات هليكوبتر تابعة لسلاح البحرية في إحدى القاعدتين. رولكن التحقيق قال إنه" لا يستطيع تأكيد أسماء الأفراد الذين كانوا في مركز القيادة والتحكم في أسراب الطائرات الهليكوبتر في ذلك الوقت."ولكنه أضاف "لا بد من محاسبة الذين كانت لهم السيطرة الفعلية في الوحدات العسكرية". وأكد التقرير تقريرا لرويترز في سبتمبر قال إن التحقيق حدد السربين 253 و255 التابعين للواء الثالث والستين للطائرات الهليكوبتر. وركز التحقيق على تسع هجمات في سبع مناطق بسوريا حيث وجد بالفعل تحقيق منفصل لتقصي الحقائق أجرته منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن من المحتمل أن تكون أسلحة كيماوية قد استُخدمت . وتضمنت ثماني من هذه الهجمات التي تم التحقيق بشأنها استخدام الكلور. ولم يستطع التحقيق التوصل إلى نتيجة في خمس حالات. واستخدام الكلور كسلاح محظور بموجب اتفاقية الأسلحة الكيماوية لعام 1997 التي انضمت سوريا إليها في 2013. وإذا تم استنشاق غاز الكلور يتحول إلى حامض الهيدروكلوريك في الرئتين ويمكن أن يؤدي للوفاة من خلال حرق الرئتين والاختناق. ووافقت سوريا على تدمير أسلحتها الكيماوية في 2013 بموجب اتفاق توسطت فيه موسكو وواشنطن. وأيد مجلس الأمن هذا الاتفاق بقرار قال إنه في حالة عدم الانصياع "بما في ذلك نقل الأسلحة الكيماوية دون تصريح أو أي استخدام للأسلحة الكيماوية من قبل أي شخص" في سوريا سيفرض إجراءات بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. ويتعلق الفصل السابع بالعقوبات وإجازة استخدام القوة العسكرية من قبل مجلس الأمن . وسيحتاج المجلس إلى تبني قرار آخر لفرض عقوبات تستهدف أشخاصا أو كيانات لهم صلة بالهجمات مثل فرض حظر على السفر وتجميد الأصول.

 

إدانة أميركية لتجاوزات النظام السوري بعد أدلة استخدامه أسلحة كيميائية

العرب/24 تشرين الأول/16/واشنطن - دان البيت الأبيض السبت "ازدراء" النظام السوري للمعايير الدولية، وذلك بعد إعلان خبراء في الأمم المتحدة أن دمشق استخدمت أسلحة كيميائية ضد شعبها ثلاث مرات عامي 2014 و2015. وأعلن خبراء الأمم المتحدة الجمعة أن الجيش السوري شن هجوما كيميائيا على بلدة قميناس في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا في 16 مارس 2015. وقالت لجنة التحقيق المسماة فريق "آلية التحقيق المشتركة" إن هذا الهجوم الكيميائي هو الثالث من نوعه الذي يشنه الجيش السوري منذ 2014.

واتهمت لجنة التحقيق أيضا تنظيم الدولة الإسلامية باستخدام غاز الخردل في شمال سوريا في أغسطس 2015. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي نيد برايس في البيت الأبيض "ندين بأشد العبارات ازدراء نظام (الرئيس السوري بشار الأسد) للمعايير الدولية التي تم وضعها منذ فترة طويلة والمتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية، فضلا عن تهرب سوريا من مسؤولياتها المترتبة على انضمامها إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية عام 2013".وأضاف أن "النظام السوري انتهك اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية والقرار 2118 (الصادر عن) مجلس الأمن الدولي، من خلال استخدامه الكلور الصناعي سلاحا ضد شعبه". وهاجم برايس أيضا روسيا التي أتاح "دعمها لسوريا عسكريا واقتصاديا، لنظام الأسد بمواصلة حملاته العسكرية ضد شعبه"، على حد قوله. وكان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت طالب السبت مجلس الأمن باعتماد قرار يدين استخدام أسلحة كيميائية في سوريا ويفرض "عقوبات" على منفذي هذه الأعمال "غير الإنسانية".

 

استئناف المواجهات المسلحة في حلب بعد انتهاء الهدنة

العرب/24 تشرين الأول/16/بيروت - قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وجماعات سورية معارضة إن المعركة للسيطرة على حلب تصاعدت الأحد بضربات جوية وهجوم بري وقصف في اليوم التالي لتجدد القتال الذي أنهى وقفا لإطلاق النار أعلنته روسيا. ودار قتال عنيف بين المعارضين وقوات الحكومة السورية وحلفائها على امتداد الجبهة الاستراتيجية في جنوب غرب حلب. وفي أغسطس آب توغل المعارضون لفترة وجيزة في هذه المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة في جنوب غرب حلب في محاولة لكسر حصار على شرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة والذي فرض في يوليو تموز. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارضين قصفوا بكثافة حي الحمدانية الذي تسيطر عليه الحكومة والواقع على هذه الجبهة. وقال المرصد إن ضربات جوية سورية أو روسية أصابت عددا من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة إلى الغرب مباشرة من مدينة حلب فجر اليوم الأحد. وأصابت الغارات الجوية كذلك شمال حلب وعمق ريف حلب الغربي. وكانت حلب ساحة قتال رئيسية في الحرب الدائرة في سوريا. ويريد الرئيس السوري بشار الأسد مدعوما بالجيش الروسي والحرس الثوري الإيراني وعدد من الفصائل الشيعية المقاتلة السيطرة على المدينة بالكامل. وأعلنت روسيا وقفا لإطلاق النار من جانب واحد اعتبارا من يوم الخميس الماضي رفضه مقاتلو المعارضة واستمر ثلاثة أيام ولم يسفر عن نتائج فيما يتعلق بإجلاء طبي من المدينة أو توصيل مساعدات للسكان. وحذر تحالف جيش سوريا الحر -الذي قال إنه مستعد لهجوم كبير لكسر الحصار على شرق حلب- السكان داخل المدينة وحولها في بيان أمس السبت وطلب منهم الابتعاد عن المباني العسكرية التابعة للحكومة حفاظا على سلامتهم. وتوقفت الضربات على المدينة لمدة ثلاثة أيام لكنها استؤنفت في وقت متأخر مساء أمس السبت مع انتهاء اليوم الثالث لوقف إطلاق النار. وقال تحالف جيش سوريا الحر في بيانات إنه تصدى لعدة هجمات شنتها قوات الحكومة وحلفاؤها على امتداد الجبهة التي تفصل بين الجزء الواقع تحت سيطرة المعارضين من حلب والجزء الواقع تحت سيطرة الحكومة في وقت متأخر من مساء أمس السبت.

 

انتحاريو تنظيم داعش وقذائفه تعرقل تقدم القوات العراقية

العرب/24 تشرين الأول/16/محافظة نينوي (العراق) - يؤكد شرطي عراقي باللاسلكي "نحتاج الى سيارة اسعاف"، بعد انفجار شاحنة مفخخة يقودها انتحاري مما أدى إلى جرح شرطي وأبطأ تقدم القوات العراقية. كانت القوات العراقية تحاول التقدم باتجاه قرية في محافظة نينوي غير البعيدة عن الموصل (شمال) عندما استهدفها مقاتلون تابعون لتنظيم داعش بأسلحة رشاشة وقذائف هاون. وبعد ذلك تقدم الانتحاري آملا في قتل اكبر عدد ممكن من الشرطيين عند تفجير نفسه. وقال الضابط في الشرطة الاتحادية العراقية فاروق احمد محمد ان رجال الشرطة "قاموا بتفجيره" قبل ان يصل اليهم، موضحا ان شرطيا واحدا اصيب بجروح طفيفة. واستمر تبادل اطلاق النار بالأسلحة الرشاشة ثم قذائف الهاون لساعات بعد ذلك، مما اجبر القوات العراقية على التراجع بعد تقدم طفيف. وتكشف المقاومة التي يبديها الجهاديون الى اي درجة ينجح هؤلاء حتى عندما يكونون قلة، في عرقلة تقدم قوات مسلحة اكبر منهم بكثير ومدججة بالسلاح، خصوصا عندما يكون هناك مدنيون. والأمر الآخر الذي يعرقل الهجوم العراقي الذي بدأ الاثنين الماضي لاستعادة الموصل المعقل الكبير لتنظيم داعش في شمال العراق، لا يقل خطورة وهو القنابل التي زرعها الجهاديون على جانبي الطرق. ويبذل فريق الهندسة جهودا حثيثة لنزع المتفجرات من الطريق المؤدي الى القرية الواقعة في محافظة نينوى. ويدل على هذه المهمة الانفجارات التي يسمع دويها بشكل متقطع. وتجري مهمة فريق الهندسة ببطء. ويتخذ الجيش والشرطة مواقع على تلة في جنوب القرية بينما وصلت وحدات اخرى شرقا. وردا على هذا الوجود، اطلق تنظيم داعش قذائف هاون لكنها لم تصب هدفها وسقطت بعيدا. داخل القرية ترفرف اعلام بيضاء في اشارة الى ان المدنيين سمعوا نداءات الحكومة العراقية لتأكيد وجودهم. وقال علي بسيم الضابط في وحدة خاصة تابعة لوزارة الداخلية العراقية ان "عائلات رفعت اعلاما بيضاء في القرية". واضاف "لا يمكننا اطلاق قذائف هاون او مدفعية قبل ان ترحل هذه العائلات".ولاقامة ممر يسمح للمدنيين بمغادرة القرية، تحاول القوات الاقتراب، لكن الجهاديين يطلقون قذائف هاون ويرسلون انتحاريين. وصدر الأمر بالاقتراب من جهة الغرب. وتتنقل قوات مشيا على الإقدام بينما تتقدم أخرى ببطء بآليات هامفي رباعية الدفع، في محاولة لرصد القنابل التي وضعها الجهاديون وتجنبها على ما يبدو. ومع الاقتراب من القرية يتكثف تبادل اطلاق النار بالأسلحة الرشاشة مع تنظيم داعش. وتقول القوات انها رصدت انتحاريا آخر بالقرب من القرية، لكن ما لفت نظرها هو مجموعة سيارات تعتقد انها مفخخة. ولابطالها، تقوم القوات العراقية باطلاق قذيفة هاون من عيار 120 ملم. وتتراجع المدفعية الثقيلة بقوة الى درجة تثير معها سحابة من الغبار. وقال ضابط المدفعية طالبا عدم كشف هويته ان "الهدف هو آليات مفخخة، هناك اكثر من ثلاث سيارات". وردا على سؤال عن مصير المدنيين، يقول هذا الضابط ان ما بين ست او سبع آليات غادرت القرية للتو. وبعد اربع ساعات على الهجوم، كان تنظيم داعش ما زال يسيطر على القرية.

 

كارتر في كردستان لبحث مستجدات معركة الموصل

العرب/24 تشرين الأول/16/أربيل (العراق) - وصل وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر الاحد الى اربيل في كردستان العراق لبحث الدور الذي تلعبه القوات الكردية في معركة استعادة الموصل، ثاني مدن العراق، من تنظيم الدولة الاسلامية، بحسب مراسل فرانس برس. وسيجري كارتر القادم من بغداد، مباحثات مع رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني. واشاد كارتر بـ"التنسيق التام" بين القوات الحكومية العراقية وقوات البشمركة الكردية في الهجوم على الموصل، رغم التوتر الكامن بين بغداد والحكومة المحلية في اربيل. وتمكنت البشمركة من استعادة مناطق تقع شمال الموصل وشرقها. وتنص خطة الهجوم العراقية على ان يتوقف المقاتلون الاكراد على بعد نحو 20 كلم من المدينة ليتركوا القوات الحكومية تتولى عملية دخول الموصل. وقال مسؤول عسكري اميركي السبت في بغداد ان المسلحين الاكراد "وصلوا تقريبا" الى هذا الخط المحدد على مسافة 20 كلم مؤكدا ان "الوضع سيترسخ" الاحد او الاثنين. وكان الوزير الاميركي التقى السبت في بغداد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والقائد العسكري للتحالف الدولي بقيادة واشنطن الجنرال الاميركي ستيفن تاونسند. وراى العسكريون الاميركيون ان الهجوم الذي بدا الاثنين الماضي لاستعادة الموصل من الجهاديين الذين يسيطرون عليها منذ 2014، يجري بشكل متطابق مع توقعات التحالف الدولي. لكنهم يكررون ان المعركة يمكن ان تستمر "لاسابيع او اشهر" متكهنين بحرب شوارع صعبة حين تصل القوات العراقية الى الموصل. وقال الجنرال الاميركي ان "مقاومة (الجهاديين) كبيرة نسبيا" مشيرا الى استخدامهم قذائف الهاون والسيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون والعبوات اليدوية الصنع و "حتى صواريخ مضادة للمدرعات". وقدر العسكريون الاميركيون عدد الجهاديين داخل الموصل "ما بين ثلاثة وخمسة آلاف" مسلح اضافة الى "ما بين الف والفي" مقاتل آخرين منتشرين على اطراف المدينة لتأخير تقدم القوات العراقية.

 

انتشار زراعة الأفيون بشكل كبير في أفغانستان مع التقدم الميداني لطالبان

العرب/24 تشرين الأول/16/فيينا - أكدت الأمم المتحدة الأحد أن زراعة الخشخاش في أفغانستان المصدر الرئيسي للهيروين في العالم زاد إلى ثالث أعلى مستوى له منذ أكثر من عشرين عاما في الوقت الذي يحقق فيه تمرد طالبان تقدما.

وجاء في النتائج الرئيسية للمسح السنوي للخشخاش في أفغانستان الذي يجريه مكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة أن إجمالي مساحة الأرض المخصصة لزراعة الخشخاش زادت عشرة في المئة في 2016 إلى 497 ألف فدان. وقال يوري فيدوتوف المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة إن "المسح يظهر انعكاسا مثيرا للقلق في جهود مكافحة المشكلة المستمرة المتعلقة بالمخدرات وتأثيرها على النمو والصحة والأمن." وساهم تراخي قبضة الحكومة على الأمن في مناطق كثيرة في انهيار جهود إبادة الخشخاش وهي طريقة أيدتها الولايات المتحدة بعد أن قادت غزوا لأفغانستان عام 2001 عندما كانت تحت حكم طالبان. وقال فيدوتوف إن عمليات "الإبادة تراجعت بشكل كبير إلى 877 فدانا وهو تراجع بنسبة نحو 91 في المئة." وقال التقرير إن زراعة الخشخاش امتدت أيضا إلى مناطق جديدة مع تراجع عدد الأقاليم الخالية من الخشخاش من 14 إلى 13 من إجمالي 34 إقليما. وأكّد التقرير بيانا صدر عن فيدوتوف في وقت سابق من هذا الشهر أشار فيه إلى أن المساحة التي تزرع بالخشخاش عام 2016 تجاوزت 494210 فدادين ليصبح هذا العام بين أكثر ثلاثة أعوام شهدت أكبر إنتاج للخشخاش منذ بدأ المكتب إصدار تقديراته عام 1994. ووزع بيان فيدوتوف في الرابع من أكتوبر تشرين الأول خلال مؤتمر في بروكسل تعهدت خلاله القوى العالمية بدفع 15 مليار دولار لأفغانستان خلال السنوات الأربعة المقبلة. وأشار مكتب الأمم المتحدة إلى أن "التزايد الكبير (في الزراعة) لوحظ في المنطقة الشمالية وفي إقليم بادغيس حيث تدهور الوضع الأمني منذ 2015." وأظهر التقرير ارتفاعا بنسبة 30 في المئة في محصول الخشخاش المرجح لهذا العام مما يجعله سابع أعلى كمية أُنتجت على الإطلاق وفق السجلات المدونة أي بارتفاع قدره 43 في المئة عن 2015.

 

العربي الجديد: ليبيا: طائرات عسكرية مصرية في مطار الخروبة دعماً لحفتر

الأحد 23 تشرين الأول 2016 /وطنية - كتبت صحيفة العربي الجديد تقول: يستمر الدعم العسكري والسياسي من النظام المصري لقائد ما يسمى "الجيش الوطني الليبي" اللواء خليفة ، وقد عرف هذا التأييد محطة مهمة قبل أيام، إذ توجهت طائرات عسكرية مصرية إلى ليبيا لدعم حفتر، بحسب ما تكشفه مصادر ليبية متطابقة، مقربة من غرفة عمليات "البنيان المرصوص". وتقول المصادر، لـ"العربي الجديد"، إن الطائرات العسكرية كانت محملة بمعدات وأسلحة، ووصلت إلى مطار الخروبة الذي تسيطر عليه القوات التابعة لحفتر، موضحة أنها ليست أول مرة تصل فيها طائرات عسكرية مصرية إلى ليبيا، حيث سبقها وصول طائرات خلال ا?شهر القليلة الماضية.وتوضح المصادر أن الدعم المصري وا?ماراتي لحفتر على المستوى العسكري واضح، فضلاً عن وجود ضباط مصريين يدعمون حفتر في عملياته لمواجهة خصومه الليبيين، من معسكري "المؤتمر الوطني" والمجلس الرئاسي وحكومة فائز السراج. وتلفت إلى أن النظام المصري الحالي منحاز بشكل واضح إلى حفتر ومعسكر برلمان طبرق، ويُكنّ العداء لمجموعات الثورة التي خرجت ضد نظام معمر القذافي. من جانبها، رفضت مصادر عسكرية مصرية، تعمل في المنطقة العسكرية الغربية، الحديث حول إرسال طائرات عسكرية مصرية إلى ليبيا دعماً لحفتر. وتقول المصادر إن مصر لا تلتف على قرارات المجتمع الدولي بشأن حظر تصدير ا?سلحة إلى ليبيا، لكنّ هناك نوعاً من الدعم للوقوف أمام الجماعات ا?رهابية هناك. وتضيف أن القوات المسلحة المصرية تعمل حالياً على ضبط الحدود مع ليبيا في مختلف النقاط، وبالفعل تم الحد من تسلل عناصر إرهابية إلى الداخل المصري، والقضاء على أي تجمعات لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على الحدود. وتشير إلى أن الطائرات الحربية المصرية تراقب بشكل مكثف الحدود، ليلاً ونهاراً، عن طريق طائرات الاستطلاع، وتنشيط التعاون مع الأهالي في المناطق الحدودية. وفي يونيو/حزيران الماضي، كشفت مصادر خاصة في ليبيا عن وصول ضباط مصريين إلى ليبيا، لدعم حفتر. وقالت المصادر حينها، لـ"العربي الجديد"، إن "الضباط المصريين لا يشاركون في القتال بشكل مباشر، بل يدرّبون قوات حفتر، ويشاركون في قيادة العمليات ووضع الخطط". وتتكهّن المصادر بأن "أغلب الضباط هم من سلاح الطيران، وقد وصلوا قبل فترة قصيرة مع تعثر عمليات حفتر لمواجهة داعش في سرت، في مقابل ترتيب المسلحين الموالين لحكومة الوفاق صفوفهم".من جانبه، يقول مساعد وزير الخارجية المصرية ا?سبق، السفير إبراهيم يسري، إن موقف القاهرة من حفتر، يصعّب من مساعي التدخل ?نهاء الانقسام الداخلي. ويضيف، لـ"العربي الجديد"، أن القاهرة انحازت بشكل واضح منذ البداية لصالح حفتر، وبالتالي بات مشكوكاً في نوايا كل تحركاتها، وكان من ا?فضل أن تقف على الحياد. ويشير إلى أنه لم يكن متوقعاً الانحياز لصالح معسكر على حساب آخر، ?ن مصر تحتاج إلى الاستقرار في ليبيا، نظراً لانعكاس ا?مر على الأمن القومي المصري.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نصر الله: لا رئيس للجمهورية في 31 الجاري

علي الأمين/جنوبية/ 23 أكتوبر، 2016

كلّ المعطيات التي تلت تأييد الحريري للجنرال ميشال عون تؤكد أنّ محور الممانعة لا يريد رئيساً، وما كلام السيد نصرالله اليوم إلا تأكيداً على ذلك فهو سوف يلتزم بانتخاب الجنرال ولكنّه لن يضغط على حليفيه المقربين (برّي وفرنجية) لانتخابه.

لم يكن خطاب الأمين العام لحزب الله أمس خطاب تهنئة للجنرال ميشال عون بفوزه بالرئاسة الأولى، بل أقرب إلى براءة الذمة الشكلية كانت كلمات نصرالله إلى حليفه الجنرال. لقد أبدى استعداده إلى أن ينتخب نوابه بشكل علني لكي لا يُتهم نواب حزب الله بأنّهم وزعوا أصواتهم هنا وهناك. ولم يكتفِ بذلك بل أضاف في مزيد من تظهير أنّه لم يخل مع حليفه بأنّه لا يزال على استعداده لتسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة رغم أنّ هذا الموقف فيه تضحية كبيرة من نصرالله وحزبه.

ربما هذا الذي قاله نصرالله يزيد من الغموض حول انتخابات الرئاسة أكثر ممّا يريح حليفه الجنرال، إذ لم يكن الجنرال في يوم من الأيام في موقع التشكيك بجدية موقف السيد نصرالله وأعضاء كتلة الوفاء للمقاومة تجاه مسألة انتخابه، ولم يكن ينتظر عون من نصرالله أن يقول له نحن مستعدون أن ننتخب بشكل علني كي تطمئن. ما ينتظره الجنرال من قامة كقامة السيد نصرالله أن يتحدث باسم محور المقاومة والممانعة في لبنان، هو الذي نجح في فرض ممثل هذا المحور ومرشحه على خصومه، فكيف به يمكن أن يكون أقل قدرة على اقناع بقية الحلفاء لا سيما الرئيس نبيه بري أو الوزير سليمان فرنجية؟

على الأرجح أنّ قضية انتخاب العماد ميشال عون رئيساً لم تصل إلى حدود القضية المبدئية، وإلاّ كان النائب فرنجية أعلن انسحابه من السباق الرئاسي، انطلاقاً من التنازل عن المصلحة الشخصية لصالح القضية المبدئية. ولأنّ انتخاب الجنرال ليس في هذا المصاف، فإنّ فرنجية لن ينسحب ونصرالله لن يضغط وبرّي لن يتراجع عن موقفه الرافض لوصول الجنرال والمستمر في إعلان أنّه لن ينتخبه.

انطلاقاً من هذه الصورة غير الحاسمة لإطلالة نصرالله تجاه انتخاب الجنرال عون، فإنّ نصرالله أعلن بشكل غير مباشر أن لا رئيس للجمهورية في الجلسة المقبلة، إذ ليس هناك من أصوات كافية يمكن أن ترجح فوز الجنرال بأكثرية الثلثين، خصوصاً أنّ الرئيس نبيه بري اجتهد ولا ردّ لاجتهاده في أنّ الجلسة المقبلة يحتاج المرشح كي يفوز بالرئاسة فيها إلى أكثرية الثلثين. يبقى ما تقدم تفصيل في أولويات نصرالله الذي أكّد على أنّ القضية الأساس هي سوريا، وأنّه لن يعود من سوريا إلاّ منتصراً، وبانتظار معركة حلب وما سينتج عنها، فإنّ ما عداها لا يحتاج إلى اهتمام قد يسبب نوعاً من التشويش على مسار الإنتصارات التي يحققها النظام السوري وحلفاؤه. ولأنّ الاستحقاق الرئاسي بدا هذه المرة بيد إيران أو محور المقاومة تماماً، فإنّ الحاجة إلى شريك إقليمي أو دولي لم تتراجع بل تبدو ملحة لنصرالله، ذلك أنّ نصرالله وإيران من خلفه يدركان أنّ الضمانات يجب أن تأتي من الخارج وليس من ميشال عون أو سعد الحريري ولا بطبيعة الحال من سمير جعجع… ربما وزير الخارجية الأميركية قبل توضيح موقفه كان مصيباً بقوله أنّه لا يعتقد بأنّ تأييد الحريري لعون سيؤدي إلى انتخاب رئيس. هذا الموقف هو جوهر الموضوع. إيران وحزب الله يريدان ضمانات أميركية، ورعاية للتسوية بشروط محور المقاومة، فيما واشنطن لا تبدو مهتمة، لذا كان كيري يدرك أنّ إيران لن تدفع الأمور نحو انتخاب رئيس قبل انجاز اتفاق إقليمي أو دولي حول لبنان، يطوي نهائياً البحث بوضعية حزب الله أمنياً وعسكرياً. على الجنرال عون الانتظار والسيد نصرالله أوكل مهمة تقطيع الوقت إلى الرئيس نبيه بري وإلى النائب فرنجية. السيد نصرالله أراح ضميره بإعلان أنّه سيحضر جلسة الانتخاب وسيقدم أصوات نواب حزبه للجنرال ولا أحد سواه، وهو كرمى لعيون الجنرال سيقبل بالرئيس الحريري لرئاسة الحكومة. أمّا ماذا يمكن أن يحصل بعد ذلك فهذا ليس من شأن السيد نصرالله ولا محور المقاومة، ولن يسمح السيد نصرالله أن يكره حلفائه على فعل ما لا يحبون ولا يرغبون.

 

 خطاب الثقة.. المفقودة

علي الحسيني/المستقبل/24 تشرين الأول/16

مَن تابع خطاب الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله أمس، أدرك جيّداً أن ثمة أموراً كثيرة ما زالت مُبهمة في موضوع الملف الرئاسي وتحديداً بالنسبة إلى الحزب الذي يبدو وبشكل واضح، أنه ضائع بملفاته السياسية كما العسكرية. ولأن تغيير حال الحزب في الوقت الحالي، من المُحال، لا بد من إنتظار المفاجآت التي عوّد عليها «حزب الله» اللبنانيين، بين الحين والآخر. أمس تحدّث نصرالله في ذكرى اسبوع القيادي في «حزب الله» الحاج «علاء»، عن العلاقات «المتينة» التي تجمع حزبه ببقيّة حلفائه وعلى رأسهم حركة «أمل» والتيّار «الوطني الحر»، ولأن «متانتها» تصل إلى أقصى الحدود بحسب وصفه لها، اضطر نصرالله الى أن يفرد وقتاً إضافيّاً لتوضيح بعض الشوائب التي تسودها، والتي حاول إزالتها أو أقله إيضاحها. من المؤكد أنه وصلت إلى مسامع نصرالله إنتقادات واسعة تتعلّق بالتقلبات التي تخضع لها علاقة «حزب الله» بحلفائه خصوصاً «أمل» و«الوطني الحر» والمواربة التي يفتعلها ويُمارسها في الملف الرئاسي، فراح يحاول شرح مدى العلاقة «الثابتة» و«الراسخة» التي تجمعه بالأولى، وأهميّة التحالف والإلتزام مع الثاني. وهذا إن دل على شيء، فعلى الثقة المفقودة بالحزب من أهم حليفين، بعكس ما يدّعيه «حزب الله» على الدوام. في الملف الرئاسي قال نصرالله ما معناه، «اننا لا نلزم أياً من حلفائنا بخياراتنا». هذه الجملة ليست كلمة سر لحلفاء الحزب الذين لا يستطيعون الخروج من تحت عباءته، إنما هي كلمة أمر بأن إيّاكم وان تفعلوا ما لا نريده، تماماً، وهي أيضاً جملة تتوافق مع ما كان اطلقه نصرالله يوم ذهابه للقتال في سوريا، يومها قال «نحن لا نلزم أحداً بهذا القتال». والكلام هذا يؤكد، أن قتال الحزب المتعدد الأوجه، له قواعد كتلك التي يُطبّقها في سياسته الداخلية وفي زمن قتاله في جنوب لبنان، وهو له معنىّ واحد وهو انه «يُمنع التغريد خارج سربنا». تابع نصرالله تطميناته إلى الحلفاء، فأوضح لهم أنه « ليس هناك نيّة لدينا في إدارة البلد بطريقة ثنائية». رغم أن نصرالله يعلم في قرارة نفسه انه ليس في حاجة إلى تطمين لا الحلفاء ولا حتّى الخصوم، فالشواهد على «تطميناته» كثيرة، لم تبدأ بالإنفراد بقرار الحرب في تموز 2006 ولا بعدم إستعمال السلاح في السابع من أيّار 2008، ولا حتّى بالإنقلابات على الحكومة الشرعية. نعم، «حزب الله» لن يدخل في لعبة «الثنائية»، طالما انه قادر على فرض إرادته على البلد بشكل أحادي.

في معرض تبريره للكلام الذي يتحدث عن عدم وجود رغبة لدى «حزب الله» بالتصويت لعون، يقول نصرالله «يقدر حزب الله أن يبقى على التزامه بتأييد عون وأن لا يسمح بإقامة إنتخابات رئاسية»، وهذا اعتراف واضح بمدى قدرة الحزب على تعطيل الإستحقاقات الدستورية على عكس ما كان وما زال يدعيه من حرص وتأكيد على دور الدولة ومؤسساتها. ويتأكد هذا الإعتقاد بشكل جازم، من خلال الخطوة الكبيرة التي خطاها الرئيس سعد الحريري باتجاه هذا الإستحقاق من خلال تبنّيه ترشيح عون للرئاسة. أمّا الخطورة الأبرز والخطيئة الأكبر، جاءت عندما قال نصرالله» «نحن نقدم تضحية كبيرة جداً عندما نقول اننا لا نمانع من مجيء الرئيس الحريري رئيساً للحكومة»، فبهذا الكلام عاد نصرالله وانقلب على كل ما كان طرحه في وقت سابق وهو أو قادة حزبه، لم يتركوا بازاراً ولا مناسبة، الا واستغلوها للدخول في تسوية مع الحريري تحت عنوان «رئاسة الجمهورية مقابل رئاسة الحكومة». والسؤال الأبرز: هل أصبح تأييد زعيم الإعتدال في البلد، تضحية بالنسبة الى «حزب الله»، وهل هذا يعني أن تنظيم «داعش»، وأمثاله، أصبح التجربة الافضل والأمثل التي يتمناها؟. يريد نصرالله أن «يكون البلد آمناً ومستقراً وبعيداً عن الاحداث التي تحيط بالمنطقة». نعم هو كلام في محلّه، لكن قلّة هم مَن يسعون إلى تحقيقه بالجهد والأفعال لا بالممارسات والأقوال، فمن أين يأتي الأمن والأمان، و«حزب الله» يُغرق لبنان واللبنانيين بارتكاباته، من اليمن إلى العراق فسوريا، ويُحملهم نتائجها على كافة الأصعدة. ويتناسى نصرالله خطاباته التي يهدد من خلالها دولاً عربية جارة وصديقة، ويتوعّد فيها قيادات سياسية لبنانية، فأين هي المصلحة الوطنية في كل هذا الكلام، وأين هو الاستقرار الذي يشهده؟

أمّا في الشق المتعلق بسوريا، فيسأل نصرالله عن «الجهة التي دعمت كل الحركات المسلحة هناك ومن درّبها ومن موّلها ومن سلّحها». من المؤكد أن في سوريا حركات مسلحة شرعية تدافع عن بلدها لا تنتمي إلى أي محور خارجي، بل كل ما يعنيها وجودها وتثبيت الإستقرار والأمن والأمان، تماماً كما توجد فيها ميليشيات تعمل لمصالح دولية وإقليمية، فهل أوضح نصرالله للشعب السوري الذي يُقتل ويُذبح على مرأى من الحلف «الممانع»، من الذي أرسل حزبه إلى بلاد هذا الشعب، ومن الذي يُسلّحه هناك ومن اجل ماذا؟. ومن الذي معه الميليشيات العراقية والافغانية ومن يدفع لهم الرواتب وغيرها..؟

 

التباسات حاول نصر الله إثارتها بشأن موعد الجلسة الرئاسية

وسام سعادة/المستقبل/24 تشرين الأول/16

بات الظهور الكلامي للأمين العام لـ «حزب الله» ينقسم في كل مرة تقريباً الى شقين. واحد لـ «الاقليميات المذهبية» التي تجعله يرى النظام البعثي والحشد الشعبي والحوثيين تلامذة مجتهدين أتقياء في مدرسة داخلية، ويتعامل مع وقائع التبديل الحربي لخارطة الجماعات الأهلية في العراق وسوريا واليمن كمخاضات «انصهار وطني» يتفانى بالسلاح الكيماوي والبراميل. يتحسس من أجنبية الدور التركي و«عروبة» ايران وروسيا تتنزل على قلبه مثل العسل. الى آخر السبك «المنطقي»، المفرط في منطقيته. وشق ثانٍ للشأن اللبناني، وفيه تتراجع النبرة الهجومية الاقليمية الى حد ملحوظ، وتستعيد كل كلمة وكل عبارة زنة مختلفة عن سواها. وهنا يعمل على الجمع بين «أخذه طرفاً» في النزاع اللبناني، وبين «تمييع» أو «تعتيم» مواقفه من مسائل بعينها، والمزج بين المستويين مرات عديدة، علّ هذا الالتباس يظهره بدور «الخصم والحكم» في آن، الذي لا يطلب شيئا لنفسه، كونه يتغلب بسلاحه على الغير.

وفي الشق الثاني، بكلام الأمس، التباسات عديدة. من ناحية، «يأخذ على خاطره» ان ترشيح الرئيس سعد الحريري لعون قد ترافق مع تصعيد على الحزب، وان الحزب لو رد على هذا التصعيد بتصعيد لكان الاستحقاق الرئاسي في خبر كان، وبالتالي الحزب يضحي الآن بملاقاة هذا الترشيح. وطبعاً ينسى زعيم «الحزب» كلام نائبه في ايلول الماضي، بأنه اما انتخاب عون واما التصعيد. ثم يسترسل زعيم «حزب الله» في كيفية ترتيب البيت الداخلي للثامن من آذار، بشكل تفرز المنحى التالي:

اولاً، ابقاء احتمال تأجيل الاستحقاق وارداً، حتى عشيته. ثانياً، السعي لتأمين مظلة مشتركة مع الحركة والتيار العوني - بما قد يطرح احتمال او مسعى تأجيل الجلسة. وثالثاً، تجديد الوعد للعماد عون بانتخابه. مع التطرق مباشرة الى موضوع «القلق العوني» عند القاعدة ثم عند عون نفسه. قاعدة التيار الوطني توجه اليها السيد نصر الله بكلام عام لتهدئة الخواطر والتحذير من الشائعات، اما العماد عون فتوجه له نصر الله بالقول انه لو كان نظام المجلس يسمح، والبديهي انه لا يسمح، بإظهار اعضاء كتلة «الوفاء للمقاومة» لاسم عون على اوراق الاقتراع لفعلوها، وانه ليس لعون ان يشك لاحقاً بأن الحزب سيقوم بتوزيع اصواته بين ميشال عون وسليمان فرنجية.  ثمة انطباعات، مؤشرات، بين الكلمات، لكن لا شيء محسوم بالنسبة الى «حزب الله» على ما يظهره أمينه العام من ناحية تثبيت موعد الجلسة آخر هذا الشهر، وقد حاول الظهور في مظهر مَن لم يبلّغ بعد بالموعد، ناهيك عن عدم تبليغه بوجوب الاقتراع السري في الجلسة. (كان يفترض بنصرالله قراءة المادة 49 من الدستور التي تنص على الاقتراع السرّي في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية). يبقى ان الفارق موجود بين التسويغ الذي على اساسه ربط العماد ميشال عون ترشيحه المزمن للرئاسة بـ«ميثاقية اجازة مرور» كل ذي شعبية اكثروية في طائفته الى المنصب المناط بهذه الطائفة في رأس الدولة، وبين نظرة «حزب الله» التي تتعامل مع كل حالة بحالتها، وهي اعلمت اللبنانيين بالأمس على لسان نصر الله بأنها «لا تمانع» عودة الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة. فهل ان موعد الجلسة تجاوز كل قلق بشأن الضغط لتأجيله؟ لا. كلام نصر الله يوحي بأن الضغط لأجل ذلك سيتواصل ان لم ينل «مراده» غير المفصح عنه بوضوح خلال الكلمة. وهل ان الحزب سيسهل تشكيل حكومة في حال استتباب العهد الجديد؟ حتى الآن، اشارات متفرقة وبعدها مضلل او غير مكتمل، وذكريات مرة مع مسيرة الحزب التعطيلية في هذا الشأن، ناهيك عن التبعات المحلية لكلامه في «المذهبيات الاقليمية»، في القسم الاول من كل خطاب، بشكل سجالي هجومي: فمن لا يرى المعطيات الاهلية في الموصل او في حلب؟ هل من امل ان يرى لبنان وتوازناته الاهلية كما هو وكما هي؟

 

إيران أولاً!

علي نون/المستقبل/24 تشرين الأول/16

لم يعد غريباً ولا مفاجئاً، (أو خبراً يستحق عناية خاصة) أن يخرج مسؤول إيراني ليردد خلاصة الخطاب السياسي الذي تعتمده بلاده إزاء المنطقة العربية وشعوبها وكياناتها.. وآخر ذلك، ما قاله قائد «الحرس الثوري» اللواء محمد علي جعفري بالأمس من «أن طهران هي من تقرر مصير سوريا. وأن الدول الكبرى تتفاوض معها لتحديد مصير دول المنطقة بما فيها سوريا». لكن الغريب، هو أن تستمر دولة «ولاية الفقيه» في إعطاء عناوين إسلامية عامة لسعيها المذهبي! وإطلاق شعارات جهادية لمشروعها الفتنوي! وإخفاء نوازعها الخاصة تحت أثقال تمويهية على شاكلة محاربة الإرهاب والتكفيريين! أو «مساعدة الشعوب المقهورة»! أو التصدي للأطماع الخارجية، الأميركية! والصهيونية! أو غير ذلك من أدبيات بلفية لا تتورع حتى عن المسّ بالمقدّسات الجامعة، عدا عن احترافها كسر كل القواعد التي تحكم وتتحكم بالعلاقات بين الدول في عالم اليوم. المسؤول الإيراني لم يكتفِ بتأكيد ذلك كله، بل أضاف عليه ما هو مُهين حتى لأتباع إيران وعمّالها وصنّاعها والضاربين بسيفها. وهؤلاء على ما يقول بيان تبعيتهم، يأخذون من كلمة «المقاومة» سبباً أساسياً لتبعيتهم لها. مع أنه في الخلاصة، السورية والخليجية والعراقية والبحرينية والسعودية والكويتية.. إلخ، ليس سوى ستار يكشف النوازع المذهبية أكثر مما يغطيها. ومع ذلك، وبرغم منه، فإن اللواء جعفري لم يتردد في إباحة القول وكشف الغطاء والإعلان جهاراً من أن القتلى الذين يسقطون «خارج حدود إيران» إنما يسقطون «دفاعاً عن الثورة والنظام» الإيرانيين! أي أن إيران (الثورة والنظام) هي الأساس الذي يُقتل من أجله اللبنانيون والعراقيون والأفغان والحوثيون والتجمعات ذات الصلة المذهبية بها في أكثر من دولة «وساحة».. وليس السعي في ركاب «المقاومة» أو «الذود عن المستضعفين»، أو التصدي لمشاريع «أعداء الأمة»! أو غير ذلك من مناحٍ وصلت في آخر الزمان، إلى ادعاء محاربة الإرهاب! بل أكثر من ذلك. ما يقوله قائد «الحرس الثوري» هو أن إيران التي اعتمدت المذهب أداة جذب وربط خارج حدودها، وراحت بعيداً في تظهير الفوارق النوعية بين المسلمين على حساب المشتركات العامة والرئيسية، وسعّرت كل نوازع التمايز وصولاً إلى طلب «الفتنة» بكل وضوح ممكن، تنتقل الآن إلى مستوى آخر من الفرز: الذين يقاتلون «دفاعاً عن العتبات المقدّسة» على ما يقول جعفري حرفياً، «سيواصلون قتالهم حتى تحقيق الأهداف المنشودة للثورة الإيرانية في المنطقة»! أي أن «إيران أولاً» وأهدافها هي الأساس! وهناك مراتب عند خُدّام هذه الأهداف حتى داخل النسيج المذهبي الخاص: المذهبي اللبناني أو العراقي أو الكويتي أو اليمني أو الأفغاني أو الباكستاني، هو غير مثيله الإيراني! هؤلاء يَقتلون ويُقتلون خارج حدود بلادهم وكياناتهم الوطنية، دفاعاً عن إيران و«ثورتها» ومشروعها في المنطقة! وتلك خاصية لم يتردد قائد «الحرس الثوري» في إعطائها عنواناً مجلجلاً وخلاّباً من نوع القول «إن الدفاع عن الثورة خارج حدود إيران هو توفيق إلهي عظيم جداً ولا يناله أي شخص»! المفارقة هي أن أحداً من «حزب الله» (مثلاً) لن يخرج بكلمة واحدة اعتراضاً على توصيفات جعفري، ولا على «شفافيته» ولا على ريادته في تسفيه كل الشعارات التي يقاتل تحت بيرقها أتباع إيران من غير الإيرانيين!.. بل إن من سيتولى «توضيح» بعض ذلك، هو مسؤول إيراني ما، لن يتردد في اتهام الإعلام المعادي بـ«التحريف».. والتخريف!

 

بري طوق اشتباكاً في جنيف ورسالته إلى عون والحريري: الأهم في العرس الرئاسي أكل العسل، ومستمر بفرنجيه

رضوان عقيل/النهار/24 تشرين الأول 2016

لم يفارق الوضع السياسي في الداخل وما ستحمله جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 31 الجاري أجندة الرئيس نبيه بري خلال زيارته لجنيف حيث يشارك في أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي، كما يترأس الاتحاد البرلماني العربي الذي لا تتفق اكثر حكوماته على ملفات موحدة في النظرة الى الازمات والحروب المفتوحة، والتي تشهدها خريطة البلدان المشاركة في الاتحاد، من سوريا الى اليمن مرورا بجراح العراق. وأسقط عبارته "صدق" عند رئاسته المجموعة الإسلامية. وفي دردشة معه تم الانتقال مباشرة الى المسرح الرئاسي المفتوح، والذي يرجح ان تقفل ابوابه في ضوء ما يمكن ان تشهده الأيام المقبلة. وعلق بضحكة على المعلومات التي تناقلها بعض الإعلام عن لقاء جمعه والسيد حسن نصرالله "إلا اذا التقيته في جنيف". وكان لحظة صعوده إلى الطائرة في بيروت السبت الفائت قد تبلغ ان الرئيس سعد الحريري توجه الى الرياض، فلم يستفض في الحديث عن ماهية توقيت الزيارة وما يمكن ان تحمله، ولا سيما بعد تقديم الحريري جوابه النهائي عن ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. وقال:"عندما تركت بيروت قاصدا جنيف لم يكن طرأ أي جديد على الوضع. وأذكر الجميع بأهمية المقارنة بين ما طرحته في ما سمي "السلة"، وبين ما نسمعه ونعرفه عن اتفاق قد حصل. دعوت الى الاتفاق على تشكل الحكومة وعلى قانون جديد للانتخاب وان يبدأ التنفيذ بانتخاب رئيس الجمهورية، وها نحن اليوم نرى اتفاقا على اسم رئيس الحكومة، هل ينكر أحد ذلك؟ لا بل ان هناك اتفاقا كما نسمع على تشكيل الحكومة من 24 وزيرا وعلى توزيع بعض الحقائب، بل يقال أيضا ان هناك اتفاقا غير معلن على إبقاء قانون الستين، وبلا قانون جديد. بينما كنت أشدد في طرحي على الاتفاق على القانون الجديد، وعلى تشكيل الحكومة وألا نقدم على شيء قبل انتخاب رئيس الجمهورية". ويرجع بري إلى مضمون السلة، ليقول إن الحريري وعون تخطيا عتبة التشكل التي طرحها على طاولة الحوار: " اتفقوا الآن على رئيس جمهورية، فماذا بعد الرئيس؟ اذا جرى تكليف الرئيس الحريري برئاسة الحكومة ووصلنا الى التأليف فأنا اعتقد انه سيستغرق على الأقل بين خمسة أشهر وستة، ونكون قد وصلنا الى الانتخابات النيابية، وعند ذلك نكون امام المشهد الآتي: رئيس جمهورية بلا حكومة، ورئيس مكلف من دون تأليف، وحكومة تصريف اعمال ومجلس نواب ممدد له. وبطبيعة الحال المتضرر الاكبر من هذا الواقع هو رئيس الجمهورية الجديد. في اول عهده سنكون امام قانون للانتخابات لا احد يريده، وأذكّر هنا بما قلته في مرحلة سابقة "قلوبهم معه (الستون) وسيوفهم عليه". وهذا كله سيؤدي الى امتصاص العهد. فالأهم في العرس هو شهر العسل وأكل العسل".

وردا على سؤال قال: "أكدت واؤكد انني لن اقاطع جلسة انتخاب الرئيس، ولم اقاطعها سابقا. وقلت للعماد عون ان تعطيل النصاب في جيبتي الكبيرة. لكنني لست انا من يلجأ الى تعطيل النصاب. لم أفعلها مرة ولن افعلها. خلال لقائي والعماد عون قلت انني سأنزل الى الجلسة لكنني مع تقديري لك لن انتخبك ولا يعني ذلك ابدا انني اكرهك، فأجابني احترم رأيك ونبقى اخوة".

سئل هل ستنتخب النائب سليمان فرنجيه؟ فأجاب: "طبعا ما دام مستمرا في ترشيحه".

وقال ردا على سؤال آخر: "أعلنت انني سأكون في المعارضة، لكن كما قلت، هذا لا يعني انني لن انزل الى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وسأعارض حيث تجب المعارضة واوافق الموالاة حيث يجب ان اوافقها. انها معارضة بناءة".

قيل له: لا احد يتخيلك في المعارضة؟

اجاب: "هناك اجسام تلبس كل الأثواب".

وهل سترشح الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة؟

اجاب: "في وقتها".

وكان بري ترأس الاجتماع التشاوري لاتحاد مجالس دول منظمة التعاون الاسلامي امس (الاحد) ونجح في فك اشتباك وتطويقه، فبقي تحت السيطرة، بين الوفدين السوري برئاسة رئيسة مجلس الشعب هدية عباس ونائب رئيس مجلس الشورى السعودي محمد الجفري، وذلك خلال تسابق على تبني المجموعة الاسلامية اقتراح اعتماد بند طارىء ضد العقوبات التي تتعرض لها سوريا، واقتراح ضد القانون الاميركي " جستا". وانتهت المبارزة بعد مداخلات مغربية وفلسطينية بتكليفه رئيسة المجلس الوطني الاتحادي في دولة الامارات أمل القبيسي بالتوصل الى مخرج عبر تشكيل لجنة برئاستها تضم ممثلين للسودان وفلسطين، لان الوفدين السوري والسعودي لا يلتقيان. وعندما طلب السوريون المشاركة في اللجنة رد ممازحا" انا بعرفكن". وعمل على التوصل الى هذا المخرج للحد من الخلافات القائمة والاشتباكات المفتوحة. ووضع الجميع امام ضرورة وضع نقاط في " سلة توافقية" يتم تبني مضمونها مشتركا امام الاتحاد البرلماني الدولي. وقال:"علينا العودة الى قبلتنا الاولى، فلسطين. وان الأمر الوحيد الذي ذكرنا اليوم بفلسطين هم فتيانها الذين يتصدون لقوات الاحتلال الاسرائيلي بالسكين". اضاف: "كل الاقتراحات العربية تتلاقى تحت عنوان سيادة الدول. وان "جستا" مطبق عمليا على نصف الشعب اللبناني من دون قانون، اذ ان اهم عامل اقتصادي مساعد للبنان هو تحويلات المغتربين التي تقدر بين 7 و8 مليارات دولار. ومنذ نحو خمس سنوات نواجه ضغوطا متزايدة وحصارا يشبه الحصار القائم الذي تتعرض له بعض الدول العربية". وكانت مداخلة قصيرة لنائبة كردية في الوفد العراقي كان قوي الوقع على المجموعة الاسلامية، حيث حذرت من التفرج على اخطار "داعش" على بلدها، وأن لا بد من رفع الصوت من بوابة برلمانات العالم.

ويرافق الرئيس بري وفد يضم النواب ياسين جابر وباسم الشاب وجيلبيرت زوين.

 

لبننة"... قبل النسيان؟!

نبيل بومنصف/النهار/24 تشرين الأول 2016

ليس في تاريخ الانتخابات الرئاسية في لبنان سوى الانتخابات التي اوصلت الرؤساء الياس الهراوي واميل لحود وميشال سليمان بظروف واضحة اما السوابق الأخرى فاستبطنت اسرارا استلزم كشفها وتأريخها ردحا زمنيا طويلا. ومع إقتراب العد التنازلي المفترض لنهاية أزمة الفراغ الرئاسي الأطول في تاريخ لبنان ترانا امام نغم يطرب له معظم اللبنانيين حول انتخاب "صنع في لبنان" بعدما تعذر ذلك لمدة تجاوزت السنتين وخمسة اشهر. والحال انه يصعب تجاهل وجه من وجوه اللبننة في المجريات الاخيرة التي رفعت بقوة اسهم العماد ميشال عون ولكنها مجريات غير كافية موضوعيا و"جراحيا" للجزم باللبننة الكاملة لهذا التطور. نفهم المبررات التي تملي على قوى حاملة لخيارعون التبشير باللبننة وتصوير "إنجازها" بأنه من صناعة ائتلاف سياسي تضافرت عوامل مختلفة لصياغته والدفع بخيار الجنرال الى الموعد الحاسم. انها اللعبة التقليدية التي على رغم الكثير من المتغيرات التي عرفتها في مراحل الازمة الحالية لا تختلف في النهاية عن معادلات تصاحب ولادات العهود الجديدة. مع ذلك يصعب علينا التسليم بلبننة الاستحقاق بالكامل، ايا تكن نتائج اليوم الفاصل المفصلي في 31 تشرين الاول، ولو ان أكثر ما يبهج اللبنانيين فعلا هو إثبات قدرة الطبقة السياسية على لبننة الاستحقاق واستعادة وهج صراع ديموقراطي حقيقي. ثمة لبننة واقعية في نشوء سريع لمحاور سياسية فرضها الحلف الطالع بين الرئيس سعد الحريري والعماد عون والدكتور جعجع والذي يضع الحريري وجعجع في تقاطع مع "حزب الله". وهو محور يستسقي معارضة حادة تستقطب بدورها اتجاهات متناقضة تقليديا تجمعها الضربة التي تتهددها اذا قيض للعهد العوني ان يبزغ. ولكن التسليم بهذا الجانب للقول باللبننة الكاملة يغدو ضربا خطرا لانه يطمس أسوأ حقائق ازمة الفراغ الرئاسي ونتائجها وخلاصاتها في وجهات لا تستقيم اطلاقا مع معادلة اللبننة، بل يتعين على البعض هنا ان يتنبهوا الى مزالق الازدواجية التي قد تتصاعد في لحظة الابتهاج!

فكيف يمكن ان يكون التطور الرئاسي ملبننا بالكامل ما دام الحلفاء "الاوائل" للجنرال عون يزدهون بأن المعادلة الاساسية الصلبة التي ادت بحليفيه الجديدين الحريري وجعجع الى التسليم بانتخابه تعود الى نجاح "حزب الله" وداعمته الاقليمية ايران في فرض نتائج معادلة التعطيل بعد طول تعطيل؟ ألم يكن العنوان العريض لدى الجهات المبتهجة بالنصر ان حلف 14 آذار سلم الراية الرئاسية للمحور الخصم تحت وطأة الاستسلام لميزان قوى مختل حاصر لبنان بمعادلة اما الجنرال واما لا رئيس؟ للمبررات السياسية حيز قد يكون مفهوما، ولكنها لن تطمس ابدا حقائق ازمة غلبت على صناعتها ضغوط خارجية تعطلت معها كل لبننة بدءا بالتزام الدستور. لم يأتِ بعد زمن النسيان!

 

هل خضع الحريري لسياسة الضغط والابتزاز أم لوعد بإقامة دولة لا دولة سواها؟

اميل خوري/النهار/24 تشرين الأول 2016

إذا كان الرئيس سعد الحريري قرّر بعد مرور سنتين ونصف سنة على الشغور الرئاسي تأييد ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية فلأن "حزب الله" نجح في تعطيل انتخاب الرئيس وشلّ عمل مؤسسات الدولة بحيث بات الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد ضاغطاً وعلى حافة الانهيار. فهل يُعتبر هذا استسلاماً أو خضوعاً لسياسة الضغط والابتزاز التي قد يلجأ إليها كل مرشّح للرئاسة قادر مع حزب فاعل على أن يفعل ذلك ليفرض نفسه رئيساً، وأن الخضوع والاستسلام لمثل هذه السياسة يشجّع كل مرشّح للرئاسة على أن يفعل ما فعله عون و"حزب الله" ومكافأة له... أي إمّا أن يكون من يريده رئيساً للجمهورية وإلّا فلا رئيس حتى ولا دولة ولا مؤسّسات. وهو ما يجب مواجهته والتصدّي له. يقول الرئيس الفرنسي شارل ديغول: "إذا كنتَ ضعيفاً وأنت تواجه قوياً قل له: "لا لئلا يتشجّع كل قوي على ابتزاز الضعيف"، وعلى تطبيق مقوله "كل فاجر يستطيع أن يأكل مال التاجر". أمّا إذا كان الرئيس الحريري قد أيّد ترشيح العماد عون للرئاسة من أجل إقامة الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها، فلا تكون سلطة غير سلطتها ولا قانون غير قانونها ولا سلاح غير سلاحها، فإن قراره يكون صحيحاً وصائباً وواقعياً وإن كانت فيه تضحية شخصيّة وشعبيّة من أجل مصلحة الوطن، وتكون الأسباب الموجبة لقرار الحريري لها ما يُبرّرها. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل في استطاعة العماد عون أن يقيم هذه الدولة التي لم يستطع سواه إقامتها منذ عام 2005 لأن "حزب الله" ومن معه نجح في ممارسة سياسة الضغط والابتزاز وسياسة الترهيب والترغيب على الأكثرية فمنعها من إيصال رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة منها تحت طائلة التهديد بتعطيل الانتخابات الرئاسيّة وتشكيل الحكومات بغية إحداث فراغ شامل يفتح أبواب الفوضى العارمة على لبنان؟ لقد أعلن الرئيس الحريري أنه توصل مع العماد عون الى اتفاق على نقاط جعله يؤيّد ترشيحه للرئاسة، لكن أحداً لا يعرف حتى الآن ما هي هذه النقاط، أهي تقاسم مصالح ومنافع، أم هي نقاط تشق طريق العبور إلى الدولة وهو شعار رفعته قوى 14 آذار قبل عشر سنين وظل شعاراً ولم يتحوّل قراراً لأن "حزب الله" وضع سلاحه في خدمة مطامع إيران التوسّعية في المنطقة، حتى إذا ما تحقّق ذلك تخلّى طوعاً عن سلاحه. فهل يعجل تأييد ترشيح عون للرئاسة في تنفيذ المشروع الإيراني التوسّعي ليصبح في الإمكان إقامة الدولة التي لا سلاح غير سلاحها؟ وهل في استطاعة عون إقامة مثل هذه الدولة من دون انتظار تنفيذ إيران مشروعها كاملاً في المنطقة؟

الواقع أن العماد عون إذا صار رئيساً للجمهورية فقد يواجه أحد خيارين: إمّا أن يقيم الدولة القوية التي لا سلاح غير سلاحها، وإمّا أن يستسلم مثل سواه لواقع دولة "حزب الله" ولأسباب شتى... فيدفع عندئذ ثمن الإخلال بتعهّداته سياسياً أو جسدياً. فالرئيس بشارة الخوري عندما أخلَّ بتعهده وعمل على التجديد لنفسه أسقطه الشارع. والرئيس كميل شمعون واجه أحداث 58 لأنّه جعل نفسه طرفاً في صراع النفوذ بين أميركا وبريطانيا في المنطقة. والرئيس فؤاد شهاب رفض التجديد ليبقى خارج صراع الدولة على النفوذ في المنطقة. والرئيس الياس سركيس رفض التجديد أيضاً خوفاً من أن يفرض عليه توقيع سلام مع إسرائيل التي ظنّت أن وصول الشيخ بشير الجميل للرئاسة سيحقّق لها ذلك، فتم اغتياله واغتيل بعده الرئيس رينه معوض لتصميمه على تنفيذ اتفاق الطائف بدءاً بوضع جدول زمني لانسحاب القوات السورية من لبنان. ودفع لبنان في ظل عدد من الرؤساء ثمن التخلص من السلاح الفلسطيني ومن وصاية سورية دامت 30 عاماً. وعندما رفض العميد الراحل ريمون إده الشرط الأميركي وهو الموافقة على بقاء القوات السورية في لبنان، امتلأ منزله بعد ساعات بالمحازبين والأنصار والأصدقاء، وقالوا له: "إقبل بشرط أميركا، وعندما تصبح رئيساً للجمهورية إفعل ما تشاء". فابتسم إده واكتفى بوضع يده على عنقه قائلاً لهم: "لستُ مستعدّاً لأن يُقطع رأسي من أجل الرئاسة"، لأن هذا مصير كل مرشّح للرئاسة يعد الدولة التي أوصلته الى سدّة الرئاسة ولا يفي بوعده، أو يفعل ما لا تريده هذه الدولة أو تلك...

 

"التضحيات المتبادلة" بين الحريري ونصرالله تنقذ النظام؟ معارضو "المستقبل" يحمون زعيمهم ويحتوون الشارع

سابين عويس/النهار/24 تشرين الأول 2016

في الوقت الفاصل عن جلسة الانتخاب المقررة في ٣١ من الشهر الجاري، ينشط كل فريق سياسي في جمع أوراقه بعد الخلطة التي أحدثها إعلان الرئيس سعد الحريري تأييده ترشيح العماد ميشال عون. ذلك أن كل فريق سيسعى الى استجماع قواه استعدادا لمرحلة ما بعد انتخاب الرئيس. فالتفاهمات على الرئاسة ما قبلها لن تكون هي نفسها بعدها، بل سيكون ثمة حاجة الى تفاهمات جديدة على الحكومة. وسيكون على كثيرين أن يعيدوا النظر في حساباتهم تمهيدا للانضِمام الى ركب المرحلة الجديدة، وهي مرحلة لن تكون سهلة، بل محفوفة بالمطبات والألغام. هذا ما يفسر رغبة "حزب الله" في تأجيل جلسة الانتخاب الى موعد جديد، من أجل إفساح المجال أمام تهدئة المناخات الداخلية ضمن ما كان يعرف سابقاً بتحالف ٨ آذار، والذي انتهى عمليا بعد لجوء العماد عون الى تحالفات ثنائية مع "القوات اللبنانية" و"المستقبل"، جعلته أقرب الآن الى هؤلاء، بعد اختلافه مع فصيلين أساسيين في ٨ آذار هما الرئيس نبيه بري ورئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية. ويسعى الحزب في هذا الإطار الى التأجيل من أجل ترتيب الامور مع الرئيس بري الذي لا يزال متمسكا بموقفه الرافض للتصويت لعون، إنطلاقا من موقف مبدئي كما تقول أوساطه، ولكن مستندا كذلك الى دعم الحزب له وحرصه على إرضائه.

في موازاة ترتيب البيت الآذاري على ضفة الحزب وحلفائه، يستغل الرئيس سعد الحريري الوقت المتاح أمام جلسة الانتخاب من أجل لملمة البيت "المستقبلي" ورأب الصدع داخله بعد حال التململ التي سادت أخيراً منذ قرر زعيم التيار خوض مغامرة ترشيح عون.

وفي حين يعول كثيرون على هذا التصدع من أجل إضعاف الحريري وإنهاكه قبل التربع على عرش الرئاسة الثالثة، تؤكد مراجع "مستقبلية" أن هذا الامر لن يحصل، وان التباينات داخل التيار لن تؤدي في أي حال الى خروج الكثيرين عن بيت الطاعة الحريري، وذلك عن اقتناع وليس نتيجة ضغط. أما بالنسبة الى غير المقتنعين بخيار الحريري، فسيكون لهم حرية الاختيار والتعبير عن موقفهم.

يتقدم هؤلاء رأس الحربة الحريرية ورئيس كتلته النيابية الرئيس فؤاد السنيورة.

لا ترى المراجع في موقف السنيورة ما يضعف الحريري، بل على العكس هو يحقق غايتين:

- إن رفض السنيورة لانتخاب عون يساهم في احتواء جزء كبير من غضب الشارع السني، في الجانب الرافض الانضمام الى اللواء أشرف ريفي.

كما أن رفض السنيورة ومن يقف الى جانبه من النواب السنة يشكل مادة جيدة للحريري لاستغلالها في تحسين موقعه التفاوضي والحؤول دون استفراده في مرحلة تأليف الحكومة. ويدرك "مستقبليون" ان هذه المرحلة لن تكون سهلة، وان تسمية الحريري لرئاسة الحكومة لا تعني بالضرورة تسهيل مهمته في التشكيل.

وتؤكد المراجع أن السنيورة كان ابلغ الى الحريري موقفه مسبقاً، وهو على تفاهم معه في هذا الشأن، وإن كان الأخير يفضّل أن يكون رئيس كتلته الى جانبه في الموقف، ولكنه يدرك انه الى جانبه في المسيرة، وعدم تصويته لعون، لن يغير في مسار الامور شيئاً.

في أي حال، دخلت البلاد بعد اعلان الحريري خياره، وبعد رد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله امس عليه، بتأكيد مضي الحزب في انتخاب عون، مرحلة سياسية جديدة عنوانها الحكومة العتيدة.

وإذا كان نصرالله أعلن "تضحيته" وقبوله بترؤس الحريري حكومة العهد الاولى، متجرعاً كأس عودة الحريرية الى السلطة، بعدما أخرجها منها قبل نحو ٦ أعوام، فإن هذه التضحية تأتي لتلاقي "تضحية" مماثلة قدمها الحريري عندما تجرع كأس انتخاب عون، مما يجعل الفريقين متساويين في حسابات الربح والخسارة.

والسؤال المطروح اليوم في الاوساط السياسية يتعلق بالنقاط التي سيسجلها الحزب في رصيده من خلال الحكومة، وهي نقاط يحمل رصيدها رئيس المجلس في جعبته ضمن سلة الشروط التي سيفرضها لتسهيل المهمة الحكومية.

 

الحريري: إذا تعثر انتخاب عون فلن أدعم أو أرشح مارونياً آخر

خليل فليحان/النهار/24 تشرين الأول 2016

"لن أرشح أو أدعم أي ماروني جديد لرئاسة الجمهورية في حال لم ينجح لسبب أو آخر المرشح ميشال عون، بل انتظر سواي للقيام بذلك وبعدها أحدد موقفي الداعم له او المعارض". بهذا يجيب الرئيس سعد الحريري سائليه من السياسيين والديبلوماسيين عما سيحصل في حال لم يحالف الحظ الجنرال، ويؤكده من دون تردد في استقبالاته ومجالسه الخاصة حيث يُدخّن السيجار الكوبي ويحتسي القهوة. ويضيف: " سأنتظر، ولن أكرر ما فعلت بعد تأييدي من رشحهم البطريرك الماروني بشارة الراعي. يكفي ما فعلت حتى الآن، ولا أريد المزيد من الانتقادات غير المتجردة عند تركي اي مرشح والانتقال الى اخر بعد أن يتبين ان نجاحه غير ممكن، فيما انا حريص على ملء الفراغ الرئاسي الذي ينهي الحالة السيئة التي وصلت اليها البلاد من جمود المؤسسات، ووصول الحالة الاقتصادية الى الانهيار". ويتابع: "تعرضت لحملات مركزة تناولت مصالحي الخاصة والشخصية، وليس أدائي وسلوكي السياسي والوطني".

وفي وقت كان الوسط السياسي لا سيما النيابي منه في جو مغادرة الرئيس نبيه بري الى جنيف مع وفد نيابي للمشاركة في مؤتمر برلماني مقرّر، اذ بالرئيس الحريري يسبقه الى الرياض بدون ان يحصل اي اتصال بينهما بسبب انزعاج رئيس حركة "أمل" من تأييد الحريري لانتخاب عون لرئاسة الجمهورية، فيما بري ابلغ الجنرال مباشرة وجها لوجه انه يرفض انتخابه ردا على تصرف صهره وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في جلسة الحوار الأخيرة، وتحديداً مطالبته بتحديد الميثاقية وعندما لم يحصل اي تجاوب من المشاركين أعلن انسحاب التيار من الحوار فاضطر رئيس الجلسة الى تعليق جلسات الحوار، آخذا في الاعتبار موقع "التيار" النيابي والشعبي والمسيحي، وذلك اضافة الى العديد من المآخذ آخرها ان باسيل عقد تفاهما مع مستشار الحريري السيد نادر الحريري لم يطلع بري على مضمونه. وفي هذا الوقت يواصل الجنرال عون اتصالاته بالنواب من خلال نواب في تكتله يشرحون موقفه وعناوين من برنامجه للحكم ويطلبون تأييدهم له. واللافت ان اي لقاء مع فرنجية لم يحدث حتى اليوم، فهل يكون لقاء هذا الاسبوع ام ستستمر القطيعة ؟ واللافت ان رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط تريث في الإعلان عن المرشح الذي سيؤيده اللقاء مع سحب مرشحه الرئاسي النائب هنري حلو، ويعود سبب التأجيل وفقا لنائب في الكتلة بعدما كان متوقعا السبت الماضي، إلى البحث في ترك الحرية للأعضاء غير المنتمين إلى الحزب التقدمي الاشتراكي. وفي هذه الأثناء اظهر تداول لموضوع عقد الجلسة الانتخابية تباينا في قانونيتها وما اذا كان المطلوب هو نصاب جديد، والعدد المطلوب من النواب للفوز، ولكن في حسابات الرابية ايا كان النصاب والعدد المطلوب لفوز المرشح، فإن فوز الجنرال حتى الآن قد يكون في الدورة الثانية. ويتزامن هذا الجدل القانوني مع اجراءات استثنائية لحماية المرشحين والنواب المنتخبين، فرضتها الأجهزة الامنية لامرار الانتخاب بسلام وقطع الطريق على اي محاولة لاغتيال مرشح او أي رئيس كتلة نيابية.

 

فقط أثر عون على الجيش يعني أميركا!

سركيس نعوم/النهار/24 تشرين الأول 2016

رافضو رئاسة العماد ميشال عون يتساءلون إذا كان في الإمكان تعطيل ذلك أو إرجاؤه. وهم مُنكبّون على دراسة المواقف الرئاسيّة لأطراف الداخل والخارج المعني أو الذي يعتقدون أنه معني به وذلك في محاولة حتى الآن لاكتشاف تطوّر ما يتوافق مع آمالهم. هل أسفرت هذه المحاولة عن شيء جدّي حتى الآن؟ تُفيد المعلومات المتوافرة أن هؤلاء ارتاحوا إلى تعليق وزير خارجيّة أميركا جون كيري قبل أيام الذي قال فيه: "نحن نأمل بالتأكيد أن (يحصل) تطوّر في لبنان، لكنّني لست واثقاً من نتيجة دعم الحريري (...) لا أدري. نحن نأمل أن يتم تجاوز هذا المأزق الذي يؤثّر على لبنان والمنطقة". فهو يُدلّل على "نقزة" أميركيّة من ترشيح "المستقبل" عون للرئاسة بل من تعاظم حظوظ انتخابه رئيساً، وعلى شكوك في تأثيراته المحتملة داخليّاً وإقليميّاً. لكن المعلومات المتوافرة عن الموقف الأميركي، وخصوصاً بعد تورّط واشنطن جزئيّاً قبل سنة في إعطاء ضوء أخضر أو أصفر لترئيس النائب سليمان فرنجية مع قوى دوليّة وعربيّة عدّة، وهو أمر لم يحصل، تُفيد أن إدارة أوباما ليست في وارد التدخّل في الرئاسة اللبنانيّة لأن ما يجري في المنطقة وخصوصاً في سوريا والعراق وغيرهما أكثر أهميّة، فضلاً عن أنه هو الذي سيُحدّد عند انتهائه أوضاع لبنان. وهذا أمر لا يزال بعيداً. لكن ذلك لا يعني أنها لن تراقب عن كثب ما يهمّها بعد حصول عون على الرئاسة وتحديداً في وزارة الدفاع وقيادة الجيش. فاهتمامها بالأخير واضح لسببين. الأول نجاحه في محاربة الارهاب على الحدود وفي الداخل مع الأجهزة والمؤسّسات الأمنيّة الأخرى. والثاني تماسكه رغم الأمواج الطائفيّة والمذهبيّة العاتية في لبنان ونجاحه في استرجاع احترام اللبنانيّين له ورهانهم عليه لفرض الأمن وحماية الدولة من دون أن يحلّ مكانها. وفي هذا المجال ستحاول الإدارة الأميركيّة الحاليّة المُوَلّيَة بعد أشهر قليلة كما الإدارة الجديدة معرفة إذا كان "حزب الله" حليف عون ومرشّحه للرئاسة والمنتصر الأوّل بانتخابه رئيساً (إذا تمّ ذلك) سيُسيطر على الجيش في صورة تامّة أو سيزيد دوره فيه أو من تأثيره عليه. وفي ضوء ما يحصل عليه من معلومات في هذا الشأن يتحدّد موقفه من الاستمرار في تزويد الجيش بمساعدات ومعلومات ما كان قادراً من دونها على التصدّي للارهاب في الداخل وعلى الحدود. علماً أن ذلك لا يعني أن الإدارة الأميركيّة لا تعرف بالتعاون القائم بين "الحزب" والجيش في محاربة الإرهابيّين المتشدّدين. فهي تتجاهله لأنّه يحقّق أهدافاً مشتركة لكنّها تستمر في مراقبته. وقبل الانتقال من رهان البعض على محاولة أميركيّة تجهض ترئيس عون دولة لبنان، وهو رهان في غير محلّه، يقول من شاهدوا كيري على "اليوتيوب" قبل تصريحه المُقتضب عن لبنان أن صحافيّاً سأله، بعد انتهائه ونظيره الكويتي من الكلام عن اجتماعهما المغلق وعندما كانا يغادران المكان، عن لبنان والرئاسة فكان تعليقه المعروف.إلى ذلك يعتقد رافضو رئاسة عون الباحثون عن "خبرية" تٌفرحهم أن جلسة الانتخاب ستؤجّل لأن "حزب الله" لن يقبل أن يشارك وشريكته "أمل" في الثنائيّة الشيعيّة فيها وكل منهما على موقف مناقض للآخر. لكن هذا الاعتقاد في غير محلّه، وقد أكّد أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله ذلك أمس. فما يهمّ "الحزب" عدم تعطيل النصاب وشريكه برّي سيُؤمّنه. وما يهمّه أيضاً فوز عون. وذلك مضمون حتى الآن رغم التزام برّي عدم التصويت له وإن بالنصف زائداً واحداً فقط. إلّا طبعاً إذا حصل ما لا يتوقّعه أحد. وما يهمّه ثالثاً هو عدم انعكاس الاختلاف الشيعي – الشيعي السياسي على الأرض. وهناك تفاهم مع برّي على ذلك. علماً أن ترجمته عمليّاً محفوفة بصعوبات إلّا إذا ساعد "الرئيس" عون "الحزب" في التوصّل مع "المستقبل" والآخرين إلى تفاهمات تُعوّض الرئيس برّي "خسارته" أمام عون وداعميه. وذلك مُرجّح لكن ما يهمّه وبالمقدار نفسه هو عدم خسارة المسيحيّين الممثّلين بعون واحتمال اكتساب المسيحيّين الآخرين الذين تحالفوا مع عون بعد طول عداء. والأمران مهمّان في الصراع المذهبي المحتدم في لبنان والمنطقة. وما يهمّه أيضاً استمرار الاستقرار الأمني في البلاد على هشاشته. لكن السؤال المهمّ وهو من شقّين هما: هل أخطأ برّي وهل أخطأ عون والمسيحيّون عموماً؟ وماذا يحصل إذا تعطّلت جلسة 31 الجاري لتطوّر لم يكن في الحسبان؟

 

واشنطن لا تتحمل وزر نسف تفاهمات لبنانية لكنها "تتوجس" من تبعات لوصول عون

روزانا بومنصف/النهار/24 تشرين الأول 2016

اعاد الموقف الحذر الذي اطلقه وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مؤتمر صحافي مع نظيره الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح في شأن نتيجة دعم الرئيس سعد الحريري العماد ميشال عون للرئاسة الاولى تسليط الضوء على مواقف خارجية قد لا تنظر بارتياح كلي الى انتخاب الزعيم العوني. وليس خافيا انه منذ الزيارة التي قام بها الرئيس الحريري للنائب سليمان فرنجية في بنشعي في 26 ايلول الماضي من اجل ابلاغه رغبته بالانفتاح على خيار انتخاب العماد عون انصب اهتمام كل القوى على معرفة صدى مثل هذه الخطوة وردود الفعل عليها من الخارج. فليس خافيا ان انتخاب العماد عون لم يحظ في العامين الاخيرين على الاقل بأي حماسة غربية، ولعل الامر لا يزال على حاله نتيجة حذر كبير لا يخفيه معظم رؤساء البعثات الديبلوماسية من الهامش الضيق او المحدود للزعيم العوني في ضوء تحالفه مع " حزب الله" من جهة في حين ان مآخذ اخرى تطاول مواقفه في السياسة الخارجية من جهة اخرى. لم يلمس المستطلعون لمواقف القوى الاقليمية او الغربية جديدا في موقفهم من العماد عون في ضوء استعداد الحريري لدعم انتخاب عون بل استمع هؤلاء الى المخاوف التي يبديها الافرقاء اللبنانيون من وصوله واخذوا ذلك في الاعتبار خصوصا ان المعارضة لوصول عون ليست قليلة والاعتبارات الموضوعية التي ابدتها غالبية الافرقاء لا تخفي واقع الامور خصوصا ان المخاوف من وصول عون قد تحمل بعدا شخصيا لكنها تحمل ايضا بعدا سياسيا هو الذي تراه الدول وتركز عليه.

يكشف مطلعون ان الموقف الاميركي الفعلي شأنه شأن دول مؤثرة اخرى هو "التوجس" من وصول العماد عون. وهو تعبير ديبلوماسي يصر من التقى ديبلوماسيين اميركيين على ايراده كما هو في حين انه يشي بعدم تحبيذ هذا الخيار وفق تفسيرات البعض. فالاميركيون يعلمون جيدا من هو الجنرال عون وليسوا في حاجة الى من يكشف لهم المخاوف الكبيرة من احتمال وصوله، وهم لهم ما لهم من التجارب معه لكن ما يخشونه شأن الكثير من البعثات الديبلوماسية المعتمدة هو ان يكون قرار الحريري قد تم تحت وطأة ظروف قسرية قاسية متعددة الجوانب وتاليا فان قراره قد لا يكون صحيحا او سليما كليا تحت وطأة هذه الظروف الضاغطة، الامر الذي يفقد السلطة في لبنان القدرة على موازنتها سياسيا فيما ثمة خشية متعاظمة من فرض توازن جديد اخر سيكون له تبعاته وتداعياته ليس على الصعيد الداخلي فحسب انما على مستوى السياسة الخارجية من جهة وعلى الجيش اللبناني من جهة اخرى. وثمة من يؤكد ان الرئيس الحريري تلقى ردود الفعل على موقفه بصراحة ومن دون مواربة في لقاءات ديبلوماسية حرص خلالها اصحابها على اطلاعه على مواقفهم في موازاة استطلاع رأيه وظروفه وهو تاليا يعرف مسبقا رد الفعل على خطوته. كلام الوزير كيري الذي يبقى كلاما لرئيس ديبلوماسية اكبر الدول المؤثرة على رغم ما بات مأثورا عن كيري من مواقف قد لا تحمل اي ابعاد فاعلة، عاد فصوبه الناطق باسم الخارجية الاميركية لئلا يفهم منه تشجيعا لمعارضة ما رافضة او نسفا لتفاهمات لبنانية ليس في وارد الولايات المتحدة تحمل أوزارها مع استمرار الفراغ الرئاسي في لبنان، او انخراطا قسريا اكبر لها في لبنان قد يحملها مسؤولية افشال تسوية محتملة في الوقت الذي لم تساعد في اي وقت من اجل منع انزلاق لبنان الى ما بات عليه في الواقع السياسي. ومعلوم ان واشنطن لا تستطيع التزام اي انخراط من اي نوع كان خصوصا بالنسبة الى ادارة تحزم حقائبها للرحيل، فيما هي اهملت لبنان كليا ولم توليه اي اهتمام خارج دعم الجيش بحيث يمكنها راهنا الاعتراض على انهاء الفراغ الرئاسي من ضمن توازن سياسي قد اختل كليا لمصلحة من لا تحبذه الولايات المتحدة اي التحالف الذي يدعمه " حزب الله". اما عن عدم انتقال او تحول التوجسات الغربية الى اكثر من التعبير غير العلني بل ضمن اللقاءات المغلقة، فانما يعود فعلا الى جملة امور من بينها اولا عدم وجود بدائل لدى اي من الدول التي تهتم بمآل الواقع السياسي في لبنان عما يذهب اليه خيار الحريري ولم تقدم اي من الدول المعنية اي بديل كما لم تنجح لا في اقناع العماد عون في الانسحاب من المعركة الرئاسية ولا في اقناع ايران في حض "حزب الله" على تغيير خياره الداعم لعون. ثم ان لهذه الدول اولويات لا تسمح بتركيز اهتمامها على لبنان ولا بدفع اي اثمان من اجله على اي صعيد خصوصا اذا اخذ في الاعتبار ان فرنسا وحدها اهتمت فعلا بالوضع اللبناني وهي لم تنجح في المقاربة التي اعتمدتها اكثر من مرة. حتى ان زيارة موفد الرئيس فرنسوا هولاند جيروم بونافون الاسبوع الماضي الى بيروت انما حصلت في الزمن غير المناسب ولم تتكشف منها اي مقاربة داعمة لخيار الحريري على رغم ان البعض يقول انها تمت بناء على تشجيع من زعيم المستقبل، او استيعابية بحيث لا تكون فرنسا بعيدة عن مآل الواقع اللبناني.

في اي حال فان كلام كيري الذي تم تنفيسه يبقى قائما بالمفاعيل التوجسية التحذيرية خصوصا ان الولايات المتحدة هي الداعم الاكبر والشريك للجيش اللبناني بحيث يتعين اخذ هواجسها في الاعتبارفي كل المراحل اللاحقة.

 

برّي يريد نسف إتفاق باسيل - نادر الحريري

جوني منير/جريدة الجمهورية/الاثنين 24 تشرين الأول 2016

بعد أسبوعين ونيف من المفترض أن تفوز هيلاري كلينتون برئاسة الولايات المتحدة الأميركية، لتستعدّ معها منطقة الشرق الأوسط لمرحلة صعبة وقاسية من المفاوضات والترتيبات وهي التي ضمّت الى صفوف معاونيها خبراء وديبلوماسيين عملوا على الملفات المعقّدة في الشرق الأوسط، بما فيها ملفات الاتفاق النووي مع إيران والمفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية. في نهاية الشهر الجاري، من المفترض أيضاً أن ينتخب مجلس النواب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية بعد فراغ دام نحو السنتين والخمسة أشهر، ليلي ذلك تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل أولى حكومات العهد.

صحيح أنّ البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية هدف إلى إعطاء موقف أكثر مرونة من الذي تضمّنه قبل 24 ساعة تصريح وزير الخارجية جون كيري عن وصول عون الى قصر بعبدا، لكنّ ذلك لا يلغي وجود تحفّظ أميركي حيال التسوية الرئاسية في لبنان، ربما لاعتقاد البعض أنّ ذلك قد يؤدي الى زيادة منسوب التعقيدات على الساحة اللبنانية، ولو بنسبة معيّنة نتيجة التحالفات الموجودة بين «حزب الله» وعون. وبدت باريس متناغمة مع التحفّظ الأميركي ولو أنها وواشنطن تُعوّلان على عودة الحريري الى رئاسة الحكومة. وهو ما يعني أنّ واشنطن لن تعمل على إسقاط وعرقلة خيار عون على رغم أنها قادرة على ذلك لو أرادت. وفي لبنان، تتصرّف كلّ القوى على أساس ترتيب مرحلة ما بعد انتخاب عون وعلى أساس أنّ ما كتب قد كتب حول جلسة الانتخابات الرئاسية. وخلال الأيام الماضية، أبلغ الحريري عون أنّه وبخلاف ما يُشاع، فإنه واثقٌ من اقتراع نوابه وبالتالي تأمين غالبية مريحة لعون.

وبعدها بأيام معدودة سيدعو رئيس الجمهورية إلى استشارات لتسمية رئيس الحكومة وتكليفه بتشكيل أولى حكومات العهد، والتزاماً بما تعهّد به سيُسمّي «حزب الله» الحريري بعد أن يكون قد شارك في جلسة انتخاب عون. أما الرئيس نبيه برّي فسيقترع لرئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، وهو لن يسمّي الحريري لرئاسة الحكومة. حتى تلك اللحظة ستبدو الأمور وكأنها تسير بالشكل الصحيح، لكن ما إن يبدأ الحريري بمشاوراته كما تقتضي الأصول الدستورية فإنّ المشاكل ستظهر دفعة واحدة، وبدأ ذلك يظهر مع الكلام الذي يدور في الكواليس السياسية.

«حزب الله» سيقول لعون إنه وفى بكلّ التزاماته بدءاً من إيصاله الى قصر بعبدا ومروراً بالموافقة على تسمية الحريري لكنه بعدها سيقترب أكثر من برّي، وعلى أساس أنّ الالتزام بعون رئيساً لا يعني الموافقة على الاتفاقات والتفاهمات الثنائية التي حصلت بمعزل عن «حزب الله».

بالنسبة إلى جلسة الانتخاب، يرتكز عون على كتلة نيابية صلبة بلغت حتى الآن 72 نائباً، تشكل غالبية مريحة له، وذلك في انتظار موقف رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط الذي يتريّث الى ما بعد زيارة عون واستنفاد الوقت، وما يمكن أن يحمله من مفاجآت، ومن ثمّ المزاوجة ما بين علاقته المتينة مع بري ومصالحه السياسية والانتخابية مع عون والحريري. ولكن لدى تسمية الحريري سيكون وضع جنبلاط أكثر راحة ليبدأ بعدها المشوار الصعب. خلال اللقاء القصير الذي جمع برّي وعون، حاول الأخير طمأنة رئيس المجلس النيابي من خلال القول له إن لا أحد يريد استهدافه. وفيما أكد برّي في المقابل أنّه ملتزم الاقتراع لفرنجية فإنه أضاف بأنّ تعطيل جلسة الانتخاب في جيبه الكبيرة ولكنه لن يلجأ الى هذا الخيار.

وانتهى اللقاء من دون أن يؤدّي الى تنفيس الاحتقان السائد. وخلال لقائه بالأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله ليل الجمعة الماضي، استفاض رئيس المجلس النيابي في شرح كامل النقاط والجوانب التي تثيره والمعلومات التي وصلت اليه، وبدا أنه نجح في توحيد نظرته ونظرة «حزب الله» في الموضوع الحكومي. ويقول أحد المطّلعين عن قرب على موقف برّي إن لا مشكلة لرئيس المجلس النيابي مع الحكومة بل إنّ مشكلته الفعلية هي مع الاتفاق السرّي الذي صيغ بين الوزير جبران باسيل ونادر الحريري وهو يريد نسفه. أمّا «حزب الله» فسيعارض أيّ اتفاقات حصلت بمعزل عنه وسيطرح اتفاقاً جامعاً يشمل الجميع، وليس اتفاقات ثنائية مبهمة، بما يعني أن تضمّ الحكومة كلّ القوى وعلى أساس أنها حكومة وحدة وطنية. وقيل إنّ «حزب الله» أبلغ قيادة حركة «امل» أنه سيلتزم موقفاً موحَّداً معها حول الحكومة. وصحيح أنّ «حزب الله» يضع علامات استفهام كثيرة حول ما دار من تفاهمات بين باسيل ونادر الحريري لكنه إضافة الى ذلك لا يريد أن يصل الى سابقة حول نقضه للثنائية الشيعية، ولم يكن مريحاً ما سُجّل من سجال حاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين أنصار الفريقين. في كلّ الأحوال، فإنّ أجواء وصلت الى الثنائي الشيعي بأنّ اتفاق باسيل - نادر الحريري لحظ إعطاء حرّية الحركة للرئيس الحريري باختيار جميع الوزراء السنّة إضافة الى وزير مسيحي وأن تكون حقائب الداخلية والأشغال والاتصالات من حصته.

فيما يضع الثنائي الشيعي «فيتو» على إعادة اعطاء وزارة الداخلية الى تيار «المستقبل»، وهو يصرّ على ضمّ قوى سنّية أخرى على أساس الحكومة الجامعة، وإلّا فسيبقى هذا الثنائي خارج الحكومة، مع ما يعني ذلك من نسف مضمون التفاهم الذي حصل بين باسيل والحريري والذي طاول مواقع رفيعة في الدولة اللبنانية على حدّ ما قيل. أضف الى ذلك، القلق الضمني الذي ينتاب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أيضاً. فسرعة زيارته إلى الرابية والإيجابية المبالغ بها تُخفيان قلقاً لناحيتين: الأولى الحصة الحكومية التي لن تعطيه حقيبة سيادية ما جعل القريبين منه يتحدّثون عن حقيبتي الصحة والتربية. والثانية لشهر العسل الحاصل بين الحريري وعون ما يجعل دور جعجع ثانوياً بالنسبة إلى الحريري.

ومن هنا تصريح جعجع بعودة روح «14 آذار» إثر زيارته «بيت الوسط». لذلك هناك مَن يرى في موقف جعجع دفعاً لتأزيم العلاقة أكثر بين عون و«حزب الله» علّ ذلك يؤدّي إلى خربطة الصورة. والكباش الثاني الذي سيتولّى الثنائي الشيعي تنفيذه ما يتعلق بالانتخابات النيابية.

فمن ضمن ما وصل إلى الثنائي الشيعي عن اتفاق باسيل - نادر الحريري هو التفاهم على تأجيل الانتخابات النيابية سنة إضافية بناءً لطلب الحريري بحجّة عدم التفاهم على قانون جديد للانتخابات، ولكنّ الثنائي الشيعي سيدفع بقوة لعدم التمديد للمجلس النيابي ولو ليوم اضافي أيّاً تكن الأسباب والظروف. وكان معبّراً تصريح وزير المال علي حسن خليل عن حصول الانتخابات في موعدها بعد حصول اللقاء بين برّي ونصرالله.في المقابل، تبدو حسابات عون مختلفة. فهو يبدو مصمِّماً على إعطاء فترة محدَّدة لولادة الحكومة. فترة لا تتجاوز بضعة أسابيع وإلّا فسيعمد لإعلانها. أما في حال استمرار معارضة برّي وبالتالي عدم قبوله بها، فإنّه سيعمد عندها وبالتفاهم مع الحريري الى تشكيل حكومة مشابهة لتوازنات الحكومة الحالية وإصدارها، على أساس أنها حظيت قبلاً بموافقة جميع الأطراف. لكنّ هذه الخطوة والتي يبدو الحريري مرتاحاً لها، وهو الذي يعيش شهر عسل مع عون يبدو أنه سيطول، ستفتح أزمة داخلية حادة وستتزامن مع التطوّرات الميدانية الحاصلة في العراق وسوريا والتحضيرات الجارية لفتح ملف المفاوضات والتسويات الإقليمية.

 

برّي: شهر العسل مُهمّ... لكنّ الأهم أكل العسل!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 24 تشرين الأول 2016

أسبوع فاصل وحاسم قبل بلوغ جلسة 31 تشرين الأول لانتخاب الرئيس الجديد للجمهورية، الصورة تبدو وكأنّ الطريق معبّدة والجلسة قائمة في موعدها من دون أيّ معوّقات أو مطبات تُهدّد انعقادها، ولكن تبقى الاحتمالات كلها واردة طالما أنّ الغموض ما زال يكتنف بعض الحراك المحيط بهذا الاستحقاق، أولاً لجهة حركة سعد الحريري وزيارته الأخيرة الى السعودية التي تمّ استدعاؤه اليها بعد الإعلان عن قراره تأييد النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية. وثانياً الموقف الأميركي الذي عبّر عنه وزير الخارجية الأميركية، فعلى رغم التوضيحات التي أحيط بها كلام الوزير جون كيري، ما زال محلّ التباس وتشكيك وحذر لدى بعض المستويات السياسية. كلّ اللواقط الداخلية والانتينات السياسية على اختلافها، موجّهة نحو السعودية رصداً لحركة الحريري فيها، وما سيسمعه من السعوديين ربطاً بما سمّاها هو شخصياً «المخاطرة» في إعلانه تأييد عون، وبالتأكيد أنّ ما سيُقال للحريري في المملكة سيكون له صداه في لبنان وترجمة مباشرة وفورية على المشهد السياسي، سواءٌ أكان الكلام السعودي ينطوي على مباركة صريحة لهذا الترشيح أو على تحفّظ أو رفض له.

من هنا، فإنّ الساعات المقبلة حاسمة وستحمل حتماً جلاءً للصورة، ما سيُحدّد الوجهة النهائية التي ستسلكها الأمور إمّا في اتجاه الجلسة والانتخاب في 31 تشرين بما يفتح البلد على مرحلة جديدة، وإما في اتجاه العودة الى نقطة الصفر، ومن شأن ذلك أن يفتح البلد على مرحلة جديدة مفتوحة بدورها على شتى الاحتمالات. في أيّ حال، جلسة الانتخاب في 31 تشرين قائمة في موعدها وليس ما يُهدّد انعقادها، خصوصاً أنّ النصاب العددي للانعقاد والانتخاب متوافر، وإن انعقدت فعون رئيساً حتماً كونه يحظى بأكثرية واضحة، وحتى ولو لم تكن الأكثرية التي يريدها كبيرة فيها شيء من التعزيز المعنوي لانتخابه.

وما يزيد اليقين من انعقاد جلسة الانتخاب آخر الشهر، أنّ رئيس المجلس النيابي نبيه برّي يبدو وكأنه «حارس النصاب»، وربطاً بذلك، فعاد وكرّر في جنيف ما سبق له أن أكّد عليه في بيروت «سأكون أوّل الحاضرين أنا وكتلة «التنمية والتحرير» في جلسة الانتخاب».

لن يلعب برّي لعبة غيره، بل لن يسقط في ما سقط فيه غيره، وكان شديد الوضوح وحاسماً في هذا المجال عندما سُئل: هل ستعطّل جلسة 31 تشرين، فقال صراحة «أعوذ بالله».

ثمّ أضاف: «ليكن معلوماً، تعطيل النصاب في جيبي الكبيرة، وأنا أدرك ما أقول، لكنّني لن أعطّل أبداً، لم افعل ذلك قبلاً، ولن أفعله الآن. ولن أسجّل عليّ هذا الأمر، ولن أترك لأحد أن يتّهمني بأنني أعطّل نكاية بأحد، أبداً. التعطيل، وإن كان حقاً للنائب، إلّا أنني اعتبره غير دستوري».

وكشف برّي أنه أبلغ هذا الكلام الى عون في لقائهما الأخير الذي جمعهما في عين التينة يوم إعلان الحريري تأييده ترشيح رئيس تكتل «التغيير والإصلاح»: كان لقاؤنا طبيعياً جداً، وقلت كلّ ما لديّ لعون، وقد كان متفهّماً. في جيبي تعطيل النصاب، ولكنني لن أقدم على ذلك ابداً، ولن أفعل كما فعل غيري، أنا سأنزل الى مجلس النواب في جلسة 31 تشرين، ولكنني لن انتخبك، ولا تظنّ لحظة بأنني لا سمح الله أكرهك أو ما شابه، بل أكنّ لك كلّ تقدير وودّ واحترام. وكان ردّه متفهماً حيث قال لي أنا احترم رأيك واحترم قرارك، ونبقى أخوة بالتأكيد». إلّا أنّ برّي لا يريد أن يستبق الأمور وتحديد النتيجة التي ستنتهي اليها جلسة 31 تشرين، فعندما سئل: هل سيكون هناك رئيس للجمهورية في الجلسة، أجاب: إذا كان النصاب متوافراً، فلماذا لا؟ ثمّ إنه كان واضحاً أيضاً عندما أكد أنه سيصوّت للنائب سليمان فرنجية «طالما هو مستمرّ في ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية، فصوتي وأصوات كتلة التنمية والتحرير له».

تبعاً لذلك، حسَم بري موقعه منذ الآن: «أنا في المعارضة، لكن ليس المعارضة لمجرّد المعارضة، بل المعارضة البنّاءة، لقد سبق وأعلنت أنني في المعارضة ولكن ليس معنى ذلك أن اطيّر النصاب، بل المعارضة التي أعارض فيها حيث أرى من الواجب عليّ أن أعارض لتصحيح الخلل، أيّ خلل أرى أنه قد حصل، وأكثر من ذلك، فربما في وقت ما في ظلّ هذا المشهد الجديد، وعندما أجد أمراً جيداً وأرى انه يستوجب عليّ أن أوافق عليه فسأوافق عليه وأمشي فيه أنا وأخواني في المعارضة، هذه هي المعارضة التي سأذهب اليها. أيّ المعارضة البنّاءة، لا المعارضة الإعلامية التعطيلية او للنكاية بهذا او ذاك».

عندما يُقال لبرّي: لا احد يتخيّلك في المعارضة بعد هذه السنوات الطويلة في الجهة المقابلة، يسارع الى القول: «هناك أجسام تلبس كلّ الألوان». لكنّه لا يرمي ورقة تسمية رئيس الحكومة الجديدة من الآن، مع أنه قد حسَم موقفه في هذا المجال، إذ إنه عندما سُئل: اذا حصل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، هل ستسمّي سعد الحريري لرئاسة الحكومة؟ قال: لوقتها. ولكن في قراءته للوقائع المحيطة بخطوة الحريري ترشيح عون والاتفاق الذي حصل بينهما على مرحلة ما بعد الانتخاب، يرى برّي أنّ هناك مَن ذهب الى ما سبق أن نادى به هو شخصياً وكان محلّ اعتراض من هؤلاء تحديداً.

هنا يسرد برّي بعض الملاحظات، ففي فترة طرح سلّة التفاهمات، كنت أقول لهم، تعالوا لنتفق أولاً على مرحلة ما بعد رئاسة الجمهورية، لكي يأتي العهد الجديد محصَّناً ولكي لا نصلب الرئيس قبل انتخابه، وفي قولي هذا كنت أقول لنتفق على رئيس الجمهورية ميشال عون او غيره أيّاً كان الاسم، وعلى تشكُّل الحكومة، وعلى اسم رئيسها. وعلى قانون جديد للانتخابات، وأوّل عمل نقوم به هو أن ننتخب رئيس الجمهورية. فاعترضوا على ما طرحته. ولكنّ المفاجأة، التي ظهرت، يضيف برّي، تبدّت في أنّ ما طرحته شخصياً واعترضوا هم عليه، التزموا به، فعندما قلت في خطاب 31 آب عن تشكّل الحكومة، اقاموا القيامة على اشارتي الى التشكّل واعترضوا على اعتبار أنني اتحدث عن التشكيل، ولكن الآن تبيّن من خلال الاتفاق بينهم (أي الاتفاق بين الحريري وعون)، أنهم متفقون على «تشكّل»، أيّ على اسم رئيس الحكومة (سعد الحريري)، وعلى نوع الحكومة، وعلى حجم الحكومة من 24 وزيراً، وكذلك على توزيع بعض الحقائب الوزارية والسيادية منها خصوصاً، وحدّدوا مَن سيتولّاها من الآن. فلماذا رفضوا سلّة التفاهمات التي ناديت بها، وعادوا هم واتفقوا على سلّة تفاهمات؟

أكثر من ذلك، يسأل بري: أين قانون الانتخاب، لقد سبق وأكدت أكثر من مرة أنّ من الضروري لنا أن نتفق على قانون انتخابي قبل انتخاب الرئيس على اعتبار أنّ هذا القانون يقدم حيوية للعهد المقبل والبلد عموماً، ولكن كما يقال، ولا املك معلومات يقينية هنا، بأنهم اتفقوا على عدم مقاربة قانون الانتخابات. بل الإبقاء على قانون الستين». تبعاً لما تقدّم يسأل بري السؤال الآتي: الآن اتفقوا على ما يريدون، ولنفرض أننا ذهبنا الى جلسة 31 تشرين الأول وتمّ انتخاب رئيس الجمهورية، فماذا بعد ذلك، كيف سيقلع العهد الجديد؟

ثمّ يجيب برّي على هذا السؤال برسم المشهد الآتي: أولاً، ينتخب رئيس الجمهورية. وتصبح الحكومة الحالية فوراً حكومة تصريف أعمال. ثانياً، يُدعى الى استشارات نيابية ملزمة لتكليف شخصية تأليف الحكومة. ثالثاً، بدء مرحلة تأليف الحكومة الجديدة. فليقولوا لنا كيف ستتشكل هذه الحكومة. أنا أعتقد أنّ تأليفها إن تمّ، فلن يتمّ قبل خمسة أو ستة اشهر، وأن تنقضي هذه الأشهر، معناه أننا اقتربنا من موعد الانتخابات النيابية.

أي أنّ الصورة تصبح آنئذ على الشكل التالي: رئيس جمهورية بلا حكومة، حكومة تصريف أعمال غير قادرة على الحكم واتخاذ القرارات، رئيس حكومة تصريف أعمال بلا صلاحيات، بل مقيّد بصلاحيات ضيقة جداً، رئيس مكلف تشكيل الحكومة غير قادر على التشكيل، ومجلس نيابي ممدّد له، وتنتهي ولايته، فكيف يمكن الخروج من هذا المأزق؟

يقول برّي: إن وصلنا الى هذه الحالة، فإنّ نسبة الضرر ستكون كبيرة جداً على البلد، والضرر سيلحق بالجميع، ولكن مَن سيتضرّر اكثر من الجميع هو «فخامة الرئيس الجديد».

إذ يكون في بداية عهده قد تلقى ضربة كبرى. وفي أوّل عهده سنكون امام قانون للانتخاب لا احد يريده، مع العلم انني أذكّر بما قلته في مرحلة سابقة «قلوبهم معه وسيوفهم عليه». وهذا كله سيؤدي الى امتصاص العهد فور انطلاقه. ما يجب أن يعلمه الجميع هو أنّ العرس مهم، وأهمّ من العرس هو الزفّة.. وشهر العسل، والأهم من كلّ ذلك هو أكل العسل، فكيف سيُؤكل العسل؟

سُئل برّي عما تردّد عن لقاء بينه وبين السيد حسن نصرالله، فقال: أنا في جنيف الآن، واذا التقيت بالسيد هنا في جنيف يكون ذلك صحيحاً. وكان برّي قد بدأ نشاطه في جنيف حيث يشارك في الاجتماع البرلماني الدولي، بترؤس الاجتماع التشاوري لاتحاد مجالس دول منظمة التعاون الإسلامي، وأكّد «أنّه علينا العودة الى قبلتنا الاولى، فلسطين والقدس»، وقال إنّ «الشيء الوحيد الذي يذكرنا اليوم بفلسطين، هو فتية فلسطين الذين يتصدّون لقوات الاحتلال الاسرائيلي بالسكين».وقد قدمت رئيسة مجلس الشعب السوري هدية عباس اقتراحاً باعتماد بند طارئ ضد العقوبات التي تتعرّض لها سوريا وتأثيرها على الشعب السوري وحقوق الانسان، كذلك قدم الوفد السعودي اقتراحاً ضد القانون الاميركي «جاستا»، معتبراً أنه يشكل انتهاكاً سافراً لسيادة الدول. كما قدم الوفد المغربي اقتراحاً بالتأكيد على قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. وقال برّي «إنّ كلّ هذه الاقتراحات تتلاقى تحت عنوان حماية سيادة الدول»، لافتاً إلى أنّ «جاستا مطبق عملياً على نصف الشعب اللبناني من دون قانون، إذ إنّ أهمّ عامل اقتصادي مساعد للبنان هو تحويلات المغتربين التي تقدر بين 7 و8 مليارات دولار، ومنذ نحو خمس سنوات نواجه ضغوطاً متزايدة وحصاراً يشبه الحصار القائم أو الذي تتعرّض له بعض الدول العربية».

 

خفايا خطة جعجع... و«البوانتاجات» مع عون والحريري

جنى جبّور/جريدة الجمهورية/الاثنين 24 تشرين الأول 2016

طالَ أمدُ الشغور الرئاسي ليُقارب العامين ونصف العام، وهو وقت ليس بقصير، ما دفع بعض الفرقاء السياسيين، ومنهم رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، إلى إطلاق مبادرات هدفها الوصول بهذا الملف الى خواتيمه السعيدة. وبعد تبنّي الرئيس سعد الحريري ترشيح العماد ميشال عون، كانت جولة لجعجع على الرابية و»بيت الوسط»، مؤكداً أنّ مرحلة الفراغ قاربت الانتهاء. حلّ جعجع على الرابية ضيفاً غير منتظر ومن دون دعوة، فوصَل مع موكبه برفقة رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» ملحم الرياشي، مفاجئاً الجميع. سارع عون الى استقبال جعجع، وبعدها بوقت قصير حضر النائب ابراهيم كنعان لينضمّ الى الخلوة التي استغرقت ساعة ونصف الساعة. هذه الزيارة المفاجِئة أتت ضمن الخطة التي وضَعها جعجع لمواكبة دعم ترشيحه لعون الى أقصى حدّ. «الجلسة كانت ودّية»، هذا ما يؤكّده مصدر قواتي لـ«الجمهورية»، قائلاً: «تطرّق المجتمعون في هذه الخلوة الى أهمّية التوافق المسيحي الذي زادنا قوة، خصوصاً بعدما تراكمت إيجابيات اتفاق معراب في 18 كانون الثاني الماضي حتى اليوم، أي منذ تبنّي جعجع ترشيح عون. بعدها جرى تقويم للمسار الرئاسي، حيث عرض المجتمعون الإحصاءات و»البوانتاجات»، من حيث توزيع أصوات النواب المؤيّدين لعون والمعارضين له».

أما بالنسبة إلى الرسائل والشروط التي حمَلها جعجع إلى عون والاتفاق على حصص وزارية معيّنة، فينفي المصدر القواتي الأمر، مشدّداً على أنّ «كلّ ما يتداوله الإعلام غير صحيح، فجعجع لم يُشارط عون على أيّ حقيبة وزارية. و«القوات» انطلاقاً من مبادئها تُصرّ على إنهاء الشغور في المركز الرئاسي المسيحي الوحيد في الشرق، ويهمّها مصلحة اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً». ويلفت المصدر الى أنّه «حتى الساعة، نرى أنّ حظوظ عون الرئاسية ما كانت لترتفع، أولاً لولا تنازل جعجع عن حقّه في الترشح الى الرئاسة لتبنّي ترشيح عون الذي يُعتبر رئيساً قوياً، ويملك أكبر حيثية مسيحية بإجماع أكبر قوّتين مسيحيتين حول شخصه، ناهيك عن ثقله في المجلس النيابي وفي الحكومة العتيدة.

وثانياً، لولا دور جعجع الذي ساهم في جعل الحريري يتبنّى ترشيح عون. ولاكتمال هذه الصورة، لا يزال عون يحتاج إلى نيل دعم بقية حلفائه بعد تأييد «حزب الله» أمس. بعد زيارته إلى عون، وصل جعجع مساءً الى «بيت الوسط» بناءً على موعد مسبق، وكان الحريري ينتظره على المدخل الرئيس، حيث قال جعجع للصحافيين الموجودين في المكان لمواكبة الحدث «رجعنا ورجعت ليالينا». بعد اجتماع أوّلي مع الحريري، عقد جعجع مؤتمراً صحافياً ثمّ توجّه إلى طاولة العشاء بمشاركة رياشي والنائب السابق غطاس خوري، ومدير مكتب الحريري نادر الحريري، ومستشاره الإعلامي هاني حمود. وفي السياق، يشير المصدر القواتي الى أنّ «جعجع شرَح للحريري أهميّة وصول عون الى الرئاسة مدعوماً من كتلتي «المستقبل» و»القوات». وكما حصل في الرابية، شهدت طاولة عشاء «بيت الوسط» إحصاءات دقيقة ومفصّلة لجهة توزيع أصوات النواب لصالح عون. «وقوّم المجتمعون العملية الانتخابية، والمشاكل التي قد تعترض مسارها، وكيفية العمل على حلّها». وعن السبب الذي جعل الحريري يتخلّى عن تبنّي ترشيح النائب سليمان فرنجية لمصلحة عون، يوضح المصدر أنّ «في ظلّ التجاذبات الحاصلة، وجَد الحريري أنّ حظوظ وصول فرنجية الى الرئاسة غير متوافرة، وهو بخطوته هذه، ضحّى برصيده الشخصي في الشارع السنّي من أجل إنهاء الشغور، لأنّ بذلك مصلحة لجميع اللبنانيين، ولكشف الذين يريدون استمرار الوضع على حاله». الشغور الرئاسي والخروج منه، هو مطلب أساس لجميع اللبنانيين الذين يتوقون الى وجود رئيس في قصر بعبدا، ما ينعكس إيجاباً على الوضع اللبناني في كلّ مستوياته. وما شهده هذا الملف من حراك حتى الآن، يُعتبر خطوة إلزامية وضرورية للوصول الى الخاتمة السعيدة، حيث يكشف المصدر القواتي: «إذا دعت الحاجة، سيلتقي جعجع في الأيام المقبلة زعماء آخرين قد يلعبون دوراً في موضوع الرئاسة».

 

الأسد باقٍ... والبقية تفاصيل!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 24 تشرين الأول 2016

لو كانت الأمور على ما يرام، لَما تمَّ انتظار يوم 31 تشرين الأوّل، ولكانت جلسة الانتخاب عُقدت بعد 24 ساعة من إعلان الرئيس سعد الحريري تبنّيَه ترشيح العماد عون. فالرئيس نبيه بري كان قد وعَدَ بتقريب موعد أيّ جلسة إذا توافرَت العناصر الإيجابية لإنجاز الانتخابات. ولكن، على العكس، بدلَ تقديم الموعد، ثمّة مَن طَرَح في الأيام الأخيرة أسئلةً عن مصير جلسة 31 نفسِها. رقمياً، يمكن القول إنّ عون بات يَحظى بالغالبية النيابية المطلوبة لانتخابه، في الدورة الثانية (65 صوتاً) إذا لم يكن في الدورة الأولى (85 صوتاً)، كما أنّ النصاب متوافر ما دامَ معارضوه يؤكّدون أنّهم لن يعاملوه بالمِثل، أي أنّهم سيشاركون في الجلسة ويصوِّتون ضدّه أو بأوراق بِيض. ولكن، ما زالت هناك مسافة ربّما، ما بين الحسابات الرقمية والحسابات السياسية. الكلمة الفصلُ يَملكها طرف واحد هو «حزب الله» الذي أعلنَ بوضوح، بلسان السيّد حسن نصرالله، قرارَه المشاركةَ في الجلسة والتصويتَ لعون. وستَظهر المفاعيل على الأرجح قبل 31 تشرين، لأن لا مصلحة لأحد في أن ينحشرَ في اللحظة الأخيرة. ولكن، وإن يكن «الجنرال» «على الرّاس والعين»، فـ«الحزب» لن يكون معنيّاً بأيّ اتّفاق عَقده، لا مع «القوات اللبنانية» ولا- خصوصاً- مع الحريري. ولذلك، فالمشكلة بين عون وبري سيَجري حلّها بعد الانتخابات لا قبلها، مع الحِرص الشديد على أنّ بري هو الحليف الأوّل، وأنّه الرئيس الدائم للمجلس النيابي بالنسبة إلى «الحزب». وترجمةُ كلّ ذلك أنّ على عون أن ينتظر موقفاً موحّداً بين بري و»الحزب» بعد الانتخابات، على الأرجح ينضمّ إليه النائب وليد جنبلاط. وهنا تبدأ المساومة الحقيقية مع عون، ولكن خصوصاً مع الحريري. وهذا ما يبرّر أيضاً قولَ الحريري إن ترشيحَه لعون يتضمّن مخاطرة.

الجديد في كلمة نصرالله أمس هو أنْ لا فيتو من «الحزب» على ترؤسِه الحكومة. وهذا الكلام يأتي وسط ما أشيعَ عن احتمال وجود فيتو سوري أو إيراني عليه. لكن الاستحقاق الذي سيواجهه الحريري بالتأكيد هو في تركيبةِ الحكومات التي سيتولّى تأليفَها. فهل يطالب بضمانات تكفَل أن يستطيع تأليفَها، ليس فقط من جانب القوى الداخلية، بل أيضاً لجهة وجود تغطية إقليمية ودولية للصفقةِ العونية - الحريرية. فالمثير هو أنّ أيّ صوت إقليمي أو دولي مرحِّب بمبادرة الحريري لم يُسمَع حتى الآن، خلافاً لمبادرته السابقة التي تبنّى فيها ترشيح النائب سليمان فرنجية. فالفرنسيون مرتاحون اليوم إلى احتمال إنهاء الفراغ، لكنّ علاقة عون بـ»الحزب» ربّما تُحرجهم، وكذلك الولايات المتحدة والسعودية. أمّا السوريون فبَعثوا بإشارات التحفّظِ لا على عون بل على الحريري، وهناك صمتٌ في إيران. فهل المبادرة الحريرية «مقطوعة من غصنِ شجرة» ولا أب لها، لا إقليمياً ولا دولياً؟

هناك انطباع لدى البعض بأنّ صفقة عون - الحريري تمّت بتغطية محلية، ويريد أقطابُها استعجالَ تمريرها في لحظة التلهّي الإقليمي والدولي بمجريات الحرب في سوريا والعراق واليمن، وانتظار الرئيس الجديد في البيت الأبيض. وهنا تَرفض أوساط الحريري الكلامَ الذي يصوِّره مجرّدَ راغب في العودة إلى السلطة بأيّ ثمن، للتخلّص من أوضاعه الصعبة ولَملمةِ الجماهير داخلياً. وكذلك، ترفض أوساط عون الكلامَ على أنّه يعيش هواجسَ السلطة منذ 30 عاماً. وصحيح أنّ ارتكاز مبادرة الحريري إلى عناصر محض محلّية هو عامل قوّة لها، لكنّه أيضاً يثير المخاوفَ من سقوطها، سواء قبل 31 تشرين الأوّل أو بعده. فلا أحد مقتنع بأنّ بعض القوى الداخلية، السنّية والمسيحية خصوصاً، بات يمتلك القدرةَ على تمرير اتفاقات غير مغطاة إقليمياً ودوليّاً، فيما القوى الأخرى ذات التأثير تنخرط تماماً في مجريات الصراع الدائر في الشرق الأوسط.

فتورُّطُ بعض القوى اللبنانية في حروب المنطقة يَدفعها إلى التعاطي مع لبنان بوصفِه واحدةً من أوراق المساومة، حتى انتهاء هذه الحروب. ولو كانت «لبنَنة» التسويات ممكنة أساساً، لَما حلَّ الفراغ الرئاسي ولَما تعطّلت المؤسسات، ولَما وقعَ لبنان ضحية 2.5 مليون نازح سوري وفلسطيني. ولذلك، هناك شكٌّ في قدرة الشريحتين السنّية والمسيحية على إنضاج تسوية سياسية ثنائية تفتقد إلى التغطية الشيعية داخلياً والتغطية الإقليمية. وقد يكون الحريري اتّخَذ قراره باستقلالية عن القرار السعودي المركزي، لأسباب معيّنة، لكن يستحيل أن تتّخذ القوى الشيعية قرارات من دون التنسيق التام مع المحور الإقليمي الذي يدعمها.

وهنا يصبح مشروعاً تسليطُ الضوء على عمقِ المجريات السورية التي تتحكّم بشكل مباشَر بالواقع الداخلي اللبناني. وقد بات واضحاً أنّ الرئيس بشّار الأسد انتقلَ مِن وضعية الدفاع إلى وضعية الهجوم، بدعمٍ روسيّ - إيراني كامل، وتغطية أميركية، وصمتٍ تركيّ وعربي. وإذ انتهت المعارك الكبرى بتكريس عجز النظام والمعارضة عن الحسمِ الكامل، فإنّ المعارك الصغرى مستمرّة لرسم الخطوط الدقيقة لمناطق النفوذ. واليوم يعمل الأسد على إحكام سيطرته على أكبر مساحة من حلب، لينتقلَ إلى مناطق أخرى، فيما يَحتفظ بـ»سوريا المفيدة» من الساحل إلى الجولان، مروراً بحِمص ودمشق.

والاطمئنان إلى المصير، باعتراف أميركي واضح، هو الذي يَدفع الأسد إلى التفكير بلعِب أوراق جديدة لطالما كان يَمتلكها، ومنها الورقة اللبنانية. وصحيح أنّ هامش الحركة قد تقلّصَ مع خروج الأسد من لبنان عسكريّاً، لكنّ تركيبة الحكم اللبنانية بعد وصول عون إلى السلطة، في ظلّ المحور الذي يتحالف معه اليوم، ستكون ملائمة لاستعادة علاقات مميَّزة مع الأسد. وفي تقدير المتابعين أنّ عقدة الفراغ الرئاسي اللبناني مرهونة أساساً بالوضع في سوريا ومصير الأسد، وأنّ الانتخابات الرئاسية في لبنان رهنٌ باقتناع المحور الإيراني باستخدام هذه الورقة لدعمِ موقع الأسد في أيّ تسوية مقبلة على سوريا.

وانطلاقاً من هذه القراءة، يقول هؤلاء: اليوم، يتمّ البحث في تسليم رئاسة الجمهورية لحليفِ المحور الإيراني، عون، فلماذا تَرفضه إيران والأسد؟ ولكن، بما أنّ القوى اللبنانية المعادية للأسد وإيران كلّها قد أعلنَت استسلامها، وهي تقدّم التنازلات تباعاً، فلِمَ العجَلة؟ أليس الأفضل انتظارها لتخفضَ سقفَ مطالبها السياسية إلى أدنى ما يمكن؟

في تقدير هؤلاء، المعادلة التي تَرتسم اليوم (عون - الحريري الإبن - بري) ستكون على ما يبدو شبيهةً بالمعادلة التي رعاها السوريون في لبنان مع الحريري الأب. ولكن، هل يريد المحور الإيراني، بعد كلّ المغامرات التي جرت، أن يعتمد «تجربة متعِبة» كتلك في لبنان؟

خلال وجودهم في لبنان، كان السوريون معروفين بشرحِهم النظرية الآتية: إذا كنتَ تمتلك تفّاحةً وتريد بيعَها اليوم، فإنّك ستطلب ثمناً غالياً. ولكن، إذا لم يكن هناك مَن يشتريها منك، فإنّ التفاحة سيَضربها الاهتراء وستضطرّ إلى بيعها بثمن أقلّ بكثير. وإذا طالَ انتظارك لبيعها فإنّك سوف تضطرّ إلى أن تدفع للآخرين لكي يأخذوا منك هذه التفاحة المهترئة، والتي باتت عبئاً على صاحبها! «نظرية التفاحة» هذه ما زال المحور الإيراني يعتمدها في كلّ الكيانات الشرق أوسطية التي يخوض فيها المعارك: سوريا والعراق واليمن، وطبعاً لبنان. فهل حان الوقت لإقرار الصفقة على «التفاحة»؟

 راهنَ المحور الإيراني على استمرار الأسد، وقد نجَح في ذلك، وسط تواطؤ مكشوف أظهرَته القوى الدولية التي ادّعَت حماية المعارضة، ولا سيّما الولايات المتحدة. وبات الوضع العربي أكثرَ ملاءمةً له، خصوصاً مع التبدّل في الموقف المصري. وإذا استمرّ هذا المسار في سوريا، فإنّ أيّ تسوية سياسية في لبنان، والعراق أيضاً، ستكون محكومة بمعادلة القوّة التي أرسَتها إيران في سوريا. فالأسد باقٍ... والباقي تفاصيل. وعلى الجميع أن يتدبّروا أمورَهم على هذا الأساس.

 

ربيع البطريرك وخريف الوريث

دلال البزري/المدن/الأحد 23/10/2016

في فصل ترشيح الثمانيني لرئاسة الجمهورية، بدا البطريرك، ميشال عون، سعيداً، مبتسماً، نابضاً بالحياة، عكس ما ينتظره المرء من رجل يكون عادة في هذا العمر، بعد شقاء سياسي طويل، يداعب احفاده ويشحذ منهم الإنتباه، وينتظر نهاية خريفه بأسى. أما سعد الحريري، الأربعيني، الأصغر من أولاده ربما، فطلع علينا وكأن خريفه بدأ لتو: ممْتعض، متجهّم، حزين، واضعاً إصبعه على فمه، بالكاد يستطيع أن يتفوّه بـ"مبادرته"، تاركاً لحيته تطول ووزنه يزيد؛ بطيء الحركة، ثقيلها. يتكلم بلسان والده الشهيد، يقف تحت صورته، يستجدي ماضيه، يعتز بأن ما يفعله الآن، كان أبوه سوف يفعله. فيما الثمانيني السعيد، فلا صورة غير صورته، ولا لسان غير لسانه، يطلب أن ننسى ماضيه، أن نتطلع إلى المستقبل، تذهب كل امانيه نحو "الأخوة والأولاد والأحفاد"، غافلاً قصداً الصهْرين . فيما بدا الأربعيني منغرزاً في جذره السطحي، ملقياً نظره على الماضي وأمجاده، ومنبع شرعيته. كل هذا من باب العجائب المادية: إذ كيف لثمانيني ان يثبت على رغبته بالرئاسة والزعامة على الرغم من تقدمه في العمر؟ وكيف لأربعيني أن ينحني لهذه الرغبة، بعد مقاومة متأرجحة، على الرغم من صغر سنه؟

ليس معروفاً بالضبط سبب هذه المعادلة الشاذة في علم الأجيال، خصوصا السياسية منها: أن يطلع المسنّ إلى الخشبة، منتصراً مزهواً، في وقت ينتظر فيه مجايلوه الإكتئاب ثم الموت. وأن يكون البطل الذي أمامه، وهو في عزّ شبابه، مكسوراً، بالكاد يستطيع أن يتفوه بالكلمات التي تزكّيه، لشدة مرارتها. الأول عازم منذ عقود على الرئاسة، والثاني متذبذباً، بين رفضه القاطع له، وبين إعلانه عن ترشيحه له، مروراً بمرشحين آخرين، وفي كل مرة يتراجع، ثم يتقدم، وصولاً الى هذه الخاتمة البائسة. ولكن إذا دقّقتَ بخلفية المشهد، فسوف تفهم لماذا يحتفل الآن البطريرك بربيعه: فهو، فوق الرئاسة، أي "تحقيق الحلم المنشود"، والشعبية الجارفة وسط أبناء طائفته، أي أساس زعامته... أمّن تجديد هذه الزعامة، توريثها، بالإنتخابات المقبلة، والتي تليها. فوق هذا، يكسب ثلاث كتل سياسية كبرى، تضمن له، حتى الآن، نجاح ترشحه: "القوات" و"حزب الله" و"تيار المستقبل" الذي يتزعمه الشاب الخريفي. فيما يخسر هذا الأخير حليفه، عمود النظام، نبيه بري، بعدما تفرّد في "طبخ" هذا الترشيح، فضلاً عن "صديقه" سليمان فرنجية بعدما خذله، ويواجه رفضاً لهذا الترشح من نواب كتلته ومن طائفته؛ والخسارة الأقوى من الجميع، تلك التي تهدّد زعامته، هي قاعدته الشعبية التي رباها منذ عشر سنوات على "الموقف" من البطريرك، المعتمد المسيحي لمحور الممانعة... ها هو المحور مغتبط، يشاهده على خشبة السياسة، وهو يكاد يختنق لدى إعلانه عن ترشيحه، يجف الريق في فمه، يعبس، يغلب السواد على وجهه، فيما البطريرك، متألق، تقدح عينه شرراً والتماعاً، ويسهر على ابتسامته، لا يريد ان تكون أعرض مما يجب، يمسك عن القفز في السماء فرحاً، ولا تنقصه الهمّة، بعدما أخذ جرعته الكيميائية من "الإنتصار".

"التفاهم" بين الإثنين واضح على الخشبة. هما سوف يهتمان بـ"الدولة" ومؤسساتها ومسيرتها، فقط لا غير؛ لن ينظرا إلى النشاط العسكري للدويلة، "حزب الله"، داخل هذه الدولة، على جوانبها، أو أبعد من حدودها. وبتركيز إهتمامهما على "الدولة" وحسب، سوف ينكبّان على خيراتها: أنت رئيس جمهورية، وأنا رئيس وزراء؛ نترك "حزب الله" يسرح ويمرح، لا يقترب صوبنا إلا لنيل حصته، التي لن تكون صغيرة في كل الأحوال. لن تكون صغيرة؟ بل حصة الأسد، بعدما تمرد قليلاً، هو وحليفه الشيعي. وبذلك تفهم شيئاً من سعادة الثمانيني وتعاسة الأربعيني على الخشبة: لقد انتصر "حزب الله" خلفهما، وبرصاص "كاتم الصوت" (على حد تعبير أحدهم). من دون صواريخ بعيدة المدى، ولا شهداء في ساحة الجهاد. فالثمانيني منتصر على الخشبة؛ خلف كواليسها، "حزب الله"، الذي رفع ترشحه عالياً، هو اكبر الرابحين. "حزب الله" الذي وصفه الأربعيني، طوال عقد من الزمن، بأصل الشرور الوطنية كلها. ها هو خلف الثمانيني، يرسّخ دوره الاقليمي، ويرفع مرشحه إلى الرئاسة الأولى. كل هذا ليس سوى مسرح، أو بالأحرى فصل من مسرحية السياسة. لن يغير شيئاً من هذا الفصل، بعد ذلك، إن كان الثماني سوف يُنتخب، وإذا انتخب سوف "يحكم". وإذا "حكم" لعام واحد أو مئة عام، ويجرّنا إلى هاوية تلو الأخرى...كان يمكن أن يكون كل هذا الفصل مسلياً، ممتعاً بمفارقاته وتشويقه وخروجه عن الروتين التعطيلي. كان يمكن أن يكون مسلياً، لو لم يكن مؤشراً إلى محاولة جديدة، فاشلة أو ناجحة، لإدامة نظام سياسي متآكل مهترىء، ولولا عودة جبال النفايات إلى الشوارع، وانقطاع المياه، واختلاط الجوفية منها بمياه المجارير، وسرقة رمول الرملة البيضاء... وحرية "حزب الله"، مدعوماً بإنتصاره الجديد، في قتل المزيد السوريين، وحصارهم وتجويعهم.

 

سوريا بين المنطقين السوفياتي والروسي

خيرالله خيرالله/العرب/24 تشرين الأول/16

لم ينته الاتحاد السوفياتي، كنظام ومجموعة جمهوريات، إلا بعدما أغرق الشرق الأوسط في كلّ أنواع الأزمات الناجمة عن بحث دائم عن موطئ قدم فيه. لم يكن يوما سوى بائع أسلحة. وإذا كان يمكن الحديث عن إنجاز يتمثل في بناء السدّ العالي، فإنّ هذا الإنجاز مرتبط بالمنافسة مع الغرب، والسعي إلى إقامة وجود دائم في مصر ليس إلا وذلك من منطلق إمبريالي بحت. لا يوجد سبب واحد يدفع إلى الاعتقاد أن نظام فلاديمير بوتين في روسيا الحديثة سيكون أفضل من النظام السوفياتي. على العكس من ذلك، يرتكب بوتين كلّ الأخطاء التي ارتكبها القادة السوفيات، رافضا التعلّم من تجارب الماضي، متكلا فقط على ذلك الشعور الوطني العميق المترسّخ لدى المواطن الروسي الذي يظنّ أن بلده ولد ليكون دولة عظمى. يتجاهل هذا المواطن الروسي الذي يسير خلف بوتين أن بلده لا يملك أي مقومات تؤهله ليكون قوة عظمى. ولأنه لا يملك أيّا من هذه المقومات، باستثناء السلاح النووي والسلاح التقليدي، نجد بوتين في عملية هروب مستمرة إلى الأمام، خصوصا إلى خارج الأراضي الروسية. ليس التدخل الروسي في سوريا والمشاركة في الحرب على الشعب السوري بالتفاهم مع إيران والتنسيق مع إسرائيل، سوى فصل من فصول عملية الهروب إلى الأمام، أي إلى الحائط المسدود الذي لن يتأخر في الظهور في وجه الرئيس الروسي والسياسات التي يمارسها.

لعب الكرملين قبل انهيار الاتحاد السوفيـاتي دورا كبيرا في إيصال المنطقة إلى ما وصلت إليه اليوم، وذلك عن طريق الدعم الذي قدّمه دائما إلى الأنظمة العسكرية، بما في ذلك النظام السوري.

كان الوجود السوفياتي في روسيا أسوأ بكثير من أي استعمار، خصوصا أنه ساهم في الوصول إلى هزيمة 1967 التي جعلت سوريا تعتمد على الدعم السوفياتي أكثر من أيّ وقت.

من يعود قليلا إلى الخلف يستطيع أن يتذكّر كيف ورّطت “سوريا – البعث”، قبل أن تصير “سوريا – الأسد”، جمال عبدالناصر في الهزيمة التي أدّت إلى احتلال إسرائيل للجولان وسيناء والضفة الغربية منذ نحو نصف قرن. احتلت إسرائيل أراضي سورية ذات أهمّيـة إستراتيجية ومـا لبثت أن ضمّتها إليها، كما احتلت الضفة الغربية والقدس الشرقية وكل صحراء سيناء، بما في ذلك قطاع غزّة الذي كان تحت الإدارة المصرية. لم تبذل موسكو في مرحلة ما قبل 1967 أي جهد من أجل إفهام قادة مصر وسوريا وقتذاك أن موازين القوى لا تسمح بالانجرار إلى حرب مع إسرائيل، وأنّ من الأفضل التريث والامتناع عن تصديق الشعارات الفارغة التي كانت تخرج من أكثر من عاصمة أو مدينة عربية. لم يساعد الاتحاد السوفياتي سوريا يوما في استعادة الجولان، اللهمّ إلا إذا كان يمكن اعتبار حرب تشرين الأوّل – أكتوبر 1973 حربا حقيقية وليست مناورة أضفت شرعية ما على نظام حافظ الأسد الأقلوي الطامح دائما وأبدا إلى لعب دور على الصعيد الإقليمي عن طريق الإرهاب والابتزاز. لم تكن استعادة الجولان هدفا للنظام السوري في يوم من الأيّام، بمقدار ما أنه كان مطلوبا التظاهر بالرغبة في التفاوض مع إسرائيل من أجل تحقيق مآرب أخرى، خصوصا في لبنان.

لا يزال السؤال الملحّ الذي يطرح نفسه بكل قوّة لماذا لم تستطع موسكو لعب دور إيجابي في الشـرق الأوسط في يوم من الأيّام؟ قبل كلّ شيء، ليس لدى روسيا، تماما كما كانت عليه الحال مع الاتحاد السوفياتي، نموذج يصلح اتباعه في أي مكان من العالم. روسيا في وضع داخلي لا تحسد عليه وعلى فلاديمير بوتين البحث في كلّ وقت عن عدوّ خارجي من أجل تبرير جمعه لكلّ السلطات في يده والتغطية على المعاناة اليومية للمواطن الروسي.

هناك نجاح واحد لبوتين جعله قادرا على التحدث مع الولايات المتحدة من الندّ للندّ. هذا النجاح تحقّق في سوريا ولكن على حساب عشرات آلاف السوريين الذين قُتلوا بالسلاح الروسي. قضى السوريون ودمّرت مدنهم وبلداتهم وقراهم وأجبروا على الهجرة من أرضهم. لعب السلاح الروسي، الذي يأتي في شكل قصف جوي أو براميل متفجرة يستخدمها النظام، أو سلاح فردي وقذائف تلجأ إليها الميليشيات المذهبية المدعومة من إيران، الدور المطلوب منه. صار في إمكان بوتين القول أمام مواطنيه إنّه أعاد روسيا إلى الموقع الذي تستحقه على خريطة العالم. ولكن ماذا بعد ذلك؟

لعلّ أفضل ما يشرح الوضع الروسي، إضافة إلى كتاب غاري كاسباروف الذي عنوانه “الشتاء آت”، حديث أدلت به ماري مندراس الباحثة في الشأن الروسي إلى صحيفة “لو موند” قبل أيّام قليلة. يساعد هذا الحديث في فهم الأسباب التي تدفع إلى القول إن روسيا تتجه إلى طريق مسدود.

قالت الباحثة: “بعد سقوط جدار برلين في خريف العام 1989 وانهيار الاتحاد السوفياتي، تغيرت الأطر (الجغرافية) كليا. تمددت المجموعة الأوروبية ـ الأطلسية في اتجاه الشرق. لم تعد في مواجهتها سوى دولة واحدة هي روسيا.

لا تمتلك روسيا حليفا صلبا واحدا. علاقة روسيا بكازاخستان، مثلا، لا علاقة لها بالشراكة الفرنسية – الألمانية أو الحلف الأطلسي. إن القوة العظمى السابقة، تبقى قوة عسكرية ونووية، لكنها صارت دولة من الحجم المتوسط، دولة تعاني من تراجع عدد السكان، دولة اقتصادها أقل بقليل من حجم الاقتصاد الإيطالي. المجتمع فيها في حال ضياع وهو يعد نفسه لمزيد من الفقر والانطواء على الذات”.

تضيف الباحثة، التي تتابع الوضع الروسي بدقة، إن فلاديمير بوتين “يجمع في شخصه كل السلطات ويمتلك السلاح النووي، لكنّه يضعف بلده وشعبه. لا مفرّ أمام روسيا من مواجهة مرحلة الأفول، خصوصا أن بوتين لم يستطع تنفيذ سياساته. لم يستطع السيطرة على الجمهوريات السوفياتية السابقة، وإقامة شراكة مع الولايات المتحدة، وإقامة علاقة تجارية مع أوروبا وجلب استثمارات منها. لذلك، يشعر النظام، أكثر فأكثر، بأنّه مطوق، وهو مستعد لكل أنواع عمليات الهروب إلى أمام. لم يعد الرئيس الروسي يقبل أي اعتراض، حتّى من المنتمين إلى الحلقة المحيطة به. هذا يعني أنه يستطيع اتخاذ كل القرارات بنفسه، أي ارتكاب أخطاء”. خلاصة الأمر أن لا تفسير للقصف الروسي لحلب والإصرار على تدمير المدينة. ماذا بعد تدمير حلب؟ كيف يمكن استغلال ذلك سياسيا؟ هل ستركض الولايات المتحدة وأوروبا لإقامة شراكة تجارية مع دولة مثل روسيا يعتمد كلّ شيء فيها على أسعار النفط والغاز؟

كان هناك منطق يحرّك السياسة السوفياتية تجاه سوريا. كلّما ضعفت سوريا، كلما صارت تحت رحمة الاتحاد السوفياتي. أين المنطق في السياسة التي يتبعها بوتين، هل تكفي السيطرة على الساحل السوري ومنع وصول الغاز الخليجي وغير الخليجي إليه لتصديره إلى أوروبا لتكون هناك ورقة روسية يمكن أن تستخدم في مكان ما؟ إنه بالفعل سؤال محيّر لا تفسير له سوى أن بوتين، مثله مثل بشّار الأسد، لا يدرك أن نظامه انتهى وأنّ ليس بقتل السوريين يمكن أن تُكتب حياة جديدة لنظامه الذي صار عمره سبعة عشر عاما!

 

أزمة 'فتح' مع مصر

محمد أبو الفضل/العرب/24 تشرين الأول/16

المراقب لتطورات العلاقة بين مصر وحركة فتح، سيجد أن هناك أزمة مكتومة على وشك الانفجار، ظهرت بوادرها منذ حوالي عامين، لكن كل طرف حاول التعايش معها، حتى لا تخرج إلى العلن، واضطر كلاهما لعدم الدخول في مواجهة، ليس هذا أوانها. أزمة مفادها أن القاهرة غير راضية عن الطريقة التي يدير بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) السلطة الوطنية، ولا حركة فتح، ولا منظمة التحرير، ولا توجهاته الإقليمية. فهذه الطريقة تضر بالقضية الفلسطينية، وتفتح البـاب للمزيد من تضخم حركة حماس، وتؤدي إلى إنقاذ إسرائيل من الشرنقة السياسية، التي تريد مصر وضعها بداخلها، عبر ما يسمى بـ“حصار التسوية”، وتفقد القضية جانبا من التعاطف العربي والدولي، وسط زحام الملفات والقضايا الساخنة في المنطقة، وتفتح الباب لدخول أطراف لديها تقديرات سلبية للقضية الفلسطينية.

كما أن استمرار التفسخ داخل فتح، يمنح حماس المناوئة لها مساحة أكبر للحركة والمناورة لفرملة المحاولات الجادة للمصالحة الفلسطينية، التي تتحفظ عليها أصلا، وتقدم لها مبررات لعدم التجاوب معها، بذريعة وجود أكثر من صوت يمثل فتح، ناهيك عن الحفاظ على حماس كرقم فلسطيني كبير، وسط خلافات تنخر بقوة في جسد الكثير من الفصائل الفلسطينية، ما يمكن أن يغطي على المأزق الحرج الذي تعاني منه حماس، في ظل التراجعات التي تواجهها، بموجب الانتكاسات السياسية التي قابلتها، عقب تدهور حال جماعة الإخوان في الكثير من الدول العربية. مصر، لم تخف عدم رضاها عمّا يدور داخل فتح، ولم تقتنع بجدوى المنهج الذي يتبناه الرئيس أبومازن حيال معارضيه، لأنه سوف يوصله إلى طريق مسدود، ويضعه في مربع حافل بالتناقضات، فإذا كان يرفض الحوار مع هؤلاء في حركته، كيف يجلس على طاولة واحدة مع معارضيه خارجها، من حماس وغيرها؟ وإذا كان غير قادر على القبول بوجهات نظر مختلفة معه، كيف يتسنى له الحوار والتفاوض مع إسرائيل الماكرة؟

الواقع أن جميع الأنظمة المصرية، كانت تعتبر فتح، محركا رئيسيا للقضية الفلسطينية، وفي أحلك أيام الخلاف معها، في أزمنة سابقة، لم يغير ذلك شيئا في الرؤية المصرية، التي تتعامل دوما مع القضية باعتبارها ذات حيوية استراتيجية للأمن القومي، بصرف النظر عن الطريقة التي تدار بها منظمة التحرير، وفي القلب منها فتح. عندما ظهرت حماس، مع نهاية الثمانينات من القرن الماضي، لم يتغيّر الموقف، وحتى بعد أن انكشفت ميول الحركة الإخوانية، حافظت القاهرة على علاقة جيدة معها، وسعت مؤخرا إلى تجاوز الكثير من المرارات التي خلفتها تحركات حماس، ومحاولات العبث بالأمن القومي، دون أن تختل المعادلة التي تضع فتح في بؤرة اهتمام النظام الحاكم في مصر. مع أن القاهرة، حافظت على ضبط النفس في التعامل مع كل ما رشح من تصريحات وتلميحات سلبية، سواء من أبومازن نفسه أو أي قيادة فتحاوية تابعة له، غير أنها تلقت مؤخرا طعنات سياسية، منها ما يتهمها بأنها تؤيد معسكر القيادي محمد دحلان المنافس القوي للرئيس أبومازن (82 عاما)، ومنها ما وصل إلى درجة ترديد كلمات بشأن “تخلي مصر عن ثوابتها حيال القضية الفلسطينية”.

المشكلة أن الموقف وصل إلى حدّ التمادي والمبالغة في الاتهامات، إما للتغطية على الإخفاقات التي تعتمل داخل فتح، وعجزها عن عقد مؤتمرها العام، وإمّا لسبغ الأزمة بأبعاد شخصية، توحي بأن الرئيس الفلسطيني أصبح مستهدفا بحدّ ذاته، وأن هناك محاولات عربية، تقودها القاهرة لعزله، وتصعيد دحلان بدلا منه. هذه النتيجة يخلص إليها المتابع لحفلة التراشقات التي نصبها عدد من القيادات المحسوبة على جناح أبومازن، ردّا على انعقاد مؤتمر علمي عقد في مدينة العين السخنة (على البحر الأحمر شرق القاهرة) الأسبوع الماضي، حضرته نخبة من الخبراء والأكاديميين والسياسيين، من مصر وفلسطين، تحت عنوان “مصر والقضية الفلسطينية والمتغيرات الإقليمية”. لائحة الاتهام بدأت من الترويج لوقوف محمد دحلان خلف المؤتمر، وحتى القول بأن مصر عقدته للتحضير لمرحلة ما بعد أبومازن، علاوة على تلاسن ربما كان نادرا في أوقات سـابقة، من نوعية “رفـض الوصاية المصرية” و“فتح لم تخوّل أحدا للحديث نيـابة عنها”، وما إلى ذلك من عبارات يصبّ جميعها في خانة الرغبة في تصعيد الأزمة مع القاهرة، بدلا من محاولات إطفائها. اللافت أن المؤتمر بدا “علميا”، يناقش القضية من زواياها المختلفة، ولم يحضره مسؤول رسمي مصري، وليست مهمته الهجوم على أبومازن، ولا الدفاع عن أحقية دحـلان، لكن مهمته البحث عن مخارج عملية للوضع الفلسطيني، الذي ينتقل من تدهور سياسي لآخر أشدّ وطأة، ما يجعل من الصعوبة أن تعود القضية إلى مركزيتها التاريخية، وسط تراجع مثير تشهده، في عقل وقلب الفلسطينيين قبل غيرهم. ربّ ضارة نافعة، كما يقولون، فقد جاء هذا المؤتمر ليكشف إلى أيّ مدى وصل الحال الفلسطيني، وإلى أين سوف تذهب القضية، التي زاد فيها شبح التخوين والعمالة، وعادا ليسيطرا على مفردات الخطاب الذي يتبناه عدد من قادتها؟ ففي الوقت الـذي تنهمر السهـام عليهـا من الداخل والخارج، وتسعى قوى إقليمية إلى المتاجرة بها، تتفرغ قيادة السلطة للانخراط في حروب هامشية، وترفض الخوض في تفاصيل أصل الداء، وتخسر من الحلفاء والأصدقاء من يمثلون سندا لها، لأهداف تبدو ضيقة، أو بسبب حسابات خاطئة، ولم يجتهـد هؤلاء للبحث عن حلول عملية، تحافظ على الحركة الأم، وتوحد صفوفها، لتتمكن من مواجهة التحديات الصعبة. وحدة الصف الفلسطيني، والفتحاوي بشكـل خاص، من أهم الخطوات التي تقف حائلا دون استمـرار ضيـاع القضيـة، وهـو ما تطالب بـه مصر منـذ سنـوات طويلة، وقبـل مؤتمر العين السخنة، الذي فجّر جانبا من الجراح السياسية، فحالة التشرذم والتفكك والتحلل، التي دخلتها فصائل فلسطينيـة كثيـرة، هي المـدخل الذي يحقق منه أعداء القضيـة والمتربصين بها أغراضهم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

روكز من جزين: لبنان القوي آت ونحن سنصنع قدرنا

الأحد 23 تشرين الأول 2016 /وطنية - نظم اتحاد بلديات جزين بالتعاون مع جمعية "سباق القمم"، يوما رياضيا بعنوان "سوا للبنان" لاستكشاف طبيعة جزين والسير على طرقها، برعاية العميد شامل روكز ومشاركته، إلى جانب نحو 1900 مشارك من مختلف المناطق. وألقى روكز كلمة قال فيها: "أتيت يوما إلى جزين ضابطا، وسرت في يوم رياضي مع أهلها منذ نحو عام وأكثر، لكنني اليوم أعود إليكم مواطنا على امتداد لبنان. رتبتي تغيرت، أما ما بقي على حاله فهو محبتي لجزين وأهلها ولكل من قصدها اليوم. والذي لن يتغير أبدا هو محبتي لكل منطقة في لبنان". وأضاف: "موقعنا الجغرافي صعب، نحن محاطون بمنطقة مليئة بالمشاكل، لكن الجميل أن لبنان منتصر دائما وفي كل الظروف. إن هذه الجغرافيا الصعبة من حيث الموقع جميلة جدا بطبيعتها، فجبال لبنان تطال السماء من جبال القموعة إلى جبل الباروك إلى جبل صنين والمكمل والقرنة السوداء، إلى جبل رحال وجبل صافي وجبل الشيخ. أما ودياننا التي نحبها أيضا، فموزعة بين وادي جهنم في عكار، ووادي نهر ابراهيم إلى وادي نهر الكلب الذي يشهد على تاريخ لبنان، بالإضافة إلى وادي جزين، ووادي الحجير الذي يحكي عن بطولات لبنان. كل هذه المناطق نحبها وهي بالنسبة لي تجسد تاريخ لبنان، تاريخ البطولة والكرامة والعز والعنفوان، هذا لبنان الذي نحبه ونحب أرضه". وتوجه إلى المشاركين: "ما يجمعني بكم هو حب الأرض والبيئة والمناطق اللبنانية، وأقول لكم أكثر من ذلك، إن ما يجمعني بكم هو مواطنيتنا التي تتخطى طبعا الحساسيات والمذهبيات والطائفية. أعلم أنكم أتيتم اليوم من كل المناطق لتسيروا في جزين موحدين معا، وهذا هو لبنان الذي نريد وهذه هي روحية الجيش وهذا هو لبناننا". وختم: "لبنان القوي آت بإذن الله، ولبنان المحبة والقوة آت كذلك بإذن الله. يقولون بأن القدر هو من يصنعنا أما أنا فأقول لكم نحن من سنصنع قدرنا".وبدوره، رحب رئيس إتحاد بلديات جزين خليل حرفوش بالمشاركين وقال: "نقف إلى جانب رجل بطل من أبطال لبنان في زمن قل فيه الرجال، نقف إلى جانب العميد شامل روكز، الذي استبسل لأكثر من 35 عاما ضد الإرهاب والإحتلال وكل من حاول أن يمد يده إلى لبنان". ووجه تحية لكل شهداء الجيش، مؤكدا أن "جزين أعطت شهداء وستبقى وفية لجيشها وشهدائها". وختم: "نسير اليوم معا من أجل لبنان، لبنان المحارب للفساد، لبنان النظيف، لبنان الـ 6000 عام من الحضارة، وليس لبنان الذي نشاهده على طرقنا اليوم. نحاول رد اعتبار لبنان من هنا من جزين، بنظافة طرقنا ومحاربتنا للفساد ومحبتنا للجيش والوطن، سنسير معا ودائما من أجل لبنان سيدا حرا ومستقلا".

 

الوزير السابق علي قانصو: سنعلن موقفنا من مستجدات رئاسة الجمهورية خلال أيام ولا نتصور انطلاقة فاعلة للعهد وللحكومة والرئيس بري في موقع المعارضة

الأحد 23 تشرين الأول 2016 /وطنية - أكد رئيس "الحزب السوري القومي الاجتماعي" الوزير السابق علي قانصو، أن "موقف الحزب من مستجدات استحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية، سيعلن خلال الأيام المقبلة، بعد نقاشه ودراسته في مؤسسات الحزب العليا"، كاشفا عن "لقاءات ستجريها قيادة الحزب مع القوى السياسية الحليفة". وشدد على أن "حصانة رئاسة الجمهورية هي في توليد وفاق وطني جامع حول رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة"، وقال: "انطلاقا من ذلك دعونا إلى أوسع حوار بين القوى السياسية وأبلغنا وفد التيار الوطني الحر، الذي زارنا برئاسة الوزير جبران باسيل، أننا ضد الثنائيات وضد الثلاثيات في صياغة المعادلات السياسية في البلد، لأن هذه الصيغ جربت، فجرت خرابا على البلد. لذلك نحن مع توسيع مروحة العلاقات والحوار والتفاهمات السياسية. ولا نستطيع أن نتصور انطلاقة فاعلة وجادة للعهد وللحكومة، إذا كان دولة الرئيس نبيه بري في موقع المعارضة".

كلام قانصو جاء خلال اجتماع توجيهي عقده في نادي الشقيف مع الهيئات المسؤولة في منفذيات "القومي" في جنوب لبنان، في حضور نائب رئيس الحزب الدكتور وليد زيتوني وأعضاء مجلس العمد: عاطف بزي، معتز رعدية، معن حمية، فارس سعد، ليلى حسان، سعيد قزي وعضو المجلس الأعلى قاسم صالح.

واستهل قانصو الاجتماع بالحديث عن دور القوميين في مقاومة الاحتلال الصهيوني، مؤكدا "اعتزاز الحزب بمقاومته وشهدائه، واعتزازه بالمقاومة وشهدائها على اختلاف تلاوينها"، ومشيرا إلى أن "مؤسس الحزب أنطون سعاده عمل على إطلاق طاقات شعبنا لتصبح أفعل وأقوى في مواجهة يهود الخارج والداخل، وقوله "إن فيكم قوة لو فعلت لغيرت وجه التاريخ" هو لكل أبناء شعبنا الذين يدافعون عن أرضهم وأمتهم. لذلك فإن كل من يقاوم العدو الصهيوني والإرهاب والتطرف، هو ضمن مشروعنا المقاوم".

وتحدث عن "ما كان عليه جنوب لبنان من النبطية إلى مرجعيون وحاصبيا إلى صيدا وصور قبل المقاومة، حيث كان العدو يمارس الغطرسة والعدوان من دون أن يحسب حسابا لأي شي، وكيف أصبح مع المقاومة التي بصمودها وانتصاراتها غيرت المعادلات، ليس في لبنان وحسب، بل على الساحة القومية برمتها". وتساءل "لو أن المقاومة هزمت، كيف كان وضع لبنان ووضع المنطقة"؟.

وقال: "إن فشل إسرائيل في لي ذراع المقاومة في لبنان وفلسطين، هو أحد أهم أسباب الحرب العدوانية على الشام، لأن الشام هي قاعدة المقاومة ومظلتها وحاضنتها، لذلك رأينا كل هذا التكالب ضدها، فقد اجتمع الإرهاب من كل أصقاع الأرض مع رعاته وداعميه لإسقاط الدولة السورية".

وفي شأن الاستحقاق الرئاسي، قال: "لا شك أن إعلان النائب سعد الحريري تأييده لترشيح الجنرال ميشال عون سيطلق حراكا سياسيا سريعا قبل الوصول إلى جلسة انتخاب الرئيس في 31 تشرين الأول، وقد بدأ هذا الحراك، وبدأت الصورة تتبلور حول اتجاه العديد من الكتل والقوى السياسية، إلا أننا نقارب الموضوع سياسيا ووطنيا ومن موقع الحرص على تحصين لبنان. وفي التجربة اللبنانية رأينا كيف أن عهودا كثيرة تعثرت لأنها لم تكن محصنة بوفاق سياسي جامع، وكيف أن رؤساء حكومات على مر العهود تعثروا في تشكيل الحكومات في ظل عدم الالتفاف الوطني حولهم".

وشدد على أن "حصانة رئاسة الجمهورية هي في توليد وفاق وطني جامع حول رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. انطلاقا من ذلك دعونا إلى أوسع حوار بين القوى السياسية وأبلغنا وفد التيار الوطني الحر الذي زارنا برئاسة الوزير جبران باسيل، أننا ضد الثنائيات والثلاثيات في صياغة المعادلات السياسية في البلد، لأن هذه الصيغ جربت، فجرت خرابا على البلد. لذلك نحن مع توسيع مروحة العلاقات والحوار والتفاهمات السياسية. وبالتالي لا نستطيع أن نتصور انطلاقة فاعلة وجادة للعهد وللحكومة، إذا كان دولة الرئيس نبيه بري في موقع المعارضة. وحين يذكر الرئيس بري بثنائية 1943، فلأن تلك الثنائية كان ارتدادها سلبيا على لبنان وأوصلته إلى حروب أهلية". واعتبر أن "أي مسار إصلاحي في لبنان، حتى يتحقق فعلا، لا بد أن يكون الحزب القومي والقوى اللاطائفية في صلب المعادلة. فالطوائف لا تصلح الدولة بل تتناتشها، وحزبنا هو الصوت الوحدوي الإصلاحي ومشاركته في المعادلة السياسية تعطي دفعا باتجاه تحقيق الإصلاح وقانون انتخابات جديد على أساس الدائرة الواحدة والنسبية من خارج القيد الطائفي".

وتابع: "على طاولة الحوار حددنا مواصفات رئيس الجمهورية بناء على الخيارات والثوابت الوطنية، والقناعة الراسخة ببناء علاقات مميزة بين لبنان والشام، كما نصت وثيقة الوفاق الوطني، والقناعة الراسخة بالمقاومة، لأنها من أهم نقاط قوة لبنان، والتمسك بمعادلة الجيش الشعب والمقاومة والدفاع عنها. وبالمناسبة نحن من المطالبين بتسليح الجيش اللبناني، ليكون جيشا قويا في مواجهة العدو الصهيوني وفي مواجهة الإرهاب، لكن هناك قرارا يمنع تسليحه، فالولايات المتحدة الأميركية وفرنسا لا تزودانه بأسلحة تمكنه من مواجهة العدو الصهيوني، وهناك رفض لهبات غير مشروطة قدمت للبنان من أجل تسليح الجيش. لذلك أعود وأؤكد أن المقاومة ضرورة للبنان، وأنتم أبناء هذه المناطق، تعرفون كيف كانت مناطقكم قبل المقاومة وكيف أصبحت مع المقاومة التي دحرت العدو عام 2000 وهزمته عام 2006".

ورأى قانصو أنه كلما قويت الدولة ضعفت الطوائف وكلما قويت الطوائف ضعفت الدولة، لذلك، نحن مع مشروع الدولة القوية القادرة والعادلة، دولة الرعاية والعدالة الاجتماعية، ولذلك لا بد من قانون انتخاب جديد يؤمن صحة التمثيل العادل، لأن قانون الستين الحالي وغيره من القوانين الطائفية، كلها تكرس المحاصصة وتؤبد النظام الطائفي وتلغي دولة المواطنة لمصلحة الطوائف". وأكد "اننا نرى مصلحة وطنية عليا في إنهاء الشغور الرئاسي لأن البلد مهترئ والفساد مستشر في كل المؤسسات والحكومة معطلة ومجلس النواب بالكاد يتمكن من تسيير الوضع الحالي".

وعرض قانصو للأوضاع في سوريا، مؤكدا أن "موازين القوى باتت محسومة لصالح الدولة السورية، ما يدفع القوى الداعمة للإرهاب إلى مزيد من التصعيد". وقال: "الحرب على سوريا لا تزال مستمرة، والدول التي تقود هذه الحرب وتدعم الإرهاب تواصل الضغط والهجوم بأشكال مختلفة، لكن ما هو مؤكد أن أهداف المؤامرة فشلت، والرئيس بشار الأسد باق، وسوريا ستبقى موحدة وهي تزداد قوة، والجيش السوري باق وتتعزز قدراته، وحزبنا، الحزب السوري القومي الاجتماعي هو في طليعة القوى المشاركة في مواجهة الإرهاب، وآلاف القوميين على كل جبهات القتال من الجنوب إلى الشمال، يضحون ويستشهدون في سبيل الدفاع عن أرضهم وشعبهم. وأقول بكل ثقة، إن حزبنا قرأ أهداف المؤامراة، وحدد موقعه الطبيعي في مواجهة الإرهاب، وقد بات، من خلال الدور والمهام والتضحيات، في صلب المعادلة السياسية في الشام".

ورأى أن "معركة الموصل لإنهاء داعش في العراق، خطوة مهمة على طريق وأد الإرهاب وإفشال مخطط تقسيم العراق، وأن محاولات الدول الداعمة للإرهاب تمكين هذا الإرهاب في الرقة ودير الزور، لن تنجح في فرض أمر واقع، لأن الحرب على الإرهاب ستستمر حتى القضاء عليه نهائيا".

وختم قانصو: "إن فشل مشاريع التفتيت والتقسيم في سوريا والعراق، والانتصار على الإرهاب وداعميه، هو انتصار للمسألة الفلسطينية، لأن المؤامرة التي تستهدف قوى المقاومة في أمتنا، وتستهدف الشام قلعة المقاومة، إنما تستهدف تصفية المسألة الفلسطينية لمصلحة الاحتلال الصهيوني".

 

بري ترأس المجموعة الاسلامية في مؤتمر البرلمانات: لن أعطل النصاب رغم أنه في جيبي الكبير

الأحد 23 تشرين الأول 2016 /وطنية - أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال ترؤسه ظهر اليوم في جنيف، الاجتماع التشاوري لاتحاد مجالس دول منظمة التعاون الاسلامي ان "علينا العودة الى قبلتنا الاولى، فلسطين والقدس"، وقال: "الشيء الوحيد الذي يذكرنا اليوم بفلسطين هم فتية فلسطين الذين يتصدون لقوات الاحتلال الاسرائيلي بالسكين". وكان بري ترأس اجتماع المجموعة الاسلامية في مقر الاتحاد البرلماني الدولي ظهرا وقدمت رئيسة مجلس الشعب السوري هدية عباس اقتراحا باعتماد بند طارىء ضد العقوبات التي تتعرض لها سوريا وتأثيرها على الشعب السوري وحقوق الانسان، وقدم الوفد السعودي اقتراحا ضد القانون الاميركي "جستا"، معتبرا انه يشكل انتهاكا سافرا لسيادة الدول. وقدم الوفد المغربي اقتراحا بتأكيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. وقال بري: "كل هذه الاقتراحات تتلاقى تحت عنوان "حماية سيادة الدول". ان "جستا" مطبق عمليا على نصف الشعب اللبناني من دون قانون اذ ان اهم عامل اقتصادي مساعد للبنان هو تحويلات المغتربين التي تقدر بين 7 و8 مليارات دولار، ومنذ حوالى خمس سنوات نواجه ضغوطا متزايدة وحصارا يشبه الحصار القائم او الذي تتعرض له بعض الدول العربية". وقال في دردشة مع الوفد الاعلامي المرافق له: "عندما تركت بيروت قاصدا جنيف لم يطرأ اي جديد على الوضع. هنا اود ان اذكر الجميع ونقارن بين ما طرحته في ما سمي السلة وبين ما نسمعه ونعرفه عن اتفاق قد حصل. دعوت الى الاتفاق على تشكل الحكومة وعلى قانون جديد للانتخاب وان يبدأ التنفيذ بانتخاب رئيس الجمهورية، وها نحن اليوم وفق الاتفاق الذي عقدوه نجد ان هناك اتفاقا على اسم رئيس الحكومة، هل احد ينكر ذلك؟ لا بل ان هناك اتفاقا كما نسمع على تشكيل الحكومة من 24 وزيرا وعلى توزيع بعض الحقائب، بل يقال ايضا الآن ان هناك اتفاقا غير معلن على الابقاء على قانون الستين، وبلا قانون جديد، بينما كنت اشدد في طرحي على الاتفاق على القانون الجديد وعلى تشكيل الحكومة وألا نقدم على شيء قبل انتخاب رئيس الجمهورية". وردا على سؤال أجاب: "ليكن معلوما، أكدت واؤكد انني لن اقاطع جلسة انتخاب الرئيس، ولم اقاطعها سابقا. قلت للعماد عون ان تعطيل النصاب في جيبتي الكبيرة لكنني لست انا من يلجأ الى تعطيل النصاب. لم افعلها مرة ولن افعلها".

 

القيادي في الوطني الحر بسام الهاشم يعلن ترشحه للانتحابات النيابية

الأحد 23 تشرين الأول 2016 /وطنية - أعلن القيادي في "التيار الوطني الحر" بسام الهاشم ترشحه للانتخابات النيابية 2017 في احتفال اقيم في مدرسة راهبات العائلة المقدسة المارونيات في بلدة العاقورة قضاء جبيل، حضره المطران منجد الهاشم، رئيس بلدية العاقورة منصور وهبي، نائب رئيس البلدية العميد المتقاعد أسد الهاشم، القنصل جوزيف مرتينوس، منسق قضاء جبيل في التيار طوني أبي يونس، رئيسة المدرسة الأم مادونا قزي وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير في الجرد الجنوبي في القضاء ومسؤولي التيار. بداية النشيد الوطني وكلمة مقدم الاحتفال الزميل رعد الهاشم، ثم ألقى المرشح الهاشم كلمة رحب فيها بالحاضرين، مشيرا الى ان "العاقورة وهي جزء من جرد جبيل، همشت طويلا على الصعيد الإنمائي وآن الآوان لكي تستعيد دورها على خريطة السياسة اللبنانية". وتحدث عن آفاق ترشحه للانتخابات النيابية على لائحة "التيار الوطني الحر" في ربيع 2017، لافتا إلى أنه ترشح مرتين عن القضاء واستبعد لأسباب لم يشأ الخوض بها، مؤكدا أنه مناضل قديم منذ 30 عاما ومن المؤسسين للتيار، والتيار انتقل من مرحلة النضال في سبيل استرجاع السياسة الوطنية وإعادة تركيز الدولة على القواعد المعروفة إلى السعي إلى الدخول في السلطة وأصبح شريكا فيها.

وقال: "أعتبر نفسي اليوم ومن هذا المنطلق لا أستطيع اليوم الإنسحاب من تحمل المسؤولية في خدمة أبناء المنطقة، وأنتم لكم الدور الأساسي بحسم خيارات التيار الوطني الحر بالنسبة لإختيار المرشحين". وأكد أنه ليس طامحا لأن يكون زعيم المنطقة بل يطرح نفسه لخدمة منطقة "حكم عليها بالحرمان المتمادي وقضاءي جبيل والبترون عانا طويلا من الحرمان"، وسأل: "هل هذا قدر؟ لدي رؤية وبرنامج هما متكاملان وعندما كنت أقوم بمعركي داخل التيار الوطني لإختيار المرشحين عرضت عناوين برنامجت الإنتخابي الذي يتمحور حول 3 ركائز أولها يتعلق بالشأن الداخلي في داخل التيار الذي أعتبر أنه مؤسسة ناضلنا فيها أكثر من ربع قرن وهي بحاجة لإصلاح داخلي وتنقية الأجواء في داخلها من الرواسب لكي تصبح فعلا مؤسسة حزبية للمستقبل". أضاف: "ثابت على مواقفي ولم أدخل صدفة إلى التيار وأنا موضع ثقة عند الرفاق. البلد يعاني من مشاكل عديدة ومنها مشكلة الإختناق المروري على الطرقات العامة، وفي حال وصولي إلى الندوة البرلمانية سيكون هذا الملف في صلب أولوياتي، وسأعمل بكل طاقاتي لتسريع الحل المنشود".وتطرق إلى وضع قضاء جبيل لافتا ألى ان "مشاكل كبيرة يعاني منها أبناء الجرد الجنوبي ومنها النزوح الكثيف الى مدن الساحل في فصل الشتاء بسبب الإهمال الذي ضرب مقومات البقاء في القرى، والبنى التحتية وكساد المواسم وأهمها التفاح وفرص العمل والتعليم وخلو المنطقة من المستشفيات كذلك الطرقات غير المعبدة. مسؤولية النائب وضع خطة متكاملة وتأسيس أداة مؤسساتية وهيئة إنماء لقرى وبلدات القضاء كافة وإشراك جميع الفعاليات من مجالس بلدية وإختيارية لوضع مخطط توجيهي للانماء الشامل يصار إلى تنفيذه على مراحل". وتمنى على الحاضرين الاقتراع له في الإنتخابات المقبلة للوصول إلى الندوة البرلمانية".

 

النص الكامل لخطاب السيد نصرالله ليوم الأحد 23 تشرين الأول/16

 نصرالله: كل أصواتنا للعماد عون وإذا سمح القانون سنفتح الورقة أمام الجميع ولا نمانع أن يتولى الحريري رئاسة الحكومة

الأحد 23 تشرين الأول 2016

وطنية - أحيا "حزب الله" عصر اليوم، ذكرى أسبوع القيادي في الحزب الشهيد حاتم حمادة المعروف باسم "الحاج علاء"، باحتفال تأبيني أقيم في بلدة القماطية، تحدث فيه الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، في حضور حشد من المسؤولين والمناصرين.

بداية آي من الذكر الحكيم، ثم النشيد الوطني ونشيد "حزب الله"، ففيلم توثيقي لمسيرة وسيرة الشهيد حمادة، وكلمة عريف الحفل الشاعر علي عباس، ثم قصيدة للشاعر عادل فراج من وحي المناسبة.

وألقى نجل الشهيد الطفل علي حاتم حمادة كلمة رثى فيها والده، مؤكدا السير على طريقه.

ثم أطل السيد نصر الله عبر شاشة، ملقيا خطابا استهله بالتوجه "إلى عائلة شهيدنا القائد، إلى أبيه وأمه وزوجته وابنه وابنته وكل فرد من أفراد عائلته الشريفة، وكذلك إلى إخوانه ورفاق دربه في الجهاد والمقاومة، بأسمى آيات التبريك على هذا الوسام الإلهي الذي ناله بحق قائد مجاهد مقاوم مخلص نقي طاهر كالحاج علاء، وأعزيهم أيضا بفقد هذا الوالد وهذا الأخ الحنون العطوف المحب، وكلنا بطبيعة الحال نتفاعل ونتأثر ونتألم لفقد أعزتنا وأحبائنا، ولكن كما تعلمنا من سيدنا الحسين (ع) في مثل هذه الأيام نقول: هون علي ما نزل بي أنه بعين الله.

وكل هذه التضحيات وكل هذا الجهاد، كل هذه الشهادة والجراح والآلام، إنما هي تحت عين الله وفي سبيل الله ومن أجل رضا الله ودفاعا عن عباد الله وعن القضايا الكبرى وعن المقدسات. ولذلك تهون أي مصيبة ومهما كبرت التضحيات، تبقى موضعا للافتخار والصبر والاحتساب".

ثم ذكر ان خطابه مقسم إلى جزءين، الأول "يرتبط بالشهيد وجهاده وطبيعة المعركة القائمة من خلال جهاده وشهادته"، والثاني "يرتبط بالوضع اللبناني والاستحقاق الرئاسي حيث دخلنا في مرحلة مهمة يجب التوقف عندها بشكل كبير".

في الجزء الأول، لفت إلى ان قليلين يعرفون الاسم الحقيقي للشهيد حمادة المعروف باسم "حاج علاء" حتى "داخل المقاومة وداخل الحزب"، مضيفا انه "ابن هذه العائلة المجاهدة والمباركة، وهو ابن هذه البلدة الطيبة، بلدة القماطية، والتي تعيش في قلب جبل لبنان، في عمق العيش الواحد مع اللبنانيين من أبناء الطوائف والمذاهب المختلفة. وهو ابن هذا الجبل بكل ما يعنيه جبل لبنان من تاريخ وقيم. وهو ابن هذه المقاومة الإسلامية التي التحق بها وهو شاب، وشاب فيها حتى الشهادة، ومن الطبيعي أن يجمع في شخصيته كل تأثيرات هذا الانتماء، الانتماء إلى هذه العائلة الطاهرة، الانتماء إلى هذه البلدة الطيبة، الانتماء إلى هذا الجبل الأشم والانتماء إلى هذه المقاومة المظفرة".

وتابع: "الشهيد علاء في مسيرتنا، بدأ عمله في الكشاف مربيا للأطفال الصغار، وهذا يكشف عن جانب من الشخصية. عادة من يعمل من الشباب في الكشاف يظهر عنده جانب الحنان والعاطفة والأبوة، هو شاب صغير، هو أب يمارس فعل الأبوة من عطف وحنان وحنو على هؤلاء الصغار لتربيتهم، لهدايتهم، للأخذ بأيديهم.

في مدرسته، في التحصيل العلمي، كان جادا نشيطا وذكيا ومتفوقا. في الجامعة العربية، في الوقت الذي كان يدرس ويتعلم كان يتحمل المسؤولية العامة كما هو حاله منذ الصغر، وكان مسؤولا للتعبئة الطلابية في حزب الله في الجامعة، مسؤول طلاب وطالبات حزب الله في الجامعة العربية، وأبدى حينها الكثير من صفات القائد والمسؤول والمدير".

واستطرد: "أنهى دراسته الجامعية في الجامعة العربية وحصل على شهادة الهندسة الكهربائية وجاء والتحق بالمقاومة مهندسا، من الجامعة إلى الميدان وليس إلى مكان آخر. لم يجبره أحد، لم يحرجه أحد، لم يلزمه أحد، وكان يستطيع أن يختار أي شيء، أي خيار، أي طريق، أي نمط عيش. ولكن حاتم الشاب المسكون بالإيمان وبروح الجهاد وبالإحساس القوي بالمسؤولية العامة تجاه وطنه وشعبه وأهله وأرضه وعرضه والمقدسات، ترك كل شيء، لم يذهب بإجازته الجامعية إلى أي شركة وإنما ذهب بإجازته الجامعية إلى المقاومة إلى الميدان وبالاختصاص الذي يعرفه. دخل إلى المقاومة وعمل في المقاومة منذ البدايات في المجالات الفنية، الفنية ولكن في الأرض، في الميدان، بين يدي الخطر، في الجبهة، في القتال. اختصاصه العلمي ساقه في مسار واضح إلى سلاح الدفاع الجوي ولذلك كان يترقى في مسؤولية هذا السلاح في المقاومة في الجنوب قبل عام 2000. وعندما كان الانتصار عام 2000 والتحرير، كان الشهيد علاء مسؤولا للدفاع الجوي في الجنوب، وبعدها أصبح مسؤولا للدفاع الجوي لكل المقاومة وحزب الله في لبنان".

وأردف بالقول: "عندما فرضت حرب تموز 2006 على لبنان، كان الشهيد علاء مسؤولا للدفاع الجوي في لبنان ويتواجد في كل المواقع. وعندما بدأت الأحداث في سورية وبدا أن الخطر يقترب وخصوصا في منطقة القصير والقلمون والحدود الشرقية، حيث سيطرت الجماعات المسلحة على الكثير من المدن والبلدات في الأحداث الجارية آنذاك واستشعرنا جميعا الخطر، وكان لا بد من التوجه إلى هناك لحماية لبنان ولحماية البقاع ولحماية الهرمل بكل بلداتها وقراها، وحماية بعلبك بكل بلداتها وقراها، ومساعدة الساكنين داخل تلك المنطقة في منطقة القصير، الذين كانوا يهددون بالقتل وبالقمع وبالقلع وبالسبي من مختلف الطوائف المتواجدين هناك كثير منهم من أصول لبنانية، كان لا بد من التوجه إلى هناك، فكان الشهيد علاء من أوائل القادة الذين حضروا في الميدان، منذ المعركة الأولى في تل مندو في ريف القصير.

ومنذ أن ذهب لم يغادر الميدان، كان عشقه للميدان قد أعاده للميدان من جديد، وهو الذي كان يتولى مهاما مركزية ويستطيع أن يقتصر من الحضور في الميدان على ما يحتاجه وما تحتاجه أو ما تقتضيه المهام المركزية. لكنه ترك كل شيء وذهب إلى الميدان. هناك كان من بين القادة الأساسيين الذين أداروا المعركة وقاتلوا فيها وحضروا في الخطوط الأمامية، وكان الانتصار الكبير الأول، وأبعد الخطر عن منطقة الهرمل بدرجة كبيرة وعن عشرات آلاف الساكنين في بلدات وقرى القصير".

وتابع: "بعد ذلك بدا الخطر الآتي من القلمون، وكلكم تذكرون كيف تحولت بعض البلدات في القلمون- للأسف الشديد- إلى معامل لتصنيع السيارات المفخخة أو لتفخيخ السيارات وإرسالها إلى لبنان، إلى الضاحية الجنوبية وإلى البقاع، إلى الهرمل، إلى النبي عثمان، إلى أماكن أخرى. ولم يكن الحل في أن نقوم باجراءات أمنية فقط، الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية والمقاومة، لحماية بلداتنا وقرانا من السيارات المفخخة، بل كان الحل الأساسي والجذري أن نذهب إلى هناك، إلى مصانع السيارات المفخخة، إلى شبكات الاجرام والإرهاب التي ترسل السيارات المفخخة، وكانت عملية القلمون، وكان من قادتها الأساسيين الميدانيين أيضا في الخطوط الأمامية، الشهيد القائد الحاج علاء.

وكان الانتصار الثاني في القلمون، وهكذا مع بقية المنطقة الحدودية السلسلة الشرقية، إلى الزبداني، إلى جرود عرسال، إلى ان انتهينا إلى الواقع الذي يعني حصر الجماعات المسلحة في بعض الجرود، في بعض جرود عرسال، حيث يحيط بهم الجيش اللبناني من جهة، وبعض مواقع المقاومة والجيش السوري من جهة أخرى، ما أثر على الفعالية، لا أقول انتهى الخطر نهائيا ولكنه تضاءل بدرجة كبيرة جدا، وبدليل، بين هلالين- من بوابة الشهيد علاء أتحدث بالموضوع الأمني- بين هلالين، نجد أنه خلال كل الفترة الماضية لم تعد تأتي سيارات مفخخة من تلك الأماكن، ليس لأنهم لا يريدون إرسال سيارات مفخخة، ولكن لأن ظروف تفخيخ السيارات كما كانوا مرتاحين بالقلمون انتهت، لكن ما زال هناك إمكانية ما في جرود عرسال، الحصار المفروض على هذه الجماعات المسلحة يمنعها أو يساعد على كشف أي سيارات مفخخة يمكن أن ترسل إلى المناطق اللبنانية".

واستطرد: "ولذلك كل الشبكات التي تم اعتقالها خلال الأشهر الماضية وحتى خلال الأسابيع الماضية من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية المختلفة، كان يتم تشغيلها مباشرة من الرقة، ويتم تجنيدها في المناطق اللبنانية أو إرسالها من الخارج وإدارتها من الخارج، وهذا يعني أن القاعدة الخلفية الأساسية للعمل الإرهابي الأمني الذي كان يتمثل في القلمون وفي جرود عرسال وفي السلسلة الشرقية والزبداني، تراجع إلى الحد الأقصى، ولا أقول انتهى مئة بالمئة، ولكن تراجع إلى الحد الأقصى".

وقال: "هذا لم يأت بالمجان، لم يأت بالبيانات ولا بالاستنكارات ولا بمحض الدعاء، وانما بذلت من أجله دماء كثيرة جدا من المقاومة ومن الجيش اللبناني ومن اللبنانيين، ومن السوريين الذين أيضا قاتلوا بدورهم في الجزء السوري من هذه المعركة، وكان للشهيد علاء- كما قلت- الأدوار القيادية الأساسية في غرفة العمليات وفي الميدان أيضا.

اليوم إذا كنا نحن في مختلف المناطق اللبنانية ننعم بالأمن الذي تتطلع إليه الكثير من شعوب المنطقة ودول المنطقة، فببركة هذه الدماء وهذه التضحيات، هذه الدماء وهذه التضحيات يجب أن نعرف فضلها، وأن نعترف بفضلها، وأن نشكر لها ولأهلها ولعائلاتها، سواء من شهداء الجيش أو شهداء الأجهزة الأمنية أو شهداء المقاومة، أن نشكر لهم هذه التضحيات، وهم يدفعون ثمن هذه التضحيات. قبل أيام، أحد العسكريين في بلدة عرسال لماذا يقتل؟ لماذا يقتل من آل عز الدين؟ يقتل لأنه ينتمي إلى هذه المؤسسات التي تقاتل الإرهاب. الجميع يدفعون ثمن مواجهة الإرهاب، ولكن الناس جميعا ينعمون ببركات هذه التضحيات وببركات هذه الدماء".

وتابع: "الشهيد علاء بقي حاضرا في هذا الميدان ولم يغادر على الإطلاق، وفي السنوات القليلة الماضية كان هو المسؤول، يعني كان لدينا مقر قيادي لمنطقة القلمون- الزبداني في حراسة الحدود الشرقية للبنان، وكان الشهيد علاء قائد هذا المقر".

أضاف: "في الأسابيع القليلة الماضية كان الاحتدام الكبير في معركة حلب، وقلنا منذ البدايات أن معركة حلب هي معركة مصيرية لكل المنطقة، كما هي الآن معركة الموصل معركة مصيرية لكل المنطقة. لماذا نتحدث أحيانا عن الموصل كمعركة مصيرية أو عن حلب كمعركة مصيرية؟ لأنه ستكون لها تداعيات، نتائج المعركة العسكرية والميدانية ستكون لها تداعيات هائلة وكبرى على المستوى العسكري والميداني والإستراتيجي والسياسي والحلول السياسية والتطلعات السياسية والتوقعات لدى الأطراف المختلفة.

في كل الأحوال، كان هذا الإحتدام الكبير حيث تذكرون أنه تم جمع كل الجماعات المسلحة من شمال حلب ومن حلب ومن أدلب ومن مناطق مختلفة، وجيئ بحشود مختلفة من الخارج عبر الحدود التركية، وأجانب كثر، وشنت هجمات واسعة جدا وكبيرة جدا على حلب، صمد فيها الجيش السوري والقوات الحليفة للجيش السوري في تلك المناطق وسقط فيها الكثير من الشهداء، ولكن تحققت فيها الكثير من الإنجازات والانتصارات".

واستطرد: "العالم كله احتشد خلف معركة حلب. على كل، نحن كان لنا حضورنا الممكن، وأنا دائما لا أبالغ في الحديث عن حضورنا في أي معركة في سوريا، وكان لا بد من تعزيز الكادر القيادي المتواجد هناك، نحن لنا قادة هناك منذ مدة طويلة، يعملون وحاضرون في الميدان، ولكن تم تعزيزهم بقادة آخرين، كان في طليعتهم الشهيد علاء، والشهيد علاء قبيل الإستشهاد، كانوا في طور تحقيق إنجاز ميداني، الحمد لله الآن تحقق في نقطة حساسة جدا ومؤثرة في معركة حلب، واستشهد وهو في الخطوط الأمامية. وقضى حياته في هذا الطريق وأنهى هذا الطريق بالشهادة، بالعاقبة الحسنة التي يتطلع إليها كل مجاهد وكل مقاوم وكل عاشق.

قضى شهيدا وقائدا في هذه المسيرة وفي هذه المقاومة، وعلى طول الخط كان يؤدي الواجب كما بقية المجاهدين والشهداء ويحقق الإنجازات ويراكم الإنجازات والانتصارات".

وقال: "في كل الأحوال، الشهيد علاء، الشهيد حاتم حمادة قضى في معركة حساسة لها تأثير حاسم في بقعة ما من معركة حلب، هذه المعركة وكان قبلها في معركة القصير وفي معركة القلمون، وفي السلسلة الشرقية وفي الزبداني وفي أماكن أخرى معارك كثيرة وعديدة، في سوريا وفي العراق وفي اليمن وفي...وفي... الخ، وهذه المعارك الميدانية متعددة ومتنوعة، ولكن هناك معركة واحدة، هناك معركة كبرى.

اسمحوا لي أن أقول هنا كلمة مختصرة عن هذه المعركة الكبرى وأدخل إلى الإستحقاق اللبناني، هذه في الحقيقة معركة واحدة، نحن منذ البداية، نحن في "حزب الله" نتكلم عن أنفسنا، منذ البداية فهمنا ودرسنا وبحثنا، والله يا إخواننا يا أيها السادة والسيدات نحن "ما رحنا لا شوطة عاطفة ولا قصة انا متحمسون ولا قصة حالة إنفعال عاطفي أو ما شاكل"، كلا، نحن منذ البدايات درسنا الوضع جيدا وقرأنا جيدا ماذا يجري في المنطقة ككل، منذ بداية الأحداث من تونس وصولا إلى سوريا. ما هي الأسباب في سوريا؟ وما هي الأهداف؟ وما هي الجماعات التي تتحرك على الأرض في سوريا؟ لم تكن تحليلاتنا نأتي بها من وسائل الإعلام، مع إحترامي لوسائل الإعلام، هذه ليست إهانة لهم، لأنه أحيانا هناك شيء يتكلم عنه في وسائل الإعلام ليس له أساس من الصحة، توجد تركيبات، وسائل الإعلام مهمتها أن تنقل الخبر من الواقع وليس أن تصنع خبرا وتفبرك خبرا، وفي ما بعد يبنى عليه تحليلات خاطئة.

كلا، نحن ذهبنا إلى المعطيات الميدانية، من هي الجماعات؟ وما هي خلفياتها؟ وما هي ارتباطاتها؟ من أين مالها؟ ومن أين سلاحها؟ ما هي أهدافها وما هي ماهيتها وطبيعتها؟ إلى أين يريد أن يصل هؤلاء؟. وعلى ضوء دراسة كاملة ووافية ودقيقة وشاملة وعميقة لأحداث المنطقة أخذنا خيارنا، ولم يأمرنا أحد أن نذهب إلى سوريا، ولم يلزمنا أحد أن نذهب إلى سوريا، ولم يحرجنا أحد كي نذهب إلى سوريا، ولكن بملء الوعي والفهم والقناعة ودقة التشخيص ذهبنا إلى هناك".

أضاف: "الشهيد علاء، وكل من سبقه من شهداء، وكل من لحقه في هذه الأيام من شهداء، هم شهداء البصيرة والمعركة الواعية والهادفة والواضحة والتي عندنا لا غبار عليها، ولا شبهة فيها، من أي زاوية من الزوايا، ومضت الأيام تكشف هذه الحقائق التي كانت مخفية على كثير من الناس، وبدأت الوثائق تظهر، والأرقام تبين، والنوايا والمشاريع وكل واحد ماذا يريد، هذه الدولة الإقليمية وتلك الدولة الإقليمية، وهذه الجماعة المسلحة وتلك الجماعة المسلحة، وبدأ يظهر من سلح ومن مول ومن سهل ومن أتى بهم من كل أنحاء العالم، ومن حرض ومن عطل الحل السياسي، ومن عطل الحوار الوطني في سوريا، ومن هو مصر على الدمار والقتل والخراب.

كل يوم بعد يوم، الأرقام والوقائع تكشف هذه الحقائق للناس، لمن يريد حقيقة أن يرى الحقيقة، ويعترف بها ويبني عليها موقفه. الذي أخذ موقفا مسبقا، أيا تكن الحقائق، انتهى (الأمر) بالنسبة له. لكن الذي يبحث عن الحق وعن موقف الحق يجب أن تعني له هذه المعطيات والمستندات والوثائق والأرقام، يجب أن تعني له شيئا في تعديل رؤيته وفي تعديل فهمه وفي تعديل قناعته، وبالتالي في تعديل موقفه وفي تغيير موقفه من الأحداث والصراع القائم فعلا في منطقتنا".

وأردف: "يوما بعد يوم تبين أن المعركة هنا ليست مجرد معركة إسقاط نظام هنا أو هناك، وتتجاوز، اسمحوا لي أن أقول لكم، تتجاوز المعركة استهداف محور المقاومة. ذكرت هذا سابقا ولا آتي بجديد وإنما أؤكد عليه، هذه معركة كانت تستهدف إحداث تغييرات وجودية، تغييرات ديموغرافية، تغييرات في الخريطة السياسية وفي تشكيلات الحدود وفي تركيبة الكيانات الوطنية.

هناك جماعات بشرية موجودة في المنطقة، لا اريد أن أخيف أحدا، لكن الوقائع قالت ذلك، هناك جماعات بشرية موجودة في المنطقة منذ آلاف السنين أو منذ مئات السنين على تفاوت الحال، ما كان يجري في السنوات الماضية كان يهدف إلى إقتلاعها، بشريا رجال ونساء وأطفال، تاريخ وحضارة وثقافة، كنائس وأديرة ومساجد وأضرحة ومقامات، ليس فقط إقتلاع الوجود البشري والديموغرافي، بل اقتلاع كل ما يمت في التاريخ لها بصلة، ولو كان حجرا أو قلعة أو مسجدا أو ديرا أو ضريحا أو مقاما أو جبلا أو حجرا على جبل، أو أثرا في متحف، كان مطلوبا مسح كل شيء، هذا في الوثائق موجود وفي غير الوثائق، السلوك والأداء، أداء "داعش" وأخوات "داعش" من "جبهة النصرة" وغيرها، وأيضا "جبهة النصرة" يحاولون ان يعقلونها قليلا، الأداء والسلوك خلال السنوات الماضية يؤيد هذا الإتهام الذي نوجهه إلى هذا المشروع، وإعادة تشكيل خرائط المنطقة، وأنا هنا لا أقصد الحديث عن الأقليات الدينية أو الأقليات المذهبية، حتى في الدائرة السنية، كان المطلوب لون واحد، وفكر واحد، وتكفير ما سواه، وشطب ما سواه، وإلغاء ما سواه. ولذلك دائما كنت أقول وأصر على القول: إن أشد الناس معاناة من هذه المحنة التي صنعها من صنعها هم أهل السنة في المنطقة، وهم الذين دفعوا الخسائر الكبرى نتيجة هذه المؤامرة وهذا الحقد وهذا التفكير وهذا التخطيط".

وتابع: "من مواصفات هذه المعركة القائمة منذ سنوات، من مواصفاتها انه لا توجد أية ضوابط، لا يوجد شيء، لا قانون دولي ولا قوانين ولا أنظمة ولا ضوابط، لا ضوابط إنسانية ولا أخلاقية ولا قومية ولا عروبية ولا عرقية ولا.. ولا... لا يوجد شيء، لا يوجد شيء على الإطلاق، توجد شريعة غاب، وكل شيء مباح لتحقيق هذا الهدف، لا بأس أن يضحى بالإسلام وبسمعة الإسلام وبقدسية القرآن لا بأس..، وأن تسفك كل الدماء. ولا بأس أن لا يبقى شيء من القيم. المهم أن هناك هدفا يريد البعض أن يصل إليه وأن يحققه".

وقال: "في كل الأحوال، هذه من أهم ومن أخطر مواصفات المعركة الحالية، ولذلك إذا أخذنا بعض الشواهد المعاصرة، أية معركة في النهاية تستند إلى قانون وإلى قواعد إشتباك وإلى قواعد حرب وإلى قواعد صراع. في هذه المعركة لا توجد قواعد، في كل المنطقة لا توجد قواعد، مثلا: من اليمن، حرب تشن على شعب بكامله، ودمار هائل لم يترك شيئا، وحصار لشعب كامل، الملايين الملايين، نحن دائما كنا نصرخ في موضوع حصار غزة، في غزة مليون أو مليون ونصف أو مليونا فلسطيني مظلوم محاصر، أما في اليمن ما لا يقل عن 15 إلى 20 مليون يمني محاصر منذ سنة ونصف، طيب ما هي قاعدة هذه الحرب؟ على أي أساس؟

افترضنا أنها تضرب اهداف عسكرية، عندما ضربت الصالة الكبرى في صنعاء، أنا أتكلم هنا ليس لأعيد كلاما قديما، حسنا ماذا حصل؟ وكيف انتهى الموضوع؟، أين مجلس الأمن؟، أين لجان التحقيق الدولية؟، أين الموقف الدولي؟. لا يوجد شيء، أين العالم الاسلامي، لا يوجد شيء، أين العالم العربي، لا يوجد شيء. مئات الشهداء والضحايا في ضربة واحدة، لا أحد يستطيع أن يدافع عنها، لا أحد يستطيع أن يقول إنها خطأ أو اشتباه، انتهى الموضوع عند التحالف السعودي وجماعته أنه أعطي معلومات خاطئة وانتهى الموضوع، يعطيكم ألف عافية. الآن في كلمتين: هذه الحرب لا يوجد فيها قواعد".

أضاف: "حتى إذا ذهبنا إلى السياسة اليوم، مثلا في العراق، العراقيون بدمائهم واجهوا "داعش" وألحقوا الهزيمة ب"داعش"، والعراقيون الذين قاتلوا "داعش" ليس الشيعة فقط، الشيعة والسنة والعرب والكرد والتركمان والايزيديين والمسيحيين، الكل على اختلاف أحجامهم وإمكاناتهم، العراقيون في موقف وطني موحد حقيقي في مواجهة "داعش"، يوجد إجماع حقيقي في مواجهة "داعش"، الآن يقاتلون لتحرير محافظة الموصل وليس مدينة الموصل، محافظة بكاملها، يوجد بلدات ومدن وقرى تحت سيطرة "داعش"، ثم يأتي من يأتي، مثلا للأسف الشديد، يأتي من الموقف التركي، يقول أنا أريد أن أقاتل في الموصل، ولا أحتاج إلى إذن من أحد، لماذا؟ دفاعا عن أمني (أمن تركيا).

حسنا، بالمقابل "الحشد الشعبي" العراقي الذي هو عراقي، ممنوع أن يقاتل في الموصل، وهو عراقي، ممنوع أن يقاتل دفاعا عن أرضه وعن شعبه وعن وطنه وهو العراقي، ويحتاج إلى إذن من تركيا. أما تركيا فلا تحتاج إلى إذن لتدخل إلى العراق. والأسوأ من هذا- هذا يبين الأهداف التي تحصل في المنطقة- الأسوأ من هذا أنه في الوقت الذي يقدم العراقيون فيه كجيش وشرطة وعشائر وأكراد وعرب وسنة وشيعة وتركمان وحشد شعبي وحشد عشائري، يقدمون يوميا عشرات الشهداء ومئات الشهداء لتحرير الموصل، تأتي تركيا لتقول إنها تطالب بإعادة النظر بإتفاقية لوزان 1923 وأن الموصل لتركيا ويجب أن تعاد إلى تركيا. الجماعة يقدمون دمهم لاستعادتها وتحريرها من يد "داعش". فلتصبر قليلا على طلبك! حسنا بأي ميزان؟".

وأردف: "وهذا هو المنطق الذي تخاض فيه معركة حلب، هذا هو المنطق، غدا سيقال لما يحصل، هناك يأس من السيطرة على سوريا، وقد يئسوا من ذلك ومن إسقاط النظام في سوريا، وقد يئسوا من ذلك، سيأتي يوم ويقال تفضلوا وهم يأتون الآن بكل هذه الجماعات المسلحة من كل أنحاء العالم لتقاتل في حلب من أجل أن يقال حلب لنا، لتركيا، وليس للسوريين، وليست للشعب السوري.

حسنا، هذا ينكشف يوما بعد يوم. من الأمثلة، انا لا اريد أن أطيل بعد أكثر بالأمثلة. اليوم العالم كله يدين "داعش"، العالم كله يعترف بإرهاب "داعش"، وأنها منظمة ارهابية، وأنها ارتكبت من الجرائم، من الذبح بالسكاكين، الذي رأيناه على التلفزيونات، أنها ذبحت من الرجال والنساء، وأنها قتلت وأنها دمرت وأنها ارتكبت المجازر وانها وانها وانها ارتكبت الفظائع وما يندى له جبين الانسانية، ثم تأتي الوثائق الاميركية التي لم تنكرها السيدة كلينتون، لم تقل لا ليس صحيحا، لم تستصدر نفيا عن رسائلها المتعلقة بالموقع الالكتروني التابع لها، والتي تعترف فيها أنه من بداية الطريق، كانت السعودية ودول إقليمية أخرى تدعم "داعش" وتمول "داعش".

حسنا، "داعش" لم تفعل مثل "القاعدة"، وهي جزء من "القاعدة"، انها صنعت 11 ايلول وقتلت 3000، يا عمي "داعش" حتى الآن قتلت عشرات الآلاف، ذبحت ذبحا بالسكين المئات بل الآلاف، أعدمت الآلاف، دمرت الشعوب، دمرت عائلات، دمرت دولا، وما زالت تدمر وتقاتل في سوريا، في العراق، في ليبيا، في مصر، في اليمن، في نيجيريا، في أفغانستان، ثم تعترف وزيرة الولايات المتحدة الأميركية بنفسها أن السعودية ودولا أخرى هي مولت ودعمت "داعش" حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، هل هناك في العالم من يحاكم هذه الدولة التي دعمت أبشع وأفظع إرهاب ارتكب باسم الإسلام وباسم من على العلم الأسود للأسف الشديد، هذه الدائرة المكتوب داخلها "محمد رسول الله" هذا متعمد، هذا ليس بالصدفة، اسم محمد رسول الله الذي اشرقت شمسه على كل الكون، يراد لظلام وسواد "داعش" ومن يقف خلفها فكرا ومالا ودعما أن يساء إلى هذا النبي. أخطر شيء يفعل في هذا الزمن".

وسأل: "هل هناك اليوم في العالم العربي، في العالم الإسلامي، في العالم كله، في ما يسمى بالعالم الحر، في مؤسسات العالم الحر التي تدعي أنها تدافع عن حقوق الانسان، هل أتى أحد ليقول يا أخي نحن نطالب بتحقيق مع الدول التي دعمت "داعش" ومولت "داعش"، وبالتالي تتحمل مسؤولية كل الجرائم والمجازر التي ارتكبتها "داعش"؟. يا أصدقاء أميركا في لبنان، يا أصدقاء أميركا في المنطقة، صديقتكم أميركا، عزيزتكم هيلاري كلينتون هي تقول إن السعودية ودولا أخرى بالاسم هي التي مولت ودعمت وقوت وسهلت عمل "داعش" في المنطقة، حتى هي تقول (إنهم دعموها) أكثر مما أراده الأميركيون، يعني هي دخلت معهم في النقاش، الأميركي يريد أن يوظف "داعش" لأهداف محددة، وهؤلاء يدعمون، يمكن أكثر من تحقيق الأهداف التي يريدها الأميركيون. هذه هي المعركة الموجودة الآن في المنطقة، لا تعالج بأن ندس أنفنا في التراب، لا تعالج بالانهزامية ولا تعالج بالحيادية، ولا تعالج بالبيانات والاستنكار، وإنما تعالج بالحضور الحقيقي في هذه المواجهة على كل صعيد سياسي، إعلامي، نفسي، ميداني، اجتماعي، ثقافي، وإلا الخطر هو يحدق بالجميع ويستهدف الجميع".

وتابع: "هذه المعركة التي استشهد فيها الشهيد القائد الحاج علاء، هي معركة قائمة ومستمرة، نحن سنواصل تواجدنا فيها، ما قاله قبل قليل وسمعتموه وسمعه المشاهدون، هذا الفتى الكربلائي الحبيب، علي الرضا، ابن الشهيد، هذا يعبر عن ثقافة أجيالنا، عن الوعي، عن البصيرة، عن الفهم، عن القناعة. هذا ليس تلقينا، علي الرضا كان يتكلم من قلبه، من أعماق روحه، كلنا نعرف أننا نحن اللبنانيين جربنا، لأنه لدينا الكثير من الكلام ووسائل الاعلام وإطلالات تلفزيونية، ومقابلات تلفزيونية، ببساطة نستطيع أن نعرف من يتكلم من قلبه، من أعماق روحه، ومن ينافق على الناس ويكذب عليهم، ويدجل عليهم. علي رضا، ابن الشهيد، كان يتكلم من أعماق قلبه، وهذه قلوب كل أبناء هذه المسيرة الذين لن يخلوا الساحة. وأنا قلت يوم العاشر من محرم، وأعود وأختم هذا الجزء من الكلام بهذه الجملة: لكل الذين في لبنان يعدون علينا شهداءنا، حتى للأسف الشديد مثلا بعض وسائل الاعلام، بعض الجهات، عندنا إخوان بطبيعة الحال، نحن مسيرة عمرنا الآن 34 عاما، لما بدأنا فيها بعض الشباب كانت أعمارهم 18، 20، 25، بعض الإخوة 30، 40، فالآن يوجد جيل من "حزب الله" صار عمرهم 70 سنة، 60 سنة، قرابة ال 80 سنة، بطبيعة الحال نحن بشر أيضا، نمرض ونتعب، وبعض إخواننا الذين مثلهم مثل بقية الإخوان في هذا البلد، يمكن إذا أحد يبتلى بمرض عضال، ممكن أن يتوفى أحد في حادث سير، فكلما توفي أخ من إخواننا في حادث سير أو بمرض عضال، نقول نحن عنه الفقيد فلان الفلاني ونحتفل به ونشيعه، تأتي وسائل الإعلام لتقول لا، هذا قتل في سوريا، ولكن "حزب الله" ينعاه فقيدا، عيب عليهم، هل نحن نخجل من شهدائنا في سوريا؟ نحن نفتخر بشهدائنا في سوريا، نفتخر بالشهيد حاتم، بالشهيد علاء، بالشهيد السيد ذو الفقار، بالشهيد أبو محمد الاقليم، بسيل طويل عريض من الشهداء، قافلة من الشهداء".

وختم الجزء الأول بالقول: "أنا قلت يوم العاشر، وأريد أن أختم بهذه الجملة: لمن يراهنون على تعبنا، أو تعب عائلاتنا، بطبيعة الحال هناك الآلاف من المقاتلين من إخواننا موجودون في الجبهات بشكل يومي، وخلفهم بالتالي آلاف العائلات التي تتتبع اخبارهم، من يراهن على تعبنا عليه أن ييأس، نحن قاتلنا إسرائيل من عام 1982 إلى العام 2000 إلى ان صنعنا التحرير، ولما حررنا بال 2000 نحن وبقية فصائل المقاومة، لم نذهب لنجلس في بيوتنا، ولم نذهب لـ "نشم الهواء"، وإنما ذهبنا نجهز للمعارك الآتية التي نعرف أن إسرائيل ستشنها لأنها صاحبة مشروع وأطماع في لبنان وفي المنطقة. نحن قوم لا نمل ولا نتعب، لا من الوقت ولا من الحرب ولا من الشهداء ولا من الجراح ولا من الجوع ولا من الحصار ولا من الاتهام ولا من الظلم.

هذا جزء من إرثنا الثقافي، هذا جزء من جيناتنا، هذا ليس من شيء له علاقة بالتركيبة الحزبية أو بالمدرسة النتظيمية، هذا جزء من ماهيتنا، من الدم الذي يجري في عروقنا، نواصل حتى آخر الخط".

وقال: "في ذكرى هذا الشهيد القائد، في هذه البلدة الطيبة، التي قدمت شهداء قبل الشهيد علاء، وفي جوارها شقيقتها بلدة كيفون، التي قدمت شهداء أيضا، في هذا الطريق: نحن سنواصل حتى آخر الخط، ولا يراهنن أحد ـ لأي اعتبار من الاعتبارات ـ على انكسارنا أو انهزامنا أو تراجعنا أو ضعفنا أو ما شاكل. بالنسبة إلينا، الحالة الوحيدة التي تعيدنا إلى لبنان هي الانتصار في سوريا، فقط، عندما ينتصر هذا المحور في سوريا، عندما يسقط المشروع الآخر في سوريا، مشروع التقسيم، مشروع السيطرة على سوريا من قبل الجماعات التكفيرية، ومن يقف خلف الجماعات التكفيرية. نعم، حينئذ لا يعود هناك أي سبب لبقائنا في سوريا، نعود كمقاتلين إلى لبنان، وبعدها نذهب إلى سوريا كزوار، كأخوة، كأشقاء، كسواح، كجيران، هذه هي الحالة الوحيدة".

أضاف "أنا أقول لكم، على كل الاحوال، من خلال كل المجريات في المنطقة، المشروع الآخر عانى من إخفاقات كبيرة جدا وخطيرة جدا، ومعالم الفشل تتضح، وانسداد الأفق أمامه في الكثير من الأحوال أيضا واضح وبين. في الحد الأدنى، نحن الآن في العام الخامس أو السادس، أقول لكم، على كل المحاور والجبهات، أستطيع ان أقول: نحن حتى الآن منعنا الجماعات التكفيرية وهذا المشروع الخطير في المنطقة من أن يحقق الانتصار الذي يريد، وألحقنا به الهزيمة في الكثير من المعارك وفي الكثير من الجبهات. نحن يعني كل هذا المحور، حزب الله جزء من هذا المحور. وما نتطلع اليه هو الانتصار الحقيقي، لأننا ندافع حقيقة عن أمتنا، عن شعوب أمتنا، عن تاريخها، عن حضارتها، عن أديانها، عن مقدساتها، عن وجودها البشري وعن كرامتها وعن عزتها".

في الشأن الرئاسي، قال: "لا شك أنه في الأيام القليلة الماضية حصل تطور مهم جدا، وهو إعلان رئيس تيار المستقبل دعمه وتأييده لترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، مما فتح الباب على مصراعيه أمام إنجاز الاستحقاق بشكل واقعي في الموعد المقبل. بالرغم من أن خطاب الإعلان من قبل رئيس تيار المستقبل كان تصعيديا ضدنا، يعني هو يريد أن يعلن ترشيح العماد عون، لكنه هجم علينا نحن من أول الكلمة لآخرها، مع ذلك أنا لن أقف عند هذا الموضوع، وإن كان لنا حق الرد، ولكن لن نرد الآن، بعد حين إذا احتاج الأمر، أنا أريد أن آخذ الجانب الإيجابي من الخطاب، لأننا نحن نريد أن نصل إلى نتائج ايجابية لمصلحة البلد. المرحلة بشكل عام بالتأكيد، تحتاج إلى ترفع، ترفع عن الحساسيات، ترفع عن الحسابات وحتى ترفع عن التوصيفات".

أضاف "نحن اخترنا الصمت الرئاسي، كما يقولون، في الإعلام، المصطلح لسنا نحن من أصدره، لكن قرأنا أنهم يقولون الصمت الرئاسي، ليس لأن موقفنا غير واضح، أو لأن هناك التباسا بالموقف أو ترددا أو إعادة نظر أو حسابات، لا، بل لأننا لا نريد - عادة أنا أخطب، إخواني يخطبون، العلماء، النواب، المسؤولين - بالنهاية لما نريد أن نتكلم ممكن كلمة زائدة، كلمة ناقصة، نحن يا إخوان نريد لهذا الاستحقاق أن ينجز، فلا نريد أن نقول كلاما يستفز أحدا، ولا نريد أن نقول كلاما يزعج أحدا، ونريد أن نبتعد عن كل أدبيات الربح والخسارة والانتصار والهزيمة، ومن كان معه حق ومن ليس معه حق ومن عليه حق والنوايا والأهداف. دعونا بعيدين عن هذا الموضوع كله. الذي يريد أن يوصف هو حر أن يوصف، لكن نحن كحزب الله لا نريد أن نقارب المسائل بهذه الذهنية ولا بهذه الطريقة. وأعود وأقول لكم لأننا لا نريد أن نزعج أحدا، ولا أن نستفز أحدا، خصوصا في الأيام القليلة الماضية، كان هناك قليل من المشاعر وبعض الانفعالات المعينة، وبطبيعة الحال أي موقف بحجم الموقف، الذي أعلن عنه قبل أيام سيترك تداعيات في الساحة عند من يؤيد وعند من يرفض وعند من يعترض".

وتابع "في هذا الوقت الذي سأتكلم فيه عن الاستحقاق الرئاسي سأتكلم فيه بهذه الروحية أيضا. ونحن نريد في الحقيقة بعيدا عن أي ضجيج إعلامي، أن نعمل في ما بقي من وقت متاح، لمراكمة الايجابيات ومعالجة العقد ما أمكن. وفي هذا السياق يجب أن أؤكد ما يلي:

أولا: والمنتظر، هناك أناس ينتظرون موقف حزب الله، شيء غريب، مع ذلك سأقول موقف حزب الله - أولا، كل ما يجري عندنا يمكن مقاربته من خلال حوار، كل هذه المستجدات السياسية، التي طرأت على الساحة أكيد ستعالج من خلال حوار وتقارب من خلال حوار، وأنا أؤكد لكم: ليس هناك أحد لا في الحلفاء، في الأصدقاء ولا في الخصوم، وأنا أتكلم عن الاثنين، ليس هناك أحد يفكر بعقلية الفوضى، ولا بعقلية العودة إلى الحرب الأهلية، وما نسب إلى قيادة حركة أمل أو إلى حركة أمل، من كلام من هذا النوع هو غير صحيح، وأنا أعلم أنه غير صحيح، وقيادة الحركة نفته بشكل حاسم، لكن للأسف الشديد بعض الجهات الإعلامية وبعض الجهات السياسية، وبالرغم من النفي القاطع والحاسم لقيادة حركة أمل لهذا الكلام، ما زالت تشتغل عليه للتخويف وللتحريض ولايجاد مناخات سيئة في البلد.

إذا النقطة الأولى، أؤكد: ليس هناك أحد يفكر بهذه الطريقة، وأيا كان الموضوع السياسي صعبا، أو شاقا، أو معقدا. من خلال الحوار، من خلال النوايا الطيبة، من خلال الايجابية يتم مقاربته ومعالجته أو تدوير الزوايا فيه أو تنظيم الخلاف حوله.

ثانيا: من المسلم به أيضا عند الجميع، وأنا أؤكد لكم بشكل قاطع وحسام وجازم، يعني مثل ما أريد أن أطمئن، بهذه الجهة أيضا أريد أن أطمئن بهذه الجهة. ليس هناك أحد الآن في لبنان يفكر بعقلية إدارة ثنائية للبلد، لا ثنائية على أساس مذهبي، ولا ثنائية على أساس طائفي، ولا ثنائية على أساس حزبي، الجميع لديه من الوعي ومن المعرفة ومن تراكم التجربة، ما يجعله يعتقد ويجزم ويستوعب تماما، أن لبنان المركب بهذه الطريقة، لا يمكن أن يدار ولا يتحمل أن يديره أي ثنائي مهما مثل هذا الثنائي في البلد من قيمة سياسية أو شعبية أو غير ذلك، وأعتقد، أنا شخصيا ألمس هذه القناعة عند الجميع، عند الحلفاء وعند الخصوم.

لكن في هذه النقطة أيضا، حتى نكون شفافين وصريحين، هناك بعض المعطيات وهناك بعض المعلومات أثارت قلقا في مكان ما، يجب أن يعالج هذه القلق. كما كنا نقول في السابق لا تديروا ظهوركم، أيضا نقول الآن لا تديروا ظهوركم. هناك نقاط قلق لها أسبابها ونحن وأنتم، في الحد الأدنى القيادات السياسية تعرف أسبابها، يجب أن نبادر جميعا لمعالجة نقاط القلق هذه، في هذا البلد نحتاج إلى مستوى معين، حتى لو لم تتوفر الثقة الكاملة، مستوى معين من الثقة بما يفكر به فلان أو فلان أو فلان أو الجهات الفلانية، ويجب أن نصارح بعضنا بعضا بنقاط القلق، وأن نعالج نقاط القلق هذه، وهذا أمر ممكن.

ثالثا: نحن كنا دائما نقول في السابق، عندما كنا نطالب كحزب الله بممارسة جهد معين باتجاهات معينة - الآن تلاحظون أحيانا أجمل لأنني أريد أن أترك المجال للعمل - باتجاهات معينة لإنهاء هذا الاستحقاق الرئاسي بشكل إيجابي ومطلوب، وكنا دائما نقول هناك طرف أساسي في البلد اسمه تيار المستقبل، عندما يعلن موقفه ويحسم أمره حينئذ هذا يشكل قاعدة انطلاق لنناقش ونتواصل، ونبحث أكثر من أي وقت مضى مع بقية أصدقائنا وحلفائنا في هذا الاستحقاق، وكنا نحن سابقا دائما على نقاش ما بيننا وبين حلفائنا، لم ينقطع هذا النقاش في يوم من الأيام، ليس لأنه لم نكن نتكلم، الآن بعض الناس يقولون لم يبذلو جهدا، من قال لم يبذلوا جهدا، لكن جهد بمعنى ماذا؟ بمعنى نتناقش ونتحاور ونقيم الأمور ونطلب مثلا إعادة دراسة المسائل ونبحث عن مخارج.

أما البعض فيفهم الجهد هو ضغط، يفهم الجهد هو تبعية مثلا، هذا طبعا شيء يحتاج إلى تعديل بالثقافة السياسية، للأسف ليس فقط عند بعض الناس، حتى عند بعض القيادات السياسية، يجب إعادة النظر بهذه الثقافة. عندما نقول حلفاء، حليفين، حليفين يعني اثنين، يعني ليس جهة واحدة، ليس حزبا واحدا، ليس تنظيما واحدا، يعني قيادتين وتنظيمين أو تيارين أو حزبين أو جماعتين تلتقيان في مساحات واسعة من المشتركات وتختلفان في أمور، إذا كانوا حلفاء ينظمون الخلاف ويسيرون باتجاه ما هو مشترك. التحالف لا يعني التبعية، التحالف لا يعني كلما اتخذ حليف قرارا، يجب أن يلحقه كل الحلفاء، هذه اسمها تبعية.

هناك بعض الناس في لبنان يفهمون التحالف تبعية، وثقفوا قواعدهم على هذا الأساس، ولذلك عندما يختلف حليفان في موقف معين أو في تشخيص معين أو في مقاربة معينة يأتون بسرعة ويعملون على نقطة الخلاف لإحداث شرخ وفتنة بين هذين الحليفين وهذا أمر خاطئ. هذان الحليفان يتفقان في الكثير من المسائل، وقد يختلفان على بعض المسائل، لكن إذا كان التحالف بينهما ـ أنا أحكي هذه المقدمة لأن هناك شيئا أريد أن أقوله بالتفصيل: إذا كان التحالف بينهما قائما على قاعدة الثقة والمودة والقناعة والفهم والمساحة المشتركة الواسعة، فأي خلاف في أي موقف صغير أو كبير، لا ينسف التحالف ولا يفسد في الود قضية.

نحن هكذا نفهم التحالف، ولذلك منذ دخولنا في الحياة السياسية، نتعاطى مع حلفائنا باحترام ونريد أن نتعاطى معهم باحترام، نحن لا نأمر حلفاءنا، ولا هم في موقع من يقبل أن توجه إليهم الأوامر، لهم شخصيتهم ولنا شخصيتنا، ونحن لا نضغط على حلفائنا، نحن نتحاور، إذا قبلوا واقتنعوا بالنهاية يعملون ما هم مقتنعون فيه، الذي يرضي ضميرهم، الذي ينسجم مع مبادئهم. بعض الناس يقولون لك اضغطوا على فلان وفلان والجهة الفلانية والجهة الفلانية، نحن لا نفعل ذلك، نحن عندنا موقف عام، نخدم هذا الموقف العام بما نطيق، بما نستطيع، ومع حلفائنا نتحاور، هكذا نفهم التحالف.

بكل الأحوال، الآن بعد هذا الإعلان، نحن بدأنا جهدا، سنواصل الجهد، يعني أعطيكم علما ولكن دون الدخول في التفصيل، سنواصل الجهد، ما نتطلع إليه هو أن نصل إلى استحقاق رئاسي هادئ، معقول، مطمئن حيث نستطيع أن نعالج العقد، حيث نستطيع أن نحل المسائل، حيث نستطيع أن نقرب وجهات النظر، نحن بدأنا ببذل جهد على هذا الصعيد وسنكمل إن شاء الله، لكن هل نوفق أو لا نوفق؟ هذا متروك للوقت.

رابعا: على طول الانتخابات الرئاسية، على طول الخط، انطلاقا من النقطة الثالثة، للأسف الشديد مثل ما تكلمت سابقا، هناك أطراف سياسية، لا أريد أن أتكلم عن الإعلام، دعوا الإعلام جانبا، هناك قوى سياسية همها وغمها كان كيف تستفيد من التنوع أو الإختلاف في وجهات النظر حول الاستحقاق الرئاسي، لايجاد شرخ أو خلاف بل فتنة وهي تتطلع إلى فتنة، أنا لا أسيء الظن، أنا مؤمن بما أقوله، تتطلع إلى فتنة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، يعني ما بينهما، وبين حزب الله وحركة أمل، وبين حزب الله وتيار المردة وحزب الله وبقية الحلفاء، بمعزل عن موقف بقية حلفائنا في تأييد العماد عون أو تأييد الوزير سليمان فرنجية، للأسف الشديد هذا الموضوع يعمل عليه من بداية الانتخابات، لكن بالأشهر الأخيرة خصوصا، بالشق الذي له علاقة بيننا وبين أمل، لأنه أختم بالشق الذي له علاقة بيننا وبين التيار وأقول موقفنا وننتهي من هذه "السالفة" كلها.

بالشق الذي له علاقة بيننا وبين إخواننا في حركة أمل، أنا أحب، أود أن أقول لهؤلاء ولكل المراقبين والمتابعين، إن العلاقة بين حركة أمل وحزب الله على المستوى القيادي وعلى المستوى القاعدي وعلى المستوى الشعبي، هي أعمق وأقوى وأصلب من أن تنال منها كل هذه الفبركات والسوالف والاستغلالات السيئة، التي يلجأ لها البعض. وأقول لكم هي أقوى بكثير، ما هو قائم من علاقة على قاعدة فكرية وعلى قاعدة عقائدية وإيمانية وسياسية وثقافية ووحدة المنشأ وعلى المستوى العاطفي وعلى مستوى المودة والقرب النفسي هو أقوى وأصلب من أن تنال منه هذه الأمور.

ما بيننا وبين حركة أمل، وبالخصوص شخص دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري، هو أعمق بكثير، سواء كحركة وحزب، وأيضا اسمحوا لي أن أقول أيضا على المستوى الشخصي بيني وبينه، وأنا أعرف هذا وهو يعرف هذا، وفي الحزب وفي الحركة يعرفون ذلك.

في المسائل التي قد نختلف فيها نحن نتفاهم، طبعا حتى في موارد الخلاف التي نتفاهم حول تنظيمها وإدارتها، البعض يحاول أن يقول توزيع أدوار، قولوا ما تريدون، لا بأس. مثلا، في الجلسة الأولى لانتخاب الرئيس حضرنا جميعا لأنه كان هناك أمان دستوري اسمه أي شخص يحتاج لثلثي الأصوات، وليس هناك مرشح حائز على ثلثي الأصوات، فهناك أمان دستوري، ذهبنا وشاركنا، صراحة يعني.

في الجلسة الثانية تشاورنا، دولة الرئيس قال أنا رئيس مجلس، بمعزل أنا من أدعم ومن أرشح وبمعزل أنه إذا أنا حضرت وحصل نصاب من يتم انتخابه، أنا رئيس مجلس، أنا وكتلتي لا نستطيع أن نغيب، حتى لخدمة هذا الهدف السياسي المشروع، نتيجة موقعي كرئيس مجلس، وهو منصف في هذا وهذا حقه الطبيعي. حسنا، دولة الرئيس وكتلة التنمية والتحرير أخذت قرارا أن تحضر كل الجلسات ولم تغب يوما، وكتلة الوفاء للمقاومة أخذت قرارا أن تغيب، يعني أمل حضرت وحزب الله غاب، خير إن شاء الله؟ هذا اختلاف في الأداء، هذا ليس توزيع أدوار، هو تفهم موقفنا، لو نحن قلنا له نحن بصدق ندعم العماد عون، إذا أتينا وشاركنا في جلسة سينتخب غيره هذا لا يتناسب ولا يتلاءم مع صدق التزامنا مع العماد عون في مسألة انتخاب الرئيس، فهو تفهم موقفنا ونحن تفهمنا موقفه، هم حضروا ونحن غبنا، هذا ليس توزيع أدوار، هذا اسمه حلفاء يتفهمون بعضهم ويفهمون بعضهم ويحترمون بعضهم.

حسنا، بعد ذلك، بالترشيحات، سارت الأمور، لا أريد أن أعود وآخذ الكثير من وقتكم، إلى أن وصل موضوع ترشيح رئيس تيار المستقبل للوزير سليمان فرنجية. نحن كان عندنا التزامنا، دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري والأخوة في حركة أمل لديهم حيثياتهم ولديهم منطلقاتهم ولديهم أسبابهم، لما واحد يجلس ويناقشهم يقول لك واحد، اثنين، ثلاثة، أربعة، خمسة، أخذ خياره بدعم ترشيح الوزير الصديق سليمان فرنجية، نحن بقينا على هذا الموقف وهو كان لديه هذا الموقف. حسنا، لم يكن توزيع أدوار، أنا أعود وأقول لكم، كان تفهما وتفاهما، على كل حال، نحن نتفهم موقفه وحيثياته ومنطلقاته وهو أيضا يتفهم موقفنا وحيثياتنا ومنطلقاتنا، وإلى الآن وصار هناك جهد وتواصل وكلام ونقاش وتقييم كبير بيننا.

في الموضوعات السياسية، موضوع البلد، موضوع الرئاسة، موضوع ما بعد، ما قبل، إلى أين؟ كنا نضع بعضنا في الأجواء، وكان في القراءة السياسية لما يمكن أن يحصل يمكن أن يكون هناك أحيانا تفاوت بسبب تفاوت المعلومات والمعطيات بيننا، ولكن ولا لحظة من اللحظات كان أحدنا يشك في الآخر، أو كان أحدنا يتهم الآخر، أو كان أحدنا يفترض أنه يتحرك من وراء ظهر الآخر، كل شيء نحن كنا نضع أخواننا بالجو وهم كانوا يضعوننا في الجو، لأن هذا يعزز الثقة، الثقة ليست كلمة تقال على المنبر وقصيدة شعر نمدح بعضنا البعض فيها، فهي ممارسة وتأتي من المماسة وتتعزز بالممارسة.

حسنا، وصلنا إلى هذه النقطة الآن، ونحن عندما نذهب إلى الجلسة المقبلة في كل الأحول سنذهب متفاهمين متفهمين، قد نختلف في التصويت، قد نختلف في الموقف، قد نتفق، هذا كله صار له علاقة بنقاشات الأيام المقبلة، ولكن، يعني أنا أدع كل الفرضيات المفتوحة حتى لا نقول أن الأمور مقفلة 100%، لا، ولكن أيا يكن خيارنا السياسي في الانتخاب الآتي، أو خيار حركة أمل السياسي في الانتخاب الآتي، هذا لن يفسد في الود قضية، وكما كنا في هذا الموقع في الموضوع الرئاسي من خلال التزامنا في الموقف منذ البداية أهل الصدق والوفاء مع الحليف على طول المسار الآتي، نحن سنكون أهل الصدق والوفاء مع الحليف، الحليف في كل موقف نتفق عليه، أو نلتزم به أو نبني عليه ونؤسس عليه لن يجد منا إلا الصدق والوفاء.

نحن أيها الأخوة والأخوات، نحن في ذكرى الشهيد القائد، في أسبوع الشهيد القائد، الذين نقدم الدماء صدقوني، نحن ما نتطلع إليه هو أن يكون هذا البلد آمنا، أن يكون بلدا طيبا، أن يكون بلدا متماسكا، أن يكون بلدا متفاهما ولو على حسابنا، نحن لا نريد شيئا لأنفسنا، في كل المناقشات السياسية السابقة، الآن يقول لك هذه حكومة حزب الله، اذهبوا وانظروا "شو طالع لنا" من كل هذه الحكومات، نحن ما نتطلع إليه هو هذا الوضع الوطني والمستقبل الوطني.

وختم النقاط الأربعة بالقول: الأيام والأسابيع المقبلة ستثبت ذلك، العلاقة بين حزب الله وأمل أقوى وعصية على أي محاولات لإثارة نزاع أو خلاف فضلا عن فتنة لإثارة نزاع أو خلاف، نحن كتيارين كبيرين سياسيين، شعبيين، نعم أحيانا ممكن في هذه الضيعة، في هذه البلدية، في هذا المختار، يحصل هناك خلاف، هذا يحصل داخل الحزب الواحد وداخل التنظيم الواحد وداخل التيار الواحد، وترون بعد ذلك المحاكمات الحزبية والفصل والطرد، هذه الجزئيات بسيطة، لكن بالمسار العام هذا هو الواقع لا أحد يراهن عليه".

وعن العلاقة بالنائب سليمان فرنجية قال: "كذلك الحال فيما يعني صديقنا العزيز الوزير سليمان فرنجية الذي طبعا نحن نقدر موقفه وتعاطيه الشريف معنا في هذا الاستحقاق منذ اللحظة الأولى، التي أعلن فيها ترشيح رئيس تيار المستقبل لمعاليه، يعني لمعالي الوزير كمرشح لرئاسة الجمهورية، هو تفهم موقفنا بالبعد الأخلاقي وبالبعد السياسي، الآن سليمان بيك مودته ومحبته أوقات يتكلم عن كثرة الأخلاق، كثرة الأخلاق طبعا جيدة، فهو ليس فقط تفهم، هو أيضا على المستوى السياسي، على مستوى الأداء مارس، يعني من موقع الحليف الشريف في هذا الاستحقاق وفي هذا الموقف، بالتالي هذه العلاقة تستمر، مع بقية حلفائنا نحن على تواصل، هذه الأيام سنتواصل أكثر لنرى إلى أين نصل في المسائل".

وعن العلاقة بتكتل "التغيير والإصلاح" وقاعدته الشعبية، قال: "في ما يعنينا نحن وتكتل الإصلاح والتغيير والتيار الوطني الحر، بالتالي الموقف الذي قيل إن كثرا بالبلد ينتظرونه، مع أنه معروف ومحفوظ "عن بصم". أيضا، في موضوع التيار الوطني الحر، للأسف الشديد، وبالإذن من العماد عون، صديقنا وحليفنا وعزيزنا، أيضا من أخونا وصديقنا رئيس التيار أريد أن أخاطب قليلا قواعد التيار الوطني الحر، لأن التيار هو تيار بالنهاية، ربما ليس لديه بعض الخلايا الحزبية التنظيمية التي تأتي بالتوصيات من فوق إلى تحت وتنضبط الأمور. بالنهاية الشباب والصبايا بالتيار يتأثرون بما يقال بوسائل الإعلام وبما يكتب على وسائل التواصل الاجتماعي. كصديق لكم، صديق مخلص ـ إن شاء الله ـ لكم أتمنى أن تسمعوا مني هاتين الكلمتين:

ونحن على نهاية الشوط ـ إن شاء الله ـ المختص بالاستحقاق الرئاسي، لا تسمحوا لأحد أن يستغل أو يوظف أو يسيء للعلاقة بيننا وبينكم، أو يحاول أن يشوه هذه العلاقة بيننا وبينكم، ولا أود الدخول بالأسماء، كل الناس تعلم الحرف الأول من الإسم والحرف الأخير. لا تسمحوا لهذا الموضوع. والله مثلا ان حزب الله عن جد يريد العماد عون؟ لا، لا يريد العماد عون. يا أخي كيف؟ هل تعلم بالغيب؟ أنتم ـ هذه الجهة، حتى لا اتحدث عن شخص ـ أنتم تعلمون بالغيب، تعلمون بما في الأنفس، ماذا تعملون، بالفلك؟ بصارين؟ تضربون بالرمل؟ بالمندل؟ بماذا يعني؟ هل حصلت جلسة من المفترض أن تنتخب العماد عون، وحزب الله لم ينزل؟ قاطع الجلسة ولم ينتخب العماد عون، حتى تأتوا وتتحدثوا بهذه اللغة وبهذا المنطق؟".

أضاف "من اللحظة الأولى، (يقولون) حزب الله لا يكذب على العماد عون، يخادع، لا يريد، يمرر الوقت، أصلا جاءوا، قالوا عندما اتخذنا الموقف والتزمنا بترشيح العماد عون بالرغم من ترشيح صديقنا الوزير سليمان فرنجية، لم يظهر معهم أن هذا الموقف يعبر عن التزام معين، بل تبين معهم أن حزب الله لا يريد رئيسا، لا يريد لا سليمان فرنجية ولا ميشال عون. أنتم تجلسون بعقولنا ونوايانا؟ هذا أمر معيب بالبلد أن يتشهر بالناس بهذه الطريقة. لا، حزب الله من اليوم الأول كان يريد انتخابات رئاسية، من اليوم الأول. لو من اليوم الثاني عقدت جلسة نعتقد فيها أنه اذا حضرنا سينتخب فيها العماد عون رئيسا للجمهورية لحضرنا من اليوم الثاني، وهذا محسوم، وحزب الله يريد انتخابات رئاسية ويريد رئيسا من اليوم الأول، الذي التزم فيه مع العماد عون. من ذلك اليوم وإلى اليوم، وهناك ناس أخذوا علينا ان بعض أخواننا تحمس قليلا، وحتى يؤكد أكثر قال ل1000 سنة طبعا لن نبقى نعيش 1000 سنة، هذه مبالغة باللغة العربية، حتى نقول إن هذا نهائي، هذا موضوع نهائي بالنسبة لنا".

وتابع "في الأيام القليلة الماضية أيضا ازداد هذا التوظيف السيئ. تعرفون، الآن حزب الله يستطيع أن يبقى على التزامه بالعماد عون ووفيا للعماد عون ولهذا الالتزام، ولا يمرر الانتخابات الرئاسية بالموعد المقبل. ليس والعياذ بالله، يذهب لعمل غير سياسي أو إعلامي. لا، أنا استطيع أن أخرج على التلفزيون وأقول "ليكوا يا ناس نحن نؤيد العماد عون ولكننا نرفض تولي مثلا نرفض تولي الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة. عندها طار الاستحقاق الرئاسي. الآن الآن إذا أقول هذه الجملة يطير الاستحقاق الرئاسي، لأنه لم يكن هناك شيء بالمجان، لم يكن هناك شيء بالمجان، دار جدل لأكثر من شهر، إذا انتخبنا العماد عون لرئاسة الجمهورية، فماذا بالنسبة لرئاسة الحكومة؟ وأخذوا جوابا من العماد عون ومن الأستاذ جبران باسيل، ومع ذلك أصروا على سؤالنا والسماع منا".

وأردف "نحن قلنا لهم لا نمانع، ليس لدينا مانع، هذا موقف كبير بكل المقاييس السياسية والنفسية والمعنوية. الآن العالم تضحي؟ نحن أيضا وأنا أحب ان أقول لكم اليوم: نحن نقدم تضحية كبيرة جدا عندما نقول إننا نحن لا نمانع بأن يتولى الرئيس سعد الحريري رئاسة الحكومة، واعرفوا هذا الأمر بكل المعايير، هذه تضحية كبيرة جدا.

كان باستطاعتنا أن نقول للعماد عون: يا جنرال نحن متفقون معك إن ينتخبوك نحن نصوت معك وليس لنا عمل، ولا يوم التزمنا معك بأنه مثلا فلان يكون رئيس حكومة، أو لا يكون رئيس حكومة، وهذا لا يتنافى مع التزامنا الأخلاقي مع العماد عون. نحن عملنا وقبلنا من أجل ان يسير البلد ويسير الاستحقاق حتى يفتح الطريق، حتى ينتهي الفراغ، هذا يجب ان يكون واضحا عند كل اللبنانيين. هناك كلام كثير، يمكن أن آتي اليوم وأستغل الخطاب الذي ألقاه الرئيس سعد الحريري بترشيح العماد عون، وأرد عليه بخطاب قاس جدا، وأنا لا تنقصني لا المعطيات ولا الحقائق ولا اللغة ولا الأدبيات، ويتوتر البلد كله ويذهب الاستحقاق الرئاسي ستة أو سبعة أشهر إلى الأمام".

واستطرد "تعالوا لنلم البلد، ونحن لم نتصرف هكذا لأننا نريد استحقاقا رئاسيا ونريد انتخابات ونحن نريد بصدق أن يصل المرشح الذي دعمناه منذ اليوم الأول إلى قصر بعبدا. هذه حقيقة موقفنا، أحببت أن أشرح هذا الموضوع كي يكون كل اللبنانيين مطلعين عليه، لكن أحببت أن يكون خطابي مباشرا إلى قواعد التيار الوطني الحر"، متمنيا أن "يأتي وقت، طبعا الكثير منهم مستوعبون ومتفهمون الموقف تماما، لكن يبقى هناك وسط معين يتأثر. وأن يبنى على هذه التجربة حصانة، بعد ذلك ممكن في أي قضايا سياسية، مثلما نختلف نحن وأمل نختلف نحن والتيار الوطني ونحن والمردة، ونحن وبقية حلفائنا، هذا لا يجوز أن ينسف تحالفا أو يستبدل الود بالعداوة وبالحقد. هذه التحالفات انبنت على أيام صعبة، على تضحيات كبيرة، على آمال لها علاقة بالمستقبل، يجب أن نحرص عليها وأن نحافظ عليها".

وختم في هذا المحور قائلا: "أختصر القول لكل من ينتظرون وأنا أعود وأضحك لما أقول ينتظرون، موقف حزب الله من الانتخابات الرئاسية المقبلة عندما تعقد الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس، كتلة الوفاء للمقاومة ستحضر هذه الجلسة إن شاء الله بكامل أعضائها وستنتخب العماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والاصلاح رئيسا للجمهورية. وإذا كان قانون المجلس يقبل من نواب كتلة الوفاء للمقاومة أن يفتحوا الورقة أمام الكاميرات وأن يرى كل العالم أنه مكتوب اسم ميشال عون من حفظ الالقاب، كنا نناقش هذا الموضوع مع الإخوان، لأنه للأسف الشديد، في هذا البلد، في مكان ما، يوجد قلة اخلاق وقلة ضمير، إلى حد أنه بعد الانتخابات في النهاية يوجد أناس ممكن أن تصوت للوزير سليمان فرنجية، أكيد يوجد من سيصوت للوزير سليمان فرنجية، هناك من سيعطي ورقة بيضاء، غدا سيأتي من يقول إن حزب الله وزع أصواته بين العماد عون والوزير سليمان فرنجية.

نحن متفاهمون نحن والوزير سليمان وفرنجية، ويوجد تفهم لموقفنا، نحن كل أصواتنا للعماد ميشال عون، إذا القانون يسمح، نحن سنفتح الورقة امام الجميع".

أضاف "أنا من عدة أيام أرسلت للعماد ميشال عون أنه إذا كان لا يمشي الحال هكذا، فأرسل لنا أحد النواب التابعين لتكتل التغيير والاصلاح ليجلسوا بين نوابنا ونريهم الورقة، يعني عيب في هذا البلد أن يصل الواحد إلى هذه النقطة لأنه يوجد قلة اخلاق وقلة عقل، لا تواخذوني على هاتين الجملتين. بكل الاحوال، هذا هو موقفنا، نحن نأمل إن شاء الله من خلال التواصل مع كل القوى السياسية ومع كل الكتل النيابية، الأصدقاء والحلفاء والخصوم والكل، أن نستطيع أن نصل إلى استحقاق لا يوجد عند أحد ولا يوجد شكوك عند أحد، يوجد طمأنينة لها علاقة بالمستقبل، قد نوحد الموقف، وقد لا نوحده، لكن أن نذهب إلى استحقاق إيجابي يبنى عليه للمرحلة المقبلة".

وتوجه "مجددا، إلى روح شهيدنا القائد الحاج علاء، ونقول له، إخوانك سينجزون ما بدأت من أجله، هذه المعركة نحن باقون فيها، وكما قال حبيبك وعزيزك وفلذة كبدك، أيضا صغيرنا وكبيرنا يقول: سنكون حيث يجب أن نكون".

وختم "هذه المعركة معركة دفاع عن الأمة وكرامتها ووجودها وشعوبها وطوائفها وكل مكوناتها الاجتماعية والحضارية، سندافع عنها بالدماء الزكية كالشهيد القائد حاتم أديب حمادة وكل الشهداء الذين سبقوا ولحقوا، نواصل هذا الدرب على طريق الانتصار إن شاء الله. هذا الظلام وهؤلاء الظلاميون سيهزمون، ودماؤكم الشريفة ستنتصر على كل سيف".