المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 تشرين الأول/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.october26.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَمَنْ لَهُ يُعْطَى ويُزَاد. ومَنْ لَيْسَ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ حَتَّى مَا هُوَ لَهُ

أَوَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُم هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ القُدُسِ السَّاكِنِ فِيكُم، وقَدْ قَبِلْتُمُوهُ مِنَ الله؟ وأَنَّكُم لَسْتُم لأَنْفُسِكُم؟ لأَنَّكُم قَدِ ٱشْتُرِيتُم بِثَمَنٍ كَرِيم! فَمَجِّدُوا اللهَ في جَسَدِكُم".

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

رئاسة عون خنجر مسم في خاصرة لبنان وأداة مجوسية تدميرية/الياس بجاني

جعجع استراتيجي فاشل ومكتر... ونقطة ع السطر/الياس بجاني

عوننا الجايي من عند الله. . راجع لعندو/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الثنائية الشيعية تزرع الألغام في طريق الحريري نحو 'السراي'/شادي علاء الدين/العرب

فارس سعيد نفى عقد اجتماع لأمانة 14 آذار غدا

الشيخ الطرّاس مضربٌ عن الطعام وحالته الصحية تسوء.. والقضاء يماطل

تعميم تحذيري إلى منتسبي "التيار الوطني الحر" المعارضة العونية: تحقق الحلم وحقنا أن نفرح

 "الصدمـة" الرئاسـية توقظ "الأمانة العامة" واجتمــاع غدا بعـد انقطـاع: مؤتمنون على الثوابت.. والاختلاف التكتي لا يفسد في "ود" 14 آذار قضية

 "الصدمـة" الرئاسـية توقظ "الأمانة العامة" واجتمــاع غدا بعـد انقطـاع: مؤتمنون على الثوابت.. والاختلاف التكتي لا يفسد في "ود" 14 آذار قضية

جنبلاط عبر تويتر :الطبيعة جميلة لكن لا بد من المطر والثلوج والامور هادئة

 الصفدي من الرابية: لا نريد الا أن نبارك للعماد عونآلان عون: انتخاب عون مؤكد ومكان بري محفوظ في تركيبة الوحدة الوطنية

آلان عون: انتخاب عون مؤكد ومكان بري محفوظ في تركيبة الوحدة الوطنية

"السياسة": تحذيرات امنية لشخصيات سياسية

استمرار فرنجية فـــي المعركة يمنع "تزكية" عون والرابية ترى أن لا مصلحة لأحد بالخروج عن التوافق العريض

اطلالة فرنجية ثبات في الموقف واشارات "لمن يقرأ بين السطور" وزعيم زغرتا يحرم عون متعة "الرئيس الجامع" باستمرار ترشحه

دورة اولـى أم ثانية في الجلسة الرئاسـية؟.. البت ضروري قبل انعقـادها الظرف الاستثنائي يحتم تسريع الاجراءات وبيان من بعبدا عن برنامج التسلّم

بعد التأكد من توافر الدعم العربي والدولي للعهد الجديد والاتصالات تتركز على تعزيز انطلاقة الحكم والحكومــة

بارود: الجدل في غير محلـه لأن لا تطيير للنصـاب في غياب "الدستوري" البرلمان يفسر الدستور بالثلثين

علوش: التطورات الرئاسية تفرض تعديلات على الوثيقة السياسية ومنسقيات "المستقبل" تنتخب الاحد مندوبيها للمؤتمر العـــــام

كتلة "المستقبل" تنتظر عودة الحريري

أبو جمرة: لا نرفض ترشيح الحريري لعون فحسب بل نرفض عون رئيسا

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الثنائية الشيعية تزرع الألغام في طريق الحريري نحو 'السراي'/شادي علاء الدين/العرب

فارس سعيد نفى عقد اجتماع لأمانة 14 آذار غدا

الشيخ الطرّاس مضربٌ عن الطعام وحالته الصحية تسوء.. والقضاء يماطل

تعميم تحذيري إلى منتسبي "التيار الوطني الحر" المعارضة العونية: تحقق الحلم وحقنا أن نفرح

 "الصدمـة" الرئاسـية توقظ "الأمانة العامة" واجتمــاع غدا بعـد انقطـاع: مؤتمنون على الثوابت.. والاختلاف التكتي لا يفسد في "ود" 14 آذار قضية

 "الصدمـة" الرئاسـية توقظ "الأمانة العامة" واجتمــاع غدا بعـد انقطـاع: مؤتمنون على الثوابت.. والاختلاف التكتي لا يفسد في "ود" 14 آذار قضية

جنبلاط عبر تويتر :الطبيعة جميلة لكن لا بد من المطر والثلوج والامور هادئة

 الصفدي من الرابية: لا نريد الا أن نبارك للعماد عونآلان عون: انتخاب عون مؤكد ومكان بري محفوظ في تركيبة الوحدة الوطنية

آلان عون: انتخاب عون مؤكد ومكان بري محفوظ في تركيبة الوحدة الوطنية

"السياسة": تحذيرات امنية لشخصيات سياسية

استمرار فرنجية فـــي المعركة يمنع "تزكية" عون والرابية ترى أن لا مصلحة لأحد بالخروج عن التوافق العريض

اطلالة فرنجية ثبات في الموقف واشارات "لمن يقرأ بين السطور" وزعيم زغرتا يحرم عون متعة "الرئيس الجامع" باستمرار ترشحه

دورة اولـى أم ثانية في الجلسة الرئاسـية؟.. البت ضروري قبل انعقـادها الظرف الاستثنائي يحتم تسريع الاجراءات وبيان من بعبدا عن برنامج التسلّم

بعد التأكد من توافر الدعم العربي والدولي للعهد الجديد والاتصالات تتركز على تعزيز انطلاقة الحكم والحكومــة

بارود: الجدل في غير محلـه لأن لا تطيير للنصـاب في غياب "الدستوري" البرلمان يفسر الدستور بالثلثين

علوش: التطورات الرئاسية تفرض تعديلات على الوثيقة السياسية ومنسقيات "المستقبل" تنتخب الاحد مندوبيها للمؤتمر العـــــام

كتلة "المستقبل" تنتظر عودة الحريري

أبو جمرة: لا نرفض ترشيح الحريري لعون فحسب بل نرفض عون رئيسا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

التحالف الدولي: معركة الموصل نقلت داعش من الهجوم للدفاع

العراق.. استعادة الرطبة وتحرير المحتجزين لدى داعش

هذه شروط الاتحاد الأوروبي لتطبيع العلاقات مع إيران

ولد الشيخ: سلمت الانقلابيين خطة شاملة وعادلة للحل

المالكي يصعّد مذهبياً "قادمون يا يمن"..ويمنيون يردون

تحريض للميليشيات الحوثية لعدم الانخراط في أي تسوية

"العفو الدولية" تندد بسجن كاتبة إيرانية بسبب رواية

خاص.. "أسامة دمجان" قيادي في القاعدة وعائد من إيران

وزير البترول المصري: الاتفاقية مع أرامكو مستمرة

ترامب عن معركة الموصل: أميركا تبدو بلهاء

كولن باول سيمنح صوته لهيلاري كلينتون

60 قتيلا في هجوم على اكاديمية للشرطة في باكستان

12 قتيلا في هجوم بمتفجرات في مانديرا شمال شرق كينيا

تايمز": مدارس بريطانية لمكافحة متطرفين صغار

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لماذا كانت المجازفة/خيرالله خيرالله/العرب

حذار فائض الاحباط/نبيل بومنصف/النهار

عون المرشح المسافر في «سلة» الحريري/غسان الإمام/الشرق الأوسط

في ظلّ الوضع الإقليمي والتجاهل الدولي/خيرالله خيرالله/المستقبل

حكومة «العشاء الأخير» وشغور ربع الساعة الأخير/باسمة عطوي/المستقبل

إزالة آثار الشغور: التحدي الممتد حتى الانتخابات النيابية/وسام سعادة/المستقبل

إيران والصراع بسبب الانفتاح/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

رفسنجاني و«الحرس»/علي نون/المستقبل

داعش» يتراجع.. المرأة تتقدم وتحكم العالم/أسعد حيدر/,المستقبل

قرار فرنجيَّة ينعش الديموقراطية/الياس الديري/النهار

عون المرشح المسافر في «سلة» الحريري/غسان الإمام/الشرق الأوسط

في ظلّ الوضع الإقليمي والتجاهل الدولي/خيرالله خيرالله/المستقبل

حكومة «العشاء الأخير» وشغور ربع الساعة الأخير/باسمة عطوي/المستقبل

إزالة آثار الشغور: التحدي الممتد حتى الانتخابات النيابية/وسام سعادة/المستقبل

إيران والصراع بسبب الانفتاح/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

رفسنجاني و«الحرس»/علي نون/المستقبل

«داعش» يتراجع.. المرأة تتقدم وتحكم العالم/أسعد حيدر/المستقبل

جلسة الاثنين الانتخابية دورة أولى أم ثانية؟ مرقص لـ"النهار": لا يجوز أن يفصل بينهما تشريع/منال شعيا/النهار

هل هناك أثمان لوصول عون إلى بعبدا/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

الإعداد لانطلاقة العهد تخالف التوقعات حكومة تكنوقراط خلال أسبوع أو اثنين/روزانا بومنصف/النهار

عون رئيساً... إلّا إذا/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

هذا ما قاله لي سمير جعجع/شارل جبور/موقع القوات اللبنانية

الكرامة قبل الحكومة/قاسم يوسف/بيروت اوزارفر

عون يرفض تأجيل جلسة الـ 31.. هل ينعقد الحوار قبلها؟ «السيد» لـ«الجنرال»: استثمر «تضحيتنا».. بالشراكة/ايلي فرزلي/السفير

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جعجع عرض مع ريتشارد وزاسبيكين التطورات والتقى رئيس بلدية بعبدا

كاغ اجرت مباحثات في موسكو حول التطورات الاقليمية: هناك حاجة إلى إستمرار الدعم الدولي للبنان

محامي عائلة الصدر: عازوري أغرق الملف بحشو لا يمت للقانون بصلة

الراعي التقى سفير النمسا وغصن ووفدا كنسيا ارمنيا من فرنسا والكعكي نقل عنه دعم بكركي لأي رئيس يختاره السياسيون

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

فَمَنْ لَهُ يُعْطَى ويُزَاد. ومَنْ لَيْسَ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ حَتَّى مَا هُوَ لَهُ

إنجيل القدّيس متّى13/من10حتى17/:"دَنَا التَّلامِيْذُ مِنْ يَسُوعَ فَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا تُكَلِّمُهُم بِالأَمْثَال؟». فأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «قَدْ أُعْطِيَ لَكُم أَنْتُم أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، أَمَّا أُولئِكَ فَلَمْ يُعْطَ لَهُم. فَمَنْ لَهُ يُعْطَى ويُزَاد. ومَنْ لَيْسَ لَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ حَتَّى مَا هُوَ لَهُ. لِذلِكَ أُكَلِّمُهُم بِالأَمْثَال، لأَنَّهُم وإِنْ كانُوا نَاظِريْنَ فَهُم لا يَنْظُرُون، وإِنْ كَانُوا سَامِعينَ فَهُم لا يَسْمَعُونَ ولا يَفْهَمُون. وفِيْهِم تَتِمُّ نُبُوءَةُ آشَعْيا القَائِل: تَسْمَعُونَ سَمْعًا ولا تَفْهَمُون، وتَنْظُرُونَ نَظَرًا ولا تَرَوْن. قَدْ غَلُظَ قَلْبُ هذَا الشَّعْب: ثَقَّلُوا آذَانَهُم، وأَغْمَضُوا عُيُونَهُم، لِئَلاَّ يَرَوا بِعُيُونِهِم، ويَسْمَعُوا بِآذَانِهِم، ويَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِم، ويَتُوبُوا فَأَشْفِيَهُم. أَمَّا أَنْتُم فَطُوبَى لِعُيُونِكُم لأَنَّهَا تَنْظُر، ولآذَانِكُم لأَنَّها تَسْمَع!

فَٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: أَنْبِيَاءُ وأَبْرَارٌ كَثِيْرُونَ ٱشْتَهَوا أَنْ يَرَوا مَا تَنْظُرُونَ فَلَمْ يَرَوا، وأَنْ يَسْمَعُوا مَا تَسْمَعُونَ فَلَمْ يَسْمَعُوا!".                  

 

أَوَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُم هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ القُدُسِ السَّاكِنِ فِيكُم، وقَدْ قَبِلْتُمُوهُ مِنَ الله؟ وأَنَّكُم لَسْتُم لأَنْفُسِكُم؟ لأَنَّكُم قَدِ ٱشْتُرِيتُم بِثَمَنٍ كَرِيم! فَمَجِّدُوا اللهَ في جَسَدِكُم".

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس06/من12حتى16/:"يا إِخوَتِي، هُنَاكَ مَنْ يَقُول: «كُلُّ شَيءٍ مُبَاحٌ لِي!». فَأُجِيب: ولكِنْ لَيْسَ كُلُّ شَيءٍ يَنْفَع! «كُلُّ شَيْءٍ مُبَاحٌ لِي!». ولكِنِّي لَنْ أَدَعَ شَيْئًا يَتَسَلَّطُ عَلَيَّ! أَلطَّعَامُ لِلبَطْن، والبَطْنُ لِلطَّعَام، لكِنَّ اللهَ سَيُبيدُ كِلَيْهِمَا. أَمَّا الجَسَدُ فَلَيْسَ لِلزِّنَى، بَلْ لِلرَّبِّ، والرَّبُّ لِلجَسَد!

فَاللهُ قَدْ أَقَامَ الرَّبّ، وسَيُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضًا بِقُدْرَتِهِ. أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ أَجْسَادَكُم هيَ أَعْضَاءٌ لِلمَسِيح؟ فَهَل أَنْزِعُ أَعْضَاءَ المَسِيحِ وأَجْعَلُهَا أَعْضَاءً لِزَانِيَة؟ حَاشَا! أَوَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَنْ يَتَّحِدُ بِزَانِيَةٍ يَصِيرُ وإِيَّاهَا جَسَدًا وَاحِدًا؟ لأَنَّ الكِتَابَ يَقُول: «يَصِيرانِ كِلاهُمَا جَسَدًا واحِدًا». أَمَّا مَنْ يَتَّحِدُ بِالرَّبِّ فَيَصِيرُ وإِيَّاهُ رُوحًا وَاحِدًا.

أُهْرُبُوا مِنَ الزِّنَى! فَكُلُّ خَطيئَةٍ يَرْتَكِبُهَا الإِنْسَانُ هِيَ خَارِجَةٌ عَنْ جَسَدِهِ، أَمَّا الزَّانِي فَيَخْطَأُ إِلى جَسَدِهِ الخَاصّ. أَوَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُم هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ القُدُسِ السَّاكِنِ فِيكُم، وقَدْ قَبِلْتُمُوهُ مِنَ الله؟ وأَنَّكُم لَسْتُم لأَنْفُسِكُم؟ لأَنَّكُم قَدِ ٱشْتُرِيتُم بِثَمَنٍ كَرِيم! فَمَجِّدُوا اللهَ في جَسَدِكُم".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

رئاسة عون خنجر مسم في خاصرة لبنان وأداة مجوسية تدميرية

الياس بجاني/25 تشرين الأول/16 /اضغط هنا لدخول صفحة المقالة على موقعنا

بداية لا بد من الإشارة إلى أن معارضة الرئيس نبيه بري العالية النبرة والصوت لعون هي مسرحية هذلية من تأليف وإدارة وإخراج حزب الله وأسياده الملالي المشهود لهم بالتقية والحنكة والتمرس الممنهج في العمل السياسي الطويل النفس.

معارضة بري هي لتجميل صورة عون مسيحياً وسنياً وهو المكروه جداً لدى غالبية أفراد هاذين المذهبين وإن صُوِّر زوراً في الإعلام اللبناني المأجور والمسير ملالوياً على أنه الممثل الأقوى لدى المسيحيين.

عملياً ليس في لبنان أو بلاد الانتشار مسيحي واحد من غير القطعان الحزبيين العونيين يماشي عون في جنونه ونرسيسيته وزندقته والشعوبية الفاقعة..

وهؤلاء حسب مصادر شركة عون العائلية والتجارية المسماة “تيار وطني حر” لا يزيد عددهم عن ال 10 آلاف… وقد طرد منهم صهره جبران باسيل المئات.

كما أنه ليس بين المسيحيين والموارنة تحديداً من يحترم نفسه وحاسة النقد عنده غير مخدرة ولا زال يتمتع بنعمتي البصر والبصيرة يؤيد عون أو حتى يحترمه كشخص ولا يرى فيه مهووساً ووصولياً وانتهازياً ومجرداً من كل صفات ومقومات الوطنية والوفاء والصدق والمحبة والتواضع.

ولماذا بري يعارض عون وبهذه الحدة؟

بري يعارض لأن المرشد، السيد حسن نصرالله أوكل له هذه المهمة وذلك لابتزاز كل السياسيين والأحزاب والمرجعيات المذهبية اللبنانية وتبليعها بالقوة والتهديد والإرهاب كل مفاعيل الاحتلال الإيراني للبنان.

بري ومن خلال تشكيل الحكومة وعقب التشكيل سوف يفرض بأسلوب إبليسي وممنهج أجندة الملالي بالكامل، ومن بنودها تشريع الدويلة وسلاحها وحروب وغزوات وإرهاب حزب الله داخل وخارج لبنان..

وهي أجندة مدروسة ومحضرة سلفاً وتقضي بالهيمنة المطلقة على الدولة ومؤسساتها دستورياً ودون إطلاق رصاصة واحدة… والأخطر إلحاق لبنان كلياً بالمخطط الإيراني المعادي للعرب كافة.

بذكاء استغلوا ظروف الرئيس سعد الحريري الشخصية وقلة خبرته السياسية وعفن طاقمه من المستشارين وأغروه وجاءوا به إلى الحكم ضعيفاً ومستسلماً ومغرداً خارج وجدان وتطلعات السنة..

وهم سوف يستعملونه لفترة قصيرة جداً ومن ثم يخرجوه إلى غير رجعة كما فعلوا معه سابقاً.

مارونياً، عملوا ومنذ سنين على تهميش وإفساد دور البطريركية المارونية ومن خلال البطريرك الراعي حققوا نجاحاً كبيراً.

كما نجحوا وأيضاً بدهاء منقطع النظير في دفع الدكتور سمير جعجع إلى الخروج من كل أطر المبادئ والثوابت والأخلاقيات السياسية والوطنية التي تميز بها وهندسوا له المخرج عن طريق تحالفه مع أداتهم المجوسية المدمرة، ميشال عون وغلفوها وجملوها بكذبة وهرطقة “المصالحة المسيحية التاريخية..

وقع جعجع في الفخ بعد محاصرته شبه الكاملة ولن يتمكن بعد الآن من الخروج منه وهم ادخلوه في لعبة التوزير والسلطة وتقاسم الجبنة.. كما هو حال بري وعون وغيرهما من الراكعين والمستسلمين.

بالعودة إلى نبيه بري فهو يجسد فساد الطبقة السياسية بكل أوجهها.. فساد على الصعد كافة وبأبشع صورها الفجة والنفعية والتجارية واللا أخلاقية، وطبعاً هو متفوق في هذا التخصص بأشواط على كل السياسيين اللبنانيين، وعلى الموارنة منهم تحديداً.. ولهذا نجح في جرهم إلى أفخاخ مخطط الملالي الاستعماري والاستيطاني والتوسعي والمذهبي.

وعلى سيرة الموارنة وجعجع وعون بشكل خاص فهما عملياً كارثة مارونية حقيقية وغير مسبوقة في فجورها وفنون الانتحار والتدمير ..

هذا الثنائي المستبد والدكتاتوري والدموي والمؤله عند البسطاء والطيبين من أهلنا وبدل أن يكون نموذجاً ديمقراطيا وحضارياً ووطنياً يقتدي به السياسيون من المذاهب الأخرى.. تقمص على خلفية ثقافته النرسيسية والمصلحية والتجارية واللا إيمانية والسلطوية، تقمص عن غباء نموذج الثنائية الشيعية الملالوية وأصبح صورة مصغرة عنها بكل تشوهاتها وأدرانها.

وجراء هذا الجنوح لعون وجعجع ها نحن نحصد رئاسة عون المرّضية واللا دستورية التي ستنهي لبنان وتحوله بالكامل إلى مستعمرة لاهية وملالوية يحكمها المرشد والرئيس فيها صورة لا أكثر ولا أقل.

المرشد الذي هو السيد نصرالله ولتفكيك مجتمعنا وتحديداً المسيحي أكثر ولضرب صورتنا الحضارية ولإبعادنا عن القيم والأخلاق والمبادئ يشجع عون وسوف يبارك له الإتيان بكل عائلته معه إلى قصر بعبدا، الصهرين والبنات وطاقم الودائع وذلك ليكملوا بمنهجية عملية التدمير والتشويه.

باختصار إن رئاسة عون هي خنجر ملجمي مسم طُعن به لبناننا واللبنانيين وكل ما هو دولة ومؤسسات وقيم ودستور ورسالة وحضارة

يبقى، أنه في جمهورية عون المحرك والممسك بالقرار هو المرشد.. أما الأدوات فهم عون والحريري وجعجع وباقي أنفار الطاقم السياسي والحزبي العفن.

ولكن..ولكن.. كل هذا الاستكبار المجوسي، وكل هذا الانبطاح لطبقة السياسيين والحزبيين الملجميين والطرواديين اللبنانيين، وكل هذا الفجور والإرهاب لن يدوم وإن طال زمنه واستفحل فجوره..

لن يدوم لأن لبنان هو بلد القداسة وموطن القديسين والبررة والطوباويين وعرين الحرية والأحرار..

هكذا كان، وهكذا سوف يبقى بإذن الله، والخمائر من أهلنا الشرفاء والأحرار سيخمرون عجينه ويحرروه.. وإن غداً لناظره قريب.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

جعجع استراتيجي فاشل ومكتر... ونقطة ع السطر!!

الياس بجاني/25 تشرين الأول/16

*من أكثر من جعجع يعرف أن لا شريك ولا مشاركة مع عون، بل أتباع وأغنام..هذا ما قاله فرنجية حرفياً: "شريك عون يخسر نفسه ويصبح تابعاً. جعجع إستراتيجي فاشل!!

*بعد فشل نظريات جعجع الإستراتجية عن نوايا حزب الله انتقل اليوم وفريقه إلى التنظير بالتحذير من اغتيالات بهدف التعمية وحفظ ماء الوجه..جعجع استراتيجي فاشل ومكتر.

*رغم اختلافنا 100% مع خيارات فرنجية الوطنية والإستراتجية إلا أنه هو من وحد القوات وعون وطبعاً على زغل ودجل وذمية ورغماً عن عون وجعجع وذلك على خلفية أن المصيبة جمعتهما. بعبعع فرنجية عمل العجيبة.

*صحيح إن ما قاله فرنجية أن جعجع راهن وخسر على أن حزب الله لا يريد عون ولا يريد رئيس فتبين أن الحزب يريد عون ويريد رئيس فأكل الضرب الإستراتيجي...جعجع استراتجي فاشل ومكتر.

*الفضل في تحالف عون وجعجع المصلحي والنفاق جاء بسبب بعبعع فرنجية والخوف منه لأن عون لا يزال غاطساً في ورقة تفاهمه مع حزب الله ..في حين أن جعجع أقله في العلن هو ضد ورقة التفاهم كلياً.. تحالف عون-جعجع هو تحالف تناقضات ونفاق وجاء على خلفية الخوف من بعبعع فرنجية.

 

عوننا الجايي من عند الله. . راجع لعندو

الياس بجاني/24 تشرين الأول/16

اكيد الأعمار بايد ربنا وهو بيستعيد وديعتو لمن بيريد يتمجد اسمو.. بس في كتير منا شايفين..والله أعلم أن عوننا الجايي من عند الله..الله راح يعيطلو ويسلمو رئاسة أكبر من رئاسة بعبدا.. يعني عون راجع...لعند ربو وكمان والله أعلم

 

اضعف واحد بعهد عون راح يكون عون نفسه

الياس بجاني/24 تشرين الأول/16

ليلاً زار عون والصهر جبران السيد نصرالله وأخذ الرئيس اللاهي عون بركات مرشد الجمهورية .. .وما عرفنا إذا باس ايدو متل ما كان الميقاتي عمل من بعد تكليفه تشكيل حكومة القمصان السود. ع عون منها بعيدة ولا غريبة البوسي إذا بتوصل ع بعبدا.. هو ضل في شي وما باسو عون ومجمجو من خلال ورقة التفاهم!! الأخطر من عون في عهد عون اللاهي وهو كتاب مفضوح ومفتوح لكل عاقل، الخطر الأكبر هو في اجندات ومرجعيات وخبث الجايين معه إلى القصر..وكلهم ودائع. وخلينا بس نتصور انو سليم جريصاتي محامي الأسد وحزب الله وخصوصاً فيما يتعلق بالمحكمة الدولية هو وزير العدل في عهد عون!! وكمان ايلي الفرزلي وزير خارجية وهات ايدك والحقني..اضعف واحد بعهد عون راح يكون عون نفسه والأسباب معروفي.. وكل حدا من 14 آذار المقتولة غدراً وخيانة رشح عون وسن سنانو ع غلي حرزاني راح يعض صبيعو ندامي وتطلع سلتو فاضية...وتحديداً صاحبنا ما غيرو يلي كل أوهامه وشطارتو وتذاكيه وحربقتو راح تبقى أوهام..ويلا قوموا تا نهني!!

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

كنيسة” “آيا صوفيا” ترفع الآذان مجدداً

http://eliasbejjaninews.com/2016/10/25/%d9%83%d9%86%d9%8a%d8%b3%d8%a9-%d8%a2%d9%8a%d8%a7-%d8%b5%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%a7-%d9%81%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a7-%d8%aa%d8%b1%d9%81%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a2%d8%b0%d8%a7/

25 تشرين الأول/16

تركيا/ أليتيا (aleteia.org/ar) أعادت تركيا رسمياً، الخميس، رفع الأذان إلى “آيا صوفيا” التي تعتبر من أبرز المتاحف التاريخية في البلاد ويزوره ملايين السياح، في خطوة من المتوقع أن تثير غضب الغرب، وخاصة اليونان، التي حذرت سابقاً من “خطورة” هذه الخطوة التي اعتبرتها تركيا شأناً داخلياً لا يحق لأي دولة التدخل فيه. عبر المآذن الأربع والخميس، عينت رئاسة الشؤون الدينية التركية، إماما لمسجد “قصر هونكار” الواقع ضمن “آيا صوفيا”، لتتيح بذلك إعادة رفع الأذان للصلوات الخمس يومياً، بعد إيقاف استمر لعشرات السنين.

 و”آيا صوفيا” التي تعتبر حالياً متحفاً تاريخياً، كانت في الأصل كاتدرائية أرثوذكسية طوال (916 عاماً)، تحولت لاحقا إلى مسجد (482 عاماً) قبل أن تصبح متحفا عام 1935 في عهد كمال أتاتورك.

ومنذ سنوات شهدت تركيا دعوات متصاعدة لإعادة فتح آيا صوفيا كمسجد للعبادة وإطلاق الأذان من مآذنه الأربع الشهيرة.

وفي عام 1991 أعادت تركيا فتح أبواب مسجد “قصر هونكار” في آيا صوفيا أمام العبادة مجددا، وتقول تركيا إن “قصر هونكار” ليس جزءا أساسيا من آيا صوفيا، إنما تم تشييده في العصر العثماني على يد السلطان محمود الأول، وهو القسم المفتوح للعبادة حاليا وليس كامل آيا صوفيا.

ومع الدعوات المتكررة لفتح “آيا صوفيا” أمام المصلين، قال أردوغان قبل سنوات إنه لن يفكر في تغيير وضع المتحف الحالي ما دام هناك “صرح عظيم آخر مخصص للعبادة في إسطنبول هو مسجد السلطان أحمد الذي يرجع إلى القرن الـ17 شبه خاو من المصلين”، لافتاً إلى أن إسطنبول بها أكثر من ثلاثة آلاف مسجد. وقبل أشهر، قامت رئاسة الشؤون الدينية التركية، بافتتاح معرض كبير في “آيا صوفيا” تحت عنوان “النبي محمد في ذكرى مولده الـ1444 ضمن فعاليات أسبوع المولد النبوي الشريف لعام 2015، ولأول مرة منذ عشرات السنوات تمت تلاوة آيات من القرآن الكريم داخل الجزء الداخلي لـ”آيا صوفيا.”

وطول شهر رمضان الماضي، بثت قناة فضائية تركية برنامجاً دينياً من داخل “آيا صوفيا”، وهو الأمر الذي أثار غضب اليونان، وعبرت الخارجية اليونانية في بيان لها عن “استيائها” من الخطوة التركية، فيما رفضت نظيرتها التركية البيان وقالت إنه “أمر غير مقبول”.

 وفي إطار الجدل الذي تصاعد بين تركيا ودول أوروبية والفاتيكان حول أحداث 1915 التاريخية، أو إبادة الأرمن، هدد مفاعل هِزْلي مفتى العاصمة التركية أنقرة بأن تصريحات بابا الفاتيكان الأخيرة حول أحداث عام 1915، قد تكون سببا في تسريع إعادة فتح مسجد آيا صوفيا للعبادة من جديد.

وقبل عامين، أصدرت المفوضية الأميركية للحرية الدينية في العالم -وهي هيئة استشارية شكلها الكونغرس- بيانا قالت فيه إن تحويل آيا صوفيا إلى مسجد سيعرض وضع تركيا الدولي للخطر، وسيعيد إلى الأذهان “إساءة معاملتها للمسيحيين خلال القرن الماضي.”

 

أقنعة الوصاية٠

محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/25 تشرين الأول/16

تتكرر أمامنا بإستمرار خلال فترة الفراغ كلمات الالتزام الاخلاقي والوفاء وأخيراً "التضحية"٠حزب الله ملتزم أخلاقياً بميشال عون واليوم يخبرنا انه قدّم تضحية كبيرة أيضاً لأجل شخص ميشال عون ٠هذا الحزب ضحّى بالدستور والمؤسسات وأوصلنا الى الانهيار الاقتصادي فوصلت ارقام البطالة وهجرة الشباب الى مئات الألوف ووصلت معاناة الشعب الى حدود الغرق بالنفايات وطبعاً غرق البلد كلٌه في الفساد ووضع اليد على الموارد العامة ولقمة عيش الفقراء٠ كل ذلك لم يعنِ شيئاً للحزب واتباعه بل بقيت الدعاية أو التضليل السياسي تقول ان الفراغ هو لأجل الوفاء والالتزام الاخلاقي بميشال عون٠الحزب يضحّي من اجل الشخص ولا تعنيه التضحية لأجل الشعب والوطن٠فليعاني الشعب من الفقر والعوز والتهجير والبطالة٠يستطيع الشعب الانتظار أم الوفاء لعون فلا يستطيع٠ أيضاً في سوريا التضحية أو التضحيات هي لاجل الشخص٠مجازر العصر ترتكب في سوريا ٠اكبر جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وعملية تدمير شاملة لكل المدن وتهجير بالملايين وكل ذلك وفاءً للشخص٠ فظاعة ووحشية غير مسبوقة تعلقهم بالشخص وعدائهم للشعب٠اشخاصهم لا يعرفون سوى التضحية بالشعوب وبحياتها٠ لكننا لن نصدق روايتهم لأنهم لا يقيمون وزناً للأشخاص ٠الوزن الحقيقي هو للوصاية ونفوذها٠الالتزام الاخلاقي والوفاء هو للوصاية ومصالحها واشخاصهم مجرد أقنعة للوصاية

 

بالصوت/سورية من ألمانيا تتصل بعون وتنتحل شخصية بثينة شعبان

https://www.youtube.com/watch?v=_IrZSgLyP6E&feature=youtu.be

قامت الحرة وسام بالاتصال بالعماد ميشال عون قائد الجيش البناني الاسبق ورئيس التيار الوطني الحر والمرشح التوافقي للرئاسة اللبنانية بعد اختراق اثنين من طاقم مكتبه وخداعهم وطلبت منه ان يقوم باخراج حزب الله من سوريا عندما يستلم الرئاسة

 

جلسة الاثنين الانتخابية دورة أولى أم ثانية؟ مرقص لـ"النهار": لا يجوز أن يفصل بينهما تشريع

منال شعيا/النهار/26 تشرين الأول 2016/أما وقد كتب ما كتب في الاستحقاق الرئاسي، فلا بد من الحديث عن آلية الانتخاب التي ينبغي أن تطبق في جلسة 31 تشرين الاول الجاري. هل هي دورة أولى أم ثانية؟ في الوقائع، انعقدت جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في 23 نيسان 2014، وكانت هي الجلسة الاولى. وفي الوقائع أيضا، كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يدعو الى جلسات انتخاب في شكل متواصل. إنما في الوقائع ايضا، انعقدت جلستا تشريع في زمن الفراغ الرئاسي. كل هذه المعطيات فرضت واقعا جديدا، قد لا يكون دستوريا، لكنه بات امرا واقعا. من هنا ساد لغط حول النصاب والاقتراع وشرط الانتخاب. بعض المراجع فضّل الصمت. وبقيت قلة لا تزال تتحدث في الدستور كتفسير منطقي واضح.يشرح الدكتور بول مرقص ان "المادة 49 من الدستور لا تتحدث في ذاتها عن النصاب، بل عن الاكثرية او الغالبية. لذلك، ثمة فارق كبير بين النصاب والغالبية". ويقول لـ"النهار": "النصاب هو عدد النواب المطلوب حضورهم حتى تلتئم الجلسة وتنعقد. اما الغالبية فتعني عدد الاصوات المطلوب اقتراعها لنيل مرشح معيّن عددا من الاصوات تؤهله للفوز". إذاً، ثمة تباين واضح. والنصاب لا يجاري الغالبية بشيء. واللافت أكثر أن الدستور اللبناني مقتبس عن الدستور الفرنسي عام 1875، وهذا الدستور لا يتحدث عن نصاب. يعلق مرقص: "الربط بين النصاب والغالبية في غير محله. ونسخة الدستور الفرنسي القديمة، والمقتبس عنها الدستور اللبناني، تنص على ان المجلسين يفترض انعقادهما من دون الحاجة الى هذا الحرص، اي بمعنى ان انعقادهما واجب وملزم. ولا مشكلة في تأمين نصاب ام لا، بمعنى أن لا لزوم للنصاب ما دام النواب لا يتأخرون عن الحضور. فلمَ الحاجة أو الحرص على التحدث عن النصاب او الاشارة اليه؟ الحضور عندهم واجب، لذا، تجاوز الدستور الفرنسي هذه الناحية". إنما في لبنان الامر مختلف تماما. النواب يأخذون من المقاطعة "وسيلة حق" يمتلكونها لأكثر من عامين، ويعطلون من خلالها أرقى انتخاب لأعلى مقام في الجمهورية اللبنانية. عندها، يصبح حكما ولزاما التحدث عن النصاب، وتصبح أمرا واقعا التفسيرات التي تخلط بين النصاب والغالبية.

جلسة 31 تشرين

45 جلسة انتخاب ولا رئيس. كان بري يدعو الى جلسات متلاحقة، وهذا "أمر حميد". يقول مرقص: "هيئة مكتب مجلس النواب حولت النص الدستوري الى ما لا يقوله، فرأت أن الغالبية هي النصاب. وهكذا، اشترطت نصاب الثلثين في الدورة الاولى والغالبية المطلقة في الدورة الثانية، ومزجت بين النصاب والغالبية".

هذا اللغط، في رأي مرقص، "أدى الى عدم انعقاد الجلسات التي تلت جلسة نيسان 2014". بل اكثر. يلفت مرقص الى أن "المواد 73 و74 و75 من الدستور تتحدث عن وجوب انعقاد المجلس حكما وفورا، بحكم القانون، لانتخاب رئيس للجمهورية، كما ترتّب على كل النواب الشروع حالاً في انتخاب رئيس الدولة من دون مناقشة أي عمل آخر. من هنا، لا لزوم للحديث عن نصاب. أضف الى ذلك أن المادة 75 من الدستور تؤكد انه بحكم الفراغ الرئاسي، يتحول مجلس النواب هيئة ناخبة لا يحق لها التشريع أو المحاسبة أو فعل أي أمر آخر غير انتخاب الرئيس حكماً وفوراً". أمام كل هذه الوقائع، أي توصيف يمكن ان يعطى لجلسة الاثنين المقبل؟ واي شروط ينبغي تطبيقها لضمان انعقادها؟ يتوقف مرقص أولا عند الجلستين التشريعيتين اللتين انعقدتا في زمن الفراغ، ويعتبر انهما أتتا "على ضفاف الدستور، وكان لا يحق للمجلس التشريع". وفي المنطق، يقول: "كان يفترض اعتبار جلسة نيسان 2014 لانتخاب الرئيس هي الدورة الاولى، وبالتالي جلسة الاثنين المقبل هي الدورة الثانية، وينبغي اعتماد النصف زائداً واحداً شرط الانتخاب فيها. إنما المجلس ارتأى اعتبارها دورة أولى، وبتنا نحن أسرى هذا التفسير وهذا الواقع، لأن محضر الجلسة الاولى اعتبر انه اقفل بسبب انعقاد جلستي التشريع لاحقا، والا كيف يمكن فتح هاتين الجلستين والبدء بأمر اذا لم ننته من الأمر الاول؟ ان انعقاد جلستي التشريع مفاده ان الجلسة الانتخابية قد اختتم محضرها". يميز مرقص بين الواقع والاصول: "في الاصول، كان يفترض الا تكون فترات التأجيل بين جلسة انتخاب وأخرى طويلة، بل كان ينبغي ان تلي الدورة الثانية الدورة الاولى التي جرت في نيسان 2014، وهكذا دواليك. وكان لا يجوز ان تفصل بين الدورة الاولى والثانية جلسات تشريع. اليوم نحن أسرى واقعنا". ولكن، أي صفة يمكن ان تعطى لجلسة الاثنين؟ هل هي خارج الدستور؟ يسارع مرقص الى الاجابة: "إنه أمر واقع. وهذه سابقة تسجل للمرة الاولى في انتخاب رؤساء الجمهوريات في لبنان".وعليه، فإن نصاب جلسة الانتخاب سيكون 86 نائباً. ويا للاسف، اعتدنا ان نسجل السوابق الواحدة تلو الاخرى. وهذه المرة في اهم استحقاق دستوري ديموقراطي: إنه لبنان.

 

ترئيس الحريري… في سبيل إنهاكه وإنهاء الحريرية

علي /جنوبية/25 أكتوبر، 2016

http://eliasbejjaninews.com/2016/10/25/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B3/

لا يمانع نصرالله بوصول الحريري إلى سدة الرئاسة الثانية، الرئيس بري لن يسمي الحريري، المعركة مستمرة في مواجهة الحريري باعتباره يمثل تماسك الزعامة السنية. تشظي الكتلة السياسية والشعبية التي يمثلها الحريري يبقى الهدف فكيف سيستكمل حزب الله خطة تثبيت الوصاية الايرانية في لبنان؟

قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أنّه لا يمانع بوصول سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، واعتبر أنّ عدم الممانعة تجاه خصم كالحريري هي تضحية كبيرة يقوم بها كُرمى لوصول العماد ميشال عون إلى سدّة الرئاسة.

ولكن يبدو أنّ السيد نصرالله قدم تضحية إضافية بذكر اسم الحريري من دون تردد في خطابه الأخير يوم الأحد، بعدما كان في خطبه في الأونة الاخيرة يعتمد كلمة “فلان” كإشارة لاسم الحريري.

كلام نصرالله ينطلق من قناعة أنّه يستطيع أن يأتي بغير الحريري لرئاسة الحكومة، خصوصاً أنّ عدم الممانعة لا تعني أنّ حزب الله سيسمي الحريري في الاستشارات النيابية من أجل تكليف رئيس الحكومة. وبالتالي فهو في قبوله بوصول الحريري أو عدم وصوله لا يستند إلى أصوات كتلة الوفاء للمقاومة التي لن تسمي الحريري بكل الأحوال. ولكن يبقى ان تضحيته بقبول الحريري هي اقل من تضحيته باقناع حليفه سليمان فرنجية الانسحاب للجنرال.

قلنا سابقاً ونكرر أنّ لبنان دخل مرحلة الوصاية الإيرانية، وأظهرت مسارات انتخاب رئيس الجمهورية أنّ هذه الوصاية ممثلة بحزب الله نجحت في فرض مرشحَيها العماد ميشال عون وسليمان فرنجية، وحققت مع موافقة الحريري على فرنجية أولاً وعون أخيراً تقدماً في مسار تثبيت الوصاية، ويأتي القبول بتسمية الحريري لرئاسة الحكومة مرحلة إضافية وملتبسة في توفير الوقت والشروط لاستكمال قواعد السيطرة الكاملة ليس على مفاصل الدولة –وهو حاصل- بل يطرح تساؤلا حول امكانية ان يحقق وصول احد المرشحين مقدمة لضرب آخر كتلة سياسية لاتزال متماسكة في المواجهة السياسية مع مشروع الوصاية الإيرانية على لبنان.

طبعاً هذه الكتلة السياسية هي الكتلة النيابية التي يرأسها سعد الحريري، وبتسليم شبه عام من جمهور السنّة في لبنان بموقع هذه الزعامة ودورها. على أنّ هذه الصورة بدأت تهتز وهذا التماسك بدت عليه التشققات، وحزب الله الذي عجز عن إحداث تشققات يُعتّدُ بها في هذه الكتلة السياسية، يستعد من خلال رسم معالم المرحلة المقبلة، والتي فرضت عليه الإتيان بالحريري رئيساً للحكومة، إلى محاولة رسم واقع جديد لدى السنّة، يتمثل بهدف رئيسي يسعى اليه منذ ما بعد العام 2005، وهو إضعاف زعامة الحريري. وعبر هذه الخطوة –اي عدم ممانعته بوصول الحريري – يحاول استكمال ما قام به، عبر الرئيس نجيب ميقاتي، أو الرئيس عمر كرامي، أو عدد من القيادات الاخرى المعروفة بتبعيتها للنظام السوري أو حزب الله، وأخيراً عبر سرايا المقاومة. كل هذه المحاولات لم تحقق مبتغاها، لكن هل الفرصة اليوم أصبحت مؤاتية وعبر طريقة وشروط وصول الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة؟

مرحلة استشارات التكليف لا بد ان تشكل وسيلة من وسائل اضعاف هذه الزعامة، ووسيلة من وسائل الاختبار والتأقلم مع مرحلة الوصاية الجديدة، هذه المرة الرئيس بري هو خصم الحريري، سيصل الحريري إلى رئاسة الحكومة وسيكون قبل التأليف قد أُنهك بالشروط التي يجب أن يلتزم بها، وسيواجه تحدي توفير “الثلث المعطل” للثنائية الشيعية في التشكيل، سيساعده الجنرال عون على تجرع هذا الكأس، “الثلث الشيعي المعطل” بطبيعة الحال لن يكون من وزراء شيعة على الأرجح أنّ غير الشيعة هم الأكثرية، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، وئام وهاب وأسعد حردان، وأسامة سعد، واميل رحمة، وغيرهم ممن يرفعون شعار “الثلاثية الذهبية” من بيروت إلى حلب والأنبار وصنعاء.

الحاجة إلى اضعاف الحريري او انهائه لدى حزب الله لها عدّة أهداف، أولها القضاء على الزعامة السياسية الجامعة في البيئة السنية، وثانيها تحميل الحريري عبء الازمات التي يعاني منها لبنان، والأهم أنّ حزب الله يريد شماعة يعلق عليها ما ارتكبه بحق البلد واقتصاده بأن يستيقظ نوابه كل يوم ليحملوا مسؤولية ما وصل إليه البلد إلى السياسات الحريرية وإلى “سوليدير”. لاسيما أنّه سيبقى منهمكاً بشقّ طريق القدس من كل العواصم العربية.

الانتخابات النيابية هي المفصل. إذ ستكون مسرحاً لصراع قوى داخل الطائفة السنية، وحزب الله سيسعى لادارة هذه العملية بمزيد من إظهار التناقضات داخل السنّة بين متطرف ومعتدل وبين تكفيري ومسالم. وحزب الله لن يكون طرفاً فقط بل سيكون شاهداً على تفتيت الكتلة السياسية الحريرية. والهدف الكبير هو إنهاء الحريرية السياسية وزعامة الحريري للسنّة في مقابل مشروع تفتيت السنة إلى زعامات محلية متنافرة فيما بينها تمهيدا لاقرارها بالوصاية الإيرانية كما أقرت في سنين سابقة برستم غزالة وغازي كنعان كممثلين للوصاية السورية.

خلاصة المشهد ان عدم ممانعة حزب الله في وصول الحريري إلى رئاسة الحكومة ينطوي على تنازل، لكنه لن يوقف جهوده لإنهائه أو للمزيد من إضعافه، علماً أنّ تجربة إبعاد الحريري عن الحكومة أثبتت في السنوات السابقة أنّها وسيلة غير ناجحة في انهائه.

 

كنعان بعد اجتماع التكتل:النضال لم ينته انما يبدأ بعد القسم والمسار الرئاسي الراهن يشكل ترجمة للمبادرة اللبنانية

الثلاثاء 25 تشرين الأول 2016 /وطنية - عقد تكتل التغيير والاصلاح اجتماعه الاسبوعي برئاسة النائب العماد ميشال عون في دارته الرابية. وعقب الاجتماع، تحدث امين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان، فقال: "ان المسار الرئاسي الراهن المنبثق عن تفاهمات وطنية قائمة على الشراكة الحقيقية الاسلامية - المسيحية بمكوناتها كافة، يشكل الترجمة الفعلية لقواعد الميثاق الوطني ويبتعد كل البعد عن منطق الثنائيات والثلاثيات، ليكرس التلاقي الوطني بين مختلف العائلات الروحية اللبنانية. هكذا نقرأ مسار التفاهمات التي قمنا بها حتى الآن، ونسعى الى استكمالها للوصول الى إجماع وطني على شخص الرئيس العتيد كما على انطلاقة جامعة للعهد، تؤسس لحلول جذرية للأزمات العديدة التي يتخبط بها لبنان لا سيما النظامية منها". اضاف: "لقد اعتاد اللبنانيون على انتظار كلمة الخارج وما عرف "بالوحي" لحسم الاستحقاق الرئاسي، بعيدا عن أي مبادرة لبنانية داخلية تفتح الباب لتفاهم وطني يحمي القرار والجمهورية ويحصن الاستقرار بعد الانتخاب. أما اليوم، وما نشهده من مبادرات داخلية بين مختلف الاطراف، الغت الحدود الفاصلة بين ما اصطلح على تسميته 14 و 8 آذار، وضيقت هامش التأثيرات الخارجية لمصلحة لبننة الاستحقاق كما لم يحصل منذ زمن طويل حتى بات عنوانه "رئيس صنع في لبنان".

واكد انه "على ضوء انجاز معظم التفاهمات الوطنية وفقا للخيار الميثاقي الذي عمل له التيار منذ اليوم الأول، يشارك التيار وحلفاؤه في الجلسة المقررة في 31 تشرين الأول بهدف ترجمة هذا التلاقي الوطني الواسع على شخص العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية اللبنانية. أما أي كلام عن تأجيل للجلسة الرئاسية فهو مرفوض، وبكل الأحوال أصبح وراءنا، بدليل تأكيد مختلف الأطراف حضورها الجلسة وعدم مقاطعتها". وشدد على انه "بعد الانتخاب الذي نريده لكل لبنان واللبنانيين، فالنضال لم ينته انما يبدأ بعد القسم، كما قال العماد عون". وردا على سؤال عما اذا كانت جلسة الاثنين الدورة الاولى او الثانية، قال النائب كنعان: "معلوماتتا ان الدورة الاولى عقدت منذ سنتين ونصف، وبالتالي من المفترض ان ندخل الى الدورة الثانية ونصاب الانعقاد هو الثلثان والانتخاب بالاكثرية المطلقة".

 

عقاب صقر سوف يُشارك في جلسة 31 تشرين الأوّل!

25 أكتوبر، 2016/بحسب معلومات قناة “الجديد” فإنّ عضو كتلة المستقبل النيابية، النائب عقاب صقر قد يعود إلى لبنان في 31 تشرين الأوّل وذلك للمشاركة في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية.

 

عون: بين 72 و84 صوتاً

المدن - سياسة | الثلاثاء 25/10/2016

لا تزال بورصة الأصوات التي ستوضع في صندوق الإقتراع في جلسة 31 تشرين الأول، إذا ما عقدت، هي الشغل الشاغل للكتل. مازال التيار الوطني الحرّ على اطمئنانه، حتى أنه يتوقع أن تزيد نسبة الأصوات التي ستصب لمصلحة النائب ميشال عون بعد كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. أما نواب تيار المستقبل المؤيدون لعون فيلتزمون الصمت رغم تأكيدهم أن أغلبية الكتلة ستسير خلف قرار الرئيس سعد الحريري وإن كان البعض يعلن المعارضة، لكن العبرة تبقى في الخواتيم. أما المعترضون على انتخاب عون فيلتزمون الصمت، ويعتبرون أن العمل جار لزيادة نسبة الأصوات المعترضة عليه.

بالنسبة إلى عون فإن الفوز مؤمّن، وما يطمح إليه هو أعلى نسبة من الأصوات، بحسب آخر البوانتاجات، فإنه سيحصل على ما بين 75 صوتاً و84، وفي أسوأ الأحوال فقد ينخفض إلى العدد إلى 72. كما أن إمكانية ارتفاعه واردة إذا كان الوضع جيداً وإذا استطاع التوصل إلى إتفاق مع بعض المعترضين من حلفائه.

وفق المتغيرات، تشير مصادر متابعة، إلى أن نسبة النواب المعترضين في المستقبل ستنخفض في الأيام المقبلة، ولاسيما بعد عودة الحريري والجلوس معهم بشكل منفرد وإقناعهم بالسير بخياره، أولاً كي لا يوجهوا له ولرمزيته وزعامته طعنة معنوية؛ وثانياً لأن حجم الأصوات هذا سينعكس على حجم التصويت له بمعركة رئاسة الحكومة. وبالتالي، سيقول لهم إنه في حال عدم التصويت لعون يعني محاربته في معركة رئاسة الحكومة والتقليل من حظوظه في الإستشارات النيابية الملزمة. وتعتبر مصادر قريبة من الحريري أن عدد النواب المؤيدين لعون سيرتفع، ليصبح عدد المقترعين بحدّه الأقصى 7 أو 8 نواب.

وإذا ما صح هذا الكلام، يعني أن عون سيضيف إلى نواب التكتل 23، نحو 23 نائباً من المستقبل، بالإضافة إلى 13 نائباً لحزب الله، و8 من القوات، بالإضافة إلى النائبين نقولا فتوش ومحمد الصفدي، وقد يصوت النائب ميشال المر لعون أيضاً، وبذلك يصبح عدد الأصوات لمصلحة عون 70 نائباً، يضاف إليهم نواب الحزب السوري القومي إذ أعلن النائب مروان فارس أنه سيصوت لعون. وبالتالي، يصبح العدد 72، من دون احتساب عدد نواب اللقاء الديمقراطي، إذ من المتوقع في حال فشل الحركة الاعتراضية باجتراح مرشح آخر، أو ضمان عرقلة فوز عون، أن يصوت خمسة نواب من اللقاء لمصلحة الجنرال. بمعزل عن إمكانية الوصول إلى تسوية بين عون والرئيس نبيه بري والنائب سليمان فرنجية. وإذا ما حصل ذلك فإن عون سيحصل على أكثر من 80 صوتاً. وبذلك، تتقلّص نسبة الأرواق البيضاء، إذ إنها ستقتصر على بعض نواب المستقبل، والكتائب والمستقلين، الذين سيوزعون أصواتهم ما بين أرواق بيضاء، وأخرى لفرنجية. وقد يصل عدد الأوراق البيضاء إلى 14، بالإضافة إلى بعض الأصوت لمصلحة فرنجية. لكن هذه الأرقام مازالت غير نهائية إذ أنها قابلة للتغير وفق تغيير بعض القوى لمواقفها.

 

تقرير دولي: القضاء في لبنان في أدنى سلم النزاهة عربياً وعالمياً

خاص جنوبية 25 أكتوبر، 2016/الخامس عربياً وفي المرتبة الـ89 عالمياً، لبنان البلد الديمقراطي لا نزاهة معتبرة للقضاء بحسب تقرير نزاهة القضاء العالمي الذي صدر مؤخراً. هذا المؤشر المرتبط بقياس نزاهة السلطة القضائية وسيادة القانون شمل فقط 6 دول عربية، وهي بحسب الترتيب الذي تمّ تصنيفها به عالمياً الإمارات (33)، الأردن (42)، تونس (58)، المغرب (60)، لبنان (89)، مصر (110). يستند المؤشر في تقييمه هذا على القيود والفساد والحقوق والنظام والعدالة، وعلى تقييم السكان المحليين والخبراء القانونيين للدول. الخطير في هذه الدراسة أنّ لبنان البلد العربي الديموقراطي، سجلّ المرتبة الخامسة عربياً أي ما قبل الاخيرة استناداً لعدد البلدان العربية التي شملتها الدراسة، اما عالمياً فصنف في المرتبة الـ89 وهذا ما يعكس السوداوية التي تعكسها السلطة القضائية. في هذا السياق أوضح مدير مؤسسة لايف الحقوقية المحامي نبيل الحلبي لـ”جنوبية” أنّ “هذا المؤشر متوقع فالقضاء اللبناني في واقع سيء ومسيس من حيث النظام، إذ أنّ النظام اللبناني بشكل عام يعتمد على مبدأ فصل السلطات ولكن في لبنان تعيين القضاء وترقياتهم هو برهن السياسة، مما يعني أنّ القاضي مرهون بدوره للسياسة المحكومة بالفساد والنظام القضائي يجاري الطبقة السياسية”. وفيما يتعلق بخطورة هذا التصنيف بين لبنان والدول العربية الواردة لفت إلى أنّ “الدول العربية بمعظمها دول ديكتاتورية وسلطاتها مستبدة وكل المؤسسات ترتبط اما الحزب الحاكم أو القائد الفرد بينما لبنان هو أوّل دولة ديمقراطية في العالم العربي قائمة على فصل السلطات، إلا أنّ القضاء فيه إما معطل أو مسيس وفي أسوأ حالاته”. وأشار الحلبي إلى حادثة واجهته مع القضاء، إذ اوضح “عندما تعرضت للتوقيف سابقاً لمست تدخل السياسة بالقضاء بشكل سافر، وكيف تدخل القضاء بشكل عاجل وطبق إجراءات غير قانونية، وأيضاً كيف تمّ إنهاء الملف سريعاً عندما حدثت التسوية مع الجهة السياسية المعنية بقضيتي”. مضيفاً “ونتذكر هنا أيضاً كل مذكرات الجلب الصادرة بحق ميشال عون والتي سقطت أيضاً بسبب تسويات سياسية طغت على المرحلة”. وأكّد الحلبي “هناك استنسابية بالملاحقات القضائية على خلفية التدخل السياسي بهذه السلطة، وهذه الاستنسابية في كل مرحلة تستهدف جهة مستضعفة تختلف باختلاف المناخ السياسي السائد”. خاتماً “لا بد من عملية إصلاح فعلية بالجسم القضائي يكون أساسها تطبيق مبدأ فصل السلطات ومنع تسييس الملاحقات والتوقيفات والأحكام”.

 

القوات اللبنانية» ردّاً على فرنجية: بمون البيك.. و«التيار الوطني» يلتزم الصمت

سهى جفّال/جنوبية/ 25 أكتوبر، 2016/أرادها رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية مواجهة مفتوحة أمس غير آبهٍ بتأثير كلامه على علاقته بحليفه الاستراتيجي ميشال عون الذي بات على مشارف الوصول نحو قصر بعبدا. ولكن كيف تلقف القوات والعونيين هجوم زعيم زغرتا؟ اختار رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية أن تكون المواجهة محتدمة مع النائب ميشال عون في السباق الرئاسي فأكّد أمس المؤكد خلال إطلالته التلفزيونية مع الإعلامي مارسيل غانم في برنامج “كلام الناس”، إذ قال أنّه لن ينسحب من المعركة الرئاسية، مشدداً على أنّه مستعد نفسياً وسياسياً للخسارة أو الربح، لافتاً إلى أنّ لا مشكلة لديه في في وصول العماد ميشال عون إلى سدّة الرئاسة، ومعلقاً “لست أنا من قام بالإتفاق ومن حق عون أن يقوم بمعركته”. إلّا أنّ اللافت كان رفع فرنجية سقف الكلام تجاه خصمه المستجد الجنرال ميشال عون وخصمه التاريخي رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. فرأى فرنجية أنّ إسمي “ميشال عون” و“سمير جعجع” لم يرتبطا يوماً بالنهضة والاستقرار بل بمرحلة الحرب والفوضى، مشيراً إلى أنّه من جيل الطائف السياسي ومن الطبيعي أن يلتزم به، ومتسائلا َ”اذا كان اليوم عنوان المعركة “الطائف” لماذا قمنا بكل هذه الحروب ضدّه؟”. وفي ختام المقابلة توجه فرنجية بثقة المتحدي إلى منافسه الرئاسي قائلاً “نلتقي يوم الاثنين في الجلسة والفوز هو فوز لفريقنا السياسي والفرق بيننا، التاريخ والثبات في الماضي والحاضر والمستقبل”. لكن اللافت، أن كلا الطرفين في التيار الوطني والقوات لم يعلقا على هجوم فرنجية وعلى ما يبدو أنّ هناك اتفاق بينهما على التزام الصمت وعم الدخول في سجال مع فرنجية لحين انتهاء السباق الرئاسي.

وفي هذا السياق، حاولت “جنوبية” التواصل مع قيادات سياسية وحزبية من الطرفين إلاّ أنّ الامتناع عن التعليق كان سيد الموقف، فاكتفت المستشارة الإعلامية لرئيس حزب “القوات اللبنانية” انطوانيت جعجع بالقول “بمون البيك”. أما عضو تكتل “التغيير والإصلاح” النائب سليم سلهب فقد رفض الرد بشكل مباشر على فرنجية  فإعتبر أنّ “فرنجية كان يوجه رسائل سياسية بكل الاتجاهات أنّه لن سيظل في المعترك السياسي”. وأضاف “في السياسة لا يوجد خلافات بل هي مجرد منافسة”. وعلى ما يبدو  أنّ حليفي اتفاق معراب عون وجعجع ليسا بوارد الرد حالياً على فرنجية، وإنّما هما بإنتظار جلسة 31 المرتقبة التي ستكون لها الكلمة الفصل في المرحلة المقبلة. إلى ذلك يبدو جلياً حرص العماد عون على صورة أب الجمهورية والرئيس التوافقي بعيداً عن الاصطفافات والمواجهات السياسية والانسياق إلى الجدل الإعلامي.

 

فرنجية يعرّي مرشح حزب الله: هذا هو ميشال عون

نسرين مرعب/جنوبية/ 25 أكتوبر، 2016

حلقة استثنائية بكل ما للكلمة من معنى، فإطلالة النائب سليمان فرنجية عبر برنامج كلام الناس كانت مسرحاً لاستعراض من هو ميشال عون حليف فرنجية في الأمس وخصمه اليوم. صمت فرنجية مطوّلاً، باستثناء بعض المناوشات الإعلامية والتعليقات التويترية بينه وبين وزير الخارجية جبران باسيل، دون ذلك لم يسبق له أن شنّ هجوماً على العماد ميشال عون ولا أن عرّاه من التحالف واضعاً اياه في إطار المصالح. معبئاً بكل ما حملته المرحلة السابقة من استهداف التيار الوطني الحر له ومحاولة تحجميه، ومحصناً بقلب السيد حسن نصرالله وبدعم رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، قال فرنجية ما كان يجب أن يقال، كشف الأوراق ليكون فحوى كلامه “هيدا أنت يا جنرال وهيدا أنا”. بصراحة وابتسامة ذكية وبهدوء مستفز، استهل فرنجية الإطلالة فهو كلّ ما يريده “الحكي”. إذ أنّ من تابع المقابلة التقط أنّه ما من هدف منها سوى أن يسجل فرنجية موقفه من ميشال عون كل الملفات كان مجرد تحصيل حاصل في الحلقة، الأهم هو المقاربة بين المرشحين. فرنجية الذي يتعامل مع عهد الوصاية السورية كوجود انتقد عون الذي تارة يصفه وجود وتارة أخرى احتلال كما وجه لطشة لكل من حليفي معراب مذكراً اياهما بالحروب والفوضى والجريمة. كذلك لفت رئيس تيار المردة إلى الطائف الذي أصبح عنوان مرحلة الجنرال بعدما شنّ ضده حروباً هوجاء تحت ذريعة الميثاقية. وببساطة سرد فرنجية كلّ ما دار بينه وبين الحريري من اللقاء للمبادرة للتعاون والتنسيق عند كل الأطراف وصولاً إلى عون الذي رفض دعمه ولم ينسَ انتظاره المطول في دارة الجنرال قبل استقباله فيقول “منباركله اذا منضمن ما ينطرونا نص ساعة بالصالون”.

كذلك أسقط ابن زغرتا عنه جميلة التيار موضحاً أنّ لا فضل عليه منهم وأنّه هو من تنازل، ولم ينسَ أن يهمس باسم فايز كرم “العميل” الذي أراد عون ترشيحه عن زغرتا فيما رفض هو. ولم يتوقف عند ذلك بل أشار إلى عدم مصداقية الجنرال متحدثاً عن لقاء كان قد نفاه الأخير بينه وبين الحريري في فرنسا، فيما اللقاء كان قد حصل بالفعل حيث أنّ فرنجية صادف الجنرال في ذلك اليوم على باب الفندق الذي يتواجد به رئيس تيار المستقبل. كذلك أكّد أنّه ليس نكرة وأنّ عون ليس وحده الأقوى والميثاقي، مركزاً على علاقته المميزة بالطائفة السنية، ومؤكداً أنّ عون لا قبول له في هذا الشارع الذي يربطه به تاريخ “عاطل”. شدّد فرنجية أنّ “ما حدا بغير عوايده بعمر 85 سنة”، مركزاً على الثقة بينه وبين الثنائية الشيعية وعن الحلف الوطيد الذي يختلف عن العلاقات مع الطرف العوني والذي تحكمه المصلحة، بالمقابل مرر رسالة للحريري وهي غدر الجنرال فالميثاقية تتغير حسب بوصلة المصلحة. ولم ينسَ أن يشكك بالعهد القادم وحتى بتحالف معراب، معرياً عون من الثقة والالتزام والمصداقية ووضوح المواقف. ما قاله فرنجية تلقفته ايجاباً الثنائية بجمهورها، فالنائب المدلل حليف المقاومة و أمل، وكلاهما يتفقان عليه، وحده جمهور التيار الوطني الحر قد وصفه بالابن الضال، فيما الحركة وبعض الحزب كانوا يقولون له “نحن معك”. ممّا لا شكّ به أنّ العلاقة بين فرنجية والشيعة الموالية للنظام لا تشبه علاقة الجنرال، فإن كان برّي المثال الأول، فثقة السيد بزعيم المردة وتشكيكه بتفاهمات التيار الوطني لها أكثر من دلالة. إطلالة فرنجية أسقطت عهد الجنرال قبل بدايته، وحولت جلسة 31 تشرين لمفتوحة الافاق، الفوز مرجح لعون وليس مؤكد، وبكل الاحوال طريق بعبدا ليست معبدة، مع الإشارة أنّ ما أدلى به فرنجية من كلام ما كان ليكون لولا رضا الأطراف من حارة حريك لعين التينة.

 

جدل حول جلسة 31 ت1.. والتيار لن يدخل بسجال مع بري

فايزة دياب/جنوبية/ 25 أكتوبر، 2016

قبل أيام معدودة من جلسة انتخاب الرئيس المحددة بتاريخ 31 ت2، والتي من المتوقع أن تحدث خرقًا رئاسياً بإمكانه إنهاء الشغور الذي دخل عامه الثالث، وبعد انتهاء التوقعات حول نصاب جلسة 31 ت1 بعد تأكيد كافة الأفرقاء حضورهم، بات النقاش حاليًا دستوريًا، فهل ستعتبر الجلسة المقبلة دورة أولى أم دورة ثانية؟ بحسب المادة 49 من الدستور اللبناني فقد نصّت على أن “ينتخب رئيس الجمهورية بالاقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الدورة الأولى، ويكتفي بالغالبية المطلقة في دورات الاقتراع التي تلي”، أي أنّ المرشح يحتاج في الدورة الأولى 86 صوتًا أمّا في الدورات التي تلي فيحتاج إلى 65 صوتًا لا أكثر. ولكن ما أثار الشكوك هو إعلان رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن الجلسة الماضية في 23 \4\2014  اختُتِمَت، وأن الجلسة المقبلة ستشهد دورة أولى من جديد، إلاّ أنّ ما ظهر في فيديو جلسة 23 نيسان 2014 عكس ذلك، حيث طرح النائب سامي الجميل سؤالاً على الرئيس بري حول عدد الأصوات التي يحتاجها المرشح فأجابه “65 صوتًا فقط”، إضافةً إلى أنّ بري لم يقل أن الجلسة اختُتمت بل قال أرجُئت لعدم اكتمال النصاب. فهل عامل الزمن يؤدي الى اختتام الجلسة؟! الأستاذ في القانون الدستوري في الجامعة اللبنانية الدكتور عقل عقل أكّد لـ«جنوبية» أنّ «الجلسة المقبلة يجب أن تعقد كدورة ثانية وليس كدورة أولى، لأنّ الدستور اللبناني واضح وصريح في هذا الصدد فالمادة 49 لم تتحدث عن إقفال الجلسات. كذلك المادة 75 من الدستور اللبناني تنصّ على “إن المجلس الملتئم لانتخاب رئيس الجمهورية يعتبر هيئة انتخابية لا هيئة اشتراعية ويترتب عليه الشروع حالا في انتخاب رئيس الدولة دون مناقشة أو أي عمل آخر”، أي أنّ المجلس هو هيئة ناخبة وبالتالي لا إقفال للجلسات بل هي مفتوحة الى حين انتخاب رئيس». مصدر من التيار الوطني الحرّ أكّد لـ«جنوبية» أنّ «التيار لن يدخل بجدل مع الرئيس بري بما خصّ الجلسة المقبلة، المهم أنّ النصاب مؤمن لأنّ الجميع وعد أنّه سيحضر الجلسة»، وختم إن «لم يحصل الجنرال على 86 صوتًا في الدورة الأولى فسينتخب في الدورة الثانية». إذًا يعوّل العونيون على الدورة الثانية في 31 ت2 طالما أنّ النصاب مؤمن، وإن وصل التنافس بين فرنجية وعون الى أشدّه، واستطاع فرنجية حصد أصوات تطيّر حلم الجنرال في الدورة الأولى، فإنّ الدورة الثانية بالتأكيد ستتوّج عون رئيسًا بـ 65 نائبًا وما فوق إلاّ إذا حصل مفاجآت غير متوقعة، استنادًا الى بوانتاج قامت به جريدة «السفير» بناءًا على معطياتها الخاصة. يؤكّد البوانتاج «استناداً إلى المواقف المعلنة وبعض الاتصالات والتسريبات، يمكن القول إنّ الأصوات التي سينالها عون لن تقل عن 84 صوتاً (قد ترتفع الى 88 نائباً) مقابل 38 صوتاً ضدّه. وعلى الأغلب، فإنّ هذه الأرقام يمكن أن تتأرجح صعوداً أو نزولاً، خصوصاً إذا ما قرّر عدد من نوّاب “كتلة المستقبل” الخروج”عن “طاعة” رئيسهم سرّاً، ومن دون إعلان هذه الخطوة كما فعل زملاؤهم كفؤاد السنيورة وأحمد فتفت ومحمد قباني وعمار حوري..» وأضاف «كما أن “البورصة الرئاسية” ستبقى محكومة بالغموض حتى لحظة الانتخاب، حيث قرر بعض النواب أن لا يقولوا كلمتهم إلا في صندوقة الاقتراع، كما هو حال النائبة نايلة تويني والنائب ميشال المر».

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء في 25/10/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

إذا سارت الأمور بحسب ما تتوقعه المحافل السياسية فإن البرلمان سينتخب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية يوم الاثنين وسيشهد على الجو الديمقراطي في ضوء استمرار ترشيح النائب سليمان فرنجيه.

أما المرشح هنري حلو فقد يسحب ترشيحه في ضوء قرار النائب وليد جنبلاط الذي ترأس هذا المساءإجتماعا لمجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي.

وإذا ما تم الانتخاب الاثنين فإن العهد الجديد يبدأ الثلاثاء والقصر الجمهوري سيعود الى ما كان عليه قبل سنتين ونصف السنة صرحا لإدارة الدولة عبر مؤسسة مجلس الوزراء والتي ستولد بعد تكليف الرئيس سعد الحريري على الأرجح بتأليف الحكومة.

وبخلاف الأجواء التي تتوقع طول فترة التأليف فإن المحافل السياسية تركز على تركين الوضع عبر مشاورات مع الرئيس نبيه بري آخر هذا الأسبوع عشية الجلسة الانتخابية. أما في حال عدم الوصول الى نتائج فإن مرحلة ما بعد الانتخاب الرئاسي والتأليف الحكومي ستكون مرحلة عمل سياسي ديمقراطي بين موالاة ومعارضة مختلفتين في الشكل والمضمون.

وعلى ما يبدو فإن هناك ضوءا خارجياأخضر للإنتخاب الرئاسي وهذا ما عبرت عنه الدبلوماسية الروسية. وحتى الأسبوع المقبل فإن العماد عون تلقى أول تهنئة من النائب محمد الصفدي الذي زاره في الرابية حيث كان عرض لمجمل المواقف ذات الصلة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

الحركة السياسية باهتة واحتمالات مفتوحة لمسار انتخاب الرئيس، "العونيون" يحتفلون بالفوز قبل وصول الجنرال الى بعبدا، "المردة" منشغلون بتأمين اكبر قدر ممكن من الاصوات وهم في حركة ناشطة بكل اتجاه لرفع رصيد النائب سليمان فرنجيه في صندوق الاقتراع وفريق اخر يعمل لتعطيل نصاب الجلسة وهذا احتمال قائم كما توحي المؤشرات حتى الساعة، ما يعني ان سيناريوهات عدة مطورحة لم تحسمها المواقف المعلنة للكتل، خصوصا بوجود آراء متعددة في كتلة "المستقبل".

بجميع الاحوال انتخاب الرئيس لا يأتي وحده وبعده الجهاد الاكبر هذه الجملة اوجد فيها الرئيس نبيه بري فعبر عما ينتظر لبنان في المرحلة المقبلة.

ضرورة انتخاب الرئيس في الجلسة المقبلة لا تعني ان الخطوة كافية لان استحقاقات عدة آتية في صلبها قانون الانتخابات النيابية للوصول الى مستوى حضاري للتخفيف من الطائفية وتمثيل المراة واعتماد النسبية كما قال رئيس المجلس من جنيف.

والاهم حماية لبنان من نيران تشتعل حوله وقد تدخل الى بلدنا عبر اي شجرة او غصن يابس، خصوصا ان لبنان يتحمل ما لم يتحمله شعب او دولة من جراء وجود النازحين. هذه تحديات تفرض احياء عمل المؤسسات بعد تعطيل طويل لم يحصد فيه اللبنانيون اي نتيجة.

نتائج المعركة السورية ستفرزها تطورات حلب التي باتت المسارات فيها رغم ما سيحصل في الاحياء الشرقية خلال ايام، من ضمن الخيارات العسكرية المطروحة تقدم من جنوب حلب تجاه خان تومان بعد سيطرة الجيش السوري على تلة بابل الاستراتيجية وكتيبة الصواريخ، وهذا ما يضع المسلحين في خانة الهزيمة المرتقبة او على الاقل شل القدرة على شن اي هجوم ضد الجيش السوري، تلك الخيارات توازي مسارا ميدانيا يضع الجيش السوري على مشارف ادلب.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

خمسة ايام تفصل عن جلسة الانتخابات الرئاسية صاحبة الرقم 46، وبعد سنتين وخمسة اشهر من الشغور في موقع الرئاسة الاولى، الجميع يتعاطى مع هذا الاستحقاق بجدية مطلقة، فلا ارجاء للجلسة التي تحمل الرقم 47، لكن هناك اشكالية حول ما اذا كانت الجلسة متممة لجلسة سابقة او هي جلسة مستقلة وقائمة في حد ذاتها، فاذا كانت متممة فهذا يعني ان الرئيس ينتخب بالنصف زائدا واحدا بعد اكتمال نصاب الثلثين، فيما وجهة نظر اخرى تقول بأن اي مرشح يحتاج الى اكثرية الثلثين في دورة الاقتراع الاولى ثم النصف زائدا واحدا في دورات الاقتراع التي تلي.

الاثنين هناك مرشحان، العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، الكتل النيابية بمعظمها حددت مواقفها، فيما القوى السياسية بدأت تنظر الى مرحلة ما بعد الاثنين، سواء لجهة الحكومة الجديدة والقانون الجديد للانتخابات النيابية الذي وصفه الرئيس بري الجهاد الاكبر، اما الحكومة الحالية فيتوقع ان تكون جلسة بعد غد الخميس اخر جلساتها، حيث انه بعد الاثنين يقدم رئيس الحكومة استقالته لتتحول الى تصريف الاعمال.

جلسة الاثنين لم تدر محركاتها بعد، في انتظار عودة الرئيس بري من جنيف، فيما الرئيس سعد الحريري الموجود في الخارج سيطل يوم الجمعة في حلقة استثنائية من برنامج كلام الناس، اما النائب وليد جنبلاط فتتلاحق اجتماعاته في المختارة واحدثها هذا المساء لقيادة الحزب التقدمي الاشتراكي، وان كانت المؤشرات توحي بأن جنبلاط قطع شوطا كبيرا في دعم ترشيح العماد ميشال عون.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

بمسار رئاسي يشكل ترجمة للمبادرة اللبنانية، تسير البلاد نحو الموعد المحدد لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية الاثنين المقبل، مع العمل المستمر على استكمال التفاهمات للوصول الى انطلاقة جامعة للعهد الجديد، تسمح بالوصول الى حلول للملفات العالقة على غير صعيد... وعلى رغم كل التشويش المستمر، فمعلومات الـ otv تؤكد ان اجواء جنيف التي يزورها رئيس المجلس النيابي نبيه بري ايجابية نسبيا، خصوصا لما بعد الواحد والثلاثين، واجواء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ايجابية لما قبل الواحد والثلاثين، وهو ما سيتظهر وسيتبلور اكثر، بالزيارات المتعددة التي يمكن ان تحصل، ومن بينها زيارة العماد ميشال عون لجنبلاط، وزيارة متوقعة لوفد من التكتل للمرشح الرئاسي الاشتراكي النائب هنري حلو... وبعد التسريبات التي تناقلتها بعض وسائل الاعلام عن لقاء الجنرال والسيد، فمعلومات الـ otv من قبل طرفي اللقاء تؤكد عدم صحة كل هذه التسريبات، إن لجهة تغيير موعد الجلسة او الكلام عن طاولة الحوار.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

اذا لم يطرأ اي تطور غير متوقع سيكون للبنان رئيس جديد للجمهورية يوم الاثنين المقبل، فالثابت ان النائب ميشال عون يرفض اي طرح بتأجيل الانتخابات ولو كان هذا التاجيل مجرد تاجيل تقني وهو موقف ابلغه عون للسيد حسن نصر الله الذي سعى خلال لقاء الاحد بينهما الى اقناع الجنرال بارجاء الجلسة الانتخابية ولو لايام قليلة سعيا لمد الجسور المقطوعة بينه وبين الرئيس نبيه بري. لكن الجنرال لم يتجاوب مع الطرح لانه يدرك خطورة التاجيل على حظوظه الرئاسية المرتفعة.

وعليه فان ساحة النجمة ستشهد يوم الاثنين المقبل معركة انتخابية لم تشهدها منذ اقرار الطائف ففي زمن الوصاية السورية كان اسم الرئيس ياتي معلبا من الخارج وفي زمن ما بعد سقوط الوصاية جاء اسم العماد ميشال سليمان انطلاقا من اتفاق رسمت كل تفاصيله في تسوية الدوحة. اما اليوم فالمعركة الرئاسية مستمرة بين عون والنائب سليمان فرنجيه وان من دون تكافؤ كبير لان معارضي عون اقلية اولا ولانهم ثانيا لم يتوصلوا حتى الان الى توحيد اصواتهم التي ستتوزع بين اسم فرنجيه وبين الاوراق البيض.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

بين الطبيعة الجميلة التي رسمتها التغريدات الجنبلاطية وامورها الهادئة، اطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري من جنيف الخطوات الاخيرة نحو الانتخابات الرئاسية. ليتم الاثنين المقبل انتخاب الرئيس، فينتهي الفراغ ويتفرغ للجهاد الاكبر وتحديدا قانون الانتخاب..

قوانين المنطق تؤكد ان المشهد اكتمل، والعين بكل امل الى الاثنين الجديد الذي سيفتح الطريق الى استكمال التفاهمات نحو اجماع وطني يؤسس لحلول جذرية لازماتنا العديدة كما أكد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح..

في الاقليم تتكتل الازمات عند عدم التزام اميركا والحلفاء بما يتفق عليه مع موسكو لتحسين الاوضاع الانسانية في سوريا بحسب الخارجية الروسية، اما بحسب المشاهد الميدانية، فان انجازات الجيش السوري والحلفاء الحقت الخسائر الكبيرة بصفوف الارهابيين ومدرعاتهم في الدرخبية في الغوطة الغربية لدمشق، فضلا عن صده محاولات الارهابيين التحرك على جبهات حلب..

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

أيام حاسمة تفصلنا عن فتح صفحة جديدة من تاريخ لبنان السياسي والاقتصادي.

أيام قليلة، وتنزع الدولة ثوب الفراغ، وتلبس المؤسسات لبوس الانتاجية والعمل.

أيام حاسمة ويعاود المستثمرون التفكير في إعادة أموالهم إلى أسواق بيروت ومدن لبنان.

أيام حاسمة قبل أن نفك أحزمة الامن والخوف والتعثر المالي والاقتصادي.

أيام قليلة، قبل ان ينتخب المجلس النيابي، رئيسا للجمهورية، منهيا عامين ونصف العام، من الشغور الرئاسي.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

الاثنين ألغى ما قبله من أيام ليصبح ما تبقى مجرد ساعات بلا هوية فكل المواعيد ربطت على توقيت رئاسي دقت ساعته وارتفعت أمواج تياره إذا لم يكتب أي معطى جديد فإن جلسة الحادي والثلاثين ستنتج الرئيس حامل الاسم ميشال نعيم عون ابن حارة حريك نسبا وانتسابا من دون أن يسحب سليمان فرنجية ترشيحه المعقود على المفاجآت لكن المفاجأة قد تحملها كتلة وليد جنبلاط فمع اجتماع مجلس قيادة التقدمي في المختارة تردد أن الكتلة الجنبلاطية سوف تذهب موحدة لانتخاب عون لكن المشكلة الوحيدة في تأكيد هذا النبأ أن كلام جنبلاط "ما عليه رباط" وقد يتقلب حتى خلال انعقاد الجلسة ذاتها ومع أي من التوقعات فإن الجلسة ستشهد على معركة سواء بنصاب الثلثين وأصوات الانتخاب التي حسمها العونيون اليوم بالنصف زائدا واحدا أم بمساعي زعيم المردة نحو تثبيت الوجود الرئاسي عبر أصوات وزانة يدعمها المسيحيون المستقلون وكتلة بري بشكل أساسي والرئاسيات اللبنانية طافت إلى جنيف والرياض حيث تفيد المعلومات بأن الرئيس سعد الحريري التقى في هذه الزيارة الأمير محمد بن سلمان بعد طول انتظار وخرج مرتاحا إلى الموقف السعودي وإن تعمدت المملكة تسجيل موقف لافت على التوقيت الرئاسي تعلن فيه استمرارها في تعقب نشاطات حزب الله الإرهابية على حد تعبير مجلس وزرائها. الحريري مطمئن سعوديا ورئيس المجلس على قلق لكأن الريح تحته ما يدفعه إلى قصف بيروت من جنيف بآراء بعيدة المدى. نصف بري في جنيف ونصفه في بيروت مطلقا الدعوة إلى الجهاد الأكبر الذي يلي عملية الانتخاب والجهاد السالف الذكر هو عنوان لثلاثاء سوف يعقب الاثنين ويبدأ معه عهد المحاصيل السياسية والمغانم وانتزاع المواقع أو الثبات عليها بعد فرض التمديد.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الثلثاء الواقع في 25 تشرين الاول 2016

الثلاثاء 25 تشرين الأول 2016

النهار

مصافحة وقبل ...

وزير مشاكس لـ"حزب الله" تقدّم من نائب في "الوفاء للمقاومة" أثناء لقائهما صدفة في أحد المطارات فصافحه وقبّله.

إبن شقيقة وزير ...

قيادي في "حزب الله" سقط في سوريا هو ابن شقيقة وزير سابق للخارجية.

بشمركة و باسيج ...

قال نائب في "المستقبل": انتظروا مشهد بشمركة "القوات اللبنانية" وباسيج "حزب الله" في الحكومة المقبلة.

وقف الحملات ...

جرت حركة اتصالات واسعة أمس بين عدد من القيادات الحزبية لوقف الحملات الاعلامية العدائيّة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

السفير

نقلت شخصية لبنانية عن أمير الكويت قوله إن العماد ميشال عون "رجل بكل معنى الكلمة"، مستنداً الى خبرته في التعامل معه عندما كان وزيراً للخارجية وعضواً في اللجنة الثلاثية العربية التي تولّت التحضير للطائف.

يقول متابعون للعلاقة بين "حزب الله" والنظام المصري إن ثمة عملاً تقوم به بعض الشخصيات اللبنانية على خط نقل رسائل تطمينية متبادلة.

قال سفير دولة غربية بارزة إن الأمور الرئاسية متروكة ولا اسم محددا عند أي طرف إقليمي أو دولي، وبالتالي اللعبة داخلية.

المستقبل

يقال

إنّ روسيا تسعى إلى إخضاع حلب عسكرياً قبل موعد الانتخابات الأميركية العتيدة بهدف فرض أمر واقع جديد على الإدارة الأميركية المقبلة.

اللواء

أبلغت إحدى السفارات شخصيات لبنانية وجوب التزام الحذر قبل 48 ساعة من موعد جلسة الاثنين.

مرجع كبير يتّجه لتوزير أحد أنجاله على طريق التحضير لدور سياسي علني.

قلَّل مصدر أمني من شأن ما يُشاع عن حركة احتجاج في الشارع في بعض المناطق إذا انتخب عون رئيساً.

الجمهورية

قال أحد النواب المسيحيين أن لا صفقة رئاسية مقابل قانون الستين لكن الإتجاه هو لإعتماده بدل تأجيل الإنتخابات النيابية.

شبّه المراقبون تأجيل إتخاذ تكتل نيابي قراره الرئاسي حالياً بالفترة التي سبقت مبادرة ترشيح فرنجية وتريُّث التكتل في الحسم حينها.

لاحظت أوساط سياسية أنه بعد كلام أمين عام حزب مؤثر سيتراجع جميع المقاطعين ويقبلون في التسوية الرئاسية الحاصلة.

البناء

توقعت مصادر أممية أن تبدأ مشاورات تعيين المعاون السياسي للأمين العام الجديد للأمم المتحدة وتحديد هوية نائب الأمين العام، ليلحق ذلك اختياره لمبعوثين جديدين لكلّ من سورية واليمن، بعدما تعالت الأصوات المطالبة بتغيير ستيفان دي ميستورا في سورية وإسماعيل ولد الشيخ في اليمن، بعد اتهامهما بالعمل لحساب السعودية، ما يطعن بنزاهتهما وصدقية تعبيرهما عن الدور الوسيط، بينما السعودية طرف في حربَيْ سورية واليمن.

 

الثنائية الشيعية تزرع الألغام في طريق الحريري نحو 'السراي'

شادي علاء الدين/العرب/26 تشرين الأول/16

بيروت - نجح حزب الله في تعبيد طريق الرئاسة أمام حليفه رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون حيث تشير كل المعطيات أن الجنرال سيتوج رئيسا في الجلسة الانتخابية المقررة في 31 من الشهر الحالي. وعلى ضوء المؤشرات والتصريحات المتواترة لا يبدو أن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري سيكون في المقابل عبوره إلى رئاسة الحكومة سهلا وآمنا على الرغم من كل الاتفاقات والتعهدات التي أعلن بأن الجنرال ميشال عون قد قطعها له. وعمد حزب الله ومعه رئيس مجلس النواب نبيه بري، في الأيام الأخيرة، إلى التخفيف من حجم تفاؤل الحريري بلعبة ثنائية، تقوم على أن يقبل حزب الله توليه الحكومة دون أن يلتزم بتسميته، وأن يعلن الرئيس بري صراحة رفضه له، وعدم تسميته لرئاسة الحكومة، والعمل على عدم تسهيل تشكيلها. وفي آخر تصريحات له قال بري إن ما بعد الرئاسة سيكون “الجهاد الأكبر” بالنسبة إلى باقي الاستحقاقات اللبنانية، في تلميح إلى ملف رئاسة الحكومة.

وهكذا يدخل الحريري ميدان التكليف الحكومي محاصرا بفيتو واضح من الثنائية الشيعية، التي يتجاوز حجم تأثيرها الفعلي تمثيلها النيابي ما يعني قدرتها على تشكيل حالة تعطيلية يمكنها شل تشكيل الحكومة. وبرزت مواقف أوروبية تعبر عن مخاوف جدية بشأن الموضوع الحكومي، كما أن الأجواء الإقليمية تفيد بأن حلفاء حزب الله الإقليميين يضعون فيتو حول الحريري. ولا تقف العقبات التي تحول دون النجاح في تشكيل الحكومة عند هذا الحد، بل تضاف إليها مشاكل كثيرة تتصل بالثلث المعطل، وهل سيقبل الحريري بأن يمنح حزب الله أو الثنائية الشيعية هذا الثلث الذي يجعل الحكومة تولد مشلولة وعاجزة عن اتخاذ أي قرار؟

تضاف إلى ذلك أزمة الحقائب السيادية ذات البعد الأمني، والتي يصر حزب الله على أن تكون من حصته الوزارية في حين يحاول المستقبل أن يمسك بها، كما أن منحها للتيار الوطني الحر وجعلها من حصة رئاسة الجمهورية أمر محفوف بالمخاطر، لأن المناخ الدولي لا يزال يرفض الفصل بين تشجيع التسويات في الداخل اللبناني وبين تصنيف حزب الله كحزب إرهابي. تاليا فإن منح الوزارات السيادية الأمنية إلى رئاسة الجمهورية، لا يمكن أن يقرأ دوليا سوى أن هذه الوزارات ستعمل لصالح الحزب بالوكالة، ما من شأنه تعقيد عملية التعامل معها والاعتراف بها.

وفي جانب آخر يرتبط باتفاقات عون- الحريري رشحت معلومات تفيد بأن سلة الاتفاقات التي أجريت تضمنت تأجيل الانتخابات النيابية لمدة سنة.

عون تعهد بأن يكون تشكيل الحكومة محددا ومقتصرا على أسابيع قليلة، سيعمد بعدها إلى التوقيع على تأليفها وفسر الأمر بأن الحريري يستشعر أن فوزه في الانتخابات غير مضمون نهائيا، حتى لو تم اعتماد القانون الحالي، خصوصا في ظل الأزمة المالية التي يعاني منها، وبعد ما أفرزته الانتخابات البلدية في طرابلس من ظهور لزعامة أشرف ريفي الذي أعلن عن استعداده لخوض الانتخابات النيابية في مواجهة الحريري وفي مناطق نفوذه التقليدية. ويخشى الحريري من خسارة الانتخابات النيابية إذا ما خاضها وهو في حالة تراجع مالي وسياسي، وفي ظل نقمة شعبية جعلته يخسر الكثير من رصيده مع الترشيح المتتالي لأبرز خصومه السياسيين. وتلامس الثنائية الشيعية هذا الأمر، لذا فإنها تصرّ على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، واللافت أن هذا المناخ الشيعي ينسجم مع الأجواء الدولية التي تدعو إلى عدم تأجيل موعد الانتخابات النيابية. وهنا يبرز السؤال التالي هل يستطيع الحريري، في حال نجح في تأليف الحكومة أو لم ينجح، أن ينال تكليفا جديدا بتشكيل الحكومة في حال خسارته في الانتخابات النيابية، وهل هناك ما يؤكد أن عمر التكليف أو عمر الحكومة لن يكون مقتصرا على عدة أشهر وحسب؟ وتعهد الجنرال عون بأن يكون مجال تشكيل الحكومة محددا ومقتصرا على أسابيع قليلة، سيعمد بعدها إلى التوقيع على تأليفها مع الحرص على تمثيل كل القوى السياسية. ولا يبدو أن هذا التعهد قابلا للتنفيذ الفعلي، لأن الجنرال لا يستطيع أن يفتتح عهده الرئاسي بحكومة يمكن التصويب على شرعيتها، وعدم تمثيلها الصحيح للمكونات السياسية في البلد، وخصوصا في ظل إعلان الرئيس نبيه بري عن نيته التوجه إلى صفوف المعارضة.

ويأتي موضوع الاتفاق على ما سيتضمنه البيان الوزاري على رأس تلة العقبات التي تعترض طريق سعد الحريري الحكومي، فكيف يمكن الجمع بين الهجوم على إيران وحزب الله في خطاب ترشيح الجنرال ميشال عون، وبين تركيب بيان وزاري ينسجم مع مطلب تحييد لبنان عن الصراع السوري، وهو ما أعلن نصر الله مسبقا رفضه له؟ وتفتح أزمة البيان الوزاري المتوقعة الباب واسعا أمام جملة من الاحتمالات، ربما تكون معها العودة إلى خطاب النأي بالنفس الذي اعتمدته حكومة الرئيس نجيب ميقاتي هو أسلم الحلول، ولكن هل يقبل حزب الله بأن يعطي للحريري الذي يعتبره خصمه، والذي قبل مسألة ترشيحه لتأليف الحكومة على مضض، ما كان قد أعطاه لحليفه الرئيس نجيب ميقاتي الذي أعلن في مفارقة لافتة أنه ضد خيار رئاسة الجنرال عون؟ وتجتمع كل هذه المآزق لتجعل من عملية تشكيل الحكومة مسألة شائكة ومعقدة لأن حزب الله يصر على تقديم وصول الجنرال عون إلى سدة الرئاسة بوصفه انتصارا لمشروعه، وأن يبرر من خلاله مشاركته في الميدان السوري وفي أكثر من مكان والتي منحته السيطرة التامة على لبنان من خلال الرئاستين الأولى والثانية. وهل يمكن أن نتوقع في ظل هذه الأجواء أن يفرج حزب الله عن ملف الحكومة بسهولة، إلا إذا تيقن أن تشكيلها سيكون أزمة مفتوحة، تنحصر مهمة الحريري في إدارتها وحسب، في حين يستكمل الحزب مهماته، ويفعّل مشاريعه على كل الأصعدة؟.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

 فارس سعيد: "المرحلــة المقبلــة أسوأ" ولبنان في صلب وصاية داخلية جديدة

المركزية- بعد الخواتيم التي وصلت إليها مرحلة الشغور الرئاسي التي امتدت سنتين ونصف السنة، وتمظهرت بتسوية يصفها البعض بـ"المحلية"، تكرّس رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية وتعيد الرئيس سعد الحريري الى السراي، اختلفت القراءات حتى داخل البيت الواحد وانقسمت الآراء. ففي ما اعتبر البعض أن هذه التسوية أحرجت فريق الثامن من آذار واجتذبت العماد عون الى فلك 14 آذار الذي ليس غريبا عنه، اعتبرها البعض الآخر "القشة التي قصمت ظهر البعير". أما موقف منسق الأمانة العامة لـ 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، فعبّر عنه في حديث لـ"المركزية قائلا "إن المرحلة الحالية هي هزيمة لفريق 14 آذار وانتصار لفريق "حزب الله"، مشيراً الى أن "لبنان أضحى في صلب وصاية جديدة من نوع آخر ومعقدة أكثر نظراً لكونها مرتكزة الى جماعة داخلية وتشكل مكوّنا أساسيا من النسيج اللبناني، ما يشير الى أن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أصبح يجسد مرجعية الدولة اللبنانية، والكلمة الفصل تعود له وبالتالي تغييب الدستور وحكم المؤسسات". ما هو مصير 14 آذار؟ يجيب سعيد بأن " لم تعد القضية 14 و 8 بل أضحت قضية شعب، لذلك يجب استنهاض كل شرائح الشعب اللبناني ليس فقط 14 آذار لمواجهة هذه الوصاية المستجدة، والعودة الى كنف الدولة

وختم:" محاولات تجميل المشهد وإظهار أن انتخاب الرئيس سيطلق عجلة الاستقرار في لبنان تعاكس الواقع الذي يشي بمستقبل أسوأ مما نعيشه اليوم".

 

فارس سعيد نفى عقد اجتماع لأمانة 14 آذار غدا

الثلاثاء 25 تشرين الأول 2016 /وطنية - نفى النائب السابق الدكتور فارس سعيد في بيان ، "ما ورد في بعض وسائل الاعلام عن إجتماع سيعقد للأمانة العامة لقوى 14 آذار غدا الأربعاء"، مؤكدا أن "هذا الخبر عار عن الصحة".

 

الشيخ الطرّاس مضربٌ عن الطعام وحالته الصحية تسوء.. والقضاء يماطل

خاص جنوبية 25 أكتوبر، 2016/م يتم الإفراج عن الشيخ بسام الطرّاس الموقوف منذ أكثر من عشرين يوماً يوم أمس الاثنين 24 تشرين الاول 2016، فالقاضي لم يحضر وتأجل البت مجدداً بطلب إخلاء السبيل. فما سبب هذه المماطلة؟ وما كانت نتيجة الاجتماع الذي عقد في مكتب سماحة المفتي عبد اللطيف دريان؟ اكد الدكتور عمير الطرّاس نجل الشيخ بسام الطرّاس لـ”جنوبية” أنّ ” هناك طلب إخلاء سبيل بحق الشيخ الطراس تقدمت به المحامية زينة المصري يوم الأربعاء الماضي والقاضي لم يحضر لا الخميس ولا الجمعة، وكان من المفترض أن يحضر الاثنين إلا أنّه كان قد سافر الاثنين ولن يعود حتى صباح الخميس وهذا أثار حفيظتنا كثيراً، إذ كنا نتفاءل أن لا يكون هناك مماطلة وهذا كان أملنا بالقضاء بالقانون”. وأوضح “القاضي إن لم يأتِ الجمعة والسبت سوف ينتظر قرار البت للاثنين، ممّا يعني زيادة مدة التوقيف بحق انسان بريء”. وفيما يتعلق بإضراب الشيخ عن الطعام أكّد الطرّاس “بالفعل قد بدأ بالإضراب وما زال مستمراً وهو منذ يومين لم يتناول ايّ طعام”، لافتاً إلى “لقد اعتصمنا اليوم أمام دار الفتوى وكان لدينا مطالب تحقق بعضها وبعضها قد تحقق جزئياً، وقد التقينا بسماحة مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان وكان هناك إطلالة إعلامية ولكن الوسائل لم تحضر كما عوّلنا”.

مضيفاً “عقد اجتماع على مستوى المشايخ من هيئة علماء المسلمين والجماعة الإسلامية بحضور المحامية زينة المصري ورئيس التحالف المدني الإسلامي الأستاذ أحمد الأيوبي، وحضور عائلة الشيخ الطرّاس، وحملنا المفتي ملفنا و وضعنا لديه وتمنينا عليه أن لا يتم أي تقصير في أي أمر يمكن القيام به لا سيما لمنع المماطلة القضائية التي ترافق الملف”. وعمّا إن كانوا يتوقعون مماطلة جديدة في الجلسة المقابلة، علّق الطراس “للأسف كل شيء محتمل في هذا البلد، نحن نتفاءل من باب أنّ الله سوف يظهر براءته والله لا يترك مظلوم في السجن، كما نتفاءل بالقاضي رياض ابو غيدا الذي أنصفنا في المرة الأولى، وأملنا أن ينصفنا أيضاً هذه المرة وأن يؤخذ بعين الاعتبار أنّ الشيخ مضرب عن الطعام وحالته الصحية تسوء وأصبح مصاباً بالضعف، وأنّ السجن قد انعكس سلبياً على صحته”. واضاف فيما يتعلق باتخاذ الملف بعدا سياسيا “هذ ما يتضح إذ أنّه بعد قرار القاضي أبو غيدا كان ممكن للأمور أن تنتهي بطريقة أسرع، بالطبع نحن لا نشكك بنزاهة القضاء ولكن السياسة يجب أن تقوم بتحرك لتسريع الملف ومنه ايّ مماطلة”. وأكّد الطرّاس عند سؤاله عن تواصل قيادات الشارع السني من زعماء و سياسيين معهم أنّه “ما من أحد قد اتصل أو تواصل معنا من هذه القيادات”.

 

تعميم تحذيري إلى منتسبي "التيار الوطني الحر" المعارضة العونية: تحقق الحلم وحقنا أن نفرح

محمد نمر/النهار/26 تشرين الأول 2016/يستعد العونيون لـ"اليوم الحلم" في 31 تشرين الأول، يوم الانتخاب المفترض للنائب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وبعد أكثر من ربع قرن من المعارك السياسية والانتخابية والتحالفات، سيحتفل العونيون بالمناسبة بعدما شعروا مراراً بأن حلمهم قد يدخل المستحيلات، وها هو يتحقق و"الجنرال" سينتقل الى قصر بعبدا. لكن الاستحقاق يتزامن مع تصدع داخل "التيار الوطني الحر" واعتراض على قيادة الحزب برئاسة وزير الخارجية جبران باسيل ظهرا بوضوح من خلال فورة استقالات ومحاكمات حزبية وعمليات فصل من التيار في حق معارضين لعهد باسيل. وقد يكون هؤلاء لم يحسبوا أن الحلم سيتحقق وربما ما عادوا مهتمين بمنصب هنا أو هناك بقدر بمصلحة "التيار". إلا أن باسيل نشط أخيراً لشد عصب تياره واغلاق النوافذ على الرياح المعارضة بأداة متشددة وحازمة تجاه المنتسبين.

تعميم إلى المنتسبين

وحصلت "النهار" على تعميم يحمل الرقم 236، تلقاه الاثنين المنسقون وأمناء سر الأقضية ومنسقو اللجان والهيئات المحلية، ليعمموه بدورهم على المنتسبين، وموضوعه: المشاركة في اجتماعات أو نشاطات سياسية خارج الأطر الحزبية، معتمدا على مستند "النظام الداخلي العام". يؤكد التعميم حق المنتسبين في التعبير عن الرأي، ولكن داخل المؤسسة الحزبية وضمن اجتماعات المجموعة التي ينتمون إليها، ويتناول عرقلة العمل وتعطيله داخل الحزب والانضمام الى جماعات سياسية. التعميم الموقع من باسيل أكد مشاركة بعض الاشخاص في اجتماعات وتنظيم نشاطات خارج الأطر الحزبية، في اشارة إلى مشاركة منتسبين في الخلوة التي نظمها المعارضون لرئاسة التيار، ووضع التعميم المشاركة هذه في اطار عرقلة العمل داخل الحزب والتشويش عليه، وبالتالي تنطبق عليها المادة التي تحظر ذلك في النظام الداخلي، لينتهي برسالة واضحة إلى كل المنتسبين: أي مشاركة في نشاطات مماثلة تعرض المشارك للمساءلة وتؤدي الى اتخاذ التدابير المسلكية التأديبية في حقه وفقا للأطر المنصوص عنها في النظام.

 

 "الصدمـة" الرئاسـية توقظ "الأمانة العامة" واجتمــاع غدا بعـد انقطـاع: مؤتمنون على الثوابت.. والاختلاف التكتي لا يفسد في "ود" 14 آذار قضية

المركزية- بعد تباعد حلفاء "ثورة الارز" عند مفترق الاستحقاق الرئاسي، حيث اختار كل منهم طريقا خاصا رآه الاقصر لايصال رئيس الى قصر بعبدا، فذهب الرئيس سعد الحريري نحو بنشعي فيما فضّل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع التوجه نحو الرابية، في وقت تحفظ مستقلو حركة 14 آذار على الخطوتين، دخلت الامانة العامة لقوى 14 آذار في كبوة قسرية أوقفت خلالها لقاءاتها الاسبوعية منذ أشهر على خلفية التباين في وجهات النظر. الا ان التقاء "القوات" و"المستقبل" مجددا عند نقطة دعم ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، يبدو أيقظ الامانة من سباتها حيث تعود الى الاجتماع غدا وفق ما علمت غير ان هذه الاستفاقة لا تأتي لتبارك خيار معراب وبيت الوسط الرئاسي. فأوساط الامانة تلفت الى ان الاجتماع غدا الذي سنحاول خلاله إنعاشها مجددا، هدفه التأكيد "أننا ككيان آذاري، نتمسك بثوابت ثورة الارز ومبادئها، وسنبقى مؤتمنين على حماية القيم التي من أجلها نزل مئات الآلاف الى الشارع في آذار 2005". وفي حين تحرص على التشديد على ان "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" يريان انهما استمالا العماد عون نحو 14 آذار ذلك ان دعمهما لترشيحه لم يأتِ من عدم بل من اتفاقات قامت بينهما، تقول اننا في 14 آذار لسنا حزبا واحدا يقوده مايسترو واحد، بل كل طرف حرّ في تحديد مقاربته للقضايا المطروحة. وعليه، فاننا كأمانة عامة نخالف الحريري وجعجع الرأي، ونرى ان انتخاب العماد عون رئيسا يعني ضم لبنان الى المحور الايراني – السوري في المنطقة. أما هذا الواقع لا بد من أن نكون جاهزين للتصدي لتوجه كهذا في المرحلة المقبلة، علما ان المستقبل والقوات سيكونان في طليعة المعترضين على منحى سلبي كهذا، اذا خذل "الجنرال" توقعاتهما"، على حد تعبير الأوساط. واذ تطمئن الى ان الاختلاف في مقاربة الملف الرئاسي لا يفسد في الود قضية، تؤكد الاوساط "اننا قد نكون كفريق آذاري افترقنا في التكتيك السياسي، الا اننا نضع جميعا نصب أعيننا الهدف نفسه الا وهو الحفاظ على الدولة والكيان والنظام والسيادة والاستقلال". في غضون ذلك، تكشف مصادر سياسية عبر "المركزية" عن مسعى يقوم به في الكواليس عدد من الشخصيات المستقلة التي تدور في فلك 14 آذار السياسي، لتشكيل جبهة معارضة لانتخاب العماد عون. وفي وقت توضح ان الحراك الجاري عابر للمذاهب والطوائف، يراد منه جمع رافضي خيار الجنرال الى اي طرف انتموا، بحيث تكون الجبهة "سياسية" لا "طائفية"، تقول المصادر ان الهدف منها الاضاءة على "الحالة المعارضة" التي تقول "لا" لرئيس قد يجر لبنان الى أماكن لا تناسبه وقد يسلم مفاتيحه الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والى ايران من بعده. فالعماد ميشال عون كان منذ اللحظة الاولى مرشح ايران و"حزب الله" للرئاسة، والرهان على ان يكون "جنرال" بعبدا مختلفا عن جنرال "الرابية" فيه الكثير من المخاطرة، خصوصا ان أداءه في العقد الاخير، أكد أنه على تماه تام مع "حزب الله" وهو لم يعترض يوما على سلاحه خصوصا بعد ان استخدم في الداخل في 7 أيار 2008، ولا على قتاله في سوريا...

 

الحريري يهدي السعودية شيكاً على بياض

حسان الزين/المدن/ الثلاثاء 25/10/2016

منذ بدأ الرئيس سعد الحريري حراكه في اتجاه ترشيح النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، والسؤال يتكرر عن موقف السعودية من ذلك. وقد زاد الصمت السعودي تجاه لبنان عموماً السؤالَ غموضاً. ورغم أن الصمت من تقاليد السياسة السعودية، كان غريباً ألا تردَّ على تصريحات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. وقد حصل ذلك فيما يمر الحريري في أزمة مالية خانقة داخل السعودية، نتج منها تسريح آلاف العمال والموظفين من شركته ومؤسساته هناك وفي لبنان. إلى حد طرح معه كثيرون السؤال عن العلاقة بين السعودية والحريري وإذا ما تخلّت المملكة عن ابن رفيق الحريري وزعامته.

وسط ذلك، غطّى الحريري مبادرته بالقول إن السعودية تترك الشأن اللبناني لأهله. إلى أن تردد في الساعات الماضية أن هناك اتفاقاً سعوديّاً أميركيّاً يقضي بإنجاز انتخاب عون رئيساً. وأعقب هذا الكلام الذي روّجته "مصادر" مستقبليّة، موقفٌ لمجلس الوزراء السعودي، في أعقاب اجتماعه يوم الإثنين 24 تشرين الأول، "جدد عزم المملكة ومواصلتها مكافحة الأنشطة الإرهابية لحزب الله، والاستمرار في العمل مع الشركاء في أنحاء العالم، لكشف أنشطته الإرهابية والإجرامية، وما اتخذته المملكة من تصنيف اسمين لفردين وكيان واحد لارتباطها بأنشطة إرهابية، وتأكيد فرض العقوبات عليها استناداً إلى نظام جرائم الإرهاب وتمويله ونظام مكافحة غسل الأموال". يبدو أن الصمت السعودي وتحرّك الحريري من دون غطاء من الرياض كانا مدبّرين، أو على الأقل أديرا بمهارة سياسيّة. فهما حرّرا السعوديّة من عبء الضهور في موقع المتنازل الساعي إلى تسوية. وإذ حمل الحريري شخصيّاً وسياسيّاً ذلك، أهدى السعودية اتفاقاً لبنانيّاً من دون كلفة إقليميّة. وليس أدل على ذلك أكثر من موقف مجلس الوزراء السعودي الذي يجدد العقوبات على حزب الله. فتوقيت هذا الموقف عقب التسوية اللبنانيّة يدل على أن السعودية ارتاحت وتواصل سياستها تجاه حزب الله الذي سعى، وسعت إيران من خلاله، إلى جذب السعودية إلى المسرح اللبناني لعقد تسوية تتجاوز حدود هذا البلد الصغير. بل إن الموقف السعودي يمنح الحريري قوّة في شأن تكليفه رئاسة الحكومة، إذ انكشف أنه ليس يتيم السعودية، وانكشف أيضاً أن السعودية التي "تترك" للحريري، ظاهراً، حرية الحركة اللبنانية، تواصل ضغطها على حزب الله إقليميّاً ودوليّاً.

فالفصل بين الملف اللبناني الرئاسي والحكومي، وبين الملفات الإقليمية ولاسيما العلاقة السعودية الإيرانية، "تكتيك" يمنح الرياض هامش مناورة واسعاً، يتضمّن ورقة الحريري في لبنان والضغط على حزب الله، ويمنحها أيضاً امتيازَ عدم الرضوخ للضغوط الإيرانية بهدف جذبها إلى مفاوضات أو تسويات. لكأن الرياض ترد على سعي طهران للتسويات الإقليمية، من خلال حزب الله، بالفصل بين الملفّات الإقليمية. وهذا بحد ذاته مكسب للسعودية غير المرتاحة في أكثر من ملف. ما يجعلها تخسر إذا ما راحت إلى صفقة شاملة، بينما يمكنها أن تناور في غير مكان، وفي لبنان، حيث يمكنها "تعقيم" دور حزب الله أو العمل لمحاصرته.

بناءً عليه، سينتظر الحريري "مقابلاً" سعودياً لهديّته أو لحسن تنفيذه، وقد بدأت أخبار ذلك تنتشر وإن لم تنتعش حسابات سعودي أوجيه بعد.

 

جنبلاط عبر تويتر :الطبيعة جميلة لكن لا بد من المطر والثلوج والامور هادئة

الثلاثاء 25 تشرين الأول 2016 /وطنية - نشر رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط على حسابه على تويتر صورة للطبيعة وعلق قائلا :"الطبيعة جميلة لكن لا بد من المطر والثلوج، والامور هادئة".

 

 الصفدي من الرابية: لا نريد الا أن نبارك للعماد عون

الثلاثاء 25 تشرين الأول 2016 الساعة 11:33وطنية - التقى رئيس التكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون صباح اليوم في دارته في الرابية، الوزير السابق محمد الصفدي على مدى أكثر من ساعة، خرج بعدها الصفدي قائلا:لا نريد الا أن نبارك للعماد عون".

             

 آلان عون: انتخاب عون مؤكد ومكان بري محفوظ في تركيبة الوحدة الوطنية

الثلاثاء 25 تشرين الأول 2016 /وطنية - أعلن عضو تكتل الاصلاح والتغيير النائب الان عون، في حديث ل"صوت لبنان" 100,3-100,5، ان كل التحضيرات انجزت وانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية مؤكد يوم الاثنين المقبل". واشار عون الى ان "الافق بين الرابية وبنشعي مقفل"، مؤكدا ان "المختارة ستكون احدى المحطات الاساسية في جولة رئيس تكتل التغيير والاصلاح على الكتل الاساسية". ورأى ان "موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري من العهد المقبل، تحدده نتائج الجهود التي يقوم بها "حزب الله"، مؤكدا أن "مكان بري محفوظ في تركيبة الوحدة الوطنية ولا احد يستطيع ان ينتزعه منه".

وعن امكانية انعقاد طاولة الحوار قبل جلسة الاثنين، قال عون:"ان تأجيل جلسة الانتخاب غير وارد بالنسبة للعماد عون، واي خطوة مفيدة لحلحلة كل العقد قبل الجلسة، قابلة للنقاش".

 

"الراي": عون من "السـلة" الــى "المفـرق وتحالف بري – نصر الله سيتقدم على ما عداه

المركزية- أشارت صحيفة "الراي" الكويتية الى أن "رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون سيصل الى قصر بعبدا متعباً لوجود معارضة مرموقة له موزَّعة على البيئات الشيعية والسنية والمسيحية والدرزية". واعتبرت أن "عون سيكون مضطراً لإعطاء بـ"المفرّق" ما رفضه بـ"الجملة"، اي "سلة" الحل المتكاملة التي تشتمل على الحكومة وتوازناتها وقانون الانتخاب، وهي "السلّة" التي كان اول مَن تحدث عنها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قبل ان يتمسّك بها رئيس مجلس النواب نبيه بري". مشيرة الى أن "حزب الله الذي وفى بوعده لعون عبر ضمان وصوله الى الرئاسة لن يكون ملزماً بأي تعهدات، وتالياً فإن تحالفه مع بري سيتقدّم على ما عداه، وخصوصاً ان المكاسب التي يطالب بها رئيس البرلمان ليست شخصية انما تعود الى المكوّن الشيعي في السلطة".

 

"السياسة": تحذيرات امنية لشخصيات سياسية

المركزية- ذكرت صحيفة "السياسة" الكويتية ان "بعدما بدا ان الأمور سائرة نحو انتخاب رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية في جلسة 31 الجاري، وخشية حصول تطورات امنية غير محسوبة، قد تمنع حصول هذا الأمر، فان تحذيرات امنية مشدّدة وجّهت الى النائب عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وشخصيات سياسية وعسكرية بارزة بضرورة اتخاذ إجراءات حماية استثنائية في هذه المرحلة، لأن المتضررين من عودة الاستقرار الى لبنان سيحاولون بكافة الوسائل منع حصول الاستحقاق الرئاسي ان امكنهم ذلك، وبالتالي فإن ضرب الاستقرار الداخلي الذي ينعم به لبنان قد يكون مدخلاً لذلك، ما جعل الأجهزة الأمنية المختصة تطلب من عون وبري والحريري وجعجع، وكذلك رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط وقيادات روحية التنبه من خطورة المرحلة والتخفيف من تنقلاتهم قدر المستطاع لإفشال مخططات الإرهابيين"، بحسب معلومات "السياسة".

             

استمرار فرنجية فـــي المعركة يمنع "تزكية" عون والرابية ترى أن لا مصلحة لأحد بالخروج عن التوافق العريض

المركزية- في وقت يستعد النائب العماد ميشال عون والمحيطون به للاحتفال بالنصر الرئاسي، بعد أكثر من عامين على الشغور الرئاسي، مدعما بجرعة زرقاء انتظرها الجنرال طويلا، حرم رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية "خصمه البرتقالي" فرحة حسم المعركة لصالحه سلفا. ذلك أن فرنجية اغتنم فرصة إطلالته التلفزيونية مساء أمس لتأكيد استمراره في السباق الرئاسي حتى النهاية، وإن كان اعترف بأنه يترك هامشا واسعا لاحتمال الخسارة، هذا إلى جانب عدد لا يستهان به من معارضي الداخل الذين لم يحسموا أمرهم حتى الساعة، ما ترك انطباعا بأن معركة رئاسية فعلية سيشهدها المجلس النيابي الاثنين، لأول مرة منذ عقود. أين الرابية من هذا المشهد؟ وهل انخفض منسوب تفاؤلها بعد مواقف زعيم بنشعي الأخيرة؟ تشير معلومات "المركزية" في هذا الاطار إلى أن العونيين لا يزالون على التفاؤل الذي طبع حركتهم السياسية في الآونة الأخيرة، وأتى ترشيح الرئيس الحريري للعمادعون ليعززه. فـ "الجنرال عون سينتخب رئيسا الاثنين المقبل، وهو يمد يده للجميع، ونحن نعرف الجنرال ومكانته، خصوصا في ظل توافق عريض تعيشه البلاد ولا نريد أن نستثني أحدا، بمن فيهم الرئيس نبيه بري. وإذا كان المحيطون بعون وفريق عمله يفضلون عدم الرد على كلام فرنجية، والركون إلى الايجابية التي اشاعها الاتفاق الأخير بين عون والحريري، فإنهم لا يتوانون عن "تذكير من يعنيهم الأمر بأن لا مصلحة لأحد في الخروج على التوافق العريض، لأن الرئيس الآتي "صنع في لبنان مئة في المئة"، في ظل عدد من المشكلات الكبرى التي تعانيها البلاد، من دون أن يغيب الاقليم الملتهب. ما يعني أن ما جرى أخيرا يعد انجازا يسجل للديموقراطية اللبنانية". ولا يغيب عن العونيين توجيه رسالة سياسية إلى فرنجية، معتبرين أن "كان لديه المقدرة الكلامية والأسباب الموجبة الكافية لا لينسحب، بل ليعلن بوضوح انضمامه إلى المسيرة الجديدة، غير أنه فضل التمسك بحقه الديموقراطي، وهو في ذلك حر". غير أن هذه المقاربة اللبنانية الصرفة لملف الاستحقاق الرئاسي، لا تحجب الضوء عن كلام يفيد بأن اتفاق اللبنانيين على نسج تحالفات معينة أثمرت انتخابا سيصنع رئيسا اعتبارا من الاثنين المقبل، لا يعني أن القوى الإقليمية والدولية التي لطالما أبدت رأيا في الملف الرئاسي اللبناني لم تعط موافقتها "الضمنية" على انتخاب العماد عون رئيسا. أمام هذه الصورة تكتفي أوساط الرابية بتأكيد أن "لا ضوء لا أخضر ولا أحمر، ما يشير إلى أن لا ممانعة على الأقل في اتمام هذا التفاهم (الحريري-عون) ، بما في ذلك من جانب المملكة العربية السعودية، علما أننا نعرف أن لو ضغطت السعودية على الرئيس الحريري، لعدم التوصل إلى هذا الاتفاق، ما كان ليبصر النور، ما يعني أن موقفها يترك للبنانيين حرية اتخاذ القرار".

 

اطلالة فرنجية ثبات في الموقف واشارات "لمن يقرأ بين السطور" وزعيم زغرتا يحرم عون متعة "الرئيس الجامع" باستمرار ترشحه

المركزية- لم تكن اطلالة المرشح الرئاسي رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية مساء أمس عادية . فالزعيم الزغرتاوي الذي عهده اللبنانيون مبدئيا، لا يساوم على قناعاته ولا يغيّر قيد أنملة في التزاماته وخياراته السياسية والوطنية، لم يخرج عن مساره على رغم كل الطلقات النارية التي وجهها في اتجاه حلفاء لم يقدموا له الدعم لايصاله الى قصر بعبدا، على رغم توافر حظوظه في مرحلة لم تكن تنقص سوى اصواتهم، وخصوصا حزب الله والتيار الوطني الحر الذي جابهه ب"لا" قالها غريمه الرئاسي رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون له بالفم الملآن.

وعلى رغم سهامه التي توزعت في اتجاه من لم يؤيده متضمنة رسائل قوية، ستترك حكما تداعياتها على المرحلة المستقبلية وخريطة التحالفات التي لم يعد يجمعها الا العنوان العريض للمشروع السياسي، ومع اقراره بتفوق حظوظ عون في الربح، من دون اسقاط مفاجآت ربع الساعة الاخير من حسابات الجلسة، فان فرنجية لم يبارح مربع استمراره في الترشح في موقف فسّرته اوساط سياسية مراقبة لـ"المركزية" في اتجاهات ثلاثة:

الاول، تثبيت موقعه ومكانته السياسية في المعادلة اللبنانية الداخلية، فهو ليس رقما سهلا او بيدقا تحركه أصابع "الكبار" ايا كانوا، كما يعتقد البعض، فترشحه حينما تشأ وتفرض عليه الانسحاب من الميدان الرئاسي عندما ترتئي. بل هو سليل عائلة فرنجية وحفيد الرئيس سليمان فرنجية الذي يشهد تاريخه على حجمه ومكانته على المستوى الوطني.

الثاني، تأكيد طابع ديموقراطية الانتخابات ونزع صفة التعيين عنها بحيث تبقى الواحة التنافسية مفتوحة بين أكثر من مرشح ولا تحصر بواحد كما في الانظمة التوتاليتارية، وهذا الطابع يمكن ان يوفر له حظوظا مهما كانت، ربما يعتقد كثيرون انها قليلة لكن ارقامه تشير الى خلاف ذلك.

الثالث، عدم تأمين الاجماع لمنافسه العماد عون، بحيث في ما لو انتخب، ينزع عنه صفة الرئيس التوافقي الجامع في ضوء وجود معارضة لا يستهان بحجمها يتزعمها الرئيس نبيه بري.

وتعتبر الاوساط ان اذا كُتبت للعماد عون الرئاسة فان حجم مؤيديه المفترض ان يجتمعوا في بوتقة واحدة لدعم عهده، القوات اللبنانية، تيار المستقبل وحزب الله ، وازالة المطبات التي ستعترض درب انجازاته، قد لا يقل عنه أهمية حجم المعارضة خصوصا ان من يتزعمها سيكون الرئيس بري المعروفة حنكته ودهاؤه في عالم السياسة وقد تزداد أهمية اذا ما انضم اليها رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط المتوقع ان يحدد موقفه من التصويت لعون او عدمه في الساعات المقبلة، وفيها اليهما، كتلة فرنجية وبعض النواب المستقلين وربما حزب الكتائب، بحيث والحال هذه، تكون المعارضة وطنية وليست طائفية كونها تضم كتلا سياسية من مختلف الطوائف. وتضيف أن الرئيس بري اطلق في سلسلة مواقفه الاخيرة صفارة جبهة المعارضة، ورسم ملامح لخريطة طريقها التي تبدو ستبدأ من نقطة قانون الانتخابات، متجاوزة تشكيل الحكومة باعتبار ان مكوناتها الموالية ستخوض معركة النزاع على تشكيلها ولا حاجة للمعارضة في هذا المضمار، اما قانون الانتخاب فسيجابه به بري والى جانبه الحلفاء الجدد، من لم يلتزموا معه أدبيا ومن ضحّى بالكثير لاجلهم ولم يبادلوه الجميل في الاستحقاق الرئاسي.

 

دورة اولـى أم ثانية في الجلسة الرئاسـية؟.. البت ضروري قبل انعقـادها الظرف الاستثنائي يحتم تسريع الاجراءات وبيان من بعبدا عن برنامج التسلّم

المركزية- أما وقد باتت المعطيات الداخلية تصب كلها في اتجاه انتخاب رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون رئيسا في جلسة 31 الجاري، الا اذا طرأ ما لم يكن وارداً، الا في حسابات جبهة رافضي "الجنرال"، فإن البحث السياسي في الضفة المقابلة، انتقل الى مرحلة جلسة الحد الفاصل بين عهدي الفراغ والرئاسة الثالثة عشرة للجمهورية وما بعدها، فانطلقت الحسابات الحكومية والانتخابية ودراسات توزيع الوزارات، ولكل مطالبه.

وأولى تحديات الجلسة، كما تقول مصادر سياسية تواكب الحراك الرئاسي بمحطاته كافة، اعتبارها دورة اولى، أي أن انتخاب الرئيس يحتاج إلى حصول المرشح على اصوات ثلثي أعضاء مجلس النواب، وهو ما يخشاه "الجنرال" توجسا من قطبة مخفية تطيح حظوظه الرئاسية الى غير رجعة، أم دورة ثانية يحتاج الانتخاب إلى النصف زائداً واحداً فقط، وهي الضمانة لانتخاب العماد عون بعد تحريك الرئيس سعد الحريري عجلة الترشيح، باعتبار أن الجلسة الأولى لانتخاب الرئيس التي انعقدت في نيسان عام 2014 شهدت دورة أولى ما يفترض ان تكون هذه المرة دورة ثانية. الا ان رئيس مجلس النواب نبيه بري، ابرز رافضي انتخاب عون، اعلن صراحة أن الجلسة الماضية اختُتِمَت واقفل محضرها، وستشهد المقبلة دورة أولى مجددا. في هذا المجال، تقول المصادر، وتجنباً لأي التباس دستوري او استعادة سيناريو الجلسة الاولى، يفترض بت طبيعة الدورة قبل انعقاد الجلسة 46 وحسم المسألة لمرة نهائية .

أما ما بعد الجلسة، وفي ما لو تمت الامور على خير وصار للبنان رئيس، فإن جملة اسئلة تتصل بكيفية وموعد تسلم الرئيس العتيد مهمته الجديدة. فأوساط قصر بعبدا تفيد "المركزية" ان من الناحية البروتوكولية تعقد جلستان قبل فتح الابواب امام الرئيس المنتخب، الاولى جلسة الانتخاب في حد ذاتها، والثانية، وبعد التشاور مع رئيس مجلس النواب في شأن موعدها، لأداء القسم الدستوري وتلاوة خطاب القسم. بيد ان الظرف الاستثنائي الراهن في ضوء الفراغ المتمدد، قد يستدعي اجراءات استثنائية يُغض فيها الطرف عن الجلستين، فيصار بعد ختم محضر جلسة الانتخاب الى عقد اخرى بعد استراحة قصيرة يؤدي الرئيس خلالها اليمين والخطاب، بعد كلمتين لرئيسي المجلس والحكومة. وهو السيناريو الذي رسمته اوساط الرابية كما أبلغت "المركزية"، بيد ان القرار في هذا الشأن يبقى منوطا برئيس مجلس النواب باعتباره سيد البرلمان، علماً ان بيانا سيصدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية سيتضمن تفاصيل حفل تسلم الرئيس مهامه الدستورية وفق معلومات "المركزية". واستثنائيا ايضا، وبأسرع ما يمكن يفترض ان يبدأ الرئيس المنتخب ورشة الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة الذي سيخلف الرئيس تمام سلام بعد تَحول حكومة "المصلحة الوطنية" الى تصريف أعمال، خصوصا في ضوء معلومات حصلت عليها "المركزية" عن امكان اقتناع بعض الوزراء من معارضي انتخاب عون عن حضور جلسات حكومة تصريف الاعمال. واستعدادا للحدث، انطلقت في قصر بعبدا ورش نفض غبار عامي الفراغ على المستويات كافة، ايذانا باستقبال الرئيس، ووضعت الترتيبات الخاصة لذلك، علما انه سيدخل القصر كما الرئيس ميشال سليمان من دون تسلم بفعل الشغور، لتبدأ بعدها ورشة معالجة التحديات السياسية ومتابعة الشؤون الادارية تعويضا عن استحقاقات كثيرة مرجأة من بينها قبول اعتماد سفراء، قبلت وزارة الخارجية ترشيحهم في انتظار انتخاب الرئيس.

 

بعد التأكد من توافر الدعم العربي والدولي للعهد الجديد والاتصالات تتركز على تعزيز انطلاقة الحكم والحكومــة

المركزية- في وقت ايدت الدول الخمس الكبرى عملية ملء الشغور الرئاسي في لبنان، قالت مصادر في قوى الثامن من آذار ان الاتصالات المبذولة من قبل لبنان وتحديدا وزارة الخارجية تتركز على تأمين مشاركة ديبلوماسية اجنبية وعربية واسعة في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 31 الجاري.

وتضيف: ان المشاركة الواسعة اذا ما حصلت ستعكس ولا شك الدعم الغربي والعربي لانطلاقة العهد التي ستكون سهلة على عكس الاجواء التي تشاع اليوم من قبل العديد من الفرقاء المتضررين. وتستطرد ان العماد عون يتحرك بمعاونة فريقه النيابي والسياسي وبالتنسيق مع الحلفاء وبناء لرغبات محلية وخارجية معنية بوحدة الفريق والصف على خطي بنشعي وعين التينة من اجل كسر حلقة التباعد القائمة. وان المساعي ناشطة على هذا الصعيد من اجل عقد لقاء بين عون وفرنجية في دارة رئيس تيار المردة من خلال زيارة يقوم بها الجنرال الى بنشعي خلال الساعات القليلة المقبلة وتحديدا قبل يوم الجمعة. وان المناقشات الدائرة بين الجانبين قطعت شوطاً لا بأس به وباتت تركز على الاخراج المطلوب لزيارة بنشعي بما يعيد لفرنجية مكانته السياسية وما اعتبره تجاوزاً له ولدوره. اما بالنسبة الى الرئيس بري تتابع مصادر 8 آذار ان رئيس المجلس وفي مواقفه المعلنة وغير المعلنة لم يقفل باب الحوار والتلاقي نهائيا مع الجنرال فعو قال له صراحة سيحضر الى جلسة 31 الجاري وسواها، اذا ارجئت، ليسهم في تأمين النصاب وفي ضوء ذلك، نشطت الاتصالات والمساعي من اجل ليس دفع بري وكتلته النيابية الى التصويت لعون في جلسة الانتخاب بل ان المناقشات التي تتم مع الفريق السياسي والنيابي لرئيس المجلس تتركز حول تغيير الموقف من الحكومة المقبلة وتسمية رئيسها وشكلها ومضمونها، وان النجاح هنا على ما تتابع المصادر هو اهم من التصويت في جلسة الانتخاب، سيما وان النصاب متوافر لأن اي عرقلة لتشكيل الحكومة من شأنها ان تؤدي الى فرملة انطلاقة العهد واسقاطه بالضربة الاولى، وهذا ما يُعمل على تفاديه راهناً من قبل اطراف دولية وعربية ومحلية وفرت للبنان ملء الشغور وانجاز الاستحقاق الرئاسي بغض النظر عن شخص الرئيس. لذا لا تستبعد المصادر نجاح المساعي لجمع بري وعون قبل الجلسة وان اتصالات مع الرئيس بري تجري لتقريب موعد عودته. وتختم المصادر في دلالة الى التغطية الدولية والعربية المتوفرة للعهد الجديد ان الزيارة الاخيرة للرئيس الحريري الى المملكة العربية السعودية كانت زيارة عمل ولم تتناول الاستحقاق الرئاسي باعتباره امرا قد طوي وانقضى بعد قناعة سعودية بامكانية التعاون مع رئيس قوي في لبنان وان كان على تفاهم مع حزب الله.

اما بالنسبة الى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، تزيد الاوساط ان الاتصالات قطعت شوطا بعيدا وهي ايجابية، وان زيارة عون الى المختارة مستبعدة في اليومين المقبلين وتحديدا قبل الجمعة، وذلك افساحا في المجال امام جنبلاط لاجراء مزيد من المشاورات والاتصالات المحلية والخارجية.

 

بارود: الجدل في غير محلـه لأن لا تطيير للنصـاب في غياب "الدستوري" البرلمان يفسر الدستور بالثلثين

المركزية- في غمرة اكتمال الاستعدادات السياسية لانعقاد جلسة 31 تشرين الأول التي من المفترض أن تقود العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا، برز جدل دستوري مرتبط بالأكثرية المطلوبة لانتخاب الرئيس العتيد، خصوصا أن الرئيس نبيه بري أكد أن انتخاب الرئيس في جلسة الاثنين يفترض نيله 86 صوتا، باعتبار أن هذه الجلسة تعد الدورة الاولى التي تستلزم نصاب الثلثين، فيما يقول آخرون إن الجلسة تعد الدورة الثانية، حيث يمكن الاكتفاء بـ 65 صوتا لانتخاب الرئيس الجديد. في هذا المجال، أوضح وزير الداخلية السابق زياد بارود لـ"المركزية" أنه "يجب التمييز بين النصاب القانوني والأكثرية المطلوبة للتصويت. في ما يخص النصاب القانوني، فإن نصاب الثلثين هو المطلوب لانعقاد الجلسات بمعزل عن عدد الدورات. أي أن وجود 86 نائبا من أصل 128 هو أمر واجب طوال عملية الاقتراع. أما بالنسبة إلى الأكثرية المطلوبة للتصويت، فبحسب المادة 49 من الدستور، هي غالبية الثلثين في الدورة الأولى. إذا حصل المرشح على 86 صوتا وأكثر، يعلن انتخابه رئيسا من الدورة الأولى، أما في الدورات التالية، فيكتفى بالأكثرية المطلقة 65 صوتا". أمام هذا الواقع، هل سنذهب إلى دورة أولى مجددا، أم سنكون أمام دورة ثانية؟ يجيب بارود مشيرا إلى "رأيين: أحدهما يفيد بأن الدورة الأولى حصلت في نيسان 2014، وسنكون في 31 الجاري أمام الدورة الثانية، حيث يكتفى بـ 65 صوتا لانتخاب الرئيس العتيد. في المقابل، يعتبر الرأي الآخر أن الجلسة المشار إليها اختتمت، ما يعني أن جلسة 31 ستشهد جولة اقتراع أولى ضمن جلسة جديدة. الحسم في هذا الموضوع غير ممكن في غياب صلاحية التفسير من قبل المجلس الدستوري. وتاليا، فإن تفسير هذا النص يعود، في غياب صلاحية من هذا القبيل للمجلس الدستوري، إلى مجلس النواب، اي عند تفسير الدستور، عليه أن يستخدم بأكثرية الثلثين، لأن تفسير الدستور قد ينطوي على تعديل له ، وهو أمر غير ممكن بالأكثرية العادية.

وعن تغير موقف الرئيس بري الذي كان أعلن في ختام جلسة نيسان 2014 أن الرئيس سينتخب في ما بعد بـ65 صوتا في رد على سؤال النائب سامي الجميل، لفت إلى أن "الدستور بات وجهة نظر. ولكن كلاما من هذا النوع لرئيس المجلس يحتاج إلى أن يستكمله المجلس نفسه. ذلك أن صلاحيات رئيس المجلس كبيرة وواسعة، لكنها لا تصل إلى حد تفسير النص الدستوري في حال اعتراض أحد النواب، ونحتاج إلى أكثرية موصوفة في هذا الشأن". وعن ربط كلام بري بموقفه الرافض لاتفاق عون- الحريري، اعتبر أن "الاشكالية المطروحة اليوم غير واقعية. ذلك أن كل القوى السياسية ستكون حاضرة لتأمين النصاب في جلسة 31 ولن يحاول أحد تطييره. فمن كان يشارك في الجلسات السابقة في محاولة لتأمين النصاب لا يستطيع إلا أن يحضر الجلسة. على المقلب الآخر، المتغيبون سابقا سيحضرون الاثنين لأنهم معنيون بالانتخاب هذه المرة. ومتى تأمن النصاب، لا أعتقد أن أحدا سيقدم على الانسحاب لأن في ذلك تطييرا للانتخاب، وتاليا فالجدل في غير محله لأن أحدا لن يطيح النصاب في الدورة الثانية، إن ركن رئيس المجلس إلى نظرية الدورة الأولى الاثنين المقبل.

وفي ما يخص ربط الانتخابات بالاتفاق على قانون الانتخاب، أشار بارود إلى أن "دستوريا، رئيس الجمهورية ينتخب من دون قيد أو شرط. أما في السياسة، المواطنون لا يعلمون بمضامين التفاهمات التي نسجها الفرقاء. ومن زاوية رئيس الجمهورية، الموضوع يبدو خريطة طريق أكثر من كونه سلة. والأولى تعني برنامجا يضعه الرئيس العتيد بالتفاهم مع القوى السياسية المعنية، لكنها لا تعني شروطا على العهد. علما أن الرئيس سيكون دافعا ومسهلا لقانون الانتخاب، لكن هذا الأمر مرتبط بلاعبي الساحة

 

علوش: التطورات الرئاسية تفرض تعديلات على الوثيقة السياسية ومنسقيات "المستقبل" تنتخب الاحد مندوبيها للمؤتمر العـــــام

المركزية- حجبت التطورات الرئاسية المتسارعة التي قد تختم "جرح" الفراغ الذي استمر ينزف لاكثر من عامين ونصف العام في جلسة 31 الجاري بانتخاب رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، الانظار عن قضايا سياسية عدة من بينها المؤتمر العام لـ"تيار المستقبل".

فعلى يومين متتاليين يعقد "التيار الازرق" مؤتمره العام الثاني في 26 و27 تشرين الثاني المقبل ليُصار في ختامه الى ولادة جديدة في "التيار" من رأس الهرم الى اسفل القاعدة. فاين اصبحت التحضيرات للمؤتمر؟ وهل انتهت "ورشة" الاعداد للوثيقتين التنظيمية والسياسية؟ عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش اوضح لـ"المركزية" ان "الاحد المقبل سيكون يوماً انتخابياً في معظم المنسقيات في "تيار المستقبل" المنتشرة في كل لبنان من اجل اختيار المندوبين الذين سيشاركون في المؤتمر العام".

وقال "حتى الان، المؤتمر العام سيُعقد نهاية تشرين الثاني المقبل (26 و27) الا اذا اجتمع المكتب السياسي وقرر تأجيله الى موعد آخر". ولفت الى "اننا انتهينا من وضع الوثيقة التنظيمية للتيار المرتبطة بالنظام الداخلي، لكن الوثيقة السياسية تخضع لتعديلات واعادة نظر بمضمونها، خصوصاً بعد التطورات الرئاسية الاخيرة وتبنّي الرئيس سعد الحريري ترشيح العماد عون". وفي السياق، علّق علوش على المستجدات الرئاسية، فشدد على ان "الكرة الآن في ملعب الفريق الاخر، وتحديداً "حزب الله"، موضحاً ان "عدد النواب في كتلة "المستقبل" الذين سيصوّتون ضد العماد عون سيتقلّص"، ومعلناً ان "الرئيس الحريري وفور عودته سيجتمع مع كل نائب يرفض خيار العماد عون، فإما سيُقنعه بالعدول عن موقفه او يترك له في النهاية حرية الاختيار"، مستبعداً ان "يتراجع النواب الرافضون بالمطلق خيار عون عن موقفهم"، ومشيراً رداً على سؤال الى ان "من السابق لاوانه التحدّث عن "اجراءات" قد يتّخذها الرئيس الحريري في حق المعترضين على خياره الرئاسي، لننتظر نتائج اجتماعاته مع النواب المعترضين". ودعا علوش رداً على سؤال الرئيس نبيه بري الذي قال ان "بعد انتخاب رئيس الجمهورية يأتي الجهاد الاكبر" الى ان يوجّه كلامه الى "حزب الله" وامينه العام السيد حسن نصرالله وليس الرئيس الحريري".

 

كتلة "المستقبل" تنتظر عودة الحريري

المركزية- علمت "المركزية" ان كتلة "المستقبل" النيابية لن تعقد اجتماعها الاسبوعي عصراً برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة كما كان مقرراً، لانها تنتظر عودة الرئيس سعد الحريري في الساعات القليلة المقبلة من فرنسا ليرأس الاجتماع لوضع اعضائها في حصيلة مشاوراته الخارجية، خصوصاً بعد تبنّيه ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية. كذلك، يعقد الرئيس الحريري بعد عودته اجتماعات متتالية مع النواب المعترضين على خيار عون للاستماع منهم الى وجهة نظرهم وشرح خلفيات واسباب ذهابه في هذا الاتجاه، تمهيداً لصدور قرار عن الكتلة بدعم ترشيح العماد عون في جلسة 31 الجاري.

 

أبو جمرة: لا نرفض ترشيح الحريري لعون فحسب بل نرفض عون رئيسا

الثلاثاء 25 تشرين الأول 2016 الساعة 10:26وطنية - اعتبر رئيس "التيار المستقل" اللواء عصام أبو جمرة في لقاء مع عناصر التيار في عيات والقرى المجاورة في عكار، أنه "بعد ثلاث سنوات من رفض كتلتين نيابيتين من 8 آذار هما التغيير والاصلاح والوفاء للمقاومة، النزول الى المجلس حتى يقبل الكل بالأنا أو لا أحد، استجاب الرئيس الحريري واعلن منذ يومين قبوله ترشيح الجنرال عون رئيسا للجمهورية. لماذا وكيف وماذا ستكون النتيجة؟". أضاف: "العماد عون هو من اسقط حكومة الحريري باستقالة 10 وزراء خلافا لاتفاق الدوحة. وهو من قطع بعدها للرئيس الحريري "ون واي تكت" الى باريس. وهو من نشر كتاب الابراء المستحيل لفضائح تيارالمستقبل المالية. وهو من رفض وعطل وأخر. والعماد عون هو من فشل في ربح الحروب التي شنها. فكيف غفر ويغفرالحريري لعون هذه الخطايا ويرشحه لرئاسة الجمهورية؟ هل رشحه فقط ليصل هو إلى رئاسة الحكومة؟ ام انطلاقا من ارشاد السيد المسيح "من ضربك على خدك الايمن در له الايسر؟". وختم: "الحريري حر أن يصفح، حر أن يصالح وأن يقبل بالعماد عون وبماضيه زميلا له. اما قبول ترشيحه لرئاسة جمهورية لبنان فهذا امر خطير ومسألة فيها نظر.انه تفجير للذات وتفجير لتيارالمستقبل والله يستر البلد. لذلك نحن لا نرفض فقط هذا الترشيح ، نحن ضد وصول العماد عون للرئاسة حفاظا على هذا البلد".

  ساعة الحسم الرئاسي تقترب وعامل المفاجأة قائـم حتى اللحظة الاخيرة!

جنبلاط ينتظر زيارة عون لتحديد تموضعه..ومواكبة خارجية للحراك المحلي

معارضة "وازنة" تواجه "الجنـرال".. وبري: قانون الانتخاب "الجهاد الاكبر"

المركزية- فيما تلتقي كل المواقف السياسية المحلية على التأكيد ان الانتخابات الرئاسية حاصلة الاثنين المقبل، منبئة بـ"بزوغ فجر جديد للبنان" على حد تعبير البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليوم، تدل المعطيات المتوافرة حتى اللحظة الى ان المعركة محسومة لصالح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، غير أن معارضي الاخير يؤكدون ان عامل المفاجأة سيبقى قائما حتى اللحظة الاخيرة ويذكّرون في معرض رهانهم على قلب المعادلة القائمة، بـ"الثقة" الكبيرة التي طبعت اطلالة رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية التلفزيونية أمس حيث أكد مضيه في خوض السباق الرئاسي واستعداده للربح والخسارة.

اللقاء الديموقراطي: في غضون ذلك، وفيما أصبح تموضع معظم التكتلات السياسية "الرئاسي" واضحا، يبقى اعلان "اللقاء الديموقراطي" موقفه. وفي وقت رأس رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط اليوم اجتماعا لنواب حزبه خصص للتباحث في شأن الاستحقاق، أشارت مصادر سياسية الى ان الكلمة الفصل لن تصدر عن المختارة قبل أواخر الاسبوع خصوصا ان العماد عون يرتقب ان يزور جنبلاط في الساعات المقبلة وستساهم الزيارة في تحديد توجهات رئيس "الاشتراكي". وكان الاخير أطلق اليوم تغريدة غامضة جديدة عبر تويتر قال فيها ""الطبيعة جميلة لكن لا بد من المطر والثلوج، والامور هادئة".

مواكبة خارجية: وعشية الجلسة الحاسمة رئاسيا، ارتفع منسوب المواكبة الدولية للمساعي اللبنانية لانهاء الشغور. وفي السياق، أفيد ان وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان قد يصل الى بيروت موفدا من الرياض في الساعات المقبلة، الا ان "لا شيء رسميا" بعد في هذا السياق وفق ما أعلن القائم بالاعمال السعودي. وتعليقا، استبعدت مصادر سياسية أي زيارة لمسؤول سعودي الى لبنان خصوصا بعد موقف الحكومة السعودية أمس الذي جدد عزم الرياض على "مكافحة أنشطة "حزب الله".

جولة ريتشارد: في اطار الاهتمام الخارجي بالتطورات اللبنانية، سجلت زيارة للسفيرة الاميركية اليزابيث ريتشارد الى قصر بسترس حيث التقت وزير الخارجية جبران باسيل. وبحسب المعلومات المتوافرة، عرض الطرفان للمستجدات على الساحة المحلية ولا سيما على الصعيد الرئاسي حيث أبدت الدبلوماسية الاميركية حرص بلادها على ترسيخ الاستقرار في لبنان بما يخدمه في مواجهة التحديات القائمة، كما شددت على ضرورة تعزيز وتثبيت الديموقراطية. ومن الخارجية، انتقلت ريتشارد الى معراب حيث التقت رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

لغما التأليف و"الانتخاب": وفي وقت أصبح انتخاب الرئيس في حكم الامر الواقع، انتقل الاهتمام المحلي الى مرحلة ما بعد الاستحقاق، وتحديدا الى مهمة التكليف والتأليف الحكوميين، حيث تكبر المخاوف من طريق شاق سيتعين على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري سلوكه وقد لا يتمكن في خواتيمه من بلوغ بر التأليف قبل حلول موعد الانتخابات النيابية، خصوصا اذا ما قرر "حزب الله" مراعاة حليفه الرئيس نبيه بري في "المعارضة" علما ان بعض المراقبين يرى في تصلب رئيس المجلس مقدمة لرفع سقف شروطه للعودة الى كنف الحكومة مستقبلا. أما اللغم الثاني الذي سيواجه انطلاقة العهد العتيد فيتمثل في قانون الانتخاب.

"الجهاد الاكبر": وفي السياق، اعتبر بري اليوم من جنيف "اننا على بعد خطوات من انتخاب رئيس للجمهورية في 31 الشهر الجاري، آملين ان تتحقق هذه الخطوة لأن لبنان بحاجة ماسّة اليها من دون الدخول في الحساسيات التي عوّدتنا دائما ان نؤخر امورنا لدرجة اننا اصبحنا منذ اكثر من سنتين ونصف من دون رئيس للجمهورية." وتابع "طبعا هذا الأمر وحده ضروري ولكنه غير كاف، لأن بعده هناك "الجهاد الأكبر" المتعلق بالاستحقاقات اللبنانية خصوصا ما يتعلق بقانون انتخاب يقوم على العدالة بالنسبة للمرأة، وفي الوقت عينه يكون قائماً على النسبية لنصل الى مستوى حضاري معيّن".

عدوان: في المقابل، اعتبر نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان عبر "تويتر" ان "فور انتخاب رئيس للجمهورية، سيبدأ العمل السريع لاقرار قانون انتخابي عصري جديد يراعي صحة تمثيل كل المكونات الوطنية".

الارجاء مرفوض: في الاثناء، أفادت مصادر سياسية متابعة للحراك الرئاسي الحاصل أن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حاول خلال لقائه العماد عون ليل الاحد الماضي، إقناعه بارجاء الجلسة الانتخابية ارجاء بسيطا لمحاولة التوفيق بين الجنرال والرئيس بري، الا ان الاول رفض الطرح تماما مخافة أن يطيح اي تأجيل حظوظه الرئاسية المرتفعة اليوم.انطلاقا من هنا، تشير المصادر الى ان انتخاب عون المرجح لن ينال اجماعا واسعا كما كان يتوقع الجنرال، بل سيقابل بمعارضة وازنة ستتظهر في صندوقة الاقتراع التي يتوقع ان تحمل عددا لا بأس به من الاوراق البيض وأخرى باسم النائب فرنجية.

حراك معارض: وليس بعيدا، علمت "المركزية" أن الامانة العامة لقوى 14 آذار ستجتمع مجددا غدا بعد انقطاع استمر أشهرا لتؤكد رفضها جر لبنان الى المحور الايراني – السوري في المنطقة عبر انتخاب مرشح حزب الله وايران رئيسا للبنان، وتمسكها بثوابت "ثورة الارز". كما تنشط شخصيات مستقلة تدور في فلك 14 آذار لتشكيل جبهة سياسية معارضة عابرة للطوائف تقول "لا" لاخضاع لبنان للوصاية الايرانية.

كتلة "المستقبل": على أي حال، ينتظر ان تتبلور أكثر في الساعات المقبلة الصورة الرئاسية مع عودة الرئيس سعد الحريري من باريس الى بيروت، علما ان "كتلة المستقبل" أرجأت اجتماعها الاسبوعي من اليوم الى حين عودة زعيم "المستقبل" من الخارج المرتقبة في اليومين المقبلين.

الراعي يأمل: وسط هذه الاجواء، أعرب البطريرك الراعي عن أمله في "أن تسير الامور بايجابية وتستعيد الديموقراطية وجهها يوم الاثنين المقبل"، معتبرا "ان انتخاب رئيس جديد للجمهورية بمثابة بزوغ فجر جديد للبنان". وشدد أمام وفد نقابة الصحافة الذي زاره في بكركي اليوم برئاسة النقيب عوني الكعكي على "احترام الثوابت وانتخاب رئيس قوي تدعمه الكتل السياسية الشعبية وضرورة تطبيق الطائف واحترام الديموقراطية".

هولاند: اقليميا، انطلق في باريس اليوم اجتماع لوزراء دفاع الدول الرئيسية الأعضاء في التحالف الدولي ضد "داعش". وخلال افتتاح أعماله، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق الى "استباق تبعات سقوط الموصل" في شمال العراق، محذرا بصورة خاصة من "عودة المقاتلين الاجانب" الى بلادهم او انكفائهم الى سوريا. وقال ان "استعادة الموصل ليست هدفا بحد ذاتها. علينا منذ الآن استباق تبعات سقوط الموصل" التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية منذ حزيران 2014، مشددا على التحديات السياسية والانسانية والامنية التي يطرحها الهجوم لاستعادة المدينة".

             

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

التحالف الدولي: معركة الموصل نقلت داعش من الهجوم للدفاع

الثلاثاء 24 محرم 1438هـ - 25 أكتوبر 2016م/دبي - العربية.نت/قال وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، اليوم الثلاثاء، إن داعش أصبح في موقع دفاعي، لافتا إلى أن استعادة الموصل ستمثل خسارة رمزية كبيرة للتنظيم المتطرف. وأضاف لودريان في مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي، آشتون كارتر، أن واشنطن لم تعد وحدها في العراق، وأن القوات الفرنسية في قاعدة القيارة تساهم في معركة الموصل. وأوضح وزير الدفاع الفرنسي "جهودنا سمحت بتحقيق تقدم على الأرض وتحقيق انتصارات مهمة"، و"داعش أصبح في موقف دفاعي خسارته لتكريت وسنجار والرمادي والقيارة والفلوجة، وتقهقره في العراق وسوريا، بفضل ما تقوم به قوات سوريا الديمقراطية وتحريرها لجرابلس، ومن ثم دابق التي تم تحريرها أيضا بدعم من تركيا". وتابع "إن البنى التحتية والمحاور الاستراتيجية لداعش لم تعد بيد التنظيم المتطرف بشكل قوي، وخسارته للموصل ستكون خسارة رمزية كبيرة"، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية الجارية حول الموصل "تسير وفق المخططات المعدة، وهذه المعركة ستكون صعبة، ولكننا مصممون على دعم حلفائنا على الأرض". من جانبه، أعلن وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، بدء الاستعدادات لعزل مدينة الرقة، "عاصمة" تنظيم داعش في سوريا، وذلك تزامنا مع الهجوم المستمر على مدينة الموصل العراقية.

وقال كارتر في المؤتمر الصحافي "بدأنا الاستعدادات لعزل الرقة"، موضحا أن "قوات محلية" ستتولى استعادة هذه المدينة. وبحث في باريس وزراء دفاع 13 دولة من أعضاء التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، سير العمليات العسكرية التي تشنها القوات العراقية، ومنها قوات من البيشمركة الكردية، وأداء مسلحي داعش في الموصل، كما بحث وزراء دفاع التحالف الخطة التي يجب وضعها بالتعاون مع القوات العراقية لطرد داعش من الموصل، والوضع في مدينة الرقة التي يطالب الفرنسيون بفرض حصار عليها قبل مهاجمة التنظيم فيها.وترأس الاجتماع وزيرا الدفاع الفرنسي، جون إيف لودريان، والأميركي آشتون كارتر، اللذان عقدا مؤتمرا صحافيا عقب الاجتماع، لاستعراض النقاط التي جرى تناولها. يذكر أن القوات العراقية، مدعومة بطائرات التحالف، بدأت عملياتها يوم الاثنين الماضي لاستعادة الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، الذي يسيطر على المدينة منذ منتصف 2014. وكان وزراء دفاع التحالف التقوا في باريس في 20 يوليو الماضي، لمناقشة سير العمليات ضد التنظيم.

 

العراق.. استعادة الرطبة وتحرير المحتجزين لدى داعش

الثلاثاء 24 محرم 1438هـ - 25 أكتوبر 2016م/العربية.نت - فرانس برس/بعد أن هاجم داعش الأحد "الرطبة" في محافظة الأنبار غرب العراق في إطار هجوم مضاد، للتخفيف من الهجمة التي يتعرض لها في الموصل، تماماً كما فعل قبل ذلك في كركوك (فجر الجمعة 21 أكتوبر) استعادت القوات الحكومية العراقية الثلاثاء السيطرة على الرطبة. وقال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إبراهيم المحلاوي إن "قواتنا طهرت مدينة الرطبة بالكامل الثلاثاء من تنظيم داعش". وأضاف المحلاوي أنه تم تحرير جمع العوائل التي كانت محتجزة لدى داعش في أحياء مناطق الرطبة وقتل أكثر من 60 من عناصر داعش وحرق 10 عجلات تابعة للتنظيم. كما أكد أن القوات العراقية" رفعت العلم العراقي فوق مبنى قائممقامية الرطبة"، بينما ذكر مراسل فرانس برس أن القوات العراقية انتشرت في جميع احياء وازقة القضاء. ونفذت القوات العراقية العملية بمساندة طيران التحالف الدولي والطيران العراقي، وفقا للمحلاوي.

إجلاء الأهالي وتطهير الرطبة إلى ذلك، تقوم القوات الأمنية في الوقت الراهن بإجلاء الأهالي إلى مخيم للنازحين بهدف تطهير الرطبة من أي مشتبه بهم يحتمل اختبائهم في مبان أو منازل. وكان محافظ الأنبار صهيب الراوي، نفى مساء الاثنين، سيطرة التنظيم الكاملة على مدينة الرطبة الواقعة على الطريق الدولي بين بغداد وعمان. وأدت الاشتباكات إلى وقوع أضرار مادية كبيرة في المباني والمنازل التي اختبأ فيها عناصر داعش. ووقع الهجوم على الرطبة بعد يومين على هجوم مماثل شنه داعش على مدينة كركوك في شمال العراق. وقد تمكنت قوات الأمن من قتل أغلبهم هناك. وتأتي عمليات داعش المباغتة تلك إلى تحويل الأنظار وتخفيف الضغط العسكري الذي تنفذه القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي، لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل، المعقل الرئيسي للتنظيم، خصوصا بعد خسارة التنظيم مواقع كثيرة حول المدينة.

 

هذه شروط الاتحاد الأوروبي لتطبيع العلاقات مع إيران

الأربعاء 25 محرم 1438هـ - 26 أكتوبر 2016م/لندن- رمضان الساعدي/رحّبت إيران على لسان متحدث خارجيتها بهرام قاسمي بقرار أصدره الاتحاد الأوروبي الثلاثاء، يهدف إلى تطبيع العلاقات مع طهران مع ملاحظتين قال إنهما شأنين إيرانيين وهما ملفا "حقوق الإنسان" و"تجارب إيران الصاروخية". وحسب ما ذكرته وكالة مهر شبه الرسمية، قال قاسمي إن البرلمان الأوروبي أصدر قرارا تحت عنوان "استراتيجية الاتحاد الأوروبي تجاه إيران" بعد الإتفاق النووي، مضيفا أن هذا القرار يظهر الإرادة الإيجابية في هذه المؤسسة الأوروبية لتوسيع وتعميق العلاقات الثنائية مع إيران في جميع الجوانب، على حد تعبيره. ورغم الترحيب الذي أبدته إيران حول القرار الأوروبي الا أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عبر عن قلق بلاده تجاه طرح ملفي حقوق الإنسان والتجارب الصاروخية في هذا القرار قائلا إن "مثل هذه القضايا لا يمكنها أن تساهم كثيرا في تطوير العلاقات بين الجانبين". وحول ملف حقوق الإنسان المثير للجدل في إيران قال قاسمي إن بلاده مستعدة لمناقشته مع الاتحاد الأوروبي، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها طهران تجاوبها للبحث في هذا الموضوع، رغم الشكوك في جدية أقوال المسؤول الإيراني حيث عارضت طهران طلب أحمد شهيد المقرر الأممي في ملف حقوق الإنسان للسفر إلى إيران وزيارة سجونها، طيلة الخمس سنوات الماضية.

وحول الصواريخ الباليستية، قال قاسمي إن تجارب إيران الصاروخية تأتي في إطار سياسات بلاده الدفاعية وإن قدرات بلاده الدفاعية"غير قابلة للتفاوض"، حسب تعبيره. وكانت الأمم المتحدة قد دعت إيران إلى عدم اختبار وإطلاق صواريخها الباليستية، بعد توقيع الاتفاق النووي بينها وبين الدول الكبرى في يوليو من العام الماضي، حيث تعتبرها استفزازا وعاملاً مزعزعا للاستقرار إلا أن إيران استمرت في تجاربها لإطلاق الصواريخ الباليستية.

 

ولد الشيخ: سلمت الانقلابيين خطة شاملة وعادلة للحل

الثلاثاء 24 محرم 1438هـ - 25 أكتوبر 2016م/دبي - قناة العربية/أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الثلاثاء، أنه سلم الانقلابيين خطة شاملة وعادلة للحل في اليمن. وقال لدى مغادرته صنعاء، إن هذه الخطة تحظى بدعم دولي كبير. وفي وقت سابق، رفض المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، عقد لقاء مع ما يسمى "المجلس السياسي" في صنعاء بوصفه مجلساً انقلابياً غير معترف به كطرف في الأزمة اليمنية. وصرح المبعوث الأممي فور وصوله إلى مطار صنعاء، الأحد، أنه جاء ليلتقي وفد الحوثيين وحزب المخلوع علي صالح في مشاورات الكويت، وغير معني بلقاء أي جهات أخرى. في المقابل، امتنع وفد المخلوع صالح في مشاورات الكويت عن لقاء ولد الشيخ أحمد مساء الأحد، بحجة أنه غير مخول بلقائه من المجلس السياسي الذي كان من المفترض أن يلتقيه ولد الشيخ.

 

المالكي يصعّد مذهبياً "قادمون يا يمن"..ويمنيون يردون

الثلاثاء 24 محرم 1438هـ - 25 أكتوبر 2016م/صنعاء- كامل المطري/اعتبرت أوساط سياسية يمنية أن تصريحات رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، بشأن اليمن تكشف حقيقة الخطر الذي يمثله المشروع الإيراني، ويفضح المخطط الطائفي الذي تمثل ميليشيات الحوثي إحدى أدواته ورأس الحربة فيه داخل اليمن. وكان المالكي توجّه برسالة إلى علي خامنئي، المرشد الإيراني، وذلك في كلمة له خلال مؤتمر الصحوة الإسلامية في العاصمة العراقية بغداد، السبت الماضي، والذي حضره ممثل عن إيران، قال فيها إن عمليات "قادمون يا نينوى تعني في وجهها الآخر قادمون يا رقة.. قادمون يا حلب .. قادمون يا يمن ".

ورداً على تلك التصريحات، رأى السفير اليمني السابق في دمشق عبدالوهاب طواف أن "تصريحات المالكي لم تعد تهديداً كما كنا نعتقد في السابق، بل واقعية وطلائع مشروع صار واضح البيان في ست دول عربية وقريبا يعم بباقي دول المنطقة، وصار الغرب مقتنعاً بأن مشروع إيران "الشيعي" يصب في مصلحتهم وتأمين بلادهم مقابل ما يسمونه "الإرهاب السني" الذي تبناه بن لادن.وتابع بالقول: تصريحات المالكي خطيرة جداً، واليوم صارت المنطقة العربية أمام خيارين لا ثالث لهما، إما صوغ رؤية موحدة تضم الجميع لمواجهة مشروع إيران، وإما الضياع والسقوط دولة بعد أخرى لصالح المشروع الإيراني". ومن جانبه، قال الناشط السياسي محمد سعيد، أهل التقية خلعوا التقية وباتوا يتحدثون بصراحة عن نواياهم الخبيثة، وما قاله المالكي رسالة وجهتها إيران على لسانه، وإذا كان الحوثيون يصفوننا بأننا طائفيون كلما عبرنا عن رفضنا لأعمالهم ومخططاتهم، نقول لهم أليس ما قاله المالكي يظهر التصعيد الطائفي بكل تجلياته ومساوئه؟

تحريض للميليشيات الحوثية لعدم الانخراط في أي تسوية

بدوره، اعتبر المحلل السياسي ناجي محمد أن قول المالكي "قادمون يا يمن" يمثل رسالة دعم من قبل إيران للمتمردين الحوثيين، وللميليشيات التابعة لها في العراق ولبنان وسوريا، كما أنها رسالة تحريضية لإقناع الحوثيين بعدم الانخراط في أي تسوية سياسية والاستمرار في مسار العمليات العسكرية".

وربط بين كلام المالكي وبين المعلومات التي كانت قد سربتها مصادر عراقية مطلع سبتمبر الماضي بخصوص وجود ترتيبات لإرسال 5 آلاف مقاتل من ميليشيات الحشد الشعبي وكتائب أبو الفضل العباس وعصائب أهل الحق وكتائب النجباء وميليشيات الإمام علي وسيد الشهداء ومنظمة بدر وسرايا الخرساني، إلى اليمن لمساعدة الميليشيات الحوثية. وأضاف ناجي محمد، ما قاله المالكي يعزز تلك المعلومات ويؤكد فعلا أن بعض الجهات الطائفية في العراق تجهز لإرسال ميليشيات جديدة إلى اليمن، على غرار ما أرسلته لدعم النظام السوري بهدف إطالة معركة اليمن حتى يحقق الحوثيون أهدافهم التي هي أهداف إيران الرامية لتجسيد مشروعها الطائفي في المنطقة العربية. وكان وفد حوثي قد زار بغداد أوائل شهر أيلول/سبتمبر الماضي، والتقى بعدد من القيادات والمرجعيات الشيعية. وبحسب المصادر، فقد جرى خلال الزيارة توقيع محضر عمل بين قادة في ميليشيات الحشد الموالية للمالكي والوفد الحوثي، تضمن الاتفاق على إرسال وحدات قتالية من الميليشيات الممولة من إيران والموجودة في العراق إلى الجبهات القتالية في اليمن للقتال مع الحوثيين، وإرسال وحدة من الميليشيات مهمتها تنفيذ العمليات والقصف الصاروخي عند الحدود مع السعودية، وأيضا تدريب وحدات خاصة من الحوثيين في معسكرات الميليشيات في العراق على المهمات القتالية النوعية الخاصة المتمثلة بالاغتيالات وتفخيخ السيارات وعمل العبوات الناسفة وغيرها، فضلاً عن تأسيس مركز عملياتي استخباراتي للميليشيات في صنعاء.

 

"العفو الدولية" تندد بسجن كاتبة إيرانية بسبب رواية

الثلاثاء 24 محرم 1438هـ - 25 أكتوبر 2016م/صالح حميد – العربية.نت/نددت منظمة العفو الدولية، الاثنين، باعتقال الكاتبة الإيرانية غولروخ إبراهيمي، لتقضي حكما بالسجن لمدة 6 سنوات بتهمة "إهانة المقدسات الإسلامية" بسبب كتابتها رواية لم تُنشر بعد، حول عقوبة الرجم والقوانين التي تطبقها السلطات الايرانية ضد النساء. وتقول منظمة العفو الدولية إنه على الرغم من أنه لم تصدر بحقها أية مذكرة استدعاء رسمية، قام موظفون رسميون باقتحام منزل غولروخ وبدخوله عنوة، عقب كسر الباب الأمامي لمنزلها، قبل اقتيادها إلى سجن إيفين في طهران. وبحسب المنظمة، على ما يبدو، فقد أدخلت ابراهيمي جناح النساء من السجن لقضاء مدة الحكم الصادر بحقها بالسجن ست سنوات. وقد أدينت بتهم تشمل "إهانة المحرمات الإسلامية" لكتابتها قصة لم تنشر حول عقوبة الرجم المروعة في إيران. وإبراهيمي هي كاتبة وناشطة في مجال حقوق الإنسان، كانت قد اعتقلت أول مرة، في 6 سبتمبر/أيلول الماضي، مع زوجها الناشط أرش صادقي، في مقر عمله في طهران، على أيدي استخبارات الحرس الثوري، حيث اقتادوا الزوجين إلى بيتهما وقاموا بتفتيش مقتنياتهما وصادروا بعضها، ومن بينها أجهزة الحاسب الآلي المحمول الخاصة بهما، ودفاتر وأسطوانات مدمجة. ونُقل أرش إلى سجن إيفين، بينما نُقلت غولروخ إلى معتقل سري، حيث أمضت ليلةً ثم نُقلت إلى قسم في سجن إيفين يخضع لسيطرة الحرس الثوري، واحتُجزت هناك لمدة 20 يوماً، دون السماح لها بالاتصال بأسرتها أو بالاستعانة بمحام، ودون إحالتها إلى المحكمة، بحسب منظمة العفو الدولية. وأعلن زوج غولروخ إبراهيمي إيرائي، أراش صادقي، الناشط من أجل حقوق الإنسان وسجين الرأي، إضراباً عن الطعام منذ القبض عليها، احتجاجاً على سجنها.وفي هذا السياق، قالت ماغدالينا مغربي، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إن "غولروخ إبراهيمي إيرائي، ليست سوى آخر الكتّاب والناشطين الشبان الذين تطالهم حملة القمع الإيرانية المستمرة ضد التعبير الفني. وحبسها لإعلانها معارضتها السلمية لعقوبة الرجم ظلم فادح، واعتداء شائن على حرية التعبير". وأضافت مغربي:"إن على السلطات الإيرانية كسر هذه الحلقة المفرغة من الظلم، وأن تفرج على الفور ودون قيد أو شرط عن غولروخ إبراهيمي إيرائي. كما نحث هذه السلطات على إلغاء حكم إدانتها".

 

خاص.. "أسامة دمجان" قيادي في القاعدة وعائد من إيران

الثلاثاء 24 محرم 1438هـ - 25 أكتوبر 2016م/الرياض - هدى الصالح/أفادت مصادر خاصة لـ"العربية.نت" بمعلومات بارزة حول المطلوب الأمني أسامة علي دمجان (32 عاماً)، والمدرج ضمن قائمة المطلوبين أمنيا بخارج المملكة والذي أعلنت السلطات السعودية، الثلاثاء، عن مبادرته إلى تسليم نفسه للجهات الأمنية السعودية ووصوله إلى السعودية، بترجيحها عودة المطلوب من إيران، وفي حال تأكد عودة المطلوب من طهران سيعد إنجازا هاما للجهات الأمنية السعودية للحصول على معلومات بارزة عن قيادات التنظيم في الخارج. ووفقا لما توفر من معلومات يعد "أسامة"، الذي عرف بكنية "أبو جواهر" أحد قيادات تنظيم القاعدة، حيث خرج إلى أفغانستان في 2001 قبل عملية تفجير مركز التجارة العالمي، وكان عمره حينها لا يتجاوز الـ17 عاما ليلتحق بمعسكر "الفاروق" حيث تلقى تدريبه هناك خلال فترة تواجد أسامة بن لادن بالمعسكر قبل أحداث الـ11 من سبتمبر. تجدر الإشارة إلى أن معسكر "الفاروق" يتبع لتنظيم القاعدة ويقع بالقرب من مدينة "قندهار" في أفغانستان، وهو أحد المعسكرات الخاصة بالتدريب والتجنيد والتي أنشأها أسامة بن لادن، كما يرتبط معسكر "الفاروق" بكل من أبو مصعب الزرقاوي وأيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة حاليا. وبحسب ما توفر من معلومات فقد تولى أبو جواهر مهمة صناعة المتفجرات بعد أن تلقى التدريبات اللازمة لذلك خلال فترة تدريبه في المعسكر. وفي 2003 عاد أبو جواهر للظهور إلى الساحة مرة أخرى بالقتال إلى جانب الزرقاوي في العراق ليقوم بتوليته لاحقا الإمارة في منطقة القائم العراقية. وبحسب مصادر خاصة لـ"العربية.نت" أفادت بأن أبو جواهر كان ضمن قيادات تنظيم القاعدة ممن لجأوا إلى إيران عقب شن القوات الأميركية غاراتها على التنظيم في أفغانستان وملاحقتها لعناصره. هذا وكان لافتا تكرار نعي تنظيم القاعدة لـ"أبو جواهر" وترويج أنباء تزعم وفاته بداية كان في عام 2010 وأنه لقي حتفه في وزيرستان، ونعي أيضاً قبل عام واحد في 2015 بعد نشر مواقع متطرفة خبر وفاته في سجن الرقة التابع لداعش، ما يشير إلى وجود خلافات "أبو هاجر" القاعدي مع تنظيم "داعش" مما قد يكون أحد أسباب قراره بتسليم نفسه. وذكر اسم "أسامة دمجان" ضمن قائمة الـ85 التي أعلنت عنها وزارة الداخلية السعودية في مايو 2009 والتي تعد الأبرز بعد أن ضمت مجموعة من قيادات تنظيم القاعدة والمطلوبين أمنيا لدى المملكة في الخارج، شملت 7 من السعوديين العائدين من معتقل غوانتانامو، من بينهم محمد عتيق العوفي وسعيد علي جابر آل خيثم الشهري ويوسف محمد الشهري ومرتضى علي مقرم. كما شملت إبراهيم سليمان محمد الربيش وجابر جبران الفيفي وعثمان أحمد عثمان الغامدي، كما ضمت القائمة الشقيقين إبراهيم وعبدالله حسن طالع عسيري، وهما من قادة تنظيم القاعدة العائدين من معتقل غوانتانامو. ومن بين الأسماء القيادية البارزة كان سعيد علي الشهري العائد من غوانتانامو في 2007 والذي أصبح فيما بعد نائب زعيم فرع القاعدة في اليمن، ومحمد العوفي أحد القيادات الميدانية للتنظيم، إلى جانب المطلوب الأمني قاسم الريمي، القائد العسكري لتنظيم القاعدة في اليمن، وضمت القائمة المطلوب الأمني ناصر عبد الكريم الوحيشي (يمني الجنسية) الذي تولى منصب زعيم تنظيم القاعدة في اليمن.

 

وزير البترول المصري: الاتفاقية مع أرامكو مستمرة

الثلاثاء 24 محرم 1438هـ - 25 أكتوبر 2016م/العربية.نت/أكد وزير البترول المصري، طارق الملا، أن الاتفاقية بشأن الإمدادات البترولية مع أرامكو السعودية مستمرة على الرغم من تأخر بعض الشحنات للشهرين الحالي والمقبل. وقال الملا في لقاء مع قناة "العربية" إن مصر تهدف لأن تكون مركزا إقليميا للطاقة ضمن استراتيجية 2021، موضحا أن المرحلة المقبلة ستشهد تنمية الاحتياطي وتعجيل الاستفادة من استكشافات حقول الزيت والغاز حتى نصل بحلول 2021 للاكتفاء الذاتي بالغاز الطبيعي، ومن ثم استخدام الفائض في عمليات القيمة المضافة في البتروكيماويات. وأشار إلى أن السنوات الـ 3 المقبلة من المخطط فيها استثمار 30 مليار دولار في قطاع الطاقة المصري، مؤكدا أن هذه الخطط قابلة للزيادة مع الشركاء الأجانب. وتوقع أن تضع الاستثمارات المتوقعة في قطاع الطاقة، مصر على خريطة الطاقة الإقليمية والوصول إلى بناء مركز إقليمي للطاقة مع اكتشافات الغاز الجديدة والبنية التحتية المؤهلة والموانئ ومعامل التكرير إلى جانب محطات اسالة الغاز وشبكة الأنابيب. وأكد مواصلة العمل مع وزاة الاستثمار لطرح عدد من الشركات بقطاع الطاقة في بورصة الأسهم، موضحا أن الإجراءات سيعلن عنها في وقت لاحق. وبسؤاله عن مستحقات الشركات الأجنبية، قال الملا إن رصيد المستحقات هبط إلى 3.6 مليار دولار نهاية سبتمبر، موضحا أن فاتورة الشريك الأجنبي هي عبارة عن حساب جاري وتتحسن معدلات السداد.

 

ترامب عن معركة الموصل: أميركا تبدو بلهاء

الثلاثاء 24 محرم 1438هـ - 25 أكتوبر 2016م/مانشستر (نيو هامبشير) – رويترز/انتقدت المرشحة الديمقراطية بانتخابات الرئاسة الأميركية، هيلاري كلينتون، منافسها الجمهوري دونالد ترامب، الاثنين، لقوله إن الهجوم الذي بدأ قبل أسبوع لاستعادة مدينة الموصل العراقية من أيدي تنظيم "داعش" يسير بشكل سيئ. وقالت كلينتون في مؤتمر انتخابي في نيو هامبشير: "إنه يعلن بشكل أساسي الهزيمة حتى قبل أن تبدأ المعركة. إنه يثبت للعالم ما يعنيه أن يكون لدينا قائد أعلى غير مؤهل". وفي تغريدة على "تويتر"، الأحد، قال ترامب: "يتضح أن الهجوم على الموصل كارثة كاملة. أخطرناهم (تنظيم داعش بالهجوم) قبله بشهور. أميركا تبدو بلهاء للغاية". وتشن القوات العراقية والكردية بدعم من الولايات المتحدة هجوماً كبيراً على المنطقة المحيطة بالمدينة وهي آخر معقل كبير لـ"داعش" في العراق. واستعادت نحو 80 من القرى والبلدات التي يسيطر عليها التنظيم منذ بداية الهجوم في 16 أكتوبر لكنها لم تهاجم بعد المدينة نفسها. وقبل أسبوعين فقط على الانتخابات التي ستجرى في الثامن من نوفمبر تتقدم كلينتون التي سبق أن شغلت منصب وزيرة الخارجية على رجل الأعمال المنحدر من نيويورك في استطلاعات الرأي الوطنية.ويركز كلاهما على مجموعة صغيرة من الولايات المرجحة، والتي قد تحسم السباق. ففي حين قامت كلينتون بحملة في نيو هامبشير الاثنين قضى ترامب اليوم في فلوريدا.

 

كولن باول سيمنح صوته لهيلاري كلينتون

الأربعاء 25 محرم 1438هـ - 26 أكتوبر 2016م/واشنطن- رويترز/ذكرت تقارير لوسائل إعلام أن كولن باول وزير الخارجية الأميركي السابق الذي خدم في إدارة الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش قال الثلاثاء إنه سيمنح صوته للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة. وحققت المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية، هيلاري كلينتون، تقدماً ساحقاً على منافسها الجمهوري، دونالد ترامب، على نحو غير مسبوق خلال تشرين الأول/أكتوبر منذ انتخابات عام 1984. وتعد استطلاعات أكتوبر مؤشراً مهماً في انتخابات الرئاسة الأميركية التي تقام في 8 تشرين الثاني/نوفمبر، وهو فاصل زمني يصعب فيه على أي مرشح اجتياز فارق كبير في النقاط.

 

60 قتيلا في هجوم على اكاديمية للشرطة في باكستان

الثلاثاء 25 تشرين الأول 2016 /وطنية - اقتحم ثلاثة انتحاريين مدججين بالاسلحة ليل الاثنين الثلاثاء اكاديمية للشرطة في مدينة كويتا جنوب غرب باكستان، ما ادى الى مقتل ستين شخصا قبل ان يتم القضاء على المهاجمين. واعلن الحصيلة الجديدة الناطق باسم حكومة اقليم بلوشستان انور الله ككر صباح اليوم "لوكالة فرانس برس"، بعدما كانت الارقام السابقة تتحدث عن 58 قتيلا. وهو واحد من اعنف الهجمات في باكستان هذه السنة. كما اكد المصدر نفسه ان 118 شخصا جرحوا في الاعتداء الذي لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عنه، لكنه نسب الى جماعة عسكر جنقوي الاسلامية القريبة من حركة طالبان الباكستانية. وما زالت قوات الامن تمشط المكان صباح اليوم بينما بدأ اقرباء عدد من الضحايا الوصول الى المكان وهم يبكون، كما ذكر مراسل "لوكالة فرانس برس". ويفترض ان يتم تشييع القتلى في وقت لاحق من نهار اليوم.

 

12 قتيلا في هجوم بمتفجرات في مانديرا شمال شرق كينيا

الثلاثاء 25 تشرين الأول 2016 /وطنية - اعلنت الشرطة الكينية ان 12 شخصا على الاقل قتلوا ليل الاثنين الثلاثاء في هجوم بمتفجرات استهدف فندقا صغيرا في مدينة مانديرا في اقصى شمال شرق كينيا. وقال المسؤول في الشرطة جوب بورونجو "لوكالة فرانس برس": "عثرنا على 12 جثة حتى الآن".

واضاف :"ما زلنا نواصل البحث في المنطقة بمساعدة شرطة مكافحة الارهاب وكلاب مدربة".

 

"تايمز": مدارس بريطانية لمكافحة متطرفين صغار

المركزية- لفتت صحيفة "تايمز" البريطانية الى مشروع بريطاني جديد لمكافحة التطرف، يعمل في اكثر من بلدية في بريطانيا، بتمويل من وزارة الداخلية، وبمشاركة اخصائيين اجتماعيين ونشطاء، وينجح في تحويل مسار الفتيان الذين يبدون مؤشرات اولية للتطرف".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لماذا كانت المجازفة؟

خيرالله خيرالله/العرب/26 تشرين الأول/16

هل وضع لبنان أفضل بوجود رئيس للجمهورية، أي رئيس، أم أن البلد يستطيع الانتظار؟ هناك وجهة نظر لا يمكن إلّا أخذها في الاعتبار. تقول وجهة النظر هذه إن انتخاب رئيس للجمهورية يبقى أفضل من استمرار الفراغ، خصوصا إذا التزم الرئيس، بملء إرادته طبعا، ضوابط معيّنة. لم يعد من خيار آخر أمام لبنان من أجل ملء الفراغ الدستوري في هذه المرحلة الحرجة وذلك بعد استنفاد كلّ الخيارات الأخرى. هذا ما حاول الرئيس سعد الحريري شرحه في خطابه يوم العشرين من الشهر الجاري، وهو كان بالفعل خطابا من القلب يصدر عن رجل شجاع وجريء يهمّه قبل كلّ شيء “أن يبقى البلد”.

تحدث سعد الحريري عن “مخاطرة”. إنّها مخاطرة بالفعل، بل أكثر من مخاطرة. يمكن الكلام حتّى عن مغامرة. هل من سبيل آخر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل الوضع العربي القائم وفي ظل التجاهل الدولي لما يدور في لبنان؟ هناك تجاهل للمأساة التي تتعرّض لها حلب، تلك المدينة الكبيرة التي تعتبر من أقدم الحواضر في العالم. لا مأساة في القرن الحادي والعشرين أكبر من هذه المأساة في ظلّ إدارة أميركية قررت التزام موقف المتفرّج حيال ما يدور في المنطقة. لم يكن من خيار آخر أمام لبنان غير محاولة لملمة أوضاعه، أقلّه في انتظار إدارة أميركية جديدة قد لا يكون هدفها الوحيد وهمّها الأوّل عدم إغضاب إيران، خصوصا في سوريا، حماية للاتفاق في شأن ملفّها النووي؟

في ظلّ ما يدور في الشرق الأوسط، يأتي على رأس الضوابط التي تعتبر من البديهيات والتي يفترض في رئيس الجمهورية احترامها، التزام اتفاق الطائف، والعمل على إعادة الحياة إلى الاقتصاد ومشروع الإعمار وبناء مؤسسات الدولة، والنأي بالنفس عما يدور في سوريا.

إنها ضوابط من أجل حماية لبنان. إنها ضوابط كافية لتمرير المرحلة الراهنة في حال صدقت النيّات ومارس رئيس الجمهورية الدور المطلوب منه أن يمارسه، بعيدا عن أي كيدية، بصفة كونه رئيسا لكل لبنان.

مرّة أخرى، اتفاق الطائف ليس مقدّسا، لكنّه لا يجوز تعديله عبر “المؤتمر التأسيسي”، الذي سبق للأمين العام لـ”حزب الله” أن تحدّث عنه، في ظل السلاح غير الشرعي لميليشيا مذهبية هي لواء في “الحرس الثوري” الإيراني. لا هدف لهذه الميليشيا سوى إلحاق لبنان بإيران، أي إقامة وصاية إيرانية على البلد بدل الوصاية السورية. ليس الأمر سرّا عسكريا. لم يعد يحصى عدد التصريحات الصادرة عن مسؤولين إيرانيين يؤكدون أن لبنان صار تحت الهيمنة الكاملة لـ“حزب الله”، أي تحت هيمنة إيران، وأنّ إيران صاحبة القرار الأوّل والأخير في لبنان، وأن بيروت مدينة إيرانية على البحر المتوسّط.

بكلام أوضح، على لبنان حماية نفسه كي لا تجرفه العاصفة التي تجتاح الشرق الأوسط والتي من نتائجها، إلى الآن، سقوط الجزء الأكبر من العراق تحت الهيمنة الإيرانية، وتفتيت سوريا في ظلّ تنسيق روسي – إسرائيلي في كل المجالات بمشاركة إيرانية على الأرض عبر ميليشيات مذهبية باتت تشكل الوجه الآخر لـ“داعش”. يمثل “داعش” الإرهاب السني في هذه المرحلة، علما أن كلّ الدلائل تشير إلى أن في أساس نشوء هذا التنظيم سياسات اتبعها النظامان في سوريا وإيران من أجل تبرير اللجوء إلى الإرهاب في قمع العراقيين والسوريين، وتنفيذ عمليات تطهير ذات طابع مذهبي في كل من العراق وسوريا.

ما هو ملفت، في موازاة التحذير من خطر “داعش”، أن هناك عمليات تطهير واسعة تقوم بها الميليشيات المذهبية على طول الحدود بين سوريا ولبنان من أجل إقامة شريط عازل (داخل الأراضي السورية). ينفّذ هذا المشروع في إطار تطويق دمشق وتغيير طبيعة المدينة وتركيبة المناطق المحيطة بها من زاوية مذهبية ليس إلا. كان التصريح الأخير الصادر عن اللواء محمد علي جعفري قائد “الحرس الثوري” في إيران أكثر من واضح. لم يعد أمام كل من يسعى إلى معرفة ماذا تريد إيران سوى قراءة ما ورد في التصريح. قال جعفري بالحرف الواحد “إن إيران هي من تقرّر مصير سوريا”. ذهب إلى أبعد من ذلك عندما قال أيضا “إنّ الدول الكبرى تتفاوض مع إيران لتحديد مصير دول المنطقة بما فيها سوريا”. من يقول إن إيران تحدد مصير سوريا، يعني في حقيقة الأمر أن إيران تحدد مصير لبنان أيضا.

"حزب الله " وافق أخيرا على سد الفراغ الرئاسي. ولكن هل كان "حزب الله"، ممثل إيران في لبنان، يريد أصلا رئيسا للجمهورية؟ لم تكـن في استطـاعة لبنان المـراهنة على الفراغ الرئاسي في ظـلّ الهجمـة التي تتعرّض لهـا دول المنطقـة، على رأسها العـراق وسوريا.

ما أهمّية لبنان عندما يتعلق الأمر بدول في حجم العراق وسوريا؟ كل ما يستطيعه لبنـان هـو تحمل وزر وجود ما يزيد على مليون ونصف مليون لاجئ سوري في أراضيه. سيشكل هؤلاء في المستقبل مشكلـة كبيرة على كلّ صعيد في بلد ذي موارد محدودة بات معزولا عن محيطه العربي.

لا يزال لبنان يقاوم وذلك على الرغم من تخلي كثيرين عنه. صحيح أن معظم مؤسساته مهلهلة. صحيح أن “حزب الله” جلب الويلات على البلد جراء تدخله في الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري. صحيح أن عبء اللاجئين السوريين كبير، لكنّ الصحيح أيضا أنّ لا مجال للرهان على المجهول.

وافق “حزب الله” أخيرا على سدّ الفراغ الرئاسي. سيكون مرشّح الحزب رئيسا للجمهورية. نجح في فرض مرشحه. ولكن هل كان “حزب الله”، ممثل إيران في لبنان، يريد أصلا رئيسا للجمهورية؟

ما ستكشفه الأسابيع المقبلة، بعد أن يصبح ميشال عون في قصر بعبدا، هل من مجال لإعادة الإقلاع بالبلد واقتصاده. سيتبيّن ما إذا كانت هناك رغبة في إعادة الحياة إلى بيروت والمدن والمناطق اللبنانية الأخرى. لا شك أن القرار الذي اتخذه سعد الحريري وضع “حزب الله” أمام لحظة الحقيقة، فكان على الأمين العام للحزب السير في عملية سدّ الفراغ الرئاسي ولكن مع تمرير كلمة “تضحية”. اعتبر أن القبول بسعد الحريري رئيسا لمجلس الوزراء “تضحية”، علما أن الدستور يقول بالاستشارات “الملزمة” التي يجريها رئيس الجمهورية الذي عليه تكليف الشخصية التي تحصل على أكبر عدد من الأصوات بتشكيل الحكومة. صار احترام الدستور “تضحية”. صار التفاهم بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء “تضحية”. على هامش ما يدور في المنطقة، يظل على اللبنانيين العمل يوميا من أجل مقاومة المشروع التوسعي الإيراني الذي يستهدف كلا منهم. يستهدف المشروع كلّ لبناني بغض النظر عن الطائفة أو المذهب أو المنطقة.

من يستوعب هذه المعادلة لن يجد صعوبة في فهم الأسباب التي دفعت إلى التفكير جدّيا في كيفية ملء الفراغ الرئاسي، والدخول في مجازفة كان لا بدّ منها، لعلّ وعسى يبقى البلد في منأى عن العاصفة التي تضرب المنطقة.

 

حذار فائض الاحباط!

 نبيل بومنصف/النهار/26 تشرين الأول 2016

اذا كان المنافس الحصري للعماد ميشال عون في المعركة الرئاسية النائب سليمان فرنجية لم يجد حرجا في الاعتراف للجنرال قبل ايام من انتخابه شبه المحسوم بانه "صبر ونال"، فان الامر يستدعي وقوفا مبكرا على الواقع المحتمل للمعارضة في العهد العوني العتيد. قبل اكثر من ربع قرن أصيب الشارع المسيحي بما سمي اصطلاحا الاحباط عقب بدء عصر الطائف الذي كان الجنرال اكبر ضحاياه. ولن يشكل انتخاب الجنرال رئيسا نموذجا غريبا من نماذج الإفادة من دروس الواقعية السياسية التي حملته من ضفة الى أخرى والعودة الى رأس الهرم الدستوري في لبنان. هذه الواقعية السياسية كانت محور الخطاب الهجومي العوني لوقت طويل قبل ان يبدأ مسيرة انخراطه المتدرج في "قواعدها". ولكن الامر لا يتصل بسلوكيات الجنرال وحده إذ ان قواعده الشعبية اسوة بقواعد الأحزاب المسيحية الاخرى ذاقت الطعم المر للإحباط المزدوج الذي نشأ عن ظروف ولادة الطائف وما ادت اليه من انفجار الحرب العونية – القواتية. لا نستعيد ذلك الآن على سبيل هواية لا تجيزها حتى معارضة انتخاب الجنرال، وانما فقط لتنبيه قواعد شعبية محبطة وأخصها في الشارع السني انه يتعين عليها ان تعرف كيف تؤطر معارضتها المشروعة للعهد العوني ولو كان أبرز قادته الرئيس سعد الحريري العراب الأساسي لهذا العهد. ثمة خطورة بالغة إن هامت المعارضة على وجهها وتضعضعت تحت وطأة الضربات الحادة المتعاقبة التي اصابت تحالف قوى 14 آذار وفككته بلوغا الى صعود عنوان استراتيجي لانتصار محور خصومها الداخليين والإقليميين. حتى النائب فرنجية نفسه لم يتردد لحظة في الجهر صراحة بان انتخاب عون سيكون "انتصارا لفريقنا السياسي". وهي حقيقة شديدة القسوة على قواعد قوى حزبية ونخب مستقلة متعددة الاتجاهات والطائفة ترفض التسليم بانهيار صراع لمصلحة المحور الآخر لألف علة وسبب. والأسوأ في هذا المقلب ان هذه القواعد ستجد نفسها امام ازدواجية ممزقة بين قيادات منخرطة في العهد وقواعد رافضة له، علما ان إشكالية التآلف بين سيد العهد الآتي وهذا الاصطفاف الغريب لأفرقاء خصوم من حوله ستكون إحدى ابرز المعضلات التي سيتعين عليه مواجهتها من اللحظة الاولى. ولهذا الامر مقاربات لاحقة لا تتسع لها هذه العجالة. الأهم في كل هذا السياق ان ينشأ مفهوم شديد التعالي على الانفعالات التي يبدو الشارع السني تحديدا اكثر من سواه عرضة لها بما يخشى معه استعادة او استنساخ تجربة الاحباط المسيحي سابقا الى حدود مدمرة عبثية. ولن يكون امام المعارضين عموما وفي هذا الشارع خصوصا في مواجهة تطور قسري كهذا الا خيار صياغة معارضة مدنية متطورة وقادرة على فرض تأثيرها بعيدا من التجارب الفاشلة وأخصها تمزيق الذات وتوفير فائض خدمات إضافية لرافعي رايات الشماتة.

 

عون المرشح المسافر في «سلة» الحريري!

غسان الإمام/الشرق الأوسط/26 تشرين الأول/16

أمضى رياض الصلح الزعيم التاريخي للسنة اللبنانية أربعينات القرن العشرين، وهو يشكل الحكومات. ثم يستقيل منها، لإسناد رئاستها إلى زعماء سنة آخرين يمارسون الثرثرة ضده، بانتظار دورهم لمشاركته في كعكة الحكم. السياسة في لبنان ثرثرة فضائية تمارسها الطبقة السياسية. هذه الثرثرة تحول دون تشكيل مشروع سياسي. أو اقتصادي جاد ومتكامل. وهي تنتقل إلى المجتمع الطائفي بردًا وسلامًا حينًا. وحينًا آخر تصل إعصارًا تحريضيًا كافيًا لإشعال حرب أهلية. في الثمانينات اللبنانية، استطاع مقاول كبير أن يعيد الحياة إلى مدينة بيروت التي أنهكتها الحرب الأهلية. ويشد من معنويات طائفته السنية. وفي تحوله السريع من مقاول كفء إلى سياسي واقعي، استطاع رفيق الحريري أن يقنع معظم ساسة الطوائف بالذهاب إلى مؤتمر الطائف في السعودية (1989). كان ميثاق الطائف بمثابة إعادة توزيع عادل للسلطات والمسؤوليات، بين الطوائف الأساسية الثلاث: الموارنة. السنة. الشيعة. وتم فيه الاتفاق على إنهاء الحرب. وإلغاء الطائفية السياسية. وإعادة إعمار لبنان. وإعطاء مجلس الوزراء ورئيسه السني دورًا تنفيذيًا أكبر، فيما يبقى رئيس الجمهورية الماروني وسيطًا. ومنسقًا بين ساسة الطوائف. وملزمًا باستشارة النواب في اختيار وتكليف رئيس الحكومة.

غير أن النظام الطائفي السوري المهيمن على لبنان عسكريًا وسياسيًا، سعى جهده لتعطيل تنفيذ ميثاق الطائف، بانحيازه إلى الطائفة الشيعية وحزبها الديني «حزب الله». لكن في مقابل إنهائه حروب المخابرات الإيرانية / الغربية. وإقناعه إيران بالإفراج عن الرهائن الغربيين المخطوفين، فقد اعتمدت أميركا بوش وكلينتون النظام السوري «شرطي لبنان» الأوحد. مع استدارة الثمانينات للوصل مع التسعينات، شهدت الساحة الإسلامية استقرارًا نسبيًا، فيما انفجرت الساحة المسيحية، بصعود دور العماد ميشال عون قائد ما تبقَّى من الجيش اللبناني. وإجباره الرئيس أمين الجميل بالعهدة إليه، بمنصب رئيس الحكومة.

الزعامات السياسية اللبنانية لا تجيد، عادةً، تحليل الواقع السياسي والميداني في المنطقة العربية. كان رهان الزعماء الموارنة على التدخل السوري ثم الإسرائيلي خطأ كارثيًا. ثم راح عون الذي طرح نفسه «محررًا» للبنان يهدد بقصف دمشق بصواريخ «حليفه» صدام. ثم ما لبث أن اشتبك جيشه مع ميليشيا «القوات اللبنانية»! انتهت الحرب المسيحية بمقتل وجرح 7500 مسيحي. وخسارة المسيحيين الحرب الأهلية. ونفي عون إلى فرنسا. وإنهاء الازدواج الحكومي. وتشكيل رفيق الحريري الحكومة اللبنانية العتيدة. في التحليل، نسي الحريري دبلوماسية الراحل رياض الصلح. فظن أنه يستطيع الانفراد برئاسة الحكومة مدة طويلة، لخدمة مشروعه الاقتصادي والعمراني. فراح الزعماء السنة المتلهفون للحكم يشاغبون عليه، فيما نفذ «حزب الله» تعليمات إيران، بمنع الحريري من المساهمة في تنمية المناطق الشيعية وإعمارها.

بعد تشكيل حكومته الأولى في التسعينات، ساير رفيق الحريري نظام الأسد. واستغل مكانته الدولية في الدفاع عنه، في عواصم الغرب. وأزيح الستار هنا عن إقناع الحريري باريس، بالسماح لعون بالعودة إلى لبنان ومصالحة النظام السوري.

ثم ما لبث الحريري أن اشتبك مع الرئيس إميل لحود المنحاز إلى السورية. وانتهى الاشتباك في عصر بشار الأكثر شراسة من أبيه، باغتيال الحريري (2005). وتوجيه الاتهام في المحكمة الدولية إلى أعضاء حزب الشيعة بارتكاب الجريمة، بالتنسيق مع أجهزة أمنية سورية. لكن دم الحريري لم يذهب هباء. فقد حرر لبنان من الاحتلال العسكري السوري.

أما عون فقد عاد إلى لبنان منقلبًا على ماضيه: تحالف مع «حزب الله» وإيران. صالح نظام بشار. فاستقبله في سوريا كملك ماروني زائر لمسقط رأس «القديس» شربل شفيع السريان الذين ينحدر منهم الموارنة المهاجرون تاريخيًا من سوريا إلى جبال لبنان.

هل يعيد التاريخ نفسه؟ ها هو حريري آخر يمد يده إلى ميشال عون، مبايعًا له كمرشح للرئاسة. أقول إن الحريري الابن يقدم على مغامرة قد تنتهي إما بإيصاله إلى رئاسة الحكومة، مرسيًا حلفًا مارونيًا / سنيًا جديدًا، شبيهًا بذاك الذي أقامه الراحل رياض الصلح في الأربعينات. أو تنتهي بإحباط حياته السياسية.

لكنْ دون ذلك أهوال وأهوال. عرّض سعد الحريري تياره (المستقبل) للانقسام. فقد رفض عشرة نواب من أصل ثلاثين التصويت لعون رئيسًا. ويقف النائب فؤاد السنيورة على رأس هذه المجموعة التي لا تثق بعون «الطائفي. المتقلب. وغير المضمون». كما يعارض نواب وساسة موارنة ومسيحيون في تيار 14 آذار الذي يتزعمه الحريري الابن، التصويت لعون، بما في ذلك نواب حزب الكتائب.

في خطاب التأييد لعون، يشرح الحريري الأسباب بالقول إنه توصل إلى تفاهم مشترك معه، على «تحييد لبنان» في الأزمة السورية. هذا الكلام الخطير يحتاج إلى تأكيد وضمان من عون. و«حزب الله» وكيل إيران في لبنان. عون الذي زار الحريري الابن فور إلقاء خطابه لم يؤكد. إنما اكتفى بالتطييب للحريري، عن ضرورة إنقاذ لبنان دولةً. ونظامًا. واقتصادًا. الرأي العام العربي يصعب عليه فهم رموز اللغة السياسية اللبنانية. وألغاز الشروط والضمانات المتداولة. تسهيلاً، أقول إن «السلة» أصبحت رمز المساومة والتسوية في اللعبة الراهنة، بحيث بات هناك من يقول إن العماد عون أصبح المرشح و«الرئيس» المسافر في «سلة» الحريري. لكن نبيه بري الرئيس الشيعي المزمن لمجلس النواب، فقد بات شديد العتب والغضب على ابنه «الروحي» سعد الحريري. لأنه لم يطلعه على «تفاهمه» مع عون. هنا يقال إن على «حزب الله» ترضية بري ومصالحته مع عون. خبرتي في المساومات اللبنانية تجعلني أعتقد أن بري في رفضه لترئيس عون، يتعمد خدمة إيران و«حزب الله» اللذين يفضلان إبقاء منصب الرئاسة اللبنانية شاغرًا، بانتظار الحسم النهائي في سوريا، على أن يملأه حليف ماروني «مشاغب. ومتقلب. وأيضًا غير مضمون» كالعماد ميشال عون. مع ذلك، ألقى حسن نصر الله خطابًا في «الويك إند» تعهد فيه بالتصويت لترئيس عون في جلسة 31 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. ماذا عن الدور السعودي؟ المعروف عن الدبلوماسية السعودية أنها تضيق بالثرثرة السياسية. وقد ضاقت أكثر عندما وجدت أن الجيش اللبناني يحمي الخطوط اللوجيستية لـ«حزب الله» المؤدية إلى الحدود السورية. هل تضمن «السلة» لسعد الحريري ترشيحه لرئاسة الحكومة؟ أم أن (الرئيس) عون سوف يتلاعب بالاستشارات النيابية، ضد مصلحة الحريري الابن، تمامًا كما تلاعب بها الرئيس لحود، ضد مصلحة الحريري الأب؟! إذا قبلت إيران بتوزير الحريري (الذي هاجمها بمرارة في «النيويورك تايمز» أخيرًا). فهل تسمح له بالاستمرار في الحكم؟ أم تستخدم «الثلث» الوزاري المعطِّل الذي استخدمته لنسف حكومة السنيورة. ثم حكومة سعد الحريري (2011)؟ يبدو أن الحريري الابن هو أيضًا «مسافر زادُهُ الخيال» في السلة.

 

 في ظلّ الوضع الإقليمي والتجاهل الدولي..

خيرالله خيرالله/المستقبل/26 تشرين الأول/16

هل وضع لبنان افضل بوجود رئيس للجمهورية، أي رئيس، ام ان البلد يستطيع الانتظار؟ هناك وجهة نظر لا يمكن الّا اخذها في الاعتبار. تقول وجهة النظر هذه ان انتخاب رئيس للجمهورية يبقى افضل من استمرار الفراغ، خصوصاً اذا التزم الرئيس، بملء ارادته طبعاً، ضوابط معيّنة. لم يعد من خيار آخر امام لبنان من اجل ملء الفراغ الدستوري في هذه المرحلة الحرجة وذلك بعد استنفاد كلّ الخيارات الأخرى. هذا ما حاول الرئيس سعد الحريري شرحه في خطابه يوم العشرين من الشهر الجاري، وهو كان بالفعل خطاباً من القلب يصدر عن رجل شجاع وجريء يهمّه «ان يبقى البلد».

تحدث سعد الحريري عن «مخاطرة». انّها مخاطرة بالفعل، بل اكثر من مخاطرة. يمكن الكلام حتّى عن مغامرة ومجازفة. هل من سبيل آخر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل الوضع العربي والاقليمي القائم وفي ظلّ التجاهل الدولي لما يدور في لبنان؟ هناك تجاهل للمأساة التي تتعرّض لها حلب، تلك المدينة الكبيرة التي تعتبر من اقدم الحواضر في العالم. لا مأساة في القرن الواحد والعشرين اكبر من هذه المأساة في ظلّ إدارة أميركية قرّرت التزام موقف المتفرّج حيال ما يدور في المنطقة. لم يكن من خيار آخر امام لبنان غير محاولة لملمة أوضاعه، اقلّه في انتظار إدارة أميركية جديدة قد لا يكون هدفها الوحيد وهمّها الاوّل عدم اغضاب ايران، خصوصاً في سوريا، حماية للاتفاق في شأن ملفّها النووي.

في ظلّ ما يدور في الشرق الاوسط، يأتي على رأس الضوابط التي تعتبر من البديهيات والتي يفترض في رئيس الجمهورية احترامها، التزام اتفاق الطائف، والعمل على إعادة الحياة الى الاقتصاد ومشروع الاعمار وبناء مؤسسات الدولة، والنأي بالنفس عما يدور في سوريا. انها ضوابط من اجل حماية لبنان. انهّا ضوابط كافية لتمرير المرحلة الراهنة في حال صدقت النيّات ومارس رئيس الجمهورية الدور المطلوب منه ان يمارسه، بعيداً عن ايّ كيدية، بصفة كونه رئيساً لكلّ لبنان. بكلام أوضح، على لبنان حماية نفسه كي لا تجرفه العاصفة التي تجتاح الشرق الاوسط والتي من نتائجها، الى الآن، سقوط الجزء الأكبر من العراق تحت الهيمنة الايرانية وتفتيت سوريا في ظلّ تنسيق روسي ـ إسرائيلي في كلّ المجالات بمشاركة إيرانية على الأرض عبر ميليشيات مذهبية باتت تشكل الوجه الآخر لـ»داعش». كان التصريح الأخير الصادر عن اللواء محمد علي جعفري قائد «الحرس الثوري» في ايران اكثر من واضح. لم يعد امام كلّ من يسعى الى معرفة ماذا تريد ايران سوى قراءة ما ورد في التصريح. قال جعفري بالحرف الواحد: «ان ايران هي من تقرّر مصير سوريا». ذهب الى ابعد من ذلك عندما قال أيضا: «انّ الدول الكبرى تتفاوض مع ايران لتحديد مصير دول المنطقة بما فيها سوريا». من يقول ان ايران تحدد مصير سوريا، يعني في حقيقة الامر ان ايران تحدد مصير لبنان أيضاً. لم يكن في استطاعة لبنان المراهنة على الفراغ الرئاسي في ظلّ الهجمة التي تتعرّض لها دول المنطقة، على رأسها العراق وسوريا. ما اهمّية لبنان عندما يتعلّق الامر بدول في حجم العراق وسوريا؟ كلّ ما يستطيعه لبنان هو تحمّل وزر وجود ما يزيد على مليون ونصف مليون لاجئ سوري في أراضيه. سيشكل هؤلاء في المستقبل مشكلة كبيرة على كلّ صعيد في بلد ذي موارد محدودة بات معزولاً عن محيطه العربي. لا يزال لبنان يقاوم وذلك على الرغم من تخلي كثيرين عنه. صحيح ان معظم مؤسساته مهلهلة. صحيح انّ «حزب الله» جلب الويلات على البلد جراء تدخله في الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري. صحيح ان عبء اللاجئين السوريين كبير. لكنّ الصحيح أيضا انّ لا مجال للرهان على المجهول. ما ستكشفه الأسابيع المقبلة، بعد ان يصبح ميشال عون في قصر بعبدا، هل من مجال لاعادة الإقلاع بالبلد واقتصاده. سيتبيّن ما اذا كانت هناك رغبة في إعادة الحياة الى بيروت والمدن والمناطق اللبنانية الأخرى. لا شكّ ان القرار الذي اتخذه سعد الحريري وضع «حزب الله» امام لحظة الحقيقة، فكان على الأمين العام للحزب السير في عملية سدّ الفراغ الرئاسي ولكن مع تمرير كلمة «تضحية». إعتبر ان القبول بسعد الحريري رئيساً لمجلس الوزراء «تضحية»، علماً ان الدستور يقول بالاستشارات «الملزمة» التي يجريها رئيس الجمهورية الذي عليه تكليف الشخصية التي تحصل على اكبر عدد من الأصوات تشكيل الحكومة. صار احترام الدستور «تضحية». صار التفاهم بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء «تضحية». على هامش ما يدور في المنطقة، يظل على اللبنانيين العمل يومياً من اجل مقاومة المشروع التوسعي الايراني الذي يستهدف كلاً منهم. يستهدف المشروع كلّ لبناني بغض النظر عن الطائفة او المذهب او المنطقة. من يستوعب هذه المعادلة لن يجد صعوبة في فهم الأسباب التي دفعت الى التفكير جدّياً في كيفية ملء الفراغ الرئاسي والدخول في مجازفة كان لا بدّ منها، لعلّ وعسى يبقى البلد في منأى عن العاصفة التي تضرب المنطقة، خصوصاً ان حرب سوريا لا تزال في بدايتها...

 

حكومة «العشاء الأخير» وشغور ربع الساعة الأخير

باسمة عطوي/المستقبل/26 تشرين الأول/16

تنعقد جلسة مجلس الوزراء غدا الخميس، على وقع «الجو الايجابي» الذي يسود البلاد بعد إرتفاع منسوب التفاؤل بأن يوم الاثنين المقبل سيحمل رئيسا جديدا للجمهورية بعد فراغ دام أكثر من عامين ونصف العام، وبالتالي ستكون جلسة مجلس الوزراء الاخيرة، لتدخل بعدها حكومة «المصلحة الوطنية» في حالة «تصريف الاعمال» بإنتظار تكليف رئيس حكومة جديد وتشكيل مجلس وزراء جديد، فهل يمكن أن تنتقل إليها «عدوى الايجابية» وتتحول إلى جلسة «منتجة» بكل ما للكلمة من معنى، خصوصا أن جدول أعمالها يضم 83 بندا تتعلق بشؤون الناس الحياتية وأهمها بند عقد تلزيم الخلوي لشركتين لتشغيله لمصلحة وزارة الاتصالات، وهو بند خلافي سبق أن تأجل 3 مرات بسبب إعتراضات وزيري التيار «الوطني الحر» على دفتر الشروط التي وضعها وزير الاتصالات بطرس حرب؟تأمل معظم مكونات الحكومة أن تصيب «العدوى» الجلسة الاخيرة للحكومة، على إعتبار أن الضرر الاكبر سيصيب المواطنين في حال لم يبت ببنود تتعلق برواتب الموظفين مثلا، وهذا ما يؤكد عليه وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دي فريج لـ«المستقبل» قائلا: «نكاد نجزم بأنها الجلسة الاخيرة وعلينا البت بسرعة بالكثير من البنود التي تتعلق بشؤون الوزارات وإستمرارها في مرحلة تصريف الاعمال، فالرئيس الحريري قدم تضحيات كبيرة من أجل إنتخاب رئيس وعلى المعطلين الاقلاع عن العرقلة داخل الحكومة «، آملا «أن يتم الافراج عن دفتر شروط لتلزيم الخلوي، لأنه تم إشباعه درسا وأضيفت عليه ملاحظات كل الاطراف، كما أن إقراره سيعني تحويله إلى دائرة المناقصات على أن تبت فيه الحكومة الجديدة،ما يعني أن الحجج التي كانت تقال بأن هناك مصالح خاصة للبت بهذا الدفتر لم تعد منطقية». يوافق وزير الثقافة ريمون عريجي على كلام دي فريج لناحية «ضرورة التعامل بإيجابية مع أي بند يخص مصلحة المواطنين»، لافتا إلى ان «دفتر الشروط بند مهم على جدول الاعمال ونحن نتعاطى معه بكل جدية وموضوعية كونه بنداً أساسياً يتعلق بقطاع حيوي في البلاد وجاهزا لإقراره، ونأمل من جميع الفرقاء التعاطي معه من هذا المبدأ والتعاون لتسهيل مصلحة اللبنانيين»، مشددا على أن «المنطق يفترض أن تمر جلسة مجلس الوزراء بسلاسة، لكن السوابق تشي بإمكانية حصول مناكفات بين مكوناتها».

أما وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، فهو أقرب الى الافتراض أن «جلسة الخميس لن تخلو من المناكفات من قبل وزراء التيار الوطني الحر»، ويقول: «في الجلسة الماضية رفض وزراء التيار الوطني الحر منحة بقيمة 40 مليون دولار من الصندوق الكويتي، فهل هذا ممكن؟ كما حصلت مناكفات بين الوزراء بالرغم من أن الجو العام في البلاد مريح منذ أكثر من عشرة أيام». ويضيف: «أنه العشاء الاخير للحكومة كما يقال فإذا تمكنا من إنجاز جدول الاعمال فهذا خير للجميع، وإن لم نستطع نكون بذلك قد أدينا قسطنا للعلى». ويوافق وزير العمل سجعان قزي على»أنه من الضروري إقرار بنود جدول الاعمال لأن هناك العديد من البنود ضرورية لعمل الوزارات في المرحلة المقبلة»، لكنه يعتبر أنه «لا يمكن التكهن بما ستحمله الجلسة الاخيرة للحكومة»، واصفا إياها بأنها «جلسة وداعية في ظل جو انهزامي يسود البلد منذ أن علت أسهم النائب ميشال عون في الوصول إلى الرئاسة».

 

إزالة آثار الشغور: التحدي الممتد حتى الانتخابات النيابية

وسام سعادة/المستقبل/26 تشرين الأول/16

أنظار لا تزال شاخصة إلى موعد الجلسة التي سبق وحدّدها رئيس المجلس نهاية هذا الشهر، وما إذا كان تثبيته قد بات تحصيل حاصل، ولا منفذ لإرجائه لسبب من الأسباب، أو حجّة طارئة، أو ليس بعد. وأنظار تركّز على المتوقع في الجلسة نفسها وما سوف يعقبها من خطاب قسم يدشّن العهد الجديد بعد سنتين ونصف السنة من الفراغ. وهنا ترجيحات العدد، وتوزعات التصويت، خصوصاً إذا استمرت المبارزة بين مرشحين، وإذا كان كل شيء حُسم بوضوح منذ الآن، بحيث تصير الأيام الفاصلة عن الجلسة بحكم اللاغية، أو عديمة الأثر. وخطاب القسم، فيما لو توّج العماد عون رئيساً، وهل سيتوسّع في عناوين كلمته في ذكرى ١٣ تشرين، أو سيكون هناك «نقلة» في اتجاه موضوعات وإشارات من خارج المتداول الى الآن؟ وأنظار تذهب الى ما بعد الاستحقاق وقسمه، الى بداية إقلاع العهد، المتمثل بإتاحة السبيل نحو قيام حكومة جديدة، محدَد مسبقاً أجلها بالفاصل بين انتخابات الرئاسة وبين الانتخابات النيابية.

أنظار تذهب اذاً في اتجاهات ثلاثة: إذا كان قضي الأمر أو ليس بعد، واللوحية الاجمالية لتنفيذ هذا الأمر، والتداعيات الأولى لسدّ الشغور بالطريقة التي تدحرجت «وحدة الأضداد» على الطريقة اللبنانية صوبها. في الاتجاهات الثلاثة، وحيثما ذهبت الأنظار أو كان التركيز، تحضر إشكالية واحدة: كيفية إزالة آثار الشغور. فالخطأ الجسيم في التحليل وفي بناء الموقف من الآن فصاعداً يكون بتوهّم أنّ الشغور ما أن يخلي سبيله لتبوّؤ الشخص - مركز التقاطعات الراهنة، للمنصب، حتى يصير ماضياً من دون أثر، بحيث يُعاود النظام السياسي تشغيل محرّكه، بالتي هي أحسن، ولا حاجة للالتفات الى الوراء. وهذا خطأ، لأنّه إذا استطعنا فعلاً تحقيق إنجاز إنهاء الشغور نهاية هذا الشهر، فإن العناصر التي صنعت هذا الشغور ما زالت هنا، بل إن الشغور ما كان لينتهي بتضاؤل هذه العناصر، وإنما بتقديم أولوية إنهاء الشغور نفسه: تفضيل ما اعتبرته العناصر الموجدة والمطيلة لفترة الشغور معبراً وحيداً لسدّ الفراغ، على استمرار هذه العناصر الموجدة والمطيلة للشغور في إثارة الاحتقان، بما يحوّل الفراغ من رئاسي الى مؤسسي هيكلي شامل تباعاً.

اختيار هذا «المعبر الوحيد» لسدّ الشغور لا يكفل لوحده إلغاء آثار هذا الشغور. والعهد الجديد سيقلع بشكل جيد بمقدار ما تعي الأطراف المشاركة في تكوين معالمه الأولى هذا. سلوك «المعبر الوحيد» المتاح، بشروط الشغور، لإنهائه، لا يعني أن الأزمة صارت وراءنا، ولا أن الأحلام الوردية تنتظرنا الواحد بعد الآخر لتعويضنا ما فات. اتصال لبنان بالحرب السورية، من بوابة إهدار الحدود الوطنية، ومشاركة «حزب الله» بالحرب السورية، التي هي في آن حرب لنصرة نظام دموي، وحرب مذهبية، ما زال هو الواقع الذي يكبح أحلام اللبنانيين إن قدّر لهم الاسترسال بها. كيفية ترجمة مقولة «تحييد الدولة» واقعاً تدريجياً تحتاج الى مظلة جديدة، ولغة جديدة، لكن أيضاً الى تحوّلها من دائرة حزبية محصورة الى دائرة أوسع، تشمل المجتمع المدني والهيئات الاقتصادية ومرجعيات دينية أساسية، وكلّ هذا انطلاقاً من أساس عملي: إعادة تحريك الاقتصاد اللبناني تحتاج الى البدء بتحييد لبنان عن الحرب السورية، بخطوات جدية. وإذا استمرت المكابرة على ذلك فالنتيجة ستكون: صعوبة الإقلاع مجدداً بعجلة الاقتصاد. الكبوة والكساد الحاليان لا يمكن حلهما «إدارياً» ولا «إرداوياً»، من دون دفع سياسي باتجاه تحييد لبنان عن الحرب السورية، وعن «التحزب العصبي» وراء الانقسامات الإقليمية المذهبية المتناحرة في الشرق الأوسط. مجيء حليف وثيق لـ«حزب الله» الى قصر الرئاسة سيجعل الدولة في نهاية الأمر غير قادرة على الاستثمار في التمايز المعنوي بين كيانها وبين كيان الحزب، من دون إعطاء هذا التمايز المعنوي، الذي يستفيد منه الحزب بمعنى من المعاني، ساعة يحتاجه لحماية نفسه من التطلّب الدولي بحقه، الى تمايز جدّي. ومدخل هذا هو سياسة متوازنة يقلع بها العهد الجديد، وتكون على رئيسه صياغة كلماتها المفتاحية، على هذا الصعيد.  إعادة تحريك الاقتصاد، وإعطاء انطباع تحييدي تدريجي للبلد عن حرب سوريا وصراعات المنطقة، وإتاحة السبيل لتشكيل حكومة متعددة ومتجانسة: هذه أحلام وردية بطبيعة الحال بالنظر الى تجربة الانقلاب على العهود (القمصان السود) ثم التعطيل الحكومي ثم الشغور الرئاسي المزمن. لكن إن لم يكن من الممكن الخطو في أي من هذه الاتجاهات، وإذا تعثرت فوق ذلك همة الاتفاق على قانون الانتخاب، فيعني ذلك أن آثار الشغور ستبقى تستفحل رغم سد الشغور نفسه. هناك من يضيع اليوم وقته في قسمة «غالب ومغلوب»، وهناك من يضيع وقته في مكابرة مطلقة بأنه «لا غالب ولا مغلوب»: ينسى هذا وذاك أن الأمور ما زالت متحركة، وهي كذلك بعد الانتخابات الرئاسية، ما دام سيعقبها إقلاع حكومي للعهد، ثم قانون انتخاب، ثم انتخابات نيابية، وأن الأنظار ستتجه بشكل أساسي الى الانتخابات النيابية المقبلة بعد انتخاب رئيس، ما دام مجلس ألفين وتسعة يكون عملياً قد لفظ أنفاسه الأخيرة، وتجربته المرة، تجربة أكثرية استقلالوية لم تستطع الحفاظ على نفسها لأطول من بضعة أيام بعد فوزها في حزيران ألفين وتسعة. في هذا الفاصل بين انتخابات الرئاسة والانتخابات النيابية يبقى التحدي: إما إزالة آثار الشغور تباعاً، وإما استفحالها واستمرار عملية تعميم الشغور رغم إنهائه من فوق.

 

إيران والصراع بسبب الانفتاح

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/26 تشرين الأول/16قدم ثلاثة من وزراء حكومة حسن روحاني استقالاتهم نتيجة انتقادات المتطرفين لهم، ضمن صراع نشب منذ توقيع إيران اتفاقها النووي مع الغرب ووعد الحكومة ببدء مرحلة انفتاح جديدة. وقد عاشت إيران مرحلة انغلاق اقتصادية واجتماعية رافقت وصول نظام آية الله الخميني واستمرت إلى اليوم. وبعد الاتفاق، رفعت الحكومة توقعات الشباب بالانفتاح، وأبدت مرونة ملحوظة حيال حريات التعبير، حيث سمحت بوسائل التواصل الاجتماعي، وقلصت الرقابة على الإنترنت، وسمحت للنساء بالنشاطات الرياضية العلنية، وحضور الحفلات الموسيقية وغيرها.

ورغم ما قيل عن موافقة المرشد الأعلى على قرارات الحكومة فإن الصراع شب على النفوذ بين الفريقين داخل النظام؛ المتطرفين الدينيين من جهة، والحكوميين من جهة أخرى، بقيادة روحاني، وكذلك وزير خارجيته ظريف، الذي تعرض لسيل من الشتائم بسبب وعوده بالانفتاح على العالم.

وليست كل الانتقادات والتهديدات التي تسببت في استقالة وزراء التعليم والثقافة والرياضة تعبر عن الخلافات الفكرية حول الانفتاح، بل تعكس أيضًا استخدام القوى المتطرفة للجماعات الدينية ضمن الصراع على السلطة. فالحرس الثوري، والقوى الدينية المؤيدة له، فوجئوا بأن بنكين رئيسيين يرفضان تقديم خدمات مصرفية لمجموعة اقتصادية تتبع للحرس الثوري الإيراني اسمها مجموعة «خاتم الأنبياء»، ضمن تعهد قطعته الحكومة للمنظمات الدولية بتطبيق اشتراطاتها في مكافحة غسل الأموال. وقف التعامل مع المنظمات الداخلية المحظورة شرط دولي وثمن الانفتاح، مما أغضب أخطر فريق في النظام، وهو الحرس الثوري، الذي يقوم بتمويل نشاطات عسكرية هائلة في خارج إيران من خلال سلسلة عمليات مصرفية مشبوهة.

ودخل على الخط خطيب الجمعة، أحمد جنتي، الذي اتهم حكومة روحاني قائلاً: «إنهم يريدون تقديم معلوماتنا المالية والمصرفية إلى الأعداء، باسم مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب». ورد عليه المتحدث باسم الحكومة بأن الحديث عن هذا الموضوع ليس مكانه الصحف أو منابر المساجد. وهذا يعني أن الضغوط الداخلية الشديدة على حكومة روحاني ليس سببها الانفتاح الاجتماعي، وزيارة عدد من فرق الرياضة النسائية العالمية للعب مع الفرق الإيرانية، والحفلات الفنية المختلطة، بل يبدو أنها مبررات تستخدم في الضغط على حكومة روحاني لوقف التزاماتها الدولية.

إيران تتقاذفها جماعتان؛ فريق روحاني الموصوف بأنه يمثل ليبرالية دينية، ورجال الدين المتطرفين في بلاط المرشد الأعلى، الذي لا يبدو أنه قد حسم قراره بعد. فهو يريد أن يستفيد من الاتفاق النووي مع الغرب بكسر الحصار، مثل شراء نحو أربعمائة طائرة أميركية وأوروبية، والتبضع في سوق تقنية إنتاج النفط من الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت يريد السيطرة على الداخل، ومنع الانفتاح، وحماية تعاملات أجهزته الأمنية والدينية من الرقابة الدولية. ومن الواضح أن المرشد يراقب وينتظر ما تفضي إليه التعاملات الغربية مع إيران، خاصة بعد الانتخابات الأميركية، التي وصفها المرشد بأنها تجري «بين السيئ والأسوأ». فإن قامت الإدارة المقبلة في واشنطن بتنفيذ وعود الإدارة الحالية، فالأرجح أن إيران ستجرب حلولاً مختلطة، قليلة التحديث، مع تحجيم الانفتاح، والاستمرار في عملياتها العسكرية والمالية المحرمة في المنطقة. أما إذا اتضح أن الإدارة الأميركية المنتخبة ستصر على اختبار الوعود الإيرانية، والتعاون معها بقدر تنفيذها وعودها، فإن المرشد قد يقبر الاتفاق، والأرجح أنه لن يجدد لروحاني، الذي بقي في رئاسته أقل من عشرة أشهر، أيضًا.

 

رفسنجاني و«الحرس»

علي نون/المستقبل/26 تشرين الأول/16

إذا كان الشيخ هاشمي رفسنجاني، وهو أحد آخر الآباء التاريخيين لـ«الثورة» الإيرانية يقول ما يقوله عن تدخلات «الحرس الثوري» في سياسة بلاده، فما الذي يمكن أن يقوله يمني أو سوري أو عراقي أو لبناني أو عربي خليجي إزاء التدخّلات النارية والفتنوية التي يرعاها مباشرة ذلك «الحرس»؟! رفنسجاني وجّه بالأمس ما يمكن أن يُوصف بأنه أخطر تحذير من نوعه إلى «الحرس الثوري» من تداعيات تدخلاته «في الحياة السياسية الإيرانية»، وفي الانتخابات خصوصاً، ما يعني «دخوله في مواجهة مع الشارع الإيراني» على ما ورد حرفياً في كلام رئيس «مجلس تشخيص مصلحة النظام»! وذلك «تشخيص» ذو بُعد داخلي، لكنه ينزل برداً وسلاماً على كل شأن خارجي تتدخّل فيه إيران في هذه المرحلة «العصيبة». بحيث أن المعني واحد وإن تعدّدت نشاطاته! والمعنى واحد وإن اختلفت الجغرافيا والأهداف والغايات! «الحرس الثوري» يسعى في بلاده خارج الدستور على ما يقول رفسنجاني. ويدخل في اصطفاف حاد إلى جانب المحافظين في مواجهة الإصلاحيين. ويتمحور في سياق سياسة متنافرة: يتصدى لانفتاح الخارج على الداخل تبعاً لتداعيات التلاقح على قيم «الثورة»، لكنه يبيح لنفسه أن يذهب من الداخل إلى الخارج لتصدير تلك القيم بالشكل الذي يرتأيه.. وذلك لا يعني شيئاً سوى المسّ الخطير (المدمّر في كل حال) بالكيانات والمجتمعات والنظم السياسية والاجتماعية للدول المستهدفة. واحدة من أخطر التوليفات النظرية المعتمدة لمحاولة تبرير سياسة إيران الخارجية، هي تلك التي درج قادة «الحرس» على تسويقها داخلياً والقائلة (على طريقة «حزب الله» في لبنان) إن القتال في الخارج هو «لحماية الثورة والنظام» في الداخل. وإن «الأمن القومي» يستدعي فلش مروحة الفتن على مساحة تمتد من حدود أفغانستان شرقاً إلى شواطئ المتوسط غرباً، واعتبار القتال في سهول نينوى العراقية وتخوم الشام وحلب السورية وجبال صنعاء وتعز اليمنية، درعاً نارياً هدفه المركزي صون الجدار الإيراني من أذى «الأعداء الكثر»! صعب استرجاع او استذكار نصّ إيراني واضح، أكان صاحبه إصلاحياً أو محافظاً، يدين أو يستنكر، أو يعترض على تدخلات «الحرس الثوري» في شؤون العرب ودولهم واستقرارهم ومجتمعاتهم! وصعب أكثر الافتراض بأن إصلاحيي إيران لم ينتبهوا للمعادلة الخطيرة القائلة بأن معركة المحافظين ضدهم هي واحدة في الداخل والخارج! وأن الذي يُقتل في حلب أو ضواحي دمشق «دفاعاً عن الثورة» سيرضى بأن يُهزم في طهران أو مشهد من خلال صندوق الانتخابات أو المناورات السياسية وغير السياسية؟! ولذلك تبدو صرخة رفسنجاني خارجية بقدر ما هي داخلية، مثلما هي تعبير ملتوٍ عن قناعة تأخر الجهر بها(؟) بترابط الأهداف عند قادة «الحرس» وحلفائهم المحافظين: القتال مع الانقلابيين الحوثيين في اليمن والتركيبة الفئوية في العراق والسلطة الأسدية في دمشق و«حزب الله» في لبنان هو الرديف الحتمي للاستمرار في الإمساك بالسلطة في طهران! والتطاول على سيادة الدول المستهدفة هو الرديف الحتمي للتطاول على الدستور الإيراني! والتركيز على تفريخ الميليشيات المذهبية في الخارج هو التتمة المنطقية لـ«تدخّل العسكر في السياسة» على ما اشتكى منه الشيخ رفسنجاني! تأخّر القول لكنه وصل. وفي ذلك بعض العزاء لكل ضحايا إيران، من العرب والمسلمين!

 

«داعش» يتراجع.. المرأة تتقدم وتحكم العالم!

أسعد حيدر/,المستقبل/26 تشرين الأول/16

الموصل ستعود حرّة، و»داعش» سيُهزم ويتشتّت. تتنافس كل القوى على المشاركة في تحرير الموصل. وزير الدفاع الأميركي يزور بغداد لمواكبة تحرير المدينة، ولعل ذلك يتم قبل الانتخابات الرئاسية وفي أقصى الأحوال وأقسى الظروف قبل مغادرة باراك أوباما البيت الأبيض فيُسجل لنفسه انتصاراً له في الشرق الأوسط الذي خذله عندما أهمله خصوصاً في سوريا. والجنرال قاسم سليماني في الميدان يُنسِّق مباشرة أو بالوكالة عبر العراقيين المواجهات والمعارك. هزيمة «داعش» لن تكون نهائية مع تحرير الموصل. لا يزال الكثير، عسكرياً وسياسياً واجتماعياً وفكرياً ودينياً، حتى اقتلاع «داعش» و»القاعدة»، وكل الفكر الأصولي سواء كان سنّياً أو شيعياً، الطارئ والحديث منه. ما زال على العراقيين الكثير من الجهود والدماء قبل أن يروا العراق الذي ذهب ولن يعود كما كان. المشكلة الأكبر أنه يوجد قرار غير مُعلن ولكن الميادين تعيشه وتؤكده،وهو قذف كل هذا الإرهاب الأسود باتجاه سوريا عبر فتح ممرات مرئيّة ومعروفة وتحت المتابعة. في قلب هذا التوجُّه عدم حسم واشنطن قرارها في سوريا وحولها خصوصاً ما يتعلق بمصير الرئيس بشار الأسد. خطر «داعش» سيتصاعد وينمو وينتشر على جبهات بعيدة. الاٍرهاب الذي ينضج على نار الحقد والعيش على وقع الهزيمة والإلغاء يكون أكثر سواداً ودموية. مواجهة هذا الاٍرهاب ستكون مهمة الرئيس الأميركي القادم الذي كما تشير كل الإحصاءات أنه سيكون من نصيب المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون. والبداية ستكون حُكماً من السؤال المركزي: ما هو القرار حول مصير الأسد؟.

«داعش» أرهب العالم، ولكنه قبل ذلك أفسد المجتمعات العربية وأساء إلى الإسلام باسم الإسلام. فقط مشاهد «أفغنة» المجتمعات التي اقتحمها واحتلها، تكفي لتقدير حجم الكارثة لا بل الكوارث. إلغاء المرأة والتعليم الحديث، خصوصاً لأجيال من الأطفال، بحيث أن الخطوة الأولى هي في «سرقة» الطفولة من الأولاد إناثاً وذكوراً. فالطفل يُوجَّه نحو السلاح والتحوُّل الى آلة مقاتلة، والفتاة تُحوَّل بـ«الشودرة» الى امرأة عملها خدمة الرجل بكل نزواته والعمل المنزلي، ويتم تغييب السؤال اليومي إذا كانت الأم جاهلة وحبيسة المنزل وفي أحسن الأحوال حبيسة قواعد - قيود فماذا ستُعطي وكيف ستُربِّي؟ واختيار ما يناسب فكره الأسود من الشريعة، والأسوأ أن المجتمعات التي لم يحتلها دفعها سواء كانت سنّية أو شيعية نحو المزيد من الانغلاق على نفسها باسم الدفاع المشروع، بينما كان وما زال مدخلاً لمشروع مُعقَّد من الانتحار الجماعي عبر الخروج من العالم والابتعاد عن المستقبل الذي يُصاغ وينمو بالعلم وبشروط العقل.

عندما يستيقظ العقل في العالمين العربي والإسلامي، ويدحر «داعش»، ليس فقط عسكرياً وتنظيمياً وإنما فكرياً، يكون العالم قد تجاوزهما كثيراً. رغم ذلك أن يتم ذلك ولو متأخراً أفضل بكثير من أن لا يتم. بعيداً عن إجازات العلم والتحضيرات لغزو كوكب المشتري، فإن العالم يشهد غزواً ناعماً يغيّر وجهه. هذا الغزو الناعم يتجسَّد في صعود المرأة وتقدمها بسرعة نحو تسلّم مسؤولية إدارة العالم عبر المشاركة القوية والمتقدمة في سلطات بلادها، إلى درجة أن أهم عواصم القرار فتحت ذراعيها أمام المرأة. تأكيداً لذلك فإن هذا التقدّم يتبلور في:

[ واشنطن عاصمة العالم حتى الآن، تستعد كما تؤشر جميع الاستطلاعات لانتخاب أول امرأة في تاريخها رئيسة للولايات المتحدة الأميركية لتُكمل بذلك عملية التغيير الكبير مع انتخاب باراك أوباما أول رئيس أسود لها. هيلاري متى انتُخبت ستفتح مساراً لا عودة عنه كما سيحصل مع أوباما الأسود في تحويل الاستثناء إلى قاعدة. هيلاري كلينتون قالت من سنوات إن «النهوض بالمرأة مسألة تتعلق بالأمن القومي«. ولا شك أن نجاح كلينتون في واشنطن سيُسرِّع عملية التغيير في العالم. تماماً كما كان نجاح مارغريت تاتشر في لندن بداية لتحوّلات عالمية في النظرة إلى المرأة خصوصاً وأنها كانت «المرأة الحديدية».

[ في ألمانيا انجيلا ميركل تحكم ألمانيا الحديدية «بيد من فولاذ « وتبدو وكأنها ستتشارك مع هيلاري في إدارة العالم وخصوصاً «أوروبا المريضة». [ لندن سلّمت «مفاتيح» ما تبقى من «الامبراطورية «الى تيريزا ماي وهي كما يبدو على طريق لعب دور المرأة الحديدية في ظل أزمة تهدد بتفكيك الامبراطورية البريطانية.

[ هذه عواصم القرار في العالم الغربي أولاً والعالم ثانياً، قد تنضم باريس لهم عاجلاً أو آجلاً، حالياً سيغولين روايال التي فشلت في الانتخابات الرئاسية أمام نيكولا ساركوزي قد تصبح مرشّحة الإنقاذ للحزب الاشتراكي بعد أن أصبح الرئيس الحالي فرنسوا هولاند عبئاً على الحزب ولا يبدو أنه قادر على اجتياز الدورة الأولى من الانتخابات مما يفتح الباب أمام ماري لوبن المرأة التي تُخيف فرنسا ومعها أوروبا لأنها زعيمة اليمين المتطرّف. [ يوجد الكثير من النساء المسؤولات وقد سبقت كل هذه النساء الحاكمات انديرا غاندي المتميزة والعالمية في الهند. إلى ذلك فإن أهم موقعين ماليين في العالم تديرهما: كريستينا لاغارد، المدير التنفيذي لصندوق البنك الدولي، وجانيت بالين، رئيسة المجلس الاحتياطي الفيدرالى في الولايات المتحدة الأميركية. يُقال إن النساء في السلطة زائد التعاون في ما بينهن يحقق قدراً أكبر من النتائج بسبب الثقة والمرونة والمسؤولية، وأن ذلك يعود إلى ميل المرأة للبحث في حل وليس لتعقيد المشاكل«.

 «لننتظر ونرى» كما يقول المثل.

 

قرار فرنجيَّة ينعش الديموقراطية

الياس الديري/النهار/26 تشرين الأول 2016

عندما أصرَّ العميد ريمون اده على ترشيح نفسه للرئاسة مقابل اللواء فؤاد شهاب كان يعلم أن رئاسة الجمهورية في تلك الحقبة كُتبت لست سنوات باسم الأمير اللواء قائد الجيش. وحين سأله السفير الأميركي عن هدفه وأسباب إصراره على هذا الترشيح، أجاب اده: هدفي تأكيد صلابة النظام الديموقراطي البرلماني ورحابته، وخصوصاً عند انتقال أوّل مرشّح "عسكري" من قيادة الجيش الى قيادة الجمهورية... وإذا كانت الظروف والمرحلة مختلفة قياساً بالمظاهر والتفاصيل، فإن رئيس "تيّار المرَدَة" النائب سليمان فرنجيَّة يريد اثبات أمرين معاً: الأول أنه مرشَّح لمنصب الرئاسة الآن و"غداً"، والثاني أن هناك بقيَّة "حرزانة"، أو لا بأس بها، من النظام الديموقراطي البرلماني يريد إنعاشها وتوسيع نطاقها، سواءً أكان هو من يفوز بالمنصب أم "المرشَّح العسكري" الجنرال ميشال عون الذي يبدو في بعض مراحله كأنه لم يخلع كل "خصائص" تلك الحقبة. منذ انتهاء مؤتمر الطائف بعد توصّله الى الاتفاق على دستور جديد وميثاق متكامل معه، باتت "الديموقراطية البرلمانيَّة" أقرب الى "شاهد ما شافش حاجة"، حتى لا يُقال شاهد زور. فالرئيس الشهيد رينه معوَّض انتخبه الاتفاق السياسي قبل أن يدخل النواب الى قاعة في زحلة حلَّت محل قاعة الجلسات المستحيل الوصول إليها. كذلك الأمر بالنسبة الى الرئيس الياس الهراوي، ثم الرئيس الجنرال اميل لحود.

الى أن دخل اتفاق الدوحة في منافسة مع اتفاق الطائف، فكان التفاهم والتوافق على الرئيس الجنرال ميشال سليمان.. وفق الأسلوب والطريقة ذاتها. ودائماً بالتفاهم التام مع "الوصاية"... لكنَّ المرشح الرئاسي سليمان فرنجيَّة لا يريد أن يقتصر ترشيحه على اثبات وجود عابر على طريقة العميد اده، إنما هو يتطلَّع الى احتمالات الفوز ولو كانت تبدو الآن صعبة. وتأكيداً لهذه الخطوة ولهذا القرار، أعلن استمراره في خوض المعركة والمنافسة في مواجهة الجنرال عون، مشدِّداً على أنه "مستعدٌّ نفسيّاً للربح أو الخسارة" خلال جلسة 31 تشرين الأول الجاري. الغيارى فعلاً على "الديموقراطية اللبنانيّة" جاهروا بترحيبهم بنائب زغرتا، وقالوا إنه فعل حسناً بهذا الترشيح الذي يعزِّز النظام الذي يكاد يلفظ أنفاسه من فرط ما لاقى من الإهمال والتجاوز حتى الثمالة.ولم يفته أن يردَّ التحيَّة بمثلها لـ"الحليف التاريخي" الرئيس نبيه بري، مشدِّداً في الوقت نفسه على أنه لا يحمل أية ضغينة سياسية للرئيس سعد الحريري، مشيداً بمبادرته وشجاعته: كان صادقاً معي وسيبقى صديقاً الى الأبد.

 

عون المرشح المسافر في «سلة» الحريري!

غسان الإمام/الشرق الأوسط/26 تشرين الأول/16

أمضى رياض الصلح الزعيم التاريخي للسنة اللبنانية أربعينات القرن العشرين، وهو يشكل الحكومات. ثم يستقيل منها، لإسناد رئاستها إلى زعماء سنة آخرين يمارسون الثرثرة ضده، بانتظار دورهم لمشاركته في كعكة الحكم. السياسة في لبنان ثرثرة فضائية تمارسها الطبقة السياسية. هذه الثرثرة تحول دون تشكيل مشروع سياسي. أو اقتصادي جاد ومتكامل. وهي تنتقل إلى المجتمع الطائفي بردًا وسلامًا حينًا. وحينًا آخر تصل إعصارًا تحريضيًا كافيًا لإشعال حرب أهلية. في الثمانينات اللبنانية، استطاع مقاول كبير أن يعيد الحياة إلى مدينة بيروت التي أنهكتها الحرب الأهلية. ويشد من معنويات طائفته السنية. وفي تحوله السريع من مقاول كفء إلى سياسي واقعي، استطاع رفيق الحريري أن يقنع معظم ساسة الطوائف بالذهاب إلى مؤتمر الطائف في السعودية (1989). كان ميثاق الطائف بمثابة إعادة توزيع عادل للسلطات والمسؤوليات، بين الطوائف الأساسية الثلاث: الموارنة. السنة. الشيعة. وتم فيه الاتفاق على إنهاء الحرب. وإلغاء الطائفية السياسية. وإعادة إعمار لبنان. وإعطاء مجلس الوزراء ورئيسه السني دورًا تنفيذيًا أكبر، فيما يبقى رئيس الجمهورية الماروني وسيطًا. ومنسقًا بين ساسة الطوائف. وملزمًا باستشارة النواب في اختيار وتكليف رئيس الحكومة.

غير أن النظام الطائفي السوري المهيمن على لبنان عسكريًا وسياسيًا، سعى جهده لتعطيل تنفيذ ميثاق الطائف، بانحيازه إلى الطائفة الشيعية وحزبها الديني «حزب الله». لكن في مقابل إنهائه حروب المخابرات الإيرانية / الغربية. وإقناعه إيران بالإفراج عن الرهائن الغربيين المخطوفين، فقد اعتمدت أميركا بوش وكلينتون النظام السوري «شرطي لبنان» الأوحد. مع استدارة الثمانينات للوصل مع التسعينات، شهدت الساحة الإسلامية استقرارًا نسبيًا، فيما انفجرت الساحة المسيحية، بصعود دور العماد ميشال عون قائد ما تبقَّى من الجيش اللبناني. وإجباره الرئيس أمين الجميل بالعهدة إليه، بمنصب رئيس الحكومة.

الزعامات السياسية اللبنانية لا تجيد، عادةً، تحليل الواقع السياسي والميداني في المنطقة العربية. كان رهان الزعماء الموارنة على التدخل السوري ثم الإسرائيلي خطأ كارثيًا. ثم راح عون الذي طرح نفسه «محررًا» للبنان يهدد بقصف دمشق بصواريخ «حليفه» صدام. ثم ما لبث أن اشتبك جيشه مع ميليشيا «القوات اللبنانية»! انتهت الحرب المسيحية بمقتل وجرح 7500 مسيحي. وخسارة المسيحيين الحرب الأهلية. ونفي عون إلى فرنسا. وإنهاء الازدواج الحكومي. وتشكيل رفيق الحريري الحكومة اللبنانية العتيدة.

في التحليل، نسي الحريري دبلوماسية الراحل رياض الصلح. فظن أنه يستطيع الانفراد برئاسة الحكومة مدة طويلة، لخدمة مشروعه الاقتصادي والعمراني. فراح الزعماء السنة المتلهفون للحكم يشاغبون عليه، فيما نفذ «حزب الله» تعليمات إيران، بمنع الحريري من المساهمة في تنمية المناطق الشيعية وإعمارها.

بعد تشكيل حكومته الأولى في التسعينات، ساير رفيق الحريري نظام الأسد. واستغل مكانته الدولية في الدفاع عنه، في عواصم الغرب. وأزيح الستار هنا عن إقناع الحريري باريس، بالسماح لعون بالعودة إلى لبنان ومصالحة النظام السوري.

ثم ما لبث الحريري أن اشتبك مع الرئيس إميل لحود المنحاز إلى السورية. وانتهى الاشتباك في عصر بشار الأكثر شراسة من أبيه، باغتيال الحريري (2005). وتوجيه الاتهام في المحكمة الدولية إلى أعضاء حزب الشيعة بارتكاب الجريمة، بالتنسيق مع أجهزة أمنية سورية. لكن دم الحريري لم يذهب هباء. فقد حرر لبنان من الاحتلال العسكري السوري. أما عون فقد عاد إلى لبنان منقلبًا على ماضيه: تحالف مع «حزب الله» وإيران. صالح نظام بشار. فاستقبله في سوريا كملك ماروني زائر لمسقط رأس «القديس» شربل شفيع السريان الذين ينحدر منهم الموارنة المهاجرون تاريخيًا من سوريا إلى جبال لبنان.

هل يعيد التاريخ نفسه؟ ها هو حريري آخر يمد يده إلى ميشال عون، مبايعًا له كمرشح للرئاسة. أقول إن الحريري الابن يقدم على مغامرة قد تنتهي إما بإيصاله إلى رئاسة الحكومة، مرسيًا حلفًا مارونيًا / سنيًا جديدًا، شبيهًا بذاك الذي أقامه الراحل رياض الصلح في الأربعينات. أو تنتهي بإحباط حياته السياسية.

لكنْ دون ذلك أهوال وأهوال. عرّض سعد الحريري تياره (المستقبل) للانقسام. فقد رفض عشرة نواب من أصل ثلاثين التصويت لعون رئيسًا. ويقف النائب فؤاد السنيورة على رأس هذه المجموعة التي لا تثق بعون «الطائفي. المتقلب. وغير المضمون». كما يعارض نواب وساسة موارنة ومسيحيون في تيار 14 آذار الذي يتزعمه الحريري الابن، التصويت لعون، بما في ذلك نواب حزب الكتائب. في خطاب التأييد لعون، يشرح الحريري الأسباب بالقول إنه توصل إلى تفاهم مشترك معه، على «تحييد لبنان» في الأزمة السورية. هذا الكلام الخطير يحتاج إلى تأكيد وضمان من عون. و«حزب الله» وكيل إيران في لبنان. عون الذي زار الحريري الابن فور إلقاء خطابه لم يؤكد. إنما اكتفى بالتطييب للحريري، عن ضرورة إنقاذ لبنان دولةً. ونظامًا. واقتصادًا.

الرأي العام العربي يصعب عليه فهم رموز اللغة السياسية اللبنانية. وألغاز الشروط والضمانات المتداولة. تسهيلاً، أقول إن «السلة» أصبحت رمز المساومة والتسوية في اللعبة الراهنة، بحيث بات هناك من يقول إن العماد عون أصبح المرشح و«الرئيس» المسافر في «سلة» الحريري.

لكن نبيه بري الرئيس الشيعي المزمن لمجلس النواب، فقد بات شديد العتب والغضب على ابنه «الروحي» سعد الحريري. لأنه لم يطلعه على «تفاهمه» مع عون. هنا يقال إن على «حزب الله» ترضية بري ومصالحته مع عون. خبرتي في المساومات اللبنانية تجعلني أعتقد أن بري في رفضه لترئيس عون، يتعمد خدمة إيران و«حزب الله» اللذين يفضلان إبقاء منصب الرئاسة اللبنانية شاغرًا، بانتظار الحسم النهائي في سوريا، على أن يملأه حليف ماروني «مشاغب. ومتقلب. وأيضًا غير مضمون» كالعماد ميشال عون. مع ذلك، ألقى حسن نصر الله خطابًا في «الويك إند» تعهد فيه بالتصويت لترئيس عون في جلسة 31 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. ماذا عن الدور السعودي؟ المعروف عن الدبلوماسية السعودية أنها تضيق بالثرثرة السياسية. وقد ضاقت أكثر عندما وجدت أن الجيش اللبناني يحمي الخطوط اللوجيستية لـ«حزب الله» المؤدية إلى الحدود السورية.

هل تضمن «السلة» لسعد الحريري ترشيحه لرئاسة الحكومة؟ أم أن (الرئيس) عون سوف يتلاعب بالاستشارات النيابية، ضد مصلحة الحريري الابن، تمامًا كما تلاعب بها الرئيس لحود، ضد مصلحة الحريري الأب؟!

إذا قبلت إيران بتوزير الحريري (الذي هاجمها بمرارة في «النيويورك تايمز» أخيرًا). فهل تسمح له بالاستمرار في الحكم؟ أم تستخدم «الثلث» الوزاري المعطِّل الذي استخدمته لنسف حكومة السنيورة. ثم حكومة سعد الحريري (2011)؟

يبدو أن الحريري الابن هو أيضًا «مسافر زادُهُ الخيال» في السلة.

 

في ظلّ الوضع الإقليمي والتجاهل الدولي..

خيرالله خيرالله/المستقبل/26 تشرين الأول/16

هل وضع لبنان افضل بوجود رئيس للجمهورية، أي رئيس، ام ان البلد يستطيع الانتظار؟ هناك وجهة نظر لا يمكن الّا اخذها في الاعتبار. تقول وجهة النظر هذه ان انتخاب رئيس للجمهورية يبقى افضل من استمرار الفراغ، خصوصاً اذا التزم الرئيس، بملء ارادته طبعاً، ضوابط معيّنة. لم يعد من خيار آخر امام لبنان من اجل ملء الفراغ الدستوري في هذه المرحلة الحرجة وذلك بعد استنفاد كلّ الخيارات الأخرى. هذا ما حاول الرئيس سعد الحريري شرحه في خطابه يوم العشرين من الشهر الجاري، وهو كان بالفعل خطاباً من القلب يصدر عن رجل شجاع وجريء يهمّه «ان يبقى البلد».

تحدث سعد الحريري عن «مخاطرة». انّها مخاطرة بالفعل، بل اكثر من مخاطرة. يمكن الكلام حتّى عن مغامرة ومجازفة. هل من سبيل آخر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل الوضع العربي والاقليمي القائم وفي ظلّ التجاهل الدولي لما يدور في لبنان؟ هناك تجاهل للمأساة التي تتعرّض لها حلب، تلك المدينة الكبيرة التي تعتبر من اقدم الحواضر في العالم. لا مأساة في القرن الواحد والعشرين اكبر من هذه المأساة في ظلّ إدارة أميركية قرّرت التزام موقف المتفرّج حيال ما يدور في المنطقة. لم يكن من خيار آخر امام لبنان غير محاولة لملمة أوضاعه، اقلّه في انتظار إدارة أميركية جديدة قد لا يكون هدفها الوحيد وهمّها الاوّل عدم اغضاب ايران، خصوصاً في سوريا، حماية للاتفاق في شأن ملفّها النووي. في ظلّ ما يدور في الشرق الاوسط، يأتي على رأس الضوابط التي تعتبر من البديهيات والتي يفترض في رئيس الجمهورية احترامها، التزام اتفاق الطائف، والعمل على إعادة الحياة الى الاقتصاد ومشروع الاعمار وبناء مؤسسات الدولة، والنأي بالنفس عما يدور في سوريا. انها ضوابط من اجل حماية لبنان. انهّا ضوابط كافية لتمرير المرحلة الراهنة في حال صدقت النيّات ومارس رئيس الجمهورية الدور المطلوب منه ان يمارسه، بعيداً عن ايّ كيدية، بصفة كونه رئيساً لكلّ لبنان.

بكلام أوضح، على لبنان حماية نفسه كي لا تجرفه العاصفة التي تجتاح الشرق الاوسط والتي من نتائجها، الى الآن، سقوط الجزء الأكبر من العراق تحت الهيمنة الايرانية وتفتيت سوريا في ظلّ تنسيق روسي ـ إسرائيلي في كلّ المجالات بمشاركة إيرانية على الأرض عبر ميليشيات مذهبية باتت تشكل الوجه الآخر لـ»داعش». كان التصريح الأخير الصادر عن اللواء محمد علي جعفري قائد «الحرس الثوري» في ايران اكثر من واضح. لم يعد امام كلّ من يسعى الى معرفة ماذا تريد ايران سوى قراءة ما ورد في التصريح. قال جعفري بالحرف الواحد: «ان ايران هي من تقرّر مصير سوريا». ذهب الى ابعد من ذلك عندما قال أيضا: «انّ الدول الكبرى تتفاوض مع ايران لتحديد مصير دول المنطقة بما فيها سوريا». من يقول ان ايران تحدد مصير سوريا، يعني في حقيقة الامر ان ايران تحدد مصير لبنان أيضاً.

لم يكن في استطاعة لبنان المراهنة على الفراغ الرئاسي في ظلّ الهجمة التي تتعرّض لها دول المنطقة، على رأسها العراق وسوريا. ما اهمّية لبنان عندما يتعلّق الامر بدول في حجم العراق وسوريا؟ كلّ ما يستطيعه لبنان هو تحمّل وزر وجود ما يزيد على مليون ونصف مليون لاجئ سوري في أراضيه. سيشكل هؤلاء في المستقبل مشكلة كبيرة على كلّ صعيد في بلد ذي موارد محدودة بات معزولاً عن محيطه العربي. لا يزال لبنان يقاوم وذلك على الرغم من تخلي كثيرين عنه. صحيح ان معظم مؤسساته مهلهلة. صحيح انّ «حزب الله» جلب الويلات على البلد جراء تدخله في الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري. صحيح ان عبء اللاجئين السوريين كبير. لكنّ الصحيح أيضا انّ لا مجال للرهان على المجهول. ما ستكشفه الأسابيع المقبلة، بعد ان يصبح ميشال عون في قصر بعبدا، هل من مجال لاعادة الإقلاع بالبلد واقتصاده. سيتبيّن ما اذا كانت هناك رغبة في إعادة الحياة الى بيروت والمدن والمناطق اللبنانية الأخرى. لا شكّ ان القرار الذي اتخذه سعد الحريري وضع «حزب الله» امام لحظة الحقيقة، فكان على الأمين العام للحزب السير في عملية سدّ الفراغ الرئاسي ولكن مع تمرير كلمة «تضحية». إعتبر ان القبول بسعد الحريري رئيساً لمجلس الوزراء «تضحية»، علماً ان الدستور يقول بالاستشارات «الملزمة» التي يجريها رئيس الجمهورية الذي عليه تكليف الشخصية التي تحصل على اكبر عدد من الأصوات تشكيل الحكومة. صار احترام الدستور «تضحية». صار التفاهم بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء «تضحية». على هامش ما يدور في المنطقة، يظل على اللبنانيين العمل يومياً من اجل مقاومة المشروع التوسعي الايراني الذي يستهدف كلاً منهم. يستهدف المشروع كلّ لبناني بغض النظر عن الطائفة او المذهب او المنطقة. من يستوعب هذه المعادلة لن يجد صعوبة في فهم الأسباب التي دفعت الى التفكير جدّياً في كيفية ملء الفراغ الرئاسي والدخول في مجازفة كان لا بدّ منها، لعلّ وعسى يبقى البلد في منأى عن العاصفة التي تضرب المنطقة، خصوصاً ان حرب سوريا لا تزال في بدايتها...

 

حكومة «العشاء الأخير» وشغور ربع الساعة الأخير

باسمة عطوي/المستقبل/26 تشرين الأول/16

تنعقد جلسة مجلس الوزراء غدا الخميس، على وقع «الجو الايجابي» الذي يسود البلاد بعد إرتفاع منسوب التفاؤل بأن يوم الاثنين المقبل سيحمل رئيسا جديدا للجمهورية بعد فراغ دام أكثر من عامين ونصف العام، وبالتالي ستكون جلسة مجلس الوزراء الاخيرة، لتدخل بعدها حكومة «المصلحة الوطنية» في حالة «تصريف الاعمال» بإنتظار تكليف رئيس حكومة جديد وتشكيل مجلس وزراء جديد، فهل يمكن أن تنتقل إليها «عدوى الايجابية» وتتحول إلى جلسة «منتجة» بكل ما للكلمة من معنى، خصوصا أن جدول أعمالها يضم 83 بندا تتعلق بشؤون الناس الحياتية وأهمها بند عقد تلزيم الخلوي لشركتين لتشغيله لمصلحة وزارة الاتصالات، وهو بند خلافي سبق أن تأجل 3 مرات بسبب إعتراضات وزيري التيار «الوطني الحر» على دفتر الشروط التي وضعها وزير الاتصالات بطرس حرب؟ تأمل معظم مكونات الحكومة أن تصيب «العدوى» الجلسة الاخيرة للحكومة، على إعتبار أن الضرر الاكبر سيصيب المواطنين في حال لم يبت ببنود تتعلق برواتب الموظفين مثلا، وهذا ما يؤكد عليه وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دي فريج لـ«المستقبل» قائلا: «نكاد نجزم بأنها الجلسة الاخيرة وعلينا البت بسرعة بالكثير من البنود التي تتعلق بشؤون الوزارات وإستمرارها في مرحلة تصريف الاعمال، فالرئيس الحريري قدم تضحيات كبيرة من أجل إنتخاب رئيس وعلى المعطلين الاقلاع عن العرقلة داخل الحكومة «، آملا «أن يتم الافراج عن دفتر شروط لتلزيم الخلوي، لأنه تم إشباعه درسا وأضيفت عليه ملاحظات كل الاطراف، كما أن إقراره سيعني تحويله إلى دائرة المناقصات على أن تبت فيه الحكومة الجديدة،ما يعني أن الحجج التي كانت تقال بأن هناك مصالح خاصة للبت بهذا الدفتر لم تعد منطقية». يوافق وزير الثقافة ريمون عريجي على كلام دي فريج لناحية «ضرورة التعامل بإيجابية مع أي بند يخص مصلحة المواطنين»، لافتا إلى ان «دفتر الشروط بند مهم على جدول الاعمال ونحن نتعاطى معه بكل جدية وموضوعية كونه بنداً أساسياً يتعلق بقطاع حيوي في البلاد وجاهزا لإقراره، ونأمل من جميع الفرقاء التعاطي معه من هذا المبدأ والتعاون لتسهيل مصلحة اللبنانيين»، مشددا على أن «المنطق يفترض أن تمر جلسة مجلس الوزراء بسلاسة، لكن السوابق تشي بإمكانية حصول مناكفات بين مكوناتها».

أما وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، فهو أقرب الى الافتراض أن «جلسة الخميس لن تخلو من المناكفات من قبل وزراء التيار الوطني الحر»، ويقول: «في الجلسة الماضية رفض وزراء التيار الوطني الحر منحة بقيمة 40 مليون دولار من الصندوق الكويتي، فهل هذا ممكن؟ كما حصلت مناكفات بين الوزراء بالرغم من أن الجو العام في البلاد مريح منذ أكثر من عشرة أيام». ويضيف: «أنه العشاء الاخير للحكومة كما يقال فإذا تمكنا من إنجاز جدول الاعمال فهذا خير للجميع، وإن لم نستطع نكون بذلك قد أدينا قسطنا للعلى». ويوافق وزير العمل سجعان قزي على»أنه من الضروري إقرار بنود جدول الاعمال لأن هناك العديد من البنود ضرورية لعمل الوزارات في المرحلة المقبلة»، لكنه يعتبر أنه «لا يمكن التكهن بما ستحمله الجلسة الاخيرة للحكومة»، واصفا إياها بأنها «جلسة وداعية في ظل جو انهزامي يسود البلد منذ أن علت أسهم النائب ميشال عون في الوصول إلى الرئاسة».

 

إزالة آثار الشغور: التحدي الممتد حتى الانتخابات النيابية

وسام سعادة/المستقبل/26 تشرين الأول/16

أنظار لا تزال شاخصة إلى موعد الجلسة التي سبق وحدّدها رئيس المجلس نهاية هذا الشهر، وما إذا كان تثبيته قد بات تحصيل حاصل، ولا منفذ لإرجائه لسبب من الأسباب، أو حجّة طارئة، أو ليس بعد. وأنظار تركّز على المتوقع في الجلسة نفسها وما سوف يعقبها من خطاب قسم يدشّن العهد الجديد بعد سنتين ونصف السنة من الفراغ. وهنا ترجيحات العدد، وتوزعات التصويت، خصوصاً إذا استمرت المبارزة بين مرشحين، وإذا كان كل شيء حُسم بوضوح منذ الآن، بحيث تصير الأيام الفاصلة عن الجلسة بحكم اللاغية، أو عديمة الأثر. وخطاب القسم، فيما لو توّج العماد عون رئيساً، وهل سيتوسّع في عناوين كلمته في ذكرى ١٣ تشرين، أو سيكون هناك «نقلة» في اتجاه موضوعات وإشارات من خارج المتداول الى الآن؟ وأنظار تذهب الى ما بعد الاستحقاق وقسمه، الى بداية إقلاع العهد، المتمثل بإتاحة السبيل نحو قيام حكومة جديدة، محدَد مسبقاً أجلها بالفاصل بين انتخابات الرئاسة وبين الانتخابات النيابية.

أنظار تذهب اذاً في اتجاهات ثلاثة: إذا كان قضي الأمر أو ليس بعد، واللوحية الاجمالية لتنفيذ هذا الأمر، والتداعيات الأولى لسدّ الشغور بالطريقة التي تدحرجت «وحدة الأضداد» على الطريقة اللبنانية صوبها. في الاتجاهات الثلاثة، وحيثما ذهبت الأنظار أو كان التركيز، تحضر إشكالية واحدة: كيفية إزالة آثار الشغور. فالخطأ الجسيم في التحليل وفي بناء الموقف من الآن فصاعداً يكون بتوهّم أنّ الشغور ما أن يخلي سبيله لتبوّؤ الشخص - مركز التقاطعات الراهنة، للمنصب، حتى يصير ماضياً من دون أثر، بحيث يُعاود النظام السياسي تشغيل محرّكه، بالتي هي أحسن، ولا حاجة للالتفات الى الوراء. وهذا خطأ، لأنّه إذا استطعنا فعلاً تحقيق إنجاز إنهاء الشغور نهاية هذا الشهر، فإن العناصر التي صنعت هذا الشغور ما زالت هنا، بل إن الشغور ما كان لينتهي بتضاؤل هذه العناصر، وإنما بتقديم أولوية إنهاء الشغور نفسه: تفضيل ما اعتبرته العناصر الموجدة والمطيلة لفترة الشغور معبراً وحيداً لسدّ الفراغ، على استمرار هذه العناصر الموجدة والمطيلة للشغور في إثارة الاحتقان، بما يحوّل الفراغ من رئاسي الى مؤسسي هيكلي شامل تباعاً.

اختيار هذا «المعبر الوحيد» لسدّ الشغور لا يكفل لوحده إلغاء آثار هذا الشغور. والعهد الجديد سيقلع بشكل جيد بمقدار ما تعي الأطراف المشاركة في تكوين معالمه الأولى هذا. سلوك «المعبر الوحيد» المتاح، بشروط الشغور، لإنهائه، لا يعني أن الأزمة صارت وراءنا، ولا أن الأحلام الوردية تنتظرنا الواحد بعد الآخر لتعويضنا ما فات. اتصال لبنان بالحرب السورية، من بوابة إهدار الحدود الوطنية، ومشاركة «حزب الله» بالحرب السورية، التي هي في آن حرب لنصرة نظام دموي، وحرب مذهبية، ما زال هو الواقع الذي يكبح أحلام اللبنانيين إن قدّر لهم الاسترسال بها. كيفية ترجمة مقولة «تحييد الدولة» واقعاً تدريجياً تحتاج الى مظلة جديدة، ولغة جديدة، لكن أيضاً الى تحوّلها من دائرة حزبية محصورة الى دائرة أوسع، تشمل المجتمع المدني والهيئات الاقتصادية ومرجعيات دينية أساسية، وكلّ هذا انطلاقاً من أساس عملي: إعادة تحريك الاقتصاد اللبناني تحتاج الى البدء بتحييد لبنان عن الحرب السورية، بخطوات جدية. وإذا استمرت المكابرة على ذلك فالنتيجة ستكون: صعوبة الإقلاع مجدداً بعجلة الاقتصاد. الكبوة والكساد الحاليان لا يمكن حلهما «إدارياً» ولا «إرداوياً»، من دون دفع سياسي باتجاه تحييد لبنان عن الحرب السورية، وعن «التحزب العصبي» وراء الانقسامات الإقليمية المذهبية المتناحرة في الشرق الأوسط. مجيء حليف وثيق لـ«حزب الله» الى قصر الرئاسة سيجعل الدولة في نهاية الأمر غير قادرة على الاستثمار في التمايز المعنوي بين كيانها وبين كيان الحزب، من دون إعطاء هذا التمايز المعنوي، الذي يستفيد منه الحزب بمعنى من المعاني، ساعة يحتاجه لحماية نفسه من التطلّب الدولي بحقه، الى تمايز جدّي. ومدخل هذا هو سياسة متوازنة يقلع بها العهد الجديد، وتكون على رئيسه صياغة كلماتها المفتاحية، على هذا الصعيد. إعادة تحريك الاقتصاد، وإعطاء انطباع تحييدي تدريجي للبلد عن حرب سوريا وصراعات المنطقة، وإتاحة السبيل لتشكيل حكومة متعددة ومتجانسة: هذه أحلام وردية بطبيعة الحال بالنظر الى تجربة الانقلاب على العهود (القمصان السود) ثم التعطيل الحكومي ثم الشغور الرئاسي المزمن. لكن إن لم يكن من الممكن الخطو في أي من هذه الاتجاهات، وإذا تعثرت فوق ذلك همة الاتفاق على قانون الانتخاب، فيعني ذلك أن آثار الشغور ستبقى تستفحل رغم سد الشغور نفسه. هناك من يضيع اليوم وقته في قسمة «غالب ومغلوب»، وهناك من يضيع وقته في مكابرة مطلقة بأنه «لا غالب ولا مغلوب»: ينسى هذا وذاك أن الأمور ما زالت متحركة، وهي كذلك بعد الانتخابات الرئاسية، ما دام سيعقبها إقلاع حكومي للعهد، ثم قانون انتخاب، ثم انتخابات نيابية، وأن الأنظار ستتجه بشكل أساسي الى الانتخابات النيابية المقبلة بعد انتخاب رئيس، ما دام مجلس ألفين وتسعة يكون عملياً قد لفظ أنفاسه الأخيرة، وتجربته المرة، تجربة أكثرية استقلالوية لم تستطع الحفاظ على نفسها لأطول من بضعة أيام بعد فوزها في حزيران ألفين وتسعة. في هذا الفاصل بين انتخابات الرئاسة والانتخابات النيابية يبقى التحدي: إما إزالة آثار الشغور تباعاً، وإما استفحالها واستمرار عملية تعميم الشغور رغم إنهائه من فوق.

 

إيران والصراع بسبب الانفتاح

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/26 تشرين الأول/16قدم ثلاثة من وزراء حكومة حسن روحاني استقالاتهم نتيجة انتقادات المتطرفين لهم، ضمن صراع نشب منذ توقيع إيران اتفاقها النووي مع الغرب ووعد الحكومة ببدء مرحلة انفتاح جديدة. وقد عاشت إيران مرحلة انغلاق اقتصادية واجتماعية رافقت وصول نظام آية الله الخميني واستمرت إلى اليوم. وبعد الاتفاق، رفعت الحكومة توقعات الشباب بالانفتاح، وأبدت مرونة ملحوظة حيال حريات التعبير، حيث سمحت بوسائل التواصل الاجتماعي، وقلصت الرقابة على الإنترنت، وسمحت للنساء بالنشاطات الرياضية العلنية، وحضور الحفلات الموسيقية وغيرها.

ورغم ما قيل عن موافقة المرشد الأعلى على قرارات الحكومة فإن الصراع شب على النفوذ بين الفريقين داخل النظام؛ المتطرفين الدينيين من جهة، والحكوميين من جهة أخرى، بقيادة روحاني، وكذلك وزير خارجيته ظريف، الذي تعرض لسيل من الشتائم بسبب وعوده بالانفتاح على العالم.

وليست كل الانتقادات والتهديدات التي تسببت في استقالة وزراء التعليم والثقافة والرياضة تعبر عن الخلافات الفكرية حول الانفتاح، بل تعكس أيضًا استخدام القوى المتطرفة للجماعات الدينية ضمن الصراع على السلطة. فالحرس الثوري، والقوى الدينية المؤيدة له، فوجئوا بأن بنكين رئيسيين يرفضان تقديم خدمات مصرفية لمجموعة اقتصادية تتبع للحرس الثوري الإيراني اسمها مجموعة «خاتم الأنبياء»، ضمن تعهد قطعته الحكومة للمنظمات الدولية بتطبيق اشتراطاتها في مكافحة غسل الأموال. وقف التعامل مع المنظمات الداخلية المحظورة شرط دولي وثمن الانفتاح، مما أغضب أخطر فريق في النظام، وهو الحرس الثوري، الذي يقوم بتمويل نشاطات عسكرية هائلة في خارج إيران من خلال سلسلة عمليات مصرفية مشبوهة. ودخل على الخط خطيب الجمعة، أحمد جنتي، الذي اتهم حكومة روحاني قائلاً: «إنهم يريدون تقديم معلوماتنا المالية والمصرفية إلى الأعداء، باسم مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب». ورد عليه المتحدث باسم الحكومة بأن الحديث عن هذا الموضوع ليس مكانه الصحف أو منابر المساجد. وهذا يعني أن الضغوط الداخلية الشديدة على حكومة روحاني ليس سببها الانفتاح الاجتماعي، وزيارة عدد من فرق الرياضة النسائية العالمية للعب مع الفرق الإيرانية، والحفلات الفنية المختلطة، بل يبدو أنها مبررات تستخدم في الضغط على حكومة روحاني لوقف التزاماتها الدولية. إيران تتقاذفها جماعتان؛ فريق روحاني الموصوف بأنه يمثل ليبرالية دينية، ورجال الدين المتطرفين في بلاط المرشد الأعلى، الذي لا يبدو أنه قد حسم قراره بعد. فهو يريد أن يستفيد من الاتفاق النووي مع الغرب بكسر الحصار، مثل شراء نحو أربعمائة طائرة أميركية وأوروبية، والتبضع في سوق تقنية إنتاج النفط من الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت يريد السيطرة على الداخل، ومنع الانفتاح، وحماية تعاملات أجهزته الأمنية والدينية من الرقابة الدولية. ومن الواضح أن المرشد يراقب وينتظر ما تفضي إليه التعاملات الغربية مع إيران، خاصة بعد الانتخابات الأميركية، التي وصفها المرشد بأنها تجري «بين السيئ والأسوأ». فإن قامت الإدارة المقبلة في واشنطن بتنفيذ وعود الإدارة الحالية، فالأرجح أن إيران ستجرب حلولاً مختلطة، قليلة التحديث، مع تحجيم الانفتاح، والاستمرار في عملياتها العسكرية والمالية المحرمة في المنطقة. أما إذا اتضح أن الإدارة الأميركية المنتخبة ستصر على اختبار الوعود الإيرانية، والتعاون معها بقدر تنفيذها وعودها، فإن المرشد قد يقبر الاتفاق، والأرجح أنه لن يجدد لروحاني، الذي بقي في رئاسته أقل من عشرة أشهر، أيضًا.

 

رفسنجاني و«الحرس»

علي نون/المستقبل/26 تشرين الأول/16

إذا كان الشيخ هاشمي رفسنجاني، وهو أحد آخر الآباء التاريخيين لـ«الثورة» الإيرانية يقول ما يقوله عن تدخلات «الحرس الثوري» في سياسة بلاده، فما الذي يمكن أن يقوله يمني أو سوري أو عراقي أو لبناني أو عربي خليجي إزاء التدخّلات النارية والفتنوية التي يرعاها مباشرة ذلك «الحرس»؟!

رفنسجاني وجّه بالأمس ما يمكن أن يُوصف بأنه أخطر تحذير من نوعه إلى «الحرس الثوري» من تداعيات تدخلاته «في الحياة السياسية الإيرانية»، وفي الانتخابات خصوصاً، ما يعني «دخوله في مواجهة مع الشارع الإيراني» على ما ورد حرفياً في كلام رئيس «مجلس تشخيص مصلحة النظام»!

وذلك «تشخيص» ذو بُعد داخلي، لكنه ينزل برداً وسلاماً على كل شأن خارجي تتدخّل فيه إيران في هذه المرحلة «العصيبة». بحيث أن المعني واحد وإن تعدّدت نشاطاته! والمعنى واحد وإن اختلفت الجغرافيا والأهداف والغايات! «الحرس الثوري» يسعى في بلاده خارج الدستور على ما يقول رفسنجاني. ويدخل في اصطفاف حاد إلى جانب المحافظين في مواجهة الإصلاحيين. ويتمحور في سياق سياسة متنافرة: يتصدى لانفتاح الخارج على الداخل تبعاً لتداعيات التلاقح على قيم «الثورة»، لكنه يبيح لنفسه أن يذهب من الداخل إلى الخارج لتصدير تلك القيم بالشكل الذي يرتأيه.. وذلك لا يعني شيئاً سوى المسّ الخطير (المدمّر في كل حال) بالكيانات والمجتمعات والنظم السياسية والاجتماعية للدول المستهدفة. واحدة من أخطر التوليفات النظرية المعتمدة لمحاولة تبرير سياسة إيران الخارجية، هي تلك التي درج قادة «الحرس» على تسويقها داخلياً والقائلة (على طريقة «حزب الله» في لبنان) إن القتال في الخارج هو «لحماية الثورة والنظام» في الداخل. وإن «الأمن القومي» يستدعي فلش مروحة الفتن على مساحة تمتد من حدود أفغانستان شرقاً إلى شواطئ المتوسط غرباً، واعتبار القتال في سهول نينوى العراقية وتخوم الشام وحلب السورية وجبال صنعاء وتعز اليمنية، درعاً نارياً هدفه المركزي صون الجدار الإيراني من أذى «الأعداء الكثر»! صعب استرجاع او استذكار نصّ إيراني واضح، أكان صاحبه إصلاحياً أو محافظاً، يدين أو يستنكر، أو يعترض على تدخلات «الحرس الثوري» في شؤون العرب ودولهم واستقرارهم ومجتمعاتهم! وصعب أكثر الافتراض بأن إصلاحيي إيران لم ينتبهوا للمعادلة الخطيرة القائلة بأن معركة المحافظين ضدهم هي واحدة في الداخل والخارج! وأن الذي يُقتل في حلب أو ضواحي دمشق «دفاعاً عن الثورة» سيرضى بأن يُهزم في طهران أو مشهد من خلال صندوق الانتخابات أو المناورات السياسية وغير السياسية؟! ولذلك تبدو صرخة رفسنجاني خارجية بقدر ما هي داخلية، مثلما هي تعبير ملتوٍ عن قناعة تأخر الجهر بها(؟) بترابط الأهداف عند قادة «الحرس» وحلفائهم المحافظين: القتال مع الانقلابيين الحوثيين في اليمن والتركيبة الفئوية في العراق والسلطة الأسدية في دمشق و«حزب الله» في لبنان هو الرديف الحتمي للاستمرار في الإمساك بالسلطة في طهران! والتطاول على سيادة الدول المستهدفة هو الرديف الحتمي للتطاول على الدستور الإيراني! والتركيز على تفريخ الميليشيات المذهبية في الخارج هو التتمة المنطقية لـ«تدخّل العسكر في السياسة» على ما اشتكى منه الشيخ رفسنجاني! تأخّر القول لكنه وصل. وفي ذلك بعض العزاء لكل ضحايا إيران، من العرب والمسلمين!

 

«داعش» يتراجع.. المرأة تتقدم وتحكم العالم!

أسعد حيدر/المستقبل/26 تشرين الأول/16

الموصل ستعود حرّة، و»داعش» سيُهزم ويتشتّت. تتنافس كل القوى على المشاركة في تحرير الموصل. وزير الدفاع الأميركي يزور بغداد لمواكبة تحرير المدينة، ولعل ذلك يتم قبل الانتخابات الرئاسية وفي أقصى الأحوال وأقسى الظروف قبل مغادرة باراك أوباما البيت الأبيض فيُسجل لنفسه انتصاراً له في الشرق الأوسط الذي خذله عندما أهمله خصوصاً في سوريا. والجنرال قاسم سليماني في الميدان يُنسِّق مباشرة أو بالوكالة عبر العراقيين المواجهات والمعارك. هزيمة «داعش» لن تكون نهائية مع تحرير الموصل. لا يزال الكثير، عسكرياً وسياسياً واجتماعياً وفكرياً ودينياً، حتى اقتلاع «داعش» و»القاعدة»، وكل الفكر الأصولي سواء كان سنّياً أو شيعياً، الطارئ والحديث منه. ما زال على العراقيين الكثير من الجهود والدماء قبل أن يروا العراق الذي ذهب ولن يعود كما كان. المشكلة الأكبر أنه يوجد قرار غير مُعلن ولكن الميادين تعيشه وتؤكده،وهو قذف كل هذا الإرهاب الأسود باتجاه سوريا عبر فتح ممرات مرئيّة ومعروفة وتحت المتابعة. في قلب هذا التوجُّه عدم حسم واشنطن قرارها في سوريا وحولها خصوصاً ما يتعلق بمصير الرئيس بشار الأسد. خطر «داعش» سيتصاعد وينمو وينتشر على جبهات بعيدة. الاٍرهاب الذي ينضج على نار الحقد والعيش على وقع الهزيمة والإلغاء يكون أكثر سواداً ودموية. مواجهة هذا الاٍرهاب ستكون مهمة الرئيس الأميركي القادم الذي كما تشير كل الإحصاءات أنه سيكون من نصيب المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون. والبداية ستكون حُكماً من السؤال المركزي: ما هو القرار حول مصير الأسد؟.

«داعش» أرهب العالم، ولكنه قبل ذلك أفسد المجتمعات العربية وأساء إلى الإسلام باسم الإسلام. فقط مشاهد «أفغنة» المجتمعات التي اقتحمها واحتلها، تكفي لتقدير حجم الكارثة لا بل الكوارث. إلغاء المرأة والتعليم الحديث، خصوصاً لأجيال من الأطفال، بحيث أن الخطوة الأولى هي في «سرقة» الطفولة من الأولاد إناثاً وذكوراً. فالطفل يُوجَّه نحو السلاح والتحوُّل الى آلة مقاتلة، والفتاة تُحوَّل بـ«الشودرة» الى امرأة عملها خدمة الرجل بكل نزواته والعمل المنزلي، ويتم تغييب السؤال اليومي إذا كانت الأم جاهلة وحبيسة المنزل وفي أحسن الأحوال حبيسة قواعد - قيود فماذا ستُعطي وكيف ستُربِّي؟ واختيار ما يناسب فكره الأسود من الشريعة، والأسوأ أن المجتمعات التي لم يحتلها دفعها سواء كانت سنّية أو شيعية نحو المزيد من الانغلاق على نفسها باسم الدفاع المشروع، بينما كان وما زال مدخلاً لمشروع مُعقَّد من الانتحار الجماعي عبر الخروج من العالم والابتعاد عن المستقبل الذي يُصاغ وينمو بالعلم وبشروط العقل.

عندما يستيقظ العقل في العالمين العربي والإسلامي، ويدحر «داعش»، ليس فقط عسكرياً وتنظيمياً وإنما فكرياً، يكون العالم قد تجاوزهما كثيراً. رغم ذلك أن يتم ذلك ولو متأخراً أفضل بكثير من أن لا يتم. بعيداً عن إجازات العلم والتحضيرات لغزو كوكب المشتري، فإن العالم يشهد غزواً ناعماً يغيّر وجهه. هذا الغزو الناعم يتجسَّد في صعود المرأة وتقدمها بسرعة نحو تسلّم مسؤولية إدارة العالم عبر المشاركة القوية والمتقدمة في سلطات بلادها، إلى درجة أن أهم عواصم القرار فتحت ذراعيها أمام المرأة. تأكيداً لذلك فإن هذا التقدّم يتبلور في:

[ واشنطن عاصمة العالم حتى الآن، تستعد كما تؤشر جميع الاستطلاعات لانتخاب أول امرأة في تاريخها رئيسة للولايات المتحدة الأميركية لتُكمل بذلك عملية التغيير الكبير مع انتخاب باراك أوباما أول رئيس أسود لها. هيلاري متى انتُخبت ستفتح مساراً لا عودة عنه كما سيحصل مع أوباما الأسود في تحويل الاستثناء إلى قاعدة. هيلاري كلينتون قالت من سنوات إن «النهوض بالمرأة مسألة تتعلق بالأمن القومي«. ولا شك أن نجاح كلينتون في واشنطن سيُسرِّع عملية التغيير في العالم. تماماً كما كان نجاح مارغريت تاتشر في لندن بداية لتحوّلات عالمية في النظرة إلى المرأة خصوصاً وأنها كانت «المرأة الحديدية».

[ في ألمانيا انجيلا ميركل تحكم ألمانيا الحديدية «بيد من فولاذ « وتبدو وكأنها ستتشارك مع هيلاري في إدارة العالم وخصوصاً «أوروبا المريضة».

[ لندن سلّمت «مفاتيح» ما تبقى من «الامبراطورية «الى تيريزا ماي وهي كما يبدو على طريق لعب دور المرأة الحديدية في ظل أزمة تهدد بتفكيك الامبراطورية البريطانية.

[ هذه عواصم القرار في العالم الغربي أولاً والعالم ثانياً، قد تنضم باريس لهم عاجلاً أو آجلاً، حالياً سيغولين روايال التي فشلت في الانتخابات الرئاسية أمام نيكولا ساركوزي قد تصبح مرشّحة الإنقاذ للحزب الاشتراكي بعد أن أصبح الرئيس الحالي فرنسوا هولاند عبئاً على الحزب ولا يبدو أنه قادر على اجتياز الدورة الأولى من الانتخابات مما يفتح الباب أمام ماري لوبن المرأة التي تُخيف فرنسا ومعها أوروبا لأنها زعيمة اليمين المتطرّف. [ يوجد الكثير من النساء المسؤولات وقد سبقت كل هذه النساء الحاكمات انديرا غاندي المتميزة والعالمية في الهند. إلى ذلك فإن أهم موقعين ماليين في العالم تديرهما: كريستينا لاغارد، المدير التنفيذي لصندوق البنك الدولي، وجانيت بالين، رئيسة المجلس الاحتياطي الفيدرالى في الولايات المتحدة الأميركية. يُقال إن النساء في السلطة زائد التعاون في ما بينهن يحقق قدراً أكبر من النتائج بسبب الثقة والمرونة والمسؤولية، وأن ذلك يعود إلى ميل المرأة للبحث في حل وليس لتعقيد المشاكل«.

 «لننتظر ونرى» كما يقول المثل.

 

جلسة الاثنين الانتخابية دورة أولى أم ثانية؟ مرقص لـ"النهار": لا يجوز أن يفصل بينهما تشريع

منال شعيا/النهار/26 تشرين الأول 2016

أما وقد كتب ما كتب في الاستحقاق الرئاسي، فلا بد من الحديث عن آلية الانتخاب التي ينبغي أن تطبق في جلسة 31 تشرين الاول الجاري. هل هي دورة أولى أم ثانية؟ في الوقائع، انعقدت جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في 23 نيسان 2014، وكانت هي الجلسة الاولى. وفي الوقائع أيضا، كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يدعو الى جلسات انتخاب في شكل متواصل. إنما في الوقائع ايضا، انعقدت جلستا تشريع في زمن الفراغ الرئاسي. كل هذه المعطيات فرضت واقعا جديدا، قد لا يكون دستوريا، لكنه بات امرا واقعا. من هنا ساد لغط حول النصاب والاقتراع وشرط الانتخاب. بعض المراجع فضّل الصمت. وبقيت قلة لا تزال تتحدث في الدستور كتفسير منطقي واضح. يشرح الدكتور بول مرقص ان "المادة 49 من الدستور لا تتحدث في ذاتها عن النصاب، بل عن الاكثرية او الغالبية. لذلك، ثمة فارق كبير بين النصاب والغالبية". ويقول لـ"النهار": "النصاب هو عدد النواب المطلوب حضورهم حتى تلتئم الجلسة وتنعقد. اما الغالبية فتعني عدد الاصوات المطلوب اقتراعها لنيل مرشح معيّن عددا من الاصوات تؤهله للفوز". إذاً، ثمة تباين واضح. والنصاب لا يجاري الغالبية بشيء. واللافت أكثر أن الدستور اللبناني مقتبس عن الدستور الفرنسي عام 1875، وهذا الدستور لا يتحدث عن نصاب. يعلق مرقص: "الربط بين النصاب والغالبية في غير محله. ونسخة الدستور الفرنسي القديمة، والمقتبس عنها الدستور اللبناني، تنص على ان المجلسين يفترض انعقادهما من دون الحاجة الى هذا الحرص، اي بمعنى ان انعقادهما واجب وملزم. ولا مشكلة في تأمين نصاب ام لا، بمعنى أن لا لزوم للنصاب ما دام النواب لا يتأخرون عن الحضور. فلمَ الحاجة أو الحرص على التحدث عن النصاب او الاشارة اليه؟ الحضور عندهم واجب، لذا، تجاوز الدستور الفرنسي هذه الناحية". إنما في لبنان الامر مختلف تماما. النواب يأخ

 

هل هناك أثمان لوصول عون إلى بعبدا؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الأربعاء 26 تشرين الأول 2016

ستكون هناك معجزة في 31 تشرين الأول. كثيرون لم يكونوا يصدِّقون أن إيران في ذروة انشغالها الاستراتيجي، من الموصل إلى حلب، وجدت الفرصة ملائمة لـ«ميني تسوية» سريعة في لبنان، هي أقل بقليل من الدوحة ولا تلبّي جزءاً بسيطاً من الطامحين إلى تغيير «الطائف». «الميني تسوية» بات واضحاً أنها تقوم على عنصرين: لا مانع من وصول العماد ميشال عون إلى بعبدا ولا الرئيس سعد الحريري إلى السراي... أما بقية المشهد وتداعياته فمتروكة إلى حينها. وثمّة عنصران استراتيجيان دفعا القوى الدولية والإقليمية إلى صياغة «الميني تسوية»:

1 - التداعيات البالغة الخطر التي تنذر بها التطورات المتسارعة، بالتزامن، في حلب والموصل، والتي توحي بأنّ الطابع المذهبي الحادّ للصراع سيتخذ أشكالاً مختلفة في المرحلة المقبلة، وسط ارتفاع واضح في منسوب التوتر بين إيران وتركيا.

وفي بعض الأوساط الإقليمية السنّية كلام عن ترابط بين مجريات الأحداث في الموصل وحلب ومناطق أخرى في سوريا، متّهمين إيران بأنها تريد السيطرة على كامل حلب والموصل وإفراغ مناطق أخرى في العراق لخلق جسر يربطها بالعراق وسوريا فلبنان.

وهذا الوضع يمكن أن ينقل الشرارة السورية والعراقية إلى لبنان، خصوصاً في ظلّ عنصرين: قتال «حزب الله» في سوريا ووجود حالات غير منضبطة في بعض المخيمات الفلسطينية وبيئات النازحين السوريين.

2 - المسارَعة إلى استباق أيّ تغيّر في نهج التعاطي الأميركي مع ملفات الشرق الأوسط بعد انتخاب الرئيس الأميركي الجديد.

لا يريد الإيرانيون إنجاز تسوية كاملة في لبنان في الوقت الحاضر، لأنّ الظروف الملائمة لها لم تنضج. لكنهم لعبوا ورقة سريعة التحقيق، ومزدوجة الهدف:

- إظهار تجاوبهم مع الرغبات العربية والدولية في الحفاظ على الحدّ الأدنى من استقرار الحكومة المركزية في لبنان.

- الإفادة من الوجود، الشكلي على الأقل، للحكومة المركزية كتغطية يحتاج إليها حلفاؤهم في المرحلة المقبلة. لذلك، مرَّر «حزب الله» الصفقة، وقوامها الآتي: يُسمَح للحليف عون بالوصول إلى قصر بعبدا وللخصم الحريري إلى السراي. وبعد ذلك لكلّ حادث حديث. حرص الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله على إعطاء العلاقة بين «الحزب» والرئيس نبيه برّي غالبية المساحة في خطابه الأخير، قبل أن ينهيه بإبداء الموافقة على معادلة عون- الحريري. وقد تعاطى معها كجرّاح يحرص على تمرير المبضع بدقة شديدة منعاً لأيّ خطأ في الجراحة، ومنعاً لأيّ خطأ في الفهم قد يصيب أحداً.

يقول البعض: من المبكر أن يتحدّث السيد نصرالله أو سواه عن المضمون السياسي لمرحلة ما بعد انتخاب عون ومجيء الحريري إلى السراي. لذلك، لا يمكن لأحد أن يتوقع منه أن يكشف، في خطابه الأخير، تطلعات «الحزب» السياسية للمرحلة المقبلة.

لكنّ آخرين قرأوا بين سطوره، بوضوح، ما يأتي: علينا واجب الوفاء للحليف، العماد عون. فـ«الحزب» معروف بوفائه للحلفاء. وإذا اقتضت الظروف لوصوله إلى الرئاسة أن يأتي الحريري إلى رئاسة الحكومة، فإننا سنضحّي إكراماً لحليفنا ومراعاة لمصالحه.

ولكن، بعد انتهاء عملية الانتخاب، سنكون قد سدَّدنا ما علينا، ويجب على الآخرين، ولاسيما عون، أن يسمحوا لنا ويوافقونا على اتخاذ الخطوات الأخرى التي نرى أنها حيوية لمصالحنا الاستراتيجية.

هذا هو فحوى كلام نصرالله عن برّي، تزامناً مع تأكيد نواب «الحزب» وكوادره في الأيام الأخيرة على اعتبار العلاقة مع برّي ثابتة وأولوية على كلّ ما عداها. فقط هي عملية انتخاب عون تخرج عن القاعدة. أما عهد عون- الحريري فسيكون محكوماً بمعادلة التحالف الثنائي الاستراتيجي بين «الحزب» وحركة «أمل» كأولوية. في الموازاة، اعتمد بري مقاربة تلاقي «حزب الله» في تبريره للسير في «الميني تسوية». لذلك قال: «تعطيل النصاب في جيبي الكبير، لكنني لن الجأ إليه... وليس المهم شهر العسل بل المهم أكل العسل». ما يعني أنّ معركة بري الحقيقية ستبدأ بعد انتخاب عون. وبالتأكيد، هذه المرّة، لن يترك «حزب الله» حليفه الأكبر وحيداً. سارع برّي والقريبون إلى كشف بعض جوانب المرحلة: إنتخابات وفق قانون 1960 (طبعاً لا داعي للتذكير بأنّ برّي هو المرشح الأوحد لرئاسة المجلس المقبل) وتعاطٍ حازم مع عملية تأليف الحكومة الأولى، التي قد تستغرق 5 أشهر أو 6، أي حتى موعد الانتخابات النيابية على الأرجح.

هذا يعني ما يأتي: الحليفان الشيعيان اللذان سلّفا عون تسهيلات غير متوقعة مكَّنته من الفوز بالجائزة الكبرى، سيواجهانه بالقول: نحن مرتبطون بالتحالف معك، والوفاء لك، ولكن ليس للذين تعاونت معهم من خارج حلفائنا. وعلى الأرجح، سيُسارع برّي و»الحزب» والنائب وليد جنبلاط إلى إرضاء الحليف الأوثق النائب سليمان فرنجية في الدرجة الأولى، و»سيقفون عند خاطره» قبل أن يقفوا على خاطر الحريري (الحائز أساساً على جائزة عودته إلى السراي) أو على خاطر الدكتور سمير جعجع.

بعد انتخاب عون، سيتمكّن الحريري من الحصول على تكليف برئاسة الحكومة من القوى إياها التي انتخبت عون، وربما أكثر، لكنّ المعركة ستبدأ عندئذٍ. وسيكون عون منشغلاً بتثبيت موقعه في الحكم والحكومة والمؤسسات. فهل ستكون له القدرة الكافية على دعم حليفه المسيحي الدكتور جعجع وفق ما رشح من قبل، لجهة تسليم «القوات» مواقع حيوية في الحكومة المقبلة؟

قد يعاني الحريري في السراي، وقد يجد جعجع صعوبة في الحصول على المكافأة التي استحقها بتبنّي عون. والحق يُقال أنه لولا موقف جعجع لما كان ممكناً إقناع الحريري بتبنّي ترشيح عون أيضاً، ولكان صعباً وصوله إلى بعبدا.

وهكذا، يبرز السؤال: إذاً، مَن سيدفع ثمن انتصار عون بوصوله إلى موقع الرئاسة؟

القراءة الباردة هنا توحي بالآتي:

1- عون نفسه سيدفع في الدرجة الأولى بقبوله لقانون 1960، وربما لتقليص في الحصص داخل الحكومة.

2- الحريري سيكون أمام تحدّي العودة إلى مظلّة «التحالف الرباعي» المذهبي، والحصول على المكاسب من خلاله.

3- فرنجية دفع من فرصه لبلوغ القصر حالياً لكنّ تعاطيه المرن ربما يجعله الأوفر حظاً بعد «الجنرال» لدى حلفائه. وفي أيّ حال، سيحصل فرنجية ربما على جوائز ترضية في الحكومة والمجلس لتعويض عدم اختياره رئيساً.

4- القوى المسيحية في «14 آذار»، ولاسيما «القوات اللبنانية» ستجد نفسها أمام خيارات مربِكة. فعون سيكون منشغلاً بالدفاع عن مواقعه، والحريري سيحتمي بـ»التحالف الرباعي» لتحصيل ما أمكن. فهل تشارك هي في الحكومة الحريرية المقبلة إذا لم تقتنع بالحصة، أم تفضّل المقاطعة كما هي اليوم في حكومة الرئيس تمام سلام؟

الجميع يستعدّ لمعارك ما بعد 31 تشرين الأول، لكن هناك مَن يمتلك أسلحة المواجهة وهناك مَن سيواجه باللحم الحيّ، كما فعل دائماً.

 

الإعداد لانطلاقة العهد تخالف التوقعات حكومة تكنوقراط خلال أسبوع أو اثنين

روزانا بومنصف/النهار/26 تشرين الأول 2016

على رغم الكلام المرتفع النبرة لرئيس مجلس النواب نبيه بري في الموضوع الرئاسي فيما هو لا يزال في جنيف حتى عشية موعد الجلسة المرتقبة يوم الاثنين المقبل، لا ترى مصادر سياسية في مضمون هذا الكلام ما يعرقل فعلا المسار الذي تتجه اليه الامور، مع توقع انتخاب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية او ما يشوش عليه. بل فهمت هذه المصادر مرونة في موقفه، فيما لفتت الى تشديد من "حزب الله" على التمسك به رئيسا للمجلس النيابي، مما يعني ان باب المساومات فتح على ارضاء بري باعتبار ان عون لا يتحمل في انطلاقة عهده مقاطعة او معارضة من رئيس المجلس النيابي، وكذلك رئيس الحكومة العتيد لا يستطيع تحملها. وتقول هذه المصادر إن جهد عون يركز على تأمين انطلاقة قوية للعهد، وان هذا كان محورا مهما من زيارته للامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، لأنه لن يكفي إيصال عون الى الرئاسة من دون تأمين متطلبات أخرى مواكبة، تلافيا لمواجهته الفشل الذريع الذي سينعكس على حلفائه، خصوصا ان اشكاليات عدة ترافق انتخاب عون. وهناك معارضة داخلية لا بأس بها حتى لو كان فوزه مضمونا، فيما يعمل على ذلك بقوة من أجل ألا يأتي هذا الفوز هزيلا. وعلى غير ما تذهب اليه التوقعات التي ساهمت فيها بعض المواقف، ولا سيما موقف الرئيس بري الذي تحدث عن حكومة قد يستغرق تأليفها خمسة او ستة اشهر، وعن عرقلة سيواجهها الرئيس سعد الحريري كرئيس مكلف تشكيل الحكومة، فإن ثمة ما ينبئ بحسب هذه المصادر، نقلا عن مرجعية بارزة، بأن المسار الحكومي الذي سينطلق حكما بعد الانتخاب الرئاسي قد يكون مفاجئا الى حد كبير، في ظل اقتناع بأن عون سيكون في حاجة الى تأليف حكومة جديدة بعد تكليف رئيسها، ولا تتعدى مدة التأليف الاسبوع او الاسبوعين على أبعد تقدير، علما أن المسألة لو حصلت على هذا النحو فإنها ستكون مفاجئة بقوة لجميع اللبنانيين. وتعرب هذه المصادر عن اعتقادها أن السرعة المتوقعة او المرتقبة للتأليف تشي بأن صيغتها جاهزة وان الاعداد لها بدأ على نحو مسبق، إذ أجريت اتصالات ببعض من يرغب الرئيس العوني في توزيرهم، ويبدو أن الحكومة العتيدة قد تعتمد على غالبية من التكنوقراط من أجل تخفيف حدة المشهد الانقسامي بين مؤيد لوصول عون ومعارض، ولعدم إحداث فرز سياسي منذ انطلاقة عهده، قد يتعاظم بمرور الوقت. والواقع أن حكومة يحتمل ان يستغرق تأليفها شهرا في ظل مساومات يعرفها العماد عون شخصيا، يمكن ان تفتح الباب على مدة اضافية لا يحتملها الرئيس، هو الآتي تحت شعار الرئيس القوي الذي يرغب في اعطاء ملمح عن ذلك عبر تسهيل تأليف الحكومة كما يرغب في توجيه رسالة عما يحمله بدء عهده من انفراج عبر انطلاقة قوية على هذا المستوى. فإذا كان يريد القول عبر انتخابه إن الحل للازمة السياسية في لبنان قد بدأ، فإنه سيكون مرنا في تأليف الحكومة على ذمة هذه المصادر، ومن المتوقع ان يرضي الرئيس بري وسواه من المعارضين المؤثرين من أجل تأمين ذلك، خصوصا متى كانت الحكومة هي حكومة انتخابات من حيث المبدأ لن تستمر سوى بضعة أشهر، بحيث لا تستحق افتعال مشكلات ليست في محلها، حتى لو تم تأجيل موعد الانتخابات بضعة أشهر إضافية. وبحسب المصادر نفسها، أثبتت التطورات خلال الاسابيع الاخيرة أن الامور معدة ومحضرة مسبقا على نحو ليس متوقعا او معروفا، بدليل أن المسار الرئاسي الذي كان مفاجئا لكثيرين سلك طريقه فعلا من دون أي عقبات تذكر، على رغم الرفض الضمني المعروف لوصول عون الى الرئاسة، وان كل خطوة من الاتفاق المعد للانتخابات الرئاسية مضمونة خلفيتها.

وفيما تخشى مصادر سياسية متعددة ان يواجه لبنان عزلة اقتصادية وسياسية تعتقد انها ستتزايد بناء على خيار انتخاب عون وما يعنيه ذلك من فوز محور سياسي اقليمي معين، فيما لا يلقى هذا الخيار اي حماسة خارجية، بل يواجه هواجس كبيرة ومخاوف، فإن الرهان هو اولا على خطاب القسم والرسائل التي سيوجهها عون بعد انتخابه، الى الداخل كما الى الخارج، باعتبار أن هذا الخطاب سيشكل معلما أوليا سيبنى على مقتضاه لاحقا، ولو ان هناك من يقول ان الدول تعمل وفق مصالحها ولن تتوقف طويلا عند تفاصيل كثيرة في حال كان خطاب القسم متوازنا يحفظ المبادىء الاساسية للبنان والركائز التي يعول عليها الخارج في رؤيته. والتحدي بالنسبة الى الزعيم العوني أن اداءه في الرئاسة الاولى لا يمكن ان يبقى هو نفسه كما لو انه خارج الحكم، وهذا يشمل السياسة الخارجية في الدرجة الاولى، كما يشمل مقاربته سائر المشكلات الداخلية في ظل هواجس داخلية كبيرة يتعين عليه تخفيفها أو الحد منها. إذ إن هناك جملة معايير يتعين على الرئيس أن يلتزمها، خصوصا في ما يتصل بمواقع حساسة وبالغة الاهمية في تعامل الخارج مع لبنان، ولا سيما المواقع التي تؤمن استقرار لبنان وتبقي على جوهره من دون تعريضه لتبدلات خطيرة. وهناك جملة رسائل حرصت مراجع عدة على إيصالها الى الجنرال عون في المدة التحضيرية الفاصلة عن انتخابه وإعداده للمرحلة المقبلة من أجل أن يأخذها في الاعتبار.

 

عون رئيساً... إلّا إذا

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/الأربعاء 26 تشرين الأول 2016

عملياً يمكن القول إنّ العماد ميشال عون وضَع رِجلاً في قصر بعبدا ويستعدّ الاثنين المقبل لوضع الرِجل الأخرى. البوانتاج العوني متفائل ويضع في حسابه تأييد ثمانين نائباً، فيما تتراوح البوانتاجات الأخرى لتعطي عون 73 نائباً مقابل 53 لمَن سيصوّتون لرئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية وللورقة البيضاء، ذلك من دون إسقاط احتمال أن تتوحّد الأوراق البِيض مع أوراق فرنجية في اللحظات الأخيرة، أو أن يهبط الروح القدس على بعض الكتل القادرة على تطيير النصاب. لا يهدأ فريق عون في تجديد البوانتاج في كلّ يوم أكثر من مرّة، فيما معارضوه، سواء داعمو فرنجية أو محبّذو الأوراق البِيض يتواصلون وإنْ بخَجل ومِن دون نتيجة. أعطى فرنجية في مقابلته التلفزيونية انطباعاً بأنّه يحتفظ بهامش تحرّك واسع من قبَل «حزب الله». إذ تحت سقف المشاركة في الجلسة، توعّد بمفاجآت، وهو بالفعل يقوم باتصالات مع عدد من النواب، مِن ضمنهم النائب بطرس حرب الذي يؤيّد فرنجية، وآخرون، فيما حصَل تواصل مع الكتائب لم تُعرف نتيجته. ستكون الدورة الأولى من الجلسة المقبلة مؤشّراً إلى موازين القوى، فإذا نال عون رقماً يقارب الثمانين، ضمَن حكماً نتائجَ الدورة الثانية، أمّا إذا نال رقماً لا يتجاوز كثيراً رقم فرنجية، فهذا سيشكّل إنذاراً قد يَدفعه على الأرجح إلى إسقاط النصاب، فيما لا يمكن استبعاد إسقاط النصاب من الجهة المقابلة في حال كانت الدورة الثانية لصالح عون. يُبدي عون ثقةً كبيرة ببوانتاجه النيابي، لكنّه لا يأمن كتلة تيار «المستقبل»، فتصويتُها بين رافض ومؤيّد سيُحدّد الفَرق بين فرنجية وعون، كما أنّ هذا التصويت حتى لو لم يصبّ لفرنجية، سيَحرم عون إذا كان كثيفاً من أن ينال النصف زائداً واحداً في الدورة الثانية، خصوصاً إذا ما ارتفع رافضو انتخاب عون إلى ما فوق الـ 15 نائباً. سيكون تصويت كتلة «المستقبل» أساسياً في تحديد الفائز. ما يُثار حول تراجع المعترضين على عون إلى أربعة نواب، أبرزُهم الرئيس فؤاد السنيورة ليس دقيقاً، لكنّ ذلك لا ينفي أنّ الرئيس سعد الحريري يحتفظ بورقة إقناع المعترضين فرداً فرداً، ومنهم مَن أعلن منذ الآن التصويت بورقة بيضاء، ما رفعَ التفاؤل العوني إلى توقّع أن ينتخب من كتلة «المستقبل» 25 نائباً بالحد الأدنى. يجد نواب «المستقبل» أنفسهم عالقين بين نارين، هم من جهة لا يريدون الاصطدام بالحريري، ومِن جهة ثانية يعرفون أنّ خيار انتخاب عون مكلِف شعبياً، منهم من جاهرَ برفض عون كالسنيورة والدكتور أحمد فتفت وآخرين، ومنهم من ينتظر الأيام المقبلة لتحديد موقفه، هذا فيما أطفأ السنيورة محرّكاته، لجمعِ أكبر عدد منهم رفضاً لعون، لكي لا يؤدي ذلك إلى الاصطدام مع الحريري. لم يبقَ إلّا أيام على جلسة الـ31 التي ستشهد اختباراً يعيد الذاكرة إلى انتخابات العام 1972. تشهد الجلسة تنافساً بين مرشّحَين حليفين لـ«حزب الله»، وقد تركَ الحزب للتنافس أن يأخذ مداه، وهذا ما ظهر في مقابلة فرنجية، الذي أوحى أنّه طليق اليد، إلى درجة ترتيب جلسة تنافسية حقيقية، ولو حصَل ذلك فإنّ الشكوك بمشاركة عون فيها تصبح أكثرَ مصداقية، ذلك على الرغم من أنّ عون تعهّدَ بالنزول إلى الجلسة، وأن يخرج منها رئيساً، وأن لا يقبل بتأجيلها، وهذا ما شجّعه عليه الحريري، في اتّصال هاتفي طلبَ منه فيه الاستمرار ورفض أيّ محاولة للتأجيل، لأنّ الظرف الداخلي والعربي مؤاتٍ لانتخابه رئيساً.

 

هذا ما قاله لي سمير جعجع

شارل جبور/موقع القوات اللبنانية/25 تشرين الأول/16

سألت “الحكيم” بعد إعلانه ترشيح العماد ميشال عون مباشرة التالي: على رغم تأييدي الشخصي لهذه الخطوة ألم يكن ممكناً تجنبها كونها لن تقدم ولن تؤخر في مسار الاستحقاق الرئاسي على رغم تبني الرئيس سعد الحريري ترشيح النائب سليمان فرنجية، وذلك بفعل تمسك “حزب الله” بترشيح عون، خصوصاً ان خطوة من هذا النوع قد يكون لها تداعيات عدة؟ومرد سؤالي ليس تشكيكاً بالخطوة، إنما لأدعِّم موقفي في ظل الحملة على هذه الخطوة من بعض الأوساط داخل “14 آذار”، وان جعجع لم يكن مضطراً لاتخاذها.

فأجاب “الحكيم” بما معناه: “دعك من قناعتي الشخصية بضرورة تأييد ترشيح “الجنرال” لأسباب وطنية تبدأ بخطورة استمرار مخطط الفراغ الرامي إلى كشف البلد لإسقاط اتفاق الطائف، ولا تنتهي بأسباب مسيحية لطي الصفحة الخلافية مع “التيار الوطني الحر” وغير الممكنة عمليا سوى بهذا الترشيح، وما بينهما إعلان الترشيح على أساس مبادئ وطنية واضحة والنظرة إلى براغماتية “الجنرال”، فإن ترشيح الحريري لفرنجية والتأييد الفوري الذي حصده من الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط وقوى حزبية ومستقلة سيؤدي إلى عزل ترشيح عون ويدفع “حزب الله” عاجلا أم آجلا إلى الاعتذار منه لعدم قدرته على تحمُّل الضغوط الداخلية والخارجية للاستمرار بدعمه، وبالتالي خروج عون من السباق الرئاسي وانتخاب فرنجية”. وتابع الحكيم: “عدم ترشيح عون يعني انتخاب فرنجية، وأي كلام آخر هو من باب التنظير وعدم المسؤولية الوطنية. لسنا على خلاف شخصي مع فرنجية، ولكن إذا وضعنا بين خياري عون وفرنجية لن نتردد بدعم الأول لثقتنا باستقلاليته نتيجة حيثيته الشعبية ومسيرته السياسية، كما نتيجة تموضعه السياسي لجهة ان الظروف السياسية قادته إلى التحالف مع “حزب الله”، فيما فرنجية يتقدم بمواقفه على الحزب بالخيارات الوطنية”.

وقد تذكرت هذه الدردشة مع “الحكيم” وسمحت لنفسي بتدوينها وتظهيرها بعدما استمعت إلى النائب فرنجية مساء الاثنين مع الزميل مرسيل غانم والذي أكد حرفيا ما كان توقعه سمير جعجع، حيث قال فرنجية: “حزب الله” كان يعول على انسحاب عون بعد ترشيح الحريري لي، لكن دعم جعجع له جعله متشبثا بترشحه والله ما بقا يخلي ينسحب”. وبمعزل عن صوابية رؤية جعجع وقراءته الدقيقة للأحداث وتطوراتها واتخاذه الموقف المناسب في الوقت المناسب، بما أدى إلى خلط الأوراق والحسابات، فإن فرنجية أكد ما ردده ويردده جعجع مرارا وتكرارا بان “حزب الله” لا يريد عون رئيسا، ولكنه لا يريد ان يخسره حليفا، وهذا ما يفسر تركه “يقلع شوكه بإيده”، كما ان فرنجية عاد وأكد ان كل خطواته كانت منسقة مع الحزب من عزمه الترشح إلى لقاءاته مع الحريري، ما يثبت ان “حزب الله” كان بصدد البحث عن استراتيجية خروج من ترشيح عون، ولم يكن يتوقع ان يرشحه جعجع الذي أعاد تزخيم خيار عون الرئاسي.

وقد لا تكون العودة إلى هذه المحطات مفيدة بعدما فعل ترشيح جعجع لعون فعله، ولم يتراجع “حزب الله” عن دعمه لعون بعد دعم الحريري لعون، وبعدما أصبح انتخاب “الجنرال” مؤكدا، وبعدما انتقل الحديث إلى ما بعد 31 الجاري وتحديدا لناحية تأليف الحكومة ومستقبل العلاقة بين معظم القوى السياسية التي تشظت بفعل المسار السياسي لهذا الاستحقاق، ولكن على رغم كل ذلك لم يكن ممكنا القفز فوق ما قاله فرنجية وعدم التوقف عنده لثلاثة أسباب:

السبب الأول، لأن اي تحليل يجب ان يستند إلى معطيات دقيقة، وما قاله فرنجية يصنَّف في خانة المعلومة من مصدرها الأساسي، وليس نقلا عن، ما يجعلها نقطة ارتكاز لأي قراءة سياسية.

السبب الثاني، لان مرحلة ما بعد الرئاسة مرتبطة بما قبلها، ومعلومة من هذا النوع تشكل قاعدة لفهم منظومة تفكير “حزب الله”، فيما عدم مصلحة عون بفتح دفاتر الماضي بعدما حقق هدفه الرئاسي لا يعني انه سيتجاهل واقعة من هذا النوع.

السبب الثالث، لانه يجب إعطاء “الحكيم” حقه، وهو ليس بحاجة لشهادة من احد، ولكن من الضروري التذكير بان جعجع هو الوحيد الذي فكك شيفرة “حزب الله”.

 

الكرامة قبل الحكومة

قاسم يوسف/بيروت اوزارفر/25 تشرين الأول/16

كل شيء بدا هادئًا ومنسقًا ويكاد يخلو من أي شائبة تُذكر. أطل الرجل بعد صمت طويل وفي جعبته مطالعة وجدانية حول المراحل الأساسية التي طبعت سيرته السياسية والوطنية. عدّد الأسباب الموجبة. قدّم خلاصة موجزة عن الاتفاق. وأعلن تأييد ترشيح ميشال عون لرئاسة الجمهورية. بلا خطأ أو ابتسامة تجرّع كأس السمّ، وكأنه يقول لنا ولعموم الحاضرين والغائبين: ها قد أديت قسطي للعلى، وأقدمت مرغمًا حيث أحجم الآخرون. لا شك أن الخطوة برمتها ستبقى محط مد وجزر طوال الفترة المقبلة، طبعًا لا حاجة هنا لنقاش الترشيح بحد ذاته، كونه مفهوم ومتوقع، لكن اللافت تمثل في عدم الرد على الكلام الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله حول رئاسة الحكومة، سيّما وأن الأخير أمعن في التركيز على هذا الجانب الذي أهمله الحريري في مطالعته، مشيرًا إلى أن الحريري طلب موافقة حزب الله على رئاسته للحكومة، وقد حازها بصفتها تضحية كبرى يُقدمها الحزب على مذبح هذا الاتفاق.

يشعر سعد الحريري بغصة كبيرة لحظة الحديث عن الضمانات التي تتعلق برئاسته لحكومة العهد الجديد. حدث ذلك مرارًا عقب ترشيحه لسليمان فرنجية. قال أنا لا أسعى إليها، ولا أريد ضمانات من أحد. هذا واقع تحدده الاستشارات والكتل لحظة الوصول اليه. لكن ثمة من يصرّ على مقارعته بالسيرة عينها: أنت تلهث خلف أي تسوية تحفظ موقعك في السلطة. لا أكثر ولا أقل. كان من المفترض أن يرّد سعد الحريري بشكل حازم على هذا الكلام, وهو مطالبٌ بتوضيحات شاملة في إطلالته المقبلة. هل طلب بالفعل ضمانة حزب الله؟ وإن كان كذلك, فهل يستوي السؤال المركزي الذي أطلقه في مقدمة إنعطافته: ماذا عسى رفيق الحريري كان فاعلًا، لا سيّما بعد الكلام المهين الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله؟ هل كان ليصمت وكأن شيئًا لم يكن؟ هل كان سيبادر أساسًا إلى حجز موافقة الحزب على مستقبله السياسي قبل الشروع في تقديم مبادرته الوطنية والانقاذية؟ في مقالته الأخيرة، استعاد عقل العويط جانبًا مُشرقًا من تاريخ الراحل ريمون إده، ذاك الضمير الوطني الكبير. قال: عُرِضت عليه الرئاسة أكثر من مرّة، فنظر إليها من منظار مواصفاته ومبادئه، ومن علياء كرامته، فلم يجد بدًا من أن يبصق عليها. وقد بصق بالفم الملآن، وعلى مرأى ومسمع من الجميع في الداخل، كما في الخارج القريب والبعيد. لا بدّ، ربما، أن يعلن سعد الحريري في إطلالته التلفزيونية المرتقبة عدم رغبته بالترشح إلى رئاسة الحكومة قبل الانتخابات النيابية. هكذا يكون الرد مزلزلًا على تضحية حزب الله الكبرى. وهكذا نبادر بكرامة رغم الجراح. لا نريد منّة من أحد. ولا نسعى لتسوية مذلّة. ما دون ذلك. ستذهب الكرامة، ومعها الكثرة الكاثرة من رفيق الحريري وجمهوره العاقل.

 

عون يرفض تأجيل جلسة الـ 31.. هل ينعقد الحوار قبلها؟ «السيد» لـ«الجنرال»: استثمر «تضحيتنا».. بالشراكة

ايلي فرزلي/السفير/25 تشرين الأول/16

لم يكن اللقاء بين السيد حسن نصرالله و «فخامة» العماد ميشال عون مفاجئاً لأحد. «برمة العروس» قادت «الجنرال» الى الضاحية الجنوبية، قبل ساعات قليلة من خطاب الأمين العام لـ «حزب الله». خطاب كان عون يتمنى لو أن «السيد» قد أهمل منه الجزء المتعلق بمخاطبة قواعد «التيار الوطني الحر»، «لأنه لا خوف على العلاقة التاريخية بين الحزب والتيار، وهي مرت في ظروف أصعب ولم تهتز».

واللافت للانتباه أن السعودية واكبت «لقاء التهنئة والشكر» بين نصرالله وعون، بقرار لمجلس وزرائها جدّد فيه العزم على مواصلة التصدي لما وصفته بـ «أنشطة حزب الله الإرهابية». وهي سبق أن واكبت إعلان الرئيس سعد الحريري ترشيح عون بعقوبات مشتركة مع أميركا ضد خمسة أشخاص وشركة بتهمة دعم «حزب الله». في هذه الأثناء، كانت علامات الارتياح والاطمئنان والانشراح بادية على محيّا العماد عون، عندما استهل نهاره، في الرابية، صباح أمس، باستقبال أعضاء المكتب السياسي في «التيار». شعر الحاضرون بأن «الجنرال» صار أكثر حيوية ونشاطاً، «عاد عمره 30 عاماً إلى الوراء، أو الأدقّ، عاد 26 عاماً».

ميشال عون لم يصبر سنتين ونصف سنة فقط حتى يصل إلى مراده. وضع الرئاسة نصب عينه منذ ثلاثين عاماً. دار الزمن دورة كاملة قبل أن يعود ليشكل «الفرصة الوحيدة» لإنهاء الفراغ الرئاسي. كان سعد الحريري بعيداً جداً، فإذا به يجلس في أحضان العهد العوني ويصبح «لاجئاً سياسياً» في حارة حريك.. وسمير جعجع كذلك، ولو أن حساباته تذهب أبعد من حصّته في الحكومة المقبلة، وتحديداً نحو الانتخابات النيابية المقبلة وما يمكن أن تفرزه من موازين قوى جديدة تؤثر في الاستحقاقات المقبلة.

يدرك عون أنّ التحالف الاستراتيجي مع «حزب الله» من جهة، والنفس الطويل للحزب، شكلا ورقة رابحة أوصلته إلى الرئاسة الأولى..

ليل أمس الأول، عقد «لقاء العهد»، الذي وصف في الشكل بأنه «لقاء تهنئة وشكر». «الجنرال» شكر «السيد» على دعمه الصادق واللامحدود ووقفته التاريخية الى جانبه. ونصرالله رد مهنئاً عون بالرئاسة الأولى، فكان جواب «الجنرال» أنه «لولاكم يا سيد لما وصلت الأمور الرئاسية الى خواتيمها».

هي المرة الأولى التي يخرج ضيف بعد لقائه «السيد» للتصريح منذ حرب تموز 2006. وبحسب البيان الصادر عن «العلاقات الإعلامية في حزب الله»، قال عون: «جئنا الليلة نشكر السيد حسن نصرالله على مساعدتنا في حل المشكلة التي كانت مستعصية في انتخاب رئيس الجمهورية وأعطى كل التسهيلات لحل هذه القضية، والحمد لله وصلنا إلى نهاية سعيدة ونتمنى أن تستكمل الأمور ودائماً كنا نجد كل مساعدة وكل تسامح في القضايا الوطنية».

لكن النهاية السعيدة لم تكتمل بالنسبة للحزب. الحليفان الأهم لا يزالان خارجها. لذلك، إلى جانب الشكر، تناول اللقاء الذي حضره جبران باسيل وحسين الخليل ووفيق صفا، المساعي المطلوبة لتحويل انتخابات الرئيس إلى مناسبة جامعة تعبّر أفضل تعبير عن وحدة الصف السياسي الذي كان ينتمي العماد عون إليه أولاً من ثم الى مناسبة لتعزيز الوحدة الوطنية. فقال الأمين العام لـ «حزب الله» لضيفه «إن البلد لا يحكم لا بثنائية ولا بثلاثية إنما يحكم بمشاركة الجميع»، مشيراً إلى أنه «وفينا بوعدنا والتزامنا معكم ونحن جاهزون للمساعدة والتعاون على قاعدة الشراكة».

لكن إذا كان نصرالله قد قال في أسبوع الشهيد حاتم حمادة («علاء»)، إننا سنذهب مع بري متفاهمين ومتفهمين إلى الجلسة، فقد بدا ذلك تأكيداً على أنّ حبل التسوية لم ينقطع. فهل ما يزال هنالك متسع من الوقت لإيجاد صيغة ترضي رئيس المجلس النيابي قبل الحادي والثلاثين من تشرين الأول؟

لعل الأهم بالنسبة لعون هو أنّ بري لن يعطّل الاستحقاق وسيشارك عملياً في «العرس الديموقراطي»، وهو ما يراه نصف مشاركة أو أكثر في الانتخاب. أما رسالة السيد نصرالله لعون، التي كررها أكثر من مرة، بحسب المعلومات التي توافرت، فمفادها «لا حكومة بلا الرئيس نبيه بري ونحن لن نشارك في حكومة لا يشارك دولة الرئيس فيها»، فيما كان هناك تأكيد متجدد من عون بالانفتاح الكامل على كل الفرقاء والاستعداد للتفاهم معهم وتفهم مطالبهم.

كل ذلك لم يلغ رغبة «حزب الله» في أن تكون مشاركة بري كاملة إن أمكن، أو على الأقل تأكيد موقعه كحام للدستور والميثاق. ولذلك، تردد أنه تم طرح اقتراحين خلال اللقاء بين نصرالله وعون. الأول، يقضي بتأجيل بسيط لجلسة 31 تشرين الأول، بما يعنيه ذلك من بعث رسالة إيجابية لبري، مفادها أن الاستحقاق لن يجري إلا بمباركته. وهو ربما ما جعل نصرالله لا يذكر تاريخ 31 تشرين الأول في خطاب القماطية قبل اللقاء مع «الجنرال»، تاركاً فرصة الوصول إلى تفاهم كهذا قائمة، كما يقول مصدر عوني.

أما الاقتراح الثاني في اللقاء، فتركّز على إمكان التئام طاولة الحوار، بما يؤدي إلى مناقشة مسألة الترشيح بشكل جامع، وبما يخرجها من خانة «اتفاق جبران باسيل ونادر الحريري» ويؤدي إلى مساهمة الجميع في أوسع صياغة سياسية تمهد لاتفاق يشمل أكثر من عنوان، إضافة إلى رئاسة الجمهورية، وأبرزها التوافق على قانون انتخابي عصري.

رفض عون اقتراح تأجيل الانتخابات ولو يوماً واحداً مهما كانت المبررات، تحسباً لأي احتمال قد يؤدي الى خلط أوراق الرئاسة، ربطاً باقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في الثامن من تشرين الثاني المقبل.

أما طاولة الحوار، فلم يعترض عون على عقدها قبيل الانتخابات الرئاسية (تردد أن «الجنرال» اقترح يوم السبت المقبل مع عودة الرئيس بري من جنيف)، خصوصاً أن عقدها يمكن أن يعيد بري إلى الواجهة بوصفه عرّاب الحل. وعندها يدخل الجميع الى جلسة الإثنين في 31 تشرين الأول ضمن توافق يؤدي الى انسحاب سليمان فرنجية وضمان أصوات الرئيس نبيه بري وبالتالي حصول عون على 86 صوتاً من الجلسة الأولى. لكن الإشكالية العونية تتمثل في احتمال تمديد طاولة الحوار، فيصار إلى عقد أكثر من جلسة، تستوجب تأجيل الانتخابات الرئاسية، وهذا أمر صار بمثابة «خط أحمر» لدى «الجنرال».

انتهى اللقاء بين نصرالله وعون باتفاق على تكثيف الاتصالات واللقاءات مع الحلفاء والاستفادة من الوقت الفاصل عن موعد جلسة الانتخاب في الأسبوع المقبل، وخصوصاً أن ثمة من يسعى في فريق «14 آذار» الى تحويل فوز «الجنرال» إلى «انتصار لفريقه»، وتحديداً رئيس «القوات» سمير جعجع.

وحتى موعد الإثنين، ثمة نصيحة من «السيد» إلى «فخامة الرئيس»: «حزب الله» قدم تضحية كبيرة (عدم الممانعة بعودة الحريري) لإتمام الاستحقاق، ندعوكم إلى الاستفادة والاستثمار على هذه التضحية، والباقي عندكم.

من الثابت أن عون ليس في وارد زيارة فرنجية في بنشعي ولا الأخير في وارد استقبال أي موفد غير «الجنرال». وهو قال، ليل أمس، في حوار مع الزميل مارسيل غانم ضمن برنامج «كلام الناس»: «ليس لدينا مشكلة بوصول عون للرئاسة وإذا ربح فسنهنئه لأنه صبر ونال ما عمل من أجله وهو انتصار لفريقنا السياسي».

وأكد أنه إذا حصل إجماع وطني على عون «الله يوفقه»، ورأى أن مضيّه بالترشيح «أشبه بتحد شخصي»، وقال إنه بالسياسة «لا مانع لدينا من وصول الحريري لرئاسة الحكومة».

وكان عون قد زار، مساء أمس، البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، لإطلاعه على تطورات الملف الرئاسي، وأوضح بيان عن المجتمعين أن الراعي «أبدى ارتياحه لحصول ما كان يطالب به باستمرار، وهو إعلان الكتل السياسية والنيابية موقفها بشأن الترشيح، الأمر الذي بات يضمن انعقاد الجلسة الانتخابية المقررة، وانتخاب رئيس للبلاد طالما انتظره الشعب بفارغ الصبر».

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جعجع عرض مع ريتشارد وزاسبيكين التطورات والتقى رئيس بلدية بعبدا

الثلاثاء 25 تشرين الأول 2016 /وطنية - استقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب على التوالي، السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد والسفير الروسي ألكسندر زاسبيكين، في حضور مستشار رئيس الحزب للعلاقات الخارجية ايلي خوري ورئيس جهاز العلاقات الخارجية بيار بو عاصي. وعرض المجتمعون التطورات السياسية الراهنة في لبنان والمنطقة، لا سيما ملف رئاسة الجمهورية. من جهة أخرى، زار رئيس بلدية بعبدا انطوان الحلو معراب في إطار المراجعات التي تجريها بلدية بعبدا، وأطلع جعجع على "الخرائط ومشاعات بلدية بعبدا والاعتداء الحاصل من قبل بلدية الحازمية"، طالبا ب"التدخل لإيجاد حل لهذه المسألة وإحقاق الحق والحفاظ على حسن الجوار بين البلدتين". الى ذلك، التقى جعجع نجل النائب الراحل ميشال الحلو طوني الحلو، ثم وفدا من أهالي ضحايا جريمة عشقوت، يرافقه المحامي جورج الخوري في حضور منسق القوات في كسروان - الفتوح الدكتور جوزف خليل. وشكر الوفد جعجع على تعازيه للعائلة وتعاطفه معها، مؤكدا "تمسك العائلة دائما بالدولة وبمؤسساتها القضائية".

 

كاغ اجرت مباحثات في موسكو حول التطورات الاقليمية: هناك حاجة إلى إستمرار الدعم الدولي للبنان

الثلاثاء 25 تشرين الأول 2016 /وطنية - وزع مكتب المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ بيانا اوضح فيه ان السيدة سيغريد كاغ اجرت اليوم مباحثات في موسكو نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف ومسؤولين اخرين. ركَزت المباحثات على الوضع في لبنان والتطورات الإقليمية.

وأوضح البيان انه "اولي اهتمام خاص لعناصر أساسية من بيان رئيس مجلس الأمن الصادر في 22 تموز، وخصوصا دعوة مجلس الأمن للتوصل إلى اتفاق توفيقي من أجل إنهاء الأزمة السياسية والمؤسسية في لبنان. ويتضمن ذلك الحاجة إلى ضمان سير عمل مؤسسات الدولة وفقا للدستور والعملية الديمقراطية بحيث يتمكن لبنان من مواجهة التحديات التي يواجهها بفعالية". وأكدت المنسق الخاص على الحاجة إلى إستمرار الدعم الدولي المنسق من أجل لبنان لمساعدته على مواجهة تداعيات الازمة في سوريا. وتم البحث ايضا في الوضع الامني في لبنان وأهمية الدعم المطلوب والآني للجيش اللبناني. كما بحثت المنسق الخاص كاغ مع نائب وزير الخارجية الروسية غاتيلوف القرار 1701. وستقدم كاغ إحاطة إلى مجلس الأمن في 10 تشرين الثاني".

 

 محامي عائلة الصدر: عازوري أغرق الملف بحشو لا يمت للقانون بصلة

الثلاثاء 25 تشرين الأول 2016 /وطنية - صدر عن وكيل عائلة الإمام المغيب السيد موسى الصدر، المحامي شادي حسين، البيان التالي: "ردا على ما ورد في بيان وكيل المدعى عليه هنيبعل القذافي، المحامي الزميل أكرم عازوري، والذي يأتي في سياق استمرار ممارسة الضغوط على المحقق العدلي في قضية إخفاء الإمام الصدر ورفيقيه، ندلي بالآتي: يبدو أن الزميل عازوري يمتهن الطريقة الدونكيشوتية، محاولا تضليل الرأي العام عبر زعمه أن موكله لم يستجوب منذ أشهر، متقصدا إغفال ذكر أن وكيلة هنيبعل السابقة تقدمت بطلب نقل دعوى للارتياب، وأنه هو -أي الأستاذ عازوري - تقدم بدفع شكلي يمنع بالطبع إستجواب موكله، ولو كان حريصا بالفعل على سير مرفق القضاء، لما كان أغرق الملف بحشو لا يمت للقانون والمنطق بصلة". وختم: "علق الزميل عازوري مهامه أم لم يفعل، الإجراءات والأصول القانونية ستطبق بحذافيرها".

 

 الراعي التقى سفير النمسا وغصن ووفدا كنسيا ارمنيا من فرنسا والكعكي نقل عنه دعم بكركي لأي رئيس يختاره السياسيون

الثلاثاء 25 تشرين الأول 2016 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي وفدا من ابناء الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية في فرنسا يترأسه المطران فاهان هوفانيسيان الرسول البطريركي في اوروبا الغربية وراعي الكنيسة الأرمنية الأورثوذكسية في باريس. واشار هوفانيسيان الى ان هدف الزيارة هو "التماس بركة صاحب الغبطة والتأكيد على تضامننا مع الشعب اللبناني ومحبتنا له"، وأضاف: "ان شعب لبنان بطوائفه المتعددة يشكل نموذجا فريدا في الشرق. ونحن هنا اليوم في زيارة حج للأماكن الدينية المسيحية في هذا البلد".

وتابع: "اكدنا لغبطته ان وحدة لبنان هي من وحدة مسيحييه، ونحن نؤمن بهذه الوحدة. ولبنان هو من الدول القليلة التي يوجد فيها تآلف مسيحي - اسلامي منذ مئات السنين ونتمنى ان يستمر هذا التآلف. نحن نقدر بعمق كبير شخص غبطته الذي خصص لنا وقته وكانت مناسبة تحدثنا فيها عن اهمية علاقة المسيحيين ببعضهم كأسرة واحدة كذلك عن اهمية علاقتهم بلبنان". وختم: "نتمنى ان يتفق اللبنانيون على انتخاب رئيس للجمهورية ونحن تفاءلنا كثيرا باللقاء الذي تم البارحة بين غبطته والجنرال ميشال عون والإحتمالية الكبيرة لأن يكون الجنرال عون رئيسا للجمهورية بعد غياب سنتين ونصف للرئاسة. ونتمنى ان تتفق الفئات الأخرى على شخص واحد، وكما قال البطريرك الراعي ان يكون شخصا قادرا على حماية ألفة لبنان ووحدته".

سفير النمسا

والتقى الراعي سفير النمسا في لبنان ماريان ويربا في زيارة بروتوكولية على إثر استلامه لمهامه الديبلوماسية في لبنان. بعد اللقاء أوضح ويربا ان بلاده "تكن كل التقدير والإحترام لشخص البطريرك الراعي الذي هو على رأس كنيسة عريقة تاريخها عريق تربطه قواسم مشتركة مع تاريخ كنيستنا الكاثوليكية".

واضاف: " كان لقاء وديا جدا، شعرت اثناءه براحة كبيرة نظرا لحفاوة الترحيب الذي ابداه صاحب الغبطة. لقد استمعت منه الى موجز هام جدا عن الاوضاع الحالية في لبنان والمنطقة". وتابع ويربا: "شددنا على دور المسيحيين في الشرق وفي المنطقة كلها في العراق وسوريا ولبنان. وتحدثنا عن الصعوبات التي تواجهها الجماعة المسيحية وتحديدا في العراق وسوريا نظرا للحروب التي تشهدها هذه البلاد، كما تحدثنا عن دور الجماعة المسيحية في هذه المنطقة ولا سيما في الحوار بين الأديان". وختم: "نحن ندعم الحوار بين الثقافات والأديان كذلك المشاريع الانسانية في لبنان لمساعدة اللبنانيين المحتاجين في عدد من المناطق، كذلك مساعدة اللاجئين السوريين".

الكعكي

بعدها التقى الراعي نقيب الصحافة في لبنان عوني كعكي على رأس وفد من اعضاء النقابة ضم: فيليب ابي عقل، جورج طرابلسي، جورج بشير، جورج سولاج، فادي نون، ثائر عباس، غسان عميرة، بسام عفيفي، طلال حاطوم وغسان حجار. بعد اللقاء أعرب الوفد عن "اهمية اتمام العملية الإنتخابية لرئاسة الجمهورية بالصورة الديموقراطية". وقال الكعكي:"التمسنا من غبطته التزام الكنيسة بالصلاة اليومية على نية انتخاب رئيس الجمهورية، لكي يبزغ فجر جديد على لبنان تتغير معه الأوضاع، واكد لنا غبطته ان بكركي تدعم اي رئيس للجمهورية على اساس انه رئيس البلاد، لأن ما يجمعنا هي المبادىء الدستورية والثوابت الوطنية، وخدمة الانسان والمجتمع والدولة. ونحن ككنيسة نخدم وفق طريقة خاصة بنا، اما الخيارات السياسية فهي متروكة للسياسيين ولكم ان تتنافسوا في تحقيق الثوابت والمبادىء بما هو احسن للبنانيين وللبنان". واضاف: "كما ان غبطته اوضح ان الكنيسة لا تختلف مع احد على الخيارات السياسية فهذا حق للجميع، ولكنها تختلف مع الغير حول احترام الثوابت والمبادىء وعدم خدمة المواطن والمجتمع والدولة". ونقل الكعكي عن البطريرك الراعي "دعم الكنيسة للرئيس ايا يكن لأنه رئيس البلاد وحامي الدستور والضامن للمؤسسات. واذا كان هناك ما يجب ان نقوله للرئيس نقوله له مباشرة وليس عبر الاعلام والرئيس الذي تنتخبه الكتل النيابية هو الذي ندعمه. يقال ان بكركي باركت ترشيح الأربعة دون غيرهم وهذا غير صحيح نحن ليس لدينا اي مرشح ولا ندعم مرشحا ولا نزكي مرشحا ولا نضع فيتو على اي مرشح. وبكركي لم تحصر نفسها بالأربعة". وأشار الى ان البطريرك الراعي "كان مرتاحا جدا للقائه مع الجنرال عون بالأمس، ناقلا عنه انه "في حال لم يتم التوصل الى اقرار قانون انتخابي جديد فليطبق قانون الستين، والقوانين يجب ان تكون على قياس الوطن وليس على قياس الأشخاص" كما طالب بتطبيق الطائف نصا وروحا حتى "لا تستمر الاقطاعية السياسية".

غصن

ثم استقبل البطريرك الراعي وزير الدفاع السابق فايز غصن الذي اكد ان"الزيارة هي ضرورة وواجب لا سيما في هذه الأوقات التي نحن بأمس الحاجة فيها الى الإستماع الى توجيهات غبطته الحكيمة والبناءة". اضاف: "نحن من المؤيدين للوزير سليمان فرنجية ونحن نعتبر ان جلسة الاثنين المقبل هي جلسة مفتوحة وديمقراطية ونتمنى على السادة النواب ان يحكموا ضميرهم في خلالها، ليختاروا الرئيس الأنسب للبنان ولمستقبل لبنان". واكد غصن ان سليمان فرنجية "مستمر بترشحه وتاريخه يحكي عنه، ولبنان بكافة طوائفه ومذاهبه يعرف انه رجل الأيادي البيضاء ويعرف انه رجل يعمل لوحدة ومستقبل لبنان".