المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 تشرين الأول/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.october27.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ المَلَكُوتِ ولا يَفْهَمُهَا، يَأْتِي الشِّرِّيرُ ويَخْطَفُ مَا زُرِعَ في قَلْبِهِ

ولْيُوفِ الرَّجُلُ ٱمْرَأَتَهُ حَقَّهَا، وكَذَلِكَ المَرْأَةُ أَيْضًا رَجُلَهَا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

شارل جبور: إعلامي قواتي يشوه الحقائق ويقلب الوقائع/الياس بجاني

“انتخاب عون انتصار لطهران”!؟/شارل جبور/موقع القوات اللبنانية

فشل وخيبة نظريات وتوقعات جعجع الإستراتجية بما يخص الرئاسة/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

14 آذار بالمقلوب في ساحة الشهداء في 31 تشرين الأول/ ايلي الحاج/النهار

ثوابت اللبنانيين الذين يناضلون من أجل لبنان حر سيد ومستقل/خليل حلو/فايسبوك

الاب طوني الخولي نهائيا خارج الرهبنة المارونية

ايهود يعاري: كنت أود ان أشارك صديقي ميشال عون فرحته

عون يستعد لإعلان انتصار مسيحي صافي/نوفل ضو/فايسبوك

عون واستعادة حقوق المسيحيين/نوفل ضو/فايسبوك

رئاسة عون والمغتربين/نوفل ضو/فايسبوك

نصرالله لباسيل.. "خَفّف"

العميد كلود حايك... القائد الجديد المحتمل للجيش

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 26/10/2016

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الاربعاء الواقع في 26 تشرين الاول 2016

بري دعا الى جلسة لانتخاب رئيس الاثنين

سلام استقبل وزيري المال والخارجية ومديرة الوكالة الوطنية للاعلام

فرنجية بعد لقائه الراعي: مستمر في ترشحي

بري: نصاب جلسة الانتخاب محسوم ولا لزوم للاثارة واللغط

جنبلاط عرض مع ريتشارد الاوضاع في لبنان والمنطقة

اعلام رئاسة الجمهورية: دعوة المؤسسات الاعلامية الراغبة بتغطية تسلم الرئيس لسلطاته

فارس خشّان: لا أحلم بحكم نصرالله، فهل يحلم أحد بعودة هتلر؟

لماذا يستمر فرنجية في معركته ضدّ عون؟

شبح التأجيل يحوم فوق الجلسة الرئاسية.. و«برّي» اللاعب الأكبر

ثورة الفقراء في «الضاحية الجنوبية» قادمة/محمد بحسو/جنوبية

جلسة انتخاب الرئيس: 86 أو 65 صوتاً؟

جنبلاط مع التسوية/منير الربيع/المدن

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مكاري: بري حسم الجدل حول جلسة الاثنين

خطاب القسم مؤشر الى مسـار العهد: ماذا عن "النـأي بالنفس" والعلاقة مع العـرب والعماد عون غير متحمس لطاولة حوار في بعبدا ويفضل إنعاش المؤسسات الدستورية

تشـكيل الحكومة الحريريــــة ابرز تحديـــات العهد العونــــــي ومشاركة المعارضة تكبّلها بالثلث المعطل وغيابها يحصر التمثيل الشيعي بالحزب

بري يحسم لمرة اخيرة جدل الجلسة: دورتــــان

الجميل يحدد موقف الكتائب غدا وجنبلاط ينتظر عون

فرنجية ماض في المعركة وحلو مستمر "لمصلحة الوطن"

المساعي ناشطة لتذليل العثرات من امام الاستحقــــــاق و"المستقبل" يرفض الورقة البيضاء من نوابه ويريد نعم كاملة

الرئاسة" تحت مجهر المكتب السياسي الكتائبي والجميـل يعلـن غـداَ الموقـف النهائـــي

تلازم مسار الأزمتين اليمنيـة واللبنانيـــة: وقف اطلاق النار أثمر رئيسا واستعجال دولي واقليمي للانتخاب تحصينا للاستقرار في ظل معركة الموصل

النائب أنطوان سعد: حلو سيسحب ترشيحه للرئاسة قبل الاثنين والاتجاه العام هو خيار عون

عون استقبل وفدا من مشايخ طرابلس

حلو: ترشيحي يستمر ما دام مفيدا للوطن ويصل أو يقف وفق مصلحة لبنان

الدكتور العجوز: نرفض تسليم لبنان بشكل شرعي لحزب الله ولنظام ولاية الفقيه.

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أوباما وأردوغان يبحثان هاتفيا الحرب على داعش

لماذا يريد قاسم سليماني المشاركة بمعركة تلعفر؟

تحديث مستمر لمعركة الموصل.. الاستعداد للمرحلة الثانية

هل الغرب عاجز أمام بوتين؟

ميليشيات الحوثي تفشل في إطلاق صاروخ باليستي تجاه عدن

السيسي يتحرك للدفاع عن 'اقتصاد الجيش'

العربي الجديد: معركة الموصل: "داعش" يذوب في المدن والصحارى

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«وثائق التفاهم» التي «فقست» قبيل الإنتخابات الرئاسية في خطر/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

القصة الكاملة لدور «القوات» في رئاسة عون/جورج حايك/جريدة الجمهورية

نجاح عهد عون أو فشله منوط بمواقف "حزب الله" المتشدِّدة أو المرنة/اميل خوري/النهار

رئاسة عون هل يجب مهادنتها أو معارضتها؟ لهفة على نهاية الفراغ وترقب طلائع العهد/ روزانا بومنصف/النهار

في صعوبة تكوين ذاكرة لبنانية/سعود المولى/المدن

عون رئيساً.. إلى الملاجىء!/ساطع نور الدين/المدن

ألغام بري تحوله رقما صعبا في طريق الحريري-عون/شادي علاء الدين/العرب

بقاء «الستين».. والتمديد ضربة للعهد... فانتبهوا!/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

معالي الوزير شامل روكز"/ملاك عقيل/السفير

كيف ترعى إيران إرهابَين/وحيد عبد المجيد/الإتحاد

اليمن والكوليرا في زمن الحرب/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

مهمة الإخوان الجديدة: الترويج لتركيا عاصمة للتمويل الإسلامي/العرب

إعادة الصدر إلى بيت الطاعة.. الهلال الشيعي يتقدم/هارون محمد/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جنبلاط عبر تويتر: رحل عنا اغلى الرجال المقدم شريف فياض

جنبلاط تلقى برقيات تعزية بفياض

المشنوق التقى مفوض الشرطة الأسترالية: النصاب الدستوري سيكتمل قريبا

وزير الاعلام عاد الى بيروت اتيا من باريس

لقاء طرابلسي داعم لتبني الحريري ترشيح عون

علوش: الحريري اختار جراحة الحد من الخسائر لإعادة تركيز أركان الدولة

خالد الضاهر: معركة الاثنين حاسمة والشغور الرئاسي دفع الحريري لترشيح عون

السفير التركي بعد لقائه ابو فاعور: نأمل انتخاب رئيس في وقت قريب دون مزيد من التأخير

اجتماعات في نيويورك للمركز اللبناني للمعلومات ولقاء مع أمين سر دولة الفاتيكان

مؤتمر في معراب عن النفط نظريان: لاقرار مرسومي تحديد البلوكات ومسودة اتفاقية الاستكشاف جعجع:النفط املنا لاستنهاض البلد

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ المَلَكُوتِ ولا يَفْهَمُهَا، يَأْتِي الشِّرِّيرُ ويَخْطَفُ مَا زُرِعَ في قَلْبِهِ

إنجيل القدّيس متّى13/من18حتى23/:"قالَ الربُّ يَسوع لِتلاميذِهِ: «إِسْمَعُوا أَنْتُم مَثَلَ الزَّارِع: كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ المَلَكُوتِ ولا يَفْهَمُهَا، يَأْتِي الشِّرِّيرُ ويَخْطَفُ مَا زُرِعَ في قَلْبِهِ: هذَا هُوَ الَّذي زُرِعَ على جَانِبِ الطَّرِيق. أَمَّا الَّذي زُرِعَ في الأَرْضِ الصَّخْرِيَّة، فهُوَ الَّذي يَسْمَعُ الكَلِمَة، وفي الحَالِ يَقْبَلُهَا بِفَرَح؛ ولكِنَّهُ لا أَصْلَ لَهُ في ذَاتِهِ وإِنَّمَا يَثْبُتُ إِلى حِيْن، فَإِذَا حَدَثَ ضِيْقٌ أَوِ ٱضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ الكَلِمَةِ فَحَالاً يَشُكُّ. أَمَّا الَّذي زُرِعَ بَيْنَ الشَّوْكِ فَهُوَ الَّذي يَسْمَعُ الكَلِمَة، ولكِنَّ هَمَّ هذَا الدَّهْرِ وغُرُورَ الغِنَى يَخْنُقَانِ فيهِ الكَلِمَة، فَيَبْقَى بِلا ثَمَر. أَمَّا الَّذي زُرِعَ في الأَرْضِ الجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذي يَسْمَعُ الكَلِمَةَ ويَفْهَمُهَا فَيَحْمِلُ ثَمَرًا، ويُعْطِي وَاحِدٌ مِئَةً وآخَرُ سِتِّين، وآخَرُ ثَلاثين»."

 

ولْيُوفِ الرَّجُلُ ٱمْرَأَتَهُ حَقَّهَا، وكَذَلِكَ المَرْأَةُ أَيْضًا رَجُلَهَا

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس07/01/03/08//14/17/24/يا إِخوَتِي، أَمَّا في شَأْنِ مَا كَتَبْتُم بِهِ إِلَيَّ، فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لا يَمَسَّ ٱمْرَأَةً! ولكِنْ، تَجَنُّبًا لِلزِّنَى، فَلْيَكُنْ لِكُلِّ رَجُلٍ ٱمْرَأَتُهُ، وَلْيَكُنْ لِكُلِّ ٱمْرَأَةٍ رَجُلُهَا. ولْيُوفِ الرَّجُلُ ٱمْرَأَتَهُ حَقَّهَا، وكَذَلِكَ المَرْأَةُ أَيْضًا رَجُلَهَا. أَمَّا لِغَيْرِ المُتَزَوِّجينَ والأَرَامِلِ فأَقُول: حَسَنٌ لَهُم أَنْ يَظَلُّوا مِثْلِي أَنَا! ولكِنْ إِذَا لَمْ يَسْتَطيعُوا أَنْ يَضْبِطُوا أَنْفُسَهُم، فَلْيَتَزَوَّجُوا؛ لأَنَّ الزَّوَاجَ أَفْضَلُ مِنَ التَّحَرُّق. أَمَّا المُتَزَوِّجُونَ فآمُرُهُم، لا أَنَا بَلِ الرَّبّ، بِأَنْ لا تُفَارِقَ ٱلمَرْأَةُ رَجُلَهَا، وإِنْ فَارَقَتْهُ، فَلْتَبْقَ بِلا زَوَاج، أَو فَلْتُصَالِحْ رَجُلَهَا؛ وبِأَنْ لا يَتْرُكَ الرَّجُلُ ٱمْرَأَتَهُ. أَمَّا البَّاقُونَ فأَقُولُ لَهُم أَنَا، لا الرَّبّ: إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ مُؤْمِنٍ ٱمْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَة، وهيَ تَرضَى أَنْ تُسَاكِنَهُ، فلا يَتْرُكْهَا. وإِذَا كَانَ لٱمْرَاَةٍ مُؤْمِنَةٍ رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِن، وهُوَ يَرْضَى أَنْ يُسَاكِنَهَا، فَلا تَتْرُكْ رَجُلَهَا؛ لأَنَّ الرَّجُلَ غَيْرَ المُؤْمِنِ يَتَقَدَّسُ بِٱمْرَأَتِهِ ٱلمُؤْمِنَة. والمَرْأَةُ غَيْرُ ٱلمُؤْمِنَةِ تَتَقَدَّسُ بِرَجُلِهَا المُؤْمِن؛ وإِلاَّ فَيَكُونُ أَوْلادُكُم نَجِسِين، والحَالُ أَنَّهُم قِدِّيسُون! وفي مَا عَدَا ذلِكَ، فَلْيَسْلُكْ كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا قَسَمَ لَهُ الرَّبّ، وكَمَا كَانَ حِينَ دَعَاهُ الله. فإِنِّي هكَذَا أُوْصِي في الكَنَائِسِ كُلِّهَا. أَيُّهَا الإِخْوَة، لِيَبْقَ كُلُّ وَاحِدٍ أَمَامَ اللهِ عَلى الحَالَةِ الَّتي دُعِيَ فيهَا!"

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

شارل جبور: إعلامي قواتي يشوه الحقائق ويقلب الوقائع

الياس بجاني/26 تشرين الأول/16/اضغط هنا لدخول صفحة المقالة على موقعنا

http://eliasbejjaninews.com/2016/10/26/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%ac%d8%a8%d9%88%d8%b1-%d8%a5%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%aa%d9%8a-%d9%8a%d8%b4%d9%88/

في أسفل مقالة بقلم الإعلامي شارل جبور نشرها اليوم موقع القوات اللبنانية تحت عنوان: ("انتخاب عون انتصار لطهران”).. وهي موضوع تعليقنا.

مقالة تندرج للأسف في سلسلة مقالات تبريرية وتعموية ومضللة وجحودية للكاتب يحاول من خلالها ودون أن ينجح تسوّيق وتجميل وتبرير انقلاب الدكتور سمير جعجع على كل ما هو قوات لبنانية من تاريخ ونضال ووعود وعهود وأهداف وشعارات وخطاب وثقافة ومجسدات لسجون ودماء شهداء وتضحيات.

من يقرأ المقالة اليوم بتمعن وبعقل منفتح، لا بد وأن يرى فيها ليس فقط مغالطات معيبة ومكشوفة، ومسح جوخ مبتذل، وتزوير وقلب للحقائق، بل رزم من الخطايا المميتة ارتكبها الكاتب ارضاءً لجعجع وعن سابق تصور وتصميم بحق قدسية المقاومة اللبنانية ونبل تضحيات الشهداء وكل ما هو حقائق وتاريخ وذاكرة وصدق وسيادة واستقلال وحريات وقيم وأخلاقيات واحترام للذات.

فعلاً محزن حال هذا الإعلامي المنقلب على ذاته والذي كان يفاخر وعلناً وباستمرار أنه بشيرياً قلباً وقالباً ومن حاملي رايات لبنان السيادة والحرية والاستقلال وال 10452 كلم

ولمعرفة أين كان الكاتب وأين هو الآن لا بد من العودة إلى أرشيفه من مقابلات ومقالات وحوارات هي تناقض بالكامل كل تنظيراته التعموية الحالية وتحديداً منذ أن تم تعيينه مسؤولاً عن موقع القوات اللبنانية الألكتروني.

جبور يجهد من خلال كل ما انعم عليه الله من مواهب ووزنات ومعرفة، ولكن دون جدوى في مهمة تلميع صورة ميشال عون ورده في أعين المسيحيين السياديين إلى ما كان فيه وعليه (أقله لفظياً) قبل تاريخ ورقة تفاهمه مع حزب الله عام 2006، وانتقاله بالروح والقلب والدم والجسد واللسان والأصهرة والودائع إلى محور إيران-سوريا ... على خلفية قلة إيمانه وخور رجائه وأوهامه الرئاسية والسلطوية.

نعم قبل 2006 كان ميشال عون في مقدمة الذين يرفعون شعارات السيادة والحرية والاستقلال ويهاجمون بعنف الاحتلال السوري وميليشياته، ومن ضمنها ميليشيا حزب الله.. وهو القائل أن حزب الله إيراني قراراً وتسليحاً وأهدافاً (مقابلة بالصوت أجريناها معه عام 2003)

نعم قبل العام 2006 كان عون في الصف الأول للمطالبين بتنفيذ القرارات الدولية 1559 و1701 وقبلهما القرار 425.

ونعم عون قبل العام 2006 لم تنطلي عليه مسرحية وكذبة احتلال مزارع شبعا وفضح أمرها وعلل أسبابها الهادفة للإبقاء على سلاح حزب الله والاحتلال السوري.

ونعم عون في العام 2000 سخر وسخف كل الذين فرحوا وهللوا وانتشوا لكذبة انتصار حزب الله في تحرير الجنوب وقال حرفياً: "هذه نشوة المدمنين على المخدرات".. واعتبر أن الجنوب انتقل من احتلال إلى آخر.. وأن أهل الجنوب موجودون في كل مكان في ما عدا الجنوب.

وعون هو من شبه النظام السوري بقايين ولبنان بهابيل..

وهو من كتب يقول إن النظام السوري عاطل وليس عنده ما نحتاجه، ومؤكداً ضرورة محاكمة رموزه في المحكمة الدولية على ما ارتكبوه من جرائم ضد الإنسانية وعدد جرائمه في لبنان (سلسلة مقالات لعون).

هذا كله وغيره كثير من مواقف وعنتريات ووعود وعهود دفنهم عون مع ورقة التفاهم..وكالمسيح الدجال سمم عقول كثر من أهلنا الطيبين ونقلهم معه إلى القاطع الإيراني-السوري.

الدكتور جعجع وكل طاقمه الإعلامي والسياسي والتسويقي ومن ضمنهم جبور يتعامون وعن معرفة أكيدة عن حقيقة مهمة جداً وهم يسوّقون لعون وللتحالف معه ولرئاسته.

الحقيقية هي أن عون لم ينتقل من قاطع إيران وسوريا، ومن نفاق ومسرحيات العداء لإسرائيل، ومن هرطقات المقاومة والتحرير والممانعة، ومن مساندته للمجرم بشار الأسد، لم ينتقل إلى قاطع القوات اللبنانية السيادي والاستقلالي ولا هو عاد إلى 14 آذار أو إلى ثورة الأرز.

بل وهنا الطامة الكبرى والخطيئة المميتة فالقوات اللبنانية ومعها الرئيس سعد الحريري ومن قبل بانقلابه..هم الذين غيروا جلودهم وانقلبوا على ذواتهم وذهبوا مستسلمين إلى عون وهو لا يزال في تموضعه الملالوي والأسدي.

جبور ومن يمثل ويسوّق وينظر لهم، يتعامون عن سابق تصور وتصميم عن رزم حقائق لا يمكن إلا أن يراها من هو حر الرأي وغير مقيد بسلاسل حزبية ومصلحية... وبالطبع من غير القطعان وعبدة الأشخاص!!

عون هو مرشح حزب الله، وحزب الله هو من أوصله إلى كرسي الرئاسة بشروطه المذلة... وعون بعد زيارته الأخيرة للسيد نصرالله اعترف بهذه الحقيقة، وكذلك فعل ابن شقيقته النائب آلان عون في مقابلة تلفزيونية قبل أيام قليلة.

عون الرئيس هو خيال صحراء في القصر الجمهوري ليس إلا، والمرشد الذي هو السيد نصرالله يقرر وعون ينفذ.

عون في القصر الجمهوري هو انتصار لمحور إيران-سوريا وهزيمة نكراء ومزلزلة ل 14 آذار ولكل ما هو سيادة وحرية واستقلال.

عون في القصر الجمهوري هو نقيض كل ما هو مقاومة لبنانية وخنجر إيراني مسم في خاصرة لبنان الرسالة والتعايش.

لجبور ولغيره من العاملين على تشويه وقلب الحقائق وتجميل صورة عون البشعة، نقول ونكرر القول بأن عون الملالوي والمجوسي لم يأتِ إلى قاطع جعجع أو قاطع الحريري ولم يعود إلى 14 آذار.. ولا هو غير أو بدل موقف واحد من المواقف الملتزم بها في ورقة تفاهمه مع حزب الله ومنها على سبيل المثال لا الحصر تقديسه سلاح الحزب..

بل جعجع والحريري غيرا جلديهما واستسلما وفرطا 14 آذار وخانا ثورة الأرز وقفزا فوق دماء الشهداء وذهبا إلى عون وهو لا يزال وع المكشوف أداة إيرانية مدمرة في كل مواقفه لجهة سلاح حزب الله ودويلته وغزواته وحروبه واغتيالاته وتبعيته العمياء والمذلة لمحور الممانعة الإيراني السوري.

جبور وجعجع والحريري وغيرهم كثر انقلبوا على ذواتهم وأصيبوا برضاهم بعاهة انتقاء الذاكرة..أي أنهم دفنوا ذاكرتكم الوطنية والسيادية وال 14 آذارية ولا يتذكرون إلا ما هو من صنع أوهامهم والخيال والتمنيات... وما يخدم أهداف انقلابهم المشين.

يبقى أن التاريخ لن يرحم لا جعجع ولا الحريري ولا جبور ولا غيرهم من أهلنا الذين فضلوا مصالحهم الآنية والترابية على مصالح الوطن وأهله.. وهرولوا غرائزياً وبجبن صوب الأبواب الواسعة.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

“انتخاب عون انتصار لطهران”!؟

شارل جبور/موقع القوات اللبنانية/26 تشرين الأول/16

تتحول بعض الشعارات لدى بعض القوى السياسية إلى ثوابت ومسلمات غير قابلة للبحث ولا النقاش، فيما يفترض بأي جهة سياسية ان تعيد النظر بالشعارات التي رفعتها تبعا لكل مرحلة وظروفها، لان ما يصح في لحظة معينة ليس من الضروري ان يصح في كل اللحظات والأوقات.

فالمرحلة الانقسامية الحادة التي عرفتها البلاد شهدت كل أنواع الشعارات التي سقط البعض منها، فيما تم تعليق البعض الآخر لضرورات المرحلة الحالية، وإذا كان هناك من لا يزال متمسكا برأيه بان العماد ميشال عون يشكل جزءا لا يتجزأ من المحور الإيراني، فهو حر في رأيه، ولا جدوى من النقاش في هذا الجانب لصعوبة الوصول إلى نتيجة، ولكن في المقابل لا يجوز التعامل مع شعارات من قبيل ان انتخاب عون يشكل انتصارا لطهران وكأنها فعلية وحقيقية، وذلك للأسباب الآتية:

أولا، لو انتخب العماد عون بعد أحداث 7 أيار 2008 كان يمكن الحديث عن انتصار لطهران في لبنان.

ثانيا، لو انتخب العماد عون كرأس حربة لفريق 8 آذار ضد 14 آذار كان يمكن الحديث عن انتصار لطهران في لبنان.

ثالثا، لو انتخاب العماد عون بإجماع فريق ٨ آذار كان يمكن الحديث عن انتصار لطهران في لبنان.

رابعا، لو انتخب العماد عون من دون ترشيحه من الدكتور سمير جعجع والرئيس سعد الحريري كان يمكن الحديث عن انتصار لطهران في لبنان.

خامسا، لو انتخب العماد عون على طريقة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي كان يمكن الحديث عن انتصار لطهران في لبنان.

فانتخاب العماد عون حصل نتيجة أربعة عوامل أساسية:

العامل الأول، إعادة تموضعه السياسي من رأس حربة فريق 8 آذار إلى كونه على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية، وتعهده بان يلعب دور الجسر بين هذه القوى.

العامل الثاني، تمسك “حزب الله” بهذا الترشيح.

العامل الثالث، ترشيحه من قبل جعجع الذي كسر ستاتيكو الفراغ وأعاد إحياء الدينامية الرئاسية.

العامل الرابع، ترشيحه من قبل الحريري الذي أزال كل العوائق السياسية أمام انتخابه.

وتبعا لما تقدم لا يستطيع اي فريق إدعاء احتكار الانتصار بانتخاب العماد عون، لان لكل من “حزب الله” و”القوات” و”المستقبل” مساهمته في هذا المجال، إذ لولا تمسك الحزب بعون لكان تم انتخاب شخصية أخرى، ولولا ترشيح “القوات” و”المستقبل” لعون لكان الفراغ ما زال سيد الموقف.

وهذا لا يعني تهميش دور القوى الأخرى وفي طليعتها النائب وليد جنبلاط، ولكن هذا المسار من المصالحات التي بدأت مسيحية وانتقلت سنية مع عون تصب في مصلحة حكمه ودوره، وتحديدا لجهة الهامش الواسع الذي سيستند إليه في إدارته للبلاد، إذ ان “حزب الله”، على سبيل المثال، لا يستطيع ان يطلب منه ما يتعارض مع مصلحة الحريري وجعجع، ولا يستطيع الحزب إلا ان يتفهم موقف الرئيس انطلاقا من القاعدة الوطنية التي أوصلته لا الفئوية، وهكذا دواليك…

 

فشل وخيبة نظريات وتوقعات جعجع الإستراتجية بما يخص الرئاسة

الياس بجاني/26 تشرين الأول/16

*يتوهم جعجع باستكبار أنه استراتيجي فذ ويصدقه كثر، في حين أن كل نظرياته الإستراتجية لاقت الفشل المدوي، وها هو حزب الله يسقط نظريته الرئاسية الخائبة ويعين عون رئيساً ويفرج عن الرئاسة.

*بنى جعجع انقلابه الطروادي على ذاته والتحاقه بالمحور الإيراني وترشيحه المجوسي عون على فرضية خائبة تقول إن حزب الله لا يريد عون رئيساً ولا يريد لا جمهورية ولا رئيس.. وها هو الحزب قد عين عون رئيساً وأفرج عن الجمهورية وعن الرئاسة.

* جعجع وعلى خلفية ما توهم انه حربقة وشطارة وتذاكي رشح عون مدعياً أنه بهذا يحرج حزب الله..فخاب هو وحزب الله ربح.. جعجع كان يعرف أن لا وجود لمفردة احراج في قاموس الحزب اللاهي.. تعتير فكري!!

*نحزن فعلاُ ونحن نسمع النائب انطوان زهرا بالذات الذي نحترم جداً يدافع عن عون ويسوّق له ويشيد بتاريخه.. ولاء الرجل الصادق لجعجع سيخرجه من السياسة ومن النيابة.. وقد اخرجه من ذاته ومن قناعاته.

*أكثر الذين يعرفون تكوين شخصية وفكر وثقافة ومركبات حقد وهووس ونرسيسية عون هو جعجع..إلا أنه وسبب تذاكيه والحربقة والغرق في الذمية والباطنية أضاع البوصلة واوصل عون للقصر وهو أمر لم يكن مطلقاً في نيته..

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

14 آذار بالمقلوب في ساحة الشهداء في 31 تشرين الأول

 ايلي الحاج/النهار/27 تشرين الأول 2016

http://eliasbejjaninews.com/2016/10/26/%D8%A7%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AC14-%D8%A2%D8%B0%D8%A7%D8%B1-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D9%84%D9%88%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87/

تساقطت على الطريق تباعاً في الأيام والساعات الماضية مجموعة من الأفكار المشتتة لاعتراض طريق عودة النائب الجنرال ميشال عون: تطيير النصاب القانوني، التصويت لمرشح آخر، أو رفع عدد الأوراق البيض ليتجاوز عدد الأوراق المكتوب عليها اسم عون. الواقع أن التعب حلّ على الفريق الذي رفض طويلاً مرشح "حزب الله" وحاول عبثاً مدى سنتين ونصف التملص من معادلة فرضها الحزب ونجح. معادلة ترئيس حليفه الجنرال أو استمرار الفراغ.

تباعاً استسلم من كانوا يشكلون "الفريق الآخر" المناقض، وارتكبت قيادات أساسية فيه جملة أخطاء لم تعد استعادتها مفيدة بعدما برع مَن وقعوا فيها برمي المسؤولية على آخرين. والنتيجة أن ساحة الشهداء (والحرية، من يَذكر؟) ستشهد الاثنين المقبل 31 تشرين الأول تجمعاً شعبياً واسعاً لأنصار "التيار العوني" وربما مع حلفاء لهم قدامى وجدد، لمتابعة تطورات عملية انتخاب الجنرال رئيساً في مشهد انتصاري حماسي سوف يعيد إلى الأذهان، ولكن بالمقلوب، لحظة إعلان الرئيس الراحل عمر كرامي يوم 14 آذار 2005 استقالة حكومته في البرلمان لأنه لم يتحمل وطأة الكلمات داخله والهتافات خارجه. اعتلى منصة الخطابات في الساحة يومها قادة وشخصيات استشهدت مجموعة بارزة منهم لاحقاً وعلى مراحل، تحت شعارات رفعها شعب "انتفاضة الاستقلال- 2005" (حرية، سيادة، استقلال).

لا يجدي الرجوع إلى أسباب الاستسلام للمنطق أو الواقع الآخر. لا يجدي الحنين إلى لحظة مشرقة في تاريخ لبنان مضت بعدما انطلقت التسوية. فالسياسة مصالح وحسابات في نهاية الأمر والمبادئ يمكنها الانتظار، خصوصاً في بلد كلبنان لا آليات ولا قدرة فيه للناس على سؤال قياداتهم . ثم أن "انتفاضة الاستقلال" سبق أن سقطت عندما تبيّن أن أحزاباً وشخصيات رئيسية فيها غلّبت اعتبارات فئوية وذاتية على الاعتبارات الجامعة، وتنازعت مراراً على القيادة والتوجهات وقسمة الأرباح. إذا قيّض للبنانيين أن يخوضوا في تجربة تشكيل قوة معارضة للأمر الواقع فسيكون عليهم بداية مراجعة كل الأخطاء التي انغمست فيها "14 آذار" والتيقظ لعدم تكرارها.

إنما الأحداث تتلاحق في سياق آخر، ولاحقاً تأتي مرحلة المراجعة. ثمة توزيع جديد للأدوار والأوزان والأحجام والمكاسب يجري حالياً، ميدانه وزارات ينهمك "القادة الجدد" في توزيعة السلطة باقتسامها وتوزيعها. هذه الوزارة لك، وهذه لي ، وتلك للحزب الفلاني، إذا شاء. لكن الثابتة التي ينطلق منها العهد العوني الجديد أن هناك منتصراً هو "حزب الله"، أراد بعض من ساهموا مساهمة رئيسية في إعادة عون إلى بعبدا إثبات أنه حزب غير صادق في تأييده لترشيح الجنرال، وبالتالي ستحشره وتفضحه خطوات سياسية ذكية، سرعان ما ردّ عليها "حزب الله" بجمع أرباح وُضعت أمامه على الطاولة، ما دام هو الأقوى في اللعبة التي أرادوا أن يلعبوها معه.

هكذا اعتبر "حزب الله" أنه غير معني بتفاهمات نسجها حليفه الجنرال عون، سواء مع "القوات اللبنانية" أو مع "تيار المستقبل"، واكتفى أمينه العام السيد حسن نصرالله بإعلانه "عدم ممانعة" لتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة. قد تكون المرة الأولى يُكلَّف رئيس للحكومة من غير أن يحظى بتسميته من إحدى القوتين الشيعيتين، الحزب وحركة "أمل" في حال أصر الرئيس نبيه بري على موقفه. لا أحد يجهل ثابتة عند "حزب الله" لم يخالفها مرة هي عدم تسمية الحريري . سرى موقفه على الأب الرئيس الشهيد كما على الابن الرئيس سعد.

يفرض هذا المعطى الجديد على المنشغلين، المستعجلين منذ الأمس الاتفاق على اقتسام جبنة الحكومة، أن يستعدوا لمواجهة حقيقة أن الرئيس بري سيكون هو المرجع في تأليف الحكومة ولا أحد غيره، بتفويض من "حزب الله" وتحت طائلة استحالة تأليف حكومة بدون موافقة الشيعة. كما عاش اللبنانيون سنتين ونصفاً تحت لافتة "عون أو الفراغ" سيعيشون مدة غير محددة تحت لافتة "حكومة يرضى بها بري أو لا حكومة". يمكن من اليوم على رغم موجة التفاؤل العونية، بفعل تحقيق حلم رجوع عون إلى "قصر الشعب"، تخيّل الرئيس المكلّف سعد الحريري يزرع الطريق ذهاباً وإياباً بين "بيت الوسط" وعين التينة، يقدم تشكيلة تلو تشكيلة والرئيس نبيه بري يردّها، إلى أن ترضخ القيادات المفتوحة شهياتها وتقبل بالمعروض عليها، تماماً كما قبلت بالمرشح الرئاسي الذي رفضته وحاربته ثم عادت و"انتصرت" بإيصاله إلى بعبدا.

أما لازمة الحديث عن حقوق للمسيحيين مهدورة في الدولة و"الطائف" ويجب استعادتها، فسوف تتلاشى تدريجاً على الأرجح. يكفيهم أن "الرجل القوي" في الطائفة صار هو لا غيره رئيساً للجمهورية. انسوا هذا الموضوع واقلبوا الصفحة.

 

ثوابت اللبنانيين الذين يناضلون من أجل لبنان حر سيد ومستقل

خليل حلو/فايسبوك/26 تشرين الأول/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/10/26/%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%AD%D9%84%D9%88%D8%AB%D9%88%D8%A7%D8%A8%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%B6%D9%84/

للتذكير وعدم الضياع ولتوضيح الرؤية، وبرسم فخامة الرئيس العتيد ودولة الرئيس العتيد ودولة الرئيس الذي لم يتغير منذذ الـ1992، ثوابت اللبنانيين الذين يناضلون من أجل لبنان حر سيد ومستقل هي:

أولاً: التمسك بكافة القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي المتعلـّقة بالمنطقة وبلبنان والسعي إلى تطبيقها تطبيقاً كاملاً لا سيما القرارات 1559 و1701 وغيرها والتي تنص على وجوب نشر القوات المسلحة اللبنانية من جيش وقوى أمن داخلي وتأمين سيادة الدولة دون سواها على كافة الأراضي اللبنانية وضبط الحدود مع سوريا بالإتجاهين.

ثانياً: كل سلاح خارج الدولة هو غير شرعي وميليشياوي مهما تم تبريره ببيانات وزارية وشعارات مخالفة للدستور والقانون، ويتوجب نزعه وتسليمه للدولة كما نصت القرارات الدولية وكما نص إتفاق الطائف منذ زمن بعيد ... لا سلاح خارج الدولة ولا تبرير له.

ثالثاً: نحن متمسكون بحياد لبنان في صراعات المنطقة تم الإتفاق عليه في إعلان بعبدا الذي وقعه الجميع والذي تم دعمه بقرار من مجلس الأمن الدولي، بالرغم أن البعض ولا سيما حزب الله والتيار الوطني الحر وتيار المردة والحزب الديموقراطي تراجعوا عن تواقيعهم. اللبنانيون يريدون أن يبقوا على علاقة جيدة بكافة الدول العربية ولا يريدون يدفعوا ثمن الصراع الإيراني العربي.

رابعاً: محاربة الفاسدين وفضحهم والتشهير بهم، وإحالة ملفاتهم إلى القضاء لأن الفساد هو سرقة لأموالنا وهو السبب الأساسي الفقر والتجويع في لبنان. الفساد هو جريمة قتل بطيء يرتكبها الكثيرون ولا سيما من منهم من في السلطة ومن بينهم وزراء حاليين وسابقين وموظفون كبار وصغار وعسكريون حاليين وسابقين.

... هذه المبادئ التي هي سنـّة النضال الوطني تبدو للكثيرين سوريالية ومستحيلة ولكن من لا يطلب المستحيل ويسعى له ومن لا يحلم ويعمل جاهداً لتحقيق أحلامه ومن لا يجند طاقاته ومشاعره الإيجابية متكلاً على الله والناس الطيبين لا يحقق شيئاً فالحياة هي عقيدة وجهاد ونحن لسنا بكائنات بيولوجية دون روح، وتعودنا على عدم الرضوخ لا للإحتلالات ولا للسلاح، وهكذا لم نرضخ للمنظومة الأمنية اللبنانية - السورية لمدة ثلاثين عاماً وعشنا تحت نير غازي كنعان ورستم غزالة وجامع جامع وغيرهم لمدة ثلاثين سنة كما سقط لنا شهداء عسكريين ومدنيين بالالاف ومنهم شهداء ثورة الأرز جميعاً ... وما زال النضال مستمراً. معظم الطبقة السياسية فشلت وسقطت وما زالت على نهجها والإستثنائات قليلة. يبقى الشعب وتبقى محبة الشعب ويبقى عشق الشعب للبنان. عاش لبنان.

 

الاب طوني الخولي نهائيا خارج الرهبنة المارونية

رصد موقع ليبانون ديبايت/2016 - تشرين الأول – 25/كشف الاب عبدو ابو كسم، رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام، ضمن احد البرنامج التلفزيونية ان الاب طوني الخولي (الفنان المعتزل ربيع الخولي) اصبح خارج الرهبنة المارونية وخارج لبنان وهو في استراليا, واكد ابو كسم ان ذلك القرار كان بناءً على ارادته ورغبته.بعد ان تداولت الكثير من الاخبار والاشاعات حول حقيقة تخللي الخولي عن الرهبنة المارونية, او انه تم فصله عنها.

 

ايهود يعاري: كنت أود ان أشارك صديقي ميشال عون فرحته

جنوبية/26 تشرين الأول/16/تحدث مراسل القناة الثانية للشؤون العربية والمحلل الاسرائيلي “ايهود يعاري” عن صديقه القديم الجنرال عون (كما وصفه)، في مقال نشره موقع موكا العبري، وقد استهله بـ: “ربما يحقق ميشيل عون البالغ من العمر 81 عاما حلم حياته ويصبح رئيسا للبنان، وأنا اعلم مدى انفعاله وفرحته، وكنت اود أن اشاركه هذه الفرحة”. متابعاً: “اعتدت على زيارته اثناء وجوده في القرية الفرنسية التي كان محتجزاً فيها بشروط اعتقال فاخرة، لكن كل من زاره اضطر للخضوع لإجراءات مهينة على يد رجل الشرطة الفرنسية”. ولفت يعاري إلى أنّه “كان عون يتحدث عن خططه لترميم بلاده بقيادة مسيحية، وبتعاون علني مع اسرائيل، وأنا نقلت بدوري رسائل عون هذه لمن يعنيه الامر في اسرائيل”. مضيفاً: “سمح لعون عام 2005 بالعودة الى وطنه كبطل بعد أن اجبر الرئيس جورج بوش السوريين على الانسحاب ليهتف له الكثيرين، وانا فرحت لفرحه وقدمت له التهاني” .واختتم ايهود يعاري حديثه بالقول “كلي امل أن يجد عون الطريقة للتخلص من القيود التي كبله بها نصر الله، ولا اعتقد انه سيقبل الظهور بمظهر منفذ اوامر نصر الله”.

 

عون يستعد لإعلان انتصار مسيحي صافي

نوفل ضو/فايسبوك/26 تشرين الأول/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/10/26/%D9%86%D9%88%D9%81%D9%84-%D8%B6%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%AE%D8%AC%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D9%85%D9%86-%D8%B0%D9%83%D8%B1-%D9%81%D8%AE%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D9%88/

السيد ميشال عون يستعد ... لماذا؟

لإعلان انتصار مسيحي صافي!

لن يبقى مطلب مسيحي إلا وسيتحقق!

اطلبوا وتمنوا ... إنه مارد الفانوس السحري!

سيخجل التاريخ من ذكر فخر الدين والحويك وعريضة عند تعداده لإنجازات عون!

زياد الرحباني يقول في مسرحيته فيلم لأأميركي طويل: في تفاؤل ... في تفاؤل قوي كتير ... ما رح يبقى في ابن مرا واقف عا اجري ... وكل واحد بيقول به ... على نيعو!

 

عون واستعادة حقوق المسيحيين

نوفل ضو/فايسبوك/26 تشرين الأول/16

يا جماعة طولوا بالكن ... نحنا ما منفهم قد القيادات... نحنا ما عنا معطيات... نحنا عنا ميل طبيعي ننبش التاريخ... شوفوا نص الكباية المليان ... انتصار مسيحي صافي ... والدليل إنو هلق انا ومارق من قدام السفارة الكندية بجل الديب شفت طابور من الإخوان السنة والشيعة والدروز واقفين بالصف ومسكرين السير طالبين الهجرة واللجوء السياسي على كندا... سألتن شو القصة؟ قالولي: شو باك؟ مش عايش بهالدني؟ ما رح يبقالنا وظيفة بهالبلد؟ ما رح يبقالنا قرار ولا رأي؟ خلص ! راحت علينا عون جايي يرد حقوق المسيحيين!

 

رئاسة عون والمغتربين

نوفل ضو/فايسبوك/26 تشرين الأول/16

  خبر عاجل - صدر عن شركة طيران الشرق الأوسط البيان الآتي:

بعدما انهالت على مكاتب الشركة اتصالات من المهاجرين اللبنانيين في البرازيل وأوستراليا وكندا وأميركا والأرجنتين وفنزويلا وغيرها من دول العالم تشكو من عدم قدرتهم على ايجاد أمكنة على متن الخطوط الجوية الدولية للعودة الى لبنان نهائيا بعدما اضطر أجدادهم لمغادرته في الحرب العالمية الأولى، وبعدما اضطر بعضهم للهجرة في حرب السنتين والمئة يوم وزحلة والجبل وحربي التحرير والإلغاء، قررت شركة طيران الشرق الأوسط شراء 15 طائرة ايرباص عملاقة واقامة جسر جوي بين هذه الدول وبيروت لنقل المغتربين اللبنانيين العائدين نهائيا الى لبنان بعدما تأكدوا بأن ميشال عون سيتولى رئاسة الجمهورية. وفي انتظار تسلم الطائرات الجديدة وتلبية لكمية الطلبات الهائلة سوف تستأجر الطائرة اعتبارا من صباح الغد 15 طائرة لتسييرها نحو لبنان. وتمنت الشركة على المغتربين العائدين تفهم ارتفاع الحجوزات وانتظار دورهم!

 

نصرالله لباسيل.. "خَفّف"

ليبانون ديبايت:2016 - تشرين الأول – 26/يكشف أحد السياسيين القريبين من حزب الله، أن السيد حسن نصرالله طلب من العماد ميشال عون إصطحاب معه الوزير جبران باسيل إلى حارة حريك في الزيارة التي جمعت الطرفين قبل أيام. وعلى ذمة السياسي، توجه نصرالله إلى رئيس التيار الحر باسيل ناصحاً بضرورة "التخفيف من حدته في التعاطي مع بعض الملفات وفي التعامل مع الحلفاء في الثامن من آذار وتغيير بعض سلوكياته لأن هناك من ينتظره على غلطة ويستفز من تصرفاته وإن كانت عفوية .. فما كان من باسيل إلّا وردّ بالإيجاب نافياً أن يكون محتداً من أحد".

 

العميد كلود حايك... القائد الجديد المحتمل للجيش

الأنباء الكويتية/الأربعاء 26 تشرين الأول 2016 /كشف مصدر سياسي لبناني واسع الاطلاع لـ «الأنباء» عن اسم القائد العتيد للجيش اللبناني، والذي توافقت عليه مختلف الجهات المعنية، وهو العميد كلود حايك، نائب رئيس الأركان للتخطيط. وكان رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد عون يتجه إلى دعم قائد اللواء التاسع العميد جوزف عون، لقيادة الجيش بعد العماد جان قهوجي لكن اجتماعات القيادة خلصت اخيرا الى تذكية العميد حايك القريب من العماد قهوجي والموثوق من التيارات والقوى السياسية الفاعلة، بما فيها التيار الحر. والعميد حايك من جنسنايا (شرق صيدا) ويتمتع بمواصفات قيادية، تتلاءم مع المرحلة اللبنانية الراهنة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 26/10/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

قولوا تنهني... عبارة تتردد في المحافل السياسية المحلية في اشارة الى ان الانتخاب الرئاسي يوم الاثنين حاصل وان نصاب الجلسة مضمون حتى إن رئيس المجلس نبيه بري اكد مشاركته وكتلته البرلمانية في الجلسة.

وقد أوضح الرئيس بري ان الجلسة ستكون بدورتين إذا لم يفز مرشح بالدورة الأولى. مذكرا بأن النصاب المطلوب هو ستة وثمانون وان الفوز يتطلب في الدورة الثانية خمسة وستين صوتا.

وحول الانتخاب شدد الدكتور سمير جعجع على ان تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة سيكون خلال خمسة ايام وان التأليف الحكومي سيتطلب ثلاثة أو أربعة أسابيع. وبإنتظار يوم الاثنين نشير الى أن الرئيس بري سيعود الى بيروت مساء يوم الجمعة بالتزامن مع اطلالة متلفزة للرئيس الحريري الذي سيتحدث عن قضايا الساعة.

وتتحدث اوساط سياسية عن تشاور سياسي يومي السبت والأحد عشية جلسة الانتخاب لبلوغ تفاهم مع الرئيس بري حول مرحلة ما بعد الانتخاب. وقد أعطى الرئيس بري أهمية للشروع في تلك المرحلة بدرس قانون للأنتخابات النيابية.

وتجدر الاشارة الى أن جلسة الانتخاب ستعبر عن جو ديمقراطي في ظل استمرار ترشح النائب سليمان فرنجية وان كثر الحديث عن الحظوظ الكبيرة للعماد عون.النائب فرنجية كان اليوم في الديمان متداولا مع البطريرك الراعي في الشأن الرئاسي. وبعد عرض مع البطريرك الراعي لتطورات الملف الرئاسي أكد النائب فرنجية انه مستمر في ترشحيه للرئاسة مشددا على مواقفه السياسية المتعلقة بالحلفاء والاوضاع في لبنان والمنطقة.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

اذا كان فتح طريق بعبدا امام العماد ميشال عون شكل استثناء صارخا في السياق التعطيلي العام فان خصوم العماد سيحولون دربه الى القصر جلجلة مليئة بالافخاخ والحفر اذ سيكمنون له في المجلس النيابي نقطة الانطلاق الحتمية الى بعبدا واول الالغام يتمثل باصرار الرئيس بري على دورتي اقتراع لا واحدة، فيما رأي التيار الحر وحلفائه يقول بالجولة الواحدة لكن العماد لن ينزلق وهو سيلعب لعبة خصومه واثقا برصيده من الاصوات.

واذا افشل عون محاولات تطيير الجلسة الاثنين فان الرئيس بري سيشهر سلته في وجه الثنائي عون الحريري وهي تتضمن شروطا تعجيزية تبدأ بالاستشارات الملزمة وتنتقل الى شكل الحكومة وتوزيع حقائبها وبيانها الوزاري وقانون الانتخاب الى ان يحين موعد الانتخابات النيابية والغاية هي استنزاف العهد واسقاطه سريعا في فخ تصريف الاعمال.

كل هذا يجري وسط انكفاء حزب الله عن التدخل ولسان حاله بين عون مرغمين لكننا لن نزعل بري مختارين.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

نهار الاثنين لن تكون طريق بعبدا موحشة سيسلكها جنرال ببزة مدنية أتم في الرابية استعداداته وبعدما كتب خطاب القسم التقط الصورة الرئاسية في مقره الموقت وبالتزامن ورشة تنظيف في ساحة النجمة وورشة تلميع في قصر بعبدا وما بينهما محظوظ من سيعبر الطرقات التي سيسلكها الموكب إذ لن يجد عليها ذرة غبار. مع بدء العد التنازلي لجلسة الاثنين رصد عد تصاعدي في بورصة الأصوات وبعض اللون الأزرق المعارض بدأ يميل إلى البرتقالي وفي انتظار مطلع الأسبوع قراءة في طالع ما رسا عليه التوافق لملء الفراغ الرئاسي برئيس سيحقق الميثاقية وسيحوز لقب فخامة الرئيس في جلسة الانتخاب بأصوات نصف الشيعة ونصف السنة. أصوات الدروز ستوزع مناصفة بين الجنرال عون وسليمان بيك أما أصوات المسيحيين فنصفها لن يصب لا في خانة هذا ولا في خانة ذاك. ما بعد جلسة الاثنين وانتخاب الرئيس لن يكون كما قبله ومن رسم خريطة طريق العهد الجديد رئاسيا سيسير عليها حكوميا وردا على قول رئيس مجلس النواب نبيه بري إن الحكومة لن تتألف قبل بضعة أشهر قال رئيس حزب القوات سمير جعجع إن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري سيكون رئيسا للحكومة يوم الأربعاء وبعدها بأيام ستؤلف الحكومة. بري لم يقف عند التشكيك في التشكيل فقبل جنيف هدد بالانتقال إلى المعسكر المعارض ومن جنيف أطلق سلسلة رسائل بدأت بورقة تعطيل النصاب في جيبه الكبرى وانتهت بالجهاد الأكبر أي قانون الانتخاب، وما بعد جنيف فأفضل خدمة يسديها بري للإصلاح والتغيير هي بالانتقال إلى المعارضة والتخلي عن مطرقة المجلس بعد أربعة وعشرين عاما في الحكم. أما الجهاد الأكبر فقد تأخر ثلاثة أعوام ونصف من عمر إقرار قانون جديد للانتخابات وضع له رئيس المجلس سبعة عشر مشروع قانون رديف نامت في أدراج النقاش نومة أهل الكهف.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

صورة المشهد الانتخابي في ساحة النجمة اكتملت معالمها والتحضيرات اللوجستية انجزت على المستوى البرلماني وعن طريق الدعوة التي وجهها رئيس مجلس النواب نبيه بري لانتخاب الرئيس في جلسة تعقد ظهرالاثنين وكذلك مع اتضاح التحالفات الانتخابية.

وفيما ينتظر ان يعلن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط موقفه، في ضوء لقائه المرتقب غدا مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون في المختارة، يعقد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل غدا ايضا مؤتمرا صحافيا، لاعلان موقف الكتائب من الاستحقاق.

وفي توصيفه للمرحلة الراهنة، اكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بانها تاريخية، معتبرا انه وللمرة الاولى سيكون لنا رئيس صنع في لبنان 100% وسيكون لنا رئيس حكومة هو سعد الحريري.

وفي ظل السجالات، عما اذا كانت جلسة الانتخاب ستكون بدورتين ام بدورة واحدة، فقد اكد الرئيس نبيه بري على موقفه، وقال: ما دام محضر الجلسة السابقة قد تلي وصدق، فنحن امام جلسة بدورتين.

اما رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الذي زار الديمان فقد ابلغ البطريرك مار بشارة بطرس الراعي استمراره بالترشح لموقع الرئاسة.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

من سباتها العميق تستفيق الرئاسة الاولى وكل شيء يسير على وقع جلسة الانتخاب الرئاسية المقررة الاثنين المقبل.

الرئيس نبيه بري حسم مسار الجلسة الدستورية واكد انها جلسة بدورتين في حال لم يفز الرئيس المقبل بالدورة الاولى، اي بأكثرية ستة وثمانين نائبا، والى هذا الرقم ينظر كل من النائب سليمان فرنجية والعماد ميشال عون، وفيما يبدو العماد الصامت الهادئ مطمئنا الى مسار الامور والى اكثرية الاصوات التي سينالها والتي بدأت تتسع لصالحه مع كر سبحة الاعلانات والهمسات المؤيدة لترشيحه يسعى البيك الى رفع سكور الاصوات التي ستصب لصالحه في محاولة لتقليص ما امكن من الفارق بين المتنافسين.

من دون مفاجآت دراماتيكية يكون ما كتب قد كتب في الرئاسة الاولى، ويكون الاثنين المقبل موعد انهاء الفراغ الرئاسي وموعد انطلاق شد الحبال السياسي، ولعل تحديد الدكتور سمير جعجع مواعيد لكي يكون للبنان رئيس للحكومة ولكي تبصر الحكومة النور هو محاولة لفتح ما اسماها الرئيس بري معركة الجهاد الاكبر باكرا لا سيما ان كل المعطيات تشير الى ان حزب الله سيساند حليفه الرئيس بري في هذه المعركة، وفي تفاصيل تشكيل الحكومة من عدد وزرائها الى توزيع حقائبها، وصولا الى بيانها الوزاري، الى حد ان يتسلم رئيس المجلس النيابي ادارة المعركة السياسية.

واذا كان الله ولي التوفيق في الرئاسة الاولى فمن الذي سيسعى الى تقريب وجهات النظر بين الافرقاء بعد الاثنين الكبير؟ ومن سيوصل الى تفاهم بين الرئيسين بري والحريري على الملفات الرئاسية التي تلي انتخابات الرئيس؟ وهل سيكون قانون الانتخاب الذي العلن الاتفاق عليه بين عين التينة والرابية سابقا مفتاح الحل بين عين التينة وبعبدا لاحقا؟

* مقدمة نشرة اخبار ال "ان بي ان"

كل القوى السياسية مشغولة بالعد،العونيون يعدون الايام الفاصلة عن موعد جلسة الاثنين، تيار المردة يعد الاصوات المعارضة لترشيح العماد ميشال عون للاستفادة منها للاقتراع للنائب سليمان فرنجيه، اخرون يعدون النواب لبحث امكانية تعطيل النصاب.

بين العد والعد تبقى السيناريوهات كلها مفتوحة وحده نصاب الجلسة معروف ومحسوم كما قال الرئيس نبيه بري. فما دام قد تلي محضر الجلسة السابقة وصدق فاننا امام جلسة بدورتين اذا لم يفز مرشح بالدورة الاولى، مطالبا بعدم الاثارة واللغط، فماذا ستحمل الدورة الاولى وماذا عن الثانية؟

الجهاد الاكبر عند رئيس مجلس النواب يبد الثلاثاء بعد اثنين انتخاب الرئيس ليشكل العنصر الاساسي فيه قانون جديد للانتخابات، وبالانتظار تطرح الاسئلة عما سيلي الانتخاب هل تستطيع القوى تاليف حكومة سريعة؟ اما ان العقد القائمة ستعطل ولادة حكومة لحين موعد الانتخابات النيابية لما لا، وهذا ما كان يتخوف منه الرئيس بري يوم طرح التفاهم الشامل.

التفاهم الخارجي مفقود حول الملفات الاقليمية وان كانت معركتا حلب والموصل ماضيتين قدما، لكن الاميركيين يخففون من التفاؤل والاندفاعة العسكرية وهم عبروا عن حاجة لتحرير الرقة لوقت اطول من تحرير الموصل.

عواصم العالم تترقب الولايات المتحدة الاميركية في ظل العد العسكي لانتخاب رئيس جديد سيحمل معه خططا قد تطيح او تتوافق مع ما كانت ترجمته ادارة الرئيس باراك اوباما.

* مقدمة نشرة اخبار ال "او تي في"

خمسة أيام قبل العيد ... خمسة أيام قبل العرس ... خمسة أيام قبل العلم المرفوع ... مثل الاسم والجبهة والرأس ... خمسة أيام، كأنها خمسة حروف الفخامة ... تكتب بالحب والحبر ... حرفا حرفا، ويوما يوما ... من اليوم وحتى الاثنين ... كل التحضيرات صارت شبه منجزة. قصر بعبدا وجه الدعوة إلى الإعلام لتغطية تسلم الرئيس ... فيما ساحة النجمة وجهت الدعوة إلى النواب لانتخابه، وعلى دورتين، كما أعلن رئيس المجلس من خارج لبنان ... مخالفا رأيا سابقا له، ومسجلا بالصوت والصورة ... المهم أن الانطباع العام يتأكد يوما فيوم، أنه بمعزل عن عدد الدورات وتعمد اللف والدوران، ميشال عون رئيسا في 31 تشرين الأول ... ما تبقى من المواقف هو أيضا قيد التبلور الإيجابي ... النائب وليد جنبلاط ينتظر أن يحسم قراره في اليومين المقبلين ... وحزب الكتائب كذلك ... فيما كل القراءات على هذين الصعيدين، تراهن على كيانية سيد المختارة، وصيغوية حزب الكتائب، كي يكون الاثنان ضمن التوافق اللبناني العام والغالب ... في كل حال، أهل البيت يستعدون ليوم العرس ... بفرح كبير، وشيء من غصته ... مدركين أنه بعد خمسة أيام، سيكون لكل الوطن ... وسيشاركهم في رئاسته خمسة ملايين ... لذلك، ينكبون على آخر تحضيرات العرس ... كيف يستعد التيار؟ الجواب في تقرير ضمن نشرة الـ OTV.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

تم ميقات الجلسة وحسم النصاب، فالواحد والثلاثون من تشرين الحالي موعد الانتخاب..

هذا ما حملته اخبار الوسط السويسوي عن رئيس مجلس النواب اللبناني، الذي احبط كل جدل او تاويل، ووضع الجميع امام المسؤوليات وصندوقة الاقتراع..

عند الحادية عشرة من ظهر الاثنين موعد الجلسة اذا، جلسة واحدة بدورتين اذا لم تحسم الدورة الاولى، لكن المحسوم انها جلسة انتخاب الرئيس كما يؤكد الرئيس بري.. وما تؤكده المعلومات ان الامور تسير من الجيد الى الاجود، والامل ببلوغ المشاورات حدودا من الاختراقات، مع اكتمال الاستعدادات الرسمية والشعبية لوأد فخامة الفراغ والاحتفاء بفخامة الرئيس..

عند الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة حيث وئدت منذ زمن مقولة الجيش الذي لا يقهر، شوهد الجنود الصهاينة مقهورين بذل الرعب واذيال الخيبة.. اخطأ احدهم استعمال سلاحه نتيجة ارباكه، فاصاب نفسه برصاصة خاطئة، واصاب رفاقه بالذعر والتقديرات الخاطئة. استنفروا الى اعلى الدرجات مع تصويب رصاص الخوف نحو المواطنين اللبنانيين عند الحدود.. لتكون حدود الحادثة، ان لا اصابات من الجهة اللبنانية مع الالطاف الالهية، فيما المستوى العسكري والرسمي وحتى الاستيطاني الصهيوني مصاب باعلى درجات الخيبة، مع انكشاف حجم الخوف الذي يعتري جنودهم وضباطهم..

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الاربعاء الواقع في 26 تشرين الاول 2016

النهار

إيجابيّات فرنجية...

رأى مرجع روحي إيجابيّات كبيرة في الإطلالة الأخيرة للنائب سليمان فرنجية ومنها رسائل انفتاح وواقعيّة في الربح والخسارة.

لا مفاجآت...

يؤكّد وزير أن لا مفاجآت في جلسة انتخاب الرئيس الاثنين ولا تطيير للنصاب و"النتائج مضمونة".

تعميم منع...

أصدر رئيس "التيار الوطني الحر" تعميماً يمنع فيه أعضاء الحزب من حضور اجتماعات سياسيّة مناهضة لسياسته من دون إذن مسبق من قيادتهم.

تسجيل خادع...

تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلاً صوتيّاً قيل إنه لفتاة خدعت الجنرال عون عبر الهاتف بعدما ادّعت أنها المستشارة بثينة شعبان.

السفير

توقفت أوساط ديبلوماسية عربية في بيروت عند ما أسمته "الحضور المتزايد لاسم مرجع حكومي وسطي سابق" في أكثر من دائرة عربية وأجنبية.

تردد أن زيارتين متتاليتين لوزير لبناني الى دولة عربية، كانت نتيجتهما بلا أية مواعيد.

قال مرجع رسمي إن مفتاح كشف شبكات الإجرام وسرقة السيارات وترويج المخدرات موجود في سجن روميه!

اللواء

حرصت سفيرة دولة كبرى على استقصاء معلومات عن تفاهمات سرّية، ومسار أداء الرئيس العتيد إزاء العقوبات المالية والتواجد في سوريا..

طُرح في اجتماع أحد الأحزاب خيار انتخاب مرشّح الكتلة لرئاسة الجمهورية..

تواجه شخصية نيابية أزمة ضمير مزدوجة لجهة الموقف الذي يتعيّن اتخاذه يوم الإثنين، بين القناعة والوفاء؟!

الجمهورية

توقّف المتابعون باهتمام عند عدم إستقبال مرجعيّة رئاسية موفداً دولياً وإحالته الى أحد مسؤوليه الحزبيّين.

نُقل عن سفير دولة أوروبية قوله إن بلاده ستبقى حذرة حتى تمرير جلسة الإثنين لأن "الشياطين تكمُن في التفاصيل.

تجري إتصالات داخلية في تيار المستقبل بهدف إقناع بعض المعترضين على انتخاب العماد ميشال عون بتغيير قرارهم ويتم التركيز على نائبين تحديداً.

البناء

كشف أحد مستشاري الرئيس سعد الحريري أمام بعض المقرّبين أنه كان قد حذّره من مغبّة عدم وضع الرئيس نبيه بري في تفاصيل ما يدور بين مدير مكتبه نادر الحريري وبين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، مضيفاً انّ ذلك كان من شأنه أن يجنّبنا تداعيات هذه "النقزة" التي تسبّبنا بها لفريق سياسي وازن في البلد. لكن الحريري، وفق المستشار إياه، كان مفرطاً في اعتقاده بأنه قادر على تسوية المسألة مع رئيس المجلس.

 

بري دعا الى جلسة لانتخاب رئيس الاثنين

الأربعاء 26 تشرين الأول 2016 /وطنية - دعا رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري الى جلسة تعقد الثانية عشرة من ظهر الاثنين المقبل، لانتخاب رئيس للجمهورية.

 

سلام استقبل وزيري المال والخارجية ومديرة الوكالة الوطنية للاعلام

الأربعاء 26 تشرين الأول 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وزير المال علي حسن خليل، وجرى عرض للاوضاع والتطورات.ثم استقبل وزير الخارجية جبران باسيل، وتم البحث في الشؤون العامة. واستقبل سلام ايضا مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب.

 

فرنجية بعد لقائه الراعي: مستمر في ترشحي

الأربعاء 26 تشرين الأول 2016 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، ظهر اليوم في الصرح البطريركي في الديمان، رئيس تيار "المرده" النائب سليمان فرنجية. وكان في استقباله عند مدخل الصرح، المسؤول الإعلامي المحامي وليد غيض والقيم البطريركي الخوري طوني الآغا. وانتقل الجميع إلى الجناح البطريركي، حيث عقدت على الفور خلوة على شرفة الجناح استمرت نحو خمس وأربعين دقيقة. وأكد فرنجية في دردشة إعلامية أن "الأجواء كانت ممتازة"، لافتا إلى أن "اللقاء مع صاحب الغبطة طبيعي قبيل الجلسة الإنتخابية المقبلة، وقد عرضنا معه مجمل التطورات الراهنة في البلاد". وردا على سؤال، أكد فرنجية استمراره في ترشيحه.

 

بري: نصاب جلسة الانتخاب محسوم ولا لزوم للاثارة واللغط

الأربعاء 26 تشرين الأول 2016 /وطنية - أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن "نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية معروف ومحسوم، فما دام قد تلي محضر الجلسة السابقة وصدق نحن أمام جلسة بدورتين إذا لم يفز مرشح بالدورة الاولى، ولا حاجة الى الإثارة واللغط". وجدد القول في دردشة مع الوفد الإعلامي المرافق في جنيف أنه سيحضر جلسة انتخاب رئيس الجمهورية هو وكتلته، مشددا مرة أخرى على "الجهاد الأكبر" بعد انتخاب الرئيس وأن "العنصر الأساسي فيه هو قانون جديد للانتخاب".من جهة ثانية ، عقد بري اليوم أيضا على هامش أعمال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي في جنيف لقاءات مع رؤساء برلمانات ووفود برلمانية مشاركة في الجمعية. فالتقى رئيس البرلمان الأوسترالي طوني سميث في حضور النائبين ياسين جابر وباسم الشاب، وتناول الحديث التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية ودور الجالية اللبنانية الفاعل في أوستراليا. ثم التقى رئيس مجلس النواب الباكستاني سردارأياز صادق وعرض معه الوضع في الشرق الاوسط والتعاون بين البرلمانين اللبناني والباكستاني، ووجه اليه صادق دعوة رسمية لزيارة باكستان. كذلك عقد لقاء مع رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني الذي وجه اليه دعوة مماثلة.

وعقد النائبان ياسين جابر وباسم الشاب اجتماعا مع الوفد البرلماني البريطاني، وجرى البحث في وضع لبنان والمنطقة. وسيحضر وفد بريطاني الى لبنان في نهاية تشرين الثاني المقبل في زيارة استطلاعية. والتقى جابر والشاب والامين العام للشؤون الخارجية في مجلس النواب بلال شرارة وفدا برلمانيا المانيا برئاسة نائبة رئيس المجلس السيدة روث. وشاركت النائبة جيلبرت زوين في الاجتماع البرلماني الذي ناقش موضوع النساء المعنفات. كما شارك الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر في اجتماعات الامناء العامين.

 

جنبلاط عرض مع ريتشارد الاوضاع في لبنان والمنطقة

الأربعاء 26 تشرين الأول 2016 /وطنية - المختارة - التقى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في قصر المختارة ظهر اليوم، السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد، في حضور عضو اللقاء النائب غازي العريضي ونائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي للشؤون الخارجية المحامي دريد ياغي. وتخلل اللقاء، عرض آخر الاوضاع السياسية في لبنان والمنطقة، ومن بينها الاستحقاق الرئاسي، واطلعت ريتشارد من جنبلاط على رأيه بهذا الخصوص.واستبقى جنبلاط الحضور الى مائدة الغداء.

 

اعلام رئاسة الجمهورية: دعوة المؤسسات الاعلامية الراغبة بتغطية تسلم الرئيس لسلطاته

الأربعاء 26 تشرين الأول 2016 /وطنية - صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي:"في إطار التحضيرات المتخذة لانتخاب فخامة رئيس الجمهورية وتسلمه سلطاته الدستورية في قصر بعبدا، وحرصا على تأمين أفضل تغطية إعلامية لهذا الحدث، يهم مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية إبلاغ المؤسسات الاعلامية الراغبة في الحضور الى القصر الجمهوري، إرسال كتاب خطي بواسطة الفاكس على الرقم 05/900405 أو البريد الإلكتروني على العنوان التالي: pressoffice@presidency.gov.lb تذكر فيه أسماء الإعلاميين والتقنيين والمصورين المكلفين، على أن يتضمن الكتاب أيضا، بالنسبة الى وسائل الإعلام المرئية، اسم سائق الـ sng ورقمها، وذلك إبتداء من اليوم الاربعاء 26 تشرين الاول 2016 حتى ظهرالسبت 29 منه".

 

فارس خشّان: لا أحلم بحكم نصرالله، فهل يحلم أحد بعودة هتلر؟

جنوبية/26 تشرين الأول/16/أكّد الصحافي فارس خشّان في حلقة يوم أمس الأربعاء 26 تشرين الأول من برنامج “بلا تشفير”، أنّ الرئيس سعد الحريري أعلن بتأييده لترشيح الجنرال ميشال عون لرئاسة الجمهورية إفلاس وهزيمة مشروع 14 آذار وذلك لصالح مشروع حزب الله الذي انتصر.

 

لماذا يستمر فرنجية في معركته ضدّ عون؟

المدن - لبنان | الأربعاء 26/10/2016/المعارضون لوصول العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا أعجبوا بمقابلة النائب سليمان فرنجية عبر برنامج "كلام الناس".

فمنذ بداية المقابلة بدا أنّ وظيفتها بالنسبة إلى فرنجية واضحة ومحددة: التشكيك بصدقية عون ومحاولة إقناع العدد الأكبر من خصوم الجنرال بالتصويت لمصلحته في جلسة 31 تشرين الأول- في حال انعقدت- وليس التصويت بورقة بيضاء. علماً أنّ بعض المعترضين على انتخاب عون، خصوصاً في تيار المستقبل، لا يزالون حتى الآن على موقفهم بالتصويت بورقة بيضاء. فالزعيم الزغرتاوي بدأ المقابلة بهجوم عنيف على خصمه الرئاسي مستعيداً العديد من محطات علاقته معه منذ العام 2005 والتي تصرّف فيها عون بـ"تكابر". بل ذهب فرنجية إلى أبعد من ذلك في هجومه وتمردّه على عون باستعادة تاريخه، ولاسيما تجربته في الحكومة الانتقالية في العام 1988 والتي شهدت حربين كانت نتيجتهما، وفق فرنجية، انتزاع العديد من صلاحيات رئيس الجمهورية في اتفاق الطائف، والتي حاول فرنجية طيلة عهد الوصاية السورية استعادة ولو 1% منها، كما قال.

هذا الكلام لم يوجّهه فرنجية إلى خصوم عون بل إلى الحريري، للقول له إنّ مرشحك الجديد متهوّر ولا يلتزم بتعهداته، إذ يمكن أن ينزل جماعته إلى الشارع في كل مرة لا يحصل على مراده في السلطة سواء في التعيينات أو غيرها.

وروى فرنجية مضمون تفاهمه مع الرئيس سعد الحريري في باريس قبل نحو السنة، للتدليل على أنّه لم يقدم لرئيس المستقبل تنازلات مثل ما فعل عون في تفاهمه مع الحريري أخيراً. وهذه رسالة إلى حلفاء فرنجية في "8 آذار" الذين لم يحسموا بعد خيارهم في الجلسة الرئاسية المقبلة.

إذاً، بدا فرنجية، في مقابلته المذكورة، حريصاً على استخدام أسلحته كلّها لتجميع ما أمكنه من نقاط قوة ضد خصمه عون في المعركة الرئاسية. لكنّ هجوم فرنجية على عون واستمراره في هذه المعركة ضدّ حليفه السابق يطرحان سؤلاً أساسياً.

لقد قال الزعيم الزغرتاوي إنّه مع "السيد حسن لو شو ما صار". لكنّه في الوقت نفسه يهاجم مرشّح الأخير إلى رئاسة الجمهورية بشكل غير مسبوق. ألا يطال هذا الهجوم حزب الله أيضاً، أو على الأقل ألا يحرجه؟ ففرنجية استعاد محطات خلافية مع عون كان الحزب فيها موفِّقاً بينهما. فلماذا لم يطلب الحزب من الزعيم الزغرتاوي هذه المرة أنّ يتنازل لعون وينسحب من المعركة الرئاسية لمصلحته، خصوصاً أنّ ما رشح من أجواء الرابية يشي بتوجّس الجنرال من استمرار فرنجية في السباق الرئاسي، بل أنّ البعض نقل عن الجنرال رغبته بحث الأخير على الانسحاب منه؟ وطبعاً، لا يتوقع أنّ يستطيع أحد القيام بدور كهذا مثل الحزب حليف كلّ من عون وفرنجية اللذين يتنافسان على كسب ودّه. وهذا يطرح سؤالاً عن أسباب استمرار فرنجية في معركته ضدَ عون حتى النهاية، ولاسيما أنّ بعض المعلومات الوثيقة كانت أشارت إلى أنّ الحزب طلب من نائب زغرتا عدم الانسحاب من المعركة، وهي معلومات لم يصدر، لا من جانب الحزب ولا من جانب المردة، ما ينفيها. عليه، فإنّ الهجوم العنيف من جانب فرنجية على عون واستمرار ترشيحه يؤشران إلى واحد من أمرين: فإما أن فرنجية يوجّه رسالة إلى الحزب مفادها أنّه يحملّه مسؤولية عدم وصوله إلى قصر بعبدا عندما كانت حظوظه الرئاسية مرتفعة جداً بعد تأييد الحريري ترشيحه وما رافقه من مناخ دولي وإقليمي مؤاتٍ له. وإمّا أنّ الحزب موافق ضمناً على حركة فرنجية الأخيرة  في رسالة واضحة إلى عون تجعله أكثر حاجة إلى الحزب في مساعيه لتذليل العقبات المتبقية أمام انتخابه، ولاسيما أنّ ما رشح من لقاء عون- نصرالله، ليل الأحد، يشي بأن الحزب غير مستعجل لانتخاب عون في 31 الشهر، إذ اقترح عليه، وفق ما سرب من اللقاء، تأجيل الجلسة الرئاسية لتحقيق تفاهم أوسع على رئاسته ضمن "8 آذار"، ولاسيما مع بري وفرنجية.والحال هذه فإنّ كلام فرنجية، الإثنين، لا يؤخذ بوصفه تعبيراً عن مبدئية فرنجية، إنما أيضاً هو كلام يطرح أسئلة تتجاوز وضعية الزعيم الزغرتاوي إلى موقف حزب الله من حركته كما موقفه من الحراك الرئاسي الأخير بمرمته؟ وهي أسئلة ستتضح إجاباتها في الأيام القليلة المقبلة. لكن في مطلق الأحوال يبدو أنّ العونيين أخذوا من كلام نصرالله الأحد ما يوافقهم وفاتهم منه ما لا يوافقهم.. وهو الأهم!

 

شبح التأجيل يحوم فوق الجلسة الرئاسية.. و«برّي» اللاعب الأكبر

إعداد جنوبية 26 أكتوبر، 2016/حالة ترقب شديدةمع اقتراب موعد جلسة الانتخاب التي هناك شِبه إجماع على أنّها ستكون حاسمة لانتخاب رئيس الجمهورية، فيما عنصرَ المفاجآت واحتمال التأجيل لبضعة أيام لم يسقط بفِعل جدلٍ دستوري يدور حول ما إذا كان الانتخاب سيتمّ في دورة واحدة أم على أساس دورتين. أجواء إيجابية بدأت تخيم على الساحة اللبنانية، وتفاؤل مع اقتراب موعد لانهاء أزمة الشغور في 31 الجاري، إلا أن مع كم هاذ التفاؤل تبقى جلسة الانتخاب وما اذا كانت دورة أولى أم ثانية بعدما أجريت دورة الاقتراع الاولى في العام 2014. وهو السؤال الذي لفت إليه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي داعيا الى حسم هذا الجدل قبل 31 تشرين الأول لئلا تتحول مادة خلافية تؤثر سلباً على مسار الجلسة وتشكل حجة للبعض لايجاد شرخ او اختلاف. في المقابل، رأى “تكتل التغيير والاصلاح” بعد اجتماعه أمس أن “الدورة الأولى لانتخاب رئيس الجمهورية حصلت منذ سنتين ونصف سنة ومن المفترض ان ندخل إلى الدورة الثانية بنصاب الثلثين وتصويت النصف زائد واحد”. وطرح هذا الموضوع  تساؤلاً عن الغاية من اثارته في التكتل في ضوء علم أعضائه برأي بري في الأمر واصراره على اجراء دورة أولى “بعدما أقفل محضر الجلسة السابقة”، ونقلت اجواء بري انه اذا استمر العونيون في رأيهم وأصروا على اعتبار جلسة الاثنين دورة ثانية فهذا يعني ان اشتباكاً جديداً سيقع بينهم وبينه ويشارك فيه أكثر من طرف. ونقل مندوب “النهار” في جنيف الزميل رضوان عقيل، اصرار بري وتكراره ان الجلسة التي تم الاقتراع فيها للدكتور سمير جعجع قبل أكثر من سنتين ونصف سنة اقفل محضرها. وعلى عون ان يحصل على 86 صوتاً ليعلن نجاحه في الدورة الاولى، والا يتجه النواب الى جلسة ثانية تليها مباشرة مع شرط ابقاء النصاب نفسه ويجب ان يحصل عندها على 65 صوتا لينتخب رئيساً. ولا تحتاج هذه النقطة عند بري الى تفسير ونقاش ولا يحبذ الاستفاضة فيها “ونقطة على السطر”.

ورسمت “السفير” عدة سيناريوهات مرتقبة لجلسة الاثنين: السيناريو الاول، أن يسبق هذه الجلسة تفاهم سياسي مع نبيه بري، سواء من خلال إعادة التئام طاولة الحوار أو أية صيغة أخرى، فيصار إلى سحب ترشيح سليمان فرنجية بالتوافق معه. والسيناريو الثاني والأكثر ترجيحا، أن يكون الوقت ضيقا، فلا يكون بمقدور “الوسطاء” تغيير حرف مما قد كتب، فيذهب الجميع إلى الجلسة منقسمين حول ثلاثة خيارات: مع عون، مع فرنجية، ضد الاثنين (ورقة بيضاء أو اسم أي مرشح). في هذه الحالة، لن يكون بمقدور “الجنرال” أن ينال ثلثي الأصوات من الدورة الانتخابية الأولى، الأمر الذي يستوجب دورة انتخابية ثانية، من ضمن الجلسة المفتوحة نفسها. هنا يتبدى أكثر من احتمال: الأول والأكثر واقعية، أن يستمر النصاب الدستوري (ثلثا النواب)، فينتخب عون في الدورة الثانية، بأكثرية لا تقل عن 65 نائبا. أو أن يطير النصاب إذا رفع بري الجلسة للتشاور لبعض الوقت، بسبب “تسلل” المعارضين، إلى خارج مبنى المجلس، وعندها يعلن بري تأجيل الجلسة. أما السيناريو الثالث الذي كان يرغب “حزب الله” باعتماده، ولم يوافق عليه “الجنرال”، يتمثل باتخاذ قرار بإرجاء موعد جلسة 31 تشرين الأول لمدة أسبوع أو أسبوعين على الأكثر، على أن يكون الفاصل الزمني كفيلا بترتيب البيت الداخلي لكل من “قوى 8 آذار” وكذلك لـ “تيار المستقبل”.

وخلصت “السفير” إلى أنه توجد سيناريوهات أخرى، لعل أخطرها سيناريو الأمن الذي استوجب توجيه نصائح لعدد من سياسيي الصف الأول بوجوب الحذر في هذه المرحلة، مخافة حدوث اغتيال سياسي يقلب الأمور رأسا على عقب. إلى ذلك، قالت مصادر معنية بالاستحقاق الرئاسي إنّ “العبرة هي في ما بعد انتخاب الرئيس وليس في ما قبله. والجميع يتطلع الى الخطوة التالية، وهي كيف يمكن المعنيين ان يزيلوا جبال التعقيدات من الطريق والسبل التي يمكن استخدامها لهذه الغاية”. وأضافت “إنّ المعنيين بالاستحقاق، وعلى رأسهم بري، ينتظرون تطوّر الأمور في الساعات والأيام المقبلة، وفي ضوئها سيبنون على الشيء مقتضاه. وفي رأي هؤلاء انّ احتفال “التيار الوطني الحر” المسبَق بالفوز المتوقع فيه شيء من المبالغات ونوع من استباق الأمور”.

 

ثورة الفقراء في «الضاحية الجنوبية» قادمة

محمد بحسو/جنوبية/26 أكتوبر، 2016

القلعة لعلها من افضل الاسماء على قلب رجالات حزب الله، هنا القلعة المحصنة من خيوط عنكبوت، ينغل فيها رجالات حزب الله من قياداته ومسؤوليه وعناصره وأصغر براعمه.

في حارة حريك والجاموس والمعمورة وحي الاميركان وطريق المطار والاوزاعي وبرج البراجنة والليلكي وصفير والشارع العريض وحي الجورة واوتستراد هادي نصرالله يخرج من هذه الأحياء إنتصار تلو إنتصار وينامون على هزائم مدوية. ان الخط الامامي للسيد حسن نصرالله المعبأون بعد كل خطبة من خطاباته هم المناصرون المندفعون، يخبرهم ان الإنتصارات يجب ان تكون كبيرة ومدوية، وأن الذي يراهن على وهن حزب الله سيكون نادماً وخاسراً لأنهم لم يعتادوا يوماً على الهزائم كما انهم لم يعتادوا يوماً على سماع صوت المواطنين المتعبين المنتشرين بكثافة في الغبيري، والمشرفية، وبئر العبد، وتحويطة الغدير، وحي السلم، والبركات، والرويس، والكفاءات. من شأن شخص بتركيبة السيد حسن نصرالله ان يأمن لمجتمعه لأنه يعلم الكثير عنه، والمجتمع بات يعلم الكثير عن القائد الشجاع الذي يصول ويجول رجالاته في سوريا والعراق واليمن ونيجيريا، ويصول وتجول رجالاته لإفتتاح المزيد من المحالات التجارية والمشاريع الإستثمارية والمقاهي والمحالات التجارية ومحالات بيع المأكولات واخرى لبيع الدواجن والتلفونات بالجملة والمفرقة، وانشاء التعاونيات في الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب، وتصول وتجول الأموال والرأسماليين في بناء المزيد من الأبنية والمجمعات السكينة، غير انه وفي المقلب الآخر، يقبع الجزء الأكبر من الشباب الشيعي العاطل عن العمل في مقاهي الضاحية ويتوسّل شراء كوب من القهوة لا يزيد ثمنه عن الـ750 ليرة مفضلين ان يشربوا معها سيجارة “سيدرز” لأنها الأرخص وبدأ اغلبهم يقتنع انها لذيذة علماً ان نكتها ليست طيبة ابداً. يتعين القول ان نصرالله وحزبه انتصروا في حلب وانتصروا في القلمون وانتصروا في الزبداني، وسيحققون المزيد من الإنتصارات بهمّة الحلف الروسي والايراني، وسينشر الخبر على مواقع الإخبارية وسيفرج من يريد الفرح، وسيهلل الكثيرون، ويتعين القول ايضاً ان نصرالله وحزبه انتصروا في كل الاماكن ما عدا في بيئتهم في الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب، لأنهم “لن يعلموا” ما يجول من مآس في بيوت البرج والليكلكي والغبيري والحارة وبئر العبد وحي الجورة والأوزاعي ومحيط مخيم صبرا والحرش وحرش القتيل، التي تئن من الحرمان والفقر. هل يتوقع حامي القلعة مشهد شبيه بساحة تعج بالمواطنين الرافعين شعارات تنادي بمطالبهم المعيشية؟ هل يتوقع ثورة؟ تمرد؟ تحرك سلمي؟ او مواطنين خرجوا من بيوتهم المتعبة للتعبير عن سخطهم بالفوضى؟ عليه ان يتوقع  وأن يذهب كثيراً في خياله وأن لا ينام على حرير وردي لأن الوسائد المحشوة بريش الحمام لا تنفع أمام واقع مخيب للآمال والأحلام والمستقبل وأمام سكان يرون التميز الطبقي والفوقية وتنخر تجمعاتهم الأهلية الفساد والتمييز. عليه ان يتوقع إنهيار ونهاية له وللمجتمع، وان يقرأ كتب التاريخ عن الرومان والعثمانيين والتوسع البريطاني. ذلك أن القلاع تسقط بعد ان يتم الإجهاز على كل خصائصها ومكوناتها وأمنها وامانها وتراثها وتاريخها وتركيبتها وعلاقات افرادها ومجتمعاتها المدنية وتجمعاتها السكنية. القلعة محصنة، شبه محصنة. نعم محصنة بالمزيد من العوائق الحديدية والحواجز الأمنية والرجال الذين يرتدون ملابس مكتوب عليها حزب الله، الضاحية محصنة من هجمات داعش والنصرة ومن المتفجرات والإنتحاريين، ومحصنة أيضاً بقلعة إقتصادية صنعت من حارة حريك والجاموس وحي الأميركان، وهي مناطق تضج بالإستثمارات ومحلات مخازن لديها حلة جميلة جداً ولديها زوارها، ولكن هذه المناطق محاصرة أيضاً بحزام اجتماعي خطير الواثقون بحب الفقراء قبل الأغنياء، والواثق بالحب الأبدي له ولحزبه وبالرضا التام للقضاء والقدر، عليه ان لا يثق كثيراً ويطمئن، لأن اغلب الأمور تحدث دون إنذار، كل هذه التسليات لا تنفع بعد سنوات، سنتسلى كثيراً بالنصر وبالفقراء القادمون من الضاحية إلى مستشفيات الضاحية لطلب الإغاثة الطبية، وسنتسلى كثيراً في السنوات القادمة من فورة الغناء الفاحش والبطالة ومافيات المولدات والمياه والعطلة السنوية التي تقضيها البلديات المسؤولة عن رعاية شأن الضاحية. القلعة يحكمها حزب حاكم.. القلعة جمهورية مستقبلة صغيرة جداً، غير انه وللتاريخ، فان الثورات عادة تحصل ضد حزب حاكم أحبه الجماهير لسنوات طويلة.. طويلة جداً.

 

جلسة انتخاب الرئيس: 86 أو 65 صوتاً؟

صبحي أمهز /المدن/الأربعاء 26/10/2016

كثرت التأويلات والاجتهادات الدستورية حيال جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، في 31 تشرين الأول، وهل تعتبر جلسة جديدة أم استكمالاً لجلسة نيسان 2014، التي انتهت بحصيلة 48 صوتاً لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع و52 ورقة بيضاء و16 صوتاً لهنري الحلو، بالإضافة إلى صوت للرئيس أمين الجميل وإلغاء 7 أوراق. وبالعودة إلى الدستور، فإن المادة 49 تنص على أن "ينتخب رئيس الجمهورية بالاقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الدورة الأولى، ويكتفي بالغالبية المطلقة في دورات الاقتراع التي تلي…". فهل يعني ذلك أن جلسة 31 تشرين الأول هي دورة من الدورات التي تلت جلسة العام 2014؟ ينقسم أصحاب الاختصاص بين أراء قانونية مختلفة. إذ يرى وزير العدل السابق شكيب قرطباوي أن النص الدستوري واضح ولا تحمل المادة 49 منه أي تأويلات. فهي، وفقه، تشير إلى أن الفوز في الدورة الأولى يحتاج إلى غالبية الثلثين. أما الدورات التي تلي فتحتاج إلى الغالبية المطلقة، أي النصف زائداً واحداً. من هنا، فإن الفوز في جلسة 31 تشرين الأول يكون بـ65 صوتاً وليس 86، وذلك استناداً إلى وضوح مصطلح "الدورات التي تلي" وليس "الدورة التي تلي". أما اعتبار الجلسة المقبلة دورة أولى على اعتبار أن المحضر أقفل، فـ"هو موقف سياسي ليس أكثر"، وفق ما يقول قرطباوي لـ"المدن".

لكن عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي بزي يختلف مع قرطباوي في شأن طبيعة الجلسة المقبلة. وهو يقول لـ"المدن" إن "الموقف الدستوري والقانوني واضح حيال الجلسة. فبما أن جلسة نيسان 2014 اختتمت وأقفل محضرها، فإن ذلك يعني أن جلسة الأسبوع المقبل هي جلسة جديدة، وتفتتح بدورة أولى يكون الفوز فيها بغالبية الثلثين وليس بالأكثرية المطلقة. وهذا أمر قانوني محض وليس سياسياً". أما وزير الداخلية السابق زياد بارود، فيلفت إلى أنه إذا اعتبرنا الجلسة استكمالاً لجلسة نيسان 2014 سنكون في دورة ثانية، أما إذا اعتبرنا أن جلسة نيسان ختمت ورفعت فنكون في 31 تشرين في دورة أولى. والفارق بين الدورة الأولى والثانية، وفق بارود، هو أن الأولى تتطلب أن يحوز أي من المرشحين على تصويت الثلثين على الأقل. أما في الدورة الثانية فيكون الفوز بالغالبية المطلقة من الأصوات، أي 65 صوتاً". الإشكالية تدور حول تعريف الدورة، وهل هي ضمن الجلسة الواحدة أم لا؟ من هنا، يقول بارود لـ"المدن": "إذا كان الجواب بالإيجاب فلا بد من دورة أولى في جلسة 31 تشرين، وإذا كان بالنفي فتبدأ الجلسة المذكورة بدورة ثانية". من يحسم هذا الأمر؟ يجيب بارود: "ليس هناك من مرجع لحسم هذا الأمر سوى مجلس النواب مجتمعاً في غياب صلاحية التفسير التي لم تعط للمجلس الدستوري". عليه، عادت كرة التفسير الدستوري إلى مجلس النواب، عسى أن لا يدخل ذلك البلاد مجدداً في دوامة انعقاد جلسة لتفسير الدستور كون المجلس النيابي أصبح هيئة ناخبة.

 

جنبلاط مع التسوية

منير الربيع/المدن/الأربعاء 26/10/2016

حاملاً الأمل في تكريس مصالحة الجبل، سيتوجه النائب ميشال عون إلى المختارة للقاء النائب وليد جنبلاط. سيتوجه إلى رئيس اللقاء الديمقراطي بالقول إن "هذه التسوية إذا ما نجحت ستعني إستكمال مصالحة الجبل التي رعيتها أنت. وهذا ما سيتكرس في التعاون المستقبلي في ما بيننا، ولا سيما أنك أعلنت باكراً موقفك المؤيد لانتخابي لإنقاذ البلاد. وهذه اللحظة قد دنت". هذا السيناريو الذي تتوقعه المختارة لما سيكون اللقاء عليه مع عون. يعرف جنبلاط دقة المرحلة، وكيفية موازنة الأمور فيها. هو لا يريد الخروج عن الاجماع أو عرقلة التسوية، ولكن أيضاً لا يريد الاختلاف أو الافتراق مع الرئيس نبيه بري. لذلك، يتريّث في حسم موقفه ريثما تتبلور الأمور. ورغم أن الأجواء تشير إلى أن الأمور ذاهبة في اتجاه انتخاب عون، مازال جنبلاط حريصاً على العلاقة الجيدة مع كل القوى، وعلى رأسها بري وفرنجية. فجنبلاط يريد رئيساً بأي شكل، وأياً يكن هذا الرئيس، لأنه يشدد على وجوب الخروج من الأزمة السياسية كون وضع البلد لا يحتمل، خصوصاً على الصعيدين المالي والإقتصادي. وتعتبر مصادر لـ"المدن" أن جنبلاط لا يمكن أن يقف في وجه التسوية وسيسير بها، لأنه لم يعتد أن يقف في وجه التسويات الوطنية. وإذ خُيِّر بين الفراغ ووجود الرئيس فلن يختار الفراغ. وهو لن يفوت هذه الفرصة.

الأكيد إذاً، أن جنبلاط يفضّل التسويات في هذه المرحلة. وهو لا يريد أن يكون في مواجهة مع أي من الأطراف، لا الحريري ولا عون ولا بري. من هنا، يشدّد على وجوب شمول التسوية كل الأفرقاء، وذلك عبر الحوار. يؤيّد الحريري في مسعاه لإنهاء الفراغ، ويؤيد بري بأن حلّ الأزمة يجب أن يكون من خلال الحوار. وفي ذلك، يعود جنبلاط إلى سابقته الأساسية، بأنه أول من تموضع في الوسطية، وحينها استُغرب موقفه بأن لا وسطية في ظل الانقسام العمودي الحاد، لكن اليوم الجميع يتجه نحو الوسطية لإنجاز التسويات. ومن خلال هذا الموقف، يضع جنبلاط نفسه في موقع الرابح، فإذا نجحت التسوية، يكون أحد أبرز مسهّليها وداعميها، وإذا فشلت يكون في موقف إيجابي وغير معرقل. وبالتالي، يكون قد سلّف موقفاً لعون بدعمه، بعدما سلّفّ موقفاً لفرنجية بدعمه، ولم يتخلّ عن بري، ودعم مسعى الحريري، إلى جانب الحفاظ على علاقته الجيدة بحزب الله. وبذلك يكون صاحب الموقف الإيجابي تجاه الجميع، تحسّباً لما قد يأتي في المستقبل على قاعدة "لعلّ وعسى". في سلسلة التغريدات الأخيرة التي أطلقها على تويتر، اعتبر أن كتلة اللقاء الديمقراطي تضمّ حزبيين ومستقلّين، ولكل عضو في اللقاء رأيه. أُرفقت التغريدات بصورة لأحد عشر "خروفاً" مع إشارته إلى أن اللقاء الديمقراطي ليس قطيعاً من الغنم، معتبراً أنه رغم الظروف الإستثنائية التي تمر بها البلاد يجب أخذ رأي اللقاء الديمقراطي. وفي هذا رسالة إلى وجوب شمول المشاورات كل الأفرقاء. ويلتقي جنبلاط وبري في هذا الاعترض، إذ اعتبر رئيس المجلس أنه لم يتم التعامل معه باعتباره شريكاً في التسوية، بل جرى التعاطي معه وكأنه متلقّ. وينتظر جنبلاط اللقاء مع عون لتبديد الهواجس، وإعلان الموقف المؤيد للتسوية، بعد اجتماع آخر للقاء الديمقراطي، وتخاذ الترتيبات اللازمة. علماً أن ثمة نائباً أو ثلاثة من اللقاء لن يصوتوا لعون وهم من غير الحزبيين. ولكن، لماذا هذه الحسابات؟ لا يريد جنبلاط تغيير منظومة الحكم في البلد، ولا يريد المجابهة مع أحد. لديه حساباته السياسية الدقيقة في الجبل. وبالتالي، لا يريد الخصام مع التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية، تحسّباً للانتخابات النيابية المقبلة. ولا يريد في حال نجحت التسوية أن يكون على خصومة مع العهد. ويعتبر الاشتراكيون أن لا جدوى من العودة إلى الزمن الماضي والعلاقة السيئة مع عون. فالعلاقة بين جنبلاط وعون لم تكن بـ"الشراسة" التي كانت عليها العلاقة بين عون وجعجع وعاد الرجلان وتحالفا.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مكاري: بري حسم الجدل حول جلسة الاثنين

المركزية- اعلن نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري لـ "المركزية" ان "الرئيس نبيه بري حسم من جنيف الجدل القانوني حول ما اذا كانت جلسة 31 الجاري جلسة جديدة بدورتين ام جلسة بدورة ثانية طالما ان الدورة الاولى عُقدت في نيسان 2014، بتأكيده ان "نصاب جلسة الانتخاب محسوم ولا حاجة للإثارة واللغط، فنحن امام جلسة بدورتين إذا لم يفز مرشح من الدورة الأولى". واوضح ان "حتى الان لا اجتماع لهيئة مكتب مجلس النواب قبل جلسة الاثنين".

                                                                                                                               

خطاب القسم مؤشر الى مسـار العهد: ماذا عن "النـأي بالنفس" والعلاقة مع العـرب والعماد عون غير متحمس لطاولة حوار في بعبدا ويفضل إنعاش المؤسسات الدستورية

المركزية- بين من يقول إن وصول رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية يُعد انتصارا لـ"حزب الله" والمحور الايراني في المنطقة، ومن يراهنون على تموضع جديد للجنرال فور تسلمه مقاليد الحكم وعلى رأس هؤلاء مرشِّحاه الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ترى مصادر سياسية متابعة أن مضمون خطاب القسم الذي سيلقيه زعيم "التيار الوطني الحر" في أعقاب انتخابه المتوقع الاثنين المقبل، سيساهم الى حد كبير في تحديد هوية "الجنرال" السياسية الجديدة كرئيس للجمهورية وسيشكل مؤشرا قويا الى المسار السياسي الذي سيسلكه عهده الرئاسي.

وفي السياق، تدعو المصادر عبر "المركزية" الى رصد ما سيحمله الخطاب لا سيما في ما يخص القضايا الداخلية التي ينقسم اللبنانيون عموديا في مقاربتها وأبرزها سلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية، اضافة الى علاقة لبنان مع محيطه ومع الدول العربية والخليجية خصوصا في ظل الفتور الذي تمر به على خلفية اعتبار الرياض ان لبنان - الدولة بات خاضعا لسيطرة حزب الله. فهل سيشدد العماد عون على ضرورة اعادة المياه الى مجاريها بين الجانبين في وقت تشكل الدول الخليجية مصدر رزق لمئات الآلاف من اللبنانيين؟

واذ تتوقع ان يتمسك "الجنرال" في متن خطابه، بالميثاق وبالشراكة المتوازنة بين المسيحيين والمسلمين في الحكم، ترجح المصادر ان يعيد الاعتبار الى الصيغة التي قام عليها ميثاق العام 1943 أي "لا للشرق، لا للغرب" ليؤكد على هذا الاساس ان "لبنان مع العرب اذا اتفقوا وعلى الحياد اذا اختلفوا"، متمسكا انطلاقا من هنا بسياسة "النأي بالنفس". وبذلك، يكون قد كرّس أحد بنود الاتفاق الذي أرساه مع الرئيس الحريري في شأن ضرورة تحييد لبنان، وهو موقف متقدم بحسب المصادر، ولو بقي شفهيا فقط، اذ يعني ان لبنان الرسمي لا يبارك قتال حزب الله أو أي أطراف لبنانية أخرى في الميادين العربية والتدخل في شؤونها.

وفي حين كان الرئيس ميشال سليمان "استعار" من رئيس مجلس النواب نبيه بري فكرة "طاولة الحوار الوطني" التي أسسها عام 2006، فان العماد عون كرئيس للجمهورية لا يتحمس لاحيائها مجددا، وفق المصادر. فزعيم "التيار" لم يكن يوما محبذا لـ"الطاولة" وهو لطالما رأى فيها بديلا غير شرعي عن المؤسسات الدستورية التي يجب ان تحصل الحوارات تحت سقفها أي في مجلسي النواب والوزراء، لا أن يتم تخطيهما. ومن هنا، فقد انسحب من اجتماعاتها في نهاية عهد الرئيس سليمان، كما علّق "التيار" مشاركته في آخر نسخ الطاولة، منذ أشهر...

الى ذلك، فان العماد عون يخشى ان تكبّله "الطاولة" أو ان تشكّل مصدرا لـ"وجعة راس" لا يريدها، اذ لا بد ان تناقش الملفات الشائكة كسلاح حزب الله والنأي بالنفس تلبية لرغبة عدد من الأطراف المشاركة فيها التي قد تطالب أيضا بالتأكيد على مقررات طاولات الحوار السابقة وأبرزها "إعلان بعبدا"، علما ان الاخير ليس محط إجماع داخلي. أما قانون الانتخاب العتيد، فيرى "الجنرال" حسب المصادر ان المكان المناسب لطرحه هو في المؤسسات الشرعية أي في مجلس النواب ولا يعتبر ان طاولة الحوار هي الجهة المخوّلة البحث فيه.

 

تشـكيل الحكومة الحريريــــة ابرز تحديـــات العهد العونــــــي ومشاركة المعارضة تكبّلها بالثلث المعطل وغيابها يحصر التمثيل الشيعي بالحزب

المركزية- مع أن الكثير من أهل السياسة ما زالوا يرددون في معرض سؤالهم عما اذا كان رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون بات رئيسا للجمهورية بحكم توسع شبكة التحالفات المؤيدة لترشيحه الى الحد الاقصى، مقولة "ما تقول فول تيصير بالمكيول"، في اشارة الى وجوب انتظار نتائج جلسة الاثنين التي وجه رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة اليها اليوم، ينبري فريق سياسي واسع من الاتجاهات السياسية كافة الى البحث في استحقاق المرحلة التالية لعملية الانتخاب، تشكيل الحكومة، ما دام أمر رئيسها محسوما استنادا الى المعلن من مواقف ناسجي الاتفاقات الداخلية التي عبّدت طريق عون الرئاسية، الرئيس سعد الحريري. واذا كان مسار الرئاسة استلزم عامين وخمسة أشهر، اذا ما كُتب له ان يتم الاثنين، فإن تشكيل الحكومة، كما تقول مصادر سياسية متابعة لـ"المركزية" لن يكون بالامر السهل وربما يحتاج اشهرا طوالا، في ضوء المتوافر من معطيات في هذا الشأن، وفي شكل خاص ما يتصل منها بالفريق المعارض المتوقع ان يتزعمه رئيس مجلس النواب نبيه بري، ان لجهة المشاركة او عدمها في الحكومة الحريرية، او لناحية المطالب والشروط اذا ما حسمت خيارها بالانخراط في مسار العهد العوني والمعارضة من الداخل، بحيث ترفع سقفها مجددا الى الثلث المعطل لتأتي مشاركتها فاعلة ومؤثرة وليست صورية، او الحصول على حصص وازنة وحقائب مهمة سواء سيادية كالخارجية والداخلية والدفاع والمالية، او اساسية كالطاقة والاتصالات والتربية والاشغال. وتتوقع المصادر ان يتمحور النزاع الاساسي حول حقيبتي المال والطاقة، انطلاقا من المتوقع بأن يشهد العهد الجديد انطلاق ورشة استخراج الغاز والنفط من البحر واليابسة، بعدما جُمد المشروع في نهاية عهد الرئيس ميشال سليمان، ثم ذللت عقده بين الرابية وعين التينة.

والى التحديين ، تعتبر المصادر ان ابرز العقبات التي قد تواجه الرئيس الحريري يتمثل، في حال رفض بري دخول الحكومة، كيفية تمثيل المكون الشيعي فيها، بحيث يحصر والحال هذه بحزب الله، المصنف في أجندات الكثير من الدول الغربية والخليجية ارهابياً. فالرئيس الحريري العائد الى السراي بعد انقطاع قسري فرضه حزب الله الذي اطاح حكومته ورفع "فيتو" كبيرا على عودته، سيواجه معضلة اساسية تتمثل في كيفية تأمين الدعم الغربي والعربي للبنان عن طريق الحكومة، وحزب الله ممثل وحيد فيها للمكون الشيعي، وهل ان المال الخليجي الذي لطالما شكل الرافد الاساسي لحكومات الحريري سيضخ مجددا في عروق حكومة من هذا النوع؟ اضافة، تشير المصادر الى ملفات خلافية جوهرية قد تطل برأسها مجددا على طاولة مجلس الوزراء، منها دورالمقاومة ومستقبلها ومصير سلاحها من ضمن الاستراتيجية الدفاعية، والمحكمة الدولية وشهود الزور، متوقعة في ما لو كان الانسجام بين الرئاستين الاولى والثالثة قائما بالاستناد الى الاتفاق العوني- المستقبلي وبنوده الستة التي اشار اليها الحريري، ان تتم معالجة الملفات الشائكة بهدوء وعبر قنوات سرية تجنبا لعرقلة انطلاقة العهد المفترض ان ينكب على اعادة الدوران بسرعة قياسية الى عجلة الدولة عبر تفعيل مؤسساتها انطلاقا من مجلس النواب عبر استعادة دوره ومهامه التشريعية ومجلس الوزراء من خلال تكثيف الجلسات لبت المشاريع العالقة والمعلقة راهنا بفعل الخلافات السياسية والانصراف الى اعادة الإنفاق من خلال الموازنة العامة وليس القاعدة الاثنتي عشرية المعمول بها منذ عام 2005 حيث يتم الانفاق على اساسها من دون موازنة عامة.

 

بري يحسم لمرة اخيرة جدل الجلسة: دورتــــان

الجميل يحدد موقف الكتائب غدا وجنبلاط ينتظر عون

فرنجية ماض في المعركة وحلو مستمر "لمصلحة الوطن"

المركزية- من السياسة الى الميدان انتقل الملف الرئاسي، مع ظهور اولى المؤشرات العملية في اتجاه انتخاب رئيس الجمهورية في جلسة الاثنين 31 تشرين الاول. رئاسة الجمهورية أصدرت بيانا من مكتبها الاعلامي ضمّنته توجيهاتها للمؤسسات الاعلامية الراغبة في تغطية حدث تسلّم الرئيس سلطاته الدستورية في قصر بعبدا، بعدما دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري رسميا الى جلسة تعقد في الثانية عشر ظهر الاثنين المقبل لانتخاب الرئيس.

وفيما باتت قاعات قصر بعبدا جاهزة لفتح الابواب امام الرئيس العتيد ، اٌنجزت في الرابية كل الترتيبات اللوجستية الخاصة بالمناسبة، وانبرى فريق كبار مستشاري وحقوقيي رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون الى روتشة خطاب القسم، بعدما صاغ مضمونه بما يتناسب وتطلعاته للعهد الجديد. لكن اكتمال الفرحة، وعلى رغم توافر كل مقومات الفوز، يبقى رهن اعلان الرئيس بري "الجنرال" رئيسا للجمهورية،استنادا الى نتيجة صندوق الاقتراع، خصوصا لدى بعض من تتملكه هواجس مصدرها الفريق المعارض لوصول عون، حول قطبة مخفية قد تظهر في الجلسة الانتخابية تحول دون انجاز الاستحقاق خصوصا في ضوء النزاع حول ما اذا كانت الجلسة ستعقد في دورة اولى ام ثانية ، وهو ما يترك "نقزة" لدى هذا البعض، على رغم ان الرئيس بري كما ينقل عنه قال ان عون آتٍ وأنا سأكون ضده.

بري يحسم الجدل: واليوم حسم الرئيس بري الجدل القانوني-الدستوري حول ما اذا كانت جلسة الاثنين بدورتين اولى وثانية ام بدورة ثانية، فقال من جنيف ان "نصاب جلسة الانتخاب محسوم ، فنحن امام جلسة بدورتين إذا لم يفز مرشح بالدورة الأولى"، لافتاً الى ان "نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية معروف ومحسوم، فما دام قد تلي محضر الجلسة السابقة وصدّق، نحن امام جلسة بدورتين اذا لم يفز مرشح بالدورة الاولى، ولا حاجة للإثارة واللغط"، ومجدداً تأكيده انه "سيحضر جلسة الاثنين هو وكتلته، وان "الجهاد الأكبر" بعد انتخاب الرئيس، والعنصر الأساسي فيه قانون جديد للانتخابات النيابية".

انسحب... لم ينسحب: وقبل اربعة ايام من الجلسة، ما زالت مواقف بعض الكتل النيابية تدور في دوامة الغموض، لاسيما كتلة "اللقاء الديموقراطي" التي، ولئن بثت امس اشارات في اتجاه السير بركب موجة انتخاب عون، الا ان الموقف النهائي ينتظر قرار الكتلة الذي سيعقب زيارة "الجنرال" الى النائب وليد جنبلاط في المختارة في الساعات المقبلة واتصاله بالرئيس بري للتشاور. وفي ما يعكس تضاربا في وجهات النظر داخل اللقاء، اعلن عضو اللقاء النائب أنطوان سعد اليوم أن "النائب هنري حلو سيعلن سحب ترشحه للرئاسة قبل الاثنين المقبل لأن الاتجاه العام هو بتبني جنبلاط ترشيح العماد عون"، وسرعان ما جاء النفي من مرشح اللقاء النائب هنري حلو الذي أكد في بيان " أن ترشيحه لرئاسة الجمهورية يستمر ما دام مفيداً لمصلحة الوطن، ويصل أو يقف إذا ما اقتضت مصلحة الوطن"، مشيرا إلى أن ذلك "يُعلن في حينه".

كلمة الكتائب في مؤتمر الجميل: اما كتلة نواب الكتائب فلم تقل كلمتها بعد على رغم اجتماعات مكتبها السياسي المفتوحة منذ الاثنين الماضي على نقاش مستفيض في شأن القرار المنتظر. وكشفت مصادر كتائبية لـ"المركزية" أن رئيس الحزب النائب سامي الجميل سيعقد مؤتمرا صحافيا غدا، يتوقع أن يعلن فيه الموقف النهائي. واشارت الى ان الجميل لم يتوان عن التلميح، أمام الوفد العوني الذي زاره أخيرا في بكفيا، إلى أنه وأعضاء كتلته النيابية قد يصوتون لمصلحة مرشح ثالث، انسجاما مع رفضهم رئيسا من 8 آذار "قد يسلم البلد إلى محور اقليمي معين، واكدت أن رئيس الحزب كرر موقفه هذا أمام الرئيس سعد الحريري في لقائهما الأخير في بيت الوسط.

تمديد ام اجراء؟ وفي هذا المجال، اعربت اوساط سياسية عن قلقها من ان يبقى الاخفاق في الوصول الى قانون انتخابي جديد متسيّدا المشهد الانتخابي بحيث لا يفلح العهد القادم في بلوغ الاتفاق، فيتكرر سيناريو التمديد لمجلس النواب عاما جديدا يشكل مساحة كافية للقوى السياسية لاعادة تموضعها وتعويم موقعها. الا ان مصادر مراقبة استبعدت هذا السيناريو وقالت ان العماد عون الذي رفض، وهو زعيم، كل التمديدات السياسية والامنية لا يمكن ان يقبل بها وهو رئيس جمهورية، مشيرة الى ان اقصى ما يمكن بلوغه والحال هذه، اجراء الانتخابات في موعدها على اساس القانون المعمول به، اي قانون الستين .

فرنجية في الديمان: في الاثناء، سُجّلت اليوم زيارة لافتة لرئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية الى الديمان من حيث توقيتها ومكانها، اذ جاءت قبل 4 ايام من جلسة الانتخاب وتمت في المقر الصيفي للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي كان وطبقاً للتقاليد يتركه في اواخر شهر آب بسبب برودة الطقس، الامر الذي فسّره البعض بان البطريرك الماروني ترك بكركي وتوجّه الى الديمان للقاء النائب فرنجية، الا ان معلومات "المركزية" اشارت الى ان انتقال البطريرك الى الديمان كان مقرراً منذ 15 يوماً، لتفقد املاك تابعة للكنيسة المارونية في أرز تنورين التي تتم فيها عملية نزع الغام، وان رئيس "تيار المردة" اصرّ على لقائه لابلاغه شخصياً استمراره في الترشّح وانه سيحضر جلسة الانتخاب الاثنين المقبل كمرشّح منافس للعماد عون. وكان فرنجية اعلن بعد اللقاء الذي دام نحو 45 دقيقة ان"الأجواء كانت ممتازة، واللقاء مع صاحب الغبطة طبيعي قبيل الجلسة الإنتخابية المقبلة، وعرضنا معه مجمل التطورات في البلاد"، مؤكداً استمراره في ترشيحه".

عون يستقبل مهنّئين: في مجال آخر، وفي خطوة لافتة قبل ان تُفتتح ابواب قصر بعبدا امام العماد عون، زار الرابية محافظ الشمال رمزي نهرا على رأس وفد من مشايخ طرابلس، قدم له التهنئة املاً في ان يكون وصوله الى سدّة الرئاسة خيراً لكل لبنان"، ومشدداً على اهمية ان "يتميّز عهده بمكافحة الفقر وإلزامية التعليم".

الخلوي في الحكومة: في غضون ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسة قد تكون الاخيرة اذا انجز الاستحقاق الرئاسي الاثنين، قبل ان تتحول حكومة الرئيس تمام سلام الى تصريف الاعمال، واول بنود جدول اعمالها مناقصة الخلوي. وأشارت معلومات "المركزية"، الى أن الوزير بطرس حرب كان عرض في الجلسة الأخيرة ملف المناقصات وضمّنها التعديلات التي طلب بعض الاطراف إدخالها اليها. إلا أن وزيري "حزب الله" ، طلبا مهلة أسبوع لتحديد موقفهما النهائي منها،. وإذا أُقرّت المناقصات غداً، سيكون تنفيذها من صلاحيات الحكومة الجديدة التي يفترض تشكيلها بعد الإنتخابات الرئاسية المرتقبة الإثنين المقبل.

 

المساعي ناشطة لتذليل العثرات من امام الاستحقــــــاق و"المستقبل" يرفض الورقة البيضاء من نوابه ويريد نعم كاملة

المركزية- تنشط المساعي لاتمام الاستحقاق الرئاسي في 31 الجاري في جلسة هادئة دستوريا وسياسيا تنهي الشغور الرئاسي وتعبّد الطريق الى قصر بعبدا امام الرئيس الجديد للجمهورية، وذلك بعدما رفض المرشح الاوفر حظا العماد ميشال عون ارجاءها حتى لأيام. ولعل المساعي الابرز على الخط المسيحي الهادف الى اعادة اللحمة بين المرشحين الاربعة الاقوياء هو ما يقوم به البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي انتقل الى الديمان اليوم للقاء رئيس تيار المردة المرشح ايضا للرئاسة النائب سليمان فرنجية. وعلى رغم الخلوة التي جمعت بين البطريرك وفرنجية على مدى ساعة الا عشر دقائق تقريبا والتي استبقى بعدها البطريرك الراعي فرنجية الى الغداء، فقد علم وعلى ما اكد فرنجية نفسه ان اجواء اللقاء كانت ممتازة وانه مستمر في ترشحه وان الجانبين توافقا على البقاء على تواصل خلال الساعات والايام المقبلة الفاصلة عن موعد جلسة الانتخاب خصوصاً وان هذه المدة حبلى بالمستجدات السياسية والمواقف الدولية التي من شأنها ان تحمل تبدلا في المواقف او ترسيخاً للقناعات، يفترض ان يبنى على اساسها اي جديد سواء على المستوى الرئاسي او غيره من الملفات. الا ان مصادر قريبة من الرابية اكدت ان البطريرك حاول اقناع فرنجية بالعدول عن الترشح والانسحاب لمصلحة الجنرال خصوصاً وان هناك توافقاً من قبل الدول المعنية بالاستحقاق اميركا – روسيا – ايران – السعودية على دعم الأوفر حظاً رئيس تكتل التغيير والاصلاح، وهذا ما عكسته مواقف الدول المعنية التي قررت المشاركة بموفدين ومندوبين على مستوى وزارات الخارجية في جلسة الانتخاب الاثنين المقبل وما النفي لوصول هذا او ذاك الا لدواع امنية.

واشارت المصادر الى ان الرابية تبلغت في الساعات الماضية ان كتلة المستقبل النيابية هي على طريق تسوية وضع المعترضين بين نوابها ودفعهم باتجاه التصويت وعدم الاكتفاء البعض بوضع ورقة بيضاء في صندوقة الاقتراع وان عدم التصويت بنعم للعماد عون سوف يكون موجهاً للرئيس الحريري وليس للرئيس العتيد للجمهورية وبالتالي سيعتبر هذا الامر تمرداً على رئيس تيار المستقبل نفسه وخروجاً عن قرار الكتلة المؤيد لانتخاب عون. وتختم المصادر مؤكدة انتخاب عون في جلسة الاثنين المقبل على رغم المواقف المحلية المتأرجحة والتي في غالبها ترمي الى تكبير الحجر وحجز مكان متقدم لها في حقل التغييرات المقبلة على مستوى انهاء الشغور الرئاسي ووصول الجنرال الى بعبدا.

 

الرئاسة" تحت مجهر المكتب السياسي الكتائبي والجميـل يعلـن غـداَ الموقـف النهائـــي

المركزية- قبل أيام من جلسة 31 تشرين الأول التي من المنتظر أن تقود رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا، بدأت الكتل السياسية بكشف أوراقها الرئاسية تباعا، لا سيما تلك التي سيقترع أعضاؤها لصالح الجنرال عون، بعد التأييد الذي ناله من الرئيس سعد الحريري بعد طول انتظار. غير أن هذه الصورة الايجابية لا تنسحب على كل المكونات البرلمانية. ذلك أن بعضا منها يبدو متريثا في إعلان موقفه النهائي. فحزب الكتائب الذي أعلن "باكرا" أنه لن ينتخب أي مرشح من 8 آذار لا يحمل مشروعا سياديا، لم يقل بعد كلمته الأخيرة. وفي السياق، تذكر مصادر الصيفي عبر "المركزية" أن رئيس الحزب النائب سامي الجميل لم يتوان عن التلميح، أمام الوفد العوني الذي زاره أخيرا في بكفيا، إلى أنه وأعضاء كتلته النيابية قد يصوتون لمصلحة مرشح ثالث (غير النائبين ميشال عون وسليمان فرنجية)، انسجاما مع رفضهم رئيسا من 8 آذار "قد يسلم البلد إلى محور اقليمي معين". وتنبه إلى أن الجميل كرر موقفه هذا أمام الرئيس سعد الحريري في لقائهما الأخير في بيت الوسط.  هل بدل المشهد الرئاسي الجديد موقف الكتائب، على وقع ما يحكى عن تسويات سياسية تطبخ على نار جلسة الاثنين لمواكبة العهد الجديد؟ في معرض الاجابة عن هذا التساؤل تكشف أوساط الصيفي لـ "المركزية" أن

"المكتب السياسي الكتائبي يعقد اجتماعات مفتوحة منذ الاثنين الفائت، وهناك آراء متعددة. وكشفت أيضا أن النائب سامي الجميل سيعقد مؤتمرا صحافيا غدا، يتوقع أن يعلن فيه الموقف الكتائبي النهائي.

وإذا كان الكتائبيون ينطلقون في موقفهم مما يعتبرونها "مبادئ ومسلمات" لطالما طبعت مسيرة حزبهم السياسية، فإن كثيرين يتحدثون عن علامات استفهام تتصل بقدرة العهد الجديد الآتي من تسوية سياسية "عريضة" بعد مخاض عسير على الانطلاق بقوة، مع معارضة مسيحية، تبدو الكتائب في واجهتها. أمام هذه الصورة، تذهب الصيفي بعيدا في ردها معتبرة أن هذا العهد سينطلق بعد اعتماد واقعية سياسية معينة فرضت امين عام حزب السيد حسن نصرالله ممرا رئاسيا إلزاميا، انصاع له أولا رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع، قبل أن يأخذ الرئيس سعد الحريري موقفا مماثلا، مؤكدة أن حزب الكتائب في مرحلة نهوض يقودها الشيخ سامي الجميل، وهو يطالب بدولة حديثة، ونحن على تواصل مع مختلف الكتل السياسية، وبينها تكتل التغيير والاصلاح، وكتلة الرئيس نبيه بري، بدليل أن وزير المال علي حسن خليل زار الجميل أمس في الصيفي.

 

تلازم مسار الأزمتين اليمنيـة واللبنانيـــة: وقف اطلاق النار أثمر رئيسا واستعجال دولي واقليمي للانتخاب تحصينا للاستقرار في ظل معركة الموصل

المركزية- دخل النزاع اليمني مرحلة هدنة منذ 19 تشرين الاول الجاري مع دخول قرار لوقف اطلاق النار، حيز التنفيذ في البلاد، بفعل اتفاق أبرم بين جميع الأطراف اليمنيين وقوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.

واذا كان القرار يتعرض لخروق منذ اللحظة الاولى لبدء سريانه، حيث يشهد الميدان اليمني اشتباكات ومناوشات ويتبادل طرفا النزاع التهم في شأن المبادر الى إطلاق الرصاصة الاولى، فان وقف اطلاق النار مبدئيا لا يزال صامدا، ما يعكس وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، قرارا سعوديا – ايرانيا بالتهدئة في اليمن ووقف التصعيد الدراماتيكي الذي كانت تسلكه الامور في الميدان. وتلفت المصادر الى ان "الهدنة" تخدم اليوم مصلحة عرابَيها الفعليين الرياض وطهران، ذلك انها تعني تخفيف وطأة غارات التحالف العربي وبالتالي تخفيف كلفتها، كما تعني أيضا إبطاء وتيرة مدّ الحوثيين بالسلاح الايراني. وعليه، يمكن الاعتبار ان الطرفين مستفيدان من وقف اطلاق النار الذي يفترض أن يترافق مع تزخيم مساعي الحل السياسي في البلاد. وفي السياق، تشير المصادر الى ان المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أعلن الثلثاء، عن تسليمه الحوثيين وحزب علي عبدالله صالح، خطة سلام متكاملة تتضمن حلا شاملا للأزمة اليمنية، مؤكدا من صنعاء ان الخطة تحظى بدعم دولي كبير. وكان ولد الشيخ أحمد وصل الى اليمن الأحد، لمناقشة خيارات للتوصل لحل سياسي مع ممثلين لجماعة الحوثي، والعمل على تطبيق اتفاق آخر لوقف إطلاق النار.

وسط هذا المشهد، تذكّر المصادر بالموقف الذي كان أطلقه رئيس مجلس النواب نبيه بري في نيسان الماضي وألمح فيه الى تلازم بين الأزمتين اللبنانية واليمنية، متخطيا من كانوا يربطون معضلة الرئاسة بمسار المفاوضات حول الملف النووي أو بمنحى التطورات في سوريا والعراق. وقد أثبتت الوقائع على ما يبدو نظرية رئيس المجلس. ففي لحظة التفاهم الاقليمي بين ايران والسعودية في شأن اليمن، قرر الرئيس سعد الحريري اطلاق مبادرة رئاسية جديدة قضت بتبني ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، في حين تحركت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ مجددا على خط الرياض – طهران حيث لمست عدم ممانعة لانجاز الانتخابات الرئاسية بعد فراغ استمر عامين ونيّفاً ومن المرجح ان يحصل الاثنين المقبل اذا لم يستجد أي طارئ.  وليس بعيدا، لا تستبعد المصادر ان يكون الضوء الاخضر الدولي والاقليمي لانجاز الاستحقاق، لا سيما من قبل ايران، أعطي في هذا الوقت بالذات، نظرا الى التداعيات المحتملة لمعارك استعادة الموصل من تنظيم الدولة الاسلامية، على المنطقة وعلى لبنان، حيث يخشى ان ينسحب عناصر "داعش" الفارون من العراق الى سوريا فلبنان فيهتزّ استقراره. أما انتخاب رئيس فيساعد البلد الصغير على تحصين أمنه.

 

النائب أنطوان سعد: حلو سيسحب ترشيحه للرئاسة قبل الاثنين والاتجاه العام هو خيار عون

الأربعاء 26 تشرين الأول 2016/وطنية - اعتبر عضو "اللقاء الديموقراطي> النائب أنطوان سعد إن "جدلا بدأ حول مدى اعتبار جلسة الاثنين المقبل جلسة بدورة أولى أم ثانية، وذلك باختلاف للآراء بين الرئيس نبيه بري الذي يعتبر أن الدورة المقبلة هي دورة أولى، والتيار الوطني الحر الذي يعتبرها دورة ثانية"، موضحا أن "الرأي النهائي في هذا الموضوع يعود لرئيس المجلس". أضاف سعد في حديث الى اذاعة "الفجر": أن "موقف رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط سيكون واضحا وصريحا في الساعات المقبلة باتجاه موقف موحد للكتلة، بعد المشاورات والاجتماعات، حيث سيأتي الإعلان بعد زيارة العماد ميشال عون للمختارة، واتصال جنبلاط بالرئيس بري للتشاور". وأكد أن "النائب هنري حلو سيعلن سحب ترشحه للرئاسة قبل الاثنين المقبل لأن الاتجاه العام هو بتبني جنبلاط ترشيح العماد عون، لكن الموقف النهائي سيكون بعد اجتماع الكتلة الأخير الذي سيؤدي لاتخاذ القرار الموحد والنهائي". ورأى سعد أن "الأجواء والمعطيات العامة توحي أن الجلسة المقبلة ستكون لانتخاب رئيس الجمهورية، وهو العماد عون، إما في دورة أولى أو ثانية".

 

عون استقبل وفدا من مشايخ طرابلس

الأربعاء 26 تشرين الأول 2016 /وطنية - استقبل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، قبل ظهر اليوم في دارته في الرابية، وفدا من مشايخ طرابلس الذي تحدث باسمه الشيخ احمد كمون فقال: "جئنا من طرابلس لنبارك لفخامة الرئيس العماد ميشال عون، وايضا تمنينا ان يتميز عهده بأمرين اي مكافحة الفقر والزامية التعليم لان الاوطان لا تبنى الا بالعلم". اضاف: "كان اللقاء وديا، وقد اعرب فخامته عن محبته لاهل طرابلس، ونسأل الله ان يكون عهده متميزا عن غيره بالعدل ورفع الظلم عن اهل طرابلس".

سئل: هل الشارع الطرابلسي يقبل بوصول العماد عون الى سدة الرئاسة؟

اجاب: "لست متحدثا باسم الشارع الطرابلسي، لكن لسان حال الجميع يقول "تفاءلوا بالخير تجدوه"، نتمنى ان يكون وصول العماد عون بداية خير لكل لبنان".

سئل: هل ترون ان العماد عون يستطيع ان يجمع اللبنانيين؟

اجاب: "بالتأكيد، وسيرته في ما مضى تشهد على ذلك".

 

حلو: ترشيحي يستمر ما دام مفيدا للوطن ويصل أو يقف وفق مصلحة لبنان

الأربعاء 26 تشرين الأول 2016 /وطنية - أكد عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب هنري حلو في بيان، أن ترشيحه لرئاسة الجمهورية "يستمر ما دام مفيدا لمصلحة الوطن، ويصل أو يقف إذا ما اقتضت مصلحة الوطن"، مشيرا إلى أن ذلك "يعلن في حينه"، وتعهد "التصدي بدون هوادة" للفساد، بكل ما يتوافر له "من طاقات ومواقع ومسؤوليات".وقال: "لقد التزمت دائما باحترام وقناعة صلبة، العلاقة السياسية التي تجمعني بمعالي وليد جنبلاط، وذلك ارتكازا على ايماني وانتمائي الى مبدأ العيش المشترك، بل العيش الواحد بين مكونات النسيج اللبناني كافة، ولم أتردد مرة بتغليب هذه القناعة على كل المصالح والأولويات التي تداهم احيانا هذه العقيدة الراسخة، وعبرت عن ذلك بالفراق قبل اللقاء من جديد". وأضاف: "أنا على اعتزاز بهذه العلاقة السياسية الصلبة، وعلى امتنان وشكر صادق لثقة معالي وليد جنبلاط واللقاء الديمقراطي في تسميتي وترشيحي لمنصب رئاسة الجمهورية، بقدر ما أنا مخلص لمدرستي السياسية المتمثلة بأبي، المرحوم بيار حلو، والذي أرسى ثقافة الترفع عن المراكز وعن الألقاب لمصلحة واحدة لا غالب لها، هي مصلحة لبنان العليا". وتابع: "على غرار مدرسة أبي، أنتمي الى مدرسة جدي، المرحوم ميشال شيحا، أب الدستور، ورجل الدولة الأول في منحها مرجعيتها وأصول أحكامها. وعلى هذه الأسس والقناعات أرى ذاتي وأحدد أولوياتي، وعليه، لا أسمح للطموح الذاتي، ولا للرغبة الشخصية، بأن يتقدما على مبادئي ولا على انتمائي". وأكد أن ترشيحه "كان ويبقى من جوهر هذه القناعة، وله كامل الحصانة بأن لا ينحرف ولا يتخاذل، بقدر ما هو مستعد للتضحية ولتأييد كل ما هو لمصلحة لبنان العليا". وقال: "يستمر ترشيحي ما دام مفيدا لمصلحة الوطن، ويصل أو يقف إذا ما اقتضت مصلحة الوطن، وهذا ما أعاهدكم عليه وما ألتزم به، ويعلن في حينه، وسأكون دائما على العهد إذا ما تجددت الظروف الآن أو في الغد الآتي".وفي ما وصفه بـ"القسم قبل القسم"، قال: "أعاهد أبناء وطني وبناته، على صون الحرية والديموقراطية باعتبارهما من المقدسات المرادفة لوجود لبنان والملازمة لهويته، وعلى التصدي بدون هوادة، لعدونا الذي لا يقل خطورة عن أعداء الكيان اللبناني وأعني حتما الفساد، وقد أضحى ممأسسا على حساب المؤسسات التي نخسرها تباعا في انحلال وتفكك". وختم: "ألتزم هذا العهد في حماية الحرية والديموقراطية ومواجهة الفساد، بكل ما يتوافر لي من طاقات ومواقع ومسؤوليات، ويعزوني في ذلك وباعتزاز، مسيرتي منذ ممارستي للشأن العام، ومدرستي العائلية والوطنية، وعليه لن أستكين ولن أتهاون في اعتبار هذه المواجهة هي الحق المكرس في جوهر مفهوم بناء الدولة والمؤسسات وسحق الفساد وتفكيك أمراضه وأخطاره".

 

رئيس حركة الناصريين الأحرار الدكتور العجوز: نرفض تسليم لبنان بشكل شرعي لحزب الله ولنظام ولاية الفقيه ولا نثق بعون

الناصريون الأحرار: ما قبل 31 تشرين الأول ليس كما بعده ونخشى أن يكون لبنان قد أصبح ضمن دائرة العنف في المنطقة

الدكتور العجوز: نرفض تسليم لبنان بشكل شرعي لحزب الله ولنظام ولاية الفقيه. عشية جلسة المجلس النيابي المفترضة لإنتخاب رئيس للجمهورية، عقد مجلس قيادة حركة الناصريين الأحرار إجتماعا طارئا برئاسة الدكتور زياد العجوز الذي قال، إننا مع ملء الفراغ الرئاسي في لبنان ومع إنتخاب رئيس للجمهورية ولكن ليس بهذا الأسلوب وبهذه الطريقة وبهذه الشخصية المرتقب إنتخابها. وقال، سنتان ونصف مرت على الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية ولم نتوقع أن يكون الجنرال عون رئيس تكتل التغيير والإصلاح هو المرشح الأقوى لمنصب الرئاسة، نحن نعلم أن الجنرال عون هو مرشح حزب الله ومرشح خط الثامن من آذار بما يعني أنه مرشح سلطة الوصاية وسلطة الإحتلال الإيراني الفارسي، نحن نعلم أن حزب الله هو المتحكم الأساسي في مفاصل الدولة اللبنانية والآمر والناهي الفعلي في كل إستحقاقاتها، ولكن الإستسلام وتسليم البلاد له بطريقة شرعية عبر سدة رئاسة الجمهورية بعدما هيمن على كل مؤسسات الدولة أمر بغاية الخطورة، ويهدد البلد ويجعلنا ندخل في دوامة العنف الأساسية في المنطقة التي قد تؤدي إلى حرب أهلية. بالنسبة لموقف الرئيس سعد الحريري بترشيح العماد ميشال عون لرئآسة الجمهورية، فنحن بالأساس ضد ترشيحه وترشيح الوزيرالسابق سليمان فرنجية وكل من يدور في فلك النظامين الفارسي والأسدي، وعتبنا كبير على الرئيس سعد الحريري من منطلق المحبة وليس من منطلق عداء أو جفاء، وهو يعتبر أن ما يقوم به تضحية، ونحن نراه إنتحار سياسي مع شخصية مثل ميشال عون الذي لا يمكن الإعتماد على وعوده كونه ناكث للعهود والتاريخ يشهد، فمنذ أسابيع رأينا كيف كان يطالب صهره الطفل المعجزة جبران باسيل بالفدرالية في لبنان، كما سمعنا كيف قام العماد عون بالتهجم على إتفاق الطائف الذي أوقف الحرب الأهلية، فلماذا أعاد حساباته وأعلن أنه مع إتفاق الطائف؟ ومن المؤكد أنه لم يعلن ذلك من منطلق الإيمان أو التمسك بإتفاق الطائف وهو فقط للولوج إلى كرسي الرئاسة، وبعده لكل حادث حديث.

إن ما قام به الرئيس سعد الحريري أوصلنا إلى حالة غليان ضمن الطائفة السنية التي تبحث عن زعامة تحميها وتدافع عنها في خضم الصراع العقائدي والطائفي والمذهبي في المنطقة..  نحن أمام متغيرات كبيرة في المنطقة، وأمام أحداث خطيرة جدا، تمر من المحيط إلى الخليج، وحذرنا دائما بأن لبنان لن يكون بمنأى عنها، وكنا نبحث عن الفتيل الذي سيشعل نار الفتنة في البلد، ونحن نخشى أن يكون الإستحقاق الرئآسي هو المدخل للولوج في دائرة العنف في لبنان، وأكثر ما نخشاه أن يكون هناك عدة سيناريوهات معدة لتعطيل إجراء الإنتخابات من منطلق حسابات خاصة لحزب الله، فهو لا يريد أساسا إنتخاب رئيس للجمهورية ويسعى إلى تغيير نظام الدولة بالكامل، ويعمل للمؤتمر التأسيسي ليصل إلى المثالثة. إن أكثر ما نخشاه أن تحدث عمليات أمنية قبل الإنتخابات في 31 من الجاري، وأن يتم إغتيال شخصيات كبيرة قد تؤثر على مجريات الأحداث في لبنان، ويكون من شأنها ليس فقط إلغاء أو تأجيل الإنتخابات الرئاسية، ولكن البدء بسيناريو لحرب أهلية داخلية.

نحن في حركة الناصريين الأحرار أعلنا مرارا ونؤكد، بأننا لا نثق بالعماد ميشال عون، وبالتالي نرفض ترشيحه لرئاسة الجمهورية، وفي الوقت عينه نقول أننا قد نخسر معركة ولكننا لن نخسر الحرب، فنحن في مواجهة كبرى مع حزب الله ومع مشروعه الفارسي، وفي مواجهة أكبر مع مشروع ولاية الفقيه، نحن مع الإعتدال السني، وضد التطرف، ولكن تصرف حزب الله هو الذي يخلق التطرف، وهو الذي يجلب الإرهاب إلى الداخل، نحن لسنا مكسر عصا، نقول للشيخ سعد الحريري، أعانك الله على ما قمت به، نخشى أن تكون أنت من منطلق حرصك الوطني الذي أعلنت بأنك تقوم به، أن يكون الطرف الآخر يجرك إلى إنتحار سياسي نهائي في المعادلة اللبنانية. وأكد الدكتور العجوز، أنه في حال تم إنتخاب العماد ميشال عون، هو وحلفاؤه وأسياده ومعلميه في حزب الله سيعرقلون تشكيل حكومة، وقد يكلفون الشيخ سعد الحريري لتأليفها ويعرقلون التشكيل، من أجل إخضاع أكثر للرئيس سعد الحريري لشروطهم.

وتابع العجوز، أن صول ميشال عون إلى سدة الرئاسة هو الإنقلاب الحقيقي على سيادة وعروبة لبنان وهو إنتصار للمحور الفارسي .. وبإنتخاب عون نكون قد منحنا الشرعية لهذا المحور عبر حزب الله، ولكننا سنقف ونتصدى له بكل ما اؤتينا من وسائل ديمقراطية سلمية حقيقية.

 وأضاف، التضحية لا يجب أن تعادل الإنتحار، فالإنتحار السياسي لسعد الحريري هو إنتحار لطائفة لما يمثل من موقع رسمي، ولن نسمح بأن تنتحر الطائفة السنية، ولن نقبل أن تهدر حقوق أهل السنة في لبنان. قد نتفهم ما قام به الرئيس سعد الحريري، وما أشار إليه بأنه يمر بأزمة إقتصادية كبيرة وقد خسر ثروته أمام تضحياته خلال توليه هذه المناصب السياسية والقيادية، ولكن نحن مع مقولة الأفضل أن تخسر إقتصاديا من أن تنتحر سياسيا، ونؤكد ونشدد بأنه مهما كان ومهما حصل ستبقى علاقاتنا مع تيار المستقبل علاقة الأخوة والصداقة والحلفاء وليست علاقة الخصومة وعندما ننتقد موقف يكون من منطلق المحبة والغيرة والخوف عليه وعلى مستقبله فعدونا واحد. وختم بالقول، نحن في حركة الناصريين الأحرار أجندتنا السياسية واضحة، عدونا هو العدو الصهيوني في المرتبة الأولى ومتفرعاته، وعدونا الثاني والأخطر هو العدو الفارسي وأتباعه وأحزابه ومن يواليه، ولاؤنا هو لعروبتنا الحقيقية ولإعتدال ديننا، ولوحدتنا الوطنية التي نفتخر بها. نعم إن غدا لناظره قريب، ما بعد31 تشرين الأول لن يكون كما قبله، سيدخل لبنان في دوامة خطيرة جدا، ونخشى أن يكون ضمن اللعبة الإقليمية الخطيرة الكبيرة التي تدور الآن في المنطقة.

بيروت في 26 تشرين الأول 2016

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أوباما وأردوغان يبحثان هاتفيا الحرب على داعش

الخميس 26 محرم 1438هـ - 27 أكتوبر 2016م/واشنطن- رويترز/قال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما بحث مع الرئيس التريك رجب طيب أردوغان الخطوات التالية في الحملة على تنظيم داعش وذلك في اتصال هاتفي يوم الأربعاء. وأضاف في بيان أن أوباما "رحب باستمرار الحوار بين تركيا والعراق لتحديد المستوى والشكل الملائم لمشاركة تركيا في جهود الائتلاف المناهض لتنظيم داعش  في العراق.. وأكد الزعيمان دعمهما القوي لسيادة ووحدة أراضي العراق".

 

لماذا يريد قاسم سليماني المشاركة بمعركة تلعفر؟

الأربعاء 25 محرم 1438هـ - 26 أكتوبر 2016م/العربية.نت- صالح حميد/قالت مصادر عراقية إن قائد فيلق القدس الإيراني الارهابي قاسم سليماني، وصل بغداد منذ يومين قادما من إقليم كردستان، لبحث مشاركة الحرس الثوري الإيراني في معركة تلعفر، وهي مدينة تقع شمال الموصل، وذلك ضمن استراتيجية إيرانية تهدف إلى جعل هذه المنطقة معبرا للقوات الإيرانية من العراق إلى سوريا، حسبما يرى مراقبون. وتتركز ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة إيرانيا، في أطراف تلعفر التي تقع على المثلث الحدودي العراقي – السوري – التركي، حيث يرى مراقبون أنه خيار إستراتيجي إيراني يهدف إلى تأمين ممر باتجاه سوريا وصولا إلى سواحلها على المتوسط، لدعم نظام الأسد وتأمين خط حيوي لإمداد قواتها في سوريا عبر العراق. ومن المتوقع أن يشرف سليماني على بعض المحاور العسكرية التي يشارك فيها الحشد الشعبي لتحريرها من قبضة "داعش" من بينها قضاء تلعفر شمال الموصل الذي كانت تقطنه أغلبية شيعية من القومية التركمانية. وستؤدي السيطرة على تلعفر إلى تعزيز التنسيق بين الحرس الثوري وميليشيات الحشد الشعبي وجيش النظام السوري الذي تدعمه إيران. وترى إيران وحلفاؤها بالمنطقة أن معركة الموصل مصيرية وستؤثر على المعارك في حلب وبعض مناطق سوريا"، كما صرح مسؤولون عسكريون إيرانيون خلال الأيام الأخيرة.

ميليشيات الحشد الشعبي وراياتها الطائفية

يأتي هذا، بينما أكّدت مصادر عراقية أنّ "قائد فيلق القدس قاسم سليماني، عقد سلسلة لقاءات مع زعماء المليشيات في بغداد منذ يومين، حول المشاركة في معركة الموصل، ضمن المحور الجنوبي المعروف باسم محور القيارة". ونقلت وسائل إعلام عراقية عن قيادي بارز في "الحشد" قوله أنّ "قاسم سليماني وصل برفقة مجموعة من مساعديه وعناصر من الحرس الثوري الإيراني إلى بغداد بهدف التنسيق لمعركة الموصل"، معلقاً على زيارة سليماني بالقول إنّه "لا يمكن أن تفوته هذه المعركة المهمة". بالتزامن مع ذلك، أكدت قيادة العمليات المشتركة، الأربعاء، أن ميليشيات الحشد الشعبي بدأت مهامها بالمحور الجنوبي من الموصل" من دون أنّ تحدد طبيعة تلك المهمة، على الرغم من أنّها تشارك فعلياً في المعارك مع الجيش منذ أول ساعات انطلاق المعارك. وبحسب وسائل اعلام عراقية، قال ضابط رفيع في الجيش العراقي، إنّ "سليماني وصل بغداد قادماً من السليمانية (شمالي العراق) وبرفقته قيادات إيرانية بالحرس الثوري"، مؤكّداً أنّ "القائد دخل على خط معركة الموصل وعقد اجتماعات مع قيادات مليشيا الحشد". ونقل الضابط عن سليماني قوله إنّه "لن يعود إلى بلاده قبل الاطمئنان على سير معركة الموصل"، مشيراً إلى أنّ "المسؤول الإيراني الذي يدير تحركات الحرس الثوري الإيراني في العراق، كثّف لقاءاته بقيادات ميدانية عراقية خلال الساعات الأخيرة".

 

تحديث مستمر لمعركة الموصل.. الاستعداد للمرحلة الثانية

الأربعاء 25 محرم 1438هـ - 26 أكتوبر 2016م/دبي - العربية.نت/قال الناطق الإعلامي لجهاز مكافحة الإرهاب، صباح النعمان، الأربعاء، إن الجهاز يستعد بالتنسيق مع المحاور الأخرى للتقدم باتجاه أهداف أخرى ضمن المرحلة الثانية لمعركة الموصل، مؤكدا أن العمليات تسير وفق المخطط لها. وصرح النعمان في مقابلة سابقة مع قناة "الحدث" أن جهاز مكافحة الإرهاب تمكن من تحقيق تقدم خلال اليومين الماضيين باتجاه برطلة إلى جانب نجاحهم في تطهير عدد من القرى الاستراتيجية وصولا إلى منطقة بازوايا وكوبجلي أولى الوحدات الإدارية التابعة إلى الموصل. وبعد التقدم الملحوظ الذي طبع معركة تحرير الموصل من براثن داعش، بات التنظيم الإرهابي في الموقع الأضعف، موقع الدفاع ما دفعه إلى اللجوء لتنفيذ هجمات التفافية، بغية تخفيف الضغط عليه في الموصل، ولعل هذا ما دفعه إلى تنفيذ هجومين فجر الجمعة في كركوك والأحد في الرطبة، إلا أن كلاهما باءا بالفشل.

ومع دخول المعركة يومها التاسع تُضيق القوات العراقية المشتركة والبيشمركة الخناق أكثر فأكثر على تنظيم داعش، حيث استعادت عشرات القرى من قبضة التنظيم على الأطراف الجنوبية والشرقية والشمالية من المدينة. ونجحت قوات البيشمركة الثلاثاء في السيطرة على قريتين استراتيجيتين قرب بعشيقة شمال الموصل، بحسب مراسل "العربية". وفي سياق متصل أكد العميد سعد معن، الناطق باسم الداخلية العراقية، الثلاثاء أنه لا يمكن أن يحدد سقفا زمنيا لحسم معركة الموصل، ولكن تقدم القوات المشتركة من كل المحاور يسير بسرعة كبيرة تفوق التوقيتات التى اعتمدتها الخطة العسكرية.

نازحو الموصل إلى تزايد

في المقابل، أعلن وزير الهجرة والمهجرين العراقي، جاسم محمد الجاف، الأربعاء عن تزايد أعداد النازحين بسبب عملية الموصل. وبحسب الجاف فإن أكبر موجة للنازحين منذ بدء عمليات نينوى حصلت في الساعات الأخيرة، حيث استقبلت الوزارة في مخيماتها أكثر من 3 آلاف و300 نازح من قرى نينوى والشرقاط والحويجة.  وفر النازحون من المناطق التي جرى استعادتها من قبل القوات العراقية والكردية من تنظيم داعش في محيط مدينة الموصل على مدى الأيام التسعة من الحملة العسكرية التي بدأت في 17 أكتوبر. وقالت الوزارة في تصريح صحافي إن "آخر إحصائية للنازحين من الأقضية والنواحي والقرى التابعة لمحافظة نينوى منذ انطلاق عمليات تحريرها بلغت 9795 ألف نازح وبواقع 1670 ألف عائلة نازحة.

"درون" محملة بقنابل ومعرقلات حديدية وحرق النفط الأسود

وفي جديد داعش لجوؤه في الأسبوع الثاني لانطلاق المعركة (معركة تحرير الموصل أطلقت في 17 أكتوبر) لاستخدام سبل تعزز دفاعاته خلال المعركة الطاحنة والمصيرية بالنسبة له. وبحسب بعض المصادر في إقليم كردستان، فقد نصب مسلحو داعش في مناطق سهل نينوى، "معرقلات شوكية حديدية"، لمنع تقدم القوات المهاجمة عبر إعطاب إطارات الآليات العسكرية. كما يقوم عناصر التنظيم باستخدام طائرات بدون طيار صغيرة الحجم محملة بقنابل لاستهداف قوات البيشمركة أثناء القتال، بحسب ما أفادت وكالة "روداوو" الثلاثاء. إلى ذلك، تشمل تلك الخطط سيارات مفخخة وانتحاريين وحرق النفط الأسود، لحجب الرؤية.  في المقابل، يؤكد قادة من البيشمركة أنهم مطلعون على خطط داعش للدفاع عن مواقعه، بالاعتماد على السيارات المفخخة والعبوات الناسفة وحرق النفط الأسود لحجب الرؤية عن مقاتلات التحالف الدولي، ومنع تقدم القوات العراقية والبيشمركة. يذكر أن القوات العراقية المشتركة في معركة الموصل استعملت خلال الأيام الماضية ولا تزال أسلحة متطورة، بحسب ما أفاد مراسل العربية، كما عمد جهاز مكافحة الإرهاب الموكلة إليه مهمة اقتحام أسوار المدينة إلى استخدام تقنيات جديدة من شأنها تحديد تجمعات عناصر داعش عبر الصواريخ الموجهة.

وقف التقدم بانتظار الدعم

من جهتها، أوقفت وحدة من القوات الخاصة بالجيش العراقي تقدمها المستمر منذ أسبوعين باتجاه الموصل، مع اقترابها من المشارف الشرقية للمدينة، منتظرة اقتراب قوات أخرى مدعومة من الولايات الأميركية لتطويق أكبر مدينة يسيطر عليها داعش في العراق، بحسب ما أفادت وكالة رويترز "الثلاثاء".

وفي محاولة لتخفيف الضغوط على مقاتليه الذين يسيطرون على المدينة شن مقاتلو التنظيم المتشدد هجمات مضادة في مختلف أرجاء البلاد، وقاتلوا القوات العراقية في بلدة الرطبة على مسافة 450 كيلومترا إلى الجنوب الغربي. وفي اليوم التاسع من هجوم الموصل مازالت القوات الحكومية وقوات البيشمركة الكردية المتحالفة معها تقاتل محاولة شق طريقها على مشارف المدينة في المراحل المبكرة من هجوم قد يصبح أكبر عملية عسكرية في العراق منذ أكثر من عشر سنوات. وكانت أولى القوات التي اقتربت من الموصل ووصلت إلى مسافة كيلومترين من ثاني أكبر مدن العراق، هي قوات جهاز مكافحة الإرهاب التي دربتها الولايات المتحدة. وتقدمت قوات جهاز مكافحة الإرهاب من جهة الشرق، وأخرجت داعش من منطقة مسيحية أخليت من سكانها، منذ أن اجتاحها التنظيم في عام 2014. ومن المتوقع أن تكون الاشتباكات القادمة أكثر صعوبة ودموية، نظرا لوجود مدنيين. ومازال بالمدينة نحو 1.5 مليون من سكانها، وتقول الأمم المتحدة إن أسوأ التوقعات تشير إلى احتمال نزوح مليون منهم.

خوف على المدنيين

وقالت وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة إن القتال أجبر نحو تسعة آلاف على الفرار من منازلهم حتى الآن. وقال روبرت كولفيل، المتحدث باسم المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة متحدثاً عن فظائع داعش، إن مقاتلي داعش قتلوا العشرات حول الموصل في الأسبوع الماضي.

وقال كولفيل إن قوات الأمن عثرت على جثث 70 مدنياً في منازل في قرية تلول ناصر جنوب الموصل يوم الخميس الماضي. وأضاف أنه تردد كذلك أن التنظيم قتل 50 من أفراد الشرطة السابقين خارج الموصل يوم الأحد.

استعادة 90 قرية

وقد تكون حملة الموصل، التي تهدف إلى سحق الشطر العراقي من "دولة الخلافة" التي أعلنها التنظيم في الأراضي الخاضعة لسيطرته في العراق وسوريا أكبر معركة حتى الآن في 13 عاما من الاضطرابات، التي بدأت بالغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003.وقال قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب الثلاثاء إن التقدم سيتوقف للسماح لوحدات أخرى من الجيش بتحقيق تقدم مماثل وتدعيم الجبهة قبل دخول المدينة. وأفادت بيانات الجيش الاثنين أنه تم حتى الآن استعادة 90 قرية وبلدة حول الموصل منذ بدء الهجوم. في الـ 17 من أكتوبر. وتتراوح المسافة من الخطوط الأمامية إلى منطقة الموصل بين كيلومترين فقط من جهة الشرق و30 كيلومترا من جهة الجنوب. وفي قرية خزنة إحدى القرى التي استعادتها قوات جهاز مكافحة الإرهاب يوم الاثنين قال مراسل رويترز إن بعض المعارك انتقلت فيما يبدو من بيت إلى بيت وتصاعدت أعمدة الدخان من مبانٍ وتناثرت محتوياتها. وشوهد حطام سيارة همفي وآثار انفجار سيارة ملغومة على ممر في الصحراء.

 

هل الغرب عاجز أمام بوتين؟

المركزية- لفتت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية الى ان "بينما تستعد روسيا وحليفها النظام السوري لمعركة في الجزء الشرقي من حلب، فإن أنظار العالم ووسائل الإعلام موجهة نحو الموصل". وأشارت الصحيفة الى أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد أن يكرر سيناريو ليبيا، حين هددت قوات معمر القذافي بارتكاب مذابح في أوساط المتمردين في معقلهم في مدينة بنغازي، فتحرك الغرب بخطوات يقول بوتين إنها لم تكن مفوضة من الأمم المتحدة". وأضافت:"بعد سنوات كان فيها الرئيس الأميركي باراك أوباما يدافع عن ضرورة إسقاط نظام الأسد، وكان يدعم المعارضة حاجبا عنها أشياء أساسية، فإن بوتين جعل من سوريا مسرحا يستعرض فيه قوة بلاده التي يعتقد أن الغرب غير قادر على مواجهتها". متسائلة: "هل الغرب عاجز تماما إذن؟" ويأتي عجز بريطانيا وألمانيا وفرنسا الأسبوع الماضي عن زيادة العقوبات على روسيا بسبب سلوكها في سوريا، حيث وجدت معارضة من إيطاليا، في هذا السياق.

 

ميليشيات الحوثي تفشل في إطلاق صاروخ باليستي تجاه عدن

الأربعاء 25 محرم 1438هـ - 26 أكتوبر 2016م/العربية.نت/فشلت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الأربعاء، في توجيه صاروخ باليستي أطلقته من قاعدة في مدينة دمت شمال الضالع باتجاه العاصمة المؤقتة عدن بحسب ما أفادت به مصادر "العربية" في محافظة الضالع. وأكد شهود عيان ان الصاروخ سقط في منطقة نقيل الشيم شمال مدينة قعطبة وسمع دوي انفجاره في أرجاء المنطقة دون إصابات. وهذ المرة الأولى التي تطلق فيها الميليشيات صواريخ باليستية باتجاه كبرى مدن الجنوب اليمني عدن منذ بداية الحرب اليمنية. في غضون ذلك أكدت مصادر في المقاومة الشعبية أن أكثر من 15 عنصرا من ميليشيات الحوثي قتلوا وتم تدمير آليات عسكرية بغارتين من طائرات التحالف العربي استهدفت نقطة تابعة للميليشيات في منطقة الاحيوق مديرية الوازعية جنوب غرب محافظة تعز. هذا وشنت مقاتلات التحالف العربي سلسلة غارات استهدفت مخازن لسلاح في معسكر اللواء 35 مدرع في المخاء غرب مدينة تعز الخاضع لسيطرة الميليشيات الانقلابية. كما شنت مقاتلات التحالف 5 غارات علي معسكر اللواء 55 حرس جمهوري في منطقة يريم بمحافظة إب وسط اليمن. وجاء قصف مقاتلات التحالف لمعسكر اللواء 55 حرس جمهوري بعد وصول تعزيزات عسكرية كبيرة لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح إلى داخل المعسكر فيما تصاعدت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان من داخل المعسكر.

 

السيسي يتحرك للدفاع عن 'اقتصاد الجيش'

العرب/27 تشرين الأول/16/القاهرة - تحرك المسؤولون المصريون بسرعة للدفاع عن مشاركة الجيش الواسعة في الاقتصاد، في وقت يقول مراقبون في مصر إن الكثير من الفقراء والأغنياء على حد السواء باتوا يحملون المؤسسة العسكرية مسؤولية التراجع الحاد في الاقتصاد المصري. وخلال ساعات قليلة فقط بادر الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء شريف إسماعيل إلى طمأنة الكثيرين بشأن أنشطة الجيش الاقتصادية، والمدى الزمني لهيمنته على مشاريع قومية تمثل عمودا للتنمية في نظر الحكومة. وقال السيسي الثلاثاء إن الأنشطة الاقتصادية للقوات المسلحة المصرية تعادل ما بين 1 و 1.5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمــالي، وإن الجيش لا يتطلع لمنافسـة القطاع الخاص. وأضاف “هناك كثيرون يجب أن يتفهموا أن القوات المسلحة مسؤولة عن الأمن القومي لمصر، وأنها تتدخل وتشتغل وتفعل كل شيء للحفاظ على بلدها دون تربح”.وعلى وقع ارتفاع حاد في الأسعار وتراجع قيمة الجنيه المصري أمام الدولار ونقص متجدد في سلع رئيسية، بات فقراء كثيرون يعبرون عن امتعاض متزايد من أداء الحكومة، وهو الأمر الذي استغله رجال أعمال للتعبير عن تذمرهم من أنشطة الجيش التي تخل بقواعد المنافسة. وقال مركز كارنيغي للدراسات، نقلا عن إحصاءات رسمية إن وزارة الإنتاج الحربي تملك ثمانية مصانع، فيما تملك الهيئة العربية للتصنيع (التابعة للجيش) أحد عشر مصنعاً. وينخرط الجيش في إنتاج سيارات الجيب الفخمة، وحاضنات الأطفال، وأسطوانات الغاز للمطابخ، ومواد غذائية مثل المعكرونة ومنتجات الدواجن واللحوم. ويقدم “جهاز مشروعات الخدمة الوطنية” خدمات تنظيف المنازل وإدارة محطّات الوقود المنتشرة في كل أنحاء البلاد.

وقال مصدر عسكري مصري لـ”العرب” إن “الجيش يمثل عمودا فقريا للاقتصاد الوطني، وإذا انسحب الآن من السوق فسينهار البلد بأكمله”. وتقول زينب أبوالمجد، أستاذ التاريخ في الجامعة الأميركية في القاهرة، إنه “من شبه المستحيل تحديد الدخل السنوي لأعمال الجيش المدنية، لكن تقديرات الخبراء تشير إلى أن الجيش يسيطر على ثلث الاقتصاد المصري تقريبا، بالرغم من أن هناك تعتيما على النشاطات غير الدفاعية ومكاسبها”.وفي يونيو الماضي أعفى وزير الدفاع صدقي صبحي مؤسسات تابعة للجيش من سداد الضريبة العقارية. وضمت هذه المنشآت 9 قرى سياحية و52 ناديا و29 فندقا و8 دور سينما ومسارح و4 معاهد لتدريس اللغات الأجنبية. ويقول مستثمرون في قطاع الصناعات الغذائية إن المنافسة مع الجيش غير متكافئة، إذ أن تكلفة منتجات القوات المسلحة رخيصة بسبب رخص الأيدي العاملة، وإعفاء أدوات الإنتاج المستوردة من الجمارك.

لكن مستثمرين في قطاع العقارات يقولون إنه لا غضاضة من إسناد مشروعات للجيش نظرا لاعتمادها في التنفيذ على شركات القطاع الخاص من الباطن. وقال اللواء عبدالمنعم سعيد، الخبير الاستراتيجي لـ”العرب”، إن “دخول الجيش في الاقتصاد بشكل مباشر، كان أمرًا لا غنى عنه، لأن الاقتصاد كان في وضع خطير”. وأضاف “الجيش لا يتربح من خلال هذه المشروعات، ويضع التكلفة الفعلية لإقامتها، كما أن السيسي كان بحاجة ماسة للإنجاز السريع والتكلفة المنخفضة لصعوبة الوضع الاقتصادي”.

 

العربي الجديد: معركة الموصل: "داعش" يذوب في المدن والصحارى

الأربعاء 26 تشرين الأول 2016/وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد" تقول: قطعت هجمات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الأخيرة على مدن عراقية عدة، غرب وشمال البلاد، الطريق على المتفائلين بقرب طي صفحة التنظيم في العراق سريعاً واستعادة شيء من الهدوء في البلاد، بعد أن تتم عملية استعادة السيطرة على الموصل التي شهدت قتالاً طاحناً لليوم التاسع على التوالي، أمس الثلاثاء، مع تحقيق تقدّم متواضع للقوات المهاجمة مقارنة بالحشود العسكرية والإمكانيات الهائلة التي جرى التحضير لها قبل أشهر من انطلاق المعركة. وأدخلت حكومة حيدر العبادي، منذ ساعات فجر الثلاثاء، العاصمة بغداد وسبع مدن أخرى، أبرزها كربلاء وصلاح الدين وبابل وديالى والأنبار، في حالة التأهب الأمني القصوى تحسباً لهجمات واسعة ينفذها التنظيم على غرار هجمات كركوك والرطبة وشرق تكريت في الأيام الثلاثة الماضية. وبدا الانتشار العسكري لقطعات الجيش والشرطة الاتحادية عوضاً عن مليشيات "الحشد الشعبي" واسعاً منذ ساعات الفجر الأولى ليوم أمس.

رسائل "داعش"

على خلاف ما أعلنته قيادات سياسية مختلفة في بغداد وأربيل في اليومين الماضيين من أن هجمات "داعش" الجديدة على مدن مختلفة تهدف لتخفيف الضغط على مقاتليه في الموصل أو الانتقام، أكدت مصادر عسكرية عراقية، لـ"العربي الجديد"، أن "تلك الهجمات حملت رسائل كثيرة لجهات عدة"، خصوصاً أنها نُفذت على طريقة الهجمات المسلحة بواسطة عشرات المقاتلين لا بواسطة السيارات المفخخة التي اعتاد التنظيم القيام بها بين فترة وأخرى بما يسميه "الغزوات".

وخلال 72 ساعة فقط، هاجم التنظيم عدة مدن تُعتبر محصنة نسيباً، كان أولها كركوك عبر 70 مقاتلاً من عناصره ونجح في السيطرة على 11 حياً سكنياً وثلاث قرى فضلاً عن مبانٍ حكومية وخدمية مختلفة، قبل أن ترسل بغداد وأربيل تعزيزات كبيرة تمكنت بعد يومين من حسم الموقف عبر حرب شوارع وانتهت بحصيلة كبيرة تمثّلت بمقتل 98 من قوات الأمن المشتركة والمدنيين وجرح نحو 120 آخرين، فيما قُتل 33 مسلحاً من داعش بينما "تبخر الآخرون"، على حد وصف أحد القيادات العسكرية في الجيش العراقي. أعقب ذلك هجوم واسع للتنظيم على قرى وبلدات جنوب وجنوب غرب تكريت، سيطر عليها عدة ساعات قبل أن ينسحب منها، وسط تكتم حكومي عن نتائج الهجوم. تلت ذلك عملية هجوم واسعة على مدينة الرطبة، أقصى غرب العراق، على الحدود مع الأردن، انتهت بسقوط المدينة بالكامل بيد التنظيم وانسحاب الجيش والعشائر منها، ومصادرة مسلحي "داعش" لأسلحة حديثة متوسطة وخفيفة فضلاً عن صواريخ وقذائف مختلفة تسلمها العراق أخيراً من القوات الأميركية ضمن برنامج التحالف لتعزيز أمن المدن المحررة حديثاً. كما خلّف الهجوم 85 قتيلاً وجريحاً، بينهم ضباط وأعضاء في المجلس المحلي لمدينة الرطبة، قبل أن ترسل بغداد أيضاً وحدات خاصة من الجيش دخلت المدينة بصعوبة وقدّمت خسائر بشرية مختلفة انتهت باستعادة المدينة وانسحاب "داعش" منها.

ووصف ضابط رفيع في وزارة الدفاع العراقية هجمات "داعش" بأنها "رسائل لمن يفهمها"، موضحاً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "هجمات التنظيم الأخيرة على المدن ليست لتخفيف الضغط عن مقاتليه في الموصل، كما نسمع ذلك في تصريحات المسؤولين في بغداد، فالمعركة مستمرة ولن يؤدي سقوط مدينة غرب العراق أو بلدة في الشمال بيد التنظيم إلى إيقاف معركة الموصل أو سحب أجزاء من القوات هناك".

ولفت الضابط، وهو عميد في الجيش العراقي، طلب عدم الكشف عن اسمه، إلى أن "التنظيم أوصل عدة رسائل، أبرزها أن سقوط الموصل من يده لا يعني انتهاء مشروعه أو عملياته في العراق وأنه باقٍ، والرسالة الثانية هي فشل أو ضياع نحو 7 مليارات دولار أنفقتها بغداد خلال عام ونصف العام على تدريب القوات العراقية لمنع تكرار هروب الجيش والشرطة من المدن"، مضيفاً: "أما الرسالة الثالثة فأعلن فيها داعش تحوّله من تنظيم له كيان معروف على أرض معروفة داخل العراق، إلى مجموعة خلايا أو عصابات متفرقة تذوب داخل المجتمع وتضرب متى تريد". واعتبر أنه "في حالة العراق الحالية بانعدام جهاز استخبارات مهني واستشراء الفساد داخل المؤسسة العسكرية والأمنية ووجود ملاذات طبيعية للتنظيم داخل العراق، سواء في الصحراء الغربية أو جبال شمال العراق، فنحن أمام مرحلة صعبة للغاية سيكون فيها النزف بكل مكان".

من جهته، اعتبر الخبير الأمني المختص بشؤون الجماعات الإرهابية، فؤاد علي، أن الهجمات الجديدة للتنظيم بالتزامن مع معركة الموصل هي "بداية صفحة جديدة صعبة ومعقّدة، أبكر التنظيم بإطلاقها قبل نهاية معركة الموصل". وأوضح علي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "التنظيم أطلق صفحة ما بعد تحرير الموصل قبل انتهاء المعركة، وهذا مؤشر على أنه قد ينسحب من الموصل في أي وقت حفاظاً على أرواح عناصره، خصوصاً أن أغلب خسائره في الأيام الماضية كانت بسبب الطيران الدولي وليس المواجهات البرية مع القوات العراقية المهاجمة".

وأضاف علي: "سينسحب داعش ولديه مكان آمن ومُعقّد في العراق يعرفه جيداً، وهو المنطقة الصحراوية الممتدة من القائم، غرب الأنبار، مروراً بالنخيب، جنوب الأنبار، بعمق 100 كيلومتر باتجاه الشرق و140 كيلومتراً باتجاه الشمال نحو نينوى، حيث الحضر والبعاج وجزيرة الموصل، ومنها إلى ربيعة". وأوضح أن "هذه مناطق عانى منها كل من حكم العراق في السنوات الخمسين الماضية، من صدام حسين والأميركيين الذين عجزوا عن السيطرة عليها طيلة سبع سنوات هي عمر احتلالهم الفعلي للعراق"، واصفاً تلك المنطقة بأنها "سيناء عراقية مصغرة تحوي على كهوف ووديان وجبال لا حصر لها، وبعضها تعجز الدبابات والعربات العسكرية عن دخولها". من جهته، وصف العقيد الركن محمد إسماعيل البياتي، أحد ضباط الجيش العراقي السابق، هجمات "داعش" الأخيرة بـ"الخطيرة"، مبيناً أن "سقوط مدن سبق أن حررناها بمئات أو آلاف الشهداء والجرحى خلال ساعات، يعطي انطباعاً سيئاً لقواتنا الموجودة على أسوار الموصل"، متوقعاً أن "ينفذ التنظيم هجمات أخرى وسيحرص على أن يفقدنا نشوة النصر في الموصل". ورجح أن يكون عدد مقاتلي "داعش" في العراق "نحو 18 ألف عنصر غالبيتهم من العراقيين، سينسحبون من المدن ويبقى الأجانب يقاتلون حتى النهاية، وبهذا يعود التنظيم من طابعه العالمي إلى المحلي عبر اقتصاره على مقاتلين عراقيين لكن بشكل أكثر شراسة وخطورة، ما يُدخل البلاد في موجة عنف يومي دموي من دون أن تكون هناك مدن خارجة عن سيطرة الدولة".

قتال لتطويق المدينة

ميدانياً شهدت معارك الموصل في يومها التاسع، أمس الثلاثاء، قتالاً ضارياً لم يختلف عن الأيام السابقة، باستثناء اقتطاع القوات العراقية أجزاء جديدة من الأراضي التي يسيطر عليها "داعش" في محاور الموصل. ووفقاً لمصادر عسكرية عراقية، فإن القتال بات يبعد مسافة 7 كيلومترات فقط عن مدينة الموصل بعد السيطرة على أربع قرى في المحورين الشمالي والشرقي إحداها تبعد 7 كيلومترات عن الموصل من المحور الشرقي، وهي أقرب مسافة تصلها القوات العراقية والبشمركة حتى الآن منذ سقوط الموصل قبل عامين ونصف العام بيد التنظيم.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن التنظيم يسعى لإطالة عمر المعركة من خلال إشغال القوات المهاجمة في بلدات تلكيف والحمدانية وبعشيقة وحمام العليل، جنوب وشمال وشرق الموصل، إلا أن ما جرى، أمس، هو تعديل على الخطة العسكرية نجحت في تحقيق خرق في المحور الجنوبي، انتهى بتحرير قرية زاوه القريبة من الموصل، ما يعني أن هناك قوات لـ"داعش" عُزلت بشكل فعلي وصارت خلف القطعات العسكرية العراقية.

من جهته، أكد قائد جهاز مكافحة الإرهاب في العراق، الفريق الركن عبد الغني الأسدي، تحقيق القوات العراقية المشتركة تقدّماً واضحاً مع استئناف معارك تحرير الموصل في يومها التاسع. وأوضح الأسدي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "القوات العراقية المشتركة بمختلف تشكيلاتها تحقق تقدّماً كبيراً". وأضاف: "ساعات نهار الثلاثاء أسفرت عن تحرير أربع قرى شمال وشرق المدينة، هي قرى تبة وطوب زاوة والموفقية وطهراوة ورفع العلم العراقي عليها"، مؤكداً أن "العدو تكبّد خسائر فادحة بالأرواح والمعدات". وأضاف: "نتقدّم حالياً في محاور أخرى والجيش والبشمركة وباقي التشكيلات تقاتل بمعنويات عالية"، معرباً عن تفاؤله بـ"قرب حسم المعركة للعراقيين"، على حد وصفه. يأتي ذلك فيما أعلن الشيخ جواد الطليباوي، المتحدث باسم "عصائب أهل الحق"، المنضوية في صفوف مليشيات "الحشد الشعبي"، أن "قيادة الحشد الشعبي كلفتنا رسمياً تولي مهمة تحرير قضاء تلعفر". وقال الطليباوي لوكالة "فرانس برس"، إن "مهمة الحشد تكمن بمنع هروب الدواعش باتجاه سورية وعزل الموصل بشكل كامل عن سورية". مقابل ذلك، برز تلويح تركي بإمكان شن هجوم بري. وأعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في حديث مع قناة "24" التركية، أنه "في حال نشوء تهديد ضد تركيا، سنستخدم جميع إمكاناتنا بما فيها إطلاق عملية برية"، وذلك تعليقاً على عملية تحرير الموصل. ولفت إلى مشاركة عدد كبير من القوات المحلية التي دربتها تركيا في معسكر بعشيقة، في عملية الموصل.

سرقة أموال النازحين

في غضون ذلك، ارتفعت أعداد المدنيين الفارين من المعارك إلى نحو 5 آلاف مدني، جميعهم من سكان قرى وأرياف الموصل، تمكّنوا من الفرار مشياً على الأقدام لساعات عدة قبل أن يصلوا إلى مناطق آمنة. وقال مدير مركز إيواء نازحي الموصل في محور خازر، شرق الموصل، محمد عبد الرحمن الأنصاري، لـ"العربي الجديد"، إن النازحين تم إسكانهم في مدارس كون الخيام لم تكن كافية، مؤكداً أن "هناك عوائل لم تتمكن من الوصول واضطرت للمبيت في العراء".

فيما أكد رئيس لجنة الهجرة البرلمانية رعد الدهلكي، وجود عمليات فساد وسرقة بأموال النازحين المخصصة لأهل الموصل. وأوضح الدهلكي في تصريحات صحافية، أن "نازحي الموصل في خطر كبير بسبب عدم وجود خطة واضحة لتقديم الخدمات لهم من قِبل المؤسسات الحكومية المعنية"، مشيراً إلى أن "هناك فساداً مالياً وسرقة في ملف صرف الأموال وتقديم الخدمات للعوائل النازحة".

وأعلن أن "لجنة المهجرين البرلمانية لم ترَ حتى الآن أي بيان حكومي رسمي لاستنفار المؤسسات الحكومية لتقديم الخدمات إلى النازحين الجدد من مدينة الموصل"، مشيراً إلى أن "العشرات من نازحي الموصل يفترشون العراء خلف سواتر القوات الأمنية من دون أدنى مساعدة ". وختم الدهلكي بالتحذير من أن "نازحي الموصل في خطر كبير لعدم توفير المواد الغذائية لهم مع نقص في المخيمات وغياب خطة حكومية واضحة لاستقبال العوائل النازحة وإسكانها بشكل مؤقت لحين تحرير الموصل وعودة الأمن والأمان إليها بعد طرد عصابات داعش منها".

في السياق، أعلن المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، روبرت كولفيل، أن هناك تقارير أولية تفيد بأن مقاتلي "داعش" قاموا بقتل العشرات حول مدينة الموصل خلال الأسبوع الماضي. وقال كولفيل في إفادة دورية للأمم المتحدة في جنيف، إن تقارير أفادت بأن تنظيم الدولة الإسلامية قتل 50 فرداً من رجال الشرطة السابقين الذين كانوا محتجزين في مبنى خارج الموصل، يوم الأحد، كما اكتشفت قوات الأمن العراقية، يوم الخميس الماضي، جثث 70 مدنياً في منازل في قرية تلول ناصر، جنوبي الموصل. وقال: "الجثث كانت بها إصابات بالرصاص، ولكن لا يُعرف على وجه اليقين في هذه المرحلة من المسؤول عن عمليات القتل تلك".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«وثائق التفاهم» التي «فقست» قبيل الإنتخابات الرئاسية في خطر

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الخميس 27 تشرين الأول 2016

تعتقد مراجع سياسية مطلعة أنّ كلّ أوراق التفاهم الثنائية التي «فقست» قبيل الإنتخابات الرئاسية ستنتهي قريباً. فكلّ المؤشرات تدل على أنّ ما صيغ منها على عجل لتبرير الإنتقال بالمرشحَين من ضفة الى أخرى تكون قد استنفدت نتائجها باستثناء التفاهم الكبير الذي سيعيد الحريري الى السراي على أن تبدأ عملية صوغ لتفاهمات جديدة تنهي مفاعيل ما سبقها. فكيف ولماذا؟ تعترف مراجع سياسية وحزبية أنّ مسلسل «وثائق التفاهم» و«أوراق النوايا» كان يمكن أن يكون أطول لو أنّ قيادة التيار الوطني الحر نجحت في ترتيب المزيد منها، لكنها اكتفت بما يوفّر فتح الطريق الى قصر بعبدا أمام رئيس تكتل الإصلاح والتغيير العماد ميشال عون بمجرد إنجاز التفاهم «الأزرق - البرتقالي» فتوقف المسلسل عند هذه المحطة على أساس أنّ الحليف الأكبر سيتولّى ترتيب الباقي من دون أوراق تفاهم.

وعلى الرغم من حجم التطمينات التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بانتخاب المرشح الأوحد التزاماً بـ «وعد صادق» سبق أن قطعه للعماد عون الى «يوم الدين» فإنّ المرحلة القريبة أثبتت أنّ الحزب لن يتدخل بالشكل الذي يعتقده البعض لتذليل العقبات المتبقية.

وقد كان واضحاً وحازماً عندما دعا الى مناقشة مضمون التفاهمات الأخيرة لكلّ مَن اعترض عليها في الشكل والمضمون ما يعني أنّ عليكما انتما طرفا التفاهم الأخير عون والحريري تولّي شرح ما تمّ إخفاؤه من تفاهمات - إن وجدت - بكلّ «شفافية وصراحة» لفكفكة عقدة الرئيس بري وترتيب البيت الرئاسي من اليوم فطرف «الترويكا الرئاسية» الثالث الى جانب عون والحريري هو بري نفسه ولن تكون هناك أية مفاجآت أيّاً كانت نتائج الإنتخابات النيابية المقبلة متى حصلت.

وعلى هذه الخلفيات تتوقع المصادر السياسية عند قراءتها للمرحلة المقبلة التي تلي مسلسل المحطات الدستورية التي تلي انتخاب الرئيس وصولاً الى تكليف الحريري تشكيل الحكومة الجديدة باتت مرسومة في مواعيدها التي يسعى أركان العهد الجديد الى تحديدها بفارق أيام معدودة وبساعات قليلة أيّاً كانت العوائق امامها بغية توفير الدقائق التي سيبدأ احتسابها من لحظة انتهاء جلسة الإثنين المقبل.

وللتاكيد على وجود هذه النية للإستفادة من ساعات العهد المقبل تمّ التفاهم على ترتيب كلّ ما له علاقة بالمراحل الدستورية التي تواكب انتخابَ الرئيس العتيد للجمهورية في ساحة النجمة. فثمّة مَن اقترح أن تكون جلسة الإثنين دورة ثانية لجلسة سابقة لإنتخاب الرئيس واعتماد الفوز بالنصف زائداً واحداً توفيراً لحوالى عشر دقائق تدور خلالها «صندوقة الإقتراع» على النواب مرة واحدة بدلاً من إثنتين على أساس أنّ الجلسة الأولى التي عقدت بنصاب كامل هي التي عقدت في 19 نيسان 2014 ضمن المهلة الدستورية ورُفعت على هذا الأساس ولم تعقد دورة ثانية بالنصاب الدستوري منذ ذلك الوقت.

وقد فات هؤلاء أنّ رئيس المجلس كان يقفل محضر كلّ جلسة تنتهي بعدم انتخاب الرئيس لفتح اخرى بالشروط الدستورية الكاملة للنصاب والإقتراع فالإنتخاب، وأنّ ما بينها ما عقد من «تشريع الضرورة» فصل بين تلك الجلسة الشهيرة والتي تلتها من جلسات خصصت لانتخاب الرئيس والتي رفعت بسبب فقدان النصاب فجاء الجواب من جنيف حيث بري قاطعاً جازماً أنّ جلسة الإثنين ستُعقد على أساس أنها جلسة أولى ولن يدعو الى الثانية إذا نال المرشح الفائز ثلثي الأصوات ونقطة عالسطر.

وفي اطار السعي عينه الى توفير الدقائق ستكون جلسة قسم اليمين الدستورية فور إعلان انتخاب عون لتوفير المزيد من الوقت، فالرئيس المنتخب نائب وهو في القاعة العامة ولن يُضطر رئيس المجلس الى ايفاد موكبه لإصطحابه اليها على أن تلي تلك الجلسة جلسة تلاوة «خطاب القسم» فقد بات منجَزاً ولن يدخل اليه أيّ تعديل ما لم تفرض الأيام الفاصلة عن جلسة الإنتخاب أيّ جديد يستأهل اعادة النظر بعبارة أو فاصلة منه. هذا عدا عن تجهيز الموكب الرئاسي فالرئيس المنتخب سيكون في عهدة لواء الحرس الجمهوري فور خروجه من مجلس النواب قاصداً القصر لتناول الغداء فيه.

عند هذه الحدود يكتفي المراقبون بالإشارة الى أنّ كلّ شيء سيكون محدَّداً بالدقائق والساعات لتبدأ المراحل الدستورية اللاحقة التي تلي إستقالة الحكومة وإنتقال الرئيس تمام سلام من مجلس النواب إلى المصيطبة ليمارس صلاحياته في تصريف الاعمال.

ولتبدأ مرحلة الإستشارات النيابية الملزمة في اليوم التالي فالنتيجة محسومة وستنتهي في أقل من 24 ساعة بتسمية الحريري مكلّفاً لتشكيلها وبإمكانه أن يباشر استشاراته في ساحة  النجمة في اليوم الذي يليه سعياً وراء تقليعة هي الأسرع في تاريخ العهود.

أما وبعد، يضيف المراقبون ستكون مرحلة استشارات التأليف بعد التكليف مناسبة للبدء بنسف مضمون التفاهمات الثنائية التي «فقست» عشية التقلبات الكبرى بدءآ بأيّ تفاهم على تقاسم الحقائب الوزارية فهو وإن وجد سيحتسب عنواناً للمعركة التي سيخوضها المكوِّن الشيعي بقوتيه الموالية والمعارضة إن فعلها بري التزاماً بما وعد بالإنتقال الى صفوف المعارضة. أضف الى ذلك، فإنّ المناقشات ستشمل حقائب الخدمات والأموال من خارج نطاق السيادية منها. فقد توسع مفهوم الحقائق السيادية واكتشف البعض أنّ هناك وزارات لا تقل اهمية عن الأخرى وصولاً الى اعتبار حقيبتي الطاقة والإتصالات مثلاً على هذه اللائحة دون أن ننسى أنّ وزارة العدل تحوّلت في مرحلة من المراحل من الحقائب الهامة التي تستأهل جهاد بعض الأطراف من اجلها. وعلى هذه الأسس يعتقد المراقبون أنّ مرحلة اسقاط التفاهمات الثنائية تكون قد بدات من بوابة الحقائب الوزارية وصولاً الى مضمون البيان الوزاري ولن تتوقف على عتبة نهاية ولاية المجلس النيابي الممدَّدة إن ظهر أنّ هناك تفاهماً على قانون الستين بين عون والحريري أو التمديد لمجلس النواب سنة كاملة وأنّ ما تأتي به الأيام سيكون شاهداً على ما هو محتمل فاللعبة التقليدية في لبنان قوية وليس هناك ما يؤشر للخروج عنها ومنها.

 

القصة الكاملة لدور «القوات» في رئاسة عون

جورج حايك/جريدة الجمهورية/الخميس 27 تشرين الأول 2016

قيل الكثير عن مدى تأثير دعم «القوات اللبنانية» لرئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون في وصوله إلى الرئاسة، ولعلّ أهمّها ما كشفه رئيس تيار «المردة» في إطلالته التلفزيونيّة الاثنين الفائت عندما قال «إنّ حزب الله كان يعوّل على انسحاب عون بعد ترشيحي من قبل الرئيس الحريري، لكنّ دعم الدكتور جعجع لعون قلب المعادلة وأدّى إلى تشبّث الأخير بترشيحه و»الله ما بقا يخلّي ينسحب». وما اعترف به فرنجية هو جزء من الحقيقة، نستكملها بسرد القصة الكاملة لدور «القوات» في وصول عون إلى الرئاسة.مرّت 34 جلسة فاشلة لإنتخاب رئيس للجمهورية قبل ترشيح «القوات» لعون. وبات مؤكداً أنّ ما بعد هذا الترشيح كان غير ما قبله، إذ أعاد خلط الأوراق ورسم ملامح جديدة للاستحقاق الرئاسي، وباتت فيها حسابات كلّ الأطراف مختلفة. لكنّ المخاض الذي مرّت فيه «القوات» لم يكن سهلاً بل تطلّب خطوات جبّارة منذ بداية خريف 2015 حيث بدأ رئيس حزب «القوات» سمير جعجع التفكير جدّياً بخيار عون للرئاسة، وكانت لتفكيره مبرّرات عديدة:

أولاً، إخراج الإستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة. ثانياً، إعطاء ترشيح عون بعداً مسيحياً لا يمكن للآخرين تجاوزه. ثالثاً، إقفال الطريق أمام ترشيح الحريري لفرنجية خصم «القوات» السياسي و»صديق الرئيس السوري بشار الأسد».

رابعاً، حشر «حزب الله» وفريق 8 آذار في الزاوية لأنهم كانوا يكررون أنّ عون مرشحهم وبات عليهم الوفاء بوعودهم. خامساً، جعل معراب الممرّ الإلزامي لوصول عون إلى قصر بعبدا وتكريسها مرجعيّة مسيحية لا يمكن تجاوزها.

سادساً، أعادت عون إلى البيئة السيادية من خلال موافقته على البنود العشرة التي تحدثت عن السيادة والاستقلال والخروج من منطق الوصاية السورية الإيرانية واحتكار الدولة للسلاح بحضور عون المتحالف مع «حزب الله» أصلاً.

لكنّ جعجع وجد نفسه قبل إعلان الترشيح أمام تحدّيَين:

الأول، التنازل عن ترشيحه، وهذا ما كان صعباً لأنه كان مرشحاً جدياً مع برنامج متكامل بعنوان «الجمهورية القوية»، وهذا ما تطلّب قراراً جريئاً ومشاورات حثيثة للتأكّد من مشروع عون ومدى انسجامه مع برنامج جعجع الرئاسي. لذلك سبقت ذلك لقاءات عديدة بين «القوات» و»التيار»، وتحديداً بين رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات» ملحم رياشي وعضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ابراهيم كنعان، تمكّنا بالفعل من التوصل لبنود مشترَكة تطمئن الفريقين، وتمّ الترشيح على أساسها.

الثاني، إقناع المحازبين والمناصرين القواتيين بهذا الترشيح. ففترة 26 عاماً من النزاع بين «القوات» و»التيار» كانت تحول دون إعلان هذا الترشيح نظراً إلى تراكمات الماضي. لكنّ جهود جعجع الكبيرة في هذا المجال، جعلت القاعدة الحزبية التي تثق به تقبل بخياره، وتخلّلت ذلك لقاءات عديدة مع القيادات والكوادر ورؤساء الأجهزة والمصالح ومنسقي المناطق. وكانت الحوارات تركّز على أهمية القرار الاستراتيجي وأهدافه وضرورة الخروج من أحقاد الماضي لمصلحة المسيحيين العليا.

لا شك في أنّ عون، قبل إعلان ترشيحه في معراب، كان محاصَراً بمبادرة رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري المؤيّدة لفرنجية، ما أدّى إلى تراجع حظوظه في الوصول إلى الرئاسة، وبات السباق يميل إلى فرنجية الذي أقرّ بأنّ «حزب الله» كان سيبادر إلى الطلب من عون سحب ترشيحه لمصلحة الأول، وبات مؤكداً أنّ رغبة «الحزب» الحقيقية وغير المعلنة كانت تصبّ في مصلحة فرنجية الحليف الوفي والأصيل لمحور الممانعة والمقاومة لأهداف استراتيجية، عكس عون الذي بدا أنه تحالف مع هذا المحور لأهداف تكتيكيّة.

لم يكن عون مرتاحاً في وضعيّته قبل «تفاهم معراب»، بل بات أسيرَ «الجمود»، بحيث لم يلقَ أيّ دعم فعلي من «حزب الله» سوى الكلام من دون أية محاولة تأثير على حليفه فرنجية للإنسحاب من السباق الرئاسي. لذلك كان جعجع صائباً في اختيار اللحظة المناسبة لترشيح عون، فكسر الجمود وأعاد خلط الأوراق وجعل عون في وضعيّة أفضل.

كثيرون بدأوا يصوّبون سهامهم إلى جعجع محاولين اتهامه بأنه يناور ولم يرشّح عون إلّا لإسقاط ترشيح فرنجية، إلّا أنّ الوقائع أثبتت في ما بعد أنّ جعجع لم يكتفِ بترشيح عون كلامياً بل قام بخطوات عديدة لمساعدته على الوصول إلى الرئاسة، بعدما بات «بيضة القبان» في حسم الموقف من ترشيح فرنجية، إذ قرّر المواجهة بالمرشح الأقل ضرراً عليه في الحسابات السياسية وأحدث دوياً في الأوساط السياسية اللبنانية والإقليميّة، وأبرز الخطوات التي قام بها جعجع هي:

أولاً، ساهم في خطابه بعد «تفاهم معراب» بكشف مناورات «حزب الله» ما ولّد شعوراً بالسخط لدى بيئة «التيار الوطني الحر» من «الحزب» وبدأت أصوات تتعالى أنّ التحالف الاستراتيجي معه لم يحقق لـ»التيار» أمراً استراتيجياً، وخصوصاً رئاسة الجمهورية منذ 18 كانون الثاني تاريخ تبنّي «القوات» ترشيح عون.

بات مناصرو «التيار» يعتبرون أنّ «الحزب» يتظلّل بهم للحصول على الغطاء المسيحي في مشاريعه الإقليمية، وبالتالي لا بدّ من التصعيد بوجهه أو التلويح بإمكانية فسخ التحالف معه لعلّه يعيد الإعتبار لحلفائه.

وفضح جعجع «الحزب» أكثر أمام العونيين، معتبراً أنه لم يقم بكلّ ما لديه لإنتخاب عون رئيساً، بل كان عليه الضغط على فرنجية للإنسحاب والضغط على رئيس مجلس النواب نبيه بري للقبول بالجنرال، وطالما أنّ ذلك لم يحصل، يعني أنّ «الحزب» لم يكن متحمِّساً لترئيس الجنرال. وهذا ما جعل الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله يُخصّص جزءاً من كلمته الأخيرة لتوضيح موقفه لمناصري «التيار».

ثانياً، لم يوفّر جعجع أيَّ مسعى صادق في دعم عون للوصول إلى رئاسة الجمهورية، فثبت أنه لا يناور، وتمثّل ذلك بأدائه دوراً أساسيّاً في تعزيز التقارب بين تيار «المستقبل» و»التيار الوطني الحر»، وهو لم يوفّر جهداً لإقناع الحريري في المضي بإنتخاب عون، وخاض غمار الوساطة بين الطرفين. وقد نجح بذلك. والبعض لا يعرف أنّ جعجع بذل جهوداً حثيثة لدى المملكة العربية السعودية لتسويق عون رئيساً.

كلّ ذلك، يُبعد عنه اتهام الخصوم بأنه لا يفعل سوى المناورة، فيما لم يبادر «حزب الله» إلى فعل أيّ شيء سوى اللحاق بالركب بعدما بات عون مرشحاً لـ«المستقبل» ولـ«القوات». علماً أنّ نصرالله كان يضع على عون شروطاً للإجتماع ببري وفرنجية بدلاً من إقناع حلفائه في 8 آذار ليمشوا بعون رئيساً.

ثالثاً، نجاح جعجع في مهمته بالتوصّل إلى تفاهم بين عون والحريري، فقذف بكرة الرئاسة وكلّ ما يمت اليها من مسؤولية بعيداً من ملعبه وملعب الحريري، ليصبح الملف الرئاسي عند الفريق الشيعي وتحديداً عند «حزب الله» حليف عون، خصوصاً بعدما أعلن الرئيس بري عن خياره المؤيّد لفرنجية.

رابعاً، الزيارة الأخيرة التي قام بها جعجع لعون في الرابية جعلت الأخير يتشبّث أكثر بالنزول إلى الجلسة لمقارعة فرنجية وسط أجواء تهويل بالنصاب وبأصوات المعارضين له.

من هذا المنطلق، سيكون جعجع حليفاً ثابتاً لعهد عون سياسياً وانتخابياً، بل الشريك المسيحي الأول له، وهذا ما سيجعله يدخل الحكم من الباب الواسع بعد طول احتجاب واستنكاف.

ويبقى المكسب الأول والأخير لـ»القوات اللبنانية» هو ملء الشغور الرئاسي الموقع المسيحي الأول في الدولة اللبنانية، بمرشح اقتنعت به وتراهن على عهده لتحصيل حقوق المسيحيين وتنفيذ اتفاق الطائف وبناء الدولة اللبنانية.

 

نجاح عهد عون أو فشله منوط بمواقف "حزب الله" المتشدِّدة أو المرنة

اميل خوري/النهار/27 تشرين الأول 2016

يمكن القول إن "حزب الله" هو الرابح في الانتخابات الرئاسية، وذلك بفرضه العماد ميشال عون حليفه ومن خطه السياسي رئيساً بعدما استطاع منع وصول رئيس من 14 آذار، ومنع حتى وصول رئيس مستقل ليضيف الى قوة سلاحه قوة السلطة الشرعية ليكون الشريك الأقوى فيها، ويثبت أن لبنان هو فعلاً بلد العجائب... وبلد تستطيع فيه أن "تقصقص الورق وتعمل منهم ناس". لكن هل السلطة التي تتألق من مجموعة متناحرين ومتحاربين وحاقدين تستطيع أن توصل البلاد الى بر الأمان؟ فالرئيس سعد الحريري قال "نعم" لعون مكرهاً ولأسباب لم تعرف حقيقتها بعد. والسيد حسن نصرالله قال "نعم" للحريري رئيساً للحكومة، معتبراً أنه بموقفه هذا ضحَّى كثيراً لا بل جازف... وغالبية القوى السياسية والحزبية التي أعلنت تأييدها للمرشح عون ليست عن اقتناع بل عن حاجة وضرورة وتسليماً بالأمر الواقع الخطير الذي إذا ما استمر فلبنان قد ينهار سياسياً وأمنياً واقتصادياً. فإذا نجح "حزب الله" في إيصال العماد عون الى قصر بعبدا، هل هو مستعد لأن يضحّي ويوفر له أسباب النجاح؟ وهي أسباب سوف تظهر بوضوح عند تشكيل الحكومة الاولى للعهد، وذلك عند مباشرة تأليفها ومعرفة نتائج الاستشارات التي تكلّف الحريري تأليفها، فلا يتكرر معه ما حصل مع والده الشهيد عندما جعلوا تكليفه مذلاً فاعتذر خاتماً كتاب اعتذاره بعبارة: "استودع الله شعب لبنان الطيب"، وبعدما وافق مرغماً على التجديد للرئيس اميل لحود.

إن انتخاب عون رئيساً لا يعني أن ايران عبر "حزب الله" خسرت ورقة لبنان الضاغطة باحداث الفراغ الشامل، بل إن هذه الورقة تبقى في يدها بحيث تستطيع اعطاء الحكومة الشكل الذي تريد تحت طائلة التهديد بأن يعيش لبنان برئيس ولكن من دون حكومة كما عاش سنتين ونصف سنة بحكومة وبلا رئيس، فيضطر ما تبقى من قوى 14 آذار الى القبول بالحكومة التي يريدها "حزب الله" خوفاً من أزمة مفتوحة على مجهول، كما قبلت بالعماد عون رئيساً خوفاً من فراغ قد يذهب بلبنان. وكان لافتاً قول الرئيس نبيه بري من جنيف: "ماذا بعد الرئيس، إذا جرى تكليف الرئيس الحريري تشكيل الحكومة، فقد يستغرق ذلك بين خمسة وستة أشهر ونكون قد وصلنا الى الانتخابات النيابية. وعند ذلك يكون رئيس الجمهورية بلا حكومة ورئيس مكلف من دون تأليف وحكومة تصريف أعمال ومجلس نواب ممدد له وقانون الستين لا أحد يريده. والمتضرر الأكبر من هذا الواقع يكون رئيس الجمهورية الجديد وهو في أول عهده، وهذا كله سيؤدي الى امتصاص العهد. فالأهم من العرس هو شهر العسل وأكل العسل".

الواقع ان انتخاب رئيس للجمهورية فقط لا يخرج لبنان من خطر الفراغ إذا لم يعقب ذلك اتفاق وتفاهمات بين القوى السياسية والحزبية الأساسية في البلاد على مرحلة ما بعد انتخابه، وإلا فإن هذا الرئيس سوف يعاني ما عاناه رؤساء قبله وأكثر إذا ظلت الكلمة لـ"حزب الله" في تأليف الحكومات وفي قانون الانتخاب وفي مضمون البيان الوزاري وعند اتخاذ القرارات المهمة. وعندئذ أي فرق يكون بين عهد الرئيس ميشال سليمان الذي عاش وعاشت معه البلاد في ظل وضع شاذ أراد "حزب الله" أن يمدّ به ليبقى هو الدولة التي لا شريك لأحد فيها وهو شريك فاعل في الدولة... وبين عهد العماد عون المرتقب... إذا عاش هو أيضاً في ظل هذا الوضع. إن إخراج لبنان من خطر الفراغ الشامل الذي يستطيع "حزب الله" أن يهدد به ساعة يشاء، لا يكون بالاتفاق على انتخاب رئيس، ولا بالاتفاق على حكومة، بل بالاتفاق على سياسة العهد الجديد التي ترسم في خطاب القسم وفي البيان الوزاري لمعرفة كيف سيتم العبور الى الدولة لأن لا دولة بوجود سلاح خارجها، وهو سلاح إذا ما فكّر العماد عون في لحظة اعتداد بقوته بالتصدي له، فالفتنة واقعة حتماً وتنتهي كما انتهت حروب "التحرير" و"الالغاء" التي لم يحصد لبنان منها سوى الخراب والدمار. فلا تخلُّص إذاً من سلاح "حزب الله" إلا بالحوار والتفاهم وباقتناع الحزب انه إذا كان يريد النجاح لعهد حليفه، فما عليه سوى وضع سلاحه في كنف الدولة، أو ضبط استخدامه بموجب استراتيجية دفاعية تضيف قوة هذا السلام الى قوة سلاح الدولة وليس العكس، وإلا فان عهد العماد عون يكون كعهود رؤساء سابقين حكموا بقوة "الوصاية السابقة" وليس بقوتهم الذاتية، وبعد تلك الوصاية حكموا بما تيسر من قوة الدولة. فإذا صار العماد عون رئيساً للجمهورية بقوة مَنْ سيحكم: هل بقوة "حزب الله" المستعارة، أم بقوة الدولة التي لا يبقى سلاح غير سلاحه لأن المثل يقول: التوب العياري ما بيدفّي"؟

كل هذا يضع العماد عون إذا ما صار رئيساً أمام الخيارات الصعبة التي عليه أن يواجهها وحده إذا لم تحصل تفاهمات مسبقة على اختيار أفضلها وأسلمها للبنان، فتمكّنه من العبور الى الدولة بعد عبوره الى قصر بعبدا. فالمهم ليس العرس بل التوفيق لتجنّب الطلاق...

 

رئاسة عون هل يجب مهادنتها أو معارضتها؟ لهفة على نهاية الفراغ وترقب طلائع العهد

 روزانا بومنصف/النهار/27 تشرين الأول 2016

هل يجب مهادنة رئاسة العماد ميشال عون للجمهورية أو معارضتها، أو بالاحرى الاستمرار في معارضتها؟ السؤال مبني على واقع أن العماد عون ينطلق على الأرجح بتصويت في مجلس النواب معبر عن وجود معارضة لا بأس بها، ليست مبنية على واقع ديموقراطي، بل على واقع أن عون راكم على مدى أعوام طويلة كمّا كبيرا من الخصومات قد يحتاج الى وقت طويل من أجل إزالة آثاره، وانتخابه رئيسا لا يبدد ذلك، بل يفترض أن يتيح له، من حيث المبدأ، أن يحظى بفترة سماح شأن اي رئيس او مسؤول كبير يتبوأ مركزا رسميا، فيُعطى الوقت ليظهر الخيط الأبيض من الأسود في النهج الذي سيعتمده، وما اذا كان صداميا او استيعابيا للآخرين. فحين أطل العماد عون من "بيت الوسط" الاسبوع الماضي بعد لقائه الرئيس سعد الحريري على أثر إعلان الاخير تأييد ترشيحه للرئاسة الاولى، تحدث عن المعارضة التي انطلقت فورا من كتلة "المستقبل" على رغم إعلان رئيسها موقفه، قائلا إن "من يعارض يعارض من معتقدات مسبقة". ثمة من اعتبر أن كلام عون ليس دقيقا كليا لأن عبارة معتقدات سابقة تعني أن أي شخص يمكن ان يحكم على الآخرين من دون معرفة وعلى نحو مسبق قبل أن يتعرف اليهم، وهي كلمة تعني ان هناك احكاما مسبقة في شأنه، في حين ان الاصح في توصيف العماد عون انها معارضة مبنية على تجارب سابقة. وقد لا يكون خافيا على الجنرال أن هناك هواجس ليس لدى السياسيين فحسب، بل لدى عدد كبير من اللبنانيين، من تجربة صدامية في الحكم او حتى خارجه على نحو يرسم علامات استفهام حول ما إذا كان رئيسا سيقدم أداء مختلفا عما عرفه اللبنانيون. وهذا يبقى رهنا بالاشهر الاولى من أجل تبديد هواجس اللبنانيين، المختلفة عن هواجس الخارج، علما أن اللبنانيين بدأوا منذ الآن إعطاء الجنرال عون فترة السماح المفترضة من خلال التأكيد أنه عيل صبر البلد ومواطنيه من الشغور في سدة الرئاسة الاولى، والذي انعكس سلبا الى حد كبير ليس على عمل المؤسسات الدستورية وحدها، بل على كل القطاعات، ولا سيما منها الاقتصادية والاجتماعية، بحيث بات التوق كبيرا الى رئيس للجمهورية يعيد للبلد انتعاش قطاعاته. ومع أن انتخاب العماد عون بالذات وحده ليس كافيا ليشكّل الاندفاعة الايجابية ما لم يكن معطوفا اولا على سلة سياسية وفاقية تحوط به من خلال موافقة غالبية الافرقاء السياسيين عليه، بل ان عودة الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة تشكل ثقلا لا بأس به في هذه المعادلة من اجل الايحاء بالثقة للاوساط الاقتصادية والمالية، فإن ثمة حذرا كبيرا غير خاف على الارجح، أولا نتيجة تجربة سابقة غير مشجعة للعماد عون في السلطة وحتى خارجها في مقاربة العلاقات مع المكونات السياسية الاخرى، وثانيا في ضوء مخاوف من عودة الى أسلوب اميل لحود في المناكفة مع رئاسة مجلس الوزراء، قياسا على مواقف سابقة لزعيم التيار العوني. ينبغي الإقرار بأمرين عشية انتخاب عون: الأول أن هناك حذرا وخوفا، ليس سياسيا فحسب بل شعبي ايضا من هذا الخيار، ربما باستثناء مناصري التيار ومؤيديه، وخصوصا ان صراعا مستمرا منذ سنتين ونصف سنة لا تزال معطياته في الاذهان، ولم يمر عليها الزمن بعد، والناس تشعر بأن الامر قسري في غالبية جوانبه، ويخشى من نتائج سلبية في ضوء تجارب رئاسية سابقة كان لها جوانب قسرية أيضا. الأمر الآخر هو إن المعارضين لوصول عون، ولو لاسباب جوهرية ومبدئية مبنية على رفضهم لما يمثله من خيار سياسي محلي وإقليمي على حد سواء، وما يعنيه ذلك من مخاوف على لبنان او على تجاربهم معه، قد يخسرون بداية في حال كانت معارضتهم جذرية منذ اليوم الاول ولا تمنح الجنرال عون بعد انتخابه فرصة بضعة أشهر على الاقل، في ظل حاجة اللبنانيين الى التنفس وتراجع حدة التشنج من أجل تأمين عودة الحياة الطبيعية بعض الشيء الى أعمالهم، في ظل تدهور غير مسبوق بات يعيشه اللبنانيون على وقع جملة اعتبارات محلية وغير محلية. فالامر المطلوب والملحّ هو أن يتم انتخاب رئيس والانتهاء من هذا الموضوع الذي أنهك اللبنانيين واستنزفهم. وهذا ما لا قدرة للمعارضين على الرد سلبا عليه، لئلا يتهموا بالرغبة في الابقاء على الشغور، على رغم أسبابهم المشروعة لرفض رئاسة عون. لكن قد يغدو مطلوبا وملحا بالمقدار نفسه، هو أن يشهر المعارضون معارضتهم في أول مناسبة يظهر فيه نهجا استفزازيا أو غير مريح، ولعلّ قاعدة المعارضة تتسع لأكثر من المعارضين المبدئيين لوصول عون راهنا، خصوصا في ظل اقتناع بأن الرجل سيسعى الى ألا يكون مهادنا أو وسطيا، لئلا يرمى بما اتهم سواه به. يتغير الشيء الكثير بانتخاب عون رئيسا أو لا يتغير؟ هذا سيكون وقفا عليه في كيفية ادارة التعاون لحكم البلد، وهو التعبير الذي استخدمه على باب "بيت الوسط". وهل يبدد هواجس الخائفين والمعترضين أم يزيد منسوبها؟ البارز والمعروف حتى الآن أن هناك كمّا من الاصوات المعبرة في مجلس النواب ينوي أن تشكل رسالة قوية، ليس تعبيرا عن ديموقراطية التصويت مع أو ضد، بل عن عدم وجود شيك جماعي على بياض لرئاسة ترسم علامات استفهام وحذر كبيرة.

 

في صعوبة تكوين ذاكرة لبنانية

سعود المولى/المدن/الأربعاء 26/10/2016

لقد كانت المحاولات المستمرة لكتابة تاريخ موحد للبنان على غرار التاريخ الموحد للبعث السوري أو العراقي أو للقذافية الليبية أو للأدلوجة القومية السورية ، هي المعادل الفعلي للفاشية الاستبدادية الإلغائية التي تعمل على فرض تاريخها ولغتها . وما ينبغي إعادة التأكيد عليه هنا هو أنه ليس من المعيب ولا ضير في امتلاك ذاكرة خاصة بجماعة ما ، أو محددات ومكونات هوية وانتماء لجماعة ما ، إنما العيب والضير هما في عدم القدرة على توليف تلك الانتماءات والهويات في مشروع حضاري إنساني تقدمي يحفظ الوطن والمجتمع والدولة.  فليس تاريخ لبنان استرجاعًا للأساطير الفينيقية ، ولا هو تأكيد على اصطناعية الكيان على حساب الفكرة القومية ، إنه تصالح على واقع وطني مستجد يبدأ مع لحظة التسوية التاريخية التي أوجدت الكيان ... إن القبول بهذا التاريخ  الرسمي للوطن وللأمة والشعب لا يعني بأي حال من الأحوال شطب التواريخ الخاصة والذاكرات المختلفة لا بل والمتغايرة للجماعات المكونة للاجتماع اللبناني ، وإنما إدراجها في منهج نظر واقعي للأحداث وللروايات المختلفة يرى إلى الاختلاف والتعدد كثروة انسانية حضارية، وإلى البشر كفاعلين اجتماعيين ، وإلى التاريخ كسيرورة اجتماعية اقتصادية ثقافية... فمن المستحيل اتفاق اللبنانين على تفسير واحد للاحداث التاريخية القديمة والحديثة على السواء ، والتي تكون هي المرتكز التأسيسي لشرعية أي جماعة أو فئة... ومن المستحيل تمامًا تكوين ذاكرة واحدة لهذه التواريخ. ولذا كان من السهل علينا القول إن الحروب الأهلية المتنقلة بين الأخوة-الأعداء والتي استمرت حتى 1991 كانت من نتاج المؤامرات الخارجية (من دون أن نسأل عن سبب قابليتنا للوقوع في حبال الأجنبي والتي أسماها مالك بن نبي : القابلية للاستعمار ، وأسماها علي شريعتي : القابلية للاستحمار). ولا يجدي نفعًا هنا تأكيدنا على رؤيتنا أو نظرتنا أو فهمنا نحن للأحداث إذ إن ذلك يبقى من قبيل تفسير الماء بالماء طالما أنها لا تحرك أو تستثير نفس المعاني والمشاعر ولا تحمل نفس القيم والدلالات لدى طرفي الصراع.

إن الصراع حول التاريخ والذاكرة وحول المعنى والدلالة ليس بالأمر البسيط أو المستسهل : إنه أخطر ما يواجهنا في عملية إنجاز المصالحة وطي صفحة الحرب الاهلية وبناء الدولة. فلو فرضنا أن ما نعتقد به هو الحق وهو الوطنية ، فإننا لا نحل مشكلة أننا نريد ( اختيارًا أم اضطرارًا ) العيش مع الآخر، الذي نختلف معه ، كشركاء في وطن واحد وفي ظل دولة واحدة نريدها عادلة ومتوازنة... فكيف سنتعايش مع هذا الآخر الذي يرى الأحداث التاريخية التي عاشها من منظار مختلف ؟ وكيف سنتصالح مع ذاكرته أو كيف سنجعله يتصالح هو الآخر مع ذاكرتنا ؟ وبالتالي فهل نستطيع التعامل مع ذاكرة الآخر باحترام ومحبة؟

لقد تصالح المسلمون مع الفكرة اللبنانية ومع صيغة الكيان-الوطن النهائي وأقروا ذلك في وثيقة الطائف والدستور ثم في مظاهرة 14 آذار (وهذا عهد مسؤول)... غير أنهم لم يتصالحوا بعد مع الذاكرة الكيانية-المسيحية اللبنانية ( وما زالوا يرونها انعزالية). وتصالح المسيحيون مع فكرة العروبة الحضارية (في عودة إلى دورهم التاريخي في سياق النهضة المبكرة) وأقروا بلبنان العربي الانتماء في الدستور، غير أنهم لم يتصالحوا بعد مع الذاكرة التاريخية للهموم والقضايا العربية التي ما زالت تحرك عواطف ومشاعر المسلمين... وليست هكذا مصالحات ضرورية لقيام واستمرار الكيان السياسي للدولة والوطن فحسب،  إنما هي أكثر من ضرورة لتنقية الذاكرة ولإعادة تأهيل كل طائفة وكل جماعة ، وذلك من خلال احترام الذاكرة الخاصة بكل فئة، ومحبة تلك الفئة من خلال العفو والمصالحة مع الحاضر والبناء عليه للمستقبل...

والحال فإنه ليس المطلوب (ولا الممكن) إيجاد ذات جمعية واحدة موحدة (هي الأمة الصافية النقية بحسب الأدلوجات القومية) ، إذ إن الأخلاق الفردية والمشاعر والمصالح في الجماعات المتغايرة العناصر تتفاوت وتتعدد وتختلف على نحو واسع وهي تمد الذاكرة الجمعية لكل جماعة بعناصر قوتها وديمومتها.  وبالتالي فإنه لا تنفع معها عمليات الفرض القسري. لقد دلت التجارب على أنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل في حالات مثل لبنان ويوغوسلافيا (وغيرها) إيجاد "روح أو ذات جمعية" أو "هوية واحدة نقية صافية". ومن الطبيعي القول إنه من دون "شخصية جمعية" يصعب إيجاد "ذاكرة جمعية"... فالكلام تاليًا عن شخصية قومية وعن هوية قومية وعن ذاكرة قومية هو كلام مجازي مطاط لا دقة علمية فيه إذ هو ينتمي إلى الأيديولوجيا .. إن الذاكرة الجمعية لشعب ما، هي التصورات والمثالات المقبولة (أي المعترف بها والشرعية) عن الأحداث الماضية والتي تنعكس فيها الهوية الجمعية لشعب ما أو لجماعة... وفي مجتمعات الدولة-الأمة كانت هذه الذاكرة من نتاج وجود وحضور وفعل الدولة ومؤسساتها... فهي تأثرت وتشكلت وتحددت بفعل التعريفات الرسمية (الدولتية)، والقوانين ، والطقوس والأعراف والتقاليد الخاصة بالدولة والنظم والمؤسسات الديموقراطية وكافة العناصر التي تؤسسها الدولة لتشكل رؤية وطنية للذات (الوطن/الشعب/الأمة) مما يساهم في بناء الذاكرة الجمعية.

 

 عون رئيساً.. إلى الملاجىء!

ساطع نور الدين/المدن/الأربعاء 26/10/2016

الكلمات القليلة التي نسبت الى وزير الخارجية الاميركية جون كيري، وجرى تداولها بكثرة في الاعلام اللبناني الاسبوع الماضي، حول ترشيح الجنرال ميشال عون للرئاسة، لم يكن لها أي أثر في الموقع الالكتروني للخارجية الاميركية ولا في أي موقع أميركي آخر. لكن البحث ما زال مستمراً عما يشي بأن لدى واشنطن او غيرها من العواصم الاجنبية والعربية المعنية بالشأن اللبناني، موقفاً يريح غالبية اللبنانيين ويطمئنهم الى ان بلدهم ما زال على الخريطة، بعدما كان في يوم مضى، محور الشرق ومدار العالم! الصمت مطبق، والهمس قليل حول تلك المفاجأة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري بترشيح عون بعد تمنعٍ دام 30 شهراً، وكان ذاك التمنع يحظى بمباركة ضمنية من مختلف العرب والاجانب، بمن فيهم الايرانيون انفسهم، الذين كانوا يخشون جميعاً وصول جنرال لا يتصف بالحكمة ولا بالروية ولا بالحيادية، الى رئاسة الجمهورية.. ما يمكن ان يعمق التوترات الطائفية والمذهبية، وما يمكن ان يفتح الحدود اللبنانية السورية على المزيد من المخاطر، ويفقد الجميع السيطرة عليها. هي مفاجأة فعلاً، لا يستطيع الحريري ان ينسبها الى أحد في الخارج، كما فعل مثلاً عندما اختار النائب سليمان فرنجية، عندما تحدث عن إشارة سعودية وأخرى فرنسية، وعن إيحاء اميركي تبين في ما بعد أنه إجتهاد شخصي من السفير السابق في بيروت ديفيد هيل، الذي لم يستشر وزارته ولم ينسق معها سلفاً، فتعرض لما يشبه التوبيخ من رؤسائه في واشنطن.. برغم ان إسم فرنجيه كان قد وصل الى مسامع الرئيسة الاميركية المقبلة، هيلاري كلينتون، من قِبل صديق العائلة جيلبير شاغوري. عندما وصفها الحريري بأنها "مخاطرة"، لم يخطر في بال أحد أنه يخاطر مع الخارج أكثر مما يخاطر في الداخل اللبناني، الذي يمكن ان يتعايش مع الرئيس المختار ميشال عون بصفته ترجمة عملية لتوازن قوى طائفي محدد ومعروف. من واشنطن الى باريس الى الرياض، والدوحة التي رعت الاتفاق الشهير في العام 2008 ولم تعد تريد أن تسمع شيئاً عن لبنان، ثمة ما يوحي بأن المفاجأة لم تكن محببة أبداً، وثمة ما يشير الى ان العواصم الثلاث تترقب المزيد من الاخبار اللبنانية السيئة بعد أن يدخل عون الى قصر بعبدا ظافراً، مكللاً بالغار الايراني والسوري وبأكاليل الزهر من حزب الله.

هذا الدخول يمثل بالحد الادنى إخلالاً في توازن القوى المحلي يمكن ضبطه واستيعابه، لكنه يمكن ان يتحول الى تهديد جدي عندما يجري تحويله الى سياسة لبنانية خارجية، مشاركة، أو بالحد الأدنى، موالية لمحور اقليمي يخوض صراعاً ضارياً ولا يقبل من حلفائه واصدقائه أقل من الاسهام المباشر في مجهوده الحربي. بهذا المعنى، يجري تصنيف خطوة الحريري باعتبارها تحدياً فعلياً لكل من واشنطن وباريس والرياض، لا مجرد إجتهاد عابر، دافعه الخفي التعبير عن الاستياء من إهمال العواصم الثلاث له، او السعي الى الحصول على تعويض لخسائره النفسية والسياسية والمالية.

لكن السير عكس التيار العربي والاجنبي يصبح مشروع تفجير جديد للبنان، عندما يجري تحويل الخطاب العوني تجاه النازحين السوريين الى خطاب رسمي. هنا لا تقيم اللغة بمفرداتها العنصرية، الشائعة أصلاً، بقدر ما تقاس بالاستفزاز الذي ستثيره لدى هؤلاء النازحين والخيارات التي يمكن ان يلجأوا اليها للدفاع عن انفسهم، والتي لا تقارن بكل ما شهده لبنان، لا في الحقبة الفلسطينية ولا في اي حقبة أخرى سابقة او لاحقة. موقع لبنان على الخريطة العالمية، وصفَتُه المعترف بها دولياً الآن، هي إنه مخيم نزوح سوري كبير، لا أكثر ولا أقل: لم يكن ترشيح عون ولن يكون انتخابه رئيساً خطوة نحو إقفال هذا المخيم، او نحو تهدئة سكانه، تمهيداً لإعادتهم الى إرضهم. 

 

ألغام بري تحوله رقما صعبا في طريق الحريري-عون

شادي علاء الدين/العرب/27 تشرين الأول/16

بيروت - طرح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري صيغة قانونية تقوم على اعتبار جلسة انتخاب رئيس للجمهورية المقررة في 31 أكتوبر هي دورة أولى تتطلب فوز المرشح الرئاسي فيها بأكثرية الثلثين، أي 85 صوتا. وتؤكد مصادر بري أنه سائر في هذا التوجه، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من حالة التوتر بينه والتيار الوطني الحر الذي تشدد كتلته النيابية على اعتبار الجلسة المقبلة هي الدورة الثانية. وتطرح عدة سيناريوهات في هذا الصدد؛ فإذا جرت جلسة الانتخاب ولم يستطع الجنرال عون، كما هو متوقع، الحصول على أكثرية الثلثين في المرة الأولى فإن من الممكن أن يتم عقد دورة ثانية تلي الأولى مباشرة.

ولا يتطلب الفوز في الدورة الثانية سوى أكثرية عادية أي حوالي 65 صوتا فقط، وهذا في حال بقي النصاب مؤمنا، أما في حال انفض النصاب فإنه سيصار إلى تأجيل الجلسة إلى منتصف شهر نوفمبر، وهو ما يحرص الجنرال ميشال عون على تجنبه بأي ثمن.

وتكمن مشكلة التأجيل في أنها تأتي في مرحلة بالغة الحساسية والتعقيد، وحافلة بالاستحقاقات الإقليمية والدولية الكبرى التي ستتردد أصداؤها في المنطقة عموما وفي لبنان خصوصا. حيث تجري الانتخابات الأميركية التي يتوقع أن تفوز فيها مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون في هذه الفترة، كما يتوقع أن تشهد مدينة حلب السورية في نوفمبر تصعيدا كبيرا، في ظل الحشد العسكري الذي تقوم به روسيا. ويتخوف الجنرال ميشال عون من أن تؤدي كل هذه التطورات إلى خلق ظروف مغايرة للأجواء السائدة حاليا، والتي تؤكد فوزه بالرئاسة في حال عقدت الجلسة في موعدها المقرر في نهاية الشهر الجاري.

وتقوم قراءة التيار الوطني الحر على ضرورة اعتبار الجلسة التي كان رئيس القوات سمير جعجع مرشحا فيها والتي جرت العام 2014 دورة انتخابية أولى، ويجب أن يصار بعدها إلى الانتقال مباشرة إلى دورة ثانية فور تأمين الظروف المناسبة وهو ما يتوفر حاليا.

وتعتمد قراءة الرئيس بري على رأي مناقض تماما، يعتبر أن الجلسة الانتخابية التي تمت قبل عامين قد أقفلت محاضرها، وتاليا فإن الدورة الانتخابية الحالية هي دورة جديدة وليست استكمالا للجلسة الماضية، ما يتطلب حصول دورتين. ويجب على المرشح إذا أراد تأمين الفوز في الدورة الأولى الحصول على أكثرية الثلثين، أو سيبقى الأمر معلقا إلى الدورة الثانية. وتؤكد معظم المعطيات أن المنازلة القانونية لن تـؤدي إلى إعادة النظر في مسار تولي عون الرئاسة وخصوصا مع انضمام كـتلة النائب وليد جنبلاط إليه. كذلك فإن رقعة رفض التصويت لميشال عون في صفوف تيار المستقبل قد تقلصت إلى حد كبير، والأمر نفسه ينـطبق على فريق 8 آذار. وكانت مواقع عديدة قد نشرت بيانات إحصائية تدرس خارطة توزع التصويت النيابي وفق المواقف المعلنة حتى هذه اللحظة، وخرجت بنتيجة تقول إن الجنرال يستطيع تأمين حوالي 76 صوتا نيابيا لصالحه.

وتتعامل الطبقة السياسية مع انتخاب الجنرال كأنه قد بات أمرا واقعا، وتؤكد أن بري لن يعمد إلى رفع الجلسة في حال لم يستطع عون الحصول على نسبة الثلثين في الدورة الأولى، بل سيعمد إلى عقد دورة ثانية تليها مباشرة، وسيكون الفوز فيها مضمونا للجنرال، ولكن بنسبة أصوات أقل لا تضمن له اعتبار فوزه فوزا كاسحا. وتشير بعض المصادر إلى أن الرئيس بري وحزب الله لا يريدان إعاقة وصول عون إلى سدة الرئاسة، بل يسعيان إلى ألا يتخذ ذلك صبغة الإجماع الوطني العام. وهذا المنطق سيسمح تاليا لبري بانتزاع حصة وزارية وازنة مقابل تسهيل عمل عهد ميشال عون الرئاسي، وسيكون بإمكان حزب الله إزاء أي مشكلة تحتاج إلى توافق عام الطلب من الجنرال التفاهم مع رئيس مجلس النواب. وهكذا فإن الحجج القانونية التي يصر عليها بري لن تشكل عائقا أمام وصول الجنرال كما تؤكد جل المصادر، ولكنها ترسم خارطة تعامل الكتلة الشيعية مع عهده مع إصرار الرئيس بري على الانتقال إلى صفوف المعارضة. ويذكّر هؤلاء بأن احتجاج نبيه بري لم يكن على الاتفاق بين سعد الحريري وميشال عون في حد ذاته بل على عدم إدراجه فيه، لذلك لا يتوقعون أن تسير الأمور في اتجاه تصادم فعلي بين هذه الأطراف بل إلى تسوية يرضى بها الرئيس بري، ويبدو الجنرال ميشيل عون مستعدا لتقديم التنازلات التي تسهل إتمامها.

 

بقاء «الستين».. والتمديد ضربة للعهد... فانتبهوا!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الخميس 27 تشرين الأول 2016

أربعة أيام تفصل عن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وكلّ المسار المحيط بهذا الاستحقاق يؤشر الى أنّ ميشال عون سيلبس الاثنين البزّة الرئاسية، وينال لقب «فخامة الرئيس».

لا عائق لوجستياً أمام جلسة الاثنين، فكلّ التحضيرات المجلسية قد اكتملت لإتمام العملية الانتخابية بما تتطلبه ومن دون أيّ عوائق، ولم يبق إلّا أن تحين ساعة تحرّك صندوقة الاقتراع فتدور دورتها بين النواب، لتفرج أكثريتهم عن اسم الرئيس الجديد، بدورة اقتراع واحدة أو اثنتين.

وأما هذه الأكثرية التي ستمنح عون سمة الدخول الى القصر الجمهوري رئيساً، فعلى ما احتسبته إحصاءاتُ الخصوم والمريدين، قد لا تأتي بالنسبة العالية التي يعوِّل عليها جمهور عون، ويريدها قوة دفع معنوية لانطلاقة نوعية للعهد الجديد.

من جنيف، كلّ المشهد اللبناني يُرى كما هو:

- الأجواء الاحتفالية التي بدأها التيار الوطني الحر مستبقاً فوز زعيمه رسمياً، وكذلك التحضيرات «غير المسبوقة»، التي تجري في هذا الجانب لتعطيل المدارس، وإقفال المؤسسات والإدارات، وتظاهرات سيارة، وتجمعات جماهيرية، احتفاءً بفوز عون.

- الصورة الرسمية لرئيس الجمهورية قبل أن تصبح رسمية.. والتي تظهر عون واقفاً والى يمينه العلم اللبناني.

- حركة القوى السياسية، من سليمان فرنجية التي صار جلّ ما يريده أن يُنتخب في الجلسة رئيسان، رئيس فعلي يربح بأكثرية أصوات، و»رئيس رمزي» متكئ على نسبة أصوات لا بأس بها من كتل نيابية فاعلة، بما يجعله مرشحاً أوّلاً في الاستحقاق الرئاسي ما بعد العهد العوني المقبل.

- «محاولات» وليد جنبلاط لتظهير الوجهة التي ستذهب اليها أصوات كتلته السياسية والحزبية، وبالتاكيد وفق ما تقتضيه مصلحة البلد ومستقبله، على حدّ ما يعبّر في تغريداته المتلاحقة في الفترة الأخيرة. ومن هنا يترك لمرشحه الرئاسي هنري حلو أن يبقى على ترشيحه أو يعزف عنه تبعاً لتطوّرات الساعات السابقة لجلسة الإثنين.

- إنتظار تيار المستقبل لعودة زعيمه سعد الحريري من السعودية، ومن باريس، وعلى ما يُقال فإنّ محاولة أخيرة سيجريها الحريري لاحتواء بعض أعضاء كتلته المعترضين على عون، لعلّه يتمكّن من إعادة توجيه أصواتهم في الاتجاه الذي يريده.

والأهم من كلّ هذا هو محاولة رسم معالم مرحلة ما بعد جلسة 31 تشرين الأول، ربطاً بالشق المتعلّق بتكليف الحريري تشكيل أولى حكومات العهد الجديد. هنا لا يبدو أنّ أحداً يملك الجواب عما قد تحمله تلك المرحلة من تطورات ومفاجآت قد تكون مفرحة للحريري، وأيضاً قد لا تكون مفرحة له ابداً.

- المحاولات التي تظهر من أكثر من اتجاه لفتح معركة نصاب جلسة الاثنين، واعتبارها مكمّلة للجلسات السابقة، بما ينطبق عليها نصاب النصف زائداً واحداً للفوز. الرئيس نبيه بري لا يجد أيّ مبرّر لهذه الإثارة أو لهذا اللغط الذي يُفتعل من هذا الجانب أو ذاك: «نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية معروف ومحسوم، فما دام محضر الجلسة السابقة قد تُلي وصُدِّق في نهايتها، فنحن أمام جلسة جديدة بدورتين إذا لم يفز المرشح بالدورة الأولى ( كما تنص عليه المادة 49 من الدستور حرفياً).

- ما يتردّد في لبنان عن موفد سعودي وصل أو سيصل الى لبنان، وأنّ جدول لقاءاته يشمل زيارة يقوم بها الى الرئيس بري. وعلى هذا الكلام يقول بري: «كلّ مَن يطلب زيارتي أهلاً وسهلاً، ثمّ إن كان آتياً بهدف إقناعي بأمرٍ ما، أعتقد أنّ عليه أن يكون هو أوّلاً مقتنعاً بما يريد أن يقنعني به».

يقارب الرئيس بري جلسة 31 تشرين تبعاً للتأكيدات التي سبق وأعلنها «سأكون حاضراً في الجلسة مع كتلة التحرير والتنمية، ولن نقاطع وبالتالي لا تطيير للنصاب»، أكثر من ذلك يؤكد بري «أنا أتمنى أن يحصل الاستحقاق الرئاسي، وتُعقد جلسة الاثنين، ومَن ينجح ينجح».

إلّا أنّ عين بري تبقى على مرحلة بدء «الجهاد الأكبر» ما بعد انتخاب رئيس الجمهورية، وبالتاكيد لا يرتبط هذا « الجهاد» بمرحلة تأليف الحكومة الجديدة، بل بالقانون الانتخابي «القانون الانتخابي أوّلاً، وله الأولوية والأسبقية على كلّ ما عداه».

ثمّ يضبف: «ليتهم سمعوا منا لكنا وصلنا الى اتفاق على قانون جديد. الآن سننتخب رئيس الجمهورية، فماذا بعد، فلو أننا اتفقنا على طاولة الحوار لكنا ذهبنا فوراً الى إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية، أما وأنّ ذلك لم يحصل فأعتقد أنّ ذلك يضعني شخصياً أمام السعي والجهاد لتحقيق هذا الهدف.. وليعلموا أنني سبق وقلت لا تمديد للمجلس النيابي الحالي تحت أيّ ظرف وتحت أيّ عنوان، وهذا من سابع المستحيلات، التمديد مرفوض رفضاً باتاً، لا أقول فقط إنه ليس وارداً عندي، بل أؤكد أنّ البلد لا يحتمله.

من هنا، يقول بري، فإنّ كلّ الذي جاهدت من أجله وشدّدت عليه قبل الاستحقاق الرئاسي يتعلّق بهذا الموضوع (القانون الانتخابي)، لأنّ في ذلك تسهيلاً للعهد، ولعدم الذهاب الى محاذير يعرفها الجميع».

في رأي بري، «أنّ باب النقاش في القانون الانتخابي سيكون هو الأساس ما بعد انتخاب الرئيس، وأقول إنه إذا تمّ الاتفاق على هذا القانون، فلن انتظر أحداً، بل سأعقد فوراً جلسة تشريعية لمجلس النواب لإقراره».

وعندما يُقال للرئيس بري «إنّ هناك مَن يحاول أن يبقي على قانون الستين»، يسارع الى القول «إن كانوا يستطيعون ذلك فليتحمّلوا المسؤولية.. نبقى مكاننا».

وهناك مَن يسعى الى التمديد مجدّداً؟ قال: لا للتمديد، ثمّ ليكن معلوماً أن لا أحد يضغط عليّ، أو يستطيع أن يفرض عليّ أمراً أرفضه، الإبقاء على قانون الستين، يشكل أوّل ضربة للعهد.

وإذا حصل التمديد؟ قال:.. عندها، هم يتحمّلون كامل المسؤولية، وليس هؤلاء فقط، بل إنّ كلّ العهد يتحمّل المسؤولية.

وعندما يسأل الرئيس بري عمّا بعد جلسة 31 تشرين وانتخاب الرئيس، وماذا عن حكومة تصريف الأعمال والرئيس المكلف تشكيل الحكومة وماذا لو لم يتمكن الرئيس المكلف من التأليف، يسارع الى الإجابة:.. ربما تكون هذه خطة للتمديد، وهذا ما لن نقبل به على الإطلاق.

وهل في هذه الحالة ننتقل من فراغ رئاسي الى فراغ حكومي؟ قال: ربما، فقد يكون المطلوب بأن لا تحصل انتخابات وبالتالي الانتقال من فراغ رئاسي الى فراغ حكومي.. فانتبهوا.

وأما الحوار، فيبدو أنّ ورقته، كما يؤكد بري، لم تعد في يده. فعندما سُئل عما إذا كان سيدعو طاولة الحوار الى الانعقاد مجدداً، سارع الى القول: أعوذ بالله، وعلى أيّ أساس. فهل ندعوها فقط لكي نتمشى مع بعضنا البعض؟ ثمّ أضاف: «الآن طاولة الحوار أصبحت في عهدة «فخامة الرئيس المقبل»، فهو يدعو أو لا يدعو». تبقى العلاقة مع «حزب الله» ومحاولات تصويرها وكأنها قد أُصيبت بفتورٍ ما جراء ما آل اليه الاستحقاق الرئاسي. الرئيس بري لا يقيم وزناً لأيّ كلام من هذا النوع، أكثر من ذلك يقول: «دعوهم يقولوا ما يشاؤون، دعوهم يضيّعوا وقتهم، فلن يصلوا الى مكان في هذا الموضوع».

وكان الرئيس بري قد عقد على هامش أعمال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي في جنيف لقاءات مع رؤساء برلمانات ووفود برلمانية مشارِكة في الجمعية. فالتقى رئيس البرلمان الأوسترالي طوني سميث بحضور النائبين ياسين جابر وباسم الشاب، ودار الحديث حول التطوّرات الراهنة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية ودور الجالية اللبنانية الفاعل في أوستراليا. والتقى بري، رئيس مجلس النواب الباكستاني سردارأياز صادق وعرض معه الوضع في الشرق الأوسط والتعاون بين البرلمانين اللبناني والباكستاني، ووجّه صادق له دعوة رسمية لزيارة باكستان. كما عقد لقاءً مماثلاً مع رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني الذي وجّه له دعوة مماثلة. وعقد عضوا الوفد اللبناني النائبان ياسين جابر وباسم الشاب اجتماعاً مع الوفد البرلماني البريطاني، وجرى البحث حول الوضع في لبنان والمنطقة. وسيحضر وفد بريطاني الى لبنان في نهاية تشرين الثاني المقبل في زيارة استطلاعية.

كما التقى جابر والشاب والأمين العام للشؤون الخارجية في مجلس النواب بلال شرارة وفداً برلمانياً ألمانياً برئاسة نائب رئيس المجلس السيدة روث. وشاركت النائب جيلبرت زوين في الاجتماع البرلماني الذي ناقش موضوع النساء المعنّفات. كما شارك الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر في اجتماعات الأمناء العامين.

 

معالي الوزير شامل روكز"...!

ملاك عقيل/السفير/26 تشرين الأول/16

انتبه كثر لغياب العميد شامل روكز عن ذكرى 13 تشرين قبل ايام. العام الماضي كان قائد فوج المغاوير لا يزال في الخدمة ويستعد لمغادرة السلك العسكري بعد فشل مسعى تعيينه قائدا للجيش، فكان مفهوما غيابه عن "الكادر التشريني" خصوصا ان ميشال عون استخدم آنذاك اول تجمّع شعبي "برتقالي" على مفرق القصر الجمهوري كمنصة لتصعيد كبير بوجه من وصفهم آنذاك بـ "العصابة"، معلنا دخوله مدار "المقاومة سلبا من خلال التعطيل".

هذا العام بدت المناسبة وكأنها منصّة طبيعية لاطلالة شامل روكز "المدني"، أحد رموز ذكرى 13 تشرين، لا بل ربما الاحق بالوقوف على منبر هذه الذكرى طالما ان الجبهة التي كانت بأمرته في ضهر الصوان رفضت، بعد تواصل مباشر بينه وبين اميل لحود، بشكل مطلق دخول الجيش السوري الى هذه النقطة العسكرية. عمليا، افترض العديد من العونيين أنه سيكون هناك كلمة خاصة يلقيها العميد المتقاعد بسبب الرابط الوثيق ورمزية المناسبة بالنسبة اليه، لكن "جدول اعمال" الذكرى كان في مكان آخر تماما وفيه من الرسائل الرئاسية القدر الكافي الذي قد يحجب انتباه المعنيين الى "مغزى" أن يسرد روكز، لأول مرة بعد خلعه البزة العسكرية، تجربته الشخصية لهذه الحقبة المصيرية في تاريخ لبنان.

لكن المسألة لا تكمن فقط في الظهور على المنصات والمنابر. بصمت وكثير من الترقّب يواكب روكز مسار التطورات السياسية والرئاسية.

ويبدو جليا، وفق المقرّبين منه، أنه يملك قدرا كبيرا من البراغماتية التي تجعله ينظر الى الاحداث، حتى بعد إعلان الرئيس سعد الحريري تبنّي ترشيح ميشال عون للرئاسة، "بكثير من الواقعية على قاعدة ان إعلان الترشيح لا يعني حكما انتخاب "الجنرال" رئيساً، والمفاجأت قد تبقى قائمة حتى اللحظة الاخيرة.

لم يسبق إن أعلن روكز جهارا تأييده لوصول رئيس تكتل التغيير والاصلاح الى قصر بعبدا، لكنه بالطبع يعتبره مستحقا لهذا الموقع، ويرى ان وصوله يكرّس، لاول مرّة بعد الطائف، واقع ان يأتي رئيس قوي الى قصر بعبدا وليس "رئيس لا طعم له ولا رائحة"، والأهم "ان تكون انطلاقة العهد قوية وليس متعثرة".

واقعية روكز، كما يؤكد المحيطون به، تدفعه الى التسليم بأنه في مرحلة لاحقة حتّى لو أظهرت الوقائع ان سمير جعجع مثلا هو من ستظهره الارض قوياً مسيحياً فإن المسار نفسه يجب ان يطبّق على "أي مستحق".

يدرك روكز، وفق أوساطه، ان زيارة واحدة لعون الى عين التينة لن تكون كافية ليسمع "الجنرال" ما يحبّ أن يسمعه، لذلك فموقف بري، الذي يستهدف بشكل اكبر سعد الحريري وليس عون، يحتاج الى مزيد من الوقت ليصبح اكثر مرونة. وهنا يكمن دور "حزب الله". إما يفشل وإما ينجح. وفي أقصى الحالات قد ينزل بري والحزب الى الجلسة "متفاهمين على حدود الخلاف"، من دون ان يمنع ذلك انتخاب عون رئيسا للجمهورية.

هي البراغماتية نفسها التي تجعل فريق عمل روكز يتعاطى بشئ من الخفّة مع كل التسريبات التي تتسلّل من الكواليس السياسية بشأن تركيبة العهد المقبل: شامل روكز مكانه محفوظ في وزارة الدفاع، جبران باسيل لن يكون اصلا ضمن التركيبة الحكومية ليس لتفرّغه فقط لشؤون رئاسة "التيار الوطني الحر" بل لأنه سيكون "رئيس الظل" في العهد الرئاسي الجديد!

لا يبدو روكز معنيا بهذا النوع من الاستنتاجات المترافقة مع ارتفاع بورصة انتخاب رئيس الجمهورية نهاية الشهر. الرجل أمضى مؤخرا 18 يوما متنقلا بين عدد من الولايات الاميركية وعاد بذخيرة من اللقاءات "المشجّعة جدا"، كما يقول المحيطون به. وهو اليوم يتحضّر الشهر المقبل لزيارة لندن على مدى أسبوع بعد دعوة من الجالية اللبنانية هناك.

مكتبه لا يخلو يوميا من الزوار ومشاركته ثابتة في سباقات الركض وهو مسرور بانتقال "العدوى" الى العديد من السياسيين، كما ان التحضير للانتخابات النيابية يشكّل جزءا اساس من "ماراتون" يومياته. هكذا لا يبدو ان "السَكرة" الرئاسية التي اجتاحت البعض قد أثّرت على جدول أعماله.

المقرّبون من روكز يجزمون بأن الرجل يعمل بتأن ليكون في صلب المشهد السياسي المقبل، وبمطلق الاحوال لا تعنيه التركيبات الوزارية غبّ الطلب قبل اتضاح وجهة التسوية وضماناتها وثباتها.

بالرغم من المسافات السياسية التي باتت تباعد بين الرابية والنائب سليمان فرنجية لم تتأثّر علاقة قائد فوج المغاوير السابق مع زعيم زغرتا. صحيح ان لا لقاءات علنية بين الرجلين، لكن المطّلعين على مسار العلاقة الثنائية يجزمون بأن روكز يتعاطى مع كل من وضعتهم الرئاسة في خانة الخصومة مع عون، بكثير من العقلانية السياسية التي تبقي جسور التواصل قائمة مع الجميع، خصوصا ان ثمّة من محيط فرنجية من ينظر الى روكز "نظرة احترام لشخصه وأسلوب عمله ومقاربته الهادئة لكافة الملفات من دون "تخبيص".

وروكز لا يزال الصامت الاكبر اليوم بشأن دوره المستقبلي إن حيال موقعه المفترض في وراثة جزء من "التيار البرتقالي" أو حيال شاغل كرسيّ رئاسة تكتل التغيير والاصلاح بعد انتخاب عون رئيسا، وايضا حيال موقفه من حركة الاعتراض الحزبية داخل "التيار". في كل مجالسه الخاصة لا يفتح روكز مجالا للنقاش بشأن هذه الاستحقاقات. أما المحيطون به فيقولون "بعد بكير على هذه الامور..."

 

كيف ترعى إيران إرهابَين؟

وحيد عبد المجيد/الإتحاد/27 تشرين الأول/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/10/26/%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%8A%D8%AF-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%AA%D8%B1%D8%B9%D9%89-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8E%D9%8A/

اتُّهمت إيران برعاية الإرهاب قبل أن تصبح الدولة الأكثر دعماً له. وأُسقط عنها هذا الاتهام فعلياً حين حققت نقلة نوعية في سياسة رعاية الإرهاب بعد أن تمكنت من الجمع بين دعم إرهابَين مختلفين بل متناقضين في خلفياتهما ومرجعياتهما. وليست هذه إلا إحدى مفارقات سياسة الولايات المتحدة ودول أوروبية كبرى في الشرق الأوسط. فعندما تغيرت مصالح واشنطن في المنطقة، قادت مفاوضات لإبرام اتفاق نووي يكافئ إيران ضمنياً. وتجاهل من أقبلوا على طهران في العامين الأخيرين أنها تتبنى إرهاباً ذا مرجعية شيعية يخضع لتوجيه «الحرس الثوري»، وتقدم دعماً لوجيستياً في الوقت نفسه لتنظيم «القاعدة» ومجموعات إرهابية أخرى مرتبطة به، وتوظّف ممارسات تنظيم «داعش» لدعم هيمنتها على العراق ونفوذها في سوريا على نحو يطرح سؤالاً جدياً عما إذا كان الأمر يقتصر على هذا التوظيف. وأدى تجاهل الولايات المتحدة ودول غربية هذا كله إلى دعم قدرة إيران على توظيف الإرهاب الذي يتشح برداء إسلامي سُني بريء منه، في الوقت الذي تتبنى إرهاباً آخر مرجعيته إسلامية شيعية. فقد أصبح واضحاً في العامين الأخيرين بصفة خاصة المدى الذي بلغه اعتماد إيران في مشروعها الإقليمي على ميليشيات مسلحة شيعية تمارس الإرهاب. وباتت معروفة قصة هذه الميليشيات التي أشرف «الحرس الثوري» على تأسيس بعضها في العراق، ودرَّب وسلَّح وموَّل غيرها، ثم جمعها في إطار ما يُطلق عليه «الحشد الشعبي». ولا يخشى داعمو هذه الميليشيات في إيران توسع نشاطها في المنطقة، فالمصالح التي دفعت واشنطن وعواصم غربية لأن تغمض عينيها عن إرهاب هذه الميليشيات في العراق ما زالت مستمرة. وروسيا، على الجانب الآخر، تجمعها وإيران أهداف مشتركة صارت هذه الميليشيات إحدى وسائل تحقيقها في سوريا. ولذلك يواجه من يقدمون أدلة على إرهاب ميليشيات «الحشد الشعبي» حالة دولية تحول دون إدانة هذا الإرهاب، في الوقت الذي تلتزم فيه القوى الكبرى الصمت إزاء علاقة إيران بالإرهاب الآخر الذي تحارب هذه القوى نفسها بعض تنظيماته.

فقد أبدت واشنطن لا مبالاة تجاه المعلومات التي باتت مؤكدة عن العلاقة بين إيران وتنظيم «القاعدة» على رغم أن جهاز استخباراتها المركزي «سي. آي. إيه» هو الذي يقدم آخر هذه المعلومات تباعاً منذ مارس الماضي من واقع أوراق أسامة بن لادن التي ضُبطت خلال عملية اغتياله في «أبوت آباد» الباكستانية في مايو 2011. يحوي بعض هذه الأوراق خطابات تثبت وجود علاقة قوية قديمة ومستمرة بين إيران و«القاعدة»، ويفيد بعضها الآخر أن هذه العلاقة تشمل تأمين ملاذات لبعض قادة «القاعدة» وكوادرها في فترات معينة كانوا مطاردين فيها، والزعم بأنهم معتقلون حين تتسرب أنباء عن وجودهم على أرضها، ولكن هؤلاء الذين قيل إنهم اعتُقلوا غادروا إيران بعد ذلك، وواصلوا نشاطهم الإرهابي.

ويعني ذلك أن العلاقة بين إيران و«القاعدة» صارت ثابتة بأدلة كافية، بعد أن كان الاعتقاد في وجودها معتمداً على استنتاجات منذ أن كُشف النقاب عن انزعاج بن لادن والظواهري من إقدام فرع «القاعدة» في العراق عقب تأسيسه بقيادة الزرقاوي على مهاجمة أهداف شيعية.

ولا يثير ذلك استغراباً لأن مشروع إيران الإقليمي يفوق قدراتها ويدفعها إلى توظيف كل ورقة تستطيع استخدامها لخدمة أهداف هذا المشروع. ورغم أنه ليس هناك ما يثبت أن لها علاقة مع «داعش» أيضاً، فقد وظَّفت ممارساته الدموية وصورته المخيفة لتبرير صنع ميليشيات شيعية إرهابية ودعمها، وإحياء حليفها المفضَّل في سوريا وتعويمه دولياً، فضلاً عن إلحاق ضرر جسيم بالمكون الإسلامي السُّني في العراق. ولذلك ربما يُثار لاحقاً سؤال مؤجل حتى الآن عن تفسير انسحاب القوات العراقية من الموصل في صيف 2014 فيما بدا كأنه تسليم المدينة لتنظيم «داعش». والسؤال هو: هل حدث ذلك عمداً بفعل النفوذ الإيراني القوي في المؤسسات الأمنية الرسمية لدفع آية الله السيستاني إلى إصدار فتوى «الجهاد الكفائي» التي بررت صعود الميليشيات الشيعية من تحت السطح وتصدرها المشهد الميداني، وتولي الجنرال قاسم سليماني القيادة الفعلية للعمليات في العراق؟

وأياً تكون الإجابة التي ستظهر يوماً ما، فالحاصل أنه ما كان لإيران أن تجمع بين رعاية إرهابَين مختلفين على هذا النحو، واللعب بأوراق تبدو متناقضة، إلا لأن القوى الدولية الكبرى تكيل بمكيالين أو أكثر في مجال الإرهاب.

 

اليمن والكوليرا في زمن الحرب

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/16

الإنذارات الدولية، ومنها منظمة الصحة العالمية، بظهور حالات من مرض الكوليرا لا نستطيع تجاهلها أو التقليل من خطرها، فاليمن يعيش أسوأ أزماته في نصف قرن. ويقول ممثل «اليونيسيف» في اليمن، إنه سبق للمنظمة الدولية أن رصدت، وحذرت، من خطر المجاعة حتى قبل أن تكون هناك حرب في البلاد. كما سبق أن حذرت المنظمات الدولية من مخاطر مجاعة مقبلة وظهور الأوبئة، نتيجة انقطاع مصادر المياه الصالحة للاستخدام الآدمي. الوضع في اليمن سابقًا كان سيئًا، والوضع اليوم كارثي. وبسقوط العاصمة صنعاء، واستيلاء الميليشيات عليها، سقطت الدولة، ولم يعد يوجد هناك نظام إداري يمكن الاعتماد عليه من قبل المنظمات الدولية، وذلك للاطلاع على الأحوال الإنسانية، وإيصال المساعدات الغذائية والطبية.

رصد ظهور حالات من الكوليرا يفرض تحركًا جماعيًا لوقف المرض حتى لا يصبح وباءً يهدد سلامة ملايين السكان، وينتشر بشكل ستعجز المنظمات الدولية عن مواجهته لاحقًا.

ظهور حالات إصابة بمرض الكوليرا، وغيره من الأمراض الخطيرة، هو نتيجة للظروف اللاإنسانية التي يعيشها الإنسان اليمني في ظل الحرب القائمة، وقبلها بسبب القصور في الخدمات الطبية والخدمية السيئة في عهد حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي أمضى نحو أربعة عقود في الحكم، ولم يطور بنية تحتية للبلاد. في عهده عاش اليمن على مساعدات الحكومات، وعلى أريحية المنظمات المختلفة التي تزور سنويًا لتقديم اللقاحات والمستشفيات المتنقلة. مع نشوب الحرب صار الوضع أكثر صعوبة، خصوصا في المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون، وتحديدًا جماعة الحوثي التي تمنع المنظمات الإغاثية من زيارة المناطق المنكوبة وإيصال المعونات إليها. أما المناطق التي تقع تحت إدارة الحكومة الشرعية، أكثر من ثلث البلاد، فالوضع فيها أقل حرجًا نتيجة للخدمات التطبيبية والإغاثية المكثفة التي تواصل تقديمها حكومتا السعودية والإمارات.

ما الذي يمكن فعله من أجل ملايين اليمنيين المنقطعين عن العالم، في مناطق تسيطر عليها ميليشيات الحوثي والرئيس السابق صالح، ومناطق النزاع؟ بكل أسف، لا توجد خيارات مباشرة كثيرة لإيصال فرق طبية أو إعاشية، وقد يكون الأفضل إحالة نشاط المؤسسات الإغاثية إلى المنظمات التابعة للأمم المتحدة، والأخرى العالمية التي يمكن أن تكون مقبولة للطرفين. وما دامت أنها عمليات إغاثية إنسانية، سواء غذائية أو علاجية، فإن ذلك لن يكون محل التمييز من قبل المانحين، وإن كنّا ندرك أنها لن تكون بالمهمة السهلة. ووفق رواية أحد المتعاطين مع الشأن العسكري على الأرض، يقول إن جماعة الحوثي، تحديدًا، طالما منعت قوافل الإغاثة الآتية من الخارج، ولا نستطيع أن نفعل شيئا حيالها. هل يستخدمها الحوثيون وسيلة للمساومة؟ سألته، قال: إنه لا يستطيع أن يفهم مبرراتهم، لأن المنع لا يفيدهم كثيرًا، حيث لا يوجد ما يساومون عليه، وأن هذا يختلف عن عمليات إطلاق تبادل الأسرى، التي تتم أيضًا بصعوبة. ويرى أن الحوثيين غير مبالين بمسائل توفير العلاج، وقد يعود ذلك لجهلهم بواجباتهم، حسب قوانين الاشتباك الدولية. وأوضح أن المناطق الأكثر حرجًا ومعاناة تلك المعادية للحوثيين ووقعت تحت سلطتهم، قال: إنهم يقومون بمعاقبتها بحرمانها من التواصل وتجويعها.

في كثير من المناطق المحرومة، نتيجة الحرب، وكذلك نتيجة للوضع الاقتصادي السيئ المستمر منذ سنوات، فإن اليمن يمر بمأساة إنسانية تكبر مع الوقت، وتتطلب من الجميع عدم التمييز في تقديم الواجبات الإنسانية، فاليمن شقيق وجار، ومسؤوليتنا تجاهه عظيمة، وتوجب علينا التحرك على مستوى الحكومات والشعوب من أجل إنقاذه. وحظ اليمنيين العاثر أنهم تخلصوا من نظام قديم جائر، ووقعوا في براثن ميليشيات بلا رحمة، وكل هذه الحرب العبثية كان يمكن تفاديها لو قبلوا بالنظام السياسي الذي وضعت قواعده الأمم المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، وكان يعطي الجميع حق المشاركة في الحكم، لكن بكل أسف نجح الرئيس المخلوع في تخريب النظام الجديد حتى يمنع أحدًا بعده من أن يحكم، وشاركه الحوثيون طمعًا منهم في مقاسمته السلطة. رغم هذا كله لا خيار لنا، وللعالم أجمع، سوى العمل معًا من أجل وقف المأساة، بتأمين المساعدة للملايين من اليمنيين الذين يتهددهم الجوع والمرض.

 

مهمة الإخوان الجديدة: الترويج لتركيا عاصمة للتمويل الإسلامي

العرب/27 تشرين الأول/16/دخل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحد أبرز الأذرع الدبلوماسية الإخوانية، على الخط للترويج لتركيا كعاصمة للتمويل الإسلامي، في مسعى مزدوج الأهداف، فهو من ناحية يدعم الاقتصاد التركي الذي يشهد تراجعا خطيرا، ومن ناحية أخرى يدعم الطموحات التركية الإسلامية في أن تحمل لقب “عاصمة إسلامية”، وهي لئن فشلت في أن تحقق هذا على مستوى السياسة، فإنها تعمل على تحقيقه في مجالات أخرى، ومن بينها البنوك الإسلامية، التي شهدت عمليات تحويل كبرى لأموال الجماعة الإخوانية، بعد تضييق الخناق على الجماعة في معاقلها ومراكزها الرئيسية.

إسطنبول – يسعى نظام حزب العدالة والتنمية، الحاكم في تركيا، إلى تحويل إسطنبول إلى عاصمة لكل ما يحمل صفة “إسلامي”، من السياسة إلى الاقتصاد والثقافة وشباب العالم الإسلامي، وحتى الموضة، مدعومة في ذلك بفتاوى وبيانات صادرة عن منظمات إسلامية دولية، من قبيل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ذراع التنظيم الدولي للإخوان.

وأحدث هذه الدعايات/المهمات التي ينكب على العمل عليها اتحاد الإخوان الترويج لتركيا كعاصمة للتمويل الإسلامي، مدعوما بوسائل الإعلام التركية، على غرار وكالة الأناضول، التي نشرت الأربعاء تقريرا يقول إن “تركيا مؤهلة لتصبح عاصمة التمويل الإسلامي”.

ودعمت التقرير بآراء خبيرين اقتصاديين، الأول علي القرة داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي قال إن “البيئة المناسبة للبنوك الإسلامية في العالم هي البيئة التركية”، والخبير الثاني هو شهاب العزعزي، رئيس المركز العالمي للاقتصاد الإسلامي في بريطانيا، الذي قال إن “تركيا مهيأة لأن تكون عاصمة للتمويل الإسلامي، وهي أفضل من الدول الأخرى في توفير البنية التحتية لهذا النوع من الاقتصاد”.

ويضع الخبراء والمتابعون للشأن التركي هذه الدعاية ضمن مساعي الإخوان لنصرة النظام التركي، الذي يقوده حزب العدالة والتنمية، ويترأّسه رجب طيب أردوغان، في ظلّ الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وتحول الاقتصاد من رمز نجاح العدالة والتنمية خلال السنوات العشر السابقة، إلى أحد أبرز أسباب فشله وتراجعه، خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

شهاب العزعزي: تركيا تعتمد على نظام إسلامي متكامل كالتمويل والتكافل الإسلاميين

وهذه ليست المرة الأولى التي يروج فيها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ومنظمات منضوية تحت لواء جماعة الإخوان، لدعم الاقتصاد التركي، فقد سبق أن أصدر في مناسبات عديدة، من بينها أزمة السنة الماضية بين تركيا وروسيا، عدة بيانات وفتاوى تحض على وجوب دعم اقتصاد تركيا بكل الوسائل المتاحة.

تجهيز الأرضية

بعد أن فشلت مساع في تنصيب تركيا عاصمة الإسلام السياسي، تحولت الوجهة لدعم تنصيبها عاصمة للاقتصاد الإسلامي. وسبق هذا الدعم تحضير الأرضية الملائمة عبر سن مجموعة من القوانين التي تشجّع على إنشاء المصارف الإسلامية، وهو برنامج لئن انطلق مع وصول العدالة والتنمية للحكم في 2002، فإنه شهد ذروته العام الماضي، مع افتتاح الفرع الإسلامي من بنك الزراعة بمدينة إسطنبول، كأول فرع لبنك حكومي إسلامي في تاريخ البلاد. ويعمل البنك أساسا بنظام الفائدة، لكن بعد ازدياد أعداد المستثمرين العرب في تركيا، استشعرت الحكومة ضرورة وجود فروع إسلامية للبنك، ولا تختلف الخدمات التي يقوم البنك بتقديمها عن “بنك البركة” و”كويت ترك” بشكل كبير. وفي مايو الماضي وصل الرصيد المالي لدى “بنك زراعة كلتم” إلى نحو 747 مليون ليرة تركية (250 مليون دولار)، ويعمل البنك في 23 مدينة تركية. لكن أثار إعلان تأسيس هذا المصرف الإسلامي انتقادات معارضي امتلاك الحكومة لبنك إسلامي وكذلك انتقادات من بعض الإسلاميين الذين يشككون في أن يكون البنك إسلاميا فعلا، خاصة أنه سيتأسس بأموال تأتي من خزينة البنك الأم الذي لا يعتبر بنكا إسلاميا. وقد قال المسؤولون الأتراك حينها إن هذه الخطوة تعد الأولى نحو تحقيق هدف تحويل إسطنبول إلى مركز مالي دولي لقطاع التمويل الإسلامي.

وروّجوا حينها فكرة أن البنوك الإسلامية أثبتت أنها أقل البنوك تأثرا وضررا في العالم، بعد الأزمة المالية العالمية عام 2007، لأنها لا تعتمد على الفائدة أو المنتجات المستقبلية. ودعم هذه الحجة القرة داغي، في تصريحاته للأناضول، والتي قال فيها إن “المصارف الإسلامية أثبتت خلال الـ40 سنة الماضية، قدرتها على التطور والنماء، وعلى أن تكون بعيدة إلى حد كبير عن الاهتزازات والأزمات التي أصابت الاقتصاد الرأسمالي”. وتستحوذ خمسة مصارف إسلامية على قطاع التمويل الإسلامي في تركيا، وهي كويت ترك، والبركة وتركيا فاينانس، والبنكان الحكوميان الزراعة ووقف؛ وهي من بين 52 مصرفا تعمل في تركيا و تتوزع بين 3 بنوك حكومية، و10 خاصة، و21 بنكا أجنبيّا، و13 مصرفا استثماريا. وبدأ بنك وقف (حكومي) بفتح نوافذ إسلامية له في فبراير الماضي، برأس مال قدره 825 مليون ليرة تركية (277 مليون دولار)، بعد أن قامت الحكومة التركية بإعطاء التعليمات اللازمة لفتح فروع إسلامية تابعة له، فيما تأسس البنك عام 1954.

وتأسس بنك تركيا فاينانس عام 2005 (برز البنك من خلال اندماج مصرفي “فاميلي” و”الأناضول” عام 2005). وبلغ الرصيد المالي في العام الماضي نحو 2600 مليون ليرة تركية (873 مليون دولار)، ويملك البنك 265 فرعا موزعةً على المحافظات التركية.

وبحسب اتحاد البنوك الإسلامية في تركيا، شكل مجموع الأصول في المصارف الإسلامية نحو 5.10 بالمئة، من نسبة جميع البنوك في البلاد خلال الشهور الثمانية الأولى من العام الجاري، مقارنة مع أقل من 4.5 بالمئة العام الماضي.

نظام متكامل

لفت شهاب العزعزي إلى أن “تركيا تعتمد على نظام إسلامي متكامل، كالتمويل والتكافل الإسلاميين، والأوقاف والزكاة والعمل الخيري، والسياحة والمنتجات الحلال”. التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين ينقل أموالا تابعة له من أرصدته في بنوك أوروبية إلى المصارف التركية

لكنه دعا إلى ضرورة تعديل بعض القوانين في تركيا، “لتكون أكثر مرونة ووضوحاً لدعم مسيرة الاقتصاد الإسلامي، وتوفير قسم مستقل في البنك المركزي التركي، تكون له استقلالية في تطبيق الإشراف على البنوك الإسلامية”. وبلغت أرباح البنوك الإسلامية في تركيا، خلال الأشهر الثمانية الأولى للعام الجاري، 759 مليون ليرة تركية (246 مليون دولار أميركي)، بحسب اتحاد البنوك الإسلامية، فيما سجل القطاع المصرفي التركي ككل أرباحا قيمتها 26 مليار ليرة (8.45 مليار دولار) خلال الفترة ذاتها، وتشكل نسبة الأرباح من البنوك الإسلامية نحو 2.9 بالمئة. ونمت أصول المصارف الإسلامية في تركيا بنسبة 15.3 بالمئة العام الماضي 2015، لتصل إلى 120 مليار ليرة تركية (39.036 مليار دولار). وبتتبع التقارير المالية والإعلامية، الصادرة في السنوات الأخيرة، يقول الخبراء إن جزءا هاما من هذه الأرقام سببه الدعم الذي حصلت عليه البنوك التركية الإسلامية من خلال ضخ الإخوان لأموالهم في هذه البنوك؛ فمثلا تحدثت تقارير صدرت في سنة 2014 عن أن تنظيم الإخوان الدولي نقل حوالي 165 مليار دولار من بريطانيا إلى بنوك تركيا. وقد نقلت تلك التقارير عن حسين عبدالرحمن، القيادي الإخواني المنشق، أن “التنظيم الدولي لجماعة الإخوان نقل أموالا تابعة له في البنوك البريطانية، وتقدر بحوالي نحو 165 مليار دولار، إلى تركيا، لتفويت الفرصة على الحكومة البريطانية، لتجميد تلك الأموال على اعتبار أنها تستخدم لتمويل أنشطة إرهابية”. وذهبت تقارير أخرى إلى حد القول إن هذه البنوك، التي تسيطر الحكومة على أغلبها وأكبرها، تساعد على تسهيل المعاملات في عمليات مشبوهة، وقد تحدث عن ذلك آيدوغان فاتانداش، المتخصص فى الشؤون التركية والأميركية، والمقيم في الولايات المتحدة الأميركية، في تقارير إعلامية، جاء فيها أن “تركيا تقوم بدعم تنظيم داعش بالسلاح عن طريق إرسالها إمدادات مالية عبر حساباتها المختلفة في بنوك البركة والزراعة والوقف”.

 

إعادة الصدر إلى بيت الطاعة.. الهلال الشيعي يتقدم

هارون محمد/العرب/27 تشرين الأول/16

كان متوقعا أن يهرع قادة الميليشيات الشيعية التابعة إلى فيلق قدس والحرس الإيراني إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ومصالحته برضاه أو بالقوة، بعد أن أطلق صيحته عاليا “لا للحشد الشعبي في الموصل” بما تحمله من دلالات سياسية، أولها تشجيع حكومة حيدر العبادي على حظـر مشاركة قوات الحشـد في معـركة تحرير المدينة المحتلة من تنظيم داعش منذ 28 شهرا، وثانيها تؤشر إلى وجود خلل هيكلي وعقـائدي في تشكيلة التحالف الوطني الذي لا يحبذ الصدريون الذوبان فيـه، وخشيتهم من احتـواء أو ابتـلاع تيارهم من قبل حزب الدعوة ورئيسه نوري المالكي الذي لا يُخفي تطلعه ليكون الزعيم السياسي الأوحد للشيعة في العـراق، ولا ينكر عـزمه في العودة إلى رئاسة الحكومة لولاية ثالثة، وهو مازال يعتقد أنها سلبت منه دون وجه حق.

وفي رأي مكونات التحالف الوطني وميليشيات الحشد التي باتت ذراعه العسكرية، أن صدور تصريح واضح وصريح من زعيم طرف شيعي له حضوره في الساحة السياسية مثل الصدر، بالاعتراض على مشاركة الحشد في معركة الموصل، مسألة خطيرة من شأنها تقويض المشروع الإيراني الذي تدعمه روسيا، ويتطلع إليه النظام السوري في وصل الموصل وخاصة مناطقها الغربية والشمالية (البعاج وسنجار وتلعفر وربيعة) بالأراضي السورية الشرقية (القامشلي والحسكة والرقة ودير الزور)، وصولا إلى حلب التي باتت تشكل عنوانا لصراع الإرادات الدولية في المرحلة الراهنة، وفي حال نجاح الإيرانيين والروس في حسم معركتهم لصالح بشار الأسد، فإن المشكلة السورية قد تعود إلى مربعها الأول، ولا يضير النظام الحاكم بقاء جيوب معارضة هنا وهناك ستتقاتل في ما بينها لاحقا، فالمهم لدمشق وطهران وموسكو أن تعود المدينة السورية الثانية بعد العاصمة والعاصمة وعصب الاقتصاد الأولى، إلى حاضنة النظام، ويخضع الخط التاريخي الاستراتيجي “الموصل – حلب” للهيمنة الإيرانية ويمهّد لها المباشرة في تشكيل الهلال الشيعي الذي حذر منه العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين مبكرا، ولم ينتبه إليه مع الأسف أغلب القادة العرب.

ولاحظوا ثمة معطيات سياسية تدخل في إطار هذا المشروع وتتداخل في التهيئة له، أبرزها اعتراف القائد الميداني لقوات الحشد الشيعي أبومهدي المهندس بأن قواته ستشارك في معركة الموصل عبر الانتشار ومسك الأرض في القاطع الغربي من محافظة نينوى وتتمركز في قضاء تلعفر الذي تعتبره الميليشيات مدينة شيعية، رغم أن الشيعة وأغلبهم من التركمان لا يشكلون غير عشرة بالمئة من سكانها، وإعلان الروس بأن قواتهم البرية والجوية ستضرب بقوة مسلحي داعش عند انسحابهم أو فرارهم من الموصل باتجاه سوريا، وهذا يعني في المحصلة عزل الموصل وأكثر سكانها من العرب وتطويقها بحزام تحكمه قوات الحشد والشرطة الاتحادية وهي وحدات ميليشاوية من الغرب والجنوب، في حين تنتشر على تخومها الشمالية والشرقية قوات البيشمركة الكردية، مما يؤدي إلى تفتيت النسيج الاجتماعي في محافظة نينوى وغالبيته من السـّـنة، والأخطر من ذلك هو تحويل غربي العراق إلى منطقة نفوذ إيرانية تشكل البداية لتطبيق خارطة الهلال الشيعي ميدانيا، يرافقها منع النازحين العرب من العودة إلى ديارهم في الموصل والأقضية والنواحي التابعة لها. وفي هذا السياق أيضا تأتي دعوة الحكومة العراقية إلى سحب قوات الأمن والشرطة التي أرسلتها للتدريب في الأردن، رغم أن دول حلف الناتو الأوروبية هي من تدفع رواتب أفرادها ومستلزمات تدريبهم، في خطوة طائفية الأغراض لا تحتاج إلى تفسير. وعندما حذرنا في الكثير من المقالات والوقفات التلفزيونية من خطورة تشييع محافظة ديالى وهيمنة الميليشيات الشيعية عليها واتخاذ الجنرال الإيراني قاسم سليماني مقر عملياته العسكرية فيها، (معسكر أشرف) بعد إخلائه من مجاهدي خلق، فإننا لم نكن نضرب في الرمل ولم نبالغ في التحذير، لأن الوقائع السياسية والميدانية كانت واضحة في ربط ديالى مع سامراء وآمرلي وطوز خورماتو في محافظة صلاح الدين، وصولا إلى تلعفر وغربي الموصل، وهو ما يشكل الجناح الشرقي للهلال الشيعي، في حين يكمل النظام العلوي في سوريا وحزب الله اللبناني جناحه الغـربي، وبذلك تكون إيران خامنئي قد حققت حلمها الإمبراطوري في تهشيم رأس العراق الذي تمثله الموصل والوصول إلى البحر المتوسط والتحكم فيه، مع ما يصاحب ذلك من تقزيم لدور تركيا وتهديد أمنها الجنوبي.

وكان من الطبيعي أن يتعثر مشروع الهلال الشيعي أو يواجه التشكيك في شرعيته المذهبية في حال بقاء التيار الصدري خارجه. ومثل هذا الخلل لم يغب عن أذهان الإيرانيين الذين أمروا، منشقين من التيار أمثال زعيم ميليشيا العصائب قيس الخزعلي وقائد ميليشيا النجباء أكرم الكعبي، ومعادين له مثل رئيس ديوان الوقف الشيعي سامي المسعودي، ومتحفظين عليه يتقدمهم هادي العامري وأبومهدي المهندس، بمصالحة مقتدى الصدر وجر رجله ليكون جزءا من المشروع، وكانت بداية التحرك عليه إجباره على تحويل متظاهريه من ساحة الساعة، حيث مقر مجلس القضاء الأعلى للتنديد بفساد محاكمه وإدانة رئيسه مدحت المحمود، إلى مبنى السفارة التركية والمطالبة بطرد سفيرها من العراق.ولاحظوا الإرادة الإيرانية كيف تفعل فعلها في تصريحات الخزعلي الذي قال فيها إن الصدر “رمز وطني كبير” وشطب على كل مقولاته التي كانت تصف مقتدى بالدكتاتورِ والخارج على العقيدة، ويبدو أن الصدر من جانبه صفح عنه لترضية الإيرانيين وهو الذي كان يصفه طيلة السنوات السابقة بالمرتد والمنافق. انتظروا مصالحة جديدة في الطريق بين مقتدى الصدر ونوري المالكي، فالأحزاب والكتل والميليشيات الشيعية في العراق تتوحد وتنسى خلافاتها الفرعية، إذا كانت القبضـة الإيرانية تـريد ذلك، والهـلال الشيعي قادم يُسرع في خطاه رغم أنف العرب.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

جنبلاط عبر تويتر: رحل عنا اغلى الرجال المقدم شريف فياض

الأربعاء 26 تشرين الأول 2016/وطنية - غرد رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط عبر حسابه على تويتر قائلا :"لقد رحل عنا اغلى الرجال واشرف من رافقتهم في مسيرة حياتي السياسية والحزبية والشخصية لقد فارقنا الى دار الحق المقدم شريف فياض".

 

جنبلاط تلقى برقيات تعزية بفياض

الأربعاء 26 تشرين الأول 2016 /وطنية - تلقى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط سلسلة اتصالات تعزية بوفاة أمين السر العام السابق في الحزب التقدمي الإشتراكي المقدم شريف فياض أبرزها من رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، النائب السابق الدكتور غطاس خوري والدكتور بيار أبو خليل. كما تلقى إتصالا من مدير العام السابق للأمن العام جميل السيد معزيا ومعبرا عن مواساته وتأثره ومثنيا على مناقبية المقدم فياض. كما تلقى جنبلاط وقيادة الحزب التقدمي الإشتراكي سلسلة برقيات تعزية للغاية ذاتها.

 

المشنوق التقى مفوض الشرطة الأسترالية: النصاب الدستوري سيكتمل قريبا

الأربعاء 26 تشرين الأول 2016/وطنية - إستقبل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مفوض الشرطة الأسترالية أندرو كولفين، الذي استمع إلى وجهة نظر الوزير حول التحديات التي يواجهها لبنان وتصوره لمستقبل الوضع في المنطقة.

كولفين

وأعرب كولفين للمشنوق عن "تقدير الحكومة الأسترالية لقدرات الاجهزة الأمنية اللبنانية ودورها الفعال". وحيا الوزير على "جهوده في تعزيز التنسيق بين مختلف الأجهزة اللبنانية والجيش اللبناني"، متمنيا عليه "تعزيز التنسيق بين مختلف الأجهزة اللبنانية والأجهزة الأمنية الأسترالية، خصوصا على صعيد الجريمة المنظمة ومكافحة الإرهاب".

المشنوق

من جهته، شكر المشنوق ضيفه على "دعم بلاده الأجهزة اللبنانية"، معتبرا أن "لا دول قريبة أو بعيدة من الإرهاب، الذي جعل من العالم قرية صغيرة، وبمعزل عن الموقع الجغرافي، قريبا كان أو بعيدا من الأماكن الساخنة، على الجميع العمل يدا واحدة والتضامن لمواجهة التحديات الأمنية".

وشدد على أن "اكتمال النصاب الدستوري في لبنان سيحدث قريبا جدا، وستكون فرصة لإعادة انتظام العمل في المؤسسات الدستورية كافة، تنفيذية وتشريعة، ما سيعطي دعما وزخما للمؤسسات الأمنية في ممارسة مهامها".كما تناول البحث أزمة النازحين السوريين وتداعياتها داخل لبنان، فجدد المشنوق "التأكيد أن الأمور تحت السيطرة"، محذرا من "أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر على هذه الحال، إذا ظل المجتمع الدولي منكفئا عن تقديم مساعدات جدية وفاعلة للحكومة اللبنانية وأجهزتها".

وتم تبادل الدروع التقديرية بين الوزير المشنوق والمفوض كولفين.

 

وزير الاعلام عاد الى بيروت اتيا من باريس

الأربعاء 26 تشرين الأول 2016 Lوطنية - عاد الى بيروت مساء اليوم، وزير الاعلام رمزي جريج آتيا من فرنسا، بعدما كان قد تعرض لوعكة صحية اثناء وجوده في باريس.

 

لقاء طرابلسي داعم لتبني الحريري ترشيح عون

علوش: الحريري اختار جراحة الحد من الخسائر لإعادة تركيز أركان الدولة

الأربعاء 26 تشرين الأول 2016 /وطنية - عقد لقاء طرابلسي، في مقر جمعية "النور للعمل الانمائي" في طرابلس، بدعوة من رئيسها هيثم مبيض، "دعما لمواقف الرئيس سعد الحريري وتبنيه ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، حضره عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" الدكتور مصطفى علوش، رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا في طرابلس الشيخ القاضي سمير كمال الدين، مستشار الرئيس الحريري الدكتور نادر الغزال، رئيس مجلس إدارة ومدير مستشفى عكار الحكومي المهندس حسين المصري وفاعليات إقتصادية وتربوية وإحتماعية.

بيان

وتلا علوش بيانا باسم المجتمعين، جاء فيه: "عندما دخل رفيق الحريري عالم السياسة رسميا في لبنان، وتولى رئاسة الوزراء سنة 1992، كان يعرف جسامة المهمة التي رميت على كتفيه، لا بل أنه سعى بنفسه لتلقف كرة النار المسماة الحكم في لبنان. ومع الوقت أدرك الرئيس الشهيد أن حجم الفخ الذي نصب له أكبر بكثير من توقعاته. لقد كانت المكائد والهواجس تحدق به من كل حدب وصوب، ومع ذلك لم ييأس يوما ولم يتوقف عن طرح الحلول واقتراح المبادرات".

أضاف: "حتى في أيام السوداء، بقي صابرا وواجه المفبركة بصلابة وحزم وهو خارج الحكم، مع أن التهديد وصل يومها إلى درجات شديدة الخطورة. ومع ذلك عاد رفيق الحريري إلى الحكم واخترع باريس 2 رغما عن المعطلين".

وتابع: "البقية معروفة بعد ذلك عندما عطلت كل مفاعيل باريس 2 بعد أن حوصر رفيق الحريري في حكومة لا يملك فيها القرار. يومها قال له بعضنا في اجتماع في قصر قريطم بأنه على دولته أن يقلب الطاولة والإستقالة من حكومة يتحمل هو اللوم لعجزها، فيما البلد يغرق وشلة التخريب تنسج المكيدة تلو الأخرى، ولا من يحاسبها أو حتى يعاتبها. بهدوء، ومن دون تردد، أجاب رفيق الحريري "استقالتي وحتى مغادرتي لبنان هي مطلبهم، أنا باق هنا ولن أترك البلد لهم ليهدموه، علينا الحد من أذاهم حتى تأتي اللحظة المناسبة ليستقر البلد ويصبح خارج قبضتهم".

وشدد علوش على ان "رفيق الحريري كان يعلم يومها بأن مجرد بقائه في لبنان، ولو خارج الحكم، مغامرة خطرة، وقد كان ربما الخيار المنطقي له بعد ان دخل عالم السياسة وسدت في وجهه السبل لتحقيق أهدافه، بأن يستقيل ويقلع في طائرته ليتمتع بثروته، وربما يضاعفها في الباقي من حياته. لكنه بعكس المنطق بقي ليطلق مبادرات جديدة خطرة كلفته بالنهاية يوم الرابع عشر من شباط!". وأشار الى أن " في الجراحة مبدأ حديث إسمه "جراحة الحد من الخسائر" وهي إجراءات تقنية جراحية مؤقتة يقوم بها الطبيب في حالات الخطر الشديد لمنع تفاقم الحالة ما يؤدي إلى وفاة المريض بشكل مؤكد، على أن يعود الجراح في اليوم التالي لإتمام عمله بعد أن تثبت حال المريض"، مؤكدا ان "سعد الحريري اليوم هو هذا الجراح الذي يشبه رفيق الحريري. لقد كان واضحا من خطاب تأييده انتخاب العماد ميشال عون رئيسا، بأنه يختار بين خيار قد يبقي البلاد على قيد الحياة بانتظار أن تمر العاصفة الإقليمية. وبين الإصرار على المكابرة وبالتالي الذهاب بالتأكيد إلى انهيار كامل للدولة. سعد الحريري اختار الحد من الخسائر". وأوضح ان "ما فعله سعد الحريري هو سعي لإعادة تركيز أركان الدولة من خلال المؤسسات الدستورية وذلك بغض النظر عن إسم الرئيس. الهدف هو أن نصل إلى مرحلة التسويات ولبنان قادر للتفاوض عن نفسه. أما في حال استمرار الفراغ، فإن من سيفاوض عن لبنان سيكون سلطة الأمر الواقع، اي "حزب الله"، وبالتالي فإن إيران الولي الفقيه ستصبح الوصية على البلد على الأرجح ضمن تفاهمات دولية لن تكون إسرائيل بعيدة عنها وذلك كما حدث عندما احتل حافظ الأسد لبنان سنة 1976 برعاية أميركية وتفهم إسرائيلي. كما أنه من الواجب في ظل مشروع تفكيك الدول العربية المجاورة والتخلي الدولي عنا وعن لبنان، حماية الوطن ومن يمثل".

وقال: "قد تكون الغوغاء أقوى إقناعا على المدى القصير من المنطق والكلام الرزين وقد تكون الشعبوية تنزل طربا في أذن الحشود للحظات، لكن رجل الدولة هو من يتخذ القرار المناسب للمصلحة العامة وإن كان قراره لا يطرب الكثير من الناس ولكن صداه يصل آذان الأكثرية الساحقة من المواطنين الساعين إلى الإستقرار والقابعين في بيوتهم يسهرون على رعاية عوائلهم وينتظرون الفرج". وتابع: "علينا الإعتراف بأن رافضي دعم ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية اليوم لديهم كل المنطق لدعم خيارهم، فهو جزء من حلف معاد لكل ما نؤمن به لبنانيا وإقليميا، وربما عالميا، وهو لم يسلفنا على مدى سنوات إلا الذكر السيء ولم نسمع منه إلا الكلام المر، ولكننا لم نقصر نحن في الرد على كل الأحوال. لكن بعد أن قال الرئيس سعد الحريري كلمته، وبعد أن سمعنا كامل الخطاب فقد كان لا بد من الوقوف والتفكير بما يريد أن يوصله للجميع، إن خط دفاع عن الدولة الآن هو بانتخاب رئيس لها، لأنه السبيل الوحيد لمواجهة حتمية ابتلاع البلد من قبل قوى الأمر الواقع". وختم علوش بالقول: "لا أظن أن أحدا بيننا قصر يوما أو تراجع عن المواجهة، ودعما لتلك المواجهة علينا الآن ومن دون تحفظ دعم جهود الرئيس سعد الحريري ومساندته. كما نطالب الرئيس العتيد ان يكون أبا صالحا وراعيا لجميع اللبنانيين".

 

خالد الضاهر: معركة الاثنين حاسمة والشغور الرئاسي دفع الحريري لترشيح عون

الأربعاء 26 تشرين الأول 2016 /وطنية - أوضح النائب خالد الضاهر، في حديث الى اذاعة "لبنان الحر"، ضمن برنامج "استجواب"، أن "استمرار الشغور الرئاسي هو الذي دفع الرئيس سعد الحريري لترشيح العماد ميشال عون للرئاسة". ورأى أن "هناك معركة انتخابية يوم الاثنين في ظل إصرار النائب سليمان فرنجية على الاستمرار في ترشحه، لكن نتيجة المعركة محسومة"، موضحا أن "النواب في تيار المستقبل الذين يعترضون على انتخاب العماد عون لن ينتخبوا سليمان فرنجية، وعددهم لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة. وقال: "أراهن على ان الاتصالات التي تتم مع الرئيس نبيه بري وبالتالي أرى أنه لن يكون في موقف يخالف نهجه المسؤول كراع للحوار"، معربا عن اعتقاده "أن جهود حزب الله وجهود العماد عون ستؤدي إلى نتائج ايجابية ولن يكون بري في موقع المعارضة". وأضاف: "بين فرنجية وعون، فإن العماد عون اولى وأقدر لمصلحة البلد بما يمثل، ويبدو ان النائب فرنجية كان المرشح الفعلي لحزب الله، وإلا ما تفسير ان يكون حلفاء الحزب ضد العماد عون، وهذا يؤكد أنهم لا يريدون أن يأتي عون قويا بل يريدون عهده ضعيفا". ورجح الضاهر ان "ينجح العماد عون في الدورة الأولى ويحصد نحو 85 صوتا"، معربا عن اعتقاده ب"أن النائب وليد جنبلاط سيخرج بموقف صريح ولن يقسم أصوات كتلته".

وشدد على أن "أي تأخير في انتخاب رئيس للجمهورية هو محاولة لضرب الإستحقاق"، وقال: "إذا دعم النائب وليد جنبلاط العماد عون سيحصل على 85 صوتا من الدورة الأولى، وسيكون كالمايسترو يوازن بين الأفرقاء". أضاف: "عون لن يقبل بالتكبيل وإلا لما رفض مسألة السلة"، مشددا على أن "الحصة المسيحية في الحكومة ستوزع بين التيار والقوات اللبنانية والفرقاء المسيحيين الذين سيصوتون لعون". وإذ لفت إلى أن "التضحية هي من جهة فريقنا بقبوله حكومة تضم حزب الله لا سيما أنه حزب مصنف إرهابيا"، وأشار إلى أن "هناك مشروعا فارسيا يمثله حزب الله لأخذ لبنان فريسة وإلحاقه بالمشروع الإيراني، فحزب الله محتاج لأن يكون في الحكومة ويريد الغطاء الشرعي عبر وجوده في السلطة".

 

السفير التركي بعد لقائه ابو فاعور: نأمل انتخاب رئيس في وقت قريب دون مزيد من التأخير

الأربعاء 26 تشرين الأول 2016 /وطنية - اوضح السفير التركي شغطاي إرجييس في تصريح، عقب لقائه مع وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور أن "البحث تناول العلاقات الثنائية، فضلا عن التطورات الأخيرة في لبنان والمنطقة"، وقال: "تطرقنا إلى الاستعدادات الجارية لافتتاح المستشفى التركي في صيدا، الذي تم انشاؤه بمساعدة الحكومة التركية منذ 6 سنوات. ونقلت الى معالي الوزير توقعاتنا بأن يتم افتتاح المستشفى قبل نهاية هذا العام من دون مزيد من التأخير، وشكرته للجهود التي يبذلها لتحقيق هذه الغاية". وردا على سؤال، قال: "إن تركيا تؤيد كل الجهود التي من شأنها أن تضع حدا لحال الجمود السياسي في لبنان. ومنذ البداية، تشجع تركيا على الحوار والتعاون بين جميع أصحاب المصلحة، وتأمل ايجاد حل على المستوى الوطني، ونحن نتابع عن كثب التطورات الأخيرة والزخم الجديد، ونأمل انتخاب رئيس في وقت قريب من دون مزيد من التأخير". وعن الموقف التركي من سوريا والعراق، قال إرجييس: "أعلن من قبل القيادة السياسية التركية مرات عدة أن ليس لتركيا مطالب أو طموحات إقليمية تجاه سوريا أو العراق، بل على العكس تماما، فتركيا تؤيد وحدة وسلامة سوريا والعراق، لكنها لا تريد أن يتم استخدام أراضي هاتين الدولتين من قبل الجماعات الإرهابية مثل داعش او حزب العمال الكردستاني أو حزب الاتحاد الديمقراطي ضد أمنها القومي". أضاف: "ستواصل تركيا استخدام حقوقها المنبثقة عن القانون الدولي، لا سيما الحق في الدفاع عن النفس بموجب ميثاق الأمم المتحدة من اجل اتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية مواطنيها وأمنها القومي".

وأشار السفير التركي في ما يتعلق بالاوضاع في العراق إلى تصريحات وزير الخارجية التركي الأخيرة، مشددا على "أهمية دعم تركيا لعملية الموصل ضد داعش"، معربا عن "مخاوف من احتمال نشوب صراع طائفي وتدفق جديد للاجئين إلى تركيا في حال سمح بتغيير ديموغرافي في الموصل"، وقال: "هذا مصدر قلق أمني كبير بالنسبة إلينا، إضافة إلى التهديد الأمني الذي يشكله حزب العمال الكردستاني على تركيا من الاراضي العراقية".

 

اجتماعات في نيويورك للمركز اللبناني للمعلومات ولقاء مع أمين سر دولة الفاتيكان

الأربعاء 26 تشرين الأول 2016 /وطنية - أجرى وفد "المركز اللبناني للمعلومات" في واشنطن برئاسة رئيس المركز، رئيس مقاطعة اميركا الشمالية في "القوات اللبنانية" الدكتور جوزف جبيلي، سلسلة اجتماعات في نيويورك شملت عددا من أعضاء وممثلي البعثات الديبلوماسية، ومسؤولين في مكتب الأمين العام للأمم المتحدة وآخرين في المنظمة الدولية معنيين بمتابعة شؤون لبنان والمنطقة، وتركزت هذه الاجتماعات على سلسلة من القضايا الدولية والإقليمية وخصوصا قضية اللاجئين السوريين وقضايا أخرى متصلة بالأوضاع في لبنان. وتوجت بعقد اجتماع موسع مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في مقر البعثة البابوية في نيويورك. وشكلت هذه الاجتماعات مناسبة عرض فيها وفد المركز آراءه وقدم توصياته في شأن هذه الموضوعات ذات الصلة، بما في ذلك النزاع السوري، اللاجئون السوريون، ودعم الأمن في لبنان ومراقبة الحدود، والفراغ الرئاسي، وتأثير الاضطرابات الإقليمية على كل من لبنان والولايات المتحدة.

ولهذه الغاية، عقد وفد المركز اللبناني اجتماعا مطولا في دائرة الأمم المتحدة للشؤون السياسية حيث مثل وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية السفير جيفري فيلتمان كلا من إروان بوشوس ومارتن ويليسش، وهما من مسؤولي قسم الشرق الأوسط وغرب آسيا في هذه الدائرة، إضافة إلى أوريلي بروست من مكتب المبعوث الخاص بشأن متابعة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1559. وتم خلال اللقاء البحث في الوضع السياسي والأمني العام في لبنان، وعلى وجه الخصوص التنفيذ الكامل لقراري مجلس الأمن 1701 و1559 من حيث صلتهما بنزع سلاح الميليشيات وتأمين الحدود.

وطالب وفد المركز اللبناني للمعلومات بأن "تحاسب إيران لجهة مسؤوليتها عن انتهاك قرارات مجلس الأمن في شأن لبنان، لأنه ما دامت حدود لبنان ليست آمنة تماما، فإن جماعات تستمر في زعزعة الاستقرار في هذا البلد، ولا سيما من حزب الله والمسلحين الجهاديين الذين يواصلون استخدام الحدود اللبنانية-السورية من أجل التأثير سلبا في مجريات الأوضاع في جميع أنحاء المنطقة".

وفي الوقت نفسه أعرب ممثلو الشؤون السياسية في الأمم المتحدة عن ارتياحهم الى "نشر الجيش اللبناني على طول الحدود الشرقية، وضبط الأمور على هذه الحدود والعمل على وقف استعمال هذا الممر الحيوي من المجموعات المسلحة غير الشرعية داخل لبنان وخارجه".

وشمل نشاط المركز عقد اجتماع مع مسؤول الشؤون السياسية في البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة ويليام واغنر، حيث جرى التركيز على مسألة الفراغ الرئاسي المستمر في لبنان، والذي جر البلاد نحو الانهيار الحكومي الكامل.

وهنا لفت جبيلي إلى "استمرار إيران عبر وكيلها في لبنان حزب الله في منع انتخاب رئيس للجمهورية، وفي هذا الإطار جدد المسؤولون الأميركيون التزامهم الأمن والاستقرار في لبنان، مشددين على أهمية استمرار عمل مؤسسات الدولة بشكل كامل.

وعقد الوفد اجتماعا مطولا مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ولا سيما مع السيدة باولا ايمرسونPoala Emerson ، التي ترأس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هذا المكتب ، ومع مسؤول القضايا الإنسانية سينا خابيربور Khabirpour Sina ، وفي هذا الاجتماع لفت وفد المركز إلى أن لبنان يستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري، بالإضافة إلى مئات الآلاف من اللاجئين من الأراضي الفلسطينية، والعراق، وغيرها من البلدان. من هنا أكد الوفد ضرورة أن تفي جميع الدول بتعهداتها بتقديم المساعدات الإنسانية إلى لبنان في المدى القريب، إضافة إلى العمل على وضع برامج إعادة توطين اللاجئين في عدد من الدول الإقليمية والدولية من أجل رفع العبء عن لبنان. وقد أبدى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية دعمه لهذه الإقتراحات ورحب بإجراء حوار إضافي مع المسؤولين اللبنانيين لضمان حياة كريمة مستقرة وآمنة للمجتمعات المضيفة في لبنان وللاجئين على حد سواء.

وعقد وفد المركز اللبناني للمعلومات أيضا إجتماعا مع نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، فيليب لازاريني Philip Lazarini ، حيث جرى التطرق إلى كافة جوانب أزمة اللاجئين السوريين في لبنان، ولا السياسية والأمنية والاقتصادية والسياسية، والاجتماعية، وتركز الحديث مجددا حول إمكانية عودة اللاجئين السوريين إلى المناطق الآمنة في سوريا، إضافة إلى إعادة تموضعهم في بلدان أخرى.

لقاء مطول مع أمين سر دولة الفاتيكان

واختتم وفد المركز اللبناني للمعلومات اجتماعاته في نيويورك بعقد لقاء إستمر لأكثر من ساعة ونصف الساعة في مقر بعثة الكرسي الرسولي في الأمم المتحدة مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين Pietro Parolinفي حضور السكرتير الأول في البعثة البابوية، المونسنيور سيمون قصاص، حيث جرى بحث التطورات في لبنان وسوريا وغيرها من القضايا الأقليمية، وقدم وفد المركز إلى أمين سر دولة الفاتيكان ورقتي عمل الأولى ركزت على أن حل مسألة المسيحيين في الشرق الأوسط يرتكز على ضرورة وجود دول ديمقراطية، تعددية قائمة على حقوق الإنسان، والمساواة في المواطنة، وسيادة القانون. والثانية تجديد مطالبة الفاتيكان بتحريك المبادرة التي يقودها لإنهاء أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان.  ووعد الكاردينال بارولين وفد المركز بمتابعة ما تضمنته ورقتا العمل، وشدد على أهمية لبنان باعتباره المعقل الأخير للمسيحية في الشرق الأوسط.

 

مؤتمر في معراب عن النفط نظريان: لاقرار مرسومي تحديد البلوكات ومسودة اتفاقية الاستكشاف جعجع:النفط املنا لاستنهاض البلد

الأربعاء 26 تشرين الأول 2016 /وطنية - نظم حزب "القوات اللبنانية" برعاية رئيس الحزب سمير جعجع وحضوره، مؤتمرا بعنوان: "تعزيز الشفافية في قطاع النفط والغاز في لبنان"، في المقر العام بمعراب، في حضور الرئيس ميشال سليمان ممثلا بوزيرة المهجرين أليس شبطيني، الرئيس سعد الحريري ممثلا بالنائب جمال الجراح، نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل ممثلا بالعميد فريد عواد، النائب العماد ميشال عون ممثلا بوزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، وزير العدل اشرف ريفي ممثلا بالقاضي محمد صعب، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ممثلا بمستشاره سيزار ابي خليل، وزير السياحة ميشال فرعون ممثلا بكابي قطيني، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ممثلا بمستشاره وليد كبي، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ممثلا بالدكتور محمد بصبوص، النواب: أمين وهبه، انطوان سعد، حكمت ديب، شانت جنجنيان، طوني ابو خاطر، فادي كرم، ناجي غاريوس، نعمة الله ابي نصر، وأمل ابو زيد، النائب طلال ارسلان ممثلا بجاد حيدر، الوزراء السابقين: ريا الحسن، سليم وردة، سليم جريصاتي، طوني كرم، نقولا الصحناوي، مروان شربل، منى عفيش، ويوسف سلامة، قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلا بالعميد فريد عواد، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص ممثلا بالعقيد ايلي كلاس، المدير العام لامن الدولة جورج قرعة ممثلا بالعميد ساسين مرعب، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلا بالعقيد روجيه صوما، مدير المخابرات كميل ضاهر ممثلا بالمقدم بيار بو عساف، وحشد من الفاعليات الديبلوماسية والاقتصادية والاعلامية.

كورسون

بعد النشيدين اللبناني والقواتي، كانت كلمة ترحيبية لمنظمة المؤتمر مايا سكر كورسون قالت فيها: "بكل عزم وتصميم، يتصدى حزب القوات اللبنانية تباعا، للقضايا والملفات التي تهم الوطن والمواطن، ليطال كل ما يتعلق بالشأن العام على غرار الحكومة الالكترونية وإعادة تحديد صلاحيات القضاء العسكري ومحاربة آفة المخدرات وغيرها من القضايا الملحة. واليوم، يندرج مؤتمرنا ضمن هذا الإطار، إذ يتناول مسألة تحصين القطاع النفطي الناشىء في لبنان، ولكن ليس من باب النزاعات البحرية القائمة ولا البلوكات النفطية المنوي التنقيب فيها، رغم أهميتهما، بل من باب تعزيز الشفافية والمساءلة في قطاع حساس يمثل مصلحة وطنية عليا".

أضافت: "إن غياب الحوكمة الرشيدة وازدياد مخاطر الفساد يهددان مؤسساتنا، ويدرك اللبنانيون أن الحاجة ملحة لإصلاح المنظومة الحكومية في بلادهم، ومدخل هذه الاصلاحات يكون في الاعتماد على الشفافية، ونقصد بها الوصول غير المقيد إلى معلومات آنية ومعطيات موثوق بها حول القرارات المتخذة والأداء التنفيذي. وفي المقابل، لا معنى للشفافية من دون مساءلة ومحاسبة. إن كلا الشرطين هو مطلب اساسي للوصول الى ادارة كفوءة ومنصفة في المؤسسات الحكومية، وبما أن المعطيات تشير إلى إحتمال كبير لوجود ثروة طبيعية في مياهنا وأرضنا، علينا أن نحرص جميعا، مسؤولين ومواطنين وأحزابا ومجتمعا مدنيا وإعلاما على هذه الثروة ونرعاها رعاية الأب الصالح، فلا تصب خيراتها في جيوب بعض النافذين على ما عهدناه في قطاعات اخرى، بل علينا تعزيز الشفافية في إدارة هذا القطاع ليستفيد من خيراته إقتصاد الوطن ومعيشة المواطنين - جميع المواطنين، فيكون "الذهب الأسود" أملا أبيض للأجيال المقبلة".

جعجع

ثم ألقى جعجع كلمة قال فيها: "نعيش أوقاتا تاريخية، ولو أنها ليست "على زوق" جميع الناس، فنحن منذ 40 عاما حتى اليوم تمكنا من القيام بأمور وفي بعض الأحيان فشلنا، ولا أخفيكم أمرا أننا اجتمعنا كثيرا داخل حزب القوات سواء على مستوى التكتل النيابي أو الهيئة التنفيذية أو المجلس المركزي، وفكرنا مليا بالموضوع، بحيث بدأنا بترشيحي أولا الى رئاسة الجمهورية، ثم الاعلان عن سحب ترشيحي، وصولا الى تأييد ترشيح النائب العماد ميشال عون. لقد كنا مضطرين لاتخاذ قرارات صعبة سواء على المستويين النفسي أو السياسي، فمن الناحية العملية كانت بحاجة الى عمليات جراحية، ولكننا عملنا بما يمليه علينا ضميرنا، واستطعنا التوصل الى الهدف المنشود، وهو انتخاب رئيس جديد للبلاد".

أضاف: "قبل الوصول للانتخابات الرئاسية الإثنين المقبل، لمسنا أن الكثير من القطاعات التي تدهورت بدأت تنتعش تدريجيا، فمن يتابع حركة الاقتصاد والاسواق يلحظ ذلك، ونحن نتصرف بالممكن في ظل ظرف معين، وأعتقد أنه بعد حصول الانتخابات الرئاسية، هذا العهد لن يكون كما العهود السابقة، بحيث سيكون الرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة، وبعدها بأيام ستشكل الحكومة، والله ولي التوفيق".

وتابع: "استطعنا القيام بالكثير من الأمور على صعيد الرئاسة باعتبار انه كان هناك حظر لإجراء انتخابات رئاسة الجمهورية. وهناك قرار كبير يمكن لكل أحد منا أن يقدره، وهو تعطيل الاستحقاق الرئاسي، مما جعل مهمتنا شبه مستحيلة".

وجدد جعجع التذكير بأنه "للمرة الأولى منذ زمن سيكون لنا رئيس صنع في لبنان 100%"، وقال: "إن بعض الأطراف اللبنانية ترفض الاقتناع بأننا نتمتع بإرادة وطنية، فحتى لو ان بعض الدول لا تريد الانتهاء من الفراغ في سدة الرئاسة، ولكن بمجرد أن تفاهمت بعض القوى السياسية في لبنان تمكنا من الوصول إلى إجراء انتخابات رئاسية صنعت في لبنان".

وتحدث عن أهمية هذا المؤتمر، وقال: "علما أن ثروتنا الطبيعية تكمن في الطاقة البشرية القادرة على المنافسة، ولكن يجب ان تكون مقترنة ومعززة بقدرات اقتصادية لتأمين الاستقرار في البلد، فالثروة النفطة اذا أحسنا التصرف بها ستعود بأرباح حوالى 60 الى 80 مليار دولار الى مالية الدولة أي ثروة تضاهي الدين العام. ومن هنا، لا يجب التفريط بها، لا سيما أنها ستوفر على كل مواطن لبناني نحو 20 ألف دولار من الدين العام".

وختم جعجع: "بقدر ما فرحنا بهذه الثروة وضعنا يدنا على قلبنا، فكل أخبار الدولة اللبنانية في ال15 سنة الماضية يشوبها الفساد والصفقات اللذان ينخران الدولة اللبنانية. فإذا أهملنا هذه الثروة سيكون مصيرها كمصير الثروات الأخرى. لذا، نعتبر أنفسنا حماتها، وبالتالي لن ندع أحدا يستغلها لصالحه الشخصي، ولا مجال للبحث في هذا الموضوع، فهذه الثروة النفطية هي بمثابة الأمل الأخير لاستنهاض البلد".

نظاريان

من جهته، قال وزير الطاقة والمياه آرتور نظاريان: "إن وطننا يعاني من أزمات ومشاكل عديدة تلقي على كاهل المواطن عبئا كبيرا. يشعر المواطنون اللبنانيون بانعدام الثقة الكامل تجاه الدولة وإداراتها بغض النظر عن القطاع المعني، لكن المؤتمر الذي نشارك فيه اليوم يبث في نفسي بعض السعادة لأنه يدل على اهتمام السياسيين واللبنانيين عموما بقطاع البترول، ويعطي الأمل بأن يشكل هذا القطاع نموذجا إيجابيا رافعا لاقتصاد لبنان ومثالا على قدرة الدولة على الإيفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين اللبنانيين".

أضاف: "إن وزارة الطاقة والمياه وهيئة إدارة قطاع البترول عملت على تحضير المنظومة التشريعية اللازمة لإدارة هذا القطاع، وذلك عبر صياغة قانون الموارد البترولية في المياه البحرية اللبنانية والمراسيم التطبيقية لهذا القانون من ضمنها مسودة نموذج اتفاقية الاستكشاف والإنتاج. وتشكل المنظومة التشريعية إطارا حديثا يضمن مستويات عالية من الشفافية تتلاءم مع أفضل المعايير والممارسات العالمية، بما يضمن حق المواطنين بالحصول على المعلومات المتعلقة بهذا القطاع. كما ينص قانون الموارد البترولية في المياه البحرية على وجوب إنشاء صندوق سيادي لحفظ العائدات البترولية للأجيال المقبلة ولحسن استثمارها. وإضافة إلى ذلك، حضرت وزارة الطاقة والمياه الملف الخاص بانضمام لبنان إلى مبادرة الشفافية في الصناعات الاستخراجية (EITI) وأحالته على مجلس الوزراء لإقراره مع العلم بأن معظم معايير هذه المبادرة سبق أن ضمنت في الإطار التشريعي اللبناني الذي جرى إعداده".

وتابع: "أما في خصوص مشروع قانون تعزيز الشفافية في قطاع البترول الذي يدعم المنظومة التشريعية الموضوعة بمزيد من معايير الشفافية، فقد تعاونت الوزارة وهيئة إدارة قطاع البترول على أكمل وجه مع النائب جوزيف معلوف من خلال تقديم الدعم التقني اللازم. والوزارة على استعداد لمزيد من التعاون لرفع مستوى الشفافية في هذا القطاع، بما يتناسب مع طموحات اللبنانيين بقطاعٍ إنتاجيٍ يحسن الاقتصاد ويمد اللبنانيين بفرص للتطور والعمل والتقدم".

وأردف نظاريان: "لا بد من التذكير بأن بلدنا يتكبد خسائر كبيرة بسبب التأخير الحاصل في قطاع البترول، فالدول المجاورة متقدمة علينا، وهي تقوم بأعمال الاستكشاف والتنقيب وبدأت بإنشاء البنية التحتية اللازمة لنقل الغاز وبيعه، بينما نحن منتظرون، فقبرص على وشك إنهاء دورة التراخيص الثالثة التي جذبت شركات عالمية إضافية إلى المنطقة، رغم تدني أسعار النفط والغاز، ومصر اكتشفت حقل "ظهر" العملاق وهي في صدد تطويره وربطه بالسوق المحلي وبمنشآت التصدير، وهي تسعى دائما إلى زيادة قدراتها الإنتاجية لكي تتمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي واستعمال منشآت تسييل الغاز لديها لتصديره إلى العالم، والعدو الإسرائيلي حقق الاكتفاء الذاتي ويبحث عن أسواق لتصدير الغاز الإضافي في الأردن ومصر وتركيا، ويخطط لتحالفات مع قبرص واليونان. حتى السلطة الفلسطينية تسعى إلى حفر بئر نفطية في القريب العاجل".

وختم: "لذلك، علينا جميعا العمل على إقرار المرسومين المتعلقين بتحديد البلوكات البحرية وبمسودة نموذج اتفاقية الاستكشاف والإنتاج وإقرار القانون الضريبي الخاص بالأنشطة البترولية، وذلك لاستكمال دورة التراخيص الأولى وفق التلزيم التدريجي الذي، من ضمن فوائده المتعددة، يسمح لنا باختبار منظومتنا التشريعية وتطويرها تباعا. وكذلك نشكر حرص النائب معلوف وحماسه وندعم مشروع القانون الذي ينوي طرحه على مجلس النواب، ونتمنى إقراره في أقرب وقت، مع كل الأمل بقطاع بترولي يلبي طموحات اللبنانيين وآمالهم".

معلوف

أما النائب جوزف معلوف فتمحورت مداخلته حول "موضوع الحوكمة في النفط والغاز"، فقال: "لا بد بداية من توجيه الشكر لحضوركم واهتمامكم بموضوع الحوكمة السليمة لقطاع النفط والغاز في مراحله كافة، بدءا من التشريع ثم استدراج العروض والمزايدات والعقود وسوى ذلك، لأن الحوكمة السليمة هي السبيل الأساس لتحقيق الشفافية وردع الفساد عن التغلغل في عملية ممارسة السلطة".

أضاف: "تحقيق الحوكمة في قطاع النفط والغاز يقع بالأساس على عاتق المشترع وعلى الجهاز السياسي والإداري والرقابي الذي يمارس صناعة القرار والإشراف على تطبيقه فضلا عن مراقبة آلية التطبيق. وهي تبدأ عبر إدخال المواطن ضمن دائرة التأثير في أخذ القرار والمشاركة فيه، انطلاقا من صفته كمواطن حريص على مستقبل الأجيال القادمة، وكذلك إنطلاقا من تأثير أي قرار على قطاع رجال الأعمال المعنيين بهذا الموضوع، ولما له من انعكاس مباشر على توسع الإقتصاد سواء جراء بدء أعمال التنقيب والاستخراج أو لجهة القطاعات الإنتاجية التي يمكن أن تنمو على هامش قطاع النفط والغاز فضلا عن الإمكانيات المتاحة لجهة تشغيل يد عاملة لبنانية في هذا القطاع".

وتابع: "هذه الحوكمة تبدأ من خلال إصدار القوانين التي تضمن تحقيق الشفافية وتؤمن سهولة الوصول إلى المعلومات، فضلا عن ايجاد آليات الرقابة الشاملة في كل مرحلة من مراحل التلزيم والتنقيب والإنتاج. كما تتحقق هذه الحوكمة عبر انشاء الصندوق السيادي الذي يحدد الطريقة التي تختارها الدولة اللبنانية للتعاطي مع عائدات هذا القطاع، وعبر انجاز القانون الضريبي لأنه من غير الطبيعي أن تقوم شركات التنقيب بالتقدم للمزايدات إذا لم يكن هناك قوانين مالية وضريبية واضحة تحدد كيفية تعاطي الدولة معها ونسب الضرائب المتوجبة. من هنا تكمن أهمية وضع ضوابط رقابية على كل المستويات، التشريعية والإدارية والرقابية والقضائية وعلى مستوى المجتمع المدني. لأن مكامن الخطر في قطاع النفط والغاز تتمثل ب:

- التساهل في إعداد القوانين والمراسيم وعدم شموليتها والتساهل في التعاقدات وعدم إختيار المناسب منها على المدى المتوسط والبعيد.

- التساهل في منح التراخيص وفي تنفيذ التعاقدات.

- التساهل في عمليات المشتريات والمبيعات.

- التساهل في شروط حماية البيئة والصحة العامة.

- التساهل في إدارة الثروة طبيعيا وماليا.

- النقص في تبادل المعلومات أو إخفائها عن الجهات المختصة.

- التساهل في الإدارة وسوؤها وتدني المستوى التقني والأخلاقي للعاملين.

- عدم وضع وتطبيق خطة وسياسة مستقبلية للأمد المتوسط والبعيد.

- التدخلات الداخلية والخارجية بعكس ما ترمي اليه المصلحة العامة الوطنية".

وأردف: "في المقابل هناك خطوات لتهميش الرشوة والفساد، أهمها ضرورة الإلتزام بالمعايير الدولية فضلا عن: القيام بالإجراءات لمكافحة الفساد والرشوة، ومراجعتها وتطويرها بشكل مستمر، تحقيق مستوى عال من الإلتزام من كل المعنيين وتحفيز كافة الأطراف والمستخدمين للتبليغ عن المخالفات. وقد حدد قانون الموارد البترولية في المياه البحرية والقوانين العامة المتعلقة بالفساد ومكافحته والوقاية منه العديد من أدوات الرقابة الهامة منها:

أولا: رفع مستوى الشفافية في كل المعاملات للسماح بالرقابة على كل المستويات الادارية والتشريعية وعلى مستوى المجتمع المدني.

ثانيا: وضع ضوابط رقابية على كل المستويات: الإدارية، التشريعية، الرقابية، القضائية وعلى مستوى المجتمع المدني.

ثالثا: ادارة سليمة للرقابة المالية".

وقال معلوف: "لذلك وخشية من تحول قطاع النفط والغاز إلى عائق أمام التطور والنمو، فلا تنتقل الأموال الناتجة عن تلك الصناعات إلى الشعب أو الى الدولة بل تدخل في جيوب من يدير هذا القطاع أو الذين يستفيدون من إدارته. كان لا بد لنا من العمل على سن القوانين اللازمة لمنع الفساد ومحاكمة مرتكبيه، ووضع القيود أمام استغلال أيٍ كان للسلطة والصلاحية الممنوحة له وتحوير استعمالها بما يخالف الهدف المتوخى، وبالتالي وضع الأدوات المؤسساتية للوقاية من الفساد".

أضاف: "لذلك انطلاقا من واجباتي تجاه الشعب ونظرا لأهمية قطاع النفط والغاز وخصوصيته، تقدمت، باسم تكتل القوات اللبنانية النيابي، باقتراح قانون يهدف إلى مكافحة الفساد في عقود النفط والغاز، وإلى سد كل الثغرات التي تناولناها. وهو جاء ليتكامل مع سلة اقتراحات قوانين موجودة أمام الهيئة العامة لمجلس النواب وهي: اقتراح القانون المتعلق بحق الوصول إلى المعلومات واقتراح قانون حماية كاشفي الفساد واقتراح تعديل قانون الاثراء غير المشروع فضلا عن اقتراح قانون انشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد. وخلال درس اقتراح القانون جرى التعاون بشكل جدي مع هيئة إدارة قطاع البترول، واعتمدنا أسلوبا جديدا في العمل يقوم على تقصي كل إمكانيات الفساد واستغلال النفوذ المتاحة خلال مراحل المزايدات والعقود والاستكشاف والتنقيب، ومن ثم سد كل الثغرات التي يمكن النفاذ منها لتحقيق ذلك".

وتابع: "وصلنا أخيرا إلى صيغة سوف تعرض على لجنة الطاقة النيابية لدرسها والبت فيها، حيث تطال المساءلة بحسب نص اقتراح القانون كبار المسؤولين أثناء أو بعد توليهم مناصبهم بدءا من رئيس الجمهورية إلى رئيس وأعضاء مجلس النواب ورئيس وأعضاء مجلس الوزراء، قضاة المحاكم على اختلاف درجاتها، السفراء والقناصل وأعضاء السلك الدبلوماسي اللبنانيين، رؤساء وأعضاء الأجهزة الأمنية ورؤساء ومسؤولي الأحزاب السياسية وأقربائهم. مع مراعاة أحكام الدستور لجهة أصول الملاحقة التي تتم بحق هؤلاء".

وأردف: "أهم ما تم التركيز عليه هو:

- تسهيل الحصول على المعلومات المتعلقة بقطاع النفط والغاز، عبر إلزام المعنيين بموجب النشر في الجريدة الرسمية وعلى الموقع الالكتروني للهيئة وبأي وسيلة ممكنة لإعلام العموم وذلك تأمينا للشفافية في القطاع.

- الزام الجهات المعنية بموجب التأكد من مدى تقيد القرارات المتعلقة بالأنشطة البترولية والسياسات المتبعة بالقوانين والأنظمة المرعية الإجراء فضلا عن التأكد من الالتزام بموجب الأمانة وتوخي الدقة في تقديم البيانات ونشرها. وكذلك تحليل نوعية الأعمال والبيانات والمستندات المقدمة والتأكد من مطابقتها للمعايير الدولية والقوانين اللبنانية.

- يهتم اقتراح القانون بدعم الشفافية ومكافحة حالات الفساد واستثمار النفوذ في المراحل التي تمر بها الأنشطة البترولية بدءا من:

عملية التأهيل المسبق للشركات، حيث يتوجب على الجهات المعينة نشر المعايير المعتمدة لتأهيل الشركات ولائحة الشركات البترولية التي تقدمت بطلبات التأهيل المسبق فضلا عن نتائج دورة التأهيل.

مرحلة منح الحقوق البترولية: في هذه المرحلة يفرض اقتراح القانون على الجهات المعنية نشر دفتر الشروط الخاص بالاشتراك في دورات التراخيص ونشر نموذج اتفاقية الاستكشاف والإنتاج قبل منح الحق البترولي، وكذلك نشر معايير المزايدة والافصاح عن لائحة المزايدين والرقع موضوع المزايدة والافصاح عن المعلومات المتعلقة بمنح التراخيص البترولية وتحويلها أو التنازل عنها إلى شركات مؤهلة في حال حصوله. ونشر النتائج النهائية لدورة التراخيص. كما يؤكد على ضمان شفافية القواعد والإجراءات المتعلقة بكل مراحل المزايدة بدءا من استلام طلبات التراخيص إلى الإعلان عن مقدمي طلبات التراخيص وصولا إلى منح التراخيص".

وقال: "مرحلة بدء أنشطة الاستكشاف والانتاج: يفرض القانون خلال هذه المرحلة موجب الإفصاح عن المعلومات المفصلة المتعلقة بأنشطة الاستكشاف والمكامن والحقول البترولية الرئيسية التي يتركز فيها الإنتاج فضلا عن الجدول الزمني المعتمد مع الشركات في استعادة تكاليفها وبيانات الإنتاج لكل سنة مالية وحجم الصادرات وقيمتها والحصة العينية للدولة من البترول المتاح.

- مرحلة إدارة الموارد البترولية، في هذه المرحلة يشترط القانون على الجهات المعينة موجب الإفصاح عن عائدات الموارد البترولية وعن الضرائب المتوجبة على الأنشطة البترولية وإجمالي الإيرادات الحكومية الناتجة عن الموارد البترولية أو ما يعرف بحصة الدولة الكاملة.

- كما يتابع اقتراح القانون مراحل التوظيف والاستخدام وصرف النفقات والعطاءات الإجتماعية، فيضع القيود اللازمة على الدولة والشركات لضمان صحتها وشفافيتها، وذلك عبر إلزام الجهات المعنية بالإفصاح عن البيانات المتعلقة بالموظفين وعن نسبة العمالة الوطنية. فضلا عن الإفصاح عن قيمة النفقات الاجتماعية والجهات المنتفعة منها بشكل موثق وتفصيلي. ويصل أيضا للدخول إلى متابعة مرحلة التعاقد الثانوي والعقود التي تجريها الشركات لشراء السلع والخدمات ويشترط أن يتم ذلك عن طريق المزايدة. مع إعطاء الأفضلية لشراء السلع والخدمات ذات المنشأ اللبناني، وصولا إلى مرحلة وقف التشغيل وإزالة المنشآت حيث يؤكد القانون على احترام المعايير الدولية وإنشاء صندوق خاص يحجز فيه جزء من المال العائد لصاحب الحق ويخصص لتغطية نفقات وقف الأنشطة أو وقف التشغيل النهائي في حال امتناع صاحب الحق عن القيام بما يتوجب عليه وفقا للقانون.

أضاف: "يعيد القانون التأكيد على إنشاء الصندوق السيادي بما يحفظ حقوق الأجيال الآتية، ويفرض على إدارته الافصاح عن العائدات التي تدخل إليه والأموال المسحوبة منه في الحالات التي يسمح بها القانون.

- يؤكد القانون على تفعيل عمل السجل البترولي وعلى جعل الداتا والمعلومات المتوفرة فيه متاحة للعموم.

- يؤكد القانون على صلاحية هيئة البترول ويتوسع فيها، وبالمقابل يفرض عليها عدة موجبات منها رفع تقارير دورية إلى مجلس النواب والوزراء وإلى وزير الطاقة والمياه حول سير أعمال قطاع البترول.

- في مجال العقوبات والملاحقة، فحرصا على تكامل التشريع وتوازنه إعتمد اقتراح القانون المعايير والآليات المنصوص عنها في اقتراحات القوانين المتعلقة بمكافحة الفساد وحق الوصول إلى المعلومات ومكافحة الإثراء غير المشروع والتي أصبحت جاهزة للاقرار في الهيئة العامة. وذلك عبر إيلاء صلاحية السهر على تطبيق أحكامه إلى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، التي يكون عليها التأكد من إلتزام الجهات المحددة في القانون بموجب نشر المعلومات والإفصاح عنها، فضلا عن التأكد من قيامها بمراقبة الملاءمة والمصداقية والنوعية في مرحلة التأهيل المسبق للشركات، ومرحلة منح الحقوق البترولية، وطيلة مرحلتي الاستكشاف والانتاج وخلال مرحلة إدارة الموارد البترولية وإجراء العقود الثانوية، وصولا إلى وقف التشغيل وإزالة المنشآت، فضلا عن مراقبة كيفية صرف النفقات والعطاءات الاجتماعية".

وتابع: "أما في ما يتعلق بأصول الملاحقة فقد اعتمد النص الإجراءات الواردة في القوانين السالفة الذكر، عبر منح مفوض الحكومة لدى هيئة مكافحة الفساد صلاحية تحريك الملاحقة بجرم الفساد او الإثراء غير المشروع أو تضارب المصالح الحاصلة جراء تطبيق هذا القانون، مباشرة أو بناء لشكوى أو إخبار خطي. كما حدد القانون النصوص التي على المحاكم تطبيقها عند التحقق من وقوع جرائم الفساد والإثراء غير المشروع وتضارب المصالح، وذلك حرصا على الدقة وعدم تضارب الأحكام".

وختم معلوف: "ان اكتشاف النفط والغاز في دولة ما يمكن أن يكون نعمة لها إن هي أحسنت إدارته واستعمال عائداته، وقد يتحول إلى نقمة إذا أخفقت في التعاطي معه. والأدلة كثيرة على دول منتجة للنفط بشكل كبير ولا تزال ترزح تحت الفقر والفساد لأن صانعي القرار فيها لم يعتمدوا الشفافية المطلوبة في إدارة القطاع. وبلدنا يعول كثيرا على ثروته النفطية للخروج من أزمته الإقتصادية والحد من المديونية العامة. من هنا لنا كبير الأمل في أن نقوم جميعا بالعمل المتوجب لصالح وطننا ومستقبل اولادنا".

الذهبي

ثم انطلقت جلسة المناقشات التي أدارها رئيس Cedar Institute غسان حاصباني، فتحدث فيها رئيس هيئة إدارة البترول في لبنان وسام الذهبي عن "معايير الشفافية في قطاع البترول في لبنان"، حيث قدم مداخلة تضمنت عرضا حول نظام الحوكمة الذي يرعى قطاع البترول في لبنان من قوانين ومراسيم متخصصة وحول إجراءات الشفافية التي اتبعتها الهيئة لدى تنظيمها دورة التأهيل المسبق للشركات".

وشرح الذهبي "نظرة وزارة الطاقة وهيئة إدارة قطاع البترول للمنظومة العامة للشفافية التي أدرجت في القانون 132/2010 والمراسيم التطبيقية للقانون ومعايير الشفافية

المقترحة في مشروع مرسوم اتفاقية الاستكشاف والإنتاج ودفتر الشروط".

نخلة

وتمحورت مداخلة مديرة شركة كريستول للطاقة الدكتورة كارول نخله حول: "الشفافية كمحفز أساسي لجلب الاستثمارات الى لبنان"، بحيث أكدت ان "الشفافية أمر أساسي لحسن إدارة قطاع النفط والغاز"، مشيرة الى ان "دعاة الشفافية يتحدثون بصوت مرتفع ويلقون دعما من المنظمات الدولية على نحو متزايد".

كما شرحت "كيف ان شركات النفط الكبرى أعلنت علنا عن دعمها لهذه المبادرات الداعية لاعتماد الشفافية، باعتبار أن تبني الشفافية بشكل استباقي سيؤدي إلى إثراء المناقشات".

غورملي

بدورها تطرقت المحامية والمستشارة القانونية في مجال النفط تونيا غورملي في مداخلتها الى "الأطر والمعايير الدولية لمحاربة الفساد في قطاع النفط والغاز"، بحيث أشارت الى انه "كان هناك تقليد للسرية في الصناعة النفطية، ولكن على مدى العقدين الماضيين تزايد الطلب العالمي على الشفافية والمساءلة، والمحرك الرئيسي وراء هذه المطالب هو ضمان أن البلدان التي تملك مخزون نفطي لا تقوم باستغلاله للربح الاقتصادي".

وأكدت "انه اليوم من المسلم به على نطاق واسع أن الشفافية والمساءلة هما من بين المبادئ الأساسية لحسن إدارة الموارد الطبيعية، وانطلاقا من هنا يمكن اتخاذ التدابير القانونية لتعزيز وتمكين الشفافية والمساءلة. فعلى سبيل المثال مفهموم اعتماد الشفافية يتطلب إعداد التقارير ونشرها من أجل أن تكون المعلومات متوافرة في متناول الجميع ودقيقة ومفهومة".

ورأت أنه "في بعض الأحيان هناك حاجة لتحقيق التوازن بين الشفافية والاحتياجات المشروعة للسرية، فعلى سبيل المثال، الرغبة العامة للمنافسة سليمة في هذه الصناعة حيث يتم الاحتفاظ بالمعلومات سرية، وبالتالي فإن الأساس المنطقي لذلك يجب أن يكون واضحا ومبررا قانونيا".

وشددت غورملي على وجوب "أن تبنى الشفافية والمساءلة على نطاق واسع، وأن تكون جزءا لا يتجزأ في جميع المراحل وجميع العمليات المتعلقة بإدارة الموارد الطبيعية بطريقة ملائمة للسياق الوطني. فعندما تطبق بشكل صحيح، يمكن لآليات الشفافية والمساءلة أن تحد من فرصة التهرب من الضرائب، وإساءة استخدام السلطة والفساد، وتعزيز الثقة ومحاسبة المسؤولين عن إدارة هذا القطاع".