المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 31 تشرين الأول/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.october31.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ رَجُلاً تَاجِرًا يَبْحَثُ عَنْ لآلِئَ كرِيْمَة. ومَا إِنْ وجَدَ لُؤْلُؤَةً ثَمِيْنَةً جِدًّا حَتَّى مَضَى فَبَاعَ كُلَّ مَا لَهُ وٱشْتَراهَا

وأَمينٌ هُوَ الله، فَلَنْ يَسْمَحَ أَنْ تُجَرَّبُوا فَوْقَ مَا تُطيقُون، بَلْ يَجْعَلُ معَ التَّجْرِبَةِ مَخْرَجًا، لِتَسْتَطيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوهَا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

عبادة الشخص صنمية أتت بعون رئيسا/الياس بجاني/السياسة

شكراً أسعد بشارة.. انت خميرة طيبة من خمائر وطني الحبيب/الياس بجاني

بالصوت من اذاعة صوت لبنان الكتائبية/مقابلة مع الإعلامي اسعد بشارة يشرح ويعري من خلالها هرطقة وخطيئة وأخطار ومضاعفات وصول المجوسي والحربائي ميشال عون لرئاسة الجمهورية

عناوين مقابلة الإعلامي اسعد بشارة مع صوت لبنان الكتائبي/تفريغ وتلخيص الياس بجاني بتصرف وحرية كاملتين ودون أن يكون للإعلامي بشارة أية مسؤولية

أحمد الحريري الدونكيشوتي يهاجم من مجد العنجر اللواء ريفي ويصور الإستسلام لحزب الله انتصاراً/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أصحاب الفخامة من الاستقلال... عهود إصلاح واحتلال وأزمات/ف. ع./النهار

منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» فارس سعيد لـ «القدس العربي»: انتخاب عون انتصار لإيران ولن يجلب الاستقرار/رلى موفّق/القدس العربي

حزب الله ينعى مجموعة جديدة من مقاتليه

هل يسهل حزب الله مهمة ميشال عون رئيسا للبنان

عودة عقاب صقر: التسوية كبيرة وواسعة جداً/علي الأمين/جنوبية

حل أزمة الرئاسة اللبنانية لا يعني انفراجا قريبا للمشكلات الاقتصادية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 30/10/2016

 جعجع: وصول عون الى بعبدا سيرسخ اتفاق الطائف وهو مصلحة وطن بأكمله

بري استقبل ارسلان وقانصوه وسفيرة الهند السفير الألماني: بري صمام امان للحفاظ على الديموقراطية

عشرات الاصابات في حريق قبعيت والنيران وصلت إلى المنازل

ريفي: للتحرك السريع لاخماد حريق قبعيت وانقاذ أهلها

الدفاع المدني: العمل متواصل لاخماد حريق قبعيت رغم معاكسة الأحوال الجوية

عون يؤكد للسبهان تقديره للمملكة وحرصه على أفضل العلاقات مع دول "الخليجي"/ميشال عون “العريس” الـ13 للبنان والاستشارات الملزمة لتكليف رئيس الحكومة

بري يتجه لرفع سقف شروطه للمشاركة في الحكومة عبر مطالب تعجيزية بعد حصوله على تفويض من “حزب الله”

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

السبهان اختتم زيارته للبنان وغادر إلى القاهرة

فيصل كرامي زار السبهان

العجوز التقى السبهان

مراد التقى السبهان

جنبلاط بعد لقائه سلام: انصح من سيخلفه بأن يتمثل بسيرته

لبنان ودع الموسيقار ملحم بركات في مأتم رسمي وشعبي عودة: اسمه صنو الفن والإبداع أحب لبنان وغنى له وبقي وفيا للغته

الشيعي الحر: الشعور بالسلام الداخلي هو بزوال السلاح غير الشرعي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مقاومة إيران: صاروخ الحوثيين على مكة أطلق بأمر خامنئي

آخر تطورات معركة الموصل.. استعادة قريتي الحقول وعلي رش

السعودية: إحباط عملية إرهابية تستهدف ملعب الجوهرة بجدة

العربي الجديد: مقاتلو المعارضة السورية يتوغلون داخل أهم أحياء حلب

مذيع الأسد يكذّب روسيا.. طائراتنا تقصف حلب!

22 قتيلا و72 جريحا على الأقل ضحايا السيول في مصر في اربعة أيام

اقالة اكثر من عشرة آلاف موظف آخر بعد محاولة الانقلاب في تركيا

هولاند يؤكد ان فرنسا لن تقبل بمخيمات لاجئين على اراضيها

الولايات المتحدة تأمر عائلات موظفي قنصليتها في اسطنبول بالمغادرة

الاتحاد الاوروبي وكندا يوقعان اتفاق التجارة الحرة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سيد المجازفات/غسان شربل/ الحياة

تساؤلات عن العهد اللبناني الجديد/رندة تقي الدين/الحياة

مشروع 'سوريا المفيدة' يشق طريقه/خيرالله خيرالله/العرب

لولا عون "الهلال الشيعي"/علي بردى/النهار

اليوم الآخر/نبيل بومنصف/النهار

عون الوحيد شغل القصر بصفتين رئيساً لحكومة انتقالية ثم للجمهورية/خليل فليحان/النهار

هل يصبح تعطيل النصاب والتهديد بالشارع قاعدة لإيصال أي مرشح إلى الرئاسة/اميل خوري/النهار

الرجل المطبوع بالمفاجآت إلى الوضوح الرئاسي خلط واسع داخلي يواكب العهد العوني/روزانا بومنصف/النهار

السبهان: استطلاع وعدم تخلٍّ... لا "مباركة"/سركيس نعوم/النهار

«المستقبل» و«القوات» يتحالفان مع «عون الجديد»/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

الحريري استعمل «عصا» التنظيم الحزبي داخل تيار المستقبل/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

نهاية الشغور: بداية المسعى نحو الفصل بين السلطات/وسام سعادة/المستقبل

هل ستخذل أبي يا فخامة الرئيس/جمانة حداد/النهار

التعايش مع رئاسة عون/الياس حرفوش/الحياة

أزمة الأقليات في صورة المشرق الكبيرة/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

الحروب المتواصلة.. أين المعنى/رضوان السيد/الاتحاد

الحرب على «داعش»: اصطفاف أميركي في الصراع الطائفي/خالد الدخيل/الحياة

ضعف اللوبي العربي وانكفاؤه أمام إيران/خلف أحمد الحبتور/السياسة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

قداس في ذكرى استشهاد الملازم أول نديم سمعان بحضور ممثل قهوجي

حسين الموسوي: الوضع الأمني في منطقة البقاع بات لا يحتمل

خالد الضاهر بعد لقائه الحريري: ترشيحه لعون خطوة كبيرة واستكمال للعقد الوطني

القيادة القطرية للبعث: نقف مع العماد عون تأييدا واقتراعا

النائب عقاب صقر وصل إلى بيروت

سامي الجميل عاد من باريس

 عودة سفيري قطر والأردن وسيغريد كاغ إلى بيروت

باسيل في عشاء هيئة قضاء زحلة: لا خاسرون الاثنين وسنسعى إلى تحويل المزرعة وطنا بمشاركة الجميع

الراعي: سيكون لنا غدا رئيس جديد للجمهورية بعد الفراغ القاتل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ رَجُلاً تَاجِرًا يَبْحَثُ عَنْ لآلِئَ كرِيْمَة. ومَا إِنْ وجَدَ لُؤْلُؤَةً ثَمِيْنَةً جِدًّا حَتَّى مَضَى فَبَاعَ كُلَّ مَا لَهُ وٱشْتَراهَا

إنجيل القدّيس متّى13/من44حتى46/:"قالَ الربُّ يَسوع: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاواتِ كَنْزًا مُخْفًى في حَقْل، وَجَدَهُ رَجُلٌ فَخَبَّأَهُ، ومِنْ فَرَحِهِ مَضَى وبَاعَ كُلَّ مَا لَهُ وٱشْتَرَى ذلِكَ الحَقْل. وأَيْضًا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ رَجُلاً تَاجِرًا يَبْحَثُ عَنْ لآلِئَ كرِيْمَة. ومَا إِنْ وجَدَ لُؤْلُؤَةً ثَمِيْنَةً جِدًّا حَتَّى مَضَى فَبَاعَ كُلَّ مَا لَهُ وٱشْتَراهَا".

 

وأَمينٌ هُوَ الله، فَلَنْ يَسْمَحَ أَنْ تُجَرَّبُوا فَوْقَ مَا تُطيقُون، بَلْ يَجْعَلُ معَ التَّجْرِبَةِ مَخْرَجًا، لِتَسْتَطيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوهَا

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس10/من01حتى13/:"يا إِخوَتِي، لا أُريدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَنَّ آبَاءَنَا كَانُوا كُلُّهُم تَحْتَ الغَمَام، وعَبَرُوا كُلُّهُم في البَحْر، وتَعَمَّدُوا كُلُّهُم بِمُوسَى في الغَمَامِ وفي البَحْر، وتَنَاوَلُوا كُلُّهُم طَعَامًا رُوحِيًّا وَاحِدًا، وشَرِبُوا كُلُّهُم شَرَابًا رُوحِيًّا وَاحِدًا، لأَنَّهُم كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ كَانَتْ تُرَافِقُهُم، وتِلْكَ الصَّخْرَةُ كَانَتِ المَسِيح. ومعَ ذَلِكَ لَمْ يَرْضَ اللهُ عَنْ أَكْثَرِهِم، فَصُرِعُوا في البَرِّيَّة. وإِنَّمَا حَدَثَتْ تِلْكَ الأُمُورُ لِتَكُونَ مِثَالاً لَنَا، لِئَلاَّ نَشْتَهِيَ الشُّرُورَ كَمَا ٱشْتَهَى أُولئِكَ. فَلا تَصِيرُوا عَابِدِينَ لِلأَوْثَانِ كَمَا كَانَ بَعْضُهُم، عَلى مَا هوَ مَكْتُوب: «جَلَسَ الشَّعْبُ يَأْكُلُونَ ويَشْرَبُون، ثُمَّ قَامُوا يَلْعَبُون». ولا نَسْتَسْلِمْ لِلفُجُورِ كَمَا ٱسْتَسْلَمَ بَعْضُهُم، فَسَقَطَ مِنْهُم في يَوْمٍ وَاحِدٍ ثَلاثَةٌ وعِشْرُونَ أَلْفًا. ولا نُجَرِّبَنَّ الرَّبَّ كَمَا جَرَّبَهُ بَعْضُهُم، فأَهْلَكَتْهُمُ ٱلحَيَّات. ولا تتَذَمَّرُوا كَمَا تَذَمَّرَ بَعْضُهُم، فأَهْلَكَهُمُ ٱلمُهْلِك. وإِنَّمَا حَدَثَتْ تِلْكَ الأُمُورُ لِتَكُونَ عِبْرَةً، وكُتِبَتْ إِنْذَارًا لَنَا، نَحْنُ الَّذِينَ بَلَغَتْ إَلَيْنَا أَوَاخِرُ الدُّهُور. إِذًا فالَّذي يَظُنُّ أَنَّهُ وَاقِفٌ فَلْيَحْذَرِ السُّقُوط. مَا أَصَابَتْكُم تَجْرِبَةٌ إِلاَّ وكَانَتْ في وُسْعِ البَشَر. وأَمينٌ هُوَ الله، فَلَنْ يَسْمَحَ أَنْ تُجَرَّبُوا فَوْقَ مَا تُطيقُون، بَلْ يَجْعَلُ معَ التَّجْرِبَةِ مَخْرَجًا، لِتَسْتَطيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوهَا."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

عبادة الشخص صنمية أتت بعون رئيسا

الياس بجاني/السياسة/30 تشرين الأول/16

http://al-seyassah.com/%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AE%D8%B5-%D8%B5%D9%86%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%AA%D8%AA-%D8%A8%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%D8%A7/

عبادة الشخص هرطقة صنمية وغير مسيحية ولا تمت لكل الأديان السماوية بصلة، وهي ارتداد مخيف إلى الوراء وعودة إلى أزمنة الوثنية والجهل.

عبادة الشخص هرطقة لا يقرها لا الإيمان ولا الرجاء، ولا كل مقومات احترام الذات، والعقل والوجدان والضمير.

إن كل عابد لغير الله كما هي حال الناس في وطننا لبنان المحتل وجلهم من التابعين لشركات الأحزاب التجارية والعائلية يفقد حاسة نقده ويخدر ضميره، ويقتل بصره وبصيرته، ويتخلى بغباء وهبل عن انسانيته ويتحول مخلوقا آليا.

عبادة الشخص تحول الإنسان إلى مخلوق بلا روح وبلا إيمان وبلا أحاسيس…مخلوق بلا كرامة وبلا شخصية…مخلوق تبعي.

ومن أخطر عاهات بعض اهلنا في وطن الأرز الذي يحتله حالياً ملالي إيران ومرتزقتهم وأدواتهم المحلية ويعيثون فيه فساداً وإفساداً، أنهم قبلوا وضعية التزلم، والاستسلام والجبن والجهل والتبعية العمياء.

هؤلاء هم من يشوه حضارتنا ويسمم وطننا ويعهر السياسة فيه ويبقي على صدورنا سياسيين ومسؤولين وأصحاب جبب وقلانيس كفرة.

هؤلاء من يؤله ويولي علينا ورغماً عنا قادة وسياسيين وأصحاب أحزاب منافقين ودجالين وجحوديين وتجار دم وأوطان.

هؤلاء القطعان ومن يعبدون ويؤلهون من الأصنام السياسية والحزبية هم من سهل جريمة وخطيئة الاتيان بالنرسيسي ميشال عون لرئاسة الجمهورية.

يبقى أننا وللأسف نعيش حالياً في زمن البؤس والخنوع، وفي ظل سياسيين وأصحاب أحزاب ومسؤولين غرباء ومغربين عن كل ما هو لبنان ولبناني، إلا أن هذا الزمن وبإذن الله وبهمة وإيمان ورجاء الخمائر الطيبة من أهلنا الكثر والأوفياء والأحرار والسياديين إلى زوال وأفول حتمي مهما توهم البعض أنه باقٍ.

 

شكراً أسعد بشارة.. انت خميرة طيبة من خمائر وطني الحبيب

الياس بجاني/30 تشرين الأول/16

مقابلة وجدانية وضميرية وسيادية بامتياز.

مقابلة لابطة ولاطمة ومحقرة وجه كل من استسلم ويبرر استسلامه بالواقعية وبمصلحة الوطن..

مقابلة هي دق لناقوس الخطر للقطعان من الأغنام ولغبائهم والجهل...

مقابلة تعروية لحقيقة المنافقين والحربائيين والانتهازيين والذميين والباطنيين بامتياز...

شكراً لأسعد بشارة.. فهو شهد للحق وابدع واستثمر بإيمان ورجاء وفروسية في وزناته بما يرضي الله ووطنه وأهله ودماء الشهداء.

اسعد بشارة خميرة طيبة من خمائر وطني الحبيب ومثله كثر ..

ولهذا وطني المفدى سينتصر مهما اشتدت الصعاب وتوهم الإسخريوتيون والطرواديون أن بامكانهم تزوير تطلعات وآماني وضمير ووجدان وإيمان شعبنا.

 

بالصوت من اذاعة صوت لبنان الكتائبية/مقابلة مع الإعلامي اسعد بشارة يشرح ويعري من خلالها هرطقة وخطيئة وأخطار ومضاعفات وصول المجوسي والحربائي ميشال عون لرئاسة الجمهورية

http://eliasbejjaninews.com/2016/10/30/47944/

بالصوت/MP3/فورمات/من اذاعة صوت لبنان الكتائبية/مقابلة مع الإعلامي اسعد بشارة يشرح ويعري من خلالها هرطقة وخطيئة وأخطار ومضاعفات وصول المجوسي والحربائي ميشال عون لرئاسة الجمهورية/30 تشرين الأول/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/assad%20bchara30.10.16.mp3

في أعلى/بالصوت/WMA/فورمات/من اذاعة صوت لبنان الكتائبية/مقابلة مع الإعلامي اسعد بشارة يشرح ويعري من خلالها هرطقة وخطيئة وأخطار ومضاعفات وصول المجوسي والحربائي ميشال عون لرئاسة الجمهورية/30 تشرين الأول/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/assad%20bchara30.10.16.wma

بالصوت من اذاعة صوت لبنان الكتائبية/مقابلة مع الإعلامي اسعد بشارة يشرح ويعري من خلالها هرطقة وخطيئة وأخطار ومضاعفات وصول المجوسي والحربائي ميشال عون لرئاسة الجمهورية

عناوين مقابلة الإعلامي اسعد بشارة مع صوت لبنان الكتائبي/تفريغ وتلخيص الياس بجاني بتصرف وحرية كاملتين ودون أن يكون للإعلامي بشارة أية مسؤولية

30 تشرين الأول/16

 *استبعد حصول مفاجآت في جلسة الانتخاب يوم غد الاثنين.

*العماد ميشال عون لبس وبدل وغير كل الأثواب حتى وصل إلى قصر بعبدا وذلك على حساب المبادئ والثوابت والصدق ودماء الشهداء.

*عون في الرابية لن يكون عوناً مختلفاً في قصر بعبدا.

*عون الرئيس ليس صناعة لبنانية، بل إيرانية ومن يدعى لبنانية صناعته يضلل الرأي العام اللبناني ويزور الحقائق.

*رئاسة عون هي ضرب لكل ما ناضل من أجله شعبنا وما قدمه من تضحيات وشهداء وتعب وجهد.

*عون رمز التعطيل بقوة سلاح حزب الله هو نفسه الذي سيكون أيضاً في قصر بعبدا فخامة رئيس تعطيل عمل الدولة اللبنانية وإخضاعها لمشية حزب الله.

*وضعية الرئاسة في عهد عون سوف تصبح نسخة طبق الأصل عن وضعية الرئاسة في إيران..المرشد يأمر والرئاسة تنفذ.

*من عطل الرئاسة لسنتين ونصف مستقوياً بسلاح حزب الله لا يستأهل أن يكون رئيساً للجمهورية.

*من غطى سلاح حزب الله ورقص في أيار على اجتياح بيروت وسخف شهادة شهداء 14 آذار لا يستحق أن يكون رئيساً للجمهورية.

* من يتلون ويتبدل بما يخدم ويؤمن مصالحه الشخصية من النقيض إلى النقيض ليس مؤهلاً ليصبح رئيساً للجمهورية.

*من لا يتمتع بأية مواصفات وطنية وسيادية واستقلالية..كما هو حال عون.. لا يصلح لتولي موقع رئاسة الجمهورية.

*عون الذي كلف ميشال سماحة التوسط لدى الرئيس الأسد لتوزير صهره جبران لا يصلح أخلاقياً ليكون رئيساً للجمهورية.

*تاريخ ميشال عون اللالبناني واللاسياسي واللا استقلالي أقله منذ العام 2005 ومنذ التحاقه بمشروع حزب الله كلياً لا يؤهله لتولي موقع الرئاسة الأولى.

*عملاً بكل معايير احترام الناس والذات والثوابت والوفاء والعرفان بالجميل والسيادة والاستقلال والديمقراطية والصدق والشفافية والتجرد ..عون غير مؤهل لموقع الرئاسة.

*كل الذين رشحوا عون لتولي موقع الرئاسة (د.جعجع والرئيس الحريري وغيرها) يتحملون كامل المسؤولية لوصول مرشح حزب الله إلى قصر بعبدا.

*تأييد القوات اللبنانية وتيار المستقل لرئاسة عون ليس أمراً تفصيلياً وتكتيكياً كما يشاع بهدف التبرير والتضليل، وليس انتصاراً، بل هو خطأ استراتيجي خطير واستسلام وخضوع لابتزاز وإرهاب حزب الله.

*تأييد وترشيح جعجع والحريري لرئاسة عون (وقبل ذلك ترشيح الحريري لفرنجية) كرس وحجر ولزمن غير معلوم رئاسة الجمهورية لمحور إيران ولحزبها في لبنان.

*ليس من حق أي حزب أو سياسي أو مرجعية الاستسلام باسم الناس..المستسلم يستسلم باسمه فقط.

*حزب الله فرض على اللبنانيين رئاسة عون بالترهيب والتهويل والتعطيل والابتزاز ود.جعجع والرئيس الحريري رضخا وقبلا وهما يتحملان مسؤولية موقفهما.

*تفاؤل جعجع والحريري مبالغ فيه جداً..وهو يقارب حال التضليل..

*عون هو عون وعلاقته بحزب الله معروفة كما ماضيه وحاضره، وبالتالي المراهنات عليه مصيرها الحتمي الخيبة والندم.

*على المسيحي والماروني تحديداً أن يعي أن الرئيس عون الماروني في قصر بعبدا سوف يغطي سلاح وحروب ودويلة حزب الله إلى ما شاء الله وأنه سينحاز للمخططات الإيرانية وللمشروع الإيراني التوسعي والإمبراطوري في مواجهة كل الدول العربية.

*من يبشرون وينادون بالتفاؤل برئاسة عون يضللون الرأي العام اللبناني ويخدعون أنفسهم قبل غشهم وخداعهم وتضليلهم للآخرين.

*الحكومات التي ستشكل في عهده سوف تعزل نفسها كلياً عن مفاهيم السيادة والحريات ولن تقارب لا من قريب ولا بعيد هيمنة حزب الله وسلاحه ودويلته وحروبه في سوريا وفي غيرها من الساحات التي تشعلها إيران في الدول العربية.

*في عهد عون لن يقر قانون انتخابي عادل كما طالبت القوات اللبنانية وغيرها من القوى المسيحية، بل سيفرض حزب الله قانوناً يؤمن له الهيمنة الدستورية المطلقة على وطن الأرز وأهله.

*الانتخابات النيابية لن تؤجل وسوف تتم على قانون الستين برضى جعجع والحريري وجنبلاط وعون وبري.. وهنا نسأل القوى المسيحية عن مصير ومصداقية واحترام مطالبتها بقانون عادل يعيد للمسيحيين دورهم في الشراكة.

*عون لن يتغير في قصر بعبدا عما كان عليه في الرابية منذ العام 2005 وكل مظاهر واحتفالات العلاقات العامة الأخيرة من تصريحات وإطلالات تلفزيونية وخطب انفتاحية ووطنية وهادئة ومطمئنة هي آنية ولن تدوم وسوف تنتهي مفاعيلها مع وصول عون لقصر بعبدا.

 *عون لا يحترم أو يلتزم بأي وعد أو اتفاق وعلى سبيل المثال لا الحصر صهره جبران نقض البنود العشرة لتفاهم عون-جعجع في اليوم التالي وروج وبارك سلاح وحروب حزب الله ونفس الموقف هذا أخذه خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب.

*حزب الله هو من سيشكل الحكومة وبشروطه وحسب ما يتناسب مع أجندته وليس الرئيس الحريري.

*عون لن يتمكن من الإيفاء بوعوده واتفاقاته مع الحريري وجعجع لأن حزب الله لن يسمح له بذلك..وعون لن يقوم بأي تصرف يخلخل تحالفه مع حزب الله.

*الخاسر الأول في تشكيل حكومة عهد عون الأولي سيكون الحريري والثاني جعجع والثالث عون.

*أولوية حزب الله هي وحدة الساحة الشيعية وثنائيته مع حركة أمل وبالتالي سيدعم بري في كل ما يطالب به حكومياً.

*لو تُرِّكت الحرية لنواب تيار المستقبل لما كان عون نال أكثر من صوت أو صوتين وفقط.

*الرئيس السنيوة لن يذهب بمعارضته انتخاب عون أكثر من ذلك.

*ما يحكى عن قمصان بري الخضراء لا يعني شيئاً في المفهوم العملاني المستقل كونها قمصان من سلسلة قمصان حزب الله السوداء وتابعة لها.

*لن يتمكن الحريري من تشكيل الحكومة دون رضى برى وحزب الله وثلثهم المعطل.

*تشكيل الحكومة سيكون صعب وخصوصاً أن حزب الله يريد لنفسه ثلثاً معطلاً في عملية احتياطية لضبط ولجم كاملين لعون وإبقائه تحت سيطرته الكاملة.

*الحصة المسيحية لن تكون موزعة فقط على القوات وعون، بل حزب الله سيكون له فيها حصة وكذلك بالحصة الجنبلاطية وربما السنية أيضاً من ضمن الثلث المعطل.

*مواقف حزب الكتائب وطنية وسيادية واستقلالية بامتياز وهي تأتِ في أطار خطها التاريخي ولن تكون وحدها بمواجهة هيمنة حزب الله على الدولة واستسلام من استسلموا.

*الكتائب التي قدمت فداء للوطن النائب بيار الجميل، زهرة شهداء 14 آذار سوف تبقى مؤتمنة على دورها الوطني وعلى خطها السيادي والاستقلالي.

*ما يحكى عن فخ قواتي عوني انتخابي للكتائب قد يكون صحيحاً ولكن القرار في أية انتخابات يكون للناس.

*الخلاف بين اللواء ريفي والرئيس الحريري هو في الأسلوب.

*نزع اللافتات المناهضة لانتخاب عون في طرابلس هو مؤشر إلى مرحلة بوليسية.

*معارضة اللواء ريفي لرئاسة عون هي سلمية وحضارية وما جرى في هذا السياق نموذج وبداية.

*اللواء ريفي لن يدخل أي تحالف مع أي أحد على غير الثوابت الوطنية والسيادية والاستقلالية.

*حبذا لو جرى استفتاء شعبي للطائفة السنية على تأييد أو عدم تأييد الرئاسة لعون قبل الدخول في غياهب المجازفات والأخطار.

*زيارة الوزير السعودي استلحاقية وكان يجب أن تتم قبل الآن بكثير.

*السعودية تركت لحلفائها في لبنان حرية القرار بما يخص رئاسة عون على يتحملوا هم المسؤولية.

*المطلوب من السعودية عدم ترك لبنان للإحتلال الإيراني ولهيمنة حزبه.

*الأحرار والسياديين من أهلنا الشرفاء لن يسكتوا على محاولات هيمنة حزب الله على الدولة والأصوات سوف تبقى عالية وصارخة .

 

أحمد الحريري الدونكيشوتي يهاجم من مجد العنجر اللواء ريفي ويصور الإستسلام لحزب الله انتصاراً

الياس بجاني/29 تشرين الأول/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/10/29/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%86%D9%83%D9%8A%D8%B4%D9%88%D8%AA%D9%8A/

شخصياً، لا نرى أن في تيار المستقبل من هو أكثر انسلاخاً عن الواقع واستكباراً فارغاً مكشوفا وصاحب خطاب دونكيشوتي أكثر من أحمد الحريري .

في حين نحترم جداً قيادات ونواب كثر من تيار المستقبل ونرى فيهم الصدق والشجاعة والالتزام.

أحمد الحريري كما جبران باسيل وغيرهما من أولاد وأقارب وحاشيات أصحاب شركات الأحزاب لم يختارهم الناس ليمثلوهم وإنما فرضوا فرضاً.

اليوم هذا “الصبِّي” أحمد الحريري ومن مجد العنجر حيث تم ترتيب استقبال شعبي مصطنع له بهدف مهاجمة اللواء اشرف ريفي وتبرير استسلام ابن خاله سعد الحريري للمخطط الإيراني التوسعي والإرهابي، ادعى بفوقية وتنبحج وغباء أن حزب الله خلال 11 سنة لم يتمكن من إيصال عون للرئاسة في حين أوصله ابن خاله سعد الحريري ب 11 يوماً.

غريب هذا الإستغباء لعقول اللبنانيين من “الصبَّي” الذي كل كفاءاته أنه ابن عمة سعد الحريري وخاله رفيق الحريري.

ما هذا المنطق القالب بجهل وصبيانية وهبل للحقيقة..

فسعد الحريري ومعه المعرابي سمير جعجع استسلما لمشيئة حزب الله ورضخا لإبتزازه وأجبرا جبراً وبالإرهاب والتهديد على تبني عون… وهكذا تمت الصفقة المشينة.

استسلام جعجع والحريري جاء مقابل مشاركتهما في السلطة مع إسقاط الرجلين من قاموسهما وخطابهم والعنتريات كل مطالبة بتنفيذ كل القرارات الدولية المتعلقة بلبنان ومنها تحديداً 1559 و1701 ، ودفن المحكمة الدولية، ونسيان سلاح ودويلة حزب الله، والسكوت المذل على حروب الحزب الإقليمية

الإجرامية في سوريا واليمن وابحرين والعراق وغيرها، والرضوخ لحكم وإملاءات مرشد الجمهورية أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله.. لا أكثر ولا أقل.

فهل هذه الصفقة الخيانية لثورة الأرز و14 آذار ولدماء الشهداء هي انتصاراً مبيناً كما يتبجح “الصبي” أحمد الحريري،

وكما يتحفنا على مدار الساعة سمير جعجع وفريقه الإعلامي الصنجي والببغائي بزجليات وقصائد رتيبة ومملة ومفرغة من أي محتوى غير التعمية والشعبوية واستغباء ذاكرة وعقول الناس؟؟

لا وألف لا، الاستسلام ليس انتصاراً عملاً بكل معايير الوطنية والمقاومة والمبادئ والثوابت والسيادة والاستقلال والحريات والديمقراطية وتضحيات الشهداء.

أما تهجم “الصبَّي” أحمد الحريري على الوطني بامتياز اللواء اشرف ريفي ودون أن تكون عنده الجرأة على تسميته فسخافة وصبيانية وأوهام لن يرضى بها من يرون في ريفي سياسياً صادقاً وشجاعاً ووطنياً بامتياز وهم كثر ومن كل الشرائح اللبنانية..

اللواء ريفي أشرف وأكبر وأصدق وأوفى وأنقى من أحمد الحريري “الصبَّي” ومن كل من ينتهج نهجه الاستسلامي والخنوعي والتعموي..

و”الشمس شارقة والناس قاشعا” وكتير منيح وبوضوع تام وجلي من هو المقاوم لمخططات وهيمنة واغتيالات وغزوات وحروب حزب الله ومن هو المستسلم لها.

يبقى أن مقابلة الرئيس سعد الحريري أمس لم تقنع غالبية اللبنانيين بتبني ترشيحه المجوسي ميشال عون وجاءت بمجملها مغلفة بالعواطف الجياشة، والتمنيات، وأحلام اليقظة، وذكرة الوالد الشهيد ورصيده الشعبي، والأوهام، والقفز فوق الواقع العملاني المعاش على الأرض.

اما العناوين والاتفاقات مع عون وغيره فمبهمة ومجرد تمنيات دون ما يؤكد صحة ومصداقية وعقلانية وواقعية أي منها.

في إطار آخر كانت مقابلة النائب نديم الجميل اليوم عبر ال بي سي معبرة جداً عن نبض وتطلعات ومواقف الشارع اللبناني وتحديداً المسيحي منه الرافض بقوة لصفقة سعد-سمير –ميشال مع حزب الله.

الجميل بعفوية وبشفافية وصدق وإثباتات عملانية  عرى الصفقة المشينة وكشف أخطارها.

في الخلاصة.. لم يكن في أي يوم من الأيام الاستسلام هو انتصاراً مهما جُمِّل وتم تغليفه بمبررات..

والأكيد والأكيد أن التاريخ سوف يلعن من استسلام لابتزاز ومخططات حزب الله الإيراني على خلفيات أنانية وحسابات سلطوية ضيقة وكيديات وتشاطر وذمية وتذاكي

ولن يرحم التاريخ هذا من قتل نحراً وفشّل مشروع 14 آذار السيادي والإستقلالي وهما بالتحديد الأكيد والأكيد سمير جعجع وسعد الحريري .. ونقطة على السطر

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أصحاب الفخامة من الاستقلال... عهود إصلاح واحتلال وأزمات

ف. ع./النهار/31 تشرين الأول 2016

شهدت الجمهورية اللبنانية بعد الاستقلال 10 عهود رئاسية وعهدين لم تكتب لأصحابهما الحياة. بعض العهود رفع لبنان الى مصاف الدول الراقية، وبعضها الآخر دمّره وقسّمه وجعله تحت وصاية الاحتلال السوري. وتميّزت عهود اخرى بالاصلاح والبحبوحة، وبعضها الآخر بالازمات السياسية والحروب التي كان سببها الاساسي الوجود الفلسطيني في لبنان. والرئاسات التي جاءت بعد الاستقلال مباشرة أسّست الدولة ووضعت هيكليتها التي ما زالت تُعتمد حتى ايامنا. اما العهود التي جاءت بعد اتفاق الطائف، فلم تتمكن من تحقيق اي اصلاحات ادارية بسبب الفساد والاحتلال السوري وعدم القدرة على تطبيق مبدأ المحاسبة. وقد يكون انتخاب العماد ميشال عون من صنع لبنان بنسبة كبيرة وسط انشغال القوى العالمية والاقليمية بأزماتها.

بشارة الخوري ... عهد الاستقلال

الرئيس الاول لجمهورية الاستقلال، هو الرئيس بشارة الخوري الذي انتخب في 21 أيلول من العام 1943 بغالبية 44 صوتاً من اصل 55، وترأس حكومته الرئيس رياض الصلح الذي تحول بيانه الى "ميثاق وطني" غير مكتوب. وفي عهده أُلغيت البنود التي تشير الى الانتداب في الدستور، وأدى نشرها في الجريدة الرسمية الى اصدار المفوض السامي قرارًا بإبطال مفعول تعديل الدستور، واعتقال الخوري والصلح والوزراء كميل شمعون وسليم تقلا وعادل عسيران، وبعض النواب وسجنهم في قلعة راشيا. كما حلّ المجلس النيابي، وكلّف اميل إده رئاسة الدولة والحكومة معا. وأدى الاعتقال الى ثورة شعبية بوجه الانتداب الفرنسي للمطالبة بالاستقلال والافراج عن المعتقلين، وحصل ذلك في 21 تشرين الثاني 1943، واعترفت فرنسا باستقلال لبنان. وتميّز عهده، اضافة الى الاستقلال، بتوطيد علاقاته مع بعض الدول العربية. كما تأسس في عهده الجيش اللبناني بقيادة اللواء فؤاد شهاب.

كميل شمعون ... عهد البحبوحة

الرئيس الثاني كان كميل شمعون الذي انتخب في 23 ايلول من العام 1952 بغالبية 74 صوتا من اصل 77 نائبا. وتميّز عهده بالرخاء الاقتصادي والبحبوحة والاستقرار الامني، وحقّق اصلاحات ادارية عدة، وحرر القضاء من الضغوط السياسية، ودعم حرية التعبير والاعلام اللبناني. الا ان عهده أُصيب بانتكاسة بعد سقوط معظم معارضيه المدعومين من الرئيس المصري جمال عبد الناصر في الانتخابات العامة عام 1957، وواجهته تحركات شعبية ضد علاقته مع واشنطن تخوفا من التمديد لنفسه. لكن معارضيه فشلوا في إسقاطه بسبب تماسك حلفائه وفي طليعتهم حزب الكتائب ورئيس الحكومة سامي الصلح، وظل في منصبه حتى نهاية عهده.

فؤاد شهاب ... العهد الإصلاحي

ولعل اللواء فؤاد شهاب الذي انتخب في العام 1958 يعد المؤسس الفعلي لمؤسسات الدولة اللبنانية وهيكليتها. بعد انتخابه اسند رئاسة الحكومة الى الرئيس رشيد كرامي. وتميّز عهده بتنفيذ مشاريع زراعية وانارة الطرق وتعبيدها، وشهد عهده ايضا اصلاحات ادارية مهمة، وانشاء مصرف لبنان. وبرز في عهده حدثان: الاول تمثل بفوز المعارضة بغالبية مقاعد مجلس النواب ما دفعه الى الاستقالة من منصبه، لكن المطالبة الشعبية منعته من ذلك. والحدث الثاني، كان إفشال الجيش واللبنانيين عموما محاولة الانقلاب التي نظمها الحزب القومي السوري الاجتماعي. واشتهر عهده ايضا بالمكتب الثاني، الذي تدخل في الحياة السياسية ومارس ضغوطا على الحريات العامة.

شارل حلو... عهد شرعنة العمل الفدائي

مع اصرار الرئيس شهاب على عدم التمديد لنفسه، انتخب شارل حلو رئيسا للجمهورية في 18 آب من العام 1964 بأكثرية 92 صوتا من اصل 99، واعتبر عهده تتمة للعهد الشهابي الذي شكل دعم مؤسّسه الرئيس شهاب الرافعة الاساسية لوصوله الى سدة الرئاسة. سعى في عهده الى مواصلة العمل الاصلاحي الذي بدأه شهاب، لكنه فشل. وأُصيب عهده بانتكاسات عدة ابرزها، ازمة افلاس بنك "انترا" في العام 1966 التي وجهت ضربة قوية الى الاقتصاد اللبناني، والصدامات بين الجيش والمجموعات الفلسطينية المسلحة بعد حرب 1967 العربية - الاسرائيلية. وخلال عهده وضع اتفاق القاهرة في العام 1969 الذي شرعن السلاح الفلسطيني ضد اسرائيل على الاراضي اللبنانية.

سليمان فرنجية ... عهد شرارة الحرب

الصوت الواحد الذي عكس شدّة المنافسة على المنصب الرئاسي، جاء بسليمان فرنجية رئيسا للجمهورية في 23 ايلول من عام 1970 بعد فوزه على منافسه حاكم مصرف لبنان الياس سركيس. تخلل عهده عدد كبير من الازمات. البداية كانت مع تعزيز المجموعات الفلسطينية وجودها في لبنان بعد طردها من الاردن، الامر الذي ادى الى اتفاق "ملكارت" المكمل لاتفاق القاهرة والهادف الى تحديد اماكن تواجد المسلحين الفلسطينيين. وفي عهده، اندلعت شرارة الحرب اللبنانية بسبب التعديات الفلسطينية على الشعب اللبناني، وحاولت "الحركة الوطنية" المعارضة له إسقاطه لكنها لم تنجح في ذلك. أنشأ ميليشيا "المردة" وترأسها، وقاتل الفلسطينيين.

الياس سركيس...عهد ضرب الوجود الفلسطيني

في ترشحه الثاني، انتخب الياس سركيس رئيسا للجمهورية في 1976، وحصد 66 صوتا من اصل 99. شهد عهده حربا ضروسا بين ميليشيات الاطراف اللبنانية والمجموعات الفلسطينية والجيوش الاجنبية التي انخرطت في الحرب اللبنانية. عمل على ادارة الازمة التي تخبط بها عهده ساعيا الى انجاح عدد من المبادرات لتسوية النزاع المسلح، لكنه فشل. لم يغادر القصر الجمهوري حتى بعد وصول الجيش الاسرائيلي الى بيروت خلال الاجتياح الذي حصل وأدّى في نهاية المطاف الى إخراج المسلحين الفلسطينيين من لبنان في شهري آب وايلول 1982.

بشير الجميّل... عهد استُشهد في المهد

بعد خوضه معارك تحرير لبنان من الوجود الفلسطيني المسلّح، انتخب بشير الجميّل رئيسا للجمهورية في 23 آب 1982، لكنه اغتيل في 14 ايلول قبل ان يتسلم الحكم. واعتبر اصغر رئيس جمهورية شهده لبنان منذ الاستقلال، واستبشر معظم اللبنانيين من معظم الطوائف خيرا بوصوله الى الرئاسة، بسبب العزم الذي أظهره لتحقيق العدالة الاجتماعية وتحقيق المشاريع الاقتصادية وإعادة إعمار لبنان. رفع لواء استعادة استقلال لبنان ومغادرة الجيوش المحتلة تحت شعار "10452 كلم مربع".

أمين الجميّل ... عهد المواجهات

تولى الرئاسة بعد اغتيال شقيقه بشير، وانتخب امين الجميل رئيسا للجمهورية. شكل عهده المنصة الاساسية لمواجهات كبيرة عقب الاحتلال الاسرائيلي للبنان. ارتبط عهده بـ"حرب الجبل" بين "القوات اللبنانية" من جهة، والحزب التقدمي الاشتراكي والمنظمات الفلسطينية من جهة ثانية، والتي خسرها المسيحيون بعد تعذر ارسال الجيش الى الجبل لضبط الوضع. كما شهد عهده تفجير مقر "المارينز" وتفجير مقر المظليين الفرنسيين في بيروت في أيلول 1983. وسلم الحكم الى حكومة عسكرية بقيادة العماد ميشال عون مهمتها انتخاب رئيس للجمهورية.

رينه معوض... عهد الطائف

انضم رينه معوض الى باكورة القيادات اللبنانية التي اغتيلت بسبب مواقفها الوطنية، بعدما انتخب رئيسا للجمهورية في 5 تشرين الاول من العام 1989. هو الرئيس الاول لجمهورية اتفاق الطائف، وكلف الرئيس سليم الحص تشكيل الحكومة الاولى. حاول التفاوض مع رئيس الحكومة الانتقالية العماد ميشال عون لانهاء الازمة اللبنانية، الا انه لم يتمكن من قطف ثمار ذلك، فاغتيل صباح عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني من العام نفسه، ليكون الرئيس الثاني بعد بشير الجميل يُغتال بعد انتخابه بفترة قصيرة.

الياس الهراوي ... عهد إقصاء المسيحيين

لم تكد دماء الرئيس معوض تجفّ، حتى انتخب الياس الهراوي رئيسا للجمهورية في 24 تشرين الثاني من العام 1989. اعتمد على الجيش السوري لعزل رئيس الحكومة الانتقالية العماد ميشال عون، ونجح بذلك في 13 تشرين الاول 1990. كما شهد عهده ايضا إقصاء قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع بعد سجنه في ملفات قضائية شملها العفو العام الذي اصدره بعد انتهاء الحرب اللبنانية. تميّز عهده بالتدخل السوري المباشر في ادارة الوضع اللبناني على جميع المستويات خصوصا بعد توقيع معاهدة "الاخوة والتعاون والتنسيق" بين البلدين. اشرف على اول انتخابات بعد انتهاء الحرب رغم مقاطعة المسيحيين لها. وتميز عهده الذي مدد له ثلاث سنوات بحركة الاعمار التي أشرف عليها رئيس حكومته رفيق الحريري.

اميل لحود ... عهد الفراغ الثاني

بعد نجاح التمديد للرئيس الهراوي الذي عمل عليه الرئيس الراحل رفيق الحريري لمنع وصول العماد اميل لحود الى الرئاسة عام 1996، انتخب لحود رئيسا للجمهورية في 15 تشرين الاول 1998، بغالبية مطلقة في مجلس النواب بعد تعديل الدستور واضافة فقرة تسمح بانتخاب كبار الموظفين لرئاسة الجمهورية وبصورة استثنائية. في بداية عهده قتل 4 قضاة داخل مبنى قصر العدل في صيدا، ولاحقًا انسحب الجيش الاسرائيلي من الجنوب والبقاع عام 2000. شهد عهده خلافات حادة بينه وبين الرئيس رفيق الحريري الذي اغتيل في 14 شباط 2005 خلال الولاية الممددة للحود ووجهت المعارضة اصابع الاتهام الاولى الى لحود والنظام السوري. وفي عهده، أدّت الضغوط الدولية التي مورست بعد اغتيال الحريري وثورة 14 آذار الى انسحاب الجيش السوري في 26 نيسان 2005 من لبنان بعد اعوام من الاحتلال السوري.

ميشال سليمان... اعلان بعبدا والانفجار السوري

بعد أحداث 7 ايار 2008 التي قام بها "حزب الله" ومفاوضات الدوحة بين القيادات اللبنانية، انتخب العماد ميشال سليمان رئيسًا للجمهورية في 25 أيار 2008 بغالبية 118 صوتا من اصل 128. شهد عهده انفجار تداعيات التورط في الحرب السورية وابرز ما ميزه اعلان بعبدا لتحييد لبنان عن هذه الحرب ولكنه لم ينفذ . لم يسلم الرئاسة الى رئيس منتخب بسبب الخلافات السياسية، التي أدخلت البلاد في شغور رئاسي طويل دام سنتين ونصف سنة تقريبا.

واليوم نحن امام عهد جديد لرئاسة الجمهورية برئاسة العماد عون الذي جاء بعد عامين ونصف عام تقريبا من الشغور الرئاسي والتعطيل المتواصل للحياة السياسية. والانظار كلها موجهة نحو القصر الرئاسي لمعرفة ما قد يتمخض عن هذا العهد.

 

منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» فارس سعيد لـ «القدس العربي»: انتخاب عون انتصار لإيران ولن يجلب الاستقرار

رلى موفّق/القدس العربي/30 تشرين الأول/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/10/30/%D9%85%D9%86%D8%B3%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%84%D9%82%D9%88%D9%89-14-%D8%A2%D8%B0%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3/

بيروت ـ «القدس العربي»: صورة قاتمة يقدّمها منسّق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» الدكتور فارس سعيد الذي يرى أن «حزب الله» يمارس اليوم مشروع غلبة في لبنان لا يمكن أن ينتهي إلا بالعنف، معتبراً أن انتخاب رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون حليف الحزب يشكل انتصاراً صافياً لإيران في لبنان، وورقة إضافية إلى الأوراق التي تعمد لتجميعها تعزيزاً لموقعها التفاوضي مع الإدارة الأمريكية الجديدة، غير أن سعيد الذي لا يوافق على الواقعية السياسية التي اعتمدها «تيار المستقبل» بزعامة سعد الحريري، وحزب «القوات اللبنانية» بزعامة سمير جعجع وآخرون، يرى أن هؤلاء سيكتشون سريعاً أننا مقبلون على مرحلة من الفوضى، وأن إنهاء الفراغ الرئاسي بهذه الطريقة لن يُعطي استقراراً، وسيُدخل البلد في مزيد من التشنج والإحباط، وحتى لو انتهى الإحباط المسيحي مع انتخاب عون، سينتقل إلى الطائفة السنية.

وتوقع أن نعيش مرحلة مساكنة بين دولة هشة يتحكم «حزب الله» بكل مفاصلها، وغياب الاندفاعة الشعبية التي كانت في العام 2005 في مواجهة السلاح غير الشرعي، ما يعني الوصول إلى استسلام كامل وتقبل لواقع السلاح الذي يُعيق عملية بناء الدولة.

ودعا سعيد قوى «14 آذار» إلى الاعتراف بهزيمتها السياسية كي تتمكن من الخروج من كبوتها، جازماً في الوقت نفسه، أن لبنان لا يُحكم بموازين القوى بل بقوة التوازن، وأن الشعب اللبناني سينتفض في وجه الوصاية الإيرانية كما انتفض في وجه الوصاية السورية، مقراً أن المواجهة ستكون صعبة لكنها ليست مستحيلة. وهنا نص الحديث.

في 31 تشرين الأول/اكتوبر، سيكون العماد ميشال عون رئيساً للبنان؟ كيف ينظر «حزب الله» إلى ذلك؟

• «حزب الله» ينظر إلى العماد عون على أنه عنوان لمرحلة سياسية. الحزب متورّط بملفات عديدة في المنطقة، وأهمها الملف السوري، هو يعتبر انتصاره في سوريا بمثابة انتصار في لبنان، ويحاول التحوّط في حال خسارته لهذا الملف عبر بناء «دولة صديقة» تؤمّن له مصالحه، فهو على المستوى الإسلامي والعربي يواجه رأيا عاما سنياً، لأنه يُعتبر فصيلاً إيرانياً في المنطقة. وعلى المستوى اللبناني يُواجَه بحالة من التشكيك، وإذا كان اللبنانيون قد تلكأوا في مرحلة من المراحل في مواجهته خوفاً من تجدّد الحرب الأهلية، فهذا لا يعني أن هناك رضى على سلوكه. هو في حالة مواجهة مع المجتمع الدولي من خلال المحكمة الدولية ومن خلال قانون العقوبات الأمريكي، والمنطقة تعيش فوق رمال متحركة، لذا هو يسعى لبناء دولة في لبنان مطابقة لمواصفاته، ويحضّر منذ الآن النائب سليمان فرنجية ليكون خليفة لميشال عون، ويحاول قبل الاستشارات النيابية تحديد رئيس الحكومة وشكلها.

يتحدث «الحزب» عن موضوعين، تشكيل الحكومة وتشكّلها، التشكّل هو لضمانة «الثلث المعطل»، والتشكيل هو لتوزيع الحقائب. يريد انتزاع التعيينات العسكرية والأمنية للهيمنة على أجهزتها. نقطة ضعفه أنه كان يتحكّم بالدولة من دون أن يدفع ثمن السلطة، المحاسبة كانت للدولة والمكاسب له، اليوم وبعد أن دفع باتجاه انتخاب عون، و«تسامحه» ـ حسب تعبيره ـ بوصول سعد الحريري، سيتحمل أيضاً المسؤولية والمساءلة، لأن الرأي العام اللبناني والدولي يدرك أن مَن سيأتي إلى هذه السلطة سيكون صنيعة «الحزب»، وتابعاً له لأن تجربة الرئاسة في لبنان برهنت أن الضمانة في لبنان ليست في الدستور أو في مؤسسات الدولة، الضمانة هي في يد من يُنصّب نفسه مرشداً للجمهورية اللبنانية الذي اسمه حسن نصرالله، هو يقول مِن عليائه بأنه «متسامح» مع الرئيس الحريري في وصوله إلى رئاسة الحكومة، ويحجز الرئاسة الثانية لصديقه نبيه بري. هو يتعامل بمنطق إعطاء الكرسي للطبقة السياسية مع الاحتفاظ بالنفوذ، الذي يتأتى من خلال بذلته المرقطة وليس من خلال الأطر الديمقراطية.

من خلال توصيفك، ما هي الخيارات الأخرى أمام القوى المناهضة، لا سيما «14 آذار» التي كان يمكن أن تلجأ إليها؟

• المسألة ليست هذا الخيار أو ذاك. جوهر المسالة أن 14 آذار التي وُلدت عام 2005 هي حركة شعبية ارتكزت على مصالحة اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، حول موضوع خروج الجيش السوري. هذه المصالحة حصلت بشروط اللبنانيين عام 2005. لكن الطوائف اللبنانية عادت تدريجياً من ساحة «14 آذار» التي هي ساحة جامعة وطنية، إلى داخل مربعاتها الطائفية. عندما عادوا إلى مربعاتهم الطائفية أصبحوا يشبهون «حزب الله» بدل أن يشبههم هو في صورتهم الوطنية عام 2005. وعادت كل طائفة لتقول بأنها تريد تشكيل إدارة سياسية لها بمعزل عن الآخر. استفاقت لديها كل النزعات الأقلوية في المنطقة، فعاشت الطوائف نوعاً من الحرب الباردة. دخلت في حالة من التراجع عن الفكرة الوطنية. العودة إلى المربعات الطائفية تدفعنا إلى التساؤل عمن هي الطائفة الأكثر تنظيماً؟ ومَن هو الحزب الأقوى على قاعدة موازين القوى الداخلية والإقليمية؟ بالطبع هو «حزب الله»، وبالتالي أصبح انتخاب ميشال عون «تحصيل حاصل» لانتفاء تأثير القوى الأخرى، وتحكّم «الحزب» بالجميع. من هنا أقول أنه لم تكن هناك إمكانية لمشروع بديل، ما حصل هو هزيمة موصوفة لـقوى «14 آذار».

كيف ستكون عليه المعادلة في المرحلة المقبلة؟

• سنعيش مرحلة مساكنة بين دولة هشة يتحكم بها «حزب الله» بكل مفاصلها، وغياب الاندفاعة الشعبية التي كانت في العام 2005 في مواجهة السلاح غير الشرعي.. هناك استسلام كامل وتقبل لواقع السلاح الذي يُعيق عملية بناء الدولة.

تتوقع أن يستديم هذا الواقع إلى أمد طويل لأنك توصّف وكأن ما كتب قد كتب؟

• أولاً أطلب من قيادات «14 آذار» أن تعترف بالخسارة، لا التكيّف مع الواقع. سعد الحريري يقول أن عودته مكسب، سمير جعجع يقول أن تصالحه مع عون مكسب، نعم هو مكسب لتيار المستقبل و«القوات اللبنانية»، أنا أتكلم عن المكسب الوطني العام. نحن خسرناه لأننا أصبحنا نشبه «حزب الله»، خسرنا لأننا عدنا إلى مربعاتنا الطائفية. المسيحيون بغالبيتهم يعتبرون أن انتخاب ميشال عون رئيساً هو عملية «تعويض» لهم. المسلمون يعتبرون أنهم دفعوا ثمناً غالياً لوصول عون حتى يطمئن المسيحي، وأي اعتراض مسيحي سيُواجه بمقولة: «أتينا بميشال عون رئيساً فماذا تريدون أكثر من ذلك؟». سيبقى الوضع في المنطقة في حال إرتجاجية وكذلك لبنان، وبالتالي فإن موازين القوى ليست نهائية تدخلنا في عقود من الإستقرار تحت هيمنة إيران. لبنان لا يُحكم على قاعدة موازين القوى لأنها متنقلة. هي اليوم مع فريق معيّن وغداً ستكون مع فريق آخر. إذا جاء السنّة بعد 10 سنوات مثلاً وقالوا لنا: «ربحنا في اليمن وفي العراق وفي سوريا، وبالتالي نريد أن نعيد النظر بالتركيبة اللبنانية وبطريقة بناء الدولة فهل نعود لنعدّل ما أنجز؟»، لبنان لا يُحكم إلا على قاعدة قوة التوازن وليس قاعدة موازين القوى.

سلاح «حزب الله» أمر واقع، وقوّة التوازن التي تتكلم عنها مفقودة منذ أيام الوجود السوري وصولاً إلى ما بعد انتفاضة الاستقلال، وبالتالي لم نشعر يوماً أن «14 آذار» استطاعت أن تتغلب على سطوة هذا السلاح؟

• في بدايات حركة «14 آذار» كنا نواجه كتلة سياسية، عسكرية، أمنية وشعبية اسمها «8 آذار» بزعامة «حزب الله» تظاهرت لتقول «شكراً سوريا»، إضافة إلى مواجهة النظام السوري. في ذلك الوقت كانت لدينا قناعة بأننا غير قادرين على مواجهة الاثنين معاً، وعلينا أن «نُهادن» مع الحزب حتى نعزز قدراتنا في مواجهة النظام السوري. وهذه كانت «فلسفة» التحالف الرباعي الذي حصل في الـ 2005. «حزب الله» أخذ هذا المكسب ووضعه في جيبه، وقاد عملية الانتفاضة المضادة وبدأت تعطي ثمارها لمصلحته بعد افتعاله حرب تموز 2006، التي انتهت بانتصار دبلوماسي حققته حكومة الرئيس فؤاد السنيورة من خلال القرار 1701، فوظف ذلك لمصلحته أيضاً عبر الارتداد إلى الداخل بفائض قوة استثنائي غلب مشروع وفكرة «14 آذار».

عند اندلاع الثورة السورية ظنّ فريق «14 آذار» أن هذه الثورة ستطيح بنظام بشار الأسد، وبالتالي سوف تتوفر لـ «الحركة الاستقلالية» إمكانية إقامة علاقات لبنانية ـ سورية متوازنة. تدخُّل الحزب في سوريا إلى جانب إيران، ومن ثم التدخل الروسي جاء ليطيح بهذه الفكرة. هكذا أتينا إلى مشروع غلبة. وعلينا أولاً أن نعترف بأننا خسرنا هذا الرهان السياسي، فإذا لم نعترف سوف لن نخرج من هذه الكبوة.

لماذا تم الإفراج الآن عن الانتخابات الرئاسية؟ لا سيما أن هناك نظرية تقول أن إيران كانت تمسك بهذه الورقة للتفاوض عليها؟

• منذ آب/اغسطس 2016 والحزب يحاول فرض مشهد عسكري، سياسي وأمني في المنطقة يسمح له بقيادة عملية المفاوضة مع الإدارة الأمريكية الجديدة. سقوط حلب يخوّله وضع ورقة مهمة في جيبه خلال عملية تجميع الأوراق. انتخاب عون رئيساً، وهو عنوان حلف مع «حزب الله» منذ «ورقة التفاهم» عام 2006، يشكل ورقة إضافية تستغلها إيران خلال مفاوضاتها مع الإدارة الأمريكية المقبلة بظروف أفضل.

العالم العربي محكوم اليوم من قبل ثلاث قوى غير عربية، إسرائيل وتركيا وإيران، وتحوّل العالم العربي بفعل انهيار النظام العربي القديم إلى ضاحية سياسية لهذه القوى. السعودية اليوم تقود أو تحاول قيادة معركة تثبيت الهوية العربية على المستوى السياسي في المنطقة، تنجح في مكان وتخسر في مكان آخر.

هل تعتبر أن وصول عون كعنوان سياسي لحزب الله كما أسميته، يشكل انتصارا صافياً لإيران على الساحة اللبنانية؟

• نعم، أعتبره انتصاراً صافياً لإيران، وبمستوى حرب تموز 2006.

أنت تقول أن لبنان لا يُحكم إلا بقوة التوازن… ما المعطيات التي تنتظرنا إذا انطلقنا من هذه النظرية؟

• حاول رئيس منظمة التحرير الفلسطينية «أبو عمّار» والحركة الوطنية أن يحكموا لبنان بموازين القوى، فكانت النتيجة اندلاع الحرب الأهلية. حاول قائد «القوات اللبنانية» بشير الجميّل الذي انتخب رئيساً للجمهورية أن يحكم بالأسلوب نفسه، فكانت النتيجة اغتياله وعودة الحرب الأهلية التي لم تنته إلا بقتال مسيحي ـ مسيحي في العام 1989 ـ 1990. اليوم «حزب الله» بقيادة حسن نصرالله يُعيد الكرّة محاولاً فرض مشروع غلبة في لبنان. أنا لا أرى نهاية لهذا المشروع إلا بالعنف.

ما ينتظرنا هو العنف. فحصر العنف بسوريا وحماية الساحة اللبنانية عنوان ربما يستهويني كلبناني، ولكن هل لدينا القدرة، في ظل مشروع الغلبة الذي يفرضه «حزب الله»، على منع انفجار البلد؟ هل يستطيع سعد الحريري، بما يمتلك من حيثيات على الساحة السنية، أن «يُـبرّد» ساحته إذا تعاملت الدولة، التي يتحكّم بها نصرالله، بكيدية مع المواطنين؟

هناك مَن يقول أنه لا توجد موازين للقوى تسمح بالحرب، وهناك عدم رغبة لدى السنّة بالقتال رغم ما يعانونه من حالة الغلبة؟

• حالات العنف التي أتكلم عنها هي التي ستنهي مشروع غلبة «حزب الله» كما أنهت مشروعي أبو عمّار وبشير الجميّل، وليس بالضرورة أن تكون عبر حرب أهلية. هناك فئة من اللبنانيين متلهفة اليوم للقبول بانتخاب ميشال عون رئيساً، من منطلق أن البلد يعاني منذ حوالي الثلاث سنوات من فراغ رئاسي، فلماذا لا نجترع حلاً ونأتي بعون رئيساً للجمهورية وبالحريري رئيساً للحكومة؟ على الأقل يهتمان بالأمور الحياتية من ماء وكهرباء، مع ترك المواضيع التي ليس لنا تأثير فيها، كالسلاح مثلاً، لغيرنا.

في رأيي، هذا لن يُعطي استقراراً، وسيُدخل البلد في مزيد من التشنج والإحباط، وحتى لو انتهى الإحباط المسيحي مع انتخاب عون، سينتقل الإحباط إلى الطائفة السنّية، هذه الطائفة تعاني منذ الـ2005: قُتل زعيمها الرئيس رفيق الحريري، واعتبروها متواطئة مع العدو الإسرائيلي حين طالبت بمحكمة دولية. «أهينت» في 7 أيار/مايو واتُهمت بالجبن لأنها لم تحارب. ويسحقون أبناء جلدتها في حمص وحماه وحلب والعالم كله يتفرّج. في العراق يُقحمون «الحشد الشعبي» الذي يرتكب انتهاكات بحق أهل السنة، ويدعمون الأقلية الحوثية في اليمن، ناهيك عن افتعال الاضطرابات في البحرين. هذه التراكمات لا بدّ لها من أن تنفجر بشكل عنفي. يجب أن تنفجر في مكان ما، آمل ألا يكون على الساحة اللبنانية.

استناداً إلى قولك أن العنف ليس بالضرورة أن يكون على صورة حرب أهلية، هل يمكن أن تشهد حالات فوضى عارمة توصل إلى انهيار البلد؟

• إذا ظهرت حالات من الاعتراض على «دولة حزب الله»، سيلجأ الحزب وبالتعاون مع رئيس الجمهورية الذي كانت لهم اليد الطولى بإيصاله، إلى تحويل البلد إلى دولة بوليسية تحت عنوان حفظ الأمن.

ثمة مَن يرى أن هناك مبالغة في تصوير ما يجري الآن بالانتصار الكلي لحزب الله. فسطوة الحزب أطاحت بالحريري من رئاسة الحكومة وأتت بحكومة نجيب ميقاتي، لكنها تراجعت مع وصول حكومة تمّام سلام المتوازنة، واليوم يجد حزب الله نفسه مجبراُ على القبول بعودة الحريري إلى رئاسة الحكومة… أليس هذا تراجعاً لسطوة «الحزب»؟

• لا… سطوته اليوم أقوى، السيّد حسن نصرالله يوزّع المناصب الرئاسية من الضاحية الجنوبية عبر شاشة تلفزيونية. رغم اجتياح 7 أيار/مايو 2008، تم انتخاب الرئيس السابق ميشال سليمان، وكان هناك حضور عربي وإقليمي ودولي. اليوم هذا كله غير موجود. هناك «مرشد» الجمهورية اللبنانية صاحب العمامة السوداء يجلس في الضاحية ويقول للبنانيين: «أنا قررت الآن. قلت لكم منذ 3 سنوات بأن لا انتخابات رئاسية إلا إذا وافقتم على عون، والآن قبلتم بما قلته… برافو».

هل هذا يعني أن إيران نجحت في وضع لبنان نهائياً ضمن فلكها، مستغلة انشغال الأفرقاء الإقليميين والدوليين بمشاكلهم؟

• هناك انهيار للنظام العربي القديم. تداعيات «الربيع العربي» جعلت الدول العربية الفاعلة منشغلة بهمومها، ما أحدث حالة من الـفراغ السياسي، استغلته إيران بالتمدّد عبر تحالفات مع الأقليات في المنطقة، هي الآن تتحالف مع الحوثيين في اليمن، والشيعة في العراق، والعلويين في سوريا، وتدّعي التحالف مع الموارنة في لبنان من خلال السماح بالانتخابات الرئاسية. ميشال عون قال بعد زيارته الأخيرة لنصرالله: «أشكرك على تسامحك!» أصبح من الواجب أن نقف ونقول: «شكراً سيّد حسن نصرالله»، بدل أن يكون الشكر للدستور وللمؤسسات اللبنانية، وللإخوة العرب الذين يساهمون بإرساء الاستقرار عندنا.

كيف سيكون التعاطي الخليجي مع الوضع الراهن، خاصة إذا اعتبر الأشقاء العرب أن لبنان سقط كلياً في الفلك الإيراني؟

• منذ أيام قليلة صدر قرار عن مجلس الوزراء السعودي بإدانة «حزب الله» ووصفه بالمنظمة الإرهابية التي لها نشاطات على مستوى العالم، هذه رسالة واضحة. «الحزب» سيحاول استغلال وجود الحريري على رأس الحكومة المقبلة لترطيب هذه الصورة بشكل يجعلها مقبولة لدى دول الخليج العربي، نظراً لعلاقاته وصداقاته الخليجية.

تحويلات اللبنانيين العاملين في الخليج تتراوح بين 5 و6 مليارات دولار، وعليكِ أن تتخيلي الوضع الاقتصادي لو انخفضت إلى 2 مليار، نتيجة تدبير ما. تبقى المخاوف قائمة من قرار خليجي لا يتناسب مع مصلحة لبنان ولا مع مصلحة المغتربين في الخليج، خاصة إذا تكررت أخطاء مماثلة لأخطاء وزير الخارجية برفض إدانة إيران بأي شكل من الأشكال.

هل تتوقع أن تطول فترة الوصاية الإيرانية خاصة وأن الوصاية السورية استمرت لثلاثة عقود؟

• علينا النظر إلى المقومات التي تجعل هذه الوصاية قصيرة أو طويلة، مثلاً انهيار الثورة السورية وعدم قدرة المملكة العربية السعودية على الإمساك بالقرار العربي في المنطقة يساهم في جعلها طويلة، بينما صمود الشعب السوري وقدرة المملكة على استقطاب صداقات عربية ودولية يقصّر في أمدها.

هل بالإمكان المراهنة على تحوّلات مع الإدارة الأمريكية المقبلة؟

• أنا لا أؤمن أن هناك تبدلاً من إدارة إلى أخرى بالنسبة للعناوين الاستراتيجية. في 11 أيلول/سبتمبر 2001 قررت الولايات المتحدة محاربة الإرهاب، وحددت أن الإرهاب يأتي من أصول إسلامية واعتبرت أنه يتناغم مع المملكة العربية السعودية وأنظمة المنطقة. بدأت أولاً بحربها في أفغانستان ثم العراق واليوم هي موجودة في سوريا، ناهيك عن موضوع الصراع العربي ـ الإسرائيلي. في العنوان الكبير هناك منافسة إسلامية ـ إسلامية على زعامة العالم الإسلامي. الكل يجمع أوراقه استعداداً للتفاوض مع الإدارة الأمريكية الجديدة، التي تتعامل بمنطق «غيمة» هارون الرشيد، فكيفما دارت موازين القوى في المنطقة تبقى هي المستفيدة، وستبقى تحمل العصا من الوسط على قاعدة التوازن. لا أعتقد أن انتخاب إدارة جديدة سيبدّل كثيراً في المشهد الإقليمي أو المشهد العربي. وإذا استمرت أمريكا بالتعامل مع مأساة سوريا بمنطق إبقاء النظام السوري على قيد الحياة، وأنها أنفقت في العراق الغالي والنفيس، وعليه تاليا أن يبقى في حالة من عدم الاستقرار، فلا يمكن أن يكون هناك تبدّل في الموازين، وخاصة بعد الدخول الروسي إلى المنطقة من الباب العريض.

هذا معناه أن موازين القوى في المنطقة تفرض نفسها على المشهد اللبناني، وبالتالي الرهان على إمكانية أن تقوم قوى الاستقلال، التي أسميتها بـ «قوى 14 آذار»، بفعل شيء ما يصبح رهاناً غير قابل للتحقق؟

• من خلال تجربتنا اللبنانية رأينا وصايات عديدة ورأينا كيفية خروجها من لبنان، لذلك لا نخاف من موازين القوى. هناك مَن تعامل مع هذه الموازين بواقعية سياسية كـ «تيار المستقبل» و «القوات اللبنانية»، من منطلق أن الذي يحضر السوق يبيع ويشتري، أنا لست من أصحاب هذا الرأي، وأنا متأكد من أنهم سيكتشفون سريعاً أننا مقبلون على مرحلة من الفوضى.

في رأيك هل كان المطلوب فقط الصمود، بمعنى أن نصمد حتى ولو بقي الفراغ الرئاسي، وكي لا نثبّت الهزيمة أمام المشروع الإيراني؟

• في رأيي هناك حالة من «الدلع» السياسي في لبنان. أطفال حلب يصمدون في وجه القصف الإيراني ـ الروسي ـ السوري ولا يتراجعون، فلماذا لا نصمد نحن في منازلنا أمام هذا الضغط الإيراني؟

العودة إلى مشروع وطني جديد ممكنة في رأيك؟

• «14 آذار» التنظيمية القديمة انتهت. علينا المحافظة على «14 آذار» الفكرة، لأنها موجودة بكل مقوماتها، ومن المؤكد أننا سنصل إلى وقت ينتفض فيه الشعب اللبناني على الوصاية الإيرانية كما انتفض على الوصاية السورية. مواجهة الوصاية الإيرانية أصعب لأنها تدخل في النسيج الاجتماعي اللبناني، إنما ليست مستحيلة.

 

حزب الله ينعى مجموعة جديدة من مقاتليه

"ليبانون ديبايت": 2016 -تشرين الأول -29/نعى حزب الله مجموعة جديدة من مقاتليه الذين سقطوا في حلب بسوريا، وذلك خلال المعارك الضارية التي تشهدها المدينة منذ بداية تشرين اول.

وفي ما يلي أسماء ستة من مقاتلي حزب الله من منطقة الجنوب:

١- الشهيد حسين عدنان شقير - ميس الجبل.

٢- الشهيد محمد علي هزيمة - ميس الجبل.

٣- الشهيد يوسف محمد نصرالله - بيت ليف.

٤- الشهيد حسن حسين حوماني - حاروف.

٥- الشهيد حسين علي عبدالله - الخريبة.

٦- الشهيد علي حسين الطويل - خربة سلم.

يذكر أنه حتى اليوم يكون، حزب الله قد نعى حوالي 26 مقاتل منذ بدء شهر تشرين اول في المعارك الدائرة بمدينة حلب السورية.

 

هل يسهل حزب الله مهمة ميشال عون رئيسا للبنان

العرب/31 تشرين الأول/16/بيروت – توقعت مصادر سياسية لبنانية أن ينتخب مجلس النواب اليوم الاثنين النائب ميشال عون، قائد الجيش السابق، رئيسا للجمهورية. وسيكون عون الذي يبلغ الثالثة والثمانين من العمر الرئيس الـ13 للجمهورية اللبنانية منذ الاستقلال في العام 1943. وبعدما اعتبرت هذه المصادر انتخاب عون رئيسا أمرا مفروغا منه إثر حصوله على تأييد كتلة نوّاب تيّار المستقبل التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، تساءلت كيف سيكون لبنان بعد انتخاب رئيس للجمهورية إثر فراغ في هذا الموقع امتدّ عامين ونصف عام؟

وركزت على أنّ ميشال عون سيواجه مرحلة صعبة ومعقدة، خصوصا في حال أصرّ حزب الله، الذي كان أوّل من اعتمده مرشّحا وحيدا للرئاسة وفرضه على اللبنانيين الآخرين، على شروط معيّنة. ومن بين الشروط تضمين البيان الوزاري للحكومة، التي سيحاول سعد الحريري تشكيلها، عبارة “الشعب والجيش والمقاومة” التي تعني اعترافا بالسلاح غير الشرعي للحزب الذي يقاتل حاليا في سوريا. وأوضحت أن مرحلة ما بعد إيصال ميشال عون إلى الرئاسة ستكشف ما إذا كان حزب الله يسعى إلى تعقيد حياة اللبنانيين أكثر، أم أنّه سيسهل مهمّة رئيس الجمهورية الجديد الذي ارتبط باتفاقات مع كلّ من سعد الحريري وسمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، يؤكد فيها التزام عدم المسّ باتفاق الطائف واعتماد سياسة النأي بالنفس عن الأحداث الدائرة في سوريا. وأشارت إلى أن المعارضة القويّة لانتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية تأتي من رئيس مجلس النواب نبيه برّي، حليف حزب الله، الذي سيصوت نواب كتلته بأوراق بيض للتعبير عن امتعاضهم من فرض ميشال عون رئيسا للجمهورية. ويبلغ عدد أعضاء مجلس النواب 128. وتعتقد أوساط قريبة من معارضي وصول عون إلى الرئاسة أن يراوح عدد الأوراق البيض بين ثلاثين وخمس وثلاثين ورقة. ومن بين الذين سيصوتون بأوراق بيض النائب سليمان فرنجية الذي ترشّح للرئاسة، كذلك عدد من النواب المنتمين إلى الكتلة التي يرأسها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، فضلا عن نواب من تيّار المستقبل بينهم رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة ونائب رئيس مجلس النوّاب فريد مكاري ووزير الداخلية السابق أحمد فتفت. ولوحظ أن عدد النواب المنتمين إلى تيار المستقبل من المعترضين على التصويت لميشال عون تضاءل بعد زيارة قام بها لبيروت وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان. وغادر السبهان لبنان بعد إجراء اتصالات مع معظم القوى السياسية مؤكدا أن المملكة العربية السعودية “تبارك” انتخاب رئيس للجمهورية وإنهاء حال الفراغ في هذا الموقع. وذكر سياسي لبناني كبير أن المهمّ في المرحلة المقبلة الدور الذي سيلعبه جبران باسيل، وزير الخارجية الحالي وصهر الجنرال عون، في مرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية. ولم يستبعد هذا السياسي أن يكون باسيل الذي سيتولى موقع وزير دولة لشؤون رئاسة الجمهورية، الرئيس الفعلي للجمهورية في ضوء التأثير الكبير الذي لديه على ميشال عون من جهة والحال الصحّية للرئيس اللبناني الجديد من جهة أخرى.

 

عودة عقاب صقر: التسوية كبيرة وواسعة جداً

علي الأمين/جنوبية/ 30 أكتوبر، 2016

قال الرئيس نبيه برّي غاضباً أنّه لن ينصاع لتسوية أعدها الوزير جبران باسيل ومستشار سعد الحريري نادر الحريري، الأرجح أن تخفيف الرئيس برّي من حدة اعتراضاته وتأكيده على عدم تعطيل النصاب يكشف أنّ التسوية واجهتها باسيل ونادر الحريري، لكن ثمّة غطاء أكبر لقرار تعيين مرشح حزب الله ميشال عون رئيساً... لا يمكن لهذا السّيرُ في ركاب التسوية التي ستوصل العماد ميشال عون إلى الرئاسة الاولى اليوم، القول إنّه حصيلة تسوية بين الوزير جبران باسيل ومستشار الرئيس سعد الحريري نادر الحريري. ربما هذا ما حاول الرئيس نبيه بري أن يقوله حين شنّ هجومه على الرئيس الحريري، وأوحى بأنّه كان كالزوج المخدوع، آخر من يعلم. علماَ أنّ الرئيس الحريري ذكر قبل أيام أنّه أبلغ الرئيس برّي في شهر آب أنّه سيذهب لمحاورة الجنرال عون بعدما انتظر نحو عام على ترشيحه فرنجية من دون أن يحصل أي جديد. غضب الرئيس بري بقي تحت السقف المرسوم. فهو لن يخرب التسوية. فأكّد أنّه سيحضر جلسة الإنتخاب ولن يقوم بأيّ دور يخلّ بالنصاب. وهذا هو ما يريده الذين صاغوا التسوية بغياب الرئيس بري ولكن ليس من دون علمه بأنّ هناك جهداً دولية وإقليمياً من أجل إنهاء الشغور الرئاسي. غضبُ برّي تصاعد في الأيام الأولى التي تلت إعلان الحريري تأييد عون للرئاسة، فهدد بأنّه لن يسمي الحريري، وأوحى بصعوبات لن يجتهد في حلّها على صعيد الإنتخابات النيابية أو تشكيل الحكومة، وأنّه ذاهب إلى تأييد فرنجية للرئاسة الأولى. لكنّه عاد إلى هدوئه، لا سيّما حين اتضحت الأمور أنّ انتخاب عون يحظى بمباركة سعودية وليس في الإقليم ولا على المستوى الدولي من يريد أن يمنع هذا الإستحقاق من الإنجاز. وبدا أنّ من كان يرجح أن ينضموا إلى تبني فرنجية والوقوف مع برّي، أيّدوا خيار المقاومة كما قال بيان الحزب القومي الذي برر تأييد عون، واصطف حزب البعث إلى جانبه رغم ثورة عاصم قانصوه قبل ايام ضد عون، فيما الرئيس بري وفرنجية استنجدا اخيراً بالورقة البيضاء.

تراجع الرئيس بري عن محاولة تقويض التسوية، إلى محاولة الدخول فيها من بوابة الإعتراض من داخلها، والمشاركة في صياغاتها العملية على صعيد التكليف والتأليف. وهذا يظهر إلى حدّ بعيد أنّ عوامل أكبر من داخلية هي التي فرضت هذا المسار، وأنّ تغييب الرئيس برّي عن المساهمة في إخراجها يتأتى إمّا من كون التسوية كانت محل اختبار، وتتطلب في مراحلها الأولى عدم تعريضها لانتكاسات من قبل متضررين، أو أنّ هذه التسوية كان يدرك حزب الله أنّ الرئيس بري لن يوافق عليها. وبالتالي فأن تتم بعيداً عنه أفضل من أن تتعرض لمخاطر الفشل والتسريب. لا سيّما أنّ حزب الله يعلم أنّ الجانب الأهم، هو المتصل بالحصة الشيعية في السلطة الجديدة. وهذا لن يوفر حزب الله من أجله الجهد والدعم للرئيس نبيه بري من أجل تأمينه في الاستحقاقات المقبلة. وقد أكّد عليه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد أمس حين قال إنّ “التفاهم الكامل والقائم بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وبين “حزب الله” و”حركة أمل”، تجاه طريقة التعاطي مع هذا الاستحقاق، هدفه الوصول إلى “حفظ المكاسب لشعبنا المقاوم وعدم المس بما أنجزه وما أصبح حقّاً مكتسباً له”. وفي هذا الكثير من الدلالات التي تطمئن الرئيس بري في المرحلة المقبلة.

حدود التسوية تبقى في مستوى انتخاب الرئيس وتشكيل حكومة. لكن ما يتطلبه هذا الإنتخاب لرئيس يحسب إقليمياً ودولياً أنّه في خانة حزب الله والمحور الإيراني، هو الحرص على إطلاق ورشة حكومية من دون إرادة تعطيل. وفي هذا السياق يمكن إدراج عودة النائب عقاب صقر باعتبارها مؤشراً على الإنتقال إلى مرحلة جديدة، عنوانها الفصل بين مجريات الأزمة السورية ولبنان أو تحييده قدر الامكان. وتنقل دوائر دبلوماسية أميركية أنّ حلول الأزمة السورية ليست قريبة بل ثّمة سنوات طويلة قبل وصولها إلى برّ الأمان. وفي هذا السياق تمت محاولة خلق حدود بين استمرار قتال حزب الله في سوريا وبين دورحزب الله في لبنان. وبحسب المعلومات فإنّ هذا التحييد، دون منع حزب الله من استمراره في الانخراط بالقتال في سورية، يتطلب إعادة تنظيم العلاقات بين مؤيدي نظام الأسد ومؤيدي الثورة السورية في لبنان على قاعدة التأكيد على أولوية الملفات اللبنانية الملحة.

 

حل أزمة الرئاسة اللبنانية لا يعني انفراجا قريبا للمشكلات الاقتصادية

العرب/31 تشرين الأول/16/بيروت - يأمل اللبنانيون في أن يسهم حل أزمة الرئاسة الشاغرة في انفراج الأوضاع الاجتماعية والمعيشية بعد أن أحدث هذا الشغور شللا في جل المؤسسات الرسمية وتراجعا في النمو الاقتصادي في بلد صغير ذي إمكانيات هشة ويرزح تحت وطأة وجود أكثر من مليون لاجئ سوري، إضافة إلى عدة أزمات أخرى متعددة يأتي على رأسها الفشل في التخلص من النفايات التي تملأ شوارع المدن والقرى. لكن يبدو هذا الانفراج مازال بعيدا بحسب الخبراء والمتابعين السياسيين، وتقول الباحثة في “مجموعة الأزمات الدولية” سحر الأطرش، إن “انتخاب ميشال عون ليس عصا سحرية. سينهي الشغور الرئاسي بالتأكيد، لكنه لا ينهي الأزمة السياسية وترهل المؤسسات والانقسام الكبير حول ملفات داخلية وأخرى خارجية على رأسها الحرب في سوريا”. وفي بلد يقوم على التحاصص الطائفي في مقاعد البرلمان والحقائب الوزارية والمناصب العليا في الدولة وصولا إلى الوظائف العادية، يتوقع أن تكون مهمة تشكيل الحكومة شاقة وطويلة. وتقول أستاذة العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف في بيروت كارول شراباتي “من الماضي الذي نعرفه والشخصيات التي تحالفت مع بعضها البعض والجو السياسي السائد، لا شيء يضمن الذهاب أبعد من تعبئة موقع شاغر”. وتضيف شراباتي “نحن أمام تحالف مصالح ولكل طرف حساباته. فعون يريد الرئاسة بأي ثمن، والحريري يريد إعادة بناء حلقته السياسية المنهارة، أما حزب الله فلا خيار آخر لديه وعليه أن يظهر أنه ثابت على موقفه السياسي في دعم عون”. وترى أن السؤال الحقيقي اليوم “هل تسمح الأجندة الشخصية لكل طرف ببناء استراتيجية مشتركة على المدى الطويل طالما أن تحالفها ليس مبنيا على قاعدة مشتركة؟”. ويقدم عون نفسه منذ العام 1988، على أنه “الرئيس الأقوى”، مستندا في ذلك إلى قاعدته الشعبية المسيحية العريضة. وقبل الحكومة الحالية برئاسة تمام سلام، ترأس سعد الحريري حكومة بين 2009 و2011 لم تنجح في إيجاد حلول لأزمات البلد العديدة، لا سيما بسبب الخلافات الحادة بين فريقي الحريري المعادي للنظام السوري وحزب الله حليف النظام. وعاش الحريري معظم السنوات الماضية خارج لبنان، ما عرضه لتراجع شعبيته على حساب تنامي التيارات الإسلامية المتطرفة. وترى الأطرش، أنه لا يمكن الحديث عن “تحالف سياسي”، بل عن “تلاق آني من الصعب أن يستمر، لأن مصالح الأطراف أساسا متضاربة حول كيفية تقاسم السلطة”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 30/10/2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

"أقسم بالله العظيم"، هكذا يبدأ العماد ميشال عون القسم الدستوري بعد إعلان فوزه في انتخابات رئاسة الجمهورية ظهر غد الذي يشهد بداية طقس ممطر على لبنان. ومن الثابت القول إن الخبر لن يكون جديدا في انتخاب عون، وإنما سيكون في حجم الأصوات التي سينالها، وفي عدد الأوراق البيض التي يعبر أصحابها عن عدم رضاهم عن الإنتخاب.

ومن الواضح أن مرحلة جديدة ستبدأ ظهر غد في قلب المعركة الديمقراطية، وفي خلط الأوراق السياسية في البلد بين الموالاة والمعارضة، انطلاقا من الإقتراع، ثم المشاورات في القصر الجمهوري لتكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة، بحسب ما هو مرجح.

وعندها تكون المرحلة الصعبة في التأليف أو المرحلة التسووية في قيام حكومة كل لبنان، لترسيخ الإستقرار الأمني، وإطلاق عجلة العمل في السلطتين التنفيذية والتشريعية على أمل أن يكون كل ذلك في خدمة لبنان واللبنانيين.

ووسط فرحة قسم كبير من اللبنانيين بالإنتخاب الرئاسي، حزن لدى كل اللبنانيين على غياب أبو مجد الذي شيع جثمانه اليوم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

غدا مواجهة في ساحة النجمة بالسلاح الأبيض. وإذا كان اسم العماد ميشال عون محسوما لرئاسة الجمهورية، فإن المرشح النائب سليمان فرنجية ينافس بالأوراق البيضاء، فلا معلومات نهائية ولا أرقام دقيقة عن حجم هذه المنافسة الديمقراطية.

إذا ساعات فاصلة عن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية. الاستعدادات اكتملت ما بين ساحة النجمة وقصر بعبدا، وخطابا رئيس المجلس والرئيس المنتخب باتا جاهزين.

حسم اسم الرئيس لا يلغي السؤال: هل يحسم الانتخاب من الدورة الأولى أم الثانية؟. وحده الثابت أن الكرسي الرئاسي سيطلق الشغور غدا ويكون العماد عون الرئيس الثالث عشر للجمهورية.

لكن ماذا بعد الرئاسة؟، هل تطول فترة التأليف الحكومي؟.

الاجتماعات مفتوحة، والرئيس نبيه بري سيراقب من دون أن يتدخل، لا في تدوير زوايا المقاعد ولا البيان الوزاري، سيستمع في عين التينة لما سيطرح عليه "العدس بترابو وكل شي بحسابو"، قال رئيس المجلس. ما يعني أن كل شيء مرهون بأوانه.

أما أوان الحلول في المنطقة فلم يحن، بانتظار عهد دولي جديد يدشنه الأميركيون في انتخابات الرئاسة بعد أسبوع. واللافت ارتفاع حظوظ دونالد ترامب مجددا وتقليصه الفارق مع هيلاري كلينتون، فهل تحمل تلك الانتخابات مفاجآت؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ساعات ويخرج لبنان من نفق الشغور الرئاسي الطويل.

غدا تعود الحركة إلى قصر بعبدا، مدفوعة بتفاهمات وتفهمات سياسية على انتخاب العماد ميشال عون الرئيس الثالث عشر للجمهورية.

وفق الدستور، تكون الكلمة غدا للمجلس النيابي، الذي يلتئم في صورة جامعة طال انتظارها. هناك، تنضج الطبخة اللبنانية للرئاسة، وما بعد ذلك يفتح القوسان لمرحلة طويلة، يوضع خلالها الطقم السياسي تحت مجهر الاختبار في الاستحقاقات العالقة والملفات المعقدة التي توارثتها العهود والحكومات.

غدا سيكون المشهد وطنيا وفق جميع المراقبين، والاحتفالات التي جهز لها "التيار الوطني" في جميع المناطق، أراد ان تكون اشارة واضحة إلى حجم التمثيل المسيحي للرئيس الجديد الذي ترأس تكتلا نيابيا هو الأوسع مسيحيا أيضا منذ العام 2005.

ربما، ملامح جلسة الانتخاب واضحة للجميع بأصواتها ومواقفها وقواعدها، لكن الأمل يبقى بأن يكون مستقبل اللبنانيين أقل غموضا. فهل سينجح ساسة لبنان باتفاقات عابرة للمراحل المقبلة، كما تفاهموا على تخطي الاستحقاق الرئاسي؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الاثنين الأبيض سينهي الحداد الطويل للجمهورية على رئيسها. سنتان ونصف السنة، اختبر كل من انقلب على الموقع الأول في الدولة واستخف بها، كم ان قيادة السفينة مستحيلة من دون قبطان. لقد أرغم اللبنانيون خلال هذه المدة على مشاهدة مؤسساتهم تتهاوى الواحدة تلو الأخرى، إلى ان بلغنا حافة التفكك الشامل.

الاثنين الأبيض سيدخل العماد عون القصر رئيسا، بعدما أخرج منه بالقوة ذات تشرين من العام 1990، فهل سيتمكن من وقف التدهور واعادة التألق إلى الجمهورية؟.

في العملاني إذا لم يتمكن عون من حصد الاجماع النيابي، الا ان ما رفد به من دعم نوعي أجبر خصومه على اللجوء إلى الأوراق البيض، والمعطيات المتقاطعة تؤشر إلى امكانية ان يفوز عون بالرئاسة بأكثرية مريحة ومن الجولة الأولى.

عسل الرئاسة سيتبدد سريعا عند الشروع في تأليف الحكومة، خط الدفاع الثاني الذي انكفأ إليه خصوم عون متوعدين بتحويله إلى كابوس.

تزامنا، أحد أسود سبق الاثنين الأبيض، لقد ودع اللبنانيون فنانهم الأول ملحم بركات إلى مثواه الأخير.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

يوم واحد قبل العرس، يوم واحد، ولو كان أحدا لكنه يشبه سبت النور، نور الوطن. يوم بل هي ساعات فقط كثيرون لن يناموها الليلة، سيسهرون على ثوانيها، مصابيحهم مشتعلة، ينتظرون عودة الأب إلى البيت، عودة أب الجمهورية إلى رئاستها، وعودة والد الجميع إلى بيت شعبه.

غدا حين ينتصف النهار، سوف ينصف بعض من استحقاقات شهدائنا. وحين تصير الشمس عمودا في السماء سيكونون جوقا فوق يهللون لعماد جمهوريتهم، وحين يخرج اسمه من صندوق المجلس رئيسا، ستتكسر صناديق الموت وتتفتح نوافذنا وأبوابنا والقلوب على رحاب الحياة والخير والسلام.

في الفترة القليلة الفاصلة عن لحظة الحلم، صارت كل الترتيبات منجزة لا بل محفوظة على الصدور، صدور قلوب الملايين. الثانية عشر ظهرا يدخل النواب قاعة مجلسهم، دورة واحدة مرجحة كافية، بعدها خطاب القسم الذي كتبه فخامة الرئيس على مراحل عدة، وطيلة فترات زمنية مختلفة. بعد الخطاب ينطلق فخامته إلى حيث يقلب التاريخ من 13 تشرين إلى 31 منه، ليشتعل لبنان فرحا واحتفالات ستستمر حتى الليل، وتمتد على مساحة الوطن. وستكون الotv المحطة التي كانت وظلت على صورته ومثاله، كما قال لها: انت الأول، حاضرة لتغطية كل لحظة من يوم العرس الرئاسي التاريخي الطويل.

تبقى غصة واحدة، انه عشية عودة أبي المجد إلى بيت شعبه، يعود أبو مجد إلى بيت الله، ملحم بركات يا من أعطيتنا الفرح نصف قرن، سنظل نذكرك بفرح، نستحضرك بمجد ولو ودعناك اليوم بكل البركات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

طوى لبنان اليوم صفحة خالدة من صفحاته المجيدة، ملحم بركات الذي قال فيه الشاعر نزار فرنسيس "واهتز عرش الموهبة". ومع طي هذه الصفحة، يتناقص الخالدون في هذا البلد الذين لا يتكررون.

أما غدا، وما لم تحدث مفاجآت، فصفحة تطوى وصفحة تفتح،الشغور يطوي صفحة دامت عامين وخمسة أشهر، وعهد رئاسي جديد يفتح صفحة جديدة وفريدة. فالعماد ميشال عون الذي غادر قصر بعبدا منذ 26 عاما، وكان رئيسا لحكومة انتقالية ووزيرا لخمس وزارات هي الدفاع والداخلية والخارجية والاعلام والتربية وقائدا للجيش، يعود إليه رئيسا للجمهورية بموجب دستور الطائف، فيجري استشارات نيابية ملزمة لتسمية رئيس الحكومة الذي يضع جدول أعمال مجلس الوزراء بالتشاور مع رئيس الجمهورية الذي إذا حضر جلسة مجلس الوزراء يترأسها.

كثيرة هي الأمور التي تغيرت بين الدخول الأول إلى قصر بعبدا في 22 أيلول 1988، وبين 31 تشرين الأول 2016، 28 عاما تغير فيها دستور لبنان، كان فيه 30 ألف عسكري سوري فبات فيه مليونا نازح سوري. كانت سوريا البلد الأكثر استقرارا في المنطقة، فأصبحت البلد الأكثر اشتعالا. كان الدين العام في لبنان مليار دولار فأصبح نحو 70 مليار دولار.

لبنان 1988 غير لبنان 2016، فهل العماد عون هو نفسه بين التاريخين؟. من السابق لأوانه الاجابة، ولكن ما سيتبدل حكما هو التسمية من دولة الرئيس إلى فخامة الرئيس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

"وأنا كنت مفكر بعد بكير تاري اللي بيصير عا غفلة بيصير".

صحت كلمات أغنية الراحل الكبير ملحم بركات، فغافل محبيه على امتداد لبنان والعالم العربي. رحل أبو مجد بصمت الكبار ليوارى في الثرى في كفرشيما، وليبقى خالدا في قلوب محبيه.

في وداعه الحاشد في كنيسة مار نقولا الأشرفية، كان الكلام المعبر والبكاء المؤثر.

اللبنانيون الذين بكوا في وداع الموسيقار الكبير، سيعيشون غدا لحظة فرح كبير من خلال جلسة الانتخاب التاريخية التي سيشهدها البرلمان بانتخاب النائب ميشال عون رئيسا للجمهورية، بعد فراغ في موقع الرئاسة على مدى عامين ونصف.

الجلسة التي اكتملت تحضيراتها وتفصلنا عنها ساعات قليلة، ستنقل لبنان إلى حيز جديد، فترفع من جهوزية المؤسسات الدستورية في مواجهة حرائق المنطقة، وتبني مستقبلا أفضل للبنانيين على المستويات الاقصادية والانمائية.

الانتخابات الرئاسية التي سيعيشها اللبنانيون غدا، ترجمة لفعل الايمان بالديمقراطية، عاشه تيار "المستقبل" في انتخابات على مستوى المندوبين، تحضيرا للمؤتمر العام المقرر أواخر الشهر المقبل. ففي الطريق إلى المؤتمر العام، منسقيات بيروت والمناطق، أنجزت انتخابات المندوبين، في وقت أكد الرئيس الحريري على إنحيازه للشباب في هذا الإستحقاق، وعلى وصفه اليوم بالديمقراطي والحضاري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

من بيت جاور مجلس شورى "حزب الله" في حارة حريك، إلى بعبدا في حكومة عسكرية، فالمنفى الباريسي خمسة عشر عاما، إلى العودة على موج الناس، فالانتظار عشر سنوات، ثم المحطة الأخيرة في ساحة النجمة. غدا، ميشال عون رئيسا عن سبع وعشرين سنة حلم، عن عمر يناهز الصبر، عن مسيرة آمنت بالوصول ولم تفقد الأمل عندما أنزلت عليه الحرمات والفيتوات، فتم نفيه رئاسيا بعد النفي السياسي.

غدا يوم للجنرال، إثنين عون الممتلئ صوتا، والحاصد ما يربو على الفوز من الدورة الأولى. غدا نودع جنرال الرابية لنستقبل جنرال الرئاسة، بعد سنتين وثمانية أشهر من فخامة الفراغ الذي زرع العشب على بوابات بعبدا. كل الاستعدادات اكتملت لإعلان سد الشغور وصعود ميشال عون إلى الكرسي الأولى، ودخوله بعد خطاب القسم إلى قصر بعبدا سيدا منتخبا هذه المرة، وليس رئيسا لحكومة متشظية ومشطورة بين شرق وغرب، بل رئاسة إلى كل اللبنانيين، اتخذ عون شعارا لها بأن يكون "بي الكل".

وفي خط سير الغد، احتفالات سيارة بدأت من الليلة. على أن تفتتح الجلسة منتصف نهار الاثنين بحضور دبلوماسي، إضافة إلى عائلة العماد.

لبنان الذي يودع فراغه في مراسم فرح، سار اليوم بمراسم حزينة ألقت السلام الأخير على ملحم بركات، الذي وقفت ألحانه من بعده ترثيه وتأخذ بخاطر الناس. ملحم الذي كان يصرخ للأيام ويغني "على مهلك يا أحد" لم يمهله الأحد، وأعلنه راحلا إلى كفرشيما في مشوار وطني وشعبي. مجده صديق الدرب الشاعر نزار فرنسيس بأبيات انتزعت العبرات من عيون الناس. ناداه نزار من قلب الكنيسة: "قوم يا ملحم قوم هيدي مش إلك.. ليش الغفا.. نبض الحياة بيسألك"، فكنا أمام قصيدة ترنو إلى لحن الملك.

 

 جعجع: وصول عون الى بعبدا سيرسخ اتفاق الطائف وهو مصلحة وطن بأكمله

الأحد 30 تشرين الأول 2016 /وطنية - جدد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع التأكيد أن "الانتخابات الرئاسية صنعت في لبنان 100%، بعد أن كانت تصنع في الخارج أيام الوصاية السورية".

وأشار، في مداخلة مع تلفزيون "الجديد" ضمن برنامج "الأسبوع في ساعة"، الى أن "ترشيح العماد ميشال عون للرئاسة بالنسبة لنا، لم يكن تضحية، بقدر ما كان مصلحة وطن بأكمله. وأنا مسرور جدا أننا في النهاية تمكنا من القيام بشيء ملموس وحسي للناس، فالفراغ كان مقيدا له أن يبقى، وقد نجحنا في وضع حد له، وغدا سيكون لنا رئيس للجمهورية".  وأشار إلى أن "اليوم وغدا يجب أن يكونا يومي تهاني وفرح وانتقال لمرحلة أفضل، وأترك الحديث عن موقف حزب الله إلى وقت آخر. لدي العديد من التعليقات حول موقف حزب الله لكن لا أريد الحديث عنها اليوم".ورأى ان "الحدث، هو ان الرئاسة صنعت 100% في لبنان، ومن المعروف في أيام الوصاية، كيف كان يتم انتخاب رئيس للجمهورية، فحتى في العام 2008، عندما كنا في الدوحة، كان أمير قطر يتواصل مباشرة مع دمشق وطهران والرياض، وعلى أساس ذلك تمت التسوية، وحينها توصل الأفرقاء المحليون إلى تسوية وتم انتخاب الرئيس ميشال سليمان".ولفت إلى ان "الأكثرية الساحقة من الدول الخارجية، لم تكن تريد هذه التسوية، وفي أحسن الأحوال بعضها لم يكن مهتما بها، ولكن حل مشكلة الرئاسة هذه المرة، بدأ من الأفرقاء المحليين، ومن ثم انضم الأفرقاء الخارجيون لمباركتها". وعما اذا كانت زيارة وزير الدولة السعودي ثامر السبهان بمثابة تدخل سعودي، أوضح أن "السعودية لم تتدخل لا من قريب ولا من بعيد، ولطالما اعتبرت أن الأمور اللبنانية هي شأن لبناني". وردا على سؤال، أجاب: "عندما وجدنا أنا والحريري، ان العماد عون مناسب، ومن ثم الأكثرية اتفقت على ذلك، لم يمانع أصدقاء لبنان والدول، التي تريد مصلحة لبنان"، معتبرا انه "كان يمكن لحزب الله أن يذهب من اللحظة الأولى إلى الجلسات لانتخاب رئيس للجمهوية". ورأى ان "تفاهم معراب والحدث الرئاسي أثبتا أن القوات اللبنانية، هي أم الصبي الذي هو لبنان". واذ طالب الحكومة الجديدة بأن "تكون حكومة قبل أي شيء آخر، بمعنى أن تكون حكومة متراصة، وأن لا يكون هناك وزير معارض، وأن لا يأخذ التشكيل 7 أشهر، وأن يعود الانتظام إلى المؤسسات"، اعلن ان "تفاهمنا مع التيار، هو على شراكة معينة، ولا اتفاق على حقائب وزارية معينة". وقال: "ان التأخير في تشكيل الحكومة، سيكون نهاية العهد قبل أن يبدأ، ونحن والجنرال نتفق على هذه النقطة، فخلال 4 أسابيع من المفترض أن تتشكل حكومة إذا كان هناك تفاهم، وفي حال لم يكن هناك تفاهم فليعارض من يعارض، واليوم على الأقل يجب أن يبقى من يعارض العماد عون في المعارضة". وردا على أن اسمه واسم عون، لطالما ارتبطا بالحروب، كما قال النائب سليمان فرنجية، أجاب: "هل يمكن أن تسأل فرنجية بماذا يرتبط اسمه؟ فمن بيته من زجاج لا يراشق العالم بالحجارة". اضاف "لو استمر فرنجية في الترشيح كان سيحصل على 17 صوتا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأوراق البيضاء، وهذا الرقم لا يرضي فرنجية، ومن أجل ذلك اتفقوا على جمع الأصوات المعارضة تحت راية الورقة البيضاء، من أجل القول ان هناك صوتا للمعارضة"، مشيرا الى ان "كلمة السر بينه وبين رئيس المجلس النيابي نبيه بري هي العماد عون".

مداخلة "أم تي في"

وفي مداخلة عبر محطة "أم تي في" ضمن برنامج "بموضوعية"، توجه جعجع الى العماد عون بكلمة قال فيها: "أتمنى أن تكون على قدر التحديات المطروحة، لننقل البلد من المكان الذي هو فيه الى مكان أفضل، فمهمتك تبدأ بعد وصولك الى بعبدا". وقال: "اننا كقوات، سنكون شركاء مع العماد عون لتحقيق ما هو أفضل للبنان"، مضيفا "نحن عشية يوم تاريخي، لأن الحدث الرئاسي هو صناعة لبنانية، بالرغم من عدم رغبة أطراف خارجية كثيرة". واكد ان "وصول عون الى بعبدا، سيرسخ اتفاق الطائف، ويعطيه أبعادا نحو المستقبل بعكس ما يقول البعض"، واصفا يوم غد ب"الاثنين الفاصل بين مرحلة التعطيل الرئاسي، الذي كان مقيدا ومخططا له الاستمرار لسنوات، وبين مرحلة ما بين عام 1990، حتى هذه اللحظة، فغدا سنبدأ عهدا جديدا بالمعنى الفعلي للكلمة من ناحية الممارسات والتصرفات".

اجتماع

تجدر الإشارة الى ان تكتل "القوات اللبنانية" النيابي اجتمع برئاسة جعجع، وضم النواب: ستريدا جعجع، طوني بو خاطر، ايلي كيروز، انطوان زهرا، فادي كرم، شانت جنجنيان وجوزف المعلوف، الوزيرين السابقين جو سركيس وطوني كرم، عضو الهيئة التنفيذية ادي ابي اللمع. وشكل الاجتماع مناسبة لبحث حيثيات جلسة انتخاب الرئيس يوم غد وما يليها.

 

بري استقبل ارسلان وقانصوه وسفيرة الهند السفير الألماني: بري صمام امان للحفاظ على الديموقراطية

الأحد 30 تشرين الأول 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة، السفير الألماني في لبنان مارتن هوث الذي قال بعد اللقاء: "سررت بالفرصة التي أتيحت لي بلقاء دولة رئيس مجلس النواب قبل انعقاد جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية يوم غد الإثنين. لقد ناقشنا بالطبع الوضع الحالي في لبنان، حيث انتهزت الفرصة لنعرب عن شكرنا العميق لجهود دولته الحثيثة من أجل تجاوز الفراغ في سدة الرئاسة خلال العامين والنصف الماضيين. ونعرب عن تقديرنا البالغ لمبادرته في إقامة جلسات الحوار الوطني وعقد 45 جلسة برئاسته بهدف اختيار رئيس للبلاد. وبالتالي، فإن دولة الرئيس بري قد شكل صمام أمان للحفاظ على الديموقراطية خلال الأوقات العصيبة في بلدكم. والآن حان الوقت للنظر الى الأمام، مع إنتخاب رئيس للجمهورية، سيكون لبنان أكثر قدرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية الملحة. نحن على ثقة وكلنا نأمل أن يتحقق ذلك خدمة لمصالح الوطن والمواطن، وأتمنى كل التوفيق للبنان". ثم استقبل سفيرة الهند في لبنان anita nayar أنيتا نايار في زيارة وداعية. واستقبل الرئيس بري رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان الذي قال: "لا بد دائما أن نزور هذا الصرح والأخ الأكبر دولة الرئيس الصديق نبيه بري، خصوصا في هذا الظرف الذي تمر به البلاد وغدا الإستحقاق الرئاسي. سأختصر وأقول بغض النظر عن جلسة الإنتخاب الرئاسية غدا التي نأمل أن تكون صفحة جديدة قد فتحت بالنسبة لردم الهوة بين اللبنانيين، لا أستطيع الا أن أقول أن الرئيس بري يبقى دائما في أي موقف يتخذه الراعي للدولة ومؤسساتها، وصاحب الحكمة في إدارة البلد والضمانة الأساسية لكل المؤسسات الدستورية في البلد وأنا أعتبر أنه بحنكة وحكمة دولته في مقاربته في ما يتعلق بأمور الدولة اللبنانية منذ سنتين ونصف أو أستطيع أن أقول منذ عام 2005 كانت كل الأمور تدور حوله لأنه كان الأطفائي لكل محاولات التفرقة والإنقسام. وكان يحاول دائما أن كان عبر مساعيه الشخصية أو عبر انعقاد طاولة الحوار ردم الهوة ولتسهيل التوافق بين اللبنانيين. وأنا على ثقة تامة بأنه كان وسيبقى غدا وبعد غد الضامن والراعي الأساسي للدولة ووحدة المؤسسات الدستورية". كما استقبل النائب عاصم قانصوه وعرض معه لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية غدا.

 

عشرات الاصابات في حريق قبعيت والنيران وصلت إلى المنازل

الأحد 30 تشرين الأول 2016 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في عكار ميشال حلاق، ان النيران لا تزال مستعرة في أحراج بلدة قبعيت على امتداد ما يزيد عن ال6 كيلومترات مربعة، ووصلت إلى عدد من المنازل التي غادرها سكانها، وسط محاولات متواصلة من فرق الجيش والدفاع المدني والبلديات والمتطوعين من ابناء قبعيت وكل قرى وبلدات جرد عكار، لمنع توسع رقعة الحريق إلى مواقع جديدة. وأدى الحريق إلى إصابة أكثر من 90 شخصا، غالبيتهم من المتطوعين للمساعدة في عمليات الاطفاء، عملت فرق الاسعاف التابعة للصليب الأحمر في مركز حرار إلى نقل 10 منهم إلى مستشفى الحبتور في بلدة حرار، وتم إسعاف الباقين ميدانيا. وتنوعت الاصابات بين حروق وجروح وضيق تنفس. وناشد النائب خالد زهرمان الأجهزة المعنية التحرك سريعا للمساعدة في اخماد الحريق. كما دعا قيادة الجيش الى ارسال تكثر من طوافة لمكافحة النيران نظرا لوعورة المنطقة، مثنيا على الجهود الكبيرة التي بذلها عناصر ومتطوعو الدفاع المدني والجيش والاهالي والبلديات والصليب الأحمر الذين قاموا بجهود جبارة لمحاولة السيطرة على هذا الحريق. كما طلب زهرمان من وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور، الايعاز للمستشفيات في عكار باستقبال الإصابات الناتجة عن الحرائق على نفقة وزارة الصحة.

 

ريفي: للتحرك السريع لاخماد حريق قبعيت وانقاذ أهلها

الأحد 30 تشرين الأول 2016 /وطنية - دعا وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي، الأجهزة المعنية، إلى التحرك سريعا للمساعدة في اخماد الحريق في بلدة قبعيت العكارية في جرد القيطع. كما ناشد قائد الجيش العماد جان قهوجي "المساعدة في اطفاء الحرائق عبر الطوافات، مستصرخا الجميع ان المنطقة اليوم "أمام كارثة بيئية كبيرة تفرض علينا التحرك لإنقاذ المنطقة وأهلها".

 

الدفاع المدني: العمل متواصل لاخماد حريق قبعيت رغم معاكسة الأحوال الجوية

الأحد 30 تشرين الأول 2016 /وطنية - صدر عن وزارة الداخلية والبلديات- المديرية العامة للدفاع المدني، البيان الاتي: "تواصل آليات الدفاع المدني، معززة بالعناصر بمساندة من الجيش اللبناني، العمل حتى الساعة على إخماد الحريق الهائل الذي شب في أحراج بلدة قبعيت العكارية، رغم معاكسة الأحوال الجوية بسبب اشتداد سرعة الهواء ما يساهم في اتساع رقعة الحريق، علما بأن هذه المنطقة تتعرض سنويا في مثل هذا الوقت لسلسلة من الحرائق المختلفة الناتجة عن التحطيب وإشعال المشاحر. تشدد المديرية العامة على ضرورة الالتزام بالتعاميم التي تصدر عنها والتقيد بالارشادات حول شروط السلامة العامة، منعا لنشوب حرائق قد تؤثر على سلامة المواطنين".

 

عون يؤكد للسبهان تقديره للمملكة وحرصه على أفضل العلاقات مع دول "الخليجي"/ميشال عون “العريس” الـ13 للبنان والاستشارات الملزمة لتكليف رئيس الحكومة

بري يتجه لرفع سقف شروطه للمشاركة في الحكومة عبر مطالب تعجيزية بعد حصوله على تفويض من “حزب الله”

بيروت – من عمر البردان/السياسة/30 تشرين الأول/16

بعد إخراجه بالقوة قبل 26 عاماً على أيدي الجيش السوري المحتل في 13 أكتوبر 1990، يعود رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون اليوم إلى قصر بعبدا رئيساً للجمهورية، محققاً الحلم الذي راوده منذ وصوله الى قيادة الجيش اللبناني في العام 1984. وتشير كل التوقعات الى أن عون سيكون الرئيس الثالث عشر للجمهورية اللبنانية، من دورة الاقتراع الأولى التي يعقدها ظهراً مجلس النواب بكامل أعضائه الـ127 (من أصل 128 بعد استقالة النائب روبير فاضل)، حيث يرجح حصوله على ما يفوق 86 صوتاً، أي ثلثي الأصوات وهي النسبة المطلوبة للفوز بالرئاسة، في حين يتوقع أن يكون في صندوق الاقتراع نحو 36 ورقة بيضاء، تعبر عن أصوات المعترضين من النواب، بعدما طلب رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية من مؤيديه الاقتراع بورقة بيضاء. وعشية “العرس” الرئاسي الذي سيُزف فيه زعيم “التيار الوطني الحر” رئيساً في تسوية لبنانية – لبنانية غابت عن المشهد الرئاسي منذ انتخابات العام 1970 التي جاءت بسليمان فرنجية الجد رئيساً للجمهورية بفارق صوت واحد عن منافسه الياس سركيس، شددت المواقف على ضرورة التطلع بأمل الى المستقبل وفتح صفحة جديدة على أنقاض صفحات الماضي، لتوفير الاجواء الملائمة لانطلاقة قوية للعهد الجديد الذي سيباشره رئيس الجمهورية العتيد ببدء الاستشارات النيابية الملزمة التي يتوقع لها أن تبدأ الاربعاء او الخميس المقبلين لتسمية رئيس الحكومة المكلف الذي سيكون رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري.

وأكدت أوساط قيادية في “التيار الوطني الحر” لـ”السياسة” أن عون توافق مع الحريري على العمل من أجل اخراج البلد من ازماته وتعزيز الوفاق الوطني ونسيان الماضي، حماية للاستقرار ودفعاً من أجل تحسين اداء المؤسسات وتوفير مناخات أفضل للاقتصاد ودعم الجيش وتنشيط الحوار وتفعيل مساحات التلاقي.

وعلمت “السياسة” من مصادر في “التيار الوطني الحر” ان عون حمل الموفد السعودي الوزير ثامر السبهان رسالة تقدير واحترام لقادة المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على جهودهم من اجل مباركة انجاز الاستحقاق الرئاسي، مؤكداً أنه يعول على المملكة لاعادة العلاقات مع لبنان الى سابق عهدها وكذلك مع دول مجلس التعاون الخليجي التي يحرص لبنان على ان تكون علاقاته معها على افضل ما يرام، كونها علاقات تاريخية للجميع مصلحة في ابقائها قوية ومتينة.

وأشارت المعلومات الى ان عون شدد امام ضيفه السعودي على انه سيباشر بعد انتخابه رئيساً على العمل من أجل إزالة الشوائب التي اعترت العلاقات اللبنانية – الخليجية، تمهيداً لاعادتها الى طبيعتها، وانه يقع في سلم اولوياته القيام بجولة خليجية تبدأ من الرياض، في اطار سعيه لوصل ما انقطع مع دول مجلس التعاون لأن لا غنى للبنان عن اشقائه الخليجيين.وسط هذه الأجواء، اعتبر البطريرك بشارة الراعي، في عظة قداس الاحد، أمس، أن الله استجاب لصلاة شعبه الذي عانى من الفراغ، “ونتطلع الى الاسراع في تشكيل الحكومة وعدم وقع العراقيل امامها”، مشيرا الى أن مهام الرئيس الجديد للجمهورية والحكومة تكمن في بناء وحدة داخلية ومصالحة وطنية وتضافر القوى في مواجهة التحديات.

وأمل الراعي من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أن يتعاونا معاً ومع أشخاص كفوئين متجردين يوحون بالثقة ويضبطون عمل المؤسسات العامة. وفيما يتوقع أن يصوت نواب “حزب الكتائب” الى جانب النواب المعترضين على انتخاب عون لكن بورقة لن تكون بيضاء، لفت القيادي في الحزب سيرج داغر الى ان “ما جرى عبارة عن صفقة رئاسية لأن كل من سينتخب عون ليس مقتنعاً بهذا الخيار وعلى رأسهم الحريري. وأضاف أن من يضحي بمبادئه وثوابته لا يمكن اعتبار انه يضحي في سبيل الوطن إنما هي صفقة وخضوع لـ”حزب الله”. في سياق متصل، وبعد تفويضه من قبل الامين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، باسم “الثنائي الشيعي” في موضوع تشكيل الحكومة، يتوقع أن يرفع رئيس مجلس النواب نبيه بري من سقف شروطه في تشكيل الحكومة، بحسب أوساط سياسية بارزة، سيما أن المعلومات المتوافرة تشير إلى ان بري لن يقبل بالمشاركة في الحكومة إلا بحصوله على وزارتي المال والطاقة، ووزارة النفط التي يجري استحداثها، اضافة الى وزارة الاشغال العامة، مع ترجيح ان تكون هذه الاخيرة لاحد حلفاء حركة “أمل”.وكشفت المعلومات أن الحريري يصر على ابقاء الوزير نهاد المشنوق على رأس وزارة الداخلية، ويسعى جاهداً لتعيين النائب سمير الجسر وزيراً للعدل. أما بالنسبة الى حصة “حزب الله” في الحكومة فرجحت المعلومات ان يبقى الوزيران محمد فنيش وحسين الحاج حسن في الوزارتين الحاليتين، فيما يتوقع أن تكون حصة رئيس الجمهورية من خلال نيابة رئاسة الحكومة ووزارتي الخارجية والدفاع.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

السبهان اختتم زيارته للبنان وغادر إلى القاهرة

الأحد 30 تشرين الأول 2016 /وطنية - اختتم وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، زيارة للبنان بدأها بعد ظهر الخميس الماضي والتقى خلالها معظم المسؤولين اللبنانيين. وغادر مساء اليوم على متن طائرة خاصة متوجها إلى العاصمة المصرية القاهرة.

وكان في وداع السبهان في مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية عبدالله البخاري وأركان السفارة.

 

فيصل كرامي زار السبهان

الأحد 30 تشرين الأول 2016 /وطنية - زار الوزير السابق فيصل عمر كرامي، وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، في مقر إقامته في اليرزة، ودار البحث حول اوضاع لبنان والمنطقة. وقال كرامي، بعد اللقاء: "لقاء ودي وايجابي مع معالي وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، وتأكيد حرص المملكة على وحدة لبنان واحترام التفاهمات اللبنانية ودعم كل ما يعيد تفعيل مؤسسات الدولة".

 

العجوز التقى السبهان

الأحد 30 تشرين الأول 2016 /وطنية - أعلن رئيس مجلس قيادة "حركة الناصريين الأحرار" الدكتور زياد العجوز، في بيان، أنه التقى وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، في حضور القائم بأعمال السفارة السعودية وليد البخاري. وشكر العجوز إثر اللقاء المملكة العربية السعودية "على كل ما تقوم به تجاه لبنان للحفاظ على سيادته والعمل على ترسيخ الأمن والإستقرار فيه، وحماية عروبته"، وقال: "لنا ملء الثقة بالقيادة السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن نايف، وولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان".

وأكد أن "زيارة معالي الوزير السبهان إلى لبنان في هذه الظروف وهذا التوقيت خير دليل على أن لبنان كان وما زال من ضمن أولويات المملكة العربية السعودية وإهتماماتها ولن تتخلى عنه أبدا".

 

 مراد التقى السبهان

الأحد 30 تشرين الأول 2016 /وطنية - أعلن المكتب الاعلامي ل"حزب الاتحاد"، في بيان، أن رئيس الحزب رئيس اللقاء الوطني الوزير السابق عبد الرحيم مراد، التقى وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، واستعرضا "الاوضاع العربية وأهمية ايجاد الحلول السياسية لكل المشكلات العربية بما يحفظ للعرب امنهم واستقراره". وأضاف إن اللقاء "اتسم بالود والصراحة، حيث استعرض الموفد السعودي رؤية المملكة العربية السعودية للعلاقة مع لبنان، انطلاقا من دعمها لمسار الاستقرار السياسي وأهمية تفاهم اللبنانيين على انجاز استحقاقاتهم الدستورية بتفاهم وطني، الأمر الذي تدعمه المملكة وتقف الى جانبه، فالمملكة لم ولن تتخلى عن لبنان انطلاقا من الروابط التي تجمعها مع لبنان". ونقل عن السبهان تشديده "على ضرورة الحوار الوطني الداخلي لتوفير التفاهمات الوطنية المطلوبة في لبنان بتوافق جميع اللبنانيين".

 

جنبلاط بعد لقائه سلام: انصح من سيخلفه بأن يتمثل بسيرته

الأحد 30 تشرين الأول 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، مساء اليوم في منزله في المصيطبة، النائب وليد جنبلاط الذي قال بعد اللقاء: "مرت ثلاث سنوات من أصعب السنوات على البلد، ولكن بفضل جهود تمام بيك سلام وصبره ومثابرته، قطعنا هذه المرحلة الصعبة جدا. واذا كان لي من نصيحة الى الذي سيتولى بعد تمام بيك، فهي بأن يتمثل بسيرته وسيرة والده الكبير صائب بيك الذي نذكره ايضا في الايام الصعاب، فمرت علينا ايام صعبة جدا جدا وكنا في هذا البيت تخطيناها بحكمته وحكمة ابنه تمام بيك". أضاف: "نتمنى الخير لهذا البلد والتضامن، انها مرحلة جديدة طبعا، ولكن لا بد من المرور بها".

 

لبنان ودع الموسيقار ملحم بركات في مأتم رسمي وشعبي عودة: اسمه صنو الفن والإبداع أحب لبنان وغنى له وبقي وفيا للغته

الأحد 30 تشرين الأول 2016 /وطنية - ودع لبنان الموسيقار ملحم بركات في كنيسة مار نقولا للروم الاورثوذكس في الاشرفية، حيث غصت الكنيسة بالعائلة والمحبين والاصدقاء. وحضر مراسم الدفن ممثل رئيسي مجلس النواب نبيه بري والوزراء تمام سلام وزير الثقافة روني عريجي، النائب عاطف مجدلاني ممثلا الرئيس سعد الحريري، النائب ناجي غاريوس ممثلا النائب العماد ميشال عون، وزير التربية الياس بو صعب، ممثل وزير الداخلية نهاد المشنوق محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، ممثل وزير الصحة وائل ابو فاعور الدكتور جوزيف الحلو، ممثل رئيس "التيارالوطني الحر" الوزير جبران باسيل رومل صادر، النائب حكمت ديب، النائب اميل رحمة، رئيس حزب "اللقاء الديموقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان، الوزير السابق جو سركيس ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الوزير السابق مروان شربل، نقيب الفنانين جان قسيس، وممثلون عن القادة الامنيين الى جانب حشد كبير من الفنانين والسياسيين والاعلاميين والممثلين والملحنين والكتاب والشعراء ومحبي الموسيقار.

وتقدم الحضور أفراد عائلة الراحل الكبير: زوجته رندة عازار وأبناؤه مجد ووعد وملحم جونيور وابنته غنوة، وطليقته الفنانة مي حريري والدة نجله ملحم جونيور.

عودة

وبعد صلاة الجنازة ألقى المطران عودة عظة عدد فيها مزايا الراحل وقال: "بالأمس عزف ملحم بركات لحنه الأخير، ومشى في طريقه.

لقد كلفني غبطة أبينا البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق أن أنقل للعائلة الكريمة تعزياته وأدعيته لكي يتقبل الرب الإله وديعته ويسكنها ملكوته السماوي.

غصن آخر من شجرة هذا الوطن ذوى، وقامة فنية كبيرة رحلت أمس، فنان مشاكس عرف بموهبته الموسيقية وصوته العذب وألحانه الشجية غادرنا والوطن يغلي والمواطنون يئنون.

ملحم بركات لم يكن يحتاج لألقاب، اسمه صنو الفن والإبداع، موسيقاه زرعت الفرح في القلوب وألحانه أطربت الجميع، أليست هذه ميزة الفن؟.

الفن لغة الروح وتعبير عن رهافة الإحساس، الفن لغة الإبداع، تلك النعمة المنزلة من فوق على بعض المختارين المنتدبين من رب الكون ومبدعه للتعبير بفنهم، بالشعر والموسيقى، والرسم، والنحت، والغناء، وما شابه، عن أسمى المشاعر وأرق الأحاسيس. الفن هو الرافعة التي تنتشل الإنسان من صغائر الحياة لتحلق به في أرجاء الجمال. الجمال ليس عنصرا ماديا أو صفة ينعت بها شيء، الجمال في ذاته هو الله، يقول أفلاطون: "إن منبع كل جمال هو جمال أول ينفث، بمجرد وجوده، الجمال في كل الأشياء التي نسميها جميلة"، في كتاب التكوين، كان مبدع الكون يرى عمل يديه حسنا، الإبداع جمال، تفوق، تحليق في الأعالي ومن نصلي لراحة نفسه اليوم كان ممن أبدعوا فحلقوا. موسيقاه كانت تخترق القلوب وصوته يطرب الآذان، الفنان الكبير يكتنز حسا إلهيا، وجمال الآثار الفنية إنعكاس للجمال المطلق، أو ما كان يسميه أفلوطين الفيض. الأثر الفني يكون جميلا بمقدار ما يشترك مع الفكرة التي تفيض من الخالق. الفن إذا هو ارتفاع إلى الله".

أضاف: "ملحم بركات، ربيب الفنانين الكبار في قريته الصغيرة كفرشيما، عاش في الزمن اللبناني الجميل، وعاصر عمالقة الفن في لبنان والمنطقة، وعمل مع المبدعين فأبدع. منذ شبابه أحب الموسيقى وتتلمذ على كبار أمثال زكي ناصيف وتوفيق الباشا وفيلمون وهبة. تعاون مع الرحابنة وروميو لحود وغنى مع فيروز وصباح وسلوى وغيرهن، كما وزع ألحانه العذبة على العديد من المطربين.

أحب لبنان حبا كبيرا، وغنى له، كما بقي وفيا له وللغته اللبنانية، في زمن تخلى فيه الكثيرون عن وطنهم ولغتهم. معه انطوت صفحة مشرقة من تاريخ الفن اللبناني، لكن عاشق الموسيقى هذا، وإن رحل بالجسد، سوف يبقى في ذاكرة هذا الوطن وفي وجدان أبنائه، صوتا صادحا يحمل الفرح، وموسيقى راقية تخترق القلوب".

ملحم بركات عاش حقبة جميلة من عمره في زمن الكبار، لكنه رحل في زمن انحطاط كلي، لعله أراد الهرب منه إلى العالم الرحب، عالم الحق والحرية والجمال، حيث يشارك الملائكة في تسبيح الله وتمجيده بالمزمار والقيثارة والألحان العذبة التي أبدعها.

الإنسان والإبداع الإنساني يرتبطان ارتباطا وثيقا بالحرية، والحياة في الله هي الحرية. أن يكون الإنسان حرا يعني أن ينطلق من خلال الفعل الخلاق، أي الإبداع، إلى تمام الوجود وكليته، إلى اللامتناهي".

ولفت عودة الى "النشاط الإبداعي هو هذه الحركة نحو اللامتناهي والمتعالي، حيث تكتسب الأشياء عمقا ومعنى وطابعا وأهمية تتعارض مع الضحالة والتفاهة والغثاثة والسطحية التي يتصف بها العالم الأرضي. هل تعب ملحم بركات من الضجر على هذه الأرض فحركه القلق الخلاق، الذي ينتاب المبدعين ويحرك شوقهم إلى الأبدية، ودفعه إلى التخلي عن تفاهة هذا العالم وخوائه؟

لبنان يودعه اليوم، واللبنانيون، وسوف يغمره تراب كفرشيما التي أحب، لكننا، نحن المسيحيين، قياميون، نؤمن بيسوع الناصري الإله القائم من بين الأموات، ونعيش على رجاء القيامة العامة، لذلك لا يشكل الموت بالنسبة لنا نهاية، بل بداية حياة سمتها الإنعتاق من صغارات الجسد وتفاهات العالم الفاني، إلى رحاب الملكوت، حيث لا حزن ولا وجع ولا تنهد، بل حياة لا تفنى".

وختم: "رجاؤنا أن يتقبله الرب الإله في ملكوته ويغدق عليه رحمته العظمى، وأن يزرع فرحه الإلهي والعزاء في قلوب أفراد عائلة ملحم وزملائه ومحبيه.

باسم أخي المتروبوليت جورج مطران جبيل والبترون وما يليهما، وباسمي الشخصي، أعزي عائلة الفقيد ومحبيه واللبنانيين جميعا، سائلا الرب الإله أن يغفر له ذنوبه وخطاياه الطوعية والكرهية، التي بالقول والتي بالفعل، التي عن معرفة والتي عن غير معرفة كما رتلنا، وأن يتقبله في ملكوته ويرحمه".

فرنسيس

وكانت كلمة للشاعر نزار فرنسيس قال فيها:

"يا شمعة الالهام غصي وانطفي وتكسري يا قلام شعري ونشفي

ايا طرب من بعد منو بينسمع راح الحنون الصادق الخي الوفي

راح المجد لبنان ع كتافو انرفع راح اللي كان بحب الله مكتفي

راح اللي كان الزهر يحنيلو سمع صارت وراقو فوق نعشو منتفي

واهتز عرش الموهبة ملحم وقع قومي يا الحانو ومن بعد منو وقفي

طالي النجم البيسما جبينو سطع ممنوع هالنجم لي زرعو يختفي

تعبان سرب قبل ترمو من الوجع ولما الامل من طول ايامو انقطع

سكر ع حالو باب هالعمر وغفي

قوم ملحم..قوم..هيدي مش الك ليش الغفا؟؟ نبض الحياة بيسألك

الموت يمكن بالجسد يقدر عليك لاكن صعب عن عرش فن ينزلك

انت الملك..والمملكة بايديك الابداع تاج.. بايد الله مكللك

من وقت ما غمضتن .. عينيك طفيوا بعينيي كل نجمات الفلك

والفن عندي صار بعدك..هيك كلما حدا غنى التفت صوب القبور

انطر الموت يزيح .. ويطل الملك"

وانتقل بعدها الجثمان الى بلدته كفرشيما على اغاني الموسيقار الراحل، وهي المرة الاخيرة التي سيدخلها محاطا بعائلته وابنائها ورفاق دربه.

وقد انطلق موكب الجنازة سيرا على الاقدام من مفرق كفرشيما وصولا الى مثواه الأخير في كنيسة مار بطرس وبولس حيث سيدفن، وقد زينت الطريق بصوره رافعا يده ويقول "بخاطركن" ويافطات كثيرة ومنها ما كتب عليها "يا ناحت اللحن بريشة الفرح"و "يا صوتا اسكر الخمر طربا وملأ القلوب عشقا".

ورافق الموكب عدد من الفنانين وعزف لأغانيه من فرقة موسيقى بسوس، "فهو لم يكن يريد ان يودع بالدموع بل بالموسيقى والفرح التي لطالما نشرهما بالحانه واغنياته". بعدها ووري الثرى في مدافن العائلة.

 

 الشيعي الحر: الشعور بالسلام الداخلي هو بزوال السلاح غير الشرعي

الأحد 30 تشرين الأول 2016 /وطنية - إعتبر رئيس "التيار الشيعي الحر" محمد الحاج حسن، أن "كلام (الأمين العام لحزب الله) السيد حسن نصر الله الأخير فيه الكثير من المسؤولية وتطور إيجابي، يعيد للمنطقة تاريخها ومجدها الذي تهازى بفضل سياسة الثنائية الشيعية".

وقال في بيان: "القتل لا علاقة له بالوضع المعيشي والسياسي، لكنه مرتبط بالإستقواء بقوة السلاح غير الشرعي، الذي أضر بسمعة المقاومة التي للبقاع شرف تأسيسها والإنخراط في جبهاتها ضد العدوان الإسرائيلي".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مقاومة إيران: صاروخ الحوثيين على مكة أطلق بأمر خامنئي

الأحد 29 محرم 1438هـ - 30 أكتوبر 2016م/العربية.نت - صالح حميد/أدانت مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقوة، استهداف مكة المكرمة بصاروخ من قبل ميليشيات الحوثيين، وقالت إن الهجوم تم "بأمر من خامنئي وتحت إشراف قوة القدس" من داخل الأراضي اليمنية، واعتبرت ذلك بمثابة إعلان حرب على عموم المسلمين في العالم".ووفقا للبيان الذي أصدرته أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية من مقره في باريس، وتلقت "العربية.نت" نسخة منه، دعت رجوي إلى طرد النظام الإيراني الذي وصفته بـ"اللاإنساني واللاإسلامي" من منظمة التعاون الإسلامي وقطع الدول الإسلامية علاقاتها مع هذا النظام. وأضافت زعيمة المقاومة الإيرانية بالقول: "لم يتورع نظام ولاية الفقيه في أوقات سابقة من ارتكاب أية جريمة وهتك للحرمات في حق مكة وبيت الله الحرام، منها إرسال متفجرات في عام 1986 إلى العربية السعودية وإحداث اضطرابات وفوضى في مكة عام 1987 حيث أودى بحياة أكثر من 400 حاج لبيت الله الحرام". وأردفت: "إنه النظام نفسه الذي لم يتردد في تفجير مراقد أئمة الشيعة في مدينتي مشهد الإيرانية وسامراء العراقية لحفظ سلطته المشينة". وبحسب البيان، فقد كشفت المقاومة الإيرانية مرات عديدة عن نقل شحنات من الأسلحة من قبل نظام الملالي إلى اليمن، منها إعلان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الأول من سبتمبر/ايلول إرسال قوات الحرس مؤخرا مختلف الأسلحة إلى اليمن، كما في 27 أكتوبر 2016 حيث أكدت سلطات أميركية أن أميركا وحلفاءها ضبطوا لحد الآن 5 شحنات للأسلحة محملة بالسفن مبحرة من إيران إلى اليمن". كما أعلنت المقاومة الإيرانية في أوقات سابقة أكثر من مرة أن الحل الوحيد للأزمة في المنطقة هو إبداء الحزم حيال نظام الملالي وطرد قوات الحرس وقوة القدس وأزلام النظام وعملائه من المنطقة"، حسب ما جاء في نص البيان. يذكر أن استهداف ميليشيات الحوثي للأراضي المقدسة بصاروخ باليستي والذي تم اعتراضه من قبل دفاعات التحالف العربي، وأُسقط على بعد عشرات الكيلومترات من مكة المكرمة، قوبل بتنديد عربي وإسلامي ودولي واسع، وموجة غضب من قبل الرأي العام الإسلامي.

 

آخر تطورات معركة الموصل.. استعادة قريتي الحقول وعلي رش

السبت 28 محرم 1438هـ - 29 أكتوبر 2016م/دبي – العربية.نت/أفاد مراسل "العربية" بأن القوات العراقية تقدمت عصر الأحد على المحور الجنوبي الشرقي لمدينة الموصل، والفرقة المدرعة التاسعة تستعيد قرية علي رش وترفع العلم العراقي عليها. إلى ذلك، أعلن مصدر عسكري عراقي الأحد استعادة قوات الجيش لقريتين في محيط مدينة الموصل. وفي تصريح لوكالة لأناضول، قال الرائد أحمد الشمري، الضابط في قيادة عمليات نينوى إن "قوات الفرقة الـ 16 بالجيش، تمكنت من استعادة قرية الحقول ضمن قضاء تلكيف شمال الموصل". وأشار إلى أن "عملية اقتحام مركز القضاء لم تبدأ بعد، لكن قرية الحقول هي قرية صغيرة تمت استعادتها على مشارف تلكيف". وذكر المصدر أن "قوات الفرقة المدرعة التاسعة بالجيش، تمكنت من تحرير قرية علي رش الواقعة بين قضاء الحمدانية وناحية برطلة جنوب شرقي الموصل".

ملامح خلاف بين بغداد وواشنطن

ومنذ 17 أكتوبر الجاري يوم انطلاق معركة تحرير الموصل من داعش، حققت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي تقدماً كبيراً، مستعيدة العديد من البلدات التي سقطت في قبضة داعش منذ العام 2014. إلا أن الأيام الأخيرة شهدت ملامح خلاف مستتر بين بغداد وواشنطن، ففي حين أعلن متحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الجمعة عن قيام القوات العراقية بـ"التوقف" لمدة يومين عن شنّ هجمات لترسيخ النجاحات المحققة منذ بدء عملية استعادة الموصل، أكد رئيس الحكومة العراقية، السبت، أن لا صحة لما قيل عن توقف للمعركة. ويبدو أن ملامح الخلاف هذه مردها إلى دور ميليشيات الحشد وتحركها الأخير نحو تلعفر غرب الموصل، بحسب ما أفادت مصادر عراقية. وقد أدى هذا الخلاف، بحسب مصادر عراقية إلى وقف غارات التحالف المساندة لعملية الموصل.

العبادي: مستمرون في المعركة

فقد أكد العبادي، السبت، أن معركة الموصل مستمرة في جميع المحاور ولا توقف فيها مطلقا، مذكراً بأن "اليوم وأمس تم تحرير وتطهير العديد من القرى وستستمر المعركة لحين تحرير كامل نينوى، ولا صحة لما يشاع عن توقفها". من جهته، دعا رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، وهو أعلى مسؤول عربي سني في العراق، إلى حل مشكلات دولية تخيم على معركة الموصل. وفي وقت سابق، كان الفريق رائد شاكر جودت، قائد الشرطة الاتحادية، قد أكد لقناة "الحدث" أن قوات الشرطة الاتحادية قد رفعت العلم العراقي على مبنى مركز ناحية الشورة جنوب الموصل. فيما لا تزال قوات الشرطة تلاحق عناصر داعش الفارين باتجاه شمال ناحية الشورة.

التحالف يؤكد وقف الهجمات

في يوم الجمعة، أعلن متحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" عن قيام القوات العراقية بـ"التوقف" لمدة يومين عن شن هجمات لترسيخ النجاحات المحققة منذ بدء عملية استعادة الموصل من "داعش". وقال الكولونيل الأميركي، جون دوريان، في مؤتمر بالفيديو من بغداد: "نعتقد أن الأمر سيستغرق قرابة يومين قبل استئناف التقدم نحو الموصل"، موضحاً أن هذا التوقف من ضمن مخطط التحالف. وأوضح دوريان أن هذا التوقف شامل ويجري "على عدة محاور" لتقدم القوات العراقية، التي "تعيد التموضع والتجهيز وتطهير" المناطق التي سيطرت عليها. وأضاف: "توقعنا أن يأتي وقت تحتاج فيه (القوات) إلى التوقف وإعادة التموضع"، مؤكداً السعي إلى "تكييف التجهيزات العراقية مع التكتيكات والقرارات التي اتخذها العدو حتى الساعة".

أنفاق داعش واقتحام الشورة جنوبا

وكانت الشرطة العراقية الاتحادية قد أعلنت، السبت، في بيان مقتضب أن قطاعاتها تقتحم حالياً ناحية الشورة المحاصرة جنوب الموصل من 4 محاور، مؤكدةً أن داعش ينهار ويترك مواقعه الدفاعية. كما تحدثت الشرطة عن تحرير قرية عين النصر في ناحية الشورة وقتل 5 إرهابيين وتدمير 3 سيارات مفخخة.

يأتي ذلك فيما أفاد قائد العمليات الخاصة الثانية اللواء معن السعدي بتسليم المناطق المحررة من تنظيم "داعش" إلى "قوات أخرى" لبسط الأمن وسد الثغرات أمام عودة المتطرفين من جديد، بالإضافة إلى تدمير شبكة الأنفاق التي تمتد إلى مركز الموصل. فقد أكد العديد من التقارير "خطورة" الأنفاق التي حفرها داعش على مدى أشهر في الموصل، بما يشبه المدد تحت الأرض.

كما أعلن التحالف الدولي الجمعة أنه سيواصل شن الغارات، مستهدفاً بشكل خاص الأنفاق التي يستخدمها "داعش" لمفاجأة القوات العراقية ومراكز قيادة تنظيم "داعش". من جهتها، أعلنت قيادة عمليات نينوى السبت السيطرة على قرى استراتيجية في منطقة الشورة التي انتشرت القوات المشتركة في معظم مناطقها. وفي الجنوب الشرقي حققت الفرقة المدرعة التاسعة تقدماً من خلال استعادتها لعدة قرى. فيما جددت قوات البيشمركة الكردية التأكيد على أن بلدة بعشيقة، ومعها تلكيف، سقطتا عسكرياً وأن حصارهما مستمر .

 

السعودية: إحباط عملية إرهابية تستهدف ملعب الجوهرة بجدة

الأحد 29 محرم 1438هـ - 30 أكتوبر 2016م/العربية.نت/أعلن بيان للداخلية السعودية، الأحد، الإطاحة بخلية إرهابية مكونة من 4 أشخاص تتخذ من محافظة شقراء منطلقاً لأنشطتها التي تركزت على استهداف رجال الأمن، إضافة إلى تواصل عناصرها مع تنظيم داعش. كما تمكنت الداخلية من الكشف عن مخطط إرهابي يستهدف ملعب الجوهرة في جدة أثناء مباراة السعودية والإمارات، وبعد عمليات من التقصي تمكنت القوات الأمنية من القبض على المشتبه بهم في هذا التهديد، وهم مقيمون باكستانيان وسوري وسوداني منتمين لتنظيم "داعش" خططوا لتفجير سيارة أمام ملعب الجوهرة.

وقد تمكن الأمن السعودي من إحباط العملية قبل بدء المباراة. وفي التفاصيل، صرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية بأن الجهات الأمنية المختصة ومن خلال متابعتها للتهديدات الإرهابية التي تستهدف أمن المملكة ومقدراتها وتعقب القائمين عليها، فقد تعاملت مع معلومات‏ ‏عن أنشطة وتهديدات إرهابية مرتبطة بتنظيم "داعش" الإرهابي في الخارج، وبلوغ الترتيبات فيها إلى مراحل متقدمة تُشير إلى وجود أعمال إرهابية وشيكة الوقوع، مما ضاعف من وتيرة الجهود الأمنية المبذولة لاستباق ما يخطط إليه والحيلولة دون وقوعها، وهو ما أسفر بفضل الله عن النتائج الآتية:

أولاً: ‏الإطاحة بخلية إرهابية، مكونة من أربعة أشخاص ‏تتخذ من محافظة شقراء منطلقاً لأنشطتها ‏التي تركزت على استهداف رجال الأمن، ‏وتواصل عناصرها في ذلك مع أحد القيادات بتنظيم داعش الإرهابي في سوريا، وتلقي ‏التعليمات والأوامر منه للعمل على تنفيذها. وبعد تحديد هويات عناصر هذه الخلية، ‏جرى وفق عملية متزامنة القبض عليهم وهم كل من:

أحمد بن محمد بن حمود المعيلي-‏ سعودي الجنسية.

عبدالله بن عبيد بن محماس العصيمي العتيبي- سعودي الجنسية.

عبدالعزيز بن فيصل بن جفين الدعجاني العتيبي- سعودي الجنسية.

مجاهد بن رشيد بن محمد الرشيد- سعودي الجنسية.

‏وقد أقروا تحقيقياً في أقوالهم بعلاقتهم المباشرة بهذه الخلية ونشاطهم فيها، وتواصلهم مع عناصر التنظيم في سوريا، ورصدهم لعدد من رجال الأمن يعملون بجهات أمنية مختلفة في مناطق (الرياض - تبوك - الشرقية) وتمرير معلوماتهم ‏إلى التنظيم في الخارج استعدادا لاستهدافهم لاحقاً وفق ما يصدر لهم من توجيهات من التنظيم الضال. كما تم إيقاف ستة أشخاص آخرين (سعوديي الجنسية) لتوفر ما يفيد بعلاقتهم بالمذكورين، ويجري التحقيق معهم في علاقتهم بالخلية ونشاطاتها.

‏ثانياً: ‏بتاريخ 8 / 1 / 1438هـ ‏توفرت معلومات تفيد بوجود تهديد إرهابي يستهدف ملعب الجوهرة بمدينة الملك عبدالله الرياضية في محافظة جدة أثناء مباراة منتخبي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة التي أقيمت يوم الثلاثاء الموافق 10 / 1 / 1438هـ، باستخدام سيارة مفخخة يتم وضعها في المواقف التابعة للملعب، ‏وقد تعاملت الجهات الأمنية مع التهديد على أقصى درجات الجدية، وفرضت على الفور مزيداً من التعزيزات والتدابير على الموقع بكامل محيطه للتعامل الحاسم مع أي حالة اشتباه يتم رصدها، ‏وضاعفت في الوقت ذاته من جهودها الميدانية بحثاً وتقصياً عن الأطراف المشتبه بعلاقتهم بالتهديد، ‏وهو ما مكن بفضل الله من تحديد هوياتهم والقبض عليهم بتاريخ 9 / 1 / 1438هـ ، وهم كل من:

ساليمان أراب دين - باكستاني الجنسية.

فارمان الله نقشبند خان - باكستاني الجنسية.

حسان عبدالكريم حاج محمد - سوري الجنسية.

عبدالعظيم الطاهر عبدالله إبراهيم - سوداني الجنسية.

 

العربي الجديد: مقاتلو المعارضة السورية يتوغلون داخل أهم أحياء حلب

الأحد 30 تشرين الأول 2016 /وطنية - كتبت صحيفة العربي الجديد تقول: أعلنت المعارضة السورية المسلحة، عن تمكّن مقاتليها، ليل السبت - الأحد من التوغّل داخل حي حلب الجديدة، أهم الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام غربي المدينة، وذلك ضمن معركة فك الحصارعن أحياء حلب الشرقية.

وذكرت فصائل غرفة عمليات "جيش الفتح" المشاركة في العملية، لـ"العربي الجديد"، أنّ "مقاتليها تسلّلوا ليلاً ودخلوا بين مباني حي حلب الجديدة، وسط تخبّط لقوات النظام والمليشيات المساندة لها". وبالتوغّل في حي حلب الجديدة، تكون فصائل المعارضة قد عززت مواقعها في محيط الأكاديمية العسكرية؛ والتي تعتبر أحد أبرز مواقع قوات النظام في المدينة، وأصبحت على مشارف دوار الموت داخلها، ما يجعل الأكاديمية العسكرية محاصرة من ثلاث جهات. وكانت الفصائل قد سيطرت، مساء أمس السبت، على مواقع للنظام شمال غربي مدينة حلب، أهمها قرية منيان، وانسحبت من أخرى بعد قتلها لعشرات العناصر، بينهم إيرانيون ولبنانيون. وفي غضون ذلك، أعلنت الفصائل عن استهداف رتل قادم لمؤازة قوات النظام في حلب، على طريق إثريا - خناصر، جنوب المدينة، ما أسفر عن مقتل العديد من العناصر وتدمير دبابة، بالإضافة إلى آليات أخرى. وشمال شرقي حلب، انسحب مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من عشرات المواقع على إثر معارك مع مقاتلي "درع الفرات" التابعين للمعارضة السورية ومليشيا "قوات سورية الديمقراطية" وقوات النظام. وأطلقت قوات المعارضة السورية، يوم الجمعة الماضي معركة لفك الحصار عن مدينة حلب، تمكنت خلالها من التقدم على المحاور الغربية والجنوبية للمدينة.

 

مذيع الأسد يكذّب روسيا.. طائراتنا تقصف حلب!

الأحد 29 محرم 1438هـ - 30 أكتوبر 2016م/العربية.نت – عهد فاضل/في تكذيب واضح لا يقبل الشك، للتصريحات الروسية التي تزعم عدم قيام طيرانها أو طيران النظام السوري بأي عملية جوية منذ أيام في حلب، قال المذيع في فضائية النظام السوري، شادي حلوة، إن طائرات جيش الأسد قصفت حلب اليوم الأحد صباحاً. وقال شادي حلوة، عبر فيديو نشره عبر الإنترنت التابع للنظام السوري، وعلى صفحته الفيسبوكية، بعدما قطع النظام السوري الإنترنت عن مدينة حلب، إن الطائرات الروسية لم تقم بأي قصف، بينما طائرات النظام نفذت هجوما وصفه بـ"ضربات قاسية" من طائرات النظام على المدينة.

وكان الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، قد قال اليوم الأحد، إن الطائرات الحربية الروسية والسورية لم تنفذ أي طلعات في أجواء حلب طيلة 13 يوماً، حسب ما نقلت عنه وسائل إعلام مختلفة.ويعتبر هذا الفيديو الذي تحدث فيه مذيع تابع لمؤسسات إعلام النظام الرسمية، تكذيباً قطعياً لما تورده وزارة الدفاع الروسية في نفيها قيام طائرات الأسد بالإغارة على حلب وقتل أهلها.

 

22 قتيلا و72 جريحا على الأقل ضحايا السيول في مصر في اربعة أيام

الأحد 30 تشرين الأول 2016 /وطنية - قتل 22 شخصا وأصيب 72 في عدة محافظات في مصر في جنوب البلاد وغربها، جراء سيول ناجمة عن امطار غزيرة في أربعة أيام، حسب ما أفاد الناطق باسم وزارة الصحة المصرية خالد مجاهد اليوم. وقال مجاهد في اتصال مع فرانس برس: "ان عدد ضحايا السيول وصل إلى 22 قتيلا و72 مصابا". وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن 18 قتيلا مسجلا امس. وأوضح مجاهد "قد يكون عدد الضحايا أكبر لان بعض الأهالي ينقلون ذويهم من المشارح للمدافن مباشرة دون تسجيلهم كضحايا للسيول".

 

اقالة اكثر من عشرة آلاف موظف آخر بعد محاولة الانقلاب في تركيا

الأحد 30 تشرين الأول 2016 /وطنية - افاد مرسومان نشرا في الجريدة الرسمية ان السلطات التركية اقالت اكثر من عشرة آلاف موظف آخرين في اطار التحقيقات المفتوحة، في محاولة الانقلاب التي وقعت في تموز. وكشف المرسومان اللذان نشرا ان 10 آلاف و131 موظفا في الدولة وبخاصة في وزارات التربية والعدل والصحة اقيلوا، بعدما طالت حملة التطهير عددا كبيرا من الموظفين منذ المحاولة الانقلابية التي وقعت في 15 تموز.

 

هولاند يؤكد ان فرنسا لن تقبل بمخيمات لاجئين على اراضيها

الأحد 30 تشرين الأول 2016/وطنية - اشاد رئيس فرنسا فرنسوا هولاند باخلاء مخيم كاليه من دون "اي حادث"، مؤكدا "ان فرنسا لن تقبل باي مخيم للمهاجرين على اراضيها". وقال هولاند خلال زيارته مركز ايواء وارشاد للمهاجرين في وسط البلاد يضم 38 شخصا "من الاهمية بمكان ان نكون استطعنا، خلال بضعة ايام اجلاء خمسة الاف شخص من كاليه واستقبالهم في المراكز المقررة: 450 مركز ايواء وارشاد يمكن ان تستوعب حتى تسعة الاف مكان".

 

الولايات المتحدة تأمر عائلات موظفي قنصليتها في اسطنبول بالمغادرة

الأحد 30 تشرين الأول 2016 /وطنية - امرت الولايات المتحدة عائلات موظفي قنصليتها في اسطنبول بمغادرة تركيا، محذرة من "مجموعات متطرفة" تسعى الى استهداف مواطنين اميركيين. هذا ويكون ثاني تحذير من نوعه تعممه الخارجية الاميركية على مواطنيها في تركيا في غضون اسبوع واحد.

 

الاتحاد الاوروبي وكندا يوقعان اتفاق التجارة الحرة

الأحد 30 تشرين الأول 2016 /وطنية - وقع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وقادة الاتحاد الاوروبي ظهر اليوم الاحد اتفاق التجارة التاريخي بعد سبع سنوات من المفاوضات رغم ان الاتفاق كان على وشك ان ينهار بسبب معارضة منطقة والونيا البلجيكية. وفي حفل في بروكسل كان من المقرر ان يجري الخميس لكن تاجل بسبب تردد منطقة والونيا، وقع الاتفاق كل من ترودو ورئيس الاتحاد الاوروبي دونالد توسك، ورئيس المفوضية الاوروبية جان-كلود يونكر، ورئيس الورزاء السلوفاكي روبرت فيكو.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سيد المجازفات

غسان شربل/ الحياة/31 تشرين الأول/16

اعرف الخبثاء. سيكتبون وسيذهبون بعيداً. سيصف أحدهم جلسة البرلمان اللبناني اليوم بأنها حفلة لتوزيع السم، وإن اختلفت فيها المقادير. وسيشبّه الثاني جلسة انتخاب العماد ميشال عون بجلسة انتخاب بشير الجميل في 1982، مشيراً إلى اختلاف العاصفة الإقليمية التي حملت الرئيس. وسيكتب ثالث مقالاً بعنوان «احذروا هذا الرجل»، لافتاً إلى أن ليس من عادته أن يخسر وحده. وسيدبج رابع مقالة عن لحظة إعلان النتيجة. وسيرصد عيون نبيه بري وسعد الحريري وفؤاد السنيورة ووليد جنبلاط وسليمان فرنجية. وسيكتب خامس أن زعماء الكتل أسرفوا في إدمان الشغور الرئاسي ووجدوا أنفسهم فجأة أمام دواء وحيد وهو مرٌّ لكثيرين منهم، سواء جاهروا أو تكتموا. لنترك الخبثاء جانباً. ولنترك معهم حديث السم والدواء المرّ، آملين بألا نضطر إلى العودة إليه لاحقاً. شاءت المهنة أن أواكب مسيرة الجنرال. حاورته رئيساً لحكومة عسكريين في قصر بلا رئيس هشمت القذائف زجاجه وجرحت هيبته. وحاورته في المنفى مظلوماً وعنيداً واثقاً من عودته. والتقيته لاحقاً رئيساً لكتلة نيابية كبيرة ينتظر بفارغ الصبر نهاية عهد الجنرال ميشال سليمان. وفي كل هذه المراحل كان عون مجازفاً كبيراً يملك سر الاتصال بجمهوره وتجديد الأمل لديه.

في تاريخ لبنان المستقل قصته غريبة وفريدة. يربح حين يربح. ويربح حين يخسر. أساء كثيرون تقدير قدرته على السباحة بين الألغام وتسجيل انعطافات غير مسبوقة مع تحاشي الغرق. إنه سيد المجازفين في العقود الأخيرة. قالوا إنه جازف حين انخرط في حربين متكئاً على نصف حكومة عسكريين من لون واحد. وإنه جازف حين رفض عرض الأخضر الإبراهيمي أن يكون «صانع الرئيس» لا الرئيس. وحين فضل الخروج من القصر تحت ضربات جيش حافظ الأسد على الانحناء والخروج الهادئ. وقيل إنه جازف حين عاد وأبرم تفاهماً مع «حزب الله». وحين أعلن بوضوح «أنا في القصر أو لا أحد». وقال كثيرون إنه دواء مر يرفضه أخصامه ويسعى حلفاؤه ببراعة إلى تفاديه. ها هو القصر يسقط اليوم في يده. هذه حقيقة، سواء أحببته أو كرهته. إنه رئيس مكتمل الشرعية. لن يدخل القصر على ظهر دبابة بل بتفويض نيابي واضح وقاطع. شرعيته الدستورية والوطنية كاملة. وشرعيته كاملة في المكون الذي ينتمي إليه وهي التي لم تبق للآخرين إلا خيار تأييده. يدخل القصر محمولاً على حصيلة مجازفات كثيرة. ويدخله محمولاً على حصيلة تفاهمات مع قوى تقرأ في قواميس مختلفة حين تتحدث عن لبنان وموقعه وتحالفاته. تأييد سمير جعجع له جعله عملياً مرشح المكون المسيحي، وهناك من يعتقد أن جعجع جازف. ولم يكن أمام سعد الحريري غير التخلي عن سليمان فرنجية وتبني ترشيح الجنرال، وهناك من يعتقد أنه جازف. ولم يكن أمام «حزب الله» غير الوفاء بوعده القديم، وهناك من يعتقد أنه جازف. وفضل جنبلاط الدواء المر على إيقاظ الحساسيات التاريخية في الجبل. نقطة الضعف الوحيدة أن الطبخة أُعدت من دون إشراك كبير الطهاة في نظام ما بعد الطائف، وهو نبيه بري، الذي لن يرتضي المكون الذي ينتمي إليه التفريط بدوره. لن يكون سهلاً إبرام تفاهم رابع مع بري لكنه يجب ألا يكون مستحيلاً.

مشكلة عون أنه يتولى الرئاسة في منطقة تتآكل فيها فكرة الدولة لمصلحة تجاذب المكونات والميليشيات. منطقة تعيش على نار فتنة مذهبية واختراقات إقليمية ودولية عاصفة. لا نهاية الحرب السورية قريبة ولا عودة «حزب الله» من دوره الإقليمي الجديد وشيكة.

مشكلة عون أن شعبيته أوسع بكثير من صلاحيات موقعه الجديد. والأمر نفسه بالنسبة إلى الآمال التي يعلقها عليه أنصاره. وأن ترتيب التعايش في نهجه، بين تفاهماته مع السيد حسن نصرالله وسعد الحريري وسمير جعجع، لن يكون بسيطاً. إنه يتولى رئاسة جمهورية متصدعة بسبب إبحار مكونيها الأكبر في اتجاهين متناقضين. وهي تنوء تحت أهوال الفساد والتهرؤ وتحت أعباء وجود أكثر من مليون لاجئ سوري لا يلوح في الأفق أن عودتهم قريبة. ومشكلة خصوم عون، أنه لا يمكن الانتصار عليه من دون الانتصار على المكون الذي ينتمي إليه، خصوصاً إذا تمسك بتفاهمه مع جعجع. وأي محاولة لمحاصرته وإفشاله ستدفعه إلى الاستعانة بجمهوره، ما سيضع لبنان أمام أزمة مكونات تهدد الجمهورية والتركيبة معاً. لا شك في أن الخطوة الأولى لفرملة اندفاعة «الرئيس القوي» ستتم عبر محاولة استنزافه تحت شعار استنزاف الحريري العائد هو الآخر إلى السرايا. محاولة الاستنزاف الأخرى ستتم عبر ضغوط وإغراءات لإبعاده عن جعجع حليفه الجديد وعدوه السابق. لا مصلحة للبلد في هذا الاستنزاف المبكر. ولتفاديه ممر إلزامي هو التفاهم مع بري، ما يساعد على تجنيب البلد حديث الثنائية المسيحية- السنية وأخطار التجاذب بين الثنائية الشيعية والثنائية المارونية. لا يحتاج لبنان إلى «قائد تاريخي». تجربة المنطقة مع القادة التاريخيين كارثية. يحتاج لبنان رئيساً يعيد إطلاق الأمل بدولة تتسع لجميع أبنائها. أمل بالاستقرار وأمل بالازدهار. دولة لا تحتقر مواطنيها ولا تسمح للصوص المناجم بالاستمرار في نهب بقايا الوليمة.

 

تساؤلات عن العهد اللبناني الجديد

رندة تقي الدين/ الحياة/تشرين الأول/16

مع انتخاب البرلمان اللبناني العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية اليوم بعد سنتين من الفراغ، تعود إلى الذهن محطة في منفاه الفرنسي يوم اغتيال الرئيس رفيق الحريري. كان الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في أحد صالونات قصر الرئيس الشهيد في خلوة مع مستشار الشهيد وصديقه المحامي بازيل يارد، يثير موضوع توجهه إلى بيروت للمشاركة في التعزية بفقدان صديقه، فيما كان العماد عون في الصالون المجاور بين أوائل المعزين ويجلس معه السفير جوني عبدو. وعندما خرج شيراك من قصر الحريري عن طريق الصالون الذي كان فيه العماد عون، سلّم بلياقته المعتادة على الجنرال قائلاً له بالفرنسية: «صباح الخير يا جنرالي». وكان شيراك على علم بعلاقة صديقه رفيق المبتعدة مع عون. وقبل ذلك عندما وصل العماد عون إلى مارسيليا في منفاه الفرنسي في فيلا غابي، طلب من جان فرانسوا جيرو الذي حينذاك رافقه إليها مذكرات الجنرال شارل ديغول، قائلاً إنه يريد قراءة الجزء المتعلق برحلة ديغول في الفراغ.

وقتها لم يكن أحد يتصور أن يعود عون الذي كان في المنفى بسبب النظام السوري في لبنان، إلى الرئاسة بترشيح «حزب الله» وتأييد سعد الحريري. فماذا سيفعل عون في عهده؟ وكيف سيوفّق بين العرابين الكُثر الذين سيذكرونه باستمرار أن لولاهم لما وصل إلى الرئاسة؟

في طليعة هؤلاء إيران شريكة «حزب الله» وحليفته. والمرشد الإيراني سيحمل الغرب الذي طبّع علاقاته معه، جميل الانتخاب الذي سهله. نظام الرئيس السوري بشار الأسد أيضاً سيصر على أن لولا موافقته لما رشح «حزب الله» عون. أما السعودية فباركت أيضاً انتخاب عون رئيساً، وجاء الوزير ثامر السبهان ليلتقي جميع القيادات على الساحة السياسية في لبنان. فكيف سيوفق عون الرئيس بين المصالح المتضاربة لهذه القوى الإقليمية وحلفائها على الأرض؟ قال الرئيس سعد الحريري في مقابلته مع الزميل مارسيل غانم إنه يثق بالعماد عون، وان هناك اتفاقاً على تحييد لبنان عما يجري في سورية. هل في إمكان العماد عون أن ينفذ ذلك و «حزب الله» يحارب من أجل حماية النظام السوري ويساهم في مجازر في حلب وضواحيها على مقربة من لبنان؟ يعترف الحريري بالصعوبات التي قد تنتظره، لكنه يقول إنها أقل من مخاطر استمرار الفراغ. وقد يكون على حق، لأن الفراغ مميت لمؤسسات الدولة. لكن الحريري ليست لديه ضمانة في ما يخص الحكومة سوى أنه سيكون رئيسها، وهو عازم على القيام مع الرئيس المنتخب وحكومته -إذا تمكن من تشكيلها- بورشة عمل تنقذ اقتصاد البلد وتحرك العجلة الاقتصادية فيه. يعد المؤيدون للعماد عون بأنه سيكون رئيساً قوياً ومتنفذاً، وانه سيخرج البلد من أزمته. لكن دستور الطائف يعطي سلطة أكبر للبرلمان في لبنان، والرئيس نبيه بري سيكون له دور أساسي في اللعبة السياسية، وهو غير راضٍ عن هذا الانتخاب. فكيف يكون دوره؟ وهل يقوم بالتعطيل؟ هذه كلها تساؤلات ومخاوف مشروعة. ووحده المستقبل سيقول ما إذا كان التحالف الغريب بين قائد عسكري سابق ناضل وقاتل ضد النظام السوري في لبنان ثم تحالف معه ومع شركائه فيه، ورئيس حكومة يقود طائفة مستاءة من تسلط «حزب الله» وإيران على الساحة السياسية، ليس في لبنان فقط، بل أيضا في سورية والعراق، سينجح في تشكيل حكومة تعمل لإنعاش البلد. فور انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة، ستعمل الدول الغربية وفي طليعتها فرنسا لمساعدة لبنان بعقد اجتماع دولي لدعمه. والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سيزور البلد بسرعة لمباركة هذا الحدث. فالكل ينتظر خبراً جيداً من منطقة كلها حروب وقتل ومآسٍ، وقد يشهد لبنان تحسناً ما وسط هذا البؤس المجاور. وحدها الأيام ستكشف ملامح العهد الجديد، وما إذا كان سيختلف عما مضى.

 

مشروع 'سوريا المفيدة' يشق طريقه

خيرالله خيرالله/العرب/31 تشرين الأول/16

يدلّ الهجوم المضاد الذي يشنّه الثوار في حلب من أجل فكّ الحصار الروسي – الإيراني – الأسدي على مدينتهم إلى أن المدينة لن ترضخ. أكثر من ذلك، يؤكّد هذا الهجوم أنّ روسيا وإيران لا تعرفان سوريا والسوريين، اللهمّ إلاّ إذا كان هدفهما في نهاية المطاف تفتيت البلد في غياب القدرة على التحكّم به. وهذا ما نشهد حاليا فصلا من فصوله. لم يعد من خيار آخر غير خيار التفتيت يواجه سوريا التي عرفناها، والتي حاول شعبها التخلّص من نظام أقلّوي قضى عليه، كما قضى على البلد، شيئا فشيئا، خصوصا بعد تحولّه إلى نظام حكم العائلة إثر حلول بشّار الأسد مكان والده.

كان متوقّعا، في الحسابات الروسية والإيرانية استسلام حلب وذلك بعد تدمير القسم الأكبر من المدينة. لم يحصل الاستسلام على الرغم من الزج بالآلاف من العناصر التابعة لميليشيات مذهبية لبنانية وعراقية في المعركة. استطاعت المدينة الصمود في وجه الغارات التي يشنها سلاح الجوّ الروسي وطائرات مازال النظام قادرا على تحريكها لقصف المدارس والمستشفيات. استطاعت المدينة تأكيد أنّ المدافعين عنها، ومعظمهم من أهلها، لن يستسلموا مهما بلغت الوحشية الروسية، ومهما كانت درجة التواطؤ بين واشنطن وموسكو في عهد رئيس أميركي اسمه باراك أوباما يعتبر أن حماية الاتفاق في شأن الملف النووي الإيراني أهمّ بكثير من حماية الشعب السوري. هناك عبرة واحدة يمكن استخلاصها من التطورات الأخيرة في حلب. تتمثل هذه العبرة في أنّ الرهان على أن النظام الذي يقف على رأسه بشّار الأسد سيحكم كلّ سوريا يوما، لم يعد واردا في أيّ شكل. هذا نظام انتهى. لن يستطيع هذا النظام العودة إلى حكم سوريا وذلك على الرغم من امتلاكه قدرة كبيرة على التكيّف مع التغييرات الإقليمية والتعايش مع الاستعماريْن الإيراني والروسي، وخلق شبكات تستفيد من كلّ أنواع عمليات التهريب ومن المساعدات الدولية.

يظلّ الرهان على النظام رهانا خاسرا سلفا، حتّى لو كان الهدف النهائي لإيران وروسيا الوصول إلى “سوريا المفيدة” التي عاصمتها دمشق. يفترض بـ”سوريا المفيدة” أن تمتلك امتدادا في اتجاه مناطق لبنانية يسيطر عليها “حزب الله” من جهة، وأخرى على طول الساحل السوري من جهة أخرى. وهذا يعني، في طبيعة الحال، تغيير جذري لطبيعة دمشق والمناطق المحيطة بها مباشرة، وإقامة منطقة عازلة على طول الحدود اللبنانية ـ السورية، وتأمين ممرّ آمن لمقاتلي “حزب الله” إلى “سوريا المفيدة” التي ستحتاج دائما إلى من يقاتل من أجل حمايتها.

ثمّة حاجة إلى من يقاتل في “سوريا المفيدة” من منطلق مذهبي قبل أيّ شيء آخر نظرا إلى أنّ المطلوب أن تكون سوريا هذه ملجأ للعلويين الذين سيتذرعون بالحاجة إلى حماية أنفسهم من انتقام أهل السنّة منهم بعدما حكموا البلد بالحديد والنار منذ العام 1966 عندما انقلب العسكر على “البعث المدني” بقيادة ضباط علويين على رأسهم حافظ الأسد وصلاح جديد.

مهّد ذلك الانقلاب لوصول حافظ الأسد إلى السلطة في خريف العام 1970 وتفرّده بها بعد زجّ برفاقه في السجن. بقي صلاح جديد في السجن طويلا، إلى أن تمكّن منه المرض. أمّا محمد عمران، الضابط العلوي الآخر الذي بدأ يواجه مشاكل مع رفاقه منذ العام 1964، فقد لحقت به امرأة إلى طرابلس، عاصمة شمال لبنان، لتغتاله في آذار – مارس من العام 1972. لم يكن حافظ الأسد يستطيع تحمّل أي وجود لمعارض له حتّى لو كان هذا المعارض في المنفى. تلك هي فلسفة تلك العائلة للسلطة… ولكيفية التعاطي مع الآخر. بعدما كشفت حلب حدود ما تستطيع أن تفعله روسيا، فضلا عن حدود ما تستطيع أن تفعله إيران، صار مشروع “سوريا المفيدة” قادرا على شق طريقه بقوّة أكبر، خصوصا بعد فقدان أي أمل في إعادة تأهيل بشّار الأسد خارج هذا الإطار. بكلام أوضح، دخلت عملية تقسيم سوريا وتفتيتها مرحلة جديدة. لا يمكن تجاهل أن تركيا نفذت عمليات عسكرية في الداخل السوري تصب في حماية ما تعتبره مصلحة حيوية لها. استطاعت تركيا منع الأكراد السوريين من الربط بين مناطقهم. ستُقْدمُ على خطوات أخرى في المستقبل القريب مستفيدة من التفهم الروسي للمصلحة التركية ومن أن شهر العسل، بين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، قد لا يستمرّ طويلا.

في ضوء انعدام أي خيار آخر، غير خيار “سوريا المفيدة”، أمام روسيا وإيران، ثمة أسئلة كثيرة ستطرح نفسها في المستقبل القريب. من بين هذه الأسئلة ما الذي سيفعله رجب طيب أردوغان الذي يعتبر بلده الموصل وحلب مدينتين تركيتين؟ إلى متى يستمر شهر العسل التركي – الروسي والتفاهمات القائمة بين أنقرة وطهران؟ الأهمّ من ذلك كلّه، ما مستقبل العلاقات التركية ـ الأميركية، خصوصا بعد أن يغادر باراك أوباما البيت الأبيض في كانون الثاني ـ يناير المقبل؟

هناك دول أخرى معنية بالخوف من تفتيت سوريا. من بين هذه الدول يأتي الأردن الذي لديه مصلحة كبيرة في عودة السوريين اللاجئين إليه إلى بلدهم. كذلك، لا يمكن تجاهل التداخل والصلات بين العشائر والعائلات الأردنية والسورية على طول الحدود بين البلدين.

من المفيد، في طبيعة الحال، التساؤل ما الذي تريده إسرائيل؟ كيف ستضمن تكريسها لاحتلال الجولان وإقامة منطقة عازلة تمكنها من التفرّج على مشهد تفكيك سوريا على يد الروسي والإيراني والميليشيات المذهبية التي أتت بها طهران إلى مناطق عدّة، خصوصا إلى محيط دمشق؟

لا شكّ أن التنسيق الروسي – الإسرائيلي، الذي جعل بوتين يستقوي على الإدارة الأميركية وسيرجي لافروف يتعاطى بفوقية مع جون كيري، يخفي أمورا كثيرة من بينها الضمانات التي ستحصل عليها إسرائيل في سوريا، وما يتجاوز سوريا، أي في لبنان حيث القرار 1701 الصادر في العام 2006 صامد إلى حد كبير. ليس مستبعدا أن يكون ثمن “سوريا المفيدة” وقبول إسرائيل بها، تطويرا للقرار 1701، بما يغلق نهائيا ملفّ المتاجرة بجنوب لبنان…

يشقّ مشروع “سوريا المفيدة” طريقه فيما تزداد الأسئلة المطروحة، على رأسها كيف ربط سوريا هذه بالعراق الذي وقع تحت السيطرة الإيرانية؟

إنّها بالفعل أيّام مثيرة يعيشها الشرق الأوسط الذي عاش قرنا كاملا على إيقاعات سايكس- بيكو. كان اجتياح العراق في العام 2003، وهو اجتياح أميركي بالتنسيق الكامل مع إيران نقطة الانطلاق لـ”إعادة تشكيل المنطقة”. هذه العبارة استخدمها كولن باول وزير الخارجية الأميركي في سياق التمهيد للعملية العسكرية التي قررت إدارة جورج بوش الابن السير فيها إلى النهاية. صدق كولن باول، علما أنّه لم يدرك أن عملية “إعادة تشكيل المنطقة” ستجري في غياب الولايات المتحدة. لم يحسب أن باراك أوباما سيخلف بوش الابن، وأن سياسته تقوم أساسا على فكرة واحدة هي الانقلاب على كل ما فعله سلفه ولا شيء آخر غير ذلك!

 

لولا عون "الهلال الشيعي"!

 علي بردى/النهار/31 تشرين الأول 2016

اقترب "الهلال الشيعي" للمرة الأولى من التمام جغرافياً. يخوض الجيش العراقي معركة حاسمة لاستعادة الموصل، المدينة الواقعة في منتصفه تقريباً، من "الدولة الإسلامية - داعش". لا شيء يوحي بأن النيران الهائلة في سوريا ستأتي قريباً على نظام الرئيس بشار الأسد في دمشق. يمكن التثبت من رؤية الهلال من طهران وبغداد كما من دمشق وبيروت. لا بد من إعادة قراءة السياق الذي مكّن ايران من بسط نفوذها الواسع عبر هذه المنطقة وأبعد منها. لم يولد من رحم "القوة الناعمة" للجمهورية الإسلامية غير المعروفة بنعومتها. صحيح أنه لم ينشأ بمبدأ تصدير الثورة التي قادها آية الله روح الله الخميني، بيد أنه تكوّن في مراجل الحروب المتعددة. كان بعضها باسم الحرب مع اسرائيل، وبعضها باسم الحرب مع الاستبداد، وبعضها باسم الحرب على الإرهاب. بدأت معالم هذا الهلال تظهر ليس من إخفاقات الحرب الإيرانية - العراقية في الثمانينات من القرن الماضي، بل من الخطوات العسكرية الاستثنائية التي اتخذتها الولايات المتحدة عقب الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها في 11 أيلول 2001. جاءت الهدية الأولى بإطاحة حكم "طالبان" المدعوم من تنظيم "القاعدة" الديني الإرهابي في أفغانستان. أتت الهدية الثانية من تحطيم حكم حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادة صدام حسين. نجح الاستثمار البعيد والعميق في الحرب مع اسرائيل بواسطة "حزب الله" في لبنان. لم يتوقف نهم النفوذ والسيطرة عند هذا الحد لإيران التي دأبت على استعادة دورها الكامل في المنطقة والعالم بعد سنوات طويلة من الحصار والعزل. قدمت تنازلات في سياق مفاوضاتها مع الولايات المتحدة والدول الكبرى الأخرى التي باركت العودة الى المجتمع الدولي، على رغم استمرار "المآخذ" على سجلات ايران الداخلية والخارجية. نجحت القيادة الايرانية في سياسات "الاستئساد" على وقع تصاعد التوترات والنزاعات السنيّة - الشيعية. تضطلع بدور رأس حربة في الحرب الدولية على الإرهاب في سوريا والعراق، مستفيدة بصورة بالغة الاستثنائية من الإجماع الدولي على ضرورة دحر "داعش" و"جبهة فتح الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً) وغيرهما من الجماعات التي تعتنق مذهب "القاعدة" الإرهابي والقضاء عليها. زجت كل الميليشيات المنضوية تحت عباءة الولي الفقيه، وفي مقدمها "حزب الله" و"الحشد الشعبي" وغيرهما من التنظيمات الحسينية والزينبية عبر العالم، من أجل هذه المعركة الحاسمة.

"الهلال الشيعي" الذي حذر منه الملك عبدالله الثاني بن الحسين، في حديث الى صحيفة "الواشنطن بوست" الأميركية قبل نحو 12 عاماً، لم يعد مجرد مصطلح سياسي. الحكومة في العراق والنظام السوري جزءان من "الهلال الشيعي"، ولا شك في أن كثيرين يعتقدون أن حلم الجنرال ميشال عون ما كان ليتحقق اليوم لولا عون "الهلال الشيعي".

 

اليوم الآخر ؟

 نبيل بومنصف/النهار/31 تشرين الأول 2016

انتفت عوامل التشويق في هذا اليوم الا من المشاعر والانفعالات. العماد ميشال عون هو فخامة الرئيس الثالث عشر للجمهورية في تتويج لمسيرة الزعيم الأكثر صخبا واثارة للانقسامات في العقود الثلاثة الاخيرة . لن يبقى مهما الاستغراق في اسرار داخلية وخارجية حققت حلمه وفجرت ابتهاج أنصاره . غدا سيكون "اليوم الآخر "القابع خلف أبواب القصر العائدة إلى الحياة . ليس قليلا هذا بعد سنتين ونصف سنة من الفراغ. تغير هواء البلد في نسائم خريفية . للرئيس الذي سينتخب اليوم ان يسمع الرأي العام الداخلي والخارجي خطاب القسم وما يختزنه من توجهات. لن نستبق الأمور وقد حفرت فينا التجارب أقسى الأمثولات والخيبات وأرغمتنا على"تشغيل" العقول الباردة امام موج الانفعالات. بضع ملاحظات فقط نستدركها في عجالة الساعات القليلة التي تسبق الحدث. أولها ان أحدا لا يمكنه التنكر لواقع أن حلول عهد رئاسي جديد في لبنان وسط البراكين الاقليمية هو تطور استثنائي. وثانيهما ان مجرد انتخاب رئيس الجمهورية بعد أزمة الفراغ القياسية لن يكون الا بداية محفوفة بانقسام عمودي بين مشهدين متناقضين من مشاعر بعضها منفجر فرحا وبعضها الآخر موغل في التوجس . وثالثهما ان حامولة التحالفات السياسية العريضة التي وفرت انتخاب العماد عون أقامت شكلا متغيرا مختلطا عابرا للطوائف والاصطفافات ولكنها لم تظهر اقتناعا صارما وصادقا ( مع التشديد على الصفة الثانية ) بسيد العهد الجديد الذي تركت له ان يعلن ما ينتظره الناس منه . ورابعها ان أصلب المعارضين الفعليين لانتخاب العماد عون هم الذين يتكئون على مبدئية الموقف ايا تكن الكلفة التي ستترتب عن ابتعادهم طوعا عن السلطة الجديدة. سيجهر على الارجح اليوم قلة من نواب بهذا النوع الجريء من المعارضة المبدئية كما جهر به حزب الكتائب بالامس مستحقا التقدير. لا يعني ذلك بطبيعة الحال ادانة عشوائية لقوى أيدت انتخاب الجنرال وكانت في ضفة مختلفة لان للسياسة حسابات وظروفا بعضها قاهر. ولكن الأحب والأشد إقناعا للناس هم الذين يغامرون ولا يخشون التردد امام تغيير الدول والعهود . ومثلما ينشغل الناس باليوم التالي المهرول بسرعة مع موج تحديات هائلة امام العهد سينشغلون بعد حين بما يقلق اذا لم تتمظهر معارضة متماسكة ومؤثرة لا بد منها لئلا تتحول تحالفات الأكثرية الموالية للعهد الجديد ديكتاتورية سياسية مقنعة. اما العهد نفسه فلا نود التصور ان حقيقة ستخفى عنه بعد انصرام أهازيج الاحتفالات الصاخبة هي حقيقة الرفض والهواجس والمخاوف الكامنة حياله التي لن تحجبها طويلا لحظات التهيب امام الحدث الانتخابي. في القواعد التقليدية الثابتة التي تصاحب انبلاج عهود جديدة ثمة ما يسمى فرصة المئة اليوم الاولى، وقد بدأ النسج عليها لدى كثيرين. عهد الجنرال عون مكللا "بتحالف الأقوياء" بالكاد يحتمل مئة يوم لفترة السماح هذه.

 

عون الوحيد شغل القصر بصفتين رئيساً لحكومة انتقالية ثم للجمهورية

خليل فليحان/النهار/31 تشرين الأول 2016

يدخل العماد ميشال عون القصر الجمهوري اليوم رئيسا للجمهورية، وكان قد ملأ الفراغ فيه رئيسا للحكومة الانتقالية بعدما عيّنه الرئيس أمين الجميل في 22 أيلول 1988، ولم يخرج منه إلا بهجوم سوري عسكري جوي وبري في 13 تشرين الأول 1990. ويكون عون بذلك السياسي الوحيد الذي يشغل القصر الجمهوري بصفتين: رئيسا للحكومة الموقتة ثم رئيسا للجمهورية.ويتوقع أن ينتخب اليوم بنحو تسعين صوتا وفق إحصاءات الرابية، بعدما قرّر خصمه النائب سليمان فرنجية ان ينافسه بالاقتراع بورقة بيضاء. وشكّل موقف فرنجية مفاجأة للوسطين النيابي والديبلوماسي، وبالتأكيد لعون وللطاقم الذي يدير له عملية الانتخاب من الرابية، وبهذا ارتفع عدد الأصوات المؤيدة للجنرال. ومع ذلك لم تصدر أي ردة فعل عونية، بل انصرف فريقه الى احتساب مجموعة الأصوات التي سينالها الجنرال من جراء ذلك، فيما أوضح فرنجية أن الورقة البيضاء لا تعني انسحابه من المنافسة، بل ليقول لعون إن هذه المجموعة من النواب لا تؤيدك لرئاسة الجمهورية، وفضّلت التصويت بالأوراق البيض. وقد اعتمد هذا الموقف بعدما تبيّن له أن الأصوات التي سينالها ستكون أقل ربما من الأوراق البيض التي ستظهر نتيجة فرز الأصوات، خصوصا بعدما وصلته معلومات عن تغيير بعض الكتل مواقفها. لم تتوافر أي معلومات مؤكدة عن الدافع الذي جعل فرنجية يعزف عن مضيّه في منافسة عون، بدليل أن موقفه تغيّر يوم السبت ولم يكن الرئيس نبيه بري على علم به، بدليل أن البيان الذي صدر بعد ترؤسه كتلته النيابية أشار الى تأييد فرنجية للرئاسة، مما جعل الاخير يسارع في التوجه الى عين التينه لإطلاعه على قراره اعتماد التصويت للورقة البيضاء. ولم يصدق أحد السفراء كيف تمكنت القوى السياسية الفاعلة من إنهاء التعثر في انتخاب رئيس للجمهورية بعد فراغ استمر اكثر من سنتين ونصف سنة، فيما عجزت مساع دولية خلال تلك الفترة عن المساعدة في انتخاب رئيس، وبأيام قليلة تمكنت تلك القوى المتخاصمة سياسيا، محليا واقليميا، على التفاهم قبل انتهاء الولاية الممددة لمجلس النواب وقبل أن يعم الفراغ كل المؤسسات. ولفت السفير الى أنه لا يمكن الاستهانة بصمود عون سنتين ونصف سنة في ترشحه وصولا الى انتخابه اليوم رئيسا للبلاد. وأمل أن تثمر جهود الفاعليات السياسية عينها لتسهيل تشكيل حكومة قوية كي تتمكن "المجموعة الدولية" من ان تنعقد في باريس قريبا لتقديم مساعدات للحكم الجديد في كل الميادين.

 

هل يصبح تعطيل النصاب والتهديد بالشارع قاعدة لإيصال أي مرشح إلى الرئاسة؟

اميل خوري/النهار/31 تشرين الأول 2016

هل كُتب للبنان وشعبه أن يدفع كل مرة من سيادته وأمنه واقتصاده ثمن انتخاب رئيس للجمهورية وثمن أخطاء سياسيين ومسؤولين تعميهم مصالحهم الخاصة عن رؤية مصالح الوطن والمواطن؟ لقد جاء كميل شمعون رئيساً للجمهورية بعد "ثورة بيضاء" أطاحت عهد الرئيس بشارة الخوري وبعد التجديد له. وجاء اللواء فؤاد شهاب رئيساً بعد "ثورة حمراء" عُرفت بحوادث 58. وجاء شارل حلو رئيساً بعد توقيع "اتفاق القاهرة" ليوقف الحرب اللبنانية - الفلسطينية، وجاء سليمان فرنجية رئيساً علَّه يوقف تلك الحرب. وجاء الياس سركيس رئيساً فوجد نفسه مضطراً لادارتها لعجزه عن وقفها. وجاء أمين الجميل رئيساً خلفاً لشقيقه بشير بعد اغتياله واستمرت الحرب. وجاء رينه معوّض رئيساً بعد توقيع "اتفاق الطائف" شرطاً لإنهاء الحرب. وجاء الياس الهراوي رئيساً في ظل وصاية سورية على لبنان. وجاء العماد اميل لحود رئيساً في ظل هذه الوصاية. وجاء العماد ميشال سليمان رئيساً بعد توقيع "اتفاق الدوحة" وأحداث 7 أيار التي وصفها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بـ"اليوم المجيد"... ويجيء العماد ميشال عون رئيساً بعد شغور رئاسي دام سنتين ونصف سنة. وكانت لهذا الشغور تداعيات خطيرة على الأوضاع الاقتصادية والمالية بحيث كانت كافية لجعل الناس القلقين والخائفين يقبلون بأي رئيس، فهل كان مطلوباً أن يتحمل الشعب اللبناني تداعيات الشغور كل هذه المدة للاتفاق على أن يكون العماد عون رئيساً للجمهورية؟ الواقع أن "حزب الله" بالتنسيق مع إيران قد يكون خدع قيادات فجعلها تظن أن الحزب لا يريد عون رئيساً، لا بل لا يريد رئيساً للبنان الى أن تقرر إيران ذلك وتقبض الثمن، لكن تبين أنها تريد عون رئيساً بعد أن تضمن له أصوات الأكثرية النيابية، وهي أصوات لم تكن مضمونة عندما ترشح النائب سليمان فرنجية، فاستمر الحزب في تعطيل النصاب وجعل حتى المرشحين عون وفرنجية يتضامنان معه حرصاً منهما على صداقة الحزب. فكانت النتيجة أن "حزب الله" كان ينتظر خلال هذه الفترة قرار "تيار المستقبل" بتأييد ترشيح عون والتخلي عن ترشيح فرنجية الذي لا يؤمن استمرار ترشيحه النصاب لأي جلسة انتخاب. وعندما حصل ذلك وتأكدت ايران من تأييد الاكثرية النيابية لعون تقرر تأمين النصاب لجلسة الانتخاب.

هل يفكر القادة، ولا سيما منهم المسيحيون والموارنة تحديداً، في الوسائل التي تضع حداً لفرض رئيس على لبنان إما بعد حوادث دامية أو تهديد بالشارع أو تعطيل نصاب جلسات الانتخاب، وهو ما فعله "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، ما وضع النواب بين خيارين: إما انتخاب عون وإما الفراغ الدائم الذي يدخل لبنان في فوضى عارمة تسير به الى المجهول، أي اعتماد سياسة "الفاجر يأكل مال التاجر"؟ فهل كان من الضروري ما دام عون هو الأقوى أن يلجأ الى تعطيل نصاب جلسات الانتخاب ليفرض نفسه رئيساً وان يستمر الشغور الرئاسي سنتين ونصف سنة للاتفاق على انتخابه مكافأة له على عمله اللاديموقراطي واللادستوري، وبعدما دفع لبنان ثمن ذلك جموداً اقتصادياً قاتلاً إن لم يكن تدهوراً خطيراً بحيث يصبح الشعب خنوعاً ومستسلماً للأمر الواقع وقابلاً بالقول المأثور: "كل من أخذ أمي بيصير عمي"، و"الايد المافيك ليا بوسا وادعيلها بالكسر"، أي أن يقف الشعب مع الواقع ويكتفي بأن يردّد مع الشاعر: "ومن نكد الدنيا على المرء أن يرى عدواً له ما من صداقته بدّ". فلو أن إيران كانت تريد للعبة الديموقراطية أن تأخذ مداها بين عون وفرنجية وكلاهما من خطها السياسي، لما كان استمرت في تعطيل جلسات الانتخاب الى حين ضمنت وقوف الاكثرية النيابية المطلوبة مع عون.

أما لماذا فضّلت إيران العماد عون على النائب فرنجية، فلأن لها تجربة ناجحة مع عون مدتها سنوات غطّى خلالها كل أعمال "حزب الله" بما فيها تلك التي لم تكن مقبولة من الوسط المسيحي. ومع ذلك لم يتراجع عن موقفه واستمر في التغطية، في حين أن ليس للحزب أي تجربة مع النائب فرنجية لتحكم عليه. وهذا يذكّر بموقف سوريا عندما دعمت التجديد للعماد لحود ولم تدعم المرشح جان عبيد بحجة أن لها تجارب ناجحة مع العماد لحود أكد فيها صدقيته وصداقته لها، في حين أنه لم يكن لها مع عبيد مثل هذه التجارب، خصوصاً في ظروف صعبة تخوض فيها سوريا معركة ضد القرار 1559 الذي يدعوها الى سحب قواتها من لبنان ولا وقت عندها لتجرّب. والسؤال المطروح هو: هل ستساعد إيران من خلال "حزب الله" العماد عون على أن يكون عهده مختلفاً عن عهود سابقة كما يتوقع الدكتور سمير جعجع، فيخرج من قصر بعبدا قوياً كما دخله قوياً ولا يصيبه ما أصاب رؤساء أقوياء سابقين دخلوا القصر أقوياء وخرجوا منه ضعفاء؟

إن الانتظار هو الذي يعطي الجواب عن هذا السؤال، وهو انتظار لا أحد يعرف مدته. هل بعد التوصّل الى حل لأزمات في دول المنطقة ولا سيما في سوريا واليمن، فتطمئن ايران الى الوضع في سوريا وتطمئن السعودية الى الوضع في اليمن، ويصبح في امكان لبنان عندئذ تحييد نفسه عن صراعات المحاور بقبول دول المنطقة، حتى اذا ما صار توافق على ذلك ما صار عند "اعلان بعبدا"، يكون عهد عون قد حقق ما يريده الشعب، فيرتاح ويريح.

 

الرجل المطبوع بالمفاجآت إلى الوضوح الرئاسي خلط واسع داخلي يواكب العهد العوني

روزانا بومنصف/النهار/31 تشرين الأول 2016

ينبغي الاعتراف بان المسارالسياسي الذي سلكه العماد ميشال عون على مدى ما يقارب ثلاثة عقود من اجل الفوز برئاسة الجمهورية التي تعقد له اليوم لم يكن سهلا اطلاقا بعدما جرب كل الوسائل من اجل ان يحظى بها الى ان ساهمت جملة عوامل في ان تنتهي اليه. ومن دون الدخول في التفاصيل في هذه النقطة تحديدا فان الرجل الذي حمل شعارا فاخر بانه ابرز صفاته منذ العام 1989 اي انه رجل لا يمكن توقع افعاله انطلاقا من مبدئه على الارجح بانه قائد عسكري لا يفصح عن خطوته التالية او يترك متابعيه ليفاجئهم كما يفعل اي قائد في معاركه قد يكون اضطر الى التخلي عن هذا الشعار او هو على وشك ان يفعل لان المطلوب منه ان يكون واضحا ومحددا ولا يفاجىء الداخل والخارج على السواء من خلال التفاهمات التي عقدها او القيود الخارجية التي توالت عليه لالتزامها من اجل الاطمئنان الى رئاسته. فكونه رجلا لا يمكن توقع افعاله او ردود فعله ساهم في ابعاده طويلا عن الرئاسة فيما نجح في ركيزة اخرى كان اعتمدها ايضا قبل 27 سنة هو ارغام الخارج بالقوة على دعمه. كان ذلك دأبه في الضغط على القوى المؤثرة وخصوصا الاميركيين من اجل القبول به ودعمه للرئاسة ولم ينجح انذاك فيما نجح راهنا. ولا يمكن القول ان ذلك لم يتحقق له ولو عبر قوة لم تكن قوته كليا بل بدعم قوي من حلفاء مؤثرين لديهم حساباتهم ايضا. لكن الدعم مرهون بادائه في نهاية الامر ولو ان الدول تعمل وفق مصالحها وليس وفق عواطفها.

وصول عون رئيسا سيكشف وفق مصادر سياسية المشهد على جملة امور قد يكون في مقدمها حتمية مغادرته مقعد المعارضة الذي ظل رافعا شعارها ولو كان في الحكومة سابقا من اجل ان يكون مسؤولا بنسبة كبيرة جنبا الى جنب مع الحكومة في ما يقود البلد اليه عبر مواقفه وسياساته وقراراته. يعتقد سياسيون ومراقبون ديبلوماسيون ان وصول عون الى الرئاسة قد يكون ذروة السقوف المسيحية المرتفعة التي اعتمدها خلال الاعوام الماضية لغاية رئيسية هي وصوله الى الرئاسة وكان يحرج بها الافرقاء المسيحيين الاخرين من اجل السير بها تحت وطأة اتهامهم بعدم السعي الى تحقيق الحقوق المسيحية. فاي مطلب كان سيواجه بواقع ان الفريق المسيحي قد حظي بجائزة اليانصيب عبر ايصال مرشحه القوي الى الرئاسة وهو لن ينال اكثر من ذلك. وهو امر يرسم علامات استفهام كبيرة على قانون الانتخاب العتيد الذي تؤكد مصادر عدة انه بات من مصلحة التيار العوني وفي ضوء العلاقات الودية مع "القوات اللبنانية" ان يسعى الى تثبيت قانون الستين منعا لوصول مسيحيين مستقلين واحتكار التمثيل المسيحي. علما ان على كتف التحالف المسيحي حمالا يشكله كل من النائب سليمان فرنجية من جهة والنائب سامي الجميل من جهة اخرى اللذين سيكونان جاهزين لقطف ثمار المعارضة المثمرة عند اي خطأ او انحراف مسيحيا كان او وطنيا خصوصا ان احدا لا يتوهم ان رئاسة عون تلبي طموح جميع المسيحيين وايضا جميع اللبنانيين.

ثمة خلط للاوراق السياسية وللتحالفات في البلد على وقع جملة امور: بداية من زيارة الموفد السعودي ثامر السبهان الى بيروت التي اعطت دفعا للرئيس سعد الحريري ولو على نحو غير مباشر من ضمن طائفته وقاعدته في الدرجة الاولى نتيجة سعي الرياض الى ان تكون حاضرة في المشهد السياسي الذي سيؤدي الى انتخاب عون للرئاسة الاولى بحيث تراجعت او ضعفت المعارضات للحريري نتيجة قراره دعم ترشيح عون ومن ثم في دخول المملكة الى المشهد وكأنها غير بعيدة منه في مسعى يستوعب رئاسة عون ويدفعه الى دائرة التوازن في المرحلة اللاحقة. وتاليا فان السؤال سيكون حول ما يمكن ان يكون تقاربا يثير قلق " حزب الله" في هذا المشهد خصوصا في ظل عنوان خلافي ظاهريا على الاقل داخل الثنائية الشيعية على انتخاب عون وعدم احتلال الرئيس نبيه بري موقعا متقدما في اخراج الموضوع الرئاسي ونزع كل من الرئيس الحريري ورئيس حزب "القوات" الدكتور سمير جعجع ظاهريا ايضا ورقة حصرية ايصال العماد عون الى قصر بعبدا. وذلك في حين يتجنب الحزب المجاهرة بانتصاره ولو انه نجح في املاء هذا الخيار على الافرقاء السياسيين بعد سنتين ونصف من التعطيل القسري لرئاسة الجمهورية دعما لرئاسة عون لادراكه ان هذا الانتصار لن يكون ممكنا قطف ثماره نتيجة عزلة دولية يمكن ان يواجهها لبنان على كل الصعد شأنه في ذلك شأن ما واجه عهد اميل لحود في ولايته التي مددت في ظروف قسرية معروفة. لكن وفيما التقارب الحاصل بين عون والحريري وبين عون وجعجع وبين الحريري وفرنجية، فان عون رئيسا قد يضطره الى المساومة على مواقف للدولة اللبنانية ليس من المرجح او المؤكد ان تصب في مصلحة الحزب ايا يكن التحالف " الوجودي " خصوصا اذا شاء عون الابقاء على الحد الممكن من الدعم الداخلي له في انتظار الحصول على الدعم الخارجي.هذا المشهد السياسي لا يسمح بمقاربة على غرار اي مقاربة سابقة من عون متى غدا رئيسا على رغم استمرار الخشية التي تؤكدها المعارضة الواسعة لانتخابه ولو انها اختتمت في نهاية الامر بمجموعة موافقات قسرية قد لا يتوقف عندها متى نال ما يريده لكنها ستكون خزانا لمعارضة لن تكون سهلة لاحقا.

 

السبهان: استطلاع وعدم تخلٍّ... لا "مباركة"!

سركيس نعوم/النهار/31 تشرين الأول 2016

لا شك في أن انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية اليوم إنجاز يجب أن يرحّب به اللبنانيون رغم اختلاف مواقفهم منه وعواطفهم حياله وتقويمهم لسياساته وكفاءاته. فانتخابه ينهي شغوراً رئاسياً بدأ في 2014، ويعيد الحياة الى الرئاسة الأولى، ويعيد شيئاً من التوازن بين المؤسسات الدستورية ورئاساتها، ويستعيد الميثاقية رغم الاختلاف الواضح على مضمونها وأهدافها. وانتخابه يسمح بتأليف حكومة طبيعية أعضاؤها وزراء لا رؤساء جمهورية، ويفسح في المجال أمام معالجتها المشاكل اليومية للناس فتريحهم إذا كان يستحيل عليها معالجة القضايا السياسية الأساسية الداخلية والأخرى المرتبطة بالخارج، وتمكنهم من انتظار الحلول الاقليمية التي من دونها لا حلول نهائية للبنان وفي اجواء استقرار هشّ حسدنا الكثيرون عليه منذ اشتعال المنطقة بعد "الربيع العربي". وانتخابه أخيراً يفتح مجلس النواب لممارسة التشريع والرقابة والمحاسبة وهذه مهماته الأساسية، ولاجراء انتخابات نيابية وفقاً لقانون جديد عادل يؤمّن صحة التمثيل، يأمل اللبنانيون في أن تجدد نتائجها الطبقة السياسية المسؤولة ومن زمان عن كثير من مآسيهم ومحنهم والحروب. علماً أن هذا الأمل يبقى كأمل إبليس في الجنة. ولا شك في أن إيفاد المملكة العربية السعودية وزيرها للشؤون الخليجية ثامر السبهان الى لبنان مهم بعد اتجاهها الى التخلّي عن لبنان، وهو أمر لم تفعله في تاريخها معه، منذ إلغائها هبة الـ3 مليارات دولار أميركي التي قدّمتها لتسليح جيش لبنان جرّاء ذهاب وزير خارجيته جبران باسيل، صهر الذي سيصبح رئيساً اليوم ورئيس "تياره الوطني الحر"، بعيداً في تأييد مواقف "حزب الله" وسياسات حليفته إيران في المحافل العربية والدولية. وذلك في ذاته استمرار للصراع لأن المنطقة لا تعيش صراعاً بل حرباً بالواسطة بين السعودية وإيران. طبعاً عُرفت السعودية بالتحفّظ دائماً وبالسعي لحلّ مشكلاتها مع أخصامها وحتّى مع أعدائها بالوسائل الديبلوماسية. لكن احتدام الصراع المُشار إليه واشتراك القسم الوازن من الدولة اللبنانية فيه والقسم الأكثر وزناً على الصعيد الشعبي وخصوصاً في الشارعين المسيحي والشيعي، وعدم نجاح القسم الشعبي اللبناني الآخر أي المؤيّد لها في الدفاع عنها وعن نفسه في وقت واحد، لقصور عند قادته وعند حليفه الاقليمي، ذلك كله دفع المسؤولين في الرياض الى ممارسة التخلّي عن لبنان وعن الذين تعتبرهم مسؤولين عما أصابها ويصيبها في صورة عملية، والى إبلاغ أصدقاء لها فيه به، ولكن من دون جعله موقفاً رسمياً ثابتاً.

طبعاً تُظهر زيارة الوزير السبهان عدم تخلّي بلاده عن لبنان. لكنها لا تشير الى وجود خطة تفصيلية شاملة عندها لترجمة هذا الموقف في صورة عملية. وتشير جرّاء اللقاءات الكثيرة التي أجراها الى طابع استطلاعي لها يختلف عن طابع الدعم والمباركة للرئيس سعد الحريري ولخياره تأييد ترشيح العماد عون، حليف حزب الله وإيران والأسد، لرئاسة الجمهورية الذي حاول الكثيرون إعطاءها إياه. ويعتقد البعض أن بعض المسؤولين في الرياض بدأ يتساءل إذا كان توقيتها صائباً أو خطأ. علماً أن الهدف منها أساساً هو إعلام أصحاب العصر الجديد في لبنان، أي الإيراني، أنهم لن يتخلوا عن لبنان وسيبقون فيه ضمن الحدود المتاحة طبعاً ريثما تتبدل ظروف وتستجد تطورات محلية وإقليمية ودولية. إلا إذا حاول هؤلاء طردهم منه أو نجحوا في ذلك، كما نجح حليفهم الرئيس الراحل حافظ الأسد، بعد تحويله قوة الردع العربية التي كان فيها سعوديون ويمنيون وغيرهم سورية، وسيطر بواسطتها على لبنان وأدار الحروب فيه حتى انتهائها عام 1990، كما أدار السلام بعد ذلك. في اختصار تفيد المعلومات أن السبهان لن يحضر الانتخاب وأن الخيار الرئاسي للمملكة ليس عون. وقد سمع ذلك مسؤول حكومي كبير من أرفع مسؤول سعودي. واطلع الرئيس الحريري على ذلك. كما سمعه آخرون من مسؤولين أقل مرتبة. لكن هؤلاء سمعوا أيضاً من المملكة عندما قدّرت خطأ التخلّي عن لبنان حديثاً عن أن الانتخاب شأن لبناني لا تتدخل فيه وأن على النواب أن يتحملوا مسؤولياتهم. وتسبّب ذلك بإرباك السامعين وهم الأقرب الى الرياض، وبتناقضهم في الأيام الأخيرة بين مقتنع بأنها تبارك الخيار العوني للحريري وبين مقتنع بأنها لا تباركه. لكن السؤال الذي يطرح هنا هو: من يتحمّل القسم الأكبر من مسؤولية التحوّل السعودي في لبنان؟ اللبنانيون بكل شعوبهم؟ أو بنصفها؟ أو المملكة؟

 

«المستقبل» و«القوات» يتحالفان مع «عون الجديد»

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 31 تشرين الأول 2016

«الجنرال» بعد 31 تشرين الأول هو غير «الجنرال» قبله، أو على الأقل، هذا ما يتوقعه كثيرون. إنه اليوم رئيس الجمهورية، ولم يَعد فقط ركناً في «8 آذار». ويكفي لتأكيد ذلك أن يكون الذين رشَّحوه للرئاسة هم أركان أساسيون في «14 آذار». فهل ينجح العماد ميشال عون في اعتماد نموذج الانفتاح بين المحاور، أو يقع في نموذج التصادم الذي شهدته عهود سابقة وانتهى بالكوارث؟ على رغم الانقسام المحوري القائم اليوم: رئاسة المجلس النيابي محسوبة لمحور سياسي ورئاسة الحكومة لمحور مقابل، فإنّ الرئيسين نبيه بري وتمام سلام حافظا، كلّ في موقعه، على صفة رجل الدولة القادر على استيعاب الجميع. ويكفي أن يتأمّل عون في الخطاب الإيجابي الذي يتوجّه به فريق «14 آذار» بكامل تشكيلاته إلى بري، والخطاب المنفتح الذي يتوجّه به فريق «8 آذار»، بما في ذلك «حزب الله»، إلى سلام، ليدرك أنّ من الممكن لرئيس الجمهورية أن يكون نموذجاً أفضل. فانفتاح الرئيس ميشال عون على فريقي «8 و14» يبدو بديهياً ومبرّراً أكثر بكثير من انفتاح برّي وسلام، لأنّ عون جاء إلى الحكم بفضل الأصوات التي منحه إياها الخصوم من «المستقبل» و«القوات اللبنانية» قبل أصوات الحلفاء، إذا كان يصحُّ بعد اليوم اعتبار «القوات» خصماً. ومن المؤكد أنّ قوى «14 آذار» تطمح إلى أن تكون دعامة قوية للعهد.

فالقوى المسيحية تحتاج إلى أوراق قوة في السلطة. كما أنّ «المستقبل» يطمح إلى أن تكون رئاسة الجمهورية أبعد ما يمكن عن نفوذ «8 آذار»، لئلّا تكون رئاسة الحكومة مستفردة داخل «التركيبة الثلاثية» للدولة. فهل يمكن لعون أو يوفِّق بين تموضعه في التحالف مع «حزب الله» والانفتاح على «14 آذار»؟

يعتقد البعض أنّ الرجل، خلافاً لما يبدو عليه، لن يعتمد أسلوب المواجهة والصدام خلال عهده. وصحيح أنه يرفع شعار «الرئيس القوي»، لكنه يدرك جيداً أنّ مفهوم القوة في 2016 ليس هو نفسه ما كان في 1988، عندما صعد إلى القصر الجمهوري للمرة الأولى على رأس الحكومة الانتقالية واندلعت الحروب.

يراهن «المستقبل» و«القوات» على أنّ عون سيكون مرناً وواقعياً في تعاطيه، وسيكون «عون الجديد» الذي اختبر كلّ المآزق التي وقع فيها على مدى ثلاثة عقود. وفي أيّ حال، لا يمكن أن يصل رئيس للجمهورية في لبنان إلّا بمظلة دولية وإقليمية. وعون لن يكون خارج دائرة التوافقات التي تحتّمها هذه المظلة. وجولة الموفد السعودي تامر السبهان مؤشر واضح إلى أهمية هذه المظلة. ويعتقد «المستقبل» و«القوات» أنّ عون سيلتزم بالحدّ الأدنى من الوعود والتعهدات التي قطعها على نفسه، خصوصاً لجهة نأي لبنان بنفسه عن المحاور الإقليمية والتشديد على دور الجيش اللبناني والمؤسسات الشرعية، وسيعالج التناقضات بين هذه الوعود والتعهدات. فعون يلتزم مع «حزب الله» نودّ تفاهم مار مخايل، ومع «القوات اللبنانية» نودّ تفاهم معراب. وهناك تفاهم على خطوط عريضة بينه وبين الرئيس سعد الحريري. ولا يمكن أن يرسم توجهات العهد وفق أسس التفاهمات الثلاثة لأنها متناقضة أو متباعدة.

وعلى الأرجح، سيحيل عون كلّ شيء على طاولة الحوار وسيترك المتناقضين يحلّون تناقضاتهم بأنفسهم ويتحمّلون المسؤوليات، فيما هو سيحاول مجدداً تصحيح الخلل الذي يعتري «اتفاق الطائف»، ولاسيما في ما يتعلق بصلاحيات رئاسة الجمهورية. ففي 1988، كان الرئيس الماروني يُمسك بجزء وافر من السلطة، لكنّ الصلاحيات التي بقيت له اليوم محدودة. لن يقوم عون بذلك بدافع الثأر القديم بينه وبين «الطائف» فحسب، بل لأنّ «الطائف» قيَّد الرئاسة بضوابط خانقة. وقد حاول الرؤساء جميعاً، بعد «الطائف»، أن يصلحوا ما أفسده الدهر في صلاحيات الرئاسة، لكنهم فشلوا، لأنّ المسيحيين لم يعودوا مالكين لا للقوة ولا للثمن الذي يدفعونه مقابل تصحيح الخلل في «الطائف».وتعترف القوى الأخرى السنّية والشيعية بالإجحاف اللاحق بالرئاسة وصلاحياتها الإجرائية في أدنى حدودها، لكنّ أيّاً منها لا يبدو مستعداً للتخلّي عن أيّ ورقة للمسيحيين ما دام هؤلاء لا يمتلكون أدوات الضغط الكفيلة بذلك.

سيحاول عون الاستناد إلى الحلف القوي مع «حزب الله» لتدعيم موقعه. لكنّ «الحزب» سيذكّره بثوابت المحور الإقليمي الذي يرتبط به، وسيدعوه إلى أولوية التفاهم مع برّي وسائر الحلفاء المعترضين.

لقد كان لافتاً أنّ كلّ الذين لم يقترعوا لمصلحة عون أرادوا الحفاظ على خيط رفيع معه. وهذا مؤشر إلى أن ترتيب الأمور ممكن بعد انتهاء العملية الانتخابية. فبرّي مثلاً لم يعطّل النصاب على رغم أنه كان قادراً على ذلك، وهو لم يكن حاداً في اعتراضه على عون. والكتائب أعلنت معارضتها عون وفرنجية لضرورات مبدئية، لكنها تركت خيار المعارضة أو الموالاة رهناً بالنهج الذي سيعتمده الرئيس الجديد.

وبعد الانتخاب، قد تختلط أوراق المعارضة والموالاة مجدداً. مثلاً: قد يكون «حزب الله» أقرب إلى برّي منه إلى عون. وقد يتقارب برّي والحريري مجدّداً، ومعهما النائب وليد جنبلاط، في وجه عون. وقد يُعاد خلط الأوراق المسيحية بسبب الاختلاف على الحصص في الحكومة وقانون الانتخاب. وسيضع كلّ ذلك عهد عون على محك النجاح أو الفشل. في أروقة «14 آذار»، هناك قوى أساسية ما زالت تخشى أن يتبنّى عون خياراً حاداً إلى جانب المحور الذي ينتمي إليه، أي المحور الإيراني. وتخشى هذه القوى أن يذهب لبنان خلال عهد عون إلى خيارات لم تكن واردة في ذهن الحريري والدكتور سمير جعجع عندما اتخذا القرار بتبنّي ترشّحه للرئاسة. وهذا الخيار مطروح بقوة حتى في أوساط «14 آذار» التي دعمت عون، لكنّ هناك أصواتاً تؤكد، في المقابل، أنّ التسوية السياسية التي تمّ التوصل إليها، وتحظى بتغطية دولية وإقليمية، مضمونة النتائج. وتالياً إنّ عون لن يخرج عن خطوطها العريضة.

واستطراداً، تردّ أوساط «المستقبل» على المشككين والمعترضين بالقول: صحيح أنّ الرئيس الحريري اعترف بأنّ هناك مخاطرة في اختياره دعم العماد عون، ولكن لا يجوز النظر إلى الموضوع وكأنه عملية انتحارية. فهناك حدّ أدنى من التوافق سيلتزمه عون ولن يخرج عليه، بضمانة داخلية وخارجية.

لكنّ الأوساط تعترف بأنّ هناك إشكالية لا بدّ من مواجهتها في معايشة العهد العوني، وهي مواصفات «الجنرال» وخبراته الشخصية، أي إنّ هناك صيغة سحرية يقتضي ابتداعها للتوفيق ما بين مزاج عون العسكري ومزاج الحريري البعيد عن العسكرة.

في أيّ حال، تقول الأوساط، عندما تنتهي معركة الرئاسة في أيّ بلد، يصافح المعارضون الرئيس الفائز ويتقدَّمون منه بالتهنئة. إنه رئيسهم شاؤوا ذلك أم أبوا. وفي المقابل، ينسى الرئيس أنّ هؤلاء يعارضونه، فيفتح معهم صفحة جديدة. إنهم جزء من اللعبة السياسية شاء ذلك أم أبى. وهذا ما سيكون في الولايات المتحدة بعد أيام. هذه المعادلة التسووية، البديهية في الأنظمة الديموقراطية، هل سينجح العهد وخصومه في التوصل إليها، بحيث تستعيد الرئاسة موقعها فوق الجميع وتناقضاتهم، أم تتكرّر النظرية الصدامية التي شهدتها عهود سابقة وكانت أثمانها كارثية؟

 

الحريري استعمل «عصا» التنظيم الحزبي داخل تيار المستقبل

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الاثنين 31 تشرين الأول 2016

نوّاب الشمال و«بوانتاج» الموقفَين

بعد قرار رئيس تيّار المردة النائب سليمان فرنجية اﻻقتراع بالورقة البيضاء ودعوة مؤيّديه كما المعارضين لوصول العماد ميشال عون الحذوَ حذوه، يتقلّص هامش توزيع أصوات النواب في اﻻقتراع الرئاسي بين خيارَين ﻻ ثالث لهما. وبالتالي يمكن تصنيف المواقف ما بين شكل التأييد السياسي للجنرال وحجم المعارضة التي ستنتظر عهده، مع التسليم بالحسم النهائي بوصول عون للرئاسة دون منافسة. في هذا السياق ينقسم نواب الشمال وتيار المستقبل بين موقفين:

اﻻوّل اﻻقتراع لصالح عون، ليس من باب تأييده بل انطلاقا من تحصين موقف الرئيس سعد الدين الحريري كرئيس مكلّف للحكومة ولعدم إظهاره ضعيفاً في وجه رئيس الجمهورية، امّا الموقف الآخر فيرى بضرورة الوقوف عند خاطر الزعيم الزغرتاوي سليمان فرنجية عبر اﻻقتراع بالورقة البيضاء، ولكلا الموقفين دوافع ومبرّرات. طرابلسيّاً، الخطوة السبّاقة كانت للنائب محمد الصفدي الذي حسم خياره باكراً لدى حضوره الى بيت الوسط عند إعلان الحريري تأييد ترشيح عون فأيّده مع الجموع، فيما النائبان محمد كبارة وسمير الجسر بدَّلا من موقفهما الرافض لوصول عون الى اﻻقتراع لصالحه، وفي المعلومات أنّ الحريري استعمل عصا التنظيم الحزبي داخل تيار المستقبل لإرجاع النائبين لبيت الطاعة عبر الضغط على شقيق النائب كبارة عبد الغني كبارة مستشار الحريري لشؤون الشمال، كما بوجه منسّق التيار في طرابلس النائب سمير الجسر، وذلك عبر تقدّم النائب السابق مصطفى علوش صفوف تيار المستقبل في اجتماعات متتالية أراد منها زعيم التيّار الأزرق إيصالَ رسالة مباشرة تلوّح بعدمِ تردُّدِها في اﻻستغناء عن أيّ نائب ﻻ يسير بقرار الحريري.

خطوة إلى الوراء

هذه الأجواء دفعَت النائب أحمد فتفت إلى التأكيد على حضوره الجلسة، بعد اللغط الحاصل حول مغادرته إلى باريس، ما دفعَه إلى توضيح سبب مغادرته بأنّها زيارة خاصة، وسيعود مباشرةً نهار اﻻثنين، فيما يصبّ البيان الذي أطلقه زميلاه في الضنية - المنية النائبان قاسم عبد العزيز وكاظم الخير في نفس الاتّجاه، أي بالرجوع خطوةً إلى الوراء. وفي الوقت الذي يجب التوقّف مطوّلاً أمام موقف الرئيس نجيب ميقاتي الذي قالها مباشرةً للجنرال عون، وذلك عندما زاره معزيّاً بوفاة شقيقه حينما سئلَ عن صوته فكان جوابه حاسماً معلناً أنّ صوته سيَمنحه للنائب الجار والصديق سليمان فرنجية، إلّا أنّه اليوم ونزولاً عند رغبة النائب الشمالي الصديق فهو معنيّ باﻻقتراع بورقة بيضاء بالإضافة الى اقتراع النائب أحمد كرامي الذي بدوره يكنّ للنائب الشمالي مودّةً وصداقة قديمتين، وهو ملزَم بحكم هذه الصداقة الالتزام بالاقتراع بورقة بيضاء.

أيضاً شماليّاً، النائب بدر ونّوس محسوم موقفُه لصالح الحريري، فيما النائب المستقيل روبير فاضل الذي قبِلت استقالته أصبح خارج لعبة الأصوات، أمّا النائب سامر سعادة فملتزم بقرار كتلة الكتائب وستكون حُكماً الورقة البيضاء هي التي سيُسقطها في صندوقة الاقتراع.

مكاري حائر !

في الكورة يسود لغط حول قرار النائب فريد مكاري النهائي بين اﻻقتراع لعون أو مراعاة صديقه سليمان فرنجية، فيما صوتا النائبَين فادي كرم ونقولا غصن محسوبان لعون. أمّا في البترون فأصبح واضحاً أنّ النائب بطرس حرب سيقترع بورقة بيضاء بعدما عبّر عن معارضته علناً لعون، لا سيّما بعد اجتماع مجلس الوزراء الأخير حين حذّر من الصورة التي سيتعامل بها الحكم الجديد مع المعارضة (وذلك بعد عراكه مع وزراء التيّار داخل الجلسة) بعكس النائب أنطوان زهرا الذي سيلتزم بقرار كتلة القوات باﻻقتراع لعون. قضاء بشرّي محسوم اللواء لصالح القوات بصوتين لعون للنائبين ستريدا جعجع وإيلي كيروز، يقابلهما ثلاثة أوراق بيضاء لنواب زغرتا: اسطفان الدويهي سليم كرم وطبعاً النائب المرشح سليمان فرنجية الذي يحقّ له التصويت أيضاً في جلسة انتخاب الرئيس. محافظة عكّار المتبقّية في البوانتاجات الشمالية محسومة بالكامل لصالح الحريري، وهي ستقترع بالكامل لعون، خصوصاً بعد عودة النائب خالد ضاهر إلى صفوف كتلة المستقبل باستثناء خرق قد يسجّله اعتراض النائب معين مرعبي، وذلك إيماناً منه بضرورة التضامن مع موقف اللواء أشرف ريفي. وفي ضوء ما تقدّم، يمكن الجزم بأنّه لولا قرار الحريري تأييد عون فإنّ معظم الأصوات الشمالية التي أيّدت الاقتراع لصالح عون كانت ستصبّ لصالح أيّ مرشّح قد يحظى بدعم الحريري.

 

نهاية الشغور: بداية المسعى نحو الفصل بين السلطات

وسام سعادة/المستقبل/31 تشرين الأول/16

بانعقاد الجلسة اليوم، وانتخاب الرئيس وأدائه يمين القسم وتلاوته خطابه، تطوى صفحة سنتين ونصف من الشغور، وأربع وأربعين جلسة من تفشيل النصاب، ويباشر السعي للعودة بالبلد الى حد أدنى من التغطية الدستورية للحياة السياسية. كل شيء سيحدث اليوم سيقاس بمثقال دقيق، أو هكذا يفترض. الرقم له دلالته، وكل كلمة وكل عبارة، وكذلك كل نسمة في الشارع، وكل شعار. منذ عامين ونصف العام وما هو معطّل في البلد ليست الرئاسة وحدها، بحكم الفراغ، وانما منطق الفصل بين السلطات، من أساسه. وأهمية سدَ الفراغ تكمن هنا بالتحديد: ليس فقط في انتخاب رئيس، وانما في استعادة منطق الفصل بين السلطات.

فبعد انتخاب الرئيس يعود التشريع صفة تعرّف سلطة المجلس النيابي بها، وتعود طاولة الحوار الى القصر الجمهوري، لترتبط بالهالة التحكيمية، بل هالة الوصل بين المختلف، لرئيس الدولة. ويكون التحدّي بالتوازي تسهيل التداول على السلطة الاجرائية، وعدم الانتقال من حكومة بلا رئيس الى رئاسة بلا حكومة، علماً انّ التغطية التي يلقاها خيار وضع حد للشغور داخلياً وخارجياً يوجد كذلك الأمر مساحة للتشكيل الحكومي في مدّة معقولة من الوقت. شبكة الأمان الرئيسية التي لها ان تنسج بدءا من اليوم هي شبكة المصالح والطاقات والقوى التي يهمّها اعادة تحريك عجلة الاقتصاد في البلد، والخروج من الكساد والركود الملازمين للتخلع المؤسساتي بشكل عام، والشغور الرئاسي بشكل خاص. بالتوازي، لا مناص من الاعتراف بأن الحدث اليوم يتفاعل معه اللبنانيون بمشاعر وحسابات مختلفة حسب طوائفهم كما وفق اصطفافاتهم السياسية، والتقدم خطوات اضافية في اثر انتخاب الرئيس يكون بالاقرار بهذا الواقع.

يتمتع المرشّح الوحيد اليوم العماد ميشال عون، في مقابل الورقة البيضاء، بثقل شعبي واسع ومزمن في الاجتماع المسيحي، انما ينتخب في بلد يقوم نسقه الدستوري منذ تسعين عاماً على النظام البرلماني، وليس على النظام الرئاسي، ولا على انتخاب رأس الدولة بالاقتراع العام. تأمن هذا الانتخاب لعون في نهاية الأمر بالمصالحة بين شعبيته مسيحياً وبين الترتيبات السياسية المألوفة في تركيبة تعتمد النظام البرلماني من جهة، وتقسم فيها السياسة بحسب الطوائف من جهة ثانية. نقلع بشكل جيد مع بداية هذا العهد بمقدار ما يتم ادراك جانبي هذه المعادلة: شعبيته المسيحية ما كان بالمقدور المكابرة عليها رئاسياً، على الدوام، وخاصة بعد «أزمة المشروع الاستقلالي الاسلامي - المسيحي» في هذا البلد، لكن شعبيته في طائفته ليست «املاء»، ولا يجب ان تكون كذلك شعبية اي زعيم في طائفته بالنسبة الى حظوظه في تولي مناصب مفتاحية في الدولة. انما ما حصل هو التمكن، في لحظة سياسية بعينها، من ملاقاة هذه الشعبية مع ترتيبات سياسية مؤشرها الأساسي العودة الى النظام الدستوري، بمعناه الأول، الفصل بين السلطات وتداولها.

من هنا، بدءا من اليوم، يحتاج البلد، وفي موازاة نهاية الشغور، الى اعادة التركيز على اهمية الفصل بين السلطات، المتاحة من ناحية بانتخاب رئيس، ومن ناحية ثانية بعودة الصفة التشريعية لمجلس النواب، والمستكملة في اسرع وقت، بقيام طاقم السلطة التنفيذية. ليس سهلا تحقيق الفصل بين السلطات في ظل التركيبة السياسية الحالية، وفي ظل انعدام التوازن بين القوى، بمعيار التعبئة والسلاح، لكن التشديد، الآن تحديداً، على معيار الفصل بين السلطات، أكثر من راهني. فكل الكلام الذي سمعناه في الاسبوعين الماضيين من لدن مروحة واسعة من القيادات والقوى، حول الدستور والميثاق واتفاق الطائف، جميل وضروري، انما كل هذا محكه الآن اعادة الاعتبار لمنطق الفصل بين السلطات. الرئيس القوي هو الرئيس الذي يتمتع بقوة خلاقة للاسهام بتحريك الامور باتجاه هذا المنطق. فهذا الفصل بين السلطات هو الضحية الاولى للشغور ومنطق تطيير الجلسات وتعطيل المجلس الدستوري ومنطق رئيس بلا حكومة او حكومة بلا رئيس، ومنطق التمديد الذاتي للمجلس لنفسه، وقبل كل شيء لحال التغلب الامني التي يزاولها «حزب الله» في البلد، التي تجعله سلطة فوق السلطات الدستورية الثلاث، ومعطّلة أو «ممتصة» لهذه السلطات. الشعبية التي يتمتع بها عون في الشارع المسيحي، القدرة التي برهن عليها الرئيس سعد الحريري على المبادرة بجرأة وصولاً حتى تحقيق الهدف المرحلي الذي توخاه، الدور المهم الذي لعبه الدكتور سمير جعجع في معركة الرئاسة، إيثار رئيس «اللقاء الديموقراطي» وليد جنبلاط الانضمام الى مروحة القوى المسهلة انتخاب عون، مأسسة النائب سليمان فرنجية لمعارضته هذا الانتخاب من خلال خيار الورقة البيضاء، كلها عناصر يمكن تسخيرها بشكل ايجابي نحو استعادة منطق الفصل بين السلطات، كي يكون الانتقال من إنهاء فراغ في الرئاسة، الى تشكيل حكومة، الى انتخابات نيابية جديدة. يبقى مع ذلك التحدي الابرز والاصعب: كيفية اعادة تشكيل معالم الفصل بين السلطات في بلد يطرح فيه مرجع «سياسي – سلاحيّ»، زعيم «حزب الله» بأنه سلطة حل وعقد ما فوق دستورية. مع هذا شيء واضح وبسيط: كلما استكمل عقد مؤسسات الدولة، وحوصر الشغور والتعطيل والفراغ، كلما تقدمنا خطوة باتجاه حلّ هذه المشكلة العويصة التي لن تحل  في يوم أو في سنة.

 

هل ستخذل أبي يا فخامة الرئيس؟

جمانة حداد/النهار/31 تشرين الأول 2016

فخامة الرئيس، لقد أمضيتُ عطلة نهاية الأسبوع أتأمل البوسترات التي تهنّئك بـ"انتخابك" سلفاً. لا بأس. هيدا لبنان. بعد ساعات قليلة من صدور هذا المقال، ستكون قد أصبحتَ فعلاً رئيساً للجمهورية، بأصوات النوّاب الممدِّدين لأنفسهم في مجلسٍ للنواب غير شرعي، بحسب قولكَ المشهور. سأعتبر هذا الأمر من الماضي، ومن الآن فصاعداً ستكون رئيساً لجمهوريتنا الموجوعة، وستفي بالوعود، وتحقّق الأحلام التي لطالما تعهدتَ بتنفيذها. أرجو منكَ أن تعذر صراحتي كوني واحدة من حالمين كثر بلبنان مختلف، وبدولة تنهض من عثرتها المأسوية، وتستعيد كرامتها. لأجل ذلك سأسألكَ اليوم بقوة: ماذا ستفعل حكومتكَ العتيدة بالفساد، والمفسدين، والفاسدين؟ سأسألكَ أيضاً بالقوة نفسها: ما الإجراء الفوري الذي ستتخذه حكومتكَ لوقف النزف الشبابي الهائل، وللحؤول دون تفريغ الجمهورية من أجيالها الصاعدة؟ لن أكفّ، من بعد إذنك، عن إحراجكَ بسؤال ثالث مضن: هل يمكن حكومتكَ أن تعد المرأة اللبنانية (بصفتي امرأةً مدنيةً تناضل للمساواة بين المواطنين) بلزوم إقرار الكوتا النسائية في مجلس النواب، وفي الحكومة، وفي وظائف الدرجة الأولى؟ علماً أن هذه الكوتا ليست الحلّ المثالي في رأيي. سؤال رابع ملحّ: هل نستطيع أن نحلم، نحن جماعة الناشطين في سبيل مجتمع مدني راقٍ مطهّر من لوثة الطائفية، بأن الزواج المدني سيصير واقعاً خلال عهدك؟

فخامة الرئيس، أريد منكَ أن تقول للمواطنين ما الذي ستفعله حكومتكَ لتسيير شؤون الناس في دوائر الدولة التي يأكلها الإهمال والروتين والبيروقراطية؟ ثمّ، هل يمكن حكومتكَ أن تعد الناس بالحصول على فاتورة واحدة للكهرباء والماء، من دون اللجوء إلى شرائهما بأغلى الأسعار، ودفع فواتير إضافية ينوء تحتها المواطن العادي؟ ربما تجدني "أصعّبها" عليك: لكنك أنت الذي وعدت مؤيّديكَ بالمنّ والسلوى، ووعدتَ خصومكَ بأنهم لن يضطروا بعد الآن إلى مخاصمتكَ، لأنكَ ستجعل لبنان جنةً للديموقراطية في هذا الشرق. لذلك سأسألك ببساطة: كيف ستفعل ذلك كله؟ فخامة الرئيس، دعنا لا ننسى الذين استُشهدوا دفاعاً عن شعاراتكَ وأفكاركَ ومواقفكَ، ودخلوا السجون بسببها، وتعرّضوا لأبشع أنواع الإهانات والتعذيبات: فماذا ستفعل من أجل القيم التي آمنوا بها، وضحّوا بحياتهم في سبيلها؟ ألا يجوز لي أن أسألك، في هذا السياق، عمّا سيكون موقفكَ الواضح الصريح من التورط اللبناني في الدم السوري؟ فخامة الرئيس، من واجبي أن أنقل إليكَ الشعور الكبير باليأس والريبة والإحباط لدى الكثيرين. سؤال أخير "شخصي": والدي الذي لا يزال مؤمناً بكَ، هل سيُصاب بالخذلان؟

 

التعايش مع رئاسة عون

الياس حرفوش/الحياة/29 تشرين الأول/16

سيكون للبنان غداً رئيس جديد، هو الثالث عشر (والعياذ بالله من هذا الرقم) منذ استقلال الجمهورية. رئيس لا يستطيع أحد أن يدّعي بين مؤيديه أو أولئك الذين يقولون إنه تحوّل إلى خيارهم الوحيد لحل أزمة تعطيل الانتخاب، أنهم لا يعرفونه، أو أنهم لم يرافقوا (ويعانوا) من تجاربه في الحكم، كما في خوض الحروب، في الداخل ومع الخارج، وهي حروب انتهت إلى ما انتهت إليه، قبل أن يتحوّل من حاربهم في الداخل إلى مناصرين، وفي الخارج إلى حلفاء. مع ذلك، على المؤيدين لوصول ميشال عون إلى الرئاسة، كما على معارضيه، أن يتعايشوا الآن مع هذا الخيار. الكل يدرك أن الطريق إلى هذه الرئاسة لم يكن معبداً بالرياحين، واحتاج إلى تعطيل المجلس النيابي لمدة سنتين ونصف السنة و45 جلسة انتخابية لم يكتمل فيها النصاب. وكان هدف التعطيل: ميشال عون أو لا أحد. لكن الواقع الذي نحن أمامه الآن هو أن للبنان رئيساً للجمهورية آتٍ بأصوات النواب، على رغم أن ولاية هؤلاء النواب هي ولاية ممدّدة، وكان تكتل عون نفسه بين من تحفظوا عن هذا التمديد. يصل ميشال عون إلى قصر بعبدا تحت شعار الانفتاح على الجميع، كما يقول «التيار الوطني الحر». رئيس مستعد للتوافق مع كل الكتل السياسية لإنجاح المشروع الجامع أو ما سماه جبران باسيل الورشة الوطنية. غير ملتزم بصفقات، كما يقولون، لا من فوق الطاولة ولا من تحتها. همّه الوحيد إنقاذ لبنان من أزماته السياسية والاقتصادية. وفضلاً عن كل هذا، يقولون، يصل عون إلى هذا المنصب بدعم مسيحي واسع، باعتباره الأقوى في طائفته، والأقدر على تمثيلها، أسوة بالتمثيل الذي يحصل عليه الشيعة والسنّة، في منصبي رئاسة المجلس النيابي ورئاسة الحكومة.

لكن... يبقى أن عون يصل إلى بعبدا أساساً بفضل دعم «حزب الله». لا هو تردد في الاعتراف بذلك عندما زار السيد حسن نصرالله ليشكره، بعدما ضمن تأييد الرئيس سعد الحريري لترشيحه. ولا «حزب الله» أخفى «التزامه الأخلاقي» تجاه عون الذي دفعه إلى الوفاء بوعده وتحقيق حلم الجنرال الذي يراوده منذ ثلاثة عقود. إنها إذاً سلفة على الحساب. وباعتبار أن «حزب الله» ليس جمعية خيرية، فمن الطبيعي أن يدرك مؤيدو عون الجدد الذين سيصوتون له غداً ما هم مقبلون عليه، والالتزامات التي ستترتب على الرئيس الجديد، وبالتالي أن يفكروا بكيفية التعايش مع هذه الالتزامات.

فسواء تعلق الأمر برئيس الحكومة المنتظر تكليفه، سعد الحريري، أو برئيس «القوات» سمير جعجع، ناهيك عن الرئيس نبيه بري، يتوقع أن يكون هذا التعايش بالغ الصعوبة. صحيح أن عون والحريري كررا كل من جانبه أن الهم الأساسي في هذه المرحلة هو الحفاظ على الاستقرار الداخلي ومنع الزلزال الإقليمي من العبور إلى لبنان. لكن لبنان ليس جزيرة منعزلة، ولا يستطيع الهرب من انعكاسات الحروب الإقليمية الدائرة حوله، وذيولها الطائفية والمذهبية، كما لا يستطيع قادته تجاهل التناقضات العميقة القائمة بينهم نتيجة الخلاف حول الحرب في سورية مثلاً، حيث «حزب الله» طرف أساسي، أو حول العلاقات اللبنانية العربية، واللبنانية الخليجية بشكل خاص، وللحزب مواقف منها بالغة الحدة. كيف سيتم التوفيق في قضايا كهذه بين مواقف عون كرئيس للجمهورية ومواقف الحريري كرئيس للحكومة، إذا افترضنا سهولة وسلاسة تشكيل الحكومة برئاسته؟ هل سيستطيع عون الرئيس إدارة ظهره لحليفه الأساسي الذي اختار أن يدعمه وحده على حساب الحليف الآخر سليمان فرنجيه؟ وإذا فعل عون ذلك، كما قد يراهن البعض، فماذا سيكون مصير العهد «العوني» وما هي الاحتمالات الخطرة التي قد تنتج من تحوّل مثل هذا؟

لا شك أن هناك أملاً يراود كثيرين من اللبنانيين ببداية مرحلة خلاص جديدة غداً. غير أن الواقعية تقتضي الاعتراف بأن التساؤلات والشكوك هي في حجم الآمال إن لم تكن تفوقها. وسيحتاج الرئيس الثالث عشر إلى صبر أيوب للسير فوق الرمال المتحركة التي تنتظره. لكن الصبر والليونة ليسا من الخصال المعروفة عن العماد عون... ولله في خلقه شؤون.

 

أزمة الأقليات في صورة المشرق الكبيرة

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/16

من المفترض أن ينتهي غدًا الاثنين في لبنان ما وُصف بـ«الشغور الرئاسي» عبر اقتراع مجلس النواب للنائب ميشال عون وتنصيبه رئيسًا للجمهورية. وهكذا، يُملأ المنصب الذي شغر منذ يوم 25 مايو (أيار) 2014 بسبب مقاطعة «حزب الله» وتوابعه من الكتل النيابية جلسات الانتخاب المتعاقبة إصرارًا منه على تسليم الرئاسة لعون. ومن ناحية ثانية، ترتسم في شمال غربي العراق وشمال سوريا وغربها خرائط جديدة تتداخل فيها أطماع إيران ومطامح الأكراد وحسابات تركيا.

التطوّر اللبناني، مهما قيل عنه، ومهما سوّق من مبرّرات للوصول إليه، يشكل انتصارًا آخر للمشروع الإيراني في المشرق العربي الذي بدأ مع إدارة أميركية جمهورية، وثبّتته ورعته وتعهدته إدارة أميركية أخرى ولكن ديمقراطية هذه المرة. غير أن «انتصار» إيران الجديد في لبنان، رغم احترام سيادة الوطن المُغيَّبة ومقام رئاسة الجمهورية فيه، يظل مجرّد نقطة في بحر ما تفعله ميليشيات إيران ذات الأسماء العربية داخل العراق وسوريا. فللأسف بات لبنان ورئاسته وبرلمانه وحكومته أمورًا تفصيلية تافهة لا تعني شيئًا في المشهد الإقليمي الكبير، الذي يتجّه باتجاه التهجير الديني والمذهبي هنا، والتطهير العرقي هناك. ووحدهم بعض المسيحيين الموارنة ما زالوا يأخذون المسألة بجدّية غير مستحقّة، ويرفضون الاقتناع بالغاية التي دفعت إيران – عبر «حزب الله» – إلى ترشيح عون، وبمباركة واشنطن غير المباشرة لترشيحه.

رئيس الجمهورية الجديد في لبنان، بكل صراحة، لن يكون «رئيسًا» بما أن لبنان لم يعُد «جمهورية». ذلك أنه حاليًا مجرّد جزء من شاطئ إيران على البحر المتوسط ومخيمّ عسكري كبير لميليشيا دينية مكلّفة بمهمة إقليمية أسقطت الحدود السياسية المرسومة دوليًا عام 1920. ومن لا يريد أن يرى الحقائق كما هي ليس عليه إلا النظر إلى المهام التي ينهض بها «حزب الله» في سوريا واليمن والعراق والخليج، بل حتى في شبه جزيرة سيناء المصرية. ثم يتابع تبلور مسيرة الميليشيات الشيعية العراقية، ابتداءً من تنظيماتها الفردية تحت مُسمّيات «عصائب أهل الحق» و«فيلق بدر» و«لواء أبو الفضل العباس» و«النجباء» وغيرها... ووصولاً إلى صيغتها الجماعية «الحشد الشعبي» التي «شرعنتها» حكومة حيدر العبادي. نعم، العبادي الذي برّر ظهور قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، على الجبهات العراقية بأنه «مستشار» للحكومة.

طبعًا، في هذه الأثناء، يتكامل التنسيق الثلاثي بين ما تبقى من نظام بشار الأسد من جهة وإيران وروسيا من جهة ثانية، وكان لقاء موسكو خلال الأسبوع المنصرم محطة أخرى في تأكيد «الوصاية الثنائية» الإيرانية – الروسية على «سوريا المفيدة». الروس والإيرانيون يواصلون دعم النظام في مشروع التهجير الديني والمذهبي على امتداد «سوريا المفيدة» في غرب البلاد، بما فيها محافظتا حلب وإدلب شمالاً. وفي الوقت نفسه يواصل النظام وميليشيات إيران «تحصين» دمشق وتهجير الغوطة، بينما يحافظان على التهدئة في الجولان لضمان إيجابية الدور المُضمر لإسرائيل في التعايش مستقبلاً مع الشقّين السوري واللبناني من المشروع الإيراني. التفاصيل تختلف في باقي شرق سوريا وشمال شرقها، حيث يلعب الأكراد والأتراك دورًا محوريًا تمتد انعكاساته وارتداداته إلى داخل العراق. وبالأمس، في إعلان فظيع الدلالة أعلنت ميليشيا «الحشد الشعبي» – المرعيّة والمدعومة حكوميًا – أنها بعد إنجازها «تحرير» مدينة الموصل من قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي ستتوجّه إلى القتال في سوريا دعمًا لنظام الأسد. ما هو معروف أن سجلّ «الحشد الشعبي» في أعمال العنف الطائفي الانتقامي يتكلم عن نفسه في كل مكان انتقل إليه مسلحو هذه الميليشيا، من الفلوجة والرمادي إلى المقدادية إلى محافظة صلاح الدين. وبالتزامن مع الجرائم الطائفية التي ارتكبتها هذه الميليشيا بإشراف قائدها الفعلي الجنرال سليماني – أو «المستشار الحكومي» – صدرت تباعًا عن وجوه مكوّنات «الحشد» من أمثال قيس الخزعلي وهادي العامري ومن جر جرّهما كلام يفضح الحقد المذهبي الدفين المدمّر لوحدة العراق والقاضي على أي فرصة للتعايش فيه. ومن ثم، فإن جرائم «الحشد» وخطب رموز تنظيماته وتهديداتهم الانتقامية المريضة دفعت حتى واشنطن «لنصح» حكومة بغداد برفض السماح لهذه الميليشيا المأفونة بالمشاركة في مهاجمة أكبر مدينة عراقية عربية سنّية. غير أن المساعي الأميركية لم تحقق النجاح الذي كانت ترجوه مع سلطة ليست سوى واجهة لطهران، الحليف الإقليمي الجديد لواشنطن، بل أعلنت ميليشيا «الحشد الشعبي» إصرارها على مهاجمة سهل نينوى، ثم دخول بلدة تلعفر ذات الغالبية التركمانية السنّية. في شمال العراق، كما في شمال وشمال شرقي سوريا، تعتبر تركيا أنها معنيّة من ناحيتين: الأولى حماية الأقلية التركمانية، والثاني منع قيام «كردستان الكبرى». وهي بعد إطلاقها عملية «درع الفرات» في المنطقة الواقعة بين حلب والحدود التركية غرب نهر الفرات لحماية التركمان ومنع وصل «جيب» عفرين ذي الغالبية الكردية غربًا مع باقي مناطق الكثافة الكردية في شمال سوريا وشمال شرقها، فإنها تنظر بقلق إلى مصير التركمان في شمال العراق، وإلى مطامح الأكراد الانفصالية الاستقلالية.

وحقًا هناك ما يبرّر القلق التركي في الشأن العراقي كما في الشأن السوري؛ إذ إن موضوع كركوك (بمكوناتها التركمانية والكردية والعربية) خلافي جدًا مع الأكراد، والسعي الكردي المعلن للاستقلال الكامل عن العراق يهدّد بتداعيات في شرق تركيا ترفضها أنقرة، ثم إن إيران حققت بالفعل اختراقًا للأكراد في معسكر جلال طالباني ومعقله السليمانية. وعليه، فإن آخر ما يريده الأتراك الآن على حدودهم نشوء تحالف عربي شيعي - كردي برعاية إيرانية ضد السنّة العرب والتركمان المتروكين لمصيرهم في ظل التفاهمات العريضة بين واشنطن وطهران. وفي هذه الأثناء، يتضاءل الوجود المسيحي في العراق وسوريا ولبنان، لأن الكثير من قيادات المسيحيين أخفقت خلال العقود الأخيرة في اعتماد استراتيجية حكيمة داخل كيانات مضطربة، ومع نخب حاكمة تفتقر إلى الشرعية، ودفعت ولا تزال تدفع ثمنًا باهظًا لاطمئنانها الساذج إلى حماية غربية وهمية تحرّكها المصالح وحدها.

 

الحروب المتواصلة.. أين المعنى؟

رضوان السيد/الاتحاد/29 تشرين الأول/16

مضى على الحرب على حلب عامٌ ونيّف. وتنشب الآن حرب الموصل. وعلى حواشي الحربين وبجوارهما، ومنذ عام 2013، تقاطعت الحروب وتواصلت: سيطر «داعش» على مساحات ومدن في سوريا والعراق، وهبّ التحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة لمصارعة «داعش»، بقوى الحكومة العراقية والميليشيات الشيعية بالعراق، وبالميليشيات الكردية في سوريا. وفي الحالتين (سوريا والعراق)، ومن جانب الأكراد والميليشيات العراقية والمتأيرنة في البلدين، جرى قتل عشرات الألوف، وتهجير مئات الأُلوف الأُخرى. وقد وقعت الخسائر الأقلّ في صفوف «داعش» بالطبع. ثم رأى الروس في عام 2015 أن لهم مصالح بالتدخل الصاعق في سوريا. والهدف المعلن الحيلولة دون سقوط نظام الأسد، بعد أن عجز الإيرانيون وميليشياتهم عن بلوغ هذا الهدف. وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة دخل الأتراك على المشهد بعد مهادنة الروس، والمماحكات الكثيرة مع الأميركيين. واحتلوا بمساعدة عدة آلاف من الكتائب المسلّحة (درع الفرات) نحو 1200 كيلومتر، مُخرجين «داعش» منها، ومعلنين نيتهم إقامة منطقة آمنة على حدودهم للاجئين السوريين من جهة، وحائلين من جهة ثانية دون إقامة كيان كردي على تلك الحدود.

لقد سلّم الأميركيون على مضض بالتدخل التركي في الشمال السوري. لكنهم والروس وضعوا له حدوداً بمدينة الباب، التي تتقدم قوات «درع الفرات» نحوها. وكما يطمح الأتراك لإخراج «داعش» من الباب، فهم لا يزالون مصرّين على إكمال إخراج الأكراد من منبج، إذ بنظر تركيا لا مكان للأكراد في غرب الفرات، ولا على الحدود التركية. لكنّ الأتراك يجدون مصلحة لهم بالتدخل في العراق أيضاً، أي في شرق الموصل. فمنذ 2014 تمركزت بضع مئات من قواتهم على أطراف بعشيقة ناحية الحدود التركية مع العراق وسوريا. وهناك آوى الأتراك وجنّدوا نحو خمسة آلاف عراقي معظمهم من الموصل وقراها بقيادة أثيل النجيفي، محافظ الموصل السابق، وسمَّوهم «الحشد الوطني». ومنذ ستة أشهر، وبعد أن بدأ الأميركيون والعراقيون وأكراد البارزاني يخططون لحرب الموصل، تصاعد احتجاج حكومة العبادي ضد التدخل التركي. الأتراك يقولون إنّ لهم ثلاثة أهداف في المنطقة: أولها منع تمركز «حزب العمال الكردستاني» فيها كما فعل في سنجار. وثانيها مَنْع تهجير مئات الآلاف من سكان الموصل وقراها باتجاه تركيا كما حصل في سوريا (نحو ثلاثة ملايين). أما الهدف الثالث فهو منع ميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية من الاستيلاء على تلعفر ونواحيها، وهي منطقة خليط من التركمان الشيعة والتركمان السنة والعرب، وذلك لمنع التهجير، ومنع إيران والأكراد (حزب العمال) من أن يكون لهم ممرٌّ بين إيران والعراق وسوريا في ذاك المثلث الخطِر. الأميركيون حاولوا التوسط لكي يتمكن الأتراك من المشاركة في تحرير الموصل ونواحيها، لكنّ العبادي رفض، والأميركيون أعلنوا من جانبهم أنهم لا يوافقون إلا على ما توافق عليه الحكومة العراقية ذات التوجه الإيراني!

هناك إذن، في العراق وسوريا، عدة أنواع من الحروب رمزاها الكبيران حلب والموصل. وهذه الحروب تشارك فيها أطراف إقليمية ودولية. الدوليون رأسهم الولايات المتحدة وروسيا. والإقليميون رأسهم إيران وتركيا. أما المقاتلون على الأرض، إضافة إلى الجيش السوري والجيش العراقي، فهم سوريون وعراقيون يتبع بعضهم إيران وبعضهم تركيا وبعضهم الأكراد على أصنافهم. وبسبب تعقيدات المشهد المتزايد، كفّ المراقبون عن محاولة الفهم، واعتبروا الأمر كلَّه فاقداً للمعنى!

والواقع ليس كذلك؛ فعلى الأرض يجري تهجير الناس وقتلهم في سوريا والعراق. وهم جميعاً من العرب السنة. وهناك فرق بين المظلة الأميركية والمظلة الروسية. فالروس ليس بينهم وبين النظام السوري والميليشيات الإيرانية أي تمايزات. بينما نجد أنّ «التحالف» المسمَّى على الولايات المتحدة فيه تمايزات كثيرة. ففي حين تتحالف الولايات المتحدة مع الأكراد المسلحين منذ ثلاث سنوات بحجة مقاتلتهم لـ«داعش» في العراق وسوريا، ما سعت حقاً لتدريب وتسليح سكان المناطق من العرب السُّنة، لا لمقاتلة «داعش»، ولا لمنع تهجيرهم. لذلك، لا يجد العرب السُّنة مظلةً إلاّ من خلال التدخل التركي المحدود، والذي يملك أهدافه الخاصة التي لا يتجاوزُها أو لا يستطيعُ تجاوُزَها. والولايات المتحدة لا تكاد تغطّيه في سوريا، وترفض تغطيته بتاتاً في العراق.

الإيرانيون وميليشياتهم متقدمون على الأرض في سوريا والعراق. والأرجح أن تقدمهم سيزداد في الشهور القليلة المقبلة، وبمساعدة روسيا وإيران، وغضّ النظر من الولايات المتحدة. ويقول المراقبون إن النزاع سيطول. وهذا ليس فيه عزاء، لأن المعاناة انصبّت وتنصبُّ على رؤوس العرب السنة في سوريا والعراق.

 

الحرب على «داعش»: اصطفاف أميركي في الصراع الطائفي

خالد الدخيل/الحياة/29 تشرين الأول/16

لو تأملت قليلاً في ما يعصف بالمنطقة من موجات طائفية لا تتوقف، وحروب أهلية تستعر، وإرهاب، وتحالفات أقل ما يقال في بعضها بأنها مثيرة للشبهة، وتدخلات من داخلها وخارجها، لوجدت نفسك أمام سؤال غريب ومربك: لماذا الحرب على تنظيم الدولة (داعش) تحديداً؟ هذا السؤال فرض نفسه قبل الحرب الحالية لاستعادة مدينة الموصل العراقية. يعود الآن ليفرض نفسه بعد انطلاق هذه الحرب. يبدو السؤال غريباً بالفعل وليس في محله ولا في زمانه. «داعش» تنظيم إرهابي وطائفي متوحش يتهدد الجميع من دون استثناء، في المنطقة وخارج المنطقة. وبالتالي من مصلحة الجميع استئصاله والقضاء عليه أمس قبل اليوم. لا يختلف أحد، ولا يجب أن يختلف على ضرورة الوصول لهذه النتيجة. كل هذا صحيح، ولا ريب فيه. لكن مع ذلك سيأخذك التأمل في المشهد إلى السؤال نفسه مرة أخرى، وستجد أنه لا مفر من مواجهته، ولا حكمة في تفاديه.

عندما تتأمل المشهد بشيء من الهدوء البارد ستجد نفسك أمام مجموعة من الحقائق (وليس الآراء والظنون) مثيرة للدهشة. أولى هذه الحقائق أن الحرب على «داعش» تتم في السياق ذاته لما بات يعرف بالحرب على الإرهاب، وبالذهنية والمنهجية ذاتها. كلنا يعرف بأن هذه الحرب بدأت في تسعينات القرن الماضي ضد تنظيم «القاعدة»، ونتذكر بأنه عندما أطلقت الولايات المتحدة الأميركية هذه الحرب لم يكن هناك إلا تنظيم «القاعدة» فقط. ونتذكر أيضاً أن عمر هذه الحرب تجاوز الآن ربع قرن من الزمن. ما هي النتيجة بعد كل هذه السنين وما احتسبته في عدادها من خسائر، وتضحيات، ومغامرات، ومآسٍ؟ لا يزال تنظيم «القاعدة» معنا ليس في أفغانستان حيث كانت انطلاقته، بل تمدد إلى الجزيرة العربية، وشمال أفريقيا، والعراق، وسورية. ليس هذا فقط، بدلاً من تنظيم إرهابي واحد أفرزت الحرب على الإرهاب عشرات، إن لم يكن مئات من التنظيمات الإرهابية، وصل بعضها من القوة في الأتباع والعتاد أنه بات ينافس الدول. لا أحد يعرف على وجه التحديد العدد الحصري لهذه التنظيمات. لكن دونك، على سبيل المثال لا الحصر، «حزب الله» في لبنان، و«فيلق بدر»، و«كتائب الفضل بن عباس»، و«عصائب أهل الحق»، و«الحشد الشعبي» في العراق، ومثلها في سورية، و«أنصار الله» (الحوثيين) في اليمن. وهذه وغيرها إلى جانب «جبهة النصرة» في سورية، وتفريعات «القاعدة» في اليمن وشمال أفريقيا. ثم يأتي تنظيم «داعش» كإحدى ذُرى هذه الموجة التي تضرب المنطقة منذ البدايات الأولى في أفغانستان. ماذا يعني هذا؟ يعني شيئاً واحداً، وهو أن الحرب على الإرهاب فاشلة فشلاً ذريعاً جعل منها مصدر خطر على دول المنطقة، وربما العالم كله، بالقدر نفسه الذي يمثله الإرهاب. بدلاً من أن تقضي على الإرهاب أسهمت في تفاقم حجمه، ومساحته الجغرافية، وخطورته على الدول ومشروعيتها.

يعود فشل الحرب على الإرهاب (الحقيقة الثانية)، إلى أنها حرب عسكرية عارية. ظلت هكذا لأكثر من ربع قرن، من دون منطلق سياسي واضح، ومن دون هدف سياسي تلتقي حوله الأطراف المتضررة من الإرهاب، ومن دون معالجة وحلول سياسية للأزمات التي تفرخ هذه الظاهرة. وهذا أمر غريب أمام وعظ الغرب الذي لا يتوقف عن أهمية المؤسسات وأولوية الحلول السياسية، والديموقراطية، وحقوق الإنسان. لم تلتفت الولايات المتحدة وهي تقود الحرب على الإرهاب، إلى أن هذا الإرهاب يعتاش على الطائفية في المشرق العربي، وأن ركون أنظمة سياسية (في العراق وسورية) إلى أيديولوجيا طائفية مستترة، أو معلنة وملزمة (كما في حال إيران) تؤجج الحال الطائفية في المنطقة، ومن ثم الحروب التي يستعر أوارها. تتداخل في هذه الدول فكرة الدولة مع فكرة الطائفية، ما جعل اعتمادها على الميليشيات يتنافس مع الاعتماد على الجيش الوطني، وبالتالي خلق حالاً من التداخل بين إرهاب الميليشيات مع إرهاب الدولة بطريقة ليست مسبوقة.

الموقف الأميركي ملتبس أمام هذه الحال، أو هكذا يبدو. يريد محاربة الإرهاب، لكنه يؤسس لتحالف مع تنظيمات إرهابية لمحاربة تنظيمات إرهابية أخرى. هذا ما تفعله أميركا في العراق، تتحالف مع «الحشد الشعبي» (خليط من عناصر مقاتلة تنتمي في الأصل لتنظيمات شيعية عراقية) لمحاربة تنظيم «داعش» السني. بمثل هذه السياسة تكون واشنطن قد تموضعت في إطار الاصطفاف الطائفي للصراع السياسي في العراق مع طائفة ضد أخرى. في سورية لا تفعل واشنطن الشيء نفسه، لكنها في الوقت الذي تحارب فيه «داعش» بكل ضراوة، تلتزم الصمت والحياد أمام وحشية النظام السوري وحلفائه من الروس والإيرانيين والميليشيات ضد المكون السنّي السوري، وهذا أمر مربك ومحير. لا يتوقف الرئيس أوباما عن نصيحة أهل المنطقة بضرورة التعايش بين مكوناتها، بدلاً من الاحتراب في ما بينها. وفي الوقت نفسه يشارك في هذا الاحتراب بإصرار واضح، لماذا؟ سُئل وزير الخارجية جون كيري: لماذا تلتزمون الصمت حيال دور «حزب الله» في سورية؟ فأجاب بأن هذا الحزب لا يستهدفنا. ( أنظر: http://www.nytimes.com/interactive/2016/09/30/world/middleeast/john-kerry-syria-audio.html?hp&action=click&pgtype=Homepage&clickSource=story-heading&module=second-column-region®ion=top-news&WT.nav=top-news&_r=0)

تنطوي إجابة كيري على أن إدارته ليست معنية بالطائفية تماماً، ولا بما تمثله من مخاطر على حلفائها وأصدقائها في المنطقة. وبمثل هذه الرؤية تفصل إدارة أوباما الإرهاب عن الطائفية، ومن ثم تفصل بالضرورة أمن أميركا عن أمن حلفائها وأصدقائها، وهذا هو التخبط الذي تعاني منه هذه الإدارة. أميركا ليست طائفية، ومرجعيتها الدستورية وتاريخها السياسي لا يسمح لها أن تكون كذلك، لكن عملياً هذا ما تفعله على أرض الواقع في المنطقة.

نأتي إلى الحقيقة الثالثة، وهي أن إدارة أوباما، وقبلها إدارة بوش، تتجاهل، وعن عمد، أن «داعش» نتيجة لما هو أكبر وأخطر. كانت ولادة هذا التنظيم في ظل الاحتلال الأميركي للعراق وما تسبب به من تدمير للدولة، وإعادة بنائها على أسس طائفية، ونفوذ إيراني يعزز ويدعم هذه الأسس. بعبارة أخرى، كما أن أميركا فشلت في الحرب على «القاعدة»، فقد أسهمت بشكل كبير في ولادة «داعش» كوريث للقاعدة، وكمرحلة إرهابية أخطر من «القاعدة». وهي أخطر ليس لأنها أدت إلى ولادة «داعش»، وإنما لأن أميركا عملياً شرعنت الطائفية في العراق وسورية، وتريد محاربة نتيجتها في «داعش»، و«داعش» حصراً. وترجمة ذلك أن أميركا بحربها على تنظيمات سنّية، بالتحالف مع تنظيمات شيعية، تكون في حرب على المكون السنّي في المنطقة، وهذا سيعمق مأساة الطائفية والإرهاب معاً، وستمتد آثاره إلى أميركا نفسها. ستدرك أميركا بأنها كما فشلت مع «القاعدة»، ستفشل مع «داعش»، حتى بعد هزيمته وتدميره. لماذا؟ لأن «داعش» نتيجة ومظهر للأزمة وليس سبباً لها. عندها ستواجه سؤالاً: لماذا الحرب على «داعش»، وليس الإرهاب؟!

 

ضعف اللوبي العربي وانكفاؤه أمام إيران

خلف أحمد الحبتور/السياسة/30 تشرين الأول/16

تبذل إيران الراعية الأكبر للإرهاب في العالم قصارى جهدها كي تسوّق نفسها لدى النخب في واشنطن، وتلقى حظوة لديها، وذلك من خلال تقديم نفسها في صورة جديدة تدّعي من خلالها الترويج لثقافة «سلمية» وهذا كله يحدث بسبب السياسة التي ينتهجها الرئيس الاميركي باراك أوباما الذي فتح اتفاقه مع الشيطان هذه النافذة أمام إيران للمرة الأولى منذ قيام هذه الأخيرة باحتجاز 66 رهينة أميركية طوال 444 يوماً خلال سبعينات القرن الماضي.تعمد إيران حالياً، بعدما ازدادت ثروتها بمليارات الدولارات، ومع إحكامها قبضتها على ثلاث دول عربية على الأقل – تعمد إذاً إلى تخصيص مبالغ طائلة (900 مليون دولار أميركي خلال العام الماضي وحده)، لتعزيز نفوذها لدى الساسة وصنّاع القرار النافذين في واشنطن، وبالطبع وسائل الإعلام الأميركية تحت ستار «تعزيز الصداقة بين الشعبَين الإيراني والأميركي»، كما كتب محمد عبدالله محمد في صحيفة «الوسط» البحرينية.

يشكّل المجلس الوطني الإيراني الأميركي إحدى القوى المحفّزة الأساسية خلف جهود اللوبي الديناميكية التي تبذلها إيران، وقد استعان بكل معارفه وبشبكة علاقاته كاملة في كتابه الأسود لإقناع الكونغرس بإقرار الاتفاق النووي الأميركي-الإيراني.

مؤسس المجلس هو الموظف السابق في الكونغرس والكاتب تريتا بارسي الذي ثبت أنه مقرَّب من الأوساط الداخلية النافذة في واشنطن، ومن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. ربما كانت العلاقة بين هؤلاء الأفرقاء لتبقى طي الكتمان لولا الخبايا التي كشفتها دعوى قانونية يتم البتّ فيها.

لقد صرّح بارسي، وهو مواطن أميركي من أصل سويدي، متبجّحاً لموقع «المونيتور» أنه أمرٌ معهود أن يسأله المشرعون الأميركيون: «ما السبيل كي أتحدث مع ظريف؟ كيف يمكنني التواصل مع الإيرانيين»؟ ومع ذلك، ينكر أنه رجل إيران في واشنطن.

وفقاً لما نشرته مجلة «الأوبسرفر»، أنشئ المجلس الوطني الإيراني الأميركي بهدف «إرساء توازن بين مجموعات اللوبي الشرق أوسطية المتنافسة»، ومن أجل «التشويش على التحالف الأميركي مع إسرائيل، كي تتمكن الثيوقراطية الشيعية في إيران من التسلّل إلى الأوساط الديبلوماسية الأميركية».

ورد سؤال في مقالة نشرتها مجلة «ذي أميركان ثينكر»: «هل تعمد إيران إلى تعزيز نفوذها في الجامعات الأميركية حيث توجد في الأصل شبكة من المدافعين عن نظام الملالي الإيراني»؟، ويتوقّع انطلاق موجة جديدة في هذا السياق.

يعتقد كاتب المقالة أن هناك «كشّافة» يهيّئون الأرض من أجل بث العقيدة الموالية لإيران في أوساط المجتمع الأكاديمي الأميركي، ويتحدّث عن جمعية خيرية «خاضعة للسيطرة الإيرانية» قامت بتمويل عشرات المقررات في اختصاص الدراسات الفارسية في الكليات والجامعات الأميركية.

بصريح العبارة، يسعى الملالي إلى إخفاء غسيلهم القذر والظهور في حلّة جديدة، ولهذه الغاية يستغلّون مؤتمرات الصداقة، والصحافيين المتعاطفين معهم (والمأجورين على الأرجح)، والمتحدّثين والأكاديميين الأميركيين من أصل إيراني.

المؤسف أنهم ينجحون إلى حد ما في التلاعب بالسياسيين لدفعهم إلى نسيان جرائمهم السابقة بحق أميركا وحلفائها، فيلجأون إلى الكلام المراوغ والمعسول ليُظهروا إيران في صورة الكيان الحميد الذي يساء فهمه، في حين أنها تقمع في الواقع السنّة والأقليات الأخرى، وترجم النساء حتى الموت، وتعلّق المشانق في رافعات البناء، وتؤجج الاضطرابات المذهبية في المنطقة.

إياكم أن تتخيلوا للحظة واحدة أن إسرائيل هي الهدف الأساسي للوبي الإيراني! الغاية وراء هذا السيناريو هو التلاعب بمشاعر العرب الداعمين لفلسطين، في حين أن إيران لم تفعل شيئاً للفلسطينيين ما عدا منح حركة «حماس» وسواها من التنظيمات المقاوِمة حفنة من الدولارات. السعودية ودول الخليج هي الهدف الأساسي الذي تصوّب إيران سهامها نحوه، فهذه الدول تقف سدّاً منيعاً في وجه الأطماع الإيرانية للهيمنة على المنطقة.

يجب التصدّي مباشرةً لهذا الوضع الخطير، ولذلك أوجّه نداء قوياً إلى قادة دول «مجلس التعاون» الخليجي للمبادرة بصورة عاجلة وملحّة إلى وضع ستراتيجية مضادّة. يعمل المسؤولون الإيرانيون ومبعوثوهم في الأراضي الأميركية على تشويه سمعة البلدان العربية، ويعيدون كتابة التاريخ لمصلحة إيران، وهذا لا يجب أن يمر مرور الكرام، بل ينبغي الرد عليه بالطريقة المناسبة. أدعو قادة دول الخليج إلى التشاور مع شخصيات مدنية مرموقة لوضع خريطة طريق من أجل الاستعانة بفريق متخصص من الخبراء في العلاقات العامة، ومن الكتّاب والأساتذة والأكاديميين وقادة المجتمعات الذين يتمتعون بالمؤهلات اللازمة لدحض الانطباعات السلبية عن العرب في الجامعات والمؤتمرات والمحافل الأميركية (والأوروبية). لدي شخصياً أفكار كثيرة، وأكون ممتناً إذا جرى أخذها في الاعتبار في النقاشات.

لطالما أساءت هوليوود إلى صورة العرب واستخدمت أفكاراً نمطية مبتذلة ومهينة في أفلامها. أما وسائل الإعلام التابعة للشركات فتتحدث في معظم الأحيان بطريقة سلبية عن المملكة العربية السعودية وأصدقائها. باختصار، رغم وجود مجموعات لوبي عربية، إلا أن معظمها صغير الحجم وغير فاعل ويفتقر إلى النفوذ اللازم. حان الوقت ليعرف الأميركيون مَن نحن ويتعرّفوا على إنجازاتنا على امتداد التاريخ. يمكن تحقيق ذلك. قبل ثلاثين عاماً، كانت الإمارات العربية المتحدة مجرد نقطة على الخريطة، وقلّة من الأميركيين خارج قطاع النفط والغاز كانوا قد سمعوا بها.

لقد بذلنا جهوداً حثيثة لبناء دولة حديثة، وصرخنا بأعلى صوتنا لتسليط الضوء على إنجازاتنا، فأخذ الجميع علماً بها. هذا ما يجدر بمواطني السعودية ودول الخليج القيام به من أجل التخلص من الأفكار النمطية الخاطئة عن العرب والعالم العربي والدين الإسلامي.

كانت مفاجأة سارّة لي عندما شاهدت قبل بضعة أيام شريط فيديو عن المخرج وكاتب السيناريو الأسطوري فرانسيس فورد كوبولا يتحدّث فيه بشغف عن قيم الإسلام الجوهرية الجميلة، وعن سمو الدين الإسلامي وما ينادي به من رحمة وتسامح. لقد ذُهِلت بكلماته البسيطة والنابعة من القلب.

شعرت أن كوبولا يكنّ حباً صادقاً لهذه الديانة العظيمة. أين هم المسلمون العرب الذين يستطيعون مخاطبة القلوب والعقول من أجل تعزيز فهم الإسلام الصحيح وفضائل الاحترام والتسامح والقيم العائلية وحسن الضيافة المتجذرة في الحمض النووي للعالم العربي؟ علينا أن نختار الأشخاص المناسبين، أشخاصاً صالحين وشرفاء يتمتعونٌ بالمؤهلات اللازمة، كي يمثّلونا بدلاً من الديبلوماسيين التقليديين الذين يفتقرون إلى الحيوية والخبرة المطلوبة. يجب تشجيع جميع المواطنين كي يعتبروا أنفسهم سفراء لأوطانهم عند السفر إلى الخارج. لطالما بذلت قصارى جهدي لنقل صورة صحيحة عن الإمارات إلى جميع من ألتقيهم أثناء وجودي في الخارج، لكن مساهمتي كفرد هي مجرد نقطة في بحر. في هذه الحقبة فائقة الحساسية والخطورة بالنسبة إلى منطقتنا من العالم، ينبغي على العرب أن يستعيدوا قوتهم العظمى، لا سيما في الوقت الذي يعمد فيه اللوبي الإيراني إلى توسيع نفوذه، وتسعى إيران للحصول على الاعتراف والشرعية على الساحة الدولية. إذا فشلنا في النهوض بهذه المهمة الآن، قد تضيع الفرصة إلى الأبد. تذكّروا كلامي جيداً!

*رجل أعمال إماراتي

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 قداس في ذكرى استشهاد الملازم أول نديم سمعان بحضور ممثل قهوجي

الأحد 30 تشرين الأول 2016 /وطنية - الكورة - أقيم اليوم قداس لراحة نفس الملازم الاول الشهيد نديم جورج سمعان، في الذكرى السنوية الثانية لاستشهاده في 26 تشرين الأول 2014 خلال معركة خاضها الجيش ضد مجموعات ارهابية تكفيرية في بحنين، وذلك برعاية قيادة الجيش وفي حضور ممثل قائد الجيش العماد جان وقهوحي العميد الركن حسن جونيه.حضر القداس في كنيسة مار فوقا - كفتون، الى أهل الشهيد، العميد نعمة الله فارس، رئيس مكتب أمن مخابرات الكورة المقدم نجيب النبوت، زوجة الشهيد اللواء فرانسوا الحاج لودي الحاج، رئيس البلدية نخلة فارس، المختار ادمون فارس، رئيس جمعية "أسود الوطن أصدقاء المغاوير" وليد مرقس وأعضاء من الجمعية وحشد من أهالي شهداء الجيش ومن الضباط رفاق الملازم الشهيد ومن أهالي البلدة والجوار.

وألقى الأب بسام ناصيف عظة تحدث فيها عن مناقبية الجيش والشهيد، وقال: "ما أهم ما كان يردده الشهيد: مش مهم أديش منعيش المهم أديش بعيش إسمك من بعد ما تموت".

ثم كانت كلمة لجونيه، قال فيها: "يرتفع الشهيد في ساحة الواجب، فتحيا شجرة الوطن وتزهر وتثمر. تسيل دماؤه الزكية فوق حبات التراب، فترتسم بالدم الفاني حدود الكرامة والسيادة الوطنية. ينال الأعداء منه جسدا، لكنهم حتما لا يستطيعون النيل من روحه، كما لا يستطيعون محو ذكراه ومآثره، التي ستبقى محفورة في سجل المجد والخلود، وشعلة قدسية تستنير بها الأجيال جيلا بعد جيل. حين تنبت الأشواك في العقول والقلوب، ويطل الشر برأسه من خلف خيوط الظلام، يهجر الأمان المكان والزمان، ويتغرب ضوء الحق، وليس هناك من يعيد الأمان إلى ربوعه والحق إلى نصابه، إلا الرجال الأبطال، الذين يجسدون العهد والوعد، فعل شجاعة وتضحية وانتصار على الذات. هكذا جسد شهيدنا البطل نديم، إيمانه برسالته ووفائه لقسمه، شهادة حمراء من أجل لبنان، وهو يواجه ورفاقه الشجعان قبل سنتين، إحدى العصابات الإرهابية المجرمة، ليدفع حقدها وشرها، عن أهله وإخوته في الوطن والمواطنية".

أضاف: "شهيدنا الغالي في هذا المكان المقدس وأمام هذا الجمع العزيز، نعاهدك اليوم أهلا ورفاقا وأصدقاء، بأن نبقى أمناء على دمك الطاهر ودماء جميع شهدائنا الأبرار، وسنمضي على الطريق التي آمنت بها وبذلت حياتك في سبيلها، رايتنا الحق وساحاتنا البطولة، وخبزنا محبة الوطن والعيش بكرامة وعنفوان".

وختم مقدما "أعمق مشاعر التضامن مع أفراد عائلة الشهيد وعموم أبناء البلدة" باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي. ثم كانت كلمة لوالد الشهيد، جورج سمعان، شكر فيها "كل الذين حضروا من قريب أو بعيد خصوصا أهالي الشهداء"، وشكر بالأخص "قيادة الجيش وضباطه وأفراده وكل العسكر الذين إستشهدوا من كل قرى لبنان لأجل بقاء لبنان، فالشهادة هي أسمى الرتب أي قائد ملاك عند الرب، والشهيد هو شهيد شرف، ويجب على كل السلطات في أي عهد كان أن تثبت 6 أيار وأن يكون عيدا لأبنائنا الشهداء الأبطال. إنه العيد الوحيد الذي يجمع كل اللبنانيين". وختم: "نديم محب للجيش منذ صغره وقبل دخوله إلى الكلية الحربية". ثم توجه الجميع إلى مدفن الشهيد حيث أقيمت صلاة على روحه.

 

حسين الموسوي: الوضع الأمني في منطقة البقاع بات لا يحتمل

الأحد 30 تشرين الأول 2016 /وطنية - اعتبر رئيس تكتل نواب بعلبك الهرمل النائب حسين الموسوي أن "الوضع الأمني في منطقة البقاع بات لا يحتمل، فقد فقدنا الأمان والحس بالمسؤولية".كلام الموسوي جاء خلال احتفال تأبيني أقامه "حزب الله" في حسينية التليلية في بلدة حورتعلا في ذكرى أسبوع الشهيد ضاهر عبد الحق المصري، في حضور رئيس بلدية حورتعلا علي حمود المصري، رئيس بلدية سرعين عطريف شومان، العقيد في قوى الامن الداخلي سهيل المصري، المسؤول الثقافي في "حزب الله" فيصل شكر، أمين فرع البقاع في "حزب البعث العربي الاشتراكي" علي عبد الكريم المصري وفاعليات من قرى شرقي بعلبك والمنطقة. وقال الموسوي: "الوضع الأمني في منطقة البقاع بات لا يحتمل ولم يعد أحد يجرؤ على الخروج من منزله لسبب بسيط، نقوم بقتل بعضنا البعض وفقدنا الأمان والحس بالمسؤولية، والأمين العام السيد حسن نصرالله طلب منا كأخ، كأب، كعزيز، كما طلب منا الإمام السيد موسى الصدر، الإقلاع عن ذلك، عندما قال: اذا كانت الأمور تحل في ما بينكم تعالوا واقتلوني يا أبناء بعلبك الهرمل. وقد غيبوه، وإني اقول لكم أن يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم، وعلينا أن نبتعد عن التحريض بالقتل وان لا نقتل غير القاتل، وهناك أمور قيد المعالجة في مكان ما أو في آخر سنعمل على إتمامها".

وتطرق إلى الوضع في اليمن وسوريا والعراق وفلسطين، فقال: "إن إسلامنا في خطر، وقرآننا كذلك، كما مقدساتنا، كما وحدتنا ومستقبل أجيالنا ولقمة عيشنا". أضاف: "نحن في حزب الله سعينا للدفاع عن لبنان وعن كل شبر من ارضنا العربية والاسلامية، ودفاعنا في سوريا هناك هو دفاع عن لبنان لانه ما غزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا. وموقفنا الصبر والفداء لتبقى الدولة اللبنانية السيدة المستقلة وليس كما يتهمنا البعض من الخفافيش، فنحن نسعى الى الدولة العادلة القادرة والى عيش كريم للمواطن، وهذه هي حقيقة قناعاتنا".

 

خالد الضاهر بعد لقائه الحريري: ترشيحه لعون خطوة كبيرة واستكمال للعقد الوطني

الأحد 30 تشرين الأول 2016 /وطنية - استقبل الرئيس سعد الحريري مساء اليوم في "بيت الوسط"، النائب خالد الضاهر الذي قال عقب اللقاء: "التقيت اليوم الرئيس الحريري، وأثنيت على خطوته التاريخية والجريئة بترشيح خصمه بالسياسة لسدة رئاسة الجمهورية. هذه الخطوة الكبيرة، التي تعبر عن تحمل المسؤولية والإحساس اتجاه الشعب والدولة ولبنان، ستترك آثارا إيجابية طيبة، لمصلحة الشعب اللبناني والعلاقات اللبنانية العربية، بدليل مجيء الوزير السعودي ثامر السبهان إلى لبنان".

واعتبر أن "هذه الخطوة تركت آثارا طيبة على مستوى الشارع المسيحي، الذي شعر بارتياح كبير، وأن هنالك استجابة لتطلعاته وإجماع قياداته، خصوصا بعد أن تفاهم التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على ترشيح العماد ميشال عون، فجاء ترشيح الرئيس الحريري ليكمل العقد الوطني ولإحداث مزيد من التوازن والتعاون الوطنيين بين كل القيادات السياسية، وهذا ما ننتظر إن شاء الله آثاره الإيجابية على المستوى اللبناني والأداء السياسي في المرحلة القادمة بتشكيل الحكومة، من خلال التمسك بالدستور والأصول الدستورية، وبتحمل المسؤولية الوطنية من كل القيادات السياسية، التي يجب أن تتكاتف اليوم، لنهضة لبنان وحمايته والدفاع عنه وإبعاده عن المخاطر المحدقة به". وقال: "نحن، في المفاصل الخطيرة والظروف الصعبة، وقفنا إلى جانب دولة الرئيس سعد الحريري، وأنا قلتها سابقا، إنني سأكون إلى جانبه حتى آخر يوم من الدورة الانتخابية، التي نحن فيها، لأن هذا واجبي الوطني والأخلاقي، لكي نسدد المسار ونهتم بمشاكل شعبنا وأهلنا ونعالج كل مشالكنا الكبيرة. فالشعب اللبناني ينتظر من القيادات السياسية، أن تقوم بواجبها لمعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية، خاصة لجهة تجديد الحياة السياسية من خلال قيام الحكومة سريعا وعدم التباطؤ، وإجراء انتخابات نيابية بعد التفاهم على قانون انتخابي، بما يؤدي إلى خدمة هذا البلد".

الصفدي

ثم استقبل الرئيس الحريري النائب محمد الصفدي وعرض معه التطورات السياسة.

 

القيادة القطرية للبعث: نقف مع العماد عون تأييدا واقتراعا

الأحد 30 تشرين الأول 2016/وطنية - أعلنت القيادة القطرية ل"حزب البعث العربي الإشتراكي" في لبنان، في بيان، أنه "حرصا على المصلحة الوطنية العليا وعودة الحياة الدستورية، وإلتزاما بالثوابت الوطنية والقومية، تؤكد وكتلة نواب البعث الوقوف مع رجل الدولة والمؤسسات فخامة العماد ميشال عون تأييدا واقتراعا".

 

النائب عقاب صقر وصل إلى بيروت

الأحد 30 تشرين الأول 2016 /وطنية - المطار - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام درويش عمار، ان النائب عقاب صقر، وصل مساء اليوم، إلى مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، على متن طائرة خاصة أقلته من لارنكا.

 

سامي الجميل عاد من باريس

الأحد 30 تشرين الأول 2016/وطنية - المطار - عاد رئيس "حزب الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، مساء اليوم، إلى بيروت، آتيا من العاصمة الفرنسية باريس.

 

 عودة سفيري قطر والأردن وسيغريد كاغ إلى بيروت

الأحد 30 تشرين الأول /2016 /وطنية - أفادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في مطار رفيق الحريري- بيروت ندى عمار، أنه في سياق مواكبة عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، عاد إلى بيرت مساء اليوم كل من: سفير قطر علي بن حمد المري آتيا من الدوحة، وسفير الأردن نبيل مصاروة آتيا من عمان. كما عادت اليوم المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ آتية من فرانكفورت.

 

باسيل في عشاء هيئة قضاء زحلة: لا خاسرون الاثنين وسنسعى إلى تحويل المزرعة وطنا بمشاركة الجميع

الأحد 30 تشرين الأول 2016 /وطنية - اقامت هيئة قضاء زحلة في "التيار الوطني الحر" عشاءها السنوي في مطعم ديوان الامراء في زحلة، في حضور رئيس التيار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزير التربية الياس بو صعب، سفير روسيا في لبنان الكسندر زاسبكين، النواب: طوني ابو خاطر، جوزف معلوف، شانت جنجنجيان، نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، الوزيرين السابقين سليم جريصاتي وكابي ليون، النائب السابق سليم عون، المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود، رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف، رئيس بلدية زحلة المهندس اسعد زغيب، الاساقفة عصام يوحنا درويش، جوزف معوض، انطونيوس الصوري، بولس سفر، جهاد بطاح، الرئيس العام للرهبانية الشويرية الارشمندريت ايلي معلوف، السيد بيار فتوش، وحشد كبير من فعاليات زحلة والقضاء. والقيت كلمات من امينة السر في هيئة التيار الآنسة برندا القرى، ومنسق هيئة قضاء زحلة المهندس قزحيا الزوقي.

باسيل

وألقى باسيل كلمة قال فيها: "قضينا عامين ونصف العام نناقش ماهية الرئيس القوي الميثاقي، واليوم أتأمل في ان يكونوا قد فهموا ان الرئيس الميثاقي هو الذي يولد من مكونه وطائفته بتمثيل واسع ويحصل على تأييد واسع من بقية اللبنانيين ونحن هكذا تصرفنا". أضاف: "الرئيس الميثاقي هو الذي يحصل على تأييد القوات اللبنانية و"حزب الله" و"تيار المستقبل" والحزب الاشتراكي، وهذه هي الميثاقية والاكثرية الوطنية التي تريح لنا ضميرنا وتجعلنا نعرف اننا نحن من قوتنا ومن بقية اللبنانيين. نسعى الى ان نحول المزرعة الى وطن، وهذه مهمة لا يمكننا ان نقوم بها وحدنا، بل مطلوب من كل اللبنانيين المشاركة بها، وانا اليوم اصررت على ان اكون معكم بالرغم من الوضع الصعب الذي نمر به". وتابع: "لا يوجد دولة لها علينا، وليس هناك من سفير له علينا بكلمة، مع كل احترامنا للسفير الموجود معنا. لبنان حر سيد مستقل ليس فقط بتحريره بل عندما يكون على رأسه رئيس سيد حر ومستقل. هذا هو مفهوم الحرية والسيادة والاستقلال الذي حلمنا به منذ 1990 وعشناه منذ عام 2005 واليوم نكرسه بميثاقية حقيقية عملنا عليها بجهد وطني". عدوا سوى الوجوه البيضاء. هذا هو الربح الحقيقي الذي يشعر به كل لبناني منتصر، لا يوجد من خاسرين يوم الاثنين بل هناك لبنان واحد منتصر. هذه الورشة الوطنية التي ندعو الجميع الى ان يكونوا فيها لاننا نريد العيش بالشراكة الوطنية. ليس هناك من إقصاء او إلغاء لأحد، نحن نريد عيش بناء الدولة لا تهديمها، وهذه المسيرة فيها تضحيات واعتراف بالآخر وتبادلية وطنية". وتابع باسيل: "سوف تبدأ مسؤولية النضال الأكبر للتيار لكي نحقق فعلا الميثاقية والشراكة الوطنية ونباشر العمل على قانون انتخاب يمثل كل اللبنانيين ونبني الدولة عبر محاربة الفساد. هذه هي مهمتنا وعيون اللبنانيين شاخصة على ما سنحقق لهم. رئاسة الجمهورية ليست الهدف انما وسيلة بسيطة لا تتحقق الا مع شعبها. نحن لسنا متوجهين الى قصر بعبدا بل الى بيت الشعب". وختم: "الشعب سيسترد قراره ومسيرته وبيته وسنمشي سويا الى بيت الشعب. نحن اولاد هذه الارض وسوف نبدأ بتحقيق مطالب الشعب كله بكرامته وحريته ولقمة عيشه".

 

الراعي: سيكون لنا غدا رئيس جديد للجمهورية بعد الفراغ القاتل

الأحد 30 تشرين الأول 2016 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لمناسبة مرور 80 عاما على تأسيس جمعية دليلات لبنان، قداس افتتاح السنة الكشفية على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة"، عاونه فيه المطارنة بولس الصياح، منير خيرالله، حنا علوان وعاد ابي كرم، أمين سر البطريرك الاب بول مطر ولفيف من الكهنة، في حضور الوزير السابق زياد بارود، رئيس بلدية جبيل زياد الحواط، رئيس بلدية زوق مكايل ايلي بعينو وحشد من الفاعليات، مسؤولين واعضاء جمعية دليلات لبنان.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "كل ما عملتموه لأحد إخوتي هؤلاء الصغار، فلي فعلتموه"(متى25: 40)، قال فيها: "في ختام السنة الطقسية تحتفل الكنيسة في هذا الأحد بعيد المسيح الملك الذي، بعدما افتدى البشر أجمعين، وسلمهم وصيتي المحبة والرحمة، سيدينهم عليهما جميعا. فالإنسان، كل إنسان، مخلوق على صورة الله الذي هو المحبة والغني بالرحمة (راجع 1 يو 4: 8؛ أفسس 2: 4)، إنما مدعو ليجسد هذه الصورة عندما يطعم الجائع، ويسقي العطشان، ويكسي العريان، ويأوي الغريب، ويزور المريض، ويفتقد السجين (متى 25: 35-36). هؤلاء في حاجاتهم الجسدية والروحية والمعنوية، يتماهى معهم الرب يسوع، ويسميهم إخوته الصغار، مؤكدا: كل ما عملتموه لأحد إخوتي هؤلاء الصغار، فلي فعلتموه" (متى 25: 40). أضاف: "يسعدنا أن نفتتح، بهذه الليتورجيا الإلهية، سنة يوبيل الثمانين سنة لتأسيس جمعية دليلات لبنان. فنحيي جميع أعضاء هذه الجمعية، ورئيسة هيئتها الإدارية المفوضة الوطنية السيدة مايا البعلبكي الخوري، ومرشدها الروحي العام الخوري شكرالله غزال وسائر مرشدي الأفواج من كهنة ورهبان وراهبات. ونحيي بشكل خاص سيادة أخينا المطران منير خيرالله المشرف على الجمعية من قبل مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، والذي يعطيها دفعا روحيا في ديناميته.

ونحيي بيننا عائلة المرحوم الرئيس القاضي جورج شبلي الملاط الذي ودعناه معها ومع الجسم القضائي منذ اسبوع. وها نحن نصلي لراحة نفسه في ملكوت السماء، ملتمسين العزاء لاسرته". وتابع: "جمعية دليلات لبنان، كما تعلمون جمعية كشفية إنسانية تأسست سنة 1937، بهدف مساعدة الفتيات على تنمية كامل قدراتهن كمواطنات مسؤولات في المجتمع، وتنشئتهن على الحياة المسيحية والإيمان الكاثوليكي. وهي موجودة في أكثر من خمسين مدرسة ورعية في لبنان، وتضم حوالي خمسة آلاف صبية وفتاة، يلتزمْن بشعار الجمعية: "دائما مستعدة". فيسعدنا في الدوائر البطريركية أن نتعاون مع هذه الجمعية في مكتب كل من راعوية المرأة وراعوية الشبيبة. ونفاخر بها عضوا في الجمعية العالمية للدليلات والمرشدات منذ سنة 1963. إننا، إذ نهنىء الجمعية بيوبيلها، نرجو أن يكون لها موسم خير وبركة من لدن الله، لكي يستمر مشعلُ إيمانها وانتمائها والتزامها وضاء. ونصلي معها الصلاة الكشفية التي نرجو أن تكون صلاة كل واحد وواحدة منا: "علمني يا يسوع أن أكون كريما/أن أخدمك كما تستحق/أن أعطي من دون حساب/ أن أجاهد من دون أن تقعدني جراح/ أن أعمل باستمرار/ أن أبذل نفسي من دون مقابل، ساعيا إلى إتماممشيئتك المقدسة. آمين".

وقال: "إن أفعال المحبة تجاه الجائع والعطشان والعريان والغريب والمريض والسجين، يقول قداسة البابا فرنسيس، هي أفعال صغيرة بحد ذاتها لكنها، فضلا عن كونها علامة إيمان عميق وانتباه مسؤول ومشاعر إنسانية، تكتسب قيمة في نظر الرب، لدرجة أنه سيديننا عليها. والسبب الأساسي هو أن الاعتناء بهؤلاء المحتاجين والفقراء والمعوزين في الحالات الجسدية الستة، إنما يعتبره "مصنوعا له من خلال إخوته الصغار" (متى 25: 40).

يضيف البابا فرنسيس إلى هذه الأفعال الجسدية "أفعال رحمة روحية"، تختص بحاجات مهمة في حياة الناس، وتمسهم في الصميم، وهم يتألمون منها كثيرا. هذه الأفعال هي: المشورة للذين يعيشون في الشك والتردد، تعليم الجهال، تنبيه الخطأ وهداية الضالين، تعزية الحزانى، مغفرة الإساءات، الصلاة من أجل الأحياء والموتى". أضاف: "يقول إن أفعال الرحمة الجسدية والروحية تجعل الإيمان حيا وفاعلا في المحبة، واننابها نحقق ثورة ثقافية حقيقية. أجل، إذا أتم كل واحد وواحدة منا مثل هذه الأفعال، نحدث ثورة ثقافية في العالم.

هكذا فعلت القديسة تريزا دي كالكوتا بإنحنائها على كل شخص معوز ومهمل، كانت تجده في الطريق، طفلا كان أم مسنا. وهكذا فعل الطوباوي ابونا يعقوب حداد الكبوشي وقد انحنى، وبواسطة راهباته في جمعية راهبات الصليب، ما زال ينحني على كل متألم ومعوق ومريض، من مختلف الأمراض الجسدية والعقلية والعصبية". وتابع: "إن نشاطاتكن، يا دليلات لبنان، تندرج في إطار المحبة والرحمة. فهي، كما نعلم، تتمحور حول خدمات اجتماعية وإنسانية ووطنية، هدفها إسعاد الآخرين وخدمة الوطن، وفقا للوعد الذي تقطعنه امام الله انطلاقا من إيمانكن بحب الله لكل واحدة منكن".

أضاف: "من تجليات محبة الله ورحمته، أنه سيكون لنا غدا الاثنين، رئيس جديد للجمهورية، بعد الفراغ القاتل في سدة الرئاسة منذ سنتين وستة أشهر. لقد استجاب الله صلوات شعبنا وآلامهم ودموعهم وفقرهم. وهم يعانون الكثير من نتائج هذا الفراغ وبخاصة على المستوى الاقتصادي والمعيشي، وضآلة فرص العمل، والفوضى والفساد في المؤسسات العامة. فنتطلع معكم إلى الرئيس العتيد والحكومة الجديدة التي نناشد الكتل السياسية الاسراع في تشكيلها وعدم وضع عراقيل امامها. فالتحديات الراهنة كبيرة ومتنوعة، وفي رأسها بناء الوحدة الداخلية، وإجراء المصالحة الوطنية، وتضافر جميع القوى في مواجهة التحديات. نحن من جهتنا ندعمهما في كل ما يؤول إلى خير البلاد والشعب. ونساهم، كل من موقعه، وبروح المسؤولية المشتركة، في ورشة انتشال الوطن من حالة التقهقر التي بلغ إليها. ونقول للشباب اللبناني ألا يكونوا في حالة الانتظار السلبي، بل أن ينخرطوا في مؤسسات الدولة، ويسعوا جاهدين إلى إيجاد فرص عمل على أرض الوطن، لكي يحققوا عليها طموحاتهم، ويبنوه بعلمهم وقدراتهم وسواعدهم، وبجهودهم وتضحياتهم، أسوة بجميع الاوطان التي أحياها أبناؤها من الركام وبنوها بصبر. هذا كله يقتضي التزاما وطنيا بالعمق، بعيدا عن السطحية والاتكالية وعدم الاكتراث. فلا يحق لنا أن نتنعم من تعب غيرنا، ولا نبذل الجهود والتضحيات في بناء دولتنا ووطننا، أسوة بالبلدان المتقدمة". وتابع: "نتطلع إلى رئيس الجمهورية المنتخب ورئيس الحكومة المكلف آملين أن يتعاونا مع أشخاص كفوئين متجردين يوحون الثقة، ويجنبون السلطة الإجرائية الصراعات المعطلة والتجاذبات الحزبية والمذهبية، ويضبطون عمل المؤسسات العامة وهيكلياتها، ويقضون على الفساد المستشري في معضمها، وينهضون بالإنماء الاقتصادي بكل قطاعاته. لعلهم بذلك يعوضون عن الخسارات الجسيمة التي تكبدها لبنان وشعبه طيلة زمن الفراغ غير المسبوق وغير المبرر، كما سبق ورددنا في كل أسبوع وفي كل مناسبة".

وختم الراعي: "إننا نواصل صلاتنا إلى الله على هذه النية. ونصلي بإلحاح من أجل أن تتجلى رحمة الله في إيقاف الحروب الدائرة في سوريا والعراق واليمن وفلسطين، وفي اي مكان من مشرقنا، وإيجاد الحلول السياسية لها، وتوطيد سلام عادل وشامل ودائم فيها، وعودة جميع المهجرين والنازحين واللاجئين والمخطوفين والمبعدين إلى بيوتهم وممتلكاتهم وأوطانهم. ومعا نرفع نشيد الابتهال والشكر للثالوث المجيد، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

استقبالات

بعد القداس ، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية.

اتصالات

وتلقى الراعي اتصالا هاتفيا من نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس، تم في خلاله عرض للاوضاع الراهنة عن الاستحقاق الرئاسي وجلسة انتخاب الرئيس يوم غد الاثنين.