المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 أيلول/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.september19.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُم عَظِيمًا، فلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بيْنَكُم، فَلْيَكُنْ عَبْدًا لِلْجَمِيع

تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذينَ يُعْتَبَرُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وَعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم

الحَارِثُ الَّذي يَتْعَبُ لَهُ الحَقُّ بالنَّصِيبِ الأَوَّلِ مِنَ الثَّمَر

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

أرضنا المقدسة والهجمة الفارسية والإرهابية لسرقتها في مواجهة جبن وذمية مواقف غالبية قادتنا الموارنة زمنيين وروحيين/الياس بجاني

رابط المؤتمر الصحفي للدكتور فارس سعيد/اضغط هنا

رابط بيان الاتحاد المارونيالعالمي/اضغط هنا

عون هو وباء سرطاني وفكري تدميري وانتحاري/الياس بجاني

تغريدات متفرقة/الياس بجاني

من جريدة السياسة رابط مقالة/شامل روكز في أميركا وكندا: من يمثل هذا المغوار، إيران أو لبنان/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الاتحاد الماروني العالمي: اراضي الموارنة التي سقيت بالدم لن تكون لقمة سائغة

فيديو ونص/وبالصوت/وقائع مؤتمر د. فارس سعيد الصحافي الذي تناول فيه بشجاعة وعلم ووطنية الهجمة الإستيطانية على أراضي الموارنة من قوى الإحتلال الإيراني وثنائيتها الشيعية الإرهابية والمذهبية.. حركة أمل وحزب الله

الدكتور فارس سعيد: لا أراض متنازع عليها في لاسا بل اعتداء على 40 عقارا من أصل 96

علي حسن خليل يرد على فارس سعيد: كل أراضي جبل لبنان القديم هي ملك

حزب الله يفرض على متمولين تكفّل أبناء قتلاه في سوريا

قداس عن راحة أنفس الشهيد أنطوان غانم ورفيقيه في ذكراهم التاسعة

 شمعون في ذكرى تأسيس حزب الأحرار: لقانون يمنع الأحزاب الطائفية

مخابرات الجيش تقتل شاباً من آل جعفر وعائلته تهاجم الحاجز بالقذائف

الشهيد أنطوان غانم.. كتب وصيته ورحل/علي الحسيني/المستقبل

اتصالات لإحياء جلسات الحكومة وانتخاب الرئيس اللجوء إلى الشارع قائم وانتظار للموقف في 13 تشرين/خليل فليحان/النهار

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

النهار: أي اهداف وراء لعبة التسريبات المبرمجة؟

أسئلة عن حزب الله بعد الحرب السورية/منير الربيع /المدن

جمهور "المستقبل" يخاطب الحريري: الفراغ ولا عون/نذير رضا/المدن

توقيف حفيد غازي كنعان في مطار بيروت

افرام عرض من كاليفورنيا مع مسؤول في الكونغرس التطورات

الأفق الرئاسي مقفل... لكن المسرحية العونية مستمرة/خالد موسى/موقع 14 آذار

أبو جمرة مكرما في الكفير: لانتخاب رئيس قوي بمناعته وعدالته وحكمته

نشل الورقة الرئاسية من جيب "حزب الله" بكفالة روسية/ميرفت ملحم/ خاص "لبنان

رعد: لو رأينا ان هناك خطرا لقلب الطاولة من الفريق المراهن على داعش والنصرة لتصرفنا بغير ما نتصرف

قاووق: لا خيار أمام اللبنانيين إلا القبول بالشراكة

نضال طعمة: لا يراهنن أحد على عبوره للرئاسة بين شعاب تمايزنا وتنوعنا

نواف الموسوي: الشوكة التكفيرية تنمو ويشتد عودها بالدعم الأميركي الصهيوني

 نعيم قاسم هنأ الامن العام على تفكيك الشبكات التكفيرية: لبنان يسير في الفراغ وإلى مزيد من التأزم والمستقبل يقف عائقا أمام إنتخاب الرئيس

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أميركا.. داعش يتبنى الهجوم على مركز تسوق في مينيسوتا

8 جرحى في هجوم بالسكين في مركز للتسوق في مينيسوتا ومقتل المهاجم

29 اصابة في تفجير نيويورك ولا دليل على صلته بالإرهاب

20قتيلا على الاقل في اعمال عنف في افريقيا الوسطى

خبراء إيرانيون ولبنانيون في صفوف الحوثيين

روسيا تصعّد لهجتها وتتهم أميركا بالتعنت

هدنة سوريا تترنح.. وغارات على حلب لأول مرة منذ بدئها

الأردن يرفض طلب إيران بالسماح ببناء حسينيات شيعية

الجبير يدعو دعو إلى اجتماع حول مستقبل سوريا السياسي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أهم ما في "ميثاق 43" ولم ينفّذ: "لا شرق ولا غرب"... أي الحياد/اميل خوري/النهار

أهكذا يخدم "حزب الله" العماد عون؟/نايلة تويني/النهار

 «حزب الله» مرتاح تماماً إلى استمرار الفراغ/وسام سعادة/المستقبل

«القوّات» تُبدِّد أيضاً آمال عون: لستَ رئيساً في 28 أيلول/جنى جبّور/جريدة الجمهورية

عون... وحبَّة الرمل الرئاسية الضائعة!/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

الدول الكبرى ومعادلة النـازحين... خذوا الأمن وانسوا الإقتصاد/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

لماذا لن ينتخب «المستقبل» ميشال عون؟/علي الأمين/جنوبية

عون وجعجع تعبا من الحلفاء/سيمون أبو فاضل

دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة/حسن منيمنة/الحياة

سوريا في ظل أربع وصايات/خيرالله خيرالله /العرب

لماذا تقدم الغرب وتخلفنا/عبدالله بن بخيت/الرياض

«أخجل أن أتذكر»/غسان شربل/الحياة

تغول الدولة واضمحلال المعرفة/حسام عيتاني/الحياة

«اتفاق الكاستيلو»: وداعاً للهدنة و... الحل السياسي/جورج سمعان/الحياة

بين الحق والباطل/رضوان السيد/الإتحاد

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

دريان من المختارة: لاستئناف جلسات الحكومة بحضور جميع وزرائها جنبلاط: تخطي الإرهاب لحدود الدول والقارات يحتم تجديد الفهم الديني

الراعي خلال وضع حجر الأساس لدير الرحمة الإلهية في قنات: الخراب السياسي زعزع الهيكل الوطني كله

الراعي من بشري: نقول للسياسيين اخرجوا من أنانياتكم ومصالحكم وأنقذوا الوطن

قداس في سيدة إيليج تكريما لشهداء المقاومة اللبنانية برعاية الراعي

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُم عَظِيمًا، فلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بيْنَكُم، فَلْيَكُنْ عَبْدًا لِلْجَمِيع

تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذينَ يُعْتَبَرُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وَعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم

إنجيل القدّيس مرقس10/من35حتى45/:"دَنَا مِنْ يَسُوعَ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا، ٱبْنَا زَبَدَى ، وقَالا لَهُ: «يَا مُعَلِّم، نُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ لَنَا كُلَّ ما نَسْأَلُكَ». فقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَصْنَعَ لَكُمَا؟». قالا لَهُ: «أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ في مَجْدِكَ، واحِدٌ عَن يَمِينِكَ، ووَاحِدٌ عَنْ يَسَارِكَ». فقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «إِنَّكُمَا لا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَان: هَلْ تَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الكَأْسَ الَّتي أَشْرَبُها أَنَا؟ أَو أَنْ تَتَعَمَّدَا بِٱلمَعْمُودِيَّةِ الَّتي أَتَعَمَّدُ بِهَا أَنَا؟». قالا لَهُ: «نَسْتَطِيع». فَقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «أَلْكَأْسُ الَّتي أَنَا أَشْرَبُها سَتَشْرَبَانِها، والمَعْمُودِيَّةُ الَّتي أَنَا أَتَعَمَّدُ بِهَا ستَتَعَمَّدَانِ بِهَا. أَمَّا الجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي أَوْ عَنْ يَسَارِي، فلَيْسَ لِي أَنْ أَمْنَحَهُ إِلاَّ لِلَّذينَ أُعِدَّ لَهُم». ولَمَّا سَمِعَ العَشَرَةُ الآخَرُون، بَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. فدَعَاهُم يَسُوعُ إِلَيْهِ وقَالَ لَهُم: «تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذينَ يُعْتَبَرُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وَعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم. أَمَّا أَنْتُم فلَيْسَ الأَمْرُ بَيْنَكُم هكَذا، بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُم عَظِيمًا، فلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بيْنَكُم، فَلْيَكُنْ عَبْدًا لِلْجَمِيع؛ لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَم، بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِداءً عَنْ كَثِيرين».

                   

الحَارِثُ الَّذي يَتْعَبُ لَهُ الحَقُّ بالنَّصِيبِ الأَوَّلِ مِنَ الثَّمَر

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى طيموتاوس02/من01حتى10/:" يا إخوَتِي، وأَنْتَ، يا ٱبْنِي، تَشَدَّدْ بِالنِّعْمَةِ الَّتي في المَسِيحِ يَسُوع. ومَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِحُضُورِ شُهُودٍ كَثِيرِين، إِسْتَودِعْهُ أُنَاسًا أُمَنَاء، جَدِيرِينَ هُم أَيْضًا بِأَنْ يُعَلِّمُوا غَيْرَهُم. شَارِكْنِي في ٱحْتِمَالِ المَشَقَّاتِ كَجُنْدِيٍّ صَالِحٍ لِلمَسِيحِ يَسُوع. ومَا مِنْ جُنْدِيٍّ يَنْهَمِكُ في الأُمُورِ المَعِيشِيَّة، إِذا أَرادَ أَنْ يُرْضِيَ مَنْ جَنَّدَهُ. ومَنْ يُصَارِعُ لا يَنَالُ إِكْلِيلاً إِلاَّ إِذا صَارَعَ بِحَسَبِ الأُصُول. والحَارِثُ الَّذي يَتْعَبُ لَهُ الحَقُّ بالنَّصِيبِ الأَوَّلِ مِنَ الثَّمَر. تأَمَّلْ في مَا أَقُول: والرَّبُّ سَيُعْطِيكَ فَهْمًا في كُلِّ شَيْء! تَذَكَّرْ يَسُوعَ المَسِيحَ الَّذي قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، وهُوَ مِنْ نَسْلِ دَاوُد، بِحَسَبِ إِنْجِيلِي، الَّذي فِيهِ أَحْتَمِلُ المَشَقَّاتِ حَتَّى القُيُودَ كَمُجْرِم، لكِنَّ كَلِمَةَ اللهِ لا تُقَيَّد. لِذلِكَ أَصْبِرُ على كُلِّ شَيْءٍ مِنْ أَجْلِ المُخْتَارِين، لِيَحْصَلُوا هُم أَيْضًا على الخَلاصِ في المَسِيحِ يَسُوعَ مَعَ المَجْدِ الأَبَدِيّ."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

أرضنا المقدسة والهجمة الفارسية والإرهابية لسرقتها في مواجهة جبن وذمية مواقف غالبية قادتنا الموارنة زمنيين وروحيين

الياس بجاني/18 أيلول/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/09/18/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D8%B1%D8%B6%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%AF%D8%B3%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81/

باللبناني المشبرح: إن كل رجل دين وسياسي ورئيس حزب وإعلامي وناشط لبناني ماروني أكان في لبنان أو في بلاد الانتشار لا يدافع بشراسة وقوة وعناد وبصوت عال وعنفوان وجدية عن أرضنا وقدسيتها بوجه هجمة الثنائية الشيعية الفارسية.. حزب الله وحركة أمل.... هو باختصار وجداً مفيد عميل وحقير ومنحط وبلا أخلاق ولا يعرف ألف باء المارونية ولا يلتزم بثوابت صرحنا التاريخية وليس مسيحياً لا بالإيمان ولا بالرجاء.. إضافة إلى أنه بسكوته عن الحق يكون شيطان أخرس ويستهين بدماء وتضحيات وقرابين الشهداء.. ومن عنده آذان صاغية فليسمع وإلا فنار جهنم ودودها وعذابها سيكونون بانتظاره يوم الحساب الأخير أمام الله.. قاضي السماء.

المطلوب اليوم وليس غداً من البطريرك الراعي ومن كل المطارنة الموارنة في لبنان وبلاد الانتشار، ومن حزب القوات اللبنانية ورئيسه الدكتور سمير جعجع، والكتائب والأحرار والمردة وحراس الأرز، وكل المؤسسات المارونية، وتيار ميشال عون الساقط في كل تجارب لاسيفورس رئيس الشياطين ، ومن كل ماروني في أي بلد هو مقيم، وفي أي موقع ومهما كانت وزناته وقدراته وتأثيره، المطلوب وبسرعة ومن الجميع الوقوف بقوة بوجه هجمة الفرس على أرضنا من خلال الثنائية الشيعية العسكرية والمذهبية والإرهابية والطروادية والملجمية، حزب الله وحركة أمل.

إن وقاحة وزير المال علي حسن خليل غير مسبوقة فهو يرفض الاستجابة لمطلب إلغاء مذكراته الهرطيقة ويتهم المطالبين زوراً وبطلاناً وبوقاحة بتغطية من يسرق الأرض في حين أنه هو الأداة الإيرانية الملالوية التي تستعمل لسرقة أرضنا محتمية بوهج السلاح وفائض القوة.

نص رد وزير المال علي حسن خليل عبر التويتر على ما جاء في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم الدكتور فارس سعيد وتناول فيه بجرأة وفروسية وعلم ووطنية جريمة سرقة أراضي الموارنة..

خليل غرد قائلا: ("اذا كررت كلامك وخلطت الامور بين المناطق والقرى لن يصبح الخطأ حقيقة. ‏الحقيقة ان الحديث لا يمت الى المذكرة المذكورة بصلة ... ومجددا ادعو الناس الى الانتباه لمن يغطي على سرقة أراضيهم. أقول ان كل أراضي جبل لبنان القديم هي ملك ولا علاقة لها بالمذكرة، ولكن ان يحرض البعض لتغطية جرائم سارقي املاك الدولة والناس فهو واهم".)

يبقى أن لا وألف لا للهجمة الفارسية أرضنا، ولا لكل ماروني كائن من كان يسكت على السرقات ويداهن السارقين طمعاً بثروات ونفوذ ومغانم كما هو حال الإسخريوتي ميشال عون وغيره كثر من قادتنا وطاقمنا السياسي العفن والمرت..

في الخلاصة إن الحق  بارضنا المقدسة سوف ينتصر لأن الحق هو الله، والشر سوف ينكسر ومعه كل الذين يحاون سرقة أرضنا، لأن الشر هو الشيطان.

 

مواضيع مهمة جداً وذات صلة بالهجمة الفارسية لسرقة الأرض

رابط المؤتمر الصحفي للدكتور فارس سعيد/اضغط هنا

http://eliasbejjaninews.com/2016/09/18/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1-%D8%AF-%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7/

 

رابط بيان الاتحاد المارونيالعالمي/اضغط هنا

http://eliasbejjaninews.com/2016/09/18/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7/

 

عون هو وباء سرطاني وفكري تدميري وانتحاري

الياس بجاني/18 أيلول/16
للأسف ميشال عون هو وباء سرطاني فكري قاتل وقد فتك بعقول وضمائر وبصر وبصائر وإيمان ورجاء وانسانية كثر من أهلنا الموارنة تحديداً وجعل منهم اعداء لكنيستهم ولثوبتها التاريخية ولوطنهم لبنان الرسالة وللهوية والتاريخ ولكل ما هو منطق وعقل وحسابات لعواقب ونتائج الأعمال الجنونية..باختصار مواشي عون مرضهم مزمن ولا علاج له وبالتالي هم مغربون وغرباء عن الواقع والمنطق والعقل ويعيشون بعزلة قاتلة في قوقعة أوهامه وهلوساته وشروده.

 

تغريدات متفرقة

الياس بجاني/18 أيلول/16

*عمنا عون الذي تدعمه القوات اللبنانية للرئاسة كفيل بتغيير النظام وتحويله إلى ملالوي تماماَ كما سمم وسرطن عقول كثر من أهلنا الموارنة وجعل منهم قطعاناً لا حول ولا قوة لها.

*ساعات تخلي وتجلي البيك وليد جنبلاط هي مزاجية وحربائية وتتبدل وتتغير حسب الطقس وعلى مدار الساعة وبالتالي لا يعتمد عليها لا سلباً ولا إيجاباً.

*نبيه  مثل ميشال عون هو مجرد دمية بيد إيران وحزبها في لبنان. وكما يقول محمد عبد الحميد بيضون، بري موظف عند الحزب وملحق به ينفذ ولا يقرر.

*للأسف ميشال عون هو سرطان وقد فتك بعقول كثر من أهلنا وهؤلاء مرضهم لا علاج له.

*فالج لا تعالج، فإن ربع عون غنم ومواشي بشرية في مواقفهم الوطنية والسياسية وليس عندهم لا بصر ولا بصيرة. يعبدون شخص عون الأعمى وهم معه ودائماً يسقطون الحفر والجور.

*شو هي مصداقية جان عزيز؟ وين كان ووين صار..الرجل انتهازي ووصولي ويؤجر وزناته ولسانه وضميره ميت كما إيمانه... وعون من نفس الطينة العفنة والقماشة المرتي.

 

من جريدة السياسة رابط مقالة/شامل روكز في أميركا وكندا: من يمثل هذا المغوار، إيران أو لبنان؟

الياس بجاني/17 أيلول/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/09/16/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b4%d8%a7%d9%85%d9%84-%d8%b1%d9%88%d9%83%d8%b2-%d9%81%d9%8a-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d9%88%d9%83%d9%86%d8%af%d8%a7/

رابط المقالة في جريدة السياسة الكويتية/18 أيلول/16/اضغط هنا

http://al-seyassah.com/%d8%b4%d8%a7%d9%85%d9%84-%d8%b1%d9%88%d9%83%d8%b2-%d9%81%d9%8a-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d9%88%d9%83%d9%86%d8%af%d8%a7-%d9%85%d9%86-%d9%8a%d9%85%d8%ab%d9%84-%d9%87%d8%b0%d8%a7-%d8%a7/

يزور حاليا كندا وأميركا صهر العماد ميشال عون العسكري، العميد المتقاعد، شامل روكز.

أول سؤال يخطر على بال كل لبناني سيادي واستقلالي وبشيري يعيش في كندا وأميركا حيث توجد جاليات لبنانية كبير وفاعلة وناشطة محلياً وعلى المستوى اللبناني هو التالي:

من يمثل الصهر العوني العميد المتقاعد شامل روكز في السياسة والفكر والممارسات والنهج الوطني والرؤية، وإلى إي قضية ولأي بلد يسوّق؟

هل هو كعمه النائب ميشال عون يمثل إيران وحزب الله ومشروع الملالي الفارسي التوسعي والإرهابي المعادي للبنان ولكل شعوب الشرق الأوسط، وبالتالي يؤيد سلاح حزب الله الإرهابي والمذهبي والغزواتي ويحتمي به مثل عمه عون وعديله جبران باسيل، ويتماهى كلياً مع كل ما يقوم به هذا الحزب الفارسي من أعمال إرهابية وإجرامية وتهجيرية في لبنان وسوريا والعراق وغزة واليمن ودول الخليج والأميركيتين وأوروبا؟

ونسأل، هل الصهر الجندي المغوار، روكز، مطلع على تفاصيل وإشكاليات وأهداف الهجمة الفاجرة والكسراوية الأهداف والمرامي (نسبة إلى الغازي الفارسي كسرى)، الهجمة التي يقوم بها الثنائي الشيعي، حزب الله وحركة أمل، لجهة سرقة مشاعات أراضي بلدات وقرى الموارنة، وخصوصاً أن الصهر المغوار هو من بلدة "تنورين الفوقا" جارة العاقورة حيث تتركز هجمات السرقات الممنهجة بواسطة مذكرات عقارية هرطقية صادرة عن وزير المال علي حسن خليل؟

في هذا السياق، لم نسمع أو نقرأ حتى الآن أي موقف للصهر ولو خجولاً يحدد فيه موقفه سلباً أو إيجاباً من الهجمة الفارسية والإرهابية على أراضي الموارنة.. وهذا أمر لا يُسر ولا يُفرح ويطرح رزماً من الأسئلة والمخاوف والشكوك!!

فعسى أن يطلق مغوارنا العزيز موقفاً ما بهذا الخصوص من كندا وأميركا يشهد من خلاله للأرض ولقداستها، موقفاً بطولياً نتمنى أن يكون معارضاً بشراسة للهجمة الفارسية.. لأن الساكت على الحق هو شيطان أخرس.

نسأل، هل الصهر روكز متموضعاً في غير قاطع عمه الجنرال عون الساقط في كل تجارب الأبالسة..

قاطع دويلة حزب الله، وقصر المهاجرين الأسدي، وطهران الملالي؟

أم أن الصهر وهو جندي لبناني وماروني حر ويفتخر بلبنانيته ومارونيته متموضعاً في القاطع السيادي والاستقلالي قلباً وقالباً، وفكراً وممارسات، وملتزماً عن قناعة إيمانية بثوابت صرحنا البطريركي الماروني التاريخية، هذا الصرح الذي أعطي له مجد لبنان؟.

نرجوا أن يكون مغوارنا متموضعاً في غير قاطع عمه الملالوي والإلهي، خصوصاً وكما ذكرت عدة وسائل إعلام لبنانية هو يعمل بجهد ودون كلل للترشح للنيابة في كسروان، كما أن صحف ومواقع لبنانية أخري لمحت عدة مرات إلى أن عينه أيضاً على كرسي بعبدا في حال فشل العم عون في مسعاه الرئاسي المزمن والواهم والمهلوس؟

نُذكِّر الصهر الجندي المغوار أن حزب الله موضوع على قوائم الإرهاب في كل من كندا وأميركا، وبالتالي ننصحه بصدق أخذ الحذر والحيطة في أي محادثات أو لقاءات مع رسميين وسياسيين في البلدين.

كما نلفت المغوار إلى أن أول زيارة قام بها عمه الجنرال لكندا قبل عودته من المنفى إلى لبنان، كان يومها حاملاً رايات الاستقلال والسيادة والحرية ومعارضاً شرساً لحزب الله ولسوريا الأسد ولنظام الملالي..

إلا أن جنرالنا للأسف وكما يعرف الصهر جيداً قد غيّرَ وبدل وتلون وغرّق عن سابق تصور وتصميم في أوحال الأوهام والهلوسات وأحلام اليقظة ولم يعد يرى غير كرسي قصر بعبدا، وانتهي به الأمر طروادياً بامتياز، وأداة طيعة بيد المحتل الإيراني وحزبه اللاهي، وبوقاً وصنجاً غب فرماناتهما.

نتمنى من القلب أن يكون مغوارنا، الصهر العوني شامل روكز هو فعلاً مغواراً وجندياً لبنانياً قلباً وقالباً وإيماناً ورجاء..وبالتالي يسوّق في كندا وأميركا وبشجاعة الجندي الأبي لقضية شعبنا المقهور ولحرية واستقلال وسيادة بلدنا المحتل من قبل الملالي وجيشهم الإرهابي، حزب الله.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الاتحاد الماروني العالمي: اراضي الموارنة التي سقيت بالدم لن تكون لقمة سائغة

الامانة العامة – واشنطن/بيان صادر بتاريخ 18 أيلول/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/09/18/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7/

بعد الفضائح المتكررة التي ينادي بها من يحتمي بالسلاح ويسرق الدولة ومؤسساتها أتحفنا بعض المتسلطين بقوة الغريب بقرارات لمصادرة أراضي الموارنة في جبل لبنان ونحن إذ نحذر من خطط الهيمنة بواسطة الاحتلال والاستمرار بسرقة حقوق الناس بقوة السلاح حينا وقرارات السلطة التي لا تمثل الشعب حينا آخر نوضح ما يلي:

* إن الموارنة عبر التاريخ قد دفعوا بالغالي من دمائهم وعرقهم لحماية هذا الجبل موئل الأحرار ولم يخيفهم غازي ولا متجبر وهم دافعوا عن أرضهم ايام الفتح وأبقوها حرة وتحملوا ظلم المماليك وجور الأتراك وتعلقوا بهذه الصخور تاركين السهول الغنية من حولهم مكتفين بالحرية التي أمنتها جبالهم المنيعة بالرغم من الشح.

* إن الموارنة الذين عرفوا معاني الظلم استقبلوا كل مضطهد وتعايشوا معه وتركوا له مجال الاستقرار في جبالهم بدون منية وهم لم تغويهم الزعامات ولا الجاه الأرضي لا بل قبلوا بتزعم الدروز والسنة وغيرهم ولا عقد عندهم من تبدل السلطة وتغيير المشاركين فيها ولكنهم لن يقبلوا أن يمس أحد حقوقهم وخاصة تلك التي تتعلق بأرضهم ومعاقلهم وما ترمز إليه.

* إن سابقة نقل شعوب من مناطق في بلاد الفرس واسكانها في لبنان لتأمين الممرات الجبلية لجيوش كسرى في القرن السابع والتي أعيدت إلى بلادها مع فشل تلك الحملة العسكرية ومحاولة استنساخها اليوم للسيطرة على جبال لبنان بوسائل أخرى لن تمر ولن نرضى أبدا أن يمس موطن الموارنة باي سوء.

* أن التطاول على حقوق الموارنة سيدفعنا إلى رفض الواقع السلطوي وتوضيح الحقيقة بأن لبنان بلد محتل من قبل ملالي أيران وزبانيتهم والمطالبة برفع الضيم والتخلص من هذه السلطة العميلة التي تخدم مصالح المحتل وقد فككت البلد ومؤسساته التي عمل اللبنانيون على صيانتها منذ انشاء لبنان الكبير لتكون مثالا للتعايش واعطاء الحقوق لكل الفئات بدون منية.

* إن الاتحاد الماروني العالمي سيسعى بالاشتراك مع كل الأحرار في الوطن وبلاد الانتشار لدى كافة الأطراف الدولية الفاعلة لوقف مسلسل تقزيم الدولة وسرقة الحقوق التي يقوم بها باصرار وعن سابق تصور وتصميم عملاء الملالي وغيرهم من المارقين.

* كما يدعو الاتحاد الماروني العالمي كافة الموارنة زعماء ورجال دين للتكاتف في موقف مشرف لوقف المسخرة ومنع الاعتداء على حقوقهم ويحذر من يفضلون التبعية والرشوة من رجال دين ودنيا بأن الموارنة لم يموتوا ولا مات فيهم العنفوان وهم قد جربوا سابقا ويعرف الكل بأسهم عند الحاجة.

 

فيديو ونص/وبالصوت/وقائع مؤتمر د. فارس سعيد الصحافي الذي تناول فيه بشجاعة وعلم ووطنية الهجمة الإستيطانية على أراضي الموارنة من قوى الإحتلال الإيراني وثنائيتها الشيعية الإرهابية والمذهبية.. حركة أمل وحزب الله/18 أيلول/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/09/18/%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1-%D8%AF-%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7/

بالصوت/فورماتMP3//وقائع مؤتمر د. فارس سعيد الصحافي الذي تناول فيه بشجاعة وعلم ووطنية الهجمة الإستيطانية على أراضي الموارنة من قوى الإحتلال الإيراني وثنائيتها الشيعية الإرهابية والمذهبية.. حركة أمل وحزب الله/18 أيلول/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/fares%20saied.18.09.16.mp3

بالصوت/فورماتWMA//وقائع مؤتمر د. فارس سعيد الصحافي الذي تناول فيه بشجاعة وعلم ووطنية الهجمة الإستيطانية على أراضي الموارنة من قوى الإحتلال الإيراني وثنائيتها الشيعية الإرهابية والمذهبية.. حركة أمل وحزب الله/18 أيلول/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/fares%20saied.18.09.16.wma

فيديو من ال أم تي في/وقائع مؤتمر د. فارس سعيد الصحافي الذي تناول فيه بشجاعة وعلم ووطنية الهجمة الإستيطانية على أراضي الموارنة من قوى الإحتلال الإيراني وثنائيتها الشيعية الإرهابية والمذهبية.. حركة أمل وحزب الله/18 أيلول/16

http://mtv.com.lb/Programs/Press_Conference/Season_1/videos/18_Sep_2016_-_%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1_%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D9%81%D9%8A_%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF

 

الدكتور فارس سعيد: لا أراض متنازع عليها في لاسا بل اعتداء على 40 عقارا من أصل 96

الأحد 18 أيلول 2016 الساعة 16:03

وطنية - عقد منسق الامانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار النائب السابق فارس سعيد مؤتمرا صحافيا في دارته في قرطبا، تناول فيه موضوع الاجراءات التي اتخذتها وزارة المال بشخص الوزير علي حسن خليل عن المشاعات والاراضي غير الممسوحة، في حضور نائب رئيس بلدية قرطبا غسان القسيس وعدد من رؤساء البلديات الحاليين والسابقين والمخاتير وفاعليات روحية ونقابية واجتماعية وقانونية وعدد من أبناء قرى قضاء جبيل ساحلا وجبلا.

استهل سعيد مؤتمره بشكر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي زيارته منطقة جبة المنيطرة ومواقفه من التعديات على اراضي الكنيسة "التي تندرج في سياق الرسالة البطريركية للمحافظة على لبنان كل لبنان وطوائفه كل الطوائف مؤكدة العيش المشترك الذي هو اسلوب حياتنا كلبنانيين وجبيليين"، واصفا الزيارة "بالمهمة".

وقال: "في موضوع مذكرة الوزير خليل وملابساتها، تأسس السجل العقاري في لبنان في مرحلة الانتداب الفرنسي، وقامت دوائر المساحة والتحديد اعتبارا من العام 1926 ولغاية العام 1946 بمسح حوالى 50% من الأراضي اللبنانية، خاصة في مناطق الساحل اللبناني والمدن خصوصا. لم تستطع الجمهورية الأولى والثانية القيام بأعمال المساحة والتحديد لأكثر من 20% من مساحة لبنان. وهذا تقصير كبير يعود إلى فشل الإدارة اللبنانية بتنوعاتها السياسية والحزبية والطائفية. يعني ذلك أن حوالى 30% من أراضي لبنان ما زالت غير ممسوحة وغير محددة، موزعة على مجمل مساحة الجمهورية اللبنانية، من الجبل إلى الجنوب والشمال والبقاع. نتكلم عن حوالى 3000 كلم مربع غير ممسوحة وغير محددة أي ما يعادل ثلث الأراضي اللبنانية. تتوزع هذه الأراضي على قسمين الأول أراضي مملوكة وخاصة والثاني مشاعات وهي بدورها تقسم إلى قسمين مشاعات أميرية تابعة للدولة اللبنانية ومشاعات بلدية وهي بإسم أهالي القرى والبلدات. وهي كائنة في نطاق ما يسمى "جبل لبنان القديم" الممتد من بشري إلى جزين ويضم من ناحية البقاع زحلة وشمسطار وبلدات من البقاع الشمالي".

أضاف: "عندما نتكلم عن ترتيب خاص في جبل لبنان فهذا يعني أن مشاعات جبل لبنان كانت بإسم القرى والبلدات في زمن السلطنة العثمانية وبقيت كذلك في عهد الانتداب ولاحقا في عهد الاستقلال. أما المشاعات الكائنة خارج جبل لبنان في كافة المحافظات، فكانت بإسم السلطنة وانتقلت إلى إسم سلطة الانتداب ومن ثم إلى إسم الجمهورية اللبنانية. بقي حق الإنتفاع للقرى والبلدات بعكس جبل لبنان، حيث الملك لأهالي القرى والأرض تعود إدارتها للبلديات. بتاريخ 31-12-2015، أي في آخر يوم من سنة 2015، صدر عن معالي وزير المال مذكرة وقرار، مذكرة رقم - 4863/ص1 وقرار رقم - 1216/1. تطلب المذكرة من دوائر المساحة والتحديد استكمال عملها في مسح الأراضي اللبنانية، وهذا أمر مرغوب ومطلوب به من كافة اللبنانيين، ولكن المذكرة طلبت أيضا وضع المشاعات بإسم الجمهورية اللبنانية. وهذا الطلب يعني نقل الملكية في لبنان من مالك -إسمه أهالي البلدات والقرى، إلى مالك آخر - إسمه الجمهورية اللبنانية. وذلك بمجرد مذكرة إدارية، وهو أمر لا يجوز إنفاذه إلا بقانون، لأن القانون يخضع للمراقبة أما المذكرة فهي تخضع لحسن العمل الإداري فقط وحسن نوايا الدوائر المختصة".

وتابع: "اعترضنا على مبدأ نقل الملكية من مالك إلى آخر بموجب مذكرة، وكان أن اعتراضنا لقي آذانا صاغية لدى فئة واسعة من اللبنانيين، من ضمنهم بلديات ومخاتير وعائلات فأحرج معاليه وعقد مؤتمرا صحافيا بتاريخ 1 ايلول 2016، مطمئنا أن أراضي "جبل لبنان القديم" وبالتحديد العاقورة خارج المذكرة ومطالبا أهلنا بعدم الاستماع إلى من يريد إثارة النعرات الطائفية. حاول معاليه من خلال تطمين شفهي إلغاء مفعول مذكرة خطية، فاعترضنا مجددا وطالبنا بإلغاء المذكرة الخطية او بتصحيحها أو بإدخال تعديل خطي عليها يتناسب مع حقوق القرى والبلدات. وأكدنا أخيرا أن الاعتراض ليس مناطقيا ولا طائفيا، وليس إشتباكا مع بلدة أو وزير أو طائفة إنما هو من باب تثبيت الحق، ذلك أن نقل الملكية بموجب مذكرة خطأ يخفي شبهة ما. وأمام أحقية المطلب انضم إلى مطلبنا معالي الوزير سليم جريصاتي الذي عقد مؤتمرا صحافيا في مجلس النواب في حضور النائب سيمون أبي رميا مطالبا هو أيضا بعد مطالعة قانونية بإلغاء أو تصحيح مذكرة الوزير خليل. إنما المفاجأة الكبرى كانت خلال زيارة البطريرك الراعي إلى المنطقة، والذي يعود إليه الفضل بالكشف عن وجود قرار رقمه 1216/1، صادر هو ايضا بتاريخ 31-12-2015 يناقض تطمينات الوزير الشفهية".

وقال سعيد: "كان الوزير أخبرنا أن "جبل لبنان" خارج المذكرة، ورد في القرار المذكور "ضرورة تصحيح الأخطاء الشائعة"، وواحدة من تلك الأخطاء أنه في جبل لبنان القديم لا وجود لمشاعات يإسم الجمهورية اللبنانية. بمعنى آخر، تطمينات الوزير خليل الشفهية سقطت أمام إصراره الخطي من خلال المذكرة والقرار".

أضاف: "في واقع الحال في جرد جبيل، تتعرض بلدة لاسا وبلدات أخرى لاعتداءات، من بعض الأهالي، على أراض مملوكة وممسوحة بإسم الكنيسة منذ عام 1939. لم نتمكن رغم المساعي والاعتراضات الإعلامية وهمة قوى الأمن والجيش والكنيسة والمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى من إزالة أو حتى وقف وتيرة هذه الاعتداءات، التي هي اليوم على ثلاثة أنواع إقامة منشآت على أرض الكنيسة وزراعة على أرض الكنيسة ودفن في أرض الكنيسة. اليوم هناك اعتداءات في لاسا على حوالى 40 عقارا من اصل 96 تملكها الكنيسة المارونية. والكلام الذي ورد في الاعلام في 21 و15 آب الماضي يؤكد أن من يريد إلغاء أعمال المساحة والتحديد التي حصلت في مرحلة الانتداب بحجة أنها حصلت في مرحلة الأرجحية المسيحية داخل الدولة، إنما يستخدم منطقا مرفوضا لأن من شأنه الإطاحة بالسجل العقاري في كل لبنان".

وتابع: "أتت مذكرة الوزير خليل لتزيد "الطين بلة"، ولتولد لدينا شعورا بأن شيئا ما أو قرارا ما في دوائر ما يحاك ضد الملكية الخاصة في لاسا والملكية العامة في العاقورة وغيرها. من هنا نطالب بإلغاء مذكرة الوزير علي حسن خليل رقم 4863/ص1 وإلغاء القرار رقم 1261/1 بوصفهما إجراءات غير مسوغة قانونا لنقل الملكية من مالك إلى آخر، واستكمال أعمال المساحة والتحديد في لبنان من خلال القوانين المرعية الإجراء والالتزام الكامل بأحكام المساحة والتحديد التي حصلت في أيام الانتداب والجمهورية الأولى بدون أي تعديلات والتأكيد أن ملكيات الناس الخاصة والعامة لا تخضع إلى أرجحيات سياسية أو عددية أو مذهبية أو طائفية فالقانون قانون وإذا لم يطبق على جميع الناس بالعدل والتساوي من شأنه الإضرار بالشراكة الوطنية ومطالبة بلديات قرى وبلدات لبنان التنبه لما يجري ونرجو عدم الانزلاق في محاولات لتضييع الهدف فالمعركة ليست مع بلدة أو مع طائفة ولا حتى مع منطقة، وليست ضد الشيعة أو ضد أهل لاسا أو أهل أفقا، المعركة قانونية وبإسم حقوق شرعية ضد مذكرة وزير وقرار وزير. فلا لجان حوار ولا لجان مشتركة، فهذا من شأنه التشكيك بالحقوق الشرعية، ومطالبة الكتل النيابية كافة، من القوات اللبنانية وتكتل الاصلاح والتغيير والكتائب اللبنانية والمستقبل وحزب الله وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي والمستقلين، بممارسة دورهم الرقابي في مثل هذه المسألة الخطيرة".

وقال: "إني ابلغ الرأي العام اللبناني أننا في هذه المنطقة حريصون على العيش المشترك وبالأخص مع أهلنا في لاسا وأفقا واليمونة وعلمات وكافة القرى والبلدات ولن نسمح لأحد بالتلاعب بما كان قائما حتى في الحرب وهو لا يزال وسيستمر بإذن الله. وستقوم وفود من المنطقة بزيارة المرجعيات الروحية والزمنية المدنية والسياسية لدعم تنفيذ مطلبنا وهو إلغاء مذكرة وقرار وزير المال علي حسن خليل".

أضاف: "نحن في هذه الارض وسنبقى فيها وإثارتنا هذا الموضوع هو للفت الرأي العام اللبناني لما يحصل وهذا حق لنا. من يتلاعب بالسجل العقاري يتلاعب بكل شيء".

وشكر وزير الداخلية نهاد المشنوق "الذي أعاد ختم بلدة جربتا البركة الى مختار بلدة بنتاعل بعد ان كان بيد مختار حجولا، وقال: "كما رفضنا خلال الحرب الاعتداء على اوقاف السنة والشيعة وممتلكاتهم في بلاد جبيل نرفض ان يعتدي احد على مشاعاتنا، فمفتاح العيش المشترك هو العدل في تنفيذ القانون، والحد الادنى الذي نقبل به هو توضيح الملابسات لهذا القرار خطيا من وزير المال".

وردا على سؤال قال: "تأسس لنا امران اساسيان السجل العقاري وسجل النفوس، اذا تلاعبنا بسجل النفوس نكون نتلاعب بديموغرافية البلد واذا تلاعبنا بالسجل العقاري نكون نتلاعب باملاكنا الخاصة والوقفية والعامة".

وردا على سؤال آخر قال: "بعيدا عن السياسة، الذي يدعي انه يحافظ على الحقوق وهو مشكور على ذلك نقول له ان الحفاظ على العقار والارض اهم من قانون انتخاب واهم من ايصال فلان او فلان الى سدة رئاسة الجمهورية، ومن لا يملك ارضا او سلبت ارضه لو وصل الى سدة رئاسة الجمهورية فعلى من سيكون رئيسا، رئيس على امر واقع يفرض علينا دستوريا وسياسيا وامنيا وعسكريا واليوم عقاريا وهذا الامر لن نقبل به. نحن ابناء هذه المنطقة نرفع الصوت عاليا وهذه المسألة لا تعنينا وحدنا لذلك اناشد من جزين الى بشري الى الخيام والنبطية والهرمل وشمسطار والملكيات العامة والخاصة على مساحة كل لبنان، فالمذكرة والقرار هو محاولة لاعادة النظر بتنظيم عقاري في لبنان نسير عليه منذ الانتداب والجمهورية الاولى والثانية، وآمل من كل الذين يطالبون بالحقوق اكانت مسيحية او اسلامية او حقوق المواطن وعلى رأسهم من يطالب بحقوق المسيحيين واولهم العماد ميشال عون ان يتحرك لما يربطه من تحالف مع حزب الله وصداقة مع الرئيس بري ورئيس كتلة نيابية وازنة في البلد، فلم يعد لاحد الحق ان يخبرنا انه ادلى بتصريح في المجلس النيابي او اعطى تصريحا للاعلام لرفع العتب فهذا ليس كافيا. خطورة الوضع تتطلب ان نأخذ اجراءات ونرفع الصوت وانا استطيع القيام بذلك وان احذر وارفع الصوت عاليا لانني لست في السلطة ولكن من هو في السلطة عليه اتخاذ تدابير واجراءات".

وقال: "هناك محاولة سياسية وليست قانونية من اجل تضييع البوصلة بالقول ان هناك مشكلة بين قرطبا وعلمات على حدود الحرف الاصفر وبين العاقورة واليمونة وهذا كله غير صحيح، وكأن هناك مشكل ماروني شيعي في المنطقة وعلينا الجلوس سويا لتفاديه، هذا الامر غير موجود بل هناك مشكل قانوني لا يتطلب لجانا لحله لان اللجان تضييع للبوصلة وهو يتطلب وقفة وجرأة ومن يمتلك بيده بعض الامكانيات اتخاذ التدابير والاجراءات".

وردا على سؤال اكد سعيد "الاستمرار في المطالبة بالحقوق في حال لم يستجب احد للمطالب"، معلنا انه "على استعداد للقاء النائب العماد ميشال عون ومع اي كان من اجل الغاء مذكرة الوزير خليل وقراره لان هذا الموضوع لا يتحمل اي تلكؤ، وانا "غير رابط حالي باستحقاق"، صحيح انني سأترشح للانتخابات النيابية المقبلة ولكن غير رابط كرامتي بأصوات لا على مستوى رئاسة الجمهورية ولا على المستوى النيابي".

جرمانوس

وفي الختام القى المحامي غابي جرمانوس كلمة قال فيها: "بالنسبة لما يتعلق بمشاع بلدة العاقورة لا توجد اي مشكلة على حدود المشاع مع احد بل نحن امام مواجهة مذكرة، الهدف من خلالها هو فقط نقل الملكية من ابناء بلدة العاقورة للجمهورية اللبنانية ونحن تقدمنا بخطوات قانونية وبمراجعة سجلت امام وزارة المال وطالبنا وزير المال باتخاذ قرار بالرجوع عن هذه المذكرة، وهناك مهلة ادارية ننتظرها وفي حال تم هذا التراجع نكون وصلنا الى الغاية المنشودة وان لم يحصل ذلك، هناك مراجعات قضائية امام شورى الدولة ستسلك طريقها ولنا كامل الثقة بالقضاء اللبناني لاعطاء كل صاحب حق حقه".

 

علي حسن خليل يرد على فارس سعيد: كل أراضي جبل لبنان القديم هي ملك

الأحد 18 أيلول 2016 /غرد وزير المالية علي حسن خليل عبر تويتر، قائلا: "اذا كررت كلامك وخلطت الامور بين المناطق والقرى لن يصبح الخطأ حقيقة. ‏الحقيقة ان الحديث لا يمت الى المذكرة المذكورة بصلة ... ومجددا ادعو الناس الى الانتباه لمن يغطي على سرقة أراضيهم. أقول ان كل أراضي جبل لبنان القديم هي ملك ولا علاقة لها بالمذكرة، ولكن ان يحرض البعض لتغطية جرائم سارقي املاك الدولة والناس فهو واهم".

 

حزب الله يفرض على متمولين تكفّل أبناء قتلاه في سوريا

الوكالة الوطنية للاعلام/2016 - أيلول – 18/طفت على سطح بعض القرى الشيعية في البقاع والجنوب خلال الأيام الأخيرة، معلومات كان حزب الله جهد على إتمامها بالسر والكتمان، تتمثل بزيارات لعدد من مسؤوليه إلى هذه القرى وتحديداً الى فاعليات شيعية متمولة بعدما اكتملت لديه لوائح بأسماء الأغنياء الشيعة. تشير المعلومات التي سربها عدد من هؤلاء المتمولين الى أن مسؤولي حزب الله الذين زاروهم في منازلهم وهم يحملون جداول اسمية بأبناء ضحايا الحرب من الحزب الذين سقطوا في سوريا بهدف تبنيهم مادياً حيث طلب من كل متمول تكفل رعاية وكسوة وتعليم واحد على الأقل من أبناء هؤلاء الضحايا وحتى من أبناء الجرحى. وكشف هؤلاء أن مسؤولي الحزب قالوا لهم بالحرف الواحد: "إذا عندك ولد صار عندك اتنين، وإذا عندك تنين صاروا تلاتة"، مُذكرين أيضاً، بثواب تبني اليتيم وأنهم وطوال الحرب مع إسرائيل لم يطلب الحزب منهم القيام بهذا الأمر. وشرح المسؤولين للجهات المتمولة، أنه لو لم يكن حزب الله عاجزاً في الشق المالي، لما تجاسر أن يطلب هذا الشيء منهم. كما نُقل عن بعض المتمولين قولهم إن حركة أمل وفي عز انخراطها في الحروب الداخلية ومع إسرائيل، لم تطلب مثل هذه الأمور، وأعربوا عن خشيتهم من ضغوط قد تُمارس عليهم في حال عدم الرضوخ لطلب الحزب سواء في أعمالهم أو في بيئتهم. علماً أن البعض تجرأ على رفض التبرع للحزب مالياً في خلال العام الحالي. ومن جملة المعلومات التي جرى تسريبها، أن حزب الله غيب عن نفسه هذا العام، إقامة الإفطارات الرمضانية خشية عدم تلبية المدعوين لدعواته أو خشية ظهورهم على وسائل الإعلام كمتبرعين، ما قد يستتبع ذلك من وضعهم على اللائحة السوداء الأميركية.

 

قداس عن راحة أنفس الشهيد أنطوان غانم ورفيقيه في ذكراهم التاسعة

الأحد 18 أيلول 2016 /وطنية - أقيم قداس عن راحة انفس النائب الشهيد انطوان غانم ورفيقيه نهاد غريب وطوني ضو، بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لاستشهادهم، بعد ظهر اليوم في كنيسة القلب الأقدس في بدارو، بدعوة من حزب "الكتائب" وعائلة الشهيد. حضر القداس الرئيس أمين الجميل وعقيلته جويس، رئيس اقليم بعبدا الكتائبي رمزي بو خالد، اعضاء المكتب السياسي الكتائبي وعائلة الشهيد غانم: نجله توفيق وبناته مونيا، رانيا وفيفيان وشقيقيه ريمون وكمال، وأفراد عائلتي ضو وغريب وحشد من الحزبيين. ترأس الذبيحة الإلهية المونسنيور أنطوان سيف، الذي ألقى بعد تلاوة الإنجيل المقدس عظة تحدث فيها عن معاني هذه المناسبة وقال: "جرت العادة كل سنة، ان نلتقي مع العائلة لنصلي سويا، ونتذكر انطوان ورفاقه. انطوان ترك ذكريات كثيرة في المنطقة، كان العين الساهرة باندفاع، وبقلب محب وروح شفافة عالية، مما اهله ان ينتخبه الشعب نائبا. كان يتميز بصفات انسانية وقيم روحية ادبية. نشأ في عائلة مسيحية صالحة تمرس على واجباته الدينية، كان ايمانه ثابتا وعمل بكلام السيد المسيح القائل: من اراد ان يكون منكم اولا يكون خادما. عاش هذه المبادئ بكل ابعادها، فكان حاضرا دائما للجميع، يستقبل الجميع بابتسامة وبقلب كبير. كان قريبا للناس لم يكن لديه روح الكبرياء. استغل مركزه وسلطته لخدمة الشعب، ولهذا قدره الناس في هذه المنطقة. هو بذل نفسه عن احبائه، كانت يداه مفتوحة لجيمع ابناء وطنه، يؤمن بالحوار بين كل الفئات، كان ساعيا للتلاقي والحوار والوحدة الوطنية، كان يؤمن بالعيش المشترك، وبأن الوطن هو للجميع، وهذه كانت من احد الأسباب التي اوصلت الى استشهاده.

كلمة العائلة

والقت ابنة الراحل رانيا كلمة العائلة، فرحبت بداية، بالرئيس الجميل وعقيلته وقالت: "من خلال تجربتكما وصمودكما، كأب وأم شهيد، الشهيد الشيخ بيارالجميل، نستمد القوة". أضافت "نجتمع اليوم، في الذكرى التاسعة لإستشهاد والدي الحبيب الشهيد أنطوان غانم ورفيقيه طوني ضو ونهاد غريب والمواطنين الأبرياء شارل شيخاني، عين الحياة دندش وساميا بارودي، لنستذكر شهداءنا". وتابعت "ما زلت اؤمن بعد تسع سنوات من رحيلهم، ان دماءهم لم تذهب هدرا، فكل تضحية يومية نعيشها ويعيشها كل لبناني مصر، ان يبقى في هذا البلد ليست بهباء. اننا مصرون ان نبقى ونضحي ونحافظ على الحرية، التي استشهد شهداؤنا من اجلها. نحن شعب لا يخاف الموت على مثال السيد المسيح، أول شهيد من اجل حرية الإنسان، ومن اجل ان يحررنا من الخطيئة". وأردفت "الحرية كلفتنا الكثير، من الشهيد بشير الجميل الى الشيخ بيار الجميل وانطوان غانم، الى اكثر من 6000 شهيد ضحوا بحياتهم والتضحيات لا تزال مستمرة"، وسألت "من المسؤول ان يحافظ على الحرية؟ لقد وصلنا اليوم وصلنا الى الفراغ الرئاسي الذي ادى لشلل حكومي، ولخلل على كافة الملفات والمستويات، والى المجلس النيابي يمدد لنفسه رغم ارادة الشعب. ان هذا الخلل الدستوري الميثاقي والعرفي حذر منه أنطوان غانم منذ سنوات واستشهد من اجل تفادي الوضع، الذي وصلنا اليه اليوم". وختمت "رسالتي اليوم اوجهها لكل نائب يقاطع جلسات انتخاب الرئيس، لمنافع أضيق من الوطن ان يتحمل المسؤولية يقوم بدوره، فدور النائب هو الحفاظ على الحرية، وعلى ما بقي من الجمهورية، الحرية هي أثمن ما في الوجود، وما زلنا ندفع ثمنها غاليا، ولن نقبل لأي كان، ان يفرط بها ولن نسمح ان يغتال شهداؤنا مرتين".

 

 شمعون في ذكرى تأسيس حزب الأحرار: لقانون يمنع الأحزاب الطائفية

الأحد 18 أيلول 2016 /وطنية - أقام "حزب الوطنيين الأحرار"، لمناسبة الذكرى ال58 لتأسيسه، حفل استقبال في فندق "هيلتون متروبوليتن"- سن الفيل، حضره قيادات سياسية وعسكرية وحزبية وفاعليات وحشد من المواطنينن والحزبيين، وتخلل قسم يمين لمئة منتسب جديد لمنظمة الطلاب.

وألقى رئيس الحزب النائب دوري شمعون كلمة استهلها بقراءة العلم والخبر الصادر عن وزير الداخلية سامي الصلح في ايلول من العام 1958 وفيه اهداف الحزب ولائحة بأسماء المؤسسين "وهم نخبة من السياسيين الذي اعطوا الوطن الكثير، وبالرغم من الظروف الصعبة التي كانت سائدة آنذاك تجمعوا حول مصلحة لبنان اولا وتوزعوا على مختلف المناطق والمذاهب". وشكر الحضور متمنيا "أن تنتشر عدوى تأسيس الاحزاب العابرة للطوائف والمناطق"، ومشددا على "ضرورة ان يكون في لبنان قانون يمنع الاحزاب الطائفية، اذ يجب عدم إعطاء ترخيص لأي حزب لا يمثل لبنان بكل طوائفه ومكوناته".

وناشد جميع الاطراف السياسية "التخلي عن المصالح الشخصية والترفع عن الانانية الضيقة وشبك الايادي بعضها ببعض من اجل اعادة بناء لبنان العظيم الذي يفتخر به كل ابنائه، والذي دفعنا في سبيل المحافظة عليه آلاف الشهداء". وتوجه الى مؤدي اليمين الحزبية قائلا: "انتم رجال المستقبل والامال معلقة عليكم وعلى جيل الشباب ليعيد الى هذا الوطن ما يستحقه من عظمة فيعود كما كان لبنان العظيم وقبلة انظار الشرق والغرب". ثم قدم أمين الداخلية الدكتور ريمون مرهج المنتسبين الجدد الذين قسموا يمين "الولاء للبنان اولا والحزب ثانيا". وهنا نوه شمعون بأن هذا القسم "كتبه كميل شمعون شخصيا وردد كل عبارة فيه اكثر من مرة". وكان قد حضر الاحتفال الذي قدمته رئيسة تحرير "أحرار نيوز" أرزة الحاج، النائب محمد الحجار ممثلا الرئيس سعد الحريري، الأمين العام ل"حزب الطاشناق" النائب أغوب بقرادونيان، النائب هنري حلو ممثلا النائب وليد جنبلاط، رئيس "حزب الكتائب" النائب سامي الجميل، النائب فادي كرم ممثلا رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع، النائب شانت جانجانيان، الوزير السابق جو سركيس، النائب السابق غبريال المر، الشيخ عمر السراج مع وفد من "الجماعة الاسلامية"، رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض، أمين سر "حركة التجدد الديموقراطي" انطوان حداد، مستشار الرئيس سعد الحريري داوود الصايغ، محافظ الشمال رمزي نهرا وممثلون عن قيادة الجيش وقوى الامن الداخلي والاجهزة الامنية ورسميون وقيادات سياسية وحزبية وشعبية ومناصرون وحزبيون.

 

مخابرات الجيش تقتل شاباً من آل جعفر وعائلته تهاجم الحاجز بالقذائف

وكالات 18 سبتمبر، 2016/أصيب الشاب هادي محمد جعفر عن طريق الخطأ خلال كمين نصبته مخابرات الجيش اللبناني أثناء مطاردة لأحد المطلوبين بالهرمل مساء اليوم الأحد (18 أيلول) ممّا أثار حالة غضب بين ذويه الذي انتشروا أمام مستشفى اللبناني الفرنسي في زحلة وطوقوها ومنعوا أي أحد من الدخول إليها. وكان الشاب جعفر قد نقل إلى المستشفى بحالة حرجة ليتوفى فيما بعد. فيما أفادت معلومات قناة الجديد أنّ ما حدث ليس كمين وإنما تجاوز للحاجز. وقد عمدت عائلته بحسب معلومات صحافية إلى مهاجمة حاجز للجيش في بلدة القصر احتجاجاً على الحادثة، وأطلقوا عليه النار والقذائف (ار بي جي)، دون تسجيل أي إصابات.هذا وأفادت مواقع أخرى عن دورية جيش مؤللة توجهت إلى المكان.

 

الشهيد أنطوان غانم.. كتب وصيته ورحل

علي الحسيني/المستقبل/19 أيلول/16

في يوم وداع الوزير الشهيد بيار الجميل، خاطب النائب أنطوان غانم الجموع قائلاً: «قسماً بأن دماء بيار لن تذهب هدراً«، ليعود ويُردد بيتاً من شعر يقول مطلعه «إن الوطن تُميته الدموع وتحييه الدماء«. يومها لم يكن يُدرك النائب عن حزب «الكتائب» أنه سيُكمل درب الشهادة التي سارت عليها من قبله، كوكبة من شهداء ثورة الأرز، في طليعتهم الرئيس رفيق الحريري، الوزير باسل فليحان، الصحافي سمير قصير، القيادي اليساري جورج حاوي، النائب جبران تويني، النائب بيار الجميل والنائب وليد عيدو. التاسع عشر من شهر ايلول 2007، كان النائب أنطوان غانم على موعد هذه المرّة مع الإغتيال بعدما حجز لنفسه مكاناً بين قافلة من الشهداء الذين سبقوه. فالرجل الذي مارس حياته بالشكل الذي أحب واعتاد، كان نظام الظلم له بالمرصاد. نظام مُبدع في الإجرام، اختاره هدفاً له من خلال عبوة تزن أربعين كيلوغراماً من مادة الـ «تي ان تي»، ذهب ضحيتها إلى جانب غانم، ستة شهداء وخمسة وستون جريحاً.

اغتيال غانم صُنّف بأنه خوف المُعطلين من إنتخاب رئيس للبلاد وخوف ظالمين من عدالة محكمة دولية خاصة ببلد تمكّن من إخراجهم أذلاّء وهم يجرّون وراءهم أذيال خيبتهم. خوف من رجل كان ينتمي إلى فئة تُمثّل أكثر من نصف اللبنانيين، إلى فئة لاحقها الموت وحدها دون البقيّة، من مكان إلى آخر في وقت كانت تسرح فيه فئات أخرى وتمرح مع شبيحتها وتحتل الأحياء وتزرع الرعب في كل مكان. هو خوف نظام مُجرم لم يشبع حتّى اليوم من شرب الدماء، فاختار هذه المرّة شعبه ليروي ظمأه الإجرامي.

كثيرًا ما غُرست في الأذهان مفاهيم من قبيل أن الوطن يُسقى بدماء شهدائه، وتمت التربية على فكرة النصر أو الشهادة، لكن تبقى للموت رهبة في النفوس خصوصاً عندما يكون المُستهدف رُكناً أساسيأً في وطن يُصرّ أبناؤه على النضال للخروج من شرنقة موت يُحاصرهم ويُكبّل حياتهم. الى هذا الرعيل ينتمي الشهيد النائب غانم الذي سيظل صوته يصدح في ساحات الأحرار وتحديداً في ساحة الحريّة التي كان جزءاً من ناسها وأحد ابرز صانعيها. لكن في ذلك اليوم، لم تكن تُدرك الساحات، أن أحد أبرز خطبائها، سيرحل شهيداً على طريق لم تكن على لائحة تحركاته اليومية العادية، ولا هي تؤدي حتّى إلى منزله الشتوي في فرن الشباك ولا الصيفي في القليعات، ما يؤكد أن الشهيد كان وضع على لائحة موت أعدها نظام مشهود له بخنقه للحرية وقتل كل مؤمن ببناء دولته حتّى لو كان طفلاً سوريّاً. يذكر أصدقاء غانم في حزب «الكتائب» يوم طلب في اجتماع المكتب السياسي الكلام ليشكر كل مَن سأل عنه عندما سرت شائعات عن وفاته وذلك قبل يوم من رحيله، مستفسراً عن ظروف الشائعة وعمّا إذا كان أحد على علم بمَن فبركها. ثم قال: «أنا هنا في المكتب السياسي لأقول مهما كانت الظروف المحيطة بالاستحقاق الرئاسي ومهما كانت مواقف الكتل النيابية، فإنني ألتزم قرار المكتب السياسي الكتائبي بحذافيره في الاستحقاق الرئاسي وما قبله وما بعده«. في تلك الحقبة وعند وقوع أي انفجار، كان اللبنانيون يعلمون أن النظام السوري وعملاءه في لبنان، قد اصطادوا سياسياً من قوى 14 آذار، لكن وزير «الدعاية» السوري حينها، أو ما يُسمّى بوزير الإعلام السوري محسن بلال، ارتأى كما نظامه، أن من اغتال الشهيد غانم ورفاقه ممن سبقوه، هو العدو الذي يريد شراً بلبنان وسوريا ويعمل على مزيد من الانقسامات بين البلدين. لكن في الحقيقة أن النظام السوري نفسه يُدرك كما الشعب اللبناني والعالم كله، بأنه لم يكن يوفّر فرصة وبسبل متنوعة للقضاء على الحركة الاستقلالية وإنهائها عبر مجموعة كبيرة من الضربات المتتالية للقضاء على من أخرج لبنان من الوصاية بعد ثلاثين عاماً من حكم ظالم وقاتل ومستبد. المفارقة، أنه وقبل مجيء النائب غانم إلى لبنان، كان طلب من ابنته التي كانت تزوره في المنفى الاجباري أن تكتب وصيته، وصيّة حدد فيها كل شيء، من مراسم دفنه إلى ما يجب القيام به بعد الوفاة. يقول أفراد من عائلته، إنه كان يعلم أن عودته الى لبنان من أجل انتخاب رئيس للجمهورية هي دخول إلى الموت.

 

اتصالات لإحياء جلسات الحكومة وانتخاب الرئيس اللجوء إلى الشارع قائم وانتظار للموقف في 13 تشرين

 خليل فليحان/النهار/19 أيلول 2016

لم تؤد الاتصالات الظاهرة والمستترة سواء في الداخل أو خارج البلاد إلى وقف الاضطراب السياسي الناشىء عن تهديد "التيار الوطني الحر" بإيصال التصعيد الى الشارع بعدما بدأه بتعليق المشاركة في جلسات الحوار فعطّلها، ومن ثم قاطع وزيراه جلسات مجلس الوزراء مما دفع الرئيس تمام سلام الى تأجيل الدعوة الى مجلس الوزراء الاسبوع الماضي وغادر الى نيويورك ولن يعود منها قبل الخميس 22 الجاري. وذكر أحد السعاة لـ "النهار" ان "الأوضاع ليست متروكة والاتصالات تسلك خطين: الأول يرمي إلى عودة الحكومة لعقد الجلسات والآخر وضع انتخاب رئيس للجمهورية على نار حامية. وتبدو مسألة إعادة احياء الجلسات الحكومية قابلة للحل إذا صفت النيات لأن غالبية الأطراف مقتنعة بضرورة استمرار الحكومة في ظل الفراغ الرئاسي والشلل في المجلس النيابي، خصوصاً ان طرفين من حلفاء التيار هما "حزب الله" وحركة "أمل" يؤيدان معاودة الحكومة عقد جلساتها. ومن أجل ترجمة هذه الرغبة تدور مناقشات سعياً إلى مخرج لموضوع التعيينات العسكرية، في حين يطالب "التيار" بتعيين ضباط جدد في قيادة الجيش في مقدمهم قائد الجيش وعدم القبول باي تأخير تسريح للعماد جان قهوجي الذي يعارضه "التيار" بقوة بذريعة أن بقاءه يقطع الطريق على بقية الضباط الأكفاء، إلا أن قهوجي يحظى بتأييد معظم بقية القوى السياسية، ومن ضمنهم حليفا التيار "حزب الله" و"أمل" ما دام لا اتفاق على البديل، ولا يجوز تكليف الضابط الأكبر سنا بمهمات القائد بالوكالة".

اما بالنسبة إلى الاتصالات الجارية بشأن انتخاب رئيس للجمهورية فيعترف القائم بها بعدم الوصول الى نقطة المبادرة، ويضيف: "لا جديد في هذا الموضوع بل لمست تفهما لموقع الجنرال ميشال عون المسيحي، لكن الأمور لن تنضج الا اذا تمّ التوافق على السلة التي طرحها الرئيس نبيه بري على طاولة الحوار، فيما الإتصالات الخارجية لم تنضج بعد". ولفت الى ان الاتصالات الجارية لا يمكن أن ترضي "التيار" في جانب منها، أي عودة الاتصالات المؤدية الى معاودة عقد جلسات مجلس الوزراء، لأن "التيار" وضع في أولوية خطته موعد جلسة الانتخاب المقبلة لرئيس الجمهورية في 28 من الجاري التي حددها الرئيس بري، وإذا لم يعد الرئيس سعد الحريري الى بيروت قبل هذا الموعد مؤيدا ترشيح العماد عون فان التصعيد التدريجي سيبدأ بأشكال مختلفة، والمعلومات المتوافرة حتى اليوم ان رئيس "تيار المستقبل" لا يزال عند موقفه بتأييد ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.

واكد ان من العقبات الرئيسية التي تعوق التقدم في تهدئة الاضطراب السياسي وتؤشر إلى ايام ساخنة مع بلوغ موعد 13 تشرين الأول ان نوابا ومسؤولين في "التيار الأزرق" لا يقابلون التصعيد التدريجي للتيار البرتقالي بأي رد فعل، معتبرين أن الشارع ليس المكان الصالح لتحديد الميثاقية ومواصفاتها.

واشار الى أن اتصالاته بمسؤولين في "تيار المستقبل" بيّنت انهم منزعجون مما وصفه بـ"أسلوب الفرض الذي يتبعه العونيون في التخاطب العلني مع الرئيس الحريري بالقول له وبلهجة إلحاحية "إننا ننتظر عودتك الى بيروت لتُحدِّد موقفك من انتخاب الجنرال"، وتحميله مسؤولية ما سيحصل اذا بقي عند موقفه بترشيح فرنجية، ملوّحين بالمضي في التصعيد التدريجي. واكد اكثر من مرجع انه لا يدري ما سيكون عليه موقف الجنرال عون في 13 تشرين الأول المقبل وأي نهج سيتبع في حال عدم التجاوب مع رؤيته إلى الميثاقية، أي التساوي بين المسيحيين والمسلمين في أن يكون الزعيم الاقوى شعبيا وبرلمانيا في طائفته هو الذي يتمتع بالصفة الميثاقية وأي رئيس للجمهورية يجب ان يكون كذلك وإلا فإن "التيار سيعارضه.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

النهار: أي اهداف وراء لعبة التسريبات المبرمجة؟

الأحد 18 أيلول 2016 /وطنية - كتبت صحيفة النهار تقول: مع ان غياب رئيس الحكومة تمام سلام عن البلاد في فترة تمتد الى الرابع والعشرين من أيلول سيتيح المجال امام فسحة البحث عن مخرج للمأزق الحكومي العالق عند تداعيات مقاطعة تكتل التغيير والاصلاح لجلسات مجلس الوزراء فان هذه الفسحة لا تبدو متسمة ببرودة سياسية كما يتراءى للكثيرين. ذلك ان حملة التسريبات والشائعات المركزة حول كل ما يتصل بموقف الرئيس سعد الحريري من المعركة الرئاسية والتي تتواصل فصولها تباعا تعكس ان المرحلة الإعدادية للتصعيد السياسي للتيار الوطني الحر لن تقف عند انتظار المساعي المحتملة لإيجاد مخرج للمأزق الحكومي بعدما رفع التيار سقف أجندته الى عنوان الميثاقية وحدد الخطوط التفصيلية والمواعيد الزمنية لتحركاته التصعيدية بدءا من موعد الجلسة الانتخابية الرئاسية المقبلة في 28 أيلول وصولا الى ذكرى 13 تشرين الاول التي يعتقد انها ستشهد تحريكا للشارع . وتعتقد اوساط سياسية مواكبة لهذا المناخ ان الايام الفاصلة عن عودة الرئيس سلام الذي يترأس وفد لبنان الى افتتاح اعمال الدورة العادية للأمم المتحدة في نيويورك ويشارك في مؤتمرين حول اللاجئين والمهاجرين قبيل افتتاح الدورة الاممية تتخذ طابعا مهما لجهة بلورة مواقف الافرقاء السياسيين كافة من المرحلة الطالعة لجهة تحديد اتجاهاتها من احتمالات بلوغ التصعيد العوني حدود التهديد بشل الحكومة بما يحدث واقعا جديدا بالغ الدقة فيما لو خرجت الحسابات السياسية عن الاطر المقدرة لها . وتقول هذه الاوساط ان ظاهرة المضي في إشاعة معلومات مغلوطة حول اتصالات او لقاءات تتصل بمرونة الرئيس سعد الحريري حيال انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية والتي يجري نفيها وتتضح عدم صحتها تطبع المشهد السياسي بأهداف باتت واضحة وهي محاولة حشر الفريق المستقبلي في زاوية تبعة التصعيد العوني فيما تحجب مسؤولية الافرقاء المعطلين للانتخابات الرئاسية تحت جنح هذه اللعبة . واستدلت الاوساط على ذلك بالموقف الذي أعلنه امس رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي عاد الى رمي كرة تعطيل الانتخابات الرئاسية في مرمى تيار المستقبل وخصوم الحزب من زاوية اتهامهم بالرهان على مكاسب لجبهة النصرة وتنظيم داعش في سوريا ، ولم يخفي رهانه على انتصارات ميدانية لفريقه في سوريا مكررا ان العماد عون هو الرئيس الوحيد الذي يقبل به الحزب . هذا الموقف شكل بالنسبة الى الاوساط السياسية نفسها الدليل الاضافي على ربط الحزب للانتخابات الرئاسية بمجريات الحرب السورية في ما يثبت رهنه للاستحقاق الدستوري بحسابات المحور الاقليمي الذي يرتبط به الحزب . ومع ذلك فان الاوساط تعتقد انه لا بد من انتظار الامتحان الدقيق لتقاطع مصالح الحزب وحليفه العوني حول المرحلة الطالعة سواء في ما يتعلق بالوضع الحكومي او بتحريك الشارع وأين يمكن ان تظهر نقاط التمايز بينهما . اذ لم يعد خافيا ان ثمة تمايزا قائما لهذه الجهة الامر الذي سيضطر معه الحزب اما الى مجاراة حليفه لمنع ظهوره منفردا ومن ثم إعادته الى سكة التسويات الظرفية التي تحول دون انهيار الحكومة واما الى اتخاذ مبادرات عاجلة تحول دون ابتعاد التحرك العوني نحو تجاوز الخطوط التي تحافظ على الستاتيكو لان ذلك سيحشر الحزب ويضعه امام تحمل تبعة المرحلة الخطرة التي قد تنشأ ذلك . وفي ظل هذا المناخ تتوقع الاوساط ان يتوالى اطلاق البالونات الاختبارية في اللعبة السياسية والإعلامية الجارية منذ ايام لان حيزا كبيرا من أهدافها يتصل بإحراج بدأ يكبر على جبهة المعطلين للانتخابات الرئاسية بعدما وصلت تداعيات التصعيد العوني الى ملعب الحكومة.

 

أسئلة عن حزب الله بعد الحرب السورية

منير الربيع /المدن/الأحد 18/09/2016

بين حرب لبنان وحرب سوريا، محطات عديدة مرّ بها حزب الله. تبدّلت في كل واحدة منها استراتيجيته ورؤيته السياسية. بدأ الحزب عمله على شكل خلايا مقاومة في الجنوب والبقاع، بعد سنوات إنتقل إلى تشكيل التنظيم، ليستكمل مساره التوسعي والتطوري إلى أن أصبح القوة الأكبر في لبنان، ويمتد وجوده من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب. وعمل على تشكيل أطر موالية له وخارجة عن صفوفه. من الاجتياح في العام 1982، إلى الحروب ضد إسرائيل، مروراً بالحرب المصغرة في 7 أيار 2008، وصولاً إلى الحرب السورية، تبقى الحرب الصفة الملازمة للحزب، وبناء عليها وعلى نتائجها يقرر استراتيجياته التي خضعت مراراً للتعديل بعد كل معركة. مراحل التغيّر أو التطور الكثيرة التي مرّ بها الحزب، تطرح اليوم سؤالاً أساسياً واستراتيجياً، وهو ماذا سيفعل حزب الله بعد عودته من سوريا؟ وما هو دوره المستقبلي بعدما أصبح لاعباً أساسياً في ميادين خارجية مشتعلة، كاليمن والعراق وسوريا؟ الأكيد، أنه يدرس الخيارات والاحتمالات، التي لن تظهر أي أجوبة عنها إلا بعد جلاء الصورة في المنطقة. لا شك في أن لدى الحزب فريقاً متخصصاً يعمل على دراسة كل الاحتمالات لمرحلة ما بعد الحرب السورية. هذا الفريق يدرس الخيارات، في حال بقي الأسد أم غادر، أو بقاء سوريا موحدة أم تقسيمها أو فدرلتها. يقيس الحزب الميزان السوري بموازين الربح والخسارة، ليبني على الشيء مقتضاه، واتخاذ الخيار السياسي المناسب فيما بعد. لكن الأكيد بالنسبة إليه هو أن لبنان سيكون قوة استراتيجية في يده، ولن يكون مركزاً مسانداً إنما سيكون مركزَ ثقل، في مشروع المحور الذي ينتمي إليه.

حين يأتي وقت التسوية، لن يسمح الحزب بأن يكون طرفاً عادياً في لبنان، بمعزل عما ستكون عليه نتائج الحرب السورية، فإذا ربح هناك سيحصل على الحصة الأكبر هنا، وإذا خسر هناك يريد التعويض عن الخسارة في لبنان. وهذا يبدأ من تكريس نفسه شريكاً فعلياً في القرار اللبناني. وبما أن التجربة توضح أن كل استراتيجيات الحزب تتغير وفقاً لتغير الظروف، فهذا يعني أن الخيارات متعددة: إما الإحتفاظ باتفاق الطائف الذي يعتبر الحزب أنه قد مات، ولكن يتم إدخال بعض التعديلات عليه التي تمنحه دوراً أكبر وصلاحيات أعم؛ أو اللجوء إلى تغيير الطائف والذهاب إلى المثالثة. احتمالات تغيّر الخرائط لا تسقط هنا، فالحزب الذي يسيطر على كامل السلسلة الشرقية ومناطق واسعة محاذية في سوريا، قد يلجأ إلى ضمّها بعضها إلى بعض. ولدى الحزب خيارات أخرى، لا سيما تعزيز علاقاته مع الطوائف الأخرى، ولكن من موقع القوة، وأن تصبح تلك القوى والطوائف قوى ملحقة به أو مرتبطة بقراراته بشكل أوسع مما هو اليوم.

بعد إتفاق الطائف، بدأ دور حزب الله التغيّر، دخل للمرّة الأولى إلى الندوة البرلمانية في العام 1992. وفي العام 1996 مُنع من استثمار تثبيت نفسه بعد عدوان نيسان، بسبب النظام اللبناني السوري. حينها، أعلن وزير الخارجية الإيراني علي ولايتي، أنه يجب تحسين دور حزب الله في الساحة السياسية اللبنانية. لكن غازي كنعان رفض، واستطاع التنسيق لبناء تحالف بين الرئيس رفيق الحريري والرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، لتطويق حزب الله في الانتخابات النيابية. وحين حاول الحزب بناء تحالف مع اليسار ضد التحالف الذي نشأ ضده أتت الرسالة من كنعان بأن الدم سيصل إلى الركب.

بُعيد التحرير في العام 2000، أعد الحزب دراسة للاحتمالات المتوقعة، ووضع خياراً لكل احتمال. حينها، كان القرار الأساسي بأنه يجب الحفاظ على المقاومة، من خلال مجلس النواب والسياسات التحالفية. لكن المحطة المفصلية الأساسية كانت في العام 2005 بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. حينها، اعتبر الحزب نفسه منكشفاً ووحيداً، وإتخذ قراره بدخول الحكومة، ونسج الإتفاق الرباعي مع المستقبل وجنبلاط وبري. لكن المحكمة الدولية والمسار السياسي أديا إلى إفشال ذلك. ومنذ ذلك الحين أخذ الحزب يعدّ العدّة لاستنباط آلية سياسية جديدة تحفظ حقه، وتحميه، وفق ما يعتبر، من أي إجراءات دولية تتعلق بعمل المحكمة أو بغيرها. بعد حرب تموز 2006، واعترض الحزب على أداء الحكومة، قرر أن عليه الحضور أكثر في السلطة التنفيذية وأن يصبح شريكاً في اتخاذ القرار. وكان ما سُمّي آنذاك بالثلث الضامن. وهو ما اعتبر التفافاً لإنهاء إتفاق الطائف وتكرس في الدوحة عبر تعطيل آلية عمل مجلس الوزراء التي تحصر الصلاحيات بيد رئيس الحكومة. اللافت، امام هذه التطورات والتغيرات، أن الخيارات الاستراتيجية لدى الحزب كانت تظهر بعد إستعصاء في الحالة السياسية في البلد، وبعد أزمة سياسية تعطل عمل المؤسسات.وهذا ما يعيشه لبنان اليوم، فيما الأخطر هو أن المنطقة مشتعلة من حوله، وثمة خرائط تتغير. وعليه، لا أحد قادراً على حدس القرار المستقبلي للحزب، لكن الأكيد أن دوره وحاله، لن يبقيا كما هما الآن، ومع تغيرهما فإن أموراً كثيرة في لبنان ستتغير.

 

جمهور "المستقبل" يخاطب الحريري: الفراغ ولا عون!

نذير رضا/المدن/الأحد 18/09/2016/يستبق جمهور "تيار المستقبل" أي تسوية تفضي الى انتخاب النائب ميشال عون رئيساً، بضغط جماهيري في الواقع الافتراضي. هذا الضغط، لا يجدد التأكيد على رفض الجمهور لتسوية مشابهة، مع رواج شائعات عن تنازل سيقدمه رئيس التيار سعد الحريري. فهو يستهدف توجيه رسالة مباشرة لرئيس الحكومة الاسبق، مفادها ان تنازلاً مشابهاً، لن يُرضي القاعدة، ولا يعوض لك ما انتقصه عون منك شخصياً، خلال سنوات خلت. والقاعدة الجماهيرية للتيار هنا، لم تتبادل الرأي في ما بينها فحسب. وجهته مباشرة الى الحريري. وتحت وسم #الفراغ_ولا_عون، يتوجه المناصرون الى الحريري شخصياً، حيث تمت تسميته في بعض التغريدات. ما يعني أن التحذير، يلامس الزعيم بالاصالة. لا يحتمل رسائل غير مباشرة، يمكن التنصل منها، أو تبريراً لخطوة يُروج لها على أنها محتملة، بذريعة "حماية الجمهورية" أو "ملء الشغور الرئاسي" الذي ناهز الـ27 شهراً. القاعدة هنا تعترض، ترفض، وتحذر.. وتذكر ايضاً بأن عون، كان مسؤولاً عن إقصاء الحريري شخصياً، بقوله ذات يوم "وان واي تيكيت"! من بين مئات التغريدات، ثمة ما يطاول الحريري شخصياً، وقد يشكل رادعاً في وجه أي تسوية مشابهة: "للتذكير حكومة سعد الحريري أسقطت من الرابية عندما كان بواشنطن وكلنا منتذكر جملة اخوت الرابية one way ticket"، يقول احد المغردين تحت الوسم. فيما ذهب البعض الى توجيه الحديث مباشرة الى الحريري، ضرباً على ايقاع عاطفي. فقال مغرّد: "بالاذن منك نحنا مش راضيين ومش مسؤولين عن الرئاسة. مش ضروري دايما تكون حضرتك بوش المدفع.. إن لنفسك عليك حقاً". فيما حمّل آخرون، قيادة 14 آذار، المسؤولية، بتوجيه الاعتراض الى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ورئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط، إضافة الى الحريري، بالقول: "اي خطأ، او قرار خاطئ يُغتفر! الا انتخاب عون رئيسًا، فبذلك تقتلنا وتنتحر. اسمعوا للناس". على أن ما قيل في هاشتاغ #الفراغ_ولا_عون، يدركه الحريري جيداً، وكان سباقاً في قوله. التذكير هنا، محاولة حثيثة لتشكيل ضغط، يردع الحريري عن القبول، أو على الاقل، يحرجه، ويدفعه لمراجعة حساباته تجاه هذا الملف، إذا ما كان الخيار متاحاً، أو قريباً من التحقق. يتصرف الجمهور مع سعد الحريري، بتلقائية كبيرة. أتاحت له شخصية الرئيس هذا المدى من حرية القول، والتحذير. قد لا يكون هذا الأمر موجوداً لدى زعامات أخرى. فتجربة الحريري مع جمهوره، تبدو تشاركية. لكن الجمهور ليست صاحب قرار. إذ يحق للمناصر الإدلاء برأيه. يقول ما يشعر به، ويحث زعيمه على الاستجابة، بالضغط الالكتروني، أو بالضغط العاطفي. غير أن تجربة مشابهة، لم تلقَ أصداء كافية، حين اعترض بعض هذا الجمهور على ترشيح النائب سليمان فرنجية من قبل الحريري للرئاسة، أو بالحوار مع حزب الله. حرية القول هنا، مقدسة، ومكفولة. تلك نقطة أساسية في تجربة الحريري مع جمهوره. بيد أن الحسابات السياسية، هو أدرى بها. يمكنه اتخاذ القرار الذي يريده، ولو أن ذلك لا يبدو متاحاً كثيراً في امكانية اختيار عون للرئاسة. ذلك ان تاريخاً عميقاً من التصادم، يناهز عشر سنوات، يحتاج الى مبررات أقوى من كليشيهات "ملئ الفراغ الرئاسي". وقد أقفل الجمهور باب تبرير مشابه، بإعلانه القبول بالفراغ.. ولا التسوية مع عون.

 

توقيف حفيد غازي كنعان في مطار بيروت

الأحد 18 أيلول 2016 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، درويش عمار، أن أمن عام المطار أوقف اليوم المدعو إمام يعرب كنعان (مواليد 1993)، وهو حفيد وزير الداخلية السورية الراحل غازي كنعان، والمطلوب بموجب برقية لصالح الجيش اللبناني.

وقد جرى توقيفه في المطار إثر وصوله الى بيروت من الإمارات العربية المتحدة. وتمت إحالته الى الشرطة العسكرية لإجراء التحقيقات اللازمة معه.

 

افرام عرض من كاليفورنيا مع مسؤول في الكونغرس التطورات

الأحد 18 أيلول 2016 /وطنية - كاليفورنيا - خص رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي ايد رويس، رئيس "مؤسسة الانتشار الماروني" نعمة افرام بلقاء استعرضا خلاله التحديات التي يواجهها لبنان. بدوره، اعرب افرام أمام حشد من مدعوي المسؤول الأميركي في مركزه الأم في كاليفورنيا عن امتنانه لهذه اللفتة، لافتا الى انه "تم البحث في سلسلة من القضايا الثنائية اللبنانية - الأميركية كما الإقليمية، وانتهزنا سوية الفرصة لمناقشة خطر الأعمال الإرهابية، مرورا بالجمود السياسي في لبنان ووصولا إلى الأزمة السورية". أضاف: "تهدف زيارتي إلى استكشاف أوسع وفهم أعمق للسياسات الخارجية المقبلة التي سترافق الرئيس المنتخب ولتأثير تلك السياسات على منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة على وطني، في إطار تعزيز الشراكة الأميركية -اللبنانية. وفي هذا السياق، أود التشديد على الرقم المتزايد للنازحين السوريين لدينا، والذين وصل عددهم اليوم إلى أكثر من مليون ونصف. إن المؤسسة المارونية للانتشار تشكر شعب الولايات المتحدة، وبخاصة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي، ليس فقط على العمل لتنمية وتطوير لبنان، إنما أيضا على دعم الجيش وقوى الأمن الداخلي، لا سيما في مكافحة الإرهاب". وأشار افرام إلى "خطر انتقال الأزمة من سوريا إلى لبنان الذي يزداد يوما بعد يوم، في ظل استضافتنا حوالى 350 نازحا على كل ميل مربع من أرضنا، التي لا تتعدى مساحتها حجم ولاية كونتيكت، وهذه المسألة تخلف عبئا غير مسبوق على البنى التحتية وعلى نظامنا السياسي". كما تطرق إلى مسألة الفراغ الرئاسي الذي "هو مسألة حياة أو موت"، مناشدا "تأمين الظروف المؤاتية لانتخاب قائد رؤيوي بكل حرية، يكون قادرا على تنفيذ جميع الاتفاقات اللبنانية بما فيها الطائف وإعلان بعبدا، كما وتطبيق جميع قرارات مجلس الأمن المرتبطة بلبنان". وشرح افرام "الحاجة إلى دعم مرشح يقوي المؤسسات الرسمية ويفعل الاقتصاد ويفرض هيبة الدولة على الأراضي اللبنانية كافة، كما يحمي الحدود اللبنانية ويعزز الأمن القومي من خلال بسط سلطة الدولة على امتداد الوطن، من أجل إبقاء لبنان نموذجا للتعددية".

 

الأفق الرئاسي مقفل... لكن المسرحية العونية مستمرة!

 خالد موسى/موقع 14 آذار/18أيلول/16

لا يزال الأفق السياسي مسدوداً، خصوصاً الرئاسي منه في ظل تعقيدات المنطقة والتوتر بين المملكة العربية السعودية وإيران. وفي الوقت الضائع وفي ظل التعطيل المستمر لجلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لا يبدو أن الجلسة المقبلة في 28 من الشهر الحالي ستشهد إنفراجات في هذا الصعيد. ووسط التصعيد العوني في الوقت الضائع، نشرت جريدة الأنباء الكويتية نقلاً عن مصادر كلاماً عن اتصالات بين الرئيس سعد الحريري ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، في ما يخص الإستحقاق الرئاسي، غير أن هذا الكلام سرعان ما نفاه "تيار المستقبل" جملة وتفصيلاً واتضح انه خبر كاذب.

وفي ظل فشل عون في الوصول الى كرسي بعبدا، من المتوقع أن يستمر التيار الوطني الحر بمقاطعته مجلس الوزراء من أجل شحن النفوس، تحضيراً للمهرجان الذي ينوي إقامته في 13 تشرين المقبل في بعبدا. فهل سيتعدى اللعب بالشارع المهرجان أم سيكون هناك خطوات أخرى، وما هو أفق الملف الرئاسي في المرحلة المقبلة؟.

لا اتصال بين الحريري وعون

في هذا السياق، نفى عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري، في حديث لموقع "14 آذار" ما " أوردته جريدة الأنباء الكويتية عن أن اتصالا جرى بين مدير مكتب الحريري السيد نادر الحريري وعون"، مؤكداً أن "لا علم لنادر الحريري بأي اتصال من هذا النوع".

وشدد حوري على أن "موقف تيار المستقبل حتى اللحظة لا يزال كما هو"، مشيراً الى أنه "سبق للرئيس الحريري وقدم مبادرة لدعم رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، واليوم الكرة ليست في ملعبنا إنما في ملعب الطرف الآخر لتقديم حلول ومبادرات".

لا رئيس

من جهته، اعتبر عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب انطوان سعد، في حديث لموقعنا، أن "لا رئيس في المدى المنظور بانتظار التوافقات التي ستجري في المنطقة خصوصاً في سوريا بين روسيا وأميركا والسعودية وإيران"، نافياً أن "يكون هناك توجه لدى الرئيس الحريري لإنتخاب عون وإلا لما كان رشح فرنجية، ولا صحة لحصول أي اتصال بين الرئيس الحريري أو أحد من مكتبه مع النائب عون وتياره".

إيران لا تريد انتخاب رئيس

وشدد على أن "إيران لا تريد انتخاب رئيس وبالتالي حزب الله لا يريد انتخاب رئيس أيضاً اليوم حتى لو أنه يريد عون ضمناً، بانتظار ما سيؤول اليه الوضع في سوريا والعراق واليمن"، مشيراً الى أن "إيران خسرت العراق واليمن وسوريا أصبحت بيد روسيا ولم يعد لديها من أوراق سوى الورقة اللبنانية".

مسرحية هزلية

واعتبر سعد أن "ما يقوم به عون مسرحية هزلية لن توصل الى أي نتيجة، وهو يتخذ من الميثاقية مدخلاً وهو الذي خرقها منذ البداية عبر مقاطعته جلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية"، لافتاً الى أن "عون يقوم حالياً بالإبتزاز في مجلس الوزراء ومقاطعة جلساته من أجل الضغط وتحقيق مكاسب، فهو يسير وفقاً للقاعدة "أنا أو لا أحد"".

النزول الى الشارع لن يقدم

واستغرب "كيف أن شخصا يقوم باحتفال في ذكرى يوم خسارته المعارك وهروبه الى فرنسا؟"، مشيراً الى أن "نزوله الى الشارع لن يقدم ولن يؤخر ولن يمنحه أي نتائج إيجابية، فعون يضغط من أجل انتخابه وإلا خراب البلد".

بقاء الحوار الوطني ضرورة

وشدد سعد على أن "ما جرى من ايقاف للحوار الوطني هو طعنة دستورة، وبقاء الحوار في ظل الأوضاع الدقيقة التي يمر بها البلد والمنطقة أمر ضروري من أجل إبقاء قنوات التواصل والإلتقاء مفتوحة بين الجميع لحماية البلد"، لافتاً الى أن "هناك اهتماما دوليا بإجراء الإنتخابات النيابية كما الضوء والإهتمام الذي أبدوه خلال الإنتخابات البلدية التي كانت مؤشرا لجهوزية الدولة عسكرياً ولوجستياً، وهناك إجتماعات متواصلة تجري في مجلس النواب عبر اللجان النيابية المشتركة من أجل دراسة قوانين الإنتخاب والإتفاق على قانون عصري وجديد".

 

أبو جمرة مكرما في الكفير: لانتخاب رئيس قوي بمناعته وعدالته وحكمته

الأحد 18 أيلول 2016/وطنية - كرمت بلدية الكفير في قضاء حاصبيا النائب السابق لرئيس الحكومة اللواء عصام أبو جمرة خلال احتفال لمناسبة بدء ضخ المياه للبلدة من البئر الارتوازية الجديدة، حضره ممثل رئيس مجلس النواب النائب علي بزي وأعضاء البلدية الحاليون والسابقون.

وألقى كلمة للمناسبة قال فيها: "أهلا وسهلا بكم في هذا الاحتفال، وبكل محبة أعلن لكم انه لن يكون آخر المطاف. سأبقى أخدم الكفير واهلها والمنطقة ولبنان. من القلب، طالما القلب ينبض". أضاف: "إن علاقتي بالكفير، شيء ثان، وهي تعود لنشأتي فيها وتأثري بما تعلمته من الوالدين ومن أساتذتها وتأثري برجالاتها العظام وتعلقي بأرضها الخيرة وهوائها النقي ومنظر جبالها وخصوصا جبل الشيخ الرائع بشموخه وثلجه وتاريخه. باختصار، أعطتني الكفير الكثير فكان وسيبقى لها علي الكثير. دخلت المدرسة الحربية عام 1956 وتدرجت في الجيش حتى رتبة لواء، وتقاعدت عام 1996 بعد ان توليت خلالها وبعدها مراكز هامة آخرها مفتش عام عضو المجلس العسكري، فكان لي شرف خدمة لبنان بالمشاركة في الدفاع عنه من حدود الجنوب الى وادي خالد الشمال ومن الهرمل وبعلبك البقاع الى جبل لبنان وأسواق بيروت العاصمة، مع شرف خدمة شباب لبنان بتطويع الآلاف من كل المناطق والاهتمام بأوضاعهم".

وتابع: "بدخولي حكومة 1988الانتقالية وبعدها حكومة 2008 -2009 حققت المشاريع العديدة بواسطة مؤسسات الدولة فشقينا وزفتنا الطرقات، وبنينا وركبنا السنترالات وأمنا الاتصالات اهمها من حاصبيا، راشيا عبر الباروك الى العالم وحققنا مولد الكهرباء للانارة والماء، ووزعنا آلاف نصوب الزيتون ومدينا مجارير الصرف الصحي، وخلال الحرب قدمنا للنازحين المساعدات الاجتماعية من الغذاء والدواء وغيره. وعندما تلوثت مياه الكفير العام 2009 اعطتنا ارضها الخيرة الماء الغزيرة النقية من اكبر خزان مياه في المنطقة، ارشدنا اليه مشكورا المهندس في وزارة الطاقة والمياه السيد فريد قوزما. واستجابت الحكومة طلبي بالموافقة على حفر البئر، وانشاء المحطة وخزان وشبكة توزيع وبدأ هذا الاسبوع توزيع المياه الى المنازل فهنيئا للكفير واهلها حيث لا عكر يعكر ولا صفيرة تصفر ولا شح ينشف ويكلف".

واضاف: "إضافة الى ما تم تنفيذه في هذه المنطقة بقي لنا في ذمة الوزير خليل 20 مليون دولار، فقد وضعنا 3 مشاريع على موازنة 2009 لكنها لم تصدق من المجلس النيابي، وأتمنى على اصحاب المعالي المساعدة باضافتها على موازنة السنة المقبلة: توسيع وتزفيت طريق حاصبيا عين عطا 7,5 مليون، وراشيا عين عطا 7,5 مليون، اكمال شق طريق راشيا قمة جبل الشيخ - المزار بقيمة 2.5 مليون، وصل منطقة الكفير ميمس الخلوات بكهرباء البقاع الدائمة بقيمة 2,5 م مع اضافة ما يلي "فايدة" اذا امكن، تركيب معمل لتكرير عكر الزيت والصرف الصحي ومعمل معالجة النفايات، تجهيز مستوصف الكفير المرخص منذ 1990 وفتحه لاستقبال المرضى". أضاف: "اردتم التعبير عن الوفاء لما قمت به فقبلت وبالقلب غصة لان لبنان بالمقابل مع الاسف بوضع سيء سياسيا وامنيا وماليا، فلا رئيس للجمهورية يرأس ولا مجلس نواب منتخبا يشرع ولا حكومة فاعلة تحكم، فمنذ الاستحقاق هناك كتل نيابية لا تحضر لانتخاب الرئيس وتطلق التصريحات والشروط المسبقة البعيدة كل البعد عن الديموقراطية والعيش المشترك والدستور، ومعظمهم يتطلع الى الخارج والخارج مشغول بهمومه وربما لا يناسبه وجود رئيس فتعطلت الجلسات لعدم اكتمال النصاب والدستور ينص بمواده 74/75 على ان المجلس يجتمع حكما وفورا لانتخاب الرئيس دون مناقشة اي عمل آخر ولكن على من تنادي"؟ وتابع: "في لبنان هذه الايام الدستور لا يطبق والقانون لا يطبق وحتى العرف لا يطبق، فما العمل والبلد يكاد يطير والشعب نحن الشعب ننتظر وننتظر مخدرين حتى نحن نطير؟ نعم في تكوين لبنان الموزاييك، قوى مرتكزة على مذاهبها، يتلطى بعضها بظل هذه المذاهب لتجاوز المبادىء او تدويرها للوصول الى المبتغى خلافا للدستور. فكيف يمكننا اعتماد الصفات الحسنة والمبادىء والقيم وقبول نقيضها عند الآخر، دون التقاتل وانتشار الفوضى؟"

وقال: "أنا من ابناء مؤسسة التضحية بالذات للحفاظ على الوطن وتطبيق القانون للحفاظ على المواطن. مارست السياسة منذ الحكومة الانتقالية بخط وطني مستقيم وما أصعبها. وعرضت لكم بعض ما كنت اتحمل لتشاهدوا وتتذكروا وتفكروا وتتصرفوا، واؤكد لكم مصرا على ضرورة تطبيق الدستور بانتخاب رئيس من خارج الاصطفافات قوي بمناعته، قوي بعدالته، قوي بحكمته ليتمكن من رئاسة الجمهورية في هذه المرحلة الصعبة، والمؤهلون كثر. وبعدئذ تعديل ثغرات الدستور وخصوصا بما يلزم النواب مستقبلا انتخاب الرئيس فور الاستحقاق".

أضاف: "أصر على اعتماد قانون انتخاب جديد تضعه هيئة من الدستوريين على اساس الدائرة الفردية لكي تكون العلاقة بين الناخب والنائب مباشرة. وتبقى الدائرة الفردية سارية المفعول عند الغاء الطائفية السياسية. وان ينفذ معها قانون تصويت المغتربين الصادر عام 2008 في دوائر نفوسهم، فما فائدة الجنسية ان لم تتحقق مشاركة المنتشرين في الخارج بالانتخابات النيابية؟ أصر أيضا على تنفيذ اللامركزية الادارية التي طالبت بتطبيقها لحل ازمة العصر "الزبالة" فور ظهورها عام 2015، حتى تتحمل كل بلدية مسؤولية نفاياتها وتستفيد من غلاتها، واثنينا على تبني مكونات المجتمع المدني هذه اللامركزية وموافقة الحكومة على تطبيقها. ويجب محاربة الفساد والفاسدين في مرافق الدولة وخاصة الكهرباء والماء والاتصالات والغاز والنفط، وفضحهم ومحاكمتهم، فقد حاربتهم بالماضي واهاجمهم في الحاضر ليس فقط لما يجنوه عن غير حق بل لانهم بخلاف المحاصصة يحرمون الشعب من الاستفادة من هذه المرافق الحيوية". وتابع: "وأخيرا في الحوار، في حكومة عام 2008 طالبت بوقف حوار الرئيس مع الاقطاب لانه تناقض مع عمل المؤسسات وصلاحياتها، لكن بالامس كان حوار الرئيس بري "حوار شعرة معاوية"، مبررا بغياب رئيس الجمهورية لكنه تعثر نتيجة التحديات بين المتحاورين باسم الميثاقية وتحول الاتفاق الى شقاق بعد تمسك مدعو الاصلاح بمصالحهم الذاتية مما قطع الشعرة بين المتحاورين وزعزع الاستقرار واغرق البلاد في بحر هائج من التحديات. لذلك اؤكد اليوم المطالبة مجددا بوقف الحوار والاعتماد على مؤسسات الدولة بمشاركة جميع النواب في اول جلسة مقبلة وانتخاب الرئيس الافضل والاقدر على الحفاظ على ارض لبنان ومؤسسات دولة لبنان والامن والاستقرار لازدهار شعب لبنان". وختم أبو جمرة: "قدرنا الله مع الصالحين، وهم كثر، على الخروج من الضالة التي نعيشها. شكري الخاص لدولة رئيس مجلس النواب وممثله. وفخامة الرئيس السابق وممثله. ولاصحاب المعالي والسعادة والسيادة والمشايخ والقادة الامنيين والفاعليات من ابناء المنطقة. شكري للدولة ومؤسساتها وخاصة مجلس الاعمار على انجاز مشروع المياه. شكري الجزيل وتقديري لكم جميعا لتحملكم عناء حضوركم الى الكفير. وتقديري وشكري لرئيس بلدية الكفير واعضائها لهذا التكريم ولكل من أسهم بتنظيم هذا الاحتفال. عشتم وعاشت الكفير وفية لكل من يغرس فيها وردة". ختاما كانت صورة تذكارية لجمرة مع بزي واعضاء البلدية.

 

نشل الورقة الرئاسية من جيب "حزب الله" بكفالة روسية!

ميرفت ملحم/ خاص "لبنان 24/18 أيلول/16

على رغم محاولات اللاعب الأميركي الرجوع خطوة واحدة الى الوراء مع كل خطوتين يتقدم بها "الدب الروسي" في المستنقع السوري، إلا انه فاته "أن قطار الرجعة قد فاته" وفقد حقه حتى في الرجوع بالتزاماته الى الوراء، خاصة انه اختار عبور المستنقع السوري محمولاً على ظهر الدب الروسي بدلا من عبوره المستنقع مباشرة، معوّلًا على مزيد من "الفضل" الروسي الذي سبق وأنعم به عليه طيلة مسيرة الاتفاق النووي وحتى تاريخه. وبذلك وضع الدب الروسي اللاعب الأميركي أمام خيارين: فإما التزام الصمت حتى الوصول به الى شط الأمان السوري الذي يخدم مصالحها المرسومة، وإما رميه وحيداً في وسط المستنقع، مع ما يستتبع ذلك من رميه لالتزامات أخرى في ملفات أخرى في المنطقة قد تكون أكثر خطورة. ودلالات ذلك تجلت في العصا الروسية الغليظة التي بدأت بها موسكو بنعر "واشنطن" في عدد من نقاط ضعفها، من بينها العلاقة مع المملكة العربية السعودية حيث تبين للملكة "أن صواريخ سام باتريوت الأميركية لم تظهر القدرات التي كانت تتوقعها الرياض منها، حيث تعرضت الاخيرة لهجمات صاروخية من الحوثيين في اليمن، الامر الذي جعل الرياض غير ممانعة لاستبدال هذه الأنظمة الدفاعية". وجهة النظر السعودية تلك اعتبرتها روسيا وفقا للخبير في معهد الشرق الأوسط والمجلس الروسي للعلاقات الدولية سيرجي بالماسوف هي تلميح سعودي للولايات المتحدة في ضوء أنها تلعب في المستنقع السوري مما يشكل فرصة جيدة لموسكو لتوجيه ضربة قاسية لواشنطن من خلال جذب الرياض الى صفها. قد لا تكون المملكة الورقة الوحيدة التي تستخدمها موسكو في وجه واشنطن. فاتفاق الهدنة الأميركي - الروسي في سوريا، وما انطوى عليه من بنود سرية لم يجر الإفصاح عنها على رغم تسريب بعضها، تشير الى الحساسية التي تحملها تلك البنود تجاه الحلفاء قبل الخصوم وتحديداً حلفاء واشنطن، خاصة انه وفق ما جرى تسريبه عبر وسائل الاعلام من مواقف وتصريحات حول مضمون الاتفاق يؤشر الى تمكّن روسيا من اخراج "معضلة" رأس النظام وحلفائه وعلى رأسهم "حزب الله" من خطر "منشار التسوية"، لايّة بذلك الذراع الأميركي، ومنتزعة اتفاق هدنة على صورة ومثال الخارطة التي رسمتها لمسار الحل السوري ومتفرعاته في المنطقة. والدليل على ذلك تسريبات دبلوماسية لمسؤولين كبار في الخارجية الأميركية، في إطار رد واشنطن على الطلبات التي أرادت ادراج ميليشيات شيعية ضمن قائمة الفصائل التي تستهدفها الطائرات الأميركية والروسية، حيث اعتبرت انه "سبق واتخذت إجراءات ضد "حزب الله" في مرات سابقة، ولكن جوهر الاتفاق الحالي يركز على منع النظام من استهداف المدنيين وجعل فصائل المعارضة تبتعد عن فتح الشام".

الإقامة الآمنة

ولكن هل هذه الكفالة الروسية التي منحت "حزب الله " إقامة آمنة له في سوريا هي كفالة "مفتوحة" ام "مؤقتة"، وهل ان "منشار التسوية" أنهى مرحلة "الذهاب" وان لـ" الإياب" حديثاً آخر؟! ان الإجابة عن هذا السؤال يوجب النظر الى "المايسترو" السياسي لـ"حزب الله" في لبنان و"السينفونية" التي يصدرها حلفاؤه في هذه المرحلة وكيفية تعاطيه معها، والتي يبدو انها تأخذ منحىً تصعيدياً وصل صداه الى الخارج، فجاء الرد على شكل "نصيحة" دبلوماسية أميركية - روسية نقلتها مصادر وزارية الى صحيفة "النهار" مؤخرا، أٌبلغ فيها العماد عون عبر شخصية قريبة منه "ضرورة عدم الذهاب بعيداً في التصعيد خشية ان يتحول لبنان مركز استقطاب في وقت تنصرف الجهود الى ترسيخ الهدنة في سوريا". بالطبع فإن ما تحمله هذه النصيحة في مضمونها هو أخطر بكثير مما يحمله ظاهرها. فهي وإن لٌطّفت بعبارة دبلوماسية جاءت على شكل "نصيحة" إلا أنها أخفت تحذيراً خطيراً من مغبة التهور والقيام بخطوات "صبيانية" لا تنسجم مع ما يرسم لوحه المنطقة انطلاقاً من الحل في سوريا، والتي لم يعد في الإمكان فصل مسار الحل اللبناني عن مسار الحل فيها، والمؤشرات على ذلك نلخصها فيما يلي:

- توجه واشنطن وموسكو الى الجنرال عون وليس "حزب الله" بالتزام الهدوء وعدم التصعيد، يشير الى انتشال مفتاح قصر بعبدا من جيب "حزب الله"، خاصة انه لم يعد قادرًا على ضبط قفل بابه كالسابق وتحول " التيار الوطني الحر" الى عبء عليه ولاسيما مع وجود الكفالة الروسية التي منحته إياه بموجب اتفاق الهدنة الأخير، حيث اصبح لزاماً عليه التزام "حبل الصمت" تجاه الحلفاء أولاً باعتباره طوَّق النجاة الوحيد الذي لا بد من استخدامه في هذه المرحلة.

- طبخة الاستحقاق الرئاسي في لبنان لم تنضج بعد، ووجه رئيس الجمهورية يبدو انه لن يكون مسيحياً سياسياً بمفهوم المسيحية السياسية التي تسعى إلى تغليب مصلحة الطائفة على مصلحة الوطن، كما لن يكون خصماً لدوداً للإسلام السياسي الذي يجري بلورة صورته حالياً كنموذج دولي ناجح، كما لن يكون أيضاً على صورة ومثال مسيحيي 8 آذار، ولا على صورة ومثال مسيحيي 14 آذار، باعتبار ان لبنان اليوم هو"مسيحيين شيعة" و"مسيحيين سنّة" والمرحلة تقتضي التفتيش عن "رئيس توافقي" على حد تعبير نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، الذي جاء في تقرير نظمه سفير لبنان في روسيا شوقي بو نصار، ونقله الى وزارة الخارجية الذي تناول فيه محضر اللقاء الذي جمعه ببوغدانوف في حزيران العام 2015.

- فك الارتباط المسيحي عن الطرفين السني والشيعي والدفع بالطرفين، أي المكونين المسيحي والمسلم بكافة مكوناتهما المذهبية وتوجهاتهما السياسية، نحو الانخراط في صيغة تضبط إيقاع الطرفين وحراكهما، بحيث لا عودة الى المارونية السياسية ولا الإنخراط في السنية السياسية ولا رضوخاً للشيعيّة السياسية وإنما تعايش بحكم الميثاق، تصونه المؤسسات الدستورية القائمة، وعلى رأسها المؤسسات الأمنية والعسكرية التي يبدو أنها ستحظى بدعم واهتمام دولي كبير في المرحلة المقبلة تحت عنوان مواجهة الارهاب وفي مواكبة لمسار التسوية السورية ولاسيما المرحلة الانتقالية منها.

اذاً يبدو أن ملف الاستحقاق الرئاسي في مراحله الاخيرة من "المد والجزر" وبورصة أسهم الرئيس التوافقي عادت للارتفاع في ظل التسريبات عن حراك داخلي تقوم به بعض قيادات تيار "المستقبل"، والتي تتمحور حول البحث عن مخرج للازمة الرئاسية من خلال تسمية شخصية توافقية ثالثة للرئاسة، في المقابل حراك خارجي تمثل في تسلل قطري- تركي الى الملف الرئاسي عبر الدفع بالرئيس الفلسطيني محمود عباس "ابومازن" لتوجيه رسالة الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق ما كشفته وثائق حصلت عليها مؤخراً احدى المواقع الالكترونية، وتضمنت الرسالة "ضرورة التحرك بشكل جاد مع ايران وسوريا للتوافق على رئيس وسطي في لبنان مقبول تقريباً من الجميع وداعماً لمصالح الجميع هو السيد جان عبيد"، واعداً بالتمكن من الاستحصال على ضمانات من جان عبيد "تضمن مصالح الأطراف في لبنان وخاصة العماد عون" ، مشيراً الى "بذله مساعي مع ايران وسوريا و"حزب الله" الذين أبلغوه ان هذا شأن داخلي لبناني، وهم ليسوا ضد جان عبيد في حال تنازل عون عن ترشحه"، كما أشار الى اللقاء الذي جمع بوغدانوف بعبيد في باريس حيث وجده شخصاً مناسباً.

قد تكون الدلالات على تورط الأصابع التركية والقطرية قليلة في هذا الملف إلّا ان المؤشرات الاخيرة في الملف الفلسطيني تشير الى أن اللجنة الرباعية التي شٌكلت مؤخراً لوحدة الصف الفلسطيني قبل إتمام عملية السلام الشامل والتي تألفت من مصر والسعودية والإمارات والأردن، قُبلت برفض "أبو مازن" لها حيث أشيرت أصابع الاتهام وراء رفضه باتجاه تركيا وقطر الذي لم يخف ابو مازن سعيه الدؤوب لارضائهما وبأية وسيلة سيما وأنهما يتوليان تمويل فلسطين بعد وقف كل من مصر والأردن التمويل.

 

رعد: لو رأينا ان هناك خطرا لقلب الطاولة من الفريق المراهن على داعش والنصرة لتصرفنا بغير ما نتصرف

وطنية - رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، "اننا نريد دولة قوية قادرة على حماية سيادتها دون أن يكون هناك وصاية أجنبية على قرارها الوطني، وتتعامل مع المواطنين بعدالة وإنصاف من دون تمييز، لكن المدخل الطبيعي لها يكمن بوجود رئيس للجمهورية يعرف معنى قيمة السيادة، وحريص على العيش الواحد والشراكة الوطنية في البلد، ولا يخضع للوصايات، وأما المدخل الثاني لها فهو إقرار قانون إنتخاب عادل يمثل الناس أصح تمثيل، ويعزز الشراكة الوطنية، ويعطي لكل فريق من فرقاء البلد تمثيله الحقيقي في المجلس النيابي". كلام رعد جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" لل "الشهيد حسين هزيمة" في حسينية بلدة ميس الجبل، في حضور عدد من القيادات الحزبية، ورجال دين، وفاعليات. وأكد رعد أن "المقاومة باقية إلى جانب الجيش لحماية لبنان، وستبقى كذلك حتى نطمئن أن الجيش أصبح بالإمكانات التي تغدقها عليه الدولة لتسليحه وتجهيزه بأحدث التجهيزات التي تتوازن مع تجهيزات الأعداء المتربصين به، وحينئذ يمكن أن نبحث في موضوع مستوى التنسيق والتفاهم مع الجيش، لكننا الآن سنبقى العضد والسند والمساعد للجيش في الدفاع عن لبنان وحمايته من الإرهابيين التكفيريين والأعداء الصهاينة، وإن لم نفعل ذلك، فإن مصيرنا يكون مهددا".وشدد على انه "حينما ندافع عن لبنان ضد الإرهاب التكفيري، فإنما ندافع عن كل مكونات لبنان، لكن للأسف ما يزال هناك فريق من لبنان يراهن على التحايل في دعمه لداعش وجبهة النصرة، من أجل أن يعزز موقعه السلطوي في هذا البلد، ولكن لو أننا نرى أن هناك خطرا من قبل هؤلاء لقلب الطاولة، لكنا تصرفنا بغير ما نتصرف به الآن، وعلى الجميع أن يطمئن أن لا خطر من قبل هؤلاء على لبنان، لاسيما أننا حريصون على الشراكة الوطنية، وعلى أن نبقى في هذا البلد الواحد ننظر إلى السيادة الوطنية بمنظار واحد". وأشار إلى أن "الخلاف بيننا وبين الفريق الآخر ليس لكونهم لا يعتبرون أن استمرار احتلال العدو الإسرائيلي لقرية الغجر أمرا ضروريا لنقوم بحرب من أجله أو من أجل تحرير سيادة بلدنا فحسب، بل إن الخلاف القائم هو أنه هل من الضروري أن تبقى المقاومة في لبنان أو لا تبقى، وذلك لأنهم اعتمدوا طوال تاريخهم في السلطة اللبنانية على الهبات والودائع والمساعدات الخليجية المحمية من الأميركيين، والتي تقدم بتوجيهاتهم، وبالتالي، عندما وصلوا إلى السلطة خلال السنوات الماضية، خصوصا منذ عام 2005 وما بعده، لم يتركوا إدارة في الدولة إلا وأنشأوا معها إدارة موازية لها كمستشارين لهم، وأسقطوا فعالية الإدارات الرسمية، فكان هناك إدارات موازية بالمالية والقضاء والأجهزة الأمنية وغيرها يديرون البلد من خلالها، وكل ذلك تحت شعار العبور إلى الدولة، بينما هم في الحقيقة لم يعبروا إلى الدولة، بل عبروا بها وبكل أجهزتها ومؤسساتها، ولم يبقوا منها شيئا، لا سيما أنهم تركوا البلد تحت دين يقدر ب70 مليار دولار"، مؤكدا أن "هؤلاء لم تشبع نهمهم اليابسة، ففتحوا اليوم ملف النفط حتى يعبروا به أيضا، تحت عنوان "أننا نقع تحت دين يقدر ب70 مليار دولار ويجب أن ننقب عن النفط لنحاول سده"، إلا أنه وفي الحقيقة لو أردنا أن نسلط الضوء على ما يجري في ملف النفط الآن، لتوجسنا خيفة مما يخطط من صفقات وغيرها، لكننا في المقابل سنتصرف في الوقت المناسب، وهناك مواكبة ويقظة منا ومن الرئيس نبيه بري لإحاطة الملف بالحصانة والصيانة السيادية المطلوبة".

 

قاووق: لا خيار أمام اللبنانيين إلا القبول بالشراكة

الأحد 18 أيلول 2016 /وطنية - شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق على أنه "لا خيار أمام اللبنانيين إلا القبول بالشراكة العادلة والفاعلة التي لا تهمش أحدا، لأن في لبنان توازنات داخلية لا تحتمل أي نزعة للتهميش والإقصاء، لاسيما مع وجود أزمة هي الأخطر والأصعب منذ سنوات، فهذه هي الوصفة المثالية لإنقاذ البلد بهذه المرحلة الراهنة". كلام قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب "للشهيد المجاهد محمود علي بيضون"، في حسينية بلدة الشهابية الجنوبية، بحضور عدد من رجال الدين وفعاليات وشخصيات، وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.

ورأى أن "اليوم هناك فرصة حقيقية لإخراج لبنان من أزماته، لاسيما وأن الوضع ما عاد يحتمل تضييع أي فرصة، ولكن على اللبنانيين أن يدركوا، أن إطالة أمد الأزمة اللبنانية والفراغ الرئاسي، إنما هو نتيجة الصراعات داخل البيت السعودي، وبالتالي فإن لبنان اليوم يدفع ثمن هذه الخلافات السعودية الداخلية، والحل الوحيد لإنقاذ البلد يكمن بالتوافق اللبناني اللبناني كي نحمي لبنان من أن يكون ضحية الخلافات داخل البيت السعودي، وهذا ما نصبو إليه".أضاف قاووق: "إن اللبنانيين اليوم باتوا يشهدون عظيم التداعيات السلبية للمواقف السعودية تجاه الموقع الرئاسي في لبنان، الذي ما عاد يحتمل إنقسامات ولا أزمات، ولذلك كان موقف حزب الله موقفا حكيما بعدم المشاركة في جلسة الحكومة الأخيرة، وذلك من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإبقاء باب الحلول مفتوحا". ولفت إلى أن "التطورات الميدانية في سوريا تؤكد أن الحرب على سوريا ليست حربا مذهبية بين السنة والشيعة، وإنما هي معركة سياسية، لأن سوريا كانت ولا تزال في الموقع المقاوم، وبالتالي فإن الهدف الاستراتيجي للعدوان عليها هو من أجل تغيير موقعها المقاوم، ولكنها تنتصر كل يوم بعد خمس سنوات من العدوان، والسعودية تحصد الخيبة والهزيمة كل يوم فيها".

 

نضال طعمة: لا يراهنن أحد على عبوره للرئاسة بين شعاب تمايزنا وتنوعنا

الأحد 18 أيلول 2016/وطنية - سأل النائب نضال طعمة: "أهو جمود سياسي أم جمود وطني؟ انتفض الناس من أجل البيئة، رفضوا النفايات في الشوارع، انتقدوا الفساد وتظاهروا في وجهه، رفعوا عدة شعارات ومطالب، في المجمل هي محقة وملحة ومطلوبة ولكن لماذا ترانا لم نصل إلى خواتيم تمثل إرادة الناس؟"وقال أمام ممثلين لهيئات شبابية في دارته في بلدة تلعباس الغربي: "يقول مجتهد أن السلطة استطاعت أن تفرغ حراكا شعبيا من مضمونه، وهذا كلام يناقش. ويقول آخر أن الحراك افتقد لرؤية واضحة، وهذا كلام يناقش، ومن الكلام الذي يمكن أن يناقش أيضا رفع المحتجين لشعارات كبيرة دون آلية عملية واضحة، ولكن كل هذا النقاش إذا ما قورب بسكوت الناس المذهل أمام قضية تغييب رئيس الجمهورية، وتفريغ مؤسسات الدولة والجدل في المرجعية الشرعية، نجد أنفسنا مدعوين إلى استشعار الخطر فيما خص تعامل الشعب اللبناني مع فكرة المواطنة".

وتابع: "جعلوا هذا الخائب من الواقع الأليم، والرازح تحت عبء تأمين لقمة العيش لعياله، يفقد الأمل من أي تغيير، وراح يطلب السترة عساه يؤمن قوت الكرامة له ولعائلته، غير عابىء بالشعارات التي ترفع هنا وهناك. فماذا نقول للناس في موسمية التعاطي مع الميثاقية ووضعها في وجه الدستور والقوانين المرعية؟ كما جعلنا المواد الدستورية نفسها مصدرا للفراغ دون أن يستطيع أي مشرع في العالم أن يحمل نفسه عبء التعطيل، هذا التفسير الآني وفق المصالح والإرادات ينطبق عليه القول الشعبي السائد "متل ما بدنا مندير أدن الجرة".

ورأى أن "اللبنانيين مدعوون اليوم إلى استعادة زمام المبادرة، والتيارات السياسية في لبنان مطلوب منها الكثير من الموضوعية، والتفاعل الحقيقي مع قواعدها الشعبية، لتفعيل وعيها المواطني، واستثماره على أرض الواقع، وفق ثقافة الشراكة وقبول الآخر، وضرورة البحث عن القواسم المشتركة، وبحسب هذه الآلية نحن نحتاج إلى رئيس يؤازره شعبه. ولأننا نحتاج إلى هذه المعادلة اليوم، نجتهد في كتلة المستقبل لكي نلتمس المداخل العملية لذلك دون المساس بالمسلمات الوطنية. وقيل في ورشة البحث التي نختبر آفاقها أنها تعكس انقاسما داخليا، وما عرفوا أننا نحاول أن نبتدع من التنوع حلا. وقال آخرون أننا نبحث عن مخرج لأنفسنا وما عرفوا أننا ندرك أنه دون خلاص الوطن سيقع السقف على رؤوس الجميع". وقال: "لا يراهنن أحد على عبوره إلى كرسي الرئاسة بين شعاب تمايزنا وتنوعنا، فموقفنا سيكون واحدا وصلبا. ولما كنا مرنين في خياراتنا فهذا لا يعني أننا سنتخلى عن المعايير الوطنية الواضحة. ولا بد لنا من أن ننطلق مع الشيخ سعد من مدرسة الشهيد رفيق الحريري الذي تعلمنا منه أن المسؤولية تفرض علينا الإقرار بأن "بناء الدولة يتطلب التلاقي في عمل جامع". فهل سيقتنع شركاؤنا في الوطن بضرورة ملاقاتنا لننجز معا عملا جامعا ينقذ البلد؟" وختم: "نناشد وزير الاتصالات الإيعاز للجهات المسؤولة الإسراع في إصلاح اعطال الانترنت في عكار. فبعض مناطقنا تعاني منذ أكثر من عشرة أيام من انقطاع تام لخدمة الإنترنت، والإجابات التي تقدم للمواطنين من خلال اتصالهم بمكتب الشكاوى تتسم بعدم الدقة والوعود التي لم تنفذ".

 

نواف الموسوي: الشوكة التكفيرية تنمو ويشتد عودها بالدعم الأميركي الصهيوني

الأحد 18 أيلول 2016 /وطنية - اشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، خلال رعايته حفل تكريم الناجحين في الشهادات الرسمية في بلدة قانا الجنوبية، الى ان "الشوكة التكفيرية تنمو ويشتد عودها بالدعم الأميركي الصهيوني". وحيا الموسوي "إخواننا علماء السنة الذين وفدوا من جميع أنحاء العالم إلى مدينة غروزني في الشيشان، حيث عقدوا فيها مؤتمرا، وأعلنوا فيه أن الوهابية ليست من الإسلام بشيء ولا من أهل السنة والجماعة، وأن دين التكفيريين لا يمثل الإسلام، ولقد كانت هذه صرخة حق نتضامن معها نحن الشيعة، وندعو إلى خطوات جريئة متكررة في هذا المجال، لكي نبلغ العالم أن الوهابية وبناتها المجرمات يشوهن ديننا الحنيف ومذاهبنا التي، وإن اختلفت، فإنها تحرص على وحدتها في تقديم صورة لائقة بدين خاتم الأنبياء". وحيا ايضا "هؤلاء المؤتمرين الذين قالوا إن ما نراه من الوهابية بجميع تجلياتها وأيا كانت أسماء دولتها أو دولها لا يمثل أهل السنة والجماعة، ونحن نقبل هذا الموقف من أشقائنا العلماء الذين التقوا في الشيشان، ونقول لهم نحن معكم في أنكم أنتم من يمثل أهل السنة والجماعة، وليس الوهابية وبناتها اللاشرعيات، وهي اللاشرعية أصلا". وقال: "إننا لا نكتفي بالدفاع عن ديننا بإظهار الصورة الحقيقية التي أراد النبي محمد أن يوصلها إلينا بإيكال أمرها إلى ابن عمه وصاحب سره ومن رباه في حجره، بل نحن نقرن قولنا بالفعل، فندافع عن الإسلام والمسلمين، وعن الإنسانية بأسرها، بطوائفها وأديانها وأحزابها، وندافع عن الجميع بمقاتلة الدين والسلاح التكفيري الذي بحمد الله تمكنا من كسره في أكثر من موقع وميدان، وما على الذي يشك إلا أن ينظر في خريطة سوريا في عام 2012 ويقارنها بخريطة اليوم، ليدرك أن خطواتنا سائرة إلى النصر بعون الله تعالى، ونحن سننتصر في المجال السياسي كما انتصرنا في الميدان العسكري، وإن غدا لناظره قريب".

واشار الى ان "الشوكة التكفيرية إنما تنمو ويشتد عودها بالدعم الأميركي الصهيوني، والدليل على ذلك واضح، وعلى الرأي العام العربي أن يراه بوضوح، فبالأمس كانت الطائرات الحربية والاستطلاعية الإسرائيلية إلى جانب المدفعية تواكب الهجمات التي تقوم بها جبهة النصرة في مناطق الجولان، فهل ما زال أحد يبحث عن دليل على صهيونية جبهة النصرة التي لا فرق بينها وبين جيش لحد، والتي هي منظمة عميلة للعدوان الصهيوني يستخدمها ويستخدم تكفيرها للطعن على الإسلام والمسلمين، ولضرب الإنسانية بما ينسب إلى الإسلام، وأيضا هناك دليل إضافي، حيث نرى كيف تتجاور الأعلام الأميركية مع أعلام ما يسمى الثورة والمعارضة السورية، فتلتقي الأعلام على الأرض السورية، ويلتقي الجنود الأميركيون مع من دربوهم ورعوهم من المجموعات المسلحة التي يشكل التكفيريون عمودها الفقري، وبالتالي فإن ما يسمى معارضة معتدلة وعلمانية هو سراب لا محل له لا في الأرض ولا في الإعراب، وهذه المجموعات التي تمسك في الأرض هي المجموعات التكفيرية التي تقف اليوم كتفا إلى كتف مع الجنود الأميركيين، وهنا نسأل ألا زال الرأي العام العربي بحاجة إلى دليل على تأمرك وصهيونية جبهة النصرة، وهل ما زالوا بحاجة إلى دليل على صوابية الخيار الذي اتخذناه بالدفاع عن سوريا ولبنان وفلسطين والعرب بمقاتلة هؤلاء التكفيريين قبل أن يغزونا في ديارنا، فيذبحون شبابنا ويسبون نساءنا، وهل ما زال أحد يحتاج إلى دليل والدليل أمامه يمكن أن يراه بأم العين". وختم: "إن الأزمة اللبنانية الآن في ذروة تعقيدها القصوى، ولكن على الرغم من هذا التعقيد تستطيع خطوة جريئة أن تخرجنا من الاحتباس السياسي الذي يعاني منه لبنان إلى مرحلة الشروع في استعادة المؤسسات الدستورية لدورها، وتمكين الفاعلين من خلالها القيام بواجباتهم تجاه الدولة والشعب والوطن، وبالتالي فإن هذه الخطوة الجريئة اللازمة تكمن في انتخاب الجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية بعد الخروج من المراوحة والتردد والحذر، ومن يتخذ هذه الخطوة الجريئة، لن يترك وحيدا في مواجهة خصومه الداخليين أو غيرهم، لأنها ستقابل بأحسن منها إن لم يكن بمثلها".

وفي الختام، وزعت الشهادات التقديرية على المكرمين.

 

 نعيم قاسم هنأ الامن العام على تفكيك الشبكات التكفيرية: لبنان يسير في الفراغ وإلى مزيد من التأزم والمستقبل يقف عائقا أمام إنتخاب الرئيس

الأحد 18 أيلول 2016 /وطنية - أقامت بلدية بنت جبيل والتعبئة التربوية في "حزب الله"، احتفالا تكريميا للناجحين في الشهادات الرسمية في بنت جبيل، برعاية نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في ملعب مدرسة الشهيد القائد راني بزي الفنية في المدينة. حضر الاحتفال الى قاسم، عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، رئيس اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل عطا الله شعيتو، رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزي إلى جانب عدد من رجال الدين، وفاعليات وشخصيات تربوية، ثقافية، اجتماعية.  وألقى قاسم كلمة في الحفل، تطرف فيها إلى الشأن السياسي، متناولا 4 نقاط، فقال: "أولا، ان الأيام أثبتت أن طريق رئاسة الجمهورية محددة، فمن أراد أن ينتخب رئيسا للجمهورية، ليس له إلا تجاه واحد يوصل إلى (رئيس تكتل التغيير والإصلاح) العماد ميشال عون، ولن تستطيع الدول الكبرى والإقليمية ومجلس الأمن وجامعة الدول العربية أن تعدل هذا المسار، وجربوا أكثر من سنتين ولم يحققوا أي شيء، وما زلنا في بداية الطريق، وبالتالي، لن تتمكن تطورات المنطقة سواء كانت سلبية أم إيجابية أن تغير هذا المسار في لبنان، سوى أنه يمكن لكل هؤلاء أن يعطلوا، وأن يستمر الشغور الرئاسي، وهذا ما عملت عليه السعودية في كل المرحلة السابقة، لكن لا يمكنهم الانجاز كما يريدون ويطمعون".

وأشار إلى أن "تأخير انتخاب رئيس للجمهورية لن يغير المعادلة، ولن ينتج إلا المزيد من الفراغ والتعطيل والإضرار بمصالح الناس، وبالتالي، فإن لبنان يسير في الفراغ إلى مزيد من التأزم، وننصح "حزب المستقبل" الذي يقف الآن عائقا أمام إنتخاب الرئيس أن ينهي تردده، فطريق الحل معروف، وهذا لمصلحة البلد ولمصلحتهم أيضا، وأما بالنسبة لنا كـ"حزب الله"، فإذا تم الاتفاق على العماد عون رئيسا للجمهورية، فنحن جاهزون، وسنلبي الدعوة، وسنحضر جلسة مجلس النواب لانتخاب الرئيس، وسنصوت له مهما كانت الجلسة قريبة، وخير للجميع أن يتم هذا الانتخاب في أقرب وقت، لأنه بانتخاب عون رئيسا سيربح الجميع ويربح لبنان، وعندها ستنطلق عجلة المؤسسات الدستورية، خصوصا المجلس النيابي، لا سيما في مجال التشريع والقوانين، وسنصبح أمام إقرار سلسلة الرتب والرواتب، إضافة إلى معالجة الكثير من قضايا الناس، ومنها الإسهام في معالجة تلوث مجرى نهر الليطاني الذي يعمل إخواننا ونوابنا والفاعليات في منطقتنا على القيام بيوم وطني كبير من أجل أن يسرعوا الخطوات باتجاه معالجة هذه الأزمة المصيرية، كما أنه قد يسهم هذا الاتفاق على الرئيس في إنجاز قانون جديد للانتخابات".

وقال: "ثانيا، نحيي الأمن العام قيادة ورتباء وأفرادا على الجهود الكبيرة التي بذلت لتفكيك الشبكات التكفيرية، والتي كان آخرها شبكة زحلة التي كانت تخطط لأعمال إجرامية في مدينة النبطية وزحلة وجوارهما، وفي منطقة البقاع الغربي، وبالتالي، فإن اعتقال الأفراد من الشبكة أسهم في منع مخططات كبيرة كانت من الممكن أن تحصل، فتحية إلى الأمن العام وإلى الأجهزة الأمنية التي تعمل من أجل كشف هذه الشبكات الإرهابية، وليكن معلوما أن هؤلاء التكفيريين ليسوا أصحاب أحد، ولا من بيئة أحد، بل هم ضد بعضهم، وضد الإنسان في حياته ووجوده، فخير للجميع أن يكونوا بعيدين عنهم، وأن يتركوا للمؤسسات الأمنية أن تأخذ مجالها في محاسبتهم ومعاقبتهم".

وأضاف: "ثالثا، إن حرب تموز على لبنان العام 2006، هي انتصار كبير إلى أن ينقطع النفس ولو كره الكارهون، وهي حددت معالم الشرق الأوسط المقاوم، وأنجزت 5 أمور أساسية نراها واضحة، حيث كسرت معادلة الشرق الأوسط الأميركي الجديد، وردعت إسرائيل وأفقدتها قدرة المبادرة، وانتصرت خلالها المقاومة في أخطر وأشرس الحروب على لبنان، وأسست هذه الحرب لصمود محور المقاومة من بوابة سوريا، وكشفت العلاقة الإسرائيلية التكفيرية السعودية ومحاولاتها اليائسة في المواجهة، وبالتالي، فإن انتصار المقاومة في حرب تموز، هو انتصار لرؤية ونهج وليس فقط لتحرير أرض".

وتابع: "نؤيد الهدنة التي حصلت في سوريا، ونعتبرها مناسبة من أجل أن يفكر العالم ويبحث عن الحلول، لا سيما أن محور المقاومة اليوم في سوريا هو في الموقع المتقدم ويتقدم أكثر فأكثر، وقد اعترف بذلك جون كيري وغيره، لكن لا مؤشرات على أنها مقدمة لحل سياسي قريب، ويبدو أن الحل السياسي متأخر".

وخلص بالقول: "إن هزائم المسلحين في سوريا دليل على تماسك وصمود الدولة السورية، وبالتالي، فإن الدولة السعودية بدورها تتجه إلى الهاوية تدريجا، وأيضا لا مستقبل للتكفيريين، لكنهم يكونون في المستقبل لصوصا سلابين، ونهاية داعش لصوصا سلابين ينتشرون في العالم ويفجرون، ونهاية "النصرة" كذلك أيضا، لكنها بحاجة إلى قليل من الصبر والتحمل".

في الختام، وزعت الشهادات التقديرية على الناجحين.

وسبق الاحتفال، جولة قام بها قاسم على روضة شهداء "المقاومة الإسلامية" في بلدة عيناثا، وعلى حديقة شهداء مدينة بنت جبيل، حيث قرأ سورة الفاتحة على روح الشهيد القائد خالد بزي والشهداء.

ثم، جال في سوق مدينة بنت جبيل، قبل أن يختتم جولته في مجمع مدينة بنت جبيل الرياضي، الذي يضم عددا من المنشآت الرياضية التي أنجزها اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل وبلدية بنت جبيل.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أميركا.. داعش يتبنى الهجوم على مركز تسوق في مينيسوتا

الأحد 16 ذو الحجة 1437هـ - 18 سبتمبر 2016م/واشنطن- فرانس برس/أفادت وكالة "أعماق" المرتبطة بتنظيم داعش الأحد أن الهجوم بالسلاح الأبيض الذي أدى إلى إصابة 8 أشخاص بجروح مساء السبت في مركز تجاري بولاية مينيسوتا الأميركية نفذه "داعشي". وكانت الشرطة الأميركية قد أعلنت أن 8 أشخاص أصيبوا بجروح نتيجة طعنهم من قبل مسلح في مركز للتسوق في مينيسوتا ليل السبت الأحد، فيما قتل المهاجم. وصرح بلير اندرسون قائد شرطة مدينة سانت كلاود (مئة كلم تقريبا شمال غرب منيابوليس) للصحافيين أن المهاجم "قال شيئا عن الله (..) وتأكدنا أنه سأل شخصا واحدا على الأقل ما إذا كان مسلما قبل أن يهاجمه". لكنه شدد على أن التحقيق لا يزال مستمرا، وأضاف "لا يسعني القول الآن ما إذا كان الأمر يتعلق بهجوم إرهابي أم لا، لأنني لا أعلم". وقال وليام بلير أندرسون قائد شرطة منطقة سانت كلاود للصحفيين إن الهجوم وقع في مركز كروسرودز التجاري بالمنطقة التي تبعد 97 كيلومترا شمال غربي منطقة منيابوليس سانت بول حوالي الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي أمس السبت بينما كان المركز التجاري يعج بالمتسوقين. وأضاف للصحفيين في مؤتمر صحفي بمنتصف الليل "إنه يوم مروّع صراحة فلدينا ثمان ضحايا تعرضوا للهجوم هنا في مركزنا التجاري." وقال كريس نلسون أخصائي الاتصالات في مستشفى سانت كلاود إن المصابين الثمانية نقلوا للمستشفى لكن إصاباتهم ليست حرجة. وأضاف أن المشتبه به الذي كان يرتدي زي حارس أمن خاص تصرف من تلقاء نفسه. وتابع "بالنسبة لكونه هجوما إرهابيا لن أجزم بذلك لأننا لا نعلم." وقال قائد الشرطة إنها تحقق في الدافع وراء الطعن الذي أدى إلى إغلاق المركز التجاري وما زالت تجري مقابلات مع شهود بعد أربع ساعات من الهجوم. وقالت شاهدة عيان تدعى سيدني ويريس لصحيفة سانت كلاود تايمز إنها رأت رجلا ينزف من وجهه وآخر على قميصه بقعة دماء.

 

8 جرحى في هجوم بالسكين في مركز للتسوق في مينيسوتا ومقتل المهاجم

الأحد 18 أيلول 2016 /وطنية - اعلنت الشرطة الاميركية ان 8 اشخاص اصيبوا بجروح نتيجة طعنهم من قبل مسلح في مركز للتسوق في مينيسوتا ليل السبت الاحد، فيما قتل المهاجم. ولا يزال عدد غير محدد من الاشخاص داخل مركز "كروس رودز سنتر" للتسوق في مدينة سانت كلاود التي تبعد نحو مئة كلم شمال غرب منيابوليس. وقالت الشرطة انه تم نقل العديد من المصابين الى المستشفى فيما بدأ التحقيق في الحادث.

 

29 اصابة في تفجير نيويورك ولا دليل على صلته بالإرهاب

الأحد 18 أيلول 2016 /وطنية - قال عمدة مدينة نيويورك "بيل دو بلاسيو" "إن الإنفجار الذي وقع في حي تشيلسي في نيويورك كان مقصودا، ولكن لا دليل على صلته بالإرهاب في الوقت الحالي". وأشار مسؤولون إلى إصابة 29 شخصا بجروح، أحدهم في حالة خطرة، في الانفجار الذي وقع في الشارع 23 بين الطريقين السادس والسابع.

 

20قتيلا على الاقل في اعمال عنف في افريقيا الوسطى

الأحد 18 أيلول 2016 /وطنية - قتل 20 شخصا على الاقل واصيب آخرون برصاص مسلحين ينتمون الى تمرد سيليكا السابق في منطقة كاغا باندورو في وسط افريقيا الوسطى، كما اعلن الأحد جهاز الدرك في افريقيا الوسطى. وقال مسؤول في الدرك لفرنس برس طالبا التكتم على هويته، ان "20 شخصا على الاقل قتلوا، وان آخرين اصيبوا في هجومات شنها الجمعة عناصر ينتمون الى سيليكا السابقة على كاغا باندورو وقرى محيطة، فبثوا الخوف بين الناس الذين فروا في الادغال او نحو القرى المجاورة ايضا".

 

خبراء إيرانيون ولبنانيون في صفوف الحوثيين

 سكاي نوز/الأحد 18 أيلول 2016/أعلن العميد مسفر الحارثي، قائد اللواء 19 مشاة في اليمن، وجود ثلاثة خبراء إيرانيين وآخر لبناني، يقاتلون ضمن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في مديرية بيحان في محافظة شبوة، جنوبي البلاد. وأكد الحارثي أن الخبراء يتقدمون الصفوف الأمامية في جبهة بيحان، ويقومون بالإشراف على القصف المدفعي، الذي يستهدف مواقع القوات الشرعية. وفي مطلع العام الجاري، كشفت لجنة العقوبات الدولية الخاصة باليمن، عن شبكتي تمويل تابعتين للمتمردين الحوثيين وميليشيات علي عبد الله صالح في اليمن، وأكدت تورط إيران في تزويدهم بالأسلحة.

وفي آذار/مارس الماضي، أكد نائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، جنرال مسعود جزايري، أن نظام طهران يدعم ميليشيات الحوثي وصالح في اليمن، على غرار تدخله العسكري في سوريا. وفي مطلع هذا العام أيضا، عثرت القوات اليمنية على شريط فيديو في أحد المواقع التابعة للميليشيات بعد تحريرها، كشف عن ضلوع حزب الله بدعم المتمردين ومحاولة شن عمليات إرهابية داخل الأراضي السعودية.

 

روسيا تصعّد لهجتها وتتهم أميركا بالتعنت

الأحد 16 ذو الحجة 1437هـ - 18 سبتمبر 2016م/موسكو- رويترز/قالت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأحد، إن الضربات الجوية التي نفذها التحالف بقيادة الولايات المتحدة على قوات الجيش السوري تهدد تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا وحثت واشنطن على إجراء تحقيق شامل في الواقعة.

وكانت وزارة الدفاع الروسية ذكرت أمس السبت أن طائرات أميركية قتلت أكثر من 60 جنديا سوريا في أربع ضربات جوية نفذتها طائرتان من طراز إف-16 وطائرتان من طراز ايه-10 من اتجاه العراق. وقالت الخارجية الروسية في بيان شديد اللهجة إن الضربات "تندرج بين الإهمال الجنائي والتآمر المباشر مع إرهابيي داعش. وأضافت أن الواقعة نتيجة للرفض الأميركي "المتعنت" للتعاون مع موسكو في محاربة تنظيم داعش وجبهة النصرة، التي غيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام و"جماعات إرهابية أخرى". ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصدر عسكري بمطار دير الزور قوله إن 90 جنديا سوريا على الأقل قتلوا.

 

هدنة سوريا تترنح.. وغارات على حلب لأول مرة منذ بدئها

الأحد 16 ذو الحجة 1437هـ - 18 سبتمبر 2016م/العربية.نت – وكالات/أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات حربية قصفت مدينة حلب في شمال سوريا الأحد للمرة الأولى منذ بدء سريان هدنة مدتها سبعة أيام قبل نحو أسبوع. وذكر المرصد أن صواريخ أصابت أحياء كرم الجبل وكرم البيك وصاخور والشيخ خضر. ووردت تقارير عن وقوع إصابات. وفي درعا، سقط عدد من القتلى المدنيين في غارات بالبراميل المتفجرة استهدفت بلدة داعل. من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية الأحد عن تصاعد التوتر في مدينة حلب ومحيطها، مشيرة إلى استعداد فصائل المعارضة لشن عمليات عسكرية واسعة ضد قوات النظام. في المقابل، نفى محمد علوش، عضو الهيئة العليا للمفاوضات السورية، في اتصال مع قناة الحدث الاتهامات الروسية، مؤكداً أن المعارضة لا تنوي تنفيذ عمليات عسكرية. وقال إن عدد خروقات النظام السوري لاتفاق وقف إطلاق النار بلغ مئتين وعشرين خرقاً ضد المدنيين السوريين. ومع تصاعد الخروقات، حملت الولايات المتحدة وفرنسا النظام السوري مسؤولية تهديد استمرار الهدنة. ومن المرجح أن يزيد الخلاف الدبلوماسي الذي استعر الأحد بين موسكو وواشنطن، تعقيد توصيل المساعدات الإنسانية إلى سوريا، بما في ذلك مدينة حلب التي يظل الوضع فيها متأزما بشدة وحيث انتهكت الهدنة مراراً. الهدنة تترنح وحلب دون مساعدات

من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة أن شاحنات المساعدات التي كان من المنتظر أن تتحرك إلى حلب صباح الأحد تأخرت مرة أخرى.إلى ذلك، أشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن الأوضاع تتدهور في سوريا، فيما يستعر الصراع في مناطق من البلاد، حيث من المفترض تطبيق اتفاق

وقف إطلاق النار المقرر أن تنتهي صلاحيته الأحد. وأصيبت حلب - حيث سبق وانهارت هدنات أخرى هذا العام بسبب اندلاع العنف - بضربات جوية للمرة الأولى منذ بدأ سريان الهدنة. وقالت موسكو إن من سمتهم المتطرفين هناك يستعدون لعمليات عسكرية كبيرة النطاق ضد قوات النظام السوري.

 

الأردن يرفض طلب إيران بالسماح ببناء حسينيات شيعية

الأحد 16 ذو الحجة 1437هـ - 18 سبتمبر 2016م/دبي - قناة العربية/طالب مسؤولون إيرانيون الأردن مراراً بالسماح ببناء حسينيات للشيعة وفتح باب السياحة الدينية في البلاد، إلا أن الطلب الإيراني قوبل بالرفض، استنكارا للسياسة التي تـتبعها إيران والمتمثلة بإذكاء نار الطائفية. ويقع ضريح الصحابي جعفر بن أبي طالب أحد قادة معركة مؤتة على بعد 140 كيلومترا عن العاصمة الأردنية، هذا المزار إضافة إلى مواقع سياحية دينية أخرى في الأردن شكلت أهمية لأتباع المذهب الشيعي خاصة إيران التي طلبت مرارا من السلطات في الأردن بناء حسينيات وفتح باب السياحة الدينية للإيرانيين في البلاد. وشهدت مدينة الكرك عام 2013 حادثة تمثلت بقيام أبناء المحافظة بحرق مبنى تابع للشيعة احتجاجا على إقامته بالمنطقة ومستنكرين وجودهم سواء كانوا مقيمين أو زوارا. وبينما تنادي أصوات بالسماح بالسياحة الدينية شدد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأسبق محمد نوح القضاة في مقابلة مع جريدة الرأي الأردنية على ضرورة تحصين المجتمع من بناء أوكار تسيء إلى الصحابة. هذا ويضم المزار الجنوبي في محافظة الكرك أضرحة كل من الصحابة زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة إضافة إلى ضريح جعفر بن أبي طالب، وتنتشر عشرات الأضرحة والمقامات للصحابة في عدة محافظات.

 

الجبير يدعو دعو إلى اجتماع حول مستقبل سوريا السياسي

الأحد 16 ذو الحجة 1437هـ - 18 سبتمبر 2016م/العربية نت/قال مراسل الحدث في نيويورك إن بعثة المملكة العربية السعودية إلى الأمم المتحدة دعت لعقد اجتماع غدا حول مستقبل سوريا بناء على دعوة من وزير الخارجية السعودي عادل الجبير. وذكرت صحيفة الحياة اللندنية أن الجبير يستضيف اجتماعاً رفيعاً حول "مستقبل سوريا السياسي"، في لقاء وزاري تنظمه إلى جانب المملكة العربية السعودية، كل من فرنسا وقطر وألمانيا وبريطانيا وتركيا. ومن المقرر أن يقدم المنسق العام لـ "الهيئة التفاوضية العليا" المعارض رياض حجاب "رؤية المعارضة لمستقبل سوريا".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أهم ما في "ميثاق 43" ولم ينفّذ: "لا شرق ولا غرب"... أي الحياد

 اميل خوري/النهار/19 أيلول 2016

أهم في ما "ميثاق 43" ولم ينفّذ هي عبارة: "لا شرق ولا غرب"، أي لا وحدة مع سوريا ولا لحماية فرنسا. فلو أن هذه العبارة التزمها اللبنانيون، مسيحيين ومسلمين، لما كان لبنان يعاني ما يعانيه من صراعات محاور على أرضه ومن انقسام اللبنانيين بين هذه المحاور ودفعهم ثمن ذلك من استقلالهم وسيادتهم وحرية قرارهم لا بل من اقتصادهم. لذلك كان الراحل الكبير النائب والوزير السابق ادوار حنين أول من لفت الى أهمية هذه العبارة في الميثاق بقوله في محاضرة له ألقاها في 15 أيار 1961 بعنوان "تأملات لبنانية بعد العاصفة": "لا حاجة الى نظام جديد أو تبديل في النظام. فالنظام لا يظهر قوياً شديداً قاسياً إلّا عندما يطبّق ويحمي، وعندما يطبّق على جميع المواطنين ولحماية جميع المواطنين أفراداً وجماعات ومؤسّسات. نظام مستمد من تاريخ الشعب وتقاليده، مفصّل على قدّه، راسخ ثابت متين، يكون التجاوز عنه والافتئات عليه تجاوزاً عن روح القومية". ويضيف: "ليس من العادة ان يُحترم دستور الأمّة المكتوب وأن لا يحترم دستور الأمّة المحتوم عليها من جرّاء تكوينها وكيانها وجميع مبرّرات وجودها. وليس من العادة أن يصير تغيير نظام الحكم كلّما أخفقت حكومة في تدبير شؤون الرعيّة. وليس من العادة أن يميَّز حكم محكمة التمييز أمام محكمة الشارع، بل العادة أن يُقتل القاتل عندما يقتل من دون عذر مقبول، وأن تُحترم ارادة الأمّة في دستورها المكتوب بدم الأمة، وأن تُبدّل حكومة بحكومة عندما تخفق الحكومة، وأن يُضرب الشارع عندما يرتجل نفسه محكمة على محكمة التمييز. ففي عالم حيث العالم يغش ويخدع من أجل أن ننقذ اللبنانيين الذين لم يحاولوا أن يغشّوا ويخدعوا، يجب أن نعود فنتعلّم أن نكون أشرافاً مع الكلمة وأمناء على مضامينها. وعندما نخلص في ما نبطن ونضمر، يصير سهلاً أن نخلص في ما نفكر وندير، ذلك أن الفكر يغرف ما في الباطن، فإن هو انطوى على خير كان التفكير خيراً، وإن هو انطوى على شر فشراً نكون".

ويتابع القول في محاضرته: "إننا نعيش منذ زمن على الكلمة المعصورة المقرقعة الخاوية التي حُررت من مفاهيمها وحملت غير مفاهيم، فلا هي من الكلمة في شيء ولا الكلمة منها في شيء، ولا هي من الحقيقة في المكان اللائق. ومن الكلام المقرقع الفارغ قولهم "مصيبة لبنان تعدّد طوائفه وأديانه"، فالدين والمصيبة كلمتان لا تلتقيان لأن الدين نعمة لا يستحقّها كل إنسان. ولولا الأديان لكان اللبناني أسوأ حالاً ممّا تبدو اليوم حاله. فضمير الدين وحده يستطيع أن ينقذ لبنان من شروره وآلامه. فليست الأديان والطوائف هي التي تفرّق بين اللبنانيّين وتزيد من منازعاتهم إنّما هو مراد النفوس وأهواؤها وطيشها. فالمسلم المسلم أقرب الى المسيحي المسيحي مما هو قرب المسلم الناقص ايمانه من المسلم المسلم أو المسيحي الناقص ايمانه من المسيحي المسيحي. فليس في كره المحمدي للمسيحي تمجيد لمحمد، ولا في كره المسيحي للمحمدي تمجيد للمسيح "فالخلق كلّهم عيال الله وأقربهم إليه أنفعهم لعياله". ويختم حنين محاضرته بالقول: "إن أخشى ما أخشاه أن يكون الميثاق الذي ضُجّ به كثيراً في الأيام الأخيرة من فصيلة الكلام الذي فُرِّغ من معانيه فبات لا يعني ولا يفعل. فإذا جاز أن يكون ميثاق الأمة محكياً، غير مكتوب، فلا يجوز أن يتغيّر مفهوم هذا الميثاق بتغيّر الأشخاص. فميثاق اللبنانيين الذي أحسبه ميثاقاً إيجابيّاً متحرّكاً فاعلاً يجب أن يكون ميثاقاً قائماً على الحياد ليكون نعمة لأبنائه وللعالمين أجمعين، وأن يكون موطن المحبّة والكرم والحرية موطن الإنسان المتناغم العاقل، وملاذاً يلجأ إليه وبه يلوذ كل مضطهد فازع من بلاده إليه. فإذا لم يستطع أن يكون لبنان كذلك، فلن يستطيع أن يكون شيئاً غير ذلك. ومن أجل أن يكون كذلك يجب أن يكون ميثاقه ميثاق الحياد عن الشرق والغرب، حياد كامل صادق ومخلص، حياد يستتبع حياد الأرض اللبنانية، لا مقر ولا ممر، ويستتبع حياد الضمير اللبناني، لا انحياز ولا تحزّب، حياد يكون بالنسبة إلينا، حكومة وشعباً، كنجم القطب به نهتدي وعلى ضوئه نسير". ومحاضرة حنين هذه لا بد من أن تذكّر بمحاضرة للراحل الكبير الرئيس صائب سلام في 17 نيسان 1961 قال فيها إن "الميثاق الوطني قام على حقائق من الخير نبرزها ونؤكّدها على الدوام وهي: لبنان لم يبق لطائفة أو طوائف معيّنة من أبنائه، بل أصبح للجميع على السواء، وانتفت عنه صفة الملجأ الديني واكتسب معنى الوطن... وان لبنان استقل بفضل الميثاق الوطني ونتيجة له، دولة سيدة حرة، أراضيه كل لا يتجزأ ولا يجوز لأحد أن يخرق حرمة حدوده أو يعبث بكيانه، وهو عضو في الأسرة العربية ويتعاون مع أعضائها في كل ما يؤول إلى خيرها ودفع الشر عنها". فليعد مَنْ لا يفهمون حقيقة "الميثاق" الى أقوال الكبار في تاريخ لبنان ليظل حاضره يفتخر بماضيه ولا يخجل ماضيه من حاضره...

 

أهكذا يخدم "حزب الله" العماد عون؟

نايلة تويني/النهار/19 أيلول 2016

اذا كنا نؤمن بلبنان بلداً ديموقراطياً، فاننا نرتضي بالعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية اذا سلك الطريق الديموقراطية، أي الانتخاب في مجلس النواب، وحصل على الاكثرية النيابية التي تحمله الى قصر بعبدا. فالديموقراطية تفترض ان نقبل النتائج أيّاً تكن، وان نتوجه الى القصر للتهنئة واتاحة الفرصة للرئيس الجديد لتنفيذ خطته، وترجمة رؤاه، بل مساعدته ما أمكن، لان البلاد، كل بلاد، تحتاج الى رئيس والى انتظام عمل المؤسسات. لكننا نعيش في لبنان واقعاً مختلفاً لا يشبه الديموقراطية في شيء، بل يستمر زمن الوصاية السورية التي تحكمت بالرئاسة طويلاً، ليأتي "حزب الله" اليوم، فيرث الدور، ويقول للبنانيين وللعالم "إما ان تنتخبوا ميشال عون رئيساً وإمّا لا رئيس". وقد كررها نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم امس بقوله إن "الأيام أثبتت أن طريق رئاسة الجمهورية محددة. فمن أراد أن ينتخب رئيساً للجمهورية ليس له إلاّ اتجاه واحد يوصل إلى رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ولن تستطيع الدول الكبرى والإقليمية ومجلس الأمن وجامعة الدول العربية أن تعدّل هذا المسار وقد جربوا أكثر من سنتين ولم يحققوا أي شيء وما زلنا في بداية الطريق وبالتالي لن تتمكن تطورات المنطقة سواء أكانت سلبية أم إيجابية من أن تغيّر هذا المسار في لبنان".

لا أعلم ما اذا كان الحزب يرى انه يخدم العماد عون بهذه الطريقة الاستفزازية والفوقية التي لا تقيم لاي جهة في البلد أو خارجه اعتباراً، أم ان الحزب يعتمد سياسة حرق العماد عون بهذه الطريقة التي تزيد تشبث الآخرين، ان بترشيحاتهم، او برفضهم له، ليبلغ مرحلة يقول له فيها "اتممنا واجبنا، ولم نستطع شيئاً".

يفترض الواقع في الحزب، اذا كان حقاً يريد العماد عون رئيساً، ان يفاوض من أجله لا ان يعتلي المنابر متحدياً كل الاخرين، حتى الذين يمكن ان يلاقوه الى منتصف الطريق، خسرهم في الخطوة الأولى. وعليه ثانياً ان يخفف لهجته الحادة تجاه الدول العربية فلا يشبعها تهديداً ووعيداً واهانات، ثم يطلب منها عدم الاعتراض على مرشحه الرئاسي، هذا اذا كان المرشح مقبولاً لديها في الحد الادنى. ما يفعله الحزب حالياً يسيء الى العماد عون وتاريخه النضالي وعلاقاته الداخلية والخارجية، ويدفع به الى الرفض المقابل، ويؤسس له لعهد يكاد تعثره يسبق نجاحاته اذا ما أمكن ايصاله مرشح تحد لا مرشحاً توافقياً.

ولكن لماذا يقبل العماد عون بكل هذا؟ وهل يدرك جيداً ما يعنيه "أنا أو لا أحد" في تاريخ الشعوب والدول؟

 

 «حزب الله» مرتاح تماماً إلى استمرار الفراغ

وسام سعادة/المستقبل/19 أيلول/16

عجيب أمر «حزب الله». مصرّ على اتهام أخصامه السياسيين الداخليين والإقليميين بالحؤول دون انتخاب رئيس جديد للبنان منذ سنتين ونصف، من دون أن يمكنه أن يكون غافلاً عن كون أخصامه الداخليين قد انتهوا الى سحب أي مرشح لهم، بل أنهم رشحوا حليفين للحزب، من دون أن يتوجه أحد لحضور جلسات الانتخاب غير هؤلاء الأخصام الداخليين، في حين هذا الشيخ نعيم قاسم بالأمس، يشترط الإجماع المسبق من جانب أخصامه الداخليين على حليف له دون حليف آخر، دون أن تبدر منه ولو كلمة بسيطة، ولو غمزاً، لطلب توحيد ترشيح حلف الثامن من آذار الذي يقوده.

لكن، اذا ما حيّدنا العجب جانباً، فكلام قاسم عينة على أن الحزب لا يتعامل مع نهاية الفراغ الدستوري على أنها وشيكة، ولا يبدو في عجلة في أمره، ولا مضطراً للاسهام في وضع حد للفراغ. ما يهمّه أكثر هو ارساء دستور مواز للبلد من خلال وقائع الأمر الواقع. مثلاً، دستور يقول بعدم حضور الجلسات لانتخاب رئيس لعامين ونصف، وثلاثة وأربعة، الى ان تختمر الفكرة بالرأس. مثلاً، دستور يقول بأنّه يمكن لفريق أن يقسّم المسائل بين قضايا سيادية يصادرها، كالحرب والسلم والسياسة الخارجية والحدود الوطنية، من دون أن يجد نفسه محمولاً على التداول بشأنها مع الآخرين بشكل جدي، وبين قضايا لا بد أن تكون موضع اجماع كامل، والا كانت غير ميثاقية، هذا قبل ان يتلقف الحليف الموعود بالرئاسة من الحزب بدعة الميثاقية ويسير بها نحو آفاق اضافية من الفانتازيا. الوضع الداخلي يعكس الى حد كبير اوضاعا اقليمية لا توحي بقابلية تسطير اي تسوية او تهدئة جدية في الوقت الحالي، وتوحي في نفس الوقت بدرجة من الارهاق الحربي على مختلف الجبهات، مع توجس من فترة الاستحقاق الرئاسي، والحالة الانتقالية التي تجتازها الادارة الاميركية والعالم ككل بين عهدين. طبعاً، الفراغ الرئاسي على جسامته، ليس المشكلة الوحيدة لبنانياً الآن، طالما ان العد التنازلي لنهاية الفترة الممددة الثانية للمجلس النيابي بدأ، دون ان يكون هناك مسار واضح يمكنه ان يفضي للاتفاق على قانون انتخابي، وعلى الاستحقاق النيابي، وعلى ما يمكن فعله اذا لم يتم الاتفاق على القانون، او على الاستحقاق. وهناك في الموازاة على الصعيد المجتمعي، مشكلة ادارة ملف اللجوء السوري، وخطورة الاستثمار في هذه المشكلة بشكل انفعالي، بالتقاطع مع استفحال الفراغ الرئاسي، وتزايد تعطيل المؤسسات بشكل عام، والوصول الى ربع الساعة الاخير ما قبل الانتخابات من دون قانون انتخابي او افق عملي للاستحقاق. اكثر فاكثر تعني مسألة اللجوء قضية أمن اجتماعي وأمن قومي في وقت واحد، والتنبه من أي توظيف انفعالي لها مسألة أساسية.

أمام هذه التحديات الثلاثة، وأشباح الاستعصاء حيال كل منها، الفراغ الرئاسي، الانتخابات النيابية القادمة وقانونها وترتيبها، ملف اللاجئين، يربح أكثر من لديه قدرة على ترشيد عامل الوقت لصالحه اكثر. «حزب الله» يفعل ذلك على قاعدة اظهار وقائع لا دستورية متصاعدة، واعتبارها دستوراً موازياً أو بديلاً. في المقابل، القوى المواجهة له في أزمة جدية تتعلق بتقبل فكرة ان عليها أن توجد نموذجها من «الصبر» هي الأخرى، بدلاً من ان توهم نفسها بأن عليها الاقلاع عن الجمود أياً كانت الوجهة!. ليست هناك مؤشرات لتحريك المراوحة على صعيد الملفات والجبهات الملتهبة والعالقة في الشرق الاوسط ككل كي يكون من الممكن التفاؤل بتحريكها في لبنان. لأجل ذلك، مصارحة الذات هنا واجبة، بأنها فترة انتظار وتحسّب، قبل أي شيء آخر، وفترة اعادة ترتيب البيوت الداخلية للفرقاء قدر الامكان، والأفضل فيها ان ترتب بشكل يتأتى منه الاقلاع عن المزايدة بين القوى التي لديها مصلحة موضوعية حقيقية في وضع حد لاختلال المعايير واختلال الوقائع التي يريد «حزب الله» ان يؤبده كحالة دائمة. هذا الاقلاع عن المزايدة رهن باعادة تكريس فضيلة «الاعتدال» كدليل عمل، الاعتدال من حيث هو «الأمر المتوسط بين طرفي الافراط والتفريط» كما قال الجرجاني في «التعريفات«.

 

«القوّات» تُبدِّد أيضاً آمال عون: لستَ رئيساً في 28 أيلول

جنى جبّور/جريدة الجمهورية/الاثنين 19 أيلول 2016

لا يزال الفراغ سيّد الموقف في سدّة الرئاسة الاولى، على رغم تصوير موعد الجلسة الـ45 لانتخاب رئيس في 28 أيلول الجاري، أنها المحطّة الأخيرة لانتخاب رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، ولكن ليس في الافق أي بصيص أمل بحيث تبقى وعود المراهنين وتمنياتهم في هذا الاطار حلماً حتّى الساعة، والتفاؤل الوحيد الذي يمكن أن يترجم في الفترة المقبلة يقتصر على الاتفاق على قانون انتخاب. رفعت التسريبات حول احتمال موافقة الرئيس سعد الحريري على ترشيح عون من أسهمه الرئاسية، وهي ليست المرة الاولى التي يبدو فيها التفاؤل عالياً في صفوف «التيار الوطني الحر» لوصول عون للرئاسة، فسبق أن تمّ الترويج لهذا الموضوع في جلسة الانتخاب في 8 آب الماضي عندما قيل إنّ «حزب الله» حزم أمره وقرر انتخاب عون. في غضون ذلك، لا يزال الحريري صامتاً، على رغم التفاؤل العوني المبني على اللقاء الذي جمع الحريري مع الوزير جبران باسيل في باريس، تزامناً مع زيارة مستشار الحريري الوزير السابق غطّاس خوري رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب. الّا انّ ذلك لا يعتبر مؤشراً على قبول الحريري بعون، والأزمة الرئاسية لم تنضج بعد، بحسب مصدر قوّاتي الذي اكّد لـ»الجمهورية» أنه «لن يكون هناك رئيس في الجلسة الـ28، لأنه لم يتغير بعد أي شيء في الموضوع الرئاسي، فالظروف ما زالت هي نفسها، وتيار «المستقبل» متمسّك بموقفه على رغم اتصالات جعجع به في هذا الاطار، ومواقف جميع الافرقاء ما زالت ثابتة، كذلك الموقف الاقليمي الذي لم يتغير بعد، ممّا يؤشر الى انّ جلسة 28 ايلول ستلاقي مصير سابقاتها، وكنّا قد قلنا ازاء التفاؤل الذي روّج له في شهر آب إنه «لَو بَدّا تشتّي بآب كانت غَيّمت بتموز». الى ذلك، تشير المعلومات الى انّ الحريري لم يطرح موضوع تأييد وصول عون للرئاسة مع معراب، وانّ تركيز «المستقبل» الآن يصبّ باتجاه قانون الانتخاب والتسوية التي سيتفق عليها بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري، ما يدعو الى التفاؤل حول الاتفاق القريب على صيغة قانون. ويجزم المصدر انه «ستُكشف قريباً أسباب هذه الاشاعات، والتي ربما نشرت لتساهم في تحريك الشارع العوني وشّد عصبه واعتبار انه «كان هناك أمل لانتخاب عون، لكننا خذلنا ومن هنا ضرورة التوجّه الى الشارع». وفي هذا الصدد، تعلم «القوات» أنّ الشارع لا ينتج رئيساً بل هذا العمل يقتصر فقط على مجلس النواب، من هنا لن تشارك «التيار» في نزوله الى الشارع، وكانت معراب قد أعلمت الرابية بهذا القرار. وفي هذا الاطار، نصح المصدر القواتي العونيين «بالمحافظة على الحكومة القائمة لأنه لا بديل عنها في غياب الرئيس»، معتبراً أنّ «هذه الخطوة قد لا تكون في وقتها، ونحن نتخوّف من دخول طابور خامس الى هذا التحرك، وكما انّ «القوات» متمسكة بالمحافظة على قائد الجيش العماد جان قهوجي، خصوصاً في ظل التجاذبات السياسية الحاصلة ولأنّ المؤسسة العسكرية هي الوحيدة الصامدة في لبنان ولا نريد ان يصيب مركز ماروني آخر الفراغ، اضافةً إلى انّ قائد الجيش الجديد يجب ان يسمّيه الرئيس بحسب العرف، فلماذا نفرض اسماً جديداً على الرئيس؟». وفي سياق السؤال: متى يمكن أن تلجأ «القوات اللبنانية» الى الشارع؟ اكّد المصدر أنه «اذا تبيّن انه لا تجاوب في موضوع قانون الانتخاب وهناك نية للبقاء على القانون الحالي، عندها يمكن ان تتحرك «القوات» مع التيار في هذا الصدد»، مشيراً الى انّ «الاجواء السياسية العامة توحي بإمكانية الوصول الى اتفاق قريب حول القانون المختلط، ما يجعل الوقت غير مناسب للتكلّم عن تحرّك للقوات في الشارع». لا يخفى على أحد أنّ الأزمة الرئاسية لم تنضج بعد، وعلى ما يبدو أنّ الستارة قد أسدلت على الانتخابات الرئاسية لأمد غير مسمّى، وذلك لتوظيف هذه الانتخابات في التسويات الاقليمية المفترضة والتي ايضاً لا احد يعرف متى يحين وقتها، ما يدلّ الى جمود كل المعطيات الجدّية في شأن موضوع الرئاسة، ويغلق الرهان على أيّ تغييرات منتظرة في الجلسة الـ45 المقبلة.

 

عون... وحبَّة الرمل الرئاسية الضائعة!

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 19 أيلول 2016

باقٍ من الزمن تسعة أيام على الجلسة الرئاسية في 28 أيلول، والمشهد السياسي يتجاذبه سيَلان كلاميّ يُغرق البلد في روايات وشائعات متناقضة، أصابته بحالٍ مِن الاهتزاز الذِهني أقرب إلى الارتجاج في المخّ السياسي! ويبدو أنّ حبل الروايات طويل:

- رواية أولى، ميشال عون رئيساً في 28 أيلول، سعد الحريري وافقَ عليه، ونواب تيار المستقبل سيكونون أوّلَ النازلين إلى مجلس النواب لانتخابه. ثمّ ما يلبَث أن يأتي أحدٌ ما ويضرب هذه الرواية في صميمها «هذه مجرّد تمنّيات»... وسرعان ما يتراجع الكلام إلى مربّع التشاؤم العوني الأوّل.

- رواية ثانية، جبران باسيل التقى الحريري في باريس، ثمّ ما يلبث أن يأتي النفي البرتقالي: «لم يحصل اللقاء أبداً»، يَليه النفيُ الأزرق، ثمّ تأتي «معلومة» مِن «مكانٍ ما» لمرجع سياسي يَصفها بالمؤكّدة «أنا أراهن أنّ اللقاء قد حصَل، وبَحث الطرفان في الملفّ الرئاسي وفي ترشيح عون، لكنّهما لم يتّفقا». فمن يقول الحقيقة، الذين ينفون أو الذين يؤكّدون؟

- رواية ثالثة، سليمان فرنجية بَلغته أجواء بأنّ الحريري يقترب من التخلّي عن ترشيحه، وعلاقته بالحريري صارت على خطّ «التوتّر العالي» إنّما غير المعلن. وعطفاً على هذه الأجواء ينسب العونيّون كلاماً للنائب السابق غطاس خوري حرفيتُه عراقيل ترشيح النائب فرنجية واضحة وقد تَناقشنا معه بشأنها». لكن سرعان ما يبلغ خوري كلاماً مغايراً للوزير روني عريجي، سبق أن نقله إلى فرنجية «بأنّ كلّ كلام عن احتمال تخلّي الحريري عن ترشيحه ليس صحيحاً أبداً، بل هو متمسّك بهذا الترشيح إلى النهاية». وبحسب هذه الرواية، فإنه من باب التأكّد أكثر من صحّة هذا الكلام، هناك من طلب أن ينظر في عينَي خوري وهو يورد هذا الكلام.

- رواية رابعة، الحريري حسَم خيارَه، لا عون ولا فرنجية، وصار أقرب إلى البحث عن مرشّح ثالث، وأنّه سيَحسم هذا الأمر نهائياً عندما يعود إلى بيروت، وتبعاً لهذه الرواية دخلت بعض المستويات السياسية في عملية بحثٍ عمّن قد يكون هذا المرشّح الثالث.

- رواية خامسة، تيار المستقبل منقسم على ذاته بين فريق يؤيّد انتخاب عون يقوده نهاد المشنوق، وفريق رافض يقوده فؤاد السنيورة. وأمّا إعلامُه فيَجزم بالثبات على ترشيح فرنجية.

- رواية سادسة، أنّ استفسارات سياسية وديبلوماسية عديدة طرحت باللغات الفرنسية والإنكليزية على مراجع ومستويات سياسية عن جلسة 28 أيلول وما إذا كانت حاسمة انتخابياً، وصحّة ما يُتداول عن انتخاب عون. وهناك من ينسب جواباً لرئيس الحكومة تمّام سلام «ومن قال إنّ الجلسة قد تُعقد». وهناك من شرَح لبعض المستفسرين بعضَ الوقائع التي تجعل من الجلسة 45 لانتخاب رئيس الجمهورية تلحق بسابقاتها الـ 44، أي التأجيل إلى موعد جديد.

ومِن تلك الوقائع:

- أوّلاً، أيّ مرشّح لرئاسة الجمهورية، يفترض أن يفتح إيجابياً سرّاً أو علناً، على القوى السياسية لنَيل تأييدها له، ولكن ما هو حاصل أنّ حركة هؤلاء المرشّحين معدومة في هذا الاتّجاه، فضلاً عن أنّ النبرة التصعيدية والاتهامية ترتفع من الرابية تحديداً، في اتّجاه قوى سياسية فاعلة ووازنة في مجلس النواب. فكيف للقوى المصعَّد عليها أن تنتخب من يُصعِّد عليها؟

- ثانياً، لبنان بلد اللاأسرار، ودرَجت العادة في لبنان على أنّ اسم رئيس الجمهورية الجدّي، يُعرف مسبقاً، وقبل أشهر من انتخابه، وعلى هذا الأساس يجري تحضير البلد نفسياً، وتفصيل التحضيرات السياسية والتقنية على مقاس انتخابه. وحتى الآن ما يزال اسم الرئيس المحظوظ ضائعاً في متاهات الداخل والخارج.

- ثالثاً، لا توجد مؤشّرات عن إمكان الذهاب إلى توافق داخلي على اسم الرئيس، ولا على ما بعد انتخابه، والمغزى الحقيقي يَكمن في الكلام الأخير لرئيس مجلس النواب نبيه بري «طالما أن لا اتّفاق على ما بعد الرئاسة فلا رئاسة... والمهم هو قانون الانتخاب». وهذا الاتفاق لم يتمّ بعد، وقد لا يتمّ في المدى المنظور.

- رابعاً، درَجت العادة في الجلسات الرئاسية أن تُحاط بتحضيرات استثنائية، بحيث يُدعى إليها شخصيات وفاعليات والسلك الديبلوماسي العربي والدولي كلّه. الرئيس نبيه بري المعني يقول «ما معي خبر أن تكون الجلسة حاسمة انتخابياً»، فضلاً عن أنّ أياً مِن تلك التحضيرات الاستثنائية التمهيدية قد تمّت أو اتّخِذت أو ستُتخَذ عشية جلسة 28 أيلول.

- خامساً، درجت العادة في الجلسات الرئاسية أن تُحاط أوّلاً بتوافق سياسي داخلي مسبَق عليها، وهذا لم يحصل، وتبعاً لعدم التوافق المسبق، هل سيَحضر نواب عون جلسة 28 أيلول، وهل انتفت الخشية العونية من أنّ حضورهم جلسة بلا توافق، قد يؤدّي إلى انتخاب فرنجية؟

- سادساً، أعلن بري أنّه سيدعو إلى جلسة تشريعية في النصف الثاني من تشرين الأوّل المقبل وفي ظلّ حكومة تمام سلام طبعاً، وهذا الإعلان يَستبطن تجاوزاً لجلسة 28، إذ إنّه افترَض أنّ الوضع باقٍ على ما هو عليه دون أيّ تغيير رئاسي أو حكومي، كما أنّه في الإعلان يتحدّى المنحى التعطيلي لمجلس النواب بتأكيده على عقدِ جلسة بمن حضَر «المهم فقط توفّر النصاب القانوني أي 65 نائباً، لدرس وإقرار مجموعة من البنود الملِحّة والضرورية.

وما زال السيَلان مستمرّاً... على باب جلسة 28 أيلول، والعين على ما بعدها، والأسئلة تتوالى عمّا سيفعله عون؟ في وجه من سيُصعّد؟ إذا كان ضدّ الداخل ففي وجه مَن؟ وهل هناك في الداخل من يستطيع أن يقدّم له ما يريده ؟ وإذا كان في وجه الخارج فأيّ خارج هو المقصود؟ وإذا كان غيرَ قادر على كسبِ تأييد الداخل كلّه، فهل بالتصعيد قادر على كسبِ تأييد الخارج؟ وهل الخارج في وضعٍ قادر فيه على أن يَميل بنظره نحو لبنان، أو بالأحرى أن يُضيّع وقتَه على لبنان؟ وإنْ نزلَ إلى الشارع فهل يضمن أن يحقّق له الشارع ما يريد، وإنْ فشلَ التصعيد في تحقيق مراده فهل سيبقى في الشارع، وكم سيبقى في الشارع، وهل يستطيع أن يبقى في الشارع؟

واضحٌ أنّ جلسة 28 أيلول، محطة يتمنّى عون أن تكون حاسمة رئاسياً لمصلحته، ولأنّ الرياح السياسية ما زالت خريفية رئاسياً بالنسبة إليه، فباتت تلك الجلسة تشكّل بالنسبة إليه محطةً لإشعال شرارة التصعيد.

خصومُه يَعتبرون أنّه يخوض معركة خاسرة سلفاً. ومؤيّدوه يعتبرون أنّها معركة الحق مقابل الباطل. وأمّا المتفهمون لحركته التصعيدية فيبرّرون «يبدو أنّ تصعيد عون مرتكز على قاعدة «أنا الغريق فما خوفي من البَللِ»

في رأي هؤلاء «لم يعُد لدى عون ما يَخسره، هو يَعتبر نفسَه المرشّح الأوّل والأقوى للفريق الأقوى، يحاول إحياءَ فرصته الرئاسية التي قد لا تتكرّر. وبالتالي قطعَ هذه الفرصة نهائياً على الآخرين، يبحث عن حبّة الرمل الرئاسية في صحراء سياسية معادية، فلا يجدها وقد لا يجدها، لذلك قرَّر أن يخوض معركةً مصيرية يذهب فيها إلى نقطة اللاعودة في لعبة صولد لخلطِ الأوراق كلّها وقلبِ الطاولة على الجميع. ولكنْ هل سيتمكّن مِن ذلك؟ .. الجواب في الآتي من الأيام.

 

الدول الكبرى ومعادلة النـازحين... خذوا الأمن وانسوا الإقتصاد

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الاثنين 19 أيلول 2016

يكتشف اللبنانيّون أكثر وأكثر، وكلما طال أمد أزمة النازحين السوريين أنّ المجتمع الدولي غيرُ مبالٍ للنتائج الكارثية التي تسبّبها تلك الأزمة على بنية الوطن، ويظهر ذلك جلياً من خلال عدم القيام بأيّ خطوة لإعادتهم الى بلادهم أو أقله دعم لبنان إقتصادياً على الصمود ومواجهة التحديات. ما يهمّ الدول الكبرى التي هلع رؤساؤها ومسؤولوها الى لبنان منذ العام الماضي أن تبقى هذه البقعة التي تدعى لبنان سجناً كبيراً للنازحين، أي إنها لا تمانع في فتح بوابة هذا السجن من الحدود الشرقية والشمالية لعودة النازحين الى بلادهم، لكنه ممنوعٌ منعاً باتاً حدوث أيّ ثغرة في البوابة البحرية لكي لا يعبر النازح شواطئ المتوسط ويصل الى أوروبا التي عانت من الإرهاب طوال الفترة الماضية، وما زالت تعيش تحت وطأة تجدّد الهجمات، وعلى رأس تلك الدول فرنسا. هذه المعادلة التي تحكم لبنان حالياً تجعله في وضع لا يُحسد عليه، وهذا الأمر يعرفه المسؤولون اللبنانيون جيداً، فمن جهة لبنان ليس تركيا لكي يفتح بوابة جحيم النازحين على أوروبا ويهدّدها بهم ويحقق مكاسب إقتصادية، ويضرب علاقته بها وخصوصاً مع باريس، ومن جهة ثانية فإنّ الدولة اللبنانية الضعيفة تفتقد الى رؤية وخطط للخروج من تلك الكارثة. فكيف لدولة لا تقوى على رفع أكياس النفايات من الشارع، أن تواجه إعصار النزوح، في حين ينهشها الفساد من كلّ حدب وصوب؟

يعقد القيّمون على الدولة اللبنانية إجتماعاتٍ مكثّفة وشبه يومية مع سفراء الدول الكبرى والأمم المتحدة وممثلين عن الجمعيات الدولية التي ترعى النازحين، ورغم كلّ صيحات الإغاثة والإستنجاد والإستنكار، فإنهم لا يقدّمون عملياً أيّ خطوات جدية.

ويتبيّن في الممارسة أنّ تلك الدول تقف مع النازحين ضد لبنان، فمطلبٌ بسيط مثل شراء الإتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية إنتاج التفاح اللبناني وتوزيعه على النازحين في لبنان والأردن من أجل دعم المجتمعات المضيفة للنازحين لم يلقَ آذاناً صاغية، وكلّ ما تفعله تلك الجمعيات الدولية وحتّى المحلية منها هو طلب المزيد من لبنان، وإذا خرجت أصوات تنادي بضرورة ضبط النزوح فإنّ إتهام العنصرية جاهزٌ تماماً لمَن يصرخ من وجعه. لم يلقَ لبنان الدعم المطلوب من المجتمع الدولي، وخصوصاً في مجال التقديمات الاقتصادية التي وعد بها، فيما يبقى الدعمُ الوحيد والملموس هو في مجال الأمن، إذ إنّ المعادلة الواضحة باتت: «خذوا الأمن ولا تتّكلوا علينا في الاقتصاد». ويعود الإهتمامُ الدولي بالأمن لأسبابٍ عدة أبرزها محاربة التطرف والإرهاب، وثانياً منع إنفجار الوضع اللبناني وتسيّب مرافق الدولة، لأنّ الدخول في أيّ حرب أهلية أو مواجهات في ظلّ وجود نحو مليوني سوري وأكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني سيفتح شواطئ المتوسط أمام كلّ الإحتمالات العسكريّة ويصبح لبنان قاعدة متوسطية تُستخدم لتمدّد الإرهاب والنازحين نحو أوروبا والدول الغربية.

هذا الكلام الذي قاله أكثر من مسؤول غربي يعرفه المسؤولون اللبنانيون جيداً، لكن كلّ ما يفعلونه هو إبراز مقدمة الدستور التي تنصّ على رفض التوطين من دون اتخاذ خطوات نحو ترحيل مَن يجب ترحيله، خصوصاً أنّ هناك مناطق آمنة في سوريا في يد المعارضة او النظام على حدٍّ سواء. فخلال الحرب اللبنانية، لم ينزح مَن تهجّر من الجبل أثناء الحرب الدمويّة الى حمص أو دمشق، بل أتى الى كسروان والمتن، والعكس صحيح. في المقابل يغيب عن بال الدول الكبرى أنّ الأمن وحده غيرُ كافٍ، لأنّ الفقر يُولّد الإرهاب والتطرّف والحروب ويهدّدها. مع بداية السبعينات وتمدّد العمل الفلسطيني المسلّح مستفيداً من وقوف قسم كبير من اللبنانيين ضدّ بلدهم، وبعدما عطل القرار السياسي عملَ الجيش، جمع رئيس الجمهورية آنذاك سليمان فرنجية الزعماء المسيحيين وقال لهم «إتّكلوا على أنفسكم فلم يعد عندنا جيش». أما اليوم، وفي ظلّ غياب رئيس الجمهورية على رغم وجود جيشٍ قوي ومدعوم من أميركا والغرب، مَن سيَجمع الزعماء اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم السياسية والدينية إذا استمرت كارثة أزمة النازحين ليقول لهم «لم يبقَ عندنا إقتصادٌ ودولة»؟     

 

لماذا لن ينتخب «المستقبل» ميشال عون؟

علي الأمين/جنوبية/ 18 سبتمبر، 2016

قيل الكثير في احتمال ان يذهب سعد الحريري نحو انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية وكما فاجأ الكثير من محازبيه بتبني ترشيح سليمان فرنجية فما الذي يمنعه من تبني الجنرال عون؟

أكثر من مرة طرح رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في اجتماعات على مستوى القيادة الحزبية مسألة تبني تيار المستقبل انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. طرحه للنقاش في ميزان الأرباح والخسائر، ودائماً كان هناك موقف غالب داخل التيار المستقبلي ضد تبني ترشيح العماد ميشال عون، لا لأن هناك موقف من فكرة أنّ عون يمثل الأكثرية المسيحية، بل لقناعة راسخة في تيار المستقبل أنّ العماد ميشال عون هو مرشح حزب الله، وأنّ العماد عون مستعد أن “يعطي حزب الله في القضايا الإستراتيجية ما يريده من مواقف، في مقابل أن يعطي حزب الله عون في القضايا الشخصية”.

وتشدد أوساط في تيار المستقبل أنّ ما أشيع عن تأييد الرئيس سعد الحريري لترشيح عون، هو من قبيل الكلام غير الموزون والشائعات التي يرغب أكثر من طرف من خلالها في “تعبئة الوقت الضائع بالجعجعة مدركاً أنّ لا طحين من ورائها”. وتؤشر هذه الأوساط إلى المؤتمر العام الذي سيعقده التيار في منتصف الشهر المقبل، والذي سيحدد من خلاله تيار المستقبل رؤيته للمرحلة المقبلة بعد مراجعة نقدية للتجربة منذ العام 2005.

فكرة المؤتمر العام لتيار المستقبل وموعده، تجعل من احتمال قيام الرئيس الحريري بخطوة على مستوى تأييد الجنرال عون، غير واردة قبل انعقاد المؤتمر. إذ ثمّة تيار واسع في المستقبل يعتبر أنّ انتخاب عون سيشكل، فيما لو حصل، أكبر هزيمة سياسية ومعنوية للمستقبل، كما يعتبر أصحاب هذا الرأي انّ انتخاب عون هو انتصار سياسي لحزب الله. وبشأن الربط بين رئاسة عون ورئاسة الحريري للحكومة، يقول هؤلاء أنّ حزب الله يريد أن يبيعنا من كيسنا في رئاسة الحكومة. فوصول سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة رهن الاستشارات النيابية. ولدى الحريري أكبر كتلة نيابية في المجلس ومؤيدون آخرون لتوليه رئاسة الحكومة، وهذا واقع لم يقرره حزب الله. أمّا مشكلة انتخاب عون “فهي رهن معركة انتخابية لم يستطع عون وحليفه، كما يقولون، تأمين النصاب الذي يوفر مجيئه للرئاسة. وهذا لا علاقة لتيار المستقبل ولا لرئاسة الحكومة بمجرياته”.

ما يملكه تيار المستقبل اليوم هو تبني ترشيح سليمان فرنجية، وإذا لم يقتنع حلفاؤه به فإنّ “المستقبل” مستعد أن يبحث مع الآخرين في خيار مرشح ثالث، هذا أكثر ما يستطيع أن يقدمه. فسعد الحريري يدرك أنّه أمام امتحان حقيقي في مؤتمر تيار المستقبل، ليس أن يبقى زعيماً للتيار او لا يكون، بل في أن يقود تياراً فاعلاً ومؤثراً في المرحلة المقبلة أو أن يدفع بالتيار الى الانكفاء والمزيد منه. بهذا العنوان يؤكد بعض المستقبليين، أنّ هناك حاجة لتأكيد أنّ قرارات تيار المستقبل يجب ألاّ تكون فردية.

ويعتبر هؤلاء أنّ الرئيس الحريري يجب أن يدفع بخيار الشراكة في القرارات الأساسية، فترشيح فرنجية على سبيل المثال يدرجه هؤلاء في سياق القرار الفردي الذي اتخذه الحريري وصدم به جزءاً واسعاً من التيار، ولن يتحمل اليوم هذا التيار صدمة كتبني ترشيح الجنرال عون.

مؤتمر تيار المستقبل ليس أمامه سوى شدّ العصب، في مقابل ذاكرة التسويات المخيبة للآمال مع حزب الله، بل السيّئة جداً، منذ “الحلف الرباعي” عام 2005 إلى ما بعد اتفاق الدوحة، إلى ما بعد انتخابات 2009 إلى الحكومة الحالية… وكلّها محطات كانت تنطوي على خسائر لمشروع الدولة وثوابت 14 آذار، يقابلها مزيد من النفوذ والإستقواء من قبل دويلة حزب الله.

هذه الأجواء داخل تيار المستقبل، تنطلق من قناعة لديها، بأنّ كل محاولات فصل المسار اللبناني عن مسار الأزمة السورية قد فشلت، وبالتالي يجد تيار المستقبل نفسه أمام واقع أنّ المستقبل السياسي السوري سيلقي بظلاله على المستقبل السياسي اللبناني،. لذا فالمشهد الإقليمي خلال المرحلة المقبلة يتجه نحو مزيد من التصعيد. حتى الهدنة التي تمخض عنها الاتفاق الاميركي – الروسي ليست صامدة، علماً أنّها كانت تعبيراً عن عجز في التوصل إلى تسوية سياسية. وهذا ما ينعكس على لبنان في الرئاسة الأولى عبر استمرار الفراغ. أما تيار المستقبل فلن يقدم لا لحزب الله ولا للتيار الوطني الحر من كيسه انتصاراً بالمجان.. والوجهة في المؤتمر العام لتيار المستقبل، تختم “أوساط مستقبلية”: “هي نحو الصلابة، لا صلب “المستقبل” على خشب “المعادلة الخشبية”.

لكن هناك في “المستقبل” من أقحم هذا السؤال ماذا لو أنّ ميشال فرعون وسيرج طورسكيسيان وباسم الشاب ونهاد المشنوق انتخبوا عون في جلسة 28 أيلول؟ هل يفوز بالديمقراطية وبفارق صوت واحد عن فرنجية؟

 

عون وجعجع تعبا من الحلفاء ...

سيمون أبو فاضل/18 أيلول/16

لا تزال المؤشرات تدل بأن التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية سيلجآن الى الشارع كخطوة إعتراضية في حال عدم إنتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية في جلسة 28 أيلول المقبل ومن بعدها اذا لم يدرج قانون الإنتخاب بند أوّل أو أساسي أبان الدورة العادية التي تبدأ في تشرين الأول المقبل، وبدا واضحاً حتى حينه ان رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لن يقدم على اي تحرك او موقف إعتراضي او ميداني إحتجاجا على التمديد لقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي لإعتباره أن المشكلة الأساسية هي أبعد من هذه المحطة الدستورية – القانونية عدا أنه لا يريد استعادة أجواء المواجهة بأيّ من أشكالها المتعددة بين الجيش اللبناني وبين القوات اللبنانية بعد أن نجح هو وقهوجي في إنهاء ذيول الزمن الصعب.

أمّا التحرك الذي سيقدمان عليه إعتراضاً على تجاوز التيار والقوات كقوى مسيحية أساسية،. سيما بعد ضرب الميثاقية فإنه حسب الأوساط المواكبة لهذه التحضيرات سيكون حتمياً إذا تم تطيير قانون الإنتخاب وعدم إقرار مشروع جديد يؤمن تمثيلا أفضل للنواب المسيحيين. فكل من عون وجعجع باتا على قناعة وكلّ من زاويته بأن الشريك المسلم لا يعطي للشراكة وزناً بل هو يريد أن يكون شريكاً في القرار المسيحي ومهيمناً عليه، إنما ينظران الى ذلك بنسب متفاوتة. بحيث عون يفصل بين هيمنة رئيس مجلس النواب نبيه بري وقراره الاخير المعادي له وبين حزب الله الذي يأمل أن يكون موقفه أكثر إندفاعاً في إتجاه ترجمة ترشيحه الرئاسي. فيما جعجع يرفض الهيمنة المسلحة لحزب الله على الدولة ولا يقطع شعرة معاوية مع برّي الذي يناديه بالصديق، إنّما نظرة جعجع في عمقها لا تخفي خيبة أمله من الذهنية السنيّة التي تتحكم بالآداء السياسي لتيار المستقبل وتريد التحكم بكل المحطات الرئاسية والنيابية وكأن لا شريحة مسيحية قادرة على إتخاذ قرارها أو مسموح لها ذلك،

وفي المنطق الموحد بين رئيسيّ التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية الوزير جبران باسيل وجعجع، إن التجييش الذي يولدانه في البيئة المسيحية من شأنه أن يقرب هذا الشارع تجاههما أكثر،خصوصاً إذا ما حصلت التحركات الشعبية او الإعتصامات التي يحذر منها باسيل بإستمرار لأن من شأنها أن تفرض واقعاً لا يمكن تجاوزه في المستقبل، بحيث يأتي التلاحم بين قاعدتي القوات والتيار يشكل زحما شعبياً بغطاء سياسي لم يعد بالإمكان تجاوزه من قبل الشريك الإسلامي.

ومن شأن هذا الواقع أن يكون شبيهاً بمرحلة إقرار قانون إستعاة الجنسية يوم كانت الإجتماعات بين كل من جعجع والنائب إبراهيم كنعان ومسؤول التواصل والإعلام ملحم رياشي، تحضر لساعة الصفر التي إستدرك نتيجتها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الذي أبلغ جعجع عن صيغة تسوية يومها حدت بكل من التياروالقوات بالتراجع عن تحركهما. فثمة قناعة بين باسيل وجعجع أن هذا التحرك يحمل أيضا مفاعيل وقائية لهذه المناطق المسيحية إمتداداً من جزين حتى قضائي زغرتا وبشري. بحيث يشكل هذا التماهي بين التيار والقوات حزام أمان سياسي-نفسي يحصّن هذه البيئة ويجعلها قادرة أن تنأى بذاتها عن مفاعيل الصراع السني- الشيعي إذا ما تفاقم على وقع مسار أحداث المنطقة ولذلك كانت دعوة جعجع الكتائب للانخراط في هذا التحالف الذي له بعد يستدعي انضواء «الرفاق الكتائبيين» بتفاهم سياسي.

ولا يخفي المراقبون بأن كل من باسيل وجعجع باتا في حالة ملحة لبعضهما البعض ليكونا قوى أساسية على الساحة المسيحية أبّان الإستحقاقات. إذ عملياً بات التيار الوطني الحر موزعاً بين فصيل يؤيد باسيل وحالة عونية ومناصرين يقودها بهدوء العميد المتقاعد شامل روكز وفصيل معارض موزع بين داخل التيار وخارجه وينمو يوماً بعد يوم نواته الذين تم فصلهم وطردهم من التيار وبينهم القياديين السابقين كنعيم عون وزياد عبس وطوني نصرالله وآخرين… في المقابل تجد القوات اللبنانية بأنها أمام محك المصالحة مع التيار الذي ذهب بعيدا في دعم مؤسسه وملهمه وان تطلب ذلك عتاباً خليجيا لانه السبيل الوحيد لاستدراك مؤتمر تأسيسي وترسيخ معادلة انتخاب الأقوياء كما اعلن في ذكرى الشهداء وهو ثانيهما بمفهومه بعد عون مسيحيا كما يريد جعجع تحصين ذاته في الانتخابات النيابية لان العودة الى التحالفات مع الحلفاء او مع مستقلين في المناطق شكلت الإنتخابات البلدية مواجهة حادة بينهما بحيث أحرق كل منهما مراكب العودة نحو الآخر. وقد تكون صعبة عليه في حال عدم انسجامه مع التيار ولذلك فانه ايضا بات مطلوبا الحفاظ على الخصوصية المسيحية والبعد المذهبي بالتضامن مع التيار في مواجهة الصراع داخل الصف المحمدي ولذلك فإن هذه الخطة الإنكفائية لهما تتشابه الى حدّ ما مع الصيغة والواقع الذي يعتمده النائب جنبلاط في الجبل تحت سقف الدولة والمؤسسات العسكرية. اذا لم ينتخب رئيس للجمهورية وبقيت الافاق مغلقة على المجهول ويتأكد يوما بعد يوم استمرار الفراغ وما قد يحمله من تهديد للنظام قد يطال المسحيين سلبا ويفاقم الاخطار التي تهددهم.

 

دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة!

حسن منيمنة/الحياة/18 أيلول/16

تنتقل حظوظ دونالد ترامب للفوز برئاسة الولايات المتحدة من ضعيفة جداً قبل أسابيع قليلة إلى معقولة اليوم، وإن لم تكن بعد راجحة. بل إذا استمر الزخم والمسار الحاليان للمباراة الانتخابية، فإنه لا يسع الولايات المتحدة، ومعها العالم أجمع، إلا أن تتعايش، راضية أو مكرهة، مع ترامب رئيساً للقوة العظمى الأولى، بما يصاحب منصب الرئاسة من سلطة مادية ونفوذ معنوي.

لم يعد مهماً البحث في الأسباب الموضوعية والظروف الذاتية التي مكنت ترامب من الاقتراب من أخطر منصب في العالم. ولا جدوى من الامتعاض والدهشة إزاء تهاوي الإعلاميين والسياسيين أمام صبيانيته ووقاحته وسفاهته، وكأن الجمع انحدر إلى مستوى ملاعب المدارس، حيث المنطق يغيب وهيبة الأقوى تحضر، فيمرّ ارتكاب ترامب الفعل الشنيع من دون أن يتجرأ أي منهم على الاعتراض القاطع، فتجري أكاذيبه وشتائمه وانعدام المادة في كلامه كأنها أمر طبيعي، فيما هم ينقضّون بحشدهم على خصمه هيلاري كلينتون عند اقترافها جزءاً بسيطاً من أفعاله. المطلوب اليوم هو الاستعداد لهذا الاحتمال قبل أن يتحقق له الرجحان.

مؤيدو ترامب من السياسيين الجمهوريين ينقسمون صنفين، الأول يعتبر أن المؤسسات الحزبية هي الأولوية، والأسلم من أجلها السير مع ترامب، بما يصونها إلى ما بعد مرحلته، فهو عابر وهي باقية، وإذا كانت ثمة مرارة في الرضوخ لفوزه، فإن اعتلاءه الرئاسة أسلم من احتفاظ الحزب الخصم بها لثلاث دورات متتالية في حال فازت كلينتون. أما الصنف الثاني، فهو المعني أساساً بالمحكمة الدستورية العليا والتي تواجه للتوّ بعض الشغور، مع ترقب المزيد من الحاجة إلى تعيينات جديدة خلال ولاية الرئيس المقبل. فبما أن ترامب تعهّد تعيين القضاة المحافظين، فإنه وإن عاث في البلاد فساداً، فإن ضرره زائل فيما إعادة توجيه المحكمة الدستورية العليا نحو رؤية التيار المحافظ تبقى متحققة. يدرك كلا الصنفين أن المسألة هي رهان لا اطمئنان، فلا ثقة مطلقة بوفاء ترامب بوعوده، والخشية قائمة من أذى من دون فائدة.

والمندفعون للعمل مع ترامب، فيما هو ينتقي منهم من يشاء ويهمل من يشاء، جلّهم من الهامشيين والمهمشين الذين يرون في رئاسته العتيدة، إن تحققت، فرصة تعدّ سابقة للانتقال بأفكارهم وطموحاتهم من الطرف إلى موقع صياغة بعض القرار. إلا أن منهم كذلك من يسارع الى المشاركة منعاً لاقتصار طاقم الرئيس العتيد على الهامشيين. فالمسألة بالنسبة إليهم تبتدئ مع الحكمة المتداولة «السياسة هي فن الممكن»، والممكن مع ترامب قد يكون قليلاً لكنه ليس معدوماً.

ليس ما يشير الى أن ترامب قابل لأن يتبدّل بعد بلوغه موقع الرئاسة. فلا غروره ولا انشغاله بذاته ولا تبجّحه وجهله، ولا عصبيته وغضبه وبلطجته، ولا وقاحته وكذبه، وجميعها صفات لازمته طوال عمره بسنينه السبعين، قابلة لأن تتبخر مع تسلّقه إلى قمة القوة والنفوذ. بل يمكن ترقّب المزيد من الانتفاخ لديه وتوقع أن تحفل أعوامه الرئاسية الأربعة بالسجالات المستطيلة مع الكونغرس بمجلسيه، بل مع كلا الحزبين، فتكون الحصيلة كماً لا سابق له من الاستعراضيات، وقدراً لا يستهان به من الأذى. والرجاء لدى مَن يتخوف من رئاسة ترامب هو أن يبقى هذا الأذى مقيّداً بالنظم القائمة وألاّ ينحدر إلى مواجهات داخلية تصدّع السلم الأهلي.

غير أن القدرة على ضبط ترامب تنخفض في ملفات السياسة الخارجية. فقد قطع على نفسه وعوداً شعبوية لا شك أنه سيسعى إلى تحقيقها، وإن مجتزأة. فمنع المسلمين كفئة ذات سمة دينية من دخول البلاد غير متاح في ظل الضوابط الدستورية، إلا أن الاحتيال على هذه الضوابط، وعلى الجمهور المتحمس لتنفيذ هذا الوعد، ممكن من خلال استهداف بعض المجموعات الوطنية. فبما أن حكومة الرئيس باراك أوباما أعلنت للتوّ نية استقبال ما يزيد على مئة ألف لاجئ، معظمهم من السوريين، فإن حظر دخول السوريين، بحجة توخّي الحذر من الإرهابيين المندسّين بينهم، يصبح أمراً متوقعاً.

وكذلك الأمر في خصوص الجدار العازل مع المكسيك، فلا شك أن ترامب سيباشر ببنائه، وإن تبين فجأة أن الأمر يتطلب وقتاً أكثر من المتوقع، والأمر في خصوص المهاجرين غير الشرعيين، فبعضهم سيرحّل بالتأكيد، وإن اعترضت الإجراءات القضائية البطيئة وهم الترحيل الجماعي.

وفي ما يتعدى هذه الخطوات الرمزية التي تلهب عواطف المؤيدين، سيغامر ترامب في السياسة الاقتصادية، شرط عدم المس بمصالحه التجارية الخاصة حتماً، وسيفرّط بالعلاقات والمواثيق التي تجمع الولايات المتحدة مع الدول كافة، باستثناء التي قد يؤدي التنافر معها إلى الإضرار بما له فيها من مشاريع واستثمارات. فالمنتظر هو سلسلة من الحروب الاقتصادية التي لن تفيد المواطن الأميركي لكنها قد تتسبب في استنزاف اقتصاد الدول التي ترفض الخضوع لأهوائيته. الصين مهددة، ومعظم الدول الإسلامية مهدد، وحلف الأطلسي مهدّد. ولكن، في مرحلة أولى على الأقل، روسيا ليست مهدّدة.

والغزل الدائر بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس وليد المصادفة. فللرجلين رؤية مشتركة حول كيفية التعاطي مع الدول الصغيرة، وإن كان ترامب أكثر صدقاً لجهة أنه لا يعبأ بشكل ادعاء الالتزام بالمشروعية الدولية. وترامب أعلن تقديره لبوتين وإعجابه به، وكذلك استعداده للتعاون مع روسيا في كل الملفات، لا سيما الملف السوري. ولسورية النازفة مستقبل قاتم مع ترامب، كما من دونه. فهو إن فاز، سيتنازل من دون شك عن الملف السوري لنظيره بوتين، بما يُنذر باستمرار المقتلة بحق الشعب السوري، وإن لم يفز، فإن روسيا ستعمد إلى التصعيد في الأشهر القليلة المتبقية من ولاية أوباما تحضيراً لمكاسب على الأرض، قبل إقدام كلينتون على رسم ملامح سياسة حازمة في هذا الملف. وتفريط ترامب بسورية ليس إلا نموذجاً مما يمكن توقعه في شأن المنطقة العربية ككل، وإن تعلّق بعضهم بحبال الأوهام حول مفاجآت منه لمصلحة القضية الفلسطينية. ولا شك أن ترامب في هذا الموضوع سيفاجئ، ولكن باتجاه مزيد من الأفعال المثيرة للاستهجان والاشمئزاز.

لا يزال التوقّع إلى اليوم أن ترامب لن يكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة. ولكن، إن خاب هذا التوقّع، فإن العالم مقبل على مرحلة من الخطورة تعدُّ سابقة. والمسألة ليست تهويلاً، بل قراءة جدية لأقوال هذا الرجل

 

سوريا في ظل أربع وصايات…

 خيرالله خيرالله /العرب/19 أيلول/16

شيئا فشيئا، تدخل أرض سوريا تحت أربع وصايات دفعة واحدة في وقت ليس من همّ لدى النظام سوى إنقاذ نفسه، والبقاء في السلطة ولو شكليا أيّا يكن الثمن المطلوب دفعه. هذا الثمن يمكن أن يعني التخلي النهائي في مرحلة معيّنة عن الجولان المحتل منذ العام 1967. سيحصل التخلي، إذا بقيت الأمور على حالها، بعد إيجاد صيغة معيّنة تغني الموجود في رأس هرم السلطة عن توقيع ورقة رسمية بذلك، تماما مثلما تخلّى في مرحلة معيّنة عن لواء الإسكندرون الذي كان إلى ما قبل سنوات قليلة “اللواء السليب”.

باستثناء بعض ما يلفّ الموقف الإسرائيلي من غموض يعود إلى محاولتها إخفاء لعبتها من منطلق أن الوقت يعمل لمصلحتها، صار واضحا، إلى حدّ ما، ما الذي تريده كل وصاية من الوصايات الأربع.

تركيا مهتمّة بعدم قيام دولة كردية في سوريا تكون لها امتدادات داخل الأراضي التركية. حصلت أنقرة على ما تريده بموافقة أميركية. ليس معروفا بعد ما الذي سيكون موقفها النهائي من مدينة مثل حلب تعتبر في غاية الأهمّية بالنسبة إليها، بل تعتبرها مدينة تركية، إذ سبق لها وطالبت بها. ساهم الموقف الأميركي من أكراد سوريا وطموحاتهم في تهدئة تركيا. ولكن يبقى السؤال الأساسي؛ هل تقبل أنقرة التخلي نهائيا عن أهل حلب الذين راهنوا على وقوفها معهم؟

بالنسبة إلى إيران، كلّ ما يهمها هو “سوريا المفيدة” التي تسيطر على الجزء الأكبر منها. وهذا ما يفسّر، إلى حدّ كبير، هذا التورط العسكري لـ“حزب الله”، الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، في الحرب التي يشنّها النظام على شعبه من منطلق مذهبي قبل أيّ شيء آخر.

تريد إيران ربط “سوريا المفيدة” بالدويلة التي أقامها “حزب الله” في لبنان، وذلك كي يظلّ قسم من الأرض السورية ممرّا للأسلحة التي ترسلها إيران لـ“حزب الله” الذي تعتبره الإنجاز الأكبر الذي حقّقته منذ قيام “الجمهورية الإسلامية” في العام 1979. يظل “حزب الله” بالنسبة إلى إيران في مستوى أهمّية النظام العلوي في سوريا، بل أكثر أهمّية منه. تحوّل “حزب الله” مع مرور الوقت إلى أداة إيرانية تستخدم في أماكن مختلفة في المنطقة انطلاقا من لبنان. الحزب صار موجودا في العراق وسوريا واليمن. كذلك، لا يمكن تجاهل دوره في ما يخصّ الوضع في البحرين حيث لإيران مشروعها الخاص.

تريد روسيا الاستفادة إلى أبعد حدود من إدارة باراك أوباما التي قرّرت الانسحاب من الشرق الأوسط. تريد عمليا تأكيد أنّها عادت قوّة عظمى موجودة على ساحل المتوسّط. لم يعد لديها من مكان تثبت فيه أنّها قادرة على العودة إلى لعب دور خارج حدودها، هذا إذا استثنينا أوكرانيا، غير الأراضي السورية التي صارت تسيطر على جزء منها. إضافة إلى ذلك، لا يمكن تجاهل أن الساحل السوري في غاية الأهمّية بالنسبة إلى روسيا التي لا تريد أن تكون هناك خطوط للغاز تمتدّ من الدول العربية في الخليج إلى الشاطئ المتوسطي.

تبقى الوصاية الرابعة المتمثلة في إسرائيل التي استطاعت، أخيرا، تطبيع العلاقات مع تركيا في ظلّ تفاهم تركي- إيراني عبرت عنه زيارة وزير الخارجية محمد جواد ظريف لأنقرة للتضامن مع رجب طيب أردوغان بعد محاولة الانقلاب الأخيرة التي استهدفت إزاحته.

تصرّفت إسرائيل حتّى الآن، بالتفاهم التام بين رئيس الوزراء فيها بنيامين نتانياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بما يشير إلى أنها تعرف ما الذي تريده في نهاية المطاف، وذلك على الرغم من كلّ ما يلفّ مواقفها من لبس. لن تكشف أوراقها سريعا ما دام التنسيق العسكري مع روسيا المتحالفة مع إيران يلبّي كل مطالبها الآنية. بين هذه المطالب تنفيذ غارات في الداخل السوري متى تطلبت مصالحها ذلك، وذلك من دون العودة إلى أحد، بما في ذلك الولايات المتحدة التي يظهر أنّها استسلمت نهائيا لروسيا في كلّ ما له علاقة من قريب أو من بعيد بهذا الملفّ.

الواضح أن التفاهمات الإسرائيلية مع النظام السوري منذ تسليم حافظ الأسد، وزير الدفاع وقتذاك، الجولان في العام 1967، مازالت سارية إلى حدّ كبير. لكنّ هذه التفاهمات باتت في حاجة إلى تطوير بما يتلاءم مع التطورات المستجدّة. ما يتبيّن مع مرور الوقت أن إسرائيل ماضية في مشروعها الأصلي الذي يشمل السيطرة، المباشرة أو غير المباشرة، على الجولان من جهة، والانتهاء من ورقة اسمها جنوب لبنان من جهة أخرى.

كان هناك دائما في كلّ وقت تفاهم إسرائيلي مع النظام السوري على بقاء جنوب لبنان جبهة مفتوحة، إن عندما كان الجنوب تحت سيطرة المسلّحين الفلسطينيين وإن بعدما سيطر عليه “حزب الله”. كان مطلوبا في كل وقت أن يكون الجولان هادئا والجنوب ورقة للمساومات التي لا علاقة للبنان بها. لذلك، كان القرار الرقم 1701 الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي في آب- أغسطس 2006 نقطة تحوّل على الصعيد الإقليمي. يتمثّل هذا التحوّل بعودة الجيش اللبناني إلى الجنوب بعد غياب زاد على عقدين عنه… مع استمرار وجود “حزب الله” في المنطقة لأسباب مختلفة بما فيها غياب القدرة لدى الحكومة اللبنانية على اتخاذ موقف واضح من هذا السلاح المذهبي الذي يخدم المشروع التوسّعي الإيراني في المنطقة. يضاف إلى ذلك بالطبع غياب الرغبة الدولية، والأميركية تحديدا، في إزعاج إيران المصرّة في كلّ وقت على أن يكون جنوب لبنان ورقة في يدها.

في ظلّ الظروف القائمة، يبقى الخوف كلّ الخوف أن يكون هناك ثمن على لبنان دفعه. ففي مقابل توفيرها الغطاء للوصايات المباشرة التركية والروسية والإيرانية على الأراضي السورية ستحتاج إسرائيل إلى من يغلق نهائيا ملفي الجولان وجنوب لبنان بما يرضيها. ما الذي تريده إيران من إسرائيل كي تضمن لها أمنها، خصوصا من جنوب لبنان؟

يفترض في اللبنانيين التفكير في هذا السؤال مليا. يمكنهم عندئذ الوصول إلى إجابات، علما أن لا تفكير إيرانيا في هذه المرحلة سوى في كيفية عقد صفقة مع “الشيطان الأصغر”. في أساس مثل هذه الصفقة ورقة جنوب لبنان. ستكون هذه الصفقة التي تسعى إيران من خلالها إلى وضع اليد نهائيا على لبنان استكمالا للصفقة الكبرى مع “الشيطان الأكبر” التي كان في أساسها الملف النووي الإيراني.

هل بدأ اللبنانيون يفهمون الآن لماذا كلّ هذا التأخير في انتخاب رئيس للجمهورية، ولماذا كلّ هذه العراقيل التي وضعها “حزب الله” من أجل بقاء الوطن الصغير من دون رئيس؟ سيكون من الصعب على اللبنانيين التفكير بشكل صحيح ولو لمرّة واحدة مستفيدين من تجارب الماضي القريب ومن المستجدات السورية، بما في ذلك أنّه لم يبق من جارتهم “الجمهورية العربية السورية” شيء يذكر. ماذا بقي من الجمهورية التي حوّلها الأسد الأب والابن إلى إقطاع للطائفة ثمّ للعائلة؟ ماذا بقي من كلمة العربية وماذا بقي من الأرض السورية نفسها التي تتنازعها أربع وصايات يجمع بينها غياب الصفة العربية عن كلّ واحدة منها؟

 

لماذا تقدم الغرب وتخلفنا؟

عبدالله بن بخيت/الرياض/18 أيلول/16

منذ زمن بعيد وأنا أبحث عن إجابة السؤال: لماذا تقدم الغرب وتخلف العالم الإسلامي. تم طرح هذا السؤال مع بداية تأسيس المنظمات السياسية الإسلامية في القرن الماضي. في الوقت الذي انشغل فيه المسلمون في البحث عن إجابة هذا السؤال تزايدت الهوة الحضارية بينهم وبين الغرب بصورة مريعة بل وزادت الهوة الحضارية بينهم وبين كثير من شعوب شرق آسيا. في ظني المشكلة لا تكمن في الإجابة بل في السؤال نفسه. هل هذا سؤال حقيقي أم سؤال إعلامي أم سؤال سياسي أم سؤال مضلل. هل ينطوي على شيء يمكن البحث فيه. من هو الغرب ومن هم المسلمون. هل السويد وأمريكا شيء واحد؟ هل الصومال وأفغانستان شيء واحد؟ هل القيم التي تنتظم المرأة الإندونيسية هي نفس القيم التي تنتظم المرأة السعودية؟. نفس السؤال يمكن طرحه لتحديد الفرق بين القيم الأمريكية والقيم السويدية. فسؤال لماذا تخلف المسلمون وتقدم الغرب مبني على افتراضات كثيرة لم يبحث فيها أصلا.

من أكد يوما أن المسلمين امة واحدة ومن قال أن الغرب امة واحدة. الشعوب الغربية هي ما يمكن أن نقول عنه العالم الأول. والمسلمون ينضوون تحت ما نسميه العالم الثالث. التخلف ليس وقفا على الشعوب المسلمة. يشاركهم فيه كثير من الشعوب الأفريقية وكثير من شعوب آسيا وامريكا الجنوبية غير المسلمة. عندما تقارن المسلمين بالغرب كأنك تقارن بين التفاحة والطاولة. لمجرد أن كليهما تنتهي بتاء التأنيث. تقارن ديناً بجغرافيا سياسية. يمكن أن يتسق السؤال لو أنه طرح على الشكل التالي: لماذا تقدمت الشعوب المسيحية وتخلفت الشعوب الإسلامية. هذا السؤال كسؤال يعتبر منطقيا لأنه يقارن اهل دين بأهل دين آخر، ولكنه من حيث المحتوى غير صحيح. ثمة شعوب مسيحية متخلفة. أمريكا الجنوبية والفلبين مثال. "السؤال لماذا طرح هذا السؤال الذي أبعدنا عن الرؤية الصحيحة للأمور" الجواب عليه يحتاج إلى قراءة خاصة ليس هذا وقتها.

إذا ابتعدت عن الكلام الفلسفي والأكاديمي وهبطنا إلى التجربة الشخصية استطيع أن أقول ان الفرق بين شعوب العالم الثالث والشعوب الغربية يكمن في قيم الحرية وسيادة القانون.

عندما أراد الشعب الليبي اقتلاع القذافي احتاج إلى انهيار الدولة وحرب أهلية. عندما عبر الشعب البريطاني عن رفضه لخطة كاميرون اضطر كاميرون إلى الاستقالة وشال عفشه من نزل الحكومة على كتفه. كلا الحدثين اقتلاع القذافي واستقالة كاميرون لا علاقة لهما بالدين لا من بعيد ولا من قريب. عندما شال كاميرون عفشه من نزل الحكومة لم يأمره دينه بذلك. وصل للسلطة بالقانون وغادر بالقانون. القذافي بلغ السلطة بالقوة وغادرها بالقوة. أعيش منذ خمس سنوات في كندا. لم أصادف أن سألني أي مسؤول عن جنسيتي أو ديني. كل اوراقي الرسمية مثل الرخصة لا يوجد فيها ما يشير إلى جنسيتي أو ديني. ما أن تطأ قدمك الأرض الكندية حتى تصبح إنساناً فقط. كل انتماءاتك العرقية أو الدينية أو الثقافية تخصك أنت ولا تخص الآخر بما فيها الدولة. ثمة قانون متعالٍ يضمن حرية الجميع وسلامة حقوقهم ومعتقداتهم. في العالم الثالث الأمر مختلف. لنأخذ الفلبين كمثال، عندما تسافر إلى تلك البلاد أول سؤال سيواجهك هل أنت مسيحي. إذا كانت الإجابة بنعم سيأتي السؤال: هل أنت كاثوليكي وإذا كانت الإجابة بنعم هل تتبع الكنيسة الرومانية أم الكلدانية وهكذا من تفريع إلى آخر في النهاية صايدينك صايدينك لا تحاول.

 

«أخجل أن أتذكر»

 غسان شربل/الحياة/18 أيلول/16

«أنت صحافي وتبحث عن موضوع مثير. أحترم صبرك وإلحاحك. ولا أُخفي عليك أن الشيخوخة موحشة وقاسية. تتركك وحيداً مع ذكرياتك بحريرها وخناجرها. ولا أنكر أن المرء قد يجد عزاءً حين يرى قصته منشورة في صحيفة محترمة لتنام لاحقاً في كتاب. في النهاية لا يبقى من المرء، مهما كان شأنه ودوره، غير حفنة سطور. هذا إذا بقي شيء. النسيان سيّد الأجيال». وأضاف: «فكرتُ طويلاً في الأمر. كل مذكّرات يكتبها عربي اليوم هي مجرد اعتراف بالفشل. لو نجحنا لما كان صحافي مثلك يبحث عن مذكراتنا. كانت بالتأكيد أقل إثارة. وأنا مذكراتي لن تكون أكثر من اعترافٍ بفشل العمر الذي أنفقته مدافعاً عن فكرة. واعتراف جديد بفشل القطر الذي أنتمي إليه. والأمّة المستباحة اليوم على يد المتعصّبين من أبنائها، وعلى يد الشراهات الإقليمية والدولية». «ليس الخوف هو ما يمنعني من نشر المذكّرات. إنه الخجل. أخشى أن أواجه جيل أبنائي وجيل أحفادي. لم نترك لهم شيئاً. لا دولة صالحة للعيش. ولا مؤسسة محترمة. وصورتنا لديهم باتت مرتبطة بالتسلُّط والجشع والقهر والقتل وتبديد الموارد. صورتنا مرتبطة بالدم والسجون والتصفيات، ثم بفتح أبواب بلداننا أمام القوى التي كنا نزعم محاربتها وإحباط مخططاتها». «لديَّ الكثير لأقوله. كنت في قلب المعارك والأحداث. أعرف الكثير عن عبدالسلام عارف وشقيقه. وأحمد حسن البكر. وصدام حسين. وعلي صالح السعدي. أعرف الكثير أيضاً عن صلاح جديد، وحافظ الأسد. كل هؤلاء عايشتُهم وعملتُ معهم. واتفقنا واختلفنا. وقبل كل هؤلاء ميشال عفلق الذي لم يكن يريد بعثاً مؤيداً للانقلابات العسكرية لكن الوقائع غلبته». «هل تريدني أن أحكي لك عن تجربة الرفاق في العراق. عن إنجازاتهم وأخطائهم. ينكسر قلبي حين أقول كلمة العراق. عن أي عراق نتحدث؟ أين وحدته؟ وسيادته؟ وعروبته؟ بعض العراق رهينة لدى داعش والبغدادي، وبعضه الآخر يضج بالميليشيات المذهبية التي تنتظر تعليمات الجنرال قاسم سليماني. لم يعد يهمني البعث ولا صدّام. لكن تضخيم ارتكاباتهما وهي كبيرة، استُخدِم لإنهاء بلد عربي هو العراق. دعني أُسجّل للتاريخ. كان صدّام قاسياً ومتسلطاً، لكنه كان عراقياً وعربياً ولم يكن مذهبياً». «هل تريدني أن أحكي لك عن صلاح جديد وأمين الحافظ وحافظ الأسد؟ لا علاقة لفكرة البعث بما فعلوا. هناك من صادر الحزب في بغداد ودمشق. التهم ضباط الأمن الحزب والإدارة والبلاد، ولم يبقَ فيها ما يذكّر بالوحدة والحرية والاشتراكية. تحوّل الحزب غطاءً للاستباحات في البلدين. توهّمنا أن معركتنا هي أولاً وأخيراً مع الأجنبي. وعجزنا عن بناء اقتصاد ومؤسسات تتّسع وجامعات تستحق التسمية. وحين هبّت العواصف تركنا شعوبنا عُرضةً للفتك على أيدي قوى الظلام وميليشيات الهيمنة ومشاريع اغتيال العروبة وتغيير الهوية. مَن هو صاحب القرار في بغداد اليوم؟ مَن هو صاحب القرار في دمشق اليوم؟ أهدرنا أعمارنا وأهدرنا بلداننا». «أنا لا أنكر مسؤولية البعثين العراقي والسوري. والدليل ما يحصل في الأنبار وحلب. لكن أخطاء البعث أو ارتكاباته إن شئت لا تُبرِّر وحدها أبداً سقوط دول عربية واعدة في قبضة التكفيريين من جهة، وفي قبضة الهجوم الإيراني الواسع في الإقليم. إن عمليات التطهير والتغيير الديموغرافي الجارية تُنذر بجعل العراق الذي نعرفه مجرّد ذكرى. والأمر نفسه بالنسبة إلى سورية، ولا يغيب عن بالي لبنان واليمن».«المشكلة ليست الماضي على رغم وطأته. المشكلة هي المستقبل الذي يبدو قاتماً. إننا نحتاج إلى فكرة جديدة. نحتاج إلى إيقاظ فكرة العروبة مجدداً. وعلى قاعدة الحرية والمؤسسات وقبول الآخر والمصالحة مع العصر. لا جدوى من الحفر في الماضي. فشلنا. واعترفنا بهذا الفشل. يجب أن تولد فكرة جديدة ليقظة العرب. لاسترجاعهم من خنادقهم المذهبية وبراثن المتعصبين. الغريب أن هناك من بات يتّهمك بالتعصّب والتخلّف إذا قلت أنا عربي وأن الأمة تستحق العيش أسوة بسائر الأمم». «أنت تريد مذكراتي وأنا أخجل أن أتذكر. لا يحق لي الحديث عن دوري وأدوار رفاقي، وأنا أرى بغداد لم تعد بغداد ودمشق لم تعد دمشق».

 

تغول الدولة واضمحلال المعرفة

حسام عيتاني/الحياة/18 أيلول/16

تشير العبارة الدارجة عن تطلب العرب التدخل الأميركي والغربي لمساعدتهم في صراعاتهم ضد إسرائيل وإيران، ثم تنديدهم بهذا التدخل عند حصوله، إلى مشكلة تتجاوز التخبط في إدارة الشأن السياسي اليومي لتصل إلى اضطراب في المعرفة وفي الرؤية إلى العالم وقوانينه وأحكامه. قد يبدو تناول مسألة المعرفة بمعانيها الواسعة التي تشمل ما يزيد عن صوغ السياسات وتنفيذها، أقرب إلى الترف والتنطح في وقت تباد فيه شعوب وتدمر مدن وتنهار مجتمعات ودول بعد انكفاء الثورات العربية وانتكاساتها. بيد أن المصائر القاتمة التي وصلت إليها دولنا ومجتمعاتنا هي بالضبط الدوافع اللازمة للبحث عن أسباب هذه الإخفاقات ليس في اللحاق بالعصر على ما كان يرغب نهضويو القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، بل حتى بوقف التدهور والنكوص إلى الهمجية. تظهر مشكلة لها جانب معرفي مؤكد، ما ان يجري تناول القضايا التي تشغل العالم العربي منذ أكثر من قرن. إذا أخذنا القضية الفلسطينية كمثال، يظهر على الفور البون الشاسع بين ما نعرفه عن أحوال الفلسطينيين والعرب وعجزهم عن خوض المواجهة العسكرية والاقتصادية وحتى الديبلوماسية مع عدوهم القديم وبين مواقفهم المطالبة بحقوق شرعية لا لبس فيها لكنها أصبحت، بسبب العجز العربي والدعم العالمي لإسرائيل، خارج متناول العرب والفلسطينيين. التجربة التي قامت بها منظمة التحرير الفلسطينية في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي بإبرام سلام يشكل مقدمة لاستعادة الأنفاس وتعديل موازين القوى، انتهت إلى الفاجعة الحالية التي قسمت الأراضي المحتلة إلى قطاع محاصر في غزة وضفة غربية لا تملك من السيادة إلا أوهامها.

لا يقصد هذا الكلام العودة إلى النغمة الحزينة عن أولوية ملء صندوق العقل قبل الإدلاء بأصوات الناخبين في صندوق الاقتراع والتي تحولت إلى ثنائية فارغة على جاري عادة الثنائيات العربية أو هل يجوز ان تخرج التظاهرات من المساجد أو أن ذلك يسلم الثورات إلى المتطرفين...إلخ، بل يهدف إلى القول ان إهمال الجانب المعرفي في التعامل مع الواقع العربي قد أدى الى غياب القدرة على التحكم به.

قبل عقود كشف ميشال فوكو مقولة بارعة تشرح علاقة السلطة بالمعرفة. وكيف تعتمد السلطة عند مراكمة أدواتها على بناء معرفة أقرب ما تكون إلى الكمال بالمجتمع الذي تسيطر عليه وكيفية تطوير الأدوات اللازمة للهيمنة السياسية والاجتماعية والثقافية بالاتكال على المعرفة تلك. في أحوالنا العربية، نشهد الآن انهياراً متوازياً للسلطات وللمعرفة. السلطات التي بلغت حد التغول في العقود السابقة على الثورات العربية اعتمدت على المعرفة التقليدية القائمة على الترهيب بالقوة وعلى «تضخيم الدولة» (وفق عبارة نزيه الأيوبي). لكن الإفراط في الترهيب والتضخيم قد انقلب إلى ضده على ما تقول أحوال دول عربية روجت كثيراً لاستقرارها كعملة نادرة في محيط مضطرب. ما يتخذ صفة الإلحاح هذه الأيام ربما تكون العودة إلى الأسئلة التأسيسية لنظرية المعرفة: ماذا نعرف عن أنفسنا وعن العالم المحيط بنا؟ لماذا يجب أن نعرف؟ كيف نعرف؟ ما الذي لا نستطيع معرفته ولماذا؟ السمة البسيطة للأسئلة أعلاه خادعة جداً. ذلك أن الإجابة عن كل منها يتطلب إعادة نظر عميقة بمنظومات الثقافة والسياسة والاجتماع السائدة عندنا منذ عقود طويلة. وبعد انهيار الدولة العربية المتضخمة والمتغولة، وانكشاف شح المعرفة التي كانت الدولة هذه تقوم عليها يتعين النظر مجدداً في أسئلة تأسيسية، في المعرفة وغيرها.

 

«اتفاق الكاستيلو»: وداعاً للهدنة و... الحل السياسي

 جورج سمعان/الحياة/18 أيلول/16

الحديث عن معاودة المفاوضات السورية قريباً يبدو نوعاً من العبث. من السذاجة أن يظن أحد أن النظام في دمشق أو «الهيئة العليا للمفاوضات» سيتوليان رسم التسوية. يكاد مجلس الأمن نفسه يكون غائباً عن أي دور، حتى على صعيد التخفيف من المأساة الإنسانية. الاتفاق الأميركي - الروسي، أو «اتفاق الكاستيلو»، لم يلغ دور الأطراف السورية فحسب، بل قفز على كل القرارات الدولية الخاصة بالأزمة السورية وبيان جنيف وتفاهمات فيينا ومواقف «أصدقاء سورية» وحلفاء النظام. البيت الأبيض والكرملين يخططان بعيداً عن جميع المنخرطين، سعياً إلى هدنة بينهما لم تعمر تحت وطأة الاتهامات وانعدام الثقة. وليس على الآخرين سوى التزام ما يتفقان عليه. وليس عليهم سوى حشد مزيد من القوات، كما حصل ويحصل هذه الأيام. إذ تكاد سورية تضيق بهذا الكم المتعدد الجنسية من الجيوش الذي لم يحصل مثيل له في أي بلد منذ الحرب العالمية الثانية. ما يشي بأن هذا الجمع يتهيأ لحدث أكبر من بلاد الشام. لحدث ينطلق منها إلى الإقليم كله. لقد فشل المحافظون الجدد أيام رئاسة جورج بوش الابن في بناء شرق أوسط جديد. وجهدت الإدارة الحالية انطلاقاً من حلب لبناء لبنة تفاهم مع موسكو، تستكملها الإدارة المقبلة، من أجل إعادة بناء هذا الشرق على حطام هذه الفوضى العارمة والشاملة، وتوزيعه مناطق نفوذ بينهما ومع القوى الإقليمية الكبرى أو بالأحرى مع إيران وتركيا... فالعرب لا حول لهم ولا قوة.

يختصر هذا الجمع الكبير والمتعدد من القوات وخريطة انتشاره صورة واضحة لتداخل جميع اللاعبين وأجنداتهم المختلفة ومناطق نفوذ كل واحد منهم. فالروس يرابطون على الساحل الغربي والمناطق المحاذية للبنان وحتى حدود الجولان. والإيرانيون وميليشياتهم في هذه الجغرافيا فضلاً عن دمشق. ولا يخفون مشروعهم للإمساك بالطريق الرابط بين العاصمة والبوكمال على الحدود مع العراق، حتى يكتمل التواصل مع الجمهورية الإسلامية شرقاً، ولبنان غرباً عبر القلمون والمصنع صعوداً حتى حمص وحماة. إنه «الأوتوستراد الإيراني» يرث «الأوتوستراد العربي» الذي ولدت فكرته إثر هزيمة 1967. ويقابلهم الترك الذين لن يكتفوا بـ «درع الفرات» وبحصتهم من «الأوتوستراد» في سورية. سيطلقون «درع دجلة» أيضاً عندما تنطلق معركة تحرير الموصل من «داعش». والأميركيون يتريثون في إطلاقها إلى أن يتحقق التوافق بين القوى التي ستساهم في الحرب: من القوات العراقية إلى ميليشيات «الحشد الشعبي»، «الحرس الثوري العراقي الجديد»، إلى القوات الأميركية ومقاتلي «البيشمركة» فضلاً عن الأتراك. وهؤلاء يرون أنه يحق لهم ما يحق للآخرين. إسرائيل تدافع عن اليهود أينما كانوا. تعاملهم جزءاً من مواطني الدولة. ومثلها روسيا التي تغطي تدخلها من جورجيا إلى أوكرانيا بحماية مواطنيها من أصول روسية. وكذلك إيران التي تعمم تجربة «الحرس الثوري» فـي بلدان عربية عدة. وتحمل لواء الدفاع عن الشيعة أينما كانوا وأياً كانت جنسيتهم. لذا تجد أنقرة أن من حقها أن تحذو حذوهم في الدفاع عن التركمان أينما وجدوا، وعن السنة عموماً في المشرق العربي والذين يشعرون بأنهم باتوا بلا ظهير وسند.

أما الأميركيون الذين يملأون المنطقة بطائراتهم وحاملاتها، فتنتشر قواتهم الـــبرية على قلة أعدادها مقارنة بالآخرين، في مناطق تجاور الحضور الإيراني والانتشار الكردي. ناهيك عن حضور الأردن وإسرائيل فـــي الجبهة الجنوبية من الجولان إلى درعا. وهي جبهة يرعاها تفاهم رباعي أردني - إسرائيلي - روسي - أمـيــركي. ويعمها هـــدوء كأن الحرب تجري فـي بلد آخر! إنها قوات تناهز أربعين ألف رجل. كأنهـا قـــوة احتياط تنتظر أوان رسم حدود الإقليم برمـــتـــه وليس بلاد الشام وحدها. ناهيك عـــــن الحضور العربي عبر كثير من الفصائـــل المقاتلة والقوى السياسية المنضوية تــحـــت عباءة «الائتلاف الوطني». كما أن بريطانــيا وفرنسا تحاول كل منهما أن تعزز انتشارها وحضورها هنا وهناك. وتصران علــى مناقشة الاتفاق الأميركي - الروسي في مجلـــس الأمن للاطلاع على ما خفي منه، هما الخبيرتان في إبرام الصفقات السرية أيام الاستـــعمار القديم، وكان أبرزها «اتفاق سايكس - بيكو». لعلهما تخشيان أن تتقاسم الولايات المتحدة وروسيا الإقليم عندما تنضج الظروف، انطلاقاً من وحدة التنسيق العسكري التي يبدو أنها وئدت قبل أن تولد. وكانت خطوة سابقة منذ الحرب العالمية الثانية. لذلك تحفظ قادة البنتاغون وعلى رأسهم وزير الدفاع اشتون كارتر أكبر المعترضين على قيام هذا النوع من التنسيق الذي يفتقر إلى الحد الأدنى من الثقة المتبادلة بين واشنطن وموسكو.

«اتفاق الكاستيلو» استهدف ترسيخ هدنة بين واشنطن وموسكو أكثر منها هدنة بين المتصارعين على الأرض. فجل ما كان يبتغيه الأميركي اليوم هو مواصلة الحرب على الإرهاب وتخفيف معاناة الناس العاديين. فيما لا يغيب عن الروسي هاجس الغرق في مستنقع يفاقم استنزاف اقتصاده الداخلي العليل على وقع تدني أسعار النفط ونتيجة العقوبات التي يفرضها الغرب عموماً. لا اهتمام بالحل السياسي. بات هذا من الماضي... القريب. إدارة الرئيس باراك أوباما من زمن لم تعد تتحدث عن مواجهة الإرهاب بالتوازي مع البحث عن تسوية. لم تعد تتحدث حتى عن هذه المواجهة مدخلاً إلى الحل. وهي منذ اندلاع الأزمة لم تبد أي اهتمام بالتدخل. لذلك لا مبالغة في القول إن الاتفاق الثنائي المتهاوي ألغى عملياً أي مسعى نحو التسوية. بل إن سقوطه سيصب مزيداً من الزيت في نار الحرب التي ستطول إذا قصد رأس النظام في دمشق وحلفاؤه استعادة حلب. وكان متوقعاً من البداية ألا يسهل النظام الهدنة وإيصال المساعدات. فهو لم يتخل يوماً عن فكرة الحسم العسكري، ما دام أنه يتلقى دعماً كبيراً من موسكو وطهران. بل بات أكثر اطمئناناً إلى مستقبله مع الاشتباك المتجدد بين واشنطن وموسكو في مجلس الأمن وعبر المنابر الإعلامية. كيف لا ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لفت المعنيين إلى أن شعبية الرئيس بشار الأسد «في ازدياد مستمر بين مواطنيه الذين يرون إليه ضماناً لمنع وقوع سورية بيد الإرهابيين وانهيارها كدولة». وما لم يقله الوزير صرح به نائبه غينادي غاتيلوف. دعا المعارضة السياسية إلى التخلي عن مطلبها رحيل الرئيس الأسد، وذلك كمبادرة «حسن نية» قبل عقد جولة جديدة من المفاوضات. موسكو التي صرحت في مناسبات كثيرة أن مصير الرئيس السوري لا يعنيها باتت لا تتورع عن دعوة المعارضة إلى العودة إلى حضن «الشرعية»! ولمَ لا؟ لقد انتزعت من واشنطن في «اتفاق الكاستيلو» مواقف أكثر مرارة للمعارضة. ميخائيل بوغدانوف، نائب لافروف، قال إن الاتفاق الثنائي لا يشمل مصير الأسد ولا يتضمن العملية الانتقالية «لأن ذلك مسألة سورية بحتة»! وأكد أن ما اتفق عليه في فيينا ونيويورك ومجلس الأمن يمثل الخطة الوحيدة التي تدعمها موسكو «ولا خطة باء ولا خطة جيم...»! بعد هذا هل يمكن المعارضة السورية أن تصدق أن لها دوراً في أي مفاوضات وأنها يمكن أن تتقدم نحو مرحلة انتقالية تمهيداً للتغيير المنشود؟ الاتفاق الثنائي، على رغم تعثره، جبَّ كل ما قبله.

أما المعارضة العسكرية وفصائلها المتنوعة فتواجه اليوم خيارين أحلاهما مر وقاتل: إذا تمسكت بالتنسيق مع «جبهة فتح الشام» (النصرة) لمواصلة الإفادة من قدراتها وخدماتها الميدانية ستصنف «إرهابية». وإذا ابتعدت عنها وتركتها وحيدة بمواجهة غارات التحالف الدولي والطيران الروسي تفقد سنداً لا يمكنها تعويضه. ستضعف قواها أمام هجمات النظام وحلفائه. بل إن بعض الفصائل بما فيها تلك التي تنتمي إلى «الجيش الحر» قد تلتحق بالمتشددين ليأسها وشعورها بأن العالم تخلى عنها. وما رفض فصيل «أحرار الشرقية» قبل أيام وجود مستشارين أميركيين في بلدة الراعي مع حملة «درع الفرات» سوى إشارة إلى مدى امتعاض هذا الجيش وشركائه من المواقف الأميركية. علماً أن هذا الفصيل أفاد من برنامج البنتاغون لتدريب عناصر مقاتلة يعتبرها معتدلة! إضافة إلى كل ذلك تصر موسكو على توصيف «جيش الإسلام» و»أحرار الشام» بالإرهاب، وتنشد شمولها بالحرب المفتوحة على الجهاديين. وذهب مندوبها في الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن بعيداً في اتهام الولايات المتحدة بدعم فصائل إرهابية.

«اتفاق الكاستيلو» المترنح كان مقدراً له الحفاظ موقتاً على الصورة الجديدة لانتشار القوات المتعددة الجنسية، وتالياً على مناطق النفوذ بين الكبار البعيدين والقريبين. يبقى السؤال هل تملك القوتان الكبريان بعد فشلهما في ترسيخ هدنة من بضعة أيام، ما يتيح لهما كبح جماح الطامحين إلى مواصلة الحرب لتغيير موازين القوى على الأرض ليتسنى لهم تغيير خريطة الإقليم ورفع حدود دولية جديدة وتقسيم المقسم بدل الاكتفاء بتقاسم الحصص ومناطق النفوذ؟

 

بين الحق والباطل!

رضوان السيد/الإتحاد/18 أيلول/16

لا أقصد بالحق والباطل في هذه المداخلة الشأن الديني، بل الحق والباطل في السياسات الوطنية والقومية في العالم العربي اليوم. فقد شهدت عدة دول عربية في الأسابيع الأخيرة مشكلات تستدعي سؤالاً عن الحق والباطل في هذه الدعوى أو تلك، وأود أن أضع في مقدمة مشكلات التحديد مقولة تيار الجنرال عون في لبنان أنه إن لم يوافق خصومه السياسيون على اختياره لرئاسة الجمهورية، فإن ذلك يُعتبر إخلالاً بالميثاقية. وهم يعنون بالميثاقية التعاقد الوطني الأصلي على إقامة الدولة اللبنانية بين المسلمين والمسيحيين. ولأن رئاسة الجمهورية من حق المسيحيين الموارنة، ولأن عون هو في نظر نفسه أقوى المرشحين من حيث الشعبية بين المسيحيين، فإنه إن لم يجر اختياره للرئاسة من جانب نواب البرلمان، فذلك يعني إخلالاً بالعهد الوطني وبحقوق المسيحيين! وقد يكون صحيحاً أنّ عون هو أقوى المرشحين بالفعل، لكن الطريقة الدستورية الوحيدة لتبيُّن ذلك تكون بالاحتكام إلى مجلس النواب، والحصول على الأكثرية فيه، وبخاصة أن الرئيس اللبناني لن يكون رئيساً للمسيحيين فقط، بل لكل اللبنانيين. فالرئيس القوي هو الذي يحظى بالأكثرية في مجلس النواب المكون من مسيحيين ومسلمين. فما يبدو أنه الحقّ (أكثر من نصف المسيحيين يؤيد عون للرئاسة)، يصبح باطلاً ومثيراً للفوضى في الداخل الوطني، إن لم يحظ بدعم نسبة معتبرة من النواب المسلمين. وكذلك الأمر بالنسبة لرئيس الحكومة السني، ورئيس مجلس النواب الشيعي. فكلٌّ منهما يحتاج لأكثرية بمجلس النواب لتولّي منصبه. صحيح أنّ السنة لهم حقوق باعتبارهم فئة من فئات الشعب اللبناني، وكذلك الشيعة والمسيحيون، لكن العيش معاً في وطن واحدٍ يتطلب توافقاً لا انقساماً، وآليات لتحقيق هذا التوافق ولضمان المشاركة والحقوق. ولنذهب من لبنان إلى ليبيا، إذ ما أمكن التوافق بين الشرق والغرب الليبيين على المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق. وبدا المجتمع الدولي منحازاً إلى الغرب، مع أنّ أكثرية البرلمان المنتخب، ومعظم الجيش الوطني في الشرق. وقد حاولت حكومة الوفاق الحصول على شرعية وطنية بمقاتلة «داعش» في سرت. ورد البرلمان والجنرال حفتر باحتلال الموانئ النفطية في أواسط البلاد وشواطئها للضغط على الغرب. وقد غضب الدوليون وغضبت الميليشيات الداعمة لحكومة الوفاق. لكنْ ماذا كان بوسع الشرقيين والبرلمان فعله وسط هذا التجاهل، وأنصاف المحاولات الوفاقية؟ ما كان ينبغي بالطبع استخدام القوة لتحقيق مطلب هو في الحقيقة مطلبٌ وطني. بيد أنّ هذا الخطأ، ولا يُسوِّغ استمرار استئثار الجهات الغربية بالسلطة رغماً عن البرلمان وعن الجيش. ولذا فإن هذا الحق المنقسم لا علاج له إلا بالتصحيح الذي يؤمِّن مشاركةً عادلة من جهة، وإعادة الاعتبار للبرلمان وللجيش الوطني تمهيداً لانتخابات جديدة.

في لبنان وليبيا لا يزال الداخل يلعب دوراً معتبراً رغم التدخلات الخارجية. ولذا تبدو المقترحات سهلة نسبياً في التقريب بين أطراف الحق المنقسم، وبخاصة عندما يتبين لسائر الأطراف أن أحداً لن يستطيع فرض رأيه بالقوة المسلَّحة. والوضع ليس على هذا النحو على الإطلاق في سوريا. حيث تنتشر ميليشياتٌ وجيوشٌ بعشرات الآلاف على الأرض السورية، وبعضها تكوَّن أو جاء لمساعدة الأسد، وبعضها الآخر تكون أو جاء لمساعدة خصومه. وقد انتهى الأمر أخيراً بانضواء أنصار الأسد تحت راية روسيا، وانضواء خصوم الأسد تحت راية الولايات المتحدة. ولأنّ الفوز الكامل لأحد الطرفين غير ممكن، فقد صار واضحاً أنّ حلَّ المشكلة المستعصية والمكلفة دماً ودماراً وتهجيراً تتطلب توافقاً روسياً أميركياً. وقد ذهبت الأطراف من قبل إلى مفاوضات سياسية برعاية الطرفين، كما حصلت هُدَنٌ برعايتهما. بيد أن أي تقدم لجهتي وقف القتال، والدخول في مرحلة انتقالية، لم يحصُلْ. فأين الحق وأين الحقيقة؟ الحق في وقف القتل والقتال، ووحدة الأرض السورية، واستعادة نظام الدولة وإدارتها. ولا يبدو أن الأطراف الحاضرة على الساحة مستعدة لذلك. والذي أراه أنّ ذلك لا يعود لتعنُّت الأسد أو شراسة الإيرانيين والروس فقط، بل ولأنّ العرب، أصحاب المصلحة في بقاء سوريا وشعبها، غائبون ومختلفون. إنّ الباطل هو ما يحصل من تغييب للشعب السوري، لأشقائه العرب، أما الحق فهو في الحضور العربي لمصلحة سوريا والعرب!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

دريان من المختارة: لاستئناف جلسات الحكومة بحضور جميع وزرائها جنبلاط: تخطي الإرهاب لحدود الدول والقارات يحتم تجديد الفهم الديني

الأحد 18 أيلول 2016 /وطنية - شهدت المختارة يوما وطنيا واسلاميا جامعا، أقامه رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، بمناسبة افتتاح مسجد الامير شكيب ارسلان، تزامنا مع الذكرى الثالثة لغياب الاميرة مي ارسلان جنبلاط والدة النائب جنبلاط وكريمة "امير البيان"، وذلك برعاية مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وحضوره.

وبينما رأى جنبلاط أن "بناء المسجد إنما يؤكد الإنتماء الإسلامي للموحدين الدروز، وأن الإسلام هو اعتدال وتسامح وتعايش، ومحطة جديدة على طريق الوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية، التي تقع علينا جميعا مسؤولية حمايتها"، توقف دريان عند "اكتشاف التخطيط لمحاولة اغتيال جنبلاط"، فتوجه إليه بالقول: "وليد بيك...سلامتك من سلامة الوطن، ومحاولة اغتيالك، عمل إجرامي صرف، يراد به النيل من وحدة اللبنانيين وسلمهم الأهلي، وزعزعة الاستقرار والأمان في لبنان، ويأتي ضمن المؤامرة التي تحاك ضد لبنان وشعبه"، مشددا على أن "الوقوف معا، وإلى خطورة الصورة القاتمة، التي تبدو في الأفق في وطننا لبنان".

وكان دريان قد وصل ظهرا على رأس وفد كبير ضم: مفتي المناطق وقضاة الشرع وعلماء ومدراء المرافق في مؤسسات دار الفتوى، وسط استقبال حاشد اقيم امام باحة المسجد على الطريق الرئيسي، حيث رفعت اللافتات المرحبة بحضوره، ليستقبله عند المدخل النائب جنبلاط يحيط به نجلاه تيمور واصلان وخالته الاميرة ناظمة ارسلان والنائب طلال ارسلان ورجال دين وأعضاء المجلسين البلدي والاختياري وابناء بلدة المختارة، وصولا الى مكان الاحتفال.

وشارك في الاحتفال النائب علي بزي ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري على رأس وفد، رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة، النائبة بهية الحريري ممثلة الرئيس سعد الحريري، عبد الاله ميقاتي ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي الاباتي سعد نمر، ممثل نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، وزيرا الزراعة اكرم شهيب والصحة العامة وائل ابو فاعور، النواب: دوري شمعون، جورج عدوان، محمد الحجار، نعمة طعمة، ايلي عون، علاء ترو، مروان حمادة، هنري حلو، غازي العريضي، فؤاد السعد وانطوان سعد، الوزراء والنواب السابقون: ايمن شقير، فيصل الصايغ، صلاح الحركة، غطاس خوري، زاهر الخطيب، خالد قباني وممثل عن ناجي البستاني.

كما حضر المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، توفيق سلطان، النائب العام للرهبانية المخلصية رئيس دير المخلص الارشمندريت نبيل واكيم ممثلا الرئيس العام للرهبانية الارشمندريت انطوان ذيب، الشيخ حسين شحاذة ممثلا السيد علي فضل الله، رئيس المحاكم الدرزية القاضي فيصل ناصر الدين وقضاة المذهب الدرزي ورؤساء لجان واعضاء المجلس المذهبي، رئيس مؤسسة "العرفان" الشيخ علي زين الدين على رأس وفد من المشايخ والمدير العام للمؤسسة الشيخ نزيه رافع.

وحضر أيضا امين السر العام للحزب "التقدمي الاشتراكي" ظافر ناصر وأعضاء مجلس القيادة والمفوضين ووكلاء الداخلية والكشاف التقدمي، الذي تولى التنظيم، وحشد من الشخصيات الامنية والعسكرية والفاعليات النقابية والاجتماعية ورؤساء اتحادات البلديات والمخاتير ورؤساء البلديات في اقليم الخروب والشوف الاعلى.

جنبلاط

بداية، آيات من الذكر الحكيم، تلاها الدكتور محمد البيلي ابراهيم، فالنشيد الوطني استهلالا، ثم القى النائب جنبلاط كلمة، فقال: "ثلاث سنوات مرت على رحيل صاحبة الدار، دار المختارة، الذي عادت إليه بعد استشهاد المعلم كمال جنبلاط سنة 1977، فكانت الحارس المؤتمن على التاريخ والتراث والمصير".

اضاف "لقد تمتعت بالرأي الثاقب والصريح، فحمت المختارة في أقسى الظروف السياسية والعسكرية، وقفت إلى جانبي ولم تتوان عن تقديم النصيحة السديدة وتصحيحِ هفواتي عند اقتضاء الأمر. من خلالها، صمدت المختارة في مواجهة الأعاصير".

وتابع "آمنت بحرية الشعوب، رافضة الاستعمار بأي شكل، وفي طليعتها شعب الجزائر وشعب فلسطين، فسارت على خطى الأمير شكيب، أذكر غضبها واستنكارها لخطف واغتيال المناضل العربي الكبير المهدي بن بركة. وآمنت بتحريرِ المرأة من القيود الإجتماعية والفكرية التي تكبلها، ورفضت سجنها في إطار من الموروثات القديمة التي تعيق قدرتها على تأدية دورها في المجتمع بعيدا عن التقوقع والإنغلاق".

وقال: "في لحظة من لحظات الصفاء النادرة بعيدا عن موجات الألم في المستشفى، قالت لي: لا أريد أن أسمع عن هذا العالم العربي، الذي بات مليئا بالمجرمين والقتلة، محذرة من مخاطر استغلال الدين، مدركة درجة التخلف الفكري الذي وصلنا اليه".

أضاف "وإنني أرى أن نظرة مي جنبلاط إلى الحداثة، مبينة على الأسس التي وضعها في منظومته الفكرية والدها الراحل الأمير شكيب أرسلان، وهو أحد كبارِ المفكرين في الحداثة الإسلامية، وصاحب نهج انفتاحي إذ دعا بصراحة للاستفادة من تجارب الغرب إنطلاقا من فهمه العميق للتحديات، التي تواجه الإسلام، وقد عبر عنها بصراحة ومسؤولية، وعلى طريقته، في كتابه الشهير: "لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم؟. ولهذه العوامل مجتمعة، قررت إعادة بناء مسجد المختارة تكريما لذكراها ولسيرة الأمير شكيب أرسلان".

وأكد أن "التطورات التي شهدها ويشهدها العالم، من خلال تخطي الإرهاب لحدود الدول والقارات تجعل من مسألة تجديد الفهم الديني للوقائع المتسارعة مسألة حتمية لا تحتمل النقاش والتأويل. وهذه مسؤولية جماعية سيولد تأخيرها مفاعيل سلبية على كل المستويات"، معتبرا أن "بناء هذا المسجد في الجبل، في الشوف، في المختارة إنما يؤكد الإنتماء الإسلامي للموحدين الدروز"، متوجها إلى دريان بالقول: "لذلك أقدر عاليا رعايتكم واحتضانكم لهذا الحدث يا سماحة المفتي. إن مشاركتكم معنا في هذا اللقاء الوطني والإسلامي الجامع بمناسبة افتتاح مسجد الأمير شكيب أرسلان، أتت للتأكيد أن الإسلام هو اعتدال وتسامح وتعايش. وزيارتكم إلى المختارة اليوم، محطة جديدة على طريق الوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية، التي تقع علينا جميعا مسؤولية حمايتها".

وشكر بإسمه وبإسم "نسيبي الأمير طلال أرسلان وإسم خالتي الأميرة ناظمة أرسلان جميع المشاركين في هذا اللقاء التاريخي المميز"، متوجها بالتحية إلى "جميع الأطباء والفريق التمريضي، الذين أشرفوا على علاج والدتي الراحلة بكفاءة مشهودة، وبذلوا كل الجهود الممكنة والمستطاعة، وواكبوها حتى اللحظة الأخيرة، فلهم التحية والتقدير".

وختم منوها ب"جهود المهندسين: مكرم القاضي وزياد جمال الدين، اللذين وضعا تصاميم هذا الجامع وميزاه بكلمة الإنسانِ، فالإنسان هو محور هذا الكونِ، وجميعنا أخوة في الإنسانية، مهما تنوعت معتقداتنا ومفاهيمنا الدينية أو السياسية أو الإجتماعية".

دريان

ثم تحدث دريان، فقال: "نلتقي وإياكم اليوم في رحاب بلدة المختارة وفي رحاب قصرها، عرين المعلم كمال جنبلاط بدعوة كريمة من الزعيم الوطني وليد بك جنبلاط في ذكرى رحيل والدته (الأميرة مي ابنة الأمير شكيب أرسلان)، تكريما لها، واحتفاء بإعادة بناء وافتتاح مسجد المختارة عن روحها الطاهرة، والذي أطلق عليه اسم: مسجد الأمير شكيب أرسلان".

أضاف: "منذ العقدين الأولين للقرن العشرين، كان لقب أمير البيان قد صار ملازما للأمير شكيب أرسلان. والبيان، يتناول الشعر والنثر، كما يتناول القدرة على التصرف في الفنون الأدبية والتاريخية، خطابة وكتابة وترسلا وتأليفا، ولكن منذ عشرينيات القرن العشرين وثلاثينياته، كان أمير البيان قد صار علما كبيرا في مجالات النضال، من أجل الاستقلال العربي، والنهوض والإصلاح الإسلامي. وعندما توفاه الله عام 1946 بعد شهور على عودته من المنفى الذي استمر حوالى الثلاثة عقود، كان يساوره ارتياح عميق للاستقلالات التي توالت في لبنان وسوريا، ومصر والعراق والمغرب، ويسايره في الوقت نفسه قلق عميق، لأن الوحدة العربية لم تتحقق، ولأن المشهد في فلسطين ما كان يبعث على الاطمئنان".

وتابع: "في العام 1916 ذهب الأمير شكيب للقتال في ليبيا ضد الغزو الإيطالي. وفي العام 1925 ناضل بالكتابة والتوعية، والدعم السياسي والمادي، إلى جانب الثورة السورية، وفي ما بين العامين 1926 و1929 ثابر على دعم ثورة الريف المغربي، بقيادة الأمير عبد الكريم الخطابي. وفي العام 1936 ناصر الثورة الفلسطينية على الاستعمار البريطاني، والاجتياح الصهيوني. ولعل أحدا في تاريخ العرب الحديث، ما استعمل الصحافة والتأليف والعلاقات السياسية، بقدر ما استعملها الأمير شكيب أرسلان، من أجل استقلال العرب وحرياتهم، ومن أجل اجتراح مشهد آخر للإسلام، في معركة النهوض الحضاري والثقافي".

وقال: "إن هذين الملفين، ملف الاستقلال العربي، وملف النهوض العربي والإسلامي، لا يزالان يمتلكان أولوية في الوعي والواقع، وسط هذا المخاض الهائل، الذي تشهده المنطقة والأمة في العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين. وهذان الأمران، كانا في وعي الأمير شكيب أرسلان وعمله، منذ طروحاته الواسعة في (حاضر العالم الإسلامي)، (ولماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟)، وإلى سائر مؤلفاته وكتاباته طوال أربعين عاما. ومن أجل ذلك، استحق أمير البيان، هذا التقدير الكبير، الذي توارثته أربعة أجيال من مثقفي العرب، وأهل الرأي فيهم. ومن أجل ذلك كله، لم يكن الأمير شكيب أرسلان مجرد زائد واحد، إلى الأمراء الأرسلانيين، أو إلى الأمراء العرب. بل كان أميرا من أمراء الإسلام أيضا وقبل كل شيء وكان اسمه أنشودة يرددها مسلمو الشرق والغرب".

أضاف: "تعرفه شعوب المغرب العربي صوتا عاليا، دفاعا عن حرياتها ضد الاستعمار الذي كانت تعانيه. ويعده إخواننا في دول المغرب العربي ملهما لثوراتهم التحررية ضد الاحتلالين الإسباني والفرنسي. فكان من خلال كتاباته الصحافية في أوروبا، وفي سويسرا تحديدا، ومن خلال اتصالاته السياسية الوثيقة والواسعة، يدافع عن حقوق المسلمين وعن حرياتهم، حتى أصبح قدوة ومثلا أعلى للقيادات الوطنية العربية، التي حملت مشعل تحرير أوطانها. ولا يزال اسمه حتى اليوم، محفورا في ذاكرة الأجيال الجديدة، مرجعا إسلاميا، وبطلا قوميا، وقدوة في الإخلاص والتفاني. ومنذ أن أجاب سيد البيان، رحمه الله تعالى، عن سؤال لقارئ إندونيسي من قراء مجلة المنار، فإن جوابه لا يزال حتى اليوم، موضع اهتمام العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه. فقد سأل القارئ الإندونيسي: لماذا تقدم الغرب وتأخر المسلمون؟ وأجاب الأمير شكيب أرسلان عن السؤال، في دراسة موسعة، نشرت أولا في المجلة، ثم في كتيب خاص. ولا يزال الجواب صالحا اليوم كما كان بالأمس. ذلك أن الأمير شكيب أرسلان، كان مؤمنا صادقا، ومثقفا واعيا، ومناضلا مخلصا، وقف حياته للدفاع عن القضايا الإسلامية والعربية، في المحافل الدولية، وكان بثقافته الواسعة، على معرفة بخفايا لعبة الأمم، والعلاقات بين الدول. وقد أقام صداقات مع العديد من كبار المفكرين، وأصحاب الرؤى في المجتمعات الغربية، ووظف تلك العلاقات في خدمة المسلمين والعرب".

وأردف: "ونظرا لترفعه عن الطموحات والمصالح الشخصية، فقد كان يتمتع بجرأة في تحليل أوضاع العالم الإسلامي، كما كان يتمتع برؤيا نورانية، تجسدت في التحليل العلمي الذي تضمنه جوابه، حول كيفية الخروج من نفق التأخر إلى رحابة التقدم والرقي. وهو ما تحتاج إليه اليوم مجتمعاتنا التي تعاني الانغلاق والتعصب، والجهل والتطرف. وعندما انتقل الأمير شكيب أرسلان إلى رحمة الله، نعاه مسلمو الشرق والغرب. وفقدت الأمة الإسلامية بوفاته مؤمنا صادقا، ومناضلا مخلصا، وقياديا مترفعا عن مكاسب الدنيا الفانية، وركنا من أركان نهضتها. وقد صلي عليه في المسجد العمري الكبير في بيروت، كما تليت صلوات الغائب عن روحه في مساجد المسلمين، في العديد من دول آسيا، وشمال إفريقيا، وكأنه واحد من كبار رجالاتها".

قال: "كم نفتقد الأمير شكيب اليوم، رحمه الله، في فكره ونهجه وإخلاصه. لقد حمل لواء الإسلام في الغرب، الذي يشوه صورته اليوم متطرفون، يمارسون تطرفهم بالعنف والإرهاب، وحمل لواء الحرية والسيادة الوطنية في الشرق، الذي يعاني اليوم خطر الاستبداد والتشرذم والتفتيت. كما حمل لواء العروبة هوية قومية، وهي الهوية الجامعة التي تحاول سيوف الإرهابيين اليوم نحرها أو إحراقها في قفص حديدي من الجهل والعصبية العمياء".

أضاف: "لقد أتينا اليوم إلى الحاضرة المختارة إذا لثلاثة أسباب: أولها: تجديد ذكرى عمل شكيب أرسلان ونضاله، في سبيل النهوض العربي والإسلامي، من خلال المسجد الجميل، الذي أقامه الأستاذ وليد جنبلاط، لذكرى جده لأمه، تعبيرا عن التقدير، وعن الإيمان برسالة النهوض والتقدم العربي. وثانيها: الاحتفاء باللقاء بين فرعي هذه الدوحة الباسقة من آل جنبلاط، من خلال اقتران كمال فؤاد جنبلاط، بالسيدة مي شكيب أرسلان، لتستمر وتزدهر دوحة مجد بني معروف، بوليد بك جنبلاط وأنجاله، وبالأمير طلال أرسلان، وليظل عبق العراقة ممتزجا بعبق المهمة والرسالة، رسالة النهوض العربي، ورسالة الإسلام الشاسع والمستنيرة. أما السبب الثالث لهذا الحضور الكبير اليوم، فهو تجديد العهد وتجديد الأمل، وتجديد النضال من أجل المهمة الكبرى التي عاش من أجلها شكيب أرسلان، واستشهد من أجلها المعلم كمال جنبلاط، ونتشارك نحن جميعا، إلى جانب وليد بك جنبلاط في استمرار الإيمان بها، وهي مهمة العرب والعروبة والحرية. فلا حرية بدون انتماء، ولا انتماء بدون حرية. لقد ربانا عليهما- أعني العروبة والحرية- آباؤنا، ونربي عليهما أبناءنا، وليس باعتبارهما عبئا يثقل الكواهل، بل باعتبارهما شرطي وجود، وشرطي دخول إلى إنسانية الإنسان".

وتابع: "إننا نشهد تغولا على ديارنا وأدياننا وانتمائنا العربي، وإنساننا الذي يحمل هذه القيم والمعاني جميعا. مرة نهجر ونقتل لأننا إرهابيون. ومرة نهجر ونقتل لأننا عرب. ومرة نهجر ونقتل لأننا مسلمون. ومرة يهجر ويقتل المسيحيون لأنهم مسيحيون. ونحن كنا وسنبقى عربا مسلمين ومسيحيين، ما بقيت كنيسة المختارة، وما بقي مسجدها. سمعت الشهيد المعلم كمال جنبلاط عام 1977، وقبل مقتله بثلاثة شهور أو أربعة، يقول للمفتي الشهيد حسن خالد، كان خالد بن الوليد يقول: اطلبوا الموت توهب لكم الحياة، وأنا أقول، (يعني المعلم كمال جنبلاط): نبقى معا فتكون وحدتنا قيامتنا".

أضاف: "سنبقى معا يا وليد بك كما كنا دائما، لأن وطننا واحد، ولأن انتماءنا واحد، ولأن أمتنا واحدة، وقبل ذلك وبعده، لأن حريتنا واحدة، والحرية نسب بين أهلها. من هنا، ننبه إلى خطورة الصورة القاتمة التي تبدو في الأفق في وطننا لبنان. فلغة الحوار معلقة، والمجلس النيابي معطل، والحكومة مشلولة، وجلسات انتخاب رئيس للجمهورية، من تأجيل إلى تأجيل، ورغم كل هذه السوداوية، لن نتخلى عن إيماننا بالله القادر على تغيير مسار الأمور، وان الظلام بلا جدال سينبلج عنه صبح منير، وان العسر يعقبه اليسر، وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. من منبر المختارة، نعول على حكمة القيادات السياسية، ومساعي المخلصين، ودعاء رؤساء الطوائف اللبنانية، أن تنفرج أزمتنا السياسية، بانتخاب رئيس للجمهورية، فالتأخير بعد اليوم انتحار، والى متى الانتظار، حتى انهيار الدولة ومؤسساتها بالكامل؟ أما الحوار الوطني المعلق، فنأمل من القادة السياسيين التفاهم لتنطلق عجلته من جديد، لأن هذا مطلب اللبنانيين جميعا. وحكومتنا ينبغي أن تبقى صامدة صابرة، وأن تعمل جاهدة لاستئناف جلساتها بحضور جميع وزرائها رأفة بلبنان واللبنانيين".

وتابع: "وليد بك، سلامتك من سلامة الوطن. ومحاولة اغتيالك عمل إجرامي صرف، يراد به النيل من وحدة اللبنانيين وسلمهم الأهلي، وزعزعة الاستقرار والأمان في لبنان، ويأتي ضمن المؤامرة التي تحاك ضد لبنان وشعبه. حبيبك يا وليد بك، وحبيبنا الرئيس سعد الحريري، وصف بالأمس خبر استهدافك بالمخطط الإجرامي، ونحن معه، نعد استهدافك استهدافا للوطن. والرئيس الحريري يخاف عليك كما يخاف على الوطن، فأنت رفيق المسيرة، ورفيق رفيق الشهيد، الرئيس رفيق الحريري رحمه الله تعالى، وستبقى بإذن الله، وسيبقى لبنان سيدا حرا عربيا مستقلا".

وختم دريان: "إننا بافتتاح مسجد الأمير شكيب أرسلان في المختارة، الذي أسس على التقوى إن شاء الله، نرفع راية الإسلام السمح المعتدل، التي رفعها الأمير شكيب أرسلان رحمه الله، ونرفع راية العروبة الجامعة، التي كان الأمير شكيب رائدا من روادها، وركنا من أركانها. وبذلك نأمل في أن تتعزز وحدة المسلمين ووحدة اللبنانيين، ليكون لبنان، نموذجا يحتذى في العيش الأخوي والوطني المشترك، وليكون قدوة صالحة، تبدد غيوم التفرقة والعصبية التي تخيم فوق ربوع بعض أقطارنا العربية الشقيقة. رحم الله الأمير شكيب أرسلان، على كل ما أعطى وقدم؛ وأجزى الله وليد جنبلاط كل خير لبناء هذا المسجد، الذي يحمل اسم أحد كبار رواد النهضة الإسلامية والقومية، التزاما منه بمواصلة المسيرة الجنبلاطية الأرسلانية، في الدفاع عن قيم الإسلام السمح، والعروبة الصافية. تحية لأهل المختارة الكرام، أهل هذه القلعة الوطنية التاريخية، الوفية لقوميتها ولوطنها".

وأقام جنبلاط غداء على شرف دريان.

 

الراعي خلال وضع حجر الأساس لدير الرحمة الإلهية في قنات: الخراب السياسي زعزع الهيكل الوطني كله

الأحد 18 أيلول 2016 /وطنية - رعى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إحتفال وضع حجر الأساس لدير الرحمة الإلهية التابع للجماعة الرهبانية المارونية "رسالة حياة"، الذي تبرع ببنائه وتأهيله - إبن بلدة قنات - ميشال شيبان نقولا.

حضر الإحتفال ممثل السفارة البابوية المونسينيور إيفان سانتوس، النقيب جوزف إسحق ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والنائب ستريدا جعجع، قائمقام بشري ربى الشفشق، المطارنة: حنا علوان، مطانيوس الخوري، مارون العمار، رئيس إتحاد بلديات قضاء بشري إيلي مخلوف، رؤساء بلديات المنطقة ومخاتيرها، وحشد من الرهبان والراهبات، وكهنة الرعايا وأبناء البلدة والقرى والبلدات المجاورة.

نقولا

إستهل الإحتفال بترانيم للجماعة الرهبانية، ثم ألقى المتبرع نقولا كلمة جاء فيها: "أعط كثيرا ولو حرمت، وإبتسم رغم الجراح. هذه هي خصوبة الإيمان الذي يتعرض للمحن، فيخرج أقوى وأكثر عطاء. بهذه المقدمة أختصر كل مراحل حياتي منذ الطفولة التي كان فيها القليل من المرح واللهو، وكثير من الإنضباط، وما أدراكم. إنضباط السلوك، والأمور المادية حيث الظروف القاسية بسبب مرض الوالد وعزة نفس الوالدة جعلتنا نتصرف وكأننا نملك الكثير. بين المدرسة والأخوية والنادي عشت مرحلة الطفولة في قريتي قنات، دون أي تلوث أخلاقي أو إجتماعي. وشاءت الظروف أن أتحمل مسؤولية العائلة وأنا في سن مبكر حصدت فيها النجاح وبعض الخيبات، خصوصا مع كل فترة زمنية كنا نصاب بخسارة أحد أفراد العائلة. وأعود للمقدمة، هذه هي خصوبة الإيمان الذي يتعرض للمحن فيرجع أقوى وأكثر عطاء". وأضاف: "لست لوحدي في الحياة يتعرض للمصائب في عائلته، لكن هذه المعاناة أثرت على تفكيري ومجرى حياتي خصوصا بمرض والدتي ومرض أختي"، موجها رسالة الى "كل الذين أنعم الله عليهم بالصحة والمال والأملاك"، بـأن لا يبعدوا عن عمل الخير، خصوصا للأناس الذين ليس لديهم مسؤولية عائلة. لا تدعوا اليأس والإحباط يسيطر على أفكاركم، ولا تدعوا ألعاب الميسر وعلب الليل وتعاطي المخدرات ان ينالوا منكم، بل إجعلوا لكم كنوزا حيث لا سوس ولا ديدان". وشكر أبناء البلدة "الذين أسهموا في المشروع"، وقال: "أريد أن أختم بالقول إذا أردت أن تعيش لمدة سنة فإزرع قمحا، وإذا أردت أن تعيش لمدة 10 سنوات فإزرع شجرا، وإذا أردت أن تعيش لمدة 50 سنة فتزوج، أما إذا أردت أن تعيش مائة عاما وما فوق فإبني مؤسسة"، مضيفا: "شكرا لكم يا صاحب الغبطة، والوفد المرافق على حضوركم ومباركتكم. ولن أنسى كيف قابلتك في ساحة بكركي رغم إنشغالك وبدون أي موعد، وكان جواب غبطتك "من كل بد". الأمر الذي بث فيي روح الأمل والعزم".

سعادة

ثم ألقى رئيس بلدية قنات أنطوان سعادة كلمة، توجه فيها للبطريرك بالقول: "أهلا بكم، ومبارك الآتي بإسم الرب الآتي الى أبنائه، نحن لكم أوفياء مخلصون طوع بنائكم، ونتألم كثيرا وبالعمق عندما نسمعكم ترفعون الصوت في وجه الشر الذي يستشري وكأنكم صوت صارخ في البرية. "قوموا طريق الرب وإجعلوا سبله قويمة". والبقية الباقية قليلة جدا ولكننا نحن منها"، مضيفا: "نشكر جماعة "رسالة حياة"، التي كرست نفسها للبذل والتضحية والعطاء حتى عطاء الذات، وهدف حياتهم أن يحيا الآخرون حياة لائقة عملا بقول الرب يسوع: "جئت لتكون لهم الحياة ولتكون لهم أوفر". إنهم كالراعي الصالح نذروا حياتهم لخدمة البشرية دون أي مقابل. كذلك نشكر المحسن الكبير ميشال شيبان نقولا، الذي تربى في هذه الرعية في عائلة مسيحية نشأت على حب العطاء والسخاء والبذل والإهتمام بالآخرين، وهو من هذه التربة التي أعطت للكنيسة حبيسا، أساقفة، كهنة، وللوطن مفكرين، وأدباء، أطباء، محامين، مهندسين، ورجال أعمال، كلهم شربوا من هذه المياه الصافية الطاهرة، تنشقوا القيم الروحية والصفاء والإحترام المتبادل وهم أيقنوا أن لا علم دون أخلاق ولا تجارة دون ضمير، ولا سياسة دون مبادئ، ولا مبادئ دون ثقافة. فليس غريبا على قنات أن يطل علينا هذا المحسن الجديد حاملا كل هذا الإرث التاريخي. كما إننا نشكر كل الخيرين من أهل قنات، مقيمين ومغتربين".

وتابع: "نحن كبلدية مؤتمنون على تراث قنات الإنساني والثقافي والروحي وبتوجيهات نواب منطقتنا بالتشديد على الإنفتاح والتضامن مع الجميع غير منكفئين أو متقوقعين، وهذا من صلب تاريخنا".

وختم: "نعرب عن وفائنا لمن تقدم في السن بيننا، ونأمل أن يتيح الله لنا فرص الإهتمام بأجيال المستقبل".

بربور

ثم ألقى الخورأسقف فؤاد بربور كلمة، رحب فيها بالبطريرك والاساقفة والحضور، متوجها إلى الراعي بالقول: "تأتون تلبية لدعوة كريمة من قدس الأب العام للجماعة الرهبانية المارونية "رسالة حياة" وسام معلوف، لوضع حجر الأساس لدير الرحمة الإلهية للاهتمام بالمسنين والشبيبة والعائلات المحتاجة، وتحقيق مشروع روحي يقام على أرض وقفها ميشال شيبان نقولا بمبادرة خيرة تجاوبا مع شعاركم "الشركة والمحبة" الذي به تشجعون من يبادر بعطاءاته وإيمانه ليكون مثلا لكل مؤمن خير، وتباركون جماعة روحية خيرة تعمل لخير الكنيسة بحسب توجيهاتكم ورعايتكم".

وأضاف: "إن هذا المشروع الروحي يزيدنا ترسخا في أرضنا وتعلقا في وطننا وتمسكا في كنيستنا إلتزاما بتراثنا وهويتنا. فنحن نفخر بمن قام بهذه المبادرة الخيرة ونشكر من تلفقها ورعاها وعمل على تحقيقها".

وتابع: "مذهل الشاب نقولا، إذ يرى الغنى بالأعمال الصالحة، فيعطي بمحبة وتجرد شعورا منه أن معاناة المتألمين المهملين يحط من قدرنا، وأن خدمة أخوتنا المحتاجين تعلي من شأننا. فوفاء لهذا الشعور الإنساني بقدسية الحياة وترقي الإنسان، وتقديرا لسمو الخدمة الروحية والإنسانية وإلتزاما بإيمانه الصافي، يحاول أن يزرع أملا في أرض وقفها مساحة حب وخدمة لجماعة رهبانية "رسالة حياة". وكله أمل أن يد هذه الجماعة الرهبانية تكون في خدمة الإنسان الضعيف المحتاج، وتحمل إليه كل خير ونعمة ومحبة. إننا نفخر بالمتبرع الذي يحمل في وجدانه قضايا إيمانية وشؤونا وطنية وإجتماعية، حيث يسعى أن يضيء شمعة في عتمة الأيام، فراح يتعاون مع جماعة "رسالة حياة"، التي أعطيت القدرة بأن تجعل في قلب من يخدمون فرحا وأملا"، مشيرا إلى أن "هذه الجماعة تحمل صورة الله في ما تقول وتعمل، وترى صورة الله في من تخدم، وتعمل بتوجيهات من راعي الكنيسة. فللبطريرك الراعي منا كل محبة وإعتزاز وشكر لأنه تلقف هذه الرسالة المشعة بحنو منه. فهو يثني على المعطي، ويشجع ويبارك الجماعة الخادمة، ويفرح في بناء صروح الخدمة الروحية والإجتماعية".

وأردف: "يطل الراعي إطلالة بركة ليرعى شؤون الرعية بمسؤولية لا تغيب عن كل خير وخدمة، لأنه إنتدب رسولا ساهرا يقظا لأية خدمة، بهذه الخدمة يجد فرحة الراعي، وهو شريك في كل ما يعني الأمور الروحية والإنسانية. وفرحتنا اليوم كبيرة بكم، وأنتم تضعون حجر الأساس لهذا المشروع الروحي، ونحن لا نتوقف عند الغارس ولا عند الساقي، بل عند المسيح إبن الله الحي. فكل من الغارس والساقي له تعبه وتضحياته وجهوده وكرامته ونعمه، فإنهم على قدر ما أوتوا من نعمة يضعونها بين يدي السيد البطريرك كحجر أساس على أمل أن الله يبني على أيدي نفوس مصلية مدعوة للعطاء والمحبة والخدمة".

وختم متوجها إلى الراعي، بالقول: "دعاؤنا لكم، ان تبقوا بروحكم السمحاء تشيعون من حولكم الرضى والإرتياح، لا تتعبون من رعاية ومن بناء. دأبكم السهر، تبنون دوما مقامات روحية لأبناء المحبة والحياة".

معلوف

بعدها، كانت كلمة المؤسس والأب العام للجماعة الرهبانية المارونية "رسالة حياة" وسام معلوف، قال فيها: "قال الرب يسوع: "جعت فأطعمتوني وعطشت فسيقتموني وكنت غريبا فآويتموني وعريانا فكسوتموني ومريضا فزرتموني وسجينا فجئتم إلي". من أجل هؤلاء الصغار أرسلنا المسيح لنذهب الى كل مكان يرغب أن يذهب إليه من خلالنا، حتى الأماكن البعيدة. أمننا لنلتقي به في كل إنسان يضعه على طريقنا، فنكون السند والمأوى والتعزية، ونزرع البسمة والفرح والرجاء في قلوب أناس يتوقون للحب والحياة".

وأضاف: "نشكر الله على عنايته التي تقود خطواتنا بطريقة تفوق كل تصور وإدراك، والتي تسمح لنا بالتوسع والإنتشار وإزدياد الدعوات، وعلى قوة روحه القدوس الذي يعمل في جماعتنا الرهبانية المارونية "رسالة حياة" بأنات لا توصف. إن هذا كله ليس بفضل إمكانياتنا الكبيرة، إنما بفضل حبه المجاني الذي يفيض في الأرغفة الخمسة والسمكتين وبالرغبة في إتباعه وفقا لجذرية تعاليمه".

وتوجه بكلمته إلى البطريرك بالقول: "نحمل لكم في قلوبنا شكرا وإمتنانا لحضوركم معنا اليوم، الذي يؤكد لنا مرة جديدة محبتكم لجماعتنا ودعمكم الكبير لرسالتنا، أنتم الذين ما برحتم تقومون بجولات داخل لبنان وخارجه لترافقوا وتشجعوا وتضعوا حجر الأساس لمشاريع متعددة، وتفتتحوا مراكز وأديار، وتصغوا الى هموم ومشاكل شعب كنيستنا المارونية الحبيبة. ولطالما كنتم بالنسبة لنا الأب الذي رافق وبارك خطواتنا، واليوم نخطو معكم خطوة نمو جديدة في مسيرتنا. فبحضوركم نضع حجر الأساس لمشروع أمننا الله عليه، وأنتم الذين تشكلون الحجر الأساس في مشروع كنيستنا المارونية الكبير. نشكر لكم هذه اللفتة الكريمة الحاملة في طياتها محبة كبيرة لنا ولهذه المنطقة وأهلها، هذا الشعب الطيب الذي لمسنا قوة إيمانه وجذرية تعلقه بأرضه وبكنيسته وكرم إستقباله وضيافته، وكم نحن بحاجة اليوم في وطننا ومجتمعنا لأناس يعيشون هذه القيم والمبادئ"، شاكرا "المطران العمار على محبته، حيث قمنا وما نزال بالتنسيق المتواصل معه ليس لإنجاح هذه الخطوة فحسب، إنما للانطلاق برسالتنا في الوقت القريب بشكل ثابت وفعال". وتابع: "رسالتنا هي رسالة حياة، ورغبتنا هي أن نصل بالحب الى أكبر عدد ممكن من تلك الأماكن البعيدة، وأن نكون إشعاع الكنيسة وإمتدادا لحضورها في لبنان وخارجه، وقد قمنا بالخطوة الأولى حين أطلقنا إطار المتطوعين في فرنسا ومصر وإيطاليا وأستراليا"، مشيرا إلى أن "رغبتنا تكمن في أن نذهب حيثما يرسلنا الله لنكون شهودا للحب والبذل والعطاء في العالم. وسيكون هذا الدير بإذن الله وبركتكم إنطلاقة لجامعتنا الرهبانية المارونية "رسالة حياة"، لنخدم في هذه المنطقة الشبيبة والفقراء والمسنين، وكل شخص يضعه الله على طريقنا، كما وستتكامل رسالة هذا الدير مع رسالة حديقة البطاركة الموارنة في الديمان، حيث منحتمونا ثقتكم لنعمل أيضا مع المسنين ضمن برنامج نهاري، ومع الأولاد والشبيبة لنعرفهم أكثر على روحانية أجدادنا وبطاركتنا وتراثنا كنيستنا المارونية المقدسة". وأردف: "إن ثقة كنيستنا ومحبة الناس يحملوننا مسؤولية أن نبقى على العهد، أمينين لتوصيات المسيح ومتطلبات الإنجيل، أمينين لغبطتكم، أنتم الذين تعكسون صدى تعاليم المسيح وفكره في أعمالكم وأقوالكم. صلاتنا نرفعها اليوم شكرا للرب من أجل رسل العناية الإلهية الذين يضعهم الله في الوقت المناسب على طريقنا. ونخص بالذكر اليوم ميشال نقولا الذي بمحبته وغيرته أسهم من خلال هبته السخية في إنطلاق رسالتنا في هذه المنطقة الحبيبة، رمز النضال من أجل الحق. كما نذكر كل الذين يسهمون من مواقعهم ووفق إمكانياتهم في أن يرى هذا الدير النور ليصبح بدوره إشعاعا يعكس نور المسيح. كذلك نخص بالذكر رئيس بلدية قنات وكل الفاعليات الطيبة التي تعاونت معنا والمهندس روني الراسي على تقديم عمله ووقته وخبرته مجانا". وختم: "نعبر عن وحدتنا الكبيرة مع أمنا الكنيسة من خلال غبطتكم، وعن جهوزيتنا لتلبية كل ما يطلب منا لخير الكنيسة والمجتمع وكل شخص محتاج، فنبقى تلاميذ حقيقيين للتشبه بمعلمنا، واثقين أن التحديات التي تترضنا ما هي إلا فرصة لنرتفع مع ربنا يسوع المسيح على الصليب لننتصر معه على كل صعوبة وشدة وضيق".

الراعي

ثم تحدث البطريرك الراعي، فحيا في بداية كلمته المحسن، وقال: "تحية كبيرة للمحسن الكبير الذي بسببه نحن هنا. أخينا ميشال شيبان نقولا لولاك لما كنا هنا ولولا أبينا وسام والجماعة الرهبانية ما كنا هنا، وأيضا لولا المطران العمار الذي كان وسيلة التعارف بينكم لما كنا هنا، ولكن نريد أن نشكر العناية الإلهية. نحن عندما كنا نسمع كل الكلمات التي أريد أن أشكر عليها بدءا بالأخت التي قدمت الحفل وصولا الى ميشال نقولا فرئيس المجلس البلدي والمونسينيور بربور فالرئيس العام. لقد ارتسم في بالي 3 علامات ناطقة لحضور العناية الإلهية في حياتنا. الله حاضر خصوصا عندما يمر الإنسان بصعوبة وألم، إذا كان الإنسان - شخصيا - أو الجماعة أو الوطن أو البلدة". وأضاف: "أخبرنا المحسن كيف ولدت عنده هذه الفكرة من خلال الألم عندما فقد أباه وأمه وأخته رحمهم الله، وبنوع خاص طالما ذكرتها كثيرا أختك نورما والمرحومة والدتك أليس، وأنت قلت بشهادة حياتك هذا الألم فتحك أكثر وأكثر على الطاقة السماوية وإنطلقت بكل أعمالك بجدية وبأخلاقية كما تفضلت، وأنشأت هذه المباني وفرحتك الكبرى أن تستطيع تقديم هذا المكان لدير الرحمة الإلهية مع الجماعة الرهبانية التي نفتخر فيها رسالة حياة". وتابع: "العلامة الثانية أتتنا من قنات التي أعطت الشهداء وتهجرت، ولم يزل بعض أبنائها مهجرين، قنات التي تألمت، وهدمت بيوتها، ونكل بشعبها، لكن الرب حاضر، ويوجد 75 مسرحا، وهذه المؤسسة الروحية دار الرحمة، يعني أن الرب يعوض، المطران فرنسيس الذي أعطتنا إياه الكنيسة والعناية الإلهية المثلث الرحمة الذي هو مفخرة لكم، المونسنيور بربور الذي خدم البطريركية ونشكره على خدماته لسنوات طويلة، واليوم هو أمامكم وفرحت بأنه عاد شابا أكثر عندما عاد الى قنات لم يكن هكذا قويا وشابا في البطريركية، وأشكره على كلمته وأشكر أخينا شيبان على الكلمة اللطيفة ورئيس البلدية على الكلمة اللطيفة التي ضمنها كلمات جميلة، وأشكر الأب العام على كل ما تفضل به".

وأردف: "العلامة الثالثة كانت لبنان، لبنان الذي مر بالخراب، خراب الحرب الكبيرة سنة الـ75 وما زلنا الى اليوم متواصلا وللأسف الخراب على المستوى السياسي الذي يعطي نتائج خراب للاقتصاد والتجارة والصناعة، نتائج بإفقار الشعب وتهجيره، نتائج فقدان الشبيبة بنوع خاص ثقتهم بلبنان فيلومون أهلهم لماذا ولدوا في لبنان، ويطالبون أهلهم ليجلبوا لهم فيزا للذهاب الى الخارج، الخراب السياسي الذي زعزع كل الهيكل الوطني. نجد في المقابل مجتمع مدني يبني، ففي سنة ال2000 بخروجنا من الحرب والدمار أتى الأخ وسام معروف ثم أصبح كاهنا والآن رئيسا عاما، وبدأ مع جماعة صغيرة في خدمة المسنين والفقراء، ويجمعهم في أحد البيوت وعندها كنت ما أزال مطرانا، وقد زرتهم في إنطلياس، وأريد أن أحيي معكم المطران يوسف بشارة الذي بارككم وثبتكم وأنتم كنتم تكففون الدموع وتلملمون جراح الحرب، وتعطون الفرح والبسمة للناس وهذه كانت علامات من العناية الإلهية، وقد إنطلقتم وكبرتم وأتى المحسنين على أرضكم من جهة كثروا المحسنين وكثرت المؤسسات وبارك ربنا الدعوات وأعطاها، واليوم أنتم في قضاء بشري، وأخبرني أخينا المطران مارون كيف في الصدفة كان هذا اللقاء لإرادتين، تفكيركم في الخدمة وتفكير أخينا ميشال بإنشاؤه هذه المؤسسة. هذه كلها علامات العناية الإلهية".

وقال: "في كل مرة لدينا وجع وألم أكان وفاة شخص عزيز علينا أو كان مرضا أو أي مشكلة في حياتنا الإجتماعية أو العائلية أو الزوجية أو الوطنية، وعلينا فتح نافذة صغيرة نحو الله ونقول للرب ماذا تريد من هذا الوجع ومن هذا الألم الذي أعيشه ودائما ربنا لديه الجواب، دائما ربنا حاضر ونحن المؤمنون بالصليب مؤمنون بالمسيح الفادي الذي إفتدى البشرية كلها، مؤمنون كلنا بحضور الله في هذا العالم رفيق كل إنسان من أي دين ولون وثقافة، أهدى الله كل الناس، المسيح لكل الناس صليب الفداء لكل الناس، المكان الذي يوجد فيه الصليب يوجد الله، يوجد الخلاص يوجد العطاء هذا الذي في هذه الليلة في هذا اللقاء الجميل بحجر الأساس لهذا المشروع الخير تعلمنا الأمور الثلاثة. ميشال عندما مررت بهذه الصعوبة فتح قلبك لهذا العمل ونحن هنا. وقنات العزيزة التي تألمت وتهجرت وجرحت ونكل بها وأعطت شهداء، هي تكبر بكم وبمؤسساتكم وبهذه المؤسسة"، لافتا إلى أن "لبنان يكبر بشعبه بالمؤمنين وبالجماعة الرهبانية الجديدة "رسالة حياة" بكل إنسان مؤمن وكل عائلة مخلصة، وكل الذين يعضون على جرحهم ويبنون رغم كل شيء". وحيا الراعي "رؤساء البلديات والمخاتير الموجدين معنا وغير الموجودين لأقول لهم أننا كلنا ننظر الى المجتمع المدني والمجالس البلدية لتأخذ بيدها ضمن إمكانياتها، لنحافظ مع بعضنا والكنيسة بكل مؤسساتها أبرشياتها ورهبانيات وكل ما لديها من مؤسسات تربوية، مدارس، جامعات، مستشفيات، مراكز إنسانية وإجتماعية المتوفرة لكل حاجات الناس، فضمن الخراب على المستوى السياسي وحده المجتمع المدني الذي يقوم، وهنا دور الكنيسة معكم، ولا بد أن تمر هذه الغيمة ولكن علينا أن نبني ونرسخ البنيان"، شاكرا "كل الذين رافقوكم الأب العام، الحاضرون في بالكم رافقوكم في كل الدرب، والذي ذكرتهم أيضا البعض منهم ولكن أريد أن أشكر مجددا المطران حنا علوان النائب البطريركي العام الذي رافقكم ليس فقط كرجل قانون، لكن رافقكم بحب وأنا شاهد، وعندما قلت لكم بانه "بروتكتوركم" لأنه كان دائما يأتي إلي بطلبات لا أستطيع أن أرده بها". وختم لقاءاته التحضيرية مع المحسن، وقال: "أريد أن أهنئك أنت رجل الايمان الكبير ورجل القرار ورجل الثبات في قراراتك الرب يكون معك ويباركك، وهو وحده يكافئك على الخير الذي عملته والذي تعمله". بعد ذلك، بارك البطريرك الموقع المعد للبناء برش المياه المقدسة، ووضع حجر الأساس للدير، وأقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.

 

الراعي من بشري: نقول للسياسيين اخرجوا من أنانياتكم ومصالحكم وأنقذوا الوطن

الأحد 18 أيلول 2016 /وطنية - دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي السياسيين، كتلا نيابية وأحزابا سياسية وأعضاء في البرلمان والحكومة، الى "الخروج من أنانيتهم ومصالحهم الخاصة والفئوية ومن أسر مواقفهم وإرتباطاتهم وإرتهاناتهم لينقذوا الوطن بإنتخاب رئيس للجمهورية من أجل إحياء البرلمان والحكومة. وليتمكنوا من إصلاح ما يجب إصلاحه من قانون إنتخاب عادل، والمشاركة المتوازنة في السلطات العامة، والسير بموجب الدستور والميثاق الوطني وصيغته التطبيقية". كلام الراعي جاء خلال ترؤسه القداس الإحتفالي بمناسبة تقديس الأم تريزا في كنيسة السيدة في بشري، حيث عاونه المطرانان مارون العمار وحنا علوان، المونسنيور فكتور كيروز، المونسنيور يوسف فخري وكهنة رعية بشري، في حضور النائب السابق جبران طوق، باتريك الفخري على رأس وفد من عائلة الشهيدين صبحي ونديمة الفخري، المحامي روي عيسى الخوري، الشيخ سعيد طوق وأعضاء من المجلس البلدي والمخاتير وحشد من أبناء البلدة، إضافة الى راهبات مرسلات المحبة راهبات الأم تريزا. بداية القداس، ألقى المونسنيور كيروز كلمة بإسم كهنة بشري والعائلة قال فيها: "يا صاحب الغبطة وجودكم اليوم في ما بيننا ليس إلا فعل شكر لله الذي أعطى كنيسة المسيح هذه الأم القديسة في أيامنا هذه لتكون صوتا صارخا في عالم اليوم للرجوع الى الله وللالتفات الى حاجة الإنسان المعذب والمحروم ولمساعدة القريب. تكريم الأم تريزا في مدينة بشري اليوم هو تكريس تاريخي لدور هذه الأرض المقدسة في تبيان الإيمان والرجاء في عرين هذا الوادي المقدس، وليستمر هذا الجبل الصامد في البشرى للانجيل وعمل الخير والحفاظ على الوطن الغالي. وإليكم يا صاحب الغبطة كيف تميز عذاب الفراق والموت في قلب صهري وأخي الى دعوة الأم تريزا لإحلال رسالة الحب في التضحية والخدمة".

وتابع: "من 19 سنة وبليلة إرتفاع الصليب، جلست طوال الليل مع أختي وزوجها وكنت أستمع منهما للقصص الشيقة عن إبنهم الضابط فخر فخر عندما كان يمارس واجبه في الجيش اللبناني. وكان مرارا عديدة يتقاسم عشاءه مع فقراء المنطقة وكل ما ترسله أمه من طعام، وكان ذلك يعطيه فرحا وإنشراحا ذاتيا. وقد أخبرني كيف كان يمضي بعض الليالي في الصلاة مع رفاقه (...) ومضينا قسما كبيرا من الليل، نبحث كيف يمكن تكرار هذا العمل الخير، ووقع القرار بأن يقدموا بيتهم الى الأم تريزا لديمومة عمل الخير والمحبة. وأرسلنا كتابا الى الأم تريزا في كالكوتا وتحقق الحلم وكتبت أنا شخصيا الى الأم تريزا شارحا لها بالتفصيل عن حاجات المنطقة في تلك الأيام الصعبة أيام الحرب. وكان وقع كتابي كالصاعقة على قلب الأم تريزا. كما رددت على مسامعي في ما بعد الأم نيرمالان، فوافقت الأم تريزا شخصيا وبأمر منها، أن يفتح هذا البيت حالا على إسم راهبات مرسلات المحبة. ونعتبر هذا الحدث عملا نبويا. وطلبت الأم تريزا إرسال مسؤولة الشرق الأوسط الى بشري وقبول المبادرة، وهكذا أفاض الرب نعمه على هذه المدينة. جاءت القداسة الى بيتنا وعمت الخيرات والبركات على بشري مع راهبات مرسلات المحبة بإسم يسوع المسيح في بيت الفرح The Home Of Joy، ودمتم يا صاحب الغبطة زخرا لنا وللكنيسة وللوطن".

الراعي

وبعد الإنجيل ألقى الراعي عظة بعنوان "كل ما صنعتموه إلى أحد إخوتي هؤلاء الصغار، فإلي صنعتموه"، جاء فيها: "هذا الكلام الإلهي سقط في قلب القديسة الأم تريزا دي كلكوتا، التي نكرمها اليوم، إذ نحتفل بقداس الشكر لله على أنه أظهر عظائمه فيها، وقد أعلنها البابا فرنسيس قديسة، وكتبها في سجل القديسين، راسما أن تكرم في الكنيسة الجامعة في مصافهم، وذلك الأحد 4 أيلول الجاري في بازيليك القديس بطرس الرسول في روما. ويسعدنا أن يتم هذا الإحتفال مع بناتها راهبات مرسلات المحبة هنا في بشري التي تستضيفهن، وهن يقمن بأعمال المحبة فيها وفي البلدات المجاورة. فباسمكم جميعا نهنئ أخواتنا الراهبات وجمعيتهن، رئيسة عامة ومجلسا عاما ورئيسة إقليمية، وجميع راهبات المحبة اللواتي يشهدن لمحبة المسيح في لبنان وهذا الشرق، حاضنات "الأفقر بين الفقراء"، وفقا للقاعدة التي رسمتها القديسة الأم تريزا وهي: ان الله هكذا أحب العالم حتى أنه بذل ابنه الوحيد، وما زال يحب العالم ويرسلك ويرسلني لنكون حبه وتحننه على الفقراء". أضاف: "النص الإنجيلي الذي سمعناه عاشته القديسة الأم تريزا، ووجدت فيه الدعوة التي سمعتها في داخلها من الرب يسوع في 10 أيلول 1946، وهي "التخلي عن كل شيء وخدمة المسيح في الأكثر فقرا بين الفقراء"، خدمة تروي عطشه اللامتناهي للمحبة ولخلاص النفوس. فراحت تخدم المسيح في الجائع والعطشان والعريان والغريب والمريض والسجين، أيا كان دينه ولونه وعرقه. فقدمت لكل واحد وواحدة منهم، على ما كانت تقول، "يدا ناعمة حاضرة للخدمة، وقلبا كريما حاضرا للحب". فأسست لهذه الغاية في 7 تشرين الاول 1950 جمعية مرسلات المحبة، وفي سنة 1963 فرع الأخوة مرسلي المحبة، وتباعا في سنة 1976 فرع الأخوات التأمليات، وفي سنة 1979 فرع الأخوة التأمليين، وفي سنة 1984 فرع الآباء مرسلي المحبة. وبتاريخ وفاتها في 5 أيلول 1997 أي منذ عشرين سنة كان عدد أعضاء جمعيتها 3842 راهبة فاعلة في 594 مركزا، و120 دولة. أعتقد أن هذه الأعداد قد تضاعفت، فثمار المحبة تتكاثر من دون قياس. فالأم تريزا كانت تردد: ليس المهم كم نعطي للآخرين، بل المهم أن نعطي الحب. كل عمل بسيط نعمله بمحبة الله يكون عظيما. وحيثما يكون الحب، هناك يكون الله".

وتابع: "في ضوء إنجيل اليوم، ميزت الأم تريزا بين المحبة الشاملة للجميع وكأنها من دون تحديد، وبين محبة كل إنسان بمفرده. فكانت تقول: "إذا فكرت بالناس جميعا كجماعات فقط، فهذا ليس حبا كما يريده المسيح. إن الشخص الفرد هو المعني بالحب الحقيقي، إني أؤمن بالحب وجها لوجه، لهذا الجائع، لهذا العطشان، لهذا العريان، لهذا الغريب، لهذا المريض، لهذا السجين". وأسفت لعدم إكتراث بعض الناس بهؤلاء المحتاجين الذين سماهم يسوع إخوته الصغار. ذلك أنهم فقدوا الإيمان والوعي. ولو فهموا قيمة هذا الإنسان المتألم لكانوا تصرفوا بوعي، وعرفوا ان الله يسكن فيه. وحينئذ يبدأون بمساعدته وبخدمته كما خدمهم المسيح نفسه".

وأردف: "يقول قداسة البابا فرنسيس أن الأم تريزا إستمدت قوة رسالة الحب من ثلاثة: أولا الصلاة أمام القربان، بالقداس اليومي عند الصباح والسجود ليسوع في السر المقدس عند المساء. وهكذا حولت كل عملها صلاة، وثانيا من المحبة التي تملأ قلبها وتستقيها من ينبوع الحب، يسوع المصلوب والقائم من الموت، الحاضر في سر القربان. هذه المحبة جعلتها قريبة من كل إنسان فقير ومتألم وجدته على طريقها أو بحثت عنه حيث هو على هامش المجتمع، وثالثا من الرحمة الفاعلة في أعمال تعنى بالجسد والتي يعددها إنجيل متى الفصل 25، وأعمال تعنى بالنفس والروح والمعنويات. الرحمة الفاعلة تعني الإهتمام بكل الإنسان وبكل إنسان. تقول لنا القديسة الأم تريزا، في يوم تكريمها، إن العالم بحاجة الى حب، بل عطشان الى الحب، فيجب على كل واحد وواحدة منا ان يحمل إليه هذا الحب الذي هو الله. فالله محبة. وحيثما يكون الله، هناك يكون الحب، إنها تدعونا لننشر ثقافة الحب بدل البغض، السخاء في العطاء بدل الأنانية، والمصالحة بدل النزاع، والمغفرة بدل الإساءة. وتقول لنا إن للعائلة دورا أساسيا في التربية على الحب الحقيقي، فالقديسة الأم تريزا تشير إلى دور الأم الأساسي في هذه التربية، فالأم هي قلب البيت، وهي التي تعطي الشكل للعائلة، فيما تحب وتعتني بأولادها. هي التي تجعل من البيت عش حب. في الواقع من الوالدين يتعلم الأولاد البسمة والغفران وقبول الآخر والتضحية بعضهم عن بعض، والصلاة معا، والعطاء من دون مقابل، والمساعدة المتبادلة".

وقال الراعي: "من شخصية القديسة الأم تريزا، ندرك أن الإصلاح في المجتمع والدولة إنما يأتي على يد أشخاص إداريين وسياسيين يسكن الحب في قلبهم، أي الله. عندئذ تأتي الحلول لكل الأزمات التي تتخبط فيها، على ما يقول القديس أغوسطينوس: "ضع الحب في قلبك، وافعل ما تشاء". هذا ما فعلته القديسة الأم تريزا دي كلكوتا كما فعل غيرها من الذين عاشوا المحبة الإجتماعية مثل الطوباوي الأب يعقوب حداد الكبوشي، مؤسس راهبات الصليب ومستشفى دير الصليب في جل الديب وسواه من المؤسسات الإجتماعية، وآخرون من الذين أصلحوا أوطانا وقد مارسوا السياسة فنا شريفا في خدمة الخير العام. إننا بروح القديسة الأم تريزا نقول للسياسيين، كتلا نيابية وأحزابا سياسية، أعضاء في البرلمان والحكومة: ضعوا المحبة في قلوبكم، بل ضعوا الله في قلوبكم، واخرجوا من أنانياتكم، ومصالحكم الخاصة والفئوية، ومن أسر مواقفكم وارتباطاتكم وارتهاناتكم، وأنقذوا الوطن بانتخاب رئيس للجمهورية من أجل إحياء البرلمان والحكومة، فيمكن آنذاك إصلاح ما يجب إصلاحه، من قانون انتخاب عادل، والمشاركة المتوازنة في السلطات العامة، والسير بموجب الدستور والميثاق الوطني وصيغته التطبيقية. هذا ليس بمجرد تمن، بل هو نداء إلى ضمير المسؤولين السياسيين لنقول لهم: أنتم، من خلال هذا النوع من الممارسة السياسية التعطيلية، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، إنما تمعنون في هدم الدولة كيانا ومؤسسات، وفي تعطيل الحياة الاقتصادية والتجارية والصناعية والسياحية في لبنان، وبالتالي ترمون شعبه في حالة فقر وهجرة وفقدان ثقة. إننا ندعوكم لتصغوا إلى صوت الهيئات الاقتصادية لكي تدركوا حجم الضرر الذي تسببونه بممارستكم لمثل هذه السياسة الهدامة. ونتطلع في الوقت عينه إلى أصحاب الإرادات الحسنة في المجتمع المدني ليعلوا الصوت، ويعبروا عن قلقهم وولائهم لهذا الوطن الذي يحتاج إلى مسؤولين مخلصين، يعملون إيجابيا وبشكل بناء من أجل حمايته وإعادته إلى مكانه".

وختم الراعي: "فلنرفع أفكارنا وعقولنا وقلوبنا إلى العلى، حيث تنعم القديسة الأم تريزا في مجد السماء بالمشاهدة السعيدة، طالبين شفاعتها لكي نكون مثلها شهودا لمحبة المسيح، ومعها ومع جميع القديسين نرفع نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

قداس في سيدة إيليج تكريما لشهداء المقاومة اللبنانية برعاية الراعي

الأحد 18 أيلول 2016 /وطنية - رعى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا في سيدة ايليج في ميفوق - القطارة، لمناسبة ارتفاع الصليب وتكريما لشهداء المقاومة اللبنانية، ترأسه راعي أبرشية جبيل للموارنة المطران ميشال عون عاونه فيه الأب شادي بشارة والأب يوسف متى، في حضور ممثل الرئيس أمين الجميل ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل سامي الخويري، ممثل وزير الاتصالات الشيخ بطرس حرب شقيقه كمال، النائبين نديم الجميل وسامر سعادة، الأباتي بولس نعمان، رئيس اقليم جبيل الكتائبي جورج حداد، رئيس رابطة سيدة ايليج الاعلامي كلوفيس شويفاتي وفاعليات سياسية وحزبية ورجال دين.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى عون عظة أشار فيها إلى أن "دماء الشهداء ستتشفع بهم أمام الله، لان الشهيد يعبر عن إيمان في المجد السماوي مع الرب يسوع وجميع القديسين"، متمنيا ان "يعطي الله اهلهم العزاء والسلوان وكل شهيد بذل دماءه كان مدماكا في بناء الوطن".

وقال: "ان استذكار شهدائنا الأبرار اليوم يزيدنا عزما على التمسك بأرضنا وبلبنان، ارض الشهادة والإيمان، وعلى التمسك بايماننا لكي نشهد في هذه البقعة من الارض التي وصفها القديس البابا يوحنا بولس الثاني ب"الرسالة" على كوننا شهود لقيم الإنجيل والمحبة، والحفاظ على التضامن مع كل أبناء الوطن بروح الشركة الحقيقية. يجب ألا نكون موجودين جسديا وعدديا فقط انما نوعيا بالارتكاز اولا على إيماننا بربنا والقيم التي نحن مدعوون الى عيشها. ان حياة الشهداء الأقدمين كانت مبشرا لتعاليم يسوع والإنجيل، لذلك لما كان المؤمن يخير بين حياته وبين ان ينكر المسيح، كان يختار الايمان والتضحية بحياته".

وختم: "عندما نتكلم عن شهادة الايمان اليوم، لم يعد هناك من اضطهاد مباشر، ولكن كل يوم نسأل عن إيماننا، وكيف نعيشه ونشهد له ونختار امام مواقف الحياة تعاليم يسوع وليس أفكار هذا العالم الذي يبنى على آرائنا البشرية. وإنجيل اليوم يشير الى هذا الامر وهذه رسالة الشهداء في الحفاظ على الوطن".

شويفاتي

وبعد القداس ألقى شويفاتي كلمة قال فيها: "وتبقى كنيسة الشهادة. فمنذ الفي عام والصخرة التي بنيت عليها تواجه ابواب الجحيم وتنتصر رغم كل المخاطر والاهوال، فهي كنيسة منذورة للحق بالمحبة بالشهادة. تبقى كنيسة الشهادة والشهداء نتضرع اليهم ونصلي من أجلهم اليوم. وتبقى كنيسة الشهادة للكلمة والحق والحرية. مع اول مطبعة وكتاب في شرق متعطش للكلمة، في اول كلية في عين ورقة أسست للنهضة المشرقية، في اول مدرسة مارونية رائدة ارتفعت في روما في عهود الجهل والظلام، في مجمع الآباء في اللويزة العام 1736، يوم سبقوا الثورة الفرنسية بأكثر من أربعة عقود، فأقروا إلزامية التعليم، والمساواة في الإرث".

أضاف: "وتبقى كنيسة الشهادة للكيان والاستقلال، من تمايز الجبل عن كل المحيط الخاضع للسلطنة العثمانية، الى عامية إنطلياس، الى لبنان الكبير مع البطريرك الحويك، وصولا للاستقلال الثاني وانسحاب الجيش السوري مع البطريرك صفير. وتبقى كنيسة الشهادة للفقراء، ألم تفتح الكنيسة أبواب أديرتها ومؤسساتها يوم عصف التهجير بالمسيحيين ولم يكن لهم من منقذ سواها؟ أتعلمون أن اكثر من مئة وخمسين ألف عائلة يرتزقون من مؤسساتنا الكنسية وتقديماتها؟"

وتابع: "نعم إنها كنيسة الحضور والوجود والبقاء. وتبقى كنيسة الشهادة للقيم والاخلاق والحرية ولوطن الرسالة. من دونها نحن تجار وكفار وعبيد واشرار. نعيش إنحلالا في القيم، تفككا في العائلات والمجتمع، عداوات عقيمة وشهوات سلطة قاتلة. أعطتنا الكنيسة وطنا يستحق الحياة، فقتلناه بأنانياتنا مرات ومرات وخنقناه حتى بالنفايات. ماذا فعلنا بلبنان؟ على اي أمانة نحافظ واي وصايا نتبع؟ الوطن ينهار أمام أعيننا، ونحن ننهش بعضنا البعض، نغرق بجهلنا وآثامنا وفسادنا. ندمر بحقدنا وأنانيتنا وغطرستنا ما بناه الآباء والاجداد على مر أزمنة العذاب والاضطهاد".

وقال: "اخوتنا ورفاقنا الشهداء سكنوا التراب ومدافن ايليج ليحافظوا على ارض الاجداد وحرية لبنان، فيما يعيدنا القيمون على مقدرات الوطن برؤيتهم المعدومة الى مجاهل العبودية وظلمات الكهوف. وما زالوا يغالون بتدمير الهيكل على رؤوسنا. اي فشل وجهل نعيش؟ عاجزون عن اختيار وانتخاب رأس للدولة، نحرق بيتنا ونحن في داخله لحسابات ومصالح شخصية صغيرة وحقيرة وآنية وأنانية".

وختم: "لا حياة لنا ولوطننا من دون الكنيسة وتعاليمها وقيمها. ونحن في رابطة سيدة ايليج ولمرة أخيرة وقطعا للشك باليقين، اخترنا طريقنا بمعونة سيدة ايليج ونسيرها بثبات وثقة وايمان. نعلن امام سيادة راعي الابرشية وقدس الاباتي والاباء الاجلاء...إن كنيستنا هي بطاقة هويتنا، لها انتماؤنا، بها التزامنا، واليها انتسابنا".

شاماتي

ومن ثم أشار فادي شاماتي الذي قدم ميدالية سيدة ايليج الى الاباتي نعمان إلى ان "ثلاثية نعمان قائمة على الانسان والحرية والوطن، وصنعت أحلام اليقظة وشكلت مسار القيم لأجيال الشباب المسيحيين وعلى راسهم "بشير الحلم".

بعد ذلك دشن عون والى جانبه نعمان والجميل وسعادة نصب شهداء الكنيسة من كهنة ورهبان وراهبات، فصلاة في مدافن الكنيسة لراحة نفوس الشهداء.

عدوان في ذكرى بشير من الجديدة: انتخاب عون رئيسا او قانون انتخابات جديد او مقبلون على التصعيد

الأحد 18 أيلول 2016

وطنية - نظم مركز الجديدة - البوشرية - السد في منسقية المتن الشمالي في حزب القوات اللبنانية، احتفالية وثائقية إنشادية في ساحة الجديدة، بعنوان "بشير الجميل بين الأمس واليوم"، إحياء لذكرى شهداء المقاومة اللبنانية وفي ذكرى استشهاد مؤسسها وقائدها الشيخ بشير الجميل، برعاية رئيس الحزب سمير جعجع، وحضور ممثله النائب جورج عدوان، النائب نديم بشير الجميل ممثلا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، النائب غسان مخيبر، بول كنعان ممثلا النائب ابرهيم كنعان، المطران جورج صليبا، رئيس بلدية الجديدة - البوشرية - السد أنطوان جبارة، رؤساء بلديات وأعضاء مجالس بلدية ومخاتير، ممثلي الأحزاب، فاعليات سياسية، اجتماعية، ممثلي الأجهزة الأمنية، وحشد من القواتيين.

وبعد النشيد الوطني ونشيد حزب القوات، رحب المختار شربل خوري بالحضور وشكر كل من أسهم في إنجاح الإحتفالية والأجهزة الأمنية وأهالي المنطقة ودائرة المتن وبيروت في مصلحة طلاب القوات اللبنانية، وقال: "أننا جيل تربى على مبادئ البشير ودرس عنوان الثورة وتعلم في كتاب العنفوان وقرر أن يسيج لبنان بدمه، هكذا أصبحنا أبناء القضية، وهكذا نبقى قوات لبنانية".

رياشي

ثم تحدث رئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات ملحم رياشي، وقال: "قلتم بشير بين الامس وبين اليوم؟ ان بشير الامس، هو بشيرنا اليوم وغدا والى الابد. بشير الصورة والاسطورة التي تحولت الى حلم شعب كامل بالخلاص، وحولت الرغبة في اليأس والهجرة فالرحيل الى اصرار على تحدي المستحيل. بشير الامس ايها السادة، هو من اختلق الاسطورة، وبشير الامس هو من صنع صورة المقاومة، وبشير اليوم هو سمير الصمود وحكيم المقاومة وحكمة الحقيقة الثابتة الراسخة التي اشعلها يوما رسول المسيح بقوله: انا هنا لا انا بل للكل ومن اجل الكل. ونحن هنا نقفل القلب على جروح العمر الذي مضى ونفتح العقل والعين والقلب على الزمن الآتي لاجل لبنان. وطن لمسيحييه ومسلميه، لكنه قبل كل شيء وطن الرسالة والحق والعدالة والحرية".

وتابع : "قالوا بشير الامس، اما نحن فنقول بشير الامس واليوم وغدا. قالوا بالامس قد اغتلنا لكم البشير، اما نحن فنقول الويل لكم لانكم لم تعرفوا كم من بشير خلقتم، والويل لكم لانكم لم تدركوا كم من جيل استولدتم، ليصبح موت البطل هو الرواية، وحياة البطل هي الحكاية.. في قلوب الاطفال ومعاجن الامهات وسيوف الرجال حكاية. هذا هو البشير بالامس واليوم وفي الزمن الآتي. بشير الامس وحد البندقية، اما بشير اليوم فهو سمير الوحدة المسيحية، تلك الوحدة المسيحية الأصيلة، وحدة الشجعان الاقوياء، وحدة الوصل من دون فصل، وحدة تفتح ذراعيها بشجاعة للزمن الآتي، ووحدة لا عيب فيها من احد على احد لان قاعدتها هي المصالحة، ووحدة لا منة فيها من احد على احد، لأن نبراسها سلام المسيح".

واخيرا اعتبر انها "منصة الانطلاق نحو وحدة مسيحية اسلامية عادلة، لتحمي لبنان وفكرة لبنان. وحدة بدأت من اوعا خيك، نعم اوعا خيك، لان ثمن خلافك مع خيك هو باهظ جدا وثمينة جدا.. تبدأ من اوعا خيك ولا تنتهي عند اوعا ابن عمك".

ابي اللمع

بعد ذلك كانت كلمة القيادي في حزب القوات إدي أبي اللمع، قال فيها: "إنها السنة الرابعة والثلاثون على استشهاد ابن الخامسة والثلاثين. استشهد بشير في ريعان الشباب لتبقى القوات اللبنانية مقاومة شابة لا تشيخ ولا تموت. ستبقى القوات اللبنانية حزب الأجيال التي تسلم الأجيال، والأبطال الذين ينقلون الشعلة الى الأبطال. وستبقى القوات اللبنانية العاصفة التي تجتاح أفكار التقليديين، وتدك عروش الإقطاعيين، وستبقى حاملة رياح الحرية والكرامة، ومن بشير الى سمير سنبقى كلما دق الخطر... قوات".

واضاف: "استشهد البشير ليشهد لنا التاريخ بأننا أبناء مقاومة لبنانية عمرها مئات السنين. استشهد ليشهد لنا التاريخ، بأن مقاومتنا من صنع ايدينا وعرقنا ودمائنا. كنا المقاومة الأولى في تاريخ هذا الشرق، وسنبقى الى جانب الحق وسيبقى الحق الى جانبنا. ليست مقاومتنا مستوردة بقرار خارجي، وليست خاضعة لسوق العرض والطلب بحسب مصالح الدول. على هذه الارض أطلق البشير شرارة المقاومة اللبنانية، وعلى هذه الأرض ناضل واستشهد، وعلى هذه الأرض سنبقى نقاوم وسنبقى على وعد البشير..نحن أبناء هذا الوطن، ولكن الدولة في هذا الوطن لا تشبهنا. إن الدولة التي لا تقف معنا كل 14 ايلول على قبر رئيسنا الشهيد ليست دولة. هذه الدولة مقفلة، قصر رئاسي مهجور، ومجلس نيابي معطل، وحكومة مشلولة، وستبقى الحال على هذه الحال، الى أن تأخذ القوات اللبنانية دورها وحقها، والى أن يصح الصحيح، وستبقى الحال على هذه الحال، الى ان ننتخب رئيسا للجمهورية، قبل البحث باي قضية أخرى، لأن انتخاب الرئيس هو المفتاح لعودة الروح الى مؤسسات الدولة".

عدوان

اما عدوان الذي مثل رئيس حزب القوات فالقى كلمة جاء فيها: "بشير الجميل الرئيس، لم يكن رئيسا عاديا، رئيسا ضعيفا، رئيسا بلا لون. لم يكن حذرا في كلامه كي لا يزعل أحدا، فيكون بالتالي بلا موقف. لقد أتى من رحم المقاومة اللبنانية، يعرف ما يريد وما تريده هذه الجمهورية. أتى ليقوم بثورة تغيير ليحقق الجمهورية القوية، كما تريد القوات اليوم أن تحقق هذه الجمهورية. منذ أربعة وثلاثين عاما اغتالوا حلم الجمهورية القوية، هذا الإغتيال أوصلنا مع مرور الوقت الى الضياع الذي نتخبط فيه؛ ومرد هذا الضياع الى أن البعض يريد أن يكون القرار اللبناني خارج لبنان، يريد من الغير أن يقرر عنا، لكنني أعتقد أن لدينا كلبنانيين القدرة والمعرفة والتصميم لأن نختار رئيس جمهوريتنا بأنفسنا ونحن سنختار رئيس جمهوريتنا. بعضهم يريد رئيسا ضعيفا لكي يتحكم بقراره ولكي يكون هذا البعض هو الحاكم الفعلي ويكون الرئيس مجرد صورة، لأن الهدف من المجيء برئيس ضعيف إستكمال قيام هذا البعض بالصفقات لأن رئيسا قويا لن يسمح له بأن يقوم بالصفقات، والأهم أنه لن يشاركه في الصفقات التي سوف يجريها. باختصار هذا البعض يريد دولة ضعيفة على شاكلته ينخرها الفساد، غير قادرة على الوقوف على قدميها: لا يريدون دولة ولا يريدون لبنان وطنا كيانا نهائيا".

واضاف: "ان التاريخ يعيد نفسه مرة جديدة، وكما أن القوات وبشير وقفوا في وجههم من أجل إنجاز الدولة القوية، القوات وسمير جعجع اليوم في مواجهتهم من أجل تحقيق الدولة القوية. أود أن أطمئنكم كما وقف القوات وبشير آنذاك، القوات هي نفسها اليوم مع سمير جعجع ستواجه كل من يريد المجيء برئيس جمهورية بغية التحكم بقراره ولكي يتشارك معه الصفقات المشبوهة التي نحن مزمعون على وضع حد نهائي لها في لبنان، والمقاومة التي كانت بالسلاح ستكون اليوم بسلاح الموقف، بالتشبث بالحق، بالدستور، بتطبيق القانون، وبالشراكة الحقيقية، لأنه من دون شراكة حقيقية لا نستطيع بناء جمهورية، ومن دون شراكة ندية وحقيقية لا نستطيع بناء وطن أو المحافظة على سيادة".

وأردف: "في ذلك الوقت وقف بشير وقال لهم نريد الحفاظ على 10452 كلم2، واليوم تقول لهم القوات اللبنانية نحن مسؤولون عن ال 10452 كلم2 ولن نقبل بالتضحية بأي شبر من لبنان، ولن نقبل إلا بأن يمتد الكيان اللبناني على ال 10452 كلم2، ولكن لن نقبل أيضا إلا بأن تكون الدولة اللبنانية، وحدها، بجيشها وقواها الأمنية الذاتية، فارضة سلطتها وقرارها على ال 10452 كلم2". الكيانات نراها تتفتت والدول تتفتت، فهل سنسمح بتفتيت الكيان اللبناني؟ مؤكد لا.. لأن لبنان سيبقى لبنان، نموذج العيش المشترك، لبنان المسيحيين والمسلمين الذين يعيشون معا مؤمنين بلبنان أولا ويريدون لبنان أولا، لأنه يوم لا يبقى لبنان بوجهه المسيحي ووجهه المسلم وعيشه المشترك لا يكون لبنان ونحن نريده أن يبقى وطنا للتعددية وللتسامح لكي تنمكن من العيش فيه جميعنا معا".

وتابع: "في ذلك الوقت تدخل السوري والفلسطيني والليبي وغيرهم وغيرهم ، فوقفت القوات وبشير للقول لن قرار لبنان هو في يد اللبنانيين واللبنانيون وحدهم هم القادرون على اتخاذ هذا القرار. اليوم قرار الحرب والسلم ليس في يد اللبنانيين، فهو مخطوف من قبل فئة تتخذ القرار ساعة تشاء وتورط لبنان ساعة تشاء وتحارب حيثما تشاء وتذهب الى سوريا والى العراق من دون استشارة أحد ومن دون أن تأبه بالدولة اللبنانية. نحن يا أخوان في القوات اللبنانية لن نقبل أيضا بهذا. قرار الحرب والسلم سنتخذه جميعنا معا كلبنانيين وستتخذه الحكومة اللبنانية طبعا عندما سيصبح لدينا حكومة لبنانية".

وفي موضوع اللاجئين، قال: "وقفت القوات اللبنانية في ذلك الوقت ضد التوطين، واليوم أنا أقول لكم أن ليس فقط هناك خطر التوطين الفلسطيني فعندنا مليون ونصف لاجئ سوري، نحن لا نتعاطى بأي جدية مع وجودهم وهذا أمر مؤسف، وهو بدأ وكان وسيبقى ويزداد تشكيله خطرا على لبنان وعلى وجود الدولة اللبنانية وعلى تركيبة لبنان. لقد حان الوقت لكي يكون لنا جميعا كلبنانيين مقاربة واحدة لهذا الوجود، وحان الوقت لهذه الحكومة الفاقدة وعيها أن تستيقظ، وإذا كانت لا تريد أن تستيقظ علينا إيجاد حل آخر لكي نعرف كيفية التعاطي مع الوجود السوري واللجوء السوري الموجود اليوم في لبنان؛ أما أن نقف متفرجين متحدثين عن الشق الإنساني مفلسفين الأمور، فأن هذا لن يوصلنا الى أي مكان وكما تغاضينا في البداية في ذلك الوقت، عن الوجود الفلسطيني وحصلت الكارثة، أنا أنبه من هنا وأحذر أننا إن لم نبادر الى معالجة هذا الموضوع بسرعة، فنحن مقبلون على كارثة إن لم يكن على كوارث أكبر".

وعن الفساد، قال ايضا: "أصل الى موضوع اليوم، وأتصور أيضا أنه يهم كل اللبنانيين لأن، كما أنه على غرار السيطرة على قرار الدولة الخارجي، السيطرة حتى على جزء كبير من القرار الداخلي، ينخر الدولة ويسقطها. اليوم، هناك مرض عضال أكبر اسمه الفساد، ينخر الدولة من الداخل. هذا الفساد، ونتذكر كلنا، يوم استيقظ اللبنانيون على خبر انتخاب بشير الجميل رئيسا للجمهورية، لاحظوا التغيير في الطرقات والمؤسسات فسألوا ماذا جرى؟ بات المظفز يأتي الى وظيفته في الوقت المحدد، ويقوم بواجبات الوظيفة، يخافون من أن يتناول الرشوة.. ماذا حصل؟؟ الجواب: انتخب بشير الجميل رئيسا للجهورية، فتيقنوا أن القوات اللبنانية آتية لقطع رأس الفساد أولا. والقوات اللبنانية اليوم، تعدكم أنها سوف تقطع رأس الفساد لأن الفساد لا يقطع من أسفل..قاعدين يتمرجلوا على كم معتر!؟ فالفساد يكافح من الأعلى، من الرؤوس الكبيرة التي هي سبب الفساد، التي لولاها لما كان هناك فساد في الأسفل. نحن نمارس المرجلة على الموظف الصغير في حين أن الرؤوس الكبيرة والزعماء الكبار، لا أحد يجرؤ على الاقتراب منهم. الفساد يأكل كل شئ، يأكل البيئة من الكسارات الى معمل الباطون وآخر تداعياته عين داره، وصولا الى البحر وآخر قصصه كفرعبيدا، الى تلوث الأنهار وردم البحر. ردموا البحر وتقاسمه الزعماء وأزلامهم، آخذوا الأملاك العامة البرية، لم يكتفوا بالأملاك العامة البحرية، تاجروا بالنفايات، وأخروا الحلول كي يكملوا تجاراتهم. الى أين؟ وما زالوا مستمرين. لا تبدأ مشكلة الا ويجدون لها الحل".

وتابع: "نظمت وزارة الصحة 1100 محضر ضبط، ولم يتم توقيف أحد. يخسر المرفأ 700 مليون دولار من مداخيل الجمرك بسبب التهريب. واذا ما تمكنوا من ضبط مواطن بسيط يهرب أشياء بسيطة في مستوعب، فتقع الواقعة، وتنتشر الفضيحة. من اين سوف تسترجع الدولة هذه ال 700 مليون دولار اميركي؟ الكل يراهن أنه سوف تسترجع من جيوبكم وأموالكم. أما أنا فأقول لهم لا. هذه الأموال سوف تستعاد من أموال بعض السياسيين والمحميين من قبل بعض الأحزاب، وليس من أموال الناس"

وعن ملف الاتصالات، قال: "انترنت شرعي، وانترنت غير شرعي، وتخابر دولي .. جيد كل اللبنانيين، ومنذ سنة، يعرفون قصة الانترنت الشرعي، والانترنيت غير الشرعي، والتخابر الدولي الا الوزير وحده، والقضاء. الكل يعلم الا الوزير والقضاء.ان القصة سهلة، هناك 120 موزعا للانترنت. فليسأل هؤلاء ماذا فعلوا كي يأخذوا حق التوزيع؟؟ هذه مسألة بسيطة.. تم تحويل الملف الى القضاء، ولكن أي قضاء. هذا قدر، هناك قضاة وليس هناك قضاء. يوجد بعض القضاة النزيهين، أما الباقي فاسد أو مرتش أو تابع او مستتبع. ومع هؤلاء لا نستطيع أن نبني دولة لبنانية. وينبغي أولا أن نعالج القضاء، ونحوله الى قضاء حقيقي، لأنه الآن هو قدر على اللبنانيين، وليس قضاء"، واضاف "نصل الى التلزيمات. في كل بلدان العالم، هناك ادارة مناقصات. جاءت الحكومة، فسحبت مناقصات من ادارة المناقصات، لماذا؟ لأن هناك موضة جديدة، اصبح بعض الوزراء يضع دفتر شروط على قياسه، ويضع شروطا للمناقصة، تضحي معها المناقصة، من دون شروط وكأنها مفصلة على مقاس احد معين، كالميكانيك، ومناقصة دفتر السوق الخ ... تقوم قيامة مجلس الشورى وتقوم قيامة الناس والاعلام. لقد تمسحوا. تمسحوا. ما عاد أحد منهم يريد أن يحس".

وتابع: "لا أيها السادة، نحن دورنا كقوات لبنانية، كما كان دور بشير، أن ندع هؤلاء يحسون، ندخلهم الى السجون، كي نستطيع بناء الدولة. مؤخرا، اتحفونا بخبر في المواصلات. وهي الأهضم على الاطلاق. نسيت سردها لكم. لقد سمعت في أحد المؤتمرات الصحافية أن الانترنت سيصلنا بالفيبر اوبتيك، الذي مر عليه الزمن، مهللين أنه اختراع جديد، علما أنه تتوافر هذه الخدمة منذ زمن بعيد، وفي كل بلدان العالم. وفي لبنان، تم تركيب تجهيز مناطق عدة بالفيبر اوبتيك، منذ سنوات عديدة، ولم يتم استعماله لغاية تاريخه. اذهبوا واسألوا لماذا لا نستعمله؟؟ "

وأردف: "نحن كقوات لبنانية، ومن هذه الساحة بالذات، ساحة بشير الجميل، المواجهة لبيت حزب الكتائب اللبنانية، هذا الحزب الذي قدم شهداء للوطن. وبعيدا من هذه الساحة، بضعة مئات الأمتار، استشهد بيار الجميل، هذا الشاب الواعد الذي كان أمل لكل اللبنانيين بالمناقبية وبالاخلاق وبالوطنية. وطبعا، في هذه الساحة، يوجد بيننا، ابن بشير الجميل،الصديق والأخ والرفيق والحبيب نديم الجميل. من هذه الساحة، أود أن أشكر البلدية ورئيسها الذين استقبلونا في كنفهم برحابة صدر كي أقول، باقون على الوعد والعهد، لن نستكين حتى نبني الجمهورية القوية الخالية من الفساد، والتي يوجد فيها أناس نزيهون، يرفعون هاماتنا عاليا، لا يودون الا مصلحة لبنان العليا. وأخيرا، سنتكلم عما يحدث الآن في السياسة.اننا ذاهبون الى مرحلة تصعيدية، وبرأيي ان المسؤولية والحكمة تقضيان بفعل كل شئ، ونحن بشكل خاص، اقول ان هناك مدخلان لا ثالث لهما كي لا نصل الى هذا التصعيد لأن الاستقرار اساسي للبنان: المدخل الأول هو أن ننتخب رئيس جمهورية، ونحن في هذا الاطار، كقوات لبنانية رشحنا العماد عون، بعد مرور سنة ونصف على دراسة الأسس والمبادئ التي تم على أساسها هذا الترشيح، ووضعنا النقاط العشر التي تفاهمنا عليها، هذه النقاط التي تدخل في صلب الجمهورية القوية، واسمحوا لي أن أحيي صديقي الاستاذ ابراهيم كنعان والاستاذ ملحم رياشي لأنهما تكبدا مجهودا يستحقان التهنئة عليه. ترشيح العماد ميشال عون، ليس بحاجة أن ننتظر لا الى 28 ولا الى 13. انه بحاجة الى جلوس تيار المستقبل والشيخ سعد الحريري، والرئيس بري والاستاذ وليد جنبلاط للتكلم في أسرع وقت بهذا الموضوع لأن الأمور لا تنتظر التأجيل المستمر. في حال لم نصل الى نتيجة بهذا الموضوع، هناك موضوع آخر أساسي، يخفف أيضا من حدة الاحتقان ويمنع التصعيد هو قانون الانتخاب".

وتابع: "هنا، سنكون صريحين وواضحين أن اجراء انتخابات على أساس قانون الستين يعني تمديدا مقنعا وضربا للشراكة وعدم تطبيق الدستور وعدم مشاركة كل المكونات وعدم تمثيل كل اللبنانيين. من دون قانون جديد، ليس المسيحيون من سيعاني من عدم صحة التمثيل، بل أكثرية الشعب اللبناني تكون غير ممثلة بشكل صحيح. فقانون الدوحة لا يؤمن ابدا صحة التمثيل. يوجد حل وحيد الا وهو النزول الى المجلس النيابي والتصويت على قانون انتخابي جديد في أول الدورة العادية التي تبدأ في منتصف الشهر المقبل. في هذا المجال، ان القوات اللبنانية لن تترك وسيلة، ولن تدع الأمور تصبح وكأن شيئا لم يكن. نريد قانون انتخابات جديد، ومن لا يريد الوصول الى تصعيد، فليذهب الى قانون انتخابات جديد. ليس هناك أوضح من هذا. من هذا المنطلق اتمنى على الجميع، وتداركا للأمور المقبلة الدخول من هذين المدخلين لأن وحدهما يجنبونا ويجنبون البلد، ويدعونا في الاستقرار".

وختم اخيرا بالقول: "من هذه الساحة بالذات، اكرر وعدي، واكمالا لما صنعه بشير الجميل والقوات اللبنانية حينها، ان القوات اللبنانية اليوم لن تتعب ولن تكل ولن تتغير، تغير غيرها ولا تتغير، باقية وصامدة كي تحقق الجمهورية القوية. عاشت القوات اللبنانية، عشتم وعاش لبنان ".

وتخلل الاحتفال وقفات إنشادية، مترافقة مع عرض لصور الرئيس الشهيد بشير الجميل إضافة لمقتطفات من أقواله وأقوال رئيس الحزب سمير جعجع.