المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 24 أيلول/2016

اعداد الياس بجاني

رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.september24.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين، وآخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين

أَلظَّافِرُ أُعْطِيهِ مِنَ ٱلمَنِّ ٱلخَفِيّ، وأُعْطِيهِ أَيْضًا حَصَاةً بَيْضَاء، وَعَلَى ٱلحَصَاةِ ٱسْمٌ جَدِيدٌ مَكْتُوبٌ لا يَعْرِفُهُ أَحَدٌ غَيْرُ ٱلَّذي يَأْخُذُهُ"

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فارس سعيد: أهل لاسا أهلي

طلال المقداد: لاسا لن تكون مصدرا لسجال طائفي

الدويهي: مفاوضات لشـرائها من أبناء جزين وهل يبيع آل الحريري عقاراتهم في كفرفالوس؟

 "الانباء": بـــري يُحضرّ لجلسة تشريعية بمن حضر والانتخابات النيابية حاصلة "ولو نزلت السما عا الارض"

زهرا: لن نحضر الجلسة إلا بعد وضع قانون الانتخابات.. وهذا ما اتفقنا عليه مع “التيّار”

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 23/9/2016

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الجمعة الواقع في 23 ايلول 2016

المعارضة العونية تنمو: خلوة تدريبية

فتفت: رفض برّي لعون هو الموقف الحقيقي لحزب الله

الأحرار: لا جدوى لأي تحرك في الشارع سوى رئاسياً

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

قهوجي تفقد اللواء اللوجستي في كفرشيما:الأوضاع الأمنية تحت السيطرة ولدينا كامل القدرة على مواجهة الإرهاب

حوار اعلامي مع كاغ ولازاريني الاربعاء عن اولويات الأمم المتحدة في لبنان

 اسمع يا ابراهيم الأمين ..!

سلام لمس في نيويورك حرصاً على الاستقرار واجماعاً على الانتخاب وموفدون دوليـون في لبـنان قريبـاً لتسـهيل انجاز الاســتحقاق

لقاءات سلام في نيويورك لم تثمر تقاسما لعبء اللجوء.. ووعود بالمساعدة ولا بوادر لانفراجة رئاسية قريبة..واجتماع مجموعة الدعم فرصــة للخرق

عودة سلام غدا تحرك الاتصالات الحكومية بعد تحريك الدعم الدولــي

فرنسا تسعى لانجاز الاستحقاق قبل اجتماع "المجموعة" فـــي باريس

اجتماعات سياسية امنية تضبط عين الحلوة والمعارضة العونية تلتقي غدا

أبو عرب: اجتماعاتنا متواصلة والعبث ممنوع واعتقال ياسين ينعكس هدوءا فـي عين الحلوة

بعد ردّه على «لعنات باسيل» بسام أبو زيد: جبران لن يرث عون .. إنّما سيرث المسيحيين!

اللبنانيون للحريري: ترشيحك لعون انتحارٌ ونهاية لتيارك

قليموس: لتحسين التمثيـــل المسيحي و بدء التحضيرات لمؤتمر الرابطة المارونية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

هادي: إيران تقود مشروعاً تدميرياً باليمن عبر المرتزقة

مستشار خامنئي: اتفاق أميركي روسي حول سوريا يتجاهل إيران

فرنسا: الأسد يلعب بورقة التقسيم وحلفاؤه يدعمونه

السويد.. مجرمو حرب سوريون تسللوا بين اللاجئين

ترامب وكلينتون قبل المناظرة الأولى: هذه نقاط الضعف والقوة

ديلي تلغراف": "داعش" والسلاح الكيماوي في معركة الموصل

 "تايمز": حلب تحترق وسماؤها مشتعلة

موقع اميركي: قتلى غارة دير الزور سجناء و"اموات" منذ سنة!

غولن اكد انه سيعود الى تركيا اذا طردته الولايات المتحدة

متحدث اممي: الامم المتحدة تبحث عن طريق جديد لايصال المساعدة الى حلب

وزارة الصحة المصرية: 133 قتيلا على الاقل حصيلة غرق زورق المهاجرين و 6 مصابين

هكذا ستتصرّف فرنسا بأموال رفعت الأسد

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

السرايا النائمة».. الناقمة على الأمن والآمنين/علي الحسيني/المستقبل

حزب الله .. الفراغ أو الفراغ/جانا حويس/المستقبل

السياسة في لبنان بُروجٌ عاجيّة والانتخابات النيابية بروائح كريهة/ايلي الحاج/النهار

خرَّبوا الوطن فكيف يبنونه؟/الدكتور سامي الريشوني/النهار

يا مسرحيي بيروت نريد بيروت!/ عقل العويط/النهار

مكاسب جعجع والسيناريو المُكرَّر/أسعد بشارة/جريدة الجمهورية

مَن لا يريد إنتخابَ ميشال عون رئيساً؟/جورج حايك/جريدة الجمهورية

الرهان على «إنهاك الحريري» ما له وما عليه؟/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

لبنان على اللائحة السوداء/عزة الحاج حسن/المدن

حزب الله وجبهة النصرة/محمد آل الشيخ/الجزيرة

لبنان يحيي أجواء 1975/سليم نصار/الحياة

هل يتمدد النزاع في سورية بين سوريي الداخل ولبنان والجوار/عادل مالك/الحياة

بين «الديموقراطية التوافقية» والميثاقية الطوائفية/ريمون شاكر/الجمهورية

النفايات وفضيحة الرش بالمياه  لتفادي إحراقها/الهام فريحة/الأنوار

الهواجس (2) الثور الأبيض والثور الأسود/خليل الخوري/الشرق

الموارنة يستخدمون عضلات الشيعة لانتزاع ما أخذه السنة”/شارل جبور/موقع القوات اللبنانية

التحالف الوطني (الشيعي) إطلالة إيرانية على العراق/هارون محمد/العرب

سورية وأسبوع الصخب في نيويورك/راغدة درغام /الحياة

التدمير النفسي للأجيال الجديدة/عبدالعزيز التويجري/الحياة

إيران وصناعة الإرهاب/محمد الباهلي/الإتحاد

في الردود على ظريف/حسام عيتاني/الحياة

الانتخابات الأميركية: ما نعلمه.. وما نجهله ونخشاه/أمير طاهري/الشرق الأوسط

ماذا عن التغيير الديموغرافي في سورية/وليد شقير/الحياة

جبهات العداء للسعودية والعرب والإسلام/رضوان السيد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي من بشري: ينبغي التعالي عن المصالح الفئويـة وعار على السياسيين عدم خروجهم من مواقفهم المتصلبة

"لقاء الجمهورية" اشاد بانجازات الجيش وحــذر مــن تســلح النازحيـن

 باسيل من نيويورك: النزوح أخطر ظاهرة تصيب المنطقة والعالم

حوري: الانتخابات النيابية وفق قانون "الدوحة" اذا لم نقرّ البديل والبلد على مفترق خطيـر ولا بد من تفعيل التشـريع والحكومة"

الانهيار الامني في سوريا قد يدفع الجهود الدولية لانجاز الاستحقاق الرئاسي و"تسوية" على السـاخن او البارد تنتج رئيسـا حياديا وسـلة حل شـامــل

الرئيس أمين الجميل تسلم من سكاف دعوة لحضور الذكرى السنوية الاولى لزوجها

سفيرة تشيلي والامين العام للخصخصة في الديمان

أبي رميا التقى رئيس مجلس نواب كندا: لتعزيز قدرات الجيش لمواجهة الإرهاب

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين، وآخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين

إنجيل القدّيس مرقس10/من28حتى31/:"بَدَأَ بُطْرُسُ يَقُولُ لَيَسُوع: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنا كُلَّ شَيءٍ وتَبِعْنَاك!».قالَ يَسُوع: أَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: ما مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ، مِنْ أَجْلِي ومِنْ أَجْلِ الإِنْجِيل، بَيْتًا، أَوْ إِخْوَةً، أَوْ أَخَوَاتٍ، أَوْ أُمًّا، أَوْ أَبًا، أَوْ أَوْلادًا، أَوْ حُقُولاً، إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ، الآنَ في هذَا الزَّمَان، بُيُوتًا، وَإِخْوَةً، وَأَخَوَاتٍ، وأُمَّهَاتٍ، وأَوْلادًا، وحُقُولاً، مَعَ ٱضْطِهَادَات، وفي الدَّهْرِ الآتِي حَيَاةً أَبَدِيَّة. كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين، وآخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين».

 

أَلظَّافِرُ أُعْطِيهِ مِنَ ٱلمَنِّ ٱلخَفِيّ، وأُعْطِيهِ أَيْضًا حَصَاةً بَيْضَاء، وَعَلَى ٱلحَصَاةِ ٱسْمٌ جَدِيدٌ مَكْتُوبٌ لا يَعْرِفُهُ أَحَدٌ غَيْرُ ٱلَّذي يَأْخُذُهُ"

رؤيا القدّيس يوحنّا02/من12حتى17/:"يا إِخوَتِي، قالَ ليَ ابْنُ الإِنسان : «أُكْتُبْ إِلى مَلاكِ ٱلكَنِيسَةِ ٱلَّتي في بِرْغَامُس: هذَا ما يَقُولُهُ مَنْ لَهُ ٱلسَّيفُ ٱلْمَاضي ذُو ٱلحَدَّين: إِنِّي عَالِمٌ أَيْنَ تَسْكُن، هُنَاكَ حَيْثُ عَرْشُ ٱلشَّيطَان. إِلاَّ أَنَّكَ مُتَمَسِّكٌ بِٱسْمِي، وما أَنْكَرْتَ إِيمَانَكَ بي، حتَّى في أَيَّامِ أَنْتِيبَاسَ شَهِيدِي وأَمِينِي، ٱلَّذي قُتِلَ عِنْدَكُم، حَيْثُ يَسْكُنُ ٱلشَّيطَان. ولكِنْ لي عَلَيكَ مَآخِذُ قَلِيلَة، وهِيَ أَنَّ عِنْدَكَ هُنَاكَ أُناسًا مُتَمَسِّكِينَ بِتَعْلِيمِ بِلْعَام، ٱلَّذي كانَ يُعَلِّمُ بَالاقَ أَنْ يُلْقِيَ حَجَرَ عَثْرَةٍ أَمامَ بَنِي إِسْرَائِيل، لِيَأْكُلُوا مِن ذَبَائِحِ ٱلأَوثَانِ وَيَزْنُوا. وهكَذا أَنْتَ أَيْضًا عِنْدَكَ أُنَاسٌ مُتَمَسِّكُونَ بِتَعْلِيمِ ٱلنِّيقُولاويِّين. فَتُبْ إِذًا، وإِلاَّ فإِنِّي آتِيكَ عَاجِلاً، وأُحَارِبُهُم بِسَيْفِ فَمِي. مَنْ لَهُ أُذُنان فَلْيَسْمَعْ ما يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ لِلكَنَائِس: أَلظَّافِرُ أُعْطِيهِ مِنَ ٱلمَنِّ ٱلخَفِيّ، وأُعْطِيهِ أَيْضًا حَصَاةً بَيْضَاء، وَعَلَى ٱلحَصَاةِ ٱسْمٌ جَدِيدٌ مَكْتُوبٌ لا يَعْرِفُهُ أَحَدٌ غَيْرُ ٱلَّذي يَأْخُذُهُ".

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فارس سعيد: أهل لاسا أهلي

/22 أيلول/16/اعلن منسق الأمانة العامة لـ”14 آذار” النائب السابق الدكتور فارس سعيد في تغريدة عبر حسابه على “تويتر” ان “كلاماً نسب “لاهالي لاسا” انتقد بلغة تهديدية مضمون المؤتمر الصحافي الذي عقدته في قرطبا”.

وأكد سعيد “أهل لاسا أهلي وهذا بيان كاذب هدفه ترهيبي”، وختم: “عنوان غلط”.

 

طلال المقداد: لاسا لن تكون مصدرا لسجال طائفي

المركزية- في جديد ملف لاسا، والنزاع الدائر حول اراضيها، شكل البيان الصادر عن اهالي لاسا امس محور نقاش لدى المعنيين. فبعد رد النائب السابق فارس سعيد امس على البيان، قال طلال محسن المقداد احد فاعليات قضاء جبيل عبر "المركزية" "ان السجالات الاعلامية المعلومة والمجهولة المصدر لا تمثل الا من صدرت عنهم، لكن في الوقت ذاته نؤكّد على ان ما تتفق عليه القوى المعنية في الطائفة الاسلامية الشيعية مع البطريركية المارونية تحت سقف القانون، وما يضمن حقوق الجميع في لاسا هو الهدف المرجو والدائم، من هنا نؤكّد مجددا ان بلدتنا لاسا لم ولن تكون مصدرا لسجال طائفي أو مذهبي من أجل مآرب سياسية او مصالح خاصة". اضاف المقداد "ان بلدة لاسا لبنانية تؤمن بالعيش المشترك وحسن الجوار كما ان اهلها معنيون بها وهنا نقصد الجميع لن يكونوا عرضة لبازارات السياسة والمصالح، في حين ان مقتضى المصلحة الوطنية يحتم تكاتف الجميع لتمتين العيش المشترك أمام هجمة تريد العبث بهذا الخيار الذي لا يملك اللبنانيون سواه".

 

الدويهي: مفاوضات لشـرائها من أبناء جزين وهل يبيع آل الحريري عقاراتهم في كفرفالوس؟

المركزية- لا تزال قضية العقارات المزمع بيعها في منطقة كفرفالوس في دائرة الرصد والاهتمام. فبعد الكلام عن أن نازك وهند وفهد الحريري يتجهون إلى بيع مليون و700 ألف متر مربع من الأراضي ذات "المواقع الاستراتيجية" في المنطقة، أصدر فهد الحريري بيانا نفى فيه نيته بيع العقارات المشار إليها. غير أن هذا الأمر لم يبدد المخاوف مما يعرف بـ"بيع الأراضي لغير المسيحيين"، خصوصا مع دخول شخص من آل تاج الدين على خط الصفقة، فيما تخاض معارك سياسية تحت عنوان "حقوق المسيحيين". هذه الصورة تجعل الأنظار تتجه أولا إلى المعنيين بقضايا بيع الأراضي، لا سيما منهم "حركة الأرض" التي ما انفكت تنادي بأهمية بقاء المسيحيين في أراضيهم، حفاظا على وجودهم الحضاري والتاريخي في لبنان. وفي معرض سؤاله عن القضية، أوضح رئيس "الحركة " طلال الدويهي لـ "المركزية" أن "العقارات المشار إليها يملكها كل من فهد وهند والسيدة نازك الحريري. وقد تبلغنا من مصادر ثقة أن الأخيرتين ليستا في وارد البيع، خلافا لفهد الحريري، الذي وإن كان أصدر بيانا نفى فيه اتجاهه إلى البيع، غير أنني أعتقد أنه سينجز الصفقة فعلا، وبشكل سري". وأعرب عن اعتقاده أن "بيان الحريري أتى بعد الضجة الاعلامية والضغط العائلي لعدم سلوك اتجاه البيع. غير أن أخطر ما في الأمر أن علي تاج الدين دخل على خط الصفقة".

وشدد الدويهي على "أننا خائفون من أن يحصل البيع فعلا، ونحاول إجراء مفاوضات مع فهد الحريري شخصيا ليشتريها عدد من المستثمرين من أبناء جزين، قبل أن يبيعها لآخرين، علما أن هناك مخاوف ديموغرافية، خصوصا أن لهذه العقارات مواقع استراتيجية، وتحوي مباني متضررة، قد يعمد إلى ترميمها. وهذا يخفي صراعا لا يزال خفيا". ولفت إلى أن "ما يهمنا هو ألا يبيع المسيحيون أراضيهم لأن لا وطن بلا أرض، والتاريخ ابن الجغرافيا، وليس العكس. وقد باع المسيحيون كثيرا من عقاراتهم وأراضيهم، وهذا أمر يؤثر على وجودنا والنسيج الديموغرافي، على وقع امتداد من الآخرين في اتجاهنا بشكل مبرمج ومنهجي. ما يحتم علينا مزيدا من التصدي، والنشاط لمواجهة ما يجري". وعن مواقف نواب المنطقة (وهم عونيون) من الملف، في وقت يخوض فيه التيار الوطني الحر "معركة حقوق المسيحيين"، أشار الدويهي إلى أن "النائب أمل أبو زيد من أكبر المساهمين في هذا المجال، وهو من داعمي حركة الأرض. كما أن النائب زياد أسود نشيط في هذا الشأن".

 

 "الانباء": بـــري يُحضرّ لجلسة تشريعية بمن حضر والانتخابات النيابية حاصلة "ولو نزلت السما عا الارض"

المركزية- افادت صحيفة "الانباء الكويتية" ان "رئيس مجلس النواب نبيه بري اوعز الى دوائر مجلس النواب بإعداد العدة لجلسة تشرين الأول التشريعية بمن حضر، (نصاب اكثري عادي)". واشارت الصحيفة وفق معلومات واردة اليها الى ان "بري طلب من دوائر المجلس تحضير جدول الأعمال المتضمن بنوداً ملحة وضرورية على حد وصفه، على ان تلي هذه الجلسة جلسة انتخابية يعقدها المجلس، بغية التجديد لأعضاء لجانه النيابية واعضاء هيئة مكتبه، باستثناء الرئيس ونائب الرئيس". ونقلت "الانباء" عن زوّار رئيس المجلس انه يردد بإصرار ان الإنتخابات النيابية حاصلة في مواعيدها الدستورية، "ولو نزلت السما على الأرض"، ويجزم ان "لا تمديد لولاية المجلس الحالي حتى ليوم واحد، فإجراء الإنتخابات البلدية الأخيرة فضح المستور وغير المستور في التمديد النيابي من ذرائع سبقت لتبريره".

 

زهرا: لن نحضر الجلسة إلا بعد وضع قانون الانتخابات.. وهذا ما اتفقنا عليه مع “التيّار”

موقع القوات اللبنانية/23 أيلول/16/حتى الساعة يبدو، رئيس البرلمان نبيه بري، مصراً وعازماً، على عقد جلسة لا بل جلسات تشريعية مع بدء الدورة التشريعية الثانية للمجلس والتي تبدأ اول ثلثاء بعد 15 تشرين الاول للقضايا المالية والتي وصفها بالملحة معلناً انه ليس بحاجة لاكثر من 65 نائباً”. وردّاً على كلام برّي، شدّد عضو كتلة حزب “القوات اللبنانية” النائب انطوان زهرا على ان “القوات” لم ولن تغيّر موقفها. واردف عبر الـOTV، ” لن نحضر الجلسة إلا بعد وضع قانون استرداد الجنسية أو قانون الانتخابات ضمن الأولويات وهذا ما اتفقنا عليه مع “الوطني الحر”، كما حصلنا على تعهّد من الرئيس الحريري بأننا لن نحضر اي جلسة مقبلة لا يكون على جدول اعمالها قانون الإنتخابات. واضاف: “اما القضايا الملحة قد اقرّت بسبب الضغوط التي مارسها المجتمع الدولي، ولكن اليوم لا يوجد اي قضايا اهم من قانون الإنتخاب والموازنة التي لم يتم وضعها على جدول الأعمال لغاية الآن”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 23/9/2016

* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”:

“يا سامعين الصوت..”

تحت هذا العنوان النداء اندرج تحرك لبنان في الامم المتحدة، وكلمتا الرئيس تمام سلام أمام الجمعية العامة والمواقف التي أطلقها في لقاءاته والوفد المرافق وفي مقابلاته الصحافية والاعلامية.

الرئيس سلام شدد على نقطتين:

-المساعدة في انتخاب رئيس للجمهورية.

-التحذير من خطورة الوضع اللبناني الراهن لا سيما في ظل ضغط النازحين السوريين.

وفيما انتهت مهمة الرئيس سلام في نيويورك بقي الوضع السياسي في بيروت عالقا بين ثلاث شبكات:

– الاولى: جلسات مجلس الوزراء لجهة استئنافها طالما ان الميثاقية تجلت في مشاركة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بصفته وزيرا للخارجية في تحرك رئيس الحكومة.

-الثانية: تبريد مواقف التيار باتجاه عدم استعمال الشارع في يوم جلسة الانتخاب الرئاسي الذي لن يتحقق في الثامن والعشرين من هذا الشهر.

-الثالثة: سبر أغوار إمكانات استئناف الحوار الوطني ودعوة الرئيس نبيه بري الى جلسة جديدة خصوصا وان كتلة الوفاء للمقاومة شددت على ذلك.

وتبقى سلة الحلول للخروج من المأزق السياسي الحالي جاهزة لدى الرئيس نبيه بري على ان يتبلور موقفه وموقف تيار المستقبل من المرشح الرئاسي وهنا تقول اوساط سياسية إن الامر لا يتوقف على ذلك بصورة رئيسية ونهائية وإنما هو جزء من مسار الوضع في المنطقة عموما وسوريا خصوصا وبالمنطق الدبلوماسي الواضح ان الاساس هو مصير التفاهم الاميركي-الروسي على الهدنة في سوريا.

هذه الهدنة غير معمول بها في ظل الخلاف بين واشنطن وموسكو الامر الذي انعكس تصعيدا في الغارات على حلب ومقتل العشرات وبينهم أطفال.

* مقدمة نشرة اخبار الـ”mtv”:

يعود رئيس الحكومة من نيويورك السبت وفي جعبته الكثير من التوصيات الحازمة والوعود بمساعدة لبنان على تثبيت وضعه الامني والتخفيف من ثقل النزوح السوري.

اما التوصيات فتتقدمها حتمية انتخاب رئيس بجهد لبناني جدي لان لا حلول مرتجاة تأتيه من الاقليم المشتعل، لكن الواقع مغاير، فالرئيس سلام حائر يدعو مجلس الوزراء الى الاجتماع ام لا يدعوه، وان فعل فمن باب عدم الرضوخ للتعطيل والجلسة شكلية وستخلو من القرارات الهامة.

في الاثناء انشغل الجيش بتثبيت استقرار عين الحلوة بعد قبضها على الداعشي عماد ياسين، في وقت اكد وزير الدفاع للـ MTV انه حسم التمديد لقائد الجيش ووجد التخريج لموقع رئيس الاركان.

في سياق متصل، يواصل التيار الحر استعداداته لخوض تجربة الشارع بعدما اقفلت في وجهه السبل لايصال العماد عون في الجلسة الرئاسية المقبلة.

اقليميا، اعلن بشار الاسد حربا شاملة على شرق حلب في مؤشر على فشل موسكو وواشنطن في التوصل الى اتفاق الحد الادنى على تمديد الهدنة هناك.

* مقدمة نشرة اخبار “الجديد” :

تبيح الحرب السياسية في لبنان استخدام الاسلحة المحظورة محليا بما فيها الاوراق المصرفية لتدخل حسابات التمديد بالحساب الجاري ماليا وارهابيا على حد سواء، فقائد الجيش العماد جان قهوجي اودع في الرصيد انجازا بحجم قطف راس داعش الذي كان يخطط لاغتيالات في الجنوب يتقدمها استهداف الرئيس نبيه بري وسوق النبطية وشخصيات رفيعة، لم يعزل هذا الصيد الثمين عن محيطه السياسي وتزامن وكشف حساب تضمن اعفاءات لقهوجي من التقيد بسقف المبالغ المستثناة من استمارة عمليات الايداع النقدية، والسياسة سلف ودين، آثر قائد الجيش الرد في ميدانه فجال على الوحدات العسكرية مؤكدا ان الجيش قادر على مواجهة الارهاب بمعزل عن محيط لبنان المضطرب، وحرص على الاشادة بالعملية التي وصفها بالنوعية الدققية والاحترافية لاستخبارات النخبة وادت الى توقيف امير داعش في مخيم عين الحلوة ما جنب البلاد تفجيرات دموية.

وما لا يقال في الميدان تكشف عنه المصادر اذ تقول ان قائد الجيش رفض طلب الاعفاءات المصرفية ورد الطلب موجود لدى ادارة المصرف وسوف يبرزه بعد يومين، اما المصرف المذكور في مقال الزميل ابراهيم الامين فان ليس هناك من حسابات اصلا لا لقائد الجيش ولا لابنائه.

واذا كان الوطن قد تعافى بضربة استباقية فانه يتلاطم بالضربات السياسية من خد الى خد من دون ان يستحي زعماؤه او ينتابهم اي وخزة ضمير مفاجئة، صيتنا السيء الذكر اصبح على المنابر الدولية حيث لم يتوان رئيس الحكومة تمام سلام امام الجمعية العمومية للامم المتحدة عن الاعتراف بالهزيمة وتحميل مجلس النواب اللبناني مسؤولية التعطيل، قائلا ان بلدي لبنان يعيش ازمة سياسية حادة عنوانها عجز مجلسنا النيابي منذ اكثر من سنتين ونصف عن انتخاب رئيس للجمهورية، لم يشعر احد بانه معني هنا وكل يمضي الى معركته على ابواب جلسة 28 من الجاري غير المنتجة لشبح رئيس، فيما يتقلب العونيون على خيار الشارع كسلاح اخير في تشرين، ولكن اي شارع هذا الذي سيفرض التغيير؟ فاللبنانيون اختبروه مليونا بمليون، والتيار الوطني تحديدا لجأ الى هذا الخيار من دون طائل وعليه ربما وجب تغيير الطرح ونقل الضغط من الشارع الى السلاح الاقوى وهو التهديد بالاستقالة من مجلس النواب في 13 تشرين، وما دام الجنرال عون يعتبر مجلس النواب مؤسسة غير شرعية ونوابه لم يوافقوا على التمديد الذي فرض عليهم فلماذا لا يرفضون الوكالة ويصححون الخطأ بالاستقالة؟ فاما ان ينزلوا عنهم ورقة التين الزرقاء واما ان الكتلة البرلمانية العونية سوف تكون شريكة في الجرم.

* مقدمة نشرة اخبار الـ”NBN”:

بقدر ما أظهرت مخططات داعش خطورة بحق لبنان كما بينت اعترافات أميرها، بقدر ما اطمأن اللبنانيون الى قدرة جيشهم في إجهاض المشاريع الارهابية.

اعترافات عماد ياسين أكدت أن تنظيم داعش كان يخطط لكرادة جديدة في لبنان اي مجازر ارهابية مروعة ارادها أن تتكرر في استهداف كازينو لبنان ووسط بيروت ومصرف لبنان ومحطتي توليد الكهرباء في الجية والزهراني وسوق الاثنين في النبطية، وقوات الطوارئ الدولية ومحلات تجارية في ضبية ودوريات عسكرية وشخصيات سياسية.

اعترافات امير داعش أكدت ان لبنان لا يزال في عين الارهابيين ما يفرض تعزيز سبل المواجهة أولا في دعم المؤسسة العسكرية وترجمة الثقة بالجيش قولا وفعلا ومنع الشغور في قيادته.

تعزيز المواجهة الوطنية يفرض ايضا اعادة تفعيل المؤسسات التشريعية والتنفيذية المجمدة لحسابات سياسية.

أمن البلد وأمان المواطنين أكبر من اية مصالح مهما كان حجمها، ومن هنا ينطلق الرئيس نبيه بري في تصميمه لعقد جلسات تشريعية عدة مع بدء الدورة الثانية للمجلس التي تبدأ في أول ثلاثاء بعد 15 تشرين الأول المقبل وستكون تلك الجلسات مخصصة للقضايا المالية الملحة لتدارك الاخطار التي تتهدد البلد ولا تتحمل اي تأجيل.

أمام حجم تلك المخاطر لا يتوقف عقد الجلسة عند اي ميثاقية، بل الانعقاد بحاجة الى 65 نائبا، فهل تمضي الحكومة ايضا بجلساتها بعد عودة الرئيس تمام سلام من نيويروك.

لبنان الذي بدأ يصرخ في أزمة النازحين يترقب الأوضاع السورية، الجيش السوري مضى في طريق تحرير حلب وأنجز مساحات من شرق المدينة المحتل في خطوة مهمة تطبيقا لخطة عسرية محكمة يواكبها الروس جوا.

المشهد السوري يتلخص بتقدم الجيش السوري في حلب.. مصالحات وتسويات في ارياف حمص ودمشق ودرعا.. استعدادات عسكرية لاستكمال عمليات الجيش في الجنوب.. وبوادر أزمة وجودية بين المجموعات المسلحة في الشمال تبدت من خلال الفتاوى والتحريم المتبادل بين حركة أحرار الشام المدعومة تركيا وجبهات تكفيرية أخرى لا تريد قتال داعش بل التفرغ لمواجهة الجيش السوري.

من هنا، تبدو الاسابيع الجارية حاسمة ميدانيا في سوريا ولا سيما في حلب والشمال.

* مقدمة نشرة اخبار “المستقبل”:

عودة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الى بيروت بعد مشاركته في اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة من المنتظر ان تعيد الحراكَ الى الساحة الداخلية، التي تنتظر نتائج الاتصالات المتعلقة بتنشيط عمل الحكومة، وبمسار الجلسة الانتخابية الرئاسية المرتقبة في الثامن والعشرين من الشهر الحالي.

امنيا بقي الانجاز الذي حققه الجيش بتوقيف امير داعش في مخيم عين الحلوة عماد ياسين، في دائرة الضوء بعدما أقر بمعلومات بالغة الخطورة.

وفي هذا السياق، تأكيد لقائد الجيش العماد جان قهوجي على جهوزية الجيش الكاملة لمواجهة الإرهاب، وحماية الاستقرار.

وفي المواقف من مواجهة الارهاب، اكد ولي العهد السعودي الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز لمناسبة العيد الوطني السعودي أن أجهزة الأمن السعودية استطاعت أن تحقق نجاحا مشهودا محليا وعالميا في مواجهة ظاهرة الإرهاب التي اجتاحت العالم.

* مقدمة نشرة اخبار الـ”LBCI”:

غريب هذا البلد، ما من مناقصة تجري فيه الا وتصاحبها فضيحة، هكذا حصل في باركينغ المطار، وهكذا حصل في المعاينة الميكانيكية، وهكذا جرى في الكوستا برافا، وهذا ما جرى اليوم في فض مناقشة جمع ونقل النفايات في كسروان والمتن الشمالي.

في مناقصة باركينغ المطار بوشر التطبيق على رغم اعتراض مجلس شورى الدولة، في المعاينة الميكانيكية تم السير بالنتائج على الرغم من الاعتراضات، في الكوستا برافا جرى تخفيض السعر 12 مليون دولار من دون تعديل السعر الاول ثم تخفيض السعر، واليوم فضت عروض جمع ونقل النفايات في كسروان والمتن الشمالي فانخفض السعر المقدم من 41 دولارا للطن الواحد الى 27 دولارا للطن، اي بانخفاض 14 دولارا للطن الواحد، علما ان الشركة الفائزة ستجمع وتنقل 1100 طن يوميا فكيف تخلت عن نحو ستة ملايين دولار سنويا؟ ومن اجل ماذا؟

جملة من الاسئلة تطرح حول الاعلان عن نتائج المناقصة اليوم، لماذا تاخر اعلان النتائج من حزيران الماضي حتى اليوم؟ كيف انخفض السعر من 41 دولارا للطن الى 27 دولارا للطن، كيف تزامن اعلان النتائج مع اعلان رئيس بلدية غوسطا عن قرب التوصل الى معالجة نصف نفايات كسروان في معمل في المنطقة وحصوله على موافقة مبدئية من وزير الداخلية. والسؤال الاخر كيف جرى الاعلان عن معمل كسروان من دون حضور رئيس اتحاد بلديات كسروان ومن دون الاشارة الى شرط موافقته؟

كثيرة هي التساؤلات حول ملف النفايات، والاجوبة لا تبدو متوفرة كليا وبطريقة شفافة.

* مقدمة نشرة اخبار الـ”OTV”:

تماما كما كان 23 أيلول 1982 تاريخ نهاية العهود الرئاسية الطبيعية في لبنان، كذلك يبدو 23 أيلول 2016 وكأنه تاريخ نهاية أسبوع، ونهاية شهر ونهاية فصل وختام مرحلة … غدا يعود تمام سلام… مطلع الأسبوع المقبل، سيحاول الرجل إحياء حكومته وهي شبه رميم … بعد المحاولة، يحل أربعاء 28 أيلول، موعد اللاجلسة، للارئيس، في اللاجمهورية واللادولة … في اليوم التالي، وتحت جنح ليل وظلام، يقوم سمير مقبل بتهريبته الأخيرة، وزاريا… بعدها يطل تشرين الخريف ومعه بواكير العواصف… ميشال عون يدرس خياراته الميثاقية الوطنية. ونبيه بري يدرس إمكاناته التشريعية بمن حضر … وسعد الحريري يدقق في قدرات عودته وقراره واستقراره واستقلاله … وسط تلك الرمال المتحركة، يكتفي الخارج الوصي علينا برسم خطين أحمرين: الأمن والمال . ممنوع مسهما، كي لا ينشغل الخارج بنا، وهو مشغول عنا أصلا بألف هم وأولوية … خطان أحمران، ممنوع خرقهما دوليا. لكن هل من يعلن وطنيا، أنه ممنوع الاستثمار فيهما أيضاً، لا بحجج رواتب، ولا بضجيج إرهاب؟! على الأقل، كي نظل ديمقراطية برلمانية. لا جمهورية موز. ولا جماهيرية عسكريتارية … ديمقراطية برلمانية، تبحث عن عقدها الميثاقي، مع عقد برلمانها الخريفي … فماذا سيفعل أهل ساحة النجمة؟ الجواب في تقرير خاص ضمن نشرة الـ OTV.

* مقدمة نشرة اخبار “المنار”:

رهن المحققين والمعنيين بقيت اعترافات عميد داعش في مخيم عين الحلوة عماد ياسين .. اما المعروف للجميع بأن رهان التكفيريين بالتسلل بين اعمدة الازمات اللبنانية افشلته يقظة الاجهزة الامنية من كسارة زحلة الى مخيم عين الحلوة..

الوطن بعمومه مستهدف من الخلايا الارهابية التي فككتها ضربة مخابرات الجيش النوعية امس، وشخصيات وطنية بالخصوص كانت تستهدفها خلايا ياسين الناشطة.. اما مساعي الاحزاب والشخصيات الوطنية والاسلامية اللبنانية والفلسطينية فقد اكملت الانجاز، عندما ابقته نظيفا، بعيدا عن ضريبة الدم التي حاول البعض تدفيعها للبنانيين والفلسطينيين كما عند كل انجاز امني..

انجاز احترافي كما وصفه قائد الجيش جان قهوجي، يؤكد ان الاوضاع الامنية تحت السيطرة، وان الجيش قادر على مواجهة الارهاب وحماية الاستقرار..

في سوريا جيش اثبت قدرته ولا زال على الحاق الخسائر بالارهابيين ومشروعهم المرعي اقليميا ودوليا، والجديد حملة الى شرقي حلب بدأها الجيش السوري منهيا المناورات السياسية الاميركية التي لم تستطع ان تعمر طويلا، فعاد الانجاز الميداني ليكون الحاكم على المسار السياسي..

مسار بدأت تبايناته بالظهور على المشهد الاقليمي، وصولا الى الكلام العلني لوزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي تحدث عن تباين مع السعودية حول طريقة حل الازمة السورية ..

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الجمعة الواقع في 23 ايلول 2016

النهار

نائب ومحطة معادية ...

دافع نائب عن إحدى المحطات المعادية لرئيس الكتلة النيابية التي ينتمي إليها ما أزعج نواباً زملاء له.

إلى الشارع ...

توقّع ناشط سياسي أن يناصر حزب "القوات" حليفه "التيار" في الشارع إذا رفع الثاني شعار قانون الانتخاب.

تواطؤ ...

اعتبر نائب أن الاتصالات غير الشرعية جاءت بتواطؤ أجهزة رسمية لم ترد أن تكشف عن الحقيقة.

موازنة "حزب الله" ...

يزداد الكلام عن تراجع حاد في موازنة "حزب الله" بات يؤثر في نشاطات بعض مؤسساته.

السفير

دقق مرجع رسمي في طبيعة العلاقات المالية المتداخلة بين شخصيتين معنيتين بالترويج لأحد المخارج السياسية.

تعامل القيمون على أحد المؤتمرات التي عقدت منذ يومين بطريقة بروتوكولية غير لائقة مع ممثل هيئة رسمية حيوية معنية بشكل أساسي بموضوع المؤتمر.

تردد أن بعض أعضاء الوفد الذي رافق الرئيس نجيب ميقاتي الى الديمان يشكلون النواة الأولى لمشروع اللائحة الانتخابية التي سيترأسها في عاصمة الشمال!

المستقبل

يقال

إنّ أحد المخضرمين في السياسة علّق لدى سؤاله في مجلس خاص عن قراءته للمواقف التصعيدية التي يتخذها "حزب الله" حيال الاستحقاق الرئاسي بالقول: "بغض النظر عن كل التصريحات والترشيحات، المشكلة الحقيقية أن الحزب لا يريد رئيساً في هذه المرحلة، ونقطة على السطر".

اللواء

كشف عضو في الوفد اللبناني أن الاهتمام الدولي يتركز الآن على خارطة طريق لمناطق التوتر في المنطقة، في إطار خطة تشبه ما حدث في أوروبا بعد الحرب الثانية.

طلب مرشّح رئاسي من الدائرة الضيّقة سحب أية تلميحات لخلافات مع مرجع كبير نافذ.

تقضي صيغة "الانتقال الوراثي" في حزب وسطي، بحصر المواقف السياسية والتعبير عنها برئيس الحزب.

الجمهورية

لاحظت أوساط سياسية أن موقعاً إلكترونياً تابعاً لمرجعية شمالية يشنّ هجوماً ضد شخصية سياسية شمالية أيضاً وينتقدها باستمرار.

تخوّف المتابعون من توقيت بعض التحرّكات تزامناً مع النزول العوني الى الشارع، متحدّثين عن قطبة مخفيّة.

إستغرب نواب في تكتل مسيحي موقف حليف لهم في شأن الإختيار بين الرئاسة وقانون الإنتخاب.

البناء

يروّج مسؤول مستقيل من خلال إعلاميين مقرّبين منه أنّ رئيس تيار سياسي يقترب من تسوية مشاكله السياسية والمالية والشخصية مع مسؤولين في دولة إقليمية، لكن التسوية بحسب أولئك الإعلاميين المقرّبين من المسؤول المستقيل تحكمها قواعد ومعايير وشروط سيتمّ تحديدها بالتفاصيل، وهي تعالج كلّ الملاحظات في الأداء والخيارات كما تتطرّق إلى تشكيل فريق العمل، وغير ذلك من التفاصيل.

 

المعارضة العونية تنمو: خلوة تدريبية

المدن - سياسة | السبت 24/09/2016/يقلّل مصدر بارز في المعارضة العونية من أهمية اللقاء الذي ينظمه معارضون عونيون السبت في فندق روتانا في الحازمية، "إذ هو لقاء اجتماعي بالدرجة الأولى وإن كان سيحضره ما يزيد عن المئة شخص، من الحزبيين السابقين المفصولين من التيار، ومن المناصرين للحالة العونية. وسيحضر الخلوة أيضاً شباب مغتربون من الجو نفسه". أي أنّ اللقاء لن يصدر عنه، وفق المصدر نفسه، أي بيان سياسي أو رد على إجراءات المحكمة الحزبية التي تستمر في فصل محازبين من التيار لأسباب "تافهة، ككتابة تعليقات على فايسبوك تزعج القيادة الحزبية".

بينما يشير مصدر آخر من المعارضة نفسها يشارك في الخلوة إلى أنّ اجتماع السبت "تدريبي" لنشطاء في المعارضة لتمكينهم من التواصل مع مناصري هذه المعارضة في المناطق اللبنانية المختلفة. ويلفت إلى أن الاجتماع ليس الأول من نوعه للمعارضة العونية لكنّ أهميته في أنّه يضّم عدداً أكبر من الناشطين.

ويشير المصدر الأوّل إلى أنّ "المعارضة العونية تنمو وتنظم نفسها أكثر فأكثر، وهي تضمّ مجموعات عدّة لكل منها أسلوبها لكنّها جميعها تنسق مع بعضها البعض باستمرار". وهذا لا يعني بحسب المصدر نفسها أنّ المعارضة العونية منقسمة على نفسها، إذ إنّ الإختلاف في أسلوب العمل بين المجموعات لا يعني اختلاف هدفها الأول وهو تنظيم الحالة العونية المعارضة للقيادة الحزبية، و"المجموعة التي تثبت أنّ أسلوبها يوصل المعارضة إلى هدفها بشكل أسرع وأضمن من أساليب المجموعات الأخرى، ستجد المجموعات الأخرى تحتذي بأسلوبها عن قناعة".

ويلفت المصدر نفسه إلى أنّ القيادة الحزبية تقدمّ هدايا مجانية للمعارضة و"أكثر من المتوقّع"، إذ "لم يعد في مقدورنا استيعاب الوافدين إلينا، خصوصاً أنّ الاجراءات الحزبية بدأت تطال أشخاصاً عاديين في التيار لا صفات قيادية لهم، وذلك لمجرد استضافتهم قياديين مفصولين من الحزب إلى العشاء، أو كتابتهم بوستات على مواقع التواصل الاجتماعي تنتقد القيادة". ويرى أنّ "القيادة الحزبية دخلت في منطق تصفوي متدحرج بات من الصعب عليها الخروج منه، فتراها تستمر في اجراءاتها التعسفية ضدّ المحازبين لأتفه الأسباب. وهذا في النهاية هدية ثمينة للمعارضة التي تخطو يوماً بعد يوماً خطوات متينة نحو تنظيم نفسها". وفي السياق ورد على صفحة من صفحات المعارضة العونية على فايسبوك بعنوان: Forward- - الى الأمام رسالة إلى قيادة التيار الوطني الحر جاء فيها: "لا نعرف كيف نشكركم (...) ممارساتكم (...) ترسل يومياً إلى صفوف المعارضة، ما لا قدرة لنا على استيعابه، ربما علينا أن نبذل جهداً أكبر على هذا الصعيد. كان نابوليون يقول: عندما يبدأ عدوّك بإرتكاب الأخطاء فإياك أن تقاطعه. أمّا نحن فنجازف ونشير إلى أخطائكم علناً لأننا نعلم أنكم (...) لن تتعظوا".

 

فتفت: رفض برّي لعون هو الموقف الحقيقي لحزب الله

"السياسة الكويتية" - 23 أيلول 2016/أكد عضو كتلة “المستقبل” النائب أحمد فتفت لصحيفة ”السياسة” الكويتية أن لا جواب عند الرئيس سعد الحريري للعماد ميشال عون في ملف الرئاسة، وبالتالي على عون أن ينتظر الجواب من “حزب الله”، لأن الحريري قدّم كل ما لديه وكلّ ما عنده، وعلى الفرقاء الآخرين وتحديداً “حزب الله” أن يسعى الى إيصال مرشّحه، مشدداً على أن موقف تيار “المستقبل” واضح “لناحية استعدادنا لتأمين الحضور الميثاقي والنصاب العددي لجلسة الانتخاب”. وقال فتفت إن موقف رئيس مجلس النواب نبيه برّي الرافض لانتخاب عون هو الموقف الحقيقي لـ”حزب الله”، وهناك نوع من توزيع أدوار حتى لا تكون هناك رئاسة، مؤكداً أن الحزب يسعى بكل جهده لإبقاء الفراغ في الرئاسة، ولافتاً الى أن خيار الشارع لن يوصل الى مكان، لا بل على العكس فإنه قد يُوصل البلد الى الخراب.

 

الأحرار: لا جدوى لأي تحرك في الشارع سوى رئاسياً

وكالات/23 أيلول/16/اعتبر "حزب الوطنيين الأحرار"، في بيان بعد الاجتماع الاسبوعي لمجلسه الاعلى برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون "ان الجامع المشترك بين الاعتصامات والتظاهرات المرتقبة لأسباب متعددة هو ممارسة الضغوط لتحقيق المطالب"، مشددا على "ضرورة تفادي شلل الحكومة بعد فراغ سدة الرئاسة لتبقى قادرة على إدارة الشؤون العامة كونها تتولى مجتمعة صلاحيات رئيس الجمهورية". ورأى الحزب "ان لا جدوى لاي تحرك في الشارع في الظرف الراهن سوى المطالبة بانجاز الاستحقاق الرئاسي الذي يؤدي الى تشكيل حكومة جديدة والى تفعيل مجلس النواب وانتظام المؤسسات. من هنا إصرارنا على هذه الأولوية والابتعاد عن إغراق الحكومة المنهكة بمطالب يستحسن تأجيلها رغم أحقيتها. هذا مع تأييدنا حق التظاهر الذي يكفله الدستور متى تم ملء الفراغ والتصدي لكل المطالب من قبل المؤسسات المختصة". واكد أن "توقف الحوار يجب أن يشكل رافعة لتسريع انتخاب رئيس الجمهورية وإلا فقد الحوار أهليته وأغرق الساحة السياسية بالشعبوية والمزايدات. ونذكر في المناسبة برفض فكرة المؤتمر التأسيسي الذي يعمل البعض على فرضه كأن لا وجود للدستور ولإتفاق الطائف وللصيغة اللبنانية. وعندنا أن المطلوب اليوم المباشرة بتطبيق البنود التي لم تطبق بعد وبإعادة النظر في ما تم تطبيقه في شكل مخالف لروحية اتفاق الطائف والدستور والميثاق". واعلن ان "القضاء مطالب بحسم موضوع الاتهامات المساقة ضد محطة ال "أم تي في" مما يسمح بجلاء الحقيقة ووقف التشهير الظالم بالقيمين عليها. ونذكر هنا بمواقف هذه المحطة التي شكلت متنفسا وسندا للبنانيين الذين رفضوا الخنوع للهيمنة السورية ولحلفائها المحليين. ولا ننسى ما عانته المحطة من إضطهاد ادى الى وقفها سنوات عدة وكأن المطلوب إسكات الأصوات المنادية بالحرية والسيادة والاستقلال. وأخشى ما نخشاه ان يكون هنالك من يريد الثأر منها برمي التهم عليها وبمحاولة استفرادها لتصفية الحسابات القديمة معها. وبانتظار قول القضاء كلمته نعلن وقوفنا بجانبها وعدم السماح بتلطيخ سمعة أصحابها والمسؤولين فيها، وهذا مبدأ قانوني عام يجب احترامه ايا تكن الاعتبارات". وطالب الحزب "بموقف لبناني جامع من مسالة النزوح السوري، وهذا ما ظهر في كلمة رئيس الحكومة في الامم المتحدة، مع التأكيد على ضرورة الإنتباه الى ما يتم تداوله في المؤتمرات المخصصة للنازحين، والتي تظهر خطة لتوطينهم من دون الأخذ بخصوصية الدول التي يلجأون اليها. علما ان لبنان استقبل أكبر عدد من النازحين السوريين مقارنة مع الدول الأخرى لجهة عدد سكانه وامكاناته، لذا يقتضي أخذ الحيطة والحذر في الدفاع عن حقهم بالعودة الى بيوتهم وأرزاقهم، على أن تتولى الأمم المتحدة الإشراف على هذه العودة التي يمكن ان تبدأ تدريجيا بإقامة تجمعات سكنية للنازحين في المناطق الآمنة داخل الأراضي السورية حفاظا على هويتهم وعلى النسيج الاجتماعي لبلدهم".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

قهوجي تفقد اللواء اللوجستي في كفرشيما:الأوضاع الأمنية تحت السيطرة ولدينا كامل القدرة على مواجهة الإرهاب

الجمعة 23 أيلول 2016 /وطنية - تفقد قائد الجيش العماد جان قهوجي، اللواء اللوجستي في كفرشيما، حيث جال في مديرياته وأقسامه، واطلع على سير العمل في مشاغله. ثم اجتمع بالضباط والعسكريين وزودهم التوجيهات اللازمة. وأثنى قائد الجيش على جهود اللواء اللوجستي "للحفاظ على صلاحية الأعتدة والأسلحة المتوافرة لدى الجيش وتأمين الاستثمار الأقصى لها"، مشددا على "أهمية التكامل بين الجهوزية اللوجستية والإدارية للوحدات العسكرية، وضرورة مواكبة المساعدات التي يتسلمها الجيش تباعا بالتدريب والصيانة اللازمتين". وعلى صعيد مهمات المؤسسة العسكرية، نوه قهوجي ب"العملية النوعية الدقيقة والاحترافية التي نفذتها قوة من مديرية المخابرات يوم أمس، وأدت إلى توقيف أمير داعش في مخيم عين الحلوة، ما جنب البلاد تفجيرات دموية كان الموقوف مع شبكة تابعة له بصدد تنفيذها في العديد من المناطق اللبنانية". وختم قهوجي مؤكدا أن "الأوضاع الأمنية تحت السيطرة، وأن الجيش لديه كامل القدرة على مواجهة الإرهاب، وحماية الاستقرار الوطني بمعزل عن الظروف المحيطة بالوطن".

 

حوار اعلامي مع كاغ ولازاريني الاربعاء عن اولويات الأمم المتحدة في لبنان

الجمعة 23 أيلول 2016 /وطنية - أعلن مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ في بيان اليوم، عن "تنظم حوار اعلامي مع كاغ ونائب المنسق الخاص والمنسق المقيم والمنسق الانساني للأمم المتحدة فيليب لازاريني، الساعة 11,00 يوم الاربعاء في 28 الحالي، وذلك في مكتب المنسق الخاص في اليرزة. ويتخلل الاجتماع نقاش مفتوح بين مسؤولي الأمم المتحدة والصحافيين حول عمل الأمم المتحدة وأولوياتها في لبنان، عقب إجتماعات الجمعية العامة في نيويورك".

 

 اسمع يا ابراهيم الأمين ..!

كتب أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين-المرابطون العميد مصطفى حمدان على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي متوجهاً إلى رئيس تحرير صحيفة الأخبار إبراهيم الأمين قائلاً:

اسمع يا ابراهيم الأمين ..

دع عنك العماد جان قهوجي قائد الجيش ، وما كتبته كان خطأً فادحاً في الزمان و المكان كي لا نقول أنه مشبوه .

واعلم أن المسّ بهذا الأسلوب المتدنّي إعلامياً بالعماد جان قهوجي وعائلته ، يدفعنا إلى أن نقول لك بأن التواضع والدروشة الذي تدّعيه لا يمتّ إلى حقيقتك وحقيقة من يدعمك ويموّلك من ثنائيات المذاهب والطوائف، وإذا أردت أن تعلم فاعلم بأننا نعلم الكثير الكثير ولتُفتح الملفّات المالية لنا جميعاً ، دون الاختباء تحت شعارات رنّانة سواء في جريدة الأخبار أو غيرها ولنصل إلى من يموّل المموّل.

اسمع يا ابراهيم الأمين ..

دع عنك العماد جان قهوجي ، فهو شئت أم أبيت الأمين على دم الشهداء في الجيش اللبناني ، وهو القائد الذي يخوض معركة مكافحة الإرهاب بكل تداعياتها والإنجازات التي تتحقّق في حماية الوطن والمواطن ، وآخرها اعتقال أمير داعش في عين الحلوة هو نصرٌ للجيش ولجان قهوجي، ولكميل ضاهر، ولوليد سلمان، ولكل ضابط ورتيب وفرد في الخدمة الفعلية، وللعماد إميل لحود، وللعماد ميشال عون، ولشامل روكز، وكل المتقاعدين الأحياء منهم والأموات .

هذا جيشنا ومن يحاول أن يُدخله في متاهات سيرك السياسة اللبنانية ، والمعارك الدونكشوتية في الانتخابات الرئاسية ، فهو متآمر وعميل قذر لداعش ومن يديرها، ولمشاريع التآمر الخارجي والداخلي من اليمين إلى اليسار ومن الأعلى إلى الأدنى .

وأخيراً ، يا أيها المتفزلكون والمنظّرون في الصالونات المخمليّة القديمة والمستحدثة : " قائدنا جان قهوجي خط أحمر ، وجيشنا والحفاظ على معنوياته وقيمته الوطنية خط أحمر" .

 

سلام لمس في نيويورك حرصاً على الاستقرار واجماعاً على الانتخاب وموفدون دوليـون في لبـنان قريبـاً لتسـهيل انجاز الاســتحقاق

المركزية- تعيش الساحة السياسية اجواء من الترقب والانتظار لقناعة منها ان الايام والاسابيع المقبلة لا بد وان تحمل جديدا ما يؤدي الى تبدل في الوضعية الراهنة بفعل شغور رئاسي طال امده وتجاوز السنتين ونصف السنة وانسحب تعطيلا وشللا على عمل السلطتين التشريعية والتنفيذية. ومع عودة رئيس الحكومة تمام سلام والوفد اللبناني المرافق من الجمعية العامة للامم المتحدة والمنتظرة غدا بعد القائه كلمة لبنان بدأت تنكشف حقيقة ومضامين اللقاءات التي عقدها هناك على هامش الاجتماع الاممي مع رؤساء ونظراء تم خلالها التطرق الى الازمة اللبنانية وفي مقدمها اجراء الاستحقاق الرئاسي خصوصا وان الرئيس سلام كان طالب في كلمته امام الجمعية العامة العالم بالمساعدة على انتخاب رئيس للبنان. وتقول اوساط مطلعة على اجواء المشاركة اللبنانية في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة ان مضمون المحادثات التي اجراها الرئيس سلام مع كل من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وعدد من المسؤولين المشاركين كانت ايجابية وواعدة، سيما وانه تبين لرئيس الحكومة ولوزير الخارجية جبران باسيل الذي كان ايضا له اكثر من لقاء وتحرك في نيويورك وجود التقاء ارادات او افكار على الاقل حول ضرورة ايجاد حل للازمة اللبنانية التي لم تعد تستطيع انتظار تسويات المنطقة التي قد لا يكون امدها قريبا. والى الجدية التي لمسها الوفد اللبناني تضيف الاوساط ان سلام شعر وللمرة الاولى بحرص دولي على استمرار لبنان واستقراره والمباشرة في ايجاد الحلول لمشكلاته بدءا من اجراء الانتخابات الرئاسية. وان تلك الجدية الدولية التي لمسها الوفد اللبناني تتمثل في مسعى فرنسي فاتيكاني يحظى بدعم اميركي روسي يحرص على الاهتمام بنهضة لبنان والحفاظ على نموذجه الفريد في التعايش المسيحي – الاسلامي والتقاء الحضارات على ارضه والدفع في هذا السياق الى وقف هجرة المسيحيين من لبنان والشرق الاوسط ككل وذلك من خلال الحفاظ على المنصب المسيحي الوحيد في العالمين العربي والاسلامي المتمثل بالرئيس اللبناني. وتشير الاوساط الى ان موفدين ينتظر وصولهم الى لبنان في المرحلة المقبلة للمساعدة على انتخاب رئيس الجمهورية انطلاقا من الحرص الدولي على الاستقرار وعلى وجوب ملء الشغور وقد سبق لرئيس مجلس النواب نبيه بري ان اعلن بعد تعليق جلسات الحوار الوطني ان لبننة الاستحقاق فشلت واننا بتنا بحاجة الى الخارج لانجاز الانتخابات. وتربط الاوساط هنا بين وصول الموفدين المزعومين وبين ما كان اعلنه واكده رئيس المجلس النيابي ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق من ان انتخاب رئيس الجمهورية سيكون حتما قبل السنة الجديدة.

 

لقاءات سلام في نيويورك لم تثمر تقاسما لعبء اللجوء.. ووعود بالمساعدة ولا بوادر لانفراجة رئاسية قريبة..واجتماع مجموعة الدعم فرصــة للخرق

المركزية- يعود رئيس الحكومة تمام سلام غداً الى بيروت بعد أن اختتم زيارته لنيويورك بالقاء كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للامم المتحدة ليل أمس. مصادر مطلعة على أجواء اللقاءات التي تسنّى لرئيس الحكومة عقدها على هامش مشاركته في فاعليات المنتدى الاممي، وأبرزها ضمّه الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، أكدت لـ"المركزية" أن معظم محادثاتها دارت في رحى ملفين أساسيين، الشغور الرئاسي واللجوء السوري، وهما القضيتان اللتان استحوذتا على الجزء الاكبر من خطاب سلام في الجمعية العامة.

في مسألة الاستحقاق الضائع، تشير المصادر الى ان رئيس الحكومة كرر خلال اجتماعاته دعوة قادة العالم الى التدخل لدى الجهات المؤثرة في الواقع اللبناني لتسهيل إنجاز الانتخابات الرئاسية، وهو ما قاله علنا في الجمعية العامة، حيث اعتبر ان "الواقعية تفرض علينا الاعتراف بان حل مشكلة الشغور الرئاسي في لبنان ليس في ايدي اللبنانيين وحدهم"، داعيا "كل اصدقاء لبنان ومحبيه وكل الحريصين على عدم ظهور بؤرة توتر جديدة في الشرق الاوسط من أجل مساعدة اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية". وفي هذا الاطار، تلفت المصادر الى ان سلام لم يلمس لدى هولاند أو لافروف، أي بوادر حلحلة قريبة للازمة الرئاسية، رغم تجديد الرجلين التزامهما العمل لاتمام الانتخابات، الا انهما شددا على ضرورة لبننة الحل، فيساعد اللبنانيون أنفسهم أولا ليساعدهم الخارج لاحقا. غير أن اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان الذي تبلغ رئيس الحكومة من الرئيس الفرنسي بمسعى "باريسي" لعقده في تشرين الثاني، قد يشكّل فسحة لتنسيق المجتمع الدولي جهوده لاخراج الاستحقاق من عنق الزجاجة بما يحصن الساحة اللبنانية في ظل ارتفاع المخاوف الدولية من تعرض استقرار لبنان لاي انتكاسات اذا ما ازدادت الازمة السورية تعقيدا في المرحلة المقبلة.

أما في ملف اللجوء السوري الى لبنان والذي لم يوفّر سلام أي فرصة في نيويورك لاثارته والتذكير بالتأثيرات السلبية التي تركها هذا العبء الثقيل في جسم أصغر جيران سوريا، فقد طالب رئيس الحكومة قادة العالم بتحمل مسؤولياتهم والوفاء بالتزاماتهم تجاه لبنان، عبر المساهمة في تقاسم أعباء وأعداد اللاجئين. وفي حين لم يتلق سلام أي وعد نهائي وملموس بمدّ لبنان بدعم مادي او مالي، ما ترك لديه "بعض الخيبة" وفق ما تقول المصادر، توضح ان سلام شدد خلال لقاءاته وخصوصا مع المفوض العام لشؤون اللاجئين في المنظمة الدولية فيليبو غراندي، على ضرورة عدم انتظار انتهاء الصراع في سوريا لاعادة اللاجئين الى بلادهم، بل طرح فكرة نقل هؤلاء الى مناطق مستقرة في سوريا حيث تتولى منظمات دولية وأممية رعايتهم، انطلاقا من مبدأ العودة الامنة التي ترفع الدولة شعارها، ذلك ان لبنان لم يعد قادرا على الصمود لفترة أطول خصوصا ان حل الازمة السورية يبدو حتى الساعة صعب المنال. وهنا أيضا، لم يتلق اي جواب حاسم على الاقتراح من المسؤول الاممي الذي أشار الى انه سيتابع الموضوع، كما تحدث عن "محاولات" يبذلها لرفع سقف المساعدات لدعم اللاجئين في العالم كله لا في لبنان فقط. وفي وقت جدد رئيس الحكومة من أرفع منبر أممي التمسك بـ"الاقامة المؤقتة" للاجئين وبرفض أي شكل من أشكال دمجهم في المجتمع اللبناني أو توطينهم، أشارت المصادر الى ان كل من قابلهم سلام حرصوا على طمأنة لبنان حيال هذا الموضوع وتبديد هواجسه من "التوطين"، موضحين ان أي قوة خارجية لا يمكن أن تفرض على لبنان قرارا من هذا النوع، وأن للدولة السيادة الكاملة التي تسمح لها بالحسم في قضية مماثلة وفرض وجهة نظرها وما تراه مناسبا لصون مصالحها.

 

عودة سلام غدا تحرك الاتصالات الحكومية بعد تحريك الدعم الدولــي

فرنسا تسعى لانجاز الاستحقاق قبل اجتماع "المجموعة" فـــي باريس

اجتماعات سياسية امنية تضبط عين الحلوة والمعارضة العونية تلتقي غدا

المركزية- لا يعكس السكون المخيم على المشهد الداخلي والمتوقع ان يمتّد حتى الاثنين المقبل، على اثر عودة رئيس الحكومة تمام سلام من نيويورك غدا، على ان يسبقه الوفد المرافق مساء اليوم، واقع الحال السياسي القابع على فوهة بركان الغليان العوني وخطواته التصعيدية التي رسم خريطة طريقها اشعارا باطلاق صفارة الانطلاق اعتبارا من 28 الجاري بالتزامن مع جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الخامسة والاربعين. ومع العودة الرئاسية يتوقع ان تنشط الاتصالات على الخطوط السياسية لمحاولة تخفيف وهج الحراك العوني وحصر مفاعيله في الشارع، خلافا لما يتطلع اليه التيار المُدرك انه سيكون وحده فيه، ما دامت سائر القوى السياسية في ضفتي الحلفاء والمناهضين لن "تقامر" بتعريض الاستقرار لاي انتكاسة أمنية.

الجلسة الحكومية: وفيما تتجه الانظار الى ما سيقرره الرئيس سلام في شأن مجلس الوزراء، وما اذا كان سيتخطى المقاطعة العونية ليدعو الى عقد جلسة ولو شكلية، اكدت مصادر سياسية مواكبة للاتصالات ان العمل جار على ايجاد مخرج يفضي الى عقد الجلسة من دون اصدار قرارات على مستوى من الاهمية، كما في الجلسة ما قبل الاخيرة. ذلك ان التئام المجلس ضروري ان للسمعة الحكومية او لوجوب البت في ما آلت اليه الامور على المستوى السياسي مع تعطل الحوار الوطني، بحيث بات مجلس الوزراء الواحة الحوارية الوحيدة بين القوى السياسية. كما ان الجلسة المفترض عقدها قبل 29 الجاري موعد تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الاركان اللواء وليد سلمان، يفترض ان يطرح خلالها نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل لائحتين باسماء المرشحين لتولي المنصبين استنادا الى الالية المعتمدة، على رغم اليقين بأن تعيين بديلين في الظرف الراهن "من سابع المستحيلات". ويتجه مقبل كما بات معلوما الى تأجيل تسريح قهوجي لمدة عام على ان يلجأ الى واحد من ثلاثة خيارات اولها الاكثر ترجيحا، ويقضي بتكليف العميد الاعلى رتبة من الطائفة الدرزية بادارة المنصب استثنائيا لتعذر تعيين البديل،الى حين توافر ظروف تثبيته في مجلس الوزراء، علما ان الخيارين الاخرين يدوران في فلك "ابقاء القديم على قدمه" وهي سابقة غير محبذ السير فيها نسبة لما يمكن ان ترتب من تداعيات ولكونها تخرق قانون الدفاع ، وابقاء المنصب شاغرا وهو ما لا يتناسب ومقتضيات المرحلة الامنية.

اصداء ايجابية: في الاثناء، بقيت العين اللبنانية مفتوحة في اتجاهين الاول، سياسي خارجي والثاني امني محلي. اما الاتجاه الاول فيتركز على نتائج اتصالات الرئيس سلام في نيويورك وما قد تفضي اليه من تحريك للاوضاع الداخلية من جهة، بعدما اجتمع سلام لاكثر من مرة مع "خصمه" في الحكومة وزير الخارجية جبران باسيل، بحيث ينتظر المراقبون ما اذا كانت الاجتماعات سهّلت الدرب الحكومي، وتحريك الاهتمام الدولي بلبنان من جهة ثانية وهو اذا لم يترجم عمليا، فان ترجمته قد تتظهر لاحقا بالاستناد الى مواقف الدعم الصادرة عن كبار المسؤولين الدوليين في اعقاب اجتماعاتهم مع سلام، وفي مقدمهم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، علما ان المحادثات دارت في شكل اساسي حول ملفي الشغور الرئاسي واللجوء السوري، وهما القضيتان اللتان استحوذتا على الجزء الاكبر من خطاب سلام في الجمعية العامة للامم المتحدة، والذي لاقى اصداء مرحبة من المسؤولين الدوليين. وفي السياق، قالت مصادر مواكبة للمحطة اللبنانية الاممية لـ"المركزية" ان مواقف الدعم الدولية للبنان، من

شأنها ان تساهم في دفع الجهود الفرنسية التي يتحرك على خطها الرئيس هولاند قدما في الاتجاهين الرئاسي وللجوء السوري، اذ قد توفر له ارضا خصبة للاستثمار في ملف اجتماع مجموعة الدعم الدولي للبنان التي يعتزم عقدها في باريس في شهر تشرين الثاني المقبل، مستفيدا من الزخم الدولي لمساعدة لبنان. وتبذل الدبلوماسية الفرنسية، بحسب المصادر، جهدا استثنائيا للوصول الى هذا الموعد مع رئيس جمهورية يضع حدا للفراغ الرئاسي ويعطي دفعا اضافيا للاجتماع الدولي. عين الحلوة: وفي الاتجاه الثاني الامني، بقيت الاضواء مسلطة على الانجاز الامني النوعي لمخابرات الجيش التي دحرت مسلسلا ارهابيا دمويا كان تنظيم "داعش" يعتزم تنفيذه في لبنان، من خلال توقيف "اميرها" في مخيم عين الحلوة عماد ياسين، الذي أقرّ في التحقيق معه بمعلومات بالغة الخطورة في شأن مخططات الارهاب المرسومة للبنان. وفي حين خيم الهدوء على المخيم اليوم، كما اجواء الارتياح لتوقيف "الرأس الداعشي المدبّر"،

اكدت مصادر صيداوية مطلعة لـ "المركزية" ان اجتماعا سياسيا أمنيا لبنانيا- فلسطينيا عقد ليل أمس في ثكنة محمد زغيب العسكرية في صيدا، ضم مدير فرع مخابرات الجيش العميد الركن خضر حمود ووفدا من القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة واللجنة الامنية العليا، بحث في الاوضاع الامنية في المخيم. وعلم ان القوى الفلسطينية وضعت العميد حمود في اجواء الاجتماعات التي عقدت في بيروت وعين الحلوة خصوصا لجهة العمل على ضبط الوضع ميدانيا في حي الطوارىء، منعا لدخول طابور خامس على خط التوتير وايقاع الفتنة. وابلغته الموقف الفلسطيني الرسمي الذي يفيد بأن لا مصلحة لاحد في التصادم مع الجيش، بل إن المصلحة الفلسطينية تكمن في الحرص على افضل العلاقات والتنسيق المشترك لسحب فتيل الاحتقان. اجتماع المعارضة: على خط آخر، وفي اول خطوة لها بعد قرارات الفصل من التيار الوطني الحر، تعقد المعارضة الداخلية العونية خلوة يوم غد ، تجمع ما يقارب 120 من كوادر "المعارضة الحزبية العونية "لبحث الخطوات المستقبلية ورسم نهج التعاطي الجديد ، على أن تصدر بعدها سلسلة مما يمكن تسميتها "أفكارا جديدة". ويتناول البحث سبل التواصل مع القواعد الشعبية، إضافة إلى الأزمة الديموقراطية التي يمر بها التيار وسبل معالجتها.

سلامة: في المقلب المالي، شدد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من الرباط، على "ضرورة تطبيق المعايير الدولية وإصدار الأنظمة المطلوبة لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب في المنطقة، وهذا ما حصل في لبنان حيث حرص البنك المركزي من خلال سلسلة من التعاميم، على تطوير الهيكلية اللازمة للمحافظة على سلامة القطاع المصرفي وحمايته من مخاطر السمعة، وبالتالي تعزيز الثقة به من قبل المصارف المراسلة". كما أشار إلى "ضرورة تكثيف التعاون والتواصل من قبل جميع المصارف في المنطقة مع دوائر الإمتثال لدى البنوك المراسلة، لما لذلك من دور في الحدّ من سياسات تقليص المخاطر "De-Risking" وحماية النظام المالي والمصرفي في دولنا العربية". عملية عسكرية: اقليميا، وبعيد فشل المجموعة الدولية لدعم سوريا في إعادة إرساء الهدنة، أعلن الجيش السوري بدء عملية عسكرية كبيرة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الجيش السوري يشن هجوما بريا واسعا مدعوما بغارات روسية. في المقابل، قتل وأصيب العشرات في سلسلة غارات على الأحياء الشرقية من مدينة حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، استهدفت بعضها ثلاثة مراكز للدفاع المدني ما ادى الى توقفها عن العمل ، حسب ما قال ناشطون. وكشفت مصادر ميدانية أن "أكثر من 25 قتيلا سقطوا في حلب جراء 65 غارة جوية خلال الساعات الماضية"،من دون أن تحدد هوية الطائرات التي ضربت المنطقة عقب إعلان دمشق عن شن هجوم.

 

أبو عرب: اجتماعاتنا متواصلة والعبث ممنوع واعتقال ياسين ينعكس هدوءا فـي عين الحلوة

المركزية- تركت العملية الامنية النوعية التي نفذتها مخابرات الجيش في حي الطوارئ في مخيم عين الحلوة، والتي اعتقل في نتيجتها "امير داعش" في المخيم عماد ياسين اصداء ايجابية لبنانيا وفلسطينيا، نظرا إلى ما كان يعدّ له الارهابي ياسين من مخطط دموي يغرق لبنان بمناطقه كافة حسب اعترافاته الاولية.

أرخى هذا الصيد الثمين لمخابرات الجيش في الجنوب بظلاله على المخيم وكان محل متابعة من الاهالي والقيادات الفلسطينية التي هنأت الجيش على "فقئه دمّلة"، في جسد مخيم عين الحلوة واراحته من هذا الارهابي . ميدانيا، عاد الهدوء الى شوارع المخيم، بعدما انسحب المسلحون من منطقة الطوارئ ودخلوا الى مواقع تحصنوا فيها، ومنهم هيثم الشعبي ومحمد الشعبي وبلال بدر واسامة الشهابي وابو بكر حجير وغيرهم. من جهته، شدد الجيش اللبناني من اجراءاته الامنية في محيط المخيم ونفذ دوريات مؤللة في صيدا ولوحظت زحمة سير على مدخل صيدا الشمالي. واكدت مصادر صيداوية مطلعة لـ"المركزية" ان اجتماعا سياسيا أمنيا لبنانيا فلسطينيا عقد ليل أمس في ثكنة محمد زغيب في صيدا، ضم مدير فرع مخابرات الجيش العميد الركن خضر حمود ووفدا من القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة واللجنة الامنية العليا، خصص للبحث في الاوضاع الامنية في مخيم عين الحلوة غداة العملية النوعية التي قام بها الجيش اللبناني". وعلم ان القوى الفلسطينية وضعت العميد حمود في اجواء الاجتماعات التي عقدت في بيروت وعين الحلوة خصوصا لجهة العمل على ضبط الوضع ميدانيا في حي الطوارئ، منعا لدخول طابور خامس على خط التوتير وايقاع الفتنة. وابلغته الموقف الفلسطيني الرسمي الذي يفيد بأن لا مصلحة لأحد في التصادم مع الجيش، بل المصلحة الفلسطينية تكمن في الحرص على افضل العلاقات والتنسيق المشترك لسحب فتيل الاحتقان. وزار وفد من المبادرة الشعبية الفلسطينية منطقة الطوارئ والتقى امير "عصبة الانصار" الاسلامية الشيخ ابو عبيدة مصطفى في حضور الشيخ أبو عبيدة حوراني حيث جرى بحث الوضع الامني في اعقاب اعتقال عماد ياسين. وفي السياق نفسه، أكد قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب ان "الهدوء لا يزال يخيم حتى الآن على مخيم عين الحلوة والحركة فيه شبه طبيعية، علما أن النازحين نتيجة أحداث الأمس عادوا إلى داخله". وكشف ابو عرب عبر "المركزية "أننا عقدنا اجتماعات متواصلة للبحث في الأحداث الأخيرة واليوم تعقد اللجنة الأمنية العليا اجتماعا من أجل تقويم الوضع داخل المخيم وللبحث بما يتطلبه من خطوات للتهدئة، مشيراً إلى أن "القوى الفلسطينية تعمل مع الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، لا سيما منها مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب على تهدئة الوضع". وشدد على أن "مخيم عين الحلوة ليس جزيرة أمنية لأن فيه 80 ألف نسمة وسنحافظ عليه بكل إمكاناتنا"، لافتا إلى أن "الدولة اللبنانية، بكل أجهزتها لا تريد أن يتطور الوضع في المخيم إلى معارك شرسة و تريد أن يكون الوضع هادئا جداً"، مؤكدا "اننا لن نسمح بالعبث بالساحة اللبنانية ولن نكون شوكة في خاصرة الشعب اللبناني.

 

بعد ردّه على «لعنات باسيل» بسام أبو زيد: جبران لن يرث عون .. إنّما سيرث المسيحيين!

خاص جنوبية 23 سبتمبر، 2016/في 31 آب 2016، كتب الإعلامي في المؤسسة اللبنانية للإرسال مقالاً في موقع "im lebanon" انتقد به الوزير جبران باسيل وما أطلقه من لعنات، هذا الموقف ظهر مغايراً اليوم (23 أيلول)، إذ كتب الإعلامي أبو زيد في زاويته على موقع lbci قطعة تحت عنوان "وريث المسيحيين" قدّم من خلالها الكثير من النقاط الإيجابية للوزير وصولاً لاعتباره لن يرث التركة العونية فقط وإنّما أيضاً سيرث العديد من القيادات المسيحية. بداية وقبل أن نتوقف عند التعارض بين المقالين، لا سيما وأنّ الفاصل الزمني بينهما يقل عن شهر، لم يُصدر خلاله الوزير جبران باسيل إلاّ المزيد من المواقف التي تلعب على الوتر الطائفي اللبناني، لنتذكر ما هي لعنات باسيل. في 25 آب 2016، واجه وزير الخارجية جبران باسيل التهديد الذي يستهدف وجوديته وميثاقيته بلعنات وزعها خلال عشاء قطاع الانتشار، فقال “ملعون من الله كل من يحاول اقتلاعنا من ارضنا ومهمتنا.. ملعون منا كل من يحاول اقتلاعنا من رئاسة الجمهورية للإتيان برئيس غير ميثاقي وملعون منا كل من يحاول اقتلاعنا من مجلس النواب بقانون انتخاب غير ميثاقي، وملعون كل من يحاول اقتلاعنا من مجلس الوزراء بعقد جلسة غير ميثاقية والحكومة مطعون فيها بالقضاء وبالشارع”

خاتماً خطاب اللعن بـ: “رحمات الله على السابقين ولعنات الله على اللاحقين الذين يحاولون اقصاءنا”. ما قاله باسيل في حينها قوبل بردّة فعل واسعة، فاعتبر وزير العمل سجعان قزي اللعنات “زلات لسان”، فيما تحفظ دولة الرئيس نبيه بري على إقحام عبارات ذات دلالة دينية بالخطاب السياسي.

الانتقادات تجاه ما قاله الوزير توسعت لعديد من الوزراء والنواب والإعلاميين على اختلاف طوائفهم والذين استهجنوا مضامين الخطاب الذي لم يحوِ إلا أبجدية اللعن المرفوضة جملة وتفصيلاً. بدوره أفرد الإعلامي بسام أبو زيد مقالاً يرد به على مناخ التهديد الذي يلحقه باسيل بالمسيحيين، فتوقف في المادة الصحافية التي نشرها في موقع “im lebanon” عند اللعنات المكررة وعند تشديد الوزير أنّ ما من أحد سوف يقتلع المسيحي من أرضه. ليذكر الوزير في هذا السياق أنّ من هجر المسيحيين من أرضهم هي حروب المسيحيين، من حرب التحرير إلى حرب الإلغاء وصولاً لحرب 13 تشرين (الجدير بالذكر أنّ الجنرال ميشال عون كان من الوجوه المشاركة في الحروب الثلاثة، وكان أوّل من تخلى عن لبنان والمسيحيين حينما طالب باللجوء السياسي في السفارة الفرنسية في الحرب الثالثة”.

هذا وأكدّ الإعلامي للصهر العوني أنّ من كان وراء تلك الحروب “لم يكن لا مسلمو تيار المستقبل ولا مسلمو حزب الله بل مسيحيون يعرفهم عن ظهر قلب”. ما كتبه أبو زيد في المقال أعلاه يتقاطع مع العديد من اللبنانيين، ليس لموقف شخصي يتحامل به اللبناني على الوزير جبران باسيل، ولكنه لأنّه كلام المنطق والعقل الذي يحاكي الوطنية لا الطائفية. بسام أبو زيد الذي تعرض لهجوم الكتروني من أنصار التيار الوطني الحر على خلفية ما كتبه، ولكيل من الشتائم، دوّن يوم أمس في زاويته في موقع المؤسسة اللبنانية للإرسال مادة صحفية مغايرة كلياً عمّا سبق تفرد من خلالها بالإشادة بحضور ومواقف جبران باسيل.

فاستهل الإعلامي كلامه بأنّ للوزير باسيل حضوراً مميزاً على الساحتين اللبنانية والمسيحية على الرغم من الاختلاف معه، موضحاً أنّه الحاضر في كل القضايا والملفات المثارة، وأنّه صاحب المواقف العلنية التي لا مواربة بها.كذلك أشار أبو زيد أنّ موقع باسيل كرئيس للتيار الوطني الحر إضافة لعلاقة المصاهرة التي تربطه بالجنرال ميشال عون ولكونه قيادي مسيحي، جعل من كلامه ومواقفه محط اهتمام. ولفت أنّ مواقف الوزير توازي العديد من القيادات المسيحية التي سبقته، حتى أنّ بعض هذه القيادات باتت تلزم الصمت أمامه إذ تعجز على المزايدة على وطنيته، معتبراً أنّه ما من مساحة للاعتراض عليه لما سوف يعكس ذلك من ضرر على المصالحة المسيحية. وختم أبو زيد القطعة التي أعاد الوزير جبران باسيل نشرها على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّه في ظلّ البلبلة حول من سوف يرث عون فإنّ تقدم الوزير جبران باسيل بمواقفه له دلالة أنّه لن يرث عون فقط وإنّما سيرث أيضاً بعض زعماء الساحة المسيحية أيضاً.

يبقى السؤال الذي لا بدّ من طرحه بين المادتين، ما هي المواقف التي أصدرها الوزير جبران باسيل في هذه المرحلة الزمنية المحدودة ليتحول من “موزع اللعنات” لـ “وريث المسحيين”. في عودة سريعة نجد موقفين للوزير الأول أنّه “يفقد القناعة في العيش مع الشريك المسلم”، والثاني أنّه مع “إعطاء المرأة اللبنانية حق تجنيس أولادها شرط أن لا يكون زوجها سورياً أو فلسطينياً”. موقفان من كثرٍ أطلقهما باسيل ولكنهما كانا الأكثر ضجة، لا سيما وأنّهما أيضاً لا يمنحاه البطاقة لا للزعامة المسيحية ولا الوطنية، فهيهات بين زعيم تجاوز الطائفة للوطن، وبين آخر نحر الوطن لأجل حدود المصلحة الشخصية.. على طريقة جبران!

 

اللبنانيون للحريري: ترشيحك لعون انتحارٌ ونهاية لتيارك

خاص جنوبية 23 سبتمبر، 2016/"جنوبية" وفي إطار فتح مساحة النقاش، ومعرفة ردود الفعل حول إمكانية ترشيح الرئيس سعد الحريري للعماد ميشال عون، طرح استفتاء لمعرفة موقف اللبنانيين من هذه الخطوة وإن كانوا يؤيدونها أم يرفضونها، أم لديها وجهة نظر مختلفة. تحوّلت جلسات انتخاب رئيس الجمهورية لمسرحية ساخرة، فبعض النواب يحضرون بروتوكولياً، واخرون غائبون، فيما العروس والعريس في حالة اعتكاف، انتخاب تغيب عنه الملامح الديمقراطية، فحزب الله كما هو معروف لا يريد إلا الفراغ، فيعلق الانتخاب محملاً تيار المستقبل المسؤولية تحت عنوان “يا بتقبلوا بعون يا ما في رئيس”. وبدوره النائب ميشال عون ملتزم مع حليفه، فيما فرنجية يرفض النزول لجلسة لا يحضرها جميع الأفرقاء، أما تيار المستقبل فيتمسك من جهته بجلسة انتخاب ديمقراطية، مع تأكيده أنّه سوف يبارك للفائز سواء كان مرشحه أو لم يكن وسوف يتعاون معه لأجل الدولة والوطن. هذه النزاعات في ملف الرئاسة، أدت لانتخاب رئيس واحد ألا وهو الفراغ، وحزب الله ما زال على ذات الوتيرة يناور ويحاور المستقبل، معلومات صحفية ترددت مؤخراً أشارت للأنباء الإيجابية التي تخيم بين بيت الوسط والرابية، وأنّ الحريري رمز الاعتدال لن يتوانى في ترشيح عون لأن “ما في حدا أكبر من بلده” وهو الذي أقدم على ترشيح فرنجية منذ ما يقارب العام للغاية نفسها وهي إنقاذ لبنان من التداعيات السلبية التي ما زال ينجرّ بها في ظلّ استمرار الشغور والتمديد. نبأ ترشيح الحريري لميشال عون أحدث ضجّة واسعة، ورغم نفي الطرفين لأي اتفاق إلا انّ مواقف عديدة تم تسجيلها، فيما يتعلق بإقدام المستقبل على هذا الخطوة، موقع “جنوبية” من جهته طرح استفتاء بين متابعيه، وفي استطلاع حول موقفهم من ترشيح الحريري لعون، رفض ما يقارب الـ90% (من أصل 397 إجابة) من المتفاعلين فكرة ترشيح عون، وهذا من منطلقات عدة، إذ اعتبر البعض أنّ بهذه الخطوة انتحار للحريري، فيما أشار أخرون أنّه بهذا الترشيح يكون تيار المستقبل قد انتهى سياسياً. واراء اخرى أكدت أنّه لو رشح الحريري عون فهو لن يستطيع الإتيان به لرئاسة الحكومة في ظلّ الارتهان لدويلة حزب الله. أما الـ 10% فقد انقسموا، بين من أيّد انتخاب تيار المستقبل لعون لأجل الخلاص ولتوفير على لبنان مزيداً من الفراغ والشرذمة، وبين ما طرح اسماء جديدة أكثر كفاءة وأكثر أحقية لرئاسة الجمهورية مثل زياد بارود ورياض سلامة.

 

قليموس: لتحسين التمثيـــل المسيحي و بدء التحضيرات لمؤتمر الرابطة المارونية

المركزية- انطلقت التحضيرات للمؤتمر الموسّع الذي تعقده الرابطة المارونية في أوائل تشرين الاول المقبل لاطلاق مشروع قانون للانتخاب، بعد وضع اللمسات الاخيرة عليه. واعلن رئيس الرابطة انطوان قليموس لـ"المركزية" ان المشروع سيوضع في تصرف مجلس الوزراء والحكومة لمناقشته، لافتا الى ان الهدف تحسين التمثيل المسيحي وتحفيز الاكثرية الصامتة في الانتخابات، والخروج من حال اللامبالاة وتفعيل المشاركة الحقيقية. ورفض قليموس الافصاح عن مضمون المؤتمر بانتظار عرضه على البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومنعا لحصول تأويلات حوله قبل موعد انطلاقته.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

هادي: إيران تقود مشروعاً تدميرياً باليمن عبر المرتزقة

الجمعة 21 ذو الحجة 1437هـ - 23 سبتمبر 2016م/العربية.نت/قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في الأمم المتحدة اليوم الجمعة إن إيران تقود مشروعاً تدميرياً باليمن عبر المرتزقة، واتهم طهران بعرقلة السلام والتدخل في شؤون بلاده. وقال إن ميليشيات الحوثي وصالح أدخلت اليمن في حرب عبثية، مؤكدا أن إيران ترعى التطرف والإرهاب الطائفي في المنطقة، وتعرقل كل الإجراءات التي تقوم بها الحكومة اليمنية من خلال ميليشيات الحوثي وصالح. وتحدث هادي بالقول إن المعارك الدائرة اليوم فرضها تحالف الحوثي ـ صالح، وأن ميليشيات الحوثي وصالح تحاصر المدن وتقتل الأبرياء. وقال "لسنا دعاة انتقام ولا نبحث استئصال أحد". وأضاف "لا زلنا ننظر إلى الحوثي وصالح كفئة ننتظر عودتها إلى الصواب، دعونا الميليشيات أكثر من مرة إلى إثبات ولائهم لوطنهم". وشدد على أن السلام المنشود لا يقبل بسيطرة الميليشيات الطائفية على مقدرات الدولة، معلناً الالتزام الكامل بمكافحة الإرهاب. ودعا هادي الجميع إلى بناء دولة ديمقراطية اتحادية، موضحا أن من أهم أسباب الإرهاب في اليمن هو التطرف برعاية الحوثي وصالح. وأضاف "إجرام الميليشيات لا سيما في تعز أعمال إرهابية لا فرق بينها وبين داعش والقاعدة". وعن نقل البنك المركزي إلى عدن قال "قررنا نقل البنك المركزي إلى عدن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه" ووجه هادي دعوة إلى العالم الحر ومؤسساته النقدية لإنقاذ الاقتصاد اليمني، مجدداً دعوته إلى الدول المانحة الإيفاء بتعهداتها، كما شكر الرئيس اليمني الجهود التي يبذلها مركز الملك سلمان لإغاثة الشعب اليمني.

 

مستشار خامنئي: اتفاق أميركي روسي حول سوريا يتجاهل إيران

الجمعة 21 ذو الحجة 1437هـ - 23 سبتمبر 2016م/صالح حميد – العربية.نت/قال الجنرال يحيى رحيم صفوي، المستشار العسكري للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، إن "هناك اتفاقاً أميركياً - روسياً يجري تحت الطاولة بشأن سوريا يتجاهل مصالح إيران". وأكد صفوي في برنامج تلفزيوني مساء أمس الخميس، أن "إيران تخشى أن يخدع الأميركيون الروس في هذا الاتفاق، بما يحقق المصالح الأميركية ويتجاهل مصالح إيران في سوريا". ووفقا لوكالة "مهر" شبه الرسمية، فقد حذر صفوي الساسة الإيرانيين من أن يكونوا يقظين لكي لا تحصل إيران على حصة أقل من هذا الاتفاق الذي يجري بين واشنطن وموسكو" على حد تعبيره. وأضاف المستشار العسكري للمرشد الإيراني والقائد السابق للحرس الثوري، أن "الثقة لا معنى لها في عالم السياسة، ولذا على إيران أن تلاحظ مصالحها في هذا العالم". وقال صفوي إن القوى الرئيسة التي تدير المعارك في سوريا هي القوات السورية والإيرانية وحزب الله اللبناني، وزعم أن دور الروس يقتصر على "الاسناد الجوي" فقط، لكنه أكد أن "المعلومات الاستخبارية تصل لهذه القوات عن طريق القوات البرية الروسية أيضا". يذكر أن هناك جدلاً يدور مؤخرا في الأوساط الإيرانية حول ماهية التحالف بين طهران وموسكو، حيث يرى مسؤولون إيرانيون أن الروس يعملون على إضعاف دور طهران في سوريا ويخشون من تحقيق المزيد من مكاسب لموسكو التي تمسك بكل أوراق اللعبة هناك، على حساب خسائر إيران المادية والبشرية الجسمية في سوريا. وكانت قضية احتمال عودة منح قاعدة همدان الجوية الإيرانية للروس أثار جدلا واسعا داخل إيران، بعد انتقادات طرحت حول انتهاك السيادة الإيرانية، ومخالفة المادة 146 من الدستور الإيراني التي تمنع منح أي قاعدة عسكرية للأجانب حتى لو كانت لأغراض سلمية.

 

فرنسا: الأسد يلعب بورقة التقسيم وحلفاؤه يدعمونه

الجمعة 21 ذو الحجة 1437هـ - 23 سبتمبر 2016م/دبي - قناة العربية/اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت الجمعة، أن التصعيد اللافت في الغارات الجوية التي يشنها النظام على حلب هدفها تقسيم سوريا، منتقدا دعم حلفائه له في هذه الخطوة. وقال في اجتماع الأمم المتحدة إن الغارات التي استهدفت حلب خلال الساعات الماضية توحي بأن النظام يلوّح بورقة تقسيم سوريا، وحلفاؤه يدعمونه في حدوث هذا. وأضاف "جددت اقتراحي لبناء ثقة بين مختلف الأطراف الجميع أيد موقفنا وسنرى ماذا سيحدث لاحقا، يجب أن لا نفقد الأمل ولكن هناك غموض بشأن الموقف الروسي حيث أشرت إلى خمسة آلاف جندي روسي على الأراضي السورية بالإضافة إلى الإيرانيين والميليشيات وهؤلاء جاؤوا لمساندة نظام الأسد ولكنهم يريدون في الوقت ذاته حلا سياسيا لا عسكريا ولكن نريد منهم أفعالا لا أقوالا". من جانبه قال نائب وزير الخارجية الروسي إنه لا اتفاقات جديدة بشأن سوريا بعد اجتماع بين كيري ولافروف في نيويورك، مضيفا أن العقبة الرئيسية هي موقف الولايات المتحدة. وفشلت الولايات المتحدة وروسيا في الاتفاق على كيفية استئناف وقف إطلاق النار في سوريا خلال اجتماع عقد يوم الخميس، ووصفه وسيط الأمم المتحدة إلى سوريا بأنه كان "مطولا وشاقا ومخيبا للآمال". واجتمعت المجموعة الدولية لدعم سوريا على هامش اجتماع الأمم المتحدة السنوي لزعماء العالم في نيويورك في الوقت الذي أعلن فيه جيش النظام السوري بدء هجوم عسكري جديد على شرق مدينة حلب، الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد الاجتماع "تبادلنا الأفكار مع الروس وننوي التشاور غدا" بشأن أفكارهم. وأضاف "أنا أقل عزما اليوم عما كنت بالأمس بل إنني أكثر إحباطا". واتفقت روسيا والولايات المتحدة في التاسع من سبتمبر أيلول على اتفاق يهدف إلى إعادة عملية السلام في سوريا إلى مسارها الصحيح. وتضمن ذلك هدنة في سائر أنحاء البلاد وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وإمكانية التعاون العسكري المشترك. لكن الهدنة انهارت فعليا بعد أسبوع واحد عندما تم قصف قافلة إغاثة ومقتل نحو 20 شخصا.

 

السويد.. مجرمو حرب سوريون تسللوا بين اللاجئين

الجمعة 21 ذو الحجة 1437هـ - 23 سبتمبر 2016م/استوكهولم – صالح حميد/عرضت القناة الرابعة في التلفزيون السويدي تقريراً استقصائياً عن عناصر مرتبطة بالنظام السوري وفصائل مسلحة أخرى، متهمة بارتكاب جرائم حرب داخل سوريا، يعيشون حالياً كلاجئين في دول أوروبية من بينها السويد.

ويعرض الوثائقي شهادات للاجئين أكدوا أن النظام السوري أرسل هؤلاء الأشخاص الذين يطلق عليهم "الشبيحة" في سوريا، إلى أوروبا للقيام بجرائم لصالح نظام الأسد. وتم هذا التحقيق، حسب ما جاء بالوثائقي، بالتعاون مع منظمة "الكواكبي" لحقوق الإنسان، التي قدمت شهادات وأدلة ووثائق للبرنامج، كما قالت إنها زودت بها الشرطة والجهات الأمنية السويدية لمحاسبة المتهمين بارتكاب جرائم الحرب في سوريا. واتصلت "العربية.نت" بالمحامي رامي حميدو، رئيس منظمة الكواكبي لحقوق الإنسان، المقيم في السويد، والذي حضر في الوثائقي الذي عرضته القناة الرابعة السويدية، والذي أكد أن هدفه من الحضور في هذا التحقيق التلفزيوني كان في إطار التحقيقات الجارية في قضية مجرمي الحرب السوريين الذين فروا إلى أوروبا، وكيف أن الحكومات الأوروبية لم تفعل أي شيء حيال ذلك حتى الآن"، على حد تعبيره.

وأضاف حميدو، بالقول: "بطبيعة الحال، نحن قدمنا لهم كافة المعلومات حول هؤلاء المجرمين والأدلة على تورطهم في جرائم حرب عبر مشروعنا في منظمة الكواكبي لحقوق الإنسان تحت عنوان "مجرمون لا لاجئين". وردا على سؤال "العربية.نت"، حول التقديرات بأعداد هؤلاء الأشخاص المشتبه بهم، قال ممثل منظمة الكواكبي إن "العدد الذي تم توثيقه لدينا يقدر بحوالي 200 شخص وهذه الإحصائية تشمل مختلف الفصائل المتصارعة في سوريا، حيث لم ينحصر المشروع الذي نقوم به على فئة معينة أو لون معين من المجرمين المتورطين بجرائم الحرب في سوريا، ولكن الغالبية العظمى منهم كانوا من قبل النظام السوري والميليشيات الموالية له". وتابع: "تكمن المشكلة في أن هذه الأعداد أكبر من ذلك بكثير ونحن نعمل جاهدين على التحقق من جميع المعلومات في ضوء الإمكانيات الضعيفة لدينا، فالمشروع لم يدعم من أية جهة فقط القناة الرابعة السويدية مشكورين هم من دعموا هذه الفكرة". وحول أهداف نظام الأسد وأجهزته من إرسال هؤلاء الأشخاص إلى أوروبا، قال حميدو: "ليس النظام السوري فحسب، بل جميع حلفائه مشتركون بهذه المؤامرة، وأعتقد أن الجميع بات يعرف أن اللاجئين الذي قدموا إلى أوروبا باستثناء فئة مجرمي الحرب هربوا من سوريا، خوفاً من حمام الدم ومن المجازر المرتكبة هناك وطلباً للعيش بأمان في أي بقعة من الأرض، فأراد هذا النظام زراعة قنابل موقوتة هنا وهناك، الغاية منها تشويه صورة اللاجئين السوريين أمام العالم ومن جانب آخر بأنه كان يقف حائلا أمام هؤلاء المجرمين". وحول الإجراءات التي تقوم بها منظمة الكواكبي من أجل فضح هويات مرتكبي جرائم الحرب ومدى تجاوب السلطات السويدية أو باقي الدول الأوروبية قال رامي حميدو إن "العمل يدار بمهنية جيدة، حيث يتم تلقي البيانات عبر استمارات تم تصميمها خصيصا لهذا الأمر وتم توزيعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويتم متابعة المعلومات مهما كانت صغيرة لحين التأكد من صحتها عبر التواصل مع مقدمي البيانات تكون الإثباتات عبر شهادات أو صور أو مقاطع فيديو مثبتة وواضحة لا تدع مجالا للشك".وأضاف: "بالحقيقة هناك تجاوب بسيط لا يرقى لأهمية هذا الحدث الجهة الوحيدة التي تجاوبت معنا ودعمت هذا العمل هي القناة الرابعة السويدية، ولكن نأمل بالمرحلة القادمة خاصة بعد عرض هذا الفيلم أن يكون التجاوب أكبر على المستوى الأوروبي".

 

ترامب وكلينتون قبل المناظرة الأولى: هذه نقاط الضعف والقوة

أ ف ب" - 23 أيلول 2016/يقبل المرشحان للبيت الأبيض على أولى المناظرات التلفزيونية الثلاث بينهما الاثنين، من غير أن يكون أي منهما في موقع متفوق على الآخر، إذ تتميز الديموقراطية هيلاري كلينتون على خصمها الجمهوري بخبرتها ومعرفتها بالملفات، فيما تنقصها عفوية دونالد ترامب. ويخوض المرشحان حملة ضارية من الهجمات المتبادلة منذ عام، لكنهما لم يلتقيا مرة وجها لوجه، على مسافة بضعة أمتار أحدهما عن الآخر، وسيشكل ذلك أهم ما في المناظرة التي يتوقع أن يتابعها عشرات ملايين الأميركيين. كما أنها ستشكل سابقة تاريخية، إذ لم تشارك أي امرأة من قبل في المناظرات الرئاسية منذ بدء تنظيمها في الستينيات. وحسم الناخبون بغالبيتهم الكبرى خيارهم لانتخابات تشرين الثاني، ويعتقد أن هذه المناظرات لا تؤدي سوى إلى ترسيخ آرائهم. غير أنها يمكن أن تؤثر على المترددين الذين سيحسمون السباق لاختيار خلف لباراك أوباما، وهم هذه السنة أكبر عددا منهم قبل اربع سنوات، ويقدر استطلاع للرأي أجرته شبكة "إن بي سي" نسبتهم بـ9% من الناخبين.

فما الذي يتحتم على كل من المرشحين القيام به لنيل تأييدهم؟

أوضح أستاذ التواصل السياسي في جامعة ميزوري ميتشل ماكيني المتخصص في المناظرات السياسية: "لا أحد يتابع المناظرات التلفزيونية ليرى أيا من المرشحين هو الأكثر ذكاء، أو الأكثر اطلاعا على الأرقام والمعلومات".

وهو يرى أن المشاهدين يؤيدون المرشح الذي ينجح في نقل رؤيته لهم في بضع جمل بسيطة ومتماسكة. وإن كانت هيلاري كلينتون التي تعمل بكد تعرف ملفاتها بشكل معمق، إلا أنه سيترتب عليها مقاومة ميلها الطبيعي إلى إعطاء أجوبة تقنية ومفصلة للغاية. وقال كارمين غالو الخبير والمستشار في مجال الاتصال: "يجب إقامة رابط عاطفي مع الناخبين ليكون هناك أمل في الفوز". وهذه هي المشكلة التي لطالما عانت منها هيلاري كلينتون، وهي التي تلقى أقل قدر من الإعجاب بين جميع المرشحين الديموقراطيين للبيت الأبيض. وتقر هي نفسها بأنها تقتفر إلى جاذب زوجها بيل كلينتون أو كاريزما باراك #أوباما، كما يرى أكثر من نصف الأميركيين أنها غير جديرة بالثقة.

وفي محاولتها الأولى لنيل الترشيح الديموقراطي عام 2008، قدمت هيلاري كلينتون نفسها على أنها المرأة الحديد. غير أنها هذه المرة تركز على دورها الرائد وعلى صورتها كجدة، لتكون أقرب إلى قلوب الناس. لكن من غير المرجح أن تتمكن خلال 90 دقيقة من محو صورة راسخة لدى الرأي العام منذ ربع قرن. وتبقى ميزتها قدرتها على الرد بشكل ذكي وسريع. وقال كارمين غالو: "ما هي الرسالتان أو الرسائل الثلاث التي تود أن يتقاسمها الناس لاحقا على تويتر وشبكات التواصل الاجتماعي؟"، وتابعت: "استمعوا إلى الجملة أو الجملتين اللتين سترددهما عدة مرات خلال المناظرة". وقال الخبير إن "ترامب يقيم رابطا مع الناخبين على صعيد الانفعالات، وهذا امر يصعب التصدي له، لأن المشاعر دائما أقوى من الوقائع".

وعلى هذا الصعيد، فان الملياردير الشعبوي الذي كان يقدم برنامجا ناجحا من تلفزيون الواقع، لديه ميزة واضحة يتفوق بها على منافسته: فليس هناك في هذه الحملة اي مرشح آخر، باستثناء بيرني ساندرز ربما، أثار مثله حماسة الاف الأشخاص في التجمعات الانتخابية. غير أن ترامب لم يتفوق دائما خلال المناظرات الـ12 التي تخللت حملة الانتخابات التمهيدية، بل حيد نفسه في غالب الأحيان، تاركا المرشحين الآخرين يتواجهون وينتقدون بعضهم بعضا. وفي النهاية، حين لم يبق هناك سوى عدد ضئيل من المتنافسين، عمد الى بلبلة المناظرة بسلوك استفزازي، فكان يقاطع المناقشات بجمل قصيرة لاذعة وهجومية، أو بشعارات مسيئة.وقال ماكيني: "خلافا لمناظرات الحملة التمهيدية، حيث كان عدد المرشحين يصل الى عشرة، سيكون امام ترامب هذه المرة نصف المدة البالغة 90 دقيقة، ولن يكون بوسعه ملء الوقت بتصريحات متبجحة أو تعليقات ساخرة أو هجمات" مضيفا "ستتسنى له الفرصة للتحدث في المواضيع الجوهرية. فهل سيتمكن من القيام بذلك؟". ويخشى فريق كلينتون أن يلزم الصحافي الذي سيدير النقاش الرقابة الذاتية، ويبدي تساهلا في أسئلته لترامب أكثر منه في أسئلته لكلينتون. ولا شك أن تحليل هذه المناقشات سيكون بأهمية المبادلات نفسها بين المرشحين.

 

ديلي تلغراف": "داعش" والسلاح الكيماوي في معركة الموصل

المركزية- قبل ايام من بدء معركة الموصل لاستعادتها من قبضة تنظيم "داعش"، نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية تقريراً، اشارت فيه الى ان "التنظيم الارهابي يُخطط لتفجير مصنع للمواد الكيماوية عند اندلاع معركة استعادة الموصل في العراق"، مفيدةً ان "القوات الأميركية والجيش العراقي يتوقعان قتالا ضاريا من مسلحي التنظيم دفاعا عن معاقلهم في المدينة التي تضم اكثر من 1.2 مليون نسمة". ولفتت إلى ان "لدى القادة معلومات استخبارية عن ان "الجهاديين" يخططون لتفجير مصنع عندما يقترب الجنود منهم"، كاشفةً عن ان "مصنع المشراق للمواد الكيماوية ومنجم للكبريت يقعان على بعد نحو 30 ميلا إلى الجنوب من مدينة الموصل وعلى بعد ستة اميال الى الشمال من قاعدة القيارة الجوية، حيث يتمركز بضع مئات من العسكريين الأميركيين فضلا عن قوات الجيش العراقي". واوضحت الصحيفة البريطانية ان "تفجير مصنع المشراق الذي يضم مئات الأطنان من الكبريت وكبريتيتد الهيدروجين يُشكّل مصدر قلق كبير للقوات على الأرض، وان التأثير الذي سيعقب هذا التفجير سيمتد الى مساحة النصف قطرها يتراوح من ستة إلى عشرة اميال ما يضع القوات العراقية والقوات الأميركية المساندة لها في خطر". واعتبرت الصحيفة ان "إطلاق مسلحي التنظيم صاروخا يحتوي على غاز الخردل على قاعدة القيارة الثلثاء الفائت دلالة الى ما يمكن ان يحدث في المستقبل من استخدام هؤلاء المسلحين للأسلحة الكيماوية في المعركة المقبلة".

 

 "تايمز": حلب تحترق وسماؤها مشتعلة

المركزية- نشرت صحيفة "تايمز" البريطانية تقريراً عن "عودة القصف الجوي للمواقع التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلّحة في الأجزاء الشرقية من مدينة حلب"، اشارت فيه إلى ان "المقاتلات الحربية الروسية والسورية امطرت بالقنابل والبراميل المتفجرة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب في اعنف قصف تتعرض له المدينة منذ شهور وجاء بعد رفض الكرملين المحاولات الأميركية لإنقاذ وقف إطلاق النار الذي انهار في البلاد". ولفتت إلى ان "القصف الجوي الكثيف بدأ بعد ان اصطدم الروس والأميركيون علنا في الأمم المتحدة في شأن المسؤول عن فشل إتفاق وقف النار الأخير"، وافادت بان "اشرطة فيديو بثّها سكان في المدينة اظهرت الحرائق تلتهم شارعا بأكمله في منطقة بستان القصر، مع تواصل سقوط القنابل الحارقة من الجو فضلا عن اصوات قصف مدفعي ايضا في الخلفية". وذكرت "تايمز" ان "الضربات لم تتوقف والسماء ظلت مشتعلة طوال الليل والروس يقصفوننا لإجبارنا على الاستسلام".

 

موقع اميركي: قتلى غارة دير الزور سجناء و"اموات" منذ سنة!

المركزية- بعد الغارة التي نفّذها التحالف الدولي بقيادة الامم المتحدة على بلدة دير الزور السورية في 17 ايلول الجاري والتي اعلن النظام السوري انها اوقعت 62 قتيلا ونحو 100 شخص من الجيش السوري، الا ان بعض المواقع والصفحات التابعة للنظام نشرت لائحة ضمّت اسماء 42 قتيلاً بينهم 12 ضابطاً تبين ان هؤلاء الضباط جميعهم قتلوا العام الماضي وتم نعيهم سابقا في مواقع تابعة او قريبة من النظام، او حتى مواقع معارضة. وواكبت تحقيقات اميركية اجراها موقع The Daily Beastالحدث بمقال افاد فيه ان غارات التحالف الدولي قتلت سجناء وليس عناصر من الجيش السوري في دير الزور"، مرجحاً ان "يكون السجناء اجبروا على القتال إلى جانب النظام". ونقل الموقع الاميركي عن مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية استغراب التحالف الدولي كيف ان مجموعة من "داعش" تستقر في قاعدة جوية شرق مدينة دير الزور في حين ان هذه القاعدة معروف انها تحت سيطرة النظام السوري".

 

غولن اكد انه سيعود الى تركيا اذا طردته الولايات المتحدة

الجمعة 23 أيلول 2016 /وطنية - اكد الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه تركيا بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف تموز، اليوم لقناة المانية، انه سيعود الى تركيا في حال طردته الولايات المتحدة بناء على طلب انقرة. وصرح غولن (75 عاما) الذي يقيم في منفاه الاميركي لقناة "زد.دي.اف" العامة بحسب مقتطفات من مقابلة ستبث كاملة في الساعة 17,00 بتوقيت غرينتش: "اذا قالت الولايات المتحدة "نعم"، عندها سأذهب، لا مشكلة. اذذاك، سأمضي ايامي الاخيرة معذبا من جانبهم (الحكومة التركية) وسأرحل رجلا نقيا". وتطالب انقرة واشنطن بتسليم غولن وسلمت السلطات الاميركية وثائق تثبت وفق الاتراك ضلوعه في محاولة الانقلاب. والثلثاء، طالب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من على منبر الامم المتحدة ب"تحرك دولي ضد غولن".

 

متحدث اممي: الامم المتحدة تبحث عن طريق جديد لايصال المساعدة الى حلب

الجمعة 23 أيلول 2016 /وطنية - اعلنت الامم المتحدة، اليوم، انها تبحث عن طريق بديل لارسال مساعدة الى الاحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب والتي تتعرض لقصف عنيف فيما لا تزال 40 شاحنة محملة بمساعدات انسانية عالقة في منطقة بين تركيا وسوريا. وقال المتحدث باسم مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ينس لاركي في تصريح صحافي: "نحاول ان نرى بكل الوسائل الممكنة كيف يمكننا الوصول الى القسم الشرقي من حلب". ووصف المتحدث ب "المأسوي" وضع زهاء 250 الف شخص يعيشون في هذا الجزء من حلب، المدينة الثانية والعاصمة الاقتصادية السابقة لسوريا. وكانت الامم المتحدة اعربت حتى الان عن املها في ان "تتمكن من ايصال مساعدة انسانية اليهم عبر سلوك طريق الكاستيلو"، شمال المدينة. لكن نزع الاسلحة في هذا الطريق الاستراتيجي بموجب ما ورد في الاتفاق بين الروس والاميركيين في 9 ايلول في جنيف، لم يحصل. واوضح لاركي ان الامم المتحدة "تدرس الان امكان الوصول الى الاحياء الشرقية للمدينة من خلال سلوك طريق اطول انطلاقا من دمشق". وخلافا لما قالته الامم المتحدة امس، اعلن المتحدث ان المساعدة الغذائية الموجودة في الشاحنات الاربعين المتوقفة بين تركيا وسوريا، لن تنتهي مدة صلاحيتها الاثنين، بل في غضون "بضعة اشهر". واعلن المتحدث ايضا ان القافلة الاولى من المساعدة الانسانية الى منطقة محاصرة في سوريا منذ الهجوم على قافلة في اورم الكبرى غرب محافظة حلب، "تمكنت من الوصول الى معضمية الشام المحاصرة قرب دمشق". وتمكنت 23 شاحنة من توزيع مساعدة على 35 الف شخص.

 

وزارة الصحة المصرية: 133 قتيلا على الاقل حصيلة غرق زورق المهاجرين و 6 مصابين

الجمعة 23 أيلول 2016 /وطنية - ارتفعت حصيلة غرق زورق صيد في المتوسط قبالة سواحل مصر الاربعاء الى 133 قتيلا على الاقل بعد اكثر من 48 ساعة على الحادث، اثر انتشال جثث اضافية صباح اليوم. والزورق كان يقل، بحسب ناجين، قرابة 450 مهاجرا من بضع جنسيات عندما غرق قبالة مدينة رشيد على الساحل الشمالي لمصر وهي نقطة انطلاق يتزايد الاقبال عليها لرحلة محفوفة بالمخاطر باتجاه اوروبا. واعلنت وزارة الصحة في بيان بعد ظهر اليوم: "ارتفاع حالات الوفاة في حادث غرق مركب الهجرة غير الشرعية الى 133 حالة، اضافة الى 6 مصابين".

 

هكذا ستتصرّف فرنسا بأموال رفعت الأسد

حسين قنيبر- "العربية" - 23 أيلول 2016/تنوي بلدية باريس بناء 29 وحدة سكنية ومنحها كمساكن اجتماعية لمحدودي الدخل أو للعاطلين عن العمل. أهمية الخبر تكمن في أن هذه الوحدات ستُبنى على أرض صادرها القضاء الفرنسي من نائب الرئيس السوري الأسبق رفعت الأسد، بعد أن وضعه أخيراً قيد التحقيق ووجّه إليه اتهامات من بينها تبييض أموال واختلاس أموال عامة. وتبلغ قيمة قطعة الأرض المصادرة تسعة ملايين ونصف المليون يورو، فيما تبلغ مساحتها 780 متراً مربعاً، وهي تقع في الدائرة السادسة عشرة، أرقى وأغنى دوائر العاصمة الفرنسية. اسم رفعت الأسد ليس مدرجاً على لوائح الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي كأحد أقطاب النظام السوري وهو غير مقرب من ابن أخيه بشار الأسد، ما يفسّر عدم تجميد كل أمواله في فرنسا، إلا أن القضاء الفرنسي علّل قرار مصادرة قطعة الأرض التي يملكها بالتهمة الموجهة إليه باختلاس أموال عامة (عندما كان نائباً للرئيس السوري حافظ الأسد، شقيقه، لفترة طويلة قبل أن يغادر سوريا عام 1984 إثر صراع على السلطة بينهما). "العربية.نت" اتصلت بإيلي حاتم محامي رفعت الأسد فتحدث عن "دوافع سياسية" تقف وراء قرار المصادرة، وقال: "لمجرد أن رفعت ينتمي إلى عائلة الأسد يريدون النيل منه رغم الخلاف بينه وبين ابن أخيه"، وردّاً على تشكيك القضاء الفرنسي بمصدر الثروة العقارية لموكّله نفى حاتم أن تكون سوريا مصدر ثروته وتحدث عن مبالغ تلقاها رفعت الأسد من دول أوروبية وعربية، "وهو ما قدمنا دليلاً عليه في السابق". في المقابل أعرب أعضاء في مجلس بلدية باريس عن ارتياحهم لقرار مصادرة قطعة الأرض من رفعت الأسد الذي تُقدّر قيمة ممتلكاته في فرنسا بتسعين مليون يورو، وقال ايان بروسا مساعد عمدة باريس لشؤون الإسكان (عن الحزب الشيوعي) إن "بناء مساكن اجتماعية يبعث على الارتياح وعندما تُبنى هذه المساكن على أرض صودرت من شخص كرفعت الأسد تصبح المتعة مضاعفة".

يُذكر أن القانون الفرنسي يفرض على كل دائرة من دوائر العاصمة العشرين بناء نسبة مئوية من المساكن الاجتماعية، يبلغ حدّها الأدنى 25 في المئة وهو ما لم تلتزم به الدوائر التي تقع ضمنها الأحياء الراقية وخصوصاً الدائرتين 8 و16، وفي هذه الأخيرة مثلاً، حيث تقع قطعة الأرض المصادرة من رفعت الأسد، لا تتجاوز نسبة المساكن الاجتماعية لذوي الدخل المحدود أو العاطلين عن العمل الثلاثة في المئة. وقد اعترض سكان الدائرة المذكورة أخيراً على قرار حكومي بإنشاء مركز لإيواء المشردين ضمن النطاق الجغرافي للدائرة وبرّر بعضهم الاعتراض برغبتهم في الحفاظ على صورة إيجابية لأحيائهم وبدواعٍ أمنية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

السرايا النائمة».. الناقمة على الأمن والآمنين

علي الحسيني/المستقبل/24 أيلول/16

تعددت الروايات وكثُرت الإستنتاجات حول وقائع أو حقيقة الإشكال المُسلّح الذي وقع مساء الثلاثاء الماضي في منطقة دوحة عرمون، لكن النتيجة واحدة وهي ان»سرايا المقاومة» فصيل «حزب الله» العسكري في الداخل، عادت لتستبيح مُجدداً الآمنين وأرواحهم وأرزاقهم عبر سلاح يأبى القيّمون والمُشرفون عليه، سحبه من أيدي صبية شارع أصبح يحتكم لمزاجهم ولهواياتهم اليومية من تشبيح وخلع وفرض ايتاوات على أصحاب المؤسّسات، والاعتداء بالضرب على نازحين سوريين لا ينتمون إلى منظومتهم «المُمانعة».

من دون سابق إنذار فُتحت منذ ثلاثة أيّام في شارع «مريم» في «دوحة عرمون»، معركة بالرصاص الحيّ من أسلحة خفيفة ومتوسطة، بين ما يُعرف بـ«سرايا المقاومة» من جهة، وبين جهة وصفتها عناصر «السرايا» بأنها «خلايا نائمة جاهزة لخوض معركة عندما تحين ساعة الصفر». إلا أن أهالي منطقة عرمون لهم رأي يُخالف «فبركات» عناصر «سرايا الفتنة» الذين ينتشرون بحسب أقوالهم، في الليل والنهار على الطرقات ويُقيمون في بعض الاحيان حواجز ليليّة داخل الأحيّاء. وحول طبيعة الإشكال المُسلّح، يؤكد الاهالي أنه «حصل بين السرايا وبين مؤيدين لها من التابعية السورية».

أهالي دوحة عرمون الذين هم أدرى بشعاب منطقتهم، يجزمون بأن الإشكال وقع بين مسؤول «السرايا» في المنطقة المعروف بـ«أبو عطا» ومُناصرين له بينهم أشخاص سوريون، من جهة، وشخص آخر ينتمي إلى التنظيم المُسلّح نفسه، وذلك على خلفية التنافس في العمل إذ إن الاثنين يمتلكان مولدات كهربائية في المنطقة، والتنافس بينهما يعود إلى فترة طويلة. وقد أدّى هذا «التنافس» بين رفاق السلاح وأصحاب «الكار» نفسه، إلى سقوط 4 جرحى أحدهم بحالة خطرة. أمّا إذا صحّت الرواية الثانية، فهنا تكمن الخطورة. ثمة من كشف أن تظاهرة لسوريين نازحين مناوئين لحكم بشّار الأسد، كانوا يُنظمون مسيرة احتجاج على القصف الذي يتعرّض له المدنيين في سوريا، لكن ما هي إلا لحظات، حتّى انهال رصاص «سرايا الفتنة» عليهم.

حتّى الساعة لم يتبنَّ «حزب الله» الجهة المسؤولة عن فلتان السلاح الحاصل في الشارع، أيا من الروايات، ولم يصدر حتّى أي توضيح بشأن ما حصل. لكن وعلى الرغم من محاولة الحزب النأي بنفسه عن هذه الخضّات التي يُديرها من غرفه السوداء والتي أصبحت عادة تتكرّر على الدوام من منطقة إلى اخرى، تظهر بصماته بوضوح في كل رصاصة تُطلق وفي عيون الناس الخائفة على مصير أطفالها من سلاح يستهدفهم ويقتلهم في فراشهم وعلى الطرقات، تحت حجّة الرصاص «الطائش».

من يُتابع الوقائع الميدانية المُتعلقة بالإشكالات التي تقف «سرايا الفتنة» وراءها، يُمكن أن يستخلص مجموعة أمور ذات أهميّة بالغة من بينها: هذه المجموعات المُسلحة التي أُوكل اليها غزوة العاصمة بيروت إستباحت عدداً من المناطق الاخرى في السابع من أيّار عام 2008، هي نفسها اليوم تتحضّر لمشهد مُماثل مُرتقب خصوصاً في ظل التعقيدات التي يواجهها «حزب الله» في سوريا ولبنان والتي تمنعه من إستكمال مخططاته التوسعية والسيطرة الميدانية بالإضافة إلى سعيه نحو فرض «مؤتمر تأسيسي» في البلد، كان كشف عنه السيد حسن نصرالله في احد خطاباته قبل أن يسير بقيّة حلفائه على الإيقاع نفسه.

صحيح أنه في دوحة عرمون، المقسّمة إلى مناطق نفوذ، يوجد حضور لسرايا «حزب الله» ولحزب «التيار العربي» التابع لشاكر البرجاوي، بالإضافة إلى تيار «المستقبل» وقد يُعتبر هذا الأمر صُحياً نوعاً ما في بلد ديموقراطي لأحزابه دور أساسي ومفصلي في العمليّات الإنتخابية، لكن ما هو غير صُحّي ويدعو إلى القلق، وجود هذه الكميّة والنوعيّة من الأسلحة بيد فريق يُساهم إلى حد كبير بقتل الشعب السوري والتنكيل به وبتشريده من بلاده، وباحتلال أرزاقه. وفي وقت يغرق فيه هذا الفريق نفسه بهذا الكم من الفظائع، يبدو أنه أوكل لسرايا «الفتنة»، القيام بالامر نفسه في الداخل اللبناني.

في بيروت ووسطها، وطرابلس وعكار وصيدا والبقاع، لا توجد بُقعة بيضاء في ملف سرايا «حزب الله» يُمكن أن تحتوي على جزء من «فضائلها»، ولا حتّى محطّة مشرفة يمكن الركون اليها على الرغم من كلام النائب نوّاف الموسوي منذ فترة وجيزة عن أن «الحملات التي يتعرض لها فصيل أساسي من فصائل المقاومة في لبنان، ألا وهو سرايا المقاومة، تستهدف النيل من صورتها وطبيعتها وتكوينها وأهدافها وغاياتها». ويجوز القول، ان طبيعة هذه الفتنة وتكوينها وأهدافها، هو القتل والتشبيح والسلب وتعميق المذهبية ونشر الرعب في نفوس الآمنين، ومع هذا يُصرّ إعلام «الممانعة» على تصوير «فتنته» هذه، بأنها وجدت لمُقاومة إسرائيل، لكنها في الحقيقة ليست سوى «سرايا» نائمة تنتظر الأوامر من أسيادها، لاستعراض «فتنتها» ونقمتها في الداخل على حساب الآمنين وأرزاقهم وأرواحهم.

 

حزب الله .. الفراغ أو الفراغ

جانا حويس/المستقبل/24 أيلول/16

من المرجح ان تمر الايام المقبلة على قصر بعبدا من دون ان يتغير شيء. لا حل في الافق، على الرغم من تتالي التسويات والصفقات السياسية للاتيان برئيس. ومع اقتراب يوم 28 ايلول موعد الجلسة الخامسة والاربعين لانتخاب رئيس للجمهورية، وحدهم اللبنانيون يدفعون ثمن الانتظار. يكاد يتحول احتلال «حزب الله» السياسي لكافة مؤسسات الدولة الدستورية الى مرض مزمن يقبض على روح الحياة والاستمرارية فيها. وفيما يغرق الحزب في مأزقه العسكري في سوريا، يعوّم نفسه بتكبيل اي مبادرة سياسية لبنانية وتجميد اي مسعى لانهاء الفراغ الرئاسي وعدم المبادرة لاي خطوة بامكانها الدفع بهذا الاتجاه، تاركا لبنان غارقا بمآزقه السياسية والاقتصادية والدستورية. سنتان ونصف السنة مرت، غزا خلالها «حزب الله» موقع رئاسة الجمهورية مرارا، عطّل جلسات الانتخاب الثلاث والاربعين، رفض التعاون مع اي مبادرة متخليا عن اقرب حلفائه الذي حاز على اغلبية اصوات المقترعين بحجة «وعده الصادق» للنائب ميشال عون، حوّل قاعة مجلس النواب الى مكان مشلول فاقد للحياة ولقدرته على القيام بابسط واجباته التشريعية، استنسخ سياسة التعطيل نفسها ونقلها الى مجلس الوزراء الذي بات عاجزا عن اتخاذ اي قرار او حتى الانعقاد بمعزل عن موافقة الحزب، ليبقى السؤال عن «اليوم الذي سيقرر الحزب الوفاء بوعده لعون واطلاق سراح موقع رئاسة الجمهورية» بلا جواب، وتبقى الاضاليل الذي يعمد الى بثها «بعبعا» يستخدمه بمواجهة التساؤلات العونية التي لم تعد تخفى، مضرجا وعوده لعون بخطابات لقادته على المنابر، كلما دعت الحاجة، تؤكد تمسك الحزب به. يستفرد الحزب استفرادا تاما باللبنانيين، يعطل كل مفاعيل دورة الحياة الدستورية للدولة، يملي عليهم قراراته واراداته بكل وضوح، يشير بقبولها والا فالفراغ والهلاك والهريان. عمليا خرجت نياته الحقيقية الى العلن، وبنظرة واقعية الى المسار التعطيلي الذي انتهجه منذ شغور موقع الرئاسة وعمده الى تبني ترشيح عون، يتأكد يوما بعد يوم ان تمسكه بعون لا يعدو كونه «كلاما بكلام»، وان حرصه على ملء الشغور لا يتخطى عتبة تسجيل المواقف الفارغة من اي صدقية وحرص على الوطن. بين الفراغ والفراغ «يزرك» اللبنانيين، مطبقا على انفاس اي حل رئاسي وبالتالي حل شامل للازمة اللبنانية المتعاقبة منذ ما يقارب الثلاث سنوات. وفي ظل «تمترسه» خلف مواقفه التعطيلية، لا تزال المعادلة نفسها، تيار «المستقبل» يصرّ على حضور جميع الجلسات وتأمين النصاب الدستوري لانتخاب الرئيس، فيما الحزب يصرّ على مقاطعة كل الجلسات وتعطيلها ريثما يتم التوافق على انتخاب العماد ميشال عون رئيسا. في منطق الحزب انه هو المسهل والدافع بقوة لملء الشغور وتيار «المستقبل» يبقى معطلا بإشهاره الورقة الحمراء بوجه رئاسة عون. ولكن تاريخ الحزب السياسي وتفاعله مع قضاياه الملحة و«استعجاله» في تنفيذها، تظهر خشونته المفرطة في العديد من الاحداث في التعاطي حيال معارضة حلفائه لطروحاته، وبما ان انتخاب عون رئيسا وكذلك ملء الفراغ الدستوري هما من اولوياته الاساسية، على ما يقول مرارا وتكرارا، فالحري به بدل التلطي خلف بثه للشائعات الكاذبة حول تبني «المستقبل» لترشيح عون، وتكبد عناء الوقوف على المنابر واطلاق التصاريح والمواقف الفاقعة في دعم عون حتى النهاية، ها هي الفرصة الخامسة والاربعون لاظهار نيته الصادقة بانتخاب رئيس اولا وبانتخاب النائب ميشال عون ثانيا قد اقتربت، وعليه، فليثبت للبنانيين جميعا كما لعون عن نياته الحقيقية في ايصاله الى رئاسة الجمهورية وليحضر جلسة 28 ايلول ويؤمن نصاب الجلسة المعطلة منذ سنتين ونصف السنة بفضل اعتكاف نواب الحزب عن الحضور واقناع حلفائه بانتخاب عون، والا فليكف عن اتهام تيار «المستقبل» بتعطيل انتخاب الرئيس بحجة عدم دعمه عون وكذلك استخدام تمسكه بعون كشماعة لتنفيذ مخططاته التي بدأت بتعطيل المؤسسات الدستورية اللبنانية وأولها رئاسة الجمهورية.. ومن يدري الى اين سيصل؟

 

السياسة في لبنان بُروجٌ عاجيّة والانتخابات النيابية بروائح كريهة

ايلي الحاج/النهار/24 أيلول 2016

تتعمّم يوماً بعد يوم موجة إحباط لا مثيل لها في أرجاء لبنان وفئات شعبه لا تنجو منها سوى قطاعات ضيقة ضئيلة، إما لاندفاعها في نضال ديني الطابع في الغالب يؤمن لها على هامشه حداً من مقوّمات المعيشة، وإما لانتمائها إلى طبقة تستفيد من الأوضاع مستندة إلى ثروات وإمكانات بتصرفها.

في المقدمة القلة غير الشاكية أصحاب المصارف. يدين لهم نحو 750 ألف لبناني اقترضوا من مصارفهم، وكذلك الدولة مدينة لهم بكثرة. وأيضاً أصحاب الجامعات والمدارس والمستشفيات وسواها، سواء أكانوا تابعين لمؤسسات دينية أم يعملون لحسابهم. أما بقية قطاعات العمل فجامدة جموداً مخيفاً وبعضها يستحق الشفقة. وبالكاد يحرك الاقتصاد بعض المقتدرين ومال الخارج، من مغتربين وغيرهم. يجب أن يُضاف إلى الجردة المال الإيراني وتسهيلات "المقاومة" التي تؤمن بعض الحركة التجارية. وعوائد وظائف الدولة التي توفر أسباب الحياة لفئة من اللبنانيين، وإن لم تكن تلك الحياة الرغيدة. وأموال الخروج على القانون كالمخدرات و"التبييض" والأعمال الأخرى المحمية التي لها أربابها. وطبعاً أموال "النهب" المحمي من التزامات وتعهدات وصفقات تمر عبر الحكومة التي أجاد رئيسها تمام سلام في وصفها بأنها الأكثر فساداً في تاريخ لبنان ("مرّقلي لمرّقلك"، لم يسبقه إليها أحد). وأيضاً رواتب وتعويضات خيالية في بعض مؤسسات الدولة، المدنية وغير المدنية، لا تجد من يسأل عن العدل فيها وضرورة إعادة النظر فيها في بلد فقير عملياً كلبنان.

يقذف هذا الواقع المرير عشرات آلاف الشبان والشابات المتخرجين من الجامعات والمعاهد سنوياً إلى الهجرة أو تحمل البطالة، أو العمل الأشبه بالبطالة. ظاهرة تذكّر بموجات الهجرة الرهيبة التي ضربت اللبنانيين قبل الحرب العالمية الاولى وخلالها. وصلت البطالة إلى 33 في المئة من اللبنانيين بحسب بعض الإحصاءات ولا أحد يشغل باله في المسماة بدولة لبنانية أو من السياسيين بشيء اسمه ضرورة وضع خطط واستراتيجيات من أجل خلق فرص عمل. للشباب على الأقل.يساهم في تعميم الإحباط، فوق هذا العامل، شعور المواطنين بغياب أي سقف يحميهم ويغطيهم، ليس للوصول إلى حقوقهم بل حتى للمطالبة بها.

عَراء الدولة في غياب رئيس للجمهورية وبرلمان يعمل وحكومة تجتمع وتقوم بواجباتها، يزيده مأسوية انحدار من يمارسون السياسة، سواء أكانوا شخصيات أم أحزاباً، إلى اعتماد سياسة "الوصول" والصراع على منافع المواقع التي يتطلعون إلى الفوز بها، وليس محاولة إنقاذ المواطنين والبلاد من مصائب واقعة. بل إن بعض السياسيين يوحي أنه قدم حديثاً إلى عالم المال، واكتشف متأخراً قدرته على فعل المعجزات في الناس عندما يتحوّلون أشبه بمتسوّلين على أبوابهم، أصحاب حاجات وطالبي خدمات هي حقوق لهم من الدولة في الأساس. لم يعد يشبع هذا البعض من السياسيين البارع في إطلاق شعارات التحريض الفارغة من مراكمة الثروات في سرعة قياسية، وبفجور قلّ نظيره. وما مَن يسأل "من إين لك هذا؟". فوق هذا الانهيار الأخلاقي المريع في العمل السياسي، تتنافس وسائل الإعلام ببرامجها وإنتاجاتها وإثاراتها ومقارباتها للمواضيع على بلوغ قاع المنحدر بأسرع وقت ممكن. لكأن "تتفِيه" كل شيء في هذه البلاد على حساب الثقافة والذوق ومستوى الإنسان الفكري وتاريخ لبنان المشعّ، مهمة مطلوبة وبإلحاح من هذه المؤسسات. يشعر المواطن العادي في هذا الوضع بأنه معزول ومُستفرد. وحده يتخبط في مشكلاته الكبيرة والصغيرة، من أقساط متوجبة الدفع، وبطالة صريحة أو مقنعة، وصعوبة الحصول على حقوقه، وبأنه محكوم في الوقت نفسه بأن يتفرج على "خناقات" سياسيين يعيشون في أبراج عاجية عالية، وإن كان يؤيد هذا أو ذاك منهم. فهموم هؤلاء وتطلعاتهم وحساباتهم مختلفة تماماً، غريبة عن عالم الناس العاديين. مثلاً: الميثاقية وحقوق المسيحيين تتأمن بعودة الجنرال ميشال عون إلى قصر بعبدا. الجنرال عون أصلح للرئاسة أو النائب سليمان فرنجية؟

الناس قرفت ولا يطلع بيدها شيء. لم يكن ينقص سوى تأكيد الرئيس نبيه بري أن الإنتخابات النيابية ستحصل بالتأكيد في أيار المقبل. يعني ذلك أن الأحزاب والشخصيات السياسية، في الأسابيع والأشهر المقبلة، ستسابق هواء لبنان في حمل روائح النفايات الكريهة إلى أنوف مواطنيه.

 

خرَّبوا الوطن فكيف يبنونه؟

الدكتور سامي الريشوني/النهار/23 أيلول 2016

يردّدون أنّ البلاد إلى الهاوية... ومن غيرهم أوصل البلاد إليها؟ يقولون إن الوضع خطير جداً، أليسوا هم الذين أوصلونا إليه؟ يتخوّفون من الفراغ... أليسوا هم أخطر منه؟ يدّعون أنهم حريصون على الدولة كلّها وعلى مؤسّساتها... والدولة ومؤسّساتها انهارت وأصبحت مزارع مُحصّصة.

يتّهمون بعضهم البعض بالقضاء على صيغة العيش المشترك، ومن قال لهم إنّهم قادرون على تثبيت العيش المشترك الذي هو لمصلحة الشعب؟ ويهدّدون بتعليق المشاركة، نعم يصرّون على المشاركة، على أي شركة يتكلّمون؟ وشريحة كبرى من اللبنانيّين لا تشارك، بل هي مهمّشة، أعني المثقّفين والأدباء والمفكّرين وأصحاب المهن الحرّة والعمّال والفلّاحين والمجتمع المدني بأكمله...تدّعون الاحتكام إلى الدستور، وأنتم لا تحتكمون إليه، فتمدّدون لأنفسكم، وحتى إنّكم لا تنتخبون رئيساً للجمهوريّة. يا إخواني، تذكّروا أن نواب البلاد ووزراءه يتقاضون معاشاتهم من جيوب الشعب المسكين والمغلوب على أمره فقط لإلتقاط الصور والإدلاء بتصريحات رنّانة وهم على أرائك مريحة، أمّا المعلّمون والعمّال والمظلومون فيطالبون في الشوارع بحقّهم وهو حق لا يوازي بطاقة سفر واحدة في يد هؤلاء المستبدّين. يطالبون بانعقاد المؤتمر التأسيسي، وأمّا المدعوون الذين سيشاركون فهم أنفسهم من أوصلوا البلاد إلى الهلاك والكوارث. يريدون إعادة صياغة النظام ليصبح نظاماً مفصّلاً محكماً يناسب قياساتهم. يبذلون جهداً لتقريب وجهات النظر لتجنّب التدهور. ويلتجئون إلى طاولة الحوار المستديرة، ويا للأسف، فإنّ طاولة الحوار، كما المؤتمر التأسيسي، قد حلّا محل مجلس الوزراء الذي يراوح مكانه والمجلس النيابي الممدّد لنفسه، فهم يتقاسمون ما تبقّى من الجبنة، وأمّا الشعب المسكين فلا صوت له ولا رأي فيه ولا وجود له. كفى... كفى... كفى عفناً سياسياً، هذا العفن السياسي الذي لوّث وما زال يلوّث الوطن كل الوطن... حذارِ التمديد أو إجراء الإنتخابات المقبلة على أساس قانون الستّين، لأنّ المناضلين من الشعب يهدّدون بالنزول إلى الشارع، فهل كل هذا توجّه نحو الثورة العارمة؟ وأين يكون قبطان السفينة؟ يا أبناء وطني المغلوب على أمرهم، المكسوري الخاطر المسكونين بالهمّ والقلق، المسلوبي الكرامة والإرادة، تذكّروا معي، تذكّروا جيّداً أنّ الذين خرّبوا البلاد وأراقوا الدماء إمّا سرّاً أو علناً ليسوا هم الذين يُعيدون بناء الوطن.

 

يا مسرحيي بيروت نريد بيروت!

 عقل العويط/النهار/24 أيلول 2016

أغتنم مناسبة الاحتفال بعشرين عاماً على تأسيس "مسرح المدينة"، لمؤسِّسته وراعيته ومنشِّطته الفنّانة الكبيرة نضال الأشقر، لأحيّي المدينة نفسها، ومسرحها، ومسرحييها، وكلّ الذين يعملون في السرّ والعلن من أجل المحافظة على المعنى، والسرّ، والدلالة.

المدينة تنوء، تحت الثقل الهمجيّ. وهي تتهيّأ لفصول إضافية "موعودة"، من معايير الاستباحة والتفريغ والدعارة السياسية والمعنوية والانتهاك والتمريغ والسرقة والخواء. الاحتفال بـ"مسرح المدينة" ضرورة كبرى، ودائمة، من أجل المسرح بالذات، ومن أجل المكان، والمقام، ومن أجل الفضاء، والفسحة، والرحابة، والحرية، والاختلاف. فلتُرفَع القبعات للمحتفلين وللمسرحيين وللمدينة على السواء. ولتُحوَّل بيروت بأسرها إلى مسرح عظيم في الهواء الطليق. ولتُحرَّر البيوت والشوارع والأزقة والساحات والأرصفة وشرفات المقاهي وطاولات الجلوس، من السكينة الممضّة والمميتة، ومن الانتظارات السلبية القاتلة. لا أدعو إلى التحسّر. أدعو إلى رفض هذا الموت اليومي، البطيء، المحشرج، شبه الجمعيّ، للمدينة، بالسبل العقلية والمدنية المتاحة، وذلك من أجل أن يقف المجترحون في وجه الموت والجريمة والقاتل، ويُحدِثوا شيئاً عظيماً؛ زلزالاً مدنياً، إنسانوياً، ثقافياً، أو أعجوبةً، مثلاً، لكنْ ليس أقلّ.

الخلاّقون، المفكرون، المثقفون، الرسّامون، ومعهم المدنيون، الديموقراطيون، العلمانيون، الأوادم، ورهط "السياسيين" الذين يسبحون عكس التيّار. هؤلاء يمكنهم أن يفعلوا ما يجب أن يُفعَل الآن، وفي كلّ آن، من أجل بيروت، التي لا تتشرّف بصورتها المتبشّعة اليوم، ولا بوجهها الكئيب، ولا خصوصاً بالقائمين على المسؤولية السياسية فيها، ولا بالمتنطّحين للتنافس على هذه المسؤولية. هل يُعقَل أن تكون النفايات، النفايات كلّها، المادية والمعنوية، مرآة بيروت، وواجهتها؟! هل يُعقَل أن لا يكون المسرح، والأدب، والفن، والعقل مطلقاً، فرن بيروت اليومي، ورغيفها، ونبيذها، وغذاءها؟!

اسألوا بلدية بيروت ومحافظها ونوّابها ووزراءها، ماذا يفعلون من أجل هذه البيروت؟ دَعَونا هؤلاء جميعهم ليرفعوا العشب اليابس الذي يحيط بتمثال الشهداء، فلم يحرّك أحدٌ منهم ساكناً. فكيف تستطيعون أن تظلّوا تغضّون عنهم، وتحترموهم، وتبقوهم في مناصبهم وأمكنتهم؟!

يا مسرحيي بيروت، اكتبوا لنا نصاً مسرحياً يروي حكاية بيروت الحقيقية، الواقعية، المفجعة، وليجتمع المخرجون الأفذاذ، والممثلون الأفذاذ، وليقدِّموا هذا العرض الملحمي، هنا في ساحة الشهداء، ساحة البرج، ساحة الحقيقة، والحرية. يا مسرحيي بيروت، يا أهل "مسرح المدينة"، لم يعد في مستطاعنا أن نتنشق. نريد فقط أن نتنشق بيروت. سلامي اليكم.

 

مكاسب جعجع والسيناريو المُكرَّر

أسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 24 أيلول 2016

ما زال رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون ينتظر رفض الرئيس سعد الحريري أو موافقته على انتخابه رئيساً للجمهورية لكي يبني على الشيء مقتضاه. أما «القوات اللبنانية» فهي تحاول توجيه أنظار عون الى «حزب الله» الذي لم تصدر عنه أكثر من عواصف رعدية مؤيّدة لانتخابه، من دون أن يساعد في تهيئة انعقاد جلسة الانتخاب، وبذلك يترك العماد عون وحيداً، إلّا مِن وعد بالمشاركة القواتية في تظاهراته، إذا لم يضع الرئيس نبيه برّي بند قانون الانتخاب على جدول أعمال الجلسة المقبلة. ما يرشح من معلومات لا يعطي املاً بأن يعطي الرئيس الحريري الموافقة على انتخاب عون، وبالتالي بات الطريق مفتوحاً للشارع، الذي سيحاول عون عبره جرّ الجميع، الى ما أبعد من مجرد انتخاب رئيس للجمهورية، وهي خطوة ينتظرها أكثر من طرف وأوّلهم «حزب الله» الذي استعمل الفراغ، لإضفاء المزيد من الضعف على دستور «الطائف» وتوازناته. ت ثمنه خسارة الرئاسة، والحضور، خصوصاً، بعدما نال عون موافقة «القوات اللبنانية» على ترشيحه، وهي موافقة تشكل في نظر الطرفين المسيحيَّين فرصة ثمينة، لاستعادة التوازن، وتشكيل قوة مسيحية أحادية تقاسم القيادات السنّية والشيعية، النفوذ على قاعدة تطويب الحصة المسيحية في النظام كحق بديهي لها، وفي حال عدم تمكن «القوات» والعونيين من تكريس هذه المعادلة، فإنّ آخر أحلام استعادة الدور والحضور تكون قد سقطت بشكلٍ مدوٍّ، وهذا سيفتح الباب أمام المزيد من الأخطار الكيانية، التي سيترجمها انسحاب المسيحيين المتدرّج أو السريع من الشراكة الوطنية، هذا مع العلم بأن لا ضامن إقليمياً لهذا التوجّه، إلّا اللاعب الإيراني الذي يطرح نفسه عبر «حزب الله»، حامياً للأقليات وحقوقهم وحضورهم. تبدو «القوات اللبنانية» كأنها تسير خلف عون في معركته الميثاقية، لكنّ الواقع يقول إنّ «القوات» تنتهج للمرة الأولى في تاريخها الأسلوب الجنبلاطي، فهي في آن احتفظت بالعلاقة القوية مع الحريري، ومع السعودية، وتحالفت مع عون المتحالف مع «حزب الله»، وفي الواقع العملي ستشارك «القوات» مع «التيار الوطني الحر» في أيّ تحرك شعبي لإقرار قانون انتخاب جديد، لكنها لا تجاريه الرأي في شلّ الحكومة، ورفض التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي. تطمح «القوات» في كلّ ذلك الى أن تكون القوة المسيحية الأكثر قوة، سواءٌ انتخب عون أم لن يُنتخب. ففي الحالة الأولى سيكون الدكتور سمير جعجع المعبر الاجباري للرئاسة، وسيفرض عرف انتخاب الاقوى مسيحياً، وسيحجز موقعه في أيّ انتخابات رئاسية ونيابية جديدة، وفي الاحتمال الثاني، يكون جعجع قد ربح مصالحة مسيحية تؤهّله لأن يكون الزعيم المسيحي الأوّل، في مرحلة ما بعد عون، سواءٌ أصبح رئيساً أم لم يصبح. لكن يبقى السؤال: ما هي مخاطر هذه السياسة الجديدة، وهل تحمل في طياتها تكراراً لمرحلة العام 1988، التي جرّ فيها عون «القوات» الى حربين، أدّتا الى توقيع «اتفاق الطائف»، والى المنفى والسجن والإحباط؟ الجواب على ذلك سيكون رهن المرحلة المقبلة، فما يبدو الى الآن يدلّ على أنّ عون كسب شرعية مسيحية بغطاء «القوات اللبنانية»، لما سيقوم به بغض النظر عما إذا كانت «القوات» ستشارك أم لا في تظاهراته الشعبية. هذه الشرعية ستكون بتصرّف الوريث السياسي لعون، الذي قطع في المرحلة الاخيرة ما تبقى من جسور العيش المشترك، ما يمكن أن يؤدي سريعاً الى سيناريو مشابه لما حصل في العام 1988، حيث أدّت سياسة عون الى إفقاد المسيحيين الكثير، فيما يحاول اليوم أن يستعيد القليل من ذاك الكثير.

 

مَن لا يريد إنتخابَ ميشال عون رئيساً؟

جورج حايك/جريدة الجمهورية/السبت 24 أيلول 2016

قيل الكثير عن جلسة انتخاب رئيسٍ للجمهورية اللبنانية في 28 أيلول وكثرت التسريباتُ عن استعداد الرئيس سعد الحريري للقبول بإنتخاب ميشال عون رئيساً فبدأ حساب الأصوات حول مَن يريد انتخابَ عون ومَن لا يريده، لكن بات مفيداً طرحُ السؤال على نحو مختلف: مَن يريد عون رئيساً؟ فالأكثرية تبدو سلبية في تعاطيها مع رئيس «التيار الوطني الحر» وحتى أبرز حلفائه! ويبدو أنّ جلسة 28 أيلول ستكون كسابقاتها: لا راعيَ إقليميّاً للانتخابات ولا توافقَ محلّيّاً على رئيس. يعيش العماد ميشال عون كلّ يوم بيومه، لأنّ المواقف تتقلب كلّ يوم، فيرتفع منسوب التفاؤل يوماً ليعود وينخفض في يوم آخر وهكذا دواليك، وكأنّ المقصود التخفيف من الإندفاع العوني نحو التصعيد بدءاً من أوّل حلفائه حتى آخر خصومه. لكنّ المفارقة أنّ المعلومات الواردة من الرابية أنّ «التيار الوطني الحر» لا يزال محافظاً على تفاؤله، ربما يكون ذلك لإعطاء نفسه مداها في التصعيد إذا لم يتم انتخاب عون رئيساً في جلسة 28 أيلول.

أمام هذا الواقع الدقيق وفي مرحلة الإنتظار، تُبلور الأفرقاء مواقفها، تدرس المعطيات على ضوء الظروف الدولية والإقلمية والمحلية، لكنّ السؤال الأساس الذي تطرحه يبقى مرتبطاً بحسابات الربح والخسارة في حال قبلت بعون رئيساً.

تتوجّه الأنظار إلى تيار «المستقبل» في الدرجة الأولى فهو يضمّ أكبر كتلة نيابية بما لا يقلّ عن 27 نائباً. ولا شك في أنّ طرح مسألة وصول عون إلى قصر بعبدا كانت موضع بحث في اجتماعات «المستقبل»، والرئيس الحريري تناول هذا الإحتمال بدءاً من الحلقة السياسية الضيّقة التي تحيط به وصولاً إلى الحلقة الواسعة. وكان منطقياً أن يخرج الحريري بخلاصة سلبية حيال انتخاب عون الذي كان دائماً عدائياً حيال «المستقبل» ونهجه السياسي والإقتصادي، ويواجه الحريري معارضة قوية له داخل «التيار» ما إن يلفظ إسم عون إضافة إلى عدم حماسة المملكة العربية السعودية لإنتخابه.

والمشكلة أنّ عون وضع نفسه في إطار الفريق المعادي لـ«المستقبل» وفوزه في الإنتخابات بات يعني انتصاراً للفريق الآخر المتمثل في «حزب الله» وقوى 8 آذار، فكيف يتحمّل الحريري مثل هذه الخسارة وهو يتخبّط في أزماته داخل تياره وطائفته ممّا قد يقضي على مسيرته السياسية؟

أما الوعود بملازمة وصول عون إلى الرئاسة مع وصول الحريري إلى رئاسة الحكومة، فيرفقها «حزب الله» بشروط يقيّد فيها الحريري مستقبلاً ويجعله أسير وصايته، وهنا المصيبة الكبرى. من جهة أخرى لم يجد «المستقبل» حتى اليوم مبرِّراً للإستغناء عن مرشحه النائب سليمان فرنجية الذي يقدّم للحريري تسهيلات أكثر من تلك التي يقدّمها عون.

في المقابل، لا يبدو «حزب الله» متحمِّساً لإجراء انتخابات رئاسيّة رغم موقفه المعلن المؤيّد للعماد عون، ومخطئ مَن يظن أنّ لـ»الحزب» هامشاً كبيراً من الحرية في قراره السياسي، فهو يخضع للسياسة الإيرانية وأجندتها الإقليميّة وبالتالي لم ترَ إيران في الظروف التي يمرّ فيها الشرق الأوسط وخصوصاً في الصراع مع السعودية أيَّ مبرِّر لتقديم ورقة مجانيّة بصرف النظر عما إذا كان إسم الرئيس ملائماً لها أو غير ملائم. ولو أراد «الحزب» انتخابَ عون لكان طلب من فرنجية الإنسحاب ومن بري تليين موقفه، بل إنّ النصاب مؤمّن لانتخاب عون بدون موافقة الحريري، لكنّ «الحزب» لا يريد، لأسباب عديدة، تضاف إلى جانب إنتظار التسويات الإقليمية. وقد بات «الحزب» مقتنعاً بضرورة إرجاء الانتخابات الرئاسية إلى ما بعد الانتخابات الأميركية ونضوج التسوية السورية، علماً أنّ لبنان سيتأثر حكماً بأيّ متغيّرات ستحصل في جواره.

وليس منطقياً لـ«الحزب» وإيران خلفه أن يبيعا موقفاً أو أن يسقط من أيديهما ورقة تفاوضية لمصلحة إدارة أميركية راحلة، بل يفضّلان الإنتظار إلى أن تأتي الإدارة الجديدة، وتبدأ جولة المفاوضات من جديد. من جهته، لا يبدو الرئيس نبيه بري متحمّساً لوصول عون إلى الرئاسة، وهو يميل إلى انتخاب فرنجية. وإذا نظرنا إلى تاريخ العلاقة بين بري وعون قد يصبح مفهوماً ومبرَّراً نفور رئيس مجلس النواب من «الجنرال». وليس سرّاً أنّ عون رافع لواء مكافحة الفساد وناقم على الحريرية السياسية وشريكها في الغنائم رئيس «حركة امل» الذي يُعرف سياسياً باللاعب الأساسي في تدوير الزوايا والمناورات والبعيد من نهج رئيس «التيار الوطني الحر» وخصوصاً أنه يشعر بمنافسة عون له عبر المطالبة بحصص المسيحيين في الدولة وعدم التنازل عنها. يعتقد كثيرون أنّ رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط اقتنع بإنتخاب عون رئيساً للجمهورية. لكن ما فعله جنبلاط هو خطوة ذكيّة إذ وضع الكرة في ملعب المسيحيين، وقال حرفياً: «إذا قالت كلّ الأقطاب المسيحية أنّ خلاص لبنان هو برئيس تكتل «التغيير والاصلاح» ميشال عون فلا مشكلة»، وهو يعرف أنّ المسيحيين غير متفقين على إسم عون.

بالنسبة إلى «القوات اللبنانية»، يُدرك «حزب الله» وقوى 8 آذار أنّ تأييدها لميشال عون رئيساً قد يكون جزءاً منه مناورة لحشر «الحزب». لكنّ ما حصل مِن تقارب بين «التيار الوطني الحر» و«القوات» يبدو أنه تجاوز المناورة إلى التأييد الصريح والواضح.

وليس سعيُ رئيس «القوات» سمير جعجع لإقناع حليفه سعد الحريري بإنتخاب عون سوى بحث عن نقطة متقدّمة لمحاصرة «حزب الله» وإجباره على إنتخاب رئيس لأنه ما إن يقبل «المستقبل» بعون ويبادر إلى انتخابه لن يكون أمام «الحزب» إلّا الرضوخ ولن تكون لديه القدرة على تعطيل النصاب. وبات معروفاً أنّ «القوات» تفاهمت مع «التيار الوطني الحر» على سلسلة من المكاسب الثنائية المسيحية في حال وصل عون إلى الرئاسة. من البديهي بعدما وصلت اليه الحال بين عون وفرنجية أن لا يقبل الأخير التنازل عن ترشيحه لمصلحة الأول. ففرنجية يجد نفسه الأوفر حظاً للوصول إلى قصر بعبدا فلماذا يقدّم هذا المكسب للجنرال مجاناً، وهو يدرك أنّ أكثرية المكوّنات السياسية غير متحمسة لإنتخاب عون، والتسوية الإقليمية قد تأتي لمصلحته؟ وأخيراً تبدو «الكتائب» بعيدة من خيار انتخاب عون وهي لم تحاول حتى الإقتراب من الثنائي المسيحي الذي رشّحه في 18 كانون الثاني 2016. ففي قناعة «الكتائب» أنّ عون متفاهم مع «القوات» على حسابها، وأنّ وصوله إلى الرئاسة سيجعلها مهمّشة على الساحة المسيحية في ظلّ تقاسم الحصص بين «التيار» و«القوات» اللذين يعتبران أنفسهما الأكثر تمثيلاً مسيحياً، وهي تبدو أقرب إلى خيار فرنجية ولو رفضته في العلن.

أمام هذه المعطيات، سيستمرّ عون في صراخه في وجه المكوّنات السياسية ولن يتأخر عن التصعيد وربما إسقاط الهيكل على رؤوس الجميع لأنه يخوض معركته الأخيرة للوصول إلى قصر بعبدا لأن الوقت لا يسمح له بالإنتظار أكثر.

 

الرهان على «إنهاك الحريري» ما له وما عليه؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/السبت 24 أيلول 2016

بات واضحاً أنّ هناك غرفة عمليات تتولّى إدارة ملف ما بات يُعرف بـ»إنهاك الحريري». ويتولّى المهمة فريق بكفايات نادرة، زاد من قوته ما وُضع بتصرفه من معلومات ليس من السهل الوصول اليها. وهو ما يوحي أنّ هناك تعاوناً بين أجهزة محلية وإقليمية تستقصي الوقائع لتبني عليها سيناريوهات منطقية وأخرى وهمية تُدس فيها. فما الذي يثبت ذلك والمؤشرات؟ بداية لا بدّ من الإعتراف أنه من الطبيعي أن تدور على هامش المعارك الكبرى كتلك التي تشهدها دول المنطقة، حروب صغيرة يخوضها وكلاء قادة المحاور بناة الإستراتيجيات الكبرى تعبيراً عن انتقام متبادل بين اطراف متصارعة من جهة ولإشغال الدول الكبرى بقضايا حلفائها من الدول الصغرى من جهة أخرى، وصولاً الى إنهاك جبهاتها الداخلية والخلفية والمس بمعنويات شعوبها وقياداتها بما يخدم المواجهة المفتوحة على كلّ المستويات. وعليه، فقد بات من الواضح أنّ ما يشهده لبنان من أزمات متعددة الهويات والوجوه الدستورية والسياسية والرئاسية والأمنية باتت واحدة من تردّدات أحداث المنطقة. ويجرى مختلف فصولها على وقع هدير الحرب في سوريا والعراق واليمن وغيرها. فقد أكدت المواجهات القائمة بين المحاور الدولية على أكثر من ساحة عربية وإقليمية أنها تركت بصماتها على الساحة اللبنانية بما تشهده من مواجهات سياسية لتبقى ساحته الأمنية هادئة بعدما اتفقوا على تجنيبها الخضات الامنية دون غيرها من تلك التي تشهد مواجهات دموية. ولعلّ الإستحقاق الرئاسي واحد من الملفات المفتوحة على ما يمكن أن تؤدي اليه المواجهات في المنطقة بات بمعظم فصوله وجهاً من وجوهها جراء الربط الذي أجراه اقطابها بما يجرى في سوريا وما بين طهران والرياض والتي جنّد لها الطرفان مختلف اسلحتهم السياسية والإعلامية وصولاً الى الوجوه الأخرى وهي التي أنتجت شغوراً رئاسياً تعجز القيادات اللبنانية التي ترغب بحلّ «صنع في لبنان» عن الوصول اليه او الى معادلة داخلية يمكن أن تنتج رئيساً.

وعليه تبدو المعركة المفتوحة على الرئيس سعد الحريري من باب الوضع المالي والسياسي الذي تعانيه مؤسساته من مصاعب مالية نتيجة عوامل عدة. منها سوء العلاقة التي قامت بينه وبين بعض أركان القيادة السعودية الجديدة فتركت انعكاساتها السلبية على اوضاعها المالية، فأصابتها بما يشبه الشلل كما طاولت مصالح آلاف العائلات اللبنانية وأخرى من جنسيات مختلفة.

وبناءً على ما تقدم، يكشف العارفون بخفايا الأمور أنّ هناك غرفة عمليات سياسية وإعلامية تستهدف الحريري وتتمتع بقدرات عالية وبشبكة علاقات اكثر من ممتازة بالعديد من وسائل الإعلام المحلية والفضائيات وقد باشرت عملها في محاولة لـ«إنهاك الحريري» مالياً وسياسياً انطلاقاً من حصولها على معلومات تفصيلية بالمصاعب المالية التي يعانيها في الرياض ومناطق أخرى في العالم، بالإضافة الى المآزق السياسية التي تعانيها كتلته النيابية نتيجة الخلاف القائم حول موجة الترشيحات الرئاسية. ولم يعد سراً أنّ من بين اعضاء كتلته مَن يريد المضي بترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية وآخرون يريدون الإنتقال الى تأييد العماد ميشال عون، فيما يدعو آخرون الى البحث عن مرشح ثالث توافقي وصولاً الى إنهاء الشغور الرئاسي بأيّ ثمن. وفي مختلف الحالات، تظهر الحملة المنظمة التي تستهدف الحريري وفريقه أنّ لها أساساً مرتبطاً بقدرة منظّميها في الوصول الى معلومات دقيقة من مصادرها والتي ليس من السهل على أيّ كان الحصول عليها. ولا يغفل العارفون بالتفاصيل الدقيقة أنّ بعضاً من هذه المعلومات جمعت من مقربين ومسؤولين سابقين في التيار تركوا أو انقلبوا أو أُبعدوا منه. وقد عبروا في مناسبات عدة عن بعضها فتسرّبت الروايات والسيناريوهات الخاصة بحجم الأزمة التي تهدد في جانب منها بتفكك كتلته والقواعد الشعبية للتيار.

ولعلّ ما شهدته ساحات طرابلس وعكار خير دليل على هذه الأزمة والتي زادت من تفاقمها الأزمة المالية التي انعكست غياب القدرة على دفع رواتب موظفي مؤسساته الإعلامية واعمال الصرف التي شهدتها أخرى أمنية وفي الوسط التجاري وصولاً الى تقليص فريق المرافقين والموظفين الذين كانوا بتصرف قيادييه ومكاتبه وفروعه الحزبية. ولعلّ في ما سبق من معلومات ما يوحي أنّ المواجهة ليست سهلة لكنها تطوّرت الى حدّ مؤذ للغاية. ويبدو أنّ مَن يقف وراء هذا المخطط قد عقد النية على إنهاك الحريري من دون احتساب أيّ عقبات يمكن أن تحول دون اكتمال المخطط الذي يقودونه. فثمة مَن يتحدث نقلاً عن اركان القيادة السعودية أنهم لن يتركوا الحريري يصل الى مأزق أكبر وستكون هناك خطوات على الطريق تنعشه. وقد تشهد الأيام المقبلة مبادرات تعزّز او تستكمل ما بدأه العاهل السعودي بتوفير رواتب ومخصصات آلاف الموظفين والعمال العرب والأجانب لإنقاذهم من الهلاك على أن تستكمل الخطوات التي تقيّم الشركات وحجمها المالي لإجراء عملية إعادة نظر وجدولة ديونها. وثمّة من بين زوار الرياض مَن يقول إنّ هناك توجّهاً لإنقاذ مؤسسات الحريري بتوفير حقوق مجمدة له في المؤسسات المالية السعودية وإدارة القصور الملكية خصوصاً قد يؤدّي تسديدها الى حلّ جزء من المشكلات الطارئة التي تعانيها هذه الشركات «فلا يموت الديب ولا يفنى الغنم» وتنعش الحريري مالياً تمهيداً لإنعاشه سياسياً. وبذلك يكون الرهان على إنهاك الحريري مجرد مرحلة عابرة تنتهي بالفشل، فليس هناك مَن يرى مصلحة في إنهاء دوره في لبنان لا بل فإنقاذه ضمان للجميع.

 

لبنان على اللائحة السوداء؟

عزة الحاج حسن/المدن/السبت 24/09/2016

ينتظر لبنان عموماً والقطاع المصرفي خصوصاً استحقاق بالغ الأهمية والخطورة قبل مطلع العام 2018، هو الإلتزام بالمعايير التي تفرضها منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية (OCDE) في ما يتعلّق بالتبادل التلقائي للمعلومات الضريبية. ولكن في ظل غياب التشريعات القانونية المتعلقة بالمعايير المذكورة، يبقى القلق سيد الموقف خوفاً من إدراج اسم لبنان في لائحة الدول غير المتعاونة المُرتقب صدورها نهاية شهر أيلول/ سبتمبر الجاري. فكيف يتعامل القطاع المصرفي اللبناني مع هذا الواقع؟ وهل من مؤشرات لإدراج إسم لبنان في اللائحة السوداء؟ بداية، وبالعودة إلى أصل معيار التبادل التلقائي للمعلومات المالية لأغراض ضريبية، فقد تم وضع هذا المعيار من قبل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عام 2014 بتكليف من مجموعة العشرين، وحصل على الاجماع الدولي، وهو يمكّن الدول الملتزمة تطبيق المعيار من تحديد مواطنيها وشركاتها خارج حدودها بما يسمح لها بتحصيل الضرائب الواجبة عليها. وبتاريخ 9 أيار 2016 أعلنت المنظمة، أي (OCDE)، أن نحو 101 دولة وقعت على الالتزام بمعيار تبادل المعلومات المالية تلقائياً لمواجهة التهرب الضريبي. وتوقعت المنظمة بدء تبادل المعلومات في أيلول 2018. وكانت الخطوة التالية أن أعلنت 55 دولة التطبيق المبكر للمعيار المذكور، أي بنهاية عام 2017، بينما أعلنت 46 دولة ومن ضمنها لبنان التطبيق خلال العام 2018. إذاً، أمام لبنان متسع من الوقت لوضع الأطر القانونية لالتزامه التام بالتبادل التلقائي للمعلومات الضريبية. هذا من حيث الشكل، ولكن هل يعفي "عامل الوقت" لبنان من طرح تساؤلات من قبل المنظمة في شأن المساعي التي يقوم بها في سبيل التزامه المعايير الدولية، وهل ما يمنع المنظمة من إدراج إسم لبنان في اللائحة السوداء للدول غير المتعاونة؟

أسئلة أجاب عنها رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب، رئيس جمعية المصارف في لبنان الدكتور جوزف طربيه في أكثر من مناسبة، وأوضح أن لبنان ملتزم رسمياً اعتباراً من 11 أيار/ مايو 2016 تنفيذ معايير تبادل المعلومات الضريبية وفقا لمتطلبات منظمة التعاون والتنمية، رغم عدم صدور القوانين المتعلقة بالمعايير. وتشكّل الأزمة السياسية في لبنان والمتمثلة بتعطل المؤسسات الدستورية السبب الأبرز المعوّق لصدور القوانين المتعلقة بتبادل المعلومات الضريبية. وهو ما يفسّر توجه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الدعوة إلى عقد جلسة تشريعية في النصف الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، لإقرار مجموعة من البنود الضرورية. أما الأمين العام لاتحاد المصارف العربية وسام فتوح، فيستبعد إدراج لبنان على لائحة الدول غير المتعاونة. ويعتبر هذا الأمر مستحيلاً. ويقول في حديثه إلى المدن: "لبنان يقوم بالإجراءات اللازمة التي تسهّل تبادل المعلومات الضريبية في انتظار إقرار القوانين التشريعية المتعلقة بالمعايير الجديدة". ويؤكد أن المجتمع الدولي، ولاسيما الدول المعنية بمراقبة تطبيق المعايير المتعلقة بتبادل المعلومات الضريبية، أعرب عن تفهّمه وضع لبنان الحالي في ظل غياب المؤسسات الدستورية وتعذّر إقرار القوانين المعنية، كاشفاً عن اتصالات تجري على مستوى رفيع تسعى لتبرير موقف لبنان، وخصوصاً أنه ملتزم بتطبيق المعايير المذكورة، لتجنيبه إدراج إسمه في اللائحة السوداء للدول غير المتعاونة. من جهته، يؤكد رئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود في حديث إلى "المدن" أن ما يطلبه المجتمع الدولي من خلال قانوني فاتكا وغاتكا، أي التبادل التلقائي للمعلومات الضريبية، مازال غير متوافر في لبنان، لأنه يحتاج إلى قانون. ونحن نعمل وفق القوانين والتعاميم السائدة. وهي أن يتم التبادل "غب الطلب". إذاً، ولكي يتفادى لبنان اللائحة السوداء، عليه ان يحرص في أيلول على الانتقال إلى المرحلة الثانية من معيار تبادل المعلومات الضريبية. وهذا يتطلب خطوات عدة، منها توقيع الاتفاق متعدد الطرق للمساعدة المتبادلة في المجال الضريبي واقرار عدد من مشاريع القوانين الجاهزة في أسرع وقت ممكن.

 

حزب الله وجبهة النصرة

محمد آل الشيخ/الجزيرة/23 أيلول/16

لا خلاف أن منظمة (القاعدة)، وجبهة النصرة المنبثقة عنها، حتى بعد أن غيرت اسمها، منظمة إرهابية تكتمل فيها كل شروط الإرهاب، ولكن ماذا عن منظمة (حزب الله) اللبنانية أليست هي الأخرى منظمة إرهابية تتوفر فيها وفي عملياتها داخل لبنان وخارجه كل شروط الإرهاب التي تتوفر في منظمة (القاعدة)؟.. ربما أن الفرق أن منظمة (حزب الله) الإرهابية تشارك علناً في تشكيلة الحكومة اللبنانية، بل هي الفصيل الأقوى هيمنة على الأرض في لبنان، كما أن «حسن نصر الله» زعيم الحزب يعيش دونما ملاحقة في أحد سراديب حزبه في بيروت، ويملك صوتا حكوميا رسميا يدافع عنه هو وزارة الخارجية والداخلية اللبنانيتان، كما أن لديه منصة إعلامية على الأرض، يتحدث منها كما يريد ومتى يريد، في حين أن زعيم القاعدة، الموازي لحسن نصر الله عمليا، «أيمن الظواهري» لا يستطيع أن يمارس القدر نفسه من الحضور والظهور وحرية الحركة.

هنا يأتي السؤال: لماذا يتفق الأمريكيون والروس على حرب (جبهة النصرة) القاعدية بكل الوسائل المشروعة والاستخبارية، في حين تفلت منظمة حزب الله من الملاحقة والعقاب، رغم أن كليهما منظمتان إرهابيتان بامتياز؟!.

الأمر الآخر المثير للاستغراب أن «سعد بن أسامة بن لادن»، والقائد القاعدي الشهير «سيف العدل» يعيشان مكرمين في كنف الإيرانيين، ويعلم الأمريكيون والروس ذلك، ومن هناك يشرفان على عمليات القاعدة ويوجهان عملياتها؛ فلماذا يتجاهل الأمريكيون هذه الحقيقة، وكأنها لم تكن، ويصبون سياط غضبهم و ملاحقتهم وقنابل طائراتهم على جبهة النصرة (السنية)، لمجرد أنها اصطفت كفصيل في مواجهة الأسد؟!.

هذا التباين غير المفهوم إلا إذا مررته على معايير نظرية المؤامرة يجعلنا نقترب من الحكم قطعياً أن اللوبي الفارسي في الولايات المتحدة الأمريكية يعمل بكفاءة عالية، خاصة في ظل غياب أي لوبي سعودي أو خليجي يواجه الفرس، أو على الأقل يخفف من نفوذهم الواضح في دوائر صناعة القرار الأمريكي، والذي لا مناص من أننا أخفقنا في صناعته، منذ أول بعثة لنا في تلك الأصقاع البعيدة وحتى الآن.

إيران وحش مخيف يتربص بنا وبأمننا واستقرارنا، والإيرانيون بكل وقاحة يعلنون رغبتهم في التمدد والتوسع وابتلاع البلدان العربية مهما كلفهم ذلك من تكاليف، ولديهم طابور خامس في الداخل العربي خونة عملاء يمهدون لهم تحقيق طموحاتهم؛ لذلك فالتعامل معهم له سبيلان لا ثالث لهما: إما الإذعان لهم والاستسلام والرضوخ لسيادتهم، أو المواجهة بكل السبل والأساليب، أما أولئك الذين يدعون للتفاهم معهم، فهم كمن يدعو الإنسان للتصالح مع الوحوش والثعابين.

وكثير ما يطرح الأمريكيون سؤالاً استفهامياً: لماذا العرب، وأهل السنة بالذات منهم يكرهوننا؟.. وهم ينسون أو ربما يتناسون أنهم من خلقوا هذه الكراهية بهذا التعامل المجحف، والمجامل والمنحاز للإيرانيين، على حساب العرب وأهل السنة منهم على وجه الخصوص، وتحديداً في عهد أوباما، الذي ننتظر على أحر من الجمر متى يغادر البيت الأبيض إلى مزبلة التاريخ. وكما قلت في مقال سابق: الأمريكيون هم من ساعدوا الإرهاب السني المتأسلم بالظهور منذ أفغانستان وحتى سوريا وانحيازهم للإيرانيين.

 

لبنان يحيي أجواء 1975

 سليم نصار/الحياة/24 أيلول/16

على رغم رفض العماد ميشال عون، وحضه النواب على مقاطعة مؤتمر الطائف، فقد شارك 63 نائباً في الاجتماعات التي بدأت يوم 30 أيلول (سبتمبر) 1989. وبعد مناقشات ماراثونية استمرت بضعة أيام، خرج المجتمعون بحل يقضي بتقليص صلاحيات رئيس الجمهورية الماروني، إضافة الى إناطة سلطاته الإجرائية بمجلس الوزراء مجتمعاً، وإنما برئاسة سياسي سُنّي. ومعنى هذا أن عملية المقايضة في سبيل إرضاء الشارع الإسلامي الذي قاتل 15 سنة، تمت على حساب الرئيس الماروني الذي حُدِّدَ دوره بعبارات إنشائية فارغة أهمها: «رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن. يسهر على احترام الدستور والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه». أما العبارة المُضافة بلا معنى أيضاً، فهي الآتية: «هو القائد الأعلى للقوات المسلحة التي تخضع لسلطة مجلس الوزراء».

لذلك، علق الرئيس الراحل سليمان فرنجية حينذاك على موضوع توزيع الصلاحيات بالقول: «يجب على الموارنة المطالبة برئاسة الحكومة، والتخلي عن رئاسة جمهورية دستور 1943 بعدما نزع اتفاق الطائف كل صلاحياته العملية تقريباً». ومثل هذا التعليق يذكّر بأن رئيس جمهورية لبنان الماروني كان يتمتع بصلاحيات دستورية حقيقية ظلت مطبقة منذ إعلان الدستور الأول (1926). لكن، بعدما صوّت مجلس النواب اللبناني على دستور «الجمهورية الثانية» - كما وصفها الرئيس الياس الهراوي - طلب مجلس الوزراء من العماد ميشال عون إنهاء تمرده على الشرعية والالتزام باتفاق الطائف. ولما رفض التقيّد بهذا الشرط، حصل ما حصل. وبقية القصة معروفة. في أيار (مايو) قبل أكثر من سنتين، انتهت ولاية الرئيس ميشال سليمان. وكجندي منضبط، جمع أوراقه وذهب إلى بيته في عمشيت على أمل إنشاء حزب سياسي يسد الفراغ القائم. ومنذ ذلك الحين حاول 128 عضواً في البرلمان 44 مرة انتخاب رئيس جديد، فلم يفلحوا. والسبب المباشر أن المرشحَيْن ميشال عون وسليمان فرنجية لم ينجح أي منهما في جمع الغالبية اللازمة وفق القانون. أما السبب غير المباشر فيكمن عند «حزب الله» الذي يمانع في انتخاب رئيس للبنان قبل جلاء الصورة الأخيرة لبشّار الأسد. أو قبل أن تظهر الخريطة الفسيفسائية التي باشرت تركيا في رسمها كمنطقة عازلة وآمنة في شمال سورية. وهي منطقة واسعة تمتد فوق مساحة لا تقل عن خمسة آلاف كلم مربع من خلال عملية «درع الفرات».

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرّح، قبل توجهه إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بأن النية متجهة إلى إقامة منطقة آمنة.

في ضوء هذا التغيير المحتمل، خصوصاً إثر العلاقة الوثيقة التي نسجها أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يبدو أن إيران غير قادرة على منع تفكك سورية... وغير مطمئنة إلى بقاء الأسد في الحكم.

أمام هذه الاحتمالات، يتوقع المراقبون أن تزداد الفوضى أكثر فأكثر، الأمر الذي يجعل من تنفيذ وقف إطلاق النار قراراً صعباً. وما يزيد في صعوبة تنفيذه نشاط سبعين منظمة مسلحة تشكل في غالبية أعضائها قطاعاً كبيراً من سُنّة سورية. لهذا، ترى هذه المنظمات أن اتفاق وقف إطلاق النار يعكس بالأساس محاولة خارجية (روسية - أميركية) ليس للمتخاصمين مصلحة في تطبيقها. إضافة إلى هذا، فإن تصور روسيا والولايات المتحدة بأن الهدنة الطويلة تحافظ على وحدة سورية هو تصور خطأ وغير عملي. ذلك أن سورية باتت منقسمة إلى «كانتونات» على أساس ديموغرافي... وأن بشار الأسد يعرف جيداً أنه لولا المظلة الإيرانية والروسية المدعومة من مقاتلي «حزب الله»، لكان بقاؤه في دمشق خطراً. لهذا السبب، ترى موسكو أهمية خاصة في استمرار وجود النظام العلوي - مع الأسد ومن دونه - خوفاً من التفكك والتشرذم، خصوصاً أن أنقرة تسعى بكل الوسائل المتاحة إلى تثبيت نظام سُنّي في سورية يحمي خاصرتها. وهذا ما دفعها قبل فترة إلى احتضان نظام «داعش»، وتأمين وصول الأسلحة إلى محاربيه عبر أراضيها المفتوحة! إذاً، ماذا ستفعل إيران في حال فقدت نفوذها على الأرض السورية بسبب تشظي المحافظات وخضوع سكانها إلى سلطة أمراء الميليشيات السنيّة؟ الجواب لدى العناصر المتحالفة مع «حزب الله» في لبنان، بسبب رهانها الأول والأخير على استمرار بشار الأسد في حكم سورية «المفيدة» وغير المفيدة. وقد وجدت هذه العناصر الفرصة متاحة لطرح فكرة تغيير صيغة النظام الذي وزع مسؤولياته بين السنّة والمسيحيين مناصفة. وهذا ما دفع وزير الخارجية جبران باسيل إلى تفجير قنبلة «الميثاقية» في جلسة هيئة الحوار الوطني، والجلسة الأخيرة للحكومة. وبرر موقفه بتعليق المشاركة على تجاهل أكبر كتلة نيابية ممثلة بـ «التيار الوطني الحر». وقال باسيل في هذا السياق: «هناك استخفاف بالميثاقية وبحقوق المسيحيين التي تتآكل يوماً بعد يوم. فإما أن نأخذ حقوقنا ويتم الالتزام بالميثاقية، وإلا فالميثاقية كذب، تتحدثون عنها ولا تطبقونها. نحن نشعر بالغبن والتهميش وما نواجه نتيجة إهمال حقوقنا في الشراكة، يجعل قضيتنا قضية وجودية. وإذا استمرت الأمور على هذا النحو، لا لزوم لأن نستمر معاً. نحن نمثل أكبر كتلة نيابية مسيحية، ولدينا الحضور الأكبر في الشارع. وتغييبنا لم يعد مقبولاً».

وردّ سليمان فرنجية على اعتراض باسيل بالقول: «في كل مرة تأخذوننا إلى مكان، وعندما لا نقف إلى جانبكم نفاجأ بكم تتحدثون عن الميثاقية. أنتم تريدون فرض رأيكم على الآخرين، ويُمنَع علينا الاعتراض. لذلك، عليكم الكفّ عن سياسة الاستئثار والاحتكار. كنا وقفنا إلى جانب ترشح العماد عون لرئاسة الجمهورية، وأكدنا دعمنا له بلا شروط. ولما قوبل ترشيحه بالمعارضة، أعلنت ترشيحي للرئاسة. فهل من خطأ ارتكبته؟». وانسجاماً مع حملة الاعتراض والرفض، رفع النائب طلال أرسلان، صديق بشّار الأسد، حدّة التحدي عندما أعلن وفاة النظام السياسي في لبنان، وطالب بإحيائه من طريق إقامة مؤتمر تأسيسي يشارك فيه كل الأحزاب والطوائف. وتذكر اللبنانيون أن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله كان دعا، في إحدى خطبه عام 2012، إلى أهمية عقد مؤتمر تأسيسي بهدف بناء دولة حقيقية. ورأت جماعة 14 آذار في تلك الدعوة محاولة جدية لإلغاء اتفاق الطائف، واستبداله بفرض مثالثة شيعية - سنيّة - مسيحية. واعتبرت أن مطالبة الشيعة محقة، خصوصاً أنهم يمثلون ما نسبته 40 في المئة من الشعب اللبناني، لكن هذا لا يحجب الأسئلة عن الانتماءات في ظل مشاركة الممثل السياسي الأكبر للطائفة في سورية دفاعاً عن نظام لم تتبنَّ حربه الدولة اللبنانية.

ومعنى هذا أن المؤتمر التأسيسي سيُعقد بين فريقين لا يملك أحدهما فرص التكافؤ. أي بين فريق يملك خمسين ألف صاروخ وفريق آخر لا يملك سوى قوة المنطق. لكن إيران التي تتحكم بقرارات «حزب الله» تتبنى موقفاً آخر في لبنان يصب في مصلحتها، ويعزز دورها الآفل في سورية. وبما أنها مهتمة بتثبيت وجودها السياسي والعسكري على شاطئ المتوسط، فإنها مشغولة حالياً بتحقيق أمرين مهمَيْن، أولهما إدخال المثالثة في صلب النظام اللبناني بحيث ينال الشيعة حصتهم، بعد تعديل اتفاق الطائف. والثاني إرجاء انتخاب رئيس الجمهورية إلى حين تبلور صورة النظام السياسي الجديد في سورية، على اعتبار أن الرئيس المقبل سيكون حارساً ومؤتمناً على نفوذ إيران الواسع في لبنان. بقي أن نعرف ما إذا كان هذا التغيير العميق الذي يؤسس للجمهورية الثالثة في لبنان، سيمر بلا عوائق... أم أنه سيعرّض لبنان لحرب أهلية على غرار حرب 1975 - 1990؟ جماعة 8 آذار تتهم الجيش اللبناني بأنه دعم تيار «حماة الديار» باعتباره الفريق المناوئ لـ «سرايا المقاومة» التي أسسها «حزب الله». والذين عاشوا تجربة الحرب الأهلية اللبنانية الأخيرة، يتذكرون جيداً كيف نشأت الميليشيات المقاتلة، ومن أين تدفق السلاح على عناصرها. وهم يتطلعون إلى ظاهرتي «سرايا المقاومة» و «حماة الديار» كرافعتَيْن شعبيتين سيكون لهما الدور البارز في معركة التغيير.

يقول المؤرخون أن مصطلح «فخ ثيوكيديدس» استخدمه الرئيس الصيني تشي جينبينغ، لتطمين أوروبا بعدما ازدادت المخاوف من طغيانها الصناعي - التجاري. وهذا المصطلح يشير إلى الإحساس بالخوف من تنامي قوة جديدة جاهزة للقضاء على القوة القديمة الحاكمة. تماماً مثلما كانت أثينا الحاكمة تخاف من صعود أسبرطة الطامحة. أو مثلما تخاف جماعة 14 آذار من جماعة 8 آذار التي أعلنت الحرب بواسطة أنصارها من أجل تهديم الهيكل القديم الذي رُسِمَت معالمه في الطائف، وإرساء دعائم هيكل جديد يجرى إعداد مفاصله ومؤسساته في إيران!

 

هل يتمدد النزاع في سورية بين سوريي الداخل ولبنان والجوار؟

 عادل مالك/الحياة/24 أيلول/16

في جلسة مجلس الأمن الدولي التي انعقدت على مستوى القمة (الأربعاء 21/9/2016)، نشب سجال حاد بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وأنا أتابع الاشتباك الكلامي بين الرجلين، عادت بي الذكرى والذاكرة إلى السجال التاريخي الذي نشب في قاعة مجلس الأمن نفسها بين وزير الخارجية الأميركي الأسبق الجنرال كولن باول، ووزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفلبان حول الوثائق التي عرضها باول على أعضاء المجلس حــول امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، والذي أدى إلى الغزو الأميركي للعراق ليثبت بعد ذلك عدم صحة المعلومات التي زود بها جهاز المخابرات المركزية، وبقية التفاصيل باتت معلومة. السجال السابق تزامن مع الغزو الأميركي للعراق (مع عدد من الحلفاء)، والسجال الأخير تزامن مع ما تشهده سورية والعراق. وحول آخر مستجدات الساحة السورية والاشتباك الروسي- الأميركي حول المسؤول عن قصف قافلة المساعدات الإنسانية التي كانت مرسلة إلى حلب، كلام كثير حول الوضع في سورية، ويجب أن تقال حول الموضوع معلومات مباشرة الصلة بين السباق الجنوني المستعر بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية. قال الرئيس الأميركي باراك أوباما: «ما يجرى في سورية حرب أهلية، وحرب بالوكالة». وصدق الرئيس أوباما هذه المرة من حيث الاعتراف بالحرب بالوكالة المندلعة في مختلف أنحاء الجغرافيا السورية.

وهذا اعتراف واضح وصريح بالتورط الأميركي في سورية، إضافة إلى التورط الروسي في المستنقع الكبير نفسه. وفي الخطاب الذي ألقاه الرئيس أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحالية، وهو الخطاب الأخير قبل رحيله عن البيت الأبيض، كان لافتاً اعتراف أوباما الصريح بأنه «لا مجال لتحقيق نصر عسكري في سورية». وهذا الكلام يقودنا إلى الطرح التالي: عندما تنشب الصراعات والنزاعات الكبيرة والمتعثرة، يقتضي المنطق الطبيعي أن يقوم الأوصياء على العالم عبر واشنطن وموسكو ببذل كل جهد سياسي وديبلوماسي ممكن لحل النزاع، حتى لو فشلت هذه المساعي ثم اللجوء إلى الحلول العسكرية.

لكن السير عكس المنطق العام، أودى بالمعسكرين الكبيرين إلى التورط في نزاعات عسكرية لا طائل منها سوى الخراب.

والآن وبعد انقضاء ما يقرب من ست سنوات على الحرب في سورية، أصبح الكل ينادي باللجوء إلى الحل السياسي، بعد فشل الوسائل الأخرى في التوصل إلى حلول. أي أن البداية كانت بالحرب وستكون النهاية عندما تحين السياسة.

ولأنها حرب بالوكالة تمّ انخراط الجبارين في صراع بالغ التعقيد في سورية، الأمر الذي قدم ظرفاً تاريخياً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين كي يقوم بخطوات «اقتحامية» عسكرية، جوية وبرية، الأمر الذي حتم على واشنطن أن تكون روسيا شريكة بالتساوي. لكن الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة الأميركية الحالية أحدثت واقعاً من الإرباك والتخبط، إضافة إلى أداء سيئ للرئيس أوباما، ومنحت هذه الظروف طريقاً لبوتين روسيا، بل منحته مركز جذب لكل حل يمكن التوصل إليه. وتمنى ذلك الرئيس أوباما الذي أحرق أصابعه في نيران الشرق الأوسط، والآن يريد الابتعاد عن أي تورط عسكري جديد في سورية. وهذا ما يعمل الرئيس بوتين على توظيفه بأفضل حال وبخسائر محدودة نسبياً لمصلحة التوجه الروسي. وخلال مراحل الصراع في سورية، تم التوصل إلى العديد من الاتفاقات لوقف إطلاق النار، لكن ما من اتفاق منها أمكن الاعتماد عليه من دون حدوث اختراقات من هنا وهناك، حيث يتبادل الطرفان الاتهامات بخرق الهدنة.

وهذا النوع من الاتفاقات يذكرنا ببعض فصول الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، حيث كان يتم التوصل إلى حالات من الهدنة بين مختلف الأطراف المتقاتلة، لكن ما تلبث هذه الاتفاقات أن تنهار، وهكذا حتى النهاية الرسمية أو التقنية للحرب الأهلية مع التوصل إلى اتفاق الطائف.

وفي سياق متصل مباشرة بالوضع في سورية، يجب التنبه إلى الوقائع التالية:

لقد تعرض الكثير من المناطق السورية لعمليات من الحصار، وحتى السكان من مدنيين ومقاتلين لم يتمكنوا من الحصول على المساعدات الغذائية. وعندما كان يتم الاتفاق على إنهاء الحصار هنا أو هناك، كان يتم إجلاء سكان هذه المناطق من مقاتلين وأناس عاديين بإشراف تام من الأمم المتحدة. ومثل هذا الإجراء يقدم القرائن الواضحة على أن عمليات «فرز السكان» في الداخل السوري ونقل بعضهم إلى مناطق أخرى بحماية ورعاية دولية، تؤشر إلى بعض الحالات التقسيمية غير المعلنة رسمياً وكأنها بموافقة ومعرفة المجتمع الدولي.

في هذا الوقت، نتابع الفرز المذهبي والطائفي والعرقي في الداخل السوري، الأمر الذي يشي بوضوح بقيام واقع تقسيمي جديد يتكرس بترسيخ الأمر الواقع، ذلك أن أي مشروع لتقسيم سورية أو غيرها لن يصدر بقرار دولي أو إقليمي.

وسنتعرض لهذا الواقع لاحقاً، في سعي لرسم الخريطة الجديدة لسورية. وهنا نطرح سؤالاً في جملة من الأسئلة.

في جانب آخر، على المتابع للشأن السوري أن يتابع التحركات الإقليمية والدولية حول مستقبل سورية، والسؤال: ما أهمية انعقاد مؤتمرات جنيف بالنسبة الى ضبط وتنظيم المرحلة الانتقالية والخلاف الناشب حول مصير بشار الأسد. فإذا استبعد أي دور للأسد في المرحلة التالية فإنه، وبفضل داعميه الإقليميين والدوليين، لن يتخلى بسهولة عن السلطة أو يقدم رأسه هدية للفصائل المتقاتلة. وهنا تكمن الخطورة والخطوة الاختراقية التي يجرى التحضير لها في المرحلة الحالية.

وتجدر ملاحظة كيف أن العالم المعارض استمرار بشار الأسد في حـــكم سوريـــة (أي ســورية ستبقى؟) انـــتقل من الإصرار على رحيـــله فوراً إلى القبول ببـــقائه إلى المرحلة الانتقالية، وحتى إلى ما بعد إجراء الانتخابات العامة المقبلة.

وهنا نتوقف في هذا المقال عند محطة بالغة الأهمية والخطورة وعنوانها: ما هي احتمالات تمدد ما يجرى في سورية إلى الداخل اللبناني؟ وفق مصادر معنية بواقع ومستقبل النازحين السوريين في لبنان، بدأت تظهر ملامح أخطار آتية.

وعلى سبيل المثل لا الحصر، يجب التوقف عند ما حصل في دوحة عرمون (ضاحية بيروت)، نظراً لما ينطوي عليه من خطورة دائمة. فقد وقعت اشتباكات ومواجهات عنيفة بين المواطنين اللبنانيين وآخرين من النازحين السوريين، وفي التفاصيل: حصل إطلاق نار كثيف بين المواطنين اللبنانيين والسوريين وتواصل على مدى ساعة ويزيد، حيث أصيب سكان منطقة دوحة عرمون بحالة من الهلع والخوف. وطرح السؤال الكبير: كيف استطاع النازحون أو بعضهم على الأقل الحصول على نوعية أسلحة متطورة تم استخدامها في هذه الاشتباكات؟

واستناداً إلى ما تقدم، نطرح السؤال حول مصير النازحين السوريين وكيف يمكن التعاطي معهم، والأهم: هل يتمدد الصراع في سورية إلى لبــنان، فتنــشب مواجهات بين سوريي سورية وسوريي لبنان؟

وعند هذا المنعطف الخطير على الضمير الوزاري أو ما تبقى منه أن يحاسب نفسه على الأخطاء القاتلة التي ارتكبت منذ بداية النزوح الجماعي من سورية إلى لبنان، وبالتالي التنبه للمضاعفات التي نشأت والتي ستنشأ حول أخطار نزوح سوري بهذا الحجم المكثف (مليون وثلاثمائة ألف نازح).

إذاً هناك الكثير من الهواجس والمخاوف التي تنتاب اللبنانيين أو بعضهم على الأقل، ويجب التنبه إلى كيفية التعاطي مع تمدد الأزمة في سورية إلى الجوار وفي الطليعة لبنان.

 

بين «الديموقراطية التوافقية» و«الميثاقية الطوائفية»…

ريمون شاكر/الجمهورية/23 أيلول/16

منذ زمن بعيد، اختار الزعماء اللبنانيون «الميثاق الطائفي» قاعدةً للعقد الاجتماعي، ثمّ جاء «الطائف» ليكرّس تلك القاعدة في النصوص والنفوس ويَطرح «الديموقراطية التوافقية» حلّاً للمشكلة الطائفية… إنبثقت النظرية التوافقية في الحكم من خلال تجارب الدول المتعدّدة المكوّنات، والتي كانت تعاني توتّرات سياسية وأمنية، ممّا حدا بقادة وسياسيّي تلك المكوّنات إلى اعتماد التوافق بينها، لخلقِ بيئة سياسية مستقرة، ويُعطي هذا المبدأ حقّ «الفيتو» المتبادل أو ما يُصطلح عليه (حكم الأغلبية المتراضية). ويُعتبَر المفكّران «غيرهارد لمبروخ» و»غابرييل الموند» من أبرز واضعي أسُس «الديموقراطية التوافقية»، ونظّرَ لها العالِم السياسي الهولندي «أريند ليبهارت» عبر العديد من الدراسات والبحوث، خصوصاً كتابه الشهير (الديموقراطية التوافقية في مجتمع متعدّد). بدأت رحلة ما يُسمّى «الديموقراطية التوافقية» في لبنان يوم اجتمعَ النواب في الطائف عام 1989، وقرّروا تحويلَ السلطة الإجرائية من رئاسة الجمهورية إلى مجلس الوزراء مجتمعاً، ويوم أضافوا إلى الدستور عبارة «التوافقية» في اتّخاذ القرارات، و»أكثرية الثلثين» في بعض المواضيع، كما جاء فـي الفقرة «هـ» من المادة 65 من الدستور. وأكملت «الديموقراطية التوافقية» رحلتَها يوم أضاف نواب الطائف، بطريقة مبهَمة، الفقرة الأخيرة من مقدمة الدستور «لا شرعية لأيّ سلطة تُناقض ميثاقَ العيش المشترك»، ويوم نزَعوا من صلاحيات رئيس الجمهورية سلطة حلّ مجلس النواب قبل انتهاء عهد النيابة. خلال فترة الوصاية السورية التي استمرّت ثلاثة عقود، لم يُعطَ اللبنانيون فرصة حكم أنفسِهم بأنفسهم، وأُخضِعوا لنظام ديكتاتوري فرض عليهم القوانين الانتخابية، وأشكالَ الحكومات، وأسماءَ الرؤساء والوزراء والتعيينات كافة… من دون أن يتجرّأ أحد على أن ينبسَ ببِنت شَفة. وقد تعاونَ مع هذا النظام، ويا للأسف، فئة من اللبنانيين قدَّموا مصالحَهم الخاصة على مصلحة وطنهم. فظنّ البعض عن جهلِِ أو عن قصد أنّ «الديموقراطية التوافقية» التي أنجَبوها في «الطائف» بألف خير، ما دامت الطوائف والمذاهب تشارك كلّها في الحكومات، وما دامت مصالح هذا البعض مؤمَّنة.

ثمّ جاء «مؤتمر الدوحة» الذي عُقد بعد أحداث 7 أيار 2008، وأضافَ جرعةً جديدة على «الديموقراطية التوافقية» وسمّاها «الثلث المعطّل»، أو «الثلث الضامن» في الحكومة، أي وجوب اشتراك المعارضة في الحكومة بثلثِ عددِ الوزراء زائداً واحداً. وهذا ما سَمح لأحد أطراف الخارج الإقليمي فرضَ صيغة جديدة لإدارة الملف اللبناني ووضعه مجدّداً على طاولة المفاوضات. هذا الشكل الجديد من أشكال الديموقراطية، عرفَته قبلَنا بعض البلدان الأوروبّية، مِثل سويسرا وبلجيكا وهولندا والنمسا، بسبب التعدّدية في مجتمعات هذه البلدان، سواءٌ أكانت قومية أو لغوية أو دينية.

وطبَّقها كلّ بلد على طريقته وبما يتلاءَم مع مجتمعه، وذلك بعد سنوات طويلة من الحروب والنزاعات. وقد توصّلوا، بعد مخاضٍ عسير، إلى هذا الشكل الجديد من الديموقراطية عندما ارتقَت مجتمعاتهم إلى درجةٍ عالية من الثقافة والحضارة والتمدّن، وسادت بين شعوبها العلمانيةُ الراقية والمواطنة الصافية.

فهل توصّل الشعب اللبناني بكلّ طوائفه ومذاهبه ومجتمعاته إلى هذا المستوى الحضاري الذي يؤهّله إلى تطبيق «الديموقراطية التوافقية» والتزام «الميثاقية الطوائفية» العادلة؟ وهل يمكن لأحزاب طائفية ومذهبية تسعى جاهدةً إلى «تناتش» السلطة والنفوذ والسيطرة، أن تتّفق مع بعضها على بناء مجتمع «مدني»، «توافقي»، تسوده العدالة والحرّية وتَكافُؤ الفرص؟ كيف يمكن بعد اليوم تشكيل حكومة أو انتخاب رئيس للجمهورية؟ كيف يمكن بعد اليوم تأمين انتقال السلطات بطريقة سلمية وحضارية… إذا توهّمَت أيّ طائفة أنّها لم تنَل الحصة المناسبة في الحكم، تنادي بالمظلومية، تعادي الدولة، وتهدّد المجتمع، لأنّها لا ترى من الدولة والمجتمع إلّا ما تَعتبره حقّاً لها.

لقد أصبحَت كلّ الاستحقاقات الدستورية في مهبّ الرياح الداخلية والإقليمية والدولية، وأصبح بإمكان أيّ فئة من مكوّنات الـمجتمع اللبناني، أن تعطّل انتخابات رئاسة الجمهورية إذا كانت غيرَ راضية عن إسم الرئيس، كما أصبح بإمكان أيّ فئة تعطيل تشكيل أيّ حكومة، إذا كانت غيرَ راضية على حصصِها الوزارية وعلى توزيع الـحقائب وأسـماء الوزراء. وهذا الوضع مخالف لكلّ القوانين الدستورية في العالم، ومخالف لأبسط قواعد الديموقراطية وأبسط أُسس الاستقرار.

لا يمكن لـ«الديموقراطية التوافقية»، ولا «الميثاقية الطوائفية» أن تَعنِيا «التعطيل» وشللَ المؤسسات و«التمترسَ» وراء الطائفة والمذهب أو الحزب من أجل مصلحة شخصية أو فئوية، كما لا يمكنهما أن تَعنِيا العناد والتفرّد بالرأي و»شخصَنة» المطالب و«تناتش» الحصَص والمراكز… إنّ أمنَ الوطن واستقرارَه أهمّ وأقدسُ من كلّ الكراسي والمراكز والطموحات.

فإذا بقيَت هذه الديموقراطية من دون قواعد ثابتة وواضحة ولا ضوابط معقولة ومقبولة، وإذا بقيَ هذا الوضع على حالِه من دون معالجة دستورية وتنظيمية، سيكون بلا أدنى شكّ سبباً من أسباب فرقة اللبنانيين وخلافهم وتجدّدِ نزاعاتهم عند كلّ استحقاق. وسيَسعى كلّ طرَف للاستفادة من ظروف داخلية يَعتبرها لمصلحته، لتوسيع حجمِه وحصّته فـي السلطة والنفوذ، بعيداً عن التوازنات التوافقية، ممّا سيُبقي بابَ الوطن مشرّعاً على كافة التدخّلات القريبة والبعيدة.

لقد أنجبَت حرب الخمس عشرة سنةً «إتّفاق الطائف»، والحكْمَ الجماعي أو التوافقي، وأنجبَت حوادث 7 أيار «إتّفاق الدوحة»، والثلثَ «الـمُعطّل» أو «الضامن»، وكرّسَت تلك الحوادث «فيديرالية الطوائف» بكلّ أبعادها ومراميها. فماذا ستنُجب الخلافات التي ستتجدّد وتتعمَّق عند كلّ استحقاق دستوري سوى صدامات طائفية ومذهبية ومزيد من الحروب والمآسي؟ إنّ «الميثاق الطائفي» الذي اختارَه لنا زعماؤنا هو مصدر عدمِ استقرار دائم، لأنّ «شعوبنا» لم ترتقِ إلى مستوى المواطنة، ولأنّ الطوائف لا تعرف إلّا مصلحتَها وما يناسب قادتَها، فإذا لم يتحرّر الأفراد من طوائفهم ويتحوّل انتماؤهم للدولة، ضاع الوطن وسَقطت الدولة.

لكي لا يبقى لبنان ساحة تجاذب وصراع، وريشةً في مهبّ عوارض السياسات الخارجية، ولكي لا يبقى الخارج مَن يصنع الرؤساء ويؤلّف الحكومات، يجب العودة فوراً إلى الديموقراطية التمثيلية المبنية على قانون انتخابيّ عصري يؤمّن التمثيلَ الصحيح والمناصَفة الحقيقية التي حدّدها الدستور، وليكُن هناك معارضةٌ من كلّ الأطياف والمذاهب، وموالاةٌ مِن كلّ الأطياف والمذاهب، وليَسعَ فريقا المعارضة والموالاة إلى التنافس من أجل الإصلاح وكسْبِ تأييد المواطنين، والحصول على الأغلبية لتسلّمِ الحكم، كما تفعل معظم القوى السياسية المختلفة في العالم. ويكون المجلس النيابي منبراً حرّاً لمحاسبة الحكومة على أعمالها، فيَدعمها بثقته إذا نجَحت، ويسحب ثقتَه إذا فشلت. أمّا الطريق الواجب اتّباعُها من أجل الوصول إلى ديموقراطية صحيحة وعادلة، وإلى تداولِ السلطة بطريقة سلمية وحضارية، هي طريق شاقّة وطويلة، تحتاج إلى برنامج عملٍ وطنيّ كبير، وإلى وعيٍ وثقافةٍ ورقيّ، وإلى قادةٍ عظماء، يضَعون مصلحة الوطن قبل مصالحهم الخاصة، وهذا يا للأسف غير متوافر في الوقت الحاضر. فيا أيّها المتاجرون بالطائفية، والمتلاعبون بغرائز الناس، إرحَموا وطنَكم وشعبكم لكي يرحمكم مَن في السماء.

 

النفايات وفضيحة الرش بالمياه  لتفادي إحراقها!

الهام فريحة/الأنوار/23 أيلول/16

نشرة الأحوال الجوية كانت تجزم بأن صباح الخميس من هذا الأسبوع سيكون ماطراً، لكن إحدى بلديات ساحل المتن الشمالي اعتمدت المقولة القائلة:

كذب خبراء الطقس ولو صدقوا، فعمدت يوم الأربعاء إلى إحضار صهريج مياه ورشَّت جبل نفايات مستحدث على الأوتوستراد الساحلي، بين نهر الموت وانطلياس، وحين دفعت حشرية بعض المارة إلى سؤال الذي يرش الجبل المستحدث، أجاب بجدية:

إنها التعليمات، نحن نرش النفايات ليصبح من الصعب إحراقها.

هكذا تتفتَّق العبقرية اللبنانية عن معالجة أمر، بأمرٍ أسوأ منه:

لئلا يتم حرق النفايات، كي لا تنفس سموم دخانها على الناس، يُصار إلى رشها بالمياه فلا تحترق لكن مزجها بالمياه يؤدي إلى تحويلها إلى سوائل تتحوَّل إلى مياه آسنة وتتسبب في انبعاثات سموم من روائحها الكريهة، وفي هذه الحال فإنَّ الأضرار التي تسببها تفوق بكثير أضرار الحرق.

مع ذلك، وفي الحاليْن:

حال الحرق وحال الرش بالمياه، يؤديان إلى نتائج مشابهة لجهة الإضرار بصحة المواطن، ليكتمل معهما المثل القائل، إما حريق وإما غريق.

تلك هي حالة الشعب مع النفايات، في وقتٍ يسوح نصف مجلس الوزراء في نيويورك، بين مهمات تكفي للقيام بها بعثة لبنان إلى المنظمة الدولية، وبين وزراء يقومون بالسياحة على حساب المهمات، وقد حبكت النكتة مع أحد المتابعين فقال:

حبذا لو أنَّ مجلس الوزراء ينعقد في مقر بعثة لبنان في نيويورك، وهي أرض لبنانية، لربما بالإمكان معالجة وضع النفايات في بيروت، فقد يستوحي الوزراء من التجربة النيويوركية في معالجتها.

لكن السويد أقرب من نيويورك، فلماذا لا يتعلَّم المعنيون الحكوميون من التجربة السويدية التي هي رائدة في معالجة النفايات؟

ولتسهيل الأمور عليهم، إختصاراً للوقت وللجهد، علَّهم يباشرون العمل، فإننا نقترح أن يتمعَّنوا في كيفية تعاطي السويد مع النفايات.

نفايات السويد لا تكفيها للتدفئة وتوليد الطاقة، بل هي تستورد نحو 800 ألف طن لاستخدامها لهذه الغايات. في السويد يتم طمر 4 في المئة فقط من النفايات، وهذه التي يسمونها العوادم، أما ال96 في المئة فتُستَخدَم في الأسمدة العضوية وفي إنتاج الطاقة.

تبدأ إعادة التدوير في المنزل، والتي تعني فرز النفايات، وفي السويد تُعتبَر من الواجبات الوطنية، وليس فقط الواجبات المنزلية، لأنها تؤدي إلى الحفاظ على البيئة.

بقايا المأكولات يتم تخميرها واستخدامها في إنتاج غاز الميثان، أما زيوت القلي فتُستَخدَم كوقود.

مكتوبٌ على سيارات النفايات في السويد:

شكراً على الطعام، البقايا سنحوّلها إلى غاز حيوي.

البلديات توفر الأكياس مجاناً للمواطنين وكذلك توزع الأكياس مجاناً في الأماكن العامة، لاصحاب الكلاب، للحفاظ على النظافة العامة.

فوق كل ذلك، والأهم من كل ذلك، فإنَّ البلديات تتعاقد مباشرة مع الشركات الخاصة التي تلتزم النفايات، أما دور الدولة فيقتصر على وضع المعايير الصارمة جداً، لا أكثر ولا أقل.

يا حضرات المسؤولين، يا معالي الوزراء الكرام، هل هناك أسهل مما تقوم به السويد في معالجة النفايات؟

أليس أفضل من رش النفايات بالمياه لمنع الناس من حرقها؟

 

الهواجس (2) الثور الأبيض والثور الأسود

خليل الخوري/الشرق /23 أيلول/16

إنتهت الأحداث اللبنانية نظرياً بالهجوم بالطيران على قصر بعبدا في 13 تشرين الأول الشهير 1990 لينقلب وجه لبنان نهائياً في تغيير جذري هائل لم تستطع عليه الحرب رغم ما تخللها من ضراوة وما شارك فيها أقربون وأبعدون من سوريا وإسرائيل وقوات المنظومة الإشتراكية التي لم ينفك وليد جنبلاط يوجه اليها الشكر كونها حققت له بعض مطامحه في حرب الجبل.فتح اللبنانيون عموماً، والمسيحيون خصوصاً، أعينهم على مشهد لم يألفوه منذ الاستقلال، بل منذ زمن الإنتداب. وإذا بهم يفتقدون قياداتهم فلا يجدونها: ميشال عون في السفارة الفرنسية تمهيداً للنفي الطويل، أمين الجميل تبعه، داني شمعون شهيداً، ولاحقاً سمير جعجع في الزنزانة! فظيعاً كان المشهد، إلاّ أن «الفظاعة الكبرى» اكتشفها المسيحيون عندما وجدوا أنفسهم «عَ الأرض يا حَكَم» فلا قيادات ولا صلاحيات… و«الترويكا» تتحكم بالبلد. والضلع المسيحية هي  أضعف أضلاعها الثلاث. خمس عشرة سنة حرباً لم تستطع أن تقلب وجه لبنان، ولا أن تسقط العملة الوطنية بشكل حاد… بينما تكفلت أيام محدودة من «الوجه الجديد» أن «تحقق ذلك كلّه … وتحوّلت «عنجر» الى الأستانة الجديدة! إكتشف المسيحيون هذه الحقيقة باكراً، ولم يلبث أن اكتشفها المسلمون متأخرين… ولكنهم اكتشفوها. والذين ظنّوا أنهم «انتصروا» بالسقوط المسيحي اكتشفوا لاحقاً أنهم أكثر ما ينطبق عليهم مثل الثور الأبيض والثور الأسود. شدّدت الوصاية قبضتها على البلد من خلال وجود مخابراتي / عسكري صارم يستبيح كل المحرّمات، ويحرم ما يشاء من المباح والمحلّل… وكان التهافت على عنجر تذللاً في معظمه، حيث سفحت الكرامات، وكانت »الهدايا« تراوح بين الأصفر الرنّان، والأخضر المتراكم أكداساً، و«اللحم الشهي» (ولن نسمح لأنفسنا أن نزيد أو نوضح أكثر…) وبعض حاملي الهدايا يتحدث اليوم ضد الوصاية بما ينطبق عليه كلام المرحوم سعيد تقي الدين عن تلك التي تحاضر في العفّة! وتحوّل البلد الى سوق مفتوحة على كل ما يناقض ذلك اللبنان الذي عرفه جيلُنا (للمناسبة كان أولادي يسألونني: لماذا تحب هذا اللبنان الذي لم نرَ فيه إلاّ السلبيات و… و…؟ وكنت أجيبهم: ان لبنان الذي أحببت هو غير هذا اللبنان« (…) وقال لي مرجع كبير ذات يوم: أنتم الفريق المسيحي، لقد لزمكم نحو 45 سنة حتى تسقطوا لبنان، فقلت له: ربما. أما أنتم فأسقطتموه في  45 دقيقة!.

وسرعان ما تبين ان المطلوب عبيد وليس أصدقاء أو حلفاء. وسيتضح للفريق الذي ظن نفسه منتصراً أن الدور آت… وقد أتى على الجميع، بشكل أو بآخر، مع أنه لم يقصّر سابقاً (كمال جنبلاط، بشير الجميل، الشيخ صبحي الصالح، المفتي حسن خالد الخ…).

وكان الزلزال الذي أصاب السنّة: إغتيال رفيق الحريري.

 

الموارنة يستخدمون عضلات الشيعة لانتزاع ما أخذه السنة”!؟

شارل جبور/موقع القوات اللبنانية/23 ايلول/16

لم أجد ردا على هذا الكلام المسيء بحق الموارنة وتجربتهم التاريخية ودورهم سوى ما أعلنه رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع في قداس شهداء “المقاومة اللبنانية” لجهة إعادة تذكيره بجوهر الأزمة اللبنانية المتصلة “بتغييب “حزب الله” للدولة اللبنانية ومصادرة قرارها الاستراتيجي وتحويلها إلى مجرد سلطة محلية”، مؤكدا ان “الهدف الأول قبل الإنتخابات الرئاسية وبعدها، وفي كل الأوقات، وبأفضلية على كل الأهداف المتبقية، هو أن نتخلّص من هذا العطب الاستراتيجي حتى تعود الدولة دولة، وليعود لبنان وطناً فعلياً لكل ابنائه”.

وانطلاقا من كلام جعجع نسجل الآتي:

أولا، الخلل البنيوي في المعادلة أعلاه، اي “الموارنة يستخدمون عضلات الشيعة لانتزاع ما أخذه السنة”، يكمن في ان أصحابها اعتادوا على ما أطلق عليه جعجع ممارسة السلطة المحلية منذ زمن الاحتلال السوري إلى اليوم، ويتوهمون ان طموح الموارنة انتزاع هذه السلطة الوهمية منهم، فيما السلطة الفعلية بين عامي ١٩٩٠ و٢٠٠٥ كانت بيد النظام السوري، ومنذ العام ٢٠٠٥ إلى اليوم بيد “حزب الله”. فالخطأ في هذه المعادلة ان الطائفة السنية لم تأخذ شيئا ليكون هدف الموارنة “استخدام عضلات الشيعة لانتزاع ما أخذه السنة”، لأن من أخذ هو النظام السوري وأخيرا “حزب الله”، ومن الظلم تثبيت هذه التهمة على السنة التي حاول بعض الموارنة رميها عليهم بانهم يستأثرون بالقرار والنفوذ والصلاحيات، فيما لا نفوذ ولا قرار ولا صلاحيات خارج دمشق في المرحلة الأولى والضاحية الجنوبية في هذه المرحلة، وبالتالي المطلوب ان يتوحد العضل اللبناني لاستعادة القرار اللبناني.

ثانيا، القاصي يعرف والداني أيضاً ان كل طموح النظام السوري كان إقناع الموارنة باستخدام عضلاته ضد المسلمين تحقيقا لمعادلة لاستقواء بالخارج على الداخل، ولم تعتقل وتستبعد وتحارب القيادات المارونية إلا نتيجة رفضها لهذه المعادلة لسببين: لأنها لا تقبل ان تكون شاهد زور وأداة لنظام احتلال تمارس بحدود ما يحدده هذا النظام وليس الدستور اللبناني. والسبب الثاني لأن الفكرة اللبنانية التي هي مارونية بالأساس لا تقوم على مشروع غلبة كون مصير كل مشاريع الغلبة الحرب الأهلية. فالمواجهة التي خاضها الموارنة في زمن الاحتلال السوري لم تكن ضد السنة او الشيعة او الدروز بحجة تعاونهم مع المحتل، إنما خيضت ضد النظام السوري وكل هدفها كان تحويل المواجهة المسيحية-الوطنية إلى مواجهة مسيحية-إسلامية، الأمر الذي تحقق في ١٤ آذار ٢٠٠٥.

 ثالثا، الأزمة اللبنانية بدأت عندما توهم البعض ان باستخدامه عضلات “ابو عمار” سيتمكن من الإمساك بالقرار اللبناني، فأدخل لبنان في أزمات ارتدت عليه ولم تنته فصولا بعد.

رابعا، استخدم الموارنة عقلهم لإنشاء تجربة فريدة من نوعها لهم ولغيرهم، ولكن عندما جاء من يريد تهديم هذه التجربة استخدموا عضلاتهم لا عضلات غيرهم كما فعل غيرهم، فالموارنة يحملون الإنجيل في يد، اي السلام والمحبة، والبارودة في اليد الأخرى تحقيقا للسلام.

خامسا، لا يحق لأي كان المزايدة على “القوات اللبنانية في مواجهة “حزب الله” خصوصا ممن كل فلسفته قائمة على المساومات والتنازلات والاستسلام بحجج فضفاضة وعناوين كبرى، والأمثلة أكثر من ان تعد وتحصى، ولا نشك لحظة واحدة ان هذا الفريق لديه الجهوزية الدائمة لإبرام صفقة مع “حزب الله” وهو ينتظر فقط إشارة من الحزب.

سادسا، ترشيح الدكتور سمير جعجع للعماد ميشال عون لا يعني التطابق معه في الخيارات الوطنية، وعلى رغم ان هذا الترشيح حصل على أساس برنامج سياسي “النقاط العشر”، الأمر الذي لم يحصل بين “المستقبل” والنائب سليمان فرنجية، إلا ان الخلاف في النظرة إلى “حزب الله” ودوره لم ولن تتبدل، ومن ثم لا يحق لمن رشح فرنجية وكان يسعى لترشيح عون المزايدة على “القوات”، كما لا يحق لمن أوصل المسار الرئاسي إلى ما وصل إليه نتيجة سعيه إلى هدفه الدائم، اي السلطة، المزايدة على “القوات” التي أدى ترشيحها لعون إلى فرطعة ٨ آذار وإثبات ان الحزب لا يريد عون في “بعبدا”.

سابعا، أثبتت التجربة اللبنانية انه في اللحظة التي تختل فيها الشراكة تنتهك السيادة، وفي اللحظة التي تنتهك فيها السيادة تختل الشراكة، وبالتالي الحل الوحيد هو في المزاوجة بين شراكة فعلية وسيادة نهائية.

ثامنا، هدف الموارنة الأول والأخير إنجاح التجربة اللبنانية التي يتوقف نجاحها على اتفاق كل اللبنانيين على سيادة لبنان واستقلاله ودوره وقراره الممسوك فقط من قبل الدولة التي تتمثل فيها كل المكونات اللبنانية على قاعدة الشراكة والمساواة، كما شرط نجاح هذه التجربة اتفاق كل اللبنانيين على هموم واحدة وأحلام واحدة وحرص مشترك على قيام دولة تحترم الإنسان اللبناني وتجسد تطلعاته.

 

التحالف الوطني (الشيعي) إطلالة إيرانية على العراق

هارون محمد/العرب/24 أيلول/16

بعد جدل عنيف وسجالات ساخنة استمرت عامين، بين الأطراف والكتل والميليشيات الشيعية على رئاسة التحالف الوطني، تم اختيار رئيس المجلس الأعلى عمار الحكيم رئيسا لهذا الائتلاف الانتخابي غير القانوني والمخالف للدستور، الذي اضطرت إيران، وبتشجيع أميركي، إلى تشكيله عقب انتخابات مارس 2010 لانتشال نوري المالكي من الهزيمة التي ألحقتها به القائمة العراقية، رغم أنه أشرف على تلك الانتخابات وهو رئيس وزراء وقائد عام للقوات المسلحة ومسؤول عن سبعة أجهزة أمنية وعسكرية، وظفها للدعاية لكتلته التي كان اسمها للمفارقة (دولة القانون). وانتخب إبراهيم الجعفري يومذاك رئيسا للتحالف، وقيل إن الإيرانيين ساءهم التراجع السياسي الذي أصاب الجعفري. وهو من النوع الذي لا ينكر أفضال إيران عليه، ويجاهر دائما بأنها الحاضنة الدافئة لشيعة العالم وقدوتهم، وله في ذلك تعابير سفسطائية يتوهم أنها فلسفية، دون أن يدرك أنها تثير السخرية عليه. وعقب انتخابات أبريل 2014 واجهت أطراف التحالف الوطني وهي للعلم ثلاثة رئيسية (ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر والمجلس الأعلى الذي يقوده عمار الحكيم) تتبعها خمسة فرعية هي منظمة بدر برئاسة هادي العامري، وحزب الدعوة/ تنظيم الداخل، برئاسة خضير الخزاعي، وجماعة حسين شهرستاني وتيار الجعفري وحزب الفضيلة، أزمة سياسية حادة تركزت على ضرورة إبعاد المالكي عن رئاسة الحكومة ومنعه من الولاية الثالثة، بعد أن تغوّل طائفيا وراح يطرح نفسه باعتباره الزعيم السياسي الأوحد للشيعة في العراق.

وقد أثار عليه هذا الأمر نقمة القيادات الشيعية الأخرى وخشيتها من دكتاتوريته التي وصفتها مرجعية النجف حينذاك، بأنها تشكل خطرا على مستقبل الشيعة في العراق. وانتشرت مقولات في الشارع الشيعي تقارن بين رؤساء حكومات سابقين من الشيعة أمثال صالح جبر وفاضل الجمالي وحسين الصدر وناجي طالب وسعدون حمادي ومحمد حمزة الزبيدي الذين اشتهروا رحمهم الله بالعفة والنزاهة والحرص الوطني -اتفقنا معهم أو اختلفنا سياسيا- مع المالكي الذي صنف نصف الشعب العراقي في خانة يزيد، وهو وحده في معسكر الحسين. وجاء حيدر العبادي وهو عضو غير فاعل في حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون رغم عضويته في المكتب السياسي للحزب منذ أواسط التسعينات، وكانت حجة عمار الحكيم ومقتدى الصدر، أنه من حزب المالكي ومهنيته كمهندس تتفوق على حزبيته وعلاقته طيبة مع الأطراف الشيعية ولا تعترض عليه الكتل الكردية والسنية، واضطرّ المالكي إلى الانسحاب خائبا، وانزوى بوظيفة نائب رئيس الجمهورية، بعد أن أضاف إليها من عنده مفردة (الأول)، مشاكسة لزميليه في الوظيفة ذاتها، إياد علاوي وأسامة النجيفي.

ولكن مشكلة رئاسة التحالف الوطني ظلت عالقة بعد تعيين رئيسه الجعفري وزيرا للخارجية في حكومة العبادي الحالية، ودخل حزب الدعوة والمجلس الأعلى في صراع على رئاسته، الأول رشح النائب علي الأديب عضو المكتب السياسي للحزب تعويضا لخسارته وزارة التعليم العالي التي شغلها لأربع سنوات سابقة، فيما أصر المجلس الأعلى على رئيسه عمار الحكيم الذي راح يلوّح بتحويل التحالف إلى مؤسسة سياسية عابرة للطائفية، وحصل على مراده بتدخل مباشر من الجنرال الإيراني قاسم سليماني الذي أجبر المالكي على سحب اعتراضه على الحكيم وحضور جلسة اختياره بعد أكثر من عامين على مقاطعته لاجتماعات التحالف. ورغم أن رئاسة الحكيم للتحالف الوطني، قوبلت بترحيب من الأطراف السنية العربية والكتل الكردية وانهالت عليه برقيات التهنئة من أسامة النجيفي وصالح المطلك وسليم الجبوري ومن قيادات حزبي البارزاني والطالباني، إلا أنه من الواضح أن هذه المشاعر الطيبة إزاء ترؤس عمار للتحالف، ليست حقيقية وإنما جاءت نكاية بالمالكي. ولم يسأل الفرحون بمقدم الحكيم لرئاسة التحالف أنفسهم على الأقل، ماذا سيقدم هذا التحالف الطائفي (من فوق إلى تحت) إلى العملية السياسية المتعثرة منذ بداياتها؟ وكيف يمكن لرئيسه الجديد أن يحوله إلى مؤسسة سياسية عابرة للطوائف؟ وقد قام أساسا على شعار بناء (البيت الشيعي) وحمايته ومنع تشظيه إلى أجنحة متصارعة وأطراف متنازعة على النفوذ. وليس انتقاصا من عمار الحكيم، إلا أن الأحداث والوقائع التي شهدها العراق، منذ اختياره رئيسا للمجلس الأعلى عقب وفاة رئيسه السابق والده عبدالعزيز الحكيم في عام 2009، لا تبشر بأن يصبح هذا التحالف مؤسسة سياسية رصينة ويتعامل مع الأطراف الأخرى بموضوعية بعيدا عن النزعة الطائفية التي حكمت مسيرة التحالف منذ انبثاقه قبل ست سنوات، بالعكس فإن أداء المجلس الأعلى كان على الدوام، مرتبطا بالسياسات الإيرانية، وقائما على إثارة الفتنة الطائفية بشكل واضح، أكثر من حزب الدعوة الذي ناور ونافق كثيرا في طروحاته السياسية ولكنه ظل متشبثا بمنهجه الطائفي. ونسأل مجرد سؤال، هل يقبل التحالف برئاسته الجديدة أن يصبح نائبا سامراء وتكريت شعلان الكريم ومشعان الجبوري، ونائبا الموصل عبدالرحمن اللويزي وأحمد الجبوري، وهم أقرب إلى الشيعة، أعضاء فيه؟ التحالف الوطني مات وشبع موتا، لأنه تحالف غير سياسي أصلا، ولن تنفع في تسويقه وطنيا رئاسة عمار أو غيره من أقطاب الشيعة.

 

سورية وأسبوع الصخب في نيويورك

راغدة درغام /الحياة/24 أيلول/16

وأخيراً، ثار غضب وزير الخارجية الأميركي جون كيري واحتدّ في مجلس الأمن الدولي، وهو يشكّك في صدقية زميله العزيز الغالي على قلبه، نظيره الروسي سيرغي لافروف، في المسألة السورية. وصلت لحظة الحقيقة، قال كيري. والمسألة ليست نكتة، أضاف الوزير الأميركي الذي وجد نفسه عرضة للسخرية في بعض الأوساط الأميركية وغير الأميركية وهي تصفه بالساذج أمام المحنك في المكر، سيرغي لافروف. فالنكتة باتت على كيري ووزارة الخارجية الأميركية عندما تجيب عن كل سؤال جدي بأن كيري سيجتمع بلافروف وكأن الثنائي هو مؤشر المستقبل السوري بـ "رواق" بعيداً من المأساة اليومية التي بالكاد تؤرقهما قليلاً. المفاجأة في مجلس الأمن هذا الأسبوع لم تأتِ من فراغ لأن صبر إدارة أوباما وصل الحدود نتيجة الاستفزازات والمراوغات الروسية المتتالية، وبسبب تفاقم الكلفة الإنسانية الباهظة في سورية. إنما ماذا يعني أن ينفعل كيري وأن يعبس باراك أوباما في وجه نظيره الروسي فلاديمير بوتين احتجاجاً على السياسات والممارسات الروسية في سورية؟ الكرملين لن يخاف كثيراً لأن بوتين واثق من أن أوباما عاجز عن الوقوف في وجهه عملياً لما يتطلب ذلك من مواجهة أميركية - روسية في أجواء سورية. الكلمة الرئيسة هنا هي "العجز" لأن روسيا بنت كل سياستها نحو سورية على أساس أن الولايات المتحدة في عهد أوباما أصبحت الدولة "العجوز"، وأن واشنطن كبّلت أياديها بنفسها في سورية وباتت عاجزة عن التصرف كدولة عظمى، ليس فقط لأن أميركا لا تريد أن تحارب وإنما لأنها أيضاً أرادت إرضاء إيران كيفما كان حفاظاً على إنجاز الاتفاق النووي معها - فكان عليها طأطأة الرأس أمام الأولوية الإيرانية في سورية وهي التمسك ببقاء بشار الأسد في السلطة. هذا لا يعني أن سيد الكرملين ليس قلقاً بالمطلق، بل إنه ازداد قلقاً بعدما "أخطأت" الطائرات الأميركية - وفق ما تقول واشنطن معتذرة - عندما شنّت غارة ذهبت ضحيتها قوى نظامية سورية وغير نظامية إيرانية وميليشياوية تابعة لها. هذا الأمر أيقظ فلاديمير بوتين إلى القليل من التواضع وأثار فيه الكثير من السخط، فهو لا يشتري أبداً مقولة "الخطأ"، ويفهم ما حدث بأنه رسالة متعمدة عنوانها موسكو بقدر ما هو دمشق.

بوتين يدرك أن وضعه أكثر هشاشة من وضع أوباما لأن لا قوات أميركية في سورية، فيما روسيا دخلت طرفاً في الحرب الأهلية السورية، ولأن معركة حلب مازالت مصيرية، ولأن الضغوط على بوتين تتزايد في عقر داره بعدما نصب روسيا في الخط الأمامي للحرب مع "داعش" وأمثاله، ولأن روسيا ترتكب ما يرقى إلى جرائم حرب في سورية كما تؤكد منظمات غير حكومية، ولأن سورية تزداد شبهاً بمستنقع يتربص بروسيا فيما الولايات المتحدة تستعد - ولو متأخراً - لسلك الطريق الأخلاقي الأعلى فيما الورطة الروسية الأخلاقية في سورية تتفاقم.

كان هذا أسبوع سورية على هامش الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي شارك فيها أوباما وغاب عنها بوتين. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسط نفسه أينما كان وكيفما كان ليطرح أولوياته، ومن ضمنها، إنشاء منطقة حظر جوي في شمال سورية على طول الحدود التركية. اتهم "حزب العمال الكردستاني" بأنه يسعى وراء تقسيم سورية، وتعهَّد الحرص على وحدة سورية الجغرافية والسياسية. اعتبر أن عملية "درع الفرات" أمّنت الحماية وأنه حوّل جرابلس من حزام كان يمكن أن يكون إرهابياً إلى منطقة آمنة. ودعا أردوغان مجلس الأمن إلى محاسبة النظام السوري على جرائمه التي من ضمنها "استهدافه قافلة المساعدات" الإنسانية في حلب الاثنين الماضي.

فرنسا قالت على لسان رئيسها فرنسوا هولاند إن المأساة السورية ستبقى "وصمة عار على جبين المجتمع الدولي ما لم نضع حداً لها فوراً"، وأن "حلب مدينة شهيدة حيث تُستهدف القوافل الإنسانية، ويجوع السكان، وتُستخدم الأسلحة الكيماوية". طالب هولاند "داعمي النظام"، روسيا وإيران، بأن "يرغماه" على إحلال السلام "وإلا سيتحملان مسؤولية الفوضى في سورية". طالب بمعاقبة مَن استخدم الأسلحة الكيماوية في سورية، بعدما أكد تقرير دولي أن النظام و "داعش" استخدما تلك الأسلحة المحظورة.

وزير خارجية فرنسا جان ماري إرولت طرح مبادرة من 3 نقاط تتضمن إصدار مجلس الأمن قراراً بموجب الفصل السابع من الميثاق يدين ويعاقب مَن استخدم الأسلحة الكيماوية. وقال: "لا يمكن القبول بمساومة، كأن نتقيد بالهدنة مقابل التخلي عن الملاحقات بحق مستخدمي السلاح الكيماوي".

اقترح إرولت "إنشاء آلية مراقبة لوقف إطلاق النار" وإقامة نظام مراقبة مشترك للهدنة، تشمل فرنسا ولا تقتصر حصراً على الولايات المتحدة وروسيا. وضمن ما اقترحه الوزير الفرنسي كان فرض تجميد قوى النظام السوري في مكانها وفرض حظر على تحليق الطيران الحربي.

جون كيري طالب روسيا بمنع تحليق الطيران الحربي السوري في المناطق الرئيسة المتفق عليها في شمال سورية وإجبار النظام على التنفيذ، وذلك أثناء جلسة مجلس الأمن الصاخبة التي شهدت سجالاً بين كيري ولافروف. الوزير الروسي احتج على "شروط مسبقة" من الجانب الأميركي، فرد كيري بأن "عدم قصف المستشفيات والمدنيين وقوافل المساعدات ليس شرطاً مسبقاً، بل هو اتفاق دولي يتم انتهاكه في شكل متكرّر". قال: "كيف يمكن البعض الجلوس إلى الطاولة والتحدث فيما النظام السوري يقصف شعبه بالكيماوي؟".

روسيا، كما قال لافروف، مازالت متمسكة بضرورة العودة إلى مراجعة لائحة التنظيمات الإرهابية لإضافة تنظيمات جديدة إليها. وأضاف أن روسيا تحتاج ضمانات جديدة بأن للولايات المتحدة "نفوذاً على الأرض وعلى المجموعات التي تقول أنها ستتقيد بالاتفاق".

ماذا عن العملية السياسية والتي تبدو كأنها في المقعد الخلفي للاعتبارات الروسية والأميركية؟ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعا إلى استئناف المفاوضات موضحاً أن على الجلسة الأولى التركيز على "الانتقال السياسي، خصوصاً كيفية ممارسة السلطات من جانب هيئة الحكم الانتقالية، بما يشمل الرئاسة والسلطات التنفيذية الأخرى". تحدث عن مفاوضات تؤدي إلى تشكيل الهيئة ذات الصلاحيات التنفيذية الكاملة، وزاد أن مبعوثه ستيفان دي ميستورا سيقدم إطار عمل جديداً للمفاوضات. دي ميستورا قال أنه سيقدم اقتراح إطار عمل يستند إلى مبادئ "معالجة ممارسة السلطة من جانب هيئة الحكم الانتقالية، بما يشمل الرئاسة، والمشاركة في السلطة، وإيجاد هيئات انتقالية للإشراف على وقف النار والمساعدات الإنسانية، وإيجاد البيئة المؤاتية لممارسة النشاطات السياسية سلمياً، ومواصلة الدعم الدولي للعملية".

صارح دي ميستورا المعارضة السورية بمخاطبتها بأن "عليها أن تفهم أن أي انتقال لن يكون محصوراً في شأن شخص واحد ونقل السلطة من جانب سياسي إلى آخر". وتوجه إلى الحكومة السورية قائلاً ان "عليها أن تعي أن الانتقال يتضمن نقلاً حقيقياً للسلطة، وليس مجرد ضم المعارضة إلى الحكومة التي يحكمها شخص واحد". لافروف قال لدي ميستورا أنه مازال يتمتع بالدعم الروسي له، إنما نصحه بألا يخضع "للابتزاز".

أسبوع سورية في الأمم المتحدة لم يكن في مصلحة الديبلوماسية الروسية التي وجدت نفسها منعزلة فيما أنظار العالم انصبت على الخروقات الرهيبة للقوافل الإنسانية وعلى التجويع والتشريد والقصف، سياسة يعتمدها النظام في دمشق بدعم من حلفائه، روسيا وإيران والميليشيات التابعة لها.

ازدادت الضغوط الإعلامية والسياسية هذا الأسبوع بسبب حضور حلب إلى نيويورك أثناء الجمعية العامة ونتيجة العملية العسكرية الأميركية في سورية الجديدة نوعياً - خطأ كانت أو عمداً. إنما ما انتهى إليه الأسبوع هو الاستنتاج بأن التصادم الأميركي - الروسي السياسي ليس مؤشراً إلى نهاية النزاع، بل قد يكون المؤشر إلى إطالته. والأمر يعتمد على ما في ذهن بوتين في الكرملين، لا على أقوال أوباما وهولاند في نيويورك. يعتمد أيضاً على ما سينفذه أردوغان.

أما الرئيس الإيراني حسن روحاني، فكانت زيارته تحت الرادار، عكس زياراته السابقة. لعله قرر أن الأفضل له الآن الاختباء عن الأضواء كي لا يوضع في خانة الاتهام والمساءلة عمّا تقوم به إيران في سورية. الواضح أنه لم يتعرّض لضغوط جدية نافذة من نظيره الأميركي، أو من القادة الغربيين.

سرعان ما ستحاول الديبلوماسيتان الأميركية والروسية استدراك التوتر في العلاقة الثنائية لأن الملفات الإقليمية بينهما لا تقتصر على سورية. سيتم ترميم العلاقة ظاهرياً بعدما أصابها الصدع علناً لأن الدولتين حريصتان على الشراكة الضرورية بينهما بالذات في سورية.

الخطر يكمن في الترميم. فطالما تضع الدولتان علاقاتهما الثنائية فوق كل اعتبار، ستبقى ساحة التضحية سورية. فلقد كانت معالم المواجهة منذ البداية ذات حدود ولم يتوقع عاقل أن تتطور إلى مواجهة ميدانية. ترجمة هذه المعادلة أن لملمة الخلافات ستعني التورية على المأساة السورية كي لا تفضح ذلك النقص الفظيع في المواقف المبدئية. أسبوع الصخب في نيويورك ليس حدثاً عابراً لكنه لن يصبح ذا معنى ما لم تهتز العلاقة الأميركية - الروسية بجدية، لا بمجرد خطابات رفع العتب التي لها نكهة التفاهمات المسبقة على أولوية استمرار الشراكة تحت أي ظرف كان بما فيه اللاأخلاقية السياسية نحو سورية.

 

التدمير النفسي للأجيال الجديدة

عبدالعزيز التويجري/الحياة/23 أيلول/16

النزاعات المسلحة والأزمات الحادة التي لا تزال تحتدم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سيكون لها أعمق الأثر على الأجيال الناشئة والأجيال المقبلة من النواحي كافة، مما سينعكس سلباً على حاضر العالم العربي ومستقبله، ويسبّب حدوثَ أنواع من الاضطرابات النفسية لدى كثير من الأطفال والشباب تدفعهم نحو الانحراف بكل أشكاله، وترمي بهم إلى متاهات الضياع، فتضيع الأوطان بضياعهم. فنصف الشعب السوري أصبح مهجراً لاجئاً أو نازحاً مشرداً، بما يقارب عشرة ملايين مواطن، فيهم ما لا يقل عن أربعة ملايين طفل صاروا محرومين من التنشئة الطبيعية في ظل العيش الكريم. وأكثر من مليوني طفل عراقي يعيشون في العراء في ظروف شديدة البؤس، وحوالى مليون وسبعمئة ألف طفل يمني باتوا مشردين ومعرضين لشتى الأخطار، ونصف مليون طفل ليبي يعيشون ظروفاً بالغة السوء، أضف إلى ذلك ما يعانيه الأطفال الفلسطينيون تحت الاحتلال الإسرائيلي والحصار والتجويع المفروضين على قطاع غزة، من القهر والقمع والاستبداد والحرمان. وهو الأمر الذي يرسم صورة سوداء للمستقبل، ويؤكد احتمال الانتكاس إلى مزيد من الأزمات الطاحنة التي لا تكاد تنتهي. أطفال اليوم هم المستقبل الذي يضيع من بين أيدينا، وبقدر ما تسوء أحوال الأطفال العرب في كثير من الدول العربية، يضعف الأمل في الخروج من الأنفاق المظلمة إلى الساحات المضيئة المشعة بالأنوار التي يحتفظ فيها الإنسان بكرامته، ويشعر بالانتماء الحقيقي إلى الوطن، وينأى بنفسه عن مهاوي اليأس والانكسار والشعور بالمهانة والاحتقار.

إذا ساد البؤس وفشا الحرمان وتَفَاقَمَت الأوضاع أكثر مما هي عليه الآن وتغلغلت الروح الطائفية التي تنفخ في نارها إيران ومن يتبعها من عملاء وأجراء، ستنهار أعمدة المستقبل، وتنشأ أجيال مقطوعة الصلة بأوطانها، كارهة لهويتها، غاضبة ساخطة قابلة للسقوط في مستنقعات التطرف والتعصب اللذين يفضيان إلى ارتكاب جرائم الإرهاب. وبذلك يكون بعضٌ من العرب يخرّبون بيوتهم بأيديهم، ويصنعون مستقبلهم المظلم على أعينهم، ويُوردون أنفسهم موارد الهلاك عن تصميم ودأب وإصرار. وبئس العاقبة لأمة تقطع صلتها بماضيها وتفسد حاضرها وتفرط في مستقبلها، عن جهالة عمياء وسياسات رعناء.

وإذا كانت الأوضاع المزرية التي تمرّ بها بعض الدول العربية التي تَتَصَاعَدُ فيها حدة الصراعات، هي التي أفرزت هذه الأزمات التي لا يزال خطرها يَتَعَاظَـمُ يوماً بعد يوم، فإن أزمة الأجيال الجديدة تفوق في آثارها التدميرية للنفس الإنسانية غيرَها من الأزمات، بما فيها السياسية والاقتصادية، لأن تلك أزمات عابرة لا تدوم وفقاً لقاعدة من المحال بقاء الحال على ما هي عليه، بينما التدمير النفسي للإنسان يدوم وهو من أعظم الكوارث التي تصيب شعباً من الشعوب في مرحلة من التاريخ. فلا مجال هنا للترميم، أو لإعادة التركيب، أو للإصلاح على أي وجه، لأن ضياع جوهر الإنسان لا يعوض بأي حال. إن هذا الجيل الذي نشأ في خضم النزاعات المسلحة المدمرة للبشر وللحجر وللشجر، وتفتحت مداركه على هذه الأهوال المرعبة والحمى الطائفية المخرّبة، هو في حقيقة الأمر، وبالمقاييس العلمية المعتمدة، جيل ضائع لا رأب لانكساره ولا رتق لتمزقه. وبذلك تتضح الصورة الحقيقية المهولة للجرائم التي ارتكبها، ولا يزال يرتكبها المجرمون المستبدون الذين ساقوا شعوبهم إلى هذا المصير المظلم، فقتلوا وعاثوا فساداً ودماراً وخراباً بما يفوق الخيال، فدمروا روح الإنسان، وأفقدوه الأمل في أن يغير أوضاعه، ويصلح أحواله، ويحقق أحلامه، ويرتقي بإنسانيته، ويحفظ كرامته التي كرمه الخالق سبحانه وتعالى بها. فهذه الجرائم بالغة الخطورة لأنها لا تقتل الإنسان وتبيده من الأرض بل تدمر روحه تدميراً وتُبقيه كائناً حياًّ بلا جوهر، وبلا هوية، وبلا إرادة يقدر بها أن يغير أوضاعه السيئة ويشفي جراحه، ويستعيد عافيته.

ومن المفارقات العجيبة أن الدول التي رفعت شعارات الثورة والتقدم والحرية والتي استبعد حكامها الطغاة وظلموا شعوبهم، وحاصروها وقهروا إرادتها وأفقروها وأفسدوا أحوالها، حين اغتصبوا الحكم بتواطؤ من القوى العظمى التي مهدت لهم السبيل لإقامة أنظمة حكم فاسدة قائمة على الإيديولوجيات البائرة والسياسات الخاسرة. في سورية والعراق واليمن وليبيا خلال العقود الأخيرة، هي الدول التي انفجرت فيها المآسي والحروب وانتشر الفساد والبطش. ثم جاءت إيران بفكرها الظلامي التكفيري وخرافاتها الرجعية البدائية وأطماعها العنصرية الطائفية، لتزيد الطين بلّة والنار اشتعالاً والأزمات تفاقماً. هكذا يتم التدمير النفسي للأجيال العربية الجديدة، كما تم العسف الروحي والإرهاب الثقافي والغزو الفكري للأجيال السابقة. وفي هذه الحال ستكون الآثار المدمرة على الأجيال المقبلة أشدّ هولاً وأعمق غوراً وأبعد مدى. فمن ينقذ الأجيال الناشئة التي تغوص في أوحال الفوضى العارمة الهدامة التي تكتسح عدداً من الدول العربية الغارقة في دوامة القتل والتهجير والطائفية المقيتة؟. تقول خلاصة حكمة التاريخ إن إنقاذ البشر أهم من إنقاذ الحجر.

 

إيران وصناعة الإرهاب

محمد الباهلي/الإتحاد/23 أيلول/16

خيراً فعل عادل الجبير وزير الخارجية السعودي عندما رد في صحيفة «ذي وول ستريت جورنال» على ما كتبه جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني في صحيفة «نيويورك تايمز» متهماً العرب بالإرهاب، مبيناً للوزير الإيراني أن الإرهاب بالأساس صناعة إيرانية وأن إيران «لا يمكن أن تغسل يديها وسجلها الإرهابي من هذا الموضوع، لأن الوقائع تثبت العكس»، مضيفاً «أن إيران راعية للإرهاب، وذلك من خلال مسؤولين حكوميين كانت لهم اليد الطولى في كثير من العمليات الإرهابية منذ عام 1979، ولا يمكن لطهران التحدث عن مكافحة الإرهاب، بينما أجهزتها، لاسيما فيلق القدس والحرس الثوري، تدرب وتجهز وتمول وتسهل لكثير من المجموعات الإرهابية». وتابع الجبير: «لو كانت إيران جادة في مزاعمها في مكافحة الإرهاب، لكانت قد سلمت قادة (القاعدة) الموجودين لديها، وتوقفت عن تمويل (حزب الله)، وهو منظمة إرهابية، ولتوقفت أيضاً عن تأجيج النعرات الطائفية في البلدان العربية، وعن محاولة تصدير الثورة إلى كثير من البلدان، وعن تصنيع وتوزيع القنابل المصنوعة يدوياً التي قتلت الآلاف، ولما لطخت يديها بدماء أكثر من 500 ألف شخص ذبحوا من قبل نظام بشار الأسد الذي أمدته طهران بقوات ما بين جنود نظاميين وعناصر خارج نطاق الدولة، وأيضاً لتوقفت عن تشكيل ما يعرف بالمراكز الثقافية التابعة للحرس الثوري في كثير من الدول والمكرسة لنشر أيديولوجيتهم عبر الدعاية والعنف وإيهام المسلمين الشيعة خارج إيران بأنهم ينتمون إليها لا إلى الدول التي هم مواطنون فيها». إيران أصبحت جزءاً من المخطط الغربي لتفتيت المنطقة العربية والهيمنة على ثرواتها، وهي بهذا الدور تسعى لتحقيق أهدافها السياسية والطائفية. ولم يخف اللواء محمد علي جعفري (قائد الحرس الثوري) هذا الأمر عندما قال إن تدخلات إيران في اليمن وسوريا تأتي في إطار توسع خارطة الهلال الشيعي في المنطقة. ومما يفضح سلوك إيران، والذي يؤكده ساستها وعلماؤها في تصريحاتهم وخطبهم، مهددين دول المنطقة، هو الدعم الأميركي للسياسات الإيرانية. فإيران وأميركا والغرب وإسرائيل في حلف استراتيجي واحد هدفه تفتيت العرب ومحاربة الإسلام (خاصة السني). إنهم متقاربون جداً ولديهم الحلم نفسه، ومشروعهم التآمري على المنطقة العربية وصل ذروته، والخلاف الظاهر بينهم ما هو إلا للتمويه، إذ الحقيقة أنهم متفقون تماماً.

وكلما سعى العرب لخلق حالة من التقارب مع طهران تتكون فجوة كبيرة بفعل ممارسات النظام الإيراني. وحتى على مستوى التقريب بين المذهبين السني والشيعي، لا تجد من الجانب الإيراني تجاوباً، وذلك لأن التقريب بين المذهبين يعني، كما يقول الدكتور عبد المنعم فؤاد عميد كلية الدراسات الإسلامية بالأزهر («روزاليوسف»، 29-08-2016)، أن يذوب المذهبان أحدهما في الآخر، لكن إيران تصر على أن الشيعي لا يصبح شيعياً إلا إذا رفض إمامة أبي بكر وعمر وعثمان، وتطاول لفظياً على الصحابة الأجلاء وعلى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم الطاهرات.

ورغم ذلك فقد أرسل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب برقيات للشيعة داعياً إياهم للجلوس والسنة معاً تحت قبة الأزهر، حقناً للدماء في العراق وسوريا وغيرهما. ولما جاء رئيس إيران السابق أحمدي نجاد إلى مصر وزار الأزهر، طلب منه شيخ الأزهر أن يتخلى الشيعة عن لعن الصحابة وسب زوجات النبي إذا كانت إيران حقاً ترغب في التقارب، وقال له: أظهروا لنا النوايا الحسنة ونحن سنفتح لكم الباب بعدئذ، لكن إيران لم تفعل شيئاً في هذا الصدد ولم تستجب.

 

في الردود على ظريف

حسام عيتاني/الحياة/23 أيلول/16

تشكل الردود العربية على مقالة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأخيرة في «نيويورك تايمز» عينة نموذجية على طرائق التفكير والنقاش والتحليل السائدة اليوم في أوساط السلطات في البلاد العربية والصحف القريبة منها. في مقالته المنشورة بتاريخ 13 أيلول (سبتمبر)، حمّل ظريف «الوهابية» مسؤولية تفشي الإرهاب والعنف في العالم من أفغانستان إلى نيس وكوسوفو مروراً بالبلدان العربية، داعياً إلى استئصالها وتضافر الجهود الدولية لإنجاز هذه المهمة، ممتنعاً، في آخر لحظة، عن الدعوة إلى تشكيل تحالف دولي ضد الوهابية، ربما بسبب عدم وجود علاقات رسمية مع الولايات المتحدة التي ينبغي أن تكون راعي أي تحالف من النوع هذا ومحركه.لا أهمية تذكر لمقالة الوزير الإيراني الذي قدمته وسائل الإعلام الغربية أثناء مفاوضات المشروع النووي الإيراني على أنه «أكاديمي» وذابت في مدح روحه المرحة، باستثناء أنها نُشرت في واحدة من أهم الصحف الأميركية والعالمية. موضوعها مكرر ومعروف ومصطلحاتها جرى اجترارها واستخدامها ابتداء من المرشد الإيراني علي خامنئي وصولاً إلى صغار صحافيي الممانعة الذين يحتلون الشاشات اللبنانية. وتوهم المقالة القارئ أنها تقدم له كشفاً عظيماً بحديثها عن «حقيقة» الوهابية. هنا بالذات سقطت الردود العربية على ظريف ولجأت إلى الرد على المنطق المذهبي الطائفي بمثله (باستثناء مقالة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري أمس التي اتسمت بالطابع السياسي الواضح). في الواقع، لا يحتاج العرب المسلمون الذين شعروا بالإهانة من كلام ظريف إلى تجريح بالمذهب الشيعي ولا بولاية الفقيه ولا بـ «حكم الملالي» في طهران ولا بممارسات الحرس الثوري الإيراني في العراق وسورية. بل يصح القول إن تناول الردود العربية للتشيع والخمينية صب الماء في طاحونة الدعاية الإيرانية وأكد تأكيداً غير مباشر دعاوى إيران عن تمثيلها للشيعة العرب وحمايتها الأقليات الأخرى في العالم العربي من خطر «الوهابيين».

ويمثل التذكير بسجل إيران في دعم الإرهاب في الثمانينات والتسعينات وانتهاكاتها الواسعة لحقوق الإنسان المستمرة حتى اليوم، وسعيها إلى الهيمنة المسلحة على المنطقة من خلال تغذية الصراعات الأهلية وتعميم المنطق الطائفي، جزءاً من عدة سجالية أعلى كعباً من اللجوء إلى لغة طائفية نقيضة، لكن هذه العدة أيضاً تآكلها الصدأ. ربما كان أقرب إلى الصواب عدم الانجرار إلى منطق المهاترات الذي سعى ظريف إلى تكريسه كلغة تخاطب بين العرب وبين الإيرانيين، وتوضيح الطبيعة العالمية للخطر الإرهابي الذي تمثله «داعش» حالياً، وإلى اتسام الخطر هذا بسمات الأمراض التي تعاني منها المجتمعات المسلمة والعربية والمهاجرة وتعيش أزمات عميقة في الشرق وفي الغرب. ولعل ليس من المبالغة القول إن الردود على مقالة ظريف، تذكر بالردود على الدعايات الإسرائيلية في الخمسينات والستينات التي ارتدت في مرحلة أولى لبوس المعاداة للسامية التي استوردها القوميون من أوروبا السابقة على الحرب العالمية الثانية، ثم أضيفت إليها منذ التسعينات مقولات عن «أبناء القردة والخنازير» وتفتيش مضن في التوراة والتلمود عن كل ما يفيد بكراهية اليهود للآخرين كمبرر للرد على الكراهية بمثلها. أمر مشابه تحمله الردود على ظريف وكأن يصعب على الكتاب العرب توسيع زاوية النظر والتفكير وبناء منطق حديث يستطيع أصحابه الحفاظ على حقوقهم من دون أن يخدموا خصومهم.

 

الانتخابات الأميركية: ما نعلمه.. وما نجهله ونخشاه

أمير طاهري/الشرق الأوسط/23 أيلول/16

مع اقتراب موعد عقد الانتخابات الرئاسية الأميركية٬ زادت حيرة الأميركيين في مواجهة التساؤل الأكبر الآن أمامهم: هل ننتخب دونالد ترامب؟ ولا يبدو الأمر هيًنا على الإطلاق٬ ذلك أن اختيار ترامب من شأنه نسف لعبة القوة التقليدية التي مارستها النخبة السياسية الضيقة لفترة طويلة.

وحال حدوث ذلك٬ فإن فوز ترامب سيأتي بمثابة صفعة كبرى على وجه مؤسسة سياسية تفوح منها رائحة الجبن والفساد والجريمة. ومن شأن فوز ترامب كذلك إفراز فترة رئاسية فاشلة جديدة٬ لكن هذا الأمر لن يتضح إلا في وقت لاحق. أما على المديين القريب والمتوسط٬ فإن فوز ترامب ربما يبث اعتقاًدا في نفوس عدد كبير من الأميركيين بأنهم نجحوا في كبح جماح النخبة السياسية وإنهاء سيطرتها على البلاد. اللافت في هذه الانتخابات أنها أدت بالفعل إلى زعزعة ولاءات قديمة٬ وقلب حسابات تقليدية٬ وأطلقت العنان لمشاعر لم يكن أحد يدري بوجودها. وفي الوقت الذي يبدو ترامب مختلًفا كل الاختلاف عن النموذج المألوف للمرشح الرئاسي الجمهوري٬ فإن هيلاري كلينتون تعتبر النموذج التقليدي لآلية الحزب الديمقراطي. ومن شأن فوز كلينتون تمديد رئاسة باراك أوباما فعلًيا إلى فترة ثالثة. وعليه٬ فإنه ربما بالنسبة لغالبية الناخبين٬ تعد هذه الانتخابات بمثابة استفتاء على سجل أوباما الانتخابي طوال السنوات الثماني الماضية٬ بمعنى أن المؤيدين لهذا السجل سيختارون كلينتون٬ بغض النظر عن مدى إعجابهم بها شخصًيا. أما من يعتبرون فترة رئاسة أوباما كارثية٬ فسيتجاهلون جميع سمات كلينتون ويختارون ترامب نكاية في الرئيس الحالي.

وبالطبع يبقى هناك من لن يصوتوا مطلًقا لصالح مرشح ديمقراطي أو على الجانب الآخر لن يصوتوا لصالح جمهوري. وخلال جولة قمت بها مؤخًرا عبر عدة ولايات أميركية٬ لاحظت أن الاعتبارات العاطفية تلعب دوًرا أكبر بكثير هذه المرة عن أي انتخابات مضت.

ومن الواضح أن الكثير من الأصدقاء الديمقراطيين يشعرون بالحرج لاقتصار خياراتهم على هيلاري كلينتون٬ خاصة في ظل ارتباطها بأوباما. وفي حديثه معي٬ قال أحد المفكرين الأميركيين أصحاب الميول اليسارية: «كانت رئاسة أوباما كارثية على صعيد العلاقات الخارجية. في الوقت ذاته٬ لا يمكنني التصويت لمرشح جمهوري٬ لأن حزبه يعارض الإجهاض٬ وزواج المثليين وإلغاء عقوبة الإعدام». اللافت للاهتمام هنا أن ترامب نأى بنفسه عن إعلان أي موقف واضح حيال أي من هذه القضايا. كما تعمد الحزب الجمهوري عدم إعلان موقف واضح حيالها في بياناته الانتخابية منذ سبعينات القرن الماضي٬ ما يعني أنه على صعيد ما يعرف بقضايا «الحرب الثقافية»٬ يبقى ترامب كًما مجهولاً. الأكثر إثارة للدهشة أن كلا المرشحين عجزا أو رفضا رسم ملامح سياستهم الاقتصادية والخارجية. من ناحيتها٬ عمدت كلينتون إلى التراقص حول القضايا٬ مع الاكتفاء بالإشارة إلى أنها ستمضي في سياسات أوباما. بيد أنه بالنظر إلى أن سياسات أوباما غلفها الغموض والتمويه٬ فإنه من غير الواضح ما يعنيه قولها هذا على وجه التحديد. في المقابل٬ وكعادته دوًما٬ وعد ترامب بكل شيء ونقيضه ­ أحياًنا مرتين في اليوم ذاته!

ورغم اعتقادي بأنه أثار بالفعل قضايا مهمة مثل حدود التجارة العالمية الحرة والواجبات المتبادلة بين الحلفاء تجاه بعضهم البعض وحدود قدرة خطاب المظلومية على ضمان معاملة تمييزية. ومع ذلك٬ لم يقدم ترامب إجابة واضحة في هذا السياق.

وعليه٬ تبقى الميزة الرئيسية في ترامب الآن أنه ليس هيلاري كلينتون وغير محسوب على معسكر أوباما. وتعد هذه نقطة مهمة بالنسبة لكل من يعتقدون أن أوباما قدم نموذًجا سيًئا في القيادة الأميركية٬ وأن السماح له باستمرار التمتع بنفوذ على الاستراتيجية الأميركية٬ حتى وإن كان على نحو غير مباشر عبر كلينتون٬ سيكون أمًرا سيًئا٬ ما يعني أن الاختيار هنا سيكون بين أهون الشرين. من ناحية أخرى٬ فإن الهجمات القاسية التي تعرض لها ترامب من جانب جمهوريين يشكلون مؤسسة الحزب الجمهوري٬ مثل الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) روبرت غيتس ووزير الخارجية السابق كولين باول٬ ربما لا تحمل تأثيًرا يذكر لأنه لا يجري النظر إلى أي منهما باعتباره مفكرا عظيما. أما ما يمكن أن يضر ترامب بدرجة أكبر فهو اتخاذ أي من الرئيسين السابقين بوش الأب أو الابن والمرشحين الرئاسيين السابقين جون ماكين وميت رومني تأييد كلينتون.

وفي الوقت الذي يتساءل البعض عن السر وراء نجاح ترامب في تقديم هذا الأداء الجيد٬ أعتقد أن السؤال الحقيقي هو السبب وراء عدم تقديمه أداًء أفضل٬ وحتى أن شخصا بعقلية غوبلز ليس باستطاعته تصوير رئاسة أوباما باعتبارها ناجحة٬ إذ أن الاقتصاد الأميركي نما بمعدل 1.1 في المائة فقط٬ ما يقترب من الصفر٬ وتراجع معدل القوى الشرائية للأسرة الأميركية بنحو 6.3 في المائة خلال رئاسته. أما التوترات العنصرية ففي أعلى مستوى لها منذ جيل بينما تأتي المكانة الأميركية في الخارج عند أدنى مستوياتها.

في الوقت ذاته٬ فإن ثمة شكوكا حول الحالة الصحية للمرشحة الديمقراطية٬ ويدور حولها 11 تحقيًقا خطيًرا على الأقل٬ وما تزال عاجزة عن صياغة رسالة انتخابية متناغمة. كما أن كلينتون ممقوتة بشدة داخل الجناح التقدمي من حزبها.

 

ماذا عن التغيير الديموغرافي في سورية؟

وليد شقير/الحياة/23 أيلول/16

لم تكن أزمة «اللاجئين والمهاجرين وتحركاتهم الكبرى» لتتحول عنواناً للقمة الدولية التي عقدت في الأمم المتحدة، لولا امتداد أبشع حروب هذا القرن منذ الحرب العالمية الثانية، إلى أكثر من 5 سنوات، أي الحرب السورية التي شهدت تدفقاً للنازحين هو الأكبر نتيجة الجرائم التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه.

فعلى ظهر النزوح السوري الذي فاض عن قدرة دول الجوار على الاحتمال، ركب النازحون من أفريقيا ودول آسيوية، قوارب الموت أو سلكوا طرق الهجرة غير الشرعية إلى دول أوروبا، مع كل المآسي التي أنتجتها غرقاً وموتاً وإذلالاً. ولم يكن قادة العالم ليخصصوا هذه القمة لللاجئين لولا أن الدول الراعية للإرهاب، لا سيما النظام السوري وإيران، استفادت من «تحركاتهم الكبرى»، من أجل دس المجموعات المتوحشة في صفوفهم، لارتكاب الجرائم الفظيعة في دول الغرب، بهدف وصم الثورة السورية بالإرهاب. وعلى رغم أن عدد اللاجئين في العالم يفوق عدد الذين غادروا سورية، ويبلغ وفق إحصاءات الأمم المتحدة 65 مليون نازح نتيجة النزاعات الدموية، فإن ما يجري في سورية هو المثل الفاقع عما دعا إليه بعض قادة الدول في نيويورك، وهو الحاجة إلى إيجاد الحلول للحروب، وللفقر، وعدم الاكتفاء بالإغاثة، لمعالجة الأزمة المتمادية.

ففي سورية يشكل تفريغ المناطق بعد تجويع سكانها الذين يبقون على قيد الحياة، إذا نجوا من البراميل المتفجرة وقصف الطيران السوري والروسي، سلاحاً حربياً وأسلوباً متعمداً في الصراع الدائر، أمام أنظار قادة الدول الفاعلة، الذين أطنبوا الآذان في خطبهم في المنظمة الدولية قبل أيام.

وفي سورية يقود استمرار الحرب إلى التمادي في «الضرب تحت الزنار» حتى لو كان تحت مظلة هدنة مزعومة، إلى المزيد من المآسي، مثل قصف قافلة مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتحدة تنتظر دخول الأحياء المحاصرة في حلب، رداً على قصف أميركي لمواقع الجيش السوري في دير الزور. ويقال إن هذا الضرب يتم، إما انتقاماً لمقتل جنود أميركيين جراء غارات روسية على بعض المواقع، أو انتقاماً لمقتل جنود روس نتيجة غارات أميركية. ويشمل «الضرب تحت الزنار» موضوع التهجير وإجبار الناس على النزوح في سورية، ضمن خطة مبرمجة على يد النظام وحلفائه الإيرانيين، لإحداث تغييرات ديموغرافية، بحيث يصبح البحث عن حل سياسي أكثر صعوبة مع تراكم الأحقاد وتعقيدات مخلفات الحرب، إذا وضعت أوزارها، ما يبقي على بذور تجددها. فتحت مظلة التهجير يجري تغيير معالم مناطق بأكملها في سورية.

فمن حي الخالدية وغيره في حمص، إلى القصير إلى رنكوس والزبداني ومضايا… ثم قبل أيام داريا وقريباً المعضمية وحي الوعر في حمص أيضاً حيث جرى إحراق متعمد لدوائر الأملاك العقارية وبعض الأحوال الشخصية… وفي أحياء كبرى في قلب دمشق وفي ريفها مثل مزة البساتين وكفرسوسة ويعفور… تعتمد أساليب شيطانية ومافيوية من أجل تملك الإيرانيين عقارات في عملية بدأت منذ 2012، وحلول عراقيين ولاؤهم للميليشيات المقاتلة إلى جانب النظام، ولبنانيين تابعين لـ «حزب الله»، مكان السكان الأصليين.

هناك يجري اختطاف فرد من عائلة من قبل أزلام النظام ليدخل سجون النظام، فيطلب من أهله مبلغ من المال للإفراج عنه، وإذا قصروا عن تأمينه «يشار» إليهم بأن يبيعوا قطعة الأرض التي يملكونها في محيط العاصمة، فيفعلون. لكن بيع الأرض مشروط بموافقة أجهزة المخابرات، لتتحكم بهوية الشاري. وهناك تشترط الاتفاقات التي ترعاها إيران تارة وروسيا أخرى، من أجل فك حصار قوات «الدفاع الوطني» الموالية و «حزب الله»، عن أحياء أعياها القصف والتجويع والتخلي، أن يستسلم المقاتلون ويرموا السلاح ليحصلوا على الأمان مع عائلاتهم مع وعد بـ «تنظيف سجلاتهم»، أو أن ينتقلوا إلى إدلب، إذا رفضوا ذلك. وطالما أن معظمهم يلجأ إلى الخيار الثاني، يصنفون بأنهم «إرهابيون». وينص «قانون» الإرهاب الذي أصدره النظام، على حق الأخير بمصادرة أملاك «الإرهابيين»، لتبيعها الدولة لمن تشاء. وبعضها تملكتها إيران باعتبارها من الأصول التي توازي بعض القروض التي منحت للدولة السورية. وهناك يشب حريق متعمد في أسواق البازورية في آب (أغسطس) من العام الماضي في دمشق القديمة بعدما رفض تجاره الأصليون بيع عقاراتهم لجهة تبغي التوسع في التملك في منطقة قريبة من مقام السيدة رقية. وهناك يطلب من سكان أبنية إخلاؤها بحجة مخالفات البناء كما يحصل في كفرسوسة… تمهيداً لإجبارهم على بيعها.

يدرك بشار الأسد لماذا ستمتد الحرب في بلاده أكثر من غيره، على رغم أنه قال بالأمس انها لن تتوقف ما دامت جزءاً من صراع عالمي.

 

جبهات العداء للسعودية والعرب والإسلام

رضوان السيد/الشرق الأوسط/ 23 أيلول/16

منذ هجمات سبتمبر (أيلول) عام 2011 شّكلت الولايات المتحدة جبهًة عالميًة للحرب على الإرهاب. وقد شملت تلك الجبهة مناحي عسكرية واستخبارية واستراتيجية وفكرية.

وقد تضمن ذلك احتلال أفغانستان والعراق٬ ونشر الجيوش والقواعد٬ والبحث عن حلفاء في مكافحة الظاهرة في كل مكان. ولأّن المحافظين الجدد كانوا مؤثرين في إدارة بوش الابن٬ وهم مجموعٌة فكريٌة وآيديولوجية؛ فقد تحدثوا منذ عام 2002 عن «حرب الأفكار»؛ وهذا يعني أن «العالم الحر»٬ وبني الإنسان٬ لا يحاربون أفراًدا أو أشخاًصا أو مجموعات صغيرة؛ بل يكون عليهم أن يحاربوا فكرة دينية متعصبة لثلاث جهات: إنها جزٌء من ديٍن كبيٍر وشاسع٬ وبالتالي فكما أْغرت الآلاف هناك إمكانية لإغراء آلاف جديدة. وأنها ترفض باسم الدين٬ الآَخَر المسيحي واليهودي والغربي٬ ولا تتورع عن القتل والترويع٬ وأنها تجد بيئاٍت حاضنة في الأوساط المتشددة٬ وأنها بسبب تماسكها الآيديولوجي تتحول إلى شبكة مترابطة الحلقات وشاسعة الامتداد٬ وقادرة على إصدار الأوامر٬ كما أن حلقاتها قادرة على المبادرة من دون أوامر مباشرة.

على أنه رغم الغزو العسكري٬ وحرب الأفكار٬ والحملات الشعواء على الوهابية٬ وعلى النظام في المملكة؛ فإّن النتائج الاستراتيجية للحرب على الإرهاب ما ظهرت تماًما إلاّ في أيام أوباما. ففي عهد بوش الابن كانت الرؤية الاستراتيجية لا تزال أّن الخصم الرئيسي للولايات المتحدة في الشرق هو النظام الديني الإيراني المتعصب. وقد كان التفكير قبل هجمة القاعدة على الولايات المتحدة٬ إمكان ضرب إيران بدلاً من العراق٬ لأن الولايات المتحدة ينبغي أن تتصدى لخصومها بنفِسها حتى لاُتستضَعف وقد صارت قطًبا أوحد! وعندما ذهبُت للتدريس بهارفارد في عام 2002 وكانت هناك استعداداٌت محمومٌة سريٌة وعلنيٌة لضرب العراق إرعاًبا للعرب وللسعودية؛ كان هناك (في أوساط الأساتذة بالجامعة) من لا يزال يعتقد أّن إيران أولى بالضرب من صّدام٬ إنما إذا كان لا بد من ترويع العرب كما رّوعوا الولايات المتحدة٬ فلا ينبغي نسيان أّن إيران الخمينية هي أولَمْن تحدى أميركا٬ ولا تزال تسميها الشيطان الأكبر وتدعو عليها بالموت. إنما في الوقت نفِسه كان هناك لوبي إيراني قوي وصاعد وفي أوساط الحزبين الجمهوري والديمقراطي٬ يريد استعادة التحالف والصداقة التي كانت بين إيران وأميركا٬ أيام الشاه. ووقتها سمعُت في عدة مناسبات دعوات من أميركيين من أصول إيرانية لإدخال إيران في التحالف ضد الإرهاب٬ إّما لأن المتشدد لاُيواَجُه إلاّ بمتشدد (مارتن كريمر٬ وفؤاد عجمي) أو للخصومة الموروثة بين الشيعة والوهابية (ولي نصر).

إّن المهَّم أّن التدخل الإيراني بالعراق والذي كان بين القبول والرفض لدى عسكريي واستخبارات بوش وليس لدى السياسيين والاستراتيجيين٬ صار سياسًة مقررًة أيام أوباما وبثلاثة معاٍن: أّن الولايات المتحدة ما عادت قادرًة على الاستمرار في التدخل العسكري بالشرق الأوسط٬ وأنه لا بد من إعطاء القوي على الأرض دوًرا وهي إسرائيل وإيران وتركيا٬ هكذا بالترتيب ­ وأّن الإسلام الإيراني ليس تقدمًيا كما يظهر في نظام الحكم هناك٬ لكنه منضبط ولم يمارس عنًفا علنًيا ضد الولايات المتحدة٬ وهذا فضلاً عن عراقة الحضارة الإيرانية٬ مقارنًة بالصحراء التي خرج منها العنف قديًما وحديًثا ­ وأّن المصالحة مع إيران ضرورية لتجنب النووي من جهة٬ وإيقاف التهديد على إسرائيل من جهة أخرى٬ ولاستحداث جبهة عداء بين الإيرانيين الشيعة والعرب السنة٬ بعد أن عاد الثوران السلفي في العراق وفي نواٍح أخرى.

ظلّت مقاربة إدارة بوش لمسألة الصراع سياسية واستراتيجية إذن٬ رغم فكرويات المحافظين الجدد. أّما أوباما فرؤيته للصراعات ثقافوية٬ لأنه في الأصل مثقف وخريج كلية الحقوق بهارفارد٬ والمثقفون الإيرانيون في المنفى أصدقاؤه. ومن دون تطويل: ما كانت الإدارة الخامنئية محتاجًة إلى الإغراء بمواجهة العرب دينًيا واجتماعًيا واستراتيجًيا٬ فقد عادت للعمل على ذلك منذ بداية عهد محمود أحمدي نجاد. وقد جعلتها الغنائم العراقية شديدة الجشع والجنون. وعندما أطلق الأوباميون يدها وضعت الخطط للإبادة والتهجير والقتل وباسم الدين ولا حرج. وما تحرج الإيرانيون والمتأيرنون في الاغتيال٬ وتبرير الغزوات بالكفر والتكفير. وكما رّبت «القاعدة» والزرقاوي و«داعش» جيلين من الشبان على «التوحش»٬ دفعت إيران عشرات الألوف من الميليشيات الشيعية من لبنان وأفغانستان وباكستان والعراق وأفريقيا يقودهم الحرس الثوري وفيلق القدس لشن حروب إبادة٬ وإخضاع بالعراق وسوريا ولبنان واليمن.. وحروب استخبارية وتفجيرية في البحرين والسعودية والكويت.. وحروب تبشيرية بالتشييع في سائر أنحاء العالم العربي٬ ومن ضمنها فلسطين. وأعرض الجميع عن مواجهة إيران وهي تغزو بلدانهم وتهدد استقرارهم الديني والاجتماعي والسياسي. السعودية حاولت لسنواٍت بضربة على الحافر وضربة على المسمار كما يقال ­ تهدئة إيران. لكنك لا تستطيع إلا أن تدافع عن نفسك ما دام الآخر هاجًما عليك يريد قتلك باسم الدين والقومية والصراع على الموارد جميًعا. ولو رحنا نسرد الأساليب والتكتيكات والممارسات الإيرانية٬ وآثارها التخريبية٬ وآِخُرها ما جرى حول الحج٬ والتهجير في سوريا٬ لضاقت بذلك الصفحات.

إّن هناك جبهًة ثالثًة يراد إقامتها في وجه السعودية والغرب والإسلام. وهي تنفتح الآن علًنا وتريد إخراج السلفية من أهل السنة والجماعة. ولأّن أهل السنة مثل الشيعة يعتبرون إسلامهم هو الصحيح والأوحد؛ فإّن في ذلك تكفيًرا للسلفيين مثل تكفير حسن نصر الله لهم.

وكما اهتدى الأميركيون والإيرانيون من قبل إلى استخدام أهل السنة ضد بعضهم البعض٬ بالتصوف وبالتشيع لآل البيت؛ فإّن الروس والبريطانيين والفرنسيين يتبينون فجأًة محاسن الإسلام التقليدي والـ Stream Main ويحاولون استحداث جبهة ثالثة ضد السلفية والسعودية٬ وإن تكن دينيًة هذه المرة!

هناك ثلاث جبهاٍت عاملة ضد المملكة وضد العرب والإسلام: واحدة أميركية – غربية. وواحدة إيرانية. وواحدة تريد وضع التقليد السني العقدي والمذهبي في وجه السلفية الوهابية باعتبارها خارجه. والسعودية واعيٌة للتهديد الأمني والاستراتيجي وتواجهه. ولذا أرى أنه يكون على الجهات الدينية السعودية المبادرة للحديث مع إخوانهم المتمسكين بالتقليد السني بشأن الاختلافات. وبيان هيئة كبار العلماء الأخير مقدمٌة صالحٌة لبدء الحوار أو متابعته. ويا للعرب والإسلام

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

الراعي من بشري: ينبغي التعالي عن المصالح الفئويـة وعار على السياسيين عدم خروجهم من مواقفهم المتصلبة

المركزية- اعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان من العار على الجماعة السياسية ألا تجد مخرجا ومبادرات جديدة للخروج من المواقف المتصلبة. داعيا الى التعالي على المصالح والتحرر من أسر المواقف، لافتا الى ان قضية عدم إنتخاب الرئيس مرتبطة بكثير من المصالح الشخصية والفئوية. بارك البطريرك الراعي المشتل الخاص بلجنة اصدقاء غابة الارز خلال زيارة خاصة الى بشري، رافقه فيها النائب البطريركي العام على جبة بشري المطران مارون العمار والقيم البطريركي الخوري طوني الآغا والمسؤول الاعلامي وليد غياض والخوري خليل عرب. وكان في استقباله النائب ايلي كيروز، النائب السابق جبران طوق، رئيس بلدية بشري فريدي كيروز واعضاء المجلس البلدي، رئيس لجنة اصدقاء غابة الارز الفنان رودي رحمة واعضاء اللجنة، ممثل بلدية زغرتا اهدن شفيق غزالة، سفير السلام الاب طوني غانم، روي عيسى الخوري، سعيد طوق، مخاتير بشري وحشد من مدراء المدارس والرهبان والراهبات وابناء البلدة. ونظم الاستقبال كشافة بشري الذين نثروا الورود ورفعوا الرايات وادوا التحية للبطريرك خلال مباركته المركز والمشتل بالمياه المقدسة.

بداية، النشيد الوطني اللبناني ونشيد بشري ثم كلمة ترحيب بالبطريرك ألقاها نائب رئيس لجنة أصدقاء غابة الأرز بيار وهيب كيروز فكلمة رئيس اللجنة، بعد ذلك، ألقى الراعي كلمة فقال: "أود أن أختصر معاني هذه الزيارة التي تفوق زيارة مادية بسيطة الى هذه المشاتل. إنني أختصر معنى الزيارة بثلاثة أبعاد: بعد لاهوتي وبعد أخلاقي وبعد وطني لأقول للجنة أصدقاء غابة الأرز الدهرية إنهم يقومون بهذا العمل بأبعاده الثلاثة. البعد اللاهوتي وقد جاء على ذكره أبونا شربل وأن الأرز في الأساس نجده في الكتب المقدسة إستعملها الكاتب الملهم لكي يتكلم عن الله غير المنظور، فالله الكلي القدرة والثابت والصامد أخذ صورته من أرز لبنان. والله الحكمة التي خلقت الكون أخذ صورته من أرز لبنان وقال مجد لبنان أعطي لها الحكمة الإلهية التي طبقت على العذارء مريم ثم على مدى التاريخ وبفضل دور الموارنة وتركتهم، طبقت على البطريركية والبطريرك الماروني. هذا البعد اللاهوتي العميق يعني أن الأرز مرتبط إرتباطا وثيقا بمعرفة وجه الله غير المنظور، فأقول للجنة أنها إذ تعتني بحماية غابة الأرز الدهرية داخل السور وبزرع نبتات جديدة على هذا الجبل: أنتم تقومون بعمل وتواصلون كشف وجه الله غير المنظور لكل من يأتي على هذا الجبل.

والبعد الثاني هو البعد الأخلاقي. الأرز هو رمز كما سمعنا أيضا بشعر رودي، سمعنا أنه أرز الصلابة والثبات بوجه الرياح والعواصف والثلوج. أخلاقيا نحن كلبنانيين مدعوون للثبات في قيمنا، في مواطنتنا في حبنا لهذه الأرض من جهة، ومن جهة ثانية الأرز يعني الرفعة، الإرتفاع الى فوق يعيش على الأعالي على رؤوس الجبال لكي يعلمنا أن الأخلاقية هي التي تدعونا الى الترفع، الإنطلاق الى فوق، الى تجاوز مستنقعات الضعف، مستنقعات المصالح الشخصية الرخيصة، مستنقعات الفلتان الأخلاقي.

هذا الأرز كل مرة نزوره، نزور مدرسة في الأخلاقية لكي نرتفع دوما الى قمم الروح وقمم الأخلاق على كل مستوى، المستوى الديني والمستوى الإنساني والمستوى السياسي والمستوى الإقتصادي، هذا الأرز لا يريد منا نحن اللبنانيين أن نكون جماعة المستنقعات".

وتابع الراعي: "والبعد الثالث هو البعد الوطني أصبحت الأرزة رمز لبنان. حماية الأرز حماية لبنان. وكما نعتني بهذا الأرز ينبغي ان نعتني بهذا اللبنان. لا أحد إلا وتكلم من المتكلمين عن وجوب انتخاب رئيس للجمهورية وعن وجوب قيام مؤسسات دستورية، نعم هذا واجبنا جميعا نطالب به كل يوم. ولا يكفي أن نطالب كلاميا وأنا أقول وأردد أنه ينبغي أولا على السياسيين أن يأتوا بمبادرات جديدة. لا يكفي أن نطالب بانتخاب رئيس لكن ينبغي أن نجد مبادرات جديدة أقول، عندما نفتح بابا ويغلق يجب أن نبحث عن باب آخر. إسمحوا لي أن أقول هذا: من الخزي والعار للشعب اللبناني ولرجال السياسة أن يمر سنتان وثلاثة أشهر بالإضافة الى سنتين قبل نهاية ولاية رئيس الجمهورية أي سنتين وخمسة أشهر نحن في السنة الثالثة في الشهر الخامس منها، خزي وعار على الجماعة السياسية ألا تجد مخرجا ومبادرات جديدة تخرجهم من مواقفهم المتصلبة. وأنا أربط هذا البعد الوطني بالبعد الأخلاقي. قلنا إن الأرز يدعونا الى التعالي. سياسيا ينبغي أن نتعالى على مصالحنا أن نتحرر من أسر مواقفنا، أن نتحرر من أسر مصالحنا. كل قضية عدم انتخاب رئيس مرتبطة بكثير من المصالح الشخصية والفئوية، وهذا لا يمكن أن يستمر. عندما ننظر الى الأرز نحن ننظر إذا الى واجب وطني".

وسأل: "هل يوجد أرزة ليس لها رأس؟ إذا نظرنا هنا في المشتل، هل يوجد أرزة بدون رأس؟". وقال: "الأرزة دون رأس تموت وإذا ذهب رأسها تخلق رأسا ثانيا لتنمو. لا تنمو الأرزة دون رأس ولا شجرة تنمو دون رأس فكيف ينمو لبنان دون رأس؟ كيف تسير مؤسساته دون رأس؟ الموضوع أكثر بكثير من صلاحيات رئيس. يتحدثون عن صلاحيات الرئيس... رأينا أنه دون رأس لا يسير أي شيء. هل أغلق أحد منكم أو منا باب المجلس النيابي؟ هل قطع أحد الطريق على النواب؟ ليس بالمستطاع أن نجده لأنه لا يوجد رئيس. هل عطل أحد منا أو منكم عمل الحكومة؟ لكن الحكومة وصلت الى درجة وتعطلت. هل منع أحد القرارات الإجرائية للحكومة والتعيينات وسواها؟ لا يستطيعون إذا... بقطع النظر مهما كانت صلاحيات الرئيس، فالرئيس هو الرأس الذي يعطي الحياة لكامل الجسد. رئيس الجمهورية رأس للجسم اللبناني مثل هذه الأرزة".

وتابع: "ربطا بهذه الأمور أريد ان أقول مجددا للجنة التي نزورها أن عملكم هو عمل كبير الى جانب هذا العمل الذي تقومون به وتهتمون بتشجير الأرز من جديد. هذا المشتل الذي ترعونه وتعتنون به شتلة شتلة أنتم تقومون بهذا العمل المثلث العظيم نقول لكم شكرا. مثلما هذا المشتل يهيئ أرزات تجمل هذا الجبل بهذه الأبعاد الثلاث أقول لكم أيضا لبنان بحاجة لتهيئة مواطنين مثل هذا المشتل. العائلة هي مشتل لتهيئة المواطنين. الكنيسة والرعية مشتل لتهيئة المواطنين. المدرسة والجامعة هي مشتل لتهيئة مواطنين مخلصين للبنان. والأحزاب السياسية هي مشتل لتهيئة أشخاص يتفانون لخدمة الخير العام. هذه أبعاد هذه الزيارة. لم نهيئ لهذا الكلام ولكن بمحبة بشري ومحبتكم وتنظيمكم هذا الإحتفال والكلمات التي سمعناها، أعطيتمونا المجال لنقول هذه الكلمات الثلاث".

وقال: "تحية كبيرة لبشري سبق وحياها آخرون لأن بشري عاشت بتاريخها الأبعاد الثلاثة هذه أعطتنا أناسا كبارا زينوا لبنان وزينوا الكنيسة وزينوا السماء. بشري نحييها، بشري مدينة المقدمين طبعا، بشري بداية الوادي المقدس الذي أعطى كل عبير القديسين من هذا الوادي. بشري جبران خليل جبران، بشري البطريرك أنطون عريضة الذي أنجز الإستقلال والذي تمم الميثاق الوطني، بشري التي أعطت حليبها لشربل مخلوف والدته من بشري ووالده من بقاع كفرا. هذه بشري وهذا المشتل يذكرها أنها ستكمل مشاتل إنسانية ومشاتل بشر محبين للبنان مخصلين معطائين على أمثال الذين مضوا وأمثال الذين اليوم لا زالوا يحافظون ويكدون لتستمر هذه المدينة مجملة بشعبها وإيمانها ومواطنيتها وتاريخها العظيم. والبطريركية المارونية من بشري ومع بشري لأنها تنتمي لهذا الوادي المقدس أيا كان البطريرك ومن أي بلد كان، هو من هنا من هذا الوادي المقدس".

وتطرق الراعي الى الموضوح الذي طرحه رئيس البلدية حول تصريف انتاج التفاح، فأكد انه مهتم بالموضوع، وقال: "يوم أول من أمس كنا مع رئيس هيئة الإغاثة الذي أرسله رئيس الحكومة لهذا الموضوع وفي الأسبوع المقبل يوم الثلثاء لدينا لقاء مع وزير الزراعة والمدير العام لموضوع تصريف وتصدير التفاح الى الخارج وإمكانية المساعدة ولو عبر نقله الى مصر على حساب الدولة وهيئة الإغاثة. وإذا كان هناك من مجال بدل أن تأتي المواد الغذائية كلها من الخارج أن يأخذوا التفاح لأجل إطعام النازحين الى لبنان. هذه المواضيع تتابع، ونأمل ان تعرفوا بأننا قدمنا أرضا في الديمان من أجل إنشاء مركز زراعي لأنهم يقولون لنا أن في لبنان ينقص أن يتابع المتابعون المقاييس العالمية التي يتم فيها التسويق فنأمل أنه عندما ينشأ هذا المركز أن يتعاون المزارعون لنستطيع التسويق كما يجب. أحببت ان أقول لك فريدي بأننا حاملون هذا الموضوع معكم بكل تأكيد".

بعد ذلك، قدم النائب كيروز ورئيس وأعضاء اللجنة هدية تذكارية للبطريرك الراعي، عبارة عن خريطة لبنان مصنوعة من خشب الأرز، وهدية للمطران العمار. وأزيحت الستارة عن اللوحة التذكارية للزيارة، ثم شارك الراعي في قطع قالب الحلوى للمناسبة.

 

"لقاء الجمهورية" اشاد بانجازات الجيش وحــذر مــن تســلح النازحيـن

المركزية- اشاد "لقاء الجمهورية" خلال اجتماعه الدوري برئاسة الرئيس ميشال سليمان بالعملية العسكرية التي نفذها الجيش اللبناني وأسفرت عن توقيف أمير "داعش" في عين الحلوة، ما جنب البلاد خضات أمنية عدة، يستفيد منها الارهاب في ظل التآكل الذي يضرب المؤسسات بسبب تعطيل انتخاب الرئيس وجلسات مجلس الوزراء ومجلس النواب، ثم تعطيل الحوار بين اللبنانيين سعياً إلى تغيير آلية وصول رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والوزراء والاكتفاء بتعيينهم في البيوتات الحزبية، والتأسيس لأعراف جديدة أبعد ما تكون عن الدستور اللبناني والميثاق الوطني، ما يؤدي عملياً إلى انهيار النظام اللبناني وسقوطه على رؤوس جميع اللبنانيين، وهذا ما يجب رفضه ومواجهته جملةً وتفصيلا. وحذر اللقاء من خطر انتقال التوترات من حي إلى أخر أو من منطقة إلى أخرى بين النازحين السوريين واللبنانيين على اختلاف طوائفهم، منبهاً من خطورة امتلاك النازحين أسلحة ظهرت إلى العلن وداعياً القوى الأمنية إلى تكثيف جهودها لمنع هذه الظاهرة الخطيرة من التفشي، وهذا ما يضر بسمعة النازحين كافة، لأن غالبيتهم مسالِمة، لكنها في الوقت نفسه مطالَبة بالتعاون مع القوى الأمنية لمنع تكرار هذه المشاهد المقززة. ونوه "لقاء الجمهورية" بكلمة رئيس الحكومة تمام سلام في نيويورك، التي عبّرت عن حقيقة الوجع اللبناني جراء الشغور والتعطيل وكثافة النزوح، مطالباً المجموعة الدولية لدعم لبنان بتكثيف الجهود للوقوف إلى جانب الوطن المنكوب بشكلٍ "فوق عادي" في لحظات جيوسياسية غير عادية. من جهة أخرى، أسف "اللقاء" للحال المعيشية المتردية التي طالت مؤخراً مزارعي التفاح، مطالباً الوزراء والنواب وجميع الأحزاب بضرورة سماع أنين المزارعين والعمل على مساعدتهم.

 

باسيل من نيويورك: النزوح أخطر ظاهرة تصيب المنطقة والعالم

المركزية- شدد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، على "أهمية عدم إغفال قضية النازحين السوريين"، مقترحا "أن تكون جزءا من الحل السياسي والسلمي في سوريا". وقال باسيل في مداخلة له في ختام جولته الى نيويورك، في اجتماع مجموعة الدعم الدولية لسوريا الذي دعا اليه وزيرا خارجيتي الولايات المتحدة الاميركية جون كيري وروسيا سيرغي لافروف: "إن لبنان يؤيد كل الإجراءات التي تؤدي الى تخفيف التوتر أو الحد منه أو وقف الاعتداءات أو وقف إطلاق النار، لأن أوضاعا كهذه تساهم في عودة النازحين الى بلادهم. إلا أنه يتضح أن وقف إطلاق النار من دون حل سياسي لم يصمد حتى الآن، وبالتالي فإن الإتفاق السياسي يمكنه أن يؤسس لوقف إطلاق النار ولأوضاع مستقرة، على أن تكون مقدمة الحل السياسي بعودة النازحين". وأعلن "ان هذا ما أثبتته تجارب سابقة في أزمات مشابهة مثل البلقان"، داعيا "جميع المشاركين الى الخروج من الحلقة المفرغة القائمة على الشروط المسبقة، والامور التقنية واللوجستية، واعتماد مقاربة سياسية عادلة ومنطقية يكون قوامها الشعب السوري ومساهمته في صنع مستقبله وعودته الى أرضه وبقائه فيها لكي يساعد في إعادة إعمارها". واعتبر أنه "من دون عودة النازحين لا جدية في محاربة الارهاب، ولا حل في سوريا، ولا وحدة في سوريا، ولا مستقبل لسوريا يرسمه أهلها"، مشيرا الى أن "لبنان ينطلق بموقفه هذا، ليس فقط بسبب تضرره من أزمة النازحين، بل لأن النزوح هو أخطر ظاهرة تصيب المنطقة والعالم، ولأن العودة هي حق مقدس تنص عليه الشرائع الدولية، ولأنها يمكن ان تمثل نموذجا ناجحا لحلول جزئية في سوريا إذا ما اعتمدت في المناطق المستقرة وما أكثرها في الداخل السوري". وأوضح باسيل انه "علينا كمجموعة دعم دولية إعتماد هذه المقاربة الانسانية الجديدة، إذا لم يكن بإمكان هذه المجموعة فرض الشروط على الذين يعرقلون وقف إطلاق النار وإعادة العملية الى المسار السياسي الذي يحدده الشعب السوري".

 

حوري: الانتخابات النيابية وفق قانون "الدوحة" اذا لم نقرّ البديل والبلد على مفترق خطيـر ولا بد من تفعيل التشـريع والحكومة"

المركزية- على مسافة شهر يبدأ العقد العادي لمجلس النواب ليُعيد معه النغمة القديمة و"بابل" المواقف حول شرعية التشريع في ظل الفراغ الرئاسي، خصوصاً مع اصرار رئيس المجلس نبيه بري وكما في كل عقد على التشريع لانه يرفض انضمام المجلس الى قافلة المؤسسات المعطلة والمشلولة بسبب الكباش السياسي. وفي السياق، اعلن عضو كتلة "المستقبل" النائب عمّار حوري عبر "المركزية "ان "البلد على مفترق خطير، لذلك نحن بحاجة الى اقرار اقتراحات ومشاريع قوانين، فاستمرار الوضع على ما هو عليه انتحار"، مشدداً على ضرورة "تفعيل عمل السلطتين التشريعية والتنفيذية". واكد اننا "مع تشريع كل ما هو ضروري ويصبّ في مصلحة البلد والناس". اما في شأن قانون الانتخاب الذي تطالب بإقراره كل القوى السياسية، اشار حوري الى ان "ولادته رهن بمناقشات اللجان النيابية المشتركة، فاذا انجزته فان الهيئة العامة للمجلس ستقره، لكن للاسف حتى الان لم يُنجز شيء في اللجان". وقال "اذا لم نتوصّل الى اقرار قانون جديد للانتخاب فان الانتخابات النيابية المقبلة ستجري وفق القانون النافذ اي قانون الدوحة الذي اعتبر كثيرون انه "اعاد الحق لاصحابه". من جهة ثانية، اوضح حوري ان "الشارع يتّسع للجميع، و"التيار الوطني الحرّ" الذي يعتزم كما تشير المعلومات والمواقف النزول الى الشارع له الحق الديموقراطي للتعبير عن توّجهاته". وجزم باننا "متمسّكون بالحوار الوطني والثنائي وبالحكومة والا ما البديل؟ ونحن نرحّب بالمبادرات والاقترحات التي من شأنها تفعيل عمل المؤسسات"، مذكّراً بان "الفريق الاخر لا يُقدّم شيئاً في هذا المجال على عكس "المستقبل" الذي قدّم الكثير من اجل عودة الحياة الى المؤسسات".

 

الانهيار الامني في سوريا قد يدفع الجهود الدولية لانجاز الاستحقاق الرئاسي و"تسوية" على السـاخن او البارد تنتج رئيسـا حياديا وسـلة حل شـامــل

المركزية- مع فشل المجموعة الدولية لدعم سوريا في إعادة إرساء الهدنة وأعلان النظام السوري شن عملية واسعة في حلب وسط غارات عنيفة، تبددت كل الآمال التي عُلقت على امكان ان تشق الهدنة طريق التسوية السياسية قبل دخول الانتخابات الرئاسية الاميركية مدار الاستحقاق عملياً في تشرين الثاني المقبل. واذا كانت مقولة ارتباط لبنان عضويا بمصير سوريا وتعليق الحلول لحزمة ازماته المتراكمة منذ اكثر من عامين ونيف الى حين ارساء التسوية، صحيحة، فإن الربط يعني ان افق التسويات المحلية مقفل حتى اشعار آخر.

لكن عودة لغة الحديد والنار الى الميدان السوري وبروز ملامح مخططات لتسخين الارض اللبنانية وفق ما تبين من اعترافات "امير داعش" في عين الحلوة عماد ياسين الذي وقع في شباك مخابرات الجيش امس، معطوفة عليها ذروة التأزم الاقليمي بين المملكة العربية السعودية وايران التي أبرزها في شكل صارخ مقال الرئيس سعد الحريري في صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية امس، قد تحملان الرعاة الدوليين للبنان والساهرين على استقراره السياسي والامني على "الاستنفار" من اجل اخراج الاستحقاق الرئاسي من قمقم الفراغ واعادة الحياة الى المؤسسات الدستورية بما يكفل النأي بلبنان عن حمم البركان السوري المشتعل ومخططات الارهاب التي تنسج له. وتعرب اوساط سياسية مطلعة عن اعتقادها ان الدعم الدولي للبنان لمساعدته على مواجهة التحديات الامنية عن طريق المساعدات العسكرية للجيش خصوصا من الجانب الاميركي يقترن بحركة سياسية دولية ناشطة تعمل على خطها فرنسا والفاتيكان وروسيا دفعا لتسوية لبنانية تفضي الى انتخاب رئيس جمهورية يحصّن الدولة ومعها واقع المسيحيين الذي بلغ حدا لم يعد جائزا السكوت عنه، على ان تتولى جهات معينة اقناع بعض الاطراف اللبنانية التي تعرقل المسار الرئاسي بالتخلي عن شروطها مقابل مكاسب سياسية، بما يتيح المجال امام وصول رئيس حيادي تُجمع مختلف عواصم القرار ان لا مجال لغيره في هذه المرحلة وان طريق الرئيس الطرف لأي فئة انتمى، 8 او 14 اذار، مقطوعة، فلا رؤساء تحدٍ للبنان في هذا الزمن. وتقول المصادر ان التسوية الجاري العمل لانضاجها في عواصم غربية توجب تصويباً دستوريا من اجل سد ثغرات وتصحيح "اخطاء" اظهرت الممارسة السياسية خلال السنوات الاخيرة ان لبنان في أمسّ الحاجة اليها، وهي قد تشكل أحد المخارج الممكن الركون اليها لاقناع "قوى العرقلة" بالسير في التسوية، التي من شأنها ان تفرز حالات سياسية جديدة تقلب التحالفات الحالية وتخلط الاصطفافات القائمة رأسا على عقب، ربطا بالجديد الداخلي ومسار خريطة الطريق السورية.

لكن السؤال، وفق المصادر يتمحور حول نقطة جوهرية ما زالت قيد البحث في اروقة دول القرار تتركز عما اذا كانت التسوية ستولد "على البارد" وهو ما يتم الدفع في اتجاهه، ام تذهب الامور ورغما عن ارادة الجميع الى ولادة قيصرية على الساخن، اي نتيجة حدث امني او ربما سياسي كبير يفرض على جميع القوى السياسية اللبنانية اللحاق بركب التسوية كما حصل في العام 2008، في اعقاب حوادث 7 ايار التي "ارغمت" الجميع على التوجه الى الدوحة لتكريس الاتفاق الذي انجز في بيروت متضمنا سلة الحل الشامل وتم تثبيته في قطر.

وعلى أمل ان تخرج التسوية بأقل قدر من الخسائر، تختم المصادر تبقى العين على حركة ومواقف حزب الله المفترضة عودته من سوريا في وقت غير بعيد على الارجح، على اثر مستجدات قد تصدّع التحالفات الاقليمية والدولية وتفرز خلطة "سحرية" تسهم في انتاج الحل السوري.

 

الرئيس أمين الجميل تسلم من سكاف دعوة لحضور الذكرى السنوية الاولى لزوجها

الجمعة 23 أيلول 2016 /وطنية - استقبل الرئيس أمين الجميل في مقره في "بيت المستقبل" في بكفيا اليوم، رئيسة "الكتلة الشعبية" مريام سكاف، يرافقها عضو مجلس بلدية زحلة غسان المر، وشارك في اللقاء الوزير آلان حكيم. وتطرق اللقاء، بحسب بيان للمكتب الاعلامي للجميل، "للأوضاع العامة والمستجدات السياسية في لبنان والمنطقة". وقدمت سكاف الى الجميل دعوة للمشاركة في القداس الذي سيقام في الذكرى السنوية للراحل ايلي سكاف في 9 تشرين الأول المقبل.

 

سفيرة تشيلي والامين العام للخصخصة في الديمان

المركزية- التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في المقر الصيفي في الديمان، عائلة قرية بدر حسون البيئية التي قدمت له مجموعة من منتجات القرية. وعرض الدكتور بدر حسون للراعي مسيرة التطور التي وصلت اليه منتجات القرية وحيازتها الجودة العالمية اضافة الى تصنيفها القرية البيئية الديبلوماسية الاولى في لبنان والشرق الاوسط والتي باتت اهم معلم سياحي بيئي متخصص في العالم. وأثنى الراعي على عمل القرية والنجاح الذي حققته، معتبرا اياها "بصيص نور في الظلمة التي يعيشها البلد حاليا على الصعد كافة"، متمنيا للدكتور حسون وافراد عائلته "دوام النجاح والازدهار لإبراز صورة لبنان الحضارية في العالم". ووعد بزيارة القرية والاطلاع على منتجاتها "في القريب العاجل" وقبل انتقاله الى الصرح البطريركي في بكركي. واستقبل الراعي امين عام المجلس الاعلى للخصخصة زياد الحايك وعرض معه الوضع الاقتصادي والمعيشي واهمية التعاضد بين مكونات المجتمع اللبناني كافة سواء كان في تجمع "معا للوطن" او في عدد من المجموعات المدنية الفاعلة. كما التقى الراعي نائب رئيس الرابطة المارونية في استراليا انطوان الدويهي ورجل الاعمال جوزيف رميا. ووضع الدويهي الراعي في صورة عمل الرابطة في استراليا والخطة الموضوعة لتعزيز حضورها في كل الولايات الاسترالية من خلال فروع تنشأ لهذه الغاية وتحضيرات الرابطة لعقد مؤتمر ماروني في لبنان برعاية وحضور البطريرك الماروني هدفه تفعيل علاقة الموارنة المنتشرين خصوصا الموجودين في بلدان الانتشار مع لبنان، وهذه التحضيرات تجري بتوجيه ومتابعة راعي ابرشية استراليا المارونية المطران انطوان طربيه. وظهرا استقبل سفيرة التشيلي في لبنان مرتا شلهوب وعرض معها اوضاع الجالية اللبنانية في التشيلي واستبقاها الى مائدة الغداء.

 

أبي رميا التقى رئيس مجلس نواب كندا: لتعزيز قدرات الجيش لمواجهة الإرهاب

الجمعة 23 أيلول 2016 /وطنية - زار عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب سيمون أبي رميا اليوم خلال جولته على الجالية اللبنانية في كندا، القائم بأعمال السفارة اللبنانية في كندا سامي حداد بحضور مطران أبرشية كندا المارونية بول تابت، منسق الانتشار في "التيار الوطني الحر" سعد حنوش، منسق التيار في كندا روبير محفوظ ومنسق التيار في اوتاوا فادي نمر بالإضافة إلى فعاليات من الجالية اللبنانية. خلال اللقاء ألقى حداد كلمة رحب فيها بالحضور وبالنائب أبي رميا قائلا: "أحيي جهود وطموح النائب ابي رميا الذي تخلى عن غربته في سبيل لبنان، والوطن هو حياتنا وقضيتنا وسندافع عنه بكرامة وأمل ونجاح دون استسلام ولا يأس".بدوره، شكر أبي رميا الجالية اللبنانية على الاستقبال معتبرا "كل لقاء معهم مدعاة فخر"، قائلا: "وفق الأرقام الموجودة، حوالى 400 ألف لبناني موجودين في كندا، أي أن الجالية اللبنانية هنا هي من أكبر الجاليات، لذا من الضروري العمل على إعادة اللبنانيين إلى جذورهم ووطنهم الأم وهذا ما نحاول تنفيذه من خلال التصويت على قانون استعادة الجنسية اللبنانية وإيعاز السفرات والقنصليات للقيام بهذا الدور".وعبر عن "أسفه الشديد لعدم قدرة لبنان استيعاب كل القدرات والطاقات اللبنانية"، قائلا: "لبنان وطن الرسالة المتنوع والمتعدد طائفيا ويشكل فرادة في الشرق الأوسط، فعدم احترام شركائنا في الوطن يهدد هذه الميزة الوطنية".

تابت

من جهته، عرض المطران بول تابت وضع الجالية اللبنانية في كندا متمنيا على "الأحزاب اللبنانية كافة بايجاد وجهات متقاربة حول السياسات الخارجية والعمل على توحيد اللبنانيين في الخارج للحفاظ على موقعهم السياسي وحقهم"، قائلا: "الشباب اللبناني المقيم في الخارج يتأثر كثيرا بخلفياته الحزبية والأوضاع الراهنة في لبنان ما يضعف من القدرة على توحيد قدرة الجالية للحصول على حقها".

ابي رميا

وبعد الزيارة، التقى الوفد على مأدبة غداء بدعوة من تابت بحضور رئيس مجلس النواب الكندي جيف ريغان والنواب الكنديين من اصل لبناني: فيصل خوري، زياد أبو لطيف وإيفا ناصيف، حيث أثنى النائب ابي رميا على "تعلق الجالية اللبنانية في كندا بوطنهم الأم لبنان"، قائلاً: "ننوه بجهود النواب الكنديين من أصل لبناني الذين أسسوا لجنة الصداقة البرلمانية بين لبنان وكندا، من هنا لبنان لم تعد مساحته فقط 10452 كلم بل أصبح امبراطورية لبنانية لا تغيب عنها الشمس". واعتبر أبي رميا أن "التفاهم الهادئ والهادف والاستراتيجي بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية يهدف لبناء مستقبل جديد للبنان تحترم فيه التعددية السياسية"، متمنيا "ألا يبقى هذا التفاهم ثنائيا".  وقال: "لبنان اليوم معطل بمؤسساته كافة ورغم ذلك لن نسمح بملء الشغور الرئاسي إلا برئيس قوي ذي حيثية شعبية لا رئيس دمية ضعيف لا طعم ولا لون له. لذا، نطلب من شركائنا في الوطن احترام قراراتنا وإرادتنا". وتوجه أبي رميا إلى رئيس مجلس النواب الكندي طالبا منه "تقديم المساعدات للجيش اللبناني الذي يفتقر للمعدات الحربية الاساسية لمواجهة الإرهاب المحيط في لبنان والمنطقة والعالم كون الإرهاب لا حدود له". وختم شاكرا "المجلس النيابي الكندي رئيسا وأعضاء على الجهود التي يبذلونها للحفاظ على اللبنانيين وحمايتهم".