المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 06 شباط/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins17/arabic.february06.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

من أرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيْبَهُ ويَتْبَعْنِي، لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا

إِنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الخَوْف، بَلْ رُوحَ القُوَّةِ والمَحَبَّةِ والٱعْتِدَال.

 

عناوين الأخبار اللبنانية

عن احتلال مدينة تدمر/أبو أرز

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 5/2/2017

السبهان وصل إلى بيروت في زيارة رسمية

 بري خضع لعملية استئصال المرارة ووضعه جيد

الحريري عاد بري في مركز كليمنصو مطمئنا إلى صحته

رسالة من الدكتور رضوان السيد إلى المرشد السيد علي خامنئ

فحص لـ«جنوبية»: حزب الله جزء من أدوات إيران في المواجهة

التصعيد الأميركي الإيراني: اليونيفيل عادت «رهينة» حزب الله/علي الأمين/جنوبية

السعودية تريد ضمانات قبل تفعيل الهبة إلى لبنان

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بعد اتّصال جريصاتي بالأسد.. أوساط سياسية تحذّر!

"بِزيادة على المسيحيّين"/أمجد إسكندر/المسيرة

انقلابات مفاجئة في التحالفات السياسية؟

هل سينجح الرئيس عون هذه المرة؟

الحريري وعون يتفقان.. ردّا على التأويلات

جعجع بعد لقائه عوده: اتفقنا معه لجهة وجوب ان يكون لدينا قانون انتخابي جديد

تهديد عون يثير الانتقادات!

"الراي": حزب الله هو المايسترو وهذا ما يستطيع فعله

تقشّف ودعوة للتبرعات: هل أفلست الحرب السورية حزب الله ؟

التقدمي الاشتراكي: تحالف التيار مع القوات يستهدف قيادات مسيحية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

رفض طلب وزارة العدل الأميركية بإعادة العمل بقرار ترمب

ترمب يتهم القضاء بتعريض أمن أميركا للخطر

نائب الرئيس الأميركي يحذر إيران من اختبار حزم ترمب

إيران تهدد القوات الأميركية بهجمات صاروخية

في عهد ترمب.. ماهي سيناريوهات ضرب "إيران" عسكرياً؟

أميركا ترد على خروقات الحوثيين بـ"المدمرة كول"

ترمب يدافع عن بوتين ويرفض وصفه بـ "القاتل

البيت الأبيض: ترمب سيلتقي قادة الناتو في مايو

منفذ هجوم اللوفر يلتزم الصمت مع المحققين

لافروف يدعم جولة محادثات سوريا بإشراف الأمم المتحدة

المعارضة السورية تجتمع في الرياض لبحث مفاوضات جنيف

أستانا.. اجتماع روسي إيراني تركي للتحقق من وقف النار

إحالة ذابح القبطي بالإسكندرية للمفتي تمهيدا لإعدامه

العربي الجديد: ترامب وإيران... تصعيد أبعد من الاتفاق النووي وأقرب للإقليم

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الانتخابات تفرز رابحين وخاسرين.. لا «القانون»/وسام سعادة/المستقبل

هكذا يستثمر عون إشتباك ترامب - "حزب الله"/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

المواجهاتُ المسيحية الثلاث... ترسُم الأحجام داخل النظام/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

دعوة عون لعدم السحق: هل تُلزِم أهلَ الدار... قبل الجار/نبيل هيثم/جريدة الجمهورية

غيبوبةٌ لبنانية ومَخاضٌ عالمي/سجعان القزي/جريدة الجمهورية

أزمة الشغور الرئاسي أتت بعون رئيساً فأي قانون تأتي به تداعيات الفراغ التشريعي/اميل خوري/النهار

قبل الانفلات الكبير/نبيل بومنصف/النهار

التهديد بالفراغ يقود إلى الستين حكماً والقانون الجديد بات مسألة وقت/سابين عويس/النهار

هل يتحوّل لبنان إلى ساحة "منازلة" أميركية – إيرانية/وسام أبوحرفوش/الراي الكويتية

أم المعارك بين الحريري وريفي/دموع الأسمر/الديار

التصعيد مع إيران يُحيد الأنظار عن قرار الهجرة/روزانا بومنصف/النهار

قرارات ترمب وعاصفة الحزم ستنهي حلم الملالي/جيري ماهر/العربية نت

هل تستطيع دولة الملالي المقاومة/محمد آل الشيخ/الجزيرة

بين مسجد كيبيك ولوفر باريس/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

هل عادت لنا أميركا/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

عن سجال غير مألوف دولياً بين روسيا وإيران/محمد مشموشي/الحياة

من لعنة حماة.. إلى لعنة سوريا/خيرالله خيرالله /العرب

رامب والـ'سي إن إن' وإيران/إبراهيم الزبيدي /العرب

إيران واللعب بالنار/سالم الكتبي /العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مستشار ترامب لشؤون السياسة الخارجية في الحملة الانتخابية وليد فارس لـ «القدس العربي»: تدخلات طهران في المنطقة مرفوضة وأفق المواجهة مفتوح

خالد الضاهر: ندعم كل التحركات لإنصاف عكار وإعطائها حقوقها

ارسلان: اي قانون انتخاب لا يلحظ النسبية ناقص ومجحف

وئام وهاب: عصر ال 51 % من الخوة على المواطنين انتهى وثورتنا على الظلم وليست لظلم الآخرين

جنبلاط في مؤتمر الاشتراكي: للوصول الى صيغة قانون الستين معدلا وإلا الذهاب الى تطبيق الطائف

الحاج حسن: منفتحون على النسبية لأنها الأصلح ولكننا نشارك في النقاشات مع جميع القوى لنصل الى قانون انتخابات

تشييع رغيد الصلح في حضور ممثل عون ووزراء ونواب وفاعليات

ابراهيم كنعان: الأرثوذكسي طرحنا او النسبية ولن نؤخذ بمناورة التمديد او الستين

المطران خيرالله اطلق سنة الشهادة والشهداء في بكركي نيابة عن الراعي علوان: المسؤولون مؤتمنون على سن قوانين وتشريعات تخدم الشعب من دون تمييز

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

من أرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيْبَهُ ويَتْبَعْنِي، لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا

إنجيل القدّيس متّىمن24حتى28/:"قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلامِيْذِهِ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيْبَهُ ويَتْبَعْنِي، لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا. فَمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَوْ رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ ؟ أَو مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟ فَإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي في مَجْدِ أَبِيْه، مَعَ مَلائِكَتِهِ، وحينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنَا لَنْ يَذُوقُوا المَوت، حَتَّى يَرَوا ٱبْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا في مَلَكُوتِهِ»."

 

إِنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الخَوْف، بَلْ رُوحَ القُوَّةِ والمَحَبَّةِ والٱعْتِدَال.

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى طيموتاوس01/من01حتى11/:"يا إخوَتِي، مِنْ بُولُسَ رَسُولِ المَسِيحِ يَسُوع، بِمَشِيئَةِ الله، وَفْقًا لِوَعْدِ الحَيَاةِ الَّتي في المَسِيحِ يَسُوع، إِلى طِيمُوتَاوُسَ ٱبْنِي الحَبِيب: أَلنِّعْمَةُ والرَّحْمَةُ والسَّلامُ مِنَ اللهِ الآبِ والمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا! أَشْكُرُ اللهَ الَّذي أَعْبُدُهُ كمَا عَبَدَهُ أَجْدَادِي، وأَنَا أَذْكُرُكَ بِغَيْرِ ٱنْقِطَاعٍ في صَلَواتِي لَيْلَ نَهَار. وأَتذَكَّرُ دُمُوعَكَ، فأَتَشَوَّقُ أَنْ أَراكَ لأَمْتَلِئَ فَرَحًا، كمَا أَتَذَكَّرُ إِيْمَانَكَ الَّذي لا رِيَاءَ فِيه، والَّذي رَسَخَ أَوَّلاً في جَدَّتِكَ لُوئِيس، وفي أُمِّكَ أُونِيقَة، وإِنِّي وَاثِقٌ أَنَّهُ راسِخٌ فِيكَ أَنْتَ أَيْضًا. لِذلِكَ أُذَكِّرُكَ أَنْ تُذَكِّيَ مَوهِبَةَ اللهِ التي فِيكَ بِوَضْعِ يَدَيَّ. فَإِنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الخَوْف، بَلْ رُوحَ القُوَّةِ والمَحَبَّةِ والٱعْتِدَال.

فلا تَسْتَحْيِ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا، ولا بِي أَنَا أَسِيرَهُ، بَلْ شَارِكْنِي في ٱحْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ مِنْ أَجْلِ الإِنْجِيل، مُتَقَوِّيًا بِالله، الَّذي خَلَّصَنَا ودَعَانَا دَعْوَةً مُقَدَّسَة، لا وَفْقًا لأَعْمَالِنَا بَلْ وَفْقًا لِقَصْدِهِِ هُوَ ونِعْمَتِهِ، الَّتي وُهِبَتْ لَنَا في المَسِيحِ يَسُوع، قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الدَّهْرِيَّة. لكِنَّهَا أُعْلِنَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا الْمَسِيحِ يَسُوع، الَّذي أَبْطَلَ الْمَوْت، فأَنَارَ الحَيَاةَ وعَدَمَ الفَسَادِ بَوَاسِطَةِ الإِنْجِيل، الَّذي جُعِلْتُ أَنَا لَهُ مُبَشِّرًا ورَسُولاً ومُعَلِّمًا."

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

عن احتلال مدينة تدمر

أبو أرز/05 شباط/17

عن احتلال مدينة تدمر مرة ثانية من قبل داعش، صرّح العقيد مخائيل خوداريونوك، المحلل العسكري في صحيفة "غازيتا. رو" ما حرفيته:

ألقى عناصر قوّات الأسد اسلحتهم وتركوا آلياتهم العسكرية ولاذوا بالفرار، وأول الهاربين المذعورين كان نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوّات السورية، وتبعه في حالة من الهلع رئيس هيئة العمليات وقائد قوّات الصواريخ والمدفعية، ورئيس أركان الفيلق الثالث، وقائد الفرقة ١٨ دبابات، ولحق بهم صغار الضباط والجنود، فيما كانت السلطات الرسمية في دمشق تتحدث في الإعلام عن بطولات الجيش السوري الخارقة في الدفاع عن تدمر مضحياً بالغالي والنفيس.

ونحن شهود على بطولات هذا الجيش غير الخارقة من خلال تعاملنا معه في لبنان، ولكن الخارق حقاً هو حظ النظام في حلفائه، وحظ الثورة العاثر في حلفائها.

لبَّيك لبنان

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 5/2/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أفسحت عطلة الأسبوع أمام المواطنين بساعات من التزلج على الثلج، الأمر الذي سبب ازدحام سير في كفرذبيان وفاريا والأرز، وفي ظل ذلك اهتمامات سياسية بالوصول إلى قانون للانتخابات النيابية خلال اثني عشر يوما، أي قبل انتهاء مهلة دعوة الهيئات الناخبة. وفيما يشدد عدد من القيادات على النسبية وعدد آخر على المختلط، طرح النائب وليد جنبلاط أمرا مقبولا بأن يتم تعديل قانون الستين أو تطبيق ما نص عليه إتفاق الطائف.

ووسط ذلك، وصل الوزير السعودي تامر السبهان إلى بيروت، لاجراء محادثات حول تطورات الأوضاع الإقليمية، وضرورة استمرار الإستقرار الأمني، وهنا تقول أوساط سياسية إن هذا الإستقرار يحتاج دائما إلى استقرار سياسي، وبالتالي فإن الوصول إلى قانون انتخاب يرضي الجميع هو نوع من هذا الإستقرار.

وفي شأن آخر، اطمأن عدد من المراجع إلى صحة الرئيس بري، وفي مقدمهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

شجاعة تقدمية اشتراكية في طرح النائب وليد جنبلاط لمخرج عملي للقانون الانتخابي، بدل المراوحة في استيلاد الفيتوات والاعتراضات أو الإطاحة بموعد الانتخابات.

إذا كان تعديل الستين في اقتراح جنبلاط، قابلا للأخذ والرد، فإن تطبيق الطائف واجب وطني، من تأليف مجلس الشيوخ إلى إلغاء الطائفية السياسية والحفاظ على الخصوصية التي يتمتع بها لبنان.

مقاربة تقدمية قدمها رئيس الحزب "الاشتراكي" كي لا يقال عنه أنه يرفض أي حل، مستندا إلى تأكيد الشراكة التي تتجاوز مسألة أعداد النواب، زادت أم نقصت الأحجام. فهل تنطلق اللجنة الرباعية من اقتراحي زعيم "التقدمي"؟.

حركة "أمل" منحازة إلى النسبية، على أكبر المساحات الممكنة. هذا فعل إيمان بعدالة التمثيل، وتطبيق الطائف الذي تم الوصول إليه بفضل انتفاضة السادس من شباط التي تستعيدها الحركة هذا العام، للتأكيد على أحلافها التاريخية: هي تصادق بشرف وتعادي بشرف، وستواصل نضالها حتى إلغاء الطائفية السياسية، كما قالت اليوم.

وبالانتظار، ماذا ستحمل الأيام اللبنانية المقبلة، في ظل مهل دستورية ضاغطة، وعلى قاعدة: لا تمديد، لا ستين لا فراغ؟.

التعقيدات الداخلية تفصيلية، بينما أزمات الخارج استراتيجية. المواجهة التي إفتعلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتجاه إيران، تتلاشى على وقع الإخفاقات المتتالية في البيت الأبيض، وآخرها شماتة تنظيم "القاعدة" بإخفاق الإنزال الأميركي في وسط اليمن.

في داخل الولايات المتحدة نقاش: ماذا يفعل ترامب؟، وإلى أين يقود الأميركيين؟. الاتهامات له بتفكيك العمل المؤسساتي وتعيين مستشاريه القادمين معه من عالم الأعمال.

وحدها الإنجازات الميدانية السورية تتوسع بمشاركة أميركية- روسية- تركية شمالا، وأردنية دخلت على خط مواجهة الإرهابيين جنوبا، فيما تتدرج دمشق بسرعة إلى مزيد من الإرتياح في وسط البلاد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

طفا حديث الكواليس على المنابر، انتخابات وفق الستين المعدل أو العودة إلى الطائف المجمد بما يتضمنه، وانشاء مجلس شيوخ في قلب الشاعر. فهل ما نطق به رئيس "الاشتراكي" وليد جنبلاط باسم حزبه فقط، أم هو لسان حال كثيرين من الأحزاب والسياسيين؟.

حال رفقاء جنبلاط من اليسار، كانت على الضفة المقابلة. الشيوعيون وأحزاب يسارية تظاهروا نصرة للنسبية، التي هي الحل الأمثل لتأمين التمثيل الأعدل، كما أكد ولا يزال "حزب الله"، وإن كان من مصلحة الدولة مراعاة هواجس الجميع، إلا ان مصلحتها بالتأكيد هي في دفن الستين.

في الولايات المتحدة، هل يدفن القضاء قرارات ترامب العنصرية ضد المهاجرين من المسلمين؟. الغلبة حتى الآن تبدو لمصلحة القضاء الذي رفض قرار الرئيس ترامب، وأذعنت له الخارجية حفاظا على سمعتها ومصالحها الخارجية. فهل هو مؤشر اشتباك بين السلطات في الادارة الجديدة؟، وهل سيقدر الرئيس على ترويض القضاء بالطريقة التي اعتاد عليها الملياردير في صفقاته؟.

في الحديث عن الصفقات، شركات اسرائيلية تدخل الأسواق الخليجية بأسماء أوروبية، فقط حتى لا تحرج حكامها، بحسب مسؤولين صهاينة، وكل الاحتمالات مفتوحة، وقد نجد بنيامين نتانياهو يهبط في واحدة من تلك الدول، على حد قول أحد وزرائه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

النائب وليد جنبلاط قالها اليوم وبصراحة كلية، فهو لا يريد النسبية لأن النسبية، بحسب قوله، لم ترد في الطائف لا من قريب ولا من بعيد. وبالتالي فإن الحل عنده يكمن في العودة إلى قانون الستين معدلا. طبعا الطرح الجنبلاطي لم يكن مفاجئا، لكن الجديد هو اعلانه بهذا الوضوح. فماذا ستفعل اللجنة الرباعية المنتظر ان تجتمع الثلاثاء المقبل: هل تبحث في الطرح الجنبلاطي، أم يبقى بحثها في الصيغ المحددة أي بين المختلط والانتخاب على درجتين أو التصويت المحدود؟.

بمعزل عما ستتوصل إليه اللجنة الرباعية الثلاثاء، الثابت ان العقدة الانتخابية تكبر يوما بعد يوم، وتشكل تهديدا للتوافق السياسي الذي تجلى عبر انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية. وإذا كان الرئيس بري دخل اليوم المستشفى وخضع لعملية جراحية تكللت بالنجاح، فإن مشاريع القوانين الانتخابية دخلت غرفة العناية الفائقة بعدما دهمتها المهل القانونية والدستورية، فهل يجترح السياسيون حلا ما قبل ان يدخل البرلمان زمن الفراغ القاتل؟.

في هذه الأجواء، وصل إلى لبنان وزير الدولة السعودي ثامر السبهان، في زيارة رسمية يلتقي خلالها كبار المسؤولين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

جهد كبير وواضح، بذله النائب وليد جنبلاط اليوم، في مناسبة أربعين سنة على زعامته، من أجل تجميل رفضه لقانون انتخابي عادل. في النهاية، أعلنها كما هي: لا نسبية قبل إلغاء الطائفية. تماما كما كان يقولها عبد الحليم خدام: لا جلاء للجيش السوري قبل إلغاء الطائفية نفسها.

غير أن "المقولة اللغز" في كلام جنبلاط، جاءت في ربطه رفضه لأي قانون ديمقراطي، مع تذكيره بتمسكه بالمصالحة. كأن الرسالة المشفرة في هذا الكلام، هي الغمز سرا من قناة التهويل بالأرض أو الأمن أو الاستقرار أو السلم. علما أن مشكلة جنبلاط في القانون كما في الغمز، هي مع أهل بيته. ففي أي قانون كان، لن ينتخب شيعي محل درزي، ولا سني بدل مسيحي. وبالتالي فمشكلة جنبلاط الفعلية هي مع طلال إرسلان ووئام وهاب وفيصل الداوود وفادي الأعور ومحمود عبد الخالق، وكل مواطن من الموحدين الدروز المؤسسين لهذا الوطن.

لكن رغم كل هذا الضجيج، ثمة قانون جديد سيبصر النور. بدليل انهيار الدفاعات الهشة لمغتصبي الإرادة الشعبية منذ ربع قرن. فيوم قال رئيس الجمهورية أنه لا ستين ولا تمديد، سارعوا إلى القول أن كلامه تهويل. بعدها تذكروا أن "الرجل ينفذ، لا يهول"، فهرعوا إلى منجمي الصلاحيات الدستورية. ولما أفاقوا إلى أن الرئيس إسمه ميشال عون، لجأوا أخيرا إلى "نغمة الخارج والمجتمع الدولي" الذي لن يسمح للرئيس بتطبيق صلاحياته.

مقابل كل ذلك، لا يزال الموقف في بعبدا واحدا واضحا: اتفقوا على قانون عادل ديمقراطي، تنتهي كل المشكلة. وإلا، فلديكم مشكلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

السؤال الذي يتبادر إلى الذهن دائما هو: كيف يفصل المواطن بين القضايا الكبرى والقضايا الصغرى التي تقض مضجعه؟، وما هي المعايير التي يعتمدها لتحديد ما هي القضايا الكبرى أو القضايا الصغرى؟.

قانون الانتخابات النيابية قضية كبرى أو قضية صغرى؟. "السلبطة" على مواقف سيارات السكان في مار مخايل والجميزة وغيرها، من قبل أصحاب الملاهي وباستقواء من شركات ال"فاليه" وبتغطية من القوى الأمنية، قضية كبرى أو صغرى؟. اهدار ملايين الدولارات في كازينو لبنان، وحرمان خزينة لبنان منها لمصلحة منتفعين، قضية كبرى أم صغرى؟. أخذ الحق باليد، أو تصفية الحسابات بالقتل، قضية كبرى أو صغرى؟.

حين يتعلق الأمر بحق المواطن، فكل القضايا كبرى، من قانون الانتخابات إلى موقف السيارات. والمشكلة الكبرى هي في ازدواجية المعايير، سواء في قانون الانتخابات أو في موقف السيارات. مشكلة قانون الانتخابات ان هناك من يريد ان يتخطى المعيار الواحد، وحين يكون الأمر كذلك، فإن هناك استحالة في التوصل إلى قانون عادل يرضي الجميع.

والمشكلة المزمنة في مار مخايل والجميزة وسائر المناطق التي تختلط فيها المساكن بالملاهي، ان هناك ازدواجية معايير: يمنع على السكان ركن سياراتهم لمصلحة رواد الملاهي، والسبب لا يحتاج الى استقصاء، فمن يرشي يحصل على الموقف، ومن يرتشي يؤمن الموقف. الضحايا هم السكان: يمنع عليهم ركن سياراتهم تحت طائلة الغرامة، أما الأبطال الذين ينتصرون في نهاية الأفلام فهم أصحاب الملاهي ومن يعملون لديهم، سواء من شركات ال"فاليه" أو حماتهم. هل يعقل ان يهجر السكان سياراتهم، لأن أصحاب الملاهي، ومن دون وجه حق، يوظفون "قبضايات" لاحتلال المواقف، ومن دون وجه حق، وبغطاء من الحماة ومن دون وجه حق؟.

ومشكلة كبرى ان موظفين في مؤسسة كهرباء لبنان يرتشون لخفض فاتورة عداد. والمشكلة الأكبر ليست في المرتشي فحسب، بل في الراشي. والمشكلة الأكبر والأكبر ان التوقيف يطال المرتشي، فيما الراشي لا يجرؤ أحد على النظر فيه والقول له "ما أحلى الكحل بعينيك".

تبدأ الأمور بأن تصطلح، حين يكون قانون الانتخابات وفق معايير واحدة في كل لبنان، وحينها يتم توقيف "المتسلبطين" على مواقف السيارات من أصحاب ملاهي وشركات "فاليه" والحماة لهم، وحين نقرأ اسماء الراشين تظهر مع أسماء المرتشين على قاعدة ان لا مرتش من دون راش.

وتبدأ الأمور بأن تصطلح، حين لا تتم العودة إلى تصفية الحسابات، بل حين يتم الاحتكام إلى القانون، على عكس ما حدث اليوم بين الليلكي وكفرشيما.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

هل يشكل اقتراح رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط باجراء الانتخابات النيابية انطلاقا من قانون الستين معدلا، مخرجا للأزمة بفعل عدم التوافق على قانون يسمح باجراء الانتخابات في موعدها، أم انه سيفتح المجال لمزيد من التباعد بين القوى السياسية؟.

اقتراح جنبلاط الذي جاء في افتتاح المؤتمر 47 ل"الحزب التقدمي الإشتراكي"، تخلله دعوة للذهاب مباشرة إلى تطبيق الطائف الذي لم ترد فيه النسبية لا من قريب ولا من بعيد. جنبلاط اكد ان النسبية لا تطبق إلا عندما يصبح المجلس النيابي لا طائفي، رافضا نقل مقاعد نيابية، أو حصر طائفة أو مذهب في مكان ما.

وفيما ستعمل الأطراف المعنية على درس اقتراح جنبلاط في الأيام المقبلة، فإن المواقف تواصلت في الشان الانتخابي. في وقت سجل وصول وزير الدولة لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية السعودية ثامر السبهان إلى بيروت، في زيارة رسمية للبنان يلتقي خلالها كبار المسؤولين اللبنانيين.

دوليا، وبعدما أوقف قاض فيدرالي تطبيق قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ثبتت محكمة استئناف أمريكية قرار القاضي جيمس روبرت، عندما رفضت طلب وزارة العدل إعادة العمل بالمنع الذي فرضه ترامب على فئات من المهاجرين. وفيما بدا ان ترامب مصمم على عدم التراجع عن قراراته، واصفا قرار القاضي المعني بأنه سخيف، فإن السؤال المطروح عمن هي الجهة التي يناط بها الكلام الفصل في هذا الصراع؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

باتت صحة التمثيل من صحة الرئيس، ومرارة الانتخابات تستأصل بمزاولة نبيه بري نشاطه السياسي. فرئيس المجلس المحاط بعناية طبية، تمكن من هزيمة المرارة وحطم البحصة، وأعلن مكتبه عن سلامة معاييره الصحية، فيما اتصل به مطمئنا رئيس الجمهورية ميشال عون، وعاده رئيس الحكومة سعد الحريري، بعد الجراحة التي قال مستشفى كليمنصو إنها كانت ناجحة.

جراحة وإزالة عبر التنظير تجمد مرحليا التنظير السياسي حول قانون الانتخاب، إلى حين الشفاء الذي يتمناه اللبنانيون عاجلا لحجر الزاوية الانتخابية.

وبعيدا من "الناضور" الطبي، فإن وليد جنبلاط أيضا "بق البحصة"، وأزال عنه مرارة القانون، معلنا بوضوح: الانتخابات في موعدها وفق الستين معدلا، وإلا فلنذهب إلى تطبيق الطائف كاملا أو تدريجيا. و"استحلى" جنبلاط من الطائف مجلس الشيوخ الذي تتمثل فيه جميع الطوائف والمذاهب بالتساوي.

وبحصة جنبلاط سندت خوابي تيمور، فتى الحزب الذي لم يصعد إلى الرئاسة إلى حين تمكن أبيه من تسييج كاسر الموج الانتخابي حول الجبل، والاطمئنان على أي قانون سوف يرسو، وبعدها يعيد النظر في مسألة التوريث. وبذلك يعمل زعيم "التقدمي" على فصل السلطات مع نجله، وتأمين مستقبله السياسي من دون عوائق تواجه دربه، سواء في الداخل الحزبي أم في القضايا السياسية والقضائية الموروثة من زمن "غير بهيج".

وإذا ما تحدثنا عن فصل للسلطات، فإن أميركا تقدم اليوم أهم تجربة عبر التاريخ. علمت الدول دروسا في الديمقراطية، استنادا إلى دور القضاء وصلاحياته وقدرته على مقارعة رئيس الدولة العظمى. وإذ سخر دونالد ترامب من رأي قاضي سياتل واستئناف قراره، جاءته الضربة الثانية برد الاستئناف وبسرعة قياسية لا تشبه بطء القضاء لدينا في شيء.

ومن دون قياس أو تشبيه، يصبح غازي زعيتر عندنا في جمهورية لبنان العظمى، ذا صلاحيات أرفع وأقوى وأهم من دونالد ترامب. غازي ترامب تفوق على رئيس أميركا وتعداه في قوة تنفيذ القرارات وعدم احترامها، لا بل وعدم تطبيقها والالتفاف عليها. ويكفي أن نذكر واقعة تاريخية واحدة من سوابق وزير الأشغال السابق، لنتأكد أن "وزيرنا أهم من رئيسهم"، فهو تخطى قرارات بالجملة لمجلس شورى الدولة، عبر مناقصة مواقف المطار التي رست على شركة الخرافي، وقارع رئيس الشورى شكري صادر الذي صرخ غير مرة شاكيا تدخل السياسة في القضاء.

قرار شورى الدولة لا ينفذ. هينبعل القذافي يسجن بأمر سياسي، ويحاط بقضاة من ذوي القربى. فيما بهيج أبو حمزة يصارع في معركة إخلاء السبيل، ولا يجرؤ القاضي على بت الطلب لأن جنبلاط له بالمرصاد. وعليه فنحن دولة تفوقت على أميركا، وبات في مقدور غازي زعيتر أن يحكم العالم بعدما تأهل لهذه المهمة من الباب اللبناني العالي.

 

السبهان وصل إلى بيروت في زيارة رسمية

الأحد 05 شباط 2017 /وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في المطار حلا ماضي عن وصول وزير الدولة لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية السعودية ثامر السبهان بعد ظهر اليوم في زيارة رسمية للبنان، يلتقي خلالها كبار المسؤولين اللبنانيين.

وكان في استقباله في مبنى الطيران المدني وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، والقائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد بخاري على رأس وفد من السفارة ورئيس جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط.

وغادر المطار من دون الإدلاء بأي تصريح.

 

 بري خضع لعملية استئصال المرارة ووضعه جيد

الأحد 05 شباط 2017 /وطنية - صرح مصدر مسؤول في مركز كليمنصو الطبي (بالتعاون مع جونز هوبكنز) أن الرئيس نبيه بري خضع اليوم لعملية استئصال مرارة ناجحة، وكان تم في الأمس إزالة حصى من القناة المرارية بالتنظير، بعد إجراء جميع الفحوص الطبية اللازمة.

ان الوضع الصحي للرئيس بري جيد وطبيعي.

 

الحريري عاد بري في مركز كليمنصو مطمئنا إلى صحته

الأحد 05 شباط 2017/وطنية - عاد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، رئيس مجلس النواب نبيه بري في مركز كليمنصو الطبي، مطمئنا الى صحته، بعد عملية استئصال المرارة الناجحة التي أجريت له.

 

رسالة من الدكتور رضوان السيد إلى المرشد السيد علي خامنئ

منذ عام 2003. ذلك العام غزت الجيوش الأميركية العراق، مصطحبة معها المعارضة العراقية المسلحة، آتية من إيران عبر المنطقة الكردية، وليس لإسقاط نظام صدام حسين وحسب، كما تبين خلال أسبوعين من الاستيلاء على بغداد، بل ولإنفاذ الاتفاق الثنائي (كما ذكر أحمد الجلبي وآخرون) القاضي بتفكيك الدولة العراقية جيشا وشرطة ومؤسسات وعمرانا، واجتثاث البعث

بعد 8 سنوات ونيف على سيطرة أنصاركم على البلاد والعباد، وتهجير أكثر من 3 ملايين عراقي من إخوانكم في الدين،

بعد هذه السنوات العجاف، فإن أنصاركم القدامى يرجون من الأميركيين الغزاة البقاء وعدم الانسحاب، لعدم قدرة السلطات الجديدة على حفظ الأمن بالداخل، وحماية الحدود، ولا ندري ممن: منكم أو من الأتراك!

أن الكارثة التي نزلت بالعراق لا تقل هولا عن تلك التي أنزلتها الصهيونية بفلسطين، وبالطبع لستم أنتم في إيران الإسلامية من اتخذ القرار بذلك،

ففي السنوات التالية على غزو العراق انتشرت بقع الفتنة والاضطراب في سائر ديار المشرق العربي، وبخاصة حيث يعيش الشيعة والسنة معا: من العراق وإلى لبنان والبحرين والكويت وحتى اليمن، ولا أدري أين وأين. وفي كل مرة كانت شكوانا ترتفع كان يقال إننا لسنا المقصودين (حتى عند الدخول إلى بيروت بالسلاح عام 2008!)، أو أنه لا يؤبه لنا، ولا فتنة ولا من يحزنون، وإنما نحن منتج إسرائيلي! وهكذا، وخلال أقل من عقد من الزمان، تصاعد توتر هائل بين الشيعة والسنة في العالم العربي ما عرفناه من قبل في الأزمنة الحديثة على الأقل، وبقعتاه الرئيسيتان العراق ولبنان، وهو شر مستطير، تتحمل جمهورية إيران الإسلامية في عهدكم القسط الأكبر من المسؤولية عنه

 

فحص لـ«جنوبية»: حزب الله جزء من أدوات إيران في المواجهة

نسرين مرعب 5 فبراير، 2017/الصراع الأميركي - الإيراني، تخطى مرحلة التهديد إلى مرحلة العقوبات والتصعيد، فهل نحن ذاهبون نحو المواجهة؟ وما دور حزب الله في هذه المرحلة الخطيرة؟ أكّد الكاتب والمحلل الصحافي مصطفى فحص  لـ”جنوبية” أنّ “هناك مواجهة واحتمالات تصادم حقيقية ممكنة بين أميركا وإيران، ولكن ما من أحد يملك القدرة لوضع تصور لهذا التصادم في حال حصوله”. مضيفاً “لحظة انتقال الصراع من مرحلة التهديد إلى الصدام المباشر، سوف تكون رقعته الجغرافية أكبر ممّا نتخيل، وأدواته سوف تكون أوسع من تصورنا، والسبب أنّ الأميركيين لديهم رغبة في استعمال قوتهم ليثبتوا للعالم أنّ بلادهم هي القوة الأكبر ولا يمكن تجاهلها أو توجيه إهانة لها كما حدث في عهد أوباما، كما أنّه من ناحية ثانية فإنّ بنك الأهداف الإيراني كبير وقد يكون مؤذٍ إن لم يكن للأميركيين فسوف يكون للمنطقة بأكملها”. ولفت فحص إلى أنّ ” هناك ورطة لاسيما وأنّه في مكان معين قد تمّ تقليص الدور الدبلوماسي بين الطرفين”. موضحاً “إيران حالياً في عشرة الفجر ذكرى انتصار الثورة، وهم مجبرون على إعطاء شعبهم ومؤيديهم جرعة من القوة وذلك عبر الاستعراضات وعرض العضلات بما معناه أنّ إيران دولة لا ترتخي وهي قادرة على المواجهة وهذا يستدعي استفزاز الأميركيين، ومن ناحية ثانية الأميركيين هم بانتظار هذا الاستفزاز، فالحرس الثوري قد أعلن أنّه سوف يستخدم المزيد من الصواريخ، الإيرانيون بدأوا يلعب ليس على حافة الهاوية وإنّما فوق الهاوية والأميركي أيضاً هو فوق الهاوية، الإيراني لن يتوقف عن الاستعراض والأميركي من جهته لن يتوقف عن الرد” .وفيما يتعلق بدور حزب الله في هذا الصراع، أشار فحص إلى أنّ “حزب الله سوف يكون جزءا من أهم أدوات إيران في المواجهة، ولكن كما نحن لا نستطيع أن نضع تصوراً عن التعامل الأيمركي كذلك ليس بإمكاننا أن نحدد بنك الأهداف الإيراني في المنطقة، ولكن يبدو ان المواجهة مقبلة، لا فكرة عن شكلها وتوقيتها، ولكني أقدر أنّ هذا الأسبوع خطير جداً”.

 

التصعيد الأميركي الإيراني: اليونيفيل عادت «رهينة» حزب الله

علي الأمين/جنوبية/ 5 فبراير، 2017

بعد غياب الحوادث والاشكالات المفتعلة لسنوات بين "أهالي حزب الله" والقوات الدولية، تفاجأت الأوساط اللبنانية والجنوبية على وجه الخصوص بوقوع اشكالين متزامنين في يوم واحد اول أمس الجمعة، فما هي أبعاد ما حصل، وما هي اسبابه؟ منذ زمن طويل لم نعد نسمع عن مواجهات بين قوات اليونيفيل والأهالي. تلك المواجهات التي كانت تجري في أعقاب صدور القرار 1701 خلال حرب العام 2006. ففي العام نفسه وخلال العامين التاليين لهذه الحرب، حصلت حوادث عدّة في مناطق انتشار القوة الدولية في جنوب نهر الليطاني بسبب خلافات معلنة حول تنفيذ القرار 1701. وكان مصطلح “الأهالي” هو الإسم السري لمجموعات تابعة لحزب الله تقوم بعرقلة مهمات اليونيفيل عبر استنفار مواطنين عاديين من نساء واطفال وشيوخ لمنع جنود اليونيفل من دخول أماكن لا يريد الحزب لها أن تدخلها. وكان حزب الله يشيع بين الناس في ذلك الحين أنّ هذه القوات الدولية تنقل المعلومات عن أماكن السكن ومراكز حزبية إلى اسرائيل، إلى درجة ظهرت أصوات عدّة في ذلك الحين تطالب بخروج جنود الأمم المتحدة من لبنان.

ذكرتنا حادثة وقعت بين بلدتي مجدل زون والمنصوري في القطاع الغربي (قضاء صور)، الجمعة بين دورية جنود دوليين من التابعية السلوفانية مؤلفة من ثلاث مركبات وقعت في كمين “الأهالي” بحسب رواية مصادر من اليونيفيل تزامنت مع مواجهة مماثلة بين دورية إيطالية والأهالي في بلدة المنصوري. وفي رواية مقابلة فإنّ الدورية دخلت إلى إحدى أراضي مجدل زون، من دون أن يكون برفقتها دورية للجيش اللبناني، ما أثار ريبة بعض الأهالي فتصدّوا لها “حيث تجمع مجموعة من الرجال وتجمهروا في وجه الدورية الدولية التي أصيبت بالذعر، ففروا بإتجاه المنصوري، لكن اصطدمت ملالة اليونيفل أثناء فرارهم بثلاث سيارات مدنية ما تسبب بأضرار أدّت إلى توتر اضافي بينهم وبين الاهالي. كما صودف وجود دورية للكتيبة الإيطالية في المنصوري فحصل إشكال بين الأهالي وبين أفرادها“.

المنصوري اشكال

ما وقع طرح تساؤلات حول أبعاد هذه الحادثة، فيما أشارت الأمم المتحدة بطريقة صريحة إلى أنّ ما جرى غير مبرر بالنسبة إليها. وبالتالي، بحسب الجهة الدولية، ثمّة من افتعل المشكلة مع دوريتي اليونيفيل. ورغم أنّ هاتين الحادثتين لم تؤديا إلى وقوع خسائر بشرية واقتصرت الأضرار على الماديات، إلاّ أنّ ما جرى يفرض نفسه اليوم وسط حال التصعيد الأميركي الإيراني الذي تشهده العلاقة بين الدولتين. أصدرت قيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (UNIFIL ـ يونيفيل) بياناً (الجمعة) قال أنّه “تمّ صباحاً اعتراض دوريتين تابعتين لليونيفيل في محيط منطقة المنصوري – مجدل زون (القطاع الغربي) من قبل  مجموعات من الرجال العدائيين الذين حاولوا إلحاق الأذى بجنود حفظ السلام…”. وأوضح البيان أنّ “جنود حفظ السلام مارسوا أقصى درجات ضبط النفس وإضطرت آليات دورية اليونيفيل إلى دفع بعض السيارات المدنية التي استخدمت كحواجز جانبية من أجل الخروج بأمان من المكان“.

هذه الحادثة، التي حرص عدد من القيمين على اعتبارها عفوية، وغير مقصودة، كان يمكن أن تمرّ مروراً عابراً لولا ما تضمنه بيان اليونيفيل عن “رجال عدائيين تعرضوا للدوريتين وفي نفس الوقت”. وهذا ما يجعل من احتمال عودة التوتر بين اليونيفيل وما يسمى الأهالي إلى سابق عهده، لا سيما أنّ مظاهر التصعيد الإيراني-الأميركي تتخذ اشكالاً من التحدي لاشكّ سيكون جنوب لبنان أحد ساحات توجيه الرسائل ضمنها. فالاستقرار القائم في الجنوب، الذي ينعم به سكان الجليل كما أهالي الجنوب، يشكل حزب الله أحد أعمدته وعنصراً أساسياً في استمرار هذا الاستقرار. يمكن أن تكون الحادثتان عفويتين ويمكن أن تكونا مدبرتين، لكن مهما كان الأمر فهما تصلحان لأن تكونا رسالتين إلى من يعنيهما الأمر بأنّ أيّ مواجهة بين أميركا وإيران لن يكون لبنان بمنأى عنها ولا القوة الدولية فضلاً عن العدو الإسرائيلي.  التلويح بورقة الجنوب أو بالأحرى قلب المعادلة القائمة، يبقى رهن ما يمكن أن تتجه إليه العلاقة الأميركية-الإيرانية. علماً أنّ أيّ انفجار على جبهة الجنوب سيكون أقرب إلى عملية انتحارية أو عملية استشهادية، بحسب وصف حزب الله للعمليات الإنتحارية التي تستند غلى فتوى ولي الفقيه. التصعيد “الترامبي” اتجاه إيران ظهر في الجنوب. واليونيفيل عادت “رهينة” حزب الله. والأيام الآتية قبل دعوة الهيئات الناخبة في بيروت ستكون مفصلية. إمّا الفوضى في لبنان، أو الاستقرار الرمادي الصعب.

 

السعودية تريد ضمانات قبل تفعيل الهبة إلى لبنان

العرب/06 شباط/17/بيروت - اعتبرت مصادر سياسية سعودية أن زيارة وزير الدولة لشؤون الخليج السعودي ثامر السبهان إلى بيروت الأحد تندرج ضمن مسعى سعودي جدي لمتابعة شؤون العلاقات السعودية اللبنانية ومتابعة التحول الكبير الذي شهدته هذه العلاقات منذ الزيارة التي قام بها الرئيس اللبناني ميشال عون إلى الرياض. واعتبرت هذه المصادر أن تولي السبهان متابعة الملف اللبناني يأتي منسجما مع مساعي الرجل لإعادة الدفء إلى العلاقات بين البلدين من خلال أول زيارة له عشية الانتخابات الرئاسية والتي أفرجت عن مباركة سعودية لمبادرة الرئيس سعد الحريري لانتخاب ميشال عون رئيسا.

وأضافت هذه المصادر أن الرياض حريصة على دوام التواصل مع الحكومة اللبنانية بغية تطوير التوافق على مجموعة من الملفات المرتبطة بشؤون السياسة والأمن والدفاع. ورأت هذه المصادر أن اهتمام الطرفين اللبناني والفرنسي بإعادة تفعيل الهبة السعودية يحتاج إلى ترتيب ملفات تضمن أن تستخدم الأسلحة الممولة سعوديا والمصنعة فرنسيا لتحقيق أهداف تعزيز أمن لبنان وقوة وهيبة الدولة اللبنانية، وأن السعودية تريد ضمانات من النظام السياسي اللبناني برمته بأن العلاقات السعودية اللبنانية ومصالح الرياض في لبنان ستكون من ثوابت الحكم اللبناني الجديد. وكشفت مصادر لبنانية أن السعودية أكدت أن الهبة المقدمة إلى لبنان ستفعّل على مراحل مرتبطة بانسجام الموقف السياسي اللبناني من ملفات المنطقة وخصوصا علاقته بإيران. ولفتت مصادر لبنانية إلى أن قيام وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق باستقبال الزائر السعودي في مطار رفيق الحريري الدولي قد يكون مؤشرا على أهمية الملف الأمني المشترك بين البلدين وسعي العاصمتين لترتيبات داخله. ولم تستبعد أوساط لبنانية أن تكون للزيارة علاقة بالسجال اللبناني الداخلي الذي يدور حول القانون الانتخابي الجديد لجهة التشاور والتنسيق مع حلفاء السعودية في لبنان في سعي للإبقاء على جو التوافق العام الذي صاحب الصفقة الداخلية التي أدت إلى انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية. ورأت أوساط دبلوماسية غربية أن الرياض تسعى للاستفادة من تبدل الموقف الأميركي حيال إيران، لا سيما فرض واشنطن لعقوبات طالت شخصيات وشركات لبنانية، من أجل تعزيز حضورها اللبناني وتعزيز وجهة نظرها خصوصا أن الرئيس عون يستعد لاستكمال جولته العربية إلى مصر والأردن.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بعد اتّصال جريصاتي بالأسد.. أوساط سياسية تحذّر!

السياسة الكويتية/05 شباط/17/حذرت أوساط سياسية بارزة من سلبيات أي توجه رسمي لفتح صفحة جديدة مع النظام السوري بعد الاتصال الرسمي المباشر الذي أجراه وزير العدل سليم جريصاتي مع وزير العدل السوري نجم أحمد لاسترداد السوري خالد سليم المتهم بقتل اللبناني مجيد الهاشم. وقالت الأوساط إن الاتصال هو الأول من نوعه على هذا المستوى الذي يتم منذ نحو 10 سنوات، مشيرة إلى أن هناك من يعمل للدفع باتجاه "تطبيع" العلاقات اللبنانية – السورية وفتح صفحة جديدة بين حكومتي البلدين، خلافاً لما سبق وأعلنه رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من أنه من المبكر الحديث عن حصول مثل هذا التطبيع مع نظام بشار الأسد المتهم بجرائم حرب دفع ثمنها مئات الآلاف من الشعب السوري، وأنه لن يجري أي زيارة إلى دمشق. وأوضحت "أن نظام الأسد سيحاول استغلال قضية قضائية لابتزاز وإعادة الضغط على لبنان لتطبيع العلاقات معه، ثم تبييض صفحته لمحو الجرائم التي اقترفها بحق أبناء شعبه". مشيرة إلى أنه كان يمكن تكليف الأجهزة الأمنية بمتابعة قضية تسليم المتهم السوري إلى السلطات اللبنانية وإبقاء الموضوع ضمن قنواته الأمنية وليس المبادرة إلى الاتصال بالوزير السوري.

 

"بِزيادة على المسيحيّين"!

أمجد إسكندر/المسيرة/05 شباط/17/هذا الكلام بات متداولاً. "أنتم المسيحيون أقل من 40 % من السكان، وتالياً ليس من المنطق ان يأخذ مَنْ هم أقل من 40 % كل المقاعد المسيحية"! يبدو أن قبول المناصفة كان على أساس أن يأخذ المسيحيون، بالصوت المسيحي، نسبةً تكادُ تُعادِلُ حجمهم الديمغرافي. الباقي يجب توزيعه على الطوائف الاخرى. هذا هو التفسير المُستجد لمقولة "وَقْفِ العدِّ". اذاً هي مناصفة رقمية، تُناقض في معناها الوطني ما قاله أحد أقطاب الطائف، البطريرك صفير: "أعطانا الطائف 64 نائباً مسيحياً ونريد 64 نائباً مسيحياً". وتزداد المشكلة احتداماً عندما يتساءل فريق: " هل تريدون الخروج من الطائف؟" هي الفرادة اللبنانية أن يتم التهديد بالخروج من اتفاق لم يدخل أصلاً حيز التطبيق! ولكن يعود منطق العدد ليأخذ اتجاها معاكساً في المسألة الدرزية. العدد هنا قليل جداً. ثمانية نواب فقط لا غير. لذلك، وليتوازن الرعب في القبّان الوطني، مطلوب استيراد عدد من النواب، لتبقى للدروز بيضة في ذلك القبّان.

حتماً هذه الأفكار والكلمات التي تجول همساً، يحصل التعبير عنها بمواقف تجميلية لكنها تصب في الهدف نفسه. فالعيش المشترك لا يقف على رجليه إلا إذا ذهب عدد لا بأس به من النواب المسيحيين الى كتل الشيعة والسُنة والدروز. عند هؤلاء، ليست صحة التمثيل جوهر العيش المشترك. التضحية المسيحية وحدها تحفظ هذا العيش. وكل ذلك لأن المسيحيين منتشرون في طول لبنان وعرضه، وهذا الانتشار العابر بين الطوائف والمدن والبلدات لا يكفي لتمتين العيش المشترك. استعارة نائب مسيحي من هنا، ونائب مسيحي من هناك، هي صمّام العيش المشترك والطائف.هذا التفسير الجديد لمبدأ المناصفة، يبدو أن إيضاحه أكثر اهمية من اقرار قانون انتخاب جديد.

 

انقلابات مفاجئة في التحالفات السياسية؟

الحياة/05 شباط/17/ما زال تيار "المستقبل" يأمل بتسوية على قاعدة 3 مبادئ: قانون الستين مستبعد، لا موافقة على قانون يرفضه جنبلاط الذي من غير المقبول استهدافه، وأي صيغة يفترض أن يكون احتمالا الربح والخسارة فيها متساويين. والربح من خلالها يتوقف على شطارة وثقل كل فريق الانتخابي وتحالفاته، مع الأخذ في الاعتبار إمكان حصول خسارة طفيفة لكتلة الحريري. وفي موازاة ضخ موجة من الآمال بإمكان حصول اختراق، تتوقع مصادر معنية بصيغ القانون الانتخابي أن يستمر السجال محتدماً خلال الأسبوعين المقبلين، وأن يزداد سخونة مع اقتراب استحقاق دعوة المشنوق الناخبين للاقتراع في 21 حزيران المقبل والذي يحتمه القانون بعد زهاء أسبوعين، واقتراحه المفترض لتشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات، معتبرة أن الخلاف أبعد من الانتخابات النيابية ويتعلق بموازين القوى في البلد ومستقبل القرار في السلطة. وإزاء احتمال الوصول إلى صيغة انتخابية تحدد صيغة الحكم المقبلة مسبقاً قد يحمل المشهد السياسي اللبناني انقلابات مفاجئة في التحالفات، إن على صعيد الساحة المسيحية في وجه الثنائي المسيحي، أو على صعيد العلاقة بين "المستقبل" و "الاشتراكي"، أو على مستوى تعاون "حزب الله" وبالتالي الثنائي الشيعي، مع "التيار الوطني الحر" في ظل تحالفه مع "القوات"، مقابل التعاون بين "المستقبل" وبين هذا التحالف. أما الوصول إلى الفراغ النيابي فإنه قد يعرض التحالفات كلها أيضاً للاهتزاز، لا سيما بين حزب الله والتيار الحر، فضلاً عن التأزم بين الرئيسين عون ونبيه بري. وكل ذلك يضع الجميع في مأزق.

 

هل سينجح الرئيس عون هذه المرة؟

الجريدة الكويتية/05 شباط/17/لايزال السجال الانتخابي متصاعدا وليس في الأفق، ما يشير إلى أن التقدم سيكون سريعا في ظل التباعد بين الأفرقاء حول القانون، حيث باتت الخلافات أعمق من مجرد تباين في وجهات النظر على قانون الانتخابات، وهذا من شأنه أن يؤدي الى اصطفافات سياسية لا تساعد على تعبيد الطريق أمام القانون. في غضون ذلك، أعاد رئيس الجمهورية ميشال عون تأكيد أنه إذا لم يتم التوصل الى قانون انتخابي يمثل كل شرائح الشعب اللبناني، فلن تقوم عدالة ولن يكون هناك استقرار سياسي في البلد، لافتا الى أنه قد يطرح الاستفتاء في حال أقفل الأفق أمام إنجاز قانون جديد. وقالت مصادر متابعة إنه "كما اقترح عون سابقا أن يتم انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب، استعان اليوم أيضا بالشعب لإنتاج قانون انتخاب جديد يصحح التمثيل". وأضافت: "يبدو طرح الاستفتاء لدى البعض غير مألوف وجديد، وربما غير منطقي أو دستوري، حيث لم يجر في تاريخ لبنان أي استفتاء".وتساءلت: "هل سينجح الرئيس عون هذه المرة في كسر الجمود وإعطاء القرار للشعب ليقول كلمته، أم أن الكتل ستستطيع خلال أسبوعين إنجاز ما لم تستطع إنجازه في السنوات الطويلة الماضية"؟

 

الحريري وعون يتفقان.. ردّا على التأويلات

الحياة/05 شباط/17/في وقت قالت مصادر اللجنة الرباعية إنها ستستأنف اجتماعاتها فور عودة الوزير جبران باسيل من أفريقيا، أو الحاجة إلى استكشاف اقتراحات جديدة، وإن الاتصالات بين أعضائها لم تتوقف، خصوصاً بين الخبراء من أعضائها، لفتت المصادر المتابعة لموقفي عون ورئيس الحكومة سعد الحريري إلى أن لا خلاف بينهما، وأنهما على خط واحد والعلاقة ممتازة، ويعبران عن رغبة كل منهما بالتوصل إلى تسوية. ويشير المحيطون بالأول إلى أنه حرص على هذا الموقف للرد على تأويلات بأن تفضيله الفراغ على السير بقانون الستين أو التمديد للبرلمان، جاء من دون التنسيق مع الحريري الذي يرفض الوصول إلى حال الفراغ النيابي بعد امتناع عون عن القبول بطلب وزير الداخلية نهاد المشنوق السير بالإجراءات القانونية والتزام المهل وفق قانون الستين وتلويحه برفض التوقيع على دعوة الهيئات الناخبة إذا لم يكن على أساس قانون جديد. ويضيف المحيطون بعون أن طرحه الاستفتاء جاء رداً على الحجة القائلة إنه لا يمكنه أن يختزل موقف الناس ويحدد عنهم ماهية القانون المطلوب، في وقت طرح النظام النسبي غير مفهوم منهم، فهو أراد أن يلجأ للشعب عبر هذا الاستفتاء لمعرفة رأيه. ويدعو هؤلاء إلى أخذ موقف رئيس الجمهورية ببعده السياسي أكثر من بعده الدستوري، وأن هدفه معرفة موقف الأكثرية الشعبية من دون أن يعني ذلك إلزام أي كان بالنتائج بل دفع الأطراف إلى الاتفاق على قانون جديد. وفي المقابل، يرى المحيطون بالحريري أن تركيزه على التوافق مع رئيس الجمهورية هو ردٌ على التأويلات في شأن عدم انسجامهما. وهم يعودون بالذاكرة إلى المرحلة الماضية حين ساد تشكيك بإمكان اتفاقهما على الرئاسة، ثم حين جرى التشكيك في موضوع تسمية الحريري لرئاسة الحكومة ثم في عملية تشكيل الحكومة وبأنها لن ترى النور قبل الانتخابات النيابية، فتبين أن هذه التأويلات أخطأت، وأن التوافق بين الرجلين كان أقوى من العقبات التي كانت تظهر، وبالتالي إرادة التسوية كانت فوقها، وما هو متفق عليه بينهما يلتزم به رئيس الجمهورية.

وفي اعتقاد بعض المتابعين لموقف رئيس الحكومة أن بوادر التأزم الحاصل حالياً تعود إلى اتباع معظم الفرقاء قاعدة رفع السقوف مع الإقبال على التفاوض، بدليل دفن الصيغ التي تأتي في هذا السياق. ويوحي هؤلاء بأن السجال السياسي العالي الذي نشهده يعود إلى مداهمة الوقت الجميع، وقول رئيس «القوات» سمير جعجع مطلع الأسبوع إن الأيام المقبلة ستظهر إلى النور قانوناً جديداً، وإن فريق رئيس الجمهورية توقع اتفاقاً وشيكاً، لكنهم يستبعدون أن تبلغ سياسة حافة الهاوية الفراغ في السلطة التشريعية.

 

جعجع بعد لقائه عوده: اتفقنا معه لجهة وجوب ان يكون لدينا قانون انتخابي جديد

الأحد 05 شباط 2017 /وطنية - زار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مساء أمس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده في الأشرفية. عقب اللقاء، قال جعجع: "أنا اليوم يصعب علي الكلام لان هذه الزيارة ليست ككل الزيارات، لا أعرف كيف اصنفها: أهي بالدرجة الأولى زيارة روحية أم زيارة صديق لصديقه أم زيارة سياسية واجتماعية أو الى منطقة أحبها كثيرا؟ في الواقع، لكل هذه الأسباب مجتمعة تأتي الزيارة لدى سيدنا عوده". وتابع: "تشاورنا في أمور كثيرة وتوقفنا مطولا عند الوضع في المجتمع وفي البلد بحيث أعربنا عن ارتياحنا المشترك خلال الأشهر الأربعة الأخيرة لكل ما حصل من تقدم على مستوى وجود الدولة ومؤسساتها وإداراتها، وطبعا ما زال ينقصنا الكثير، ولكن بإذن الله طالما أن انطلاقة العهد كانت على هذا الشكل، فنحن ننتظر أن تتطور الأمور الى الأمام". وأشار جعجع الى أن "الرأي كان متفقا مع المطران عوده في ما يتعلق بقانون الانتخاب لجهة وجوب أن يكون لدينا قانون انتخابي جديد".وختم رئيس القوات متمنيا لعودة دوام الصحة "لنبقى دائما متنعمين ببركته".

 

تهديد عون يثير الانتقادات!

السياسة الكويتية/05 شباط/17/على وقع الجدل السياسي القائم بشأن قانون الانتخابات النيابية مع ظل مراوحة اللجنة الرباعية في عملها وإخفاقها في التوافق على صيغة مقبولة تتعلق بالقانون العتيد، تفاعل حديث الرئيس اللبناني ميشال عون بشأن نيته اللجوء إلى إجراء استفتاء على قانون الانتخابات إذا استمر التعثر في الجهود المبذولة لإنجاز هذا القانون في المهلة الدستورية، وهو ما اعتبرته مصادر سياسية بارزة تعقيداً للأزمة وخروجاً عن الأصول الدستورية، في الوقت الذي يفترض برئيس الجمهورية الالتزام بالدستور. وفي ما ينتظر أن تكون لرئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط سلسلة مواقف اليوم من التطورات الداخلية ومن بينها قانون الانتخابات، قال نائب "حزب الكتائب" فادي الهبر إن حظوظ إقرار قانون جديد ضمن المهلة الدستورية قليلة، على وقع حالة التخبط السياسي التي نعيشها وما يدور خلالها من نقاش ناري بشأن هذا القانون خارج الأطر الدستورية، أي بدل أن يتم طرح هذا الموضوع داخل مجلس النواب واللجان المشتركة والهيئة العامة، من أجل إنجاز قانون من القوانين المطروحة عبر التصويت، أو إقرار قانون جديد من خلال الآليات الدستورية والنظام الداخلي للمجلس النيابي". ولفت إلى أن المشاورات الجارية خارج الأطر الدستورية تنم عن نوايا استكمال الهيمنة من خلال الصفقة الرئاسية والصفقة الوزارية ومصالح الكتل وتكبير حجمها، معتبراً "أن منطق التسلط هو السائد داخل المذاهب والطوائف وعلى مساحة المجتمع، بحيث أنه وللأسف هناك صيف وشتاء تحت سقف واحد، من خلال توزيع الدوائر الانتخابية بين نسبي وأكثري بطريقة ملتبسة". وأضاف أنه "على سبيل المثال، جرى اعتماد النظام النسبي في دائرة عالية بعبدا، فيما اعتمد النظام الأكثري وفق مشروع الوزير جبران باسيل في دائرة المتن الشمالي التي تضم ثمانية نواب، وهذا هو مشروع القصر الجمهوري"، معتبراً أن "ذلك يعني بوضوح أن الأمور تفصل وفقاً لغياب مصالح الاتفاقات التي حصلت وأدت إلى صفقات رئاسية على مستوى لبنان"، ورأى "أن الكلام عن اللجوء إلى استفتاء كما قال عون تهويل"، داعياً إلى "خطوات توحد ولا تفرّق في ظل الانقسامات التي يعيشها البلد وتتطلب اتخاذ خطوات لا تساهم بمزيد من الانقسام، لأن المطلوب العمل على إطفاء الحرب الباردة الداخلية وتعميق التنوع والوحدة الوطنية". وإذ أكد الهبر أن تقسيم لبنان إلى 128 دائرة انتخابية هو الأفضل للبلد، إلا أنه اعتبر "أن إنجاز قانون جديد للانتخابات النيابية قد يكون متيسراً من خلال حصول توافق سياسي بين الأطراف، كما حصل في صفقة الرئاسة الأولى، باعتبار أن التوافق هو أساس في التعاطي اللبناني-اللبناني، سيما في ظل الحروب الموجودة من أجل تحييد لبنان على أساس قواعد هذا التوافق والانسجام المذهبي والتفاعل بين كل المناطق والطوائف والأحزاب، ولذلك فإن قانون الانتخابات لن يأتي إلا من خلال التوافق ولو كان بعيداً حتى الوقت الراهن".

 

"الراي": حزب الله هو المايسترو وهذا ما يستطيع فعله

رأت أوساط مراقبة عبر صحيفة "الراي" الكويتية، ان "حزب الله" الذي يشكّل المايسترو في ضبط التوازنات وإيقاعاتها عبر علاقته برئيسي الجمهورية والبرلمان وبقوى أساسية، قادر على إيجاد مخارج للمأزق في حال قضت مصلحته الاقليمية بحفظ الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، رغم خشية البعض من ان يكون الحزب يدفع بمركب الفراغ في السلطة التشريعية من الخلف لإحداث هزّة مؤسساتية عنيفة تتيح له جرّ الجميع الى مؤتمرٍ تأسيسي لمعاودة اقتسام السلطة في البلاد.

 

تقشّف ودعوة للتبرعات: هل أفلست الحرب السورية حزب الله ؟

نسرين مرعب/جنوبية/ 5 فبراير، 2017

انتشرت عبر مجموعات الواتسأب، حملة أطلقتها هيئة دعم المقاومة اللبنانية لتجهيز المجاهد، هذه الحملة التي تدعو إلى التبرع المادي وذلك لأجل تجهيز المجاهدين بالثياب والعتاد. على مّا يبدو أنّ مصادر حزب الله المالية قد شحّت، والموارد لم تعد تتدفق كما ذي سبق، فعهد النعيم الإيراني قد ولّى، في ظلّ انغماس الأخيرة في صراعات إقليمية ودولية وخضوعها لعقوبات تقيد اقتصادها لا سيما النفطية منها. حزب الله الذي كان تمويله أولاً وأخيراً من إيران، وهذا ما جاهر به السيد حسن نصرالله عنوةً في أحد خطاباته التي أطلّ بها بعد العقوبات التي تدفقت عليه عربياً ودولياً، حيث أكدّ أنّ الجمهورية الإيرانية هي التي تموله وبالتالي كلّ العقوبات لن تمنع الحزب من أداء واجباته. بات هذا التمويل شحيحا، فالتقشف المالي هو السائد والمعلن في صفوف الحزب، وهذا ما تلفت إليه مصادر لـ”جنوبية”، أشارت إلى أنّ هناك اجراءات اتخذت واوامر اعطيت بتخفيض عدد المراكز والعديد فيها لخفض الانفاق. وما يدعم هذا الموقف هو تصريح آخر للسيد حسن نصرالله، دعا به المقتدرين إلى المساهمة بأموالهم في دعم المقاومة.ولكن اللافت هو أنّ الحاجة المالية قد وصلت أقصاها، إذ تداولت مجموعات تابعة لحزب الله البيان التالي:

“#حملة_تجهيز_مجاهد*

*هيئة دعم المقاومة الإسلامية* أطلقت مشروع *”تجهيز مجاهد”* منذ مدّة طويلة وهذا الخط والنهج بحاجة دائماً لهكذا حملات دعم للمقاومة ..

وهو لفتح المجال للدفاع عن الوطن خصوصاً في هذه الأيام ،

لأنّه بدل العدو الواحد اصبح لدينا الكثير من الأعداء وبدل الجبهة الواحدة اصبح لدينا الكثير من الجبهات ..

كُل مجاهد في جبهات العز والكرامة يحتاج الى بعض التجهيزات من ثياب وعتاد ..

والمشروع هو مشاركة مشرّفة لكل حدا حابب يقاوم بمالو اذا مش قادر يقاوم بجسدو ..

وايضاً يمكنكم احتساب المال من الحقوق الشرعيّة ..

ويمكنكم دفع المبلغ على دفعات ..

للمساهمة في هذه الحملة يمكنكم التواصل مع مندوبي *هيئة دعم المقاومة الإسلاميّة* في كل المناطق اللبنانية ..

او التواصل مع الادارة العامة على الرقم ٠١/٥٥٠٤٥٠

 إنّ نشركم لهذا المنشور هو دعم للمقاومة بحدّ ذاته ..

لعلّه يلتفت بعضاً من أصدقائكم ويقوم بدعم هذه الحملة ..

*#الرجاء_النشر*”.

هذا البيان الذي حصل عليه موقع “جنوبية”، تمّ التعامل معه بجدية، فأجرينا اتصالاً بالرقم المرفق والذي هو رقم هيئة دعم المقاومة، هذا الرقم الذي أجابنا فيه المجيب الآلي ومنحنا الارقام التابعة لكل منطقة من بيروت إلى الجنوب إلى البقاع إلى جبل لبنان وصولاً إلى الشمال، إضافة إلى مخصص لحالة الضرورة.

وبما أنّ اليوم هو الأحد، أي عطلة رسمية لم تجبنا الأرقام التابعة للمناطق، فما كان منّا إلا التواصل مع رقم الضرورة، حيث أجابنا شاب أكدّ أنّه من هيئة الدعم للمقاومة، وعند إخبارنا إياه عن البيان وعن دعم المجاهدين ومساعدتهم، وعن كيفية التبرع، أجابنا انّه يمكن التبرع عن طريق الوستريونيون، وأنّه صباحاً سوف يتواصل معنا من مكتب هيئة دعم المقاومة لمنحنا صورة عن هويته كي نستطيع إرسال التبرع!

إذاً، البيان حقيقي، وحزب الله لم يعد يملك من الأموال ما يكفي لسد حاجة “مجاهديه”، فها هو يطلب تبرعات للباسهم وعتادهم وذلك تحت عنوان الجهاد، الجهاد ضد من؟!

لا أحد يملك إجابة لهذا السؤال، لا سيما وانّ طريق القدس باتت مباحة في كل أرض تحتلها الإيديولوجيا الإيرانية، وأن اسرائيل لم تعد العدو الأول، فحتى الرد على اعتداءاتها لم يعد ممكناً في زمن العسل الروسي الاسرائيلي فوق أجواء الشام.

 

التقدمي الاشتراكي: تحالف التيار مع القوات يستهدف قيادات مسيحية

/05 شباط/17/ليبانون فايلز/رأت أوساط "الحزب التقدمي الإشتراكي" أن تحالف "التيار الوطني الحر" مع "القوات اللبنانية" يستهدف قيادات مسيحية، مثل رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل، ورئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية، والنائب بطرس حرب وغيره من المسيحيين المستقلين. وبحسب "الحياة" نقلا عن الأوساط، وزير الخارجية جبران باسيل كان أبلغ اللجنة الرباعية الإستعداد للتساهل مع النائب وليد جنبلاط في المقاعد الدرزية، لكن من غير الوارد القبول بأن تضم كتلته أياً من النواب المسيحيين، فضلاً عن رفضه نيابة رئيس "الوطنيين الأحرار" دوري شمعون. وتضيف المصادر أن "التيار الوطني الحر يتجاهل أن هناك حالة مسيحية جنبلاطية تاريخية في الجبل تنقص أو تزيد نيابياً بحسب التحالفات، ويريد إلغاءها على طريقة: ما لنا لنا وما لكم لنا ولكم".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

رفض طلب وزارة العدل الأميركية بإعادة العمل بقرار ترمب

الأحد 9 جمادي الأول 1438هـ - 5 فبراير 2017م/واشنطن – فرانس برس/رفضت محكمة الاستئناف الأميركية طلب وزارة العدل إعادة العمل بالحظر الذي فرضه ترمب على المهاجرين. وكانت الإدارة الأميركية استأنفت السبت، الحكم الذي أصدره قاض فيدرالي الجمعة، وعلّق بموجبه العمل بقرار الرئيس، دونالد ترمب، منع رعايا سبع دول ذات أغلبية مسلمة من السفر إلى الولايات المتحدة. ومساء الجمعة علّق القاضي الفيدرالي، جيمس روبارت، العمل مؤقتا بالأمر التنفيذي الذي أصدره ترمب، وحظر فيه على رعايا سبع دول السفر إلى الولايات المتحدة طيلة 90 يوماً، في حكم اضطرت على إثره وزارة الأمن الداخلي إلى فتح أبواب الولايات المتحدة مجدداً أمام رعايا هذه الدول (إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن وسوريا)، وكذلك أمام اللاجئين من العالم أجمع. من جهتها، شركات الطيران مثل التركية وطيران الإمارات والاتحاد الإماراتية والقطرية وإير فرانس وأيبريا الإسبانية ولوفتهانزا الألمانية سمحت بنقل ركاب محظور دخولهم للولايات المتحدة، اعتماداً على تعليمات إدارة الجمارك وحماية الحدود الأميركية. وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني تلقتها وكالة "فرانس برس" قالت وزارة العدل الأميركية إنها لن تدلي في الوقت الراهن بأي تعليق "يتخطى موضوع تقديم" الاستئناف.وكان ترمب رد على قرار القاضي الفيدرالي بإطلاق سلسلة تغريدات لاذعة بحقه، متهماً "هذا الذي يسمى قاضياً" بتشريع أبواب البلاد أمام "الإرهابيين". وقال الرئيس الأميركي في واحدة من سلسلة تغريدات صباحية إن "رأي هذا الذي يسمى قاضياً، والذي يحرم بلدنا من تطبيق القانون، أمر سخيف وسيتم إلغاؤه". وعصراً تساءل ترمب في تغريدة أخرى "إلى أين يتجه بلدنا حين يمكن لقاض أن يوقف منع سفر اتخذ لدواعي الأمن القومي، وعندما يمكن لأي كان، حتى لمن لديه نوايا سيئة، أن يدخل إلى الولايات المتحدة". ومساءً قال ترمب إن "القاضي يشرع أبواب البلاد أمام إرهابيين محتملين (...) إن الأشرار فرحون للغاية!".

 

ترمب يتهم القضاء بتعريض أمن أميركا للخطر

الاثنين 10 جمادي الأول 1438هـ - 6 فبراير 2017م/فلوريدا- فرانس برس/هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأحد، لليوم الثاني على التوالي، المحاكم الفدرالية لإحباطها محاولته إعادة العمل بمرسوم رئاسي يمنع مواطني ست دول عربية وإيران من دخول الولايات المتحدة، محذرا من أن النظام القضائي يعرض بهذه الأحكام أمن البلاد "للخطر". وقال ترمب في تغريدة على تويتر "لا يمكنني أن أصدق كيف يمكن لقاض أن يعرض بلدنا لمثل هذا الخطر. إذا حصل شيء فاللوم يقع عليه وعلى النظام القضائي. الناس يتدفقون. هذا مؤسف". وأضاف في تغريدة ثانية "لقد أمرت وزارة الأمن الداخلي بإخضاع الذين يدخلون إلى بلدنا لتفتيش دقيق للغاية. المحاكم تجعل العمل صعبا للغاية!". وأطلق ترمب العنان لتغريداته بعد انقطاعه، على غير عادته، طيلة النهار تقريبا عن وسيلة التواصل المفضلة لديه. وصباح الأحد رفضت محكمة فدرالية طلبا عاجلا تقدمت به إدارة ترمب لإعادة العمل بمرسوم أصدره الأسبوع الماضي ومنع بموجبه دخول مواطني سبع دول إلى الولايات المتحدة. وكانت وزارة العدل استانفت مساء السبت قرار قاض فدرالي علق تطبيق المرسوم الذي وقعه ترمب قبل ثمانية أيام ما أعاد فتح أبواب الولايات المتحدة أمام مواطني الدول السبع وهي العراق وليبيا والسودان وسوريا والصومال واليمن وإيران. وكان القاضي الفدرالي في سياتل جيمس روبارت علق مساء الجمعة العمل مؤقتا بمرسوم ترمب بانتظار النظر في شكوى ضد مرسوم ترمب قدمها الاثنين الماضي وزير العدل في ولاية واشنطن. وكانت النتيجة الفورية لقرار القاضي الفدرالي إعلان الادارة السبت اعادة فتح ابواب الولايات المتحدة أمام مواطني الدول السبع. وكان ترامب رد منذ صباح السبت على قرار القاضي في تغريدات كتب في إحداها ان "رأي هذا الذي يسمى قاضيا، والذي يحرم بلدنا من تطبيق القانون، أمر سخيف وسيتم الغاؤه". واعلنت الخارجية الأميركية من جهتها السبت تعليق العمل بقرار ترمب سحب نحو 60 ألف تاشيرة.

 

نائب الرئيس الأميركي يحذر إيران من اختبار حزم ترمب

الأحد 9 جمادي الأول 1438هـ - 5 فبراير 2017م/واشنطن - فرانس برس/حذر نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إيران في مقابلة الأحد من "اختبار حزم" إدارة الرئيس دونالد ترمب، بعد أيام من فرض واشنطن مجموعة من العقوبات الجديدة على طهران عقب إجرائها تجربة لصاروخ باليستي. وتدهورت العلاقات بين البلدين بشكل كبير منذ تولي ترمب مهام الرئاسة الشهر الماضي على وعد تبني موقف متشدد من إيران التي يرى أنها "عدائية" تجاه الولايات المتحدة. وقال بنس في مقابلة مع شبكة "ايه بي سي نيوز" سجلت السبت "سيكون من الأفضل لإيران أن تدرك أن هناك رئيسا جديدا في المكتب البيضاوي. ومن الأفضل لإيران أن لا تختبر حزم هذا الرئيس الجديد". وتأتي هذه التصريحات بعد أن أعلن وزير الدفاع جيمس ماتيس الأسبوع الماضي أن إيران "هي أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم". وأثارت هذه التصريحات التساؤلات عما إذا كانت الولايات المتحدة ستتخلى عن التزاماتها بموجب الاتفاق التاريخي الذي أبرم بين إيران والقوى الكبرى العام 2015، وقلصت إيران بموجبه نشاطاتها النووية مقابل رفع تدريجي للعقوبات المفروضة عليها. وقال بنس: "الإيرانيون حصلوا على اتفاق مع المجتمع الدولي نعتقد الرئيس وأنا وإدارتنا أنه اتفاق سيئ للغاية". ورغم أن ماتيس ووزير الخارجية ريكس تيلرسون قالا إن الولايات المتحدة ستلتزم بالاتفاق، إلا أن بنس أبدى شكوكا حيال ذلك قائلا: "نجري تقييما لذلك في الوقت الحالي". وأضاف: "أعتقد أن الرئيس سيتخذ قراره خلال الأيام المقبلة. وسيستمع إلى جميع مستشاريه، لكن يجب أن تعلموا بشكل مؤكد أن هذا الرئيس حازم جدا لدرجة ترتب على إيران التفكير مرتين بشأن مواصلة أعمالها العدائية".

وقال مسؤولون أميركيون إن العقوبات الجديدة التي فرضت على إيران، الجمعة، كانت ردا على تجربة إيران لصاروخ باليستي مؤخرا ودعمها للمتمردين الحوثيين في اليمن الذي استهدفوا مؤخرا فرقاطة سعودية. وأكد البيت الأبيض أن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة" بما في ذلك الخيار العسكري.

 

إيران تهدد القوات الأميركية بهجمات صاروخية

السبت 8 جمادي الأول 1438هـ - 4 فبراير 2017م/العربية.نت - صالح حميد/هدد قائد القوة الجوية التابعة للحرس الثوري، أمير علي حاجي زادة، القوات الأميركية بهجمات صاروخية، وذلك على هامش مناورات تجريها إيران على منظومات صواريخها لمدة 5 أيام، رداً على العقوبات الجديدة وتصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترمب.ونقل موقع الحرس الثوري "سباه نيوز" عن حاجي زادة قوله إن "التهديدات التي أطلقها بعض المسؤولين الأميركيين تجاه إيران ليست إلا تخرّصات"، مشيراً إلى أنه "إذا ارتكب الأعداء أي خطأ فإن صواريخنا ستسقط على رؤوسهم". وتأتي هذه التحركات الإيرانية بعد يوم من فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة ضد 25 فرداً ومؤسسة إيرانية بسبب استمرار دعم طهران للإرهاب واختبارها، الأحد الماضي، صاروخاً باليستياً قادراً على حمل رأس نووي، في خرق فاضح لقرارات مجلس الأمن وفق واشنطن.كما هدد قائد القوة الجوية بالحرس الثوري، في كلمة له على هامش المناورات التي ستستغرق 5 أيام في منطقة سمنان شمالي إيران، باستهداف القوات الأميركية بالصواريخ، وفقاً لموقع الحرس الثوري "سباه نيوز SepahNews".وتقوم إيران بهذه المناورات التي تجريها القوة الجوية التابعة للحرس الثوري على مساحة 35 ألف كيلومتر مربع وسيتم فيها استخدام أنظمة الرادارات المختلفة وأنواع الصواريخ محلية الصنع من مختلف المديات، وكذلك اختبار مراكز القيادة والسيطرة والحرب الإلكترونية. كذلك ذكرت وكالة "تسنيم"، المقربة من الحرس الثوري، أن هذه المناورات قد بدأت بهدف رفع الجهوزية الدفاعية الشاملة لمواجهة أي تهديد. وتأتي التهديدات الإيرانية في ظل تجديد الرئيس الأميركي تحذيره لطهران عقب تصاعد حدة التوتر بين البلدين، حيث قال في تغريدة على حسابه في موقع "تويتر"، الجمعة 3 شباط/فبراير، إن "إيران تلعب بالنار ولا يقدّرون كم كان الرئيس أوباما لطيفاً معهم. لن أكون هكذا".

 

في عهد ترمب.. ماهي سيناريوهات ضرب "إيران" عسكرياً؟

الأحد 9 جمادي الأول 1438هـ - 5 فبراير 2017م/العربية نت – محمد الحسـن/"إيران" إرهابية وسبب دمار الشرق الأوسط، هكذا لخصت القيادة الأميركية الجديدة بقيادة دونالد ترمب ما يجري في منطقة الشرق الأوسط من أحداث وتعقيدات سببها تعنت إيران ومحاولتها التدخل في شؤون دول الجوار.

يرى مراقبون أن السنوات الأربع المقبلة في عهد ترمب، لن تمر "بردا وسلاما" على أفعال إيران في المنطقة كما كانت في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، خصوصاً أن من تسلم مفاتيح السياسة في الولايات المتحدة، يرى فيها "حاضنة للإرهاب"، بدءاً من تصريحات دونالد ترمب إلى وزير الدفاع جيمس ماتيس، خصوصاً بعد العقوبات التي فرضتها واشنطن واستهدفت فيها 13 شخصاً و12 شركة، ردا على تجربة إطلاق صاروخ باليستي إيراني الأحد الماضي. وهذه أول عقوبات تفرضها إدارة ترمب الجديدة على إيران. وخاطب ماتيس إيران بتصريحات أكثر قوة خلال زيارته لليابان. وقال في تصريحات صحفية "بالنسبة لإيران، إنها أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم". وأضاف "لقد رأينا التصرف السيئ، والمسلك السيئ لهم (إيران) من لبنان وسوريا إلى البحرين وإلى اليمن، ولا بد من التعامل مع ذلك في مرحلة ما".

هاشتاغ "شكر" عالمي

TrumpWarnsIranianTerrorism#، هاشتاغ انتشر بقوة في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" حول التصريحات "الرسمية" التي أطلقتها الولايات المتحدة تجاه إيران. تحذيرات ذهبت إلى أبعد ما يمكن على لسان "ترمب" الذي غرد في تويتر: "على إيران أن تكون ممتنة للصفقة الفظيعة التي أبرمتها الولايات المتحدة معها"، في إشارة إلى الاتفاق النووي الإيراني.

وأضاف ترمب: "إيران كانت على وشك الانهيار حتى أعطتها الولايات المتحدة فرصة للحياة بصفقة (قيمتها) 150 مليار دولار". ووفقا لـ موقع keyhole لتحليل الهاشتاغات ومعرفة الإحصاءات الخاصة بها، وجدت "العربية.نت" أن الهاشتاغ، وصل إلى أكثر من 16 مليون متابع، فيما تفاعل معه بالتغريد 576 مغردا وتم نشر 704 تغريدة فيه حتى لحظة كتابة التقرير. وجاء السعوديون في المرتبة الأولى تغريدا بالهاشتاغ بنسبة 50% ثم الولايات المتحدة الأميركية بـ 18.33%، وحصل على إعادة تغريد بنسبة 60.1%.

لكن هل سيتطور التهديد الأميركي لإيران؟

أجاب عن هذا السؤال، الباحث والكاتب السياسي، الدكتور عبدالرحمن سليمان الحبيب، بتأكيده لـ"العربية نت" أن تهديد الإدارة الأميركية الجديدة، "جاد وحازم"، على اعتبار أنه أخذ الصفة الرسمية هذه المرة، مشيراً إلى أن لغة ترمب مع إيران "خشنة" منذ أن بدأ حملته حتى أصبح رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، ودخوله البيت الأبيض. وقال الدكتور الحبيب: "بدأنا نسمع تصريحات من إدارة الرئيس ترمب، مثل إيران الراعي الأول للإرهاب في العالم، لم نسمعها منذ زمن بوش الابن، كذلك اعتبار الحوثيين جماعة إرهابية من قبل إدارة ترمب قد يغير من المعادلة التي كانت قائمة قبل مجيء ترمب".

لكن ماذا لو استمرت إيران بتعنتها في المنطقة؟يرى الدكتور الحبيب أن الصاروخ الباليستي الذي قامت طهران بالإعلان عنه، كان "بالون اختبار" من إيران لجس نبض الإدارة الأميركية الجديدة. وأشار إلى أنه لو استمرت إيران بتعنتها سنرى، ما يلي:

أولا: ضغوط سياسية تتمثل في "عزل إيران سياسيا".

ثانياً: عقوبات اقتصادية قاسية.

ثالثاً: نوع من أنواع العمل العسكري.

رابعاً: الاتفاق النووي الذي قد يعاد النظر فيه من قبل إدارة ترمب، كان المطلوب من إيران عدم التصريح عن إجراء التجارب على الصواريخ الباليستية كنوع من حسن النية، لكن ما حدث أن إيران كسرت هذا الحاجز، وهو مقدمة سلبية جدا للتعامل مع مثل هكذا اتفاق حذر منه ترمب. والكلام للدكتور الحبيب.

فرق شاسع

وعن الفرق بين إدارة "ترمب وأوباما" بالتعامل مع الملف الإيراني، أوضح الدكتور الحبيب أن "ترمب" أقرب للرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان (1981 – 1989)، في أسلوب تعامله مع إيران: "نحن أمام إدارة جديدة لن تتعامل مع إيران مثل تعامل أوباما معهم، وهذا ما قاله ترمب في تويتر بأنه لن يكون لطيفاً كأوباما معهم"، وأضاف أن ريغان عاقب الإيرانيين بحرب استمرت لثماني سنوات مع العراق، (سبتمبر/أيلول 1980 وانتهت في أغسطس/آب 1988)، رداً على سياساتها أنذاك.

واعتبر الدكتور الحبيب أن أوباما استخدم سياسة الجزرة دون "العصا" مع إيران لتحقيق اتفاق كان يراه تاريخياً، في حين أن "ترمب" يعمل على دمج سياسة جورج بوش الابن وأوباما تجاه إيران: "أعتقد أنه سيستخدم سياسة العصا والجزرة معاً".

وأكد الحبيب أن السعودية تستثمر في تصريحات ترمب "دبلوماسياً"، رغم أنها لم تتوقف عن تنبيه العالم بخطورة سياسة الترهيب التي تنتهجها طهران لميليشياتها في المنطقة، خصوصاً في اليمن وسوريا: "الآن، هناك إدارة أميركية جديدة توضح هذا السلوك، وما يتحدث عنه صقور ترمب ليس مجرد كلام دبلوماسي عام".

 

أميركا ترد على خروقات الحوثيين بـ"المدمرة كول"

الاثنين 10 جمادي الأول 1438هـ - 6 فبراير 2017م/واشنطن – بيير غانم/إرسال البحرية الأميركية للمدمرة يو اس اس كول إلى باب المندب يثبت أن الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترمب عازمة أولاً على حماية حرّية الملاحة في المضيق الاستراتيجي، فجزء أساسي من سياسة الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط هو ضمان حرية إبحار السفن وعبور المياه الدولية وتسهيل الحركة التجارية من وإلى البحر الأحمر وقناة السويس شمالاً وإلى المحيط الهندي جنوباً. جاء إرسال الأميركية للمدمّرة كول ردّاً مباشراً على استهداف الحوثيين سفينة سعودية قبالة الساحل اليمني. الهجوم بطبيعته كان تحوّلاً كبيراً في تصرفات الحوثيين، حيث أكد أكثر من مصدر أن العملية كانت عملية انتحارية بواسطة زورق مليء بالمتفجرات، وسبق ذلك إطلاق نار وصواريخ من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون باتجاه سفن إماراتية.

الرعاية الإيرانية للحوثيين

هذا التصعيد من قبل الحوثيين قابله موقف أميركي، اعتبر بوضوح أن الحوثيين يتلقون الدعم من إيران، وقال الجنرال مايكل فلين مستشار الأمن القومي الأميركي يوم الأربعاء الماضي في بيان من البيت الابيض أن قوات الحوثيين "درّبتها وسلحتها إيران، وقد هاجمت السفن الإماراتية والسعودية" واعتبر فلين أنها "هدّدت السفن الأميركية والحليفة التي تعبر البحر الأحمر". الجديد في موقف الإدارة الأميركية أنها على عكس الإدارة السابقة تقول بوضوح إن إيران تقدّم الدعم للحوثيين، فيما كانت إدارة أوباما تتردّد في قول ذلك، وكانت تعتبر أن الحوثيين فصيل أساسي من المجتمع اليمين ومن الحياة السياسية في البلاد، ولم تقل إدارة أوباما إنهم ميليشيا مدعومة من طهران، فيما تساوي الإدارة الحالية بينهم وبين باقي الميليشيات التابعة لإيران مثل حزب الله اللبناني كما تعتبر أن الحوثيين يهددون سلامة الملاحة. من جهة أخرى، يؤكد الأميركيون في ظل الرئيس الحالي انهم مستعدّون للدفاع بالقوة العسكرية عن حلفائهم، فالبيانات الرسمية الأميركية خلال هذا الأسبوع ومن بينها بيان الجنرال فلين تربط بين الاعتداء الحوثي والرعاية الإيرانية من جهة وبين الموقف الأميركي والحلفاء في المنطقة من جهة أخرى. إرسال المدمرة كول إلى باب المندب له معان كثيرة أيضاً، فهذه المدمرة كانت في خليج عدن عندما تعرضت لهجوم إرهابي في العام 2000 وهي تعود الآن إلى المياه قبالة اليمن لمواجهة عدو مختلف. تشير المعلومات التقنية عن المدمرة إلى أنها تحمل صواريخ توماهوك تستطيع أن تضرب أهدافاً على مسافة مئات الأميال منها، كما أن المدمرة تحمل أجهزة تحسس ورادار عالية الدقة وتستطيع كشف الالغام والقوارب والصواريخ الموجهة إلى السفينة أو إلى السفن الأخرى وتستطيع تدمير "الهجوم" وحماية السفن والملاحة.كما أن إرسال المدمرة كول إلى باب المندب يأتي من ضمن إستراتيجية متكاملة للرئيس الأميركي الجديد وبدأت تظهر معالمها. فالإدارة الأميركية فرضت عقوبات على إيران لقيامها بتجربة صاروخية وقالت إن الصاروخ قادر على حمل شحنات بوزن ما بين 350 و500 كلغ أي ما يعادل قنبلة نووية وهذه التجربة ممنوعة وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2231 الذي يرعى الاتفاق النووي الإيراني. كما أن إدارة ترمب فرضت عقوبات تتعلّق برعاية الإرهاب وطالت ضابطاً في فيلق القدس يعمل في لبنان بالاضافة إلى عناصر من حزب الله يعملون في إدارة شركات تقدّم الدعم المادي للتنظيم الموضوع على لائحة الإرهاب الأميركية منذ أكثر من عقدين. ويأتي إرسال المدمرة كول إلى باب المندب جزءاً من هذه الاستراتيجية التي تبدو متكاملة وفي صلبها إنذار إيران وردعها عن تهديد أمن وسلامة جيرانها وعدم التدخّل في شؤونهم. وأكثر ما يثير الانتباه الآن هو كشف مايك بنس نائب الرئيس الأميركي عن أن الإدارة تقوم الآن بمراجعة الاتفاق النووي مع إيران وأن الرئيس ترمب سيأخذ قراراً بهذا الشأن خلال الأيام المقبلة.

 

ترمب يدافع عن بوتين ويرفض وصفه بـ "القاتل"

الأحد 9 جمادي الأول 1438هـ - 5 فبراير 2017م/فلوريدا (الولايات المتحدة) - فرانس برس/رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، الدعوات لاتخاذ موقف أكثر تشدداً حيال روسيا مؤكداً أنه يحترم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولم تصدر عن ترمب الذي دخل أسبوعه الثاني في الرئاسة، مؤشرات على الاستجابة لمطالب حزبه الجمهوري بالنأي بنفسه عن بوتين.وقال في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز ستبث كاملة الأحد: "أنا أحترمه. حسنا، أنا أحترم الكثير من الناس، لكن ذلك لا يعني أنني أتفق معهم".فقاطعه المذيع واصفا بوتين بأنه "قاتل"، فرد ترمب: "هناك الكثير من القتلة. لدينا الكثير من القتلة. هل تعتقد أن بلادنا بريئة؟". وتابع "أقول إنه من الأفضل أن نكون على علاقات جيدة مع روسيا من عدمها"، مضيفا أنه لا يعرف ما إذا كان سيتفق مع بوتين. من جهته، وصف مايكل ماكفول السفير السابق لدى روسيا ومستشار الرئيس السابق باراك أوباما تصريحات ترمب بأنها "مقززة".وكتب في تغريدة على "تويتر": "هذه المقارنة الأخلاقية التي يواصل ترمب عقدها بين الولايات المتحدة وروسيا غير دقيقة. وردا على سؤال عما إذا كانت الإدارة الأميركية مستعدة لتخفيف العقوبات عن روسيا، أعرب ترمب عن رغبته في العمل مع موسكو لمحاربة تنظيم داعش في سوريا حيث تنشر موسكو طائرات وسفناً حربية وقوات لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

 

البيت الأبيض: ترمب سيلتقي قادة الناتو في مايو

الاثنين 10 جمادي الأول 1438هـ - 6 فبراير 2017م/فلوريدا- فرانس برس/أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترمب اتفق مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ خلال مكالمة هاتفية الأحد على المشاركة في اجتماع مع قادة بقية الدول الأعضاء في الحلف في أواخر آيار/مايو.

وقالت الرئاسة الأميركية في بيان إن ترمب أعرب خلال الاتصال عن "دعمه القوي لحلف شمال الأطلسي" لكنه دعا الدول الأوروبية الأعضاء في الحلف إلى بذل المزيد من الجهود، مشيرا إلى أن الرئيس الاميركي "وافق على المشاركة في اجتماع مع قادة الحلف الأطلسي في أوروبا في أواخر آيار/مايو".

 

منفذ هجوم اللوفر يلتزم الصمت مع المحققين

الأحد 9 جمادي الأول 1438هـ - 5 فبراير 2017م/باريس – رويترز/أكد مصدر في مكتب الادعاء في باريس اليوم الأحد أن منفذ هجوم متحف اللوفر رفض التحدث إلى المحققين لدى سؤاله في مقر احتجاز رسمي بأحد المستشفيات. وحمل المهاجم سلاحاً أبيض قبل أن يطلق عليه جندي فرنسي النار ليصيبه أمام متحف اللوفر. وأصيب المهاجم وهو مصري قالت مصادر أمنية إن اسمه عبد الله رضا الحماحمي (29 عاما) بعدة طلقات في بطنه يوم الجمعة بعد إقدامه على مهاجمة جنود بسلاح أبيض فيما وصفه الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند بهجوم إرهابي. وقال المصدر بمكتب الادعاء "أول تحقيق تم صباح اليوم لكنه كان لفترة وجيزة. حتى الآن يرفض التحدث للمحققين."وأصيب جندي واحد بجروح طفيفة في الهجوم قرب مدخل المتحف الذي فتح أبوابه مجددا أمام الجمهور أمس السبت بعدما أغلق بعد الحادث يوم الجمعة. وقالت الشرطة إن المهاجم كان يحمل أيضا حقيبة على ظهره بداخلها بخاخ طلاء لكن لم توجد بها أي متفجرات.

 

لافروف يدعم جولة محادثات سوريا بإشراف الأمم المتحدة

الأحد 9 جمادي الأول 1438هـ - 5 فبراير 2017م/موسكو- رويترز/قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن روسيا تدعم مواصلة المحادثات بشأن الأزمة السورية تحت رعاية الأمم المتحدة. وأضاف لافروف في مقابلة نشرت على موقع وزارة الخارجية الروسية على الإنترنت اليوم الأحد أن المحادثات الدولية بشأن سوريا التي عقدت في أستانا عاصمة كازاخستان في يناير/كانون الثاني مثلت "انفراجة" في جهود حل الأزمة. وقال إن شكل محادثات أستانا بين ممثلين للرئيس السوري بشار الأسد وجماعات المعارضة لا ينبغي أن يحل محل محادثات جنيف التي قادها مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا. وقال دبلوماسيون لصحفيين يوم الثلاثاء إن الجولة المقبلة من محادثات جنيف تحدد موعدها يوم 20 فبراير/شباط. وكان من المقرر أن تبدأ في الثامن من فبراير لكن لافروف قال الأسبوع الماضي إنها تأجلت. وأكد الوزير موقف موسكو بشأن العلاقات مع الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب. وقال لافروف إن البلدين في موقع يؤهلهما لحل مشكلاتهما الثنائية وتحسين العلاقات وتنسيق الجهود لمحاربة "الإرهاب الدولي" لكن ذلك لن يتحقق إلا على أساس الاحترام المتبادل.

 

المعارضة السورية تجتمع في الرياض لبحث مفاوضات جنيف

الأحد 9 جمادي الأول 1438هـ - 5 فبراير 2017م/دبي- قناة العربية/تعقد الهيئة العليا للمفاوضات السورية اجتماعاً في الرياض، الأحد، لبحث التحضير لاجتماعات جنيف 4، المقررة في وقت لاحق من فبراير. ويأتي هذا فيما قالت مصادر المعارضة السورية إنها تعمل على تشكيل وفد مفاوض بالتنسيق مع الفصائل المقاتلة ولا يشمل الأكراد.وككل جولات المفاوضات السابقة تعود عقدة تمثيل المعارضة، لتثير نفس الضجة وفي حين لا يواجه الائتلاف الوطني المعارض مشكلات كبيرة عادة بتشكيل وفد مفاوض يمثله، إلا أن العقدة تتمثل في فصائل أو شخصيات معارضة لا تتفاهم بشكل كبير مع الائتلاف.

فتلك الفصائل تتمسك بأنها تمثل طيفاً من المعارضة السورية، وتحظى رؤيتها بدعم موسكو فيما يصفها الائتلاف بشكل مستمر بأنها مقربة من النظام. وفي هذا السياق، قال مسؤول في الائتلاف السوري إن اجتماعات عقدت وتعقد في أنقرة والرياض لتعمل على تشكيل وفد مفاوض بالتنسيق مع الفصائل المسلحة. ورغم أن قرار المشاركة في جنيف 4 لم يتم اتخاذه بعد بسبب عدم تثبيت وقف إطلاق النار، إلا أن المسؤول قال إن الوفد في حال اتخذ قرار المشاركة لن يشمل الأكراد الذين وصفهم بالانفصاليين. وكان الائتلاف اعتبر أن المفاوضات مهددة بالفشل في حال عدم إرساء وقف إطلاق نار حقيقي، وتطبيق الإجراءات الإنسانية.وما قد يعقد الوضع أكثر هو الأنباء، التي تفيد برغبة روسية إيرانية بالفصل بين المسارين العسكري والسياسي وتشكيل عدة وفود تمثل الجميع. وهو ما يرفضه الائتلاف الوطني تماماً ويهدد بمقاطعة المفاوضات في حال حدوثه.

 

أستانا.. اجتماع روسي إيراني تركي للتحقق من وقف النار

الأحد 9 جمادي الأول 1438هـ - 5 فبراير 2017م/دبي- قناة العربية/تجتمع، الاثنين، مجموعة العمليات المشتركة المنبثقة عن مؤتمر أستانا، والتي تضم ممثلين عن روسيا وإيران وتركيا في كازاخستان، مجدداً للتحقق من تنفيذ وقف إطلاق النار، بحضور خبراء من فريق المبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا. يأتي الاجتماع الثلاثي فيما تعقد الهيئة العليا للمفاوضات اجتماعها في الرياض لبحث المشاركة في محادثات جنيف وتشكيل وفد موحد مع الفصائل العسكرية. وكانت الهيئة العليا للمفاوضات قد تلقت نصيحة بتوسيع وفدها، وإعطاء نصف المقاعد إلى الفصائل المسلحة إلى جانب إشراك شخصيات مما يُعرف بمعارضة موسكو والقاهرة، والذهاب تحت اسم وفد المعارضة بدلا عن اسم وفد الهيئة التفاوضية لتفادي الفيتو الروسي على الهيئة. وبالتالي فإن وفد الهيئة قد يُواجه برفض تركي لحضور "الاتحاد الديمقراطي". أما على الجبهة الأميركية فقد أشارت الحياة إلى أن الفريق الخاص بالشأن السوري في الخارجية الأميركية يفضل ضمناً إعطاء الأولوية لتثبيت وقف النار ومسار أستانا، وإن كان يبدي دعماً شفوياً لمسار جنيف ووعداً بالضغط لتشكيل وفد المعارضة وعقد مفاوضات جنيف في موعدها إضافة إلى استمرار التزامه بالعمل لـ "انتقال سياسي وإجراء إصلاحات عميقة في النظام".

 

إحالة ذابح القبطي بالإسكندرية للمفتي تمهيدا لإعدامه

الاثنين 10 جمادي الأول 1438هـ - 6 فبراير 2017م/القاهرة- أشرف عبدالحميد/قضت محكمة جنايات الإسكندرية، برئاسة المستشار مجدي نوارة مساء السبت بإحالة عادل عبدالنور عسلية، المتهم بذبح المواطن القبطي يوسف لمعي الى المفتي تمهيدا لإعدامه، وقررت المحكمة تحديد جلسة 9 مارس للنطق بالحكم.

وخلال جلسة المحاكمة التي أقيمت مساء السبت اعترف المتهم بارتكاب الجريمة رافضا توكيل محام للدفاع عنه، وقال إنه توجه للقتيل قبل عام ونصف وطالبه بالتوقف عن بيع الخمور ولم يمتثل لطلبه، مضيفا أنه غير نادم على جريمته ولو عاد به الزمن فسيرتكبها مرة أخرى وسيذبح كافة باعة الخمور.

وقال توني يوسف نجل القتيل لـ"لعربية.نت" إن المتهم هدده خلال الجلسة وقال له إنه سيقتله ويقتل الأقباط لأنه يكرههم، مضيفا أن القاتل شرح لهيئة المحكمة تفاصيل الجريمة كاملة، وأكد أنه فعل ذلك استنادا لفتاوى سمعها من الفضائيات.وكانت الأجهزة الأمنية بالإسكندرية، قد تمكنت من إلقاء القبض على المتهم بذبح صاحب محمصة تبيع الخمور بالإسكندرية وهي الجريمة التي هزت الرأي العام في مصر.

 

العربي الجديد: ترامب وإيران... تصعيد أبعد من الاتفاق النووي وأقرب للإقليم

الأحد 05 شباط 2017/وطنية - كتبت صحيفة العربي الجديد تقول: لم تكتف طهران بإصدار تصريحات الإدانة التي خرجت شديدة اللهجة على لسان مسؤوليها من الساسة والعسكر على حد سواء، رداً على قرار الإدارة الأميركية التي فرضت عقوبات جديدة على 25 شخصاً وكياناً من إيران أو تابعين لها في الخارج، بل أجرى "الحرس الثوري" مناوراته العسكرية وفق البرنامج المحدد سابقاً، من دون أن يتأثر بالتدابير الأميركية. واختبرت قواته "الجوية-الفضائية" أمس السبت، صواريخ ومنظومات رادارية محلية الصنع. ووجه قائد هذه القوات، العميد أمير علي حاجي زاده، رسالة مفادها أن "التهديدات الأميركية فارغة وأن أي هجوم على البلاد سيواجه بوابل من الصواريخ التي ستنطلق بغزارة نحو أهداف الأعداء"، على حد تعبيره. وترى طهران أن الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة، دونالد ترامب، تؤكد مجدداً على العداء التاريخي بين طهران وواشنطن، وما ملف التجربة التي أجرتها البلاد على صاروخ "باليستي" إلا ذريعة لفرض ضغط أكبر على البلاد، إذ إن هذه التجربة الجديدة لا تمثل أي خرق للاتفاق النووي، كون الصواريخ المجربة غير قابلة لحمل رؤوس نووية، بحسب المسؤولين. وقد يشكل الضغط الأميركي عقبة امام الاتفاق النووي، من ناحية فرض المزيد من العقوبات على البلاد التي من شأنها أن تبعد المستثمرين الأجانب عنها. لكن بعض الأوساط رأت في استمرار التصعيد الأميركي رسائل أبعد من ذلك، إذ إن طهران تدرك أن الاتفاق النووي ليس ثنائياً، ويشمل أطرافاً عديدة تريد في الغالب الحفاظ على استمراريته، وهو ما ستحاول الاستفادة منه على الرغم من المخاوف من الخطوات الأميركية التي دفعت الأمور نحو تراشق وتوتر أكبر. وفي هذا السياق، قال مساعد وزير الخارجية، المفاوض النووي، مجيد تخت روانجي، في حوار مع وكالة "إيسنا" الإيرانية، إن الأطراف الأوروبية أبدت لطهران عدم رغبتها في الدخول في حوار جديد حول مسائل النووي.

والعقوبات الجديدة فرضت على 13 فرداً، من إيران، ولبنان، والصين والإمارات، ترى واشنطن أنهم على ارتباط بـ"فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإيراني"، وهو ما يجعلهم مرتبطين بالإرهاب، بحسب وصف إدارة ترامب. أما الشركات الاثنتي عشرة فهي إيرانية، وصينية، ولبنانية، وإحداها بوسنية، وهي التي اعتبرت أنها تساعد في تزويد طهران بالقطع والتقنيات التي تساهم في تطوير برنامجها الصاروخي. ورأت لجنة الأمن القومي الإيرانية أن قرار العقوبات ليس جديداً في مضمونه. وقال المتحدث باسمها، حسين نقوي، إن الولايات المتحدة اتخذت 16 قراراً معادياً لإيران منذ التوصل للاتفاق النووي في يوليو/تموز عام 2015. وشملت هذه القرارات فرض عقوبات جديدة، أو وضعت العراقيل أمام تطبيق الاتفاق بالكامل، ما وقف بوجه إلغاء الحظر المالي والمصرفي عنها، بحسب المتحدث.

ومع ذلك، رأت بعض الأوساط الإيرانية أن تصعيد إدارة ترامب مدعوم من إسرائيل أولاً، ويتعلق بقضايا إقليمية، وبالتالي هو مدعوم من فاعلين فيها، لا سيما الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية. وخاطب أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، في أحد تصريحاته، ترامب نفسه قائلاً له إن "التجارب الصاروخية الإيرانية دفاعية سلمية فلا تدع (العاهل السعودي) الملك سلمان و(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يورطاك بالأمر"، بحسب وصفه. ودعا إدارة ترامب للاطلاع على تاريخ الولايات المتحدة التي لم تستطع تحقيق مآلاتها في إيران، ولاستشارة من وصفهم بعقلاء أميركا، وفق تعبيره. وأشار إلى أن إيران قادرة على الدفاع عن نفسها، وتراقب التحركات في المياه الخليجية عن كثب، وبأن تصعيد ترامب سيؤدي فقط للمزيد من التوتر في المنطقة. وأكد أنه لا يمكن تجاوز دور بلاده الإقليمي. وقال "قبل خمس سنوات كان لاعبو المنطقة يتجاهلون دورها في سورية، لكنها الآن تتعاون مع تركيا وسورية نفسها، وفي المقابل لم يعد أحد يوجه دعوة لأميركا والسعودية للمشاركة في المباحثات حول أزمة هذا البلد"، وفق تعبيره. ويدور حديث عن أن أولوية ترامب في اتخاذ هذه القرارات لا تندرج في إطار تخريب الاتفاق النووي في المستقبل القريب، وإنما تتعلق بملف القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في المنطقة، ومحاصرة الدور الإيراني في كل من سورية والعراق. ويعتبر المسؤولون في الداخل الإيراني أن هذا المآل غير ممكن. وفي أول رد فعل لمستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، على التصعيد الأميركي، قال إنه "على الولايات المتحدة ألا تنسى كيف تمرغ أنف عسكرييها بالتراب حين دخلوا العراق".

وفي هذا السياق، رأى المحلل السياسي، حسين ريوروان، أن الدعم الخليجي لتصعيد ترامب ضد إيران واضح للجميع في الداخل الإيراني، بل إن بعض دول مجلس التعاون الخليجي تدعم حصول مواجهة عسكرية محتملة بين الطرفين، بغية محاصرة إيران بما يحقق تراجعها في الإقليم. وفي حديثه مع "العربي الجديد" أضاف أن عداء إيران وأميركا طويل وتاريخي، لكن الإدارة الأميركية السابقة برئاسة الديمقراطي، باراك أوباما، خففت من وطأة التوتر، وهو ما ساعد أصلاً على التوصل للاتفاق النووي، لكن ما يطرحه ترامب الآن مرفق بمواقف إقليمية مناهضة لإيران، وهو سلوك غير مقبول إيرانياً، بحسب قوله. كما رأى أن المشكلة تكمن في وجود فريق غوغائي يحيط بالرئيس الجديد الذي تراه إيران جاهلاً وغير خبير بالسياسة. ولفت إلى أن العداء ليس ضد إيران وحدها، والتصريحات المتشددة شملت أكثر من طرف، مستبعداً أن تقع مواجهة عسكرية قريبة في المياه الخليجية بين الطرفين، فلا يمكن لأميركا أن تتحمل حرباً في المستقبل القريب، بحسب قول ريوروان الذي قال إن التصعيد مرفق بغايات تتعلق بالإقليم بلا شك، حسب رأيه. ولعل ما صدر عن البيت الأبيض عقب فرض الحظر الجديد على الكيانات والأفراد يدل على هذا الأمر. فقد رأت الإدارة الأميركية أن التجربة الصاروخية "الباليستية" الإيرانية لا تخرق الاتفاق مباشرة ولكنها تنقض روح الاتفاق. والتشخيص هو ذاته بالنسبة للإيرانيين، إذ إن العقوبات الأميركية الجديدة قد لا تكون جزءاً من بنود مكتوبة في نص الاتفاق بين طهران والسداسية الدولية، كونه رفع العقوبات التي فرضت على البلاد بسبب النووي وحسب، لكنها كذلك تنتهك روح الاتفاق، كون المفاوضات التي خلصت بتوافق تعني تعليقاً لفرض العقوبات من جهة، ولم تناقش ملف البلاد الصاروخي بالأساس، من جهة أخرى.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الانتخابات تفرز رابحين وخاسرين.. لا «القانون»

وسام سعادة/المستقبل/06 شباط/17

تجاوز قطوع قانون الانتخاب بالتي هي أحسن هو أمر ما زال ممكناً، رغم مناخ التصلّب في الآونة الأخيرة، للتمكن من تضعيف هذا المناخ. والابقاء على الزخم الذي رافق عملية انهاء فترة الفراغ الرئاسي، ثمّة شروط لا بد من تأمينها. اول هذه الشروط ابداء الحرص على الزخم الذي صاحب عملية انتخاب رئيس للجمهورية من بعد فراغ، ثم خطاب القسم المتوازن، ثم تشكيل الحكومة، ثم زيارة رئيس الدولة الى المملكة العربية السعودية، وانعكاس كل ذلك تفاؤلاً نامياً حول وجود أفق لتنشيط الحياة الاقتصادية. لا يمكن بطبيعة الحال الابقاء على هذا الزخم من دون تثميره في مسارات مؤسساتية وسياسات واضحة المعالم تعطي حيزاً تطبيقياً لمضامين خطاب القسم. لكن، حتى التمكن من احراز هذا التثمير ينبغي حماية شعلة هذا الزخم من عملية احباطها والهائها واستنزافها. ورئيس الجمهورية يعتبر ان عدم التمكن من انجاز قانون جديد للانتخابات يستهدف هذا الزخم. تبني هذه القناعة يصبح عندها امرا ضروريا.

في المقابل، لا يمكن ان تملي اي قوة سياسية تصورها عن قانون الانتخاب على القوى الاخرى، ولا يمكن كذلك الامر المعادلة بين كل الرؤى والتصورات بحيث يؤخذ شيء من عند هذا وشيء من عند ذاك فيصير قانون الانتخاب المقترح مرقعاً لا منطلقاً منهجياً من ورائه.

لا يمكن تجاوز ما يشعر به المسيحيون من انهم يريدون ان يكون لهم الدور الاكبر في انتخاب اكثرية نوابهم، ولا يمكن تسريح وجهات النظر الاخرى في البلد الذي تفهم المناصفة الاسلامية المسيحية كحل سياسي لوقائع رجحان الكفة الديموغرافي فيه، وليس كمكابرة على هذه الوقائع كما لو انها اطلاقا غير موجودة. من هنا، قد يكون الانفتاح على فكرة الابقاء على قانون الستين بشرط اعطاء صوت واحد او صوتين لكل ناخب في قضائه بمثابة مخرج حقيقي، هذا اذا كان المراد الآن ايجاد مخرج.

في نهاية الامر، التوازن المطلوب هو بين المساواة والعدالة: المساواة بين الناخبين، فلا يكون هناك ناخب بصوته وناخب بصوتين، والعدالة بين الطوائف، بحيث يعكس البرلمان المقبل بشكل افضل مما سبقه المناخات الاساسية في كل طائفة.

بل ان التوازن المطلوب يتجاوز هذا البعد. هو ايضاً توازن بين سرديات ومنظارات مختلفة. هناك طبعا المسيحي الذي يحتج من ان المسيحيين لا يختارون معظم نوابهم، لكن هناك ايضا الدرزي، ابن الملة المؤسسة للكيان، الذي ليس بمستطاعه تبوؤ منصب وزاري سيادي. وهناك الساحة السنية المخترقة بـ«سرايا حزب الله» واخواتها، والتي يجد فيها الاحتراز من القانون النسبي بسبب من طفرة السلاح، مسوّغاً لا يمكن التعامل معه كما لو انه بلا رصيد. وهناك الاشكالية المستعصية الاولى: «حزب الله» وسلاحه وحروب تدخله. وفوق الاستعصاء هناك «حقوق الشيعة» على «حزب الله» التي تثار اليوم بنبض حقيقي، ومضمونها الظن بحزب الله انه لم يكن دوره ايجابيا لجهة تعزيز موقع الشيعة في الدولة والمجتمع اللبنانيين. هناك اذاً معايير لا تختزل في واحد، هذا اذا اريد تأمين مقاربة متوازنة. النظر بعين واحدة، واختزال الوضع الداخلي لكل طائفة، لا يسعفنا كثيراً لتطوير نظر شاملة ومنصفة. ان يقول الكل في وقت واحد ان كل واحد منهم على حق، فهذا لا يعطي صكاً من الصوابية لاحد. ليس هناك فئة واحدة الا ويساء تمثيلها في لبنان في العقود الماضية. صحيح ان ثمة مسألة مسيحية حقيقية تتعلق بمجالس النواب، ولا يمكن المكابرة عليها في هذا المقام، لكن ثمة مسائل اخرى ايضاً. فالكل يعتبر نفسه على حق وانه لا ينال كامل حقوقه السياسية. من الممكن حل المشكلة بقانون انتخابي لا لون او طعم له. ومن الجائز التفاؤل اكثر من هذا. يبقى انه اذا كان العنصر الاول هو اقتراح مشروع قانون انتخاب ينطلق من زخم بداية عهد الرئيس ميشال عون، فان العنصر الثاني والمتمم للاول هو اخراج قانون الانتخاب من بازار المعركة الانتخابية نفسها: مشكلة كبيرة ان يكون قانون الانتخاب هو الذي يفرز رابحا وخاسرا اذا كانت الانتخابات بعد ذلك بأشهر قليلة. كلما جنحت المسألة الى اظهار ان هناك من يريد التقدم للانتخابات على قاعدة التسويق لتجربته في التوصل لقانون الانتخاب الفلاني، صعب حل المسألة.

 

هكذا يستثمر عون إشتباك ترامب - "حزب الله"

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 06 شباط 2017

يضرب الرئيس ميشال عون يده على الطاولة كما لم يفعل رؤساءُ ما بعد "إتفاق الطائف". هو لا يسأل: ما الصلاحيات التي يسمح "الطائف" بممارستها؟ بل يسأل: ما الصلاحيات التي يمنع "الطائف" ممارستها؟ وكلّ ما هو غير ممنوع يكون مسموحاً. والفارقُ كبيرٌ بين هذا المنطق وذاك. فهل عون مدعوم؟ وإذا كان كذلك، فهل الدعمُ داخليٌّ أم خارجيّ؟ في الصفقة التي أوصلته إلى الرئاسة، عرف عون كيف يكون حاجةً ماسّةً لخصومه قبل حلفائه، ولا سيما منهم الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع، فدعموا ترشيحه ووفّروا له ظروف انتخابه، مقابل مشاركتهم بقوة في السلطة.

واليوم، هو يقدِّم خدمة يريدها حلفاؤه في "حزب الله" في الدرجة الأولى: حمايتهم في المواجهة الآتية مع الرئيس دونالد ترامب. لذلك، يستقوي عون سياسياً في الداخل. ويجزم بأنه لن يوقِّع أيّ مرسوم يقود إلى انتخابات لا يقتنع بها. وعلى رغم الجدل همْساً حول دستورية هذه الخطوة، فإنّ أحداً ليس في وارد المواجهة مع عون. وهذه سابقة في مراعاة موقع رئيس الجمهورية منذ "إتفاق الطائف". ولكن، كلّ ذلك لا يتمّ كُرمى لعينَي الرئيس. ففي السياسة، الكلمة للمصالح لا للعواطف ولا للمبادئ. وما يجري هو الآتي: "الأقوياء لا يريدون إغضابَ عون لأنهم يحتاجون إليه، والضعفاء عاجزون عن إغضابه لأنه يستقوي بالأقوياء. وهكذا، يتمكّن الرجل من طرح خياراته بقوة ومواجهة كثيرين".

فالاشتباك الأميركي - الإيراني في الشرق الأوسط جاء يمنح عون ورقة صالحة للاستخدام فوراً. فترامب أعلن حربَه على إيران، لكنه لا يرغب في التعاطي مع لبنان بصفته إحدى ساحاتها. وهو يدرك أنّ استهداف "حزب الله" في لبنان، في ظلّ ما يمثله شعبياً على المستوى الشيعي، يشكّل مغامرةً بضرب الاستقرار اللبناني برمته. وهناك قرعُ طبولِ حربٍ بين الرئيس الأميركي وإيران. ولكن، بالتأكيد، الحرب لن تقع، لأنّ ترامب لن يقوم بأيّ خطوة في الشرق الأوسط من دون التنسيق مع حليفه الروسي فلاديمير بوتين الذي تحادث معه طويلاً وسيلتقيه في الربيع المقبل. وفي أيّ حال، إنّ ترامب، المُحاط بفريق فيه من اللبنانيّي الأصل، يمتلك تصوّراً واضحاً عن خصوصية الوضع اللبناني. ولذلك، هو لن يواجه إيران في لبنان، وسيبحث عن السبيل الأفضل لتحقيق ما يريده من "حزب الله"، من دون إقحام لبنان كدولة وإقحام الشيعة كطائفة. فهل يقود ذلك إلى تكرار تجربة جورج بوش الإبن، عندما سارع خصومُ "حزب الله" اللبنانيون إلى تقديم الحماية له، في ذروة الحملة الأميركية في 2005؟ يقول المتابعون لنهج ترامب إنه أكثر راديكالية من بوش في هذا الشأن، وقد يقتنع من القوى اللبنانية بمنحها- مجدداً- هامشَ التعاطي مع "الحزب" لدفعه نحو التزام القرارات الدولية، لكنّ واشنطن لن تتهاون في مراقبة التطبيق، من ضمن رؤيتها للمواجهة مع القوى المتطرّفة في الشرق الأوسط، التي يَعتبر ترامب أنّ "حزب الله" أحدُها. وهنا تبدو أهمية وجود عون، الذي يحظى بثقة "الحزب"، في موقع رئيس الجمهورية. ويريد "الحزب" اليوم أن يتمسّك بصورة الدولة أكثر من أيّ يوم مضى لتمرير القطوع، وبعد ذلك يكون لكلّ حادث حديث.

والرهان هنا على عاملين:

1 - أن تقود موسكو وساطةً تخفّف تدريجاً من حدّة هجمة ترامب على إيران، ما يريح "الحزب" في لبنان.

2 - أن يقتنع ترامب بأنّ لـ"الحزب" دوراً في ضرب "داعش" والقوى التكفيرية الأخرى.

في أيّ حال، سيكون عون هو الأقدر على أن يشكّل صمّامَ أمان في المواجهة. ومن المفارقات أنّ حليف "حزب الله" المسيحي كان أحد الفاعلين في إنجاز القرار 1559 الذي يطالب ترامب بتنفيذه.

والأرجح أنّ التسوية هنا ستقضي بدفع "الحزب" إلى أن يقدّم مزيداً من التطمينات بتقليص دوره في الحرب السورية إلى الحدّ الأدنى، وتطمينات بعدم انزلاقه في أعمال "التهريب والتبييض" عبر الشبكات العالمية، ما يهدّد أوروبا والولايات المتحدة.

والأرجح أنّ مستوى الحملة الأميركية ضد "حزب الله" سيبقى عند ما كان عليه في عهد الرئيس باراك أوباما، أي فرض عقوبات على شركات وشخصيات يثبُت ارتباطها بـ"الحزب" الذي يبقى منظمة إرهابية وفق القانون الأميركي. ويرافق ذلك دفع السلطات التشريعية اللبنانية إلى المضي في إقرار التشريعات الضامنة ضد التبييض والتزوير، وفي "تنظيف" القطاع المصرفي اللبناني.

أما في موضوع النازحين، فالدعوة التي يوجّهها عون إلى إقامة "مناطق آمنة" في سوريا توفِّر عودةً للراغبين منهم، تتقاطع مع دعوة ترامب إلى إقامة "المناطق الآمنة" هناك. ولم يسبق أن تقدَّم أيُّ مسؤول لبناني رفيع بطرحٍ عملاني يمكن أن يقود إلى حلحلة، ولو جزئية، في ملف النازحين. وعون مؤهَّل، من موقعه، لفتح خطوط الحوار مع الرئيس بشار الأسد حول الملف. وسيكون "حزب الله" أوّلَ الداعمين. إذاً، لـ"حزب الله" وترامب مصلحة في أن يتمتع عون بهامش من القوة، كلّ من موقعه. وفي المقابل، هو يستفيد من هذا التقاطع. ويبدو أنّ التركيبة الحالية للسلطة في لبنان مناسبة للجميع في الداخل والخارج: عون - بري - الحريري. ولذلك، لن تكون هناك مفاجآت في هذه التركيبة بعد الانتخابات المقبلة. فالمعادلة الحالية مطلوب استمرارها دولياً أيضاً. وهناك تمديد تقني للمجلس النيابي في المرحلة الأولى، ولكن أيّ انتخابات ستُجرى بعد ذلك لن تحمل تغييراً جذرياً. وتحت هذا السقف، يعرف عون مكانه فيتدلَّل. ولا بأس من المناورات لتحصيل المكاسب هنا وهناك، ما دام كلّ شيء تحت هذا السقف.

 

المواجهاتُ المسيحية الثلاث... ترسُم الأحجام داخل النظام

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الاثنين 06 شباط 2017

منذ خريف 2015، تاريخ إعلان الرئيس سعد الحريري مبادرته الرئاسية القاضية بترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، والمواجهات المسيحية مع بعض المكوّنات الإسلامية التي تفرّدت بحكم لبنان بعد «إتفاق الطائف» تتنقل، حيث تحصل فجأة بلا أيّ مقدّمات، وما إن تبرد جبهة معيّنة حتى تشتعل جبهة أخرى. تتّخذ المواجهات أشكالاً متعددة، وتُعتبر الحقبة الممتدة من 2005 الى 2015 حقبة تحالف المسيحيين مع المحاور؛ فـ«القوات اللبنانية» وحلفاؤها المسيحيون كانوا على تفاهم مع المكوّنَين السنّي-الدرزي الممثّل بتيار «المستقبل» والحزب التقدّمي الإشتراكي، في وقت تفاهم «التيار الوطني الحرّ» مع المكوّن الشيعي عبر ورقة التفاهم مع «حزب الله»، إلى أن حصلت مبادرة ترشيح فرنجية لتنهي سياسة المحاور و8 و14 آذار، وتفتح اللعبة السياسية على احتمالات جديدة. بدأت المواجهة المسيحية مع المكوّن السنّي أوّلاً، من ثمّ مع الشيعة قبل إنتخاب عون وبعد إنتخابه بقليل، ولتشتعل فجأة مواجهة مع المكوّن الدرزي. وهذه المواجهات المتفرّقة هي أكبر من تقاتل سياسي وأصغر من صدام مذهبي، فهي وإن كانت ترتدي اللباس الطائفي غير أنها تأتي في سياق تحديد الأحجام داخل النظام اللبناني، وفي العمق تُعتبر نزاعاً على دور كلّ طائفة في تكوين لبنان الجديد.

البيتُ الداخلي لم يكن في إمكان المسيحيين الدخول في أيّ مواجهة من دون ترتيب بيتهم الداخلي ورصّ الصفوف، وهذا لا يعني إبرام التحالفات السياسية فقط، بل القضاء على محاولة زرع بذور الشقاق المذهبي بينهم، وهذا الأمر ساعدت فيه الكنائس المشرقية بأجمعها بعدما إعترفت بدور الموارنة في قيادة المسيحية المشرقية عبر تصريحات البطاركة على اختلاف مذاهبهم، والذين طالبوهم بلعب هذا الدور القيادي أيضاً. قبل توقيع «إتفاق الطائف» كانت الهجمة شرسة على «المارونيّة السياسية»، فالموارنة إتُهموا حينها بأنهم «يأكلون البيضة وقشرتها»، ولذلك كان الإنقسام المذهبي منخفضاً عند المسلمين، والنزاع اتّخذ طابع مسلم - مسيحي، لا بل كان بعض المذاهب المسيحية ناقماً على الموارنة، ولجأ بعضهم الى الأحزاب القومية والعروبية واليسارية لمواجهتهم. لكن الوضع إختلف حالياً، فالمسلمون منقسمون مذهبياً، فيما تغيب النعرة المذهبية عند المسيحيين. الحروب السنّية - الشيعية في أوجها، والدروز خائفون على وجودهم، وهذه المذاهب تنتظر بعضها عند «المفترق». في المقابل فإنّ الوحدة السياسيّة المسيحية ساهمت في تقوية الموقف، فالأحزاب المسيحية والشخصيات تلعب على مساحة الطائفة لا المذهب، وبالتالي فإنّ المسيحيين دخلوا في اشتباكات مع المذاهب الإسلامية كلّ على حدة، الى حدّ وصف البعض هذه المواجهات بأنها «استفراد» بكلّ مذهب، لأنهم لو دخلوا في مواجهة شاملة مع المسلمين لكانوا خسروا حتماً بسبب إختلال الميزان، في حين أنّ كلّ مذهب إسلامي كان «يفرح» لأيّ مواجهة مسيحية تحصل مع خصمه.

النزاعُ مع السنّة

سُجّلت أولى الإشكالات على دور كلّ فريق داخل التركيبة اللبنانية مع المكوّن السنّي المُمَثل بتيار «المستقبل»، فقدّ شكّل ترشيح الحريري لفرنجية بالطريقة التي أتى بها ومن دون علم حلفائه المسيحيين صدمةً قوية أدّت الى ردة فعل أقوى، وساهمت بنحو أو آخر في زيادة التقارب بين «التيار الوطني الحرّ» و«القوّات اللبنانية» ومن ثمّ ترشيح «القوات» لعون ناهيةً بذلك مرحلة «السمنة والعسل» التي عاشها مسيحيّو «14 آذار» و«المستقبل». شمّر المسيحيون في تلك المرحلة عن سواعدهم، وشهدت الساحة السياسية مشادّات و»كسر جرّة» بين الحلفاء. إستُحضرت مراحل الصدام المسيحي- السنّي السابقة، وفجأة إستذكر المسيحيون أنّ السنّة لم يكونوا راضين على لبنان الكبير عام 1920 وإعتبروه خطأً تاريخياً فصلهم عن محيطهم العربي، في حين أظهر المسيحيون ندماً على فترة 1943 التي التقوا فيها مع السنّة لإخراج الإنتداب الفرنسي. وإستمرّ نبش التاريخ وصولاً الى ثورة 1958 وتحالف السنّة مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كذلك، إعتبار المكوّن السنّي أنه «مسؤول» عن الحرب الأهلية نتيجة تبنّيه القضية الفلسطينية ودفاعه عنها ومقاتلته معها واستخدامه البندقيّة الفلسطينية لقلب النظام، إضافة الى إستئثاره بالسلطة بعد «إتفاق الطائف» وإخراج المسيحيين من المعادلة وسجن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ونفي عون، ووقوفه أخيراً في وجه وصول عون الى الرئاسة وعدم الموافقة على قانون انتخاب يعيد حقوق المسيحيين. لكن سرعان ما تبدّدت هذه الإشكاليات لحظة موافقة الحريري على تبنّي ترشيح عون، فعاد الجميع الى التذكير بمراحل الإلتقاء الماضية ولعلّ أبرزها ميثاق 1943 وتفاهم الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح.

الشيعة

شكّلت العودة الى إستعمال مصطلح ميثاق 43 في المرحلة الأخيرة «نقزة» عند الشيعة، على رغم أنّ تاريخ لبنان الكبير لم يشهد أيّ مواجهة مسيحية - شيعية مباشرة، حتى إنّ قسماً من الشيعة كان ينتمي فكرياً الى «المارونية السياسية»، وكذلك فإنّ النائب الراحل كاظم الخليل العضو في كتلة الرئيس كميل شمعون هو من أبرز مهندسي «الحلف الثلاثي» الذي فاز في انتخابات 1968 بفضل تحالف زعماء الموارنة الثلاثة: شمعون والشيخ بيار الجميل والعميد ريمون اده في سابقة نادرة لم تتكرّر على الساحة المارونية. تصاعد حجم الشيعة بعد بروز نجم «حزب الله»، وقد يكون 6 شباط 2006 تاريخاً مفصليّاً بسبب توقيع «وثيقة التفاهم» بين «حزب الله» و»التيار الوطني الحرّ». وعلى رغم كلّ المطبّات، إلّا أنّ تلك الوثيقة تحوّلت ما يشبه الزواج الماروني إلى أن أتت انتخابات رئاسة الجمهورية، وساد التوتر بين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس مجلس النوّاب نبيه برّي على خلفيّة تمسّك برّي بـ«السلّة»، وإرتفعت حدّة التوتر خصوصاً بعد بثّ أخبار مفادها أنّ الحزب لا يريد عون رئيساً، فاضطر السيّد حسن نصرالله الى شرح الموقف ومخاطبة قواعد «التيار» محذِّراً من زرع الفتنة بين الطرفين. إنتُخب عون، لكنّ السجالات إستمرت على خلفية القول إنّ رئيس مجلس النوّاب يحقّ له مشاركة رئيسَي الجمهورية ومجلس الوزراء في تأليف الحكومة، ومن ثمّ تمسّك المكوّن الشيعي بوزارة المال لأنّ توقيعها هو التوقيع الرابع في الجمهورية بعد توقيع الوزير المختص ورئيسَي الجمهورية والحكومة. كلّ تلك التوترات زالت نسبياً بعد السير في التسوية الرئاسية والحكومية، وغياب الإحتدام المسيحي- الشيعي على قانون الإنتخاب على رغم مطالبة قسم كبير من المسيحيين بتسليم «السلاح غير الشرعي».

الدروز

يكتب تاريخ لبنان بالحبر والدم الدرزي والماروني، ولكي نستطيع التكلّم عن تلك الشراكة والعلاقة نحتاج الى مطوّلات، فمن إصرار الموارنة الى اصطحاب الدروز معهم الى الفاتيكان في القرن الخامس عشر مروراً بإمارة الجبل ودعم الموارنة لهم وصولاً الى مجازر 1841 و1860 كلها تواريخ طبعت لبنان ما قبل الكبير.

ويشبه الوضعُ الدرزي الحالي مرحلة ما بعد الاستقلال حين أحسّ الدروز أنهم مستبعدون بعد الاتفاق المسيحي- السنّي وعلى هامش اللعبة، فحاول الزعيم الإشتراكي كمال جنبلاط الذي أُسقط في انتخابات 1957 الثورة، من ثمّ استعمل السلاح الفلسطيني لهزيمة «المارونية السياسية»، واستغلّ النائب وليد جنبلاط الدعم السوري وغياب الزعماء المسيحيين لتضخيم حجمه، الى أن اتى اتفاق «التيار» و«القوات»، فحاول استيعابه، لكنه رأى أنّ «بيضة القبان» التي كان يمثلها كُسِرَت وأنه مطوَّق ولا تأثير له في اللعبة بعد «اتفاق» المسيحيين والسنّة والشيعة، فتنازل عن حقائب خدماتية ومن ثمّ «زُرِكَ» في قانون الانتخاب فبات، يهدّد بالويل والثبور وعظائم الأمور. قد تكون المواجهة المسيحية ـ الدرزية من الأسهل، لكن لا نية مارونية للانقضاض على جنبلاط الذي إنتخب عون، ويظهر ذلك في الاستثناءات التي تركها «قانون باسيل» من خلال ترك معظم مقاعد الدروز على القضاء والأكثري، إلّا أنّ المرور في تلك المواجهة كان أساسياً لتثبيت الأحجام والأوزان داخل النظام.

الخلاصة

بعد كلّ مواجهة داخلية يعود الجميع الى صَوْغ تفاهمات داخلية تحت شعار: «لا غالب ولا مغلوب»، خصوصاً أنّ المسلمين فهموا أنه لا يمكن كسر المكوّن المسيحي أو إلغاؤه لأنه يضمن التنوّع ويعطي لبنان ميزته عن دول المنطقة والعالم، وهذه الثابتة قالها جنبلاط أمس بنحو غير مباشر حين دعا الى إلغاء الطائفية وانتخاب مجلس نواب خارج القيد الطائفي مع إبقاء رئاسة الجمهورية للمسيحيين مع العلم أن هذا الأمر استعمل سابقًا لتخويف المسيحيين.وفي المحصلة، فإنّ علاقة المسيحيين مع بقية الأطراف يجب أن تقوم على الشراكة، لأنّ المكوّن السنّي يجب أن يعلم أنّ «إتفاق الطائف» انتزع الصلاحيات من رئيس الجمهورية ووضعها في مجلس الوزراء مجتمعاً وليس في يد رئيسه، كما أنّ الشيعي ومهما ازداد حجمه فلا يمكنه التفرّد بالحكم لئلّا يكرّر أخطاء غيره عندما كان هو من «المحرومين»، وكذلك يجب أن يطمئنّ الدرزي الى أنّ الخطر ليس من المكوّن المسيحي بل في جنوح الدولة وإنهيارها لأنها تحفظ حقوق الجميع وحيدة، وليس الأشخاص هم مَن يبقونهم في دائرة الحكم.

 

دعوة عون لعدم السحق: هل تُلزِم أهلَ الدار... قبل الجار؟

نبيل هيثم/جريدة الجمهورية/الاثنين 06 شباط 2017

قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إنّه سيحارب من أجل قانون انتخابي يمثّل الجميع. ورفض سحقَ الأكثريات للأقلّيات، ومحاولات البعض السطوَ على مقاعد نيابية من جيوب الآخرين. الأكيد أنّ الرئيس لا يطلق كلاماً لمجرّد الكلام، ولا شعارات ظرفية، أو استهلاكية، أو استعراضية أو احتوائية، بل إنّ كلامه محسوب، مدروس، جدّي. أكثر من ذلك، هو كلام مسؤول قاله على الملأ عن سابق تصوّر وتصميم. مِن هنا، هو كلام ملزِم، أوّلاً للرئيس، الذي يُلزمه هذا الكلام، بأن يشكّل من موقعه، بما له من قوّة معنوية، وصلاحيات، وهيبة، صمّام أمان للأقليات، وكاسحة للألغام والعبوات الناسفة للمعادلة الداخلية وميزان التمثيل، ورادعاً لكلّ النوايا التي تُشتَمُّ منها رائحة سحقٍ أو إلغاء، خصوصاً مِن قبَل المصابين بـ«الفجَع النيابي». ومثلما الكلام الرئاسي ملزِم للرئيس نفسِه، هو ملزِم أولاً أيضاً، لـ»التيار الوطني الحر» قبل أيّ طرف آخر. ذلك أنّ عون، حدّد للتيار قاعدة عليه أن يقف عليها، وينطلق منها، ويعمل على أساسها نحو ترجمة الموقف الرئاسي جملةً وتفصيلاً، سواء في مرحلة الإعداد للقانون الانتخابي الجديد، أو في العملية الانتخابية، ترشيحاً واقتراعاً وتحالفات. إذاً الكرة في ملعب التيار، والاختبار الأوّل لهذه الترجمة ليس بعيداً، واجتماعات اللجنة الرباعية، ستُبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود، والأنظار مشدودة إلى أداء «التيار الحر» في اللجنة، فهل سيترجم الكلام الرئاسي بنمط جديد، وبصيَغ جديدة من وحي كلام عون، وينسف التوجّه الذي كان سائداً في الاجتماع ما قبل الأخير للّجنة، والذي طرح تقسيمات لدوائر تحصر التمثيل المسيحي الفاعل لـ«الثنائية» المتمثّلة بالتيار و«القوات»، وتَمنحها ما يزيد عن ثلث مقاعد المجلس النيابي، وتُرحّل سائر المسيحيين ممّن هم خارج هذه الثنائية، إلى خارج التمثيل؟

المقاربة السياسية للدعوة الرئاسية إلى الاستفتاء، لم تدخل إلى هذه الدعوة من باب الصلاحيات، وما يملكه أو لا يملكه رئيس الجمهورية من قوة دستورية في هذا الاتّجاه.

أو ما إذا كانت هذه الدعوة ممكنة، أو غير ذلك، أو مجدية أو غير ذلك، أو من ناحية الاستجابة لها أو عدمها، أو من سيلتزم بها من سائر الطوائف، أو من سيرفضها ولا يرى لها أيّ معنى أو مسوّغ قانوني أو دستوري، أو لا يرى فيها قوّة إلزام، بل أدرجتها في الخانة ذاتها التي قاربَت فيها إعلانَ رئيس الجمهورية بأنّه لن يوقّع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة وفق القانون الحالي النافذ، أي إنّها اعتبرت الدعوة إلى الاستفتاء ما هي إلّا نوع من التعجيل والحثّ على وضعِ قانون انتخابي جديد. أمّا في الشقّ المتعلق بالقانون العادل ورفض السحق، فصدى الكلام الرئاسي إيجابي بشكل عام، حتى إنّ بعض السياسيين تبنّوا ما صَدر عن رئيس الجمهورية في هذا الشأن جملةً وتفصيلاً، وعبّروا عن حماستهم واستعدادهم للتطوّع والمشاركة الى جانب الرئيس في حربِه من أجل القانون العادل، وإحباط أيّ محاولات للسحق أو الإلغاء أو الإقصاء أو التحجيم. وبالتالي التفرّد والتحكّم والاستئثار.

على أنّ الكلام الرئاسي برفضِ السحق، يفترض أن يكون ظاهرُه وباطنه عاملَ اطمئنان للأقلّيات والجهات المستهدفة، فيُخرجها من منطقة القلق التي تمّ إدخالها فيها منذ ولادة ثنائية التيار و»القوات»، ويُشعرها بأن لا خوف على مصيرها وأنّها في حِمى الرئيس الذي قال إنّه سيحارب من أجل قانون عادل يمثّل الجميع.

ولكنْ ما الذي يجري على الأرض؟

الكلام الرئاسي على أهمّيته، تُقابله محاولة مستمرّة لفرض أمرٍ واقع على الأرض، يناقض تماماً ما يرغب الرئيس في تحقيقه، أي منع ما سمّاها محاولات السحق. فمنذ إعلان التفاهم بين التيار و»القوات»، تقصّدَ الطرفان الترويج جهاراً نهاراً لـ»ثنائية» تضمّهما حصراً، وستأكل الأخضر واليابس في الشارع المسيحي سياسياً، وانتخابياً، وتمثيلياً، معزّزةً بقوّة دفعٍ خلفية من قبَل رئيس الجمهورية. تمَّ تقديم هذه «الثنائية» بأنّها ليست مربوطة فقط بـ«إعلان النوايا»، بل بتفاهمات ضمنية بين الطرفين لتقاسمِ الجبنة المسيحية بينهما ولا مكان لغيرهما في موقع التمثيل والقرار، حتى إنّهما يرفضان استقباله، حتى مَن يتقدم من القوى السطحية، أو «ناقلي البواريد من كتِف إلى كتف»، أو الذين اعتبروا هذه الثنائية «بُعبعاً مخيفاً»، بطلبات استرحام، أو استلحاق، أو استعطاف، أو المغفرة السياسية، أو حتى خضوع، لكي ينجو بنفسه من الدهس أمام محدلة الثنائية!

وتمَّ تذخير هذه الثنائية، على ما يقال صراحةً في أوساط الطرفين، بشعارات جماهيرية استقطابية، تدغدغ الشعور المسيحي، بشعارات لا يمكن ان يكون إلّا معها، تتحدّث عن المظلومية التاريخية، ورفعِ الغبن، واستعادة المسلوب من الحقوق. والحديث أكثر من صريح وجدّي في أوساط الطرفين عن اجتياح في كلّ البقعة الجغرافية المسيحية.

وهنا يأخذ الزهو والنشوة البعضَ من الجانبين، فيجاهر علناً «سنجتاح الأشرفية والمتن، وكسروان وجبيل وعاليه وزحلة وجزّين والبترون والكورة وزغرتا وبيروت الثانية، إضافةً إلى بعبدا، وسنشارك الآخرين في الشوف والبقاع الغربي وصولاً إلى عكّار. وبطبيعة الحال المقعد الماروني في الهرمل سيكون لنا، المقعد الماروني في طرابلس محاصَر وصعب، كذلك المقعد الأرثوذكسي في مرجعيون والمقعد الكاثوليكي في الزهراني، وسنحاول استردادها، ربّما بالتبادل والمقايضة». أمام هذا الاجتياح الواسع النطاق، يحضر سؤال: طالما إنّ هذا الاجتياح سيَستهدف بشكل خاص كلّ الدوائر المسيحية من دون استثناء، فكيف ستستردّ الحقوق المسلوبة للمسيحيين؟ ومن أين؟ وممّن؟ هل من المسيحيين ممّن هم خارج ثنائية «القوات» والتيار؟ وهل يسلب هؤلاء حقوق المسيحيين أي حقوقهم؟ الملاحَظ في النقاشات الجارية في اللجنة الرباعية وخارجها، أنّ الأطراف جميعاً، ومن بينهم الثنائية القواتية العونية، تبحث في مراعاة بعض الخصوصيات لغير المسيحيين، وتحديداً لوليد جنبلاط، وتحاول في كلّ الصيَغ والأفكار والتقسيمات التي تُطرح، استنباطَ كيفية مراعاة هواجس الزعيم الدرزي. وتحت عنوان أنّ أحداً لا يريد أن يلغيَ أحداً أو يحجّم أحداً، أو يسعى إلى ابتلاع أحد.

لكنّ هذا «الحرص العابر للطوائف»، محصورة صلاحيتُه على ما يبدو في اتّجاه مراعاة هواجس وخصوصيات مَن هم في الطرف الآخر، أي الطرف المسلم. إذ إنّ الثنائية القواتية العونية، لا تشمل أهل بيتها المسيحي، في مفارقة مثيرة للاستهجان والاستغراب، فمن جهة تراعي خصوصيات وهواجس مَن هم غير مسيحيين، ومن جهة ثانية لا تراعي خصوصيات وهواجس المسيحيين الآخرين... فكيف يستقيم حرصٌ في الجانب المسلم مع اللاحرص في الجانب المسيحي؟

وبمعنى أكثر وضوحاً، كيف تكون هذه الثنائية شريكة في رفعِ الغبن عن فئة محبوسة في مكان، وتكون في الوقت ذاته، شريكة، لا مُسَبِّبَة لهذا الغبن، وتسقطه كلّ فئة من أهل بيتها؟ هنا يقع الكلام الرئاسي قبل أيّ مكان آخر، فهذا التوجّه الذي يبدو أنّ الثنائية المسيحية سائرة فيه، هو الذي ينطبق عليه ما شكا منه عون بصفته الرسمية كرئيس للجمهورية، وبصفته الحزبية كرئيس «أصلي» لـ«التيار الوطني الحر». وحذّر من العمل في اتّجاه ما سمّاه «السحق». فهل سيؤخَذ كلام الرئيس في الاعتبار، من أهل الدار قبل الجار؟ وماذا لو تجاوزَت الثنائية كلام الرئيس وتجاهلته، فهل سيَسكت عون حيال هذا التجاوز والتجاهل، وماذا سيفعل؟ هذه الصورة واضحة أمام الجميع، وخصوصاً امام المسيحيين. وثبات الصورة على ما هي عليه، يُبقي الثنائية القواتية العونية متّهَمة بمحاولة السحق، الى ان يثبت العكس، اي ان تنقلب الصورة في اتّجاه الانقياد خلف مبدأ العدالة والتمثيل للجميع، وهذا ما يفترض أن يظهر في الآتي من الايام.

لكنْ لنفرض أنّ هذه الثنائية ثبتَت على منحى الاجتياح وإلغاء كلّ ما عداها في الشارع المسيحي، فهل هي قادرة على ذلك؟ بالتأكيد لا أحد يستهين بما تملكه هذه الثنائية من قدرة وقوّة وحضور. لكن في المقابل، ألا تملك القوى المتضررة أو المستهدفة بالحدل أو الدعس أو الابتلاع أو الاجتياح أو التذويب والإلغاء والإقصاء، قدرةَ تحصين دفاعاتها، بما يمكّنها من مواجهة الخطر وردّ الأذى السياسي والتمثيلي عنها؟ والسؤال الأهم: ماذا لو فشلت «الثنائية» في تحقيق هدفها؟ وإن ربحَت فلصالح مَن؟ وهل ستضحك «الثنائية» بطرفَيها سروراً بهذا الربح، أم أنّ أحد الطرفين سيضحك وحده في النهاية بتحقيق اكثرية يريدها من الآن متفوّقةً على كتلة سعد الحريري؟ إن استعرَضنا خريطة الاجتياح المفترضة، يَظهر أنّ «بنك الأهداف» الذي حدّدته «الثنائية» سلفاً، يَشمل الأشرفية، المتن، عاليه، الكورة، زغرتا، البترون، زحلة، إضافةً إلى كسروان وجبيل وجزين وبشرّي.

وإذا ما دقّقنا في «بنك الأهداف» هذا، يتبيّن أنّ لكلّ دائرة خصوصيات واعتبارات سياسية وطائفية وزعاماتية وتاريخية تَحكمها، وبالتالي اجتياحها كما ترغب «الثنائية»، لن يكون بالأمر السهل، بل على العكس من ذلك، فإنّ هذا الاجتياح إن تقرَّر الذهاب اليه، قد لا يكون مأمونَ النتائج.

ولكن حتى لو قدّر لهذا الاجتياح أن يحقّق نجاحات، فإنّ تقريش النتائج سلفاً، يُظهر من الآن التفوّق العوني على الشريك الآخر في الثنائية. ما يعني أن لا مناصفة في التمثيل في كلّ الدوائر، فهناك دوائر ثابتة ومحسومة بنتائجها الحالية ستبقى ثابتة على ما هي عليه كجزين وجبيل للتيار، وبشرّي لـ«القوات».

وفي دوائر أخرى قد يتشاركان معاً، كلٌّ بحسب حجمه، للفوز بمقاعد الدوائر التي لا يملكان تمثيلاً فيها، مِثل الأشرفية وعاليه والشوف والبقاع الغربي. وفي دوائر معيّنة ، هما محكومان بتبادلية لا أكثر على قاعدة «أعطيكَ هنا تعطيني هناك»، فإن أعطى «التيار» «القوات» مقعداً في كسروان سيأخذ بدلاً منه في البترون. وإِن أعطاه في المتن قد تقول «القوات» إنّها تعطيه بدلاً منه في زحلة، على اعتبار أنّها حاضرة في كتلة نيابية من 3 نواب. ولكن هل تستطيع «القوات» أن تعطي في زحلة، علماً أنّ حصّتها النيابية الزحلية الحاليّة وفّرها لها تيار المستقبل في انتخابات 2009؟

 

غيبوبةٌ لبنانية ومَخاضٌ عالمي

سجعان القزي/جريدة الجمهورية/الاثنين 06 شباط 2017

يَعترف السياسيون اللبنانيون كافةً بأن أزمةَ لبنان ـ بفعل انحيازِهم ـ مرتبطةٌ بأزَماتِ المِنطقة، ويتصرفون بالمقابل وكأنَ لبنانَ جزيرةٌ منعزِلة عن الشرق الأوسط والعالم ومصيره يتقرر في هذه القريةِ أو ذاك القضاء. أكثريةُ السفراءِ المعتمَدين في لبنان يلاحظون ـ منذ زمنٍ ـ تدنّي الرؤيةِ السياسية لدى المسؤولين، إذ قلّما يطرَحون في اللقاءات الديبلوماسية مصيرَ لبنان وقضاياه الاستراتيجية. مَن منهم يفكّر بماهيّةِ انعكاسِ قرارتِه ومواقفه على مصيرِ الأجيال الطالعة؟ أيُّ مسؤولٍ لبناني دعا إلى مجلِسه مفكّراً أو شاعراً أو مؤرخاً أو باحثاً للتَنَوّرِ برأيه وبتجربته؟ كل السياسيين يعرفون ما يريدون لأنفسِهم ولورثتِهم، لكن لا يعرفون ماذا يريدون للبنان؟ مَن منهم يملِك رؤيةً مستقبليةً للبنانَ وسَطَ التحولاتِ الاستراتيجية؟ مَن منهم يلاحظ أن لبنانَ يعيش مرحلةَ ما قبلَ حربِ سنةِ 2006 معطوفةً على مرحلةِ ما قبلَ سنةَ 2005. وأن سوريا تمّر بمرحلةِ ما قبلَ توحيدِ أقاليمها سنةَ 1936. وإيران تخشى تهديداتِ مرحلةِ ما قبلَ الاتفاقِ النووي سنةَ 2015.

وأوروبا تَهاب أن تعودَ إلى مرحلةِ ما قبلَ اتحادِ دولِها في معاهدةِ «ماسترخت» سنةَ 1992. والولاياتِ المتحدةَ تنقسِم حيالَ رئيسِها الجديد كأنها في مرحلةِ ما قبلَ وِحدةِ الشمالِ والجَنوب سنةَ 1865. وروسيا تتصرف دولياً كأنها في مرحلةِ ما قبلَ سقوطِ الاتحاد السوفياتي سنةَ 1991؟ إنه مَخاضٌ عسير.

منذ الحربِ العالمية الثانية لم يَبلغ العالمُ حدودَ الخطرِ العسكري مثلَ اليوم. ومنذ معاهدتَيْ فرساي (1919) ويالطا (1945) لم يعرف العالمُ تهديداً لكِياناتِه مثلَ اليوم. ومنذ صدورِ شِرعةِ حقوقِ الإنسان (1948) لم يَشهد العالمُ انقلاباً على القيمِ الروحية والانسانيةِ مثلَ اليوم. ومنذ عصورٍ لم يَتَعمَّم الإرهابُ حالةً عالمية مثلَ اليوم. ومنذ أكثرَ من قرنٍ لم يَحكُم العالمَ قادةٌ دون مستوى الزعامةِ مثلَ اليوم.

نَزحَ النبوغُ من السياسةِ إلى العلوم. الشعوبُ قَلِقةٌ، تمشي وتَنظر وراءَها، والحكامُ عاجزون يدورون حولَ أنفسِهم. الدولُ الكبيرةُ تقوم مقامَ الأممِ المتحدة، وهذه تلعب دورَ الصليبِ الأحمر. أليس لافتاً اختيارُ المفوضِ السامي لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيرس، أميناً عاماً لمنظمة الأمم المتحدة؟ مَن في لبنانَ لاحظ ذلك؟

منذ سقوطِ الاتحاد السوفياتي، والعالمُ يتلمَّس نظاماً جديداً ولا يَجدُه. الثوراتُ العربية فشِلت. الوِحدةُ الأوروبية توسعت عشوائياً فترنحت. اللجوءُ إلى الأديان تحوّل تطرفاً وتعصّباً. تقريرُ المصير خلق كياناتٍ ضعيفة. مشروعُ نَشرِ الديمقراطيةِ عمَّم الفوضى. الاتحاداتُ الإقليمية في آسيا وأميركا اللاتينية تعثرت وتفككت. وخلافاً لما نظن، ليستُ الشيوعية وحدَها ما سقط بل الرأسماليةُ أيضاً. وإذا أُعلنَ سقوطُ الشيوعيةِ الدولية ونُشِرَ في الجريدةِ الرسمية، فالغربُ يُرجئ نَعيَ الرأسماليةِ العالمية رغم كل الأزماتِ المالية والاقتصادية التي يتخبّط فيها. مَن في لبنانَ لاحظ ذلك؟

وفي الوقتِ الضائعِ حاولت الولاياتُ المتحدة قيادةَ العالم فارتكبت حروباً خاطئةً ضدّ الأطرافِ الخطأ وتواطأت مع الاعداءِ الحقيقيين ضدّ أصدقائها التقليديين. انتقل العالمُ من الحربِ الباردة بين السوفيات والأميركيين إلى الحروب بين الدولِ الكبرى وقوى إقليميةٍ فاستفاقت جميعُ أنواعِ الشرِ النائمِ في النفسِ البشرية.

في تلك الفترةِ خاضت الولايات المتحدة الأميركية ثلاثَ حروبٍ: الكويت سنةَ 1991، أفغانستان سنةَ 2001 والعراق سنةَ 2003 ما أدّى إلى انهيارِ دولتين من ثلاث (أفغانستان والعراق) وتحريرِ الثالثة (الكويت) وإلى ارتداداتٍ ضد أميركا وحلفائها الإقليميين.

في حين خاضت روسيا ثلاثَ حروب: جيورجيا سنةَ 2008، بلاد القرم سنةَ 2014 وسوريا سنةَ 2015، وانتصرت فيها فعززت، خلافاً لأميركا، وضعَ حلفائها الإقليميين. وها روسيا اليوم تتصدّر الساحتين الدولية والشرقِ أوسطية فيما تنهمِك الولاياتُ المتحدة بساحتها الداخلية وتبدو كأنها لبنانُ بين حشدِ ساحةِ الشهداء واعتصامِ ساحةِ رياض الصلح. مَن في لبنانَ لاحظ ذلك؟ اختلفت نوعيةُ النزاعاتِ الحديثة وكذلك طريقةُ حلِّها. غابت الحلولُ الطويلةُ المدى لأن غالِبيةَ النزاعات ليست بين دولٍ تحتكم إلى القوانين الدولية ومنطقِ الانتصار والهزيمة، بل بين دولٍ وجماعات أو بين جماعاتٍ ومنظمات خارجةٍ على كل القوانين والأعراف والحدود. ترفض الشعوبُ اليومَ النظامَ الإحاديَّ (الأميركي) والثنائيَّ (الأميركي / الروسي) والثلاثيَّ (أميركا / بريطانيا / فرنسا) والخماسيَّ (مجلس الأمن الدولي)، وتبحث عن الاستقرار من خلال توازناتٍ أخرى.

تبدو روسيا الوحيدةَ التي وجدت نهجَها، فيما يتخبّط العالمُ الحر بكيفيةِ وراثةِ الاتحاد السوفياتي في أوروبا وآسيا ويَنشَط بإزعاجِ روسيا في محيطِها الجيوسياسي. تخلّص العالمُ الحر من الشيوعية ليقعَ في الإرهاب الآتي من دولٍ ومجتمعات مختلفة، فارتبك. لا يكفي أن نفرحَ بسقوطِ الشيوعية الدولية، الأهمُ إيجادُ بديلٍ يعيدُ توازنَ العالم الذي غالباً ما كان ثنائياً عبرَ التاريخِ القديم والحديث. مَن في لبنانَ لاحظ ذلك؟ أثناءَ الحربِ الباردة بين واشنطن وموسكو انقسمت الدولُ بين هذين المعسكرين. اليوم تسعى الشعوبُ إلى الخروج من هذا الانقسامِ لتُنشِئَ تجمعاتٍ إقليميةً ومحليةً. انتقل العالمُ من عصرِ الإيديولوجيّتين الشيوعيِة والرأسمالية إلى عصرِ الحقِّ بتقريرِ المصير استناداً إلى معاييرَ تاريخيةٍ تتضمّن إيحابياتٍ كالحرية، وسلبياتٍ كالتطرف. الأنظمةُ العالمية السابقةُ أفرزتْها معاهداتٌ وُقّعَت مباشرةً بعد حربي 1918 و1945. أما مسارُ النظامِ العالمي العتيد فإنه خارجَ سياقِ حربٍ فهزيمةٍ فانتصارٍ فمعاهدة؛ سيكون ثمرةَ تحولاتٍ استراتيجية واقتصادية وحضارية وإتنية ودينية. هذه المرةَ يحاول العالم أن يصنعَ نفسَه بنفسِه ولذلك مسارُه طويلٌ وصعب، وسنرى مُسودّاتٍ مختلفةً قبل أن تخرجَ نُسختَه النهائية. ولأن الشعوبَ تلعبُ دورَها، برزت القومياتُ والفدراليات والحكمُ الذاتي، إلخ. مَن في لبنانَ لاحظ ذلك؟ هذا هو الفراغُ الحقيقي

 

أزمة الشغور الرئاسي أتت بعون رئيساً فأي قانون تأتي به تداعيات الفراغ التشريعي؟

اميل خوري/النهار/6 شباط 2017

إذا كان الخروج من أزمة الانتخابات الرئاسية تطلّب سنتين ونصف سنة، فكم سيتطلب الخروج من أزمة الانتخابات النيابية؟ واذا كان الدستور قد لحظ مادة تنص على أنه "في يحال خلو سدة الرئاسة لأي علّة كانت تناط صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة بمجلس الوزراء، كما لحظ عند استقالة الحكومة أو اعتبارها مستقيلة الفقرة 3 من المادة 69 ونصها: "عند استقالة الحكومة أو اعتبارها مستقيلة يصبح مجلس النواب حكماً في دورة انعقاد استثنائية حتى تأليف حكومة جديدة ونيلها الثقة"، ونصّت المادة 64 على "أن الحكومة لا تمارس صلاحياتها قبل نيلها الثقة ولا بعد استقالتها أو اعتبارها مستقيلة إلا بالمعنى الضيق لتصريف الأعمال"، فإن السؤال المطروح هو: ما العمل إذا لم تجرَ الانتخابات النيابية العامة لتجديد هيئة المجلس في خلال الستين يوماً السابقة لانتهاء مدة النيابة؟

إن المادة 55 من الدستور نصّت: "يعود لرئيس الجمهورية الطلب الى مجلس الوزراء حل مجلس النواب قبل انتهاء عهد النيابة. فإذا قرّر مجلس الوزراء بناء على ذلك حل المجلس، يصدر رئيس الجمهورية مرسوم الحل. وفي هذه الحال تجتمع الهيئات الانتخابية وفقاً لأحكام المادة 25 من الدستور، ويدعى المجلس الجديد للاجتماع في خلال الأيام الـ15 التي تلي إعلان الانتخاب، وتستمر هيئة مكتب المجلس في تصريف الأعمال حتى انتخاب مجلس جديد. وفي حال عدم اجراء الانتخابات ضمن المهلة المنصوص عنها في المادة 25 (ثلاثة أشهر) يعتبر مرسوم الحل باطلاً وكأنه لم يكن، ويستمر مجلس النواب في ممارسة سلطاته وفقاً لأحكام الدستور". ونصّت الفقرة 4 من المادة 65: "إن حل مجلس النواب بطلب من رئس الجمهورية إذا امتنع (المجلس) لغير أسباب قاهرة عن الاجتماع طوال عقد عادي أو طوال عقدين استثنائيين متواليين لا تقل مدة كل منهماعن الشهر، أو في حال ردّ الموازنة برمتها بقصد شل يد الحكومة عن العمل".

لقد أكد الرئيس ميشال عون أنه سيمارس الصلاحيات التي منحها إياه الدستور، ولن يسمح بمخالفة أحكامه محافظة منه على حقوق اللبنانيين وتطلعاتهم لأنه هو الوحيد الذي أقسم على احترامه. وهذا يطرح سؤالاً: ماذا سيقرر الرئيس عون اذا انتهت ولاية مجلس النواب في حزيران ولم تكن القوة السياسية الأساسية في البلاد قد اتفقت على قانون تجرى الانتخابات النيابية على أساسه؟ هل يلجأ الى الصلاحيات التي منحها أياه الدستور ومنها تلك التي ورد ذكرها آنفاً؟ وهي صلاحيات تضعه في موقع قوي يجعله لا يخشى تداعيات احتمال حصول فراغ تشريعي، ويجد نفسه غير محكوم بعامل الوقت، ولأن في الامكان الركون الى آلية دستورية تنظم العمل في حالات حل مجلس النواب وتنظيم اجراء انتخابات نيابية. فالوقت لا يضغط عليه بل يضغط على القوى السياسية ليجعلها تسرع في الاتفاق على قانون جديد للانتخاب مقبول من كل اركانها ويحفظ حقوق الجميع ولا يلغي أو يهمش أحداً، أو يلجأ الى الاستفتاء كما قال وإن لم يلحظ الدستور ذلك.

ثمة أوساط ترى أن الجدل القائم حول قانون الانتخاب قد يكون تقطيعاً للوقت وذلك استعداداً لمرحلة مرتبطة بما يرسم من خرائط للمنطقة، وقد يكون لبنان جزءاً منها، وهي مرحلة تظهر ملامحها خلال الصيف المقبل، حتى إذا جرت الانتخابات النيابية فإن نتائجها تعكس حقيقة ما سيكون عليه الوضع في لبنان، فإما يكون جزءاً من هذه الخريطة، وإما يكون خارجها، فيتقرر تكريس تحييده عن صراعات المحاور وجعله فعلاً لا قولاً "سويسرا الشرق". يُقال عن شهر شباط انه "مهما خبط ولبط تبقى فيه رائحة الصيف"، فأي قوانين مطروحة "سيلبطها" ليجعل الجميع يشمون رائحة قانون يحظى بتأييد غالبية القوى السياسية الأساسية، كما صار انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية بالغالبية منعاً للفراغ. لقد اقترح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في مؤتمر الحزب أمس حلاً يقضي باعتماد قانون الستين بعد تعديله، ولم يأت على ذكر النسبية، أو تطبيق الطائف الذي لا يقول بالنسبية، بل يدعو الى انتخاب مجلس نيابي خارج القيد الطائفي، ومع انتخاب أول مجلس على أساس وطني لا طائفي، يستحدث مجلس للشيوخ تتمثل فيه جميع العائلات الروحية وتنحصر صلاحياته في القضايا المصيرية.

 

قبل الانفلات الكبير

نبيل بومنصف/النهار/6 شباط 2017

قد تشكل المواجهة الطالعة بين ادارة الرئيس دونالد ترامب وإيران، نظريا، أول اختبار جدي لمسار التسوية اللبنانية التي بدأت مع انتخاب الرئيس ميشال عون. ونقول نظريا لان ثمة إفراطا داخليا معهودا في رمي كل شاردة وواردة في التعقيدات الداخلية على الخارج. ولا يمكن من الآن ضرب نفير الخوف على انهيار تسوية لم تتجاوز بعد المئة يوم، كما لا يمكن استبعاد دخول لبنان ساحات الحلبات المفتوحة لحرب ترامب على النفوذ الايراني المنفلش في المنطقة. والحال ان ما يعني اللبنانيين اولا هو ان يتيقنوا من متانة مزعومة لواقع بدأ عندهم قبل ثلاثة أشهر ولن يكون واقفاعند شفا قعر بهذه السرعة الخيالية. بمعنى آخر قد تكون آذنت الساعة الآن لاختبار الأناشيد الجميلة التي رفعت بكثافة حول الإنجاز الحقيقي الذي وفر للبنان التفلت من رهن الحروب الاقليمية بالحد الادنى لجعله ينأى بواقعه السياسي الجديد عن تداعيات الصراعات الناشبة. تبعا لذلك ليس غريبا ان يربط التصعيد الداخلي في أزمة قانون الانتخاب بما يصح أو لا يصح في تداعيات المواجهة الاميركية - الايرانية باعتبار ان "حزب الله" عامل اساسي في هذه المواجهة اقليميا ولبنانيا. ولكن الافراط في الربط بين الخارجي والداخلي لا نراه عاملا مفيدا للعهد والحكومة إن صح أنه قد يفيد قوى سياسية معينة بعضها يراهن على تعثرات مبكرة للعهد. وهو الامر الذي يرتب مسؤولية مضاعفة على العهد والحكومة سواء بسواء للدفع نحو إخراج أزمة قانون الانتخاب من حفرة الاستحالات قبل استفحال الانزلاق نحو خيارات ستؤدي الى اعادة لبنان الى حقبات الصراعات المفتوحة مع كل ما تعنيه هذه المرة من أثمان اشد فداحة. ولعل أسرع الطرق الى اقفال ابواب الاستباحة الخارجية الجديدة للواقع الداخلي يبدأ من محاذرة فتح مواجهات ذات طبيعة خطرة تتصل بالاجتهادات الدستورية التي عادت تتطاير في كل الاتجاهات أخيرا كأننا على مشارف عودة الى اثارة شياطين المخاوف من مراحل انقلابية وتأسيسية وما الى ذلك من مألوف الفزاعات السائدة. لا نظن اطلاقا ان التبشير بقانون انتخاب جديد ووشيك يستوي مع اطلاق العنان لمواجهة دستورية - سياسية تعيد الواقع برمته الى نقاط البدايات وربما أسوأ. الواقع الطبيعي الذي يفترض ان يحكم هذه الازمة يرجح تسوية في اللحظة الحاسمة وقبل انفلات الازمة من ضوابطها الدستورية والقانونية والسياسية نظرا الى الخط البياني للتسوية التي جاءت بهذا العهد وبهذه الحكومة. اما في حال معاكسة، واذا مضت الامور في اتجاهات انحدارية، فان ذلك لن يكون اقل من مؤشر خطر على ان التسوية اللبنانية جاءت في ظرف اقليمي عابر انتهى مع بدء العصر الترامبي، وان اهل الداخل هم كما عهدناهم، أضعف بكثير من رهان على قدرة حمايتهم لتسوية كهذه.

 

التهديد بالفراغ يقود إلى الستين حكماً والقانون الجديد بات مسألة وقت

سابين عويس/النهار/6 شباط 2017

يشي التكتم الذي يحوط الاتصالات الجارية في شأن الإعداد لقانون انتخابي جديد، بأن هذه الاتصالات دخلت مرحلة متقدمة على طريق صياغة مشروع جديد، لا يستبعد أن يبصر النور في وقت قريب جداً، ولا سيما أن تاريخ الحادي والعشرين من الشهر الجاري بات يشكل عاملا ضاغطا لا يمكن تجاوزه من دون لجوء الحكومة اضطراريا الى دعوة الهيئات الناخبة، باعتبار ان الحكومة لا يمكنها ان تكون رهينة تهديد رئيس الجمهورية بالفراغ أو بعدم توقيعه المراسيم المطلوبة لإنجاز الانتخابات على أساس القانون النافذ. والواقع أن عدم مبادرة الحكومة الى اتخاذ الإجراءات وإصدار المراسيم لإجراء الانتخابات يدخل في سياق التخاذل والتلكؤ عن تحمل المسؤولية، على قاعدة أن ليس ما يبرر إجراء الانتخابات بعد اكتمال عقد المؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، وبعد نجاح الحكومة السابقة في إجراء الانتخابات البلدية.

وفي حين بدا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل واثقا من إنجاز قانون جديد تجرى على أساسه الانتخابات، أكد لـ"النهار" من جوهانسبورغ حيث ترأس مؤتمر الطاقة الاغترابية أن العمل جدي جداً على قانون جديد، وليس ما يبرر عدم إنجاز صيغة توافقية في وقت قريب تمهيدا لإجراء الانتخابات في موعدها او ضمن تأجيل تقني محدود لفترة قصيرة جداً. وبحسب مصادر سياسية مواكبة، فإن القاعدة التي سيرتكز عليها المشروع حكما ستنطلق من المختلط، على أساس النسبية، أيا تكن آلياتها، او "قانون ميقاتي"، لكن التفاصيل لم تنضج بعد، علما أن المصادر ترى أن ولادة القانون ستكون مماثلة للطريقة التي ولدت فيها الحكومة وبيانها الوزاري وقبلهما الرئاسة، باعتبار أن قانون الانتخاب لا يخرج بدوره عن إطار التسوية السياسية التي أخرجت البلاد من الشغور الرئاسي. أما ما هو حاصل راهنا، فلا يخرج عن إطار الكباش السياسي الغارق في حسابات انتخابية صغيرة جداً على قياس الحي والشارع.

ولا تخشى المصادر تهديد رئيس الجمهورية ميشال عون بالفراغ رفضا للتمديد أو لقانون الستين، مشيرة الى ان عون سيضطر الى اعادة النظر في موقفه إذا كان فعلا لا يريد حصول الانتخابات على أساس القانون النافذ، وإلا، أي إصرار على التهديد من دون إنجاز قانون جديد سيعني أن ثمة أجندة غير معلنة يشكل الفراغ هدفها الأساسي، وترمي الى إعادة تكوين السلطة على اساس نظام سياسي جديد لا يكون إلا عبر المؤتمر التأسيسي. وتفسر المصادر معطياتها بالقول إن تهديد الرئيس بالفراغ رفضا للستين سيقود حكما الى اعتماد هذا القانون، باعتبار أنه القانون النافذ الذي يمكن الحكومة أن تجري الانتخابات على أساسه، إذا وصلت البلاد الى نهاية ولاية المجلس الحالي من دون التمديد له، لأنه في مثل هذه الحال، لا يمكن الحكومة أن تترك البلاد تصل الى الفراغ على مستوى السلطة التشريعية. وهذا يعني، في حال وصول الامور الى هذه المرحلة، ان رئيس الحكومة سيكون امام مواجهة عسيرة مع رئيس الجمهورية لاضطراره الى ممارسة صلاحياته، التي لا يزال حتى الآن يبدي مرونة حيال ممارستها.

 

هل يتحوّل لبنان إلى ساحة "منازلة" أميركية - إيرانية؟

وسام أبوحرفوش/الراي الكويتية/05 شباط/17

بلغ الصراع السياسي حول قانون الانتخاب العتيد في لبنان ذروته كونه الممرّ لرسْم التوازنات في السلطة، وسط استنفارٍ سياسي - طائفي يتعاظم مع العدّ التنازلي لساعة الصفر في الواحد والعشرين من الشهر الجاري، والتي تضع الجميع أمام معادلة قاسية، فإما الانصياع لـ "التسوية الممكنة" التي تتطلّب تَجرُّع القوى السياسية "تنازلاتٍ متبادلة" حيال صيغةٍ توافقية لقانون الانتخاب وإما الذهاب الى أزمةٍ سيايسة - دستورية مفتوحة على سيناريوات غامضة بعدما توعّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بأنه سيعطّل إمكان إجراء الانتخابات المقرَّرة في مايو المقبل استناداً الى قانون الانتخاب الحالي في حال فشلتْ المساعي بالتواصل الى إقرار قانون جديد، وهو الأمر الذي من شأنه ان يَتسبب بـ "فراغٍ" في السلطة التشريعية.

ورغم ان الوقت ما زال متاحاً أمام القوى السياسية لإبرام "صفقةٍ" في ربع الساعة الأخير تتيح الاتفاق على قانونٍ ما لإجراء الانتخابات بعدما أيقظ الصراع المحموم ما يشبه "الحرب السياسية - الطائفية الباردة" في البلاد، فان الواقع اللبناني مرشّح للانتقال الى "عين العاصفة" الاقليمية وعلى نحو أكثر إثارة ودراماتيكية في ضوء الهبّة الساخنة في العلاقات الاميركية - الايرانية، والتي من غير المستبعد ان يكون لبنان جزءاً من ساحاتها، انطلاقاً من مكانة "حزب الله" وأدواره كواحدٍ من أذرع المشروع الايراني (وربما رأس حربته) في المنطقة التي دخلتْ "عهد" دونالد ترامب من البوابتيْن الايرانية والسورية و"هوامشهما".

ولم يكن أدلّ على وهج المواجهة الايرانية - الاميركية التي أصابتْ لبنان في فصولها الاولى، من حدثيْن متزامنيْن أضمرا إشاراتٍ توحي، وعلى رغم "محدوديتهما"، بأن الآتي أعظم، وهما:

• إدراج الإدارة الاميركية اثنين من "حزب الله" في اطار قائمة العقوبات الجديدة على 13 فرداً و 12 كياناً ايرانياً لعلاقتهم بـ "الأنشطة الارهابية"، اضافة الى شركات عدّة في لبنان، أكدت وزارة الخزانة الاميركية انها جزء من شبكة دعم "حزب الله".

• اعلان قيادة قوة "اليونيفيل" المعززة في جنوب لبنان اول من امس، ان مجموعتين من الرجال "العدائيين" حاولتا الاعتداء على دوريتين تابعتين لـ"اليونيفيل" في محيط منطقة المنصوري - مجدل زون (القطاع الغربي)، مشيرة الى ان هؤلاء الرجال حاولوا إلحاق الأذى بجنود حفظ السلام.

هذا النوع من التطورات يعني ان لبنان لن يكون بمعزل عن الاشتباك الاميركي - الايراني، فإدارة ترامب التي رأت ان ايران "تلعب بالنار"، تعتبر "حزب الله" جزءاً من منظومة الحرس الثوري في المنطقة، وايران التي قررتْ "الرد بالمثل" ستوكل الى حلفائها في العراق وسورية ولبنان واليمن أخذ المبادرة في هذا الردّ بعدما تعوّدت المواجهة بـ "الواسطة" في الساحات اللاهبة.

ورغم المؤشرات التي تشي بإدراك طهران لمدى جدية تهديدات ترامب العائد الى المنطقة بقوّةٍ عبر تنسيقٍ مع دول خليجية وبأداءٍ يوحي بـ "إدارة الظهر" لموسكو، فمن غير المستبعد قيام الأذرع الإيرانية في المنطقة بخطواتٍ استباقية لـ "إشغال" الولايات المتحدة وإفهامها ان انتقالها الى حال الهجوم في المواجهة مع ايران لن يكون نزهة، وتالياً فان الساحات في العراق وسورية ولبنان ستكون على موعد مع "رسائل" في هذا الاتجاه، وخصوصاً ان الرهان الايراني على «عقْلنة» سلوك ترامب الذي يفتقد الى الخبرة، لن يكون مجدياً في المرحلة الراهنة.

ومن غير المستبعد في هذا السياق ان يرفع الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله في اطلالته المرتقبة منتصف الجاري من وتيرة تصعيده ضدّ اسرائيل في اطار "عرض قوة" لإفهام الاميركيين ان تل ابيب "رهينة" في قبضة صواريخ الحزب وترسانته وما يملكه من أسلحة ذات طبيعة "استراتيجية"، وهو التصعيد الذي كان يتجنّبه الامين العام لـ"حزب الله" في الأعوام الأخيرة بعدما احتلّت حربه في سورية الأولوية على المواجهة مع اسرائيل.

وإزاء هذه "النقلة" في المواجهة الأميركية - الايراينة في المنطقة، سيكون من الصعب تَوقُّع تداعياتها على لبنان من بوابة "حزب الله" وأدواره في لبنان وسورية، الأمر الذي يضفي خطورةً بالغة على المأزق السياسي - الدستوري الذي يخيّم على البلاد نتيجة الصراع بـ "السلاح الابيض" الدائر حول لعبة الأحجام في السلطة وتوازناتها انطلاقاً من الخلافات المستحكمة حول طبيعة قانون الانتخاب وتقسيماته، وهو الاختبار المفصلي للتسوية السياسية الكبرى التي كانت أتت بالعماد عون رئيساً للجمهورية وبالرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة.

ولم يعد مستغرَباً في بيروت السؤال عن مصير هذه التسوية في ضوء التطاحن الدائر حول قانون الانتخاب وصيغه التي تسقط الواحدة تلو الاخرى نتيجة أجندات سياسية - طائفية قاسمها المشترك "الربح والخسارة" في لعبة الصراع على السلطة وتحسين الشروط والأحجام في تنامي الشهيات الطائفية والمذهبية على حساب الاصطفافات السياسية التي شكل انهيار تحالف "14 آذار" العابر للطوائف نقطة التحول الابرز فيها.

ولفت في هذا السياق التصعيد المتدحرج الذي يمارسه الرئيس عون والذي بدأ بإعلانه تفضيله "الفراغ" على إجراء الانتخابات وفق القانون النافذ او التمديد للبرلمان، وبلغ حد تلويحه بالدعوة الى استفتاء حول قانون الانتخاب الأمثل، وهي مسائل مفاجئة وخلافية أطلقها الرئيس "الذي لا يُتوقع"، مما ولّد انطباعات متشائمة حيال المرحلة المقبلة ومقارباتها.

واذ يُلاحظ في هذا الإطار "خفوت" صوت رئيس الحكومة سعد الحريري الذي يحاذر إفساد العلاقة مع عون في مستهلّ العهد، فإن رئيس البرلمان نبيه بري أطلق عبر «الحمام الزاجل» رسائل وصلتْ الى مسامع رئيس الجمهورية مفادها ان أيّ محاولةٍ لإعلان موت البرلمان او تعليق العمل فيه سيحول دون إقرار قانون انتخابٍ جديد، وهي الإشارة التي تُبرِز الخشية من قفزةٍ في المجهول اذا لم يصار الى إنتاج هذا القانون، واذا اعتُبر البرلمان القائم كأنه... لم يكن.

وبدتْ أوساط بارزة في قوى 8 آذار مُطْمَئنّة الى ان الفرصة ما زالت متاحة لصوغ قانون انتخابٍ جديد قبل "الوقت القاتل" اي 21 الجاري، لأنّ باعتقادها ان التوازن السلبي بين القوى السياسية والذي أدى الى تَساقُط الصيغ المتداوَلة الواحدة تلو الأخرى لا بدّ من ان يتحوّل تَوازُناً ايجابياً عبر تسويةٍ تقضي بتنازلاتٍ متبادَلة من الجميع ليربح الجميع. وفي تقدير أوساطٍ مراقبة ان "حزب الله" الذي يشكّل "المايسترو" في ضبْط التوازنات وإيقاعاتها عبر علاقته برئيسيْ الجمهورية والبرلمان وبقوى أساسية، قادرٌ على إمرار مَخارج للمأزق في حال قضتْ مصلحته "الاقليمية" بحفْظ الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، رغم خشية البعض من ان يكون الحزب يدفع بمركب الفراغ في السلطة التشريعية من الخلف لإحداث هزّةٍ مؤسساتية عنيفة تتيح له جرّ الجميع الى مؤتمرٍ تأسيسي لمعاودة اقتسام السلطة في البلاد.

 

أم المعارك بين الحريري وريفي

دموع الأسمر/الديار/5 شباط 2017

كل المؤشرات توحي ان طرابلس تستعد لخوض ام المعارك في الاستحقاق الانتخابي النيابي بل سيكون لهذه المعركة الانتخابية طابعا تختلف فيه طرابلس عن سائر المناطق والمحافظات..  فطرابلس المدينة الوحيدة التي تجمع عددا من القيادات السياسية التقليدية اضافة الى دخول وجوه جديدة المعترك السياسي ابرزهم الوزير السابق اشرف ريفي. الامر الذي اعتبره مراقبون ان مدينة طرابلس تكاد تصاب بتخمة مرشحين لكن معظم هؤلاء يحاولون كسب شريحة واحدة في المدينة، هذه الشريحة التي طالتها التجاذبات السياسية فحولت شوارعهم الى ساحة حرب دامت خمس سنوات. وحسب المراقبين ان هذه الشريحة ظلمت في الماضي عندما زج ابناء معظم عائلات التبانة في السجون بسبب مشاركتهم في احداث طرابلس واليوم يصوب معظم المرشحين بوصلتهم باتجاه هذه الاحياء في محاولة منهم كسب رضى القبضايات ومفاتيح المناطق الشعبية وكأن المدينة التي يبلغ عدد سكانها اكثر من 800 الف نسمة اختصرت باصوات منطقة واحدة.

 وترى اوساط متابعة ان زحمة المرشحين التي تشهدها المدينة تحاول اكتساب الوقت ربما تحاول من خلال تسويق حالتها الوصول الى عقد تسوية مع قيادات المدينة وتعتبر الاوساط ان مدينة طرابلس شهدت على مدى عقود طفرة مرشحين لكن عندما يبدأ العد العكسي للانتخابات يبدأ معظم هؤلاء باعلان انسحابهم في محاولة منهم لحفظ ماء وجوههم لذلك ترى ان ظاهرة المرشحين الكثر ستكون كالبالون الذي «يفقع « مجرد ارتفاعه عن الارض.

 وتعتبر الاوساط ان خوض المعركة الانتخابية لا ينحصر في حي واحد او منطقة معينة انما المطلوب الانفتاح على كافة شرائح المجتمع.  وتعتبر اوساط سياسية ان المعركة الانتخابية في المدينة تكاد تتظهر معالمها حيث ستشهد المدينة ثلاث لوائح لائحة يشكلها الرئيس ميقاتي وثانية يشكلها الرئيس الحريري وثالثة يشكلها الوزير السابق اشرف ريفي وان هذه المعركة ستكون على المنخار والوحيد الذي سيكون مطمئنا هو ميقاتي نتيجة تفاعله وتعاطيه مع كافة شرائح المجتمع من اطباء ومحامين وموظفين وطلاب وسكان الاحياء الشعبية وغيرها من المناطق التي طالتها لمسات ميقاتي الانمائية عدا عن كونه محور اي حراك سياسي في طرابلس والشمال، وستكون المواجهة الاشرس بين الحريري وريفي لان تنافسهما يقع في مثلث واحد من المدينة وغابوا فيه عن سائر الاحياء ظنا منهما ان هذا المثلث يضم الشريحة الاوسع والاكبر من الطرابلسيين وان معظم هؤلاء يتسابقون يوم الاستحقاق للادلاء باصواتهم بعكس المناطق الاخرى كما حصل خلال الاستحقاق الانتخابي البلدي.  وترى اوساط متابعة ان الرئيس ميقاتي يحرص على تشكيل لائحة ترضي كافة الطرابلسيين خصوصا المقعد الماروني الذي الغي نقله الى البترون بعد اعلان انطوان زهرا عزوفه عن خوض الانتخابات وافساح المجال امام الوزير جبران باسيل الترشح والفوز. حيث يحرص الرئيس ميقاتي على حفظ هذا المقعد لابناء الطائفة المارونية وترك حرية اختيار ممثلهم.  اما مقعد طائفة الروم فاكثر المحظوظين والمقربين من الرئيس ميقاتي هو الوزير السابق نقولا نحاس اضافة الى ترك المقعد العلوي لابناء الطائفة العلوية واختيار ممثلهم وحسب المعلومات ان رفعت عيد اعلن عدم ترشحه والاعلان عن مرشحهم في وقت لاحق. اما مقاعد السنة الخمسة فبالاضافة الى ميقاتي فالمحسوم ان الوزير فيصل كرامي سيكون حليفه الاول والاسماء الثلاثة ما تزال قيد التداول حتى الساعة.  اما لائحة ريفي فقد اعلن عن تحالفه مع المجتمع المدني وتشكيل لائحة تضم مرشحين من الوجوه الجديدة.

 اما لائحة الحريري فحتى الساعة يعتبر الوزير سمير الجسر والوزير محمد كبارة والوزير محمد الصفدي من الثوابت بانتظار ما يمكن ان تضمه بقية اللائحة.  حتى الساعة ترى اوساط طرابلسية انه يمكن ان تتبلور اتفاقات من تحت الطاولة تخلط الحابل بالنابل تفاجئ الجميع ويبقى ذلك رهن الايام.

 

التصعيد مع إيران يُحيد الأنظار عن قرار الهجرة

روزانا بومنصف/النهار/6 شباط 2017

على رغم ان موضوع العلاقات مع ايران كان من ابرز المواضيع في حملات الرئيس الاميركي دونالد ترامب خصوصا من باب الاتفاق النووي الذي يراه مجحفا للولايات المتحدة، فان التصعيد مع ايران في الايام الاخيرة بدا بالنسبة الى مراقبين ديبلوماسيين مهربا يستطيع الرئيس الاميركي ان يذهب بعيدا فيه من دون ردود فعل بما يحيد الانتباه نوعا ما عن الصدمة التي تلقاها بطعن القضاء الاميركي بقراره حظر دخول مواطني سبع دول اسلامية الى الولايات المتحدة. ذريعة التصعيد مع طهران وفرتها تجربة اطلاق ايران صواريخ بالستية ما عد خرقا لقرارات الامم المتحدة واستدعى عقوبات اضافية عليها، وهو الامر الذي لا يثير غضبا في اي اتجاه في الولايات المتحدة من الديموقراطيين او الجمهوريين. لكن القرارات في اتجاه طهران بدت وان كانت متواصلة مع فكر الرئيس الاميركي واتجاهات ادارته التي تتطلع الى التشدد في منع طهران من توسيع نفوذها في المنطقة بمثابة حفظ ماء الوجه على اكثر من مستوى. فمن جهة فان اصرار القضاء الاميركي على الطعن في قرار الرئيس الاميركي حول الهجرة وحتى رفض محكمة الاستئناف طلب وزارة العدل النظر مجددا في الموضوع يعد ضربة قوية في وجه الرئيس الذي لم يمض سوى اسابيع على تسلمه الرئاسة ورغب في ان يوجه رسالة قوية حول قدرته على التزام وعوده ايا تكن مجحفة وغير منطقية فتم صده على اكثر من مستوى لا سيما الشعبي والقضائي بحيث ان كسر قرار لرئيس اميركي في مطلع عهده امر بالغ الخطورة والاثر وكمن دخل في باب زجاجي وحطم نفسه. ومسألة وقوف عدد كبير من الاميركيين ضد الرئيس في مطلع ولايته امر مثير للاهتمام لجهة اطلاقه اشارات قوية على النية في التصدي وعدم الاستسلام لقراراته متى كانت في غير محلها تحت طائل تعريض الاستقرار الاميركي للخطر وفق ما بدا من التظاهرات والاجراءات التي اتخذت منددة بقراره وداحضة له والتي لقيت دعما كبيرا في انحاء العالم ولاقت الموقف الشعبي الاميركي بترحاب في مقابل التنديد بمواقف الرئيس ترامب. ولعل ادارة الرئيس شعرت بثقل وطأة قراره والخطوة الخاطئة التي ارتكبها كانطلاقة فحاول ارضاء قطاع وول ستريت بتحرير القطاع المصرفي علما ان لقراره تبعات ومحاذير حتى خارجية في الوقت الذي اعلن رئيس مجلس النواب الاميركي بول رايان انه قد يكون على الكونغرس الاميركي التعايش مع الاتفاق النووي الايراني باعتباره اتفاقا متعددا وليس اتفاقا ثنائيا بين الولايات المتحدة وايران فيما يستمر مستشارو ترامب في القول ان الاتفاق النووي قد يلغى بالكامل. الامر الذي يظهر وفقا للمراقبين الديبلوماسيين وكأنما الحزب الجمهوري الذي يدعم ترامب وهو عضو فيه مبدئيا يحاول ان يدخل بعض المياه الى نبيذ الرئيس الاميركي في ما خص موقفه من الاتفاق في ضوء الادراك ان العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على طهران قد لا تكون فاعلة او مؤثرة وحدها ما لم ترفد بموقف مماثل من الحلفاء الاوروبيين. وهذا يمكن ان يكون صعبا ان استهل ترامب ولايته باستهداف الاوروبيين وانتقادهم واثارة قلقهم مما يعتزم اتخاذه من خطوات بحيث لن يضمن فاعلية لاجراءاته من دون تعاونهم. وتبعا لذلك تم تسريب ان ترامب سيشارك في اجتماعات مجموعة السبع في ايار المقبل كما تم الاعلان عن التراجع عن اقامة سجون للمخابرات الاميركية في الخارج، في ما يبدو خطوات استيعابية لاول واقوى ضربة وجهت الى الرئيس الاميركي بنقض قراره فرض حظر سفر مواطني 7 دول اسلامية الى اميركا. البعض يعيد توازن بعض القرارات نسبيا في الايام الاخيرة الى بدء عمل اعضاء بارزين في الادارة الاميركية كوزيري الخارجية والدفاع بعد المصادقة على تعيينهما في الكونغرس مما يخفف ربما من نزعة استئثار ترامب بمواقف في السياسة الخارجية حيث لا يتمتع بأي معرفة او اطلاع ويمكن ان يثير ازمات عدة عبر تغريداته الارتجالية التي لا تتوقف. لكن ثمة نقاط تقدم قد يكون من ابرزها تأكيد التزامه مجموعة حلف شمال الاطلسي وحضور اجتماع مجموعة السبع في ايطاليا بعد اشهر والإقرار بمنظمة الامم المتحدة التي سبق ان انتقدها لعدم فاعليتها في حين ان واشنطن هي التي بادرت الى طرح موضوع استخدام ايران الصواريخ المتوسطة المدى التي يمكن ان تحمل صواريخ نووية امام مجلس الامن. وهذا يعني او يترجم انتظاما معينا يضاف الى التزام ادارة ترامب تحالفات اميركا في المنطقة ان لجهة دول الخليج او اسرائيل في مقابل توعد ايران اقله وفق ما ترجمت سياسته في الاسبوعين الاولين من ولايته من دون ان يعني ذلك ان باب المفاجآت لن يكون مفتوحا على نحو شبه يومي مع رئيس يسعى الى ان يكون محور الاهتمام والانظار سلبا او ايجابا.

في اي حال ليس خافيا ان كسر القضاء الاميركي لقرار الرئيس ترامب حول الهجرة ترك ردود فعل مريحة ليس لجهة ابراز القدرة على التصدي لقرار الرئيس الاميركي كرمز من حيث كونه رئيس اكبر الدول واهمها في العالم بل ان فيه اهم الدروس القيمة من حيث قدرة القضاء على الحكم في قضية والزام رئيس اكبر دولة به اضافة الى ما يتضمنه من تشجيع على اعتماد المقاربات نفسها بالنسبة الى سائر الدول حيث يغزو الزعماء الشعبويون المجتمعات عبر تبني سخط الناس نقمتهم ويأخذون الامور الى قرارات واجراءات يفتقد اصحابها الى المنطق وبعد الرؤية السياسية الصحيحة.

 

قرارات ترمب وعاصفة الحزم ستنهي حلم الملالي

جيري ماهر/العربية نت/06 شباط/17

إن أكثر الرافضين في هذه الأيام لتصريحات الرئيس ترمب هو اللوبي الإيراني الذي أثّر على سياسة الإدارة الأمريكية في عهد أوباما وحلفاء هذا اللوبي في العالم من المنتمين إلى ذات الطائفة والمشروع الإرهابي. إن تغريدات الرئيس ترمب الأخيرة بشأن إيران جعلتها في حالة من الفوضى والتخبط وهي غير مدركة إلى أين ستصل هذه التصريحات وهل ستبقى في خانة التغريدات على تويتر أم أنها ستتحول إلى قرارات وتحركات عسكرية تواجه تمدد إيران في سوريا واليمن والعراق وتحرشها الدائم بدول المنطقة وخصوصاً الخليج العربي الذي تعتبره إدارة ترمب حليفاً استراتيجياً وهي ملزمة بدعمه ومساندته في مواجهة تمدد إيران وميليشياتها الإرهابية. انتهت ولاية باراك حسين أوباما التي سقط خلالها نصف مليون سوري شهداء على يد الأسد ونظامه وحلفائه الذين قتلوا هذا الشعب كي لا تسبى إحداهن مرتين وبحجة حماية مراقد مهترئة لا يسكنها سوى العظام وبعض الجدران التي وبأفضل الأحوال تُستخدم بحجة زيارات ولكن أهدافها شد العصب الطائفي دائماً وجمع الأموال لتمويل المشاريع الإرهابية للولي الفقيه الساعي لتحقيق حلم سلفه الخميني برفع علم إيران فوق عواصم عربية أبرزها دمشق وصنعاء وبغداد وغيرها، ومع انتهاء ولاية أوباما نعم نحن نتطلع لمستقبل أفضل مع الإدارة الأمريكية الجديدة التي وبحسب المعلومات التي حصلنا عليها من مقربين منها تسعى جاهدة إلى الحد من قدرات إيران وتمددها وتماديها على دول وحلفاء للولايات المتحدة الأمريكية، وكانت تغريدة الرئيس ترمب الأخيرة التي قال فيها إن إيران تلعب بالنار وهي لم تقدر طيبة أوباما معها، وقال إنه ليس ولن يكون كسلفه طيباً معها!

نحن وبعد أن تسببت إيران وحلفاؤها بسقوط عشرات آلاف السوريين واليمنيين والعراقيين ننظر إلى إدارة أمريكية صارمة في قراراتها في مواجهة التمدد الفارسي لنظام الملالي الإرهابي وميليشياتهم الطائفية في لبنان والعراق واليمن وحماية استقرار البحرين ودول الخليج التي تعاني من محاولات إيران دعم الإرهاب فيها وتغذية مشاريع تساهم في تأجيج الصراع الطائفي في المنطقة ولكن هذه التطلعات تبقى تحت جناح وقيادة عاصفة الحزم التي أطلقها الملك سلمان بن عبد العزيز لمواجهة تمادي إيران ومشروعها الإرهابي في اليمن والخليج العربي بشكل عام. فلا تسمحوا لمن يحاولون إيهامكم أن عهد ترمب هو الوجه الثاني لسياسة أوباما، بل كونوا على ثقة أنها مرحلة جديدة عنوانها الأبرز هو حصار إيران والحد من تمددها والقضاء على مشروعها الطائفي الذي يهدف إلى زعزعة أمن المنطقة ونشر الإرهاب الطائفي فيها وشد عصب التنظيمات الإرهابية ودعمها لاستهداف دول الخليج العربي بكافة الوسائل الإرهابية.

 

هل تستطيع دولة الملالي المقاومة؟

محمد آل الشيخ/الجزيرة/06 شباط/17

تتفق جماعة الإخوان وملالي الفرس الصفويين على مناهضة المشروعات التنموية، القادمة من الحضارة الغربية، ويُسمون هذه المناهضة في مصطلحاتهم الدعوية التحذير من (التغريب) المذموم. غير أنهم أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بعد، حينما منع الرئيس ترامب بعضا من حاملي الجنسيات الإسلامية، وعلى رأسها أم الإرهاب (إيران) من دخول الولايات المتحدة. والسؤال هنا: إذا كان مشروعهم الدعوي يدعو إلى كراهية ثقافة الغرب، وأمريكا على وجه الخصوص، ويحرم العيش بين ظهرانيهم فيجب أن (يصفقوا) لقرار المنع، لأنه -حسب خطابهم الثقافي- يتماهى مع مشروعهم الأيديولوجي الإسلامي الذي يبشرون به ويدعون إليه، لا أن يتذمروا منه ويملؤوا الدنيا ضجيجا وعويلا واعتراضا. وأنا على يقين تام أن السبب الرئيس والحقيقي الذي جعل عرب الشمال ومن لف لفيفهم وردد خطابهم يتذمرون من هذا القرار يعود إلى أن مواطني المملكة ودول الخليج لم يشملهم هذا الحضر؛ إضافة إلى أن كل المؤشرات تؤكد أن سنوات عجافا تنتظر الإيرانيين ومن يدورون في فلكهم من العرب، وكذلك من المتوقع -أيضا- أن يتم تصنيف جماعة الإخوان المسلمين (منظمة إرهابية)، ليصبح معتنقو فكرها معرضين للملاحقة والتضييق، مثلهم مثل المنتمين إلى منظمة (حزب الله) الإرهابية.

ومن الواضح الجلي أن الرئيس ترامب، وجميع أركان إدارته التنفيذية، يتخذون من إيران الملالي الموقف ذاته الذي حاول الخليجيون إقناع الرئيس أوباما به، غير أنه، وإدارته، أصروا على تسفيه كل الجهود الخليجية، وتغاضوا بشكل واضح عن عمليات إيران الإرهابية وتوسعاتها وميليشياتها في المنطقة. بل ذهب الرئيس ترامب في تغريدة له على (تويتر) إلى القول: إن نظام الملالي كان سينهار من الداخل لولا أن أوباما أنقذ بتوقيعه الاتفاقية النووية، وأعاد له الحياة من جديد. وحسب ما يذهب إليه كثير من المحللين فإن مرحلة قاسية من العقوبات الاقتصادية ستقوم إدارة ترامب بفرضها، ما يعيد الداخل الاقتصادي الإيراني إلى الاختناق من جديد؛ خاصة أن الرئيس ترامب رجل (إذا قال فعل)، بعكس الرئيس أوباما الذي كان أهم ما يُميزه عن بقية الرؤساء الأمريكيين الآخرين، أنه رجل متردد، كان يُهدد ويتوعد لكنه يخشى من اتخاذ القرار الصعب. ولا أعتقد أن الرئيس ترامب سيلجأ إلى تأديب ملالي الفرس مستخدما القوة العسكرية، غير أنه من المرجح أن تختنق إيران بمجموعة من قرارات الحصار الاقتصادي، التي هي بالنسبة للدول اليوم بمثابة الموت البطيء. بقي أن أقول إن المملكة ودول الخليج عانت أشد المعاناة أثناء فترتي حكم الرئيس أوباما، كما أن المنطقة العربية هي الأخرى عانت مما سماه الأمريكيون (الربيع العربي)، ويبدو أن هذه المرحلة هي الآن أصبحت مرحلة من مراحل التاريخ، برحيل أوباما وفشل هيلاري كلنتون في الفوز بالانتخابات. ومن خلال تصدي ترامب، وفريق عمله، للإرهاب، والعمل على اجتثاثه واجتثاث بواعثه ومسبباته كما وعد، فأستطيع القول إن الإسلام السياسي، بوجهيه السني والشيعي، سيصبح حتما هو المعين المستهدف تجفيفه للقضاء على الإرهاب. وستذكرون كلامي قريبا.

 

بين مسجد كيبيك ولوفر باريس

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/06 شباط/17

إمام المسجد في مدينة كيبيك الكندية، الذي تعرض لهجوم عنصري الأسبوع الماضي، خطب في المصلين بكلمة قال فيها: «عندنا 17 يتيمًا، وعندنا ست أرامل، عندنا خمسة جرحى، ندعو الله أن يمنّ عليهم بالشفاء العاجل. هل ذكرت لكم كل قائمة المصابين؟ لا. هناك مصاب واحد، لا أحد يريد أن يأتي على ذكر اسمه. لكن بحكم سني، عندي الشجاعة أن أذكره أمامكم. هذا الضحية اسمه أليكساندر بيسونيت. أليكساندر قبل أن يصبح قاتلاً، هو نفسه كان ضحية. وقبل أن يغرس رصاصاته في رؤوس ضحاياه هناك من غرس في رأسه أفكارا أكثر خطورة». ما تحدث به الإمام الحسن جيليت في مسجده أصبح أوقع وأهم من تجاذبات الأقوال العنصرية. فعلاً، العالم يعيش أزمة أفكار مريضة استطاعت أن تعبر البحار والحدود واللغات والقيم مستفيدة من التقنيات والمناخات السياسية والفوضى. في كيبيك واحد قتل ستة مصلين، لكن الذين يخوضون حروب الكراهية والتحريض هم بالملايين اليوم، حالة لا مثيل لها في العصر الحديث وشاملة لكل المجتمعات. ما الفارق بين أليكساندر الذي حمل بندقيته وهجم على المصلين وعبد الله الحماحمي الذي سافر إلى باريس لارتكاب جريمة مماثلة في متحف اللوفر؟ الاثنان متشابهان عنصريان متطرفان، وفي نفس الوقت هما ضحيتان لزمن التطرف والكراهية. كان للحماحمي أن ينشأ شخصا مختلفا، أن يعيش حياته رجلا معتدلا في كل مناحي الحياة، وقد يكون متطرفا ضحية في أي من الأفكار الأخرى قوميا، أو شيوعيا، أو يساريا، أو عرقيا، أو مسيحيا أو يهوديا، أو هندوسيا. ويبقى الإنسان ابن بيئته أو ضحيته، وقد أصبحت بيئة العالم ملوثة في ظل التهاون والاستهتار العالمي تجاه التطرف بشكل عام.وكما قال الإمام الحسن في تأبينه ضحايا المسجد، فالأفكار التي زرعت في رأس الاثنين أخطر من الرصاص والجرائم الإرهابية. الفكر المتطرف أعظم شرًا اليوم من كل الأسلحة التي تملأ العالم. وعندما أقول: إننا أمام حالة مختلفة عن حروب الماضي لأن كل الحروب لها عناوين، وقيادات، وحكومات، ومساومات، ومنتصر ومهزوم، إلا حروب الأفكار المتطرفة ومعارك الكراهية. ولا يزال المجتمع الدولي محتارا في كيف يمكن وقف الانفجار المحتمل بين الأمم وأتباع الديانات، وهو منشغل في الوقت نفسه كل يلوم الآخر. وكل مجتمع يعاني من هذه الأزمة، البوذيون في بورما، والمسلمون في سوريا والعراق، والمسيحيون في الغرب، وحريق الكراهية ينتشر سريعا بسرعة انتقال الرسائل المحرضة عبر وسائل الاتصال المختلفة. ماذا عن موقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي وضع نفسه في وسط مرقص الأفكار والصراعات؟ بالطبع لا يمكن أن نرضى عنها لو حملت القرارات موقفا معاديا للمسلمين أو العرب، أو غيرهم من الأعراق والأديان. وطالما أننا نرى أن واشنطن تقتصر عقوباتها على دول هي في خلاف سياسي معها مثل إيران، أو ضد دول في حالة حروب وسلطتها منهارة، مثل سوريا وليبيا، فإننا لا نستطيع أن نعتبرها قرارات عنصرية عدائية. فالكثير من حكومات منطقتنا نفسها تغلق أبوابها أمام هذه الدول خوفا وتحسبا.

                                                                                                                            

هل عادت لنا أميركا؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/06 شباط/17

هل تكون اليمن هي ساحة المواجهة الأولى بين الجمهورية الخمينية الإيرانية والولايات المتحدة الجديدة، بقيادة الرجل المباشر، دونالد ترمب؟ حسب مجلة «فورين بوليسي» الأميركية السياسية، فإن البيت الأبيض خرج بخلاصة، من نقاشات الأمن القومي، تقول إن القضاء على الطموح الإيراني في الشرق الأوسط هو عنوان السياسة الأميركية الجديدة. اليمن، حسب المجلة، سيكون أرض المعركة الأولى في المواجهة التي سيقودها ترمب ضد طهران. من مظاهر الدخول الأميركي الصريح على الساحة اليمنية مع «الحلفاء» بقيادة السعودية والإمارات، لمحاربة عصابات إيران الحوثية وحليفها التعيس صالح: تكثيف الهجمات بالطائرات من دون طيار. ونشر عدد أكبر من المستشارين العسكريين. وتنفيذ المزيد من عمليات الكوماندوز. وتسريع الموافقة على توجيه ضربات عسكرية ضد الميليشيات. وتوسيع الجهود لمنع شحنات الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين. هذا «الزخم» السياسي الأميركي الجديد، يجب استثماره من قبل السعودية والإمارات وكل الحلفاء العرب والمسلمين والدوليين، ضد مشروع التخريب الإيراني في اليمن وغير اليمن. لا ندري هل يستمر الزخم بهذه الوتيرة؟ وإلى متى؟ لكن من الأرجح أن يكون لدينا نصف عام على الأقل، يمكن خلاله تحقيق مكاسب ميدانية وسياسية كثيرة في اليمن، بفعل قوة الدفع الأميركية الجبارة. إدارة «الآفل» أوباما، كانت عنصر إعاقة و«لخبطة» في مسار العمل السياسي والعسكري في اليمن، لأن عقل وهوى الإدارة الأوبامية لم يكن يرى في غزوات الجمهورية الخمينية مصدرًا مؤسسًا للفوضى والتطرف في المنطقة، كان - رفعًا للعتب ربما - ينصح إيران بالهدوء! لكن مع رجل مثل مستشار الأمن القومي الأميركي الجديد، الجنرال مايكل فلين، نرى صورة مختلفة جذريًا. فلين، بعد أن تولى منصبه هاجم إيران ووصفها بـ«أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم»، مؤكدًا أنه مع إدارة ترمب: «ولى زمن غض الطرف عن تصرفاتهم العدائية تجاهنا والمجتمع الدولي». قادة النظام الخميني، خاصة من الحرس الثوري، يدركون خطورة الأمر، وهم في حالة استنفار واختبار للعزائم، ولعل تعليق (حميد رضا مقدم فر) وهو مستشار إعلامي وثقافي للحرس الثوري، الذي وصف فيه ترمب بالمجنون، يكشف عن ذعر القوم. عشنا زمنًا صعبًا مع صديق الجمهورية الخمينية، وأستاذ الصفقات السرية، باراك أوباما، كان من آثاره الصولة الإيرانية في ديار العرب، وتفشّي الفوضى الأمنية والانقسام الطائفي. الحزم يقول إنه يجب اهتبال الفرص السانحة، من الآن، مع عقل أميركا الجديد، لأن عشاق الخذلان الأوبامي كثر ويعملون ويصرخون.

كما قال الأُول: إذا هبّت رياحك فاغتنمها!

                                                                                                                            

عن سجال غير مألوف دولياً بين روسيا وإيران

محمد مشموشي/الحياة/06 شباط/17

يحمل السجال العلني، وغير المألوف دولياً، بين روسيا وإيران حول من يمكن وصفه بـ «صاحب الفضل» في إنقاذ دمشق، وتالياً النظام السوري، من السقوط خلال الفترة الماضية، أحد معنيين أو المعنيين: إما أنهما بدأتا التنافس حول وراثة النظام بعد أن فقد من وجهة نظرهما مبرر وجوده، أو أنهما تشيران الى تباين جدي بينهما حول أولويات المرحلة المقبلة... تسوية سياسية للحرب السورية، أو استمرار هذه الحرب لسنوات أخرى. فليس مألوفاً بين الدول في العالم، بخاصة إذا كانت كبرى كما هي حال روسيا، أو ساعية لدور اقليمي ودولي كما هي ايران، أن تدخل في سجال حول من ساهم أكثر من غيره، أو ربما حتى من دون غيره، في الحرب الإبادية الناشبة منذ ستة أعوام في دولة ثالثة. وسواء حملت هذه الحرب اسم الدفاع عن النظام في سورية، أو محاربة الإرهاب، أو غيرهما، فلا يغير ذلك في الأمر شيئا: تدمير سورية وتشريد شعبها في أصقاع الأرض في نهاية المطاف. كذلك فإنه بغض النظر عن غياب النظام عن هذا السجال، فضلاً عن الاتفاقات المسبقة في شأن المفاوضات في آستانة، فلا يقلل هذا الأمر من شأن «الاشتباك» بين موسكو وطهران حول ما تم حتى الآن، ولا حول ما سيجري مستقبلاً.

 بدأ السجال عندما تبرع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في تصريح صحافي من دون مناسبة مبررة وعلى هامش اجتماع وزاري ضمه ووزيري الخارجية الإيراني والتركي تحضيراً لاجتماع آستانة بين وفدين من النظام والمعارضة المسلحة، بإعلان أنه لولا التدخل العسكري الروسي في أيلول (سبتمبر) عام 2015 لكانت دمشق قد سقطت في أقل من أسبوعين. بعده بأيام، جاء الرد على لسان المستشار العسكري للمرشد الإيراني على خامنئي الذي قال انه لولا التدخل الإيراني لكانت كل من دمشق وبغداد قد سقطتا معاً خلال أيام وليس خلال أسابيع. ليأتي بعده دور قاعدة حميميم الروسية (باتت، كما يبدو، مركزاً اعلامياً ناشطاً)، لتعلن في بيان رسمي ان التدخل الروسي في سورية بدأ بعد أكثر من ثلاثة أعوام من تواجد ايران، بقواتها المسلحة وحرسها الثوري وميليشياتها، من دون نتيجة في ما يتعلق بإنقاذ دمشق التي كانت توشك على السقوط. أكثر من ذلك، فليس سراً أن التدخل الروسي جرى بالتنسيق المباشر بين موسكو ودمشق وطهران، وأن الأخيرة تحدثت عن زيارتين قام بهما الى موسكو مسؤولها العسكري في سورية، قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني، عشية الإعلان عن هذا التدخل... بما يفيد بأن هدفه لم يكن فقط إنقاذ نظام الحكم في دمشق، انما أيضاً انقاذ ايران نفسها من ورطتها في سورية.

 لكن، ماذا وراء هذا السجال غير المألوف دولياً بين روسيا وإيران حول دور كل منهما في سورية؟.  غني عن القول ان ما يريده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قاعدتيه العسكريتين الكبيرتين في حميميم وطرطوس النظر منهما الى العالم الواسع، أوكرانيا وشبه جزيرة القرم وجوارهما التركي بحراً وبراً وصولاً الى أوروبا والغرب عموماً من ناحية، وإلى الشرق الأوسط العربي من ناحية ثانية، أكثر من التطلع الى الداخل السوري على أهميته القصوى بالنسبة لما سيكون عليه مستقبل قاعدتيه هاتين في سورية. ولعل انفتاح بوتين على الوضع الفلسطيني من ناحية، بإعلانه الاستعداد للعب دور في تسويتها، وقوله قبل أيام فقط أن دعوته لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لا تزال مفتوحة، وعلى الوضع الليبي من خلال استقباله مرتين على الأقل في خلال شهرين قائد الجيش فيها (عملياً، أحد الجيوش الليبية) الجنرال خليفة حفتر ووعده بتسليح قواته، يكفيان للتدليل على نظرة زعيم الكرملين الإستراتيجية والبعيدة المدى للمنطقة ان لم يكن الآن، ففي الفترة المقبلة من تواجد قاعدتيه، وبالتالي تزايد دوره ونفوذه، في سورية.  قد لا يكون بوتين بصدد البحث عن بديل للأسد في هذه المرحلة، أقله لارتباط وجوده بوجود القاعدتين وجملة الامتيازات التي وفرها لها وللسياسات الروسية فيها وفي المنطقة، الا أنه كما يبدو يريد تسوية سياسية يضمن من خلالها ليس بقاء القاعدتين لمدة طويلة فقط، انما تحولهما رأس جسر سياسياً يلاقي طموحاته باستعادة دور الاتحاد السوفياتي السابق، وحتى القيصر الروسي القديم، في سياسات المنطقة والعالم. وليست هذه، ولا شيء منها على الإطلاق، في خطة إيران لسورية أو بخاصة لمستقبل الحرب فيها. فهذه لا ترى في سورية سوى «سورية الأسد» من دون غيرها، وتحديداً منها الجزء الذي لا يتجزأ من محور امبراطوري يقوده «الولي الفقيه» في ايران ويمتد من طهران الى دمشق وبغداد وبيروت وصنعاء، والذي لا بد أن تتواصل الحرب فيه الى أن يتم «تحرير» كامل الأراضي السورية وتجري استعادتها الى كنف النظام (عملياً، كنف ايران وقواتها وميليشياتها وحرسها الثوري) كما كانت قبل بدء الثورة ضده في آذار (مارس) 2011.  والخطاب السياسي والإعلامي الإيراني، كما ممارسات ميليشياتها على الأرض في منطقة وادي بردى وغيرها وصولاً في الفترة الأخيرة الى مدينة الباب في الشمال السوري، لا يقول غير ذلك.

 ولعل هذه هي معضلة سورية الآن، ومعها الى حد كبير معضلة روسيا وتركيا اللتين تبحثان عن تسوية تنهي الحرب المديدة في هذا البلد المعذب.

 

من لعنة حماة.. إلى لعنة سوريا

خيرالله خيرالله /العرب/06 شباط/17

لم تكن للنظام السوري شرعية من أيّ نوع في أيّ يوم من الأيّام. هذا ما يفسّر وصول سوريا إلى ما وصلت إليه، وتحولها إلى منطقة نفوذ يتقاسمها الروسي والإيراني والتركي والإسرائيلي في ظلّ لامبالاة أميركية وأوروبية. استمرّ النظام الذي يُعتبر تتمة لانقلاب عسكري قضى في الثامن من آذار – مارس 1963 على التجربة الديمقراطية الناشئة والمحاولة الخجولة للعودة إلى الحياة المدنية جاثما على صدور السوريين منذ العام 1970. استطاع النظام السوري في كلّ مرحلة من المراحل البناء على حدث ما أو مجزرة معيّنة أو علاقة مع هذه القوة الأجنبية أو تلك، كي يبقى في السلطة معتمدا قبل أي شيء آخر على العصب الطائفي. هذا العصب يبقى العمود الفقري للنظام الذي تأسس فعليا في شباط – فبراير 1966، تاريخ انتقال الحكم الذي في أساسه انقلاب عسكري إلى الضباط العلويين. قام النظام في نهاية المطاف على سلسلة من الشرعيات المزّيفة ترافقت مع إحكام الطائفة، ثمّ العائلة، سيطرتها على البلد وعلى مواطنيه استنادا إلى ثقافة قائمة على إلغاء الآخر ولا شيء آخر غير ذلك. تمر هذه الأيّام الذكرى الخامسة والثلاثين لمجزرة حماة التي ارتكبها النظام السوري في شباط – فبراير من العام 1982. لا أرقام نهائية حتى اليوم لحجم المأساة التي بنى عليها حافظ الأسد جزءا من “شرعيته”. المتداول في أوساط المطلعين أن عدد الضحايا بلغ نحو أربعين ألفا، وأن عائلات بكاملها أُبيدت عن بكرة أبيها، كما أنّ قسما كبيرا من المدينة دمّر.

ما زالت حماة تقاوم حتّى اليوم على الرغم من كلّ المحاولات التي بذلها النظام وما زال يبذلها للتخلّص من المدن السورية الكبرى أو تدجينها وتغيير طبيعة تركيبتها السكّانية كما يحصل حاليا مع دمشق.

كانت مجزرة حماة من بين المحطات التي لا بدّ من التوقف عندها لفهم كيف وصلت سوريا إلى ما وصلت إليه. عندما فقد حافظ الأسد السيطرة على المدينة مطلع شباط – فبراير 1982، أيقن أن نظامه صار في خطر. لم تكن حماة وحدها التي تحرّكت في تلك الفترة. كانت هناك تحركات شعبية في مدن ومناطق مختلفة، بينها دمشق وحلب وحمص واللاذقية، على الرغم من أن العلويين باتوا يعتبرون المدينة الساحلية تحت السيطرة الكاملة إثر الإتيان بسكان من الريف إليها. لم يتردد الأسد الأب لحظة في تطويق حماة وقصفها ومحو أحياء فيها من الوجود. لا تزال آثار نحو عشرين ألفا من أهل المدينة مختفية إلى اليوم…

منذ وصوله إلى السلطة في السادس عشر من تشرين الثاني ـ نوفمبر 1970، حاول حافظ الأسد دائما الاستحصال على شرعية. كان ملفتا أنّه لم ينتخب رئيسا للجمهورية مباشرة بعد الانقلاب الذي قام به. وجد أستاذ مدرسة سنّيا من منطقة حوران يدعى أحمد الخطيب ليشغل هذا الموقع لأقلّ من ثلاثة أشهر. بعد ذلك أصبح الأسد الأب رئيسا في شباط – فبراير 1971. بين الانقلاب الذي قام به على رفاقه، وكان أبرزهم صلاح جديد، ووصوله إلى الرئاسة، راح حافظ الأسد يصلي في المساجد السنّية. لم يوجد بين السوريين من سكان المدن الكبيرة ومن التجار والمهندسين والأطباء والمحامين من يقبل شرعيته المزيّفة التي قامت على الصلاة في مساجد السنّة وعلى قمع أهل المدن والعمل على إيجاد تحالف مع سنّة الأرياف. كانت الدفعة القويّة التي تلقاها نظام الأسد الأب في العام 1973. أشركه أنور السادات في حرب لم تكن تستهدف تحرير الجولان، بمقدار ما كانت تستهدف إيجاد شرعية لوزير الدفاع السوري، المسؤول الأول عن سقوط الهضبة الإستراتيجية في أثناء حرب العام 1967. لم يكن هذا الوزير أحدا سوى حافظ الأسد الذي خسر الجولان وظلّ يتاجر به إلى يوم وفاته.

من الدخول إلى لبنان والبقاء فيه، عسكريا وأمنيا، طوال ثلاثة عقود، مرورا بالمتاجرة بالنظام البعثي الآخر في العراق وإقناع العرب والعالم ثمّ إيران بأن لا بدّ من إيجاد توازن معه، تدبّر حافظ الأسد أموره إلى حد كبير. قبض ثمنا كبيرا لوقوفه في وجه البعث الآخر المقيم في بغداد. قبض الثمن من العرب ومن إيران خصوصا. وجد حافظ الأسد لنفسه مكانا في المنطقة العربية، خصوصا بعد إغلاق جبهة الجولان إثر اتفاق فصل القوات مع إسرائيل في 1974 وبعد المشاركة إلى جانب القوات الأميركية في حرب تحرير الكويت في مطلع 1991. كان في كلّ وقت على تناغم مع إسرائيل التي لم تكن يوما ضد بقاء جبهة جنوب لبنان مفتوحة واستمرار حال اللاحرب واللاسلم في المنطقة، وهي الحال التي اعتبرتها دائما الأنسب من أجل تحقيق أهدافها المتمثلة في خلق وقائع على الأرض.

بقيت مجزرة حماة في كلّ وقت تلاحق حافظ الأسد. لم يستطع في أيّ وقت محو ما فعله بالمدينة وأهلها من ذاكرة السوريين. بقيت حماة في الذاكرة بعد رحيل الأسد الأب وحلول ابنه مكانه. بقيت رمزا لرفض الشعب السوري الرضوخ لمشيئة النظام ووحشيته. رفضت حماة الأب وترفض الابن. أكدت في كلّ وقت أن النظام لا يمتلك أيّ شرعية، مهما قتل ودمّر وهجّر. أن يتذكّر السوريون المدينة هذه الأيّام يعني قبل كلّ شيء أن الاستثمار في القتل لا يمكن أن يأتي بشرعية لأيّ نظام. أراد حافظ الأسد، وكان إلى جانبه وقتذاك شقيقه رفعت، تأديب السوريين مرّة أخيرة. خدمته مجزرة حماة من 1982 إلى ما بعد مماته. أبقت البركان السوري خامدا نحو ثلاثين سنة. كان على النظام أن يبحث مجددا عن شرعية ما في عهد بشّار الأسد. كان اندلاع الثورة السورية قبل أقل بقليل من ست سنوات دليلا على أن لا جدوى من هذا البحث. هذا يفسّر إلى حدّ كبير هذا الانقلاب في الأدوار بين النظام وداعميه. في الماضي، كان النظام يبتز روسيا وقبل ذلك الاتحاد السوفياتي. كان يبتز إيران وإيران تبتزه. كان يبتز العـرب، خصوصا أهل الخليج في كلّ وقت. ما نجده الآن أن روسيا، التي تعرف قبل غيرها، أن النظام لم يعد يصلح سوى ورقة في لعبة كبيرة لم يعد له من مبرر وجود باستثناء أنّه يمكن أن يستخدم في صفقة مع الإدارة الأميركية الجديدة.

لاحقت لعنة حماة النظام طويلا. لم يستطع التخلّص منها يوما. لن يستطيع في 2017 التخلص من لعنة سوريا، بعدما صارت سوريا كلّها حماة. أراد حافظ الأسد ما حلّ بحماة أن يكون درسا للسوريين. تبيّن أن السوريين ليسوا على استعداد للتعلّم من هذا الدرس وأن 35 سنة لم تكن كافية كي يمحوا المدينة من ذاكرتهم الفردية والجماعية… لم يعطوا ولن يعطوا يوما شرعية للنظام، لا في عهد الأب ولا في عهد الابن.

 

رامب والـ'سي إن إن' وإيران

إبراهيم الزبيدي /العرب/06 شباط/17

إلى ما قبل انتخاب دونالد ترامب كان المعتقد أن الأميركان هم المثال النادر الوحيد على وجه الكرة الأرضية في النقاء الديمقراطي وصلابة الإيمان، حكاما ومحكومين، وأن المصالح القومية العليا فوق أيّ مصالح شخصية أو حزبية أو مناطقية، وأن التبادل السلمي للسلطة عبر تاريخ الولايات المتحدة الأميركية الطويل شيء فريد لا يحدث في غيرها من البلدان. حتى ظل العالم، سنين طويلة، مبهورا بديمقراطية الحزب الخاسر في الانتخابات، واحترامه، وصدق تمسكه بمبدأ التداول السلمي للسلطة. وقد اعتادت عشراتُ الملايين من مشاهدي محطات التلفزيون على رؤية المرشح الخاسر واقفا إلى جانب خصمه الفائز مصفقا له بحرارة في يوم تنصيبه. بل حدث مرارا أن يقبل رئيس سابق بأن يكون مبعوثا من رئيس آخر في مهمّة. ولكن الذي حدث في أميركا، هذه المرة، كان شبيها بما يحدث في عالمنا الثالث من معارك بين حكام جدد وآخرين بائدين، لا مكان فيه لديمقراطية، ولا لمصلحة وطن. وكما يحدث عندنا في الانقلابات العسكرية، حين يُحرق الحاكم الجديد بسرعة ومن أول يوم، جميع ملفات الحاكم المطرود، أبيضها وأسودها، أخضرها ويابسها، على السواء، دون احتساب لأيّ احتمال أن يكون فيها ما ينبغي احترامُه والاستفادة منه والبناء عليه، فقد حدث في أميركا في العشرين من يناير الماضي، أن أحرق الرئيس الفائز ملفات سلفه الخاسر بلا رحمة ودون انتظار. ولا الجمهوريون الرابحون، ولا الديمقراطيون الخاسرون، وفروا وسيلة للانتقام من خصومهم إلا وبرعوا وبالغوا في استخدامها. وكما يفعل السياسيون عندنا في بلاد العالم الثالث، فقد تبادل الديمقراطيون والجمهوريون الأميركيون نفس الشتائم، ودبروا نفس الدسائس، ولفقوا واختلقوا نفس الأكاذيب، ونقبوا عن نفس الفضائح، حتى أثبتوا أن الشعار الذي كانوا يتغنون به “اللهم بارك أميركا” كان كلاما في كلام. فهذا هو ترامب، منذ أوّل أيامه في البيت الأبيض، وهو منهمك في هدم كل ما فعله الديمقراطيون. وها هم قادة الحزب الديمقراطي، بالمقابل، وفي طليعتهم هيلاري كلينتون وباراك أوباما، وجميع من أزعجه فوز ترامب بالرئاسة أو أضرّ بمصالحه، من نواب وشيوخ وحكام ولايات ومسؤولين في وزارات ومؤسسات حكومية وسفارات، ورؤساء تحرير صحف عريقة وأصحاب فضائيات عملاقة، يدوسون جميعا، على الديمقراطية والوطنية، ويُسيّرون التظاهرات، ويحرّضون على الحرق وتكسير زجاج المطاعم والبارات، ويتفننون في وضع ما في قدرتهم من عِصيّ في عجلة الدولة، فقط للمشاكسة. ولتذهب الديمقراطية والوطنية إلى الجحيم.

مناسبة هذا الكلام ما يثيره الديمقراطيون وأنصارهم من عواصف وزلازل، داخل أميركا وخارجها، حول قرار ترامب الخاص بمنع دخول مواطني الدول العربية الست، وسابعتها دولة الولي الفقيه.

فمن المشكوك فيه، أن تكون بين دوافع ترامب لإصدار هذا القرار كراهية للإسلام والمسلمين، بقدر ما هو إدانة لسياسات الديمقراطيين الداعمة للإسلام المتشدد، وفضحٌ لتخاذل أوباما في محاربة داعش، ودعمه لحركة الإخوان المسلمين، وتساهله مع إيران رغم علمه بدورها في نشر الفوضى وإنعاش الإرهاب، في منطقة هي الأشدّ أهمية وحيوية لمصالح الولايات المتحدة، وأكثرها نفعا ماليا ونفطيا لشركاتها ومواطنيها. وبهذا الفهم لحقيقة عداء ترامب لداعش، وإصرارِه على جعل القضاء عليه أول أهداف سياسته الجديدة، يمكن تفسير دوافعه لمحاصرة إيران، ومسارعته لإعادة التحالف مع دول عربية وإسلامية تشاطره الشكوى من انحياز أوباما لإيران، وتحالفه مع الإخوان المسلمين وباقي حركات الإسلام الراديكالي. وإذا كان طبيعيا ومنتظرا أن تهبّ إيران، ومعها وكلاؤها العراقيون واللبنانيون والسوريون واليمنيون والفلسطينيون، وبكل ما أوتيت من جهد، لإقناع المسلمين بأن ترامب عدوّهم المبين، وبأن قراره حربٌ على دينهم، وتدعوهم إلى الاحتجاج عليه، فلا يمكن أن يصدق أحد أن معارضة الديمقراطيين للقرار ولصاحب القرار عشقٌ لدين الإسلام، ودفاع عن المسلمين، ونصرة لحقوق الإنسان، وخوف على المصالح الأميركية المهددة بقرار ترامب، وسوء سلوكه، وسلوك مستشاريه أجمعين.

ألا ترون “السي إن إن” كيف تجعل “الحبة قبة” لتثبت نازية ترامب، وفاشية أعوانه ومستشاريه، ثم تعدنا بالمزيد من قراراته النارية القريبة المدمرة لحرية العقيدة وكرامة الشعوب، ثم تبشرنا بسقوطه عن قريب؟ وكما يموت الرئيس السابق أوباما، ورفيقة دربه هيلاري كلينتون، حبا وهياما في الإسلام والمسلمين، وعشقا للعدالة والحرية وحقوق الإنسان، فإن إيران، ومعها الحشد الشعبي وبدر ومقتدى وبرلمان سليم الجبوري، لا يقلّون عنهما شهامة وحمية ومحبة لجميع المسلمين، وخوفا من خطر ترامب على العدالة والحرية وحقوق الإنسان. ولله في خلقه شؤون.

 

إيران واللعب بالنار

سالم الكتبي /العرب/06 شباط/17

لعب إيران بالنار ليست عبارتي، ولكنها وردت على لسان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي حذر الملالي من الاستمرار في سياستهم، وأن يدركوا الفارق بينه وبين سلفه الرئيس السابق أوباما “الطيب”على حد قوله. الآن وقد اشتعلت حرب التصريحات الباردة مجدداً بين طهران وواشنطن على خلفية تجربة صاروخية فاشلة أجرتها إيران مؤخراً، فلا أرى هدفاَ استراتيجياً لهذه التجربة سوى اختبار نوايا إدارة الرئيس ترامب وجس نبضها وفتح ملفات الغزل معها مبكراً من بوابة الاستفزاز! أثق أن إيران تتحرك بعد أن درست جيداً تجربة وسلوكيات كوريا الشمالية في علاقاتها طيلة السنوات الماضية مع الولايات المتحدة، بل وطورت هذه الإستراتيجية واستفادت من موروث حائك السجاد الإيراني في المفاوضات مع الغرب ونجحت في انتزاع اتفاق نووي استعادت من خلاله الكثير من أموالها وأرصدتها المجمدة في بنوك دولية، كما نجحت في إسالة لعاب الشركات الغربية عبر صفقات مليارية في مجال الطيران المدني وغيره من المجالات التجارية والصناعية. ما يحدث حالياً من جانب إيران هو نوع من الاستفزاز المحسوب لإدارة ترامب، وهو استفزاز يستهدف تحريك نوايا البيت الأبيض للكشف عن مكنوناته، ومن ثم التقاط الخيط للتعامل معه، وهي إستراتيجية هجومية وليست دفاعية، حيث نلاحظ أن طهران بدأت الاستفزاز قبل أن يتوافر لدى أركان الإدارة الأميركية الجديد الوقت اللازم لدراسة ملف إيران وإعداد البدائل بشأنه جيداً، فالملالي متمرسون في فنون التفاوض والمراوغة والمماطلة والتسويف، ومن ثم فقد شرعوا مبكراً في جعل إدارة ترامب في مربع رد الفعل وليس الفعل، والتقطوا زمام المبادرة عبر هذه التجربة الصاروخية الفاشلة، وهم يدركون أن إدارة ترامب قد لا تمتلك في الوقت الراهن سوى الإدانة والشجب والهجوم الكلامي، وليس بوسعها اتخاذ قرار آخر ولم يمض على وجودها في السلطة سوى أسابيع قلائل، فضلاً عن أنها مشغولة، بل وتلهث خلف الدفاع عن قرارها الخاص بحظر اللاجئين، فضلا عن معركة الجدار مع المكسيك وتوابعها في علاقات شائكة ومعقدة مع جار بحجم المكسيك، القوة الصاعدة في عالم الاقتصاد والتجارة.

يعتقد المراقبون أن العقوبات الجديدة التي فرضتها الإدارة الأميركية على بعض الشركات والأفراد والمؤسسات الإيرانية تغضب الملالي في طهران، ولكن قد يبدو هذا ظاهر الأمور، وباطنها بخلاف ذلك بل هو المقصود تماماً من هذا الاستفزاز المحسوب، فالعقوبات تغضب أيضاً بعض القوى الدولية التي تسعى إلى انفتاح إيران وترى فيه رهاناً تجارياً مضموناً!

يقول الرئيس ترامب أن الإيرانيين لا يقدرون كم كان الرئيس أوباما طيباً معهم، ويؤكد أنه ليس مثله، ولن يمضي على خطاه، وهذا معروف للإيرانيين قبل غيرهم، ولكن الإشكالية أن الملالي يفهمون جيداً مثل هذه التصريحات، وقد سبق لهم التعامل مع رؤساء أميركيين صارمين مثل جورج دبليو بوش، الذي كان أكثر اندفاعاً وجرأة من ترامب، وأعتقد أن الأخير يمتلك استراتيجية مغايرة لاندفاع بوش الابن، فترامب يجيد المساومة ويحترف فنون المراوغة شأنه شأن الإيرانيين، ولهذا قد يتمتع العالم بمعركة تفاوضية مثيرة طيلة سنوات حكم الرئيس ترامب، فالمفاوض الإيراني ماهر في المماطلة والتملص ويمتلك الكثير من الصبر، الذي ربما يبلغ حداً لا يطاق، بينما الرئيس ترامب رجل أعمال كبير قبل أن يكون رئيساً لأقوى دولة في العالم، ومن ثم فهو يجيد اصطياد الصفقات والإعداد الجيد لها، ويعرف هذه النوعية من المفاوضين تماماً، ويجيد التعامل معهم، وأعتقد أنهم لن ينجحوا في استفزازه، بل هو من قد يجيد هذه اللعبة معهم نظراً إلى أنه يمتلك الكاريزما والشعوبية التي تتيح له اللعب بمهارة في مربع الاستفزاز الشعبوي دعائياً وإعلامياً.

اللعب بالنار ليست عبارة جديدة على قاموس الخطاب السياسي الأميركي تجاه إيران، وقد تكررت قبل ذلك على لسان أكثر من رئيس ومسؤول أميركي بعبارات ومفردات مماثلة وبالمفردات ذاتها مرات عديدة، وبالتالي فلن تخيف الملالي ولن تدفعهم إلى التراجع، بل ربما تدفعهم إلى التقدم خطوة نحو الأمام وليس شرطاً من خلال تجربة صاروخية أخرى، بل من الوارد أن يكون التقدم في ملف مثل سوريا أو غيرها، وذلك كله ضمن لعبة عض الأصابع التي استهلتها إيران بتجربتها الصاروخية، وهي تجيد هذه اللعبة فوق ما يتخيله العالم، وتصل بها أحياناً إلى استراتيجية حافة الهاوية، ثم لا تلبث أن تتراجع او يتراجع خصومها!

ليس علينا في منطقة الخليج العربي أن نكتفي بمتابعة هذه المباراة الاستراتيجية خلال الفترة المقبلة، فالمتابعة طيلة سنوات سابقة قد أفقدتنا الكثير من دورنا وفرصنا في امتلاك زمام المبادرة والمبادأة، وبالتالي لا يجب أن نستمتع بهذه اللعبة كثيراً، وعلينا أن نحدد مسارات تحركنا بغض النظر عن طبيعة الحرب الباردة أو حتى مؤشرات الحرب الساخنة التي يمكن أن تندلع بين إيران والولايات المتحدة.

مصالح دول مجلس التعاون يُفترض أن لها علاقة وثيقة بمسار العلاقات الإيرانيةـ الأميركية، ولكني اعتقد أنه من غير الصواب الاكتفاء بانتظار دور أميركي يلجم إيران أو يحد من نفوذها وتوسعها الاستراتيجي، حتى لا نفاجأ بتفاهمات أو حسابات مصالح تؤثر سلباً في علاقاتنا مع الشريك الاستراتيجي الأميركي، ولذا يجب أن نتحرك وفق مصالحنا في دول مجلس التعاون وليس وفق اتجاهات العلاقات الإيرانيةـ الأميركية، وعلينا أن نحدد بدقة ما نريده من إدارة ترامب إقليمياً، ونعيد صياغة علاقات الشراكة الاستراتيجية وفق شبكة مصالح متبادلة لا تتأثر كثيراً بالمكائد الإيرانية.

المصالح الاستراتيجية الأميركية متغيرة، وكذلك مصالحنا ومصالح الملالي على الشاطئ الآخر من الخليج العربي، ومن ثم فإنه علينا بلورة بدائل مبتكرة للتحرك والتفكير خارج الصندوق في مستقبل العلاقات مع الشريك الاستراتيجي الأميركي، مع الأخذ بعين الاعتبار المعطيات كافة، التي تخص مستقبل الطاقة، والتوجه الانعزالي الأميركي ومساراته، وكذلك العلاقات الأميركية الصينية ومستقبلها، وطموحات إيران التوسعية وسبل التعامل معها، وأدوار القوى الإقليمية الأخرى ذات العلاقة في أمن الخليج العربي مثل تركيا والهند وباكستان ومصر، علماً أن حسابات إسرائيل يجب أن توضع في الاعتبار لأن تجاهلها لن يغير من الواقع الاستراتيجي شيئاً بل قد يكون مضراً ومخلاً بأي حسابات استراتيجية يفترض فيها التعامل مع كافة المعطيات بغض النظر عن موقفنا حيالها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مستشار ترامب لشؤون السياسة الخارجية في الحملة الانتخابية وليد فارس لـ «القدس العربي»: تدخلات طهران في المنطقة مرفوضة وأفق المواجهة مفتوح

http://eliasbejjaninews.com/2017/02/05/%D8%AF-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF-%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D9%84%D9%80-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%B7/

حاورته: رلى موفق/القدس العربي/Feb 04, 2017

عادة ما يأخذ الرئيس الأمريكي الجديد فترة سماح لمئة يوم من أجل تكوين إداراته ودراسة ملفاته والبدء باتخاذ قرارات كبرى. لم يحتج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتلك الفترة. منذ اليوم الأول بدأ باتخاذ قرارات وأوامر تنفيذية تترجم الوعود التي قطعها لناخبيه في حملته الانتخابية، ويبدو أنه ماض بعزم وحزم كبيرين في هذا الاتجاه.

مستشار الرئيس ترامب لشؤون الشرق الأوسط إبان حملته الانتخابية الدكتور وليد فارس، الأمريكي من أصل لبناني، عرض الخطوط العريضة لسياسة ترامب الخارجية، ولا سيما في الملفات الساخنة، من إيران وملفها النووي وتدخلها في شؤون المنطقة وعلاقة الرئيس الجديد بالحلفاء العرب، مروراً بسوريا والدور الأمريكي المختلف فيها، وصولاً إلى علاقات ترامب بروسيا.

وهنا نص الحوار:

نستطيع أن نفهم الأمر التنفيذي للرئيس الأمريكي حول المهاجرين في سياق إجراءات حماية أمريكا من الإرهاب، ولكن لماذا تلك الدول الـ 7 تحديداً؟

• كان هناك وعد انتخابي من قبل المرشح دونالد ترامب لقاعدته الشعبية التي انتخبته رئيساً بأن يعمل كل ما في وسعه من أجل وضع حد للاختراقات الإرهابية المتطرّفة التي قامت بعمليات إرهابية في أمريكا وأوروبا. هذا وعد سياسي وليس ردّة فعل اعتباطية. ومن بين الخطط التي وضعها ترامب لمنع اختراق الإرهابيين أو المتطرفين لنظام الهجرة في الولايات المتحدة الأمريكية، هو منع دخول مواطني سبع دول ليس لها علاقة أمنية وقانونية مباشرة مع أمريكا تسمح بالحصول على معلومات عن القادمين من تلك الدول. هذا هو المبدأ، ولا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بأي طائفية أو عملية عزل لأي مجموعة دينية. الرئيس ترامب ليست عنده أي خلفية عقائدية يستند إليها. بعد انتخابه رئيساً التزم بشيء واحد هو الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية، وهو يتواصل مع زعماء أهم الدول العربية والإسلامية، حيث استقبل الرئيس المصري، وتواصل مع خادم الحرمين الشريفين وقادة الإمارات العربية المتحدة. تسمية هذه الدول السبع، والتي سبق للرئيس السابق باراك أوباما أن سمّاها، يعود إلى سببين رئيسيين: إما أن فيها حروب تجعل السلطات المركزية فيها غائبة وغير فاعلة، كليبيا واليمن وسوريا، وإما سلطات هذه الدول على خصومة مع السلطات الأمريكية كالنظامين الإيراني والسوداني. الطواقم التي يعمل معها الرئيس تضع خطة الآن حتى تتمكن من فتح أبواب الهجرة والزيارة من هذه الدول السبع مع قدرة على ضبط المعلومات. هذا أمر تقوم به الدول العربية والإسلامية أولاً، فهذه الإجراءات طبيعية لتحسين الأمن.

نرى سياسة أمريكية جديدة حيال إيران. تم توجيه تحذير لها في شأن التجربة الصاروخية، ووعد ترامب بإجراء مراجعة للاتفاق النووي، وهناك موقف رافض للتدخل الإيراني في شوؤن المنطقة… إلى أي مدى يمكن أن تذهب الإدارة الأمريكية في مواجهتها؟

• نعم، نحن نرى الآن سياسة أمريكية جديدة حيال إيران والشرق الأوسط والعالم العربي بشكل عام. هذه السياسة كانت واضحة في خطابات الرئيس ترامب إبان حملته الانتخابية وبعدها، وهي واضحة أيضاً تجاه إيران، وتهدف إلى وضع حد للتوسّع الإيراني العسكري والأمني في المنطقة، ولتهديدها شركاء الولايات المتحدة، سواء أكانوا في الخليج أم في العالم العربي أم في المنطقة بشكل عام. سياسة ترامب تعتبر أن الاتفاق النووي، بالإطار الذي تم التوافق عليه، وفي ما يتعلق بعدم تنفيذ بعض بنوده، لا يوافق مصلحة الأمن القومي الأمريكي. الموقف الأمريكي الجديد للرئيس ترامب تجاه إيران هو أولاً لإعلام هذه القيادة الإيرانية بأن واشنطن غير راضية عن أدائها، وأنها ستقف إلى جانب حلفائها وشركائها، وأن واشنطن ترى في هذه التدخلات الميدانية العسكرية والاستخباراتية لإيران في المنطقة بشكل عام، وفي العراق وسوريا بشكل خاص، أعمالاً مرفوضة.

التجربة الصاروخية الإيرانية بالنسبة للإدارة الجديدة هي اختراق لخطوط حمراء. هذه الخطوط هي أن تستعمل إيران هذا الوقت الضائع لتجهّز نفسها بأسلحة هجومية، بما فيها هذه الصواريخ المتوسطة وعابرة القارات، التي بإمكانها أن تحمل أسلحة نووية أو كيميائية أو بيولوجية. بالنسبة لإدارة ترامب، هذه الصواريخ بإمكانها أن تهدد حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية من الخليج والأردن مروراً بإسرائيل وتركيا وصولاً إلى الدول الأوروبية والقواعد الأمريكية في المنطقة والأساطيل الموجودة. كما أن إطلاق بعض هذه الصواريخ من اليمن باتجاه الحجاز ومكة لا يهدد فقط المملكة العربية السعودية وإنما مواقع مهمة جداً للعالم الإسلامي، فضلاً عن أن إطلاق صواريخ باتجاه القطع البحرية الأمريكية منذ بضعة أسابيع، والأعمال التي يقوم بها الحوثيون في اليمن ضد التحالف العربي بقيادة السعودية، أدى إلى تشكيل قراءة سلبية جداً تجاه القيادة الإيرانية.

هذا يعني أن أمريكا تغيّر سياستها الاستراتيجية بشكل كليّ؟

• المواقف التي سمعناها من الجنرال مايكل فلين مستشار الرئيس للأمن القومي ومن الرئيس ترامب عبر «تويتر»، تعلن أنها ترفض التدخل الإيراني في شؤون المنطقة. أما إلى أي مدى ستذهب الإدارة الأمريكية في المواجهة؟ الجواب هو كما يقال بالإنكليزية: The sky is the limit، أي ما معناه أن الآفاق مفتوحة. فأي تدخل إيراني خارج الحدود الإيرانية، ولا سيما تجاه الشركاء والحلفاء، يُعطي واشنطن مجالاً لترتيب الرد المناسب في الوقت المناسب. المهم أن المسألة ليست تصعيداً عسكرياً وأمنياً، بل هي تغيير في الاتجاه السياسي الاستراتيجي العام لإدارة الرئيس ترامب. والأكثرية في الكونغرس هي ربما أكثر تشدداً حيال النظام الإيراني. مهمة الولايات المتحدة الأمريكية مواجهة الانفلاش الإيراني وقواه العسكرية والاستخباراتية في المنطقة، هذه التصريحات هي البداية لإعلام القيادة الإيرانية والحلفاء في المنطقة والشعب الأمريكي بأن الإدارة الأمريكية لن تقبل بأن يستمر الإرهاب التكفيري في المنطقة، ولن تقبل بأن تكون هناك اعتداءات أو سياسات عدوانية من قبل النظام الإيراني تجاه المنطقة.

كيف يمكن توقع الردّ الإيراني؟

المعروف عن القيادة الإيرانية بأنها متأنية وذكية، وتستعمل الوقت كحليف، وهي ممكن أن ترد عبر عدة وسائل. الوسيلة الأولى، تتمثل بأن لدى إيران القدرة، وبمساعدة الدول الحليفة لها وعبر «اللوبي» الذي تتمتع به داخل الولايات المتحدة والأموال التي تنفقها، على مقاومة سياسة ترامب الجديدة تجاهها، ووصفها بأنها خطيرة وسلبية، وهي فعلت ذلك سابقاً مع إدارة بوش. أما الوسيلة الثانية، فهي تحريك «اللوبيات الإيرانية» في الغرب المرتبطة بالمصالح الاقتصادية للكتل المالية التي تستفيد من الاتفاق النووي الإيراني، لذلك نرى أن القوة المالية التي تغذي الحملات الإعلامية ضد سياسة ترامب قد يكون جزء منها بدعم إيراني مباشر. ويتمثل خط الدفاع الثالث بتحريك إيران لحلفائها في المنطقة لمواجهة المصالح الأمريكية عبر الإعلام و «البروباغندا»، بمعنى أن تُسخّر إيران الدول التي تسيطر عليها كالعراق وسوريا ولبنان واليمن للبدء بحملة وفتح جبهات ثانوية واتهام أمريكا بأنها تشن حرباً على العالم الإسلامي. ويمكن لإيران أن تفجّر أزمات داخل الدول الحليفة لأمريكا مثل البحرين والسعودية بدعم من حلفائها في لبنان. وإذا اختارت المبارزة فسوف تختار نقاط الضعف الأمريكية التي تتمثل بالتواجد الأمريكي في الخليج والعالم العربي، وهذا أسلوب اعتمدته في السابق. أعتقد أن القيادة الإيرانية الآن هي في طور تقييم طبيعة الإدارة الأمريكية الجديدة وهي متأنية جداً.

إيران ستعتمد على تحالفها وصداقتها مع روسيا عبر دفعها للضغط على الإدارة الأمريكية، لكن أعتقد أن هذه المعادلة ستبوء بالفشل، لأن القيادة الروسية تأمل من خلال علاقتها مع إدارة ترامب أن تلغي العقوبات المفروضة عليها وعلى الاقتصاد الروسي وأن تحل مشاكلها مع أوروبا، وقد يتأتى حل روسي ـ أمريكي للحرب السورية من خلال هذه العلاقة، والوقوف إلى جانب إيران في هذه النقطة قد يكون ثمنه تردّي العلاقات مع الإدارة الجديدة، وهذا يخضع لتقييم الإدارة الروسية.

سياسة أوباما استندت بمجملها إلى مبدأ أنه يمكن احتواء إرهاب الدولة، ولم يتوانَ وزير خارجيته جون كيري عن القول أن الميليشيات الشيعية لا تشكل خطراً على الأمريكيين والمصالح الأمريكية… هل يمكن أن نرى عودة إلى التصادم الأمريكي ـ الإيراني؟ وأين يمكن أن يكون مسرحه؟

• سياسة الرئيس أوباما كانت تستند إلى مبدأ أنه يمكن احتواء إرهاب الدولة، أي إرهاب النظام الإيراني، وكيري كان يقول أن هذه الميليشيات التابعة لإيران لا تشكل خطراً مباشراً على الأمريكيين والمصالح الأمريكية، وكانا يعتبران أن المنفعة التي ستجنيها إيران من الاتفاق النووي هي بمثابة ضمانة لحماية أمريكا من إيران. وجهة النظر هذه مرفوضة عند الرئيس ترامب وإدارته، فهو يعتبر أن إيران هي المستفيدة من هذا الاتفاق، لأنه يتيح لها التحكّم بزمام الأمور من ناحية التصعيد أو التهدئة، ويوفر لها حوالي 150 مليار دولار (نقداً) تستعملها إيران لتعزيز قدراتها الدفاعية والأمنية والاستخباراتية. وبالتالي الإدارة الجديدة لا ترى أن الاتفاق النووي يحمي المصالح الأمريكية بل إنه يحمي النظام الإيراني ويعززه على حساب الشركاء والأمن القومي الأمريكي. هذا لا يعني أن الصدام مع إيران حتمي، لأن إدارة الرئيس ترامب تريد إنهاء الصراعات والأزمات بالوسائل السياسية. الكرة الآن في ملعب القيادة الإيرانية، فإذا قبلت بالعودة إلى «حدودها» وتطبيق الاتفاق النووي، يمكن أن نتكلم عن حوار دولي جديد. أما إذا قررالنظام الإيراني أن يكون عدوانياً تجاه أمريكا، فهو يعرف أن مرحلة العمل غير الملجوم قد انتهت مع وصول ترامب الذي يريد تأمين الممرات المائية الدولية، سواء أكانت في هرمز أم في باب المندب أم في السويس أم في أي مكان آخر من العالم، وتأمين حدود حلفاء أمريكا في المنطقة.

الموقف من إيران يُريح الحلفاء العرب التقليديين، لكنها تغلغلت في دول المنطقة. هل بإمكان أي استراتيجية جديدة أن تُضعف النفوذ الإيراني بعدما ساهمت سياسة أوباما في تعزيزه وتقويض أمن دول المنطقة؟

• الرئيس ترامب رجل أعمال وليس رجل حرب، وما يهمه أن تسود مرحلة من الاستقرار في المنطقة، التي تعاني منذ سنوات طويلة من حالة اللاستقرار التي تصاعدت مع وصول «الربيع العربي». سياسته تعتمد الحسم والحزم مع السلبيات، والدعم والتحالف مع الشركاء الذين يلتزمون مبدأ الاستقرار، وهذا الموقف يُريح الحلفاء العرب التقليديين وغيرهم. المسألة ليست عملية تقليم لأظافر إيران، بل مساعدة الدول العربية، التي اخترقتها إيران، على أن تمسك بأمنها وأن تواجه الإرهاب.

هل يمكن لواشنطن أن تعيد الاعتبار لدورها في الملف السوري بعدما أصبحت روسيا هي المتحكمة باللعبة، واستمالت الأتراك نتيجة سياستها الداعمة لهم؟

• بعد تراجع إدارة أوباما في سوريا إلى حد أن وجودها بات محصوراً في بعض المناطق من شرق سوريا، وبعد التواجد الروسي الواسع والفعال لدعم نظام بشار الأسد، ستتغير الخطة الأمريكية لكن من المبكر الحديث عنها. ترامب مصمم على دعم كل مَن يواجه «داعش» من القوى السورية الموجودة على الأرض، وخاصة في المناطق الشمالية الشرقية حيث الأكراد وبعض القبائل العربية السنية والمسيحيين. سوف يستمر في دعم هذه المناطق من دون الدخول في حيثيات التصورات المستقبلية فهذا أمر متروك للسوريين. بإمكان ترامب أن يضغط لإيجاد معادلة بين الأتــراك والأكـــراد، ومن ثم تعزيز قدرات القوى السنية.

السؤال المهم هو مَن سيتسلم مناطق داعش؟ الأولوية هنا أن تتسلم القوى المعتدلة هذه المناطق، القوى التي هي حقيقة معتدلة وليست التي تدّعي الاعتدال ولكنها في السر مرتبطة بالقاعدة وداعش. وبعد ذلك نعود إلى الحوار السياسي سواء في جنيف أو أي عاصمة أخرى بالتشاور مع الحلفاء والشركاء في المنطقة. الهدف الثاني من هذه السياسة الجديدة هو أن تكون هناك مناطق آمنة للاجئين السوريين داخل سوريا تمتص أزمة اللاجئين في الدول التي يقيمون فيها.

إدارة أوباما سلمت عملياً الملف السوري للروس، ما هي استراتيجية ترامب في مستقبل سوريا؟

• بالنسبة إلى سوريا، أنا لا أعتقد أن إدارة الرئيس ترامب سوف تقول لروسيا تفضلي واهتمي بالموضوع السوري وأنا سأكتفي ببعض الضربات ضد «داعش». أمريكا تريد أن توسّع نطاق تحالفاتها على الأرض مع المجموعات التي تعتبرها مجموعات غير متطرفة. لن تعمل مع متطرفين لكونهم ضد «داعش»، ولن تعمل مع متطرفين لكونهم ضد الأسد، سوف تعمل مع المعتدلين، وبعد أن تتوسّع رقعة سيطرتهم تصبح متوازنة مع الحجم الروسي. بمعنى أن روسيا تحمي نظام الأسد ومناطق نفوذه، وأمريكا تحمي مناطق المعتدلين، وبعد ذلك تذهب كل الأطراف إلى التفاوض ويكون هناك حل سياسي. المسألة في سوريا طويلة بالنسبة للحل النهائي، ولكنها قد تكون قريبة في ما يتعلق بإنهاء «داعش».

هل يمكن أن تشرح أكثر مفهوم المناطق الآمنة التي دعا ترامب لإنشائها في سوريا؟ أهي ضمن الحدود مع دول الجوار… تركيا، الأردن، لبنان، أم في منطقة محددة؟

• لا يمكن التكهن بالمناطق الآمنة التي ستُنشأ لحماية اللاجئين، ولكن هناك مناطق مؤهلة لهذا الموضوع، وهي المناطق الحرّة في شمال شرق سوريا، ومساحتها (الجزيرة والحسكة) أكبر من مساحة لبنان، وأيضاً المناطق الحدودية مع الأردن. أما المناطق المحاذية للحدود التركية فتحتاج إلى اتفاق بين تركيا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية، لأن هذه المنطقة منطقة نفوذ روسية. أما بالنسبة للمناطق المحاذية للأردن فتحتاج إلى تنسيق بين الغرب وأمريكا ويمكن أن يكون هناك دور لدول الخليج والأردن ومصر في تمويل وحماية وتنظيم هذه المناطق.

ما هي المسوغات التي تنطلق منها الإدارة الأمريكية لإدراج جماعة الإخوان على لائحة الإرهاب كما تشير بعض التوقعات؟

• مشروع إدراج تنظيم «الإخوان المسلمين» على لائحة الإرهاب الأمريكية كان مطروحاً من قبل ترشّح الرئيس ترامب. هذا الطرح بدأ في مجلس النواب وأخذ أصوات الأكثرية. وأطلق في مجلس الشيوخ من قبل السناتور تيد كروز وهو الآن قائم في الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون و«البيت الأبيض» رئيسه جمهوري، إذاً هناك وحدة حال بين الكونغرس والإدارة. والرئيس سيوقعه كقانون.

المؤيدون لـ «الإخوان» بإمكانهم اللجوء إلى القضاء، ولكن ليس عندهم القدرة على المعارضة في الكونغرس. الأسباب الموجبة تتعلق بتقارير حصلت عليها هيئات الكونغرس منذ سنوات تفيد بانغماس «الإخوان» في دعم الإرهاب. وهناك تقارير وردت من دول مثل مصر والإمارات العربية المتحدة، وهناك تقرير بريطاني عن دور للإخوان في نشر الفكر المتطرّف.

هــل تتــخـــوّف من ردة فعل إسلامية شعبية؟ وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على العلاقة مع تركيا؟

أعتقد أن ردة فعل الشارع الإسلامي ستكون محدودة، والبرهان أن أكبر مسيرة في تاريخ الإنسانية، والتي ضمت 33 مليون مصري، كانت ضد «الإخوان»، كما أن الأكثرية في ليبيا وتونس هي ضد الإخوان. تركيا لها مصالحها كدولة قبل مصالحها الإقليمية مع تنظيمات سياسية. والقيادة التركية تهمها الأمور التي تهدد الأمن القومي والحرب السورية والاقتصاد التركي والعلاقات التركية ـ الروسية. في أيام إدارة أوباما، حاولت التنظيمات القريبة من «الإخوان»، في الداخل الأمريكي، تمثيل الأكثرية للطوائف العربية ـ الإسلامية، لكن الآن ومع إدارة ترامب الأمور تغيّرت، وأصبح هناك تياران، الأول يؤيد الإخوان والآخر يعارضهم، وقد انحاز إلى جانب إدارة ترامب وأصبحت لديه القدرة على إسماع صوته أكثر.

إلى أي مدى فعلياً يمكن توصيف أن ترامب هو حليف لروسيا بوتين؟ كيف ترى العلاقة المستقبلية بين الرجلين والبلدين وهل ستكون على حساب الحليف الأوروبي؟

• الرئيس ترامب لن يكون شريكاً للرئيس بوتين في تقاسم العالم، ولن نرى «يالطا» جديدة كما يتخيّلون، وكما يزعمون بأنه سيتخلى عن حلفائه مقابل أن يكون صديقاً لبوتين. رؤيته أن يمثل أمريكا ومصالحها القومية ومصالح حلفاءه وشركاءه، سواء أكانوا في «الناتو» أم في العالمين العربي والإسلامي أو في أي مكان من العالم، هذه نسميها «خيمة ترامب» وهو يمثل كل من هو تحت ظلال هذه الخيمة، خلال محادثاته مع بوتين.

الكلام مع بوتين سوف يكون حول الملفات التي يمكن التعاون فيها، وعلى رأسها ملف مكافحة الإرهاب. هو لن يتسرّع في رفع العقوبات إلا إذا كان هناك سبب معيّن أو ثمن معيّن. القيادة الروسية تعرف ذلك، وتعرف أنه ستكون هناك زيادة في التعاون في الملفات التعاونية، ومحاولة حل معضلات الملفات الخلافية الموروثة منذ سنوات سابقة، فإدارة إوباما لم تكن حازمة في موضوع العلاقة مع روسيا.

 

خالد الضاهر: ندعم كل التحركات لإنصاف عكار وإعطائها حقوقها

الأحد 05 شباط 2017 /وطنية - رأى النائب خالد الضاهر في بيان أن "حرمان عكار ومطالب المجتمع المدني المحقة، هي من الأولويات التي يجب متابعتها بكل قوة"، معلنا "الدعم والتأييد لكل تحركات المجتمع المدني في عكار، ولكل المطالب المحقة".

ودعا إلى "إنصاف عكار واعطائها حقوقها، وأولها افتتاح مطار القليعات، لما له من اهمية في تأمين فرص عمل وانعاش المنطقة، وكذلك فتح فرع للجامعة اللبنانية في عكار"، مطالبا الحكومة ب"التزام الدستور في بند الانماء المتوازن، خاصة ان محافظة عكار هي الاكثر حرمانا وفقرا، حسب احصاءات الامم المتحدة"، منوها ب"جهود فاعليات عكار". وحث على "المشاركة الواسعة في المهرجان، الذي سيقام نهار الاحد المقبل في بلدة تل حياة للمطالبة بافتتاح مطار القليعات".

 

ارسلان: اي قانون انتخاب لا يلحظ النسبية ناقص ومجحف

الأحد 05 شباط 2017 /وطنية - رأى رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" وزير المهجرين طلال أرسلان، في تغريدة عبر "تويتر"، ان "أي قانون انتخابي لا يلحظ النسبية، فهو ناقص ومجحف ولا يحقق صحة وعدالة التمثيل، مع تفهمنا لحجم الدوائر".

 

وئام وهاب: عصر ال 51 % من الخوة على المواطنين انتهى وثورتنا على الظلم وليست لظلم الآخرين

الأحد 05 شباط 2017 /نية - اعتبر رئيس "حزب التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب، أن "عصر الـ 51 في المئة من الخوة على المواطنين، وعصر التشبيح على كل مستثمر، انتهى في منطقتنا كما في مناطق أخرى"، متناولا ما حصل بالأمس في عين دارة، بالقول "من المعيب أن يستعمل بعض الناس لإستفزاز كل مستثمر، كما أنه من المعيب أن يتعرض مستثمر أتى بمبلغ نصف مليون دولار للابتزاز، لأن هناك أحد الأشخاص يريد ابتزازه وأخذ المال منه". ووضع حادثة عين دارة "برسم فخامة رئيس الجمهورية وكل من يؤمن بأن نأتي باستثمارات إلى لبنان". وأمام وفود شعبية زارته في دارته في الجاهلية، أعلن وهاب ترحيبه "بأي مستثمر في منطقتنا ونقدم له الحماية"، مردفا "عصر التشبيح إنتهى، ومن يريد الاستمرار في عصر التشبيح لن يصل إلى مكان". وقال: "ما يهمنا أن يكون هناك مؤسسات تقدم فرص عمل للمواطنين، لأن الجميع يعاني من أزمة نقص فرص العمل"، معتبرا أنه "من المعيب التشبيح وقطع الطرقات على المواطنين لنهب أموالهم، بدل التعاون لمساعدة المستثمرين في استثماراتهم". وأعلن أن موضوع عين دارة "أصبح بيد القضاء، ونحن نثق بالقاضي الذي استلم الملف، وهو يدرك الحل المناسب لهذا الحادث الصغير، الذي حاول أحد الصغار أن يكبره بالأمس، ولا نقبل أن نتعرض لأحد لأن ثورتنا على الظلم ليس لظلم الآخرين". وفي ما يتعلق بقانون الإنتخاب، تساءل وهاب: "أين استهداف الطوائف في ما يقوله الرئيس العماد ميشال عون حول قانون عادل للإنتخابات ووحدة المعايير والنسبية"، مردفا إن "مشاريع اغتصاب السلطة انتهت في لبنان". وختم بالقول: "اليوم هناك رئيس جمهورية لن يقبل إلا بقانون عادل للإنتخابات، لا يمكن رشوته ولا يريد شيئا، ما يريده هو أن يقوم بشيء يسجل في تاريخه وهو قانون عادل للإنتخابات، دون ذلك عبثا المحاولة باقتراحات سخيفة لقوانين الإنتخاب التي هي واضحة جميعها، والتي هي المشروع الأرثوذكسي والنسبية على أساس الدائرة الواحدة والنسبية على أساس مشروع شربل- ميقاتي، باستثناء ذلك كل المشاريع التي تطرح تضييع للوقت ولا توصل إلى مكان".

 

جنبلاط في مؤتمر الاشتراكي: للوصول الى صيغة قانون الستين معدلا وإلا الذهاب الى تطبيق الطائف

الأحد 05 شباط 2017/طنية - افتتح رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط، صباح اليوم، أعمال المؤتمر ال47 للحزب تحت شعار "نحو حقبة جديدة من النضال السياسي والاجتماعي"، في فندق "فينيسيا"، في حضور كل من نجلي جنبلاط تيمور وأصلان، الوزيرين مروان حمادة وأيمن شقير، النواب: غازي العريضي، انطوان سعد، ايلي عون، وائل أبو فاعور، أكرم شهيب، علاء الدين ترو، فؤاد السعد وهنري حلو، الوزيرين السابقين محسن دلول وعباس خلف، نائبي الرئيس كمال معوض ودريد ياغي، أمين السر العام ظافر ناصر، عدد كبير من قيادات الحزب والأعضاء المرشدين وأعضاء مجلس القيادة والمفوضين ووكلاء الداخلية والمعتمدين ومدراء الفروع. بداية التحية الحزبية والنشيد الوطني ونشيد الحزب، ثم طلب ناصر من الحضور "الوقوف دقيقة صمت عن روح المقدم شريف فياض والمناضل سليمان الباشا وكل الرفاق الذين توفوا منذ المؤتمر العام الماضي".

وأشار في مستهل المؤتمر الى "المتغيبين بعذر وهم 60 رفيقا ورفيقة من أصل 945 وبالتالي فان النصاب مؤمن".

جنبلاط

ثم تحدث جنبلاط مستهلا كلمته بالقول: "لا خطر ولا خوف على أي أحد من مكونات لبنان"، مشددا على "أن اللقاء الديموقراطي المتنوع في الجبل ليس قضية عدد بل موقفه هو الأساس، آملا في الوصول الى صيغة قانون الستين معدلا والا الذهاب الى تطبيق الطائف"، مشيرا الى "أن النسبية لم ترد لا من قريب ولا من بعيد في الطائف". وقال: "بداية أشكركم جميعا لاعادة تجديد الثقة بانتخابي مجددا رئيسا للحزب التقدمي الاشتراكي، واتمنى أن أكون بحجم التحديات السياسية والاجتماعية الكبيرة والهائلة التي تواجهنا، ثانيا في 6 كانون الاول 2017 الذكرى المئوية لميلاد كمال جنبلاط اقترح التفكير بندوة فكرية او غيرها من النشاطات لهذه المناسبة تكريما لهذا المفكر والرجل الكبير". اضاف: "لن أطيل فالوثيقة السياسية موجودة معكم قد تحتاج الى تعديلات او اضافات وهذا متروك لكم، سأتحدث فقط في البند الذي يشغل بال الناس اليوم في لبنان وهي قضية الانتخابات والقانون الانتخابي".

وقال: "أولا اريد ان أؤكد انه لا بد من إزالة اي انطباع نتيجة بعض المقالات المجرحة في صحف معينة بأن هناك خطرا او اقصاء او تهميشا على مكون من مكونات لبنان، تاريخ لبنان مبني على التنوع وقبول الاخر والشراكة والتعدد وليس هناك اي خطر أو أي خوف. ثم أن اللقاء الديموقراطي الذي تشرفت ان ارأسه ولا زلت على عديد من السنوات ليس قضية عدد، فموقف اللقاء الديموقراطي المتنوع في الجبل والشوف وعاليه والمتن وراشيا وحاصبيا وبيروت هو الاساس، وقد تذكرون كم وقف هذا اللقاء مع رفاقه في لائحة الشرف في مواجهة التمديد وكم وقف هذا اللقاء في غيرها من المحطات، في الامس كنا 18 اليوم 11 قد ننقص، قد نزيد، فالامر ليس بالعدد إنما الأمر في الموقف". وأردف: "السياسة فيها خلافات احيانا في وجهات النظر، خلافات ظرفية، خلافات طويلة، خلافات آنية، وفيها شراكة او شراكات لذلك اشدد وأؤكد مجددا أنه ليس هناك اي استهداف لاي مكون أو غيره، الموضوع الذي طرح في الإعلام حول الصيغ المختلفة للقانون الانتخابي، برأيي وبرأي غالب القوى السياسية، خارج إطار إتفاق الطائف، لذلك كيف أرى اليوم مقاربة الحل؟".وشرح وجهة نظره قائلا: "إجراء الانتخابات في موعدها، وفق الستين؟ ليس بالضرورة، أو الستين معدلا إذا صح التعبير، تذكروا أنه في الدوحة بقينا آخر ساعات الإجتماع نعدل بالستين في ما يتعلق بأحياء معينة في بيروت في الرميل والمرفأ والباشورة، إذا نستطيع بشيء من الليونة وحسن النية بأن نلقى صيغة لستين معدلا وإلا نذهب مباشرة إلى تطبيق الطائف، قد نطبق الطائف كاملا وقد نطبق الطائف تدريجيا وفق ظروف البلاد، لكن الطائف كما أذكر وتذكرون نص على إعادة النظر بالدوائر الانتخابية وبعدد المحافظات، فهذا هو مدخل من المداخل، والطائف نص على إنشاء مجلس شيوخ تتمثل فيه جميع الطوائف والمذاهب بالتساوي بعد إلغاء الطائفية السياسية، نستطيع أن نلغي الطائفية السياسية تدريجيا أو كاملا مع الاحتفاظ بالعرف الأساس لخصوصية لبنان بأن يبقى رئيس الجمهورية رئيسا مسيحيا، هذه صيغة ثانية وعندها عندما نلغي الطائفية السياسية وعندما يصبح المجلس النيابي لا طائفي يمكن حينها دراسة تطبيق النسبية كاملة او جزءا منها التي لم ترد لا من قريب ولا بعيد في اتفاق الطائف، هذه هي مقاربتي لكي لا يقال عني وعن الحزب بأننا نرفض اي حل".

وأردف: "التأكيد على الشراكة، من خلال التعاون النيابي والسياسي، واللقاء الديموقراطي الذي هو اصلا متنوع، منفتح إلى اقصى الحدود لزيادة هذه الشراكة مع كل الاحزاب والتيارات والفئات السياسية لان الشراكة والتعدد والتنوع جوهر لبنان".

واستطرد قائلا: "لا لنقل مقاعد نيابية لأن هذا يطعن في التعدد والتنوع، لا نريد حصر فئة أو طائفة أو مذهب في مكان ما من أجل نقاء معين لأن هذا مخالف للتنوع والتعدد. الشراكة موجودة حاليا مع القوات والأحرار والمستقبل والديموقراطي اللبناني وحزب الله وحركة أمل والجماعة الإسلامية وغيرها من التيارات والاحزاب السياسية ونؤكد على ضرورة الشراكة مع التيار الوطني الحر". وقال: "نحن اليوم 11 نائبا قد ننقص أو قد نزداد ولكن مصلحة الشراكة ومصلحة حماية التنوع والتعدد في لبنان ومصلحة حماية والتأكيد على مصالحة الجبل اهم من قضية العدد في المجلس النيابي. هذه هي النقطة التي أحببت أن أركز عليها في ما يتعلق بالوضع اللبناني للخروج من هذا السجال، وفي النهاية نحن شاركنا في هذا العهد ونتمثل بوزيرين وصوتنا للرئيس ميشال عون ونتمنى على الرئيس عون أن يتفهم وجهات النظر المختلفة وان نصل معه ومع الآخرين إلى قانون انتخابي جديد ولكن ان تقام الانتخابات في موعدها وهذا اهم شيء".

وفي الوضع الإقليمي قال: "لن أدخل أو استرسل كثيرا فكما ترون الوضع معقد جدا، قد يكون هناك بارقة امل في سوريا بعدما سمعنا وقرأنا بان هناك دستورا او اقتراحا من قبل روسيا على مختلف الافرقاء، قد يكون بداية الحل وهذه بارقة امل لانقاذ سوريا والشعب السوري من هذه المحنة".

وحول القضية الفلسطينية، قال: "فلسطين متروكة للاستيطان الكامل هناك ومضات من المساعدة المعنوية جرت من قبل الفرنسيين في مؤتمر باريس الذي أيد الحل السياسي وحل الدولتين في فلسطين لكن كما تعلمون كل تلك الادارات على وشك الانتهاء وهناك انتخابات جديدة في الغرب، وما ادراك من سيأتي لاحقا وهذه الومضات المرحب بها لا تقدم ولا تؤخر في عملية الاستيطان المتوحش على الارض العربية الفلسطينية". ودوليا قال: "ما من أحد يستطيع ان يتنبأ بما قد يحدث مع هذه الادارة الاميركية الجديدة، لكن ايضا هناك بارقة امل عندما نرى كيف أن المؤسسات وخاصة المؤسسة القضائية وتحديدا المحكمة الفدرالية تنقض امرا يميز بين المواطنين الاميركيين ويميز بين المواطنين في العالم، على امل ان تستقر الولايات المتحدة على حل معين مستقر لان في استقرارها استقرار للعالم والا دخلنا في المجهول في العالم وفي هذه المنطقة بالتحديد".

وختم جنبلاط: "عندما نرى النار تحترق من حولنا في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها من المناطق نستطيع ان نقول اننا نعيش في حالة امن واستقرار ولكن علينا أن لا نركن كثيرا، دائما جميعنا ملزم بالالتفاف حول المؤسسات الأمنية بعيدا عن السجالات اليومية والخلافات الصغيرة السياسية، علينا ربما ان نتوقع احداثا امنية لكن نحن في منأى في الوقت الحاضر ونتمنى على هذه الحكومة التي نحن نتمثل فيها بالوزيرين مروان حمادة وأيمن شقير بان تواجه المشاكل المعيشية والبنيوية الاساسية ونحن سنعمل مع هذا العهد والجميع على انجاحه".

الانتخابات

ثم، تلا مفوض الإعلام رامي الريس الوثيقة السياسية للمؤتمر التي حددت موقف الحزب من القضايا الدولية والإقليمية والعربية والمحلية ورؤية الحزب لها أعقبها جلسة نقاش مغلقة. وبعدها تحولت الجلسة إلى إنتخابية حيث جرى انتخاب مجلس قيادة الحزب وفاز فيها كل من: ريما صليبا 679 صوتا، غيتا ضاهر 669 صوتا، بهاء ابو كروم 660 صوتا، سرحان سرحان 655 صوتا، عفراء عيد 649 صوتا، ياسر ملاعب 641 صوتا، طارق خليل 630 صوتا، وليد صفير 609 أصوات، طانيوس الزغبي 606 أصوات، خضر الغضبان 596 صوتا، وليد خطار 584 صوتا، لما حريز 568 صوتا، ميلار السيد 568 صوتا، ربيع عاشور 509 اصوات،

أحمد مهدي 490 صوتا.

كما عين رئيس الحزب وليد جنبلاط بموجب الدستور في مجلس القيادة كلا من: رفيق حسين الدرويش، خالد صعب، نشأت الحسنية، محمد بصبوص، جهاد الزهيري.

يذكر ان عدد المقترعين بلغ 775 مقترعا.

كما يذكر أنه تم تجديد الثقة بقيادة رئيس الحزب وليد جنبلاط، وفاز كل من نائبي الرئيس دريد ياغي وكمال معوض وأمين السر العام ظافر ناصر بالتزكية.

 

الحاج حسن: منفتحون على النسبية لأنها الأصلح ولكننا نشارك في النقاشات مع جميع القوى لنصل الى قانون انتخابات

الأحد 05 شباط 2017/وطنية - رأى وزير الصناعة حسين الحاج حسن، ان لبنان "أمام استحقاقات كبرى، واليوم، العهد الجديد وفخامة الرئيس العماد ميشال عون والحكومة الحالية، أو التي يمكن ان تتشكل بعد الانتخابات، مسؤولون مع القوى السياسية عن معالجة الأوضاع الاقتصادية الضاغطة".

وقال خلال احتفال تأبيني في بلدة شعث البقاعية "في الأيام الماضية، تحدث كثيرون في مناسبات عديدة عن البطالة، التي وصلت إلى مستويات خطيرة، وقد بلغت 35 في المئة في صفوف الشباب، 25 في المئة النسبة العامة، كما أن الفقر تجاوز 30 في المئة"، لافتا إلى ان "الناس تحتاج إلى اجراءات اقتصادية، وخصوصا في قطاعي الزراعة والصناعة، اللذين يشهدان تراجعا بسبب المستوردات من الخارج، لبنان يستورد بقيمة 18 مليارا من الخارج، وبالكاد يصدر ما قيمته 3 مليارات دولار، مما يشير الى عجز في الميزان التجاري، يبلغ 15 مليار دولار، لا سيما في ما يتعلق بمواسم البطاطا، الحليب، البيض، الفروج، العنب. هذا هو اصل العلة بالنسبة للزراعة". أضاف "اما بالنسبة للصناعة: الأدوية، الالمينيوم والحجارة، فيشهد لبنان منافسة في هذه القطاعات، مما ينعكس سلبا على الصناعي والزراعي اللذين يعانيان الافلاس، ناهيك عن غياب فرص العمل وتراجع القطاع السياحي، وعبء النزوح السوري، الذي وصل إلى مليون ونصف مليون نازح، وهذا يعني ضغطا على البنى التحتية والاقتصاد والبيئة والكهرباء والمياه والعمالة، كل هذه القضايا مسؤولة عنها الحكومة". وتابع "لقد رفعت الصوت الأربعاء الماضي، فلا يجوز ان نبقى متلهين بقانون انتخاب، وبالوضع الامني. فهذان الملفان اولوية، كما كل الملفات، وهناك ملفات لا تقل اهمية عنهما، ويجب ان تتخذ فيها قرارات واضحة وجادة وعاجلة. هذا الامر سواء قبل الانتخابات او بعد الانتخابات، مفروض ان تتخذ فيه قرارات، والدولة يمكن ان تحقق انجازات، لأن هذه الملفات ليست موضوع خلاف سياسي"، لافتا إلى انه دعا "فخامة الرئيس ودولة رئيس الحكومة والوزراء المعنيين، إلى وضع هذا الموضوع على الطاولة، وجعله اولوية، وعدم التلهي فقط بقانون الانتخابات، فقانون الانتخابات، ليس هو الموضوع الاساس في البلد، الناس يهمها الانتخابات، لكن يهمها الوضع المعيشي ايضا"، مكررا "هذا الكلام طرحته في الحكومة عدة مرات وهو أولوية، وانا مصر عليه".

وأردف "اما في قانون الانتخاب، فالصورة واضحة امامنا. في البلد هناك خلاف سياسي حول قانون الانتخابات، نحن نكرر ان القانون الدستوري والعادل، الذي يؤمن صحة التمثيل، والذي ينطبق ويستجيب لكل قضايا الوفاق الوطني والدستور اللبناني، والذي يؤمن وحدة المعايير، والذي يعطي الجميع حقهم دون زيادة او نقصان، هو النسبية على اساس لبنان دائرة واحدة، والتزام الناس بهذه اللائحة في الصندوق". واستطرد "وبالتالي هذا القانون هو الذي لا يستطيع احد ان يقول عنه، هو على قياس الجهة الفلانية، ولا يستجيب لقياس الفئة الفلانية، وهو القانون الذي لا يستطيع احد، ان يقول انه مخالف لقانون الطائف (الانتخابي)، وهو القانون الذي لا ينتقص من حصة أحد، ولا يعطي الاخر حصة تزيد عن حجمه، وهو القانون الذي يخرجنا من هذه النقاشات، التي تدور في حلقة لا تتوقف. نحن دعونا اليه سابقا، وندعو اليه حاليا، الاساس الموقفي والمنطقي والعلمي والدستوري، آملين ان يستجيب الجميع لانها الدعوة الى المنطق والعقل والعلم".

وختم "على كل حال، نحن منفتحون على النسبية، ونشارك في نقاشات ثنائية او ثلاثية او رباعية، ومنفتحون على جميع القوى لنصل الى قانون انتخابات. نحن نعتقد ان النسبية هي الاصلح على اساس دائرة واسعة، لتجري الانتخابات التي هي موعد سياسي ودستوري ينبغي الالتزام به".

 

تشييع رغيد الصلح في حضور ممثل عون ووزراء ونواب وفاعليات

الأحد 05 شباط 2017 /وطنية - شيع ظهر اليوم عضو مجلس امناء المنتدى القومي العربي عضو اللقاء اللبناني الوحدوي المفكر والكاتب الدكتور رغيد كاظم الصلح، بمأتم حاشد في جامع الخاشقجي في منطقة قصقص، في حضور حشد كبير من الشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية.

وقد تقدم المشاركين في التعزية ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، الرئيس حسين الحسيني، الشيخ القاضي احمد درويش الكردي ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، النائب محمد قباني، الوزراء السابقون بهيج طبارة، بشارة مرهج، عصام نعمان وممثل اللواء اشرف ريفي خالد علوان، النائبان السابقان بهاء الدين عيتاني وخالد صعب، ممثل عن قائد الجيش العماد جان قهوجي، مفتي بعلبك الشيخ خالد صلح، رئيس مجلس ادارة تلفزيون "الجديد" تحسين خياط، الأمين العام لاتحاد الكتاب اللبنانيين وجيه فانوس، الأمين العام للحركة الثقافية في انطلياس انطوان سيف، رئيس منبر الوحدة الوطنية خالد الداعوق، المنسق العام السابق للمؤتمر القومي الاسلامي المفكر منير شفيق، ممثل المنسق العام للمؤتمر القومي الاسلامي وعضو اتحاد العائلات البيروتيةاسامة محيو، اعضاء دار الندوة واللقاء اللبناني الوحدوي والمنتدى القومي العربي وتجمع اللجان والروابط الشعبية، ممثلو أحزاب وقوى وفصائل وهيئات لبنانية فلسطينية وعربية ومخاتير بيروت. وقد تقبل التعازي شقيق الفقيد خلدون الصلح وابن عمه هادي عماد الصلح، السفير عبد الرحمن الصلح وزوجة الفقيد الدكتورة كاميليا فوزي الصلح وابنته لينا وعدد من ال الصلح وانسبائهم في بيروت وصيدا وبعلبك والمنسق العام لتجمع اللجان الروابط الشعبية معن بشور، وعضو مجلس ادارة دار الندوة عماد شبارو. ولقد ام الشيخ الكردي المصلين في جامع الخاشقجي قبل ان يوارى جثمان الفقيد في جبانة الشهداء.

 

ابراهيم كنعان: الأرثوذكسي طرحنا او النسبية ولن نؤخذ بمناورة التمديد او الستين

الأحد 05 شباط 2017/وطنية - أكد امين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب إبراهيم كنعان، "أن احدا لن يأخذنا بمناورة سياسية او مواقف متدحرجة الى الستين او التمديد لأننا لن نسير بهذه المعادلة". وردا على سؤال، قال كنعان في حديث الى قناة الجديد: "التفسير البسيط للفراغ، هو عدم حصول انتخابات نيابية، اما التفسير الاعمق، فهو اننا بفراغ منذ عقود نتيجة عدم انبثاق السلطة وفقا للدستور والميثاق. وبالنسبة الينا، فالتمديد هو فراغ، لانه تمديد لحالة الهريان واللاديموقراطية. وما يقوله الرئيس واضح، وهو عدم القبول بالتمديد المباشر او المقنع الناجم عن قوانين انتخاب لا تؤمن المناصفة والشراكة".

واعتبر أن "موقف رئيس الجمهورية من قانون الانتخاب اهم موقف لرئاسة الجمهورية منذ الطائف وحتى اليوم"، مؤكدا أن "قانون الانتخاب أولوية، ورئيس الجمهورية يضع الجميع امام مسؤولياتهم لناحية ضرورة ترجمة الوعود الى قانون جديد"، مشيرا الى "ان موقف رئيس الجمهورية شكل قوة دفع لاقرار قانون انتخاب جديد". وقال: "لا يكفي إضاعة الوقت لارضاء الناس بصيغ ومشاريع والهروب من المسؤولية عند ساعة الحسم، والمطلوب انهاء الجدل البيزنطي، والذهاب الى معايير واضحة تحترم الميثاق وتحافظ على استقرار المؤسسات".

أضاف كنعان: "الرئيس عون ليس عاجزا ولديه من الأوراق والإمكانات والحيثية للدفع نحو احترام الدستور وبت ملفات مصيرية يتوق اليها الشعب، ومن يعرف رئيس الجمهورية يعلم انه مصمم للذهاب حتى النهاية في أي موقف يتخذه، ورئيس الجمهورية استطاع بموقفه ان يحرك بجدية المياه الراكدة على صعيد قانون الانتخاب للذهاب نحو الحسم".

وأشار الى "ان من المرجح الوصول الى اتفاق على قانون الانتخاب، اذا توافرت الإرادة، فتعدل معه المهل ولو لم تتم دعوة الهيئات الناخبة في 21 شباط"، لافتا الى "أن المواقف من قانون الانتخاب تتدرج، والسعي لحلحلة العقد وإمكان الوصول الى قانون جديد واردة".

وقال: "العمل جدي لاقرار قانون جديد على رغم الصعوبات، وذاهبون كتيار سياسي مع القوات والكتائب والمتفاهمون معهم حتى النهاية على هذا الصعيد، وموقف رئيس المجلس النيابي متقدم ايضا على هذا الصعيد".

أضاف كنعان: "اذا اصطدمت المساعي بموقف اعتراضي على قانون جديد، فموقف رئيس الجمهورية سيكون سقفا لتحرك العديد من الكتل وقد نصل الى ازمة وبعدها انفراج، فلبنان لا يعيش الا بالشراكة وعدالة التمثيل وتطبيق الدستور بمكيال لا مكيالين. ونحن في سياق البحث عن الحلول، قد لا نمانع التضحية ولكن ليس على حساب الحقوق الدستورية والميثاقية لمن نمثل". وذكر بأن "المختلط لم يكن طرحنا، بل الارثوذوكسي، او النسبية على أساس 13 او 15 دائرة وقد رفضوا، وعندما طرح علينا المختلط الموقع من سوانا ناقشناه وسعينا الى تعديله ليكون اكثر عدالة".

وعن طرح رئيس الجمهورية الاستفتاء قال كنعان: "الجهة التي تقوم بالاستفتاء مسألة تقنية يمكن الاتفاق عليها متى تتوافر نية العودة الى الناس، واستفتاء الناس وارد لمعرفة ما يريدونه وما يرفضونه لناحية الانتخابات النيابية، وسؤال الناس عن قانون الانتخاب الذي يريدون وارد بالاستفتاء، الى جانب قبولهم باجراء الانتخابات على القانون الحالي او رفضهم لذلك، ونتيجة الاستفتاء ملزمة لمن يحترم إرادة الناس وغير ملزمة لمن يريد التحايل على إرادة الناس". واعتبر "ان رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط خرج بموقفه المعلن في خلوة الحزب التقدمي الاشتراكي من الضبابية وحدد سقفه وهو قانون الستين معدلا"، مؤكدا أننا "لا نريد استفزاز احد او استهداف احد، وجنبلاط من بينهم، ونريد الشراكة مع الجميع على أسس سليمة"، مشيرا الى "أن هناك خللا على صعيد التمثيل المسيحي في كل الدوائر تقريبا، ومنها الشوف وعاليه"، لافتا الى "ان قانون الانتخاب مسألة استراتيجية دائمة، تبنى على أساس صحة التمثيل وقاعدة ديموقراطية صحيحة ولا تبنى على التحالفات السياسية الظرفية التي يمكن ان تتبدل مع تبدل القيادات السياسية". وذكر بأن "الأكثرية والنسبية لم ترد في الطائف، بل الديموقراطية التوافقية التي تقوم على تمثيل الجميع بحسب احجامهم، ونحن نعتبر أن النسبية تؤمن عدالة التمثيل في مجتمع تعددي، وأكثرية تحكم واقلية تعارض".

وسأل كنعان جنبلاط "هل القوانين التي اعتمدت منذ الطائف تحترم الطائف وتؤمن الشراكة؟"، وقال: "نحن مستعدون لتطبيق الطائف، وذلك يبدأ بقانون انتخاب يصحح التمثيل وشراكة فعلية، لا باستمرار الظلم بقوانين تفرض على اللبنانيين، فتطبيق الطائف يكون بتصحيح الواقع الحالي، ما يضمن انشاء مؤسسات دستورية قائمة على تمثيل صحيح".

الموازنة والاصلاح

وردا على سؤال أكد كنعان "ان لا اتفاق سياسيا على تمرير الموازنة بلا حسابات، ولن نكون جزءا من أي تسوية على حساب المال العام"، وقال: "الأربعاء سيبدأ نقاش الحكومة بالموازنة، وجاهزون بإيجابية على أساس الإصلاح ووضع أسس للانفاق ووقف الهدر، فنحن نريد الموازنة، وانا اكثر من يريدها كرئيس للجنة المال مؤتمن على الرقابة الفعلية على هذا الصعيد، وعلى الموازنة ان تنسجم مع الأصول والدستور، ونحن سنناقش الموازنة بالتفصيل، ونريد الإصلاح وضبط الانفاق، ووضع حد للاستدانة وسنطالب باحترام توصيات لجنة المال التي رفعت الى رئاسة مجلس الوزراء على اثر مناقشة مشروع موازنة العام 2010."

أضاف: "سلسلة الرتب واردة في الموازنة وخصص لها 1200 مليار، يضاف اليها غلاء المعيشة الذي طبق من دون قوننة بقيمة 800 مليار في وقت سابق. وسننتظر لنرى كيفية تأمين الإيرادات"، معتبرا انه "يجب ان نكون جديين بالحد من الهدر والفساد، لان القيام بذلك، يوفر الكثير على الخزينة ما يقارب كلفة سلسلة الرتب والرواتب". وعن ملف المتعاقدين قال كنعان: "إعطاء الحقوق للمتعاقدين المستحقين لا يكلف الدولة اكثر من 10 مليون دولار سنويا، ورئيس الحكومة وعد بقرار حاسم لملف المتعاقدين خلال 15 يوما وقد وصلنا الى نهاية هذه المهلة، وسنتابع الموضوع للنهاية".

 

المطران خيرالله اطلق سنة الشهادة والشهداء في بكركي نيابة عن الراعي علوان: المسؤولون مؤتمنون على سن قوانين وتشريعات تخدم الشعب من دون تمييز

الأحد 05 شباط /2017 /وطنية - ترأس راعي أبرشية البترون المارونية ورئيس اللجنة البطريركية المعنية بتنظيم احتفالات سنة "الشهادة والشهداء" المطران منير خير الله، قداس الاحد في كنيسة السيدة في بكركي، بسبب تعذر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من ترؤس القداس في اللحظة الأخيرة لأسباب صحية، عاونه النائب البطريركي المطران حنا علوان والمطران سمير نصار، وحضره السفير البابوي غبريال كاتشيا وعدد من الآباء، رئيس مجلس القضاء الأعلى جان فهد، قائمقام كسروان جوزف منصور وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى علوان عظة الراعي بعنوان "من تراه الوكيل الأمين الحكيم"(لو12:42)، وجاء فيها: "مناسبتان تجمعاننا في هذه الليتورجيا الإلهية: الأولى، بداية أسابيع التذكارات الثلاثة، فنذكر اليوم الكهنة المتوفين؛ والثانية افتتاح سنة الشهادة والشهداء في كنيستنا المارونية، التي تبدأ مع عيد أبينا القديس مارون في 9 شباط 2017، وتنتهي في 2 اذار 2018 عيد أبينا البطريرك الأول القديس يوحنا مارون. وقد أقر سينودس أساقفة كنيستنا المقدس هذه السنة لمناسبة مرور ألف وخمسماية سنة على استشهاد رهبان القديس مارون سنة 517، واستشهاد آخرين من أبناء كنيستنا، مثل البطريرك دانيال الحدشيتي سنة 1283، والبطريرك جبرايل حجولا سنة 1367، والطوباويين الشهداء الإخوة المسابكيين في دمشق سنة 1860، وأولئك الذين سقطوا من أجل إيمانهم بالمسيح في أحداث 1840 و1860، ومجاعة الحرب العالمية الأولى، والحروب اللبنانية الأخيرة". أضاف: "لقد وجهت رسالة راعوية بعنوان "سنة الشهادة والشهداء"، توزع عليكم في ختام هذه الذبيحة الإلهية. ونحيي سيادة أخينا المطران منير خيرالله، راعي أبرشية البترون الذي عيناه رئيسا للجنة البطريركية المعنية بتنظيم احتفالات هذه السنة وتنسيقها، ونحيي معه جميع أعضاء اللجنة. فهذه تعمل لهدفين: الاحتفال بشهدائنا المعروفين، واستذكار المنسيِين وغير المعروفين، والتقصي عنهم، ووضع لائحة بأسمائهم. نسأل الله أن يبارك أعمال هذه اللجنة، راجين أن يتمجد بشهدائه الأبرار وقديسيه.

وإذ نرحب بكم جميعا، نود الترحيب بشكل خاص بسعادة الملحق الثقافي في السفارة الالمانية في لبنان، السيد Peter Hofmann، ورابطة قنوبين للرسالة والتراث وشركة Allianz SNA بمناسبة إصدار كتاب "ألوان قنوبين".

وتابع: "إن شهداءنا كلهم مع كهنتنا المتوفين عاشوا وكالتهم على الإيمان المسيحي، وعلى رسالة الكهنوت، "بأمانة وحكمة" وفقا لرغبة المسيح الفادي الإلهي، الشاهد بامتياز (رؤ1: 5)، والكاهن الأزلي الأسمى (عب7: 21)، وراعي الرعاة (1بطرس5: 4). ففيهم تحققت رغبته في إنجيل اليوم: "من تراه الوكيل الأمين الحكيم" (لو12: 42). وقال: "فيما نحيي ذكرى الكهنة المتوفين، فإننا نصلي أيضا من أجل الكهنة الأحياء، كي يكونوا أمناء للمسيح الذي دعاهم وأشركهم في كهنوته؛ ومن أجل ثبات الدعوات الكهنوتية والرهبانية وتنشئتهم على روح الشهادة المخلصة والشجاعة، وعلى فضيلتي الأمانة والحكمة. ونلتمس من الله أن يرسل دعواتٍ جديدة، "فعلة في حصاده الكثير" (متى9: 37-38)، لكي نلبي حاجات أبناء كنيستنا وبناتها ومؤسساتها في لبنان والمشرق وبلدان الانتشار". وتابع: "الأمانة في حياة الكاهن، هي أمانته لقدسية الكهنوت وللرسالة الموكولة إليه؛ والأمانة للمسيح الذي دعاه ووكله،وللنفوس الموكولة إلى عنايته، ومحبته وسهره واندفاعه. إن الأمانة تنبع من الإيمان، وتتشدد بالرجاء، وتكتمل بالمحبة. أما الحكمة، فهي حسن تصرف الكاهن وتعامله والقيام بالواجب وممارسةِ المسؤولية. إنها أولى مواهب الروح القدس السبع التي تنير الإيمان وتصوِب العقل نحو كل ما هو حق وخير وجمال. الحكمة عنده هي أن ينظر من منظار المسيح، لكي يؤديها كما لو أن المسيح نفسه يقوم بها، بالرغم من الضعف الشخصي والمحدودية. ما يتطلب منه اتِحادا دائما بالمسيح، وتنشئة روحية وعلمية وراعوية مستمرة، لكي يكون على مستوى التحديات اليومية".

أضاف: "تقتضي رسالة الكاهن أن "يعطي الطعام في حينه" (لو12: 42)للنفوس خاصة المسيح التي يسميها "اهل بيته" (الآية 42). هذا الطعام يشمل مسؤوليات الكاهن الأساسية الثلاث: كلمة الله التي تولد الإيمان وتنير العقول والقلوب، ويقدِمها للجميع بالكرازة والتعليم والإرشاد والكتابة؛ تقديس النفوس بتوزيع نعمة الأسرار، وتأدية الخدم الليتورجية، وإحياء الصلاة الفردية والجماعية لدى المؤمنين، وتقويم كل مسلك أوتصرف مناف للإنجيل ولتعليم الكنيسة الرسمي الروحي والأخلاقي؛ خدمة المحبة برعاية النفوس وتكوين جماعة متحابة وموحدة ومتضامنة؛ وبالاهتمام بالفقراء والمرضى والمسنين واليتامى وذوي الحاجات الخاصة؛ وحل النزاعات بين الأزواج أو بين سواهم بالمصالحة والتفاهم. من واجب المؤمنين أن يطلبوا هذا "الطعام"، ويسعوا إليه، ويقبلوه، ويعاونوا الكاهن في تقديمه لأبناء رعيته، من خلال المبادرات الفردية، وعبر المجالس واللجان والمنظمات الرسولية وسواها من الترتيبات الكنسية".

وتابع: "الامانة والحكمة فضيلتان مطلوبتان من كل صاحب مسؤولية في الكنيسة والمجتمع والدولة. إن ممارستها تقتضي الأمانة لواجب الحالة والمهمة والوظيفة، وللمواطنين الذين هم "مصدر السلطات ويمارسونها عبر المؤسسات العامة" كما تنص مقدمة الدستور اللبناني (فقرة د). "فالطعام"، على هذا المستوى هو تأمين الخير العام بكل أشكاله، لأنمنه خير الجميع وخير كل مواطن. وتقتضي ممارسة المسؤولية المدنية فضيلة الحكمة التي هي القيام بالمسؤولية من دون لوم أمام الله والناس، أعني أداءها باندفاع وتجرد من أجل الخير الشامل".

أضاف: "إن "سنة الشهادة والشهداء" تعني أيضا وبشكل خاص المسؤولين السياسيين الذين تناط بهم السلطتان التشريعية والإجرائية. إنهم مؤتمنون على سن القوانين والتشريعات التي تخدم الشعب من دون تمييز بعيدا عن جعلها لخدمتهم الشخصية أو الفئوية أو المذهبية، كما هي الحال ويا للأسف مع سن قانون جديد للانتخابات، إذ يحاولون صياغته، من دون جدوى، منذ سنة 2005. الشهادة تقتضي منهم أن يكونوا شهودا للحقيقة والعدالة والخير العام والاندفاع في خدمة الوطن والمواطنين. والاستشهاد يقتضي منهم لا شهادة الدم، بل التضحية بمصالحهم وحساباتهم المناقضة لخير الشعب والبلاد".

وختم الراعي: "إننا نبدأ معا مسيرة "سنة الشهادة والشهداء"، راجين أن تكون مناسبة فريدة لتجديد التزامنا المسيحي بالشهادة للمسيح، من أجل انتصار المحبة على البغض، والمسامحة على الحقد، والمصالحة على النزاع، والعدالة على الظلم، والسلام على الحرب، في وطننا وبلدان هذا المشرق. ولتكن ذكرى شهدائنا القديسين والأبرار نشيد تسبيح وتمجيد للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".