المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 09 شباط/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins17/arabic.february11.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير

جَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَحْيَوا بِالتَّقْوَى في الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُون. أَمَّا النَّاسُ الأَشْرَارُ والمُشَعْوِذُونَ فَإِنَّهُم يَتَمَادَوْنَ في الشَّرّ، مُضَلِّلِينَ الآخَرِينَ وهُم أَنْفُسُهُم مُضَلَّلُون

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

القديس مارون: أمة وإيمان ورسالة/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

عيد مار مارون المعترف

عظة البطريرك الكردينال بشارة بطرس الرّاعي، بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للموارنة بمناسبة عيد القديس مارون، بكركي، الثلاثاء 9 شباط 2016

لبنان استقبل تمثال وذخائر مار مارون عشية عيده

حزب الله يعقد أزمة القانون الانتخابي

 اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاربعاء الواقع في 8 شباط 2017

جعجع إستقبل الجميّل وتلقى اتصالات وبرقيات تعزية بوفاة والدته

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لوبيات القوات في أميركا.. تسلّف حزب الله

رزق: لبــنان بحاجة الى صحـوة وطنية حقيقيــة والتلويح بالطائف تهديد بدل ان يكون سبيلا الى الخلاص

"الثنائي" يتفاهم على "استعجال الانتخاب" من دون توافق على صيغة/الجسـر: "حزب الله" ابلغنا اولويته: نسـبية موزّعة على 3 درجات

عدم دعوة الهيئات الناخبة واجراء الانتخابات في موعدها يدفع باتجاه التمديد التقني والعمل للتوصل لقانون جديـد

حرب: اعتماد "الأكثري" على 50 دائرة أو تقسيم لبنان 128 دائرة فردية/نأسف لـ"كارتيل" يتقاسم المغانم..وموقف الرئيس خطير لكن هدفه الضغط

القرارات السعودية دبلوماسيا وسياحيا دليل الى رسوخ التسوية/السـبهان لم يحمل كلمات سر والرياض تدعم "الاجماع" اللبناني

 حزب الله محق في المطالبة بوحدة المعايير الانتخابية/الخليل: بري سـيدّور الزوايا ويوجد المخرج للقانـون

الحزب يرفض تبرير انتقاله الى النسبية.. والثنائي للتصويت في المؤسسات

جلسات يومية لقانون الانتخاب و"ثنائية" للموازنة الاربعاء المقبــــــل

لجان عمل مشتركة مع المملكة وعون: السعودية الداعمة الاولى للاعتدال

التعصب المذهبي برميل من البارود

استهداف الوسط التجاري أعد له في عين الحلوة بأوامر من الرقة

ماذا عن دستورية وقانونية الإستفتاء الشعبي؟

جنبلاط ضد الإستفتاء

مصادر مقربة من بعبدا: هذا ما يهم الرئيس

الأمن العام يكشف مخطط "انتحاري الوسط"

بعد تشدّد جنبلاط… حزب الله يتشبّث بالنسبية!

قطع طرقات واحراق إطارات في برج البراجنة والسبب «حزب الله»

المزعجة ديما صادق.. تصيب جماعة الاسد بـ«هستيريا جماعية»

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البيت الأبيض يدرس تصنيف الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية

أردوغان وترمب يتفقان على التعاون في سوريا

تركيا: درع الفرات دخلت الباب وتستعد للرقة/مقتل 58 داعشياً أثناء اقتحام المدينة الواقعة شمال سوريا

أميركا: سيتم عزل الرقة معقل داعش بالأسابيع المقبلة

ترمب: لا أمزح بشأن إقامة الجدار مع المكسيك

ترمب: أوباما يحبني وأنا أحبه!

ترمب يؤكد لأردوغان وراخوي التزامه تجاه الناتو

ترمب: أوباما عقد اتفاقاً مع إيران راعية الإرهاب الأولى وأنباء تشير إلى اتجاه واشنطن لتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية

ترامب لإرساء شبكة علاقات دولية جديدة تلاقي سياساته الخارجية: مواجهة مع ايران وتعاون مع روسيا وتركيا..لحل أزمات المنطقة؟

لماذا حمل المشتبه به في هجوم اللوفر سكيناً ومواد طلاء؟

الجبير: تطابق سعودي تركي حيال تدخلات إيران/وزير الخارجية التركي: أردوغان سيزور السعودية والخليج

الاردن يلتزم قرارات الجامعة العربية فيما يختص بتعليق عضوية سوريا

هكذا عذّب الأسد أطفال سوريا بسجن صيدنايا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المارونية... نسك ورسالة/المطران منير خيرالله/جريدة الجمهورية

مار مارون والموارنة/البروفسور الاب يوسف مونس

عن مار مارون وإتفاق الطائف وسط المعمعة الإنتخابيّة/أنطوان العويط/جريدة الجمهورية

حنين إلى زمن المارونية السياسية/ غسان حجار/النهار

غيوم تتجمّع في سماء المنطقة/علي حماده/النهار

لبنان دفع ثمن الخلاف بين أميركا ومصر فهل يدفع ثمن الخلاف بين أميركا وإيران/اميل خوري/النهار

هل يصبح الرئيس اللبناني صديق الأسد الجديد في الحي/فادي الداهوك/ منتدى فكرة

كيف سيبرر نصرالله التضحية بشباب شيعة لبنان تاييداً لنظام بشار الاسد المتهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية/حسان القطب

3 سيناريوات لسياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط/بول سالم/الحياة

خامنئي… وأيام إيران الصعبة/طارق الحميد/الشرق الأوسط

سورية والعراق... الحلول تتطلّب تحجيم دور إيران/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

إنهاء «داعش» يمرّ بقصر المهاجرين/حسان حيدر/الحياة

أولويات إدارة ترامب في الشرق الأوسط: استرداد العراق وحصار إيران/أسعد البصري/العرب

أرقام الأسد/علي نون/المستقبل

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون طلب حفظ حقوق اهالي ضحايا وجرحى اعتداء اسطنبول

عون أبلغ مجلس الوزراء سفره إلى مصر والأردن وعرض نتائج محادثاته عن موضوع النازحين

اليونيفيل: اجرينا والقوات المسلحة اللبنانية تدريبامشتركا بالذخيرة الحية في الناقورة

الجميل بعد لقائه السبهان: مرتاحون لتنشيط العلاقات ولبنان مساحة حرية وسلام بعيدا عن الصراعات

اللقاء الديموقراطي من المصيطبة: شرحنا وجهة نظرنا من تعديل قانون الستين والنسبية راهنا ليست العلاج الصحيح لمشاكلنا

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير

إنجيل القدّيس يوحنّا12/من23حتى30/:"قالَ الرَبُّ يَسُوع: «لَقَدْ حَانَتِ السَّاعَةُ لِكَي يُمَجَّدَ ٱبْنُ الإِنْسَان. أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير. مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ يُبْغِضُهَا في هذَا العَالَمِ يَحْفَظُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة. مَنْ يَخْدُمْنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا، فَهُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا خَادِمِي. مَنْ يَخْدُمْنِي يُكَرِّمْهُ الآب. نَفْسِي الآنَ مُضْطَرِبَة، فَمَاذَا أَقُول؟ يَا أَبَتِ، نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَة؟ ولكِنْ مِنْ أَجْلِ هذَا بَلَغْتُ إِلى هذِهِ السَّاعَة! يَا أَبَتِ، مَجِّدِ ٱسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «قَدْ مَجَّدْتُ، وسَأُمَجِّد». وسَمِعَ الجَمْعُ الحَاضِرُ فَقَالُوا: «إِنَّهُ رَعد». وقَالَ آخَرُون: «إِنَّ مَلاكًا خَاطَبَهُ». أَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «مَا كَانَ هذَا الصَّوْتُ مِنْ أَجْلِي، بَلْ مِنْ أَجْلِكُم."

 

جَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَحْيَوا بِالتَّقْوَى في الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُون. أَمَّا النَّاسُ الأَشْرَارُ والمُشَعْوِذُونَ فَإِنَّهُم يَتَمَادَوْنَ في الشَّرّ، مُضَلِّلِينَ الآخَرِينَ وهُم أَنْفُسُهُم مُضَلَّلُون.

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى طيموتاوس03/من10حتى17/:"يا إخوَتِي، لَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمي، وسِيرَتي، وقَصْدي، وإِيْمَاني، وأَنَاتي، ومَحَبَّتي، وثَباتي،وٱضْطِهَادَاتي، وآلامي، كَالَّتي أَصَابَتْنِي في أَنطَاكِيَةَ وإِيقُونِيَةَ ولِسْترَة، وأَيَّ ٱضْطِهَاداتٍ ٱحْتَمَلْتُ! ومِنْ جَميعِهَا نَجَّاني الرَّبّ! فَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَحْيَوا بِالتَّقْوَى في الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُون. أَمَّا النَّاسُ الأَشْرَارُ والمُشَعْوِذُونَ فَإِنَّهُم يَتَمَادَوْنَ في الشَّرّ، مُضَلِّلِينَ الآخَرِينَ وهُم أَنْفُسُهُم مُضَلَّلُون. أَمَّا أَنْتَ فَٱثْبُتْ على مَا تَعَلَّمْتَهُ وأَيْقَنْتَهُ، عَارِفًا مِمَّنْ تَعَلَّمْتَهُ، وأَنَّكَ مُنذُ الطُّفُولَةِ تَعْرِفُ الكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ القادِرَةَ أَنْ تُصَيِّرَكَ حَكِيمًا في سَبيلِ الخَلاصِ بِالإِيْمَانِ في الْمَسِيحِ يَسُوع. فَالكِتَابُ كُلُّهُ إِنَّمَا اللهُ أَلْهَمَهُ، وهُوَ مُفِيدٌ لِلتَّعْلِيم، والتَّوْبِيخ، والتَّقْوِيم، والتَّأْدِيبِ في البِرّ، لِيَكُونَ رَجُلُ اللهِ كامِلاً، مُعَدًّا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِح."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

القديس مارون: أمة وإيمان ورسالة

الياس بجاني/09 شباط/17

http://www.10452lccc.com/elias.arabic15/elias.saint%20maroun09.02.17.htm

ترك القديس مارون أمة منتشرة في كل بلدان العالم تحمل أسمه وتتخذ منه أباً مقدساً لكنيستها السريانية والأرامية المتجذرة في التاريخ والأرض، وخصوصاً في وطن الأرز، حيث مقر البطريركية المارونية الرئيسي الذي أعطي لها مجد لبنان.

نحتفل نحن الموارنة اليوم في لبنان وبلاد الانتشار بالذكرى السنوية لأبي كنيستنا وشفيعنا القديس مارون.

إنها مناسبة عطرة وفرحة وهي عصارة ونتاج واستمرارية ما يزيد عن 1600 سنة من النضال والإيمان والصبر والعطاء من تاريخ أمتنا وشعبنا وكنيستنا المشرقية السريانية.

بخشوع وإيمان وتقوى نرفع اليوم الصلاة خاشعين وطالبين من الرب سبحانه تعالى تقوية إيمان وصبر وعزيمة أفراد شعبنا، ونسأل المصلوب بشفاعة أمه سيدة لبنان أن يقي وطن الأرز وأهله شر الحروب والصراعات والاضطرابات وأن يبقيه وطناً لرسالة المحبة والتسامح والتعايش والمساواة والإخاء.

القديس مارون هذا الناسك الذي عاش في القرن الرابع في جبال قورش شمال إنطاكية ما زال حيّا في قلوبنا وعقولنا والوجدان نحن أبنائه الموارنة، واليوم نحتفل بذكراه ليس فقط في لبنان حيث مركزنا الديني والوطني بل في كل أنحاء العالم حيث تقيم جالياتنا وتنتشر.

تميزت حياة أبيا القديس مارون بالتقشف فكان يكتفي باليسير مما يحتاج إليه الناس في دنياهم من قليل الطعام والشراب واللباس، ولهذا سلك طرق التقوى والإيمان والعطاء والتواضع وقد حرم نفسه ما كانت تشتهيه، وهذه هي الطرق الوعرة التي سار عليها الأبرار والقديسون كافة. كان محور حياته مركزا على الصلاة والتعبد والتأمل والإماتة. لذلك اعتزل الدنيا وأقام تحت خمية من شعر تقيه حر الصيف وبرد الشتاء.

كان الناس يأتون إليه ليسألوه صلاته وبركته، فيصرف أفكارهم عنه ليوجهها إلى الله مصدر كل خير وينبوع كل صلاح، وهذا هو نمط الأبرار فلا يجتذبون الناس إليهم ليطروا صفاتهم الحسنة، ويمتدحوا أعمالهم الباهرة، بل ليحملوهم على الإقبال على الله.

قاوم وتحدى مغريات العالم وأباطيله حتى شاع صيت قداسته، فكتب إليه القديس يوحنا فم الذهب من منفاه يقول له: "إن روابط المحبة والمعزة التي تشدني إليك تجعلني أراك كأنك حاضر أمامي, وفي الواقع إن ما تتميز به نظرة المحبة، إنما هو اجتيازها المسافات ومرور السنوات لا يضعفها وددت لو أني راسلتك بتواتر لكن المسافات شاسعة والمسافرين قلائل, لكني أريد أن تتأكد أني لا أفتأ أذكرك، لأنك تحتل في قلبي مركزا رفيعا فلا تبخل علي بإخبارك، والأنباء عن صحتك تفرحني جدا على الرغم من بعد الشقة, وتعزيني في منفاي ووحدتي وتسر نفسي سرورا كبيرا بمعرفتي انك في صحة جيدة, واعز طلب عندي أن تصلي من اجلي هكذا يخاطب القديسون القديسين، فيما هم يتراسلون".

طبعت روحانية أبينا القديس مارون وشهادته كنيستنا المارونية فحملت اسمه ونبتت مثل السنبلة من حبة القمح. إنها كنيسة أمة وقضية ورسالة، وقد احتضنت شعبها المؤمن منذ 1600 سنة وشهدت ولا تزال لروحانية أبيها في الوحدة والشركة على تقليد إنطاكيا، وهي كانت ولا تزال وسوف تبقى منفتحة على الشعوب والحوار ومتمسكة بتراثها السرياني المشرقي العريق وبهويتها المميزة.

ما أحوجنا نحن الموارنة إلى الوعي الإيماني والوحدة والتضامن في هذه الأيام الشديدة الوطأة، وما أحوجنا إلى نبذ الأحقاد والابتعاد عن الأنانية والأنا، ما أحوجنا رعاة وقادة وأفرادا أن نأخذ من أبينا مارون الأمثولة، وهي ألا يعيش كل منا لنفسه، بل أن يفكّر في غيره من الناس ويبادر إلى مساعدتهم، وكم حولنا من أناس نكبتهم الأيام، فلم يقووا على مواجهة النكبة، وهم في اشد الحاجة إلى من يمد لهم يد العون لينهضوا من  كبوتهم.

يعلمنا التاريخ أنه من المستحيل على أي وطن أن يقوم، أن لم يضافر أبناؤه جهودهم لينهضوه.

وقد آن الأوان ليقلع كل ماروني منا وكل لبناني عن أنانيته والتفكير في مصلحته الخاصة الضيقة من مواقع ومراكز وكراسي ونفوذ، اعتقاداً منه انه ينجو بنفسه منفرداً. 

والواقع الذي لا سبيل إلى إنكاره، هو أننا جميعاً نبحر في مركب واحد، إذا غرق غرقنا معاً وإذا نجونا نجونا معاً.

ونحن نستذكر اليوم حياة وصفات وعطاءات وطهارة قديسنا لا بد وأن نشهد للحق بحزن وأسى ونقول بجرأة بأن الزمن الحالي هو للأسف "زمن محل وكفر" بعد أن أمسى العديد من رجال الدين والسياسة والمسؤولين الموارنة في حال غربة كاملة عن قيم وأخلاق وتعاليم  قديسنا مارون وغرقوا في أوحال التخلي والأنانية والاستكبار وتعلقوا بمقتنيات الدنيا الفانية وابتعدوا عن ثوابت الصرح البطريركي التاريخية؟

إنه بالفعل زمن أغبر هذا الذي وصلنا إليه ويصح بهؤلاء القادة المتلونين قول النبي اشعيا: "هذا الشعب يكرّمني بشفتيه، أما قلبه فبعيد عني كثيراً، فباطلاً يعبدونني، وهم يعلمّون تعاليم البشر".

نسأل الرب أن يؤتينا جميعاً أن نتفهم تعاليمه كما تفهمها أبونا مارون، وان نعمل بوحيها، فنرص الصفوف، ونوحد الكلمة مع جميع إخواننا اللبنانيين في الوطن الأم وبلاد الانتشار لنعمل متكاتفين بمحبة وتجرد على إعادة وطن الأرز والقداسة إلى سابق عهده في الإيمان والوئام والازدهار في ظل سلام دائم وعادل وشامل.

نسأل الرب بشفاعة أبينا مارون أن يقوي إيمان وإدراك رعاتنا وقادتنا وأفراد شعبنا ويمدهم بنعمتي الإيمان والرجاء حتى لا ترهبهم ضغوط أو شدائد، وحتى ولا يضعف ثقتهم بنفسهم وعقيدتهم فيغريهم موقع أو ثروة.

نهنيء أهلنا الموارنة وعموم اللبنانيين بهذا العيد، ونصلي معهم للمصلوب لينعم علينا وعليهم بنعم الاقتداء بفضائل صاحب العيد وبكل ما اتصف به من خشية لله وتجرد عن أباطيل الدنيا ومحبة للناس.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

عيد مار مارون المعترف

«لا تخف أيّها القطيع الصغير، فأبوكم السماويّ شاء أن ينعم عليكم بالملكوت» (لو12: 32)

أبو الكنيسة المارونيّة. ولد في بلاد قورش. دعاه تيودوريطس القورشيّ: «مارون الإلهيّ». رُقّي إلى درجة الكهنوت المقدّسة. ترك الحياة الاجتماعيّة ليتنسّك على إحدى تلال قورش في شمالي سورية. كرَّس معبدًا وثنيٌّا لعبادة اللّه الحقيقيّ. عاش في العراء. أمضى لياليه في الصلاة والسجود والتأمّل، وأيّامه في الصوم والتقشُّف والتجرُّد. ذاع صيته، فتقاطر الناس إليه، للشفاء وسماع إرشاداته والتتلمذ على يديه، فامتلأ الجبل نُسَّاكًا وناسكات. إمتاز بالشفاء من الأمراض الجسديّة والنفسيّة والروحيّة، ودواؤه الوحيد هو الصلاة. كتب القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفمّ رسالةً له يطلب فيها الصلاة من أجله. رقد بالربّ سنة 410م.

 

عظة البطريرك الكردينال بشارة بطرس الرّاعي، بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للموارنة بمناسبة عيد القديس مارون، بكركي، الثلاثاء 9 شباط 2016

«إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَراً كثيراً»

يُشَبِّه الرب يسوع موته وقيامته وولادة الكنيسة منهما "بحَبَّةِ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَراً كثيراً" (يو 12: 24). ونحن بالمعمودية والميرون أصبحنا شركاء الرّب يسوع بموته وقيامته من أجل حياة جديدة، فينا وفي مجتمعنا ووطننا، بل وفي الأسرة البشرية جمعاء. وبات نهج حبّة الحنطة، القائم على التضحية والتفاني وإخلاء الذات، مصدر ثمار الخير في العالم. هذا النّهج عاشه القديس مارون ناسكاً مصليّاً ومتقشفاً على تلّة من تلال قورش في نواحي أنطاكية، المدينة التي سُمّي فيها تلاميذ المسيح "مسيحيين" لأوّل مرّة، بحسب كتاب أعمال الرسل (11/ 26). فكان القديس مارون بمثابة حبّة حنطة وُلدت منها الكنيسة المارونية... تنسّك مارون الكاهن السرياني الأنطاكي على جبل، محوّلاً هيكلاً للأصنام الوثنية مكاناً للصلاة واللّقاء بالله وشفاء المتقاطرين إليه. إنّ أول ما يدعونا إليه القديس مارون أن ننتصر على أصنام الحياة التي تسعى إلى أن تأخذ مكان الله في حياة البشر وهي أوّلاً صنم المال الذي سمّاه الرب يسوع "ربّاً" بقوله: "ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن، لأَنَّه إِمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلزَمَ أَحَدَهُما ويَزدَرِيَ الآخَر. لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِلّهِ ولِلمال" (مت 6: 24). فلا يمكن لأبناء الكنيسة أن يتخلّوا عن إيمانهم وأرضهم ووطنهم، وعن مبادئهم وتقاليدهم، لقاء الورقة الخضراء التي تحتل أرضنا، أو أي صنم آخر. الصنم الثاني الراحة واللّذة على حساب الرسالة والشهادة المسيحية والتضحية بالقيم الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية، والعيش في أسر الأنانية والرُّوح الاستهلاكية، وفي الانغلاق عن البذل والعطاء، وعن تقاسم ما وضع الله بين أيدينا من خير مادي أو معنوي أو ثقافي مع من هم في حاجة.

الصنم الثالث هو السعي إلى السلطة، بأي وسيلة كانت ولو على حساب الخير العام، والاحتفاظ بها، من دون القيام بما تملي من واجبات تجاه الشعب والجماعة. فتضحي وسيلة لكسب المال والتسّلط وإهمال حقوق المواطنين. هؤلاء لا يدركون أن الأوطان تُبنى بالتضحية بالذات لا بالتضحية بالآخرين من أجل ذواتهم ومصالحهم. الصنم الرابع هو العنف والسلاح الذي يحمل عابده إلى فرض نفسه ورأيه على جميع الناس وتخويفهم وتهديدهم، ويعطّل الشأن العام، ويستبيح الحرب وأعمال العنف، ويستبد بأرواح المواطنين وغيرهم، ويجعل من نفسه سيّد الحياة والموت، محتلاً مكان الله، الذي هو وحده سيّدهما وأوصى آمراً: "لا تقتل!" (مت 5: 11) إنّ جميع الذين يعبدون هؤلاء الأصنام وأمثالهم، إنّما يعيشون في حالة عبودية لأصنامهم، ويخسرون عطية "حرية أبناء الله" الثمينة. نلتمس من الله، بشفاعة القديس مارون، أن يحررنا ويحرّرهم، ويحرّر جميع المستعبدين لأصنام، أكانت أشخاصًا أم أشياء أم ايديولوجيات، من أجل خيرهم وخير مجتمعهم...

 

لبنان استقبل تمثال وذخائر مار مارون عشية عيده

موقع الكتائب/الأربعاء 08 شباط 2017

استقبلت بيروت مساء اليوم، تمثال القديس مارون وذخائره بعد وصولها من إيطاليا. وأعد كاهن رعية مار مارون في الجميزة الخوري ريشارد أبي صالح استقبالا رعويا للتمثال والذخائر برعاية رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر، الذي ترأس الذبيحة الإلهية، يحيط به كاهن الرعية الخوري أبي صالح، ورئيس مدرسة "الحكمة هاي سكول" الخوري غبريال تابت، والأبوان إيمانوييل قزي وجوزف نايل، وشارك فيه رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن على رأس وفد من المجلس وهيئات روحية واجتماعية ومصلون. بعد الإنجيل المقدس ألقى المطران مطر عظة من وحي المناسبة قال فيها: "مبروك العيد على جميع أبناء كنيستنا المنتشرين في القارات الخمس، وهم صاروا في خارج لبنان ما يفوق أربعة ملايين نسمة ومليون في لبنان. نصلي لأجلهم جميعا مقيمين ومنتشرين ليبقوا محافظين على إيمانهم على إرث الأباء والأجداد. وكم نفخر بهم يقيمون الكنائس أينما حلوا ويؤسسون الرعايا، وقد انتشر أكثر من أساقفة في البلدان البعيدة لكنيستنا ومئات الكهنة والرهبان ليكونوا الى جانب اخوتهم هناك، فيحافظوا على إيمانهم وارتباطهم بلبنان أرض القداسة وارض انطلاقة هذه الكنيسة المباركة". اضاف: "نصلي من أجلهم ليحافظوا على هويتهم، كما نحن نحافظ على هويتنا وهي تختصر بكلمتين: عبادة الله وإكرام مريم العذراء أمه والإنفتاح ضمن الحرية والكرامة على جميع الناس. هذا هو تراث كنيستنا منذ مئات السنين. نشأ لبنان ليكون موطنا لجميع اللبنانيين، يعيشون فيه أحرارا متساوين بالعزة والكرامة وإخوة يثق بضهم ببعض على الرغم من كل شيء. نحن لسنا طلاب اي شيء إلا طلاب مصالحة وسلام مع جميع الناس". وختم: "شكرا للرب على ما قدمه لأجلنا. شكرا للرب على هذا العيد على كنيستنا، نصلي لأجلها ولأجل أبائنا بالإيمان ولكل عائلة من عائلاتنا ولكل شبابنا ليكونوا في المستقبل مكملين هذا التراث العظيم، تراث مار مارون والموارنة الثقافي والإيماني والروحي والفكري والإجتماعي.ان هذا الوطن يرضى الله عليه، فتعالوا نتماسك كلنا لنحافظ عليه ويكون درة الأوطان في هذه المنطقة. وأما في هذه الرعية المباركة فنفرح اليوم بأن نستقبل تمثال مار مارون الجديد الذي وضع سنة 2010 في كنيسة مار بطرس في الفاتيكان".

 

حزب الله يعقد أزمة القانون الانتخابي

شادي علاء الدين/العرب/09 شباط/17

بيروت - يخشى اللبنانيون من أن يدفع التصعيد بين إيران والإدارة الأميركية الجديدة، حزب الله إلى اتخاذ خطوات تنسف المناخ الإيجابي العام الذي يخيم على لبنان.

وتشهد العلاقة بين واشنطن وطهران توترا لافتا، وسط تلويح إدارة الرئيس دونالد ترامب باتخاذ المزيد من الخطوات في مواجهة “الدولة الراعية الأولى للإرهاب” في إشارة إلى الميليشيات الشيعية خاصة ومن ضمنها حزب الله اللبناني.

وبعد أيام من وضع الإدارة الأميركية عددا من الكيانات والشركات المرتبطة بإيران في القائمة السوداء، أكد مسؤولون أميركيون أن الإدارة الجديدة تبحث اقتراحا قد يؤدي إلى إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة التنظيمات الإرهابية.

وبالتأكيد هذا الأمر سيربك حزب الله، الذي يعتبر إحدى أبرز أذرع إيران العسكرية التي تعتمد عليها في مشروعها التوسعي بالمنطقة العربية ( لبنان، وسوريا، والعراق، واليمن مثالا).

ويقول البعض إن تصعيد حزب الله بالداخل اللبناني، لايخدمه في الوقت الحالي، ولكن في حال أقدمت إدارة ترامب فقد يجنح إلى ذلك تحت منطق “صراع الإرادات”، وقد تقدم إيران على دفعه تجاه هذا الخيار للابتزاز.

بالمقابل يرى سياسيون أن الحزب بدأ فعلا في إرسال إشارات تصعيدية للداخل، ولعل رفضه التام مؤخرا للقانون الانتخابي المختلط، وتمسكه بالنسبة المطلقة أحد عناوينه.

ويمكن قانون النسبية الكاملة الحزب من السيطرة على الحياة السياسية في لبنان، وهذا أمر يعتبره الكثيرون كارثيا خاصة مع امتلاك الحزب لترسانة من الأسلحة سبق وأن وجهها إلى الداخل (أحداث 7 مايو مثالا).

وأكد النائب عن كتلة المستقبل غازي يوسف “أن الحوار مع حزب الله لا يزال قائما، وأجواء التصعيد المعلنة لا تخدمه”. ويناقض تصعيد حزب الله المناخ الإيجابي العام الذي ساد في الفترة الأخيرة، ومع المواقف المعلنة لمعظم القوى السياسية، التي كشفت عن ميل إلى التناغم مع جو التسويات والتهدئة الذي ساد مع زيارة الموفد السعودي ثامر السبهان إلى بيروت.

وأشار النائب عن كتلة المستقبل النيابية زياد القادري في تصريح موجز إلى أن تيار المستقبل “لن يعتمد سياسة التصعيد الذي يتبناها الحزب، وأنه سيستمر في العمل على تفعيل أجواء الحوار والتهدئة والسير في طريق التسويات”.

زياد القادري: تيار المستقبل لن يعتمد سياسة التصعيد الذي يتبناها حزب الله

وتؤكد بعض القراءات إلى أن تصعيد حزب الله في الداخل اللبناني يردد أصداء المآزق الإيرانية، التي بدأت ملامحها بالانكشاف في العديد من الساحات التي تتدخل فيها عسكريا، أو تلك التي تسعى إلى توسيع دائرة نفوذها فيها.

واعتبر النائب غازي يوسف أنه “ليس من مصلحة الحزب حاليا افتعال أي تصعيد في الداخل اللبناني، وخصوصا مع حجم التغيرات الكبيرة التي طالت المشهد السوري وتأثيراته على إيران”.

وأشار يوسف إلى أن اعتماد التصعيد “لن يؤدي في نهاية المطاف إلا إلى العودة إلى قانون الستين”.

وأكد بعض المحللين أن المشكلة التي يقع فيها حزب الله حاليا تكمن في أنه يعاني من ضغوط كبيرة في مختلف المجالات، وأنه يفتقد تماما إلى خطة لإدارة مفاعيل ما يعتبره انتصارا عسكريا في الميدان السوري في الداخل اللبناني.

وتنبه تحليلات أخرى إلى عجز الحزب عن استجلاء أفق واضح لمسار الأمور في المنطقة وتيقنه من أن الآفاق الاستراتيجية والمالية مغلقة أمامه، وأنه لا يستطيع التحكم فيها، وسيدفعه إلى إعادة العمل بسياسته التقليدية التي تقوم على التصعيد تمهيدا لتسويق التسويات اللاحقة بوصفها نوعا من التضحيات.

ويعلم الجميع في لبنان أن إقرار قانون النسبية الكاملة كما ينادي به حزب الله مستحيل عمليا، لأنه يناقض مصالح كل الأطراف خاصة في بلد فيه طوائف كثيرة ولا توجد فيه أحزب سياسية حقيقة، وتاليا فإن الإصرار على إقراره يعزل الحزب سياسيا، ويضرب جميع تحالفاته.

ولا تدل الأجواء السائدة أن الاستمرار في التصعيد يتلاقى مع مصالح حزب الله، وخصوصا أن التفاهمات والاتفاقات التي أنجزتها القوى الكبرى في المنطقة فتحت الباب أمام خيارات عديدة لا يمكنه التحكم في مساراتها، ولا ضبط تداعياتها عليه.

ويتخوف الحزب كثيرا من المشروع الذي قدم إلى الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، والذي يطالب بضم الحرس الثوري الإيراني إلى قائمة المنظمات الإرهابية. وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد فرضت عقوبات جديدة على إيران في 3 فبراير كإجراء عقابي بعد قيامها بتجربة إطلاق صاروخ باليستي.

ويشدد مراقبون على أن تصعيد حزب الله في ما يخص القانون الانتخابي في لبنان ليس سوى انعكاس مباشر للغضب الإيراني من الإجراءات الأميركية التي تطالها مباشرة، بعد مرحلة ذهبية من التجاهل الأميركي لسلوكاتها التي كانت سائدة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

وفي مقابل هذا الطرح يبدي النائب غازي يوسف تفاؤلا من أن ما يحدث من تصعيد هو في الواقع مقدمة لتسويات ويقول في هذا الصدد “الجميع يصعدون حاليا في لبنان، وقد سبق لرئيس الجمهورية أن صعد حين هدد بالفراغ، وكذلك فعل النائب وليد جنبلاط حين نادى بقانون الستين، وحزب الله يصعد عبر إصراره على طرح قانون النسبية”.

ويضيف “تجدر الإشارة إلى أن كل هذا المناح التصعيدي العام لا يعدو كونه وسائل ضغط تلجأ إليها القوى السياسية كي تحصل على أكبر قدر ممكن من المواقع داخل تركيبة التوافقات والتسويات القادمة”.

 

 اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاربعاء الواقع في 8 شباط 2017

النهار

رسالة للحريري ...

سأل قيادي في "تيار المستقبل" عن توقيت الاعلان عن عملية في وسط بيروت وهل من رسالة إلى الحريري بالكلام على مراقبة مداخل بيت الوسط؟

وثائق مزورة ...

تبيّن أن الوثائق المزوّرة التي تمّ القبض عليها عبر الحدود اللبنانية في كانون الأول 2017 بلغت 107 اكثرها سورية (46).

أمن الدولة ...

يطرح السؤال مجدّداً عن مصير الذين خضعوا لامتحانات تطوّع في المديرية العامة لأمن الدولة قبل نحو سنتين.

الكازينو إلى الواجهة ...

قال مسؤول كسرواني سابق أن أي فساد يمكن أن يكون ارتُكب في الكازينو تتحمّل مسؤوليّته الأطراف السياسيّة الممثّلة في مجلس الإدارة مجتمعة.

المستقبل

يقال

إنّ عضواً في لجنة التشاور الانتخابي نفى نفياً قاطعاً ما جرى تسريبه إعلامياً عن تناول الوزير جبران باسيل النائب وليد جنبلاط بصورة سلبية خلال نقاشات اللجنة حول القانون العتيد.

اللواء

رجّح مصدر أمني أن يكون هدف الخلية التي ألقي القبض عليها في وسط بيروت اغتيال شخصيات.

قال موقوف في جريمة قتل أنه ينتمي إلى أحد الأحزاب، ومدرّب على استخدام السلاح، لكن ذلك كان على سبيل التمويه.

أحد أبرز الخيارات التي جرى التداول بها منذ ثلاثة أيام هو العودة إلى قانون على أساس أكثري، لا نسبي!

الجمهورية

قالت أوساط قريبة من شخصية سياسية شمالية إن "الإتفاق الإنتخابي" الذي كان يعمل عليه حزب وتيار مع هذه الشخصية قد انفرط عَقده بسبب الشروط الصعبة التي وضعاها عليه.

تلقّى رئيس حزب ملاحظات حول تبديل أسماء بعض الترشيحات المطروحة للإنتخابات النيابية أكثر من مرّة فيما الجامع الوحيد بينهم أنهم رجال أعمال ولديهم مشاريع كبيرة.

أبدى مسؤول كبير تجاوباً مع مطالب أحد المكونات اللبنانية، حيث خرج الوفد من الزيارة مرتاحاً.

البناء

رأى خبراء في الإحصاءات وقوانين الانتخابات النيابية أنّ المطالبة بسنّ قانون للانتخابات المقبلة وفق اتفاق الطائف لا تصبّ في مصلحة تيّار "المستقبل"، إذ في هذه الحالة يجب تخفيض عدد النوّاب إلى 108 بحسب ما ينص "الطائف" وبذلك سيلغى 20 مقعداً نيابياً بينهم 12 مقعداً لـ"المستقبل" من طوائف مختلفة، وبالنتيجة سيكون التيّار المذكور الخاسر الأكبر في لعبة الموازين السياسية وتكوين السلطة الجديدة، وهذا ما لا يرغب به رئيس التيّار سعد الحريري.

 

جعجع إستقبل الجميّل وتلقى اتصالات وبرقيات تعزية بوفاة والدته

موقع القوات/09 شباط/17/زار الرئيس أمين الجميّل معراب لتقديم واجب العزاء الى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بوفاة والدته ماري حبيب جعجع. كما تلقى جعجع اتصالات تعزية من النائب نديم الجميل والوزير السابق الياس بو صعب، وبرقيات تعزية من كل من: النائب روبير غانم، الوزير السابق ميشال إده، الوزير السابق محسن دلول، رئيس المركز الثقافي الاسلامي النائب السابق د. عمر مسيكة، سفير اليابان ماتاهيرو ياماغوشي، السفير التركي شاغاتاي أرسييس، رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، رئيس الرابطة اللبنانية للروم الأورثوذكس نقولا غلام، جمعية المالكين القدامى والمالكين واتحاد المالكين، نائب رئيس جامعة سيّدة اللّويزة سهيل مطر، رئيس جامعة LAU د. جوزف جبرا، الجمعية الكردية الخيرية واصدقاء القوات اللبنانية في قطر.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لوبيات القوات في أميركا.. تسلّف حزب الله

منير الربيع /المدن/الأربعاء 08/02/2017

فتح مسار العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، بعد توقيع وثيقة التفاهم (شباط 2006)، مرحلة جديدة في الرؤية اللبنانية لكيفية صوغ التحالفات. وفتح شهية كثير من القوى كي تكون مكان الرئيس ميشال عون. أكسبت هذه العلاقة طرفيها قوة وصدقية لدى الجمهور ولدى الأطراف الأخرى. حتى وصل الأمر بالقوى المختلفة إلى اعتبار حزب الله بمثابة "مصباح علاء الدين". فلولاه لما حقق عون ما استطاع تحقيقه وكلله بالتربع على عرش الجمهورية. إذا كان تيار المستقبل يعتبر أنه لا يمكن أن ينسى "طعنة" رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع له في القانون الأرثوذكسي، فإن لدى جعجع أسباباً كي لا ينسى كيف تصرّف المستقبل معه طوال سنوات من التحالف بينهما، وكان يتمنى ولو لمرّة واحدة أن يتصرف المستقبل معه ولو بنسبة قليلة كما يتصرّف حزب الله مع عون. بالتأكيد، فإن جعجع لن ينسى "التخلّي" المستقبلي عنه منذ ما بعد السابع من أيار في أكثر من محطة، سواء في آليات الترشيح للانتخابات النيابية، أم في كيفية توزيع الوزارات والحقائب، أو حتى في الزيارة الشهيرة إلى دمشق وما سبقها وتلاها من خطوات اتخذها الرئيس سعد الحريري، من دون علم القوات وبعيداً من التنسيق معها، وصولاً إلى طرح ترشيح النائب سليمان فرنجية، ما دفع بجعجع إلى إتخاذ خطوة مضادة بتبنّي ترشيح عون، للرد على الحريري وطريقة إدارته الملفات السياسية.لم يكن تبنّي جعجع ترشيح عون وانتخابه، إلا خطوة على طريق طرح نفسه مرشحّاُ لمرحلة ما بعد عهد عون، على قاعدة التفاهم والتوافق مع التيار الوطني الحر. وهذا أحد الأهداف الأساسية التي يعمل عليها رئيس القوات، الممتعض من طريقة تعاطي المستقبل غير الجدية مع ترشيحه.

يضع جعجع مساراً جديداً لنفسه. لا يتحدث عن المشاكل مع إيران، ولا يمانع فتح علاقات مع طهران، وحتى قبول المساعدات منها، بخلاف المواقف التي كان يتخذها في السابق.

ويهمّ جعجع لفتح أبواب العلاقة مع حزب الله. هو يعرف أن رئاسة الجمهورية لا تمر إلا من حارة حريك، في ظل المعادلات الحالية، إذ يستحيل انتخاب أي رئيس في ظل فيتو من حزب الله. كما يشير إلى الإلتقاء الأساسي بينه وبين الحزب حول كيفية بناء الدولة والمؤسسات ومكافحة الفساد.

لا تزال هناك العديد من القضايا العالقة بين الحزب والقوات، وهي لا تأتي في إطار الشروط، بل المسألة مسألة وقت وترتيبات، تتعلق بمواقف علنية قد تكون مطلوبة من جعجع، من بينها مواقف حول إغتيال الرئيس رشيد كرامي، والموقف من إسرائيل، والتقارب مع آل فرنجية. والواضح أن جعجع أعلن العداء ضد الكيان الصهيوني، ولم تكن زيارة الوزير ملحم رياشي إلى بنشعي ولقاء النائب سليمان فرنجية، إلا خطوة في درب الألف الميل. وإذا كان الاهتمام الآن ينصب على قانون الانتخابات النيابية وخوضها، إلا أن لدى جعجع أفكاراً أكثر بعداً وتوسّعاً. وهي قد تأتي في سياق طرح أفكار للنقاش أو ندوات سواء في لبنان أم خارجه، عن أهمية تخفيف الإحتقان السني الشيعي، والإيراني السعودي في المنطقة، بالإضافة إلى الاهتمام ببعض "اللوبيات" اللبنانية القريبة من القوات في أميركا للعمل على التخفيف من حدة القرارات التي قد يتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد حزب الله والمرتبطين به. وهذه أيضاً قد تكون سلفاً على الحساب.

رغم ذلك، فإن رئيس القوات مازال يؤكد أنه محافظ على الثوابت السياسية، ولم ولن يتخلى عنها. وبعدما كان حزب الله يتهم جعجع منذ أسابيع قليلة، على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله، بأنه يريد مدّ يده على الوزارات وأخذ حجم أكبر من حجمه، اليوم ثمة من يعتبر أن لهجة الحزب تتغير. بالتالي، يدرج البعض تهدئة الحزب تجاه القوات في سياق الاستمرار في تحصين الحزب نفسه داخلياً، خوفاً من أي تطورات سلبية في المرحلة المقبلة قد تنعكس في لبنان. لذلك، هو يبدي استعداداً للتواصل وبناء العلاقة مع القوات، في ظل التصعيد الأميركي المرتقب. الأمور لم تنضج بعد. لكنها على الطريق.

 

رزق: لبــنان بحاجة الى صحـوة وطنية حقيقيــة والتلويح بالطائف تهديد بدل ان يكون سبيلا الى الخلاص

المركزية- اعلن المرجع الدستوري وزير العدل الاسبق وواضع مشروع تعديل الدستور ادمون رزق ان لبنان بحاجة الى صحوة وطنية حقيقية، لافتا الى ان التلويح بالطائف بات نوعاً من التمويه بدل ان يكون تطبيقُه سبيلا الى الخلاص. وقال في حديث لـ"المركزية": ما يُتداول عن "طائف معدّل" مجرد كلام استهلاكي وهرطقة سياسية"، لافتا الى ان أسس الكيان اللبناني كلها معلّقة، وقد حلّت محلّها تسويات ظرفية قائمة على اساس المحاصصة، وبات لبنان اليوم خارج المدار الديموقراطي، ومجرد بقايا ذكريات من زمن آخر، موضحا ان ثمّة عيبا اساسيا ضرب البنية اللبنانية هو التنكر للأسس والمبادئ وتجاهل القيم. وأضاف رزق: ان اكثر ما يدعو الى الاسف هو الجهالة والتنظير العشوائي والغوص في جدليات عقيمة، مع سوء النيّة المبيّت لأن هناك هاجسا مشتركا عند السلطة المستنسخة هو "تأمين الاستمرار" مع محاولة زيادة الحصص، قائلاً "ثمة شك مطلق في نية المعنيين وقدرتهم على تخطي اعتباراتهم الشخصية والفئوية، وقال: "أعتقد اننا نعايش عهود فشل متتالية، وأخشى ما أخشاه أن يُضاف العهد الحالي الى ما سبقه من سنوات الخواء والفشل". وأشار الى ان المطلوب هو الاخلاص اولا مع النفس، واعطاء البرهان الفعلي على ارادة تطبيق اتفاق الطائف، بدءاً ببسط سيادة الدولة بقواها الذاتية على كل الاراضي اللبنانية ونشر الجيش اللبناني وقوى الامن في الجنوب وجميع المناطق واعادة الاعتبار الى القوانين بدءا بقانون السير على الاقل. وقال: ان الشعب اللبناني يحتاج الى برهان على صدقية المسؤولين، معتبرا ان الهم المشترك بينهم هو الحفاظ على المكاسب، معلنا ان البلد يحتاج الى صحوة شعبية عامة توقظ الشعور بالمسؤولية عند أهل السلطة، وذلك يحتاج كثيراً من التبصّر والتدقيق والمعرفة وعدم اطلاق الكلام الملتبس وحمّال الاوجه، في معرض انتاج قانون للانتخاب من دون أي سند مرجعي، لا دستوري ولا قانوني ولا ميثاقي. وفي موضوع "الستين معدّلا" قال رزق "ما يشاع في هذا الموضوع مجرّد تمويه وكلام اعتباطي"، مشيرا الى ان اصحاب النظريات يطرحون اعتماد مشاريعهم الضامنة لحصصهم، والا... فالذهاب الى تطبيق الطائف. كأن التلويح بالطائف هو نوع من التهديد بدل ان يكون سبيلا الى الخلاص، داعيا الى التدقيق في الامور قبل طرح اي اشكالية اضافية تُدخل البلاد في متاهات جدلية، معلنا ان "المطلوب حلول لا تسويات" ولا يمكن ان يتم ذلك الا بالعودة الى اتفاق الطائف نصا وروحا، والتزام احكام الدستور وميثاق العيش المشترك. وختم: نقولها للمرة المئة، ليس المطلوب اختراع النظام الديموقراطي، بل المطلوب تطبيقه، وتأمين التمثيل الصحيح، معلناً ان "لا ثقة في السلطة القائمة، التي هي سلطة امر واقع منتقصة الشرعية، غير مؤهلة لاجراء الانتخابات، لانها اعجز من ان تضمن الحرية والامن الحقيقيين للناخب وتكافؤ الفرص للمرشح، بفعل الهيمنة الفئوية والمصادرة المذهبية والطائفية".

 

"الثنائي" يتفاهم على "استعجال الانتخاب" من دون توافق على صيغة/الجسـر: "حزب الله" ابلغنا اولويته: نسـبية موزّعة على 3 درجات

المركزية- حصرت الجولة الاربعون من الحوار الثنائي بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" التي عُقدت مساء الاثنين الفائت في عين التينة جدول اعمالها ببند وحيد اغلق باب النقاش في قضايا اخرى، وهو قانون الانتخاب. فـ "نجم" الساحة الداخلية الذي يتنقل بين اروقة مقار رسمية وسياسية في العلن وخلف الجدران المُغلقة حطّ بأشكاله وصيغه المتداولة على طاولة الثنائي، لكن من دون التوصّل الى نتيجة سوى "التفاهم" على ضرورة الاستعجال في وضع قانون جديد للانتخاب كي لا يدخل البلد في مرحلة تأزّم"، بحسب ما اشار ممثل "التيار الازرق" في الحوار النائب سمير الجسر لـ"المركزية". وقال "ممثلو "حزب الله" ابلغونا في الجلسة ان اولويتهم بالنسبة لقانون الانتخاب تتوزّع على 3 درجات: الاولى النسبية الكاملة مع لبنان دائرة واحدة، الثانية النسبية على مستوى المحافظات والثالثة التأهيل على مرحلتين، نسبية على المحافظة واكثري على القضاء".ولفت الى "ان الحديث "الانتخابي" كان مستفيضاً وتباحثنا في الطروحات والصيغ كافة"، موضحاً "اننا سألنا ممثلي الحزب لماذا تراجعتم عن صيغة القانون "المختلط" الذي يجمع بين النظامين الاكثري والنسبي بعدما اعلنتم في فترات سابقة تأييده، الا انهم رفضوا الاجابة، مكتفين بالقول "اولويتنا النسبية". ولم يستبعد الجسر "انطلاقاً من النقاش والبحث في الصيغ الانتخابية "التوصّل قريباً الى حلّ في هذا الشأن"، موضحاً رداً على سؤال "اننا تطرّقنا في حوارنا الى الهواجس التي عبّر عنها رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط من اعتماد النسبية في قانون الانتخاب"، ولافتاً الى "ان مسألة "طمأنته" ستُبحث مع مختلف الاطراف السياسية من اجل التوصّل الى نتيجة تُرضي الجميع". واكد "اننا على تواصل دائم ومستمر مع القوى السياسية كافة للبحث في قانون الانتخاب". ورداً على سؤال عمّا اذا كان موقف "حزب الله" من قانون الانتخاب لجهة تمسّكه بالنسبية معناه ان القانون "المختلط" دُفن، قال الجسر "لا شيء يُدفن في السياسة، المهم ايجاد حلول توافق عليها معظم القوى". وشدد على "اهمية "الاستعجال" في التوافق على صيغة انتخابية لمراعاة "المهل الضاغطة" كي لا نضطّر الى تعديلها"، مضيفاً "من المفترض في خلال الايام العشرة المقبلة ان نتوصّل الى حلّ في هذا السياق". واعلن ان "الجولة 41 من الحوار الثنائي تُعقد الاثنين 27 الجاري في عين التينة".

 

عدم دعوة الهيئات الناخبة واجراء الانتخابات في موعدها يدفع باتجاه التمديد التقني والعمل للتوصل لقانون جديـد

المركزية- مع عودة وزير الخارجية والمغتربين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من جولته الاغترابية الى بيروت يفترض ان تعاود اللجنة الرباعية اجتماعاتها توصلا الى صيغة انتخابية تحظى بتوافق الغالبية من اللبنانيين وتكون بديلا لقانون الستين الذي يلتقي الجميع على رفضه وعدم اعتماده في الانتخابات النيابية المقبلة خصوصا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي لا ينفك في كل يوم يؤكد تأييده لطرح النسبية لما يمثله من عدالة ومساواة وصحة تمثيل. الا ان مصادر قريبة من اللجنة نفسها (الرباعية) اكدت صعوبة المهمة التي انتدبت نفسها من اجلها، واشارت الى ان ثمة مخارج اخرى وبدائل بدأت تطرح وان في الكواليس من منطلق ضيق الوقت وانسداد افق التوافق على قانون جديد يسمح اقله باجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد في شهر ايار المقبل. علما ان رئيس الجمهورية طلب الى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عدم توجيه الدعوة الى الهيئات الناخبة في ظل القانون الحالي (الستين). وان المهلة الزمنية لذلك تنتهي في الواحد والعشرين من الجاري. وان مجلس الوزراء في جلسته اليوم المنعقدة في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة عون تجاوز طرح موضوع تشكيل هيئة الاشراف على الانتخابات. اما بالنسبة الى طروحات الكواليس الانتخابية تكشف المصادر نفسها عن البارز منها ويقضي بعدم توقيع رئيس الجمهورية مرسوم دعوة الهيئات الناخبة الى الاقتراع في شهر ايار المقبل بعد رفعه اليه ليلتئم المجلس النيابي بعد فترة وقبل انتهاء ولايته الممددة ويقر تمديدا ثالثا لولاية لا تقل عن ثلاثة اشهر ولا تتخطى الستة اشهر مع الاخذ بالاعتبار الظروف والاوضاع خصوصا المتعلق منها بالموسوم الاصطيافي والسياحي الواعد وعدم اعاقته وتعطيله او التأثير عليه. وتضيف المصادر: هذا التمديد التقني لولاية المجلس النيابي من شأنه ان يشكل من جهة مناسبة لترجمة الشعارات والمواقف التي يؤكد عليها رئيس الجمهورية يوميا والداعية الى اجراء الاستحقاق النيابي وفق قانون جديد بديل لقانون الستين وفترة حض او حشر للنواب والهيئات الحزبية والفاعليات السياسية للتوافق على صيغة انتخابية جديدة ترضي الغالبية ولا تقصي احدا من المكونات اللبنانية التي بدأت تعي ما يجري وتبدي ليونة بعد تشدد في مواقفها مما يطرح من صيغ ومشاريع انتخابية.

 

حرب: اعتماد "الأكثري" على 50 دائرة أو تقسيم لبنان 128 دائرة فردية/نأسف لـ"كارتيل" يتقاسم المغانم..وموقف الرئيس خطير لكن هدفه الضغط

المركزية- في خضم عملية البحث عن قانون انتخابي جديد، اقترح النائب بطرس حرب "إما اعتماد النظام الأكثري وتقسيم لبنان إلى خمسين دائرة لا يتجاوز عدد المقاعد النيابية في كل منها الثلاثة، وهو اقتراح القانون الذي تقدمنا به كمستقلين مع حزبي الكتائب والقوات اللبنانية بتاريخ 27/9/2012، أو تقسيم لبنان إلى 128 دائرة فردية، يعود منها لكل لبنان إنتخاب نائب واحد"، مشيرا الى ان "الطرحين يحققان صحة التمثيل الشعبي ويؤمنان للمسيحيين وللمسلمين حق اختيار نوابهم، بما يؤسس لإنطلاق حياة حزبية وطنية".

وأسف حرب عبر "المركزية" "لأن ما يجري الآن، هو ابتعاد المتحاورين عن القواعد والمبادئ التي تؤمن صحة التمثيل والمناصفة، ولجوئهم إلى سلسلة مناورات سياسية ذات غايات انتخابية بغية تعزيز مواقفهم في السلطة وزيادة عدد نوابهم، وذلك على حساب غير المنضوين إليهم أو محاربيهم أو التابعين لهم، معتبرا ان "بعد الانقلابات السياسية التي أدت إلى تحالفات واصطفافات عجيبة غريبة، يجتمع الكارتيل السياسي لتوزيع المغانم والمكاسب. واشار حرب الى ان "المضحك والمبكي في آن، أن يحمل المتحاورون شعارات يعملون بعكس معناها ومحتواها، كطرح النظام النسبي للإنتخابات لتحقيق صحة التمثيل وعدم إقصاء القوى السياسية المتوسطة والصغيرة عن التمثيل، والعمل على اعتماد قانون يمنع هذه القوى من دخول المجلس وتمثيل الأقليات. أو كطرح المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، ورفض أي مشروع يحقق فعلياً هذه المناصفة، كالدائرة الفردية، ويطرحون بديلاً عنها النسبية التي ستحرم الناخبين المسيحيين، في المناطق المختلطة طائفياً، من حق تعزيز هوية ممثليهم (كالمقعد الماروني والمقعد الأرثوذكسي في عكار مثلاً، حيث يخضع اختيارهما لرأي الأكثرية الساحقة المسلمة في عكار).

وقال: يرفعون شعار احترام رأي المواطنين في اختيار نوابهم، ويطالبون بالنظام النسبي في الدوائر الكبرى، بحيث يخضع اختيار النواب لقرارات قيادات الأحزاب، وليس لإرادة الناخبين، معتبرا "انهم باقتراحاتهم المتداولة، يعاكسون تقاليد وتراث المجتمع اللبناني القائمة على ثقة المواطن بالنائب، وعلى معرفته به وبغيره من المرشحين، وعلى قدرته على التمييز والتفضيل بينهم"، مشيرا الى ان "المطلوب التوافق على نظام إنتخابي ينسجم مع تقاليدنا الديمقراطية، وتفادي اعتماد قانون يجهّل هوية المرشحين لدى الناخبين، ما يضيف تعقيدات إضافية إلى عقد نظامنا السياسي الكثيرة".

وفي حين اعتبر ان الموقف الذي أعلنه "رئيس الجمهورية حول رفضه توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة على أساس القانون النافذ، أو التمديد للمجلس الحالي، ولو أدى ذلك إلى الفراغ، الذي يفضّله على التمديد هو موقف خطير، يترتب عليه نتائج إنقلابية كبيرة تطيح بنظامنا السياسي"، وضع حرب هذا الموقف في اطار الضغط على القوى السياسية، الا انه أعرب عن خشيته في ظل الخلاف بين هذه القوى "أن نصل إلى المحظور الذي يطيح بنظامنا السياسي البرلماني".

وتوجه حرب الى رئيس الجمهورية من موقع البنوة الدستورية تجاهه، والتي تفرض معاملة الأب لأبنائه بالمساواة، ألا يميز بين مواطن حزبي ومواطن غير حزبي والترويج لانتخاب حزبيين، والتبشير بأن غير الحزبي غير فاعل، لأنه بذلك يتنازل عن أبوة ثلثي الشعب اللبناني غير الحزبيين، وينحاز إلى ثلث الشعب اللبناني الحزبي، وهو ما لا يساهم في الحفاظ على دوره الوطني كرئيس لكل اللبنانيين".

 

القرارات السعودية دبلوماسيا وسياحيا دليل الى رسوخ التسوية/السـبهان لم يحمل كلمات سر والرياض تدعم "الاجماع" اللبناني

المركزية- لم تتأخر السعودية في اطلاق مسار الترجمة العملية للوعود التي قطعتها أمام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال زيارته المملكة مطلع العام الجاري مظهّرا الاولوية التي تحظى بها اعادة المياه الى مجاريها بين بيروت والرياض، في حسابات العهد الجديد. فأوفدت الى لبنان، بعد أقل من شهر على استقبالها الرئيس اللبناني، وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان الذي يجول على القيادات المحلية منذ الاثنين الماضي على ان يعود الى بلاده اليوم. الا أن المسؤول السعودي لم يأت خالي الوفاض بل حرص على ابلاغ العماد عون الذي استهل جولته المحلية بلقائه، بقرار المملكة "تعيين سفير جديد لها في لبنان" من جهة، وبـ"زيادة رحلات شركة الطيران السعودية الى مطار رفيق الحريري الدولي وعودة السعوديين لزيارة لبنان وتمضية عطلاتهم السياحية فيه" من جهة أخرى، ما يشكل وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة، باكورة ثمار الزيارة الرئاسية الى الديوان الملكي.

وفي قراءة لجولة الدبلوماسي السعودي لبنانيا، شكلا ومضمونا، تشير المصادر عبر "المركزية" الى انها المرة الثالثة التي يحط فيها السبهان في بيروت في فترة لا تتعدى الاربعة أشهر، ما يعكس مدى اهتمام الرياض بالملف اللبناني...

أما في المضمون، فتقول ان الاجراءات السعودية الاخيرة اكان على صعيد تعزيز حضورها الدبلوماسي في بيروت أو على صعيد تفعيل حضورها السياحي – الاقتصادي على الساحة اللبنانية بعد ان كانت حذرت رعاياها من زيارة لبنان، إنما تؤكد ان مفاعيل التسوية الرئاسية التي كانت الرياض من أبرز رعاتها الاقليميين، راسخة وصامدة على رغم بعض التباينات السياسية التي ولّدها البحث عن قانون انتخابي جديد، وهذه القرارات تُثبت بالافعال ان صفحة التوتر بين البلدين طويت وأن المملكة راغبة بفتح أخرى عنوانها العودة الى نهج دعم لبنان ورعايته. وترى المصادر ان جولة السبهان في وسط العاصمة أمس واصراره على تناول الغداء في أحد المقاهي، انما أراد منهما الدبلوماسي السعودي ارسال رسالة الى مواطنيه، يطمئنهم فيها الى ان الوضع الامني في لبنان جيد ومستقرّ، ويشجعهم تاليا على اعادة لبنان الى قائمة وجهاتهم السياحية.

في الاثناء، أقحم بعض الاعلام زيارة السبهان في الزواريب السياسية اللبنانية الضيقة حيث قيل انه أتى ليحذر لبنان من مغبة الاقدام على اي خطوة تجنح نحو المحور الايراني في المنطقة في حين تبدو الولايات المتحدة بعد انتخاب الرئيس دونالد ترامب عازمة على التصعيد ضد طهران، كما تردد أنه أتى الى لبنان حاملا كلمة سر انتخابية. وتعقيبا، أوضحت المصادر ان المملكة لم تعتد يوما التدخل في الشؤون السياسية اللبنانية بل همّها فقط ضمان الاستقرار الداخلي ولا تمانع أي قرار يكون محط اجماع لبناني، وهذا ما تجلى في ترحيبها بانتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية. وهو موقف الرياض "انتخابيا" أيضا وقد أكد السبهان شخصيا ان "الاستحقاق النيابي في لبنان شأنٌ لبناني بحت، آملاً أن تكون الانتخابات مراعيةً لمصالح لبنان واللبنانيين، وألا تكون مجحفة في حقّ ايّ مكوّن لبناني. وأكّد انّ المملكة تدعم كلّ توجّه وأيَّ قانون انتخابي يحقّق العدالة للجميع"، وما قاله الدبلوماسي في الاعلام هو تماما ما ردده خلال لقاءاته المسؤولين اللبنانيين. وفي حين استغربت محاولات حرف الزيارة عن مسارها، أكدت المصادر انها تصب اولا واخيرا في خانة الجهود المبذولة لترميم العلاقات اللبنانية – السعودية. وكان رئيس الحكومة سعد الحريري اعلن في مجلس الوزراء العزم على انشاء لجنة سعودية - لبنانية عليا وتفعيل باقي اللجان المستركة لمتابعة المواضيع بين البلدين.

 

 حزب الله محق في المطالبة بوحدة المعايير الانتخابية/الخليل: بري سـيدّور الزوايا ويوجد المخرج للقانـون

المركزية- اغتنم حزب الله فرصة جلسة الحوار الثنائي مع تيار المستقبل في عين التينة ليصعّد موقفه من ملف قانون الانتخاب، مناديا بالنسبية الكاملة دون سواها. وإذا كان هذا الموقف يأتي في ظل الكلام الكثير عن "مختلط ثالث" يطبخ على نار النقاشات الجانبية في الكواليس الحزبية، فإن كثيرين اعتبروه رصاصة قاتلة في صدر هذه الصيغة أعادت الأمور إلى المربع الأول. غير أن عين التينة لا تقارب الأمور من المنظار نفسه وتؤكد أن الرئيس نبيه بري سيعود إلى لعب دور مبتكر مخارج اللحظة الأخيرة على الطريقة اللبنانية.

وتعليقا على موقف حزب الله الأخير وما يمكن أن يتركه من تداعيات على مناقشات الصيغة الانتخابية الموعودة، أوضح عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أنور الخليل لـ"المركزية" أن "هناك تعديلا في المواقف، ذلك أن بعض الأفرقاء لم يقتنع حتى الساعة أن ما يطرح اليوم هو الأفضل بالنسبة إلى خياراتهم، أي الصيغة المختلطة". وذكّر أن "منذ أن بدأ النقاش حول قانون الانتخاب الجديد، كانت النسبية المطلقة خيار حزب الله الأساسي، على أن يكون لبنان دائرة واحدة وهو لم يغير هذا الموقف أبدا، غير أن موقفه لان قليلا عندما اعتبر أن لا مانع من اعتماد المحافظة دائرة انتخابية، على أن تكون النسبية مطلقة، أي ألا يتم الجمع بين النسبي والأكثري، وأنا أعتقد أنهم في ذلك محقون، اذ بمجرد اعتماد النسبي والأكثري، هذا يعني غياب وحدة المعايير، بما قد يعطي أفضلية لفريق على آخر، من هنا نقول إن وحدة المعايير هي أهم ما يجب أن يلحظه أي قانون جديد".

وعن مدى دقة الكلام عن أن الحزب سدد رصاصة قاتلة في اتجاه الصيغة المختلطة، فيما كان بعض اللاعبين يعوّل عليها حلا وحيدا لولادة القانون المنتظر، لفت إلى أن "لا شيء ثابتا في السياسة. لانهامطاطة والرصاصة قد تصيب وتسبب ألما لكنها لا تقتل. ونحن ننتظر موقف السيد حسن نصرالله قريبا. فإذا تمسك بما أوردته الصحف اليوم (رفض المختلط)، فلا بد من أن يكون هناك تعديل في المواقف الأخرى في هذا الاتجاه".

وفي ما يخص الخطوات التي قد يلجأ إليها رئيس المجلس لايجاد الحل المناسب جريا على عادته، أكد الخليل أن "الرئيس بري يملك من سعة الصدر وعمق التفكير ما يكفي كي لا يأخذ الأمور في مجراها الظاهر، وهو لم يترك مجريات هذه العملية "متفلتة". لذلك، سيعمل، كما في مراحل سابقة، على تدوير الزوايا وتقريب المواقف لأنه كان صاحب المشروع المختلط عند دراسة مشاريع القوانين الـ17، بعدما وجد أن ما يجري ليس إلا "طبخة بحص" لا يمكن أن تنضج إلا إن وجد ما يجمع بين كل الأفكار، ما دفعه إلى طرح المختلط. علينا أن ننتظر لنرى ما يمكن أن يقرّب وجهات النظر بين الأفرقاء لأن الرئيس بري لن يستكين قبل ايجاد مخرج يؤدي إلى قانون جديد".

 

الحزب يرفض تبرير انتقاله الى النسبية.. والثنائي للتصويت في المؤسسات

جلسات يومية لقانون الانتخاب و"ثنائية" للموازنة الاربعاء المقبــــــل

لجان عمل مشتركة مع المملكة وعون: السعودية الداعمة الاولى للاعتدال

المركزية- على مسافة 13 يوما من موعد دعوة الهيئات الناخبة للتوجه الى صناديق الاقتراع واختيار ممثليهم في الندوة البرلمانية، شهد ملف البحث عن قانون انتخابي جديد، يشكل شرطا اساسيا لاجراء الاستحقاق، انتكاسة سياسية اعادت الامور الى المربع الاول من خلال اعلان حزب الله تخليه عن صيغة المختلط وتمسكه بالنسبية المطلقة التي يدرك سلفا مدى استحالة اتفاق القوى السياسية عليها ورفضها من اكثر من فريق، على ان تشكل اطلالة الامين العام السيد حسن نصرالله في اليومين المقبلين محطة اساسية تضيئ على الاتجاه الذي قد يسلكه الملف. في المقابل تبقى سائر الاطراف السياسية على تمترسها خلف مواقفها، في حين يؤكد الثنائي المسيحي انفتاحه على اي صيغة يتوافق عليها الجميع وهو ما يبدو متعذرا حتى الساعة.

وفي وقت ربطت اوساط سياسية مطلعة انعطافة الحزب بالمستجد الاقليمي وتحديدا على خط العلاقات المتوترة بين طهران وواشنطن وعودة ايران الى استخدام ورقة لبنان من خلال عرقلة التقدم في المسار الانتخابي وهو ما يفسر "مفاجأة " النسبية المطلقة، اكدت اوساط معراب ان التحالف المسيحي مع اي اجراء يلتزم تطبيق القانون والتوافق بين المكونات السياسية والا فلا خيار آخر سوى اللجوء الى المؤسسات الدستورية للتصويت على المشاريع الانتخابية المطروحة.

الانتخاب نجم "الثنائي": وفي السياق، اشار عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر الى ان "قانون الانتخاب كان "نجم" الجولة 40 من الحوار الثنائي التي عُقدت الاثنين الفائت، لكن من دون التوصّل الى نتيجة سوى "التفاهم" على ضرورة الاستعجال في وضع قانون جديد للانتخاب كي لا يدخل البلد في مرحلة تأزّم"، وقال "ممثلو "حزب الله" ابلغونا في الجلسة ان اولويتهم بالنسبة لقانون الانتخاب تتوزّع على 3 درجات: الاولى النسبية الكاملة مع لبنان دائرة واحدة، الثانية النسبية على مستوى المحافظات والثالثة التأهيل على مرحلتين، نسبية على المحافظة واكثري على القضاء"، موضحاً "اننا سألنا ممثلي الحزب لماذا تراجعتم عن صيغة القانون "المختلط" الذي يجمع بين النظامين الاكثري والنسبي بعدما اعلنتم في فترات سابقة تأييده، الا انهم رفضوا الاجابة، مكتفين بالقول "اولويتنا النسبية"، ومعلناً ان "الجولة 41 ستُعقد يوم الاثنين 27 الجاري".

"اللقاء الديموقراطي": في الاثناء، واصل وفد "اللقاء الديموقراطي" جولاته "الانتخابية" على القوى السياسية فزار الرئيس تمام سلام. واوضح عضو اللقاء النائب علا الدين ترو "اننا نريد قانوناً للانتخاب وطنيا عادلا شاملا لا يستثني احداً من اللبنانيين، لا احزاب ولا طوائف"، لافتاً الى "اننا لسنا من دعاة وهواة رفض "النسبية"، لكن للاخيرة شروطها وقوانينها." ومن المتوقّع ان يكون مقر حزب "الطاشناق" الوجهة المقبلة للوفد.

مجلس الوزراء: حكومياً، وبعد طول انتظار، يحطّ مشروع الموازنة بأرقامه وتفاصيله على طاولة حكومة "إستعادة الثقة" في جلستين متتاليتين الاربعاء المقبل. وكان المجلس اعطى اليوم اشارة الضوء الاخضر للانطلاق في درس الموازنة العامة للعام 2017 في جلسة عقدت برئاسة الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا، في وقت حضر قانون الإنتخاب من زاوية الإصرار على إطلاق النقاش الجدي حوله لبته في أقرب وقت، حيث أوعز الرئيس عون بضرورة عقد جلسات يومية من أجل التوصل الى توافق حول قانون جامع.

المملكة...داعمة الاعتدال: وفي ما يتصل بالعلاقة مع دول الخليج، وتحديداً السعودية فاطلع الرئيس عون المجلس على نتائج زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان للبنان، والتي تبيّن ان المواضيع التي طرحها خلال زيارته للسعودية مع خادم الحرمين الشريفين نُفذت او هي في طور التنفيذ، وسيتم تفعيل دور اللجان الوزارية المشتركة، داعيا الوزراء المعنيين الى ان يتابعوا مع نظرائهم السعوديين تنفيذ ما اتفق عليه. وبدا لافتا كلام الرئيس عون عن ان المملكة العربية السعودية هي الداعمة الاولى للاعتدال." من جهته اكد الرئيس سعد الحريري "ان الامور الثنائية مع المملكة سائرة نحو الانفتاح، والحظر الذي كان قائما ستتم ازالته"، معلناً "العمل على انشاء لجنة عليا مشتركة مع المملكة كما هي الحال مع مصر وقطر وغيرها من الدول".

وفي شأن قانون الانتخاب، اوضح وزير الاعلام ملحم الرياشي "ان الرئيس عون شدد على ضرورة ان نعقد جلسات يومية لاقراره وسيتم ابلاغنا بذلك من قبل الامانة العامة لمجلس الوزراء".

وسُجّل قبل الجلسة لقاء "لافت" بين الرئيس عون ووزير الداخلية نهاد المشنوق بعد كلام الاخير الذي توّجه به الى رئيس الجمهورية، وقال المشنوق "تناولنا اوضاع وزارة الداخلية والاتصالات من اجل اقرار قانون جديد للانتخابات. ولقائي مع الرئيس عون كان ممتازاً".

جولة السبهان: في الاثناء، واصل الوزير السبهان زيارته للبنان، فالتقى الرئيس امين الجميّل ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل في سن الفيل وتم البحث في الاوضاع العامة والعلاقات الثنائية وسبل تطويرها. وفي ما كان متوقعا ان يزور السبهان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، حال وفاة والدته دون الزيارة التي استبدلت باتصال تعزية.

مؤتمر حلب: في المقلب الاقليمي، وفي ما تتجه الانظار الى مؤتمر جنيف المفترض عقده في 20 الجاري بعد اجتماع ثان في استانة للخبراء الفنيين من اجل تثبيت قرار وقف اطلاق النار، كشفت اوساط عربية في باريس لـ"المركزية" ان مندوبة سوريا الدائمة في الاونيسكو السفيرة لمياء شكور وجهت دعوات الى شركات عالمية مختصة في مجالات السياحة والاعمار والثقافة في اكثر من دولة ولاسيما في اوروبا للمشاركة في مؤتمر سياحي ثقافي اعماري سيعقد في حلب في 2 و3 آذار المقبل. واوضحت الاوساط ان عددا كبيرا من الاعلاميين في دول اوروبية اكدوا مشاركتهم مستفيدين من الاجواء الانفراجية التي تعممها اجتماعات استانة برعاية روسية- تركية –ايرانية .

الحرس الثوري ارهابي؟: في سياق آخر، يبدو الرئيس الاميركي دونالد ترامب عازما على الذهاب بعيدا في مواجهة ايران. فغداة اعلانه انه سيحاول ايجاد طريقة لسحب بلاده من الاتفاق النووي، ذكر مسؤولون أميركيون أن الإدارة الجمهورية الجديدة تبحث اقتراحا قد يؤدي إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني كجماعة إرهابية، مشيرين الى ان "تم أخذ رأي عدد من الوكالات الأميركية في شأن مثل هذا الاقتراح الذي سيضاف إن تم تنفيذه إلى الإجراءات التي فرضتها الولايات المتحدة بالفعل على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني".

بين ترامب واردوغان: في المقابل، يبدو ان صفحة جديدة في العلاقات الأميركية – التركية ستفتح في الفترة المقبلة. فقد أجرى ترامب ليل أمس مكالمة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان جدد خلالها وفق ما أعلن البيت الابيض "تأكيد التزامات الولايات المتحدة ازاء حلف شمال الاطلسي". أما مصادر الرئاسة التركية، فأوضحت ان اردوغان اتفق مع نظيره الاميركي على التعاون في مدينتي الرقة والباب السوريتين الخاضعتين لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، وأن الزعيمين ناقشا قضايا من بينها إقامة منطقة آمنة في سوريا وأزمة اللاجئين ومكافحة الإرهاب، مشيرة الى أن "إردوغان دعا الولايات المتحدة إلى وقف مساندتها لوحدات حماية الشعب الكردية السورية". وليس بعيدا، أشارت المصادر التركية الى أن من المقرر أن يزور مايك بومبيو مدير وكالة المخابرات الأميركية (سي.آي.أيه) تركيا غدا لبحث مسألة وحدات حماية الشعب وسبل مواجهة شبكة فتح الله غولن.

 

التعصب المذهبي برميل من البارود

محمد آل الشيخ/الجزيرة/08 شباط/17

الإرهاب والمذهبية صنوان لا يفترقان؛ فكل متعصب لمذهبه، يُكفر الآخرين، هو إرهابي بالضرورة وإن لم يعترف بذلك. إيران عندما أعطاها الرئيس الآفل "أوباما" الضوء الأخضر لتعيث فسادا وتخريبا في بلاد العرب، لم تكن تستطيع أن تمرر مخططاتها وطموحاتها التوسعية إلا بتوظيف المذهبية لخدمتها، وكانت تعلم علم اليقين أن ثمة في المقابل بسطاء جهلة متخلفين سيُسهلون عليها مهمة إيقاد نار التعصب المذهبي دون أن يعوا. وهذا – للأسف – ما حدث. لي أصدقاء سعوديون من الطائفة الشيعية، أجدهم من أنبل الرجال، وأصدقهم، ومن أوفاهم، وأكثرهم وطنية وإخلاصا للوطن؛ لكنهم يعانون أشد المعاناة من التعصب المذهبي وانعكاساته مثلما يعاني منه المثقفون السنة تماما. قال أحدهم لي: لو تمنّت إيران بغالا يمتطونها لتحقيق أهدافها لما وجد ملاليها أفضل من بعض السعوديين السنة المتعصبين؛ فالتعصب السني، والإقصاء، والمجاهرة باعتبار كل شيعي هو عدو بالضرورة، يدفعهم للارتماء في أحضان إيران مضطرين، ومعذورين في الوقت ذاته، ليدافعوا عن وجودهم. ما يقوله صديقي كلام مقنع ومنطقي تماما؛ لأن لكل فعل إقصائي ردة فعل من جنسه عكسية الاتجاه، تكون بقدر وقوة الفعل الأصلي نفسه. ومن المعروف في علم الاجتماع السياسي أنك لا تستطيع التعامل مع الظواهر الاجتماعية ذات البعد السياسي أو الديني إلا إذا أحطت بأبعادها الموضوعية، واستقصيت بواعثها وأسبابها ومن أين جاءت، والمحفزات التي تكتنفها وتجعل منها ظاهرة واقعية على السطح. وطالما أننا نُقدم الانتماء المذهبي أو العقدي على الانتماء الوطني فإننا - دون أن نعي - نثقب اللحمة الوطنية، فيتسرب منه الإيرانيون إلى الداخل الخليجي لتجنيد العملاء؛ وإذكاء التعصب المذهبي هو الوسيلة المثالية التي تدفع من أجلها إيران المليارات، وتُسخر لتأجيجها كل منصاتها الإعلامية الناطقة بالعربية, ليأتي بعض المتعصبين السنة الأغبياء، فيقدمون لها بإقصاء المواطنين الشيعة من حقوق المواطنة، ما تعتبره إيران غاية المنى.

ومن يقرأ تاريخ الأمم التي ابتُليت بالتطاحن المذهبي فلن تخطئ عينه مدى الأهوال والمآسي والدماء التي كانت أسبابها وبواعثها اختلافات مذهبية، وكان بالإمكان تفادي كل هذه الكوارث الدموية لو تحلى مؤججوها بالتسامح مع المخالف، واتفقوا على التعايش مع بعضهم البعض رغم الاختلاف.

ونحن نعيش الآن حقبة زمنية اعتلى فيها الرئيس ترامب سدة الرئاسة في الولايات المتحدة، ومنذ الشهر الأول لولايته أعلن هو، كما أعلن كل أركان إدارته، أن تقليم أظافر إيران، وكبح توسعاتها، من أولى أولوياته؛ وموقف كهذا يترتّب عليه حكما تبعات علينا؛ أهمها أن (نحصُر) خلافنا مع إيران في ممارساتها التوسعية، ودعمها للإرهاب، وننأى بخطابنا (الشعبي) عن البُعد المذهبي المتعفّن؛ فنحن لسنا ضد إيران لأنهم شيعة، وليس لدينا إطلاقا أجندة دعوية (لتسنين) شيعة إيران كما يفعلون هم (لتشييع) السنة؛ فغاية ما يهمنا أن نتعايش معهم بسلام، وأن نتعالى على الانتماءات المذهبية، وألا يهددوا سيادتنا الوطنية، وألا يسعوا إلى هز أمننا، ولا يتدخلوا في شؤننا الوطنية بذريعة نصرة المظلومين من الشيعة؛ إذا تحقق ذلك فهذا بالتمام والكمال كل ما نريد وليس أكثر من ذلك ولا أقل.

 

استهداف الوسط التجاري أعد له في عين الحلوة بأوامر من الرقة

اسكندر شاهين/الديار/8 شباط 2017

لا يختلف اثنان على ان الخلايا الارهابية التكفيرية تموضعت في لبنان قبل ولادة «داعش» و«جبهة النصرة» وان بعض المخيمات الفلسطينية وفي طليعتها «عين الحلوة» شكلت ملاذا لعناصر تنظيم «القاعدة» الذين عادوا من افغانستان والذين عرفوا «بالعرب الافغان» قبل «غزوة ايلول» المشهورة في العام 2001 حاملين معهم حلم اقامة «امارة اسلامية» على الساحة المحلية وفق الاوساط المواكبة للحراك في عاصمة الشتات الفلسطيني، وفي المعلومات ان ايمن الظواهري زار «عين الحلوة» في العام 2000 وفي شهر حزيران تحديدا بعدما دخل الى لبنان بجواز سفر مغربي مزور وفق ما ابلغته السفارة المصرية في بيروت لاحد الاجهزة الامنية المعنية آنذاك بملف الاجانب للاطلاع على اوضاع المقاتلين الذين «جاهدوا» في افغانستان ووجه دعوة لبعض امرائهم لحضور اجتماع يعقد في بيشاور لدراسة اوضاع التنظيمات الاسلامية التي تنهج نهج «القاعدة» ليصار الى دمجهم بتنظيم «الجهاد العالمي» بقيادة اسامة بن لادن.

وتضيف الاوساط ان الرياح آنذاك جرت عكس ما تشتهي سفن الارهاب وسقطت احلامهم في جرود الضنية يوم حاول بسام الكنج الملقب بـ «ابو عائشة» اقامة «امارة اسلامية» في الشمال في مطلع العام 2000 حيث نجح الجيش اللبناني في سحق المحاولة، ولعل اللافت في تلك المرحلة مطالبة السفير الاميركي فنسنت باتل بتسليمه جثة الكنج كونه يحمل الجنسية الاميركية، ومن بقي حيا من عناصره لجأ الى مخيم نهر البارد.

اما المحاولة الثانية تضيف الاوساط، فقد انطلقت من المخيم المذكور على يد شاكر العبسي الذي انشق عن «فتح الانتفاضة» والتحق بأبي مصعب الزرقاوي في العراق ثم عاد الى لبنان ونجح في خطف مخيم نهر البارد معلنا ولادة تنظيم «فتح الاسلام» وحاول اقامة «امارة اسلامية» في الشمال انطلاقا من «البارد»، الا ان الجيش اللبناني اقتلعها قبل ولادتها في ايار من العام 2007 ليفر من بقي من عناصره حيّا الى «عين الحلوة» وتموضعوا الى جانب الفصائل التكفيرية من «جند الشام» وكتائب عبدالله عزام وبقية مشتقات «القاعدة».

وتشير الاوساط الى ان مخيم «عين الحلوة» يخضع في معظم مربعاته للتكفيريين وهم خليط من العرب والاجانب واللبنانيين ووفق كلام مسؤول فلسطيني انهم تجمع «لا يبدأ بطرابلس الغرب في ليبيا ولا ينتهي بطرابلس الشام في الشمال اللبناني، ومن المعروف ان المخيم المذكور يعتبر معقلا لمشتقات «القاعدة» الذين توحدوا «داعشا ونصرة» في البوتقة الفلسطينية في وقت يتقاتلون فيما بينهم على الاراضي السورية، وسط عجز او تواطؤ او غض طرف من اللجان الامنية الفلسطينية وفصائلها، وفي المعلومات ان ثمة غرفة عمليات «للقاعدة» في «عين الحلوة» ومشغلها الارهابي الفار شادي المولوي وان هناك اكثر من عماد ياسين في ازقة المخيم وزواريبه، والتواصل مع الرقة قائم على قدم وساق، وكذلك مع مجموعات ارهابية في برج البراجنة وان اكثر من عملية انتحارية خطط لها في «عين الحلوة» واديرت عن بعد انطلاقا من العملية الارهابية التي استهدفت السفارة الايرانية والعمليات التي استهدفت الضاحية الجنوبية وصولا الى العملية الارهابية التي اعدت لاستهداف «سوليدير» والوسط التجاري في بيروت واجهضها جهاز الامن العام في ضربة استباقية ولا تزال تفاصيلها ملك القضاء المختص، منعا لإثارة البلبلة والرعب اذ تشير بعض التسريبات الى انها لو حصلت لا سمح الله لأنست المراقبين العملية الانتحارية التي وقعت في حي «الكرادة» العراقي وحصدت اكثر من 400 قتيل. فإلام يستمر مخيم «عين الحلوة» في بيع الارهاب وينزلق سريعا على خطى «نهر البارد» وسط كلام عن دور اعد له من الرقة؟

 

ماذا عن دستورية وقانونية الإستفتاء الشعبي؟

"الأنباء الكويتية" - 8 شباط 2017

الرئيس ميشال عون مهتم جدا بمسألة القانون الجديد للانتخابات الذي ورد في خطاب القسم وفي خطابه أمام السلك الديبلوماسي، وهو لن يألو جهدا في الوصول إليه، وهو يعتمد كل وسائل الضغط السياسي بدءا من التحذير من الفراغ الذي يظل أفضل من التمديد وانتخابات على أساس الستين، وصولا الى التلويح باللجوء الى الاستفتاء الشعبي. وجاءت هذه الخطوة بعد وصول المفاوضات والنقاشات حول قانون انتخابات جديد الى ما يشبه «الطريق المسدود» والدوران في حلقة مفرغة، هذه الخطوة يريد من ورائها الرئيس ميشال عون، مثل خطوة التحذير من الفراغ، حث القوى والقيادات السياسية على وضع قانون جديد ووضع حد لحال التسويف والتأجيل الممتدة منذ سنوات، وعدم تفويت فرصة سانحة في بداية العهد الجديد الذي جاء على أساس تسوية سياسية. وترى مصادر في تكتل الإصلاح والتغيير أنه من الناحية الدستورية لا شيء يمنع حصول الاستفتاء. فعندما لا يكون هناك في النص شيء يمنع الاستفتاء، فهذا يعني إمكانية حصوله. ويجب أخذ موقف رئيس الجمهورية ببعده السياسي أكثر من بعده الدستوري، وأن هدفه معرفة موقف الأكثرية الشعبية. مقابل هذه التوضيحات، برزت تحفظات لدى أوساط سياسية، خصوصا أن طرح رئيس الجمهورية غير مألوف محليا، بحيث لم يجر في تاريخ لبنان أي استفتاء.

ويرى أصحاب هذا الرأي أن دون استفتاء الشعب عقبات وموانع أبرزها:

٭ أنه ليس في الدستور ما يجيز إجراء مثل هذا الاستفتاء على شأن من هذا النوع، سواء على مستوى رئاسة الجمهورية أومجلس النواب أو مجلس الوزراء.

٭ ليس من صلاحية رئاسة الجمهورية الدستورية أو القانونية الدعوة الى إجراء مثل هذا الاستفتاء، ولكن إجراءه ممكن في حال إقرار قانون خاص يصدره مجلس النواب، ومثل هذا القانون غير موجود الآن.

٭ إجراء الاستفتاء يعني تجاوز المجلس الحالي وتبديل قواعد اللعبة الدستورية، وتحويل لبنان تدريجيا الى نظام رئاسي.

وفي هذا الإطار، تشير مصادر قانونية ردا على القول إن مجلس النواب يحق له إقرار قانون يسمح بإجراء استفتاء الى أن هذا الأمر يستتبع تنازل مجلس النواب عن سلطته التشريعية وتفويضها لجهة أخرى.

وهذا لا يجوز دون نص دستوري صريح يسمح لمجلس النواب بذلك.

وخلاصة البحث بحسب هذه المصادر:

٭ لا يجوز إجراء استفتاء ملزم في لبنان وفقا للواقع الدستوري.

٭ يجوز لمجلس النواب السماح بإجراء استفتاء استشاري غير ملزم قانونا بنتائجه، علما أن ذلك لا يقلل من أهمية هذا الحدث من الناحية السياسية، كون الشرعية التي تنجم عن موافقة الشعب على نص محدد يشكل ضغطا سياسيا كبيرا على النواب كي يحولوا الرأي الذي أبداه الشعب في الاستفتاء الى نص يتمتع بقوة القانون.

٭ إن إجراء استفتاء تشريعي ملزم يتطلب تعديلا للدستور.

 

جنبلاط ضد الإستفتاء

"الأنباء الكويتية" - 8 شباط 2017/تقول أوساط سياسية قريبة من المختارة إن طرح الاستفتاء الشعبي لا يمكن أن يعمر كثيرا، فلبنان ليس نظاما رئاسيا، والاستفتاء يمثل تجاوزا لمجلس النواب، وإجراؤه يفتح باب التعدي على التوازنات الطائفية من باب فرض رأي أكثرية عددية على أقلية، أو تهميش رأي طوائف بالكامل على قاعدة الأكثرية العددية. والأفضل للبلاد وللعهد أن يخفف الطروحات التصادمية لأن أي خلاف كبير سيرتد سلبا على العهد والتسوية التي بموجبها جرى انتخاب ميشال عون رئيسا. أما طرح الفراغ فإنه سابق لأوانه، وهناك متسع من الوقت أمام الحكومة والقوى السياسية للتوصل إلى توافق حول قانون جديد للانتخاب، قبل نهاية الولاية في العشرين من يونيو المقبل. ولو سلمنا جدلا باستمرار المأزق إلى حينه، فإن مجلس النواب سيكون مدعوا إلى الاجتماع والتمديد لنفسه مرة جديدة. إذن مطلوب من رئيس الجمهورية ان يقوم بمبادرة ايجابية، لا أن يلجأ إلى توزيع المواقف اليومية التي يستشف منها تصعيد ما.

تفسيران لردة فعل جنبلاط وتصعيده:

١ ـ تفسير يعتبر أن ما يعلنه جنبلاط من مواقف ورفع سقف مطالبه هو أبعد من الانتخابات والقوانين المطروحة، فهو يعتبر نفسه أصبح مهمشا لاسيما من قبل رئيس الجمهورية وفريقه، ويرى أن ذلك بدا واضحا من خلال موضوع النفط، وسبق ذلك خلال تشكيل الحكومة حيث لم ينل حصة وازنة تليق بموقعه السياسي بعد تنازله عن عدد من الحقائب لصالح غيره من القوى ولتسهيل ولادة الحكومة، مما ترك عنده نوعا من الاستياء والمرارة. من هنا فإنه يرى بقانون الانتخابات حجة للمعارضة.

٢ ـ مصادر سياسية ترصد موقع لبنان ضمن تفاعلات الموقف الدولي المستجد مع سياسات ترامب الجديدة في المنطقة تعتبر أن كلام النائب وليد جنبلاط الذي حدد فيه سقفه السياسي من قانون الانتخاب، لم يأت في توقيته المتأخر إلا بعد استطلاع خارجي أجرته المختارة للمرحلة الدولية الجديدة في المنطقة.

وتقول هذه المصادر إن جنبلاط تأكد من أن الغرب يؤيد إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، بغض النظر عن القانون الانتخابي الذي سيعتمد فيها.

وتكشف أن ما يهم واشنطن ومعها بريطانيا، هو ألا يسود فراغ سياسي في لبنان من أي نوع كان، خشية من أن يؤدي إلى جعل ساحته مكشوفة لحزب الله الذاهب إلى مواجهة إقليمية جديدة في إطار عودة السخونة في العلاقات الإيرانية ـ الأميركية إلى مربعها الأول السابق لتوقيع الاتفاق النووي.

يُصر أصحاب هذه النظرية الذين يقولون إن لديهم معلومات خارجية حولها، على أن الأكثر ترجيحا هو أن تجرى الانتخابات النيابية اللبنانية في موعدها، وأن جنبلاط غامر في إعلان سقفه السياسي في شأن قانون الستين، نتيجة تأكده من أن فرص «مناورة العهد للعب على أعصاب القوى السياسية الداخلية» لدفعها إلى تبني النسبية لا تحظى بتشجيع دولي، بل هي ستلقى معارضة دولية، لاعتبارات خارجية تخص موقع لبنان داخل وقائع هجمة ترامب على النفوذ الإيراني في المنطقة.

 

مصادر مقربة من بعبدا: هذا ما يهم الرئيس

داود رمال - "الأنباء الكويتية" - 8 شباط 2017

في خضم الجدل الدائر حول قانون الانتخابات النيابية في لبنان، والتحليلات حول مواقف الأفرقاء السياسيين، تبقى الأنظار موجهة الى ما يصدر عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي اعلن مواقف واضحة كررها تباعا وهي لا تحتمل اي تأويل. وفي هذا السياق، يقول مصدر مقرب من رئاسة الجمهورية لـ«الأنباء» ان الأمر «في غاية البساطة، فإن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ملتزم بخطاب القسم لجهة اجراء الانتخابات النيابية على أساس قانون جديد». وأضاف: «بنتيجة الاتصالات والنقاش والمواقف المعلنة تبين ان هناك ثلاثة اتجاهات تتحكم بمواقف الأفرقاء من قانون الانتخاب:

فريق اعلن بصراحة انه مع تغيير القانون واجراء الانتخابات وفق قانون جديد.

فريق طرح النسبية الشاملة وفق دوائر موسعة أو لبنان دائرة انتخابية واحدة، لكنه بقي منفتحا على اي طرح وفاقي.

فريق رفض تغيير القانون وطالب بالإبقاء على الأكثري وفق القانون القائم مع الانفتاح على تحسين معين.

وفي مجلس النواب اكثر من 17 اقتراح مشروع قانون تتضمن صيغ وقواعد مختلفة».

وكشف «ان الرئيس عون شرح لكل من راجعه وزاره لماذا ينادي بالنسبية، وأكد للجميع ان ما يعنيه أمرين، الاول اجراء الانتخابات النيابية وفق قانون عادل يؤمن التمثيل الصحيح ويعبر عن حقيقة التمثيل، والثاني عدم التمديد للمجلس النيابي، وكل ما يتعارض مع هاتين الثابتتين فهو ضده، وإذا توافقت الكتل السياسية على أي مشروع قانون يحقق العدالة فإن رئيس الجمهورية لن يكون عائقا».

وأضاف: «ان الكرة ليست في ملعب الرئيس عون، وهي تصبح في ملعبه اذا توافق الجميع على قانون عادل وهو عارض وأعاق السير به. وأشار المصدر الى انه «في ظل الكلام الذي تحدث عن أن الرئيس عون يؤيد صيغة مشروع قانون حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، لا بد من الإيضاح ان رئيس الجمهورية يريد صيغة تحقق التمثيل الشعبي الحقيقي، وبعد استبعاد كل الصيغ الأخرى طرحت صيغة موجودة في مجلس النواب وهي مشروع القانون الذي سبق وأرسلته حكومة ميقاتي ولم تسترده حكومة الرئيس تمام سلام ولا الحكومة الحالية، وهناك كلام حولها، ولا مشكلة لدى الرئيس مع اي صيغة، لان المهم ان يتم التوافق على صيغة تؤمن التمثيل الصحيح».

 

الأمن العام يكشف مخطط "انتحاري الوسط"

النهار/9 شباط 2017/أوضحت المديرية العامة للامن العام انها أوقفت اللبناني م.ص. والفلسطيني م.ع. لانتمائهما الى تنظيم ارهابي والتواصل مع قياديين فيه وتسهيل مغادرة اشخاص للإلتحاق بصفوفه. وبالتحقيق معهما "اعترف الاول بالتواصل مع قيادات في تنظيم ارهابي في سوريا ومحاولة المغادرة اليها للإلتحاق بصفوفه بتسهيل من الثاني في لبنان عبر اشخاص مقيمين في مخيم عين الحلوة، وانه اقدم على مراقبة المواكب الامنية التي تمر في وسط بيروت ورصد عناوين سكن لشخصيات سياسية بالتنسيق مع شقيقه ح.ص. المنتمي الى التنظيم الارهابي والفلسطيني المذكور، تمهيداً لتنفيذ عملية انتحارية. كما اعترف الفلسطيني بإقدامه على محاولة تسهيل مغادرة الموقوف الاول الى سوريا وطلب معلومات منه عن بعض الشخصيات المتواجدة في وسط بيروت، مستغلاً طبيعة عمل المذكور كمشرف على كاميرات المراقبة في المنطقة بهدف تنفيذ عملية انتحارية، الى جانب تجنيد العديد من الاشخاص لمصلحة التنظيم الارهابي وتسهيل انتقالهم الى سوريا بالتنسيق مع عدد من الارهابيين الفلسطينيين اللاجئين في لبنان"

 

هذا ما حصل في جلسة محاكمة طارق يتيم

كلوديت سركيس - "النهار"/8 شباط 2017 /كانت جلسة تحليل بامتياز لنفسية الموقوف طارق يتيم وطباعه من خلال ثلاثة اطباء نفسانيين استمعت الى افاداتهم محكمة الجنايات في بيروت في اطار متابعة المحاكمة في قضية قتل جورج الريف في محلة الاشرفية ضربا حتى الموت. وأجمع الاطباء الثلاثة على أن المتهم كان في حالة من الوعي والادراك عندما ارتكب فعلته. ولم تخل الجلسة من "مناكفة" كلامية ارتفع خلالها الصوت بين محاميي الدفاع انطوان طوبيا والادعاء الشخصي زياد بيطار، مثلما شهدته الجلسة السابقة، تعقيبا على ما ذكره آخر الاطباء عن ارتدادات انفعالية يمكن ان تحصل لموقوف مثل طارق يتيم، وهو ما اعترض عليه محامي الادعاء، ملوحا باتخاذ صفة الادعاء الشخصي في حق الشاهد للادلاء بإفادة كاذبة. كلام محامي الادعاء اثار حفيظة محامي الدفاع الذي اعتبر ان ذلك بقصد التضييق على الشاهد خصوصا بعدما عبَر هذا الشاهد الطبيب عن ذلك في كلامه الى رئيسة المحكمة القاضية هيلانة اسكندر. وما لبث ان ارتفع الاعتراض مرة ثانية عندما ارادت رئيسة المحكمة ارجاء الجلسة الى 11 نيسان المقبل للمرافعة، فأبدى محامي الدفاع رغبته في تقديم مذكرة خطية تتضمن طلب الاستماع الى مزيد من الشهود وابراز مستندات، فيما أصرّ محامي الادعاء على ان تكون المرافعات في الجلسة المقبل، ايذانا بتعيين موعد اصدار الحكم في هذه الجريمة. وحسمت القاضية اسكندر الموقف بتحديدها المرافعات، على ان تنظر في مذكرة الدفاع في غرفة المذاكرة.

المتهم الناحل

وسط هذه الضوضاء، اكتفى طارق يتيم الناحل بالاستماع الى ما دار من هجوم كلامي بين الجهتين. وقد ضمرت عضلاته المفتولة نتيجة الوهن، وبدا متابعا باهتمام اقوال الشهود عن تحليل وضعه النفساني وأطباعه الانفعالية. طبيب الامراض النفسية والعصبية بو خليل أخبر المحكمة ان يتيم زاره مرة واحدة في عيادته بعد اربعة ايام على توقيفه تعاطي المخدرات، بهدف مساعدته في تنقية جسمه من المادة المخدرة والتخلص منها تمهيدا لتقديم تقرير الى السلطات الرسمية، بناء على طلبها. وأفاد أنه في تلك الزيارة نصحه بدخول المستشفى لمتابعة وضعه، فرفض. واضاف ان المتهم بدا في تلك المقابلة متمتعا بقدراته العقلية بعيدا من الفصام او الخلل في الشخصية، لكنه كان مكتئبا، وشعوره بالاكتئاب ناتج من توقفه عن تعاطي الحشيشة. واشار الشاهد الى انه "لم يتبين لي خلال معاينته انه عصبي المزاج، وبدا مسيطرا على نفسه. اخبرني عن طفولته المعذبة وعدم نشأته في كنف والديه المنفصلين". وعلّق الموقوف على افادة الشاهد: "أنا قصدته ليداويني من امراض عصبية بعدما بلغت مني مكانا متقدما".

الطفولة المعذبة

وأيد الشاهد الطبيب الاختصاصي في الامراض النفسية ايلي كرم مضمون تقريره بنتيجة معاينته يتيم بطلب من قاضي التحقيق. وقال انه التقى المتهم نحو ثلاث ساعات خلال مرحلة التحقيق الاستنطاقي معه. وشعر بأنه كان يتمتع بالوعي والادراك، "وأخبرني انه لم يكن يريد قتل جورج الريف انما شاء إسكاته". واطلعه على ما وصفه له الطبيب بو خليل ، مشيرا الى ان يتيم اعلمه بأنه لم يتغير فيه شيء بعد تناوله الدواء، وانه عند حصول هلوسات تكون قدرته الجسدية عادية". وابلغ الشاهد المحكمة بدوره بأن طارق يتيم اطلعه على ماضيه المعذب كثيرا في طفولته. واكد ان المتهم كان واعيا لفعلته ومعتبرا ان المغدور لا يشكل خطرا عليه، ولم يصطحب معه المسدس عندما نزل من السيارة لان المغدور كان أعزل. وهل تعتبره مريضا نفسيا؟. اجاب الشاهد: "نعم، في حال صحة ما حصل معه في الطفولة لأن من شأنه ان يزيد سرعة الانفعال عنده". وتعليقا على افادة الشاهد الثاني قال يتيم: "في تلك الجلسة معه كنت اسخر من نفسي لانني ادليت بأمور بلا تفكير. ولم ير أني كنت مكتئبا وقتذاك. فهل يعقل الا يكون الموقوف مكتئبا بعد كل ما حصل"، مكررا انه "يدرك ويعي ما يفعله".

الغير الكاره

الشاهد الثالث الطبيب النفسي احمد عياش أكد بدوره توافر عنصري الوعي والادراك عندما عاين المتهم لوضع تقريره بطلب من المحكمة. ولخص طباع المتهم بأنه يعاني ردات فعل بسبب طفولته حيث تربى في دار جبل عامل للايتام. وهو، بسبب ذلك، يشعر بأن أحدا لا يتقبله، وهو مكروه. ورشح ان الدواء الذي يتناوله يعارض مرضه النفسي الذي كان سببا لتعاطيه المخدرات، لذا لا يقيم وزنا للافعال". وهنا اعترض محامي الادعاء بيطار على كلام الشاهد. وعقب: "سأتخذ صفة الادعاء الشخصي ضده بجرم الادلاء بافادة كاذبة". فتدخلت رئيسة المحكمة قائلة لوكيل الجهة المدعية "لا يمكن مخاطبة الشاهد بهذه الطريقة". ورد عليه محامي الدفاع طوبيا طالبا من زميله عدم التدخل مع الشاهد، فأجابه محامي الادعاء: "ان ثمة شخصا قُتل في الشارع". وانتهى الكلام بسؤال الدفاع الشاهد عن مدى تأثير الكحول في حال احتساها الى جانب الدواء، فأجابه: "يصبح الشخص اكثر انفعالا واكثر استهتارا بالامور"، موضحا ان "تعرض المتهم لمحاولة ذبح على يد السوريين منذ اعوام لا يؤثر على وعيه". وابدى يتيم قبل رفع الجلسة ارتياحه "الى كلام الشاهد الصحيح. وانا وثقت به عندما قابلته".

 

بعد تشدّد جنبلاط… حزب الله يتشبّث بالنسبية!

إعداد جنوبية 8 فبراير، 2017/يتدخل حزب الله دائما في نهاية كل نزال داخلي ليدلي بدلوه، وبالنسبة لنزال قانون الانتخاب، فاجأ حزب الله أمس اللبنانيين نقلا عن مصادر مقربة منه ان الحزب عاد الى النسبية الكاملة. كتبت صحيفة “الشرق” تقول: خرجت جلسة الأسئلة والأجوبة أمس بعنوان واحد وهو تفعيل دور المجلس النيابي في هذه المرحلة وإعادة الحياة إليه بعد الجلسات التشريعية التي انعقدت منذ أسبوعين، وإتسمت هذه الجلسة برد واضح لرئيس الحكومة سعد الحريري على أسئلة النواب، فأكد أنه “لن يغطي أحداً، والمرتكب سيدفع ثمن إرتكابه فيما من شهر به وهو غير مذنب سنقدم له اعتذاراً”.

وكانت جلسة الأسئلة والأجوبة التي انعقدت قبل ظهر أمس برئاسة نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري تمحورت حول أربعة أسئلة فيما المدرج على جدول أعمالها 16 سؤالاً. إذ استغرقت الجلسة ساعتين ولم يتسن الوقت لطرح الباقي بسبب الاتفاق على مدتها وهو ساعتان فقط، فرفعها مكاري دون البحث بباقي جدول الأعمال. السؤال الأول مقدم من النائب روبير غانم الذي طالب بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية في موضوع النفايات. فرد الرئيس الحريري بأن “حكومة الرئيس سلام انشأت خطة ولدينا الكوستا برافا وبرج حمود، ونحن مستعدون ان نكمل في هذا الموضوع الى الآخر، وسننفذ هذه الخطة أي التي وضعت في حكومة سلام بالحرف ولن نسمح بعودة النفايات الى الشارع”. فيما أكد وزير الأشغال العامة يوسف فنيانوس ان الآلات التي قضت على طيور النورس أعطت فائدة ونتيجة إلا أن غانم لم يقتنع بالأجوبة، وطلب تحويل سؤاله استجواباً قائلاً: “لم أكتف بهذا الرد”.

وطرح السؤال الثاني وهو مقدم من النواب: غازي العريضي، ايوب حميد وعلي عمار حول فضيحة الانترنت غير الشرعي وإلى أين وصل التحقيق فيها، وقال: “ستستعيد الدولة مرفق الهاتف إدارة واستثماراً، كما سأل حميد عن صعوبة إستحصال المواطن على هاتف ثابت.

وشن النائب علي عمار هجوماً على موضوع الانترنت غير الشرعي، لافتاً الى “ان الجريمة موصوفة وصانع الجريمة معروف والمجرمون معروفون بالاسم والأدلة موجودة، مشيراً الى ان استجرار المجلس النيابي بالانترنت غير الشرعي، فرد مكاري بسحب هذا الكلام وأعطى عمار رموزاً بالأسماء الأول حول تورطهم بفضيحة الانترنت غير الشرعي.

فرد الرئيس الحريري بالقول: “كلنا نتحمل المسؤولية على كل شيء، لأن الفراغ وما كنا نحكي عنه لما وصلت المؤسسات في الدولة الى هذا الواقع وإلى ما فيها من انهيار، لذلك أصبح كل ملف يعرض ان في مجلس النواب. أو في مجلس الوزراء او في الاعلام يسيّس. ونحن منذ لحظة انتخاب الرئيس عون قلنا إن الحكومة هي استعادة الثقة، وما من شك ان الرئيس سلام له دور أساسي في الخوف على البلد ولكن الفراغ اثر على البلد، ونحن لن نغطي أحداً، وسنضع الأمور على الصراط المستقيم ومن ارتكب سيدفع ثمناً ومن لم يرتكب سنعتذر منه؛ وشرح وزير العدل الموضوع ودور القضاء فيه قائلاً: “سنعمل الى ترشيد الدفوع الشكلية”. وأكد عمار أنه “لم يكتف بالرد وسيحول سؤاله الى استجواب، فيما النائب أيوب حميد أشار الى “انقطاع الاتصالات الهاتفية أيام العاصفة في بعض مناطق الجنوب”.

وطرح النائب خالد ضاهر سؤاله حول فتح مطار القليعات وحول قرار تطبيق الغاء وثائق الاتصالات فأكد الرئيس الحريري “ان فتح مطار القليعات يتعلق بتشكيل الهيئة الناظمة لقطاع الطيران، مشيراً الى ضرورة وجود خطة كاملة في لبنان بهذا الشأن” فيما وزير الأشغال أكد “ان التجهيزات ستكون في مطار بيروت والحكومة تعمل لأن يكون هناك، اعادة تشغيل مطار القليعات ورياق وحامات”.

وبدوره اعتبر الحريري بالنسبة لوثائق الأتصال “ان هناك لجنة تعمل بدقة لالغاء الوثائق وأن يبقى القضاء فقط مسؤولاً عن هذه المسألة” فيما أشار وزير الداخلية الى “حق وثائق الاتصال”.

وطرح سؤال النائب حسن فضل الله حول آليات مكافحة الفساد وضبط الهدر كما ورد في البيان الوزاري للحكومة قائلاً: هناك “جاروران” في مؤسسات الدولة واحد للرشوة وآخر للرسوم.

فرد الحرري بالقول: الحكومة تستأجر مباني بنحو 250 او 300 مليون دولار واذا وضعنا الوزارات في مبنى واحد نوفر كثيراً على الدولة. وقال: علينا ان نخفف من المصروف الدولي وأن نتعاون للحد من هذه الأمور، دفعنا أثماناً كبيرة في السنتين والنصف الماضيتين.

أما بخصوص الكهرباء، فإن فاتورة الكهرباء تصل الى أكثر من 35 مليار دولار ونحن على وشك ان ننتهي من قانون ونبدأ بإقامة محطات من المستثمرين من دون ان تكلف الدولة شيئاً واقترح تعديل سعر الكهرباء مع الأخذ في الاعتبار الفئات الفقيرة.

فيما لفت وزير الطاقة سيزار أبي خليل الى ان هناك “ورقة سياسة قطاع الكهرباء” ولو طبقت لم نكن نكلف مساهمة وزارة المالية 2100 مليار ليرة ولو نفدنا الخطة كانت لدينا كهرباء 24/24 فسأل النائب نديم الجميل “لماذا لم تنفذ؟

فلفت أبي خليل الى وجود عراقيل، وتدخل هنا الرئيس الحريري وقال: “كنا نعيش في حالة انقسام في البلد”.

وكتبت صحيفة النهار انه “على رغم تفاؤل يصر عليه فريق رئيس الجمهورية و”القوات اللبنانية” من جهة، وتفاؤل بدأ يأفل من جهة “تيار المستقبل”، فمن غير الواضح المسار الذي سيسلكه مشروع قانون الانتخاب بعدما تراجع “حزب الله” عن قبوله بصيغة القانون المختلط، وأبلغ “المستقبل” ذلك في جلسة الحوار الاخيرة في عين التينة أول من أمس، حيث بدا التباين واضحاً بين الطرفين. وقال الحزب من يعنيهم الامر انه لن يقبل بغير إعتماد النسبية الكاملة في أي قانون جديد للانتخابات النيابية. وفي معلومات لـ”النهار” ان هذا الموقف غير قابل للنقاش وان الامين العام للحزب السيّد حسن نصر الله سيتطرق اليه الاحد المقبل خلال كلمة له في أسبوع عضو المجلس المركزي الشيخ حسين عبيد. وقد أكدت مصادر مستقبلية الأمر لـ “النهار”، من دون ايجاد تفسير للأسباب التي حملت الحزب على تبديل موقفه. وقالت ان الحزب أعاد تمسكه بالنسبية على مستوى لبنان دائرة انتخابية واحدة، وانه يقبل بالنسبية على مستوى المحافظات، وفي أسوأ الأحوال يمكن صيغة التأهيل على مستوى القضاء، والانتخاب النسبي على مستوى المحافظة ان يكون خياراً اذا تم التوافق عليه.

ويأتي موقف “حزب الله” بعد فشل الصيغة التي قدمها وزير الخارجية جبران باسيل والتي لم يكن الحزب مع حليفه الرئيس نبيه بري موافقاً عليها أصلاً وحاول تجميلها، الى أن أعلن رفضه لها وعاد ليكرر ضرورة إعتماد النسبية التي ضيعتها المشاريع الجانبية وأفرغتها من مضمونها، مع انفتاحه السابق على أخذ هواجس بعض القوى وفي مقدمها الحزب التقدمي الاشتراكي في الاعتبار.

وتؤكد المعلومات ان قيادة الحزب لن تترك الرئيس ميشال عون شبه وحيد في مواجهة القوى الاخرى المتمسكة علناً أو سراً بالقانون الاكثري، ولذا أقدمت على هذه الخطوة بعدما بدأت المهل القانونية تضيق مما سيحشر الافرقاء السياسيين. وبناء على هذه المعطيات، فإن “حزب الله” ومعه حركة “أمل” وأيضاً رئيس الجمهورية، سيتمسكون بالنسبية أكثر فأكثر مما يزيد التباعد مع القوى الاخرى الرافضة لها والتي يرى الحزب انها تناور لكسب الوقت ووضع الجميع أمام أمر لا يمكن الهرب ومنه وهو إما اجراء الانتخابات وفق قانون الستين وإما تمديد ولاية مجلس النواب مرة ثالثة.

مجلس النواب

وتساءل مصدر كتائبي مسؤول عبر “النهار” عن الاسباب التي تحول دون وضع مشاريع قوانين الانتخاب المرتكزة على الدائرة الفردية أو الصوت الواحد لكل ناخب على طاولة البحث والنقاش. وقال: لماذا حصر البحث بالصيغ المختلطة بين النسبية والمختلط؟

أما صحيفة البناء فكتبت “تبدو مساحات التفاؤل تتقدم لجهة مصير قانون الانتخابات النيابية، بعد أيام من الإحباط وصلت حد الحديث عن إنهاء عمل اللجنة الرباعية من دون بديل حواري يحل مكانها، ومصدر التفاؤل ما تسرّب عن صفقة رعاها الوزير السعودي ثامر السبهان، وأراد وزير الداخلية نهاد المشنوق ملاقاتها بنبرة عالية تتيح تحقيق نقاط سياسية بركوب موجة نتائجها. والصفقة التي تقول المعلومات أن السبهان عرضها على الفرقاء تقوم على تخلي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن التلويح بالفراغ، مقابل ضمان السير بقانون حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في حال الفشل في التوصل لقانون توافقي قبل تاريخ نهاية ولاية المجلس النيابي في العشرين من حزيران، باعتبار قانون ميقاتي صادر عن حكومة شاركت أغلبية القوى السياسية فيها، وكان تيار المستقبل الوحيد خارجها، ولكنه لم يعارض القانون وسقف ما يطرحه بعض التعديلات عليه، على أن يستمرّ الحوار نحو قانون جديد حتى العشرين من أيار قبل الحسم بالسير بقانون ميقاتي كبوليصة تأمين توفر السعودية التغطية اللازمة للسير فيها، عندما تصبح خياراً أخيراً لا بد منه لمنع وقوع الفراغ. وهو ما يعني بالنسبة لرئيس الجمهورية عملياً أنه لولا تلويحه بالفراغ لما تحقق ما كان هدفه الأصلي، وهو قانون جديد يعتمد النسبية.

في حوار خاص بـ”البناء” يُنشر غداً، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أن النسبية الكاملة هي مشروع حزب الله المنفتح على الحوار حول أي مشروع آخر، لافتاً إلى دعوة لمناقشة مشروع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي قبل أسبوعين، مستبعداً الفراغ والتمديد وقانون الستين نهائياً لصالح ولادة قانون جديد ومجلس نيابي جديد على أساسه، فالتوازنات تغيّرت، والمعادلات الجديدة ستفرض نفسها، لأن الخارج بات حضوره أقل بكثير وبلا مشروع واضح وموحّد، والداخل سيشتغل بحساباته الخاصة التي قد لا تجمع كتلاً كبرى كما كان الحال مع فريق بحجم الرابع عشر من آذار يوم كان متماسكاً، والحراك والحوار حول قانون الانتخاب يبدو طبيعياً من منطلق حسابات الأطراف كلها لتأثير المتغيرات عليها، وكلام رئيس الجمهورية عن الاستفتاء والفراغ للضغط على الجميع لبلوغ التفاهم على قانون جديد تتم الانتخابات على أساسه. ولم يستبعد قاسم في هذا السياق أن ينتقل الحوار إلى بعبدا لاحقاً في آلية واسعة برعاية رئيس الجمهورية.”

 

قطع طرقات واحراق إطارات في برج البراجنة والسبب «حزب الله»

خاص جنوبية 8 فبراير، 2017/في ظاهرة نادرة، تظاهر عدد من أنصار حزب الله في برج البراجنة ضد قرار صادر عن قيادتهم بعزل الشيخ علي حاطوم واستبداله بآخر. وقاموا بقطع الطريق وإحراق الاطارات. لليوم الثاني على التوالي، يقوم عدد من الشبان المنتسبين لحزب الله بقطع  طريق عام برج البراجنة عند محلة عين السكة واشعال الاطارات، وذلك بسبب عزل مسؤول قطاع برج البراجنة في حزب الله الشيخ علي حاطوم واستبداله بهادي بلوط. وتشهد طريق عام برج البراجنة زحمة سير خانقة بسبب قطع الطريق، ويتصاعد الدخان في المنطقة جراء اشعال الاطارات. وفي آخر التطورات، علم موقع “جنوبية” ان الشيخ حاطوم، وهو من ابناء برج البراجنة الاصليين، والذي تجري الاحتجاجات من أجله قد اتصل بأحد محركيّ هذه الاحتجاجات طالبا منه سحب العناصر وتوقيف عملية التحريض، وخاصة ان اهل برج البراجنة قد تحركوا دعما لحاطوم ، والذين ساءهم ان يُعزل ابن بلدتهم، وينصّب مسؤولا آخر من خارج المنطقة.

 

المزعجة ديما صادق.. تصيب جماعة الاسد بـ«هستيريا جماعية»

خاص جنوبية 8 فبراير، 2017/لا يمكن المرور على صفحة الإعلامية في قناة الـ”LBC” ديما صادق دون الوقوف طويلاً أمام قدرتها على تحوير جماعة الرئيس السوري بشار الأسد إلى شيء شبيه بمصح المجانين. كمية الشتم التي توجه إليها كلما إقتربت في كلامها من نظام الأسد ومن معه تشكل ظاهرة بحد ذاتها. كما ولو أن جبهة إفتراضية وضعت أجهزتها الرقابية لرصد تغريدات المزعجة ديما. كما لو أن هنالك جامعات ومدارس تعطي مقررات ودروس حول كيفية مكافحة الظاهرة ديما. يتعلمون عبر تلك المحاضرات على السباب والقدح والذم كما لو أن ديما تشكل وباء يجب التخلص منه، كما ولو أنها ببضع كلمات لا تتجاوز أحياناً السطر ونصف قادرة على قلب مئات الطاولات بوجه منظومة فكرية وايديولوجية. في تغريدتها الاخيرة كتبت ديما صادق “الأسد قتل ١٣ الف معتقل في سجن صيدنايا منذ ٢٠١١ ، اي منذ ان بدأت الثورة . تبت يداكم و ضمائركم يا من دعمتموه بالفعل او بالكلمة او بالموقف.”

حصلت التغريدة على ما يفوق الأربعمئة إعجاب، ومئات المرات من إعادة التغريد، وحصلت على ردود وتعليقات المئات. إن جل المعلقين اظهروا غضب شديد مما قالته ديما فإنطلقت حفلة الشتم والسباب بحقها.أثناء قراءة التعليقات يظهر إلحاحٌ من البعض بإظهار مصدر المعلومات. إذاً على ديما أن تؤمن مصدر لمعلوماتها لا أن تروي رواية لا اساس لها، هل يعقل بشار الأسد أن ينفذ مذبحة بشرية بحق 13 ألف؟ لدى البعض كلا مصحوبة بإصرار وتصميم وصلافة وإنحطاط اخلاقي. كيف لديما أن تتحدث مع المتربصين بحسابها الخاص “تويتر” والمتخذين حزمة مواقف مسبقة اباحوا فيها تشريع القتل الجماعي. البعض علق على تغريدة ديما بالقول ان أولئك التكفيريين يستحقون الإبادة الجماعية وأن عدد 13 ألف يعد جزءا بسيطاً ذلك أن على الأسد قتل عشرين ألف لا بل مئة ألف.بعض المعلقين أيضاً قال أن وكالة “اسوشييتد بريس” هي مصدر غير موثوق، وقد غاب عن بالهم أن في افتتاحية المقال المنشور على الوكالة مذكور فيه عبارة “أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرها حول سجن صيدنايا” وبالتالي ليست أسوشييتد برس من أعد التقرير. كيف لديما أن تتبنى خبر يقول أن الأسد قتل 13 ألف؟ كان عليها ان تقول ما هو ابعد بكثير من ذلك. عليها ان تروي كامل تفاصيل رواية التغربة السورية، كما حصلت، وأن تشهد على اقذر انواع الحروب في وطننا العربي، يا ليتها قالت أن الأسد دمر سوريا وهجر الملايين وقتل مليون إنسان كي يبقى على قيد الحياة. شاء من شاء وابى من ابى، هنالك منطق يقود الحروب، والأسد سيلقى مصير «السيد الرئيس الصربي» سلوبدان ميلوسوفتش. إن عدة زنازين مخصصة لإستقبال الاسد وأمثال «السيد الرئيس» الدكتور بشار الاسد. لقد إنتصر سلوبدون في الحرب الصربية. ولا يمكن لأحد أن ينكر إنتصاره على الشعب البوسني عندما اجهز عليهم جماعياً في محافظة سربرينتشيا، إلا انه نام إلى الابد في الزنزانة. إن المحكمة الجنائية الدولية تنتظر الاسد ومن معه، والتاريخ يعيد نفسه مرات ومرات في جرائم الحرب وفي محاكمة مجرمي الحروب «المنتصرين».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البيت الأبيض يدرس تصنيف الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية

العرب/09 شباط/17/واشنطن – بعد تشديد العقوبات على إيران، الأسبوع الماضي، ردا على اختبار صاروخ باليستي قال مسؤولون بالبيت الأبيض إن الإجراء خطوة “مبدئية”، قد تصل إلى حدّ تصنيف الحرس الثوري الإيراني على قائمة التنظيمات الإرهابية. وصرح مسؤولون أميركيون إنه تمّ أخذ رأي عدد من الوكالات الأميركية بشأن مثل هذا الاقتراح الذي سيضاف إن تمّ تنفيذه إلى الإجراءات التي فرضتها الولايات المتحدة بالفعل على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني. وسيكون لمثل هذا القرار وقع أكبر من وقع العقوبات، حيث يعتبر الحرس الثوري العمود الفقري للجمهورية الإسلامية الإيرانية وذراعها الطولى التي تقمع المعارضة في الداخل وتساعد الحلفاء في الخارج؛ وسلطته تتجاوز سلطة الرئيس حسن روحاني. وقال مسؤول أميركي كبير يشارك في ما وصفه بأنه مراجعة واسعة للسياسة تجاه إيران إن “الإدارة الجديدة تعتبر إيران أوضح خطر على المصالح الأميركية وتبحث عن سبل للضغط”؛ لكنه أضاف أنه بدلا من تمزيق الاتفاق النووي -وهو ما تعارضه حتى إسرائيل والسعودية- فإن البيت الأبيض قد يتجه إلى معاقبة إيران على دعمها لجماعة حزب الله الشيعية اللبنانية والمقاتلين الحوثيين في اليمن وبعض القوى الشيعية في العراق، وكذلك دعمها الخفي لشيعة يعارضون النظام في البحرين وجماعات تشن هجمات إلكترونية على السعودية وأهداف خليجية أخرى.

وأدرجت الولايات المتحدة بالفعل العشرات من الكيانات والأشخاص على قائمة سوداء بسبب ارتباطها بالحرس الثوري. وفي 2007 صنفت وزارة الخزانة الأميركية فيلق القدس، التابع للحرس الثوري والمسؤول عن عملياته في الخارج، كجماعة إرهابية. وتشمل العقوبات الحالية إجراءات جزائية على الشركات الأجنبية التي تعلم أنها تجري معاملات “كبيرة” مع الحرس الثوري أو كيانات إيرانية أخرى تشملها العقوبات. لكن شركات كثيرة يملكها الحرس الثوري أو له مصالح فيها غير مدرجة على القائمة السوداء واستطاعت عقد صفقات خارجية.

والحرس الثوري هو أقوى كيان أمني إيراني على الإطلاق، وهو يسيطر أيضا على قطاعات كبيرة من اقتصاد إيران وله نفوذ قوي في نظامها السياسي. ولا يتوقع المراقبون أن يتأثر بالعقوبات لأنه بنى إمبراطوريته الاقتصادية في سنوات العقوبات. وهذا يفسر لماذا لم يكن الحرس الثوري من المتحمّسين لتوقيع الاتفاق النووي ورفع العقوبات، ويقدم أيضا مبررا قويا لمستشاري ترامب الذين تقدموا باقتراح تصنيف الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية، خاصة وأنه سيكون من الصعب “تمزيق” الاتفاق النووي. وكانت وكالة رويترز قد ذكرت الأسبوع الماضي أن تصنيف الحرس الثوري الإيراني من بين الاقتراحات قيد البحث في إطار مراجعة إدارة ترامب لسياستها تجاه إيران. وسيكون الهدف هو صرف اهتمام الاستثمار الأجنبي عن الاقتصاد الإيراني بسبب مشاركة الحرس الثوري في قطاعات كبيرة من بينها النقل والنفط. وكثيرا ما كانت هذه المشاركة ملكيّة مستترة. وترفض إيران الإفصاح عن حصة نشاط الحرس الثوري في السوق، لكن مسؤولا بوزارة الاقتصاد قال إن الحرس يشارك في مجموعة واسعة من القطاعات منها الطاقة والسياحة وإنتاج السيارات والاتصالات والتشييد والبناء. وقدر دبلوماسي غربي، يتابع إيران عن كثب، أن الأنشطة الاقتصادية التي يسيطر عليها الحرس الثوري تدرّ دخلا يتراوح بين عشرة مليارات و12 مليار دولار سنويا.

وفي وصف لأهمية الحرس الثوري، نقلت وسائل إعلام إيرانية عن مسؤول وصفته بـ”الكبير” أن “الحرس الثوري وفيلق القدس هما رصيدا إيران الرئيسيان في المنطقة. وحين تكون غنيا تكون أقدر على مساعدة أصدقائك. أليس كذلك؟”. والدور الذي يلعبه الحرس الثوري في الصراعات الدائرة بالمنطقة يدفع البعض من المتابعين إلى القلق من تداعيات قرار وضعه على قائمة التنظيمات الإرهابية. وفي الداخل، يخشى المعارضون الإيرانيون من أن يؤدّي قرار تصنيف الحرس الثوري جماعة إرهابية إلى تقوية شوكة المحافظين. وينتظر الإيرانيون كلمة المرشد الأعلى علي خامئني، الجمعة، في العاشر من فبراير (ذكرى الثورة)، والتي ستكون بمثابة الرد على قرارات ترامب وسترسم ملامح العلاقة الأميركية الإيرانية في الفترة القادمة. وكان خامئني قال في رده، الثلاثاء 7 فبراير، على تحذير ترامب لطهران بوقف الاختبارات الصاروخية “لا يمكن لأي عدو شل الأمة الإيرانية؛ يقول (ترامب) «عليكم أن تخافوا مني». لا! هكذا سيرد الشعب الإيراني على كلماته في العاشر من فبراير، وسيعبرون عن موقفهم ضد هذه التهديدات”.

 

أردوغان وترمب يتفقان على التعاون في سوريا

الأربعاء 12 جمادي الأول 1438هـ - 8 فبراير 2017م/أنقرة – رويترز/قالت مصادر في الرئاسة التركية، الأربعاء، إن الرئيس رجب طيب أردوغان، اتفق مع نظيره الأميركي، دونالد ترمب، في مكالمة هاتفية الليلة الماضية على التعاون في مدينتي الرقة والباب السوريتين الخاضعتين لسيطرة تنظيم داعش. وأوضحت المصادر أن الزعيمين ناقشا قضايا من بينها إقامة منطقة آمنة في سوريا وأزمة اللاجئين ومكافحة الإرهاب. وأضافت أن أردوغان دعا الولايات المتحدة إلى وقف مساندتها لوحدات حماية الشعب الكردية السورية. وذكرت المصادر أن من المقرر أن يزور مايك بومبيو مدير وكالة المخابرات الأميركية (سي.آي.أيه) تركيا يوم الخميس لبحث مسألة وحدات حماية الشعب وسبل مواجهة شبكة فتح الله غولن، الذي يعيش في الولايات المتحدة وتتهمه أنقرة بتدبير محاولة انقلاب فاشلة في تموز/يوليو.

 

تركيا: درع الفرات دخلت الباب وتستعد للرقة/مقتل 58 داعشياً أثناء اقتحام المدينة الواقعة شمال سوريا

الأربعاء 12 جمادي الأول 1438هـ - 8 فبراير 2017م/دبي - قناة العربية/قال متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن مقاتلين سوريين تدعمهم أنقرة أصبحوا داخل مدينة الباب السورية، وسيستعدون لعملية محتملة في الرقة معقل داعش في سوريا. كما أضاف المتحدث أن التنسيق جار مع روسيا لتجنب مواجهة مع قوات النظام السوري حول الباب. من جهتها، أعلنت الرئاسة التركية أن أولوية بلادها إقامة منطقة آمنة تمتد من عزاز إلى جرابلس في سوريا. وتابعت أنه من المبكر الحديث عن انتهاء معركة الباب. وكان رئيس وزراء تركيا بن علي يلدرم قد أعلن صباح الأربعاء أن قوات سورية مدعومة من أنقرة قد سيطرت على الأحياء الخارجية لمدينة الباب الخاضعة لسيطرة داعش في سوريا. وأضاف في مؤتمر صحفي على الهواء مباشرة بأنقرة "المدينة محاصرة حالياً من كل الجهات. وتمت السيطرة على الأحياء الخارجية للمدينة. فيما أعلن الجيش التركي عن مقتل 58 عنصراً من تنظيم داعش في عمليات مدينة الباب. كما أضاف بيان الجيش التركي أن قوات درع الفرات المدعومة من أنقرة تسيطر على تلال مهمة في أنحاء الباب السورية. وتستمر معركة الباب التي تسعى أطراف النزاع في سوريا إلى السيطرة عليها، وهي الواقعة تحت قبضة تنظيم داعش، حيث تقدمت فصائل قوات درع الفرات مدعومة من القوات التركية نحو تخومها الجنوبية الغربية، واستعادت قريتين استراتيجيتين من التنظيم المتطرف. ويحقق التقدم النوعي الذي أحرزته قوات درع الفرات لتركيا جزءاً من أهدافها في المعركة، والمتمثلة أولاً بطرد تنظيم داعش منها، والحيلولة دون إقامة دولية كردية مع سعي القوات الكردية إلى ربط المناطق التي تسيطر عليها ببعضها، ابتداء من منطقة الباب إلى الحسكة مروراً بمنبج. كما يؤخر التقدم المشترك لقوات درع الفرات مع الأتراك زحف قوات النظام أكثر في الشمال السوري، خاصة وأن النظام سعى منذ أسبوعين إلى اقتحام مدينة الباب عبر تطويقها ومحاصرتها. فيما تعكس صعوبة المعركة التي بدأت قبل شهور، أهميتها بالنسبة لأطراف النزاع، في حين اعتبر مراقبون أن التقدم الذي حققته القوات التركية جاء في إطار التفاهم الضمني مع روسيا من أجل احتواء الدويلة التي أقامها الأكراد عملياً على الخاصرة الجنوبية لتركيا.

 

أميركا: سيتم عزل الرقة معقل داعش بالأسابيع المقبلة

الأربعاء 12 جمادي الأول 1438هـ - 8 فبراير 2017م/العربية نت/قال الجيش الأميركي إنه يتوقع محاصرة الرقة معقلتنظيم داعش في سوريا تماماً خلال الأسابيع القليلة المقبلة. من جهة أخرى، أعلن متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن مقاتلين سوريين تدعمهم أنقرة أصبحوا داخل مدينة الباب السورية، وسيستعدون لعملية محتملة في الرقة معقل داعش في سوريا.

 

ترمب: لا أمزح بشأن إقامة الجدار مع المكسيك

الأربعاء 12 جمادي الأول 1438هـ - 8 فبراير 2017م/العربية نت/قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في كلمة له بالعاصمة واشنطن حول الأمن الداخلي الأميركي إنه لا يمزح بشأن إقامة جدار عازل مع المكسيك، وأشار ترمب إلى أن هناك تزايداً واضحاً في أعمال العنف بمختلف الولايات الأميركية، وهو ما لن يسمح به. وأضاف ترمب أنه لا بد من بناء جسور الثقة بين الشرطة والمجتمع، قائلاً: "مضى على وجودي في منصبي أسبوعان، التقيت برجال من الشرطة وجمعتهم في مكتبي، وسألتهم عما يعاني منه مجتمعنا وسألتهم عن المخدرات وعن تأثيرها، وكان جوابهم أن مشكلة المخدرات مشكلة كبيرة وتشكل 80% مما نعاني منه. لذلك سنشن حرباً على عصابات المخدرات، ونحرر المجتمع من قبضتهم البشعة ونطهر بلادنا". وأضاف ترمب، أنه صديق حقيقي جدي للشعب موجود في البيت الأبيض. وأكد الرئيس الأميركي في كلمته أن المحكمة التي تنظر في قانون حظر السفر هي محكمة "مسيسة". وأضاف ترمب أن تهديد الإرهاب هو التهديد الأعظم الذي يخيف بلاده، وهو ما أدركه في الفترة الأخيرة، بل أيضاً تيقن منه.

 

ترمب: أوباما يحبني وأنا أحبه!

الأربعاء 12 جمادي الأول 1438هـ - 8 فبراير 2017م/العربية. نت – عماد البليك/قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" التلفزيونية إن الرئيس السابق باراك أوباما يحبه ولا يكن له أي كراهية. ويأتي هذا التصريح الغريب برغم أن ترمب كان قد قاد حملة أثناء الانتخابات الرئاسية ضد أوباما، وأنه ليس من مواليد الولايات المتحدة وبالتالي لا يستحق منصب الرئاسة. وبرغم أن الرجلين تقابلا في البيت الأبيض بعد فوز ترمب وأبديا مشاعر طيبة في التعامل بينهما، إلا أن البعض يعتقد أن السياسات الأخيرة لترمب قد تكون مصدر ضيق شديد للرئيس السابق الذي يقضي إجازة حالياً في جزر فيجن بالبحر الكاريبي. وقال ترمب لمذيع "فوكس نيوز" في الحديث الذي بث يوم الاثنين مع المذيع بيل أورايلي: "هي ظاهرة غريبة جداً.. أننا على توافق".

وأضاف ترمب: "لا أدري إذا كان سيعترف بذلك أم لا، لكنه يحبني وأنا أحبه!".

وردا على سؤال المذيع: "ولكن كيف عرفت أنه يحبك؟!"

قال ترمب: "لأنني يمكن أن أشعر بذلك".

مضيفا: "هذا ما أقوم به في الحياة.. يُسمى الحب. أفهم ذلك".

وقال ترمب إن أوباما قاتل لأجل هيلاري كلينتون "أكثر مما فعلت لأجل نفسها" أثناء الحملات الانتخابية.

وقال: "لقد كان خبيثاً باتجاهي أثناء الانتخابات.. وقد بادلته بالمثل.. ولقد قلنا أشياء وقحة عن بعضنا، لكننا في النهاية قفزنا إلى سيارة واحدة وسرنا في شارع بنسلفانيا بواشنطن – يعني يوم تنصيبه 20 يناير - ولم نتطرق أبداً إلى تلك الموضوعات السابقة".

وعلق مضيفا: "السياسة أمر مذهل".

وسأله المذيع: "ولكن عما تحدثتما إذن؟"

فرد ترمب: "تكلمنا عن مستقبل البلاد، وسألته عن المشاكل الكبيرة بنظره، فرد علي لا يمكن أن أقول إنها مشكلة لكنها المسألة العسكرية".

 

ترمب يؤكد لأردوغان وراخوي التزامه تجاه الناتو

الأربعاء 12 جمادي الأول 1438هـ - 8 فبراير 2017م/واشنطن - فرانس برس/أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترمب جدد خلال مكالمتين هاتفيتين، الثلاثاء، مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي التأكيد على التزامات الولايات المتحدة إزاء حلف شمال الأطلسي "الناتو". وقالت الرئاسة الأميركية إن ترمب تطرق خلال الاتصال مع أردوغان إلى "علاقة التقارب الطويلة بين الولايات المتحدة وتركيا والتزامهما المشترك بمكافحة الإرهاب بكل أشكاله". وأضاف البيان أن "الرئيس ترمب جدد الدعم الأميركي لتركيا بوصفها شريكاً استراتيجياً وحليفاً في حلف شمال الأطلسي وثمن كل المساهمات في الحملة ضد تنظيم داعش". وسبق لأردوغان أن اتصل هاتفياً بترامب في نوفمبر/تشرين الثاني لتهنئته على فوزه في الانتخابات، لكنها المرة الأولى التي يتحادث فيها الرجلان منذ تولي الملياردير مهامه الرئاسية. كذلك فقد جدد الرئيس الأميركي التأكيد على التزامه لحلف الأطلسي خلال مكالمته مع راخوي، وهي الأولى بين الرجلين منذ تسلم ترمب مفاتيح البيت الأبيض. وقالت الرئاسة الأميركية في بيان ثان إن ترمب "جدد التأكيد على الشراكة المتينة بين البلدين عبر سلسلة من المصالح المشتركة". وأضاف البيان أن "الزعيمين ناقشا أولوياتهما المشتركة ولا سيما الجهود المبذولة للقضاء على تنظيم داعش"، مشيراً إلى أن "الرئيس ترمب جدد التأكيد على الالتزام الأميركي إزاء حلف شمال الأطلسي وشدد على أهمية أن يتقاسم كل الحلفاء عبء النفقات الدفاعية". وشعر أعضاء حلف الأطلسي بالقلق إثر الانتقادات التي وجهها الرئيس الأميركي الجديد إلى الحلف ووصفه له بأنه منظمة "عفا عليها الزمن"، وكذلك أيضاً إشادته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يتهمه الأوروبيون بالسعي لتقويض وحدة الغرب وبالوقوف خلف النزاع الدائر في اوكرانيا. ولكن ترمب أكد الأحد خلال مكالمة هاتفية مع الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ عن "دعمه القوي للحلف الأطلسي" لكنه دعا الدول الأوروبية الأعضاء في الحلف إلى تحمل حصتها من المساهمة في موازنة المنظمة الدفاعية. وإثر محادثته مع ستولتنبرغ قرر ترمب المشاركة في قمة قادة الحلف الأطلسي في أوروبا في أواخر مايو/أيار.

 

ترمب: أوباما عقد اتفاقاً مع إيران راعية الإرهاب الأولى وأنباء تشير إلى اتجاه واشنطن لتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية

الأربعاء 12 جمادي الأول 1438هـ - 8 فبراير 2017م/العربية.نت/أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن استغرابه من ردود فعل "الكارهين" له، الذين جن جنونهم لعلاقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالرغم أنه لم يعقد أي اتفاقات مع روسيا، بينما لم يحركوا ساكناً حينما لجأ الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لعقد اتفاق مع إيران، راعية الإرهاب الأولى في العالم. جاء ذلك خلال تغريدة للرئيس ترمب على "تويتر"، الثلاثاء، قال فيها: "أنا لا أعرف بوتين، ولم أعقد اتفاقات مع روسيا، إلا أن الكارهين قد جن جنونهم - لكن أوباما يمكنه أن يعقد اتفاقاً مع إيران، الأولى في الإرهاب، ولا مشكلة!"

وتزامن ذلك مع تصريحات مسؤولين أميركيين بأن إدارة الرئيس ترمب تبحث اقتراحاً قد يؤدي إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني كجماعة إرهابية، مما قد يؤثر على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الثوري. وفي وقت سابق، جدد البيت الأبيض تحذيره لإيران، داعياً المرشد الأعلى علي خامنئي إلى إدراك وجود رئيس جديد مختلف في المكتب البيضاوي. وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسرأن الرئيس ترمب "سيتخذ ما يراه مناسباً من القرارات بشأن إيران"، فـ"الرئيس ترمب لن يجلس ويسمح لإيران بمواصلة انتهاكاتها الواضحة"، معتبراً أن "إيران تخدع نفسها إذا لم تدرك أن هناك قيادة جديدة في الولايات المتحدة".

وكان ترمب، قد وصف إيران مطلع الأسبوع "بالدولة الإرهابية رقم واحد"، وقال إنها ترسل الأسلحة والمال إلى أماكن كثيرة، وذلك في مقابلة مع صحافية من "فوكس نيوز"، الأمر الذي استدعى الكرملين للرد والإعلان عن عدم اتفاق موسكو مع واشنطن في تصنيف إيران دولة إرهابية. فيما اعتبر ترمب الاتفاق النووي الذي جرى التوصل إليه في يونيو 2015، بأنه أسوأ اتفاق "تفاوضي" على الإطلاق، وقال "كان بالإمكان أن يخرج بصيغة أفضل". وأشار ترمب إلى "استخفاف إيران بأميركا،" وحين سئل حول ما إذا كانت الأمور ستؤول إلى المواجهة مع طهران، أجاب "سنرى ماذا سيحدث". وفي نفس الحديث، قال ترمب إنه يحترم الرئيس الروسي، بوتين، لكن احترامه لا يعني بالضرورة إمكانية التفاهم.

 

ترامب لإرساء شبكة علاقات دولية جديدة تلاقي سياساته الخارجية: مواجهة مع ايران وتعاون مع روسيا وتركيا..لحل أزمات المنطقة؟

المركزية- تتظهر تباعا معالم سياسة الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب الخارجية، انطلاقا من طبيعة العلاقات التي يعمل لارسائها مع الدول الكبرى، والتي يبدو أنها ستقلب رأسا على عقب، تلك التي اعتمدها سلفه الرئيس باراك أوباما، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".

فعلى الصعيد الايراني، يسير سيد البيت الابيض قدما على طريق نقض "الاتفاق النووي" وهو يبحث عن طريقة لسحب بلاده على الاقل منه، وفق ما أعلن ليل الاحد (ذلك ان الاتفاق أممي وشاركت في توقيعه الى جانب الولايات المتحدة كافة دول مجموعة الخمس زائدا واحدا). الا ان ترامب عازم على الذهاب في المواجهة مع "الدولة الارهابية الاولى" في نظره، الى ما هو أبعد وفق المصادر التي تستشهد في السياق بإعلان مسؤولين أميركيين منذ ساعات أن الإدارة الجمهورية الجديدة تبحث اقتراحا قد يؤدي إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني كجماعة إرهابية، مشيرين الى ان "تم أخذ رأي عدد من الوكالات الأميركية في شأن مثل هذا الاقتراح الذي سيضاف إن تم تنفيذه إلى الإجراءات التي فرضتها الولايات المتحدة بالفعل على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني". وفي مقابل تصعيده في وجه طهران، سيعمل ترامب جاهدا، بحسب المصادر، لترميم علاقات بلاده مع تركيا، بعد ان تسلل اليها الجفاء في أواخر عهد أوباما على خلفية رفض واشنطن تسليم أنقرة الداعية فتح الله غولن رجل الدين التركي الذي يعيش في الولايات المتحدة والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة انقلاب في تموز، لكن أيضا بسبب الدعم الاميركي للاكراد والتطبيع بين أنقرة وموسكو الذي تطور ليجعل من الدولتين عرابتي المفاوضات السورية.

وفي سياق الجهود لاعادة وصل ما انقطع بين الدولتين، تندرج المكالمة الهاتفية التي اجراها ترامب مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان الثلثاء وقد جدد خلالها وفق ما أعلن البيت الابيض "تأكيد التزامات الولايات المتحدة ازاء حلف شمال الاطلسي". أما مصادر في الرئاسة التركية، فأوضحت ان اردوغان اتفق مع نظيره الاميركي على التعاون في مدينتي الرقة والباب السوريتين الخاضعتين لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، وأن الزعيمين ناقشا قضايا من بينها إقامة منطقة آمنة في سوريا وأزمة اللاجئين ومكافحة الإرهاب، مشيرة الى أن "إردوغان دعا الولايات المتحدة إلى وقف مساندتها لوحدات حماية الشعب الكردية السورية". وليس بعيدا، أشارت المصادر التركية الى أن من المقرر أن يزور مايك بومبيو مدير وكالة المخابرات الأميركية (سي.آي.أيه) تركيا غدا لبحث مسألة وحدات حماية الشعب وسبل مواجهة شبكة فتح الله غولن. أما دوليا، فيعتزم الرئيس الاميركي فتح صفحة تعاون لا كباش مع روسيا، انطلاقا من صداقته مع الرئيس فلاديمير بوتين. وفي وقت أشاد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بنهج ترامب تجاه أزمة أوكرانيا، ورأى انه يمثل تحسنا كبيرا مقارنة مع نهج سلفه أوباما، في تعليقات يرجّح أن تقلق كييف التي تخشى رفع ترامب العقوبات التي فرضت على موسكو، تقول المصادر ان شبكة علاقات ترامب على الخريطة الدولية، تظهّر حتى اللحظة أن حلفا أميركيا – روسيا – تركيا قد يبصر النور في الفترة المقبلة سيتولى رسم التسويات لأزمات المنطقة والتصدي لتوسّع النفوذ الايراني في الشرق الاوسط. ففيما واشنطن وأنقرة ترفضان في العلن تمدد أجنحة الجمهورية الاسلامية، لا تمانع موسكو "ضمنا" هذا التوجه، ذلك ان طهران بدأت تشكل عنصرا يعكّر الحلول السلمية التي يسعى الكرملين الى ارسائها للنزاعات في المنطقة وأهمها في سوريا.

 

لماذا حمل المشتبه به في هجوم اللوفر سكيناً ومواد طلاء؟

الأربعاء 12 جمادي الأول 1438هـ - 8 فبراير 2017م/القاهرة - أشرف عبدالحميد/كشف اللواء رضا الحماحمي، والد الشاب المصري عبدالله الحماحمي المشتبه به في حادث متحف اللوفر، تفاصيل ما قاله ابنه في التحقيقات التي أجريت معه بواسطة السلطات الفرنسية، نافياً ما تردد عن اعتراف عبدالله بمحاولته تخريب وتشويه لوحات متحف اللوفر احتجاجاً على ما يحدث في سوريا. وقال لـ"العربية.نت" إنه علم وتأكد من حقيقة ما قاله ابنه في التحقيقات، حيث قال إن مادة الطلاء التي وجدت معه اشتراها لاستخدامها في تلوين رسومات الغرافيك التي يهواها وهو ما تأكدت منه سلطات التحقيق الفرنسية، كما أكد أن السكين التي كانت بحوزته اشتراها لنفسه وهي "مطواة جيب"، حيث قيل له إن الفرنسيين يحملون مثل هذه السكين للدفاع عن أنفسهم خلال حوادث السرقة بالإكراه، ولذلك نصحه البعض بحمل هذا السلاح غير المجرَّم قانوناً في فرنسا ويحمله غالبية الفرنسيين للدفاع عن أنفسهم.

وذكر والد الشاب المصري أن جريمة العمل الإرهابي غير متوافر شروطها في واقعة ابنه، فلم يقتل أو يطلق رصاصاً أو يقوم بطعن أحد، بل إنه تصرف بحسن نية ولم يفهم ما قاله له الشرطي الفرنسي، وحدثت مشادة بينهما أطلق على إثرها الشرطي الآخر الرصاص على ابنه، مضيفاً أن المحامي المكلف من الجالية المصرية بمتابعة القضية، ويدعى تامر العقربي فرنسي الجنسية من أصل تونسي، طمأنه تماماً خلال اتصال هاتفي بينهما مساء أمس الثلاثاء، وأكد أن القضاء الفرنسي محايد تماماً ولا يرتكن لشهادات الشرطة فقط، بل يرتكن لقواعد المنطق والعقل والقرائن والأدلة.

وكشف اللواء الحماحمي أن ابنه شرح الواقعة بتفاصيلها للمحققين ونفى تماماً نيته طعن الشرطي أو القيام بعمل إرهابي، مضيفاً أن حالة عبدالله الصحية تدهورت بالفعل خلال التحقيقات لذا أوقف المحقق التحقيق معه وطلب سرعة نقله للعناية المركزة لأنه لم يتعاف بعد من أثر إصابته في بطنه عقب إطلاق الرصاص عليه. وقال إن المحامي سيحضر التحقيق القادم مع ابنه وسيبلغ المحققين بكافة المعلومات حول حياته ونشأته وأفكاره. من جانب آخر، أكد رزق شحاتة المتحدث باسم الجالية المصرية في فرنسا لـ"العربية.نت" أن الاعترافات التي أدلى بها عبدالله في جلسة التحقيق ستنفي عنه تهمة الإرهاب وتأخذ بالقضية لمنحى آخر بعيداً عن قضايا الإرهاب، مضيفاً أنه حتى لو ثبتت إدانته كما تقول بعض وسائل الإعلام الغربية بتهمة محاولة تشويه لوحات متحف اللوفر لجذب انتباه العالم حول سوريا، فهي ليست جريمة إرهاب بل جريمة عادية تخضع للقانون العام وليس قانون الإرهاب.

وقال إن تناول وسائل الإعلام الفرنسية للحادث والتحقيق في الواقعة يجعلنا كمصريين مطمئنين لسلامة موقف عبدالله، فالصحف الفرنسية تتكتم تماماً على تفاصيل التحقيقات ولا تنشر أخباراً عنها، وهو ما يعني أن عبدالله لم يعترف بارتكاب عمل إرهابي وإلا كانت قد أعلنت سلطات التحقيق ذلك على الفور ونشرتها الصحف الفرنسية. وقال إن الصحف الفرنسية اهتمت بحادثة أخرى تورطت فيها الشرطة في تعذيب شاب ثبتت براءته من تهمة اغتصاب، ولذلك زاره الرئيس الفرنسي في المستشفى، مضيفاً أن القضاء الفرنسي محايد ونزيه ومستقل، ولن ينجرف لروايات الشرطة بل سيفحص الأمر من كافة الجوانب حتى يصل للحقيقة الكاملة ويصدر حكمه. وذكر أن الصحف الفرنسية شككت في الواقعة من الأساس وطرحت تساؤلات عن نقاط تثير الشكوك في العملية برمتها، موضحة أن لجنة التحقيق الفرنسية لم تعثر على متعلقات مع المشتبه به سوى 965 يورو وبطاقة ائتمان والسكين المزعومة ولم توجد معه أي متفجرات أو قنابل.

وأضاف أن الأمور تسير نحو براءة عبدالله من تهمة الفعل الإرهابي، مؤكداً أن وفداً من الجالية المصرية على تواصل مع أسرته في مصر لإبلاغهم بالتطورات أولاً بأول والحصول منهم على كافة الأوراق اللازمة لإثبات براءة ابنهم.

مصادر مقربة من التحقيق

يأتي ذلك فيما أفاد مراسل قناة "العربية" في باريس، أن مصادر مقربة من التحقيق مع المصري عبد الله الحماحمي قالت إنه كان ينوي تشويه وتمزيق اللوحات الثمينة لجلب أنظار العالم لما تقوم به فرنسا، وقوى التحالف ضد الشعب السوري. ولم يكن هدفه قتل الجنود الفرنسيين. وقال لهيئة التحقيق إنه حول مبلغ2000 يورو في الـ31 من يناير الماضي ومبلغ3000 يورو في الثاني فبراير الجاري من فرنسا إلى بلد أوروبي. كما قام بتسليم مفاتيح بيته وأغراضه الشخصية لأحد أصدقائه المصريين المقيمين في دولة الإمارات، تحسباً لما قد يجري له. كما ذكرت مصادر الشرطة الفرنسية أن طريقته في المشي ذهاباً وإياباً داخل المدخل الداخلي لمتحف اللوفر كانت توحي بأنه يبحث عن مكان لكتابة شيء ما بعلبة البخاخ، التي وجدت في حقيبته، أما السكينتان فكانتا لتمزيق اللوحات الثمينة في اللوفر.

 

الجبير: تطابق سعودي تركي حيال تدخلات إيران/وزير الخارجية التركي: أردوغان سيزور السعودية والخليج

الأربعاء 12 جمادي الأول 1438هـ - 8 فبراير 2017م/دبي – العربية.نت/قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي التركي كان بنّاء ومثمراً. وأضاف الجبير، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي في أنقرة، أن هناك تطابقاً في الموقفين السعودي والتركي حيال سوريا والعراق، وكذلك إيران وتدخلاتها في المنطقة. وقال الجبير إن هذا المجلس يعمل على تعزيز العلاقات في مختلف المجالات التي تهم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، ونتطلع إلى مزيد من التعاون بين البلدين اللذين هما أكبر اقتصادين في المنطقة. وأوضح أن هناك تعاوناً قائماً "ونسعى لتعزيزه" ليخدم الأمن والسلم الدولي. وبشأن سوريا، قال الجبير إن موقفنا هو الحفاظ على وحدة سوريا واستقلال سوريا، مؤكداً أن السعودية تعتبر حزب العمال الكردستاني "منظمة إرهابية". وأعلن الوزير السعودي أن الرياض "تدعم تركيا في مواجهة حزب العمال الكردستاني الإرهابي". وأضاف الجبير: هناك تدخلات في سوريا من جانب إيران وحزب الله عقدت الحل هناك. وقال "نأمل أن تؤدي محادثات أستانا إلى تثبيت وقف إطلاق النار". من جانبه، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، "علينا أن نوضح للجميع أن كون علاقتنا أفضل، يعني أننا سوف نتخذ القرارات اللازمة بشكل منسق". وأضاف "لدينا مصالح مشتركة، لذلك علينا أن نقوم بتنسيق أفضل، والقرارات التي اتخذناها في هذا الاجتماع مهمة، وسوف نستفيد في الاجتماعات المقبلة"، معلناً أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيزور السعودية، ودول الخليج. وقال أوغلو إن تركيا ستتعاون مع السعودية والولايات المتحدة لمحاربة داعش، مشيراً إلى أن بلاده لن تتعامل مع "منظمات إرهابية" لمواجهة التنظيم المتطرف.

 

الاردن يلتزم قرارات الجامعة العربية فيما يختص بتعليق عضوية سوريا

الأربعاء 08 شباط 2017/وطنية - اكد وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي اليوم ان الاردن الذي سيستضيف القمة العربية المقبلة في 29 آذار المقبل سيلتزم قرارات جامعة الدول العربية المتعلقة بعضوية سوريا. وقال الصفدي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري ردا على سؤال فيما اذا كانت هناك مباحثات لاعادة النظر بدعوة سوريا للقمة :ان "التعامل مع الدعوات ينطلق من قرارات الجامعة العربية ونحن نلتزم بما أقرته الجامعة العربية سابقا ونتعامل مع هذا الموضوع وفق هذا السياق". وكان وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف دعا في الاول من الشهر الحالي الجامعة الى انهاء تجميد عضوية سوريا، معتبرا ان "ابقاء دمشق بنظامها الحالي خارج هذه المنظومة لا يساعد جهود احلال السلام". وكان لافروف يتحدث في ابوظبي في مؤتمر صحافي مشترك مع امين عام الجامعة احمد ابو الغيط الذي رد بأن هذه المسألة "غير مطروحة حاليا". وقال لافروف متحدثا بالروسية :"اريد ان اذكر بان عدم تمكن الحكومة السورية، وهي عضو يتمتع بالشرعية في منظمة الامم المتحدة، من المشاركة في المشاورات في اطار جامعة الدول العربية، لا يساعد الجهود المشتركة".واضاف :"يمكن لجامعة الدول العربية ان تؤدي دورا اكثر اهمية واكثر فعالية لو كانت الحكومة السورية عضوا فيها". وعلقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا العام 2011. وبقي مقعد دمشق شاغرا في كل الاجتماعات العربية.

 

هكذا عذّب الأسد أطفال سوريا بسجن صيدنايا

"العربية"/8 شباط 2017/أدلى أحد القضاة بشهاداته عن سجن صيدنايا لمنظمة العفو الدولية، أنه شاهد إحدى عمليات الإعدام بنفسه. وذكر أن السجناء كانوا يعلقون على المشانق "بين 10 إلى 15 دقيقة"، كما أضاف أن صغار السن ونحيفي الأجسام ممن لم تكن المشنقة كافية لقتل الواحد منهم بسبب وزنه الخفيف، كان يتولى نواب الضباط الممعنين في الشنق مهمة تعذيبهم، حيث كانوا يسحبونهم بقوة إلى الأسفل ويكسرون عظام رقابهم. من جهة أخرى، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تعرض ما لا يقل عن 7457 طفلاً للتعذيب في مراكز الاحتجاز، التابعة لقوات النظام السوري، وذلك منذ مارس/آذار 2011 وحتى مارس/آذار 2016. وتكمن الدوافع الرئيسية لقيام قوات النظام باحتجاز الأطفال للانتقام من ذويهم، والبعض منها بدوافع طائفية، وأيضاً للاحتفاظ بالأطفال كوسيلة ضغط للقيام بعمليات تبادل محتجزين مع عناصر المعارضة، أو حتى لاستعمالهم كدروع بشرية أثناء السيطرة على أحياء داخل المدن الخارجة عن سيطرتها. كما طبّق التعذيب الممنهج داخل مراكز الاحتجاز التابعة لقوات الأسد على الأطفال أيضاً، ولم تميز قوات الأسد الأطفال عن من هم أكبر عمراً. إلى ذلك، تعددت وسائل تعذيب الأطفال، منها الضرب المبرح، وقلع الأظافر وحلاقة الشعر، والجلد بأنابيب بلاستيكية والكابلات الكهربائية. كما أن الضرب بالكابلات الكهربائية من الطرق الرئيسية التي اتبعتها قوات الأسد في تعذيب الأطفال المحتجزين. يضاف إلى ذلك الحرمان من الأهل والطبابة والغذاء الكافي. بالتالي، أدت ظروف الاحتجاز هذه إلى وفاة ما لا يقل عن 159 طفلاً موثقين في سجلات مراكز الاحتجاز التابعة لقوات الأسد. وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ما لا يقل عن 10413 طفلاً مروا بتجربة الاعتقال. وتقدر الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن هناك ما لا يقل عن 1850 طفلاً مازال مصيرهم مجهولاً وهم في عداد المختفين قسرياً.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المارونية... نسك ورسالة

المطران منير خيرالله/جريدة الجمهورية/الخميس 09 شباط 2017

بعدما احتفلنا معاً في لبنان بميلاد الرجاء، ها نحن نحتفل اليوم بعيد أبينا مار مارون في أجواء رجاء وتفاؤل على الرغم من استمرار الظروف الإجتماعية والإقتصادية والسياسية الدقيقة في لبنان وفي منطقتنا الشرق أوسطية.

وها هو صاحب الغبطة والنيافة مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى يعلن عن إطلاق «سنة الشهادة والشهداء في الكنيسة المارونية التي تبدأ في عيد أبينا القديس مارون في 9 شباط 2017، وتُختم في عيد أبينا البطريرك الأول القديس يوحنا مارون في 2 آذار 2018».

إنها مناسبة فريدة لتجديد التزامنا بالشهادة للمسيح في كلّ الظروف، ودعوة للعودة إلى جذورنا الروحانية ومبادئ التأسيس الأول مع مار مارون والتأسيس الثاني مع مار يوحنا مارون ومسيرة التأسيس الثالث التي تُوّجَت مع البطريرك الحويك.

التأسيس الأول كان إذاً مع مار مارون (350-410) الذي كان ناسكاً وكاهناً. كلّ ما نعرف عنه أنه تجرّد عن كلّ شيء في هذه الدنيا وراح يعيش حياةً نسكية على قمم جبال قورش- قرب أنطاكية، وفي العراء ويقضي أوقاته بالصلاة والصوم والتقشف والوقوف المستمرّ، ويجهد في الأعمال اليدوية في الأرض التي عاش عليها. فتقاطر إليه الناس وتتلمذ الكثيرون على يده.

وراح تلاميذه يضاهونه في عيش الروحانية النسكية التي وضعها. ومنهم مَن بقوا في سوريا وجمَعوا الناس حولهم وبنوا الأديار، وكان أكبرُها دير مار مارون على ضفاف العاصي، ومنهم مَن هجروا إلى جبال لبنان، فسكنوا جرود جبيل والبترون والجبّة، من أجل حمل الرسالة المسيحية وتبشير الفينيقيين ودعوتهم إلى الإيمان بالإله الواحد وتحويل معابدهم إلى كنائس وأديار. وتجمّع حولهم الناس حتى دُعوا بـ«شعب مارون» أو بـ«بيت مارون».

التأسيس الثاني كان مع يوحنا مارون الذي جمع أبناء مارون وأسّس معهم، في أواخر القرن السابع، البطريركية المارونية ونظمها في كنيسة قائمة بذاتها ضمن كنيسة أنطاكيه.

واتّبع الموارنة معه ومن بعده مقوّمات الروحانية التي تركها لهم الآباء المؤسسون والتي حاولت تطبيق الإنجيل بصرامة في حياة زهد ونسك وصلاة وتبشير. وتميّزت تلك الروحانية بحياة متكاملة جمعت في الشهادة للمسيح بين النسك والرسالة.

فعاشوا في العراء على قمم الجبال أو في قعر الوديان، وتحمّلوا أشق العذابات والاضطهادات في سبيل الحفاظ على حريّتهم والشهادة لإيمانهم بالمسيح. وعملوا في أرضهم القاحلة والصخرية فحوّلوها إلى جنّات وتمسّكوا بها وأحبّوها لأنهم تعبوا عليها وسقوها من عرق جبينهم.

كانوا دوماً أقلّية صغيرة في وسط الامبراطوريات والسلطنات على أنواعها، من البيزنطيين إلى الأمويين إلى العباسيين إلى الصليبيين إلى المماليك وصولاً إلى العثمانيين الذين حكموا الشرق وأكثر الغرب لأربعمئة سنة.

لم يطلبوا لأنفسهم من العالم السلطان ولم تكن بيدهم سلطة؛ لأنهم «لم يأتوا إلى جبل لبنان لاجئين ولا فاتحين، بل أتوه نسّاكاً ومرسَلين وجعلوا منه معقلاً للحريات يلجأ إليه كلّ مضطهد في الشرق»، كما يقول الأب يواكيم مبارك.

صمدوا بفضل إيمانهم وتكوكبهم حول البطريرك، رئيسهم وأبيهم وراعيهم ومرجعهم ورمز وحدتهم وضامنها، وتعلّقهم بأرضهم وبالقيم التي تربّوا عليها. فكانوا حَمَلة رسالة مطبوعة بالشهادة النسكية والاستعداد للاستشهاد دفاعاً عن إيمانهم وحريتهم.

أما التأسيس الثالث فبدأ مع الموارنة الذين عملوا مع أخوتهم المسيحيين والمسلمين والدروز على تأسيس الكيان اللبناني والذاتية اللبنانية منذ بداية القرن السادس عشر وحتى منتصف القرن التاسع عشر في عهد الإمارتَين المعنية والشهابية؛ وكانوا روّاد الاستشراق في الغرب والاستغراب في الشرق بفضل تلامذة المدرسة المارونية في روما، ورواد النهضة العربية بفضل تلامذة مدرسة عين ورقة.

وراحت هذه الذاتية تتبلور فكرياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً في بداية القرن العشرين حيث تجرّأ اللبنانيون، مسيحيون ومسلمون، على خوض التجربة الإجتماعية والسياسية الفريدة من نوعها في العالم، أي الوطن اللبناني، الوطن الذي يَجمع بين الأديان والطوائف والجماعات المتعددة في الحرية والمساواة والاحترام المتبادل.

فحصلوا بعد الحرب العالمية الأولى على إعلان دولة لبنان الكبير بقيادة البطريرك الياس الحويك وحقّقوا بذلك إنجازاً تاريخياً نادراً في تاريخ العلاقات بين الشعوب والأديان.

في حصيلة هذه المسيرة الطويلة، نستخلص أولاً «أنّ المارونية هي في أساسها حركة روحية نسكية غير مرتبطة بأرض ولا بعرق ولا بقومية ولا بلغة. فهي منذ البدء فلسفة حياة العراء، إذ لا بيت لصاحبها إلّا الهواء ولا سقف له إلّا السماء، كما يقول الأب ميشال الحايك. كلّ ذلك لأنّ «مؤسس المارونية هو راهب قديس. ففي القداسة بدايتها، وفي القداسة ضمانتها، وفي القداسة استمراريتها، ومن دون قداسة نهايتها».

ونستخلص ثانياً أنّ أبناء مارون ساهموا مع إخوتهم المسيحيين والمسلمين في تأسيس لبنان وطن الحريات، ولكنهم لم يحتفظوا به لهم وحدهم ولم يريدوه يوماً وطناً قومياً للموارنة أو للمسيحيين.

ونستخلص ثالثاً أن أبناء مارون كانوا رواد الثقافة والحداثة في محيطهم العربي «وشكّلوا حلقة وصل واتصال وعمقاً ثقافياً أصيلاً في العروبة ومتقدماً في العصرنة والحداثة».

أما اليوم، وفيما نحن أبناء مارون، وأخوتنا اللبنانيون معنا، نعيّد لأبينا الروحي نقف أمام الله وأمام ذاتنا ونتساءل: أين نحن من روحانيّتنا النسكية ودعوتنا إلى القداسة؟ وأين نحن من التزاماتنا التاريخية على المستوى السياسي والثقافي والوطني؟

إننا نجدّد اليوم التزامنا بالدعوة التي دعينا إليها منذ البدء، أي إلى القداسة، على الرغم من ضعفنا وأخطائنا، وبتبنّي مقومّات روحانيتنا النسكية بالتجرّد عن كلّ ملذات الدنيا وإغراءاتها وبنقلها من عمق وادي قنوبين إلى قلب بيروت وباريس ونيويورك ومونتريال وساو باولو وسيدني.

وإننا نجدّد اليوم، كأبناء مارون وككنيسة مارونية وعلى رأسها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، انتماءنا إلى كنيستنا الانطاكية وإلى محيطنا الطبيعي في العالمين العربي والإسلامي، ونجدّد ولاءنا للبنان «وطناً سيداً حرّاً مستقلاً ونهائياً لجميع أبنائه وعلى كامل أرضه» (دستور الطائف 1989- المجمع البطريركي الماروني، النص 19، العدد 29).

ونؤكد أخيراً أننا ننشد الحرّية لنا ولغيرنا من الشعوب ضمن احترام التعدّدية الدينية والثقافية والحضارية التي تميّزنا، ونجدّد انفتاحنا على الغرب وثقافته واتّحادنا مع الكنيسة الرومانية الممثلة بالكرسي البطرسي وبالجالس عليه اليوم قداسة البابا فرنسيس.

 

مار مارون والموارنة

البروفسور الاب يوسف مونس

هؤلاء الموارنة الذين قيل عن بطاركتهم واساقفتهم: «صلبانهم من خشب وقلوبهم من ذهب، والذين كانوا الرواد في تعليم المرأة بعد قرار مجمعهم العظيم في دير سيدة اللويزة سنة 1736 وكانت لهم المساهمة الكبرى في ترجمة الكتاب المقدس مع الحاقلاني La golyglotte او الى تأسيسهم وتدريسهم في College de France او الى تأسيس المكتبات مع السمعاني وقد قيل عنهم «عالم كماروني » حتى انهم دفعوا المال لتحرير ملك فرنسا (انطوان عقل) وقد دفع لهم احد الخلفاء الجزية ليسلم من مهاجمتهم مؤخرة جيوشه (الاب بطرس ضو).

نتكلم عنهم في ابداعات وحركة النهضة العربية ام الثورة السياسية والفكرية والاجتماعية والمسرحية والشعرية والفنية ام عن اولى المطابع في الشرق في دير مار انطونيوس قزحيا ام في حركاتهم التأسيسية الكبرى من انتخاب اول بطرك لهم يوحنا مارون وصمودهم هنا في لبنان يوم هرب جميع البطاركة الشرقيين الى القسطنطينية من امام الاجتياح الاسلامي حتى النداء الاخير للبطريرك نصرالله صفير او البيان الاخير للبطريرك بشارة الراعي الى تأسيس المدارس، من مدرسة تحت السنديانة الى حوّما الى بان الى ميفوق الى مار تقلا الى الشبانية الى المعوش الى دير القمر الى مشموشة الى سيدة البشارة اخيراً.

 ديار الـ 800 جرس ـ

بين قورش وبراد وكفرنبو واكده ونياره وزبينا وقبرص والمدن المائتة التي كتب عنها جورج شالتكو والاب بطرس ضو وهنري لافسس وغسان الشامي والاباتي بولس نعمان مساحة جغرافية كانت تحوي يقول المؤرخون اكثر من 800 جرس يسمعها اصفغياء الله الذين تكلم عنهم تواروريطس ومن هؤلاء الاصفياء مار مارون ومار سركيس ومار سمعان والكثير سواهم ممن يعيشون في العراء او على الاعمدة.

والجدير ذكره ان هناك كتاب: مختصر تاريخ الكنيسة للاب Lomonol وقد طبع في الموصل سنة 1892 وفيه فصل خاص عن مار مارون.

ـ مار مارون النموذج الفريد توفي سنة 410 ـ

مار مارون نموذج فريد بين النساك لقد تبع الله على طريقته الخاصة وبقي على علاقة خاصة ومباشرة مع الناس وهو اسس كنيسة وليس بطريركية او نظرية لاهوتية خاصة به كنسطور واريوس بل اسس طريقة عيش ومثال وقدوة حياة (Archefype) ارخيبتا في الزهد والنسك والتصوف والتقشف والبساطة واتباع الوحيد المطلق الازلي وتبعه الكثير من الشعب في نمط سلوكه وعيشه هذا وليس بطروحات لاهوتية فلسفية فكرية بل التزام حياتي بالاقتداء بيسوع المسيحي الاله المتجسد. عاش التجسد.

 مار مارون لم يأت الى لبنان ـ

مارون نسك في العراء على ظهر جبل قورش في سوريا، نموذج فريد من النسك في البرد والحر والثلج، لا غطاء له الا السماء ولا فراش له الا الارض قريب وبعيد من الناس مثله هذا جذب الكثير من الناس الذين توافدوا اليه وقد احبوا نهجه ومثاله واتباع سلوكيته ومدرسته الايمانية الزهدية المتصومعة بشظف العيش والتجرد من شهوة المال وشهوة الجسد ومجد العالم بتواضع سمي بعملية اخلاء وافراغ للذات Genose تطهيرية Cath aries كاملة. هؤلاء الناس سموا الموارنة او اتباع مار مارون.

مارون لم يأت ولم يزر لبنان. عاش ومات ودفن في سوريا. لكن مدائن الشط من صور الى صيدا الى الجيه الى بيروت الى جونيه  الى طبرجا الى جبيل الى البترون الى انفه الى طرابلس مأهولة بجماعات مسيحية. لانها كانت طريق الرسل من اورشليم الى انطاكية الى القسطنطينية الى روما.

وكذلك طريق السهل والبقاع وارض زبولون ونفتالي طريق الامم مروراً بمرجعيون حتى زحله والفرزل وبعلبك وصولاً الى النهر الكبير وحمص.

وعندنا أسماء شهداء وقديسين كثر تدل على وجود هذه الحواضر والجماعات المسيحية: كريستينا الصورية، اكويلينا الجبلية وفي السهل بربارة البعلبكية وكيرللس البعلبكي.

وهناك كنائس وضيع مرتبطة ببداية المسيحية: مار يوحنا مرقس جبيل، بحديدات، دملص، معاد، البترون، اده، انفه مغارة الصليب في الوادي المقدس كنيسة السيدة في اهدن، سيدة النورية، مار ماما، ايليج، سيدة الدر، سيدة البزاز حتى ان المسعودي يقول ان دير مار مارون كان فيه 300 قلاية (غرفة) وظاهره من الذهب الخالص. والتقسيم القديم كان يقسم حسب التاريخ الروماني، هذه البلاد الى سوريا الاولى، سوريا الثانية وسوريا الثالثة. حتى ان فينيقيا كانت تصل في هذا التقسيم الى دمشق وفي الجبل نجد حضوراً مسيحياً تواجد مع التواجد القديم هناك العاقورة، قرطبا، تنورين، اهدن، بشري، القبيات، حمانا، المعوش، دير القمر، جزين، المختارة، بيت الدين، مرجعيون، دارقونا، المعوش، الشبانية، عندقت، غوسطا، يحشوش، عجلتون، ميروبا، فاريا، دوما، اهمج، بشعلة، حديشت.

خاتمة :الموارنة شعب كبقية الشعوب، عندهم قواسم كثيرة مع الكثير من الشعوب، وعندهم خصائص تميزهم مع قلة من الشعوب، وعندهم فرادتهم الخاصة بهم نظراً لارثهم اللاهوتي والحضاري ولعيشهم المشترك مع غيرهم من الشعوب ونظراً لبيئتهم الجغرافية الملتصقة بالجبل والمنفتحة على البحر ولخضوعهم لقائد واحد هو بطريركهم هذه هي فرادتهم وخصوبة رسالتهم الحياتية والروحية والتاريخية لذلك قيل حقاً عنهم مجد لبنان اعطى لهم وهم كنيسة واحدة لم تنقسم وهم كما قال عنهم البابا كالوردة بين الاشواك.

 

 

عن مار مارون والوطن الضائع وسط المعمعة الإنتخابية

أنطوان العويط/صحيفة الجمهورية/09 شباط/17

 فيما يستعدّ الموارنة للاحتفال بعيد شفيعهم، سيَشغل رئيس الجمهورية كرسيَّه في القدّاس الذي سيقام في كنيسة مار مارون في بيروت بعد شغورٍ لأكثر من سنتين. كما تشكّلت حكومة «استعادة الثقة»، فكان من الطبيعي أن تعود إلى المؤسّسات الوطنيّة روحيّة العمل بنفحةٍ متجدّدة من الآمال.

وبعد عملية شحنٍ للبلاد بالإيجابيات على شتّى الصعد لأسباب بديهيّة تتعلق بالوضعيّة العامة المتأزّمة وبالقدر المقلق الذي باتت عليه، ها هي الأمور تكاد تعود فجأةً إلى نقطة الصفر مع مقاربة القانون الانتخابيّ والاستحقاق المرتبط به المجهول المصير.

شكّل لبنان عبر تاريخه الطويل ملجأً لأقلّيات متنوّعة هربت من الاضطهاد، تحوّلت فيما بعد إلى جماعات تعايشت بعضها مع بعض كما تناحرت. وهي تقف اليوم عاجزةً عن الانتقال إلى مرحلة المواطنة المحتضنة للتعدّدية بعدما فشلت في تقديس الأرض التي منحتها الأمان، وعندما أمعَنت في التفريط بالقيم المشتركة المكوّنة للعقد الاجتماعيّ في وطن نهائيّ.

عملت عصا الحكّام كما المستعمرين والمحتلّين وأصحاب المصالح الإقليميّة والدوليّة في رقاب هذه الجماعات، فأجهدوها ونجحوا في إثارة الفتن في صفوفها. ولهذا يشهد اللبنانيون اليوم تداعيات تاريخ طويل من التحدّيات والخيبات، وأيضاً يفشلون في تسيير أبسط متطلّباتهم، وفي إدارة شؤونهم الوطنية العامة، كما في تحييد ذواتهم الخاصة ضمن التنوّع والتعدد إزاء الصراعات الإقليميّة القائمة.

سعى الموارنة وراء الاستقلال الذاتيّ باكراً وعايشوه في بعض من مراحل تاريخهم، مئات السنين قبل أن يواجه البطريرك الياس الحويك جمال باشا الجزّار ويحدّ من عنجهية القنصل الفرنسي، لينجح لاحقاً منتدباً من جميع شعوب لبنان إلى مؤتمر فرساي سنة 1919، في تأسيس دولة لبنان الكبير وتحقيق حلم الاستقلال.

وكان أن أقام الموارنة أميراً عليهم بعدما توحّدوا تحت عباءة بطريركهم، فشكّل حكمهم الذاتيّ هذا نوعاً من الاستقلال، على ما يظهره تاريخ هذه الطائفة في السنوات 1179، و1250، و1742. فقد وقفوا في وجه أهل الشرق من المسلمين والمسيحيين على السواء، وفي وجه الصليبيين أيضاً واليسوعيين والغرب عموماً، وهذا يعود إلى نزعتهم القويّة إلى الحرّية وإلى الانفتاح وإلى الاستقلال.

قبل العام 1943، عاد الأمير فخر الدين إلى البطريركين مخلوف وعميرة لمعاونته على نيلِ الاستقلال، وعبر الكرسيّ الرسوليّ مهّدا له عقد المعاهدات مع توسكانا وبعض الدول الأوروبيّة. أمّا البطريرك يوسف حبيش فواجه مظالم المصريين، ورفضَ بقوة نظام القائمقاميتين لصالح إبقاء جبل لبنان موحّداً.

أمّا ما انعكس سلباً على مشروع الدولة اللبنانية الوليدة بعد الحرب العالميّة الثانية، فكان قيام دولة إسرائيل بقوّة الاغتصاب على أرض فلسطين وتدفّق اللاجئين الفلسطينيين إلى لبنان. وكان أن تضافرَت عوامل اجتماعية-اقتصادية -سياسية محليّة فشلت الجماعات اللبنانيّة في التوافق حولها، فاندلعت الحرب.

وإذا كانت تلك الحوادث قد أدّت إلى دخول الجيش السوري لبنان في كانون الثاني من العام 1976 تحت شعار منع التقسيم بالقوّة، وبحجّة إبعاد يد الوجود الفلسطينيّ عن القرار اللبنانيّ، وبذريعة وقفِ الاقتتال بين اللبنانيين، إلّا أنّ الجمهورية استمرّت في الاحتراق. وبدل أن يساهم وجود الجيش السوري في إشاعة الطمأنينة والوفاق بين اللبنانيين، أدّى إلى تفاقم الصراع، فتحوّل إلى قوّة احتلال في رأي الكثيرين من اللبنانيين… فضاع الاستقلال.

المؤلم أنّ أثر الدنيوي ومكانته في نفوس الجماعات اللبنانيّة لم يتغيّر بعد انتهاء الوصاية السوريّة، فركبَ الغرور السياسة، وطمعت في الانقلاب على كلّ القيَم والمواثيق والعهود التاريخيّة، أو رغبَت في امتطائها والالتفاف عليها وتشويه معانيها، فانهار البناء. فماذا عن الجمهورية اليوم، وماذا عن الوطن؟!

لقد مضى على البحث في القانون الانتخابي ردحاً طويلاً من الزمن والخرقُ فيه بات مطلوباً وملِحّاً، لأنّ الإحباط هذه المرّة قد يطيح بما تبقّى من أسس واهية ومتصدّعة لجمهوريتنا السعيدة.

فهل ما ينبئ في جوهر الأمور القائمة أنّنا متّجهون ناحية مسار مختلف عمّا وصلت إليه أحوال الجمهوريّة والوطن؟

لقد فشلت الحكومات السابقة في هذا المجال كما المجلس النيابي الممدّد لذاته. فما الممكن اليوم أن يتغيّر؟ وهل من أمل في معظم الطبقة السياسية القابضة على الحكومة وعلى المجلس النيابي القائم بحكم الأمر الواقع، أن ينتجا قانوناً عصرياً، عادلاً وحسَن التمثيل، بشكل يجدّد في هويّة وكفاءة ومصداقيّة وأهليّة من سيحمل وكالة صالحة من الشعب؟

السؤال الأدهى: ما دور الموارنة في كلّ ما يجري؟ وهل من مصلحة للجمهورية والوطن في فقدان القوى المسيحيّة قاطبة فرصة تقدمّها نحو إعادة تصويب الخلل في المشاركة في السلطة؟ وهل ممكن لهذه الفرصة أن تأخذ مسارَها والبعض يشكّك أنّها تكاد تقترن بصورة مستعادة لدور استئثاري استقوائي عانت منه طويلاً وكانت ضحيته؟

الواقع أنّ الضعف البشريّ يعمل في معظمهم. وإذ يتقارب بعضُهم من بعض، تبثّ الفرقة في مجموعهم ليعودوا يتفرّقون جماعات وشيعاً. وها هي شياطين الثروات والكراسي والمناصب والأمجاد تغويهم.

دورهم وهم يتهيّأون للاحتفال بعيد شفيعهم أن يثوروا على ذواتهم، وعلى كراسيهم، وعلى مؤسّساتهم، وعلى واقعِهم الديني، والسياسي، والمجتمعيّ، وأن يعلنوا العودة إلى الينابيع، إلى وادي القدّيسين، ليستعيدوا كرامة قدّيسهم مارون، المتروك وحيداً في عتمة العالم البرّانية، ويستعيدوا لبنان.

على الموارنة أن يعلنوا العودة إلى الينابيع، إلى قنوبين، ليتطهّروا من أخطائهم وخطاياهم في شؤون الدين والدنيا

لم تتمكن السلطات القائمة العام 1975 من تقديم الحلول الاجتماعيّة والسياسيّة الداخليّة ولا النأي عن الصراعات الإقليميّة، فوقعت البلاد في فخ الأزمة المستشرية. وكان أن انقسمت الجماعات اللبنانيّة حول سبل إصلاح النظام السياسي بين معارضين لأيّ تعديل للدستور يرمي إلى إضعاف صلاحيّات رئيس الجمهوريّة، وبين آخرين أكثر تجاوباً مع طروحات التغيير والتأقلم مع معطيات الواقع. وقفت بكركي بصلابة في وجه تنكّر الجماعات اللبنانيّة لفكرة كيانيّة مشرقة احتضنَت يوماً هذه الأرض كلّها، وجعلت سماءها سقفاً للحضور المادّي والمعنوي للمسيحيين المشرقيين. رأت في «اتفاق الطائف» مدخلاً إلى تثبيت رسالة الشعب الذي حقّق التلاقي بين إرث الديانات السماوية، وبين قيم التجديد والانفتاح والحداثة. فماذا حدث؟ الواقع أنّ «صلاحيّات رئيس الجمهوريّة الدستوريّة كانت واسعة، لكنها في مجال الممارسة، لم تكن كذلك. وكان الأنسب للقيادات المارونيّة تكريس هذا الواقع في نصوص دستوريّة، تأكيداً لمبدأ مشاركة المسلمين المتوازنة في السلطة؛ وهذا ما فعلوه في «اتفاق الطائف»، إنّما بتأخير خمس عشرة سنة»، على ما جاء في المجمع البطريركيّ المارونيّ.

شجّع البطريرك نصرالله صفير المسارات الآيلة إلى إيجاد الحلول لإنهاء الحرب، فقد هاله ومجلس المطارنة ما وصلت إليه هجرة المسيحيين ونزاعات القادة الموارنة ودوامة العنف التي كانت تشتدّ يوماً بعد يوم حتى باتت تهدّد المصير الوطنيّ برمّته. ولا يخفى على أحد مساهمة الكنيسة المارونية في بلورة الأسس والمفاهيم التي ارتكز عليها «اتفاق الطائف». فهي نظرت إليه على أنّه «مدخل لطيّ صفحة الصراعات الماضية بين مَن كان يطالب، بإسم العدالة، بتحسين شروط مشاركته في الدولة، وبين مَن كان يسعى، بإسم الحريّة، إلى حماية الكيان وتثبيت نهائيّته»، على ما جاء أيضاً في المجمع البطريركيّ المارونيّ.

قلّص «اتفاق الطائف» صلاحيات الرئيس الماروني في الوقت الذي لم يلقَ التنفيذ الفعلي من جوانبه كافة. فقد تمكّنت سلطة الوصاية السوريّة من تحوير مضمونه فضربت العقد الاجتماعي في الصميم... ووضعت خطّة استهداف مبرمَجة اتّخذت أشكالاً متنوّعة: استهداف أمنيّ طاول عدداً من التنظيمات والشخصيّات السياسيّة والشباب المسيحيّ في لبنان والخارج، واستهداف ديموغرافيّ تمثّل بإقرار مرسوم التجنيس، عام 1994، الذي منح الجنسيّة دفعة واحدة لما يزيد على 300 ألف شخص، معظمهم من غير المسيحيّين ومن غير مستحقّيها ومن حاملي جنسيّات أخرى، واستهداف إعلاميّ بغية تخوين جماعيّ للمسيحيين وتشويه صورتهم والنيل من دورهم الرائد في لبنان، واستهداف سياسيّ عبر اعتماد قوانين انتخاب لا تراعي التمثيل الصحيح.

اليوم، تغرق الجماعات اللبنانيّة في الجدل القائم حول ماهيّة القانون الانتخابيّ الأفضل، الذي يكرّس المناصفة ويؤمّن صحّة التمثيل وعدالته ويحمي الشراكة وميثاقيّة الدستور.

وفي وقت يتطلّعون فيه إلى استعادة تجارب الخبراء المنزّهة، يجدون أنّ القوى السياسيّة هي مَن تتولّى بنفسها في اللحظات الحرجة الأخيرة المتبقّية لها محاولة إنتاج مولود جديد، لا يعرف ما إذا سيكون مسخاً هجيناً لو حصل، أو سيكون قادراً على خلق مشهد سياسيّ متجدّد تتمثّل فيه الطاقات الحيّة من خيرة نساء ورجال الوطن. أما ما هو فعلاً غريب وعجيب، فيتجلّى في ذلك الخلط المستجدّ تلميحاً حتى الآن، في سياق الحديث غير المبرّر عن عودة إلى استعمال صلاحيات لرئيس الجمهوريّة لم ينصّ عليها دستور الجمهوريّة الأولى وغير منصوص عليها بطبيعة الحال في وثيقة الوفاق الوطنيّ، أو حوّلت معها إلى مجلس الوزراء؟!

الأدهى، هو رفض مسبَق لأيّ محصّلة انتخابية مفترضة مهما كانت هويّة القانون، في حال اقترنت بتحالفات سياسيّة قد تشكّل أكثرية موصوفة في الندوة البرلمانية؟!

الأنكى في المقابل، هو اقتران محاولة تكريس صحّة التمثيل وعدالته في القانون الذي يعمل عليه وفق مقاربة إعلان نتائج الانتخابات مسبقاً من دون حاجة إلى اجرائها، وتحت وطأة التشريع الساخن من جهة، ومع مفردات الفراغ والشلل والتهديد بالشارع من جهة أخرى؟!

الواقع أنّ الجماعات اللبنانية وصلت إلى حالة من التردّي والانحدار بسبب سقوط روحيّ وقيميّ وأخلاقيّ ووجدانيّ ووطنيّ مريع، ونتيجة لعمل أيدي الوصايات والتبعيّة ولحظات الانتهاز والتلوّن. ولهذا يتخبّطون الآن في ظلمة دامسة، وفي منزلقات خطيرة.

الموارنة اليوم هم في صميم الألم المسيحي الكبير، ألم الجلجلة... إنهم ربّما يواجهون التحدّي الأشدّ خطورة في تاريخهم كشعب، وفي تاريخ الجماعات المسيحيّة المشرقيّة على السواء. إنه تحدّي الوجود. واليقين هو أنّ الأمور لن تصطلح إلّا حين يسترجعون المبادرة عبر تحويل السياسة إلى فنّ شريف في خدمة الإنسان والخير العام. وفيما يستعدّ الموارنة للاحتفال بعيد شفيعهم، لن يكون هناك كلام أفعل في التدليل على سبل الخروج من الأزمة الراهنة، من العودة إلى المصلحة الوطنية العليا على أسس الميثاق والدستور. لبنان، إما تنجزه الجماعات اللبنانيّة معاً أو لا يكون. ولا شيء يوقف إكمال هذا التيه الدنيوي فعله في النفوس، إلّا روح قنوبين. على الموارنة أن يعلنوا العودة إلى الينابيع، إلى قنوبين، ليتطهّروا من أخطائهم وخطاياهم في شؤون الدين والدنيا. عليهم أن يستعيدوا خطى مارون، ليهتدوا بها، ويقتفوا أثر تلامذته ورسله وشهوده وشهدائه. عليهم بقدّيسهم مارون، لا لينكفئوا، بل ليكونوا له شهوداً ورسلاً في لبنان، وفي الشرق، وفي العالم.

إنّ الميثاق الأوّل والأساسيّ للجماعات اللبنانيّة تمثّل في عيش القيم والمبادئ التي طبعت جبل لبنان التاريخيّ وإنسانه، وانتقلت من الجبل إلى المدن والمناطق الساحليّة، وهو شأنٌ سابق للدول وللسياسة بمفهومها الحديث.

هكذا تطبّع الموارنة الذين يحتفلون اليوم بعيد شفيعهم مارون، ومعهم أقرانهم من اللبنانيين، مستلهمين خطى أسلافهم الذين ثبتوا في وجه التحدّيات، وعرفوا كيف يخرجون منها راسخين في إيمانهم، أشدّاء في الدفاع عن معتقداتهم وخصوصيّاتهم، واثقين من مستقبلهم.

إنّ الانتقال من حالة التفكّك والتقاتل، هو بمثابة انتقال من الموت إلى الحياة، وهذا ما يتطلّع إليه الموارنة اليوم في دولة مدنيّة تحترم الأديان عقيدة وممارسة.

إنّ ما يريده الموارنة بات واضحاً وصريحاً. هم ينشدون في ممارسة المسيحيين واللبنانيين للشأن العام، التحلّي بروح الخدمة المتجرّدة والسخيّة والمقرونة بالمناقبيّة وبالكفاءة وبالفعالية. وهم يتطلعون إلى مَن يحملون ميزة الشهادة للقيم الإنسانيّة، ولا سيّما منها بساطة العيش والحبّ التفضيليّ للفقراء وروح الغيرة والتضحية، ومَن يعتمدون التضامن كنهج ووسيلة، ومَن يلتزمون قضية السلام القائم على احترام حقوق الإنسان.

يحزّ هنا في قلوب الموارنة أنّ المصالحة والغفران لم يكتملا على كلّ المستويات: الروحيّة مع الذات، ومع الله، ومع الآخر، ومع الوطن. إنّ المصالحة والغفران لا يزالان غير كاملين على الصعيدين المسيحيّ والوطنيّ.

وما يريده الموارنة في بعض ما يعتري الشأن الزمنيّ من شؤون وطنيّة، يتلخّص في اعتماد آليات تحول دون تعطيل المؤسّسات الدستوريّة، والابتعاد من سياسة المحاور الإقليميّة والدوليّة، وتنفيذ ما نصّت عليه وثيقة الوفاق الوطني من خلال تحقيق اللامركزيّة الإداريّة الموسّعة، في سبيل تأمين فرصة جدّية لبناء الوحدة الوطنيّة وتأمين الاستقرار عبر تخفيف حدّة الصراع على السلطة المركزيّة، وتعزيز الإنماء المتوازن.

ما يريده الموارنة هو عدم تكبيل المؤسّسات الدستوريّة ورهنها بخيارات الأفرقاء الذين يدّعي كلٌّ منهم أنّ خياراته هي المنجّية.

فليس من المنطق بمكان أن يتغنّى اللبنانيّون بأنّ لديهم ديموقراطيّة ودستوراً ومؤسّسات، وهم في معظمهم يناقضون الديموقراطيّة لصالح الاستقواء أو الإلغاء، ويعلّقون الدستور رهناً بحسابات ذاتيّة أو فئويّة، ويعطلّون المؤسّسات باستغلالها كلّ على هواه.

وقد طغى على الحياة السياسيّة عندنا استغلال مبرح للديموقراطيّة التوافقيّة، ما أدّى إلى عجز اللبنانيين عن إيجاد الحلول داخلياً، وحاجتهم الدائمة إلى ناظم خارجي يبدع لهم التسويات.

ما يريده الموارنة هو الالتزام الجدّي ببناء الدولة العادلة والقادرة والمنتجة من خلال حفظ السيادة، وحصرّية القوّة العسكريّة في يد الشرعيّة، ومن خلال حماية استقلاليّة القضاء وحرمته، ودعم هيئات الرقابة وتفعيلها، وفرض سلطة القانون على الجميع من دون أيّ استثناء أو تمييز؛ والقضاء على المحسوبيات والفساد، ومن خلال تعزيز الاقتصاد وإيجاد فرص عمل للمواطنين.

ما يريده الموارنة هو احترام أحكام الدستور كافة بلا انتقائية، والتزام سياسة خارجيّة مستقلّة ونسج علاقات تعاون وصداقة مع كلّ الدول ولا سيما العربية منها، واحترام قرارات الشرعيّة الدوليّة والتزام مواثيق الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، والتأكيد على التمسّك بالمبادئ الكيانيّة المؤسّسة للوطن اللبناني.

ما يريده الموارنة هو انفتاح لبنان على قوّة أبنائه في الانتشار، كامتداد فعلي لثروة لبنان الإنسانيّة والحضاريّة، وشدّ الروابط الوطنيّة معهم في كلّ ما يؤول لصالح حقوقهم المدنيّة والسياسيّة وخيرهم وكرامتهم.

ما يريده الموارنة هو الاهتمام بالشباب الذين هم ثروة البلاد الكبرى والقوة التجديديّة في المجتمع، وتعزيز مساهمة المرأة في المسؤوليات العامة ومشاركتها في الحياة السياسيّة.

وما يريده الموارنة هو إسهام لبنان في عمليّة خروج العالم العربيّ من مخاضه الراهن، بحثاً عن أنظمة سياسيّة معاصرة تليق بإنسانه وبعراقة تراثاته، وتقوّي حضوره الإيجابيّ في عالم اليوم. فلبنان، بحكم أصالة هويّته وفرادة تراثه، قادر على أن يكون شريكاً في صنع الحضارة الإنسانية، وتدعيم الاستقرار والسلام العادل والشامل في المنطقة... مع الإصرار على حلّ أزمة النزوح السوري وعودة آمنة للمشرّدين إلى بلادهم...

والتأكيد على أحقّية القضيّة الفلسطينية، وبالتالي حق الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم، وفي إنشاء دولة خاصة بهم على ترابهم الوطني، وبالتالي رفض لبنان أيّ شكل من أشكال التوطين الفلسطيني على أراضيه، وفقاً لما جاء في مقدمة دستوره.

ما يريده الموارنة هو قانون انتخابيّ نيابيّ جديد، يترجم المشاركة الفاعلة في تأمين المناصفة الفعليّة، والاختيار الحر، والمساءلة والمحاسبة، ويؤمّن التنافس الديموقراطي، وفرص تمثل قوى ثالثة تطلع من حالة لبنانيّة، مجتمعيّة وثقافيّة وأخلاقيّة، عامة، ووطنيّة، وصاحبة برنامج عمل مشترك مدنيّ وديموقراطيّ.

وقد دعت الكنيسة المارونيّة «المجتمع المدنيّ إلى رفض المصير القاتم القائم أمامنا وإلى تظهير طبقة جديدة في المجالات كافة لا سيما السياسيّة منها».

ويتطلّع الموارنة إلى استكمال تطبيق «اتفاق الطائف»، والنظر في ما يجب إيضاحه أو تفسيره أو تطويره في ضوء التجربة القائمة، لسدّ الثغر الدستوريّة والإجرائيّة في ممارسة الحكم.

إنّ ما يريده الموارنة ختاماً هو وطن يليق باللبنانيين وتاريخهم وقيمهم، يجسّد بالفعل تلك التجربة الإنسانيّة الفريدة. وهذه مسؤولية تاريخية ملقاة على عاتق الجماعات اللبنانيّة، وعلى عاتق الموارنة خصوصاً.

إنّ عودة الموارنة إلى أصالتهم هي المدخل إلى عودة الآخرين إلى أصالتهم أيضاً. وفي وحدة الموارنة باب أمل حقيقيّ لحوار حقيقيّ مع الآخرين، ليصبح التفاهم على خدمة لبنان أمراً ممكناً. وهذه هي رسالة لبنان في إشاعة الاستقرار والعدالة والسلام.

وهي رسالته في ذاته، ولذاته، قبل أن تكون رسالته إلى الشرق والغرب معاً، بل إلى العالم أجمع، حيث يتحقّق التلاقي بين إرث الديانات السماوية وبين قيم التجديد والانفتاح والحداثة، وحيث لا مفرّ من أن يصبح لبنان ملتقىً دولياً للأمم المتحدة للحوار بين الثقافات وللتفاعل الحضاريّ بين الجماعات.

 

حنين إلى زمن المارونية السياسية

 غسان حجار/النهار/9 شباط 2017

يحكى الكثير عن المارونية السياسية، كما صار يحكى عن السنية السياسية والشيعية السياسية، وهي عبارات لا تعكس الواقع، اذ ان المستفيدين من التجمعات المقصودة بالتسمية، قلّة لا تعبّر عن مجمل ابناء تلك الطوائف. واذا كانت اكثرية ابناء طائفة بعينها ارتضت نمطاً او نهجاً او سياسة محددة، فانها تظل عاجزة عن التعبير الشامل، اذ ثمة اختلاف بين ابناء المذاهب في انتماءاتهم وميولهم السياسية، كما في فهمهم لتلك المصطلحات ما بين مجموعة مستفيدة، او مجموعة ثقافية، او دينية، او سياسية.

لكن المارونية السياسية تبقى مدانة ومنتقَدة بسبب ارتكابات مارسها ساسة الموارنة الذين امسكوا بالقرار في عهود مختلفة، لم تساهم في المحافظة على الكيان، وتطوير الصيغة، وصون الميثاق، الذي كان الاساس في قيام لبنان. ساهم الموارنة في ولادة لبنان، وتجمعت من حولهم الظروف المعقدة، فلم تدعم انطلاقته، واضيفت اليها ممارسات ميليشيوية سبقت الميليشيات، لبعض القيادات، جعلت الوطن ضحيتهم، بعدما شكلوا حاضنته.

تعاملت المارونية السياسية بفوقية مع لبنانيين، مسيحيين قبل المسلمين، فنمت عقدة الارثوذكس السياسية، واضمحل دور الكاثوليك في قلب الصراعات والحروب المارونية، اما الباقون فاعتُبروا اقليات تستعمل عند الحاجة، بل ترهن حاجاتهم بولائهم. ولم يسع القادة الموارنة الى احتضان الشيعة الذين كانوا اولاد الارياف، فنما لديهم الشعور بالحرمان والاستضعاف، حتى تحولوا الى الانقلاب على مفهوم الدولة، قبل ان يحاولوا الامساك بها، لازالة ترسبات المارونية السياسية. وحين ضعفت الاخيرة وتراجع دورها، حاولت السنية السياسية الناشئة، ان تكون الوريث الشرعي، اذ كانت الشريك الاساس في البدايات، لكنها ايضا لم تثبت اقدامها، الى ان جاء اغتيال الرئيس رفيق الحريري دافعا بها الى انتكاسة. لكن الحقيقة ايضاً، واليوم في عيد مار مارون، ان المارونية السياسية، رغم اخطائها التي لم تكن مبررة، اعطت لبنان كثيراً، وما تحقق في زمنها لم يتقدم قيد انملة، بل تراجع دور المؤسسات، وانهار بعضها، وما يحكى عن انجازات حققها الآخرون، لم يبلغ مستوى ما تحقق قبل نصف قرن. لبنان الكبير ساهم في ولادته البطريرك الياس الحويك، ولبنان المحرر من الوصاية السورية حققه البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، ولبنان اللبناني حفظته البطريركية المارونية. وفي زمن المارونية السياسية تأسس مجلس الخدمة المدنية، والتفتيش المركزي، وتقوّى القضاء، وكبرت المؤسسات الامنية ونمت. لكن الحرب، وتداعياتها، وتراجع دور المارونية السياسية، وتداعياته ايضا، أديا الى تراجع كبير في كل المؤسسات، وفي كل الادوار، فلم يعد لبنان جامعة الشرق، ولا مستشفاه، وتضاءلت الثقة بالقضاء، وبالتفتيش المالي والاداري، وتراجعت خدمات الماء والكهرباء والطرق، ولم يعد لبنان قبلة السياح، والمهرجانات المسماة دولية هبط مستواها، وصارت محلية بشعارات عالمية، وتدهورت اوضاع البيئة، وغيرها، ما جعلنا في حنين الى زمن المارونية السياسية.

 

غيوم تتجمّع في سماء المنطقة

 علي حماده/النهار/9 شباط 2017

يوما بعد يوم تتراجع الآمال في توصّل القوى السياسية اللبنانية الى صيغة توافقية لقانون انتخاب جديد، على الرغم من كل الكلام الايجابي الذي نسمعه، وخصوصا أن المواقف متباعدة جدا، أكان لجهة اصرار "حزب الله" على فرض النسبية الكاملة، أم لناحية توقف اللجنة الرباعية عن متابعة اعمالها بالزخم الذي تميزت به بعد فشل تسويق مشروع القانون المختلط، او حتى بعد رفض الحزب التقدمي الاشتراكي و"اللقاء الديموقراطي" أي مشروع يتضمن النسبية مع استعداد للقبول بـقانون الستين مع بعض التعديلات.

إذاً، المواقف متباعدة جدا، والاهم من ذلك ان موقف "حزب الله" الذي يعتبر نفسه الضامن الامني والسياسي للمعادلة اللبنانية التي تبلورت بعد انتخاب الجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية، قد يكون أقرب الى التمهل في صوغ تفاهمات حول قانون جديد للانتخاب في مرحلة اقليمية ودولية تغيرت كثيرا وباتت تستدعي من الحزب أخذ المعطيين الاقليمي والدولي في الحسبان أكثر من أي وقت مضى. لقد تغير المشهد الخارجي المؤثر في الساحة اللبنانية كثيرا منذ انتخاب الجنرال عون. فبعد أقل من سبعة ايام على انتخابه، رحل الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي انتهج سياسة انكفاء شبه تام عن المنطقة، ميزها بانفتاح وتقاطع مصالح مع ايران في أكثر من ساحة اقليمية، وانتخب دونالد ترامب رئيسا جديدا للولايات المتحدة، وما لبث ان استهل ولايته الرئاسية في شقها الخارجي بحملة لا سابق لها ضد ايران وسياساتها الخارجية، واصفا اياها مرات عدة مع أركان ادارته بـ"أكبر دولة ارهابية في العالم"! وهذا الوصف لم يستخدمه الرئيس الاميركي السابق جورج دبليو بوش الذي اعتبر متطرفا في سياساته الخارجية. فقط اكتفى بوش خلال ولايته بتصنيف ايران بأنها أحد أركان محور الشر، مع العراق وكوريا الشمالية. وحملة ترامب العنيفة ضد ايران، والتي تتركز على سلوكها الخارجي، تدل في ما تدل على ان شيئا اساسيا قد تغير في المشهد الدولي وبطبيعة الحال في المشهد الاقليمي، وان احتمالات نشوء وضع جديد في المنطقة جدية، في ظل القطيعة الحادة مع سياسات الرئيس السابق باراك اوباما الانكفائية في جانب منها، والمتواطئة مع ايران في جانب آخر.

لقد تغير الوضع، او انه في طور التحول. فالاطار الاقليمي الذي كان قائما عند انتخاب عون رئيسا مرشح لان ينقلب تماما. أمام هذا المشهد، وهو ضبابي ولم يتبلور بعد، سيجد "حزب الله" نفسه مضطرا الى مراجعة حساباته المحلية في مكان ما، وهو العارف ان سيطرته الكبيرة على المعادلة اللبنانية الراهنة اسهمت في ترسيخها سياسات ادارة اوباما السابقة التي سلمت لايران بدور متقدم في كل من العراق وسوريا ولبنان، في مقابل انتزاعها اتفاقا حول برنامجها النووي. لقد بدأت مرحلة جديدة غير واضحة المعالم، لكن قد تكون سببا في تأخير بت مسألة الانتخابات النيابية.

 

لبنان دفع ثمن الخلاف بين أميركا ومصر فهل يدفع ثمن الخلاف بين أميركا وإيران؟

 اميل خوري/النهار/9 شباط 2017

هل تظل الحرب بين أميركا وإيران حرباً كلامية، أم أن أول الحرب كلام قد يشعل المنطقة ويجعل لبنان يفكّر في مصيره وكيف ينجو من نارها؟

في الماضي دفع لبنان ثمن توتر العلاقات بين أميركا ومصر زمن الرئيس جمال عبد الناصر، فوقعت أحداث 58. التي حالت دون التجديد للرئيس كميل شمعون كما كان يريد مناصروه وجاءت باللواء فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية، وتألفت حكومة لا غالب ولا مغلوب، وكان قانون الستين الذي أجريت الانتخابات النيابية على أساسه هو الحل الموقت فأصبح حلاً دائماً بعد إدخال تعديلات طفيفة عفيه في مؤتمر الدوحة. وثمة من يطالب الآن بإدخال تعديلات جديدة عليه علّها تحافظ على حقوق الجميع أو على حصة الجميع...

ودفع لبنان مرة أخرى ثمن توتر العلاقات بين أميركا وسوريا حرباً لبنانية - فلسطينية تسبب بها دخول فلسطينيين مسلحين الى منطقة العرقوب، وأدى دخولهم الى خلاف داخل الحكومة الرباعية في عهد الرئيس شارل حلو حول كيفية مواجهة ذلك. وقد انقسم الوزراء فيها بين مطالب بإخراجهم من منطقة العرقوب بالقوة إذا لزم الأمر لئلا يزداد عددهم وينتشروا في مناطق عدة ويصبح من الصعب اخراجهم منها حتى القوة، ومعارض لذلك بدافع التعاطف معهم ومع القضية الفلسطينية، وبالتالي خوفاً من مخاصمة سوريا والعرب الذين كانوا مع القضية الفلسطينية أولاً وليسوا مع لبنان. وتحوّلت الحرب اللبنانية - الفلسطينية في لبنان حرب الآخرين على أرضه، والتي لم تتوقف إلا بعد التوصل الى اتفاق الطائف الذي أخضع لبنان لوصاية سورية دامت 30 عاماً خلافاً للاتفاق الذي حدَّد مدتها بسنتين فقط. الا أن سوريا طاب لها البقاء في لبنان وطاب لها حكمه وإن بصورة غير مباشرة من خلال لبنانيين موالين لها... وقد دعمت سوريا التجديد للرئيس الياس الهراوي ومن بعده للرئيس اميل لحود كي تجدد وصايتها على لبنان، وهذه لم تنته إلا بانتفاضة شعبية عرفت بـ"ثورة الأرز"، وكانت هي السبيل لتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1559، والذي لا يزال حتى الآن بدون تنفيذ كامل لبنوده.

والسؤال الذي يقلق أوساطاً رسمية وسياسية وشعبية هو: هل يقتصر استمرار توتر العلاقات بين أميركا وايران على الحرب الكلامية المشتدة بينهما، وما هو تأثيرها علىالوضع في لبنان؟ هل تعطي ذريعة لتأجيل الانتخابات النيابية أو عرقلة إقامة الدولة القوية فيه القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها، فلا تكون دولة سواها ولا سلاح غير سلاحها؟ إن ازدياد التوتر بين الدولتين قد يجعل "حزب الله" يحتفظ بسلاحه بطلب من إيران كي تواجه الضغط الاقتصادي والعسكري الاميركي عليها بضغط مماثل في لبنان وربما في سوريا والعراق، فيكون الاتفاق النووي الذي كان يؤمل أن يكون مدخلاً لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، إذ به يكون سبباً لمزيد من القلاقل والاضطرابات وربما الحروب.

الواقع أن لبنان إذا كان قد نجا حتى الآن من تداعيات الحرب في سوريا واستطاع بدعم دولي المحافظة على الاستقرار فيه وإن في حدّه المعقول، فهل يستطيع أن ينجو من تداعيات اشتداد التوتر في العلاقات بين أميركا وإيران التي لها في لبنان ذراع عسكرية هي "حزب الله" كما كان لدول عربية في الماضي ذراع عسكرية هي الفصائل الفلسطينية التي بتجاوزاتها وتعدياتها على سلطة الدولة وحرية اللبنانيين وأمنهم أشعلت حرب السنتين على أرضه.

يقول مسؤول سابق إن في استطاعة لبنان أن ينجو من تداعيات التوتر بين أميركا وإيران وحتى من حرب وإن كان من المستبعد حصولها، إذا اتفق القادة فيه على جعل مصلحة لبنان فوق كل مصلحة، وأن يؤكدوا تحييده عن صراعات المحاور حرصاً على وحدته الوطنية وسلمه الأهلي. فكفى لبنان أن يظل ساحة مفتوحة لكل خلاف بين الدول العربية والبعيدة.

 

هل يصبح الرئيس اللبناني صديق الأسد الجديد في الحي؟

فادي الداهوك/ منتدى فكرة/معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى/08 شباط/17

انسحبت القوات السورية من لبنان عام 2005 بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1559، بعد اتهامها باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. وفي الخطاب الذي أعلن فيه الانسحاب أمام أعضاء البرلمان، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن "انسحاب سوريا من لبنان لا يعني غياب الدور السوري"، وإن أي دور يمكن أن تقوم به سوريا في لبنان، لا يتطلب بالضرورة وجود قوات لها هناك. ومع انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للبنان مؤخراً، تعود سوريا لزيارة القصر الرئاسي اللبناني، وهي دأبت على مثل هذه الزيارات منذ دخول الجيش السوري إلى لبنان عام 1976 بطلب من الرئيس الراحل سليمان فرنجية خلال الحرب الأهلية، حيث أصبحت دمشق تنظر إلى منصب رئاسة الجمهورية على أنه حصتها من قطعة الحلوى اللبنانية، تعيّن فيه الشخصيات المارونية المسيحية الموالية لها. وعلى نحو متوقّع، قدّمت إيران وسوريا، سريعاً، التهاني للرئيس اللبناني الجديد، لكن المفاجأة أن أول الزوار المهنئين كان وزير الشؤون الرئاسية في سوريا منصور عزام، وهي أول زيارة لمسؤول سوري منذ نحو 5 سنوات إلى لبنان. ومما لا شك فيه، أن هذه الزيارة ليست لإعطاء أوامر الأسد للرئيس اللبناني الجديد، فقرار دمشق حالياً مرهون بيد إيران وروسيا، وينظر على نحو كبير إلى أن أي تحرك يقوم به الأسد حالياً سيكون بتوجيه من طهران أو موسكو.

مشاغبة إيرانية

وصول عون إلى الرئاسة حسمه ترشيح حليف السعودية في لبنان، زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، ليصبح عون المرشح المفضل لحزب الله وتيار المستقبل، وهذا الترشيح لم يكن ليقدم عليه الحريري من دون موافقة السعودية. وبينما تنتهج إيران سياسة استفزازية ضد السعودية في لبنان، من خلال حليفها حزب الله، تختار السعودية اتخاذ إجراءات عقابية ضد لبنان والانسحاب من المشهد لترسخ قبضة إيران على البلاد، وقد شهدت الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية تصعيداً سعودياً غير مسبوق ضد لبنان، بلغ حد إلغائها هبة بقيمة 3 مليارات دولار أميركي للجيش اللبناني وذلك رداً على دعم لبنان نظام الأسد وايران. يكاد لبنان أن يكون البلد الوحيد الذي يتمايز عن مواقف الدول العربية الأخرى من نظام الأسد، وذلك كان سببه نجاح حزب الله في جرّ الموقف الرسمي اللبناني إلى المعسكر الروسي -الإيراني، إذ يتّخذ حزب الله من تحالفه مع التيار الوطني الحر، وهو الحزب الذي أسسه عون، ويرأسه حالياً صهره، وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل، واجهة مسيحية قوية للتسويق لمواقفه ونشاطاته. وفي مقابلة مع قناة "الميادين" في 15 ديسمبر/كانون الأول، قال باسيل إن "الرئيس بشار الأسد هو الرئيس الشرعي لسوريا"، وإن "حزب الله حليفنا، وتفاهمنا معه حمى الوطن وأدى إلى انتخاب رئيس للجمهورية." كما حسم باسيل الإشاعات التي تحدّثت عن أن الرئيس اللبناني يتحضر لزيارة سوريا، بالتأكيد عن أن زيارة عون الأولى إلى الخارج ستكون إلى السعودية، من أجل "تصحيح العلاقات بين الدولتين." وعلى نحو مماثل لمحاولة إحراج عون في اليوم التالي لانتخابه، من خلال إيفاد مسؤول سوري إلى بيروت ليقدم له تهنئة الأسد، استبقت طهران زيارة عون إلى الرياض بإيفاد رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي إلى بيروت، في محاولة للتشويش والتأثير على ما يمكن أن يحققه اللقاء مع الملك السعودي.

الاختبار الأول للعهد الجديد

لقد كان العديد من السياسيين يعوّلون على القمة السعودية-اللبنانية لإحداث نقلة كبيرة في لبنان تؤدي إلى انفراجات سياسية واقتصادية، إلا أن سقف الطموحات أخذ بالتضاؤل عندما خلت الزيارة من توقيع أي اتفاقيات، وتبيّن أنها كانت مجرد مصافحة بين عون والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.

عقب انتهاء الاجتماع مع الملك السعودي، استضافت قناة العربية الرئيس اللبناني في مقابلة مطولة، في 12 يناير/كانون الثاني، أكد فيها عودة "العلاقات بين البلدين إلى وضعها الطبيعي". وفي إجابته على سؤال حول تدخل حزب الله في سوريا، أكد عون أن ذلك لم يكن "خيار الدولة"، وقال "نحن نمنع الأذى أن ينطلق من لبنان ضد أي دولة." الإجابات التي قدمها عون على أسئلة قناة العربية في السعودية، لم تكن نفسها حين طرحت عليه أسئلة مماثلة في بيروت. وفي مقابلة أجراها عون مع قناة "LCI" الإخبارية الفرنسية في بيروت، قال "إن الرئيس الأسد سيبقى، والذين طالبوا برحيله يجهلون سوريا (..) كنا أمام ليبيا ثانية هنا لولا نظام الأسد حالياً. فالرئيس الأسد يشكل القوة الوحيدة التي بإمكانها إعادة فرض النظام وإعادة لم شمل الجميع." وكان قد سبق مقابلة عون مع القناة الفرنسية تصريحات لافتة لرئيس "التيار الوطني الحر"، وزير الخارجية جبران باسيل الذي رافق عون إلى السعودية، عن تحالفات التيار مع 3 قوى سياسية في معركة الانتخابات النيابية، هي "أولاً حزب الله للدفاع عن الأرض والسيادة والحماية من الإرهاب. ثانياً القوات اللبنانية من أجل وحدة المجتمع وقوته. ثالثاً تيار المستقبل من أجل بناء الدولة."

إيران والسعودية في لبنان

انتظرت السعودية بضعة أسابيع للبناء على زيارة عون إلى الرياض، حتى جاءت زيارة وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان إلى لبنان يوم الاثنين الماضي، وأعلن عقب لقاء جمعه بالرئيس اللبناني ميشال عون أن السعودية سوف تعيّن سفيراً جديداً في لبنان. كما اعلن أن هناك بعض الخطوات التي ستتخذ لعودة السياح السعوديين وزيادة شركات الطيران السعودية عدد رحلاتها إلى لبنان. في المقابل، تبدو إيران أكثر خبرة في العمل داخل البيت السياسي اللبناني، إذ حرصت منذ انتخاب الرئيس ميشال عون رئيساً للجمهورية، على الحفاظ بتقدمها على السعودية في لبنان بخطوة، وهي بدأت تحركاتها بالإيعاز إلى الأسد إرسال مبعوث لتهنئة عون. ثمّ في رد على زيارة أمير منطقة مكة خالد الفيصل للقاء عون وتهنئته على انتخابه، عمدت سوريا بدفع من طهران مجدداً إلى ترميم ما أحدثته زيارة الموفد السعودي، وأرسلت مفتي سوريا أحمد بدرالدين حسّون لزيارة عون في 7 ديسمبر/كانون الأول، وهو يتمتع بمنصب له مكانة أكبر من الموفد السعودي الذي يرأس اللجنة المركزية للحج، إذ يعدّ حسون رجل دين سني بارز في المنطقة، ويطلق مواقف عدائية ضد السعودية ويتهمها بإرسال المتشددين إلى سوريا.

وحمل جدول زيارة حسون إلى لبنان لقاء مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وهو من الشخصيات المسيحية القوية التي تكيل الثناء على الأسد في لبنان، وقد زار سوريا أكثر من مرة خلال الأعوام الماضية، كما قدم مديحاً في الأسد خلال جولاته الأوروبية، وفي إحدى زياراته إلى الإليزيه عام 2011 قال الراعي عن الأسد إنه "رجل طيب". ويُقرأ من لقاء حسون والراعي، أن المحور السوري الإيراني بات يوسع دائرة العلاقات في لبنان، وهذه المرة كانت الطائفة المارونية هي الهدف. وكان حسون، العائد حديثاً من إيرلندا بعد خطاب ألقاه في البرلمان الإيرلندي، قد وصل إلى لبنان مع نشر صحيفة الوطن السورية مقابلة مع الأسد، وجّه خلالها رسالة إلى لبنان، اعتبر فيها أنه "لا يمكن للبنان أن يكون بمنأى عن الحرائق التي تشتعل حوله ويتبنى سياسة اللا سياسة." رسالة الأسد تزامنت مع استعادة قواته لمدينة حلب، التي زارها عون عام 2008، وكانت بمثابة الطلب من لبنان تقديم المزيد من الجهود لدعم نظامه، رغم أن "سياسة النأي بالنفس" لم تكن سوى طرفة من طرائف لبنان الكثيرة، إذ في اليوم التالي من التوصل إلى هذه الفكرة بين الأفرقاء السياسيين بعد رفض الحكومة اللبنانية في ديسمبر/كانون الأول 2011 إرسال خبراء أمنيين وحقوقيين للمشاركة في بعثة المراقبة الدولية إلى سوريا لعدم إثارة حلفاء الأسد في لبنان، حشد حزب الله مقاتليه وأرسلهم إلى سوريا، وترك "سياسة النأي بالنفس" لتلتزم بها الأطراف لا تفعل شيئاً في سوريا. هذه الوقائع تدفع للتساؤل بحق، كيف يمكن لإيران والسعودية أن يتعاركا في الميدان السوري، وأن يتحولا فجأة إلى رابطة مشجعين متحمسين للفريق نفسه في لبنان؟

يجمع السياسيون والمحللون في بيروت على تقديم إجابة موحدة على هذا السؤال: لبنان متنفسُّ للجميع، والكل يتفق على ضرورة عزله عن النار المشتعلة في سوريا.

بيد أن هذه الإجابة تصوّر حزب الله وكأنه الفراشة التي أغواها ضوء النار في سوريا، ومكافأة لأدائها رقصة الفراشة حول النار، على الجميع أن يشاهد عروضها في لبنان ويصفّق لها. في الواقع، هذا التبرير سمح للتحالف الإيراني- اللبناني بالتقدم على منافسيه في لبنان بتوجيه الموقف الرسمي اللبناني في المحافل الدولية لصالحه، وأي نجاح في انتشال لبنان من هذا الواقع مرتبط بمدى استعداد دول مجلس التعاون الخليجي قطع الطريق أمام سعي إيران في البحث عن صديق جديد للأسد في الحي، والتوقف عن النظر إلى لبنان على أنه عبءٌ على الرياض. وحقيقة الأمر، فإن إيران وسوريا هما من يدفعان بالأحداث مثلما يفعلان حالياً في المناطق السورية التي أضحت خراباً بسبب الحرب ولا رائحة فيها إلا للموت والحرائق. منتدى فكرة هو مبادرة لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. والآراء إلى يطرحها مساهمي المنتدى لا يقرها المعهد بالضرورة، ولا موظفيه ولا مجلس أدارته، ولا مجلس مستشاريه، وإنما تعبر فقط عن رأى صاحبها.

   

كيف سيبرر نصرالله التضحية بشباب شيعة لبنان تاييداً لنظام بشار الاسد المتهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية..؟؟

بقلم مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات.. حسان القطب/الأربعاء 8 شباط 2017

يبدو ان نظام بشار الاسد قد انتهت صلاحيته ولم يعد بالامكان تعويمه.. او اعادة احياؤه او تسويقه نتيجة انفضاح امره، وامر من يدعمه ويقف وراءه ويدفع فواتير جرائمه..؟؟ فكان لا بد من كشف اوراقه وارتكاباته التي تبرر التخلص منه والانتهاء من عبئه..!! والا لماذا الان... وكيف اتفق ان منظمة العفو الدولية كشفت حالياً بعد طول تجاهل..؟؟ النقاب عن الجريمة التي ارتكبها نظام بشار الاسد بحق المواطنين السوريين.. (حيث كشف تقرير جديد مروع، من إعداد منظمة «العفو الدولية» (امنستي انترناشونال)، النقاب عن وجود حملة مدروسة تنفذها السلطات السورية على شكل إعدامات خارج نطاق القضاء، وتتم عن طريق عمليات شنق جماعية داخل سجن صيدنايا... وتم شنق نحو 13000 شخص سراً في صيدنايا على مدار خمس سنوات، غالبيتهم من المدنيين الذين يُعتقد أنهم من معارضي الحكومة...)؟؟

بناءً على هذا التقرير فإن كل من وقف الى جانب الاسد الاب كما الابن هو شريك في جريمة بل جرائم عديدة ارتكبت ضد الانسان والانسانية، وتحديداً ضد الشعب السوري كما الشعب اللبناني والفلسطيني.. سواء تم تاييدهما بالكلمة او بالمال او بالرجال او بالعتاد او بالاعلام... او تم تجاهل جرائمهما...؟؟

الولايات المتحدة التي تطارد عناصر القاعدة في غياهب الصحاري وداخل الانفاق وفي عمق الجبال وتقوم بتصفيتهم.. سواء باجراء عمليات انزال جوي كما جرى في اليمن منذ ايام او بالقصف بواسطة الطائرات المقاتلة او المسيرة عن بعد..كما يجري في اليمن وافغانستان وسوريا والعراق..؟؟ ولكنها والى الان لم تعلم او تتاكد.. او هكذا تقول بحجم ووحشية الجرائم البشعة  التي ارتكبها بشار الاسد بحق الشعب السوري والشعوب المجاورة..؟؟ كما ان مؤسسات المجتمع الدولي لا تزال تتحرى الحقيقة وتحقق في صحة الاخبار والمعلومات والتقارير والصور والافادات التي نقلها شهود عيان...؟؟ وروسيا الاتحادية لا تزال تحاول بقوة ان تتثبت اذا ما ما استعمل نظام بشار الاسد الغازات السامة فعلاً في صراعه مع المعارضة السورية، واذا ما كان النظام وعناصره من قام بقصف القرى والمدن السوري بالمواد القاتلة المحرمة دولياً..؟؟ انها الدقة في متابعة القرائن والادلة.. ولا باس اذا ما سقط مئات الالاف من المواطنين المدنيين الابرياء...؟؟ فنحن من شعوب دول العالم الثالث..؟؟ ارواحنا ودماؤنا..رخيصة ..؟؟

وايران وقفت الى جانب بشار الاسد التزاماً منها بالاسلام المحمدي الاصيل الذي من المفترض انه يناقض ويرفض الظلم والقهر والعنف والاغتصاب والتهجير والحصار والتجويع..؟؟ الا اذا كان ما يقوم به الاسد هو من صلب الدين المحمدي الاصيل الذي لا يعرفه ويفهمه سواء حكام ايران وميليشياتها في لبنان والعراق وسائر انحاء العالم...؟؟؟؟ فقامت بتجنيد المرتزقة من كافة اصقاع العالم للدفاع عن نظام بشار الاسد..؟؟

إن تجاهل الجريمة يوازي المشاركة في ارتكابها...؟؟ لان من يتجاهل جريمة بهذا الحجم والقسوة والعنف فإن هذا معناه انه يؤيد من يرتكبها ولا يرى ضرراً في ارتكابها او يمنع عدم ارتكابها..؟؟ او ان الشعب السوري كما اللبناني والفلسطيني يستحقون المزيد من عمليات القتل والتهجير والشنق والسجن والتعذيب..؟؟

إذ تقول الشهادات، (أن المعتقلين كانوا يواجهون ضرباً مبرحاً بعد اقتيادهم من زنزاناتهم ليلاً، قبل أن يتم شنقهم "في منتصف الليل وفي سرية تامة". وأوضح التقرير أنه "طوال هذه العملية يبقى السجناء معصوبي الأعين، لا يعرفون متى أو أين سيموتون إلى أن يلف الحبل حول أعناقهم". أحد القضاة سابقين، الذين حصلت "العفو الدولية" على شهادتهم، وكان يشهد عمليات الإعدام، قال إن السجناء الذين يتم إعدامهم "كانوا يبقونهم معلقين هناك (على المشانق) لمدة 10 إلى 15 دقيقة". وأضاف أن "صغار السن من بينهم كان وزنهم أخف من أن يقتلهم فكان مساعدو الضباط يشدونهم إلى الأسفل ويحطمون أعناقهم".)...

ولكن رداً على هذه الاتهامات الموصوفة جاء جواب بشار الاسد على الشكل التالي : (نقلت وكالة الأنباء السورية عن الأسد قوله في مقابلة مع وسائل إعلام بلجيكية، «نعرف جميعاً أن مؤسسات الأمم المتحدة ليست حيادية، إنها منحازة بسبب النفوذ الأميركي والفرنسي والبريطاني بشكل رئيسي، إنها مسيسة وتعمل على تنفيذ أجندة تلك البلدان ولا نكترث لها»...)

جرائم بشار الاسد هذه سبق ان تمت ممارستها على يد.. حافظ الاسد وشقيقه رفعت الاسد.. إذ وقعت مذبحة مدينة حماة..( في 2 فبراير/ شباط 1982 واستمرت 27 يوماً متواصلة، بدأت بتطويق المدينة البالغ عدد سكانها آنذاك نحو 750 ألف نسمة وعزلها عن العالم وقطع وسائل الاتصال عنها ومنع دخول وخروج أي من سكانها. بعدها تم قصفها بالمدفعية واجتياحها عسكرياً، بقيادة العقيد رفعت الأسد شقيق الرئيس الراحل، حافظ الأسد، والذي حاول لاحقاً التنصل من علاقته بما جرى ملقياً المسؤولية على ما قال، إنها لجنة أمنية بقيادة رئيس أركان الجيش، العماد حكمت الشهابي، ونائبه علي أصلان، إضافة إلى عضو القيادة القطرية، وليد حمدون. والتي أسفرت عن تدمير شبه كامل للمدينة وتهجير كثير من سكانها وقتل عشرات الآلاف، ومثلهم ما زالوا من المفقودين حتى الآن...)؟؟

بالتاكيد لن تذهب دماء شهداء سوريا ولبنان وفلسطين سدى.. ؟؟ ونشر هذا التقرير حتى لو كان منحازاً كما يقول بشار الاسد.. فإنما يؤكد دون شك ان موعد سقوطه قد اصبح وشيكاً..وان خلاص الشعب السوري من الطاغية لم يعد بعيداً.. وان التفاوض في الاستانة كما في جنيف مستقبلاً  يجري على خلافته واستبداله لا على استمراره..؟؟

ولكن يبقى علينا ان نتساءل هنا في لبنان.. الذي يقف البعض من مؤسساته واحزابه وميليشيا حزب الله مؤيدة وداعمة لنظام الاسد... رغم معايشة كل مواطن لبناني لجرائم الاسد حتى قبل انطلاق واندلاع الثورة السورية وخلال وجود جيشه في لبنان.. حيث الجميع يعرف ان آلاف من المواطنين اللبنانيين والفلسطينيين فقدوا او سجنوا او تم تعذيبهم في السجون السورية.. كما قتل الالاف ايضاً على حواجز جيش الاسد في لبنان.. وهذه وقائع لا يمكن ان تنسى او تمحى من ذاكرتنا.. فهل سوف يشرح لنا حسن نصرالله في خطابه المقبل اسباب واهداف ودوافع التضحية بآلاف الشباب اللبناني الشيعي لحماية نظام بشار الاسد الذي يتهاوى والمتهم بالوثائق بارتكاب هذه الجرائم البشعة ضد الانسانية..؟؟ وهل يستحق نظام بشار الاسد كل هذه القرابين البشرية، والتضحية بمصالح وعلاقات طائفة وبالسلم الاهلي والاستقرار الوطني لابقائه على راس السلطة..؟؟ ام ان المشترك بينهما فكراً وثقافةً وسلوكاً اكبر واعمق من ان نفهمه وندركه...؟؟؟؟؟؟

 

3 سيناريوات لسياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط

 بول سالم/الحياة/09 شباط/17

هناك أمران يتصدران قائمة أولويات سياسة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب الخارجية: التجارة والأمن. في ما يتعلق بالتجارة، سيركز ترامب على دول مثل الصين والمكسيك واليابان، أما بالنسبة الى موضوع الأمن، فسيتوجه تركيزه الى منطقة الشرق الأوسط. وحدد ترامب أن التهديد الأمني الرئيسي الذي يواجه الولايات المتحدة هو «إرهاب الإسلام المتطرف» وتعهد بالتحالف مع «العالم المتحضر» لمواجهته و «إزالته من على وجه الأرض». فقد عين لقيادة فريقه للأمن القومي عسكريين متمرسين كالجنرال مايكل فلين مستشاراً للأمن القومي، والجنرال جيمس ماتيس وزيراً للدفاع. للجنرال فلين خبرة طويلة في محاربة الجماعات الإرهابية من خلال عمله كضابط استخبارات في الجيش، وماتيس كان القائد العام السابق للقيادة المركزية، وقاتل حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة» في أفغانستان والعراق. وقام ترامب بأول زيارة له كرئيس إلى مقر وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي)، وأخبرهم بأنهم سيكونون في طليعة الحرب على الإرهاب.

ولذا يمكننا أن نتوقع أن تقوم إدارة ترامب باستخدام كل إمكانات فروع الجيش المختلفة والاستخبارات لتكثيف الحرب على «داعش» و «القاعدة».

لكن، لا تزال هناك أسئلة كثيرة قائمة: هل سيقوم ترامب بإرسال المزيد من القوات الأميركية إلى المنطقة؟ إن الشعب الأميركي لا يزال يعارض بشدة الانتشار الواسع للقوات، لكننا قد نرى زيادة في الضربات الجوية ونشاط الاستخبارات، فضلاً عن زيادة في نشر وحدات صغيرة من القوات الخاصة. وستكون إدارة ترامب أقل تردداً من إدارة أوباما في استخدام القوة الجوية الكبيرة الحجم وتجاهل الضحايا المدنيين. وهذا يجعلها أقرب إلى النهج الروسي.والواقع أن الموقف تجاه روسيا هو أحد المسائل الرئيسية في الإدارة الجديدة. يبدو أن ترامب يرى في روسيا شريكاً محتملاً. ولوزير الخارجية ريكس تيلرسون موقف مماثل إلى حد ما. ولكن فريقه للأمن القومي، من فلين الى ماتيس إلى مايك بومبيو رئيس وكالة الاستخبارات المركزية، يعتبرون روسيا عدو أميركا الرئيسي في العالم على المدى الطويل. فكيف ستحسم او ستترجم هذه التناقضات تجاه روسيا؟

يمثل الموقف تجاه إيران تناقضاً آخر في سياسة هذه الإدارة. فترامب وفريقه الأمني يرون أن إيران عدو يجب إضعافه وصده، وقد وجه فلين انذاراً الى إيران في الأيام الماضية. بل إن فلين، في تصاريح سابقة، ذهب إلى حد الإصرار على تغيير النظام في طهران. لكن ترامب عبّر مراراً انه قد يفضل العمل مع روسيا في سورية، ولمصلحة نظام الأسد في مواجهة معارضيه. هذا في الواقع يعني انحيازاً الى إيران في سورية. وتعمل الولايات المتحدة بالفعل مع حلفاء إيران في العراق لإبعاد «داعش» من الموصل. كيف يمكن الإدارة الجديدة أن تضعف إيران على نحو فاعل وتتصدى لتدخلاتها في الشرق الأوسط إذا كانت عملياً تتحالف معها في بلاد الشام وتقوي قبضتها من البصرة إلى بغداد، ومن الموصل إلى حلب وحماة وحمص ودمشق وبيروت؟!

كما أن ترامب تعهد خلال حملته الانتخابية بتمزيق الاتفاق النووي مع إيران في «اليوم الأول» لرئاسته. لكن ريكس تيلرسون قال إنه سيأمر بـ «مراجعة» الاتفاق – مما يعني أن الصفقة من المرجح أن تبقى في الوقت الراهن، حتى لو قامت الإدارة الجديدة بمراقبة الاتفاق بصورة أدق.

ما يقلقني أكثر من غيره هو تساؤل جوهري حول فهم ترامب وفريقه للعلاقة بين الإرهاب والإسلام. فقد قال ترامب في كلمته عند تنصيبه رئيساً إنه سيوحد العالم «المتحضر» ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف. ما هو المقصود بالضبط من تلك الإشارة؟ فهناك العديدون في فريقه، بمن فيهم مايكل فلين وكبير الاستراتيجيين في البيت الأبيض وكبار مستشاريه ستيف بانون، فضلاً عن الكثيرين في الحركة التي يقودها ترامب، أو الحركات التي تصاعدت في أوروبا، يعتبرون أنهم في «صراع حضارات» بين «الغرب المسيحي» و «الشرق المسلم». فهم يميزون بين ما يسمونه «الحضارة المسيحية» في الغرب وبين «الحضارة الإسلامية». حتى أن فلين في كتابه «ميدان المعركة» يصف الإسلام بأنه «حضارة فاشلة»! لقد فهم الرئيسان أوباما وبوش أن الجماعات الإرهابية مثل «داعش» و «القاعدة»، خطفت وشوهت عناصر من التراث الإسلامي وذلك بشن حرب عدمية ليس فقط ضد الغرب ولكن الأهم من ذلك ضد الدول والمجتمعات في العالم الإسلامي نفسه. كما أن الرئيسين السابقين فهما أن الدول والمجتمعات الإسلامية كانت ولا تزال الحليف الرئيسي وحجر الزاوية في الحرب على الإرهاب. أما الخوف هنا أن يختلط الأمر في الإدارة الجديدة بين الحرب على الإرهاب ومعاداة الإسلام والمسلمين في شكل عام. وزاد هذا القلق في الأسبوع الفائت عندما أصدر الرئيس ترامب قراراً رئاسياً بمنع دخول مواطنين من سبع بلدان أكثرية مواطنيها مسلمون.

إلى جانب هذه المخاوف المرتقبة والأسئلة التي لا تزال معلقة، ما هي السيناريوات المحتملة لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة؟ برأيي هناك ثلاثة سيناريوات محتملة:

السيناريو الأول هو سيناريو التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا. وهذا لم يسبق أن حدث في شكل معمق أو ثابت منذ الحرب العالمية الثانية، ولكن إذا حصل فقد يؤتي ثماراً مثيرة للاهتمام. فالولايات المتحدة وروسيا يمكنهما أن تعملا معاً على هزيمة «داعش» بسرعة أكبر ومكافحة تنظيم «القاعدة». ويمكنهما التعاون والاعتماد على الحلفاء الإقليميين لإنهاء الحرب في سورية واليمن وليبيا، والعمل مع الصين وأوروبا للتركيز على إعادة بناء الدول المنهارة وإعادة التأهيل والإعمار. ويمكنهما أيضاً القيام بمراقبة مشتركة للاتفاق النووي مع إيران، وربما إيجاد طرق لإقناع أو إرغام إيران على التراجع عن سياسة تسليح الميليشيات والتدخلات الإقليمية. ولكن علينا أن نتذكر ان كلاً من بوش وأوباما بدآ رئاستهما بتفاؤل كبير حول التعاون مع روسيا، ولكن سرعان ما اصطدم هذا التفاؤل بواقع تناقض المصالح.

السيناريو الثاني قد ينتج من السيناريو الأول، وذلك أن محاولات التعاون في مرحلة أولى قد تنهار وتفسح المجال للسيناريو الثاني وهو مرحلة من التنافس بين القوى العظمى. وهذا يعيدنا بالذاكرة إلى أجواء سنوات الحرب الباردة. وفي حالة هذا السيناريو سيكون على الولايات المتحدة أن تسرع في إعادة بناء علاقاتها مع الحلفاء الإقليميين التقليديين مثل مصر والمملكة العربية السعودية وتركيا وإسرائيل وقيادة تحالف قوي للتصدي من جديد للتحالف الروسي- الإيراني في المنطقة.والسيناريو الثالث هو أن ترامب قد يتخلى، بعد مرحلة تجارب مريرة، عن منطقة الشرق الأوسط في شكل عام ويتراجع وراء جدران «القلعة الأميركية». ويعزز احتمالات هذا السيناريو في المدى المتوسط وجود نزعة انعزالية قوية في تفكير ترامب وكذلك في مزاج أتباعه، وقد نشير الى حماسة اتباعه عندما يعد ترامب ببناء جدار يفصل أميركا عن المكسيك مثلاً. وإذا «تراجع» ترامب بهذا الشكل فقد ينسحب من الشرق الأوسط في شكل أوسع مما فعله أوباما، ويترك المنطقة آنذاك مفتوحة للصراع بين القوى الإقليمية وروسيا والجماعات الإرهابية المختلفة. ولكن لا يزال من السابق لأوانه معرفة أي الاتجاهات والسيناريوات سيتحق، ولكن من المهم بالنسبة الى قادة المنطقة التواصل مع الإدارة الأميركية الجديدة وتوجيهها بعيداً من نزعاتها الأكثر خطورة ونحو سياسات أكثر إيجابية وأكثر إفادة لاستقرار المنطقة.

* كاتب لبناني ونائب رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن

 

خامنئي… وأيام إيران الصعبة

طارق الحميد/الشرق الأوسط/08 شباط/17

كسر المرشد الإيراني علي خامنئي صمته٬ وتحدث معلقًا على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب٬ التي حذر فيها طهران أخي ًرا٬ حيث يقول خامنئي إن الرئيس الأميركي الجديد كشف «الوجه الحقيقي» للفساد الأميركي! وطالب خامنئي الإيرانيين بالرد على «التهديدات» الأميركية٬ يوم الجمعة٬ في ذكرى الثورة الخمينية. وأضاف خامنئي في تصريحات له أثناء اجتماعه بقادة عسكريين في طهران: «نحن ممتنون (لترمب) لجعل حياتنا سهلة٬ لأنه كشف الوجه الحقيقي لأميركا». إلا أن اللافت هنا٬ خصو ًصا في الحديث عن «الحياة السهلة» التي تحدث عنها المرشد الإيراني٬ هو أن تصريحات المرشد هذه تناقض تصريحات وزير خارجية إيران٬ التي يقول فيها: «أعتقد أن ترمب سيدفع باتجاه إعادة التفاوض (حول الملف النووي). لكن إيران والدول الأوروبية لن تقبل بهذا. أمامنا أيام صعبة»! فمن نصدق هنا٬ المرشد الإيراني٬ أم وزير خارجية إيران؟ الحقيقة أن علينا هنا أن نتذكر أن المرشد الإيراني لم يكن ودوًدا أوائل فترة رئاسة الرئيس الأميركي السابق أوباما٬ الذي بادر بإرسال الرسائل للمرشد الإيراني٬ لكن الأمور انتهت إلى ما هو معلوم٬ ووقّعت إيران الاتفاق النووي مع أميركا والغرب. اليوم٬ نحن أمام حالة مختلفة٬ حيث بادر الرئيس ترمب بتحذير إيران٬ وإعلان وضعها تحت الملاحظة٬ مع تحذيرات واضحة٬ وكان أكثرها لفتًا للأنظار عندما حذر ترمب الإيرانيين بأنهم لن يجدوا منه معاملة مميزة كما وجدوها أيام أوباما٬ وعلى أثر تحذيرات ترمب هذه خرج المرشد الإيراني عن صمته مهاج ًما٬ وقائلاً إن ترمب «أكد ما كنا نقوله منذ أكثر من 30 عا ًما عن الفساد السياسي والاقتصادي والأخلاقي والاجتماعي في نظام الحكم بالولايات المتحدة»٬ التي وقّعت معها إيران بالطبع٬ وبموافقة المرشد نفسه٬ الاتفاق النووي! وعليه٬ فإن التصريحات السياسية الأميركية الأخيرة٬ وكذلك بعد تصريحات المرشد هذه حول أميركا٬ وترمب٬ توحي بأن تقييم وزير الخارجية الإيراني هو الأقرب للدقة٬ عندما قال عن الملف النووي الإيراني٬ وبالطبع العلاقة مع أميركا: «أمامنا أيام صعبة»٬ وأكثر من تصريحات المرشد عن «الحياة السهلة». وربما تكون الأمور مع ترمب أسهل للمرشد٬ والمتشددين الإيرانيين٬ لمواصلة القمع٬ والأعمال العدوانية٬ وبالتالي ممارسة مزيد من التقييد في إيران٬ لكنها بكل تأكيد لن تكون سهلة لنظام إيران٬ سياسًيا٬ ولا اقتصادًيا٬ ولا عسكرًيا. ومواقف الرئيس ترمب ليست الصعوبة الوحيدة أمام إيران٬ وإنما كذلك مواقف دول المنطقة تجاه طهران٬ فاللعب اليوم بالمنطقة بات على المكشوف٬ ولم يعد هناك كثر مخدوعون بإيران٬ وكما كان الوضع عليه قبل سنوات٬ وتحديًدا قبل ما ُيسمى بـ«الربيع العربي»٬ حيث لا يوجد في المنطقة اليوم حلفاء حقيقيون لإيران٬ فضلاً عن الجماعات الإرهابية٬ أو الأنظمة المعزولة٬ أو المنهارة.ومن هنا٬ وبعد تصريحات المرشد هذه٬ تكون الحرب الكلامية بين واشنطن وطهران قد بدأت رسمًيا٬ وبدأ العد التنازلي لأيام إيران الصعبة٬ و َمن يدري؟! فربما تكشف لنا الأيام عن محاولات إيرانية أي ًضا لفتح قنوات خلفية مع إدارة ترمب٬ فالصراخ الإيراني عادة ما يكون للتغطية على حيلة جديدة.

 

سورية والعراق... الحلول تتطلّب تحجيم دور إيران

 عبدالوهاب بدرخان/الحياة/09 شباط/17

قبل أن يبدأ التصعيد الأميركي ضد إيران، كانت عوامل التباعد بين روسيا وإيران تعدّدت وتعمّقت. لم يكن قد مضى اسبوعان من عمر الادارة الأميركية الجديدة حتى دقّت طهران الباب فسمعت الجواب: تحذير رسمي، ليس فقط بالرّد على التجربة الصاروخية الإيرانية، بل بفتح ملفات العراق وتهديد الملاحة الدولية بعد الهجوم الحوثي على الفرقاطة السعودية، وكذلك رعاية الإرهاب. في المقابل يتواصل الصراع الصامت بين الروس والإيرانيين داخل سورية، بين تنازع النفوذ على المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية وعلى تثبيت وقف اطلاق النار، وبالأخص مَن له الكلمة العليا والأخيرة على نظام بشار الأسد. بديهي أن النفوذ الروسي يتقدّم بخطى ثابتة، فيما لا يزال النفوذ الإيراني قادراً على تعطيل الهدنات وتخريبها، إلا أن يقينه في شأن مستقبله السوري بات مشوباً بالشكوك والتساؤلات.

القاسم المشترك بين روسيا وأميركا، ولو شكلياً، اسمه: الحرب على الإرهاب، أو ضرب «داعش». كانت طهران سبقت موسكو وواشنطن في إعلان حربها على هذا العدو، حين وضعت «هزيمة التكفيريين» هدفاً لتدخّلها في سورية. وبعدما انتشر «داعش» بين العراق وسورية أوعزت إيران لبغداد نوري المالكي بطلب المساعدة الأميركية لصدّ المدّ الإرهابي، وما لبثت هذه العودة الأميركية أن استحثّت تدخّل روسيا «لإنقاذ» حليفها نظام الأسد سواء من الإرهابيين أو أيضاً - كما روّج الإيرانيون - من ضربة أميركية محتملة. وبين الدورَين الأميركي والروسي حاولت إيران طرح نفسها شريكة في محاربة الإرهاب، بغية إضفاء مشروعية على سياستها التدخّلية وأنشطة ميليشياتها، وحققت نجاحاً كليّاً هنا وجزئيّاً هناك، إمّا لحاجة الروس اليها في سورية أو لرغبة ادارة باراك اوباما في مجاملتها في العراق. غير أن ترتيبات «ما بعد حلب» في سورية و «ما بعد داعش» في العراق كشفت للروس والأميركيين بالتزامن أن لديهم مشكلة تقتضي تحديد دور إيران (وميليشياتها) أو الحدّ منه.

انتهت اذاً مرحلة صعود الخط البياني بالنسبة الى إيران لتبدأ مرحلة الهبوط، أما وقف الهبوط للشروع بمرحلة ثبات فيرتبط أولاً بجعل طموحاتها واقعية وثانياً بحسن سلوكها، فقد لا ينفع دهاؤها أو دفع أتباعها الى مزيد من التطرّف. إذ إن تهديدات «الحرس الثوري» بالصواريخ وغيرها، مهما كانت جدّية، تبقى محدودة باستراتيجية دفاعية تتجنّب فيها إيران تعريض أراضيها ومنشآتها وبالأخص نظامها لأي أخطار مباشرة. أصبح عليها من الآن فصاعداً أن تغيّر كل حساباتها لردود الأفعال الأميركية عمّا كانت عليه في عهد باراك أوباما. ولا بدّ لها من مراجعة تكتيك التحرّش بالقطعات البحرية الأميركية، ومن نسيان حادث احتجاز الزورقين الأميركيين (كانون الثاني/ يناير 2016) وسكوت واشنطن على إذلال بحارتهما.

ومع أن ادارة دونالد ترامب استخدمت لهجة مرتفعة في مخاطبة طهران، إلا أنها ليست متعجّلة لمواجهة حربية معها، بل مصممة على كبح الجموح الإيراني أينما استطاعت ذلك، لأن إيران تصعّد خارج أرضها وبواسطة أتباعها، وبالتالي فإن المواجهة المحتملة مرشّحة لأن تحصل حيث هناك تماس بين الطرفَين، أي في العراق، وكان في الإمكان تصوّرها في اليمن إلّا أن السيطرة على باب المندب حُسمت، لكن الإيرانيين قد يدفعون الحوثيين الى تصعيد «انتحاري» أوسع ضد السعودية للتغطية على تراجعهم في ميدي والمخا. ويجب عدم استبعاد احتمال أن يعاود الإيرانيون إشعال جبهة الجنوب اللبناني سعياً الى اجتذاب الرأي العام العربي والاستفادة معنوياً بتأكيد أن ما تتعرّض له إيران، وكل الأدوار التي قامت بها على مرّ الأعوام السابقة، انما كانت بسبب تحدّيها ومواجهتها لإسرائيل.

كلٌّ من هذه السيناريوات لا يفترض أن إيران نفسها ستتعرّض لضربة مباشرة من شأنها أن تشدّ العصب الوطني، بل يعني أنها لن تتمكّن من الحفاظ على منطقة النفوذ، أو «العواصم الأربع» التي تدّعي السيطرة عليها. ذاك أن لعبها بورقة الإرهاب قد يكون جلب لها مكاسب لكنه صار مكشوفاً، بل يقترب من الارتداد عليها. فحتى لو كانت روسيا وأميركا شاركتاها العبث بتلك الورقة ومكاسبها إلا أنهما تتطلّعان الآن الى تعاون عنوانه الرئيسي إنهاء مرحلة «داعش»، وتجدان أن إيران (وميليشياتها) عقبة يجب كسرها للانتقال الى المرحلة التالية. باتت الدولتان الكُبريان، حتى قبل بلورة أي تفاهمٍ أو تنسيقٍ جديدَين بينهما، مقتنعتَين بأن ثمة ترتيبات سياسية يجب أن تسبق أو تواكب القضاء على «داعش» وإلّا فإنه سينهض سريعاً بصيغة وشعارٍ جديدَين. وقد تأكدت روسيا بأن مشاريعها لإنهاء الصراع المسلّح أو تجميده في سورية تصطدم بالأجندة الإيرانية، فيما تيقّنت أميركا أن الحسم النهائي في الموصل لا يشكّل نهايةً للإرهاب في العراق طالما أن إيران تُجهض، عبر ميليشيات «الحشد الشعبي»، أي سعي الى اتفاق أو مصالحة سياسيَين.

في كل التقديرات، ومهما بلغت قوة الأمر الواقع واعتباراته، لا يمكن أن تستقيم حلول سياسية وفقاً للصيغ والمعادلات التي بنتها إيران، سواء باستراتيجية «تصدير الثورة» أو بأساليب الشحن والعسكرة المذهبيَين. ففي حال سورية، مثلاً، ومع افتراض أن أميركا والدول العربية والغربية المعنية قبلت ضمناً ببقاء الأسد في منصبه تسهيلاً لانطلاق مرحلة انتقالية، فإن هذه الأطراف لا يمكن أن تقبل معادلة «الأسد + إيران (وميليشياتها)»، والأكيد أن موسكو لن تتبرّع بأي ضمان لمثل هذه المعادلة. أما في العراق فإن مجرّد الاعتقاد بأن الدور الإيراني دعامة للاستقرار والسلم الأهلي خطأٌ وخطيئةٌ فادحان، فلا ميليشيات قاسم سليماني تشكّل صمّام أمان ضد عودة «داعش»، ولا تهميش إيران للجيش الوطني وهيمنتها على الأحزاب الشيعية الحاكمة يوفّران ضماناً للمصالحة والوئام ومشاركة الجميع في إعادة بناء الدولة. أبعد من ذلك، ومع افتراض أن روسيا وأميركا تبحثان عن توافق بينهما لتقسيم سورية والعراق، أو لفدرلتهما وتقاسم النفوذ بينهما ونقل بعضٍ منه الى قوى إقليمية متحفّزة (أسرائيل وإيران وتركيا)، فإن تقاسم النفوذ وتوزيعه لا يمكن أن يتمّا وفقاً للمعادلات أو للمساومات التي تخيّلتها طهران.

يبقى العراق بالنسبة الى إيران الركيزة الأساسية لأي نفوذ خارجي لها، أما سورية فيتيح موقعها اللعب بأوراق إقليمية شتى. لكن طموحات إيران، شاءت أم أبت، صارت في مواجهة مصالح الدولتين الكُبريَين. وقد ذكّرها ترامب بأن أميركا تريد حصة متناسبة مع التريليونات الثلاثة التي أنفقتها أميركا في العراق، أما فلاديمير بوتين فألزم حكومة الأسد بتعاقدات من شأنها أن تمنح روسيا تحكّماً بكل مشاريع إعادة الإعمار في سورية، ما أثار طهران، فمارست أشدّ الضغوط على الأسد للإسراع بإرسال وفد حكومي لتوقيع الاتفاقات التي منحت إيران إمكان إنشاء ميناء نفطي ومناجم فوسفات وترخيصاً لشركة هاتف نقّال. وفي الوقت نفسه، ما أن طرح مشروع الوقف الشامل لإطلاق النار حتى صار مصير الميليشيات الموالية لإيران في سورية قيد التداول، ومع الدفع الإيراني باتجاه خرق وقف النار شعرت موسكو بأن سلطتها في سورية تتعرّض لتحدٍّ غير مسبوق، وإذا كانت تسعى فعلاً الى حل سياسي جدّي مع إصرارها على وجود الأسد فإنها تواجه ضرورة الاختيار بين سورية مع الأسد من دون إيران وبين سورية من دون الأسد وإيران. الأكيد أن إيران لن تسلّم بسهولة بأنها في صدد خسائر متوقّعة في مجمل مشروعها، ولديها أوراق لا تزال قادرة على تحريكها. فالولايات المتحدة لم تتخلَّ عن حاجتها الاستراتيجية اليها كعامل توازن اقليمي، لكن الهوس الإيراني بالهيمنة «الامبراطورية» أخلّ بكل التوازنات والمقاييس وبات يتطلّب منها أن تعيد تعريف مفهومها للنفوذ وأهداف وجودها في الدول التي شاركت في تدمير مدنها وخرّبت نسيجها الاجتماعي، فضلاً عن أهداف تدخلاتها في دول الجوار الخليجي. فالميليشيات التي زرعتها لا يُنظر اليها كعناصر مرجّحة للاستقرار بل كألغام داخلية، كما أن التداخل الذي نسجته بين ظواهر الإرهاب والأزمات الداخلية أصبح لعبة مكشوفة. لكن الأسوأ أن إيران أفسدت الطائفة التي تعوّل عليها حتى غدا شيعتها رمزاً للتغوّل والترهيب.

 

إنهاء «داعش» يمرّ بقصر المهاجرين

 حسان حيدر/الحياة/09 شباط/17

التقرير الذي نشرته «منظمة العفو الدولية» عن «المسلخ» الذي تحولت إليه سورية في عهد بشار الأسد، لا يشكل مفاجأة أو كشفاً بالنسبة إلى السوريين، ولا الفلسطينيين أو اللبنانيين، فهم يعرفون أكثر بكثير مما ورد فيه، وخبروا ذلك بأنفسهم، ليس فقط خلال السنوات الست للثورة، بل منذ بداية عهد الأسد الأب الذي يذكره أهل حماة وبيروت خصوصا. إنه موجه أساساً إلى أولئك الغربيين وبعض العرب الذين يديرون رؤوسهم عن جرائم النظام السوري بذريعة أولوية قتال «داعش» ومنع تمدده إليهم، وخصوصاً دونالد ترامب، فيما تقارير استخباراتهم تؤكد أن معظم إرهابيي البغدادي تخرجوا من سجون وأجهزة النظام السوري الذي يفوقهم دموية، لكنه «يعمل» بصمت ومن دون أشرطة مصورة. الفارق الرئيس مع «داعش» أن نظام الأسد لا يوجه تهديدات مباشرة إلى الغرب، ولا يعلن مسؤوليته عن إرسال الإرهابيين إلى دوله. إنه يبعث بهم سراً، مثلما تظهر التحقيقات في باريس وبرلين واسطنبول، ثم يفاوض على دور له في «وقف» تسربهم. فنظامه ينتمي إلى مدرسة أشد خطورةً ودهاءً من «مروجي الخلافة»، إذ يمتهن القتل والتنكيل والتهجير تحت غطاء شعارات السياسة ومبرراتها، حتى أنه يدعي قتال الإرهابيين، ويطرح نفسه شريكاً في المعركة ضدهم، فيما يوجه معاركهم ويحدد أهدافهم.

ومثلما ابتلع الغرب الطعم طوعاً في السابق، عندما نكّل نظام الأسد بجيرانه، من دون أن يقرب إسرائيل، ها هو ترامب يعض الصنارة نفسها. فمحاسبة الأسد ليست بين أولوياته، لأن المعركة ضد «داعش» مستعجلة جداً، وقد أمهل مستشاريه شهراً لوضع خطة القضاء عليه، ولا وقت لديه للنظر في أمر مئات آلاف القتلى السوريين وملايين المهجرين، ولا في أمر البراميل المتفجرة أو القنابل الكيماوية، فهذه ليست من اختصاص إدارة المقاولات في البيت الأبيض. وإذا كان لا أمل يرجى من إيران المتورطة حتى النخاع في مقتلة السوريين بدوافع مذهبية وقومية، لا يُحسن مسؤولوها إخفاءها، ولا من روسيا التي تشارك نظام الأسد معارك الإبادة الجماعية منقادة لمصالحها وتوقها إلى استعادة «المجد» السوفياتي، فلماذا تتورط دول تتغنى بالدفاع عن حقوق الإنسان وتمثيل «العالم الحر» في إخفاء معالم المذبحة الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية؟ ألا تذكر فكرة التحالف مع الأسد ضد «داعش» بالنظرية الحمقاء التي تبناها بعض الأوروبيين لدى بروز النازية في المانيا في مطالع ثلاثينات القرن الماضي، واعتبارهم أن باستطاعتهم استخدام هتلر في إقصاء منافسهيم، قبل أن يتحول صاحب شعار الصليب المعقوف إلى كابوس للعالم كله؟ التجاهل الذي يواجه به ترامب المعارضة السورية، وتهديده بقطع المساعدات الأميركية عنها، واعتباره أن البحث في إخراج الأسد من السلطة يقارب حد «الجنون أو الحماقة»، يعني أن لا أمل في حسم المعركة ضد «داعش» مهما حشد لها الأميركيون، لأن في جعبة نظام دمشق الكثير من المجموعات الإرهابية، الجاهزة للخروج إلى العلن، كلما اقتضى الأمر. وما لم تسعَ الولايات المتحدة وأوروبا والعالم بأسره إلى وقف مسارات القتل المستفحلة بحق السوريين، وتقديم بشار الأسد وعصابته إلى محاكمة دولية، سيظل قصر المهاجرين بؤرة لنشر الإرهاب الفعلي «الهادئ»، بل ويمنح بين الحين والآخر «شهادات حسن سلوك» أهدى آخرها إلى ترامب «الواعد»، وسيظل السوريون ضحية إرهابين متلازمين يمارسهما النظام و«داعش».

 

أولويات إدارة ترامب في الشرق الأوسط: استرداد العراق وحصار إيران

 أسعد البصري/العرب/09 شباط/17

مقاول إيراني يحمل الجنسية الأميركية خرج على الإعلام باكيا في مطار نيويورك، تمّ اعتقاله مع أخيه لأجل التدقيق الذي فرضه الرئيس دونالد ترامب على المسافرين القادمين من سبع دول إسلامية في مقدمتها إيران. يقول المهاجر الإيراني إنه لا ذنب له في سياسة بلاده الأصلية، وعمله هو بناء البيوت، ويحمل الجنسية الأميركية منذ 15 سنة، وقد هرب من الفقر والتطرف الديني في إيران. لقد فضح هذا المشهد بؤس الدولة الإيرانية التي ترفع شعار “الموت لأميركا” بينما طموح مواطنيها اللجوء إلى الولايات المتحدة.

هذه المشاهد صدمت شيعة العراق خصوصا، الذين اكتشفوا أنهم يعيشون الوهم الإمبراطوري الإيراني. لم تعد عندهم رغبة في غسل أقدام الزوار الإيرانيين كما فعلوا في الموسم الماضي. إن ما أطلق عليه كاتب عراقي مرة “الزهو الشيعي” يتعرض لهزة أرضية اسمها دونالد ترامب.

كان برميل البترول بـ12 دولارا في زمن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. وأميركا دولة حليفة للعراق. وميزانية العراق وصلت إلى 150 مليار دولار. غير أن الإسلام السياسي كان مهتما بالتحالف مع إيران، والزيارات المليونية، والنواح بلا سبب. الحقيقة هذا وقت “اللطم” الحقيقي بعد صعود الرئيس ترامب. الآن يحتاج الزائر الإيراني إلى مَن يغسل قدميه في العراق ويتبرك به، بعد منعه من زيارة الولايات المتحدة.

واشنطن تفرض عقوبات على 25 كيانا إيرانيا اعتبارا من الجمعة الماضي، ومنع حوالي مليون إيراني في أميركا من التنقل بحرية خصوصا إلى زيارة بلادهم، أو تحويل المال إليها، أو التجارة وبناء المشاريع والعقارات التي تستقطب العملة الصعبة. هذا حصار اقتصادي وعلمي ضخم. ورغم قساوة هذه الإجراءات فإنها تعتبر مجرد “خطوة أولية” في نظر البيت الأبيض. السؤال هو لو حدثت مواجهة عسكرية هل يتفرج شيعة العراق على ضرب إيران؟ بوجود ثلاث ميليشيات ضخمة تابعة لإيران شخصها الجنرال المتقاعد ديفيد بتريوس، وبوجود أحزاب سياسية شيعية تابعة لإيران يعتبر هذا الانضباط مستحيلا. وإذا تدخلوا سيتم اقتلاعهم من السلطة. ليس عندهم قدرة الدول العربية المركزية التي تتحكم بالنفس ولا تتخذ قرارات ثورية مهما حدث.

دكتاتور قومي

لا ذكر لداعش في الإعلام الأميركي هذه الأيام، ولا توجد تصريحات مسؤولين في هذا الصدد، ولا حتى نقاشات في الإعلام عن داعش. الموضوع انقلب إلى إيران. تحرير الجانب الأيمن من الموصل تجرد سلفا من كونه نصرا شيعيا بسبب تهديد الرئيس ترامب لإيران. انتهى معنى النصر العقائدي، وبقي مجرد جنود يقومون بواجباتهم ويتلقون رواتبهم.  إعادة التوازن إلى العراق ربما ستكون من خلال حاكم سياسي قومي في بغداد، ومرجع روحي معتدل في النجف. هذا سيكون نصرا عربيا كبيرا على إيران لو تحقق

يقول ترامب لا يهمني إذا كان الأسد دكتاتورا، وقال إنه يحب صدام حسين لأنه كان الرجل المناسب لقمع الإرهاب والقاعدة وعملاء إيران. وهذا يوحي برغبته في تنصيب دكتاتور سني قومي عراقي، للحد من الإرهاب والتدخلات الإيرانية.

في جلسة استجواب مهمة، قال الجنرال المتقاعد ديفيد بتريوس مؤخرا “هناك شيء واحد يساعد العراق بصورة كبيرة؛ وهو سيطرة الحكومة المركزية على توزيع عائدات النفط ما يعيد الجميع إلى المركز. والسنة لم تعد لديهم مصادر طاقة كبيرة بعد تغير السيطرة على حقول الشمال، وعليهم العودة إلى بغداد للاستفادة من حقول النفط الهائلة لدى الشيعة”، بمعنى أن هناك أفكارا صحيحة متراكمة تحتاج إلى جرأة للرئيس ترامب.

منذ أسبوعين فقط كان المصلون في طهران يهتفون بالموت لأميركا بينما بلادهم توقع اتفاقا قيمته 16.6 مليار دولار مع شركة بوينغ. اليوم في حكومة ترامب الأمور تغيرت ومثل هذه الشعارات قد تكون لها عواقب وخيمة.

تبدو السياسة الإيرانية حذرة جدا ومتخوفة من المستقبل، ففي زيارته الخميس الماضي لقبور الشهداء لم يلق المرشد الأعلى علي خامنئي خطابه المعتاد. وحافظ على هدوء غير معتاد في مثل هذه المناسبات. إن المواجهة الحالية تهدد مستقبل الرئيس روحاني، فهو صاحب مشروع التقارب مع الغرب، ورفع العقوبات، والاتفاق النووي. ومن الواضح أن الرئيس الإيراني القادم سيكون نسخة متشددة من نوع أحمدي نجاد لقيادة المواجهة السياسية.

الولايات المتحدة نشرت مدمرة تابعة للبحرية قبالة اليمن لحماية الممرات المائية من المسلحين الحوثيين الذين تدعمهم إيران، وسط تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وطهران. مايكل فلن، مستشار الأمن القومي الأميركي، قال إن المشكلة تتجاوز تجربة إطلاق صاروخ باليستي إيراني. ونبه إلى أن استهداف سفينة حربية سعودية بصاروخ إيراني من قبل الحوثيين في البحر الأحمر يعتبر جزءا من الحرب بالوكالة التي تقودها إيران في المنطقة عموما سواء في اليمن أو لبنان أو العراق “إن إدارة الرئيس ترامب تستنكر أفعال إيران التي تهدد الأمن والرفاه والاستقرار في الشرق الأوسط وتعرض حياة الأميركيين للخطر”.

من جانبه صرح علي أكبر ولايتي أن إيران ستستمر في تجاربها الصاروخية. الرئيس روحاني وصف ترامب بالسياسي الساذج والمبتدئ. وقال أمين عام تشخيص مصلحة النظام الإيراني السيد محسن رضائي “ترامب غرد على تويتر بأنه أنذر إيران. لقد وجه من هو أكبر وأضخم منك إنذارا لإيران لكنه لم يستطع فعل شيء. كن حذرا حتى لا يجرك الملك سلمان ونتنياهو إلى التهلكة. أيها السيد ترامب فكر مليا”.

الولايات المتحدة نشرت مدمرة تابعة للبحرية قبالة اليمن لحماية الممرات المائية من المسلحين الحوثيين الذين تدعمهم إيران

غرد الرئيس ترامب على تويتر “إيران تستولي بشكل متسارع على العراق” الدولة المجاورة لها “بينما أميركا أنفقت 3 تريليونات دولار هناك” وهذا معناه أن المواجهة الأميركية مع إيران ستكون من خلال قطع أذرعها أولا، سواء في العراق أو اليمن ولبنان. العراق هو النقطة الأكثر أهمية في المشروع الإيراني لأنه دولة غنية وذات موقع استراتيجي وثقل روحي. إعادة التوازن إلى العراق ربما ستكون من خلال حاكم سياسي قومي في بغداد، ومرجع روحي معتدل في النجف. هذا سيكون نصرا عربيا كبيرا على إيران لو تحقق.

ماذا ينتظر إيران

تعرض الرئيس دونالد ترامب لسوء فهم من الجميع بسبب قراراته الغريبة مثل التضييق على المسافرين والمهاجرين من دول معينة، وهو أمر مؤقت مدته ثلاثة أشهر. المهم والذي يثير في الشرق الأوسط الأمل هو استعداد الإدارة الأميركية الجديدة لمواجهة إيران وكبح طموحها. إن ترامب لا يمنح المشروع الإيراني أي مكافأة على مكافحة الإرهاب، بل يعتبرها سببا مباشرا للإرهاب وعدم الاستقرار.

يعتقد ترامب أن العالم يقوم باستغلال الولايات المتحدة. وفي ما يتعلق بالشرق الأوسط يعتقد أن دولا مثل إيران والعراق لا تقدّران الفرص الكبيرة التي قدمتها لهما أميركا، وتستمران في إنتاج التهديد وعدم الاستقرار. إيران مثلا حصلت من الرئيس أوباما على الاتفاق النووي الذي خفف العقوبات ومنح طهران 23 مليار دولار مباشرة ونقدا. ويعد الاتفاق بالإفراج عن 80 مليار دولار أخرى. كما ازدادت حصة إيران النفطية المصدرة بأكثر من مليون برميل يوميا، وخفف من التضخم والركود ورفع قيمة البورصة والتبادلات التجارية، والأهم فتح إيران كسوق واعدة للشركات الأوروبية ودول شرق آسيا. بالمقابل لم تغير إيران من سياستها الخارجية العدائية؛ لا تجاه الجوار العربي، ولا تجاه إسرائيل، واستمرت في دعم الميليشيات والحروب بالوكالة.

في القرن الثامن عشر ناصرت إسبانيا الهنود الحمر أو السكان الأصليين في أميركا اللاتينية (الأرجنتين والباراغواي والبرازيل). لكن ملك البرتغال تقاسم المقاطعات مع إسبانيا وأخذ البلاد الشاسعة التي ستسمى البرازيل. ولم تعجبه مسيحية المقاطعات التي قادتها الحملات الكاثوليكية. وقررت البرتغال حرق الكنائس عام 1750 وطرد المتوحشين إلى الغابات. أرادت البرتغال بناء مستوطنات للمهاجرين الأوروبيين، واستخدام السكان الأصليين في تجارة العبيد. لا تريد الولايات المتحدة اليوم الاستيطان أو استعباد الناس ولا حتى تنصيرهم أو الاستيلاء على ثرواتهم دون مقابل، بل تريد منهم فقط القبول والاعتراف بالقيم الغربية الحديثة التي من الواضح أنها تصطدم مع قيم الإسلام المتشدد.

ماذا ينتظر إيران؟ العقوبات وضرب مواقع عسكرية وحيوية تعتبرها الولايات المتحدة مصدر تهديد، ولكن المؤكد هو قطع أذرع إيران وخصوصا في العراق. ربما هناك تغيير سياسي وشيك. بغداد في حالة ترقب لشيء ما.

امتدح الرئيس ترامب عدة مرات سياسة الرئيس الأسبق رونالد ريغن لأنه يفقد خصومه توازنهم من خلال عنصر المفاجأة. هذا معناه بأن ترامب سيفاجئ خصومه، ولن يمنحهم الوقت الكافي لالتقاط أنفاسهم. ومنذ اليوم الأول للرئيس الجديد اكتشفنا أنه يفي عمليا بجميع وعوده الانتخابية. من بناء جدار مع المكسيك، إلى قيود على الهجرة، وحتى إجبار اليابان على الاستثمار في بلاده. لهذا لا أرى من الحكمة أن تتجاهل دول توعدها الرئيس وطالبها بالتغيير؛ توعد ترامب بملاحقة فساد السياسيين العراقيين، وربما يفتح ملفاتهم في حقوق الإنسان، التي قد تفضح ارتكاب بعضهم لجرائم حرب.

 

أرقام الأسد..

علي نون/المستقبل/09 شباط/17

هل من جديد يُذكر، أو يفاجئ، أو يصدم، أو يثير الأسى أكثر، في الفصل الحديث من رواية الرعب والارهاب الأسدية، الخاصة بالكشف عن شنق ثلاثة عشر ألف سوري، في سجن واحد؟!

ما الذي يضيفه «الرقم» في هذا المقام؟ وأمام حالة سلطوية راكمت في ذمّتها كل تلك الأرواح والدماء والدمار، وعلى مدى سنوات قاربت إكمال العقود الخمسة.. وافتتحت مدوّنة الفتك منذ لحظة وصولها. بل لم تجد في جعبتها شيئاً آخر غير ذلك الفتك يمكنها من الوصول والتحكّم؛ والاستمرار، أو محاولته!

ثلاثة عشر ألف إنسان هم جزء بسيط من تراكم أفضى، حسب الأرقام المعلنة والموثّقة لدى الباحثين والعارفين والهيئات الإنسانية الدولية ومراجع المعارضة السورية، الى مقتل ما لا يقلّ عن نصف مليون سوري في غضون السنوات الست الماضيات فقط! يُضاف إليهم في الإرث الأسدي - البعثي، عشرات الألوف، في سوريا وحدها، عدا «الفراطة» في لبنان وبين الفلسطينيين وغيرهم. ما الذي يضيفه «الرقم» في هذا المقام؟ إذا كان نصف تعداد الشعب السوري، أي أكثر من عشرة ملايين إنسان، أُجبروا على النزوح من بيوتهم وأرزاقهم تحت وطأة القصف والتنكيل والقتل وكل ما يمكن تخيله من صنوف العدم الأسدي/ البعثي. ونحو مليونين أو أكثر أصيبوا بجروح مختلفة وجزء كبير منهم «ضُرِبَ بعاهة» دائمة..

هل يضيف هذا الفصل المروّع شيئاً حاسماً لإدراجه في مدوّنة عالم برمّته ينام ويصحو على وقع الضخ المستمر عن الإرهاب، مدارسه وتنظيماته وأصنافه وهوياته وإيديولوجيّاته؟ وهل تعني هذه الإضافة زيادة الثقل في ملف الأسد ورعاته وحُماته بما يسمح (أخيراً) بتأكيد تصنيفه «رسمياً» بأنه أكبر إرهابي في العالم؟ وأخطر ظاهرة عدميّة عبثيّة في التاريخ الحديث، بعد الحرب العالمية الثانية، و بعد ستالين، أو قبله (لا فرق!)؟!

أم ان هذه الظاهرة لم تستنفد كل وظائفها بعد؟ ولا يزال أمامها إكمال الهريان في البنيان السوري بشراً وحجراً ثم إنضاج ما يكفي لدفع العقول المترفة الى تغيير عاداتها وطرق تفكيرها وخلاصاتها وبالتالي تدجينها لقبول «فكرة» إن شجرة الإرهاب (مثلاً) أكبر من إرهاب غابة نظام الأسد وأشباهه، وإن قتل نصف مليون إنسان على أيدي إرهابي «مفيد» يوازي قتل عشرة أشخاص على أيدي إرهابي «ضار»؟! ألَم تكن هذه وتلك، جزءاً من سلوكيات مستر أوباما و«نظريته» الأثيرة عن «إسلام أكثري» يحمل في جيناته جذور الإرهاب، وإن الطرف الآخر، الإيراني والأسدي استتباعاً، هو جزء يمكن استيعابه في منظومة التنوير وحقوق الإنسان والحرية والتمدن في عالم اليوم؟! أليست ارتكابات الأسد ورعاته وفظاعاتهم المعلنة والمكشوفة على الأقل، هي في المحصلة نتيجة الاستنكاف الاوبامي عن التحرك المضاد، وعدم السماح لأحد من أهل المنطقة بالتحرك لوقف هذه النكبة عند حدّها، بما كان سيعني تلقائياً ومنطقياً تخفيض مستوى غلوّ الجماعات الإرهابية، «الأصيلة» والمفبركة ولجم «وظائفها» وتمدداتها خارج المدار الجغرافي للحرب؟!.. هل يسمح ذلك كله بالافتراض أن البدء بفلش أوراق الأسد وارتكاباته هو جزء من سياسة دونالد ترامب الجديدة إزاء إيران؟!

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون طلب حفظ حقوق اهالي ضحايا وجرحى اعتداء اسطنبول

الأربعاء 08 شباط 2017 /وطنية - طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من وزير العدل سليم جريصاتي التواصل مع اهالي ضحايا وجرحى الاعتداء الارهابي، الذي وقع ليلة رأس السنة في احد مطاعم اسطنبول، بغية تبني الدولة اللبنانية بواسطة هيئة القضايا في وزارة العدل مهمة الادعاء على مرتكبي الاعتداء الارهابي حفظا لحقوق ذوي الضحايا والجرحى. وسيتم التواصل مع السلطات التركية المختصة تحقيقا لهذا الهدف.

 

عون أبلغ مجلس الوزراء سفره إلى مصر والأردن وعرض نتائج محادثاته عن موضوع النازحين

الأربعاء 08 شباط 2017 /وطنية - أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مجلس الوزراء انه في صدد القيام بزيارة رسمية الى كل من جمهورية مصر العربية والمملكة الاردنية الهاشمية تلبية لدعوة كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، في سياق استكمال الجولات التي قرر القيام بها الى مختلف الدول العربية بعد فترة الانقطاع بسبب الشغور الرئاسي.وقدم الرئيس عون في مستهل جلسة مجلس الوزراء عرضا لابرز المواضيع التي اثارها مع الموفدين العرب والاجانب الذين زاروا لبنان مؤخرا، حيث تم تناول موضوع النازحين السوريين وتأثيرهم على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، حيث اعاد الرئيس عون التأكيد أن لبنان يتحمل اعباء كثيرة نتيجة النزوح السوري في الوقت الذي يتطلع الى انشاء اماكن آمنة ليتمكن النازحون من العودة تدريجيا، وان كان الامر يبدو صعبا حتى الساعة. وعرض الرئيس عون على مجلس الوزراء نتائج المحادثات التي اجراها مع وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان والتي تضمنت متابعة للمواضيع التي كان بحثها مع خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبد العزيز. وقال ان هناك الكثير من النقاط التي تم التداول فيها وقد بدأ تنفيذها لا سيما تعيين سفير جديد للملكة في لبنان وزيادة عدد رحلات الطيران السعودي الى لبنان وقدوم الرعايا السعوديين الى الربوع اللبنانية. وطلب الرئيس عون من الوزراء متابعة كل هذه المواضيع مع نظرائهم السعوديين.

الحريري

وتحدث رئيس الحكومة سعد الحريري عارضا لابرز المواضيع التي بحثها مع الوزير السبهان، واكد ان "العلاقات الثنائية اللبنانية - السعودية متجهة نحو المزيد من التفعيل والانفتاح"، مثنيا على "كلام رئيس الجمهورية بضرورة التنسيق بين الوزراء المختصين لا سيما ان هناك اتفاقيات ثنائية يجب تفعيلها".

وأعلن الرئيس الحريري انه "سيصار الى انشاء لجنة مشتركة لبنانية سعودية عليا كما هي الحال بين لبنان وعدد من الدول، وسيتم تفعيل اللجان المشتركة". وتناول الرئيس الحريري موضوع النازحين السوريين وطلب من الوزراء المعنيين التنسيق مع وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي لوضع المشاريع الضرورية لكل ما يتعلق بأوضاع النازحين بالتزامن مع مشاريع انمائية سيتم وضعها وتنفيذها في معظم المناطق.

بعدها بدأ وزير المالية علي حسن خليل بعرض مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2017.

وكان مجلس الوزراء التأم في جلسته العادية عند الساعة الحادية عشرة والنصف في القصر الجمهوري، برئاسة الرئيس عون وحضور الرئيس الحريري والوزراء.

ويبحث المجلس في جدول اعمال ابرز بنوده مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2017.

سبق الجلسة اجتماع بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة تم في خلاله بحث الاوضاع العامة.

المشنوق

كما استقبل الرئيس عون صباحا وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق وتناول اللقاء اوضاع وزارة الداخلية والاتصالات الجارية من اجل اقرار قانون جديد للانتخابات. وقال الوزير المشنوق: "ان هيئة الاشراف على الانتخابات لن تطرح اليوم ولقائي مع الرئيس عون كان ممتازا".

وقبيل الجلسة تحدث عدد من الوزراء، فقال وزير المالية علي حسن خليل:"سأعرض مشروع الموازنة وسأرى كيف سيكون النقاش وفي الجلسات اللاحقة نغوص في التفاصيل".

وأكد وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة: "نحن مع ادراج سلسلة الرتب والرواتب من ضمن الموازنة".

واوضح وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون انه "سيكون بحث طويل في الموازنة وهناك الكثير من الملاحظات، وصار الوقت ليضع مجلس الوزراء يده على قانون الانتخاب".

وقال وزير الدولة لشؤون مجلس النواب علي قانصوه: "نحن لسنا مع زيادة الضريبة على القيمة المضافة واحد في المئة".واشار وزير الاعلام ملحم الرياشي الى انه "من المبكر الحديث عن ملاحظات على مشروع قانون الموازنة العامة، لاننا ما زلنا في مرحلة عرض هذه الموازنة".

 

اليونيفيل: اجرينا والقوات المسلحة اللبنانية تدريبامشتركا بالذخيرة الحية في الناقورة

الأربعاء 08 شباط 2017 /وطنية - الناقورة - أعلنت قوات "اليونيفيل" في بيان، أنها "أجرت والقوات المسلحة اللبنانية اليوم تدريبا عسكريا مشتركا بالذخيرة الحية، استخدمت خلاله الأصول المدرعة والأسلحة الرشاشة والخفيفة في منطقة تبعد كيلومترا واحدا إلى الجنوب من المقر العام لليونيفيل في الناقورة في جنوب لبنان". أضاف البيان: "التدريب الذي حمل إسم "عاصفة الفولاذ" هو واحد من الكثير من التدريبات المشتركة التي تجرى في انتظام بين القوات المسلحة اللبنانية وجنود حفظ السلام في اليونيفيل. وتندرج هذه التدريبات في اطار السعي إلى تحسين مهارات وخبرات القوتين والحفاظ على كفاءتهما وتبادل المعرفة، اضافة الى التدرب على إجراءات تنفيذ الدعم الناري، ووضع آلية التنسيق المناسبة، والارتباط على كل المستويات بين القوات المسلحة اللبنانية واليونيفيل. وتولى قيادة التدريب وحدة الاحتياط الفرنسية التابعة للقائد العام لليونيفيل وعناصر من اللواء الخامس واللواء السابع وفوج التدخل الخامس في القوات المسلحة اللبنانية. كما شارك في الرماية بالذخيرة الحية وحدات متخصصة من اليونيفيل من الوحدات السلوفينية والإسبانية والفرنسية ممثلة الوحدات المنتشرة في كل قطاع، الى جانب وحدة الاحتياط التابعة للقائد العام. وتخلل تدريب اليوم، الذي حضره عدد من كبار ضباط اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية، عرض ديناميكي للأصول المدرعة والمشاة لكل من القوتين. وقد أطلقت عشرات رشقات الأسلحة الرشاشة على أهداف تقع قبالة الساحل. إشارة إلى أن الأهداف وضعت في البحر بغية الحد من إزعاج سكان المنطقة. وتولت سفن البحرية اللبنانية تأمين السلامة في البحر بدعم من قوة اليونيفيل البحرية".

 

الجميل بعد لقائه السبهان: مرتاحون لتنشيط العلاقات ولبنان مساحة حرية وسلام بعيدا عن الصراعات

الأربعاء 08 شباط 2017 /وطنية - إستقبل رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل في دارته في سن الفيل، وزير الدولة لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية السعودية ثامر السبهان، بحضور الرئيس أمين الجميل وجرى عرض آخر التطورات الراهنة والعلاقات بين البلدين في ظل التطورات الإيجابية الأخيرة. وبعد اللقاء أكد الجميل "ضرورة الحفاظ على علاقة لبنان بكل الدول العربية وخصوصا السعودية لاننا نؤمن أن هذه العلاقات التاريخية كانت دائما إيجابية وكان للمملكة دور إيجابي في لبنان، ونحن نتمنى أن تعود العلاقة ممتازة بين لبنان وكل الدول العربية". وقال: "همنا الأساسي ينصب على مئات الآلاف من الشباب اللبناني الذين لجأوا إلى الخليج للعمل بسبب التوتر الحاصل في لبنان والأزمة الاقتصادية التي يعاني منها البلد"، مذكرا بأن "هذه الدول إحتضنت اللبنانيين وإستقبلتهم أفضل إستقبال وتعاملهم أحسن معاملة". ولفت إلى أن "ما يهمنا هو عودة العلاقات الديبلوماسية الى طبيعتها والزيارات المتبادلة بين المسؤولين اللبنانيين والعرب لحماية اللبنانيين الذين أسسوا عائلة وحياة في دول الخليج، لكي نشجع الاستثمار العربي في لبنان فهو ضروري لإنعاش الإقتصاد اللبناني الذي هو بأمس الحاجة إلى الدفع". أضاف: "للدول العربية وخصوصا الخليجية دور أساسي بإنعاش الاقتصاد اللبناني تاريخيا ولهذا السبب نتمنى أن تؤدي هذه العلاقة المستجدة وإعادة العمل بالعلاقات الديبلوماسية بين لبنان ودول الخليج وخصوصا المملكة الى نتائج إيجابية وإعادة فتح الابواب أمام كل العرب لزيارة لبنان بهدف السياحة، وهذا الأمر يساهم بشكل كبير في إنعاش الاقتصاد اللبناني خلال الصيف المقبل". وتابع: "مرتاحون لعودة الزيارات المتبادلة وعودة المياه الى مجاريها"، مشددا على أن "لبنان يجب ألا يكون طرفا في الصراع الإقليمي بل أن يكون على علاقة جيدة مع كل جيرانه لكي يكون مساحة حوار وسلام وحرية، ومحايدا عن كل أزمات المنطقة، لذلك يجب أن نستمر بالانفتاح وتبقى الدولة اللبنانية بمنأى عن الصراع في المنطقة لتكون محورية في التعاطي مع الآخرين".

وفي الختام شكر الجميل زيارة السبهان، آملا أن "تكون بداية لزيارات أخرى لكل مسؤولي دول الخليج لعودة العلاقات إلى طبيعتها".واستبقى الجميل السبهان الى مائدة الغداء.

 

اللقاء الديموقراطي من المصيطبة: شرحنا وجهة نظرنا من تعديل قانون الستين والنسبية راهنا ليست العلاج الصحيح لمشاكلنا

الأربعاء 08 شباط 2017 /وطنية - استقبل الرئيس تمام سلام، اليوم في دارته في المصيطبة، وفدا من الحزب "التقدمي الاشتراكي" و"اللقاء الديموقراطي" ضم الوزير السابق النائب وائل ابو فاعور والنواب هنري الحلو، فؤاد السعد، علاء الدين ترو، انطوان السعد وأمين السر العام للحزب ظافر ناصر.

ترو

بعد اللقاء، قال النائب ترو: "تشرفنا مع وفد الحزب و"اللقاء الديموقراطي" بزيارة هذا البيت العريق الذي تربطنا به علاقات تاريخية منذ ايام الشهيد كمال جنبلاط ودولة الرئيس صائب سلام، واليوم هذه العلاقة مستمرة مع دولة الرئيس تمام سلام ووليد بك جنبلاط". اضاف: "زيارتنا للرئيس تمام بك سلام في هذا الوقت العصيب والصعب لنسترشد بآرائه وهو الذي تحمل ما تحمل خلال رئاستة الحكومة من صبر ومعاناة وكان يحمل ميزانا ليقيس الامور على قياس الوطن دون اخلال بأي موضوع كان يطرح في مجلس الوزراء، لانه في ذلك الوقت الصعب كان يمارس صلاحيات رئيس الدولة مع مجلس الوزراء مجتمعا، واسترشدنا بآرائه وشرحنا له وجهة نظرنا من قانون الانتخاب الذي نريده قانونا وطنيا عادلا شاملا لا يستثني احدا من اللبنانيين، لا احزاب ولا طوائف. أضاف: "كما شرحنا للرئيس سلام وجهة نظر رئيس الحزب بالنسبة الى تعديل قانون الستين الذي يحفظ لكل الكونات السياسية وجودها وكينونتها، لان قانون الستين عندما طرحه الرئيس فؤاد شهاب ونخبة من كبار رجالات لبنان من كمال جنبلاط الى بيار الجميل الى رشيد كرامي ال ريمون ادة وغيرهم هؤلاء كانوا يعون جيدا اهمية هذا القانون وهذه التقسيمات، واهمية الدور السياسي لهذه التقسيمات في الحياة السياسية اللبنانية". واكد ترو "اننا لسنا من دعاة وهواة رفض النسبية، لكن للنسبية شروطها وقوانينها، ولنسير باتفاق الطائف ونقر القوانين التي تسمح بمجلس الشيوخ وبالغاء الطائفية السياسية، وعندها نذهب الى النسبية كما يطالب بها الجميع اليوم. اما النسبية في هذه الظروف الطائفية والمذهبية التي يعيشها البلد لا اظن انها هي العلاج الصحيح لمشاكلنا كلبنانيين".