المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 شباط/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins17/arabic.february11.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، ولا رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ

المطلوب من الأُسْقُف، بِوَصْفِهِ وَكِيلاً لله، أَنْ يَكُونَ بِلا لَوم، غَيرَ مُعْجَبٍ بِنَفْسِهِ، ولا غَضُوبًا، وغَيرَ مُدْمِنٍ لِلخَمْر، ولا تُسْرِعُ يَدُهُ لِلضَّرْب، ولا يَسْعى إِلى رِبْحٍ خَسِيس، بَلْ مِضْيَافًا، ومُحِبًّا لِلخَيْر.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

استهداف موقعنا الالكتروني يقوينا ويزيدنا اصراراً وليس العكس/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 10/2/2017

 توصيات الخلوة ال13 للقاء سيدة الجبل:لاعادة تظهير الخيار المسيحي وانفتاح كلي على الحوار

مانشيت: عون الى مصر والأردن الإثنين... والحريــري: لا شيء داهماً/جريدة الجمهورية

من الأرشيف/المارونية: كنيسة وحزب

مقال للسياسي إدوار حنين في “المسيرة”

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

قانون الانتخاب: من النواب إلى الخبراء الحزبييـن/الرباعية لن تجتمع قريبا والقوات متمسكة بالتفاؤل

الصايغ: رفض عون لـ"السـتين" بات مرتبطا بمصداقيته وموقعـه/جولاتنا مستمرة وحذار إقرار "الانتخاب" على وقع الاشتباك الاقليمي

جابر: مبالغ الموازنة ستدقق جميعها/"الرباعيـة" كانـت "دعسـة ناقصـة"

"الستين" معدلا قد يوفر التمثيل الافضل للمكونات والمخرج المطلوب للمأزق الانتخابي وتداعياتـه

قانون التجديد للنظام الطائفي/أحمد جابر/المدن

تأسيس "الكتلة الوطنية" في بيروت.. تحت سقف الأسد/عباس سعد/المدن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ترامب يكبح اندفاعه في دعم إسرائيل لتخفيف الضغوط عليه

الأسد يرفض إقامة مناطق آمنة ويدعو واشنطن إلى الاعتراف بحكومته

قادة إيران يستثمرون ذكرى الثورة ضد 'الشيطان الأكبر'

فرنسا توقف "انتحارياً" مفترضاً و"مراهقة" بايعت داعش

ترمب يتعهد بخطوات أمنية جديدة بعد أزمة "الهجرة"

ترمب: أميركا ملتزمة بأمن اليابان

بوتين: سلوفينيا مكان مناسب للاجتماع مع ترمب

روحاني يتوعد واشنطن: "ستندمون على لغة التهديد"

الائتلاف السوري: توافق على تشكيل وفد موحد إلى جنيف

بدء التحقيق رسميا مع المشتبه به في هجوم اللوفر

ضربة أميركية تستهدف الداعشي رشيد قاسم بالموصل

لماذا يعتبر ادراج الإخوان المسلمين كمجموعة إرهابية فكرة سيئة؟

أبرز مخاطر تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الإنتخابات ومفاهيم الديموقراطية الصحيحة/نوفل ضو/جريدة الجمهورية

إنتخاب عون وقانون الإنتخاب: سيناريو واحد/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

يُذهلني سمير فرنجية/عقل العويط/النهار

الثمن الذي سيدفعه الشيعة مع إيران/احمد عياش/النهار

إلى أين تمضي العلاقة الجديدة الملتبسة بين "حزب الله" و"القوات اللبنانية"/ابراهيم بيرم/النهار

"كسْرُ" عون بواسطة الانتخابات مرفوض/سركيس نعوم/النهار

رسالة «رجاء» من وراء المحيط/بيار غانم/جريدة الجمهورية

كيف سيخوض «الكتائب» إنتخابات كسروان/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

المعركة الرئاسية الفرنسية الغامضة والمقلقة والمصيرية/د. خطار أبودياب/العرب

ملالي إيران ودروسهم المغلوطة/سالم الكتبي/العرب

لو صُنف الحرس الثوري إرهابياً/عصام الجردي/المدن

قنابل صوتية في الذكرى الـ38 للثورة الإيرانية/حامد الكيلاني/العرب

قلق في بيروت/نديم قطيش/الشرق الأوسط

نتنياهو ينسّق مع ترامب وخامنئي "لا يخشى التهديد"/أحمد عيّاش/النهار

الهجرة: من أين.. وإلى أين/محمد السماك/الإتحاد

«الباب» والتموضعات الإقليمية الجديدة/وليد شقير/الحياة

في محنة الشعار/علي نون/المستقبل

تقرير «منظمة العفو» ومسؤولية بشار/أنور البني/الحياة

إستراتيجية أميركية جديدة للشرق الأوسط/راغدة درغام/الحياة

نزع مخالب إيران قريباً/محمد آل الشيخ/الجزيرة

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

توم حرب، القيادي بـ"الجمهوري" الأمريكي لـ"الوطن": "أوباما" عطل وضع الإخوان على لوائح الإرهاب

الراعي احتفل بعيد مار مارون في روما:كنيسته اليوم ثمرة حب دفن في تربة شرقنا وأعطى ثمرا كثيرا

 ندوة في البرلمان الاوروبي في بروكسل عن دور الموارنة في العالم كرم: لتعزيز التنوع الطائفي والحفاظ على الوجود المسيحي

الحريري عرض هاتفيا مع ميركل الوضع الإقليمي والدعم الدولي لمواجهة اعباء النزوح السوري

ريفي افتتح ماكينته الانتخابية: نحن رواد التغيير ومحاربة الفاسدين وستنطلق نواته من طرابلس

عون: ما أطرحه في قانون الانتخاب لا يخرج عن اتفاق الطائف وأعمل لتمكين الأقليات من أن تتمثل

أرسلان من بعبدا: نرفض الكلام عن أن النسبية تستهدف الدروز

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، ولا رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ

إنجيل القدّيس يوحنّا13/من13حتى17/:"قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلامِيذِهِ: «أَنْتُم تَدْعُونَنِي المُعَلِّمَ والرَّبّ، وحَسَنًا تَقُولُون، لأَني كَذلِكَ. فَإِنْ كُنْتُ أَنَا الرَّبَّ والمُعَلِّمَ قَدْ غَسَلْتُ أَقْدَامَكُم، فَعَلَيْكُم أَنْتُم أَيْضًا أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُم أَقْدَامَ بَعْض. لَقَدْ أَعْطَيْتُكُم مِثَالاً، لِتَفْعَلُوا أَنْتُم أَيْضًا كَمَا فَعَلْتُ أَنَا لَكُم. أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، ولا رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. إِنْ عَلِمْتُمْ هذَا، وعَمِلْتُمْ بِهِ، فَطُوبَى لَكُم!"

 

المطلوب من الأُسْقُف، بِوَصْفِهِ وَكِيلاً لله، أَنْ يَكُونَ بِلا لَوم، غَيرَ مُعْجَبٍ بِنَفْسِهِ، ولا غَضُوبًا، وغَيرَ مُدْمِنٍ لِلخَمْر، ولا تُسْرِعُ يَدُهُ لِلضَّرْب، ولا يَسْعى إِلى رِبْحٍ خَسِيس، بَلْ مِضْيَافًا، ومُحِبًّا لِلخَيْر.

رسالة القدّيس بولس إلى طيطس01/من01حتى09/:"يا إخوَتِي، مِنْ بُولُسَ عَبْدِ الله، ورَسُولِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ في سَبِيلِ إِيْمَانِ مَنِ ٱخْتَارَهُمُ الله، لِيَعْرِفُوا الحَقَّ المُوافِقَ لِلتَّقْوَى، على رجَاءِ الحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتي وَعَدَ بِهَا الله، قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الدَّهْرِيَّة، واللهُ لا يَكْذِب، إِلى طِيطُسَ الٱبنِ الْحَقِيقِيِّ في الإِيْمَانِ المُشْتَرَك: أَلنِّعْمَةُ والسَّلامُ مِنَ اللهِ الآبِ والمَسِيحِ يَسُوعَ مُخَلِّصِنَا! فقَدْ أَظْهَرَ كَلِمَتَهُ في وَقْتِهَا بِالتَّبْشِيرِ الَّذي ٱئْتُمِنْتُ أَنَا عَلَيه، بأَمْرٍ مِنَ اللهِ مُخَلِّصِنَا. لقَدْ تَرَكْتُكَ في كِرِيت، لِكَي تُنَظِّمَ الأُمُورَ البَاقِيَة، وتُقِيمَ كَهَنَةً في كُلِّ مَدِينَة، كمَا أَوْصَيْتُكَ، على أَنْ يَكُونَ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُم بِلا لَوم، وقَدْ تَزَوَّجَ مَرَّةً وَاحِدَة، ولَهُ أَوْلادٌ مُؤْمِنُون، غُيرُ مأْخُوذِينَ بِتُهْمَةِ طَيْش، ولا عُصَاة؛ لأَنَّ الأُسْقُف، بِوَصْفِهِ وَكِيلاً لله، يَجِبُ أَنْ يَكُونَ بِلا لَوم، غَيرَ مُعْجَبٍ بِنَفْسِهِ، ولا غَضُوبًا، وغَيرَ مُدْمِنٍ لِلخَمْر، ولا تُسْرِعُ يَدُهُ لِلضَّرْب، ولا يَسْعى إِلى رِبْحٍ خَسِيس، بَلْ مِضْيَافًا، مُحِبًّا لِلخَيْر، رَزِينًا، بَارًّا، نَقِيًّا، عَفِيفًا، مُتَمَسِّكًا بِالكَلامِ الْحَقِّ المُوافِقِ لِلتَّعْلِيم، لِيَكُونَ قَادِرًا على الوَعْظِ في التَّعْلِيمِ الصَّحِيح، وعلى إِفْحَامِ المُعَارِضِين.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

استهداف موقعنا الالكتروني يقوينا ويزيدنا اصراراً وليس العكس

الياس بجاني/11 شباط/17

محزنة ومؤسفة عقلية ومفاهيم ودكتاتورية البعض من أهلنا كما هي تماماً وضعية أسيادهم ومشغليهم من الذين يعيثون فساداً وإفساداً وإرهاباً في وطننا الغالي والحبيب لبنان.

فهؤلاء كما تبين تصرفاتهم لا يزالون يعيشون في عصور ما قبل الحجرية وما قبل زمن شرعة الغاب، وبالتالي لا يعترفون بحق الآخر وبحرية هذا الآخر في التعبير عن رأيه والذي قد يكون مخالفاً لفكرهم ولثقافتهم ولنهجهم ولمشاريعهم الإرهابية والتخريبية.

هؤلاء يغيبون العقل والمنطق والقانون والحريات والديمقراطية باستمرار ولا يجيدون غير القمع والقوة أكان بواسطة السلاح والاغتيالات أو عن طريق كم الأفواه وإرهاب أصحاب الأقلام الحرة الوسائل الإعلامية الذين لا يخضعون لهم ويتملقونهم ويعارضونهم ويعرون حقيقتهم.

هؤلاء القابعين بعقولهم في الأزمنة الغابرة والمنسلخين عن واقع الحرية والرافضين الأخر المختلف والمعادين للحقوق يقيمون بيننا وقد يكونون من أعداء وطننا أو حتى من أهلنا ومن أقرب الناس إلينا.

في هذا السياق الإلغائي والقمعي والتخريبي المتأصل في عقول وثقافة البعض تعرض موقعنا الالكتروني "المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية" لسلسلة من الاعتداءات المعقدة والمتطورة  تكنولوجياً، وقد تمكن هؤلاء من أسبوع من تعطيل الموقع بالكامل.  

اليوم وبعد جهد وعمل مضني يعود الموقع مجدداً إلى وضعيته الطبيعية وقد حاولنا تحصينه تكنولوجياً بعدة برامج مخصصة لمواجهة الهاكرز نتمنى أن تحمينا منهم.

بالطبع لا ندري من هم وراء استهداف الموقع، ولكننا نقول لهم وبصوت عال، "لا تعبوا حالكن ولا تعبونا"، ونؤكد لكم أن كل اختراق لموقعنا  يزيدنا تصميماً واصراراً على متابعة رسالتنا الحضارية والسلمية المستمرة بشكل يومي منذ العام 1988.

باختصار، نحن نؤمن بلبنان الحر والسيد والديمقراطي والسيادي والرسالة والتعايش، كما نقدس الحريات والحقوق وبالتالي وسوف نتابع رسالتنا السلمية والحضارية للدفاع عن وطننا وإنساننا.

سلاحنا هو الكلمة وفقط الكلمة التي هي مقدسة وأقوى من أي سلاح بشري وترابي ("في البَدْءِ كَانَ الكَلِمَة، والكَلِمَةُ كَانَ مَعَ الله، وكَانَ الكَلِمَةُ الله. كانَ الكَلِمَةُ هذَا في البَدْءِ معَ الله. كُلُّ شَيءٍ بِهِ كُوِّن، وبِغَيْرِهِ مَا كُوِّنَ أَيُّ شَيء")

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 10/2/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لبنان على خطين: محلي بإنجاح شعار الحكومة باستعادة الثقة، وخارجي بتثبيت الاستقرار في مواجهة المنقلب الذي ستنقلب اليه منطقة الشرق الاوسط حالما تبدأ ادارة ترامب الاميركية الجديدة تنفيذ خطتها حربا أم سلما وسط تهديدات متبادلة بين واشنطن وطهران والنصائح الروسية بالليونة.

وفيما اعلنت موسكو ان الائتلاف السوري المعارض شكل وفدا موحدا الى مؤتمر جنيف لم يصدر عن واشنطن ما يؤكد دعم هذا المؤتمر او تعطيله.

وفي استعادة الثقة بلبنان تأكيدات مستمرة للمراجع الامنية على الامساك بالوضع واستمرارية الاستقرار إلا أن المراجع السياسية مطالبة بإنجاح الانتخابات النيابية توكيدا لاستعادة تلك الثقة التي بدأت بالانتخاب الرئاسي ومرت بتشكيل الحكومة ولم تنته بكثافة الموفدين العرب والاجانب الى بيروت.

وبينما يتوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يوم الاثنين الى القاهرة وعمان تشهد بيروت غدا حركة بارزة للبرلمان العربي تحت قبة البرلمان اللبناني.

وفي الغضون يبقى التداول بقانون الانتخاب سريا على ان تظهر النتائج خلال هذا الشهر عن طريق مشروع قانون للحكومة يقر في المجلس النيابي وعلى الارجح سيكون قانون الرئيس بري او قانون الرئيس ميقاتي وسيكون هناك موضوع آخر على مدى جلستين لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل يتعلق بمشروع قانون الموازنة العامة.

ووسط كل ذلك خطف الأضواء مؤتمر صحافي للمستشار الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء هاني حمود رد فيه على الحملة التي استهدفت الرئيس الحريري والقائلة بتفريطه بصلاحياته وهو بين ان تفويض بعض المهام الادارية لا يتعلق بأي شأن دستوري وإنما بتسهيل امور خاصة بمديرية رئاسة الجمهورية معيدا الى الاذهان خطوات مماثلة لرؤساء الحكومات السابقين ومنهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

هي حملة في الإعلام والسياسة ووسائل التواصل الاجتماعي، تلتقي على شخص واحد، هو رئيس الحكومة سعد الحريري. حملة أخذت تتصاعد في الأيام الأخيرة، بين التهديدات والشائعات وصولا إلى الاتهامات غير المسندة.

الشائعة الأكبر هي أن الرئيس سعد الحريري وافق على اعتماد قانون نسبي للانتخابات وتخلى عن حلفائه، في ظل حملة على وسائل التواصل الاجتماعي بأن الرئيس الحريري تنازل عن جزء من صلاحياته لرئاسة الجمهورية.

التلفيق الوقح واجهه الرئيس الحريري بتأكيده استمرار العمل على قانون جديد للانتخابات، في حين رد النائب عقاب صقر عبر تلفزيون المستقبل بأن تيار المستقبل يطرح معايير تكفل العدالة للجميع وهي معايير نلتقي بها مع غالبية القوى، مؤكدا عدم رضوخ التيار لطروحات حزب الله وأن كل ما يقال في هذا الشأن مجرد شائعات.

الشائعات الأخرى حول صلاحيات رئاسة الحكومة رد عليها مستشار الرئيس الحريري هاني حمود، الذي أكد أن التنازل عن بعض الصلاحيات الإدارية، وليس الدستورية، هو عرف دأب عليه رؤساء الحكومات، من بينهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والرئيس المرحوم عمر كرامي، والرؤساء السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، لتفويض مدير عام رئاسة الجمهورية توقيع معاملات إدارية خاصة بالرئاسة. ودعا مطلقي الحملة إلى مراجعة الدستور والتاريخ.

* مقدمة نشرة الاخبار ال "ال بي سي"

اسمع تفرح جرب تتحقق نسمع ما يريح وما يفرح،الرئيس العماد ميشال عون يقول بما نطرح عن قانون الانتخابات النيابية لا نخرج عن اتفاق الطائف، فالرئيس الحريري يقول نعمل لاقرار قانون جديد ولا شيء داهما.

اذا النيات حسنة والجهد واضح، ولكن ماذا عن ضغط الوقت؟ بالانتظار فان الاسبوع المقبل سيكون للموازنة ولسفر رئيس الجمهورية الى الخارج، هكذا فان ملف قانون الانتخابات سيعاد الى الواجهة في الثلث الاخير من هذا الشهر وعليه فان الوقت يكون ضاغطا جدا.

وفي الانتظار فان الملفات الفضائحية تأخذ صفة المستدامة وفي مقدمها الابنية الرسمية المستأجرة، هذه الابنية تحتاج الى موازنة رديفة لتغطية نفقاتها كما سيظهر في التقرير التالي.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

روح القديس مارون لا تزال ترفرف فوق الساحة السياسية محبة وكلاما مفعما بحب الاخر، الرئيس عون يقول ان الغينا احدا فاننا نلغي الصفة اللبنانية لوجودنا، الاشتراكي يعلن تكرارا ان احدا لن يدفعنا إلى التخلي عن نهج المصالحات، المستقبل يتجرع المختلط لقناعته بعدم اقصاء اي من المكونات الوطنية، حتى الثنائي الشيعي ما عاد يصر على النسبية بدوائر موسعة.

في المحصلة الكلام على احتمال استيلاد قريب لقانون انتخاب قبل اخر شباط لا يزال صالحا حتى الساعة.

وفي المجال السياسي التصالحي نفسه فبوفاة والدة الدكتور سمير جعجع اخذ مار سابا جزءا من الحمل عن مار مارون فغصت ارجاؤه بالمعزين من كل المشارب من يتفق مع الحكيم ومن لا يتفق معه، ليس لتبديد الخلافات واقامة التحالفات بل لارساء قواعد جديدة للاختلاف بحيث لا يعود يفقد للود قضية من الرئيس الحريري مرورا بالوزير محمد كبارة وصولا الى العميد شامل روكز.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ان بي ان"

التصريحات السياسية توحي بان اعداد الصيغة الانتخابية يجري من دون لا بوح اعلاميا ولا تسريب حول الخلط بين الاكثرية والنسبية استنادا الى قانون حكومة ميقاتي.

كلمة حق قالها الرئيس نجيب، النجيب بتذكيره بدعوة الرئيس نبيه بري الى انجاز سلة تفاهمات متكاملة كنا وفرنا التعب وخففنا من التحديات كنا انجزنا قانون الانتخاب وسائر العناوين الاصلاحية كنا طوينا صفحة التباينات وانهينا التعيينات وكل الملفات الحيوية.

الرئيس ميقاتي انطلق من كلمة الحق لطرح صيغة حكومته مستندا الى افضلية النسبية التي تحرر الاقليات من تأثير الاكثريات السياسية والمذهبية والمناطقية والمالية. في جوهر كلام رئيس العزم توافق مع رئيس الحزب الديمقراطي، فاطل الوزير طلال ارسلان من بعبدا يتحدث عن افضال النسبية بالارقام، ضرب المير حسابات الستين درزيا باعتباره يعطي الموحدين باصواتهم نائبين فقط من اصل ثمانية ليبقى الستة الاخرون رهن التحالفات مع الطوائف الاخرى.

لا تراجع عن تغيير الستين بدا في كلام رئيس الجمهورية المتمسك بتمثيل الاقليات، الرئيس ميشال عون اكد ان ما يطرحه في قانون الانتخاب لا يخرج عن اتفاق الطائف بهذا الكلام رد رئيس الجمهورية على حديث الحزب التقدمي الاشتراكي عن سعي سياسي لنسف الطائف، فهل تزداد السخونة على الجبهة التقدمية العونية؟

رئيس الحكومة سعد الحريري بدا مطمئنا الى انتاج قانون جديد فلا شيء داهما قالها من معراب، لكن الرئيس الحريري حاكى بلسان مستشاره هاني حمود الكنة والجارة في رده على الحملات التي تتهمه بالتخلي عن صلاحياته لصالح رئيس الجمهورية. هو انطلق من ما يقال عن تنازل الشيخ سعد ليؤكد ان الصلاحيات نص عليها الدستور ولا يمكن التخلي عنها.

في المنطقة التفات ايراني شعبي حول القيادة السياسية شكل افضل رسالة للرئيس الاميركي دونالد ترامب، ادارة البيت الابيض كانت تراهن على فكفكة التلاحم الايراني الشعبي السياسي من خلال الضغوطات والعقوبات لكن الجماهير الايرانية وكلام الرئيس حسن روحاني ردوا الحملة الى واشنطن، فيما تطورات الميدان تجهض المشاريع الارهابية.

في سوريا خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها رسمها الرئيس بشار الاسد من دمشق ينطلق الحل وعبر دمشق تجري محاربة الارهاب ومن دون دمشق لا مخططات تترجم ولا ثمار تجنى.

* مقدمة نشرة اخبار ال "او تي في"

يستمر بعض السياسيين في السعي إلى منع اللبنانيين من اختيار نوابهم، عبر إجهاض أي قانون انتخابي عادل... وفي شكل متزامن، تستمر جهات خارجية في سعيها إلى إقرار توطين مقنع لأعداد وافرة من اللاجئين أو النازحين في لبنان... هكذا تتزاوج الفظائع بين من لا يعلم... ومن لا يتورع... فمحاولة التوطين الملتبس عادت لتطل برأسها، عبر مساع دولية وأممية، من أجل إقناع السلطات اللبنانية بتسجيل ولادات النازحين في لبنان... وهي ولادات غير مضبوطة القيود، ولا يمكن إسنادها إلى جنسيات محددة... فهناك عشرات الآلاف المولودين الجدد سنويا على الأراضي اللبنانية، من أهل لم يعودوا يحملون جنسيات واضحة أو محددة أو مجددة أو معترف برسميتها... وهو ما يسعى بعض الخارج إلى فرض تسجيله في لبنان، تحت ذرائع إنسانية، ليتحول لاحقا إلى أزمة ديموغرافية بأبعاد قانونية دولية مركبة ومعقدة، تنتهي إلى التوطين المقنع، أو التثبيت المعلن... يكفي طرح السؤال على الجهات الدولية: إذا كان المولود من أبوين لا تعترف الحكومة السورية بجنسيتهما مثلا... أو ممنوع على لبنان أن يسألها عنها... أو، من أبوين فلسطينيين نزحا من سوريا وفقدا أي وثيقة أو قيد... ما يكون مصير هذا المولود بعد تسجيله لبنانيا؟!... مسألة خطيرة لن تمر في بعبدا... كما لن يمر عبرها أي خرق لأي قانون... فكيف بالهدر والفساد وما يعادلهما...

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

نأى نجيب ميقاتي بنفسه هذه المرة وأستل قانونا من صنع يديه ليعلنه الصيغة المثلى للمرحلة وجد رئيس الحكومة الأسبق أنه كان عبقريا على زمانه.. وأنه ابتدع تقيسمات تصلح لكل طائفة ومكان.. فأعاد الانتشار وزيت مشروعه موسوما باسمه بعدما كان يدعى في الإعلام قانون مروان شربل. طرفا الحكومة السابقة ميقاتي ووزير داخليته تبنيا الصيغة المثلى.. التي بدأت تغزو الساحة الانتخابية وتحظى بقبول عدد من الأطراف لكن المفاجئ أن رئيس تلك المرحلة العماد ميشال سليمان خرج يضرب بسيف أكثري ويطرح قانونا لم تلده حكومته.. مروجا مشروعا جديدا عوضا من دعم صيغة من ذهب.. كانت أفضل ما أنتجه العهد ومن شأن قانون سليمان ميقاتي شربل أن يحصر الخلاف على القانون عند توسيع الدوائر فقط.. مع إعطاء المغتربين حق التمثيل وما عدا ذلك فإنه يضمن عدالة التمثيل النسبي ويتواءم وخطاب القسم الرئاسي وإذا ما ذللت بعض العقبات فإننا قد نشهد أقراره وربما قبل انقضاء مهلة الحادي والعشرين من شباط الداهمة. واليوم أعاد الرئيس ميشال عون تأكيد قانون يمكن الأقليات من التمثيل سواء أكانت طائفة أم أقلية داخل الطائفة وقال إن ما نطرحه في شأن قانون الانتخاب لا يخرج عن الطائف لأن وثيقة الوفاق الوطني تنص على قانون انتخابي يحترم العيش المشترك وأهمية الوصول إلى قانون للانتخاب كانت حاضرة في حزن بشري التي تقاطرت إليها الوفود لليوم التالي لتقديم واجب العزاء بوفاة والدة الدكتور سمير جعجع ومن بين الحاضرين عبر المواكب السيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الذي زار بشري أرضيا وليس فضائيا.. فيما لفتت تهنئة وجهها الوزير السابق فيصل كرامي لوفد التيار الطائر قائلا: "الحمدلله سلموا". ومن أحزان بشري إلى معارك عين دارة المتجددة بسلاح الكسارات الفتاك.. حيث أتهم آل فتوش النائب جنبلاط بإقامة حواجز وفرض خوات.. وهو ما نفاه الاشتراكيون وفي وقت كانت معركة جنبلاط الفرعية مع بهيج أبو حمزة تبلغ القضاء الأميركي الذي مجده زعيم الجبل وأعجب به.. متسائلا: متى نرى قضاء مماثلا في العالم العربي لكن صاروخا جو أرض من الجاهلية أصاب جنبلاط في الصميم.. إذ سدد وئام وهاب تغريدة دعا فيها البيك إلى التوقف عن النفاق.. فعندما يصبح لدينا قضاء كالقضاء الأميركي تصبحون من دون عمل.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

ثمانية وثلاثون عاما وما هدأ نبضها، وما تبدل فكرها.. من وحي قائدها المؤسس، وثبات قائدها المرشد جمهورية اسلامية لا شرقية ولا غربية، اضاءت بكل اقتدار وما استكانت رغم عتو الاعصار، حتى استحالت نووية بقدرات علمية ومقدرات عسكرية دفاعية.. ثمانية وثلاثون عاما ولا زالت جيلا بعد جيل تردد من عمق الوعي المحمدي الاصيل، انها عدوة المستكبرين ونصيرة المستضعفين.. في ساحاتها الجمهورية الاسلامية كانت الهتافات تقاس باوزان السياسة الدولية والمعادلات الاقليمية.. لبى الشعب نداء القائد السيد علي الخامنئي، مجيبا رئيس الولايات المتحدة الاميركية وكل من ركب سفينة جنونه، ان من يستخدم لغة التهديد ضد ايران أيا كان سيندم كما قال الرئيس الشيخ حسن روحاني، وعلى الذين يتوعدون ان يعلموا بان الشعب الايراني موحد وسيقاوم حتى النهاية اضاف الرئيس روحاني..

في لبنان لا اضافات على المشهد السياسي، قانون انتخابي غير واضح المواصفات يجول بين المنابر وكواليس اللقاءات. رئيس الجمهورية عند موقفه من قانون لا يخرج عن اتفاق الطائف، ولا يلغي احدا، يحترم قواعد العيش المشترك، ويؤمن التمثيل الصحيح لمختلف شرائح الشعب كما وفاعلية.. وهل افعل من النسبية لتحقيق هذا الهدف؟

حزب الله متمسك بالنسبية ويدعو الجميع الى النقاش كما قال نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم، فالحزب لن يقبل بقانون كيفما كان، على قاعدة انه قانون جديد.

 

 توصيات الخلوة ال13 للقاء سيدة الجبل:لاعادة تظهير الخيار المسيحي وانفتاح كلي على الحوار

الجمعة 10 شباط 2017/وطنية - عقد لقاء سيدة الجبل خلوته السنوية في اوتيل "غبريال" الأشرفية، بمشاركة من قيادات الرأي اللبنانيين. استهل اللقاء الدكتور فارس سعيد مقدما التقرير السياسي السنوي، والذي تركز على نقطتين: اللحظة السياسية الوطنية التي أدت الى تسوية الرئاسة والحكومة، وقد تنسحب على قانون الانتخابات، والخيار المسيحي داخل اللحظة الوطنية. وناقش المشاركون مضمون التقرير السياسي مدى ساعتين، وكانت مداخلات وافية في السياسة والاقتصاد.

وخلصت الخلوة بالتوصيات التالية:

"1. الخروج من الأحاديات والثنائيات الحزبية والمذهبية داخل كل طائفة، لأن من شأنها إفساد الشراكة الوطنية، وانتقال لبنان من وطن الرسالة والعيش المشترك إلى وطن التقابل والصراع الطائفي.

2. التمسك بالدستور ووثيقة الوفاق الوطني، والإلتزام بتطبيق قرارات الشرعية الدولية، لاسيما 1559-1701-1680-1757.

3. العمل على إبراز تيار الشرعية التاريخية المسيحية، بكل الوسائل السلمية والديموقراطية، بوصفه التيار المسيحي الذي أسس دولة لبنان الكبير وانتزع الاستقلال وناضل للوصول الى اتفاق الطائف وراكم حتى بلوغ انتفاضة الاستقلال من خلال الندوات واللقاءات.

4. التزام تيار الشرعية المسيحية نظام المصلحة العربية ومواجهة الهيمنة الايرانية على لبنان.

5. الالتزام بالنضال لبناء دولة مدنية كما نص عليها الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، على قاعدة مجلسين بعد إلغاء الطائفية السياسية.

6. التزام لقاء سيدة الجبل بالعمل في الوسط المسيحي، وبالحوار مع كل الأطراف من اجل بلورة تيار وطني جامع يحمل المسؤولية الوطنية.

7. اعتبر المشاركون أنفسهم ملتزمين بتحقيق توصيات "سيدة الجبل" وأعضاء مؤسسين لتيار وطني عابر للطوائف".

التقرير السياسي السنوي

الخلوة الثالثة عشرة للقاء سيدة الجبل

"اولا: في اللحظة الوطنية الراهنة.

1. أفضى الصراع الداخلي اللبناني، المتراكب على أزمة المنطقة، لا سيما في سوريا والعراق واليمن، إلى تسوية اعتبرت مفيدة لمعظم الأطراف، في ظل اختلال آني في ميزان القوى لمصلحة الهجوم الايراني - السوري - الروسي الأخير (معركة حلب)، الذي حدث تحت نظر الإدارة الأميركية السابقة وليس رغما عنها - كما صورت الدعاية الايرانية لأنصارها - والذي أعقب تراجع عاصفة الحزم في اليمن أو مراوحتها، فضلا عن تبدد انتظارات الربيع العربي بعد أغراقه في دوامة الإرهاب والإرهاب المضاد، كما أن الهجوم المشار إليه سبق مباشرة انتقال قيادة الإدارة الأميركية من الديموقراطيين (أوباما) إلى الجمهوريين (ترامب)، أي قبيل ما أخذ يترتب على هذا الإنتقال من اختلاف في سياسات التعامل الأميركية مع بعض أطراف النزاع في المنطقة، بصرف النظر عما إذا سيكون هذا الاختلاف تكتيا أو استراتيجيا.

2. هذه التسوية اعتبرت مفيدة على الصعيد الوطني العام لأنها أوقفت بالدرجة الأولى انهيار الدولة المتسارع، والذي كان قد وضعها على عتبة الدولة الفاشلة. وهي مفيدة لكل الأطراف الداخلية لأنها لم تلغي أحدا، رغم انطوائها على أرجحية واضحة لصالح الفريق الايراني - السوري، الأمر الذي يتيح وضع كلمة "تسوية" بين مزدوجين. وهي "مفيدة" أيضا للأطراف الإقليمية والدولية (التي دفعت اللبنانيين إليها، أو رضيت عنها، أو لم تعارضها)، لأن من شأنها المساهمة في إبقاء لبنان "حديقة جانبية" صالحة للتأثير الإيجابي في حال اتجاه المنطقة نحو تسوية فعلية. هذا إلى ما يبدو توافقا ضمنيا فيما بين القوى الكبرى على أن لبنان ليس من شأنه أن يكون مساحة جيوسياسية حاسمة على صعيد الأزمة العامة. وعليه فإننا لا نعتقد بأن التسوية الأخيرة كانت بفعل مبادرة داخلية خالصة، ولا كانت إملاء خارجيا، وإنما هي في منزلة بين المنزلتين، خصوصا وأن البديل عن هذه التسوية هو الفتنة الدموية، أي التحاق لبنان عمليا بالأرض السورية المحروقة، فيما ليس لهذا البديل مزاج شعبي وازن وحاضن، رغم الصراخ السياسي - المذهبي الحاد في بعض الأحيان. أما التسابق الداخلي على ادعاء أبوة التسوية أو عرابتها فلا يعنينا بشيء.

3. بيد أن التسوية اللبنانية المشار إليها لا تبدو مستقرة أو ثابتة، ولا تؤشر إلى أي نهائية. لأنها مفتوحة على تدافع داخلي مرير (لتحقيق مزيد من المكاسب لدى الفريق الذي عد رابحا، ولتحسين شروط التوافق لدى الفريق الآخر، وربما لإرضاء بعض "الزعلانين". هذا إلى اختلاط المواقع والمواقف السياسية (انتهاء ترسيمة 14 و 8 آذار، من دون اتضاح ترسيمة بديلة). والواقع أن انفراط عقد 14 آذار التدريجي قد سبق هذه التسوية بسنوات، وكان بالإمكان أن تكون أكثر توازنا لولا ذاك الإنفراط المبكر. أما 8 آذار فلم يكن مطروحا انفراطه، لأنه بالواقع عبارة عن حزب واحد لديه بعض الملحقات وليس ائتلافا. كذلك لا تبدو هذه التسوية ثابتة ونهائية، لأنها مفتوحة واقعا وتعريفا على تطور أزمة المنطقة، لا سيما في سوريا المفتوحة بدورها على كل الاحتمالات.

خلاصة القول في اللحظة الراهنة أن جوهر الأزمة الوطنية اللبنانية ما زال في مكانه: أ. نقص فادح في سيادة الدولة إلى حد الهيمنة الايرانية، بما في ذلك سلاح حزب الله المستقل عن الدولة والمستقوي على الداخل والمنفلت على غاربه في المنطقة.

ب. انسحاب القوى السياسية الرئيسية إلى مربعاتها المذهبية وحساباتها الخاصة أكثر من أي وقت مضى، الأمر الذي يجعل من تشكيل رافعة وطنية مشتركة أكثر صعوبة من ذي قبل، بالمقارنة مع ما أمكن حدوثه في مواجهة الهيمنة السورية. علما أن الرافعة المشتركة شرط لأي نهوض وطني.

وإذا اعتبرنا جدلا أن التسوية الأخيرة كانت نوعا من تحييد لبنان عن تداعيات الحرب في سوريا، إلا أنها في الواقع كانت أقرب إلى التوريط منها إلى التحييد، لأنها حدثت بشروط الفريق الذي كان وما يزال يعلن تأييده للنظام السوري: لم يتغير شيء في مواقف حزب الله والتيار العوني من النظام السوري، ولا تغير شيء في موقف التيار العوني حيال سلاح حزب الله وقتاله في سوريا، ما تغير بالعكس تماما هو غياب موضوع سلاح حزب الله وقتاله في سوريا عن الأدبيات السياسية لبعض التيارات السيادية بحجة أن المسألة "فوق لبنانية" - وكل يوم يطالعنا وزير خارجيتنا بالمزيد من الشيء نفسه، حتى لو اصطدم بإجماع عربي - وأخشى ما نخشاه أن تتنزل شروط التسوية العابرة هذه على إعادة بناء الدولة، بحيث نغدو بعد قليل أو كثير أمام دولة بشروط حزب وطائفة بعينهما!

ذلك هو الثمن الباهظ الذي دفعته ويمكن أن تدفعه المسألة الوطنية، مقابل ما اعتبر تسوية مفيدة أو اضطرارية. ولا يوجد في خارطة القوى الراهنة ما يشكل ضمانة لعدم الانزلاق، وإن كان هناك ممانعات وتنتيعات من صلب التكوين اللبناني الذي لا ينبغي الاستهانة به (الجدل الانتخابي مؤشرا).

والحال أننا لسنا هنا في معرض نفي الفوائد النسبية، ولا تجاهل ما سمي اضطرارات لدى بعض الأطراف، ولا تسخيف ما يرجوه الرأي العام ويرتاح إليه من تهدئة داخلية تخفف من وطأة بعض الهواجس (أكانت فعلية أو مفتعلة)، كما تتيح الانصراف إلى معالجة المسائل الحياتية الملحة من طريق تفعيل مؤسسات الدولة بعد تعطيل طال أمده. ولكننا في الوقت عينه نرفض المبالغات، إيجابا أو سلبا، بحيث يتخذ البعض من هذه المبالغات ذريعة للانحراف السافر أو المقنع عن معنى لبنان المتجسد في: العيش المشترك أولا، الدولة السيدة المستقلة ثانيا، وثيقة الوفاق الوطني في الطائف والدستور القائم ثالثا، التزام الشرعة العالمية لحقوق الانسان وقرارات الشرعية الدولية رابعا، التزام نظام المصلحة العربية المشتركة في محيطه الإقليمي والدولي خامسا.

إن انحرافا عن هذا المعنى الذي خول لبنان أن يكون أكثر من بلد، أن يكون رسالة، لن يبقي من لبنانيته سوى شكليات غير صالحة إلا للاستخدام في لعبة الأمم، الأمر الذي يفقده كثيرا من مبررات وجوده بوصفه وطنا نهائيا لجميع أبنائه.

ثانيا: الخصوصية المسيحية في إطار الحالة اللبنانية واللحظة الوطنية الراهنة.

1. إن نظرتنا إلى الخصوصية المسيحية لا تنفصل عن نظرتنا إلى معنى لبنان الذي أشرنا إليه أعلاه بمقوماته الخمس الأساسية. واسمحوا لي أن أكررها: العيش المشترك، الدولة السيدة المستقلة، وثيقة الوفاق الوطني والدستور، التزام الشرعة العالمية لحقوق الانسان وقرارات الشرعية الدولية، التزام نظام المصلحة العربية المشتركة في محيطه الإقليمي والدولي.

2. هذه المقومات مجتمعة شكلت أساس ما نسميه "تيار الشرعية التاريخية في الوسط المسيحي اللبناني"، وهو التيار الذي - بالتضامن والشراكة مع نظرائه في الأوساط اللبنانية الأخرى - انعقد عليه معنى لبنان ودوره واستقلاله في مختلف المراحل: منذ انطلاق مطلب الكيان عام 1919 بمفهوم الوطنية السياسية لا الدينية، كما جاء في الرسالة التي حملها البطريرك الياس الحويك باسم مختلف الجماعات اللبنانية إلى مؤتمر الصلح في باريس، مرورا بالاستقلال الأول والميثاق الوطني 1943، تم بالمساعي الجادة لإقامة دولة القانون والمؤسسات الحامية للاستقلال والحاضنة للعيش المشترك لا سيما في الحقبتين الدستورية والشهابية، ثم بمقاومة الهيمنات والوصايات الخارجية التي من شأنها تحويل لبنان عن معناه (أكانت هيمنة فلسطينية أو إسرائيلية او سورية أو ايرانية، بما في ذلك هيمنة الميليشيات المسلحة المرتبطة بالخارج)، وصولا إلى استقلال 2005 الذي بين بما لا يدع مجالا للشك أن لحظة المصالحة الداخلية هي لحظة الاستقلال وشرطه اللازم.

3. ولا يخفى على الذين واكبوا هذا المسار التاريخي، سواء في حياتهم أو بوعيهم، أن الكنيسة المارونية كانت على الدوام في صلب هذا التيار وفي ريادته (ونرجو من الموارنة ومن أحبارهم خصوصا أن يراجعوا نصوص المجمع البطريركي الماروني لعام 2006، ولا سيما نص "الكنيسة المارونية والسياسة"). كذلك لا يخفى أن هذا التيار - (الممثل حقا للشرعية التاريخية في الوسط المسيحي، لأنه يستلهم معنى لبنان، ويستلهم خصوصا خيار المسيحيين اللبنانيين الأصلي بـ "الشهادة لإيمانهم في إطار العيش المشترك مع الآخر المختلف وليس في معازل خاصة"، كما بينت بوضوح تعاليم المجمع البطريركي الماروني، ورسائل بطاركة الشرق الكاثوليك المتعاقبة، وإرشاد البابا يوحنا بولس الثاني الرسولي عام 1997، وإرشاد البابا بنديكتوس السادس عشر الرسولي عام 2012.) - نقول: إن هذا التيار كان في مغالبة دائمة مع تيار الطائفية السياسية الذي يقدم الخاص على العام: الخاص الحزبي أو الشخصي الزعاماتي على العام المسيحي، والخاص المسيحي على العام اللبناني، على قاعدة لبنان للمسيحيين، والمسيحيون لأحزاب بعينها، والأحزاب لأسر وأشخاص بعينهم!!

4. إن قاعدة الاختزال هذه (اختزال لبنان بطائفة، واختزال الطائفة بحزب واختزال الحزب بزعامة، واختزال السياسة بالسلطة). لم تبق مسيحية، بل تعممت على سائر الطائفيات السياسية، فانتقلت العدوى من المارونية السياسية إلى السنية السياسية فالشيعية السياسية، بحيث بات على كل طائفية سياسية أن تخوض على الدوام حربين في آن معا، وتدخل البلاد كلها في هاتين الحربين: حرب داخل الطائفة لحسم مسألة الزعامة والإمرة فيها، وحرب مع الطوائف الأخرى لتعيين حصتها في الدولة. ولما كانت قاعدة الاختزال هذه فاسدة، لأنها تقوم على الانتهازية وتوسل موازين القوى العابرة، ولو على حساب معنى لبنان والشراكة الحقيقة، ليس غريبا أن يتجسد أمام أعيننا بيت الشعر الذي يقول: أعلمه الرماية كل يوم، فلما اشتد ساعده رماني! أي أن نرى الآن وهنا بعض الطائفيات السياسية الأخرى التي تقول بلسانها وسلاحها وموازين القوى العابرة: لبنان لطائفتنا، وطائفتنا لحزبنا، وحزبنا لقائده الأوحد ومرشده الأعلى!

5. لم يحدث في تاريخ حياتنا السياسية أن كانت شهية الاختزال السياسي - الطائفي مفتوحة ومتوحشة كما هي اليوم! والأنكى أن هذا الاختزال يتم بمراسم احتفالية على طبول شعارات من نوع استعادة الحقوق السليبة والدفاع عن كيانات مهددة! وفي المجال المسيحي خصوصا، نعتقد أن هذا الضياع السياسي إنما يعود إلى انحراف في النظرة إلى الذات، والتحول عن مفهوم الجماعة المتفاعلة مع محيطها إلى مفهوم الأقلية الخائفة، الأمر الذي تعبر عنه بوضوح تلك النزعة إلى شعار تحالف الأقليات ضد الأكثرية في المنطقة، والتي تبدأ من قانون الانتخابات النيابية ولا تنتهي بمطلب الحماية الدولية للأقليات.

6. إن "لقاء سيدة الجبل"، في خلوته السنوية ال13ثالثة عشر هذه، إنما يريد التأكيد على انتمائه الثابت والمتواصل إلى تيار الشرعية التاريخية في الوسط المسيحي وإلى معنى لبنان كما عرفناه وكما نريده الآن أكثر من أي وقت مضى. وإذ نرجو أن تساهم هذه الخلوة في إعادة تظهير الخيار المسيحي اللبناني، مقابل ما نرى من انحرافات، فإننا منفتحون كليا على الحوار الداخلي، ومنفتحون بالقوة ذاتها على نظرائنا وشركائنا في الجماعات اللبنانية الأخرى، في إطار المعنى اللبناني الذي يجسد الوحدة في التنوع أو التنوع في الوحدة".

 

مانشيت: عون الى مصر والأردن الإثنين... والحريــري: لا شيء داهماً

جريدة الجمهورية/السبت 11 شباط 2017

على مسافة أيام من موعد دعوة الهيئات الناخبة، انطلقَ المسار الانتخابي التقني مع إعلان وزارة الداخلية جهوزية القوائم الانتخابية الأوّلية، وسط إصرار رسمي على ضرورة إقرار قانون انتخابي جديد، في وقتٍ أكّد رئيس الحكومة سعد الحريري أن «لا شيء داهماً، ونحن نعمل لإقرار قانون جديد». وبعدما تهاوَت الصيَغ الانتخابية الواحدة تلوَ الأخرى، وليس آخرها صيغة قانون المختلط، يتوقّع المراقبون أن تلاقي صيغة قانون حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المصير نفسَه، مع اتّساع دائرة الرفض والتشكيك في إمكانية اعتمادها قانوناً يتوافق عليه الجميع ويؤمّن صحّة التمثيل.

أكّد أحد العاملين على بلورة قانون الانتخاب لـ«الجمهورية» انه لا يمكن القول حتى الآن إنّ هناك شيئاً ملموساً على صعيد إنجاز قانون الانتخاب العتيد، ولكنّ الجو الإيجابي السائد في هذا الصدد مردّه الى تطورين بارزين حصلا: الاول، انّ تيار «المستقبل» أبدى الاستعداد لدرس النسبية الكاملة وانّ لديه تصوراته تجاه تقسيم الدوائر الانتخابية، وذلك من خلال المشاورات التي حصلت معه خلال الحوار الثنائي في عين التينة، وكذلك الحوار الدائر بين التقنيين.

أمّا التطوّر الثاني فكان ما أعلنه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري بعد الخلوة بينهما من انّ «قانون الانتخاب سينجز قبل نهاية الشهر».

واكد المصدر نفسه انّ موضوع إنجاز قانون انتخاب ضمن المهلة التي حددها عون والحريري «مرهون بالاتفاق على تقسيم الدوائر الانتخابية في ضوء مشروع حكومة ميقاتي، وبمدى استعداد تيار «المستقبل» لتقديم تنازلات تيسّر حصول هذا الاتفاق.

فـ«المستقبل» يقترح ان تكون بيروت دائرة واحدة لا دائرتين (حسب مشروع ميقاتي)، لكنّ هذا الأمر يصطدم برفض مسيحي. كذلك يقترح ان تكون صيدا مع جزين دائرة واحدة ومفصولة عن قرى صيدا (الزهراني وصور) اللتين تشكلان مع جزين وصيدا دائرة الجنوب الاولى بموجب مشروع حكومة ميقاتي. كذلك يطالب تيار «المستقل» بضمّ المنية ـ الضنية الى دائرة الشمال الثانية التي تضمّ طرابلس، لا أن تكون مع عكار كما يحددها المشروع».

وأشار المصدر نفسه الى انّ ما يجري الآن على صعيد البحث في قانون الانتخاب لا يمكن حصره بلجنة رباعية، وان كان يُقال انها تجتمع بعيداً من الأضواء او تجري اتصالات ثنائية وثلاثية ورباعية في ما بينها.

لكن مع عودة رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل من الخارج هناك من يقول انّ مصير قانون الانتخاب سيكون امام خيارين: الاول ان تستمر اللجنة الرباعية في مهمتها لبلورته، والثاني ان يضع مجلس الوزراء يده عليه ويعقد جلسات خاصة في شأنه بغية إقراره ضمن المهلة التي حددها رئيسا الجمهورية والحكومة، أي في مهلة أقصاها نهاية الشهر».

إطلالتان لنصرالله

وفي هذه الاجواء، تترقّب الاوساط السياسية المواقف التي سيعلنها الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله بعد ظهر غد، في ذكرى أسبوع عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ حسين حسن عبيد.

وعلمت «الجمهورية» انّ نصرالله، وبعد أن يتحدث عن تاريخ عبيد ودوره وعن الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البقاع، سيركّز على الشأن الانتخابي من باب التشديد على النسبية وأهميتها ودورها في تأمين الاستقرار السياسي والاجتماعي في لبنان، وسيؤكد أنها لمصلحة الجميع.

أمّا الملفات السورية والنزاع العربي ـ الاسرائيلي والمقاومة فسيفرد لها الامين العام حيّزاً واسعاً في خطاب يلقيه عصر الخميس المقبل في 16 الجاري لمناسبة الذكرى السنوية للقادة الشهداء: عباس الموسوي وراغب حرب وعماد مغنية.

قاسم

وأعلن نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم انّ «حزب الله» طرح قانون انتخابات «قائم على النسبية لأنه قانون منصف وعادل»، وانه لن يقبل «أيّ قانون كيفما كان على قاعدة أنه قانون جديد». وقال: «ندعوكم إلى النسبية وليناقشونا وليقدموا أدلتهم، لأنه إن لم يكن ممثلو المجلس النيابي منسجمين مع العدد الشعبي فمعنى ذلك أنه لا محاسبة».

«14 آذار»

وسأل قيادي بارز من مستقلّي ١٤ آذار: «من هي الجهة التي تحدد ما هو النظام الانتخابي المسموح البحث فيه؟»، وقال لـ«الجمهورية»: «هناك شريحة وازنة من الاحزاب والنواب والشخصيات وجمعيات المجتمع المدني إضافة الى الرابطة المارونية، التي أوصل تحالف «القوات اللبنانية» - «التيار الوطني الحر» مجلسها التنفيذي، يطرحون الدائرة الفردية او نظام الصوت الواحد لكل ناخب او الاصوات المحدودة لكل ناخب. فبأيّ حق او منطق تستبعد هذه الاقتراحات عن البحث»؟

واعتبر هذا القيادي «انّ اعتماد النسبية نظاماً انتخابياً يعني تأثيراً أكبر للكتلة الناخبة الاسلامية في نتائج الانتخابات في اعتبارها الكتلة الاكثر عدداً بحسب لوائح الشطب ما يؤثر سلباً في جوهر المناصفة المسيحية الاسلامية».

ودعا «الذين يرفعون شعار تحسين التمثيل المسيحي» الى «عدم المساهمة في إسقاط الصيغ التي تضمن التمثيل المسيحي الصحيح بحجّة انّ هناك فريقاً لبنانياً يتمسّك بالنسبية، وألّا يستبدلوا صحة التمثيل من خلال القانون الثابت بتحالفات تنفخ حجم كتلهم، لكنها تحرم المسيحيين من الاستقرار الذي يؤمنه القانون العادل على المدى البعيد».

«الكتائب»

ونَبّه حزب الكتائب الى «انّ الوقت يمر بسرعة»، وجدّد رفضه قانون الستين وكذلك رفضه التمديد، داعياً الى «التعاطي بجدية وصدقية مع قانون الانتخاب بعيداً من المناورات التي باتت مكشوفة الاهداف».

وقال مصدر كتائبي مسؤول لـ«الجمهورية»: «الإنتقال بالبحث من صيغة الى أخرى في البحث عن قانون للانتخاب على أساس مصالح وقياسات حزبية وفئوية يعكس عدم جدية في التوصّل الى قانون يضمن التمثيل الصحيح والتعددية والتنوّع على المستويين الوطني والطائفي وداخل كل نسيج من المجتمع اللبناني ويَستنزِف الوقت ويضع اللبنانيين أمام أمر واقع يتمثّل إمّا بإجراء الانتخابات على أساس «الستين» المرفوض او التمديد».

المشنوق

وأعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق جهوز القوائم الانتخابية الأولية، مشيراً إلى أنّه تمّ إرسال نسخ عنها إلى البلديات والمختارين ومراكز المحافظات والأقضية ووزارة الخارجية والمغتربين بهدف نشرها وتعميمها تسهيلاً للتنقيح النهائي.

عون

في غضون ذلك اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي استقبل وفوداً أبرزها وفد نيابي روسي، «انّ ما يطرحه في شأن قانون الانتخاب لا يخرج عن اتفاق الطائف، كما يتّهمنا البعض، فوثيقة الوفاق الوطني تنصّ على اعتماد قانون إنتخابي يحترم قواعد العيش المشترك ويؤمّن التمثيل الصحيح لمختلف شرائح الشعب اللبناني، كما وفاعلية هذا التمثيل».

وأكّد «العمل لكي نسمح للأقليات ان تتمثّل سواء كانت هذه الاقليات طائفة ام أقلية داخل الطائفة ذاتها». ولفت الى «أنّ هناك أكثرية وأقلية لدى كل طائفة وهنالك طوائف هي في حدّ ذاتها أقلية، وجميعهم سيكونون قادرين على ان يتمثّلوا داخل مجلس النواب». وطمأن الى انّ «ما من أحد يريد إلغاء أحد، ولا تصبّ غايتنا في هذا الاتجاه».

الحريري

بدوره، طمأن رئيس الحكومة سعد الحريري الى «انّ الاتصالات في شأن قانون الانتخاب مستمرة، وآمل في أن يُنجز قريباً».

وسئل الحريري في بشري، بعد تقديمه التعازي لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بوالدته، عن قانون الانتخاب والوقت الداهم لإقراره، فأجاب: «لا شيء داهماً ونحن نعمل لإقرار قانون جديد».

عون الى القاهرة وعمان

الى ذلك، أنجزت دوائر القصر الجمهوري الترتيبات الخاصة بزيارة عون الى القاهرة وعمان الإثنين والثلثاء المقبلين، والتي تشكّل الإطلالة العربية الثانية له بعد انتخابه رئيساً للجمهورية، ويرافقه فيها وفد وزاري يضمّ وزراء المال علي حسن خليل، الخارجية جبران باسيل، الداخلية نهاد المشنوق، الإقتصاد رائد خوري، ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول. ويضمّ الوفد ايضاً المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، قائد لواء الحرس الجمهوري العميد سليم فغالي بالإضافة الى وفد استشاري وإداري وديبلوماسي وإعلامي.

وعلمت «الجمهورية» انّ عون سيلتقي فور وصوله الإثنين الى القاهرة نظيره المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة ابراهيم محلب، قبل ان يزور مقر الجامعة العربية للقاء أمينها العام احمد ابو الغيط.

كذلك سيزور الجامع الأزهر للقاء الإمام الأكبر للأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، وسيلتقي أيضاً البابا الأنبا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية في بطريركية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فيما يجول الوزراء المرافقون على نظرائهم المصريين. وسيلتقي عون أيضاً اعضاء السلك الديبلوماسي العربي وأركان الجالية اللبنانية في لقاء مسائي حاشد.

الى عمان

وينتقل عون الثلثاء الى عمان للقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي يولِم على شرفه في القصر الملكي في حضور كبار المسؤولين واركان السلك الديبلوماسي العربي والأجنبي، ثم يلتقي رئيس الحكومة الأردنية هاني الملقي تزامناً مع لقاءات يجريها الوزراء اللبنانيون مع نظرائهم الأردنيين.

وعلمت «الجمهورية» انّ المحادثات ستكون شاملة وموسعة وستتناول، الى سبل تطوير العلاقات بين البلدين وتعزيزها، تفعيل عمل اللجان المشتركة في المجالات العسكرية والأمنية والإقتصادية والزراعية والسياحية.

وسيتناول البحث الوضع العربي في ضوء أزمات المنطقة وسبل مواجهة الإرهاب.

ويتوقع ان تتناول القمة اللبنانية - الأردنية، إضافة الى القضايا الثنائية، ملف النازحين السوريين والعراقيين في ضوء التجربتين المتشابهتين بين لبنان والأردن وسبل التخفيف من كلفة النزوح على اقتصاد البلدين ومختلف نواحي الحياة فيهما ومجالات التعاون لترجمة الوعود العربية والغربية بمزيد من المساعدات وسبل إعادة النازحين الى مناطق آمنة.

 

من الأرشيف/المارونية: كنيسة وحزب

مقال للسياسي إدوار حنين في “المسيرة”ــ العدد 1597

الموارنة، دينيًا، أبناء مار مارون، وأبناء الفينيقيين إثنيًا، وتاريخهم طبيعيًا امتداد لتاريخ الفينيقيين.

المارونية تمرّد على السلطان وخضوع للإيمان. فكأن في ذلك تسليمًا لله ومقارعة للإنسان، وهي سيرتهم.

ليست المارونية ديناً، إنْ هي إلا طائفة من دين.

وليست هي لبنان، إنْ هي إلا ركن من أركانه.

وعلى صعيد الدين، فإنها تمثل الانقطاع الى التفكير اللاهوتي الذي حفظ المارونية في الخط المستقيم فحافظت، أبدًا معه، على علاقتها السليمة بالكرسي الرسولي. فلا بدعة فيها ولا انحراف، بل انسجام متواصل دائم مع الكنيسة الرسولية ـ الرومانية ـ الكاثوليكية ـ الواحدة، في جميع الأزمان والعصور.

أما على صعيد لبنان، فقد كانت المارونية حريصة، أبدًا، على أن يبقى لبنان ملجأ المروَّعين، وموئل الحرية، ودار الأمان، كلاً لكل أبنائه.

فالماروني أراد نفسه، في لبنان، إنساناً حرًا:

حرًا في معتقده يستطيع أن يكون، ضمن المسيحية، حيثما يشاء لنفسه أن يكون.

حرًا في تصرفه: في ممارسة شعائر دينه، في إقامته وترحّله، في اختيار ومعاطاة عمله، في محازبة من يريد على من يريد في التعبير عن معتقده وشؤون عمله، وعن كل ما يجول في خاطره.

وقد خصّ نفسه، الى ذلك، بحرية لا حد لها في التعيّش والارتزاق حملته على فتح أبواب العالم من جهاته الأربع، فملأ الدنيا بولده ومآتيه.

وما أراده الماروني لنفسه أراد مثله لغيره من شركائه في الوطن الصغير.

من هنا يتضح، أن المارونية كنيسة ووطن، وأنها حريصة على استقلال كنيستها، وعلى استقلال وطنها، تستميت، أبد الدهر، في الدفاع عنها وعنه.

ثم إن المارونية ليست كنيسة، ولا هي طائفة، فحسب، بل هي حزب سياسي متعدد الجناحات.

فيوم لم يكن في الإكليروس الماروني غير الرهبان، كان الرهبان ينتخبون من بينهم بطريركاً عليهم. والبطريرك، بفعل هذا الانتخاب، كان الرئيس الأعلى للكنيسة المارونية الذي حُصرت في يده السلطة الروحية والسلطة الزمنية في آن معًا. الكنيسة المارونية تحولت، هكذا، الى كنيسة قومية. فتحولت، على التوالي، الى أمّة.

وحيث أن المارونية لم تكن وحدها في لبنان، بعد أن انضم إليه الدروز والشيعة والسنّة، وجد الموارنة أنفسهم، في الدفاع عن حقوقهم، حزمة واحدة، تحولت مع الزمن الى حزب سياسي له هيكليته وأهدافه ومراميه، وخطة عمله التي كانت تملي على اتباعه مواقفهم.

وما برح الموارنة ذاك الحزب السياسي الواحد، وإن كانت لم تتوحد فئاتهم فيه، ولا توحدت سبلهم الى أهدافه، غير أن المطالب البعيدة، وبخاصة المطالب المصيرية، كانت تحملهم أبدًا وما تزال على أن يكونوا، عن طرائق مختلفة، في اتجاه المطلب الواحد. وإنهم لكذلك، مقيمين كانوا أم منتشرين في الدنيا.

وإذا كان الظرف الحاضر قد قضى، على صعيد السياسة، بانقسام الموارنة الى فئات، فما ذلك إلا لأنهم نسور، والنسور تأبى أن تطير أسرابًا. غير أن ما يبدو بالغًا في انقساماتهم، لن يلبث أن تزول نواتئه عندما يزول الظرف، أو قبل أن يزول.

وبما أن الموارنة فئة لبنانية مستقلة في حزب سياسي لبناني، هو أكبر حزب، كان طبيعيًا أن يعملوا مع الطوائف اللبنانية الأخرى على بناء لبنان.

وليس صحيحًا أنهم، وحدهم، بنوا هذا الوطن الصغير. فلكل اللبنانيين، في بنائه، يد. غير أن شؤوناً إنشائية ـ حضارية جمّة لو لم تُعمل على يد الموارنة، لما كانت وجدت في ذلك الحين، يدًا تعمل لها، أو كان قد طال انتظار مجيئها.

من هذه الشؤون:

*تعريب الروائع العالمية الكبرى، كما “الخلاصة اللاهوتية” و”إلياذة هوميروس” شعرًا.

*وضع الموسوعات والقواميس، كما “دائرة المعارف” و”المحيط المحيط” و”أقرب الموارد” و”البستان”.

*تنظيم تدريس اللغة العربية وقواعدها الصرفيّة والنحويّة، كما “بحث المطالب” و”المبادئ العربية”.

*إنشاء أول مطبعة باللغة العربية في الشرق قاطبة، وهي مطبعة دير مار أنطونيوس قزحيا في وادي قنوبين السنة 1610.

*انتجاع العلم في بلاد الغرب، وتأسيس مدرسة روما.

*الدعوة الى تعليم المرأة في السنة 1848 على لسان المعلم بطرس البستاني.

*ركوب المخاطر الى المهاجر، وإنشاء القرطجنات الألف على سطح الدنيا.

*يبقى أن الموارنة هم الذين أنشأوا “لبنان المختبر”، هذا المختبر الحضاري الذي بات، في أيامنا الأخيرة، دعامة من أقوى دعائم رسوخ لبنان واستمراره…

ثم راح هذا المختبر يتسع للشؤون الأُخَر كالانفتاح على العالم، والمشاركة الإنسانية والديمقراطية، وإحياء التراث والحياة المجتمعية، وتعليم المرأة، والانسياق مع التيار الحضاري، حتى بات فريدًا في العالم.

الموارنة مبنيّون على الرفض، رفض كل ما ينتقص من كرامة إنسانهم، فرفضوا، فيما رفضوا، أن يحيوا ذميّين.

هذا الرفض للذميّة رافقهم في جميع أطوار حياتهم، لأنهم يلتمسون حقوقهم من الشرع لا من ذمّة الناس. وهذا الرفض بالذات هو الذي جرّ عليهم المتاعب، وما يزال.

رفضهم هذا ألّب عليهم بعضًا من مواطنيهم، وكل العالم المحيط. فحُكم عليهم بالشعوبية، فعزلوهم، واضطهدوهم، وشنّوا عليهم الحروب.

الواقع هو أن الموارنة ما كانوا إلا أوفياء لجوهرهم، ولمَنْ هم…

هذا الذي قيل فيه إنه “تعصب ماروني” ليس إلا شيئاً في الأصول، في ما أفضى الى تكوينهم على ما هم عليه، وتشبثاً في رفضهم الأكبر الذي ما زال، وسيظل، رفضهم الأكبر.

وإن مثل هذا التشبث مبرّره، لديهم، أقوى من التشبث الديني، لأن مصدر هذا إيمانيّ، ومصدر ذاك كيانيّ، والكيان قبل الإيمان في طبع الإنسان وتطبّعه.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

قانون الانتخاب: من النواب إلى الخبراء الحزبييـن/الرباعية لن تجتمع قريبا والقوات متمسكة بالتفاؤل

المركزية- في وقت يبدي الدائرون في فلك العهد وحكومته الأولى تفاؤلا لجهة إمكان التوصل إلى قانون انتخابي جديد، سدد الثنائي أمل –حزب الله ما يمكن إعتبارها رصاصة قاتلة في صدر الصيغة المختلطة، حيث ادت إلى العزف على وتر النسبية دون سواها، والتي لا تزال دونها عقبات كثيرة ليس أقلها الرفض القاطع الذي يرفعه في وجهها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عببر حسابه على موقع "تويتر"، معطوفا على فيتو مماثل من جانب تيار المستقبل "ما دام أحد لاعبي الداخل يحمل سلاحا غير شرعي". وإذا كان هذا المشهد دفع كثيرين إلى الجديث عن "عجز" الطبقة السياسية عن الخروج بصيغة انتخابية تجري على أساسها الانتخابات النيابية في أيار المقبل، أكد مطلعون على المباحثات الانتخابية الجارية لـ "المركزية" أن الملف يبحث اليوم بين خبراء في الشؤون الانتخابية من القوات اللبنانية وتيار المستقبل، مشيرين إلى أن هذه الاجتماعات التي تجري بعيدا من الاعلام حرصا على نضوج الطبخة، تشهد نقاشات معمقة حول صيغة المختلط، وإن كان بعض اللاعبين قد عمد إلى نعيها. ويكشف المطلعون أنفسهم أن القانون حط إلى طاولة الخبراء الحزبيين، بعدما رفع الثنائي الشيعي السقوف الانتخاببة ، من بوابة تأييد النسبية الذي يأتي غداة كلام جنبلاط عن "ستين معدل" لأن الطائف لم يتناول النسبية الكاملة، كما يدعي بعض القوى السياسية. من جهتها، عقدت اللجنة الرباعية المكلفة الغوص في دهاليز قانون الانتخاب اجتماعا في وزارة الخارجية منذ نحو عشرة أيام، من دون تحديد موعد جديد، وذلك غداة سقوط الصيغة المختلطة التي اقترحها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، بفعل فيتو الثنائي أمل-حزب الله. وفيما غلف التكتم لقاءات اللجنة، لجهة الزمان والمكان، في محاولة لإبعاد النقاش عن التجاذبات السياسية، خصوصا أن البعض لا يخفي خشيته من عدم بلوغ الخواتيم السعيدة لأن الوقت بدأ يداهم نواب الأمة ووزراءها، عزت أوساط مطلعة عبر "المركزية" التكتم على الموعد المقبل للقاء الرباعي إلى أن بعض القوى ذهب إلى حد الكلام صراحة عن انتفاء الحاجة إلى الرباعية، بعد التخلي عن صيغة باسيل، وموقف الثنائي الشيعي. ولا تفوت الأوساط فرصة الإشارة إلى أن المشهد الانتخابي لا يحمل مؤشرات إلى اجتماع رباعي جديد، ذلك أن مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري في الخارج، فيما يرافق باسيل رئيس الجمهورية في رحلته إلى مصر والأردن اعتبارا من الاثنين المقبل، لافتا إلى أن "لا حاجة للقاء جديد لأن لا مشروع جديدا على بساط البحث، فيما يناقش خبراء من التيار الوطني الحر والمستقبل يناقشون صيغة مختلطة تأخذ في الاعتبار الخصوصيات الطائفية والمناطقية، ما من شأنه إراحة جنبلاط

في مقابل هذه الصورة المحفوفة بالهواجس، تصر القوات اللبنانية على الركون إلى الايجابية التي أرساها ملء شغور قصر بعبدا في تشرين الثاني الماضي. وتؤكد أوساط معراب لـ"المركزية" "التوصل إلى قانون انتخاب جديد قبل نهاية شباط الجاري" .

 

الصايغ: رفض عون لـ"السـتين" بات مرتبطا بمصداقيته وموقعـه/جولاتنا مستمرة وحذار إقرار "الانتخاب" على وقع الاشتباك الاقليمي

المركزية- يتراوح ملف قانون الانتخاب بين موجات من التفاؤل والتشاؤم. ففي وقت يؤكد المقربون من رئيس الجمهرية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري أن القانون الجديد سيبصر النور في نهاية شباط، يعتبر كثيرون أن حزب الله أعاد الأمور إلى نقطة الصفر بعدما رفض المختلط. وما بين الموقفين، تبرز مبادرة النائب سامي الجميل الداعية إلى طاولة حوارية في بعبدا تغوص في دهاليز الصيغة الموعودة، فيما يستعد حزب الكتائب لاستئناف جولاته السياسية للضغط في اتجاه إقرار قانون جديد.

وقال نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق سليم الصايغ عبر "المركزية" إن "الجميع يطالب رئيس الجمهورية بجلسات حكومية متتالية للخروج بقانون انتخاب أيا كان شكله. ونحن ندعوه إلى إقامة طاولة حوار لأننا نعتبر أن الحكومة لا تضم كل القوى السياسية، ونحن على يقين بضرورة وضع صيغة جديدة، و لا نريد وضع الشروط المسبقة، ولكننا نشدد على ضرورة عدم الاستقواء ونفخ الأحجام بل يجب الاحتكام إلى قانون عادل يعطي النتائج الأقرب إلى الواقع".

ولفت الصايغ إلى أن "اليوم تأكد المؤكد لجهة أن الصفقة التي أدت إلى إجراء الانتخابات الرئاسية، كانت نتيجة توافق إقليمي سعودي- ايراني (وهو أمر يعترف به الجميع) وأدت إلى تكبير الأحجام، ونحن نريد قانونا يعطي السيادة الحقيقية للشعب اللبناني، لا لنواب باتت وكالتهم باطلة، ذلك أن لا استقرار حقيقيا في لبنان من دون عدالة التمثيل، وإلا فإننا نؤسس لوضع سياسي هش عرضة للاهتزاز، فيما نحتاج إلى تحصين الساحة الداخلية على وقع التطورات الاقليمية التي تشير أكثر فأكثر إلى أن لبنان قد يكون هذه المرة معرضا لارتداداتها".

وعن فرص استجابة عون لدعوة الجميل، نبه إلى أن "هناك رئيس جمهورية، وهو يضبط الايقاع السياسي ويتحمل مسؤوليات وطنية، علما أنه لا يزال في ما يمكن اعتباره "فترة نعمة". وإن أقر قانون جيد يشعر الجميع بأنه أفضل الممكن، فإن ذلك إنجاز يسجل له والعكس يعد فشلا له دون سواه، ذلك أنه ليس بطريركا ولا رئيسا معنويا يستطيع تحميل المسؤولية للقوى السياسية "التي لم تتعاون معه"، لافتا إلى أن "المطالبة بقانون انتخاب عادل لا تنحصر في البعد الطائفي، بل تشمل شراكة سياسية بمعناها الكامل".

وفي ما يخص موقف حزب الله المؤيد للنسبية والذي رفض المختلط، ما قاد كثيرين إلى التشاؤم، اعتبر أن "هذا سبب إضافي لإقامة حوار حقيقي حول هذا الملف. نريد أن نعرف الأسباب الموجبة التي دفعت الحزب إلى المضي بهذا التوجه الذي يقول به في مختلف الحوارات التي أجريت معه، لكن يجب التنبه إلى رفض المستقبل والتقدمي للنسبية. لذلك على رئيس الجمهورية أن يلعب دور التوفيق بين النظرات المتناقضة من هذا الملف المرتبط بالنظرة إلى دور لبنان والثقة والاطمئنان، لكنني أسأل هل سيؤدي هذا الأمر إلى اشتباك سياسي على وقع اشتباك أميركي- ايراني في المنطقة؟ وأفضل من يجيب عن هذا التساؤل هو السيد حسن نصرالله، علما أن عدم الاتفاق على قانون يعني أننا ذاهبون بخطى ثابتة نحو الستين، وهو قانون تعيين النواب، لا انتخابهم، وعلى رئيس الجمهورية أن يترجم كلامه في العملية السياسية الداخلية في لبنان، لذلك عليه طمأنة من لديهم هواجس، من خلال العملية السياسية لأن قانون الانتخاب تعبير عن إرادة سياسية، وهي في يد رئيس الجمهورية، مشددا على أن ما يجري لا يجوز أن يكون مجرد مسرحية للإبقاء على الستين لأن كلام رئيس الجمهورية يختلف عما يقوله زعيم سياسي، ومواقف عون من حيث عدم قبول الستين باتت مرتبطة بمصداقية الرئيس وموقع الرئاسة، ونحن لا نريد لشخص عون ولا للموقع أن يواجه موقفا من هذا النوع". وختم الصايغ مؤكدا "أننا سنستكمل تحركنا السياسي ليشمل الجميع، وهو أمر يجب أن يستمر حتى إقرار قانون جديد للانتخاب".

 

جابر: مبالغ الموازنة ستدقق جميعها/"الرباعيـة" كانـت "دعسـة ناقصـة"

المركزية- لا تزال الاجواء الضبابية تسيطر على ملف قانون الانتخاب، برغم اقتراب المهل، والدفع الذي يعطيه المجتمع الدولي، لحث الافرقاء على اقرار قانون جديد للانتخاب. وأشار عضو كتلة التحرير والتنمية النائب ياسين جابر الى أن "عدم الاتفاق على اقرار قانون جديد، قبل 21 شباط لا يعني نهاية العالم، فالمجلس النيابي لم تنته ولايته بعد وباستطاعته أن يشرع ويعدل في المهل ويصدر قانوناً جديداً، وذلك حتى آخر أيار"، مشيرا الى أن "لبنان خرج من حالة فراغ طويلة أضعفته وأثرت على وضعه المالي والمؤسساتي، بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة، لذلك لا يجب أن نقع في مطب قانون الانتخاب، والدخول في الفراغ". وعن اصرار "الثنائي الشيعي" على النسبية وتداعيات ذلك على المساعي الحثيثة للرئيس ميشال عون لاقرار قانون جديد للانتخابات ، اعتبر أن "الرئيس عون هو من أكثر الاطراف الداعمين للنسبية، ونحن والحزب بأصرارنا عليها نؤيده ونقف الى جانبه"، لافتا الى أن "ليس هناك رفض للمختلط بالمطلق لكنه طرح واسع جدا وله أشكال عدة ، ونحن سبق وأعددنا صيغة بناء على معايير محددة"، مشيرا الى أن" ما يتصدر النقاش حاليا، قانون حكومة الرئيس ميقاتي، النسبي بمعيار واحد"، معتبرا أن "يمكن أن يصار الى تغيير في عدد وحجم الدوائر ليتناسب مع مطالب الكتل، والمستقبل يدرس هذه التعديلات بعد آخر جلسة حوار مع حزب الله".وعن تجدد اجتماعات اللجنة الرباعية، لفت الى أن "ليس بالضرورة أن تكون رباعية، الشكل غير مهم، قد تكون خماسية أو سداسية، المهم أن التواصل مستمر"، مشيرا الى أن "الرباعية كانت دعسة ناقصة، نظرا لاستثناء مكونات أساسية من المشاركة، اضافة لكونها معلنة أمام الاعلام"، معتبرا أن "الامور بحاجة لنقاش هادئ خلف أبواب مغلقة كما يحصل حاليا، وبذلك نتوصل الى نتيجة أفضل". أضاف "المطلوب اليوم، أن ينضم المستقبل والاشتراكي الى توجه الاغلبية"، مشيرا الى أن "اللقاء الديمقراطي شارك في حكومة ميقاتي، وبالتالي ليس بعيدا عن صيغة القانون التي نتجت عنها".

وفي موضوع الموازنة، اعتبر أن "رئيس الحكومة تعهد بإقرار الموازنة، فالفشل في اقرارها ينهي عهد الحكومة"، مشيرا الى أن "المعيار الاساسي لاستعادة الثقة في لبنان هو أن تكون هناك موازنة جديدة تضبط الانفاق وتحدد ما لنا وما علينا". وعن المبالغ المصروفة سابقا وتحديدا الـ11 ملياراً، قال "جميعها خاضعة للتدقيق ولن تكون هنالك مسامحة أو أعفاء للمخلين"، مشيرا الى أنه "ستقر مع الموازنة بنود مالية تحفظ حق الدولة اللبنانية وديوان المحاسبة بملاحقة المخلين واتخاذ التدابير القانونية الملزمة".

 

"الستين" معدلا قد يوفر التمثيل الافضل للمكونات والمخرج المطلوب للمأزق الانتخابي وتداعياتـه

المركزية- تنشط المساعي على اكثر من خط وبعيدا عن الواجهة السياسية والاعلامية في محاولة لتقريب وجهات النظر من القانون الانتخابي العتيد. وتكشف مصادر سياسية متابعة في هذا الاطار انه الى جانب اللجنة الرباعية التي يفترض ان تعاود اجتماعاتها وتكثفها تجرى اتصالات ما بين الكتل النيابية والاحزاب والهيئات اللبنانية لمعرفة موقفها النهائي من الاستحقاق الانتخابي وتفاصيله المتعلق منها باجراء الانتخابات في موعدها او تأجيلها تقنياً في انتظار الوصول الى قانون انتخابي جديد يكون بديلا لقانون الستين ويوفر صحة التمثيل للمكونات اللبنانية.

وتضيف المصادر انه وعلى رغم تأييد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لاجراء الانتخابات وفق صيغة النسبية على اساس الدوائر الموسعة المماثلة للمحافظات او لبنان دائرة واحدة ومساندة حزب الله وحركة امل للموقف الرئاسي، فإن ثمة معوقات يواجهها اعتماد هذه الصيغة في مقدمها عدم الجهوزية للسير في هذا الخيار الذي يستوجب تنفيذه تخفيض سن الاقتراع الى الثامنة عشرة. علما ان الاكثرية (المنتخبة) اي التي تشارك في عملية الانتخاب هي من الفئات العمرية المسنة وغير الشابة، ليس لعدم رغبة الشباب في المشاركة في الحياة السياسية انما لكون الاكثرية منهم لا يجدون التسهيلات المطلوبة التي تحضهم على ذلك سواء من حيث سهولة الوصول الى مراكز الاقتراع او المشاركة في العملية الانتخابية (البدائية) وغيرها من الوسائل والمعوقات التي تحول دون ذلك. من هنا تستطرد المصادر انه من الضروري معالجة هذه الاسباب قبل التفكير في الصيغة الانتخابية التي سوف تعتمد مستقبلا، وهذا يكون من خلال السماح للمقترعين الادلاء بأصواتهم في المناطق التي يقيمون فيها على الاقل او اعتماد المكننة او تقسيمات ادارية وانتخابية جديدة او نقل مقاعد من قضاء الى آخر كما يحكى مثلا بالنسبة الى مقعدي طرابلس وبعلبك – الهرمل المسيحيين.

وتختم المصادر ان اعتماد هذه الخطوات في الاستحقاق النيابي ممكن من خلال تعديل قانون الستين وذلك من شأنه ايضا ارضاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي يطالب بضم الاقليم انتخابياً الى قضاء صيدا وقد يوفر اجماعا لبنانيا حول الصيغة الانتخابية التي يهدد عدم الوصول اليها قريبا بتعريض الاستقرار السياسي والسلم الاهلي للاهتزاز خصوصا اذا ما تم تحريك الشارع كما يلوح البعض تحت عناوين مطلبية ومعيشية.

 

قانون التجديد للنظام الطائفي

أحمد جابر/المدن/الجمعة 10/02/2017

قبل أن يصير خطاب قسم رئيس الجمهورية اللبنانية نسياً منسياً، بدأت نذر طيِّ صفحته العمومية، لتعود سطور الصفحات الخصوصية بالظهور مجدداً، وما كان يُظنُّ أنه الأصيل الأصلي العمومي، تراجع إلى الظلّ ليؤكد ما هو معروف لبنانياً، وهو أن الفرعي الخاص الطائفي والجهوي والمناطقي، هو الأصيل والفرعي والعمومي والوكيل، أي أنه صاحب الأدوار السياسية كلها، وصاحب الوجوه التي تلبس لكل حالة قناعها ولبوسها. يشكل النقاش حول القانون الانتخابي الجديد مادة كاشفة، إذ في ميدانه قرأ اللبنانيون قولاً مذهبياً صافياً، وهم سيتابعون قراءة مادة طائفية صافية في الآتي من الأيام. الأقلام كثيرة، ومن ضمنها القلم الرئاسي الذي قال كلاماً افتتاحياً ذا نبرة عالية، لكن، ولغاية في نفوس أكثر من يعقوب سياسي، آثر الجمع المختلف ادعاء ثقل السمع فقال وصل إلى تردد الصوت الرئاسي خافتاً. لن يتأخر الوقت، والأمر ما هو عليه، ليقول الجمع ذاته: لقد كان كلاماً داخلياً يصمُّ الآذان، ما صدر عن الرئيس حول الاستفتاء إذا ما تعذرت التوافقية حول قانون انتخابات جديد، وحول الامتناع عن توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة وفق القانون النافذ، إذا ما أزِفَّت المهل، وكان قانون الاقتراع المنتظر مازال في "برج بابل" الساسة المتحاصصين.

بدايات المواقف هذه، التي تحمل توقيع الرجل الأول في الجمهورية، من شأنها أن تسلِّط الضوء باكراً على السياق الذي سهل التوافق على اسم الرئيس. وهذا معناه إعادة التدقيق في قراءة احتمالات المسالك التي قد يسير فيها العهد الرئاسي، بالتناسب والانسجام مع مختلف التوازنات التي أنتجته. من شأن الوقوف مجدداً على مسألة السياق وبنودها، أن ينحي كثيراً من المراهنات التي عقدها المتفائلون على الوعود التي قد يحملها ويحققها الرئيس الجديد، كذلك سيجد كثيرون مزيداً من الحجج التي تظهر الصعوبات الفعلية التي تحيط بالقدرات التنفيذية لـ"سيد العهد"، بغض النظر عن نيته وعن رأيه. أي أن ميزان التجاذبات والمصالح والتحالفات، سيظل صاحب الكلمة الفصل في تقرير كل مسلك سياسي داخلي. والاعتراض الذي يأتي من جهة بعض الأطراف المتضررة من حصيلة الميزان العملية، قد لا يتجاوز دور الكابح الآني، أو العرضي، الذي يستطيع التخفيف من سرعة الإندفاعة، لكنه لا يستطيع فرض تغيير وجهتها أو وقف سير عرباتها وقفاً نهائياً. في ظلال الوضع اللبناني الحالي المعروف، تأتي الاحتجاجات على الصيغ الانتخابية من أبناء التشكيلة ذاتها. جوهر كل احتجاج الحسابات الفئوية الخاصة التي يقوم أصحابها بتعداد المقاعد النيابية التي يؤمن الفوز بها هذا النموذج الانتخابي أو ذاك، وما يسقط في هذا الجدل هو ادعاء السعي إلى صحة التمثيل التي ينطق كل طرف بالحرص عليها، وتسقط أيضاً جدية النطق بمراعاة الاندماج والعيش المشترك، إذ لا يخفى أن الفرز النيابي التمثيلي وفق القانون، هو فرز تعايشي على أرض التداخل والعيش المشترك، والتمسك بالفوز الخصوصي. وما يقال عن تجديد الحياة السياسية وتطويرها، من مدخل القانون الانتخابي، لا يقدم سوى تجديد الحياة السياسية القديمة، أي مد القديم المتقادم بشرعية الانتخاب الجديد. وما يصير في يد الحياة السياسية، وفي أيدي اللبنانيين، سلطة قديمة تجدِّد نفسها وفق صيغ تقاسم جديدة، ووفق تراتبيات طائفية أنتجتها سنوات الحروب الأهلية اللبنانية الطويلة.

ضمن هذه اللوحة، هناك موقعان أساسيان يتابعان ويراقبان، أحدهما رسمي، وهو موقع رئاسة الجمهورية، الذي يكفل الدستور ويرعى حمايته ويحرص على أن يكون فيصلاً في استقامة الحياة الوطنية، والموقع الثاني هو الموقع الشعبي ومعه طيف الاعتراض الواسع من المتضررين من السياسات الرسمية.

القراءة الواقعية الحالية تقول إن الموقعين مكبلان بقيود تنتمي إلى الحالة الوطنية العامة، وإلى أحوال كل موقع بمفرده. سبق القول بما يمكن تسميته قيد رئاسة الجمهورية، أي السياق الموضوعي الذي أتاح الوصول إلى ملء فراغ سدتها الشاغرة. وهذا أضيف إليه الطابع الخصوصي للرئيس الذي يحيط به أكثر من سؤال حول قدرته على أن يكون "غير خصوصي" بالكامل، أي أن يكون قادراً ومتاحاً له، أن يطعم خصوصيته بعمومية كانت لها نسخها في عهود لبنانية ماضية. أن يكون الرئيس في هكذا حالة خصوصية- عمومية، يلزمه صراع مزدوج: واحد صراع الرئيس مع ذاته ليكون هو ما يريد أن يكون عليه من العمومية، والثاني يخوضه أصحاب العمومية الشعبية مع الرئيس ومع الآخرين، لتكون لاصداء صراعهم نتائج على طاولات القرارات الرسمية.

أصحاب العمومية الشعبية، يفترض أنهم ورثة كل سنوات النضال المطلبي اللبناني من أحزاب وهيئات وشخصيات، أي أبناء الموقع الشعبي، الأقنوم الثاني في الحياة الداخلية، والذي كان صاحب الدور الأول دائماً في فرض فرملة على سياسات النظام اللبناني غير العقلانية. واقعياً، تدل المعطيات على أن الموقع الشعبي متداعٍ، وأن الناطقين باسمه توزعوا بين ارتباك والتحاق وانتظار، ومن يحاول الانتساب مجدداً إلى النبض الشعبي، مازال قيد الأداء التجريبي الذي عبرت عنه موجات الحراك المدني، وانتهت تلك الموجات إلى شواطئ غير محددة في الفضاء السياسي العام، لأسباب ذاتية تفسرها حداثة التجربة، ولأسباب توظيفية لجأ إليها ورثة اليسار المترهل الذي فقد الأساسي من حيويته السياسية والفكرية. إذن، انتخاب وقانون في ظل غياب رسمي ضامن على الطريقة اللبنانية بحدها المعقول، وغياب موقع شعبي صاخب، على الطريقة الشعبية المطلوبة، وعليه: عن أي جديد سياسي يدور الكلام؟

 

تأسيس "الكتلة الوطنية" في بيروت.. تحت سقف الأسد

عباس سعد/المدن/الجمعة 10/02/2017

في جوّ هادئ أمنياً وسياسياً، ومزدحم إعلامياً، عقدت "الكتلة الوطنية السورية" مؤتمرها التأسيسي في فندق "ريفييرا"، في بيروت، بمشاركة ممثلين عن حزب "الشباب الوطني للعدالة والتنمية"، "حزب الشعب"، "المجلس الوطني" في المنطقة الشرقية، "الحركة التركمانية الديموقراطية السورية"، تيار "سوريون وسنكون"، تيار "بناء الدولة"، وجمعيات أهلية منها منظمة "آفين" للمرأة والطفولة، حركة "صانعي السلام"، "مجلس السلم الأهلي"، ملتقى "سوريات يصنعن السلام"، ومنظمة "جذور" لبناء المجتمع المدني. وحضر سفراء وممثلون عن روسيا والصين وألمانيا ورومانيا ودول أوروبية.

"جميعاً لنبني سوريا" شعار المؤتمر. وجميعاً تعني "سوريون من مختلف المناطق السورية ومختلف التوجهات السياسية" بحسب تقديم المؤتمر. "فالكتلة لا تميّز بين معارضة وموالاة، بل يهمّها نشر السلام في سوريا دون تمييز بين السوريين، وهي متسامحة مع الجميع إلا الإرهاب وتريد إعادة الحياة السياسية إلى سوريا". ربّما طبيعة هذا الخطاب لا تجعل إطلاق الكتلة في بيروت أمراً صعباً أو مفاجئاً، فخطابها لا يعادي النظام بل يخدمه، وهذا ما يبعدها عن مشاكل مع أطراف لبنانية طمست المعارضة في سوريا، قبل أن تأتي إلى لبنان.

فقد قيل في المقدمة أنّ بيروت هي "الأخت الصغرى لدمشق". ولهذا، الكتلة تنطلق منها لتعمل في سوريا. ولكن الواقع أنّه ليس هذا سبب تنظيم المؤتمر في بيروت، فتنظيمه في سوريا صعب وقد يُعطي الكتلة لوناً لا تريده، كما أنّ الكتلة تضم شخصيّات أتت من تركيا، ربّما غير مرحّب بها في سوريا. وهذا ما لمّح إليه يونس خضر، الآتي من الحسكة. بادئ الكتلة الـ18 تلاها الشيخ نواف عبدالعزيز الملحم، وهو نجل رئيس مجلس الشعب الأسبق عبدالعزيز طراد الملحم، والأمين العام لـ"حزب الشعب"، الذي حصل على ترخيص من السلطات السورية عام 2012، وينتحل اسم "حزب الشعب" التاريخي في سوريا إبان الانتداب الفرنسي. كما أنه شخصية تتبرأ منها قوى عديدة في المعارضة، ولديه علاقات وطيدة مع  النظام في سوريا، وحزب الله في لبنان.

ترتكز المبادئ التي تلاها الملحم على وحدة الشعب السوري بمختلف قوميّاته وأديانه وطوائفه، وعلى سطوة القانون فوق كل شيء، وحريّة التعبير وإنشاء الأحزاب السياسية ونشاط المجتمع المدني والإعلام، كما أضاءت بشكل أساسي على القضاء واستقلاليته.

ولكن اللافت في المبادئ هو الثاني والثالث. فالمبدأ الثاني يقول إنّ "مقام رئاسة الجمهورية العربية السورية لا يجوز البتّ فيه في المحافل الدولية، بل تتحكّم فيه الإنتخابات النزيهة فقط"؛ والمبدأ الثالث يشير إلى أنّ "مواجهة الإرهاب وقواه واجب وطني على جميع السوريين". وهذا كلام ليس من الصعب سماعه حرفياً في خطابات الرئيس السوري بشّار الأسد أو بيانات الجيش السوري.

أمّا الخطاب السياسي للكتلة، فتجسّد في كلمة لؤي حسين، رئيس تيار "بناء الدولة السورية". ويرى هذا المعارض الذي اعتُقل مع بدايات الثورة، أن "الحرب في سوريا انتهت، وهي الآن حرب على الإرهاب". وهذا ما أضحك كثيرين من الصحافيين والإعلاميين في القاعة. وأكّد حسين أيضاً أن "لقاء (محادثات) أستانة أسس لمسار جديد ولا بدّ من الذهاب باكراً إلى جنيف". ويعتقد أن "المرحلة الحالية إنتقالية نحو عملية انتخابية حرّة ونزيهة"، وشدّد على "دور المجتمع الدولي في مساعدة سوريا للنهوض بعد الحرب، مثلما فعل مع بلدان أخرى كألمانيا واليابان وغيرها"، طالباً الدعم من السفراء وممثلي الدول الأجنبية الذين كانوا موجودين.  الخلاصة أن الموجودين في المؤتمر، حتّى لو مزجوا خطابهم ببعض الكلام عن الحريّة والأحزاب والحفاظ على التنوع السوري، إلّا أنّهم في تركيزهم على "الحرب على الإرهاب"، وفي تجاهلهم العدالة الإنتقالية، والتركيز على انتخابات مقبلة، يتقاطعون مع النظام ويبتعدون كل البعد عما كان موجوداً، أو ما تبقّى من معارضة، حتّى لو قدّموا أنفسهم "محايدين" سوريين. وفي المناسبة، يُطرح سؤال عما إذا كان حصول هكذا حدث في بيروت، يعني أن العاصمة اللبنانية تستعيد دورها الريادي كمدينة للحريات والثقافة والعمل السياسي؟ والجواب سلبي. فلولا رضا النظام وحلفائه في لبنان عن هذه الكتلة، لما كان لها أن تُعلن تأسيسها في بيروت. فلبنان منذ انطلاقة الثورة السورية لم يكن بلداً تنشأ فيه جبهات المعارضة السورية، بل إنه غير مرحب بالمعارضين السوريين.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ترامب يكبح اندفاعه في دعم إسرائيل لتخفيف الضغوط عليه

العرب/11 شباط/17/رام الله - خفف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من اندفاعه حيال جملة من الملفات الخارجية، بعد أن بدا واضحا أن ذلك سيعزز من حجم الضغوط عليه، التي بدأت مع حملته الانتخابية لتتصاعد في الأيام الأولى لتوليه منصب الرئاسة في الـ20 من يناير الماضي. وترجم ذلك في تراجع نسبي لمواقفه بشأن عدد من المسائل الشائكة في الملف الفلسطيني وعلى رأسها مسألة الاستيطان، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس الشرقية التي يعتبرها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المستقبلية. وبعد تصريحات أثارت جدلا واسعا حول أن الاستيطان لا يشكل عقبة أمام السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال الرئيس الأميركي، الجمعة “لا أعتقد أن المضي قدما في توسيع الاستيطان يخدم السلام”. وأوضح ترامب في حوار له مع صحيفة “إسرائيل اليوم” “المساحة المتاحة (للفلسطينيين) محدودة وكل مرة تأخذ الأرض للمستوطنات فإن المساحة تقل، أنا لا أعتقد أن المضي قدما في هذا يساعد السلام”.

وسبق أن وجه ترامب انتقادات لاذعة للإدارة الأميركية السابقة لمواقفها المناهضة للاستيطان وتحجيمها رفع الفيتو على مشروع قرار يطالب إسرائيل بوقفه، وذلك قبل شهر من انتهاء ولايتها. وكانت من المرات النادرة التي لا تستعمل فيها واشنطن سلاح الفيتو لإجهاض مشروع قرار في مجلس الأمن يدين إسرائيل، ما فهم منه آنذاك أن خطوة الرئيس السابق باراك أوباما تأتي ردا على دعم الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو لترامب في حملته الانتخابية على حساب المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وأثارت خطوة أوباما وقتها ضجة في إسرائيل قبل أن تهدأ الأمور بتولي ترامب السلطة، حيث سارعت حكومة نتنياهو إلى الإعلان عن بناء المئات من الوحدات الاستيطانية، فضلا عن إقرار الكنيست الإسرائيلي قانونا يجيز امتلاك أراض خاصة بالفلسطينيين في الضفة الغربية. ويقول متابعون للشأن الأميركي، يبدو أن ترامب الذي يتهمه البعض بأنه يتعامل مع السلطة وفق منطق “رجل أعمال” بدأ يدرك أن دفع “شيك على بياض” لحكومة نتنياهو سيكون له تداعيات وخيمة، خاصة على صورة الولايات المتحدة التي يحرص على إعادة “هيبتها”.

وكان ترامب قد اتخذ في الأيام الأولى من توليه الرئاسة قرارات أثارت موجة استياء عارمة، ولعل أخطرها كان قراره في 27 يناير بحظر السفر إلى الولايات المتحدة على مواطني سبع دول مسلمة وهي سوريا والعراق والسودان والصومال، واليمن وإيران وأفغانستان.     إسرائيل التي تنعم حاليا باستقرار في محيط عربي متلاطم ليس في صالحها نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس

وأدى هذا القرار إلى مظاهرات حاشدة في العديد من الدول، كما دفع ترامب إلى الدخول في اشتباك مع السلطة القضائية الأميركية التي جمدت قراره. ويعتقد أن هذا كان له تأثير في كبح اندفاعة ترامب، الذي قال في حواره مع الصحيفة الإسرائيلية إنه لا يزال في مرحلة دراسة نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وهي مسألة أخرى أثارت جدلا واسعا مؤخرا. وأكد “أفكر في الموضوع، وسنرى ماذا سيحدث، هذا ليس بالقرار السهل، لقد تم بحثه على مدى سنوات، لا أحد يريد اتخاذ هذا القرار وأفكر فيه بجدية”، مما يعد تحولا عن موقفه خلال حملته الانتخابية. وكان ترامب قد أعلن، في نوفمبر الماضي، أنه سينقل السفارة الأميركية إلى القدس في حال وصل إلى الرئاسة، وهي خطوة خطيرة، لطالما رفض الرؤساء الأميركيون السابقون تحمل مسؤوليتها رغم وعود البعض بذلك خلال حملاتهم الانتخابية على غرار بيل كلينتون وجروج بوش الابن.

ويوجد قرار أميركي اتخذه الكونغرس في العام 1990، ينص على نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة. وشدد الرئيس الأميركي عقب توليه منصبه رسميا على أنه جاد في تنفيذ ما وعد به، عقب ضغوط إسرائيلية تطالبه بالإسراع في ذلك. وقبل أسبوعين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “يجب على السفارة الأميركية أن تكون هنا في القدس”.

والقدس هي إحدى أبرز النقاط الخلافية التي تقف حاجزا أمام التوصل إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ورغم وجود اعتراف دولي بأن القدس الشرقية عاصمة فلسطين المستقبلية، إلا أن إسرائيل تصر على أنها عاصمتها الأبدية. وفي حال تم نقل السفارة الأميركية، فمن المتوقع أن تكون هناك ردود أفعال كبيرة، وقد تستغل المسألة بعض الجماعات الجهادية مثل داعش لاستقطاب المزيد من الشباب الفلسطيني والعربي، لتحقيق أهدافها التدميرية. وهذا بالتأكيد كان محور حديث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال زيارته إلى الولايات المتحدة، قبل أيام. وكان الملك عبدالله قد أعلن من واشنطن أن هذه الخطوة لا تهدد فقط عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لا بل إنها تتجاوزها وتهدد بإشعال حريق في المنطقة بأكملها سيكون المتضرر منه الجميع.

ويرجح مراقبون أن يكون الملك عبدالله قد لعب دورا مهما في إقناع الإدارة الأميركية بالتأني وعدم السير في هذا الخيار. وقال ترامب في حواره “أريد السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وأعتقد أن السلام سيكون رائعا لإسرائيل وليس فقط جيدا”. وأضاف “البعض يعتقد أن التوصل إلى اتفاق ليس ممكنا، أنا لا أتفق معهم، أعتقد أن بإمكاننا الوصول إلى اتفاق ونحن بحاجة للتوصل إليه”.

ودعا الرئيس الأميركي الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى “التصرف بشكل منطقي”. ويعتبر محللون أن خطوة نقل السفارة لا تخدم فقط الإدارة الأميركية فحتى إسرائيل التي تنعم حاليا باستقرار في محيط عربي متلاطم ليس في صالحها هذا الأمر، لأنه قد ينسف هذا الاستقرار ويجعلها في “فوهة مدفع”، والعديد من المسؤولين الإسرائيليين واعون بذلك الأمر، وإن كانوا لا يعلنونه. وقد لوحظ أن الضغط الإسرائيلي سواء الإعلامي أو الدبلوماسي على ترامب حيال هذه النقطة بالذات، قد خف بشكل واضح. ويتوقع أن زيارة بنيامين نتنياهو الأربعاء المقبل إلى الولايات المتحدة، ستتطرق باستفاضة إلى هذه المسألة، وقد يتم الاتفاق بينهما على تأجيل تنفيذ الأمر إلى أن تحين اللحظة المناسبة لذلك.

 

الأسد يرفض إقامة مناطق آمنة ويدعو واشنطن إلى الاعتراف بحكومته

العرب/11 شباط/17/دمشق - رفض الرئيس السوري بشار الأسد اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إقامة مناطق آمنة للمدنيين داخل سوريا، في مقابلة مع موقع “ياهو نيوز” الإخباري نشرت الجمعة. وكان ترامب قد صرح منذ أيام أن إدارته تدرس إقامة مثل هذه المناطق في سوريا، دون أن يحدد مواقعها، ما أضفى غموضا على هذه الخطة. وقال الأسد “إن المناطق الآمنة للسوريين يمكن أن تحدث فقط عندما يصبح هناك استقرار وأمن وعندما لا يكون هناك إرهابيون وتدفق ودعم لهم من قبل الدول المجاورة والدول الغربية، وعندها يمكن أن تكون هناك منطقة آمنة طبيعية وهي بلدنا”. وأضاف في التصريحات التي نقلتها كذلك وكالة الأنباء السورية (سانا) “إن الأكثر قابلية للحياة والأكثر عملية والأقل كلفة هو أن يكون هناك استقرار وليس مناطق آمنة”، مشيرا إلى أنها “ليست فكرة واقعية على الإطلاق”. ويتعارض موقف الأسد مع المواقف المعلنة إقليميا في هذا الإطار والتي تراوحت بين الترحيب والتحفظ . وترى بعض المراجع الدبلوماسية أن موقف الأسد قد يكون معبرا في الواقع عن مواقف روسيا وإيران. وأوضحت هذه المراجع أن طهران مهددة بتقلص رقعة نفوذها في الداخل السوري، إذا ما أصبحت واشنطن شريكة ميدانية ترعى المناطق الآمنة وأن قدرتها على التعامل مع الشراكة الروسية والتركية هي أفضل من التساكن مع شريك أميركي (خليجي) في سوريا. واعتبرت أن حديث الأسد عن استقرار كامل في سوريا يذهب مذهب روسيا في سعيها الراهن لرعاية تسوية سورية بين النظام والمعارضة بشقيها المسلح والمدني. وفي ظل عدم وضوح الرؤية الأميركية حيال الخطة، يلفت بعض الخبراء إلى أن أنقرة بدورها قد تتبنى موقف الأسد، خصوصا وأن تركيا تبدي قلقا من أن تؤسس المناطق الآمنة لإقامة الكيان الكردي في شمال سوريا والذي تعتبره خطرا لا يحتمله أمنها الاستراتيجي. وقال الأسد “إذا أرادت الولايات المتحدة أن تبدأ بداية صادقة في محاربة الإرهاب، فإنه ينبغي أن يكون ذلك من خلال الحكومة السورية، لأنه لا يمكن إلحاق الهزيمة بالإرهاب في بلد دون التعاون مع شعبه وحكومته”. ويرى البعض أن موقف الأسد هو في واقع الأمر دعوة للإدارة الأميركية للاعتراف به كممر إجباري لأي تسوية قيد الإعداد في سوريا، وهو أمر كان لمح إليه ترامب أثناء حملته الانتخابية حين ذكر أنه يفضل الأسد على داعش.

 

قادة إيران يستثمرون ذكرى الثورة ضد 'الشيطان الأكبر'

العرب/11 شباط/17/طهران – قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الإيرانيين سيجعلون واشنطن “تندم على لغة التهديد”، وذلك خلال كلمة له بمناسبة الذكرى الـ38 للثورة “الإسلامية”، التي كرست هيمنة المرشد الأعلى على جميع السلطات في البلاد. وتتزامن ذكرى الثورة هذا العام مع ارتفاع حدة التوتر بين طهران وواشنطن بعد وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والذي فرض عقوبات جديدة على إيران إثر قيامها بإطلاق صاروخ بالستي قبل أسبوع، ومنع الإيرانيين من زيارة الولايات المتحدة لمدة ثلاثة أشهر. ونزل الملايين من الإيرانيين إلى الشوارع الجمعة، وكما هو معتاد في ذكرى الثورة، رفعوا شعارات “الموت لأميركا”، مع التنديد بالمواقف الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب المناهضة لإيران، مدفوعين بتصريحات القادة السياسيين، الذين لوحوا بـ”الشعب” كقوة في مواجهة تهديدات ترامب. وقال روحاني أمام مئات الآلاف من الأشخاص الذين تجمعوا في ساحة ازادي في طهران “يجب مخاطبة الشعب الإيراني باحترام. الشعب الإيراني سيجعل من يستخدم لغة التهديد أيا كان يندم على ذلك”. واعتبر روحاني “أن مشاركة الملايين من الإيرانيين في التظاهرات دليل على قوة إيران الإسلامية ورد على أكاذيب المسؤولين الجدد في البيت الأبيض”. وداس بعض المتظاهرين أعلاما أميركية كبيرة حاملين صورا لترامب ولرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي. وكتب على صور الثلاثة “نحن لا نخشى التهديدات”. وقال النائب الإصلاحي مصطفى كواكيبيان الذي شارك في التجمع في طهران “إن مشاركة الشعب هي رسالة إلى ترامب: إذا ارتكب خطأ فإن الشعب سيجعله يندم”. لكن لم يوضح النائب ما هي طبيعة الإجراءات التي سيتخذها الشعب. ويرى محللون أن القادة الإيرانيين يسعون إلى حشد الشارع الإيراني ضد الدول الغربية ومؤامراتها على ثورتهم، بحسب زعمهم، وإبقاء الشعب تحت سلطة الخوف الدائم من “الشيطان الأكبر”، في الوقت الذي يحاول فيه روحاني التخفيف من حدة التوتر مع واشنطن، بالقول إن القوة العسكرية الإيرانية هي “محض دفاعية”. وتتذرع إيران بما تعتبره حقا في اختبار صواريخ تحمل “أسلحة تقليدية” فقط الهدف منها دفاعي بمواجهة “الأعداء”. وكان زعيم الإصلاحيين الرئيس الأسبق محمد خاتمي (2000-1997) الذي يخضع نشاطه لقيود، دعا الإيرانيين إلى المشاركة بكثافة في التظاهرات “لإفشال المؤامرات”. وقال خاتمي “بمواجهة أي تهديد يستهدف النظام أو وحدة الأراضي أو المصالح الوطنية لن نتردد لحظة في المقاومة”، داعيا إلى “المصالحة الوطنية”. ولا يقيم البلدان علاقات دبلوماسية منذ عام 1980 أي بعد أشهر قليلة على الثورة الإيرانية وقيام طلاب إسلاميين باحتلال مقر السفارة الأميركية، لكن العلاقة شهدت تصعيدا متزايدا منذ تولي ترامب مهامه في 20 يناير الماضي، والذي لم يوفر إيران بتغريداته ووصفها بأنها “تلعب بالنار”. وحتى الآن لم ينفذ ترامب الوعود التي أطلقها خلال حملته الانتخابية بتشديد الموقف من إيران، إذ لم يعمد بعد إلى

المس بالاتفاق النووي الإيراني مع القوى الكبرى.

 

فرنسا توقف "انتحارياً" مفترضاً و"مراهقة" بايعت داعش

الجمعة 14 جمادي الأول 1438هـ - 10 فبراير 2017م/دبي - العربية.نت/أوقفت الشرطة الفرنسية، الجمعة، أربعة أشخاص في مدينة مونبولييه (جنوب البلاد)، بينهم فتاة في الـ16 من العمر، يشتبه في تخطيطهم للقيام بهجوم في فرنسا. وأفاد مراسل "العربية" في فرنسا أن الفتاة سجلت قبل يومين فيديو تبايع فيه داعش. كذلك أفادت الشرطة أنه تم رصد الفتاة على شبكات التواصل الاجتماعي بعد أن عبرت عن رغبتها في التوجه إلى سوريا والعراق وفي ضرب مصالح فرنسية. إلى ذلك، أوضح مصدر في الشرطة الفرنسية أن "المشتبه فيهم الأربعة وأعمارهم 16 و21 و26 و33 عاماً أوقفوا بعد شرائهم مادة الاسيتون" التي يمكن استخدامها لصنع عبوة ناسفة.

انتحاري و"حبيبته"

وفي التفاصيل، بحسب ما أوردت بعض وسائل الإعلام الفرنسية، ومنها قناة "بي أف أم"، أن الشاب البالغ من العمر 21 عاماً، ويدعى توماس، وهو صديق الفتاة الموقوفة سارة، كان ينوي تنفيذ عملية انتحارية. إلا أنه كان ينتظر الارتباط شرعاً بسارة قبل تنفيذه العملية، على أن تفرّ هي إلى سوريا قبيل ذلك. وكانت سارة سجلت في الثامن من فبراير فيديو تبايع فيه داعش. أما بالنسبة للرجلين الآخرين الموقوفين، فقد أوردت وسائل الإعلام أن الأكبر سناً معروف بتشدده، وقد لعب دور "الوصي" على سارة وتوماس، وكانت له اتصالات مع متطرفين في سوريا. وكان يفترض أن يساعد الفتاة على السفر إلى سوريا، على أن يؤمن لها جواز سفر مزوراً. وكانت الشرطة ضبطت خلال عملية التفتيش في 3 شقق عائدة للموقوفين مادة بيروكسيد الأسيتون شديدة الانفجار، لكن بشكل غير ثابت، بالإضافة إلى أسيتون وماء الأكسجين وحقن وقفازات واقية. يذكر أن فرنسا لا تزال تفرض حالة الطوارئ منذ الاعتداءات الإرهابية في 2015 و2016. ولا تزال عرضة للتهديد الإرهابي بدرجة عالية. وكانت آخر التهديدات ما حصل في الثالث من فبراير، حين هاجم مصري في الـ29 من العمر، يحمل ساطوراً في كل يد عسكريين أمام متحف اللوفر في باريس وهو يهتف "الله أكبر".

 

ترمب يتعهد بخطوات أمنية جديدة بعد أزمة "الهجرة"

السبت 15 جمادي الأول 1438هـ - 11 فبراير 2017م/واشنطن- رويترز/تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الجمعة باتخاذ خطوات جديدة تتعلق بالأمن القومي بعد يوم من رفض محكمة استئناف إعادة العمل بحظر السفر الذي فرضه على اللاجئين بالإضافة إلى المواطنين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة وعبر عن ثقته في أن المحاكم ستؤيد الأمر الذي أصدره في نهاية المطاف. وقال مسؤول بالإدارة الأميركية إن البيت الأبيض لا يستبعد احتمال إعادة صياغة الأمر الذي أصدره ترمب في 27 يناير كانون الثاني في ضوء الإجراءات التي اتخذها قاض اتحادي في سياتل ومحكمة استئناف في سان فرانسيسكو علقت العمل بالأمر. ووصف ترمب الأمر الذي أصدره في 27 من يناير بأنه ضروري للأمن القومي لمنع هجمات من متطرفين. ويحظر الأمر الرئاسي دخول مواطني إيران والعراق وليبيا والصومال وسوريا والسودان واليمن إلى الولايات المتحدة لمدة 90 يوما كما يمنع دخول جميع اللاجئين لمدة 120 يوما فيما عدا السوريين الذين تم حظر دخولهم لأجل غير مسمى. وقال ترمب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي يزور الولايات المتحدة "سنفعل ما يلزم مهما كان للحفاظ على أمان بلدنا". ولدى سؤاله عما إذا كان سيوقع حظر سفر جديدا لم يرد الرئيس ردا مباشرا. وقال "سنقوم بأمر بسرعة شديدة يتعلق بإجراءات أمن إضافية لبلدنا. سترون ذلك خلال الأسبوع القادم." وأضاف الرئيس أن إدارته ستواصل خوض العملية القضائية. ومضى قائلا "لا شك لدي أن في نهاية المطاف سنكسب هذه القضية بالتحديد" مشيرا إلى الحكم الذي أصدرته هيئة مكونة من ثلاثة قضاة في محكمة استئناف الدائرة الأميركية التاسعة في سان فرانسيسكو مؤيدة أمرا بتعليق الحظر أصدرته محكمة أدنى درجة.

 

ترمب: أميركا ملتزمة بأمن اليابان

الجمعة 14 جمادي الأول 1438هـ - 10 فبراير 2017م/واشنطن - فرانس برس/أكد دونالد ترمب، الجمعة، التزام الولايات المتحدة بـ "أمن" اليابان في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي. وقال الرئيس الأميركي إن "العلاقة بين بلدينا والصداقة بين شعبينا عميقتان جدا. وأضاف أن التحالف بين الولايات المتحدة واليابان، هو حجر الزاوية من أجل السلام والاستقرار في منطقة المحيط الهادئ".

 

بوتين: سلوفينيا مكان مناسب للاجتماع مع ترمب

الجمعة 14 جمادي الأول 1438هـ - 10 فبراير 2017م/موسكو – رويترز/أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، أن العاصمة السلوفينية ليوبليانا ستكون مكاناً مناسباً للاجتماع بالرئيس الأميركي، دونالد ترمب، لكن القرار بشأن المكان ليس لموسكو وحدها. وجاءت تعليقات بوتين بعد أن عرضت سلوفينيا عقد أول اجتماع بين الزعيمين الروسي والأميركي في عاصمتها، على الرغم من أن توقيت مثل هذا الاجتماع لم يتفق عليه بعد. وقال بوتين للصحافيين بعد اجتماع مع رئيس سلوفينيا بوروت باهور في موسكو: "فيما يتعلق بليوبليانا (العاصمة) وسلوفينيا عموماً هذا بالطبع مكان رائع لعقد حوار من هذا النوع. لكن الأمر لا يعتمد فقط علينا بل يعتمد على سلسلة كاملة من الظروف". وأضاف "إذا قيض لهذه الاجتماعات أن تتم لا اعتراض لنا على ليوبليانا (عاصمة سلوفينيا)". وكانت ميلانيا زوجة ترمب قد نشأت في سلوفينيا.

 

روحاني يتوعد واشنطن: "ستندمون على لغة التهديد"

الجمعة 14 جمادي الأول 1438هـ - 10 فبراير 2017م/طهران - فرانس برس/أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الإيرانيين سيجعلون واشنطن "تندم على لغة التهديد"، متحدثاً بمناسبة الذكرى الـ38 للثورة الإيرانية وعلى خلفية التوتر بين البلدين بعد وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض. وصرح روحاني لدى مشاركته في تجمع في ذكرى الثورة في طهران "يجب مخاطبة الشعب الايراني باحترام. الشعب الإيراني سيجعل من يستخدم لغة التهديد أيا كان يندم على ذلك". وتابع: "مشاركة الملايين رد على أكاذيب المسؤولين الجدد في البيت الأبيض". تأتي تلك التصريحات في وقت تشهد العلاقة بين البلدين توتراً غير مسبوق، منذ تولي ترمب مهامه في 20 يناير. وكان الرئيس الأميركي انتقد الاتفاق النووي الموقع بين إيران والدول الست الكبرى، وفرضت بلاده عقوبات جديدة على طهران بعد قيامها بتجربة صاروخية. وفي العاصمة الإيرانية، رفع متظاهرون لافتات كتب عليها "الموت لأمريكا"، وداس بعضهم أعلاما أميركية كبيرة حاملين صوراً لترمب ولرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي.

 

الائتلاف السوري: توافق على تشكيل وفد موحد إلى جنيف

الجمعة 14 جمادي الأول 1438هـ - 10 فبراير 2017م/دبي - العربية.نت/قبل 10 أيام من بدء محادثات جنيف 4، المزمع عقدها في الـ20 من الشهر الجاري، بدأت الهيئة العليا للمفاوضات السورية اليوم الجمعة اجتماعاتها في العاصمة السعودية الرياض لبحث مشاركتها في الاجتماعات.

وأكد مسؤول في الائتلاف السوري أن هناك توافقاً بين الائتلاف وهيئة المفاوضات والفصائل العسكرية على تشكيل وفد مفاوض إلى جنيف قادر على تحقيق مطالب الشعب السوري. من جانبه قال هشام مروة، عضو الائتلاف الوطني السوري، في اتصال هاتفي مع "الحدث" إنه من المبكر جداً الحديث عن نتائج الاجتماعات التي تستمر اليوم وغداً، ولكن هناك تأكيدات على وجود توافق على الخطوط العريضة لتكوين وفد يشمل جميع المكونات السياسية والثورية. فيما رشحت معلومات حول اتفاق مبدئي يقضي بالتأكيد على الانتقال السياسي، وتطبيق بنود اجتماع جنيف 1.

وفي وقت سابق أكد رئيس وفد الفصائل السورية بمحادثات أستانا القيادي، محمد علوش، مساء الخميس أن اجتماعاً موسعاً سيضم وفد أستانا والهيئة العليا للمفاوضات السورية، سيعقد في الرياض الجمعة والسبت، لتدارس نتائج مؤتمر أستانا، ووضع أولويات للمرحلة القادمة في العمل وكذلك لبحث دعوة مفاوضات مؤتمر جنيف، والوفد المشارك فيه.

توجه لإشراك منصتي القاهرة وموسكو

وفي هذا السياق، قال أحمد رمضان، رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف السوري المعارض، في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" إن هناك "توجها لإشراك ممثل أو اثنين عن منصتي القاهرة وموسكو في وفد المعارضة، الذي نسعى ليعتمد مبدأ المثالثة، أي يتمثل الائتلاف بثلث أعضائه وفصائل أستانا بثلث والهيئة العليا وبالتحديد هيئة التنسيق والمستقلين بثلث". وأضاف أنّه "سيتم الدفع أيضا لتكون كل هذه الأطراف ممثلة أيضا في الوفود الأخرى التي تشكل مجتمعة الفريق التفاوضي، وهي وفد الإشراف والتوجيه، وفد التفاوض المباشر، وفد الاستشاريين وفد القانونيين ووفد الإعلاميين". كما أوضح رمضان أن إشراك منصتي موسكو والقاهرة في الوفد سببه الأساسي "سعينا ليكون وفد المعارضة واحداً موحداً فلا يكون هناك كما المرات السابقة مجموعات أخرى تحت تسمية (جهات استشارية)، على أن يلتزم الممثلون ببيان الرياض ويكونوا جزءا من الوفد الذي ستشكله الهيئة". وقال: "ما نسعى إليه هو أن يكون هذا الوفد ذا طابع سياسي مع مشاركة فاعلة للقوى العسكرية"، مرجحا أن ترأسه هذه المرة شخصية سياسية بعدما كان يرأس الوفد السابق العميد أسعد الزعبي. وأشار رمضان إلى اتصالات مفتوحة بين الائتلاف والهيئة العليا والمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، بالإضافة للتواصل والتنسيق المستمر مع الأتراك والسعوديين والقطريين، لافتا إلى أنّه "وبما يتعلق بالأميركيين، فالصورة لا تزال غير واضحة تماما بغياب للتواصل معهم بخصوص جنيف".

توسيع التمثيل العسكري

في المقابل، أكّد رئيس المكتب السياسي في تجمع "فاستقم كما أمرت"، زكريا ملاحفجي تمسك الفصائل بتسمية 9 ممثلين عنها في الوفد المفاوض في جنيف إلى جانب 6 ممثلين عن القوى السياسية، لافتا في تصريح لـ"الشرق الأوسط" إلى أنه لن يكون هناك خلاف حول رئيس الوفد، وما إذا كان سيكون عسكريا أو سياسيا. وأضاف: "ما يمكن التأكيد عليه أنه لا خلاف مع الهيئة العليا التي أصرينا في الأستانا على تمثيلها، رغم سعي موسكو لاستثنائها، ولذلك سنكون منفتحين في اجتماع الهيئة العليا في الرياض الذي سيبحث إلى جانب تشكيل الوفد إدخال تعديلات إلى كيان الهيئة لجهة توسيع التمثيل العسكري".

دعوة روسية للائتلاف

من جهة أخرى، وجهت روسيا الخميس دعوة رسمية لرئيس الائتلاف الوطني السوري أنس العبدة لزيارة موسكو وبحث ملف التسوية السياسية. وقالت المصادر إنه من المقرر الاتفاق على موعد الزيارة قريباً. في هذه الأثناء، يزور وفد من الائتلاف الوطني يضم نائب الرئيس عبد الأحد اسطيفو وعضو الهيئة السياسية بدر جاموس موسكو للقاء نائب وزير الخارجية والمبعوث الخاص للرئيس بوتين لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ميخائيل بوغدانوف في مقر وزارة الخارجية.

 

بدء التحقيق رسميا مع المشتبه به في هجوم اللوفر

الجمعة 14 جمادي الأول 1438هـ - 10 فبراير 2017م/باريس – رويترز/قال مصدر قضائي إن تحقيقاً رسمياً بدأ اليوم الجمعة مع رجل هاجم جنوداً بالأسلحة البيضاء أمام متحف اللوفر في باريس. وأصيب المصري عبد الله رضا الحماحمي (29 عاماً) بجروح خطيرة، بعد أن أطلق عليه الرصاص عندما هاجم مجموعة من الجنود في 3 فبراير/ شباط وهو يكبر فيما وصفه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بأنه هجوم إرهابي. وقال مصدر قضائي إن الحماحمي أبلغ الشرطة بأنه متعاطف مع فكر تنظيم داعش، لكنه لم ينفذ الهجوم بأوامر منه. وقال المصدر القضائي، اليوم الجمعة، "بدأ تحقيق رسمي مع المتهم بتهمة الشروع في قتل جنود.. فيما يتصل بالإقدام على عمل إرهابي ومؤامرة إرهابية إجرامية.. بنية الإعداد لجريمة." وأضاف المصدر أن الحماحمي لا يزال بالمستشفى.

 

ضربة أميركية تستهدف الداعشي رشيد قاسم بالموصل

السبت 15 جمادي الأول 1438هـ - 11 فبراير 2017م/العربية.نت ووكالات/قال الجيش الأميركي الجمعة إنه استهدف المتطرف البارز في تنظيم داعش رشيد قاسم خلال هجوم للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قرب الموصل خلال الأيام الثلاثة الماضية. كانت رويترز قد ذكرت في تقرير سابق أن قاسم يحمل الجنسية الفرنسية. وقال الميجر أدريان جيه. تي رانكين جالوي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) "نقيم الآن نتائج هذا الهجوم وسنقدم مزيدا من المعلومات عندما تصبح متوفرة" دون أن يقدم تفاصيل عما إذا كان قاسم قتل في العملية. وبرز اسم الفرنسي رشيد قاسم على واجهة الإعلام الفرنسي عقب تفكيك خلية نسائية خططت لاعتداء إرهابي بسيارة محملة بقوارير الغاز. وأظهرت التحقيقات أنه دبر عن بعد اعتداءات كانت فرنسا مسرحا لها. وغادر  قاسم (29 عاما) فرنسا في 2012 للانضمام إلى تنظيم داعش في منطقة سيطرته في العراق وسوريا، وهو يدعو منذ أكثر من فترة إلى تنفيذ أعمال قتل عبر شبكة الرسائل القصيرة تلغرام ويصف بالتفصيل أساليب التنفيذ والأهداف.

 

لماذا يعتبر ادراج الإخوان المسلمين كمجموعة إرهابية فكرة سيئة؟

الجمعة 10 شباط 2017 /يبحث مسؤولو ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب بأمر تنفيذي من شأنه أن يدعو إلى تصنيف جماعة الإخوان المسلمين والحرس الثوري الايراني منظماتان ارهابيتان. هذه الخطوة الاستفزازية تقلق مجموعة واسعة من خبراء الشرق الأوسط ومحللي مكافحة الإرهاب. فادراج تلك الجماعات في القائمة السوداء ستكون لها نتائج عكسية، حسب قول هؤلاء، لأنها ستؤدي الى تعزيز التطرف في الخارج والإضرار بالأميركيين الأبرياء في الداخل. "الإخوان المسلمين" حركة سياسية إسلامية تأسست في مصر عام 1928 . انها حركة سنية واسعة عابرة للحدود، يرتبط نظراؤها بعضهم ببعض في عشرات البلدان.

جلست جماعة الإخوان مسلم في قمة السلطة في مصر لسنتين مضطربتين. مرشحها محمد مرسي فاز بانتخابات الرئاسة في البلاد عام 2012، لكنه وحلفائه "جرفوا" من السلطة عن طريق انقلاب عسكري في العام التالي. وسجن كبار القادة وحكم عليهم بالإعدام، في حين عمد النظام بعد الانقلاب الى حملة ادت الى قمع الإخوان بشكل فعال. ويعتبر جزء من اليمين الأميركي الاخوان المسلمين جبهة جهادية خطيرة اذ انها ألهمت حماس، المدرج اصلا على قائمة وزارة الخارجية الاميركية للجماعات الارهابية ... ولكن الخطة التي تدعو الى اعلان "الإخوان المسلمين" كمنظمة إرهابية تولد مجموعة من المشاكل أبرزها:

1. ليس له اي منطق تحليلي:

فقد رفضت ادارتان اميركيتان في السابق تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة ارهابية. كما ان مراجعة أجرتها الحكومة البريطانية اوصلت الى الاستنتاج ذاته. فالمنظمة تخلت عن العنف منذ عقود وهي تحاول ايصال آرائها المتعلقة بالاسلام من خلال السياسة.

2. التسمية من شأنها أن تساعد "رواية" الدولة الإسلامية:

حذر تقرير داخلي نشرته وكالة الاستخبارات الاميركية المركزية الشهر الماضي من أن إدراج جماعة الإخوان المسلمين الى قائمة الارهاب، والتي لها ملايين الأتباع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من شأنها أن "تشعل" التطرف.

3. تشويه صورة المسلمين الأمريكيين

إذا تم ادراج الجماعة كمنظمة إرهابية، سيؤدي ذلك الى توريط أي شخص له صلة من أي نوع كان بالإخوان المسلمين، واعتباره شريك في الإرهاب. هذا من شأنه أن يلقي بظلاله على عدد من الجمعيات الخيرية في الولايات المتحدة، بالاضافة الى منظمات الحقوق المدنية التي لها علاقات غير مباشرة بالمجموعات التي لها صلة بالإخوان المسلمين في الخارج. ومن شأن ذلك أيضا ان يؤثر سلبا" على المسلمين الأميركيين بشكل عام.

4. يعقَد التحالفات الأميركية في الخارج

"الإخوان المسلمين" كيان واسع، وهو جزء لا يتجزأ من الحياة السياسية لبلدان عدة، من المغرب إلى الأردن فتركيا، حيث يعتبرالحزب الحاكم نفسه فيها "ابن عم" الإخوان. ومن مخاطر تسمية الاخوان بالجماعة الارهابية إستفزاز مجموعة من الحلفاء التي تحتاجها الولايات المتحدة في سياستها الشرق اوسطية.

هذا وقد اعتبر ناثان براون، وميشيل دن من مركز كارنيغي للشرق الأوسط ان "الضرر الاكبر قد يكون في مجال الدبلوماسية العامة"، مضيفين ان " اعتبار جميع المنظمات التابعة للإخوان المسلمين بالإرهابية، سوف يفهمها العديد من المسلمين في أنحاء العالم بمثابة إعلان حرب ضد جماعة من الاسلاميين اللاعنفيين - وضد الإسلام بحد ذاته."

(مصدر: واشنطن بوست)

 

أبرز مخاطر تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية

حلا نصرالله/جنوبية/ 10 فبراير، 2017/ما هي مخاطر إدراج الإخوان المسلمين والحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب؟

يخطو الرئيس الاميركي دونالد ترامب نحو إدراج الحرس الثوري الإيراني وجماعة الاخوان المسلمين ضمن لائحة المنظمات الإرهابية. وقد لاقت مساعي ترامب ردودا سلبية من قبل المسؤولين الأميركيين بحيث إعتبر بعضهم أن لا فائدة من ضم الحرس الثوري الإيراني إلى لائحة الإرهاب لأنه تمكن من الإلتفاف على كامل العقوبات التي طالته بينما جماعة الاخوان المسلمين قد يؤدي تصنيفها بالمنظمة الإرهابية إلى فوضى لا يحمد عقباها في الشرق الاوسط. وقد حذرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، الإدارة الجديدة للولايات المتحدة من تداعيات خطيرة قد يسفر عنها تصنيف السلطات الأمريكية “جماعة الإخوان المسلمين” تنظيما إرهابيا. في 31 كانون الثاني نشرت الوكالة تقريرها بما يتعلق بتصنيف الإخوان المسلمين على لائحة الإرهاب وبحسب التقرير فإن فريق من الخبراء والمحللين التابعين للوكالة يعتبر أن اتخاذ هذه الخطوة “من الممكن أن يثير التطرف” ويدمر العلاقات بين واشنطن وحلفائها.

وتنتشر الجماعة في الأردن والكويت والمغرب وتونس ومصر ولبنان وسوريا.. وقد تؤدي خطوة أميركا إلى زيادة التطرف ضمن صفوف الطائفة السنية وإلى زعزعة التركيبة الداخلية للتنظيم لأنه يستقطب مئات الالاف ضمن صفوفه وبحتل في عدد من الدول رأس السلطة كما الحال في تركيا وتونس وسابقاً في مصر خلال فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي. وأضاف تقرير وكالة الاستخبارات الاميركية “تتمتع جماعات الإخوان المسلمين بدعم واسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وسيعتبر كثير من العرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم تصنيف الجماعة تنظيما إرهابيا اعتداء على قيمهم الدينية والاجتماعية الحيوية”.

من جهة اخرى ذكرت  صحيفة واشنطن بوست الأميركية ان كبار مسؤولي وزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات يتخوفون كثيراً من خطوة ترامب بتصنيف الحرس الثوري والاخوان المسلمين على لائحة الارهاب، كما وان الخطوة مازالت في قيد الدرس، وقد يقدم ترامب على تصنيف الحرس الثوري إرهابياً في محاولة منه للضغط على القيادة الإيرانية. ومن المتوقع أن يلاقي تصرف ترامب تجاه الإخوان المسلمين إعتراض ضخم في الاوساط الاميركية كما هو الحال عندما اصدر قراره بمنع عدد من المسلمين القادمين من دول معينة من الدخول إلى أميركا، وإستطاعت المحكمة الأميركية الوقوف بوجه قرار ترامب وتعطيله.

وبحسب صحيفة الواشنطن بوست فإن احد المسؤولين داخل ادارة ترامب أكد لها بأن الرئيس الاميركي سيسير بخطوات قاسية لمواجهة الإرهاب الإسلامي المتطرف.  وعن المخاطر المرتقبة في حال اقر قرار ادراج المنظمتين في لائحة الأميركيين.

وتقول صحيفة الهافنغتون بأن الحرس الثوري يضم 100 ألف جندي يتوزعون ضمن المرافق العسكرية البحرية والجوية والبرية، ويشكل الحرس قوة إيرانية هائلة، ويعمل جزء كبير منهم ضمن المؤسسات الرسمية الحكومية. وبحسب هافنغتون فإن الحرس الثوري يتولى مسؤولية حماية الأمن الداخلي ويشارك بالقتال في سوريا والعراق. في السابق تم إدراج كتائب القدس التي يقودها قاسم سليماني ضمن المنظمات الخاضعة للعقوبات بعد أن تم الإكتشاف بأنها تدعم الأنشطة الإرهابية. وبحسب المسؤولين الاميركيين فإن القرار قد يتداعى سلباً على الإيرانيين الذين يسافرون إلى أميركا. وقالت صحيفة الهافنغتون أن إدراج الحرس الثوري في قائمة الإرهاب قد يولد نتائج مرعبة تضاهي عملية إدراج جيش نظامي أو دولة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية. ويشعر صقور الإدارة الاميركية بالخطر من إدراج الحرس وذلك لما قد ينتج عنها كتعطيل علاقة أميركا مع الميلشيات العراقية الذين يخضون معها الحرب ضد تنظيم داعس. ويتوحد الأميركيين بحسب صحيفة الهافنغتون بوست مع الشيعة في العراق لمواجهة خطر التمرد السني، ومواجهة تنظيم داعش في الموصل، وقد إلتزمت الحكومة العراقية منع وقوع أي اعتداءات من قبل الميلشيات على الاميركيين العسكريين في العراق. وترى تقارير أمنية أنه في حال وصل الامر إلى إدراج الحرس في لوائح الإرهاب فإن ذلك سيعرض حياة الاميركيين المتواجدين في العراق إلى الخطر لأنهم سيتحولون إلى أهداف للشيعة. كذلك قد تؤدي الخطوة الاميركية إلى إسقاط الرئيس حسن روحاني في الدورة الإنتخابية المقبلة لأنها سترفع من حدة تطرف المحافظين الموالين للحرس الثوري وسيرون به أنه تسبب بأزمة لإيران بعد تشجيع حكومته على توقيع الإتفاق النووي مع الجانب الدولي وعلى رأسهم أميركا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الإنتخابات ومفاهيم الديموقراطية الصحيحة

نوفل ضو/جريدة الجمهورية/السبت 11 شباط 2017

«الديموقراطية هي مبدأ الاتفاقات بين الخبثاء، والمؤامرات من أجل تهديم الشأن العام» - داريوس

يتطلّب إسقاط مقاربة داريوس للديموقراطية عدم حصر الإنتخابات بمجرد تقنيات على علاقة بالقانون وآليات الترشيح والاقتراع والفرز وغيرها من التفاصيل، ومقاربتها على أنها ثقافة سياسية وشعبية وحزبية متكاملة ركيزتها الفكر والمشروع والأداء والصدق مع الذات والآخرين. وإذا غابت هذه المواصفات عن الإنتخابات، فعبثاً نبحث عن قوانين وتقنيات تعدل بين الناس وتضمن تكافؤ الفرص، وعبثاً نرفع شعارات صحة التمثيل والديمقراطية والإنتاج الصحيح للسلطة. صحيح أنّ من حق كل حزب أو مجموعة سياسية أو فرد أن يسعى للوصول الى السلطة ولكن لا يجوز أن يكون الوصول بأيّ ثمن وتحت شعار: «الغاية تبرر الوسيلة».

فالتحالفات - مثلاً - لا يجوز أن تكون مجرد تحالفات انتخابية هدفها الفوز بمقعد نيابي أو الخروج بكتلة نيابية كبيرة من دون أن يكون للمتحالفين مشروع واحد وتصور واحد وخطة عمل واحدة خلال ولايتهم النيابية. ففي مثل هذه الحالات سرعان ما يتفرق «الحلفاء» بعد انتهاء العملية الإنتخابية لكي «يغني كلّ منهم على ليلاه». وغالباً ما ينقلب التحالف الى مواجهات وصراعات سياسية يدفع النظام السياسي والديموقراطية والحياة السياسية ثمنها، ويتحول الناس ضحية في لقمة عيشهم واستقرارهم ومستقبلهم...

مثل هذه التحالفات هي عملية «بَلف» للناس وتزوير مسبق لنتائج الإنتخابات لأنها تقطع الطريق على التنافس الحقيقي للمشاريع والتصورات وتستبدل التنافس الديموقراطي بالوصولية والإنتهازية. إنّ ملامح التعاطي السياسي والحزبي مع الإنتخابات النيابية المقبلة في لبنان، والتبشير بانتخابات الـ 86 بالمئة، ينذر بتحويل الحياة السياسية عندنا نسخة من نماذج أنظمة الـ»99 بالمئة» التي كانت تنتهي بها «انتخابات» بعض الأنظمة التي انفجرت شعوبها في وجه الاستبداد والديكتاتورية. والمؤسف فعلاً هو أنّ من دأب تاريخياً في لبنان على انتقاد هذه الأنظمة، خصوصاً على الساحة المسيحية، بات يتصرف ويسعى لاستنساخ تجارب سياسية وانتخابية أحادية يمكن أن ينجح من خلالها مرحلياً في الحصول على كتلة نيابية كبيرة، ولكنه سيجد نفسه ومجتمعه وبيئته السياسية في وقت ليس ببعيد أمام خسارة تصيب النظام الديموقراطي في جوهره وأسسه بما لا يمكن أن يعوّضه عدد النواب وحجم الكتل النيابية التي يحصل عليها هذا الحزب أو ذاك.

لقد تناول البابا القديس يوحنا بولس الثاني، خلال فترة حبريته، مفهوم البعض للديموقراطية على أنها «إرادة الأغلبية»، معتبراً أنّ هذا المفهوم يناقض المبادىء التي قامت عليها الديموقراطية، ويحوّلها نوعاً من الشمولية أو السلطوية.

ورأى «أنّ الدولة في هذه الحالة لا تعود بيتاً مشتركاً يلوذ به الجميع على أساس المساواة في الحقوق الأساسية، ولكنها تتحول دولة ظالمة وطاغية تعطي نفسها حق إعدام الضعفاء والمستضعفين من الأفراد، من الذين لم يولدوا بعد إلى الذين بلغوا أرذل العمر، وكلّ ذلك باسم الحفاظ على المصلحة العامة التي ليست في الحقيقة سوى مصلحة طرف في اللعبة الديمقراطية». إنطلاقاً من هذه المقاربة، فإنّ المطلوب للخروج بلبنان من أزمته السياسية والوطنية انتخابات تفوز فيها التعددية والتنوع والديموقراطية ولو على حساب الأحجام المنتفخة التي يسعى اليها البعض.

والمطلوب انتخابات تنتج أكثرية منسجمة تحكم وأقلية تراقب وتعارض وتحاسب. أمّا خوض الاستحقاق الإنتخابي المقبل بتسوية سياسية توزّع المقاعد النيابية على أركان هذه التسوية وتنتهي بمجلس نيابي فاقد لمقومات المعارضة بحجة «الحفاظ على الاستقرار» فيعني أننا نضحّي بالحرية! وعندها، من المفيد أن نتذكر مقولة بنيامين فرانكلين: «أيّ مجتمع يضحّي بالحرية ليحقق الأمن لا يستحق كليهما، لا الأمن ولا الحرية».

 

إنتخاب عون وقانون الإنتخاب: سيناريو واحد

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية/السبت 11 شباط 2017

هل تخوض ثنائية «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» معركة قانون المختلط في وجه «حزب الله»، أم في وجه تيار «المستقبل» والنائب وليد جنبلاط؟ سؤالٌ بات يُطرح مع الاستمرار في كشف الاوراق النائمة للأفرقاء الذين راوحت مواقفهم من قانون الانتخاب صعوداً وهبوطاً، ولا سيما منهم حزب الله الذي يعاود التشديد على موقفه الثابت والدائم المطالب بالنسبية الذي أعلنه أمينه العام السيد حسن نصرالله وينتظر أن يكرره في خطابه المقبل. وتطرح اسئلة كثيرة حول موقف الحزب الذي ترك النقاش حول قانون الانتخاب يسير طبيعياً، وصولاً الى تقديم وزير الخارجية جبران باسيل قانونه المختلط، ليتبيّن أنّ الحزب لم يتبنَّ هذا القانون، بل ذهب الى معارضته ضمناً وعلناً، وصولاً الى خنقه في المهد، وهو ما سلط الضوء على هذه المناورة التي ترك فيها باسيل ليقدم مشروعاً ما لبث أن تبيّن أنه لا يحظى بموافقة حزب الله حليفه الاول.

حول هذا الأمر يقول قريبون من ثنائي القوات والتيار إنّ رفض الحزب قانون باسيل يشبه الى حد بعيد ما فعله بالنسبة الى ترشيح العماد عون للرئاسة، حيث لم يذهب الى جلسة الانتخاب إلّا بعد أن «حُشِرَ» في زاوية موافقة الجميع على انتخابه بمَن فيهم «القوات اللبنانية» و«المستقبل»، واليوم يكرّر السيناريو ذاته، فهو «حُشِر» بصيغة المختلط ورفضها لكن لن يتمكن من تعطيلها، لأنّ هذه الصيغة باتت تحظى بقبول ثلاثة قوى أساسية هي «التيار الوطني» و«القوات اللبنانية» وتيار «المستقبل»، اما المعارضات الأُخرى فيجرى التعامل معها لحلّها وأبرزها معارضة النائب وليد جنبلاط.

ويقول القريبون إنّ تيار «المستقبل» بات مقتنعاً اكثر من أيّ يوم مضى بصيغة المختلط التي وحدها قادرة على قطع الطريق امام النسبية الكاملة، فبعض الخسائر في المقاعد بالنسبة الى «المستقبل» أمر يمكن تحمّله، لكن ما لا يمكنه تحمّله هو تعرّضه لتقزيم حقيقي إذا ما طُبّقت النسبية الكاملة، خصوصاً أنّ البيئة الشيعية ستكون مقفلة في وجهه تماماً، إذا ما قرّر دعم حلفاء شيعة معارضين لثنائية «حزب الله» وحركة «أمل».

والمختلط، يضيف القريبون من الثنائي المسيحي، سيؤدّي الى ترييح «المستقبل» والى ضمان فوزه بكتلة كبيرة، بفعل التحالف مع «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني» في المقاعد التي ستجرى الانتخابات فيها على أساس النسبية، كما أنّ تحالفاً على مستوى الأقضية سيحصل ايضاً في النظام الأكثري، وسيؤدّي الى ضمان فوز التحالف في الدوائر المختلطة، ولهذا فإنّ «المستقبل» اتّخذ قراره، بالسير في المختلط، والبحث جارٍ الآن في تعديل صيغة باسيل لكي تكون مقبولة لدى جميع الأطراف.

أما بالنسبة الى جنبلاط، فيقول القريبون من الثنائي إنّ المجال مفتوح على تعديل صيغة باسيل لكي يشعر جنبلاط بالاطمئنان، ويجرى البحث في صيغ كثيرة، لتحقيق هذا الهدف، الذي هو مطلب الثنائي المسيحي لتأمين اوسع توافق حول «المختلط»، ويشكل إرضاء جنبلاط، ممرّاً لا بدّ منه، وما يجرى الآن هو محاولة التفاهم مع زعيم المختارة على نيل ما يريد للقبول بـ«المختلط». يبشّر المتفائلون القريبون من ثنائي «القوات» و«التيار» بحتمية ولادة قانون جديد، حسب النظام المختلط في وقت قريب، ويتجاهلون قوة حزب الله وقدرته على تعطيل أيّ صيغة إنتخابية لا ترضيه ولا تحقق له هدف انتهاز فرصة اختلال موازين القوى، لاكتساب أكثرية نيابية دائمة.  في رأيهم أنّ الحزب «إضطر» الى انتخاب عون بعدما قبل به معارضوه، وفي رأيهم أيضاً أنّ الحزب «سيُضطر» للسير في «المختلط»، بالطريقة نفسها التي وافق فيها على انتخاب عون، فور موافقة «المستقبل»، وتذليل عِقبة جنبلاط، لكن وفي موازاة هذا التفاؤل، لا يعطي القريبون من الثنائي جواباً حول موقف عون الذي تجاوز موضوع المختلط ليلتزم النسبية الكاملة، تماهياً مع حزب الله، حيث استقبل في الامس الامير طلال ارسلان المبشّر بالنسبية والخارج من الاستظلال بموقف جنبلاط، والذي يُعتبر موقفه مؤشراً من المؤشرات الجدّية لحزب الله، الذي يتّجه الى إعادة تكريس عنوان النسبية «ممرّاً إجبارياً» للقبول بقانون الانتخاب، وهو ما سيعني أنّ عون سيكون مضطراً لوضع صيغة «المختلط» في الدُرج، والاستمرار في الضغط تحت عنوان الفراغ لإقرار مشروع القانون النسبي

 

يُذهلني سمير فرنجية

عقل العويط/النهار/11 شباط 2017

يُذهلني الكِبَر لدى سمير فرنجية. يُذهلني عدم الرضوخ. وتُذهلني المكابرة الأبيّة النبيلة التي ترفض الاستسلام. قلّما عرفتُ رجلاً بهذا "العناد" الإيجابي، الذي يأبى الانحناء أمام الصعوبة، حتى لو كانت مستحيلة. إنّه الرجل الذكيُّ العقل، الصلبُ الإرادة، القويُّ الشكيمة، الليّنُ المعشر، العذبُ الجلوس، العميقُ الرؤية، الكثيرُ الحلم، والمكافِحُ بلا هوادة، متحدياً المشقّة الكبرى حتى النفس الأخير. لولا تشبّثه بالأمل، لولا روح المواجهة والمغالبة لديه، لما كان استطاع أن يكون بيننا منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً. يُذهلني أنّه الشخص الذي هو.

هذا رجلٌ يشرّفني أنّي تعرّفتُ إليه في أحد الأيام من أوائل التسعينات، ولا أزال أتعرّف إليه، وأكتشفه كلّ يوم، كما لو أنّي لم أعرفه ولم أكتشفه قطّ.

في حركات النضال كان، ولا يزال، مناضلاً شرساً وفريداً في نوعه. في الحرب، كان، وظلّ، رجل السلام بامتياز. في السياسة كان، ولا يزال، رجل سياسةٍ بما تعنيه السياسة من ثقافة شرف وفروسية وعلوّ أخلاق وأمانة وترفّع عن الدناءات والصغائر والمصالح الصغيرة. في زمن الوصايات المخيفة، كان، وظلّ، الرجل الذي يبثّ في الناس ما يجعلهم يرفضون الوصايات، ويتغلّبون عليها. في الحوار كان، ولا يزال، رجل حوار بما يعنيه الحوار من خلقٍ للأفكار، ومن تواضعٍ في الذات، ومن احترامٍ للآخر. في مدّ الجسور، كان، ولا يزال، الرجل الذي يشيّد الجسور فوق الهوّة السحيقة المستحيل ردمها، مقرِّباً المسافات المتباعدة، مؤلِّفاً العقول، فاتحاً الآفاق أمام المتنازعين والمختلفين والمتناقضين، ليلتقوا حيث كان يستحيل اللقاء. وفي البحث عن السلام واتفاقات السلام، كان، ولا يزال، يخترع الخيوط المشتركة، ويستنبط الحلول، ويضرب الصوّان، باحثاً عن شعلةٍ تضيء العتمة التي تيأس من احتمال مجيء الفجر.

سمير فرنجية هو رجلُ ثقافة وكرامة وأنفة وإباء واستقلال وحرية. وهو حارسُ قيم. ومولّدُ مفاهيم ومعايير تصلح لحياة الغد والمستقبل. وهو مزيجُ نقيضَين، الصلابة والليونة. منهما، وفي كيميائهما، ابتدع للحياة السياسية والوطنية الحرّة، ولفلسفة الحوار، ولثقافة السلام، مكانةً فريدةً تعتزّ بها الأمم الخلاّقة، ولا سيما في منطقتنا العربية التي تعيش أسوأ مراحل تاريخها، وتواجه من جرّاء هذا الواقع المأسوي كلّ التحديات المتعلّقة باحتمالات المصير.

سمير فرنجية، لم أعرفه يوماً مستسلماً لقوّةٍ غاشمة، أكانت مادية أم معنوية، جسدية أم روحية. لأجل هذا السبب بالذات، أرى شخصه، في أحواله كلّها، رمزاً للحضور الذي يخترع الأمل؛ الأمل الذي من "واجباته" أن يصنع المعجزات، حين يحتاج أحدٌ منّا إلى مثل هذه المعجزات.

سلامي إلى سمير فرنجية.

 

الثمن الذي سيدفعه الشيعة مع إيران

احمد عياش/النهار/11 شباط 2017

عودة إيران امس الى مربع شعار "الموت لأميركا" الذي اعتبرته وكالة أنباء فارس ردا على تهديد أميركا لإيران بـ"الهجوم العسكري" يمثل أول معالم الطريق الذي ستسلكه الاحداث في المنطقة، بعدما كانت شعارات الترحيب بـ"الأنكل سام" شقت طريقها الى طهران إثر التوصل الى الاتفاق النووي مع واشنطن أيام الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما. حتى ان الرئيس الايراني حسن روحاني المصنّف ضمن فريق الاصلاحيين في بلاده كان صاحب الصوت المرتفع في الاحتفالات بالذكرى الثامنة والثلاثين للجمهورية الاسلامية التي أسسها الامام الخميني. فقد توعّد روحاني الولايات المتحدة بأن الايرانيين سيجعلون واشنطن "تندم" على استخدام لغة التهديد ضد إيران. لا جدال في ان المنطقة تسير نحو التشدد الذي هو اليوم على المستوى السياسي منذرا بتحوله عسكريا. واللافت أن النظام الايراني هو الوحيد الان على المستوى الاقليمي والدولي الذي اعتمد لغة التشدد ضد واشنطن دون سائر الانظمة التي نالها ما يكفي من هجوم إدارة الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب وفي طليعتها الصين وفي آخرها كوريا الشمالية. حتى ان رئيس النظام السوري بشار الاسد لم يشر الى ما يواجهه حليفه الايراني من تحديات، بل اعتبر في مقابلة مع موقع "ياهو نيوز" الالكتروني أن "التعاون في أي صراع حول العالم يحتاج الى تقارب بين الروس والاميركيين، وهذا جوهري جدا ليس فقط بالنسبة الى سوريا". لكن مجلة "الايكونوميست" البريطانية ترسم صورة قاتمة لسعي إدارة ترامب الى البحث عن "مقايضة كبرى" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتضمن، في ما تتضمن، موافقة موسكو على عدم التعاون مع طهران. لكن المجلة تشكك في تجاوب بوتين مع هذا الطلب.

الثابت وسط هذه التحولات هو أن المنطقة تمر بما وصفه وزير خارجية إيران بـ"الايام الصعبة". وفي رأي أوساط مثقفين شيعة في لبنان أن أتباع هذا المذهب الواقع ضمن "الهلال" الممتد من بحر قزوين حتى شواطئ المتوسط، سواء أكانوا على توافق مع النظام الايراني أم لا، هم في دائرة دفع الاثمان بالتكافل والتضامن مع المرشد الايراني. وفي اللقاء الذي عقدته مجموعة من النخب الشيعية، كانت هناك مداخلات عدة تحذّر من نتائج اللطخة التي ألحقها النظام الايراني بشيعة لبنان من خلال زج "حزب الله" في حمّام الدم السوري، وهو أمر يستحق تأسيس تحرّك شيعي لبناني ضده من أجل حماية المستقبل الشيعي في المنطقة.

ماذا لو اتجهت الاحداث نحو صراع يؤدي الى هزيمة النظام الايراني؟ في ظل هذه الفرضية تعتبر هذه الاوساط ان تغييرا كبيرا سيطرأ على المشهد في الشرق الاوسط. ولن يكون في تداعيات هذا التغيير مكاسب فورية لخصوم هذا النظام من الشيعة الذين يصنفون بالجملة أتباع المرشد ما دام صوته هو الاعلى. وهنا تقع مسؤولية على مرجعية النجف وعلى غيرها من المرجعيات قبل أن يحلّ الطوفان.

 

إلى أين تمضي العلاقة الجديدة الملتبسة بين "حزب الله" و"القوات اللبنانية" ؟

ابراهيم بيرم/النهار/11 شباط 2017

عام 1991، أي بعد بضعة اشهر على انطواء صفحة الاحتراب الاهلي في لبنان وانطلاق عهد جمهورية الطائف، ذهب ثلاثة من الكوادر الاعلامية المرموقة في "حزب الله" بمبادرة ذاتية الى ما كان يعرف يومذاك بـ"المنطقة الشرقية" وقابلوا مجموعة من المسؤولين في الجهاز الاعلامي لـ"القوات اللبنانية". وفور عودتهم الى الضاحية الجنوبية، ولحظة دخولهم الى مكاتبهم، فوجئوا بقرارات فصلهم من الحزب جاهزة عقاباً تنظيمياً على مبادرتهم تلك. والمفارقة ان احد هؤلاء الثلاثة عاد لاحقاً الى صفوف الحزب وصار عضواً في المجلس السياسي ومن أنشط الاعضاء فيه، وصار ايضاً عضواً في اللجنة الحزبية المكلفة متابعة العلاقة وتنسيقها مع المرجعيات والاحزاب والقوى المسيحية. في ذلك الزمن الغابر البعيد، كان التواصل مع "القوات اللبنانية" تحت اي عنوان من العناوين، ولو من باب التعارف، يدخل في باب المحرمات في شرع الحزب ونهجه، فثمة نظرة ارتياب عميقة داخل الحزب لهذا التنظيم تاريخاً وحاضراً تدرجه في خانة الاعداء.

بعد نحو ربع قرن صار الامر مختلفا، اذ بدّل تحوّل الوقائع وموازين القوى والرؤى المشاهد النمطية الثابتة. فما كان محرماً في شرع الحزب ذات حقبة أصبح غير مكروه، او بمعنى شرعي اكثر دقة يدخل في باب المستحبات، ولم تعد الابواب موصدة بين الطرفين على غرار ما كان، بل انفتحت هذه الابواب على مصاريعها لتؤسس لتفاهمات مفتوحة على أفق التطوير. وما بلغته الامور راهناً ينطبق عليه، وفق وصف بعض المولجين متابعة مسار هذه العلاقة وضبطها، مقام التساكن والتجاور مع ما ينطوي عليه ذلك من "حقوق" الجيرة ومستلزماتها الاخلاقية والشرعية.

و"بالتقريش" السياسي البراغماتي، فان تفاهم الطرفين تم بلغة "التخاطر" على ارساء مداميك علاقة تقوم على منظومة اعتبارات يأخذها الطرفان في الاعتبار وتقوم على الخطوط العريضة الآتية:

- وقف تدريجي للسجال الاعلامي – السياسي بين الطرفين بعدما اوشك ان يصير في مرحلة من المراحل مادة يومية، لا سيما بعدما تنكّب رئيس حزب "القوات" سمير جعجع مهمة التصدي لخطب سيد الحزب السيد حسن نصرالله وما تنطوي عليه من مواقف حتى قبل ان يبادر زعيم "التيار الازرق" الرئيس سعد الحريري الى اطلاق رده.

- اما اذا اقتضى واقع الحال اظهار التعارض السياسي، فيتعين ألا يتعدى حدود النقاش السياسي المألوف ولا يصل حدود العودة الى زمن ولى، اي الافصاح عن عداوة والمجاهرة بقطيعة.

- التنسيق بين الطرفين يكون محصورا في اطر مجلس الوزراء واللجان النيابية ومجلس النواب، اي انه لم يتم حتى الساعة تأليف لجان تنسيق لتطوير العلاقة وتنسيقها، ولم تصل الامور أيضاً مرتبة الحديث عن لقاءات بين قيادات من الطرفين من خارج الاطر المذكورة.

بعض الاوساط ذات الصلة بالطرفين تتحدث عن رغبة أعلى منسوباً لدى "القوات" لتطوير هذه العلاقة ومأسستها، وهو ما عبّرت عنه الزيارة المفاجئة وغير المسبوقة التي قام بها احد وزراء حزب "القوات" الى السفارة الايرانية للتعزية بالرئيس الايراني سابقاً هاشمي رفسنجاني. لكن الصدود يأتي من جانب الحزب الذي قرر ان يحسب مسار هذه العلاقة حاضرا ومستقبلا بحساب ميزان الذهب وله فلسفته الخاصة بها.

ما من شك في ان "تفاهم معراب" وانفتاح ابواب العلاقة بين "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات" وانهيار الجدران التي فصلت بينهما مدى اكثر من عقدين، مهدت الطريق بهذا المستوى بين "القوات" و"حزب الله". فقبل ذلك لم يكن مدرجا في حسابات الحزب الداخلية اي انفتاح عملي يغير الصورة النمطية، ولذا فان ما حدث في معراب ذات يوم شكّل السبب والمبرر الذي كان الحزب يحتاج اليه لطي صفحة العداء والقطيعة التاريخية مع "القوات" ومعبرا للولوج الى مرحلة جديدة.

الحزب قرأ في طيات "تفاهم معراب" وقرار "القوات" ترشيح العماد عون للرئاسة الاولى رسالة غير مباشرة تعيّن عليه ان يتلقفها بهدوئه المعتاد. حينها، وحينها فقط، كان بامكان الحزب ان يفاتح قواعده ونخبه بأمر اخراج علاقته بـ "القوات" الى مراحل اخرى، او يخرجها من باب المحرمات الى باب المباح المستحب. واعتمد الحزب ضمناً على عامل الزمن ليضع على الرف شبهة تعامل "القوات" مع اسرائيل ذات حقبة، خصوصا ان "القوات" نالت سابقا "صك برءاة" من السنّة ممثلين بقوتهم الابرز اي "تيار المستقبل"، لا سيما ان هذا التيار فتح ابواب المرجعيات السنية السياسية والروحية امام جعجع يدخلها في رابعة النهار، فضلاً عن ان "القوات" وجعجع بالذات نال ايضا نصف عفو شيعي تمثل بدعم رئيس مجلس النواب للعفو الخاص الصادر عن المجلس والذي اخرج جعجع من سجنه في اليرزة عام 2005.

ومواكبة لهذه التطورات دخلت "القوات" الى المعاقل السياسية الرسمية عبر نائبين ووزير بعد انتخابات عام 2005، ثم عبر كتلة من 8 نواب واكثر من وزير بعيد انتخابات عام 2009.

وبناء على تلك التطورات المتتالية والتحولات المتتابعة اسقط الحزب من وسطه الخاص وبسلاسة الموانع النفسية المعترضة على علاقة يمكن ان تنفتح مع "القوات"، فضلا عن اضطراره الى الدخول بعد عام 2005 مباشرة في عمق اللعبة السياسية، ما اقتضى منه تدريجا اسقاط آخر جدران القطيعة مع "القوات"، وبالتالي انتفت الاسباب التي أملت على الحزب عام 1991 ان يفصل ثلاثة من كوادره اجتهدوا من ذواتهم لينفتحوا على الآخر ويتعرفوا إليه عن قرب. فيومها كان الحزب ما برح في حال خروج تام من اللعبة السياسية التقليدية ولم يكن قد قرر الدخول الى مجلس النواب، وهو الامر الذي استهلك كثيرا من الوقت والنقاش، ولم يكن مكرها على التفكير في شرعية العلاقة لا مع "القوات" ولا مع سواها. اما الان فالصورة مغايرة تماما وثمة واقع جديد متحول، فضلا عن مرور ربع قرن على انطواء صفحة الاحتراب الاهلي واندثار شعارات تلك المرحلة السوداء.

ان العلاقة بين هذين الطرفين، وإن بمستواها الحالي العادي جدا، هي اذاً نتاج مخاض فكري - سياسي عميق لدى الحزب حتمت عليه بالدرجة الاولى خفض منسوب خطابه العدائي الى اقصى الحدود مع الجميع، وابداء الاستعداد للانفتاح على من يرغب، وهي ايضا نتاج حسابات مختلفة من حزب "القوات"، الفريق الذي يبذل قصاراه لتبديل الصورة النمطية التي كوّنها عن نفسه طوال نحو اربعة عقود.

 

"كسْرُ" عون بواسطة الانتخابات مرفوض!

 سركيس نعوم/النهار/11 شباط 2017

عاش اللبنانيون في المدة الأخيرة أجواء خوف على "التفاهم الوطني" الذي سمح بملء الفراغ الرئاسي وإن بعد سنتين وخمسة أشهر، وبتأليف حكومة "جامعة"، وبعودة الحياة إلى مجلس النواب وتحديداً إلى دوريه التشريعي والرقابي. فالزعيم الدرزي الأبرز وليد جنبلاط أعلن وبصراحة وحزم وبهدوء ورغبة في الحلول وليس في الصدام تمسّكه بقانون انتخاب "الستّين"، ورفضه استبدال الأكثرية بالنسبية التي تقول، وربما عن غير اقتناع، غالبيّة السياسيّين في البلاد أن "فيها الشفاء" من مرض نقص التمثيل النيابي المسيحي كما تمثيل المكوّنات الأخرى. ووزير الداخليّة نهاد المشنوق دعا رئيس الجمهورية ميشال عون إلى إعادة النظر في "مواقفه الانتخابيّة" المُعلنة ولكن في صياغة سياسيّة راقية وهادفة إلى التفاهم وليس إلى "كسر مزراب العين". والرئيس عون من جهته "علّا السقف" برفضه التمديد لمجلس النواب وإجراء الانتخابات وفقاً لقانون الستّين، وبإعلانه تفضيل الفراغ النيابي على الأمرين المذكورين، وبتلويحه بإجراء استفتاء عام على الموضوع الانتخابي برمّته رغم عدم دستوريّة ذلك في رأي غالبيّة الطبقة السياسية في لبنان. أمّا رئيس الحكومة سعد الحريري فإن مجرّد إعلان المشنوق موقفه المشار إليه أعلاه يوحي أنه لا يشعر بالارتياح إلى مسار الأمور، ويعرف أن جمهوره المسلم السُنّي لا يشعر بالارتياح بدوره جرّاء ما يعتبره كثيرون بداية مخالفة لاتفاق الطائف وخصوصاً في ميدان صلاحيّات الرئاسات الثلاث. طبعاً لا يمكن هنا إغفال ذكر عدم ارتياح رئيس مجلس النواب نبيه برّي لمواقف سيد قصر بعبدا وخصوصاً التي منها فضّلت الفراغ النيابي على الانتخابات في ظروف مُحدّدة. وهو قد ردّ على ذلك مباشرة وبالواسطة بقوله "أن لا فراغ نيابيّاً بحكم نظرية استمرار المرفق العام". طبعاً ساهمت الأزمة الصحيّة الطارئة التي تعرّض لها والتي انتهت على خير جراحيّاً مع جهود الخيّرين في إبقاء سقف التباين أو الخلاف المذكور محدوداً.

ويبدو الآن أن اللبنانيّين يعيشون أجواء أكثر ارتياحاً من السابق. فالأطراف كلّهم تقريباً يؤكّدون، وبعد تشاورهم على أكثر من مستوى، أن قانوناً للانتخاب سيبصر النور أواخر شهر شباط الجاري. كما أن وزير الداخليّة "مدّد" المهلة أمام الدخول في المحظور وهو عدم دعوة اللبنانيّين إلى انتخاب مجلس نواب جديد، بحيث أصبحت في آذار المقبل (أواخره ربما) وليس في 21 شباط الجاري كما كان يؤكّد والآخرون معه. لكنّهم في الوقت نفسه لا يزال يداخلهم الشك نتيجة الخيبات السابقة. ولذلك فإنّهم يتساءلون إذا كانوا سيرون قانون انتخاب وانتخابات تجري على أساسه قريباً، أو بدء فراغ نيابي يواكبه تصاعد في خلاف المؤسّسات الدستوريّة والطوائف والمذاهب على "الصلاحيّات" واتهامات بتجاوزها.

هل يمكن طمأنة هؤلاء؟

لا أحد يستطيع توفير الطمأنينة التامّة لهم، لكن الأمل في ذلك لا يزال كبيراً في رأي العارفين المُتابعين تطوّرات الشأن الانتخابي عند كل الأطراف. علماً أن الجو العام المحيط بالأخير لا يزال غير مريح خلافاً للمُعلَن. فمن جهة يعتبر البعض أن رئيس الجمهوريّة عون يمتلك صلاحيّات دستوريّة وهو يمارسها حاليّاً، ولذلك لا يجوز التعرّض له كلّما أعلن موقفاً باتّهامه بمخالفة الدستور واتفاق الطائف. فهو يريد أن يترك بصمته الرئاسيّة وهذا من حقّه. إلّا أن البعض نفسه يعترف أن الرئيس يطرح أحياناً أموراً قد تكون غير دستوريّة أو قد يبالغ في مواقف فـ"يُنقّز" الكثيرين. فتفضيل "الفراغ النيابي" على "الستّين" أو التمديد مثلاً ثم التهديد بالشارع "نقّز" برّي لأنه يعني أن "مؤسّسته" ستصبح غير قائمة وغير عاملة وأن عليه أن يبقى في بيته مكتفياً بممارسة دوره السياسي زعيماً لـ"حركة أمل" وشريكاً لـ"حزب الله" في "الثنائيّة الشيعيّة". كما أن إجراء الانتخابات وفقاً للدستور ولقانون "الستّين"، جرّاء تعذّر التوافق على قانون جديد رغم رفض رئيس الجمهورية وذلك بالاستناد إلى مادة تجعل مرسوم دعوة الهيئات الناخبة نافذاً إذا لم يوقّعه بعد مهلة مُحدّدة، كما أن ذلك يعتبر كسراً لإرادته وله. وذلك مرفوض من المسيحيّين ومن "الشعوب" اللبنانيّة الأخرى على الأرجح، ومرفوض تحديداً من حليفه "حزب الله" صاحب الدور الأقوى في البلاد اليوم خلافاً لاقتناعات الكثيرين والقابل للنمو أكثر مستقبلاً. وينبع الرفض من تمثيله غالبيّة المسيحيّين، ومن رفض "الحزب" وإيران حليفة الإثنين أي إضعاف له، وأخيراً من أن وضع سوريا صار جيّداً قياساً إلى السابق بعد التطوّرات العسكريّة المعروفة التي جرت فيها.

هل للرفض المذكور أسباب أخرى؟

 

رسالة «رجاء» من وراء المحيط

بيار غانم/جريدة الجمهورية/السبت 11 شباط 2017

أعرف أنّ من الصعب أن يستسيغ أحدٌ محاضراتٍ يتلوها مَن لا يعاني أزماتِ الحياة في الوطن، لكنني أرجو إيصالَ رسالةٍ من وراء المحيط.أظهر إحصاء لمؤسسة «يوغوف» أنّ المواطنين الأميركيين يعتبرون لبنان «دولة عدوّة» ويضع «الديموقراطيون» لبنان في المرتبة 135، ويضعه «الجمهوريون» في المرتبة 132، أما «المستقلون» فيضعونه في المرتبة 132، فيما كوبا تقع في 10 درجات أفضل من لبنان، وبلدنا يتساوى مع باكستان، وتأتي سوريا وإيران وروسيا في أسفل اللائحة الى جانب كوريا الشمالية وهي في المرتبة 144.

الإحصاء لا يتحدث عن موقف الحكومة الأميركية من لبنان، إنما يتحدث عن المواطنين الأميركيين الذين يعتبرون في المقابل أنّ أفضل حلفاء أميركا هم أوستراليا وكندا وبريطانيا وإيرلندا. هذه الدول الأربع كانت، ولا تزال في شبه توأمة ثقافية مع الولايات المتحدة، فاللغة واحدة، وتتشارك هذه الدول في اعتناق قيَم «الفردية الليبرالية» بالإضافة الى أنّ بريطانيا وكندا وأوستراليا خاضت حروباً الى جانب الولايات المتحدة. أما عدد الإيرلنديين في الولايات المتحدة فيصل الى 33 مليوناً، هاجر أسلافهم بمئات الآلاف بسبب المجاعة في القرن التاسع عشر.

دعونا نقارن مع الإيرلنديين، دولة صغيرة وأصيبت بمجاعة وهاجر أهلها الى الولايات المتحدة، أليس من الغريب أن يكون بلدهم «حليفاً» وبلدنا «دولة عدوّة»؟ كلّ مسؤول حكومي أو وطني، حالي أو سابق، من رئيس الجمهورية الحالي الى السابق والسابقين، وكلّ رئيس حكومة حالي وسابق، وأيّ وزير خارجية حالي وسابق، وكلّ وزير ونائب ورئيس حزب، على كلّ مسؤول أن يسأل نفسه ويسأل زميله في الدولة والزعامة سؤالاً أوّلاً: «هل نريد أن يفكّر الشعب الأميركي أنّ لبنان دولة عدوّة؟» لو كان استعداءُ الأميركيين مقصوداً فقد نجحتم أيها المسؤولون اللبنانيون نجاحاً باهراً. وإن لم تقصدوا ذلك فالرجاء، كلّ الرجاء، أن تعرفوا أنّ هذه مسؤوليّتكم أيضاً، فالضرر غير المقصود يبقى ضرراً. الولايات المتحدة فيها أفضل جامعات في العالم، فلماذا يقول الأستاذ الجامعي لتلميذه إننا «بلدٌ عدوّ»؟ الأميركيون لديهم أضخم مختبرات تبحث عن دواء لمعالجة السرطان والسكري وتبحث عن وسائل للعلاج بالجينات، فهل نريد أن نكون شركاء معهم أو أعداءهم؟ الأميركيون يعتبرون أنّ مايكل دبغي ابن المهاجرين اللبنانيين هو أعظم جرّاح قلب في تاريخهم، وداني توماس أسّس مستشفى «سانت جود» لعلاج الأطفال مجاناً، وسبنسر ابراهام كان وزيراً للطاقة ومسؤولاً عن المفاعلات النووية الأميركية، وجبران خليل جبران له ساحة وتمثال في مدينة بوسطن، كانوا جميعاً يفاخرون بكونهم لبنانيين وكان لبنان جزءاً من الثقافة الأميركية.

الآن يرى الأميركيون أنّ وطن دبغي وتوماس وابراهام وجبران «دولة عدوّة» لأميركا!

فيا أيها المسؤولون عن الجمهورية اللبنانية، هل من الممكن أن تعطونا بلداً أفضل لنفاخر به أمام أولادنا وأمام الناس؟

هناك 485 ألفاً و917 شخصاً قالوا إنهم لبنانيون أو من أصول لبنانية في إحصاء رسمي أميركي بين العامين 2006 و2010، فهل يريد أحدٌ أن يصدّق أنّ اللبنانيين والمتحدّرين من أصول لبنانية يُعَدّون أقلّ من نصف مليون؟ أم يجب القول إنّ الذين هاجروا من 1854 حتى اليوم باتوا يخجلون من لبنان؟

كلّ مرّة ألتقي بمواطن أميركي في مناسبة اجتماعية يسألني عن لهجتي الإنكليزية الغريبة ولغتي الرطنة، فأسارع الى الحديث عن قريتي «يحشوش»، وأنّ الإله أدونيس خرج الى الصيد في الوادي حيث قريتي ومات هناك، ومِن هناك تأتي أسطورة البعث وأقول لهم إنّ في وادي أدونيس مكاناً اسمه «جنّة» ومكاناً آخر اسمه «جهنّم» وجبلاً اسمه «جبل موسى» وإلهاً يموت وينبعث في شقائق النعمان.

رجاءً، هل من الممكن أن تعطونا أسطورة أخرى لنخبرها ونتباهى ببلدنا أمام الناس؟

رجاءً، هل من الممكن أن تعطونا بلداً تسارع وكالات الأنباء الى القول إنّ جامعاته قدّمت اكتشافاً علمياً واحداً؟

أقلّه أن تفهموا، أنّ اللبنانيين يهاجرون الى أميركا وليس الى كوريا الشمالية وإيران وباكستان!

 

كيف سيخوض «الكتائب» إنتخابات كسروان؟

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/السبت 11 شباط 2017

تدخل كسروان مرحلة الحماوة الإنتخابية كلّما اقترب الموعد المقرّر للتوجّه الى صناديق الإقتراع. وعلى رغم الحماسة التي يعيشها كلّ لبنان والتي تتقدّم على المطالب الحياتية والمعيشية، فإنّ للمعركة نكهة أخرى في ذلك القضاء، لأنّه الميزان الذي يحدّد بوصلة الزعامة المارونية. خمسة نوّاب موارنة من أصل خمسة حصدهم «التيار الوطني الحرّ» في كسروان، ومعهم إستطاعَ العماد ميشال عون أن يقول «أنا الزعيم الماروني الأوّل». إنتَخبت كسروان مع عون لدورتين متتاليتين، وبعد 8 سنوات (منذ إنتخابات 2009) إختلف الوضع المسيحي عموماً: «التيار الوطني الحر» متحالف مع «القوات اللبنانية»، عون رئيساً للجمهوريّة، عنوان المعركة «إستعادة حقوق المسيحيين»، الكنيسة التي تقف على الحياد لا تحبّذ خسارة العهد. إضافة الى كلّ هذا فإنّ كسروان لا يمكنها أن تكون الخاصرة الرخوة في جسم رئاسة الجمهورية بعدما ألبَست عون ثوب الزعامة المارونية وأعطته سلاح التمثيل المسيحي لكي يمضي قدماً في المعركة الرئاسية.

هذه العوامل مجتمعة ترسم معالم المعركة الإنتخابية المقبلة، في حين أنّ هناك قسماً كبيراً من الناخبين في كسروان وكلّ لبنان يتأثّر بمَن يملك مفتاح السلطة نتيجة شبكة المصالح التي يشبكها.

«التيار»، القّوات اللبنانية»، «الوطنيون الأحرار»، النواب السابقون منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن وفارس بويز، الوزير السابق زياد بارود، رئيس «المؤسسة المارونية للإنتشار» نعمة افرام وعدد كبير من الشخصيات السياسية يطمحون للوصول الى الندوة النيابية، كلّهم يتنافسون من أجل حصد اللقب.

لكن يبقى السؤال: أين سيتمركز حزب الكتائب، فهل سيشكّل الرافعة للائحة كسروانية مع المستقلّين تقف في وجه تحالف «التيار» و«القوّات» أم إنّه سينضمّ الى هذا التحالف مُسقِطاً بذلك آمال مَن يطمح لمنافسته بعدما دعم لائحة «التيار» في إنتخابات جونية البلديّة الأخيرة؟

على رغم التأثيرات التي تركها تحالف «التيار» و«القوات»، يبدو حزب الكتائب مرتاحاً الى مسار الأمور، لا سيما أنّ تحسّناً في العلاقة طرأ مع «التيار الوطني الحرّ» و«القوات اللبنانية» إضافة الى أنّ النائب سامي الجميّل زار عون واضعاً الحزب في تصرّف رئيس الجمهورية في ما خصّ معركة قانون الإنتخاب.

لا يمكن فصل تحالف الكتائب في كسروان عن تحالفاته في كلّ لبنان، فإذا حصل تحالفٌ ثلاثي، لا يمكن لحزب «الله والوطن والعائلة» مواجهة حلف «القوات» و«التيار» في كسروان، وبالتالي فإنّ الأسابيع المقبلة ستكشف المستور في هذا الخصوص. لكن، ومهما كانت التحالفات، يُفترض على الكتائب إعلان مرشحها الكسرواني، وفي هذا الإطار يوضح مسؤول الماكينة الكتائبية الإنتخابية في كسروان زخيا الأشقر لـ«الجمهورية» أنّ «هناك آلية داخلية لإختيار الأسماء المرشحة، وهذه ترتيبات داخلية، والكتائب تزخر بالأسماء المؤهّلة لتولّي المناصب، لكن حتى الساعة لم نختر إسماً على رغم أنّ عضو المكتب السياسي سامي خويري ورئيس إقليم كسروان الكتائبي شاكر سلامه هما الأبرز، والأمر لم يُحسَم بعد». تؤكّد الكتائب في كسروان أنها منفتحة على الجميع ولا تضع «فيتو» على أحد في تحالفاتها، وهي ضدّ السياسة الإلغائية وكلّ الإحتمالات مفتوحة، ولا مانع من التحالف مع «القوات» و«التيار الوطني الحرّ»، وفي الوقت نفسه تشدّد كوادر الكتائب على أنّ الكتائبيين والقواتيين في كسروان هم عائلة واحدة وينتمون الى المدرسة نفسها، ولم يدخل الشقاق بينهم، فالقواتي هو كتائبي والكتائبي هو قواتي. وفي سياق الحديث عن الأحجام، يؤكّد الأشقر أنّ «الكتائب منتشرة في كلّ كسروان، ساحلاً ووسطاً وجبلاً، والأعداد تُقدَّر بالآلاف، لذلك يطمح الجميع للتحالف معنا، ونحن نعمل على تنظيم أنفسنا إستعداداً للمعركة وقدّ أطلقنا الماكينة الإنتخابية منذ نحو أسبوعين، ومن المقرّر أن تطلق رسمياً وإعلامياً في الأسبوعين المقبلين». إذا لم تتأجّل الإنتخابات، فإنّ الأحزاب ستعلن عن أسماء مرشحيها في الأسابيع المقبلة، وبالتالي سيتّكل كلّ مرشّح حزبي على ماضيه النضالي للفوز بالترشيح، وبذلك، فإنّ الكتائب ستكون أمام إختيار صعب إذا ما خيّرت بين سامي خويري الذي كان رئيس إقليم كسروان الكتائبي ويحمل تاريخاً من النضال وتربطه علاقات مع كلّ الشرائح الكسروانية ويملك قدرة على التجييش، وبين شاكر سلامة الذي هو رئيس الإقليم الحالي ويضطلع بدور كسرواني وسياسي، وبالتالي يبقى السؤال لمصلحة مَن سيكون الحسم؟

 

المعركة الرئاسية الفرنسية الغامضة والمقلقة والمصيرية

د. خطار أبودياب/العرب/11 شباط/17

بينما تقاوم “المؤسسة” في واشنطن قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب استنادا إلى نظرية فصل السلطات التي أرساها الفرنسي شارل مونتسكيو، والتي تتيح للقضاء المستقل تحدّي السلطة التنفيذية، تحتدم الحملة الانتخابية في فرنسا حول الاستحقاق الرئاسي في الربيع القادم. بدأ النزال الجدي وسط بروز فضائح وغرائب تذكرنا بتلك التي سادت المشهد الانتخابي الأميركي، لكن ضحالة البرامج وتداعيات الثورة الرقمية وعدم وجود شخصيات قوية أو لامعة، تزيد من الغموض في توقع النتائج مع عدم استبعاد اختراق شعبوي في زمن يغلب فيه خطاب القطيعة، وتبتعد فيه الديمقراطيات الغربية عن منظومة القيم الإنسانية.

منذ تأسيس الجمهورية الفرنسية الخامسة في العام 1958 تمركز الصراع بين معسكري اليمين واليسار في التنافس على دخول قصر الإيليزيه، باستثناء وصول مؤسس الجبهة الوطنية جان ماري لوبان إلى الدور الثاني من انتخابات 2002. وهذه المرة أتى إعلان الرئيس فرنسوا هولاند عن عدم اعتزامه الترشح لولاية ثانية، ونتائج الانتخابات الأولية يمينا ويسارا، كي يخرجا من المنافسة أيضا الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، ورئيسي الوزراء السابقين آلان جوبيه ومانويل فالس، وذلك في خضوع لحكم الرأي العام بوجوب تنحّي المجربين، وإفساح المجال أمام تجديد تحتاجه الطبقة السياسية المتهمة بعدم القدرة على الإصلاح.

بيد أن الدرس الأهم الذي يستخلص من اعتزال ساركوزي وتنازل هولاند هو نهاية مرحلة الملك الجمهوري، وبدء مرحلة الرئيس المسؤول التي ستبعد النظام الدستوري في فرنسا عن النمط شبه الرئاسي وتقربه من النمط البرلماني. يجدر التذكير أن الجنرال شارل ديغول أسس الجمهورية الخامسة عام 1958 على قاعدة ولاية رئاسية لسبع سنوات تُجدّد مرة واحدة. وكان ذلك بالطبع على قياسه وتبعا لمحورية دوره التاريخي وكان ملكا في جمهورية، وراق ذلك لخصمه التاريخي فرنسوا ميتران الذي نسي وصفه أداء الديغوليين بالانقلاب المستمر، وحكم أيضا بشكل ملكي لمدة أربعة عشر عاما. بعد ديغول وميتران انتهى زمن “الرجال العظماء”، وعندما تقرر في 2002 تقصير الولاية الرئاسية إلى خمس سنوات، شكل ذلك بدء إعادة النظر بروحية الجمهورية الخامسة. واليوم مع التطورات الأخيرة نشهد طيّ صفحة تاريخية حافلة وبدء مرحلة تتسم بالضبابية وبعدم اليقين.

قبل شبهة الفساد التي طالته بسبب وظائف وهمية مفترضة لزوجته وعائلته، ولصلة ملتبسة بالمال من خلال تقديمه استشارات لشركات متعددة الجنسية، كان مرشح اليمين التقليدي فرنسوا فيون يحلق في استطلاعات الرأي ويبدو بمثابة المرشح الأوفر حظا للوصول إلى “جنة” الإيليزيه. لكن مرافعته للدفاع عن نفسه وتبرير عمل المقربين منه وتحميله الصحافة مسؤولية تراجعه (كما هي العادة عند السياسيين) لم تقنع غالبية الفرنسيين وحيزا من أنصاره الذي يمكن أن يتحول نحو مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، لأنها تشدد على الأولوية الوطنية ومعركة الهوية ضد أيديولوجيا اليسار والليبرالية الشمولية.

وأمام سيناريو استبعاد فيون منذ الدور الأول للانتخابات الرئاسية في 23 أبريل 2017، يبرز سيناريو المجابهة الأكثر احتمالا في الدور الثاني في 7 مايو بين لوبان والمرشح المستقل والمغمور وزير الاقتصاد السابق إيمانويل ماكرون (39 عاما، الأصغر بين المرشحين، الوسطي الليبرالي، الآتي من مصرف روتشيلد ليصبح مستشارا عند فرنسوا هولاند قبل أن يصبح وزيرا لفترة قصيرة) الذي أربك المشهد عبر خرق الثنائيات التقليدية، يسار ويمين، أقصى اليمين وأقصى اليسار، وتسبب في خلط الأوراق خاصة عند اليسار الحكومي واليسار المتشدد المشتت بين بونوا هامون نجم الحزب الاشتراكي الفائز في الانتخابات التمهيدية والممثل للجناح اليساري في الحزب، والذي أخذ يتجاوز لوك ميلونشون الخطيب المفوّه والطامح إلى تغيير جذري.

يتنافس إذن خمسة مرشحين أساسيين، فيون وماكرون ولوبان وهامون وميلونشون، ويبدو أن سيناريو 2002 يمكن أن يتكرر هذه المرة مع احتمال وصول لوبان إلى الدور الثاني إما بمواجهة ماكرون أو فيون وربما هامون. وفي كل السيناريوهات تبدو حظوظ لوبان قليلة لأن ما يسمى “الجبهة الجمهورية” ستتشكل لمنعها من المرور، كما جرى مع أبيها بالرغم من أن الفارق لن يكون كبيرا كما حصل عند فوز جاك شيراك، بل ربما ستكون المعركة جدية مع تغير موازين القوى.

في حال حصول اختراق شعبوي وانحياز يميني لصالح مارين لوبان، سنكون أمام زلزال سياسي في فرنسا بعد هزة البريكسيت وإعصار ترامب، وسيكون عندها الاتحاد الأوروبي في خطر، خاصة في حال تأثر هولندا وألمانيا لاحقا بنتيجة الانتخابات الفرنسية. وعلى صعيد قضايا الشرق الأوسط والعالم العربي، سيكون هناك انقلاب جذري في السياسة الخارجية الفرنسية. لكن الوقائع التي ترجح في هذه اللحظة إيمانويل ماكرون تصطدم بعدم اعتماد الوزير السابق على حزب بعينه أو تكتل بعينه، وكذلك فإنه لم يكشف عن كل برنامجه حتى اليوم مما يترك الباب مفتوحا للتساؤلات والمفاجآت. وعلى صعيدي السياسات الداخلية والخارجية، لن تكون هناك انقلابات درامية في حال فوز ماكرون أو فيون أو هامون. ليس هناك وهم عند الناخب الفرنسي بوجوب وصول “قديس” إلى قصر الإيليزيه وهو يعلم أن “الفضيلة” لم تعد من خصال السياسيين، لكن عدم الشفافية في زمن الثورة الرقمية أصبحت عبئا. والأدهى عدم وجود موضوع جدلي مركزي يستقطب حوله النقاش الوطني، إذ أن كل مرشح يركز على ما يعتبره مهماً (مثل الخروج من أوروبا عند لوبان، أو دخل المساعدة العام عند هامون)، لكن المتابع للحملات الانتخابية الرئاسية في باريس يفتقد شعارات أخاذة مثل “القوة الهادئة” لفرنسوا ميتران من أجل “فرنسا الموحدة”، أو حملة جاك شيراك ضد “الشرخ الاجتماعي”.

بعد فرنسوا هولاند الذي انطبق عليه لقب “الرئيس العادي”، يبدو أن ثوب الرئاسة أصبح فضفاضاً على قامات المرشحين الحاليين، وعلى الأقل في هذه اللحظة يسود التشكيك في توفر كامل الصفات عندهم لشغل الموقع الرئاسي المحوري حسب الدستور. في ما يتعدّى الأشخاص والبرامج والتيارات، يتأكد مع هذه الحملة الانتخابية أن الديمقراطيات الأوروبية والأميركية تمرّ بأزمة عصيبة، لأن الأحزاب المناهضة للأنظمة القائمة تشهد صعودا في عدة بلدان. ومقابل تراجع الديمقراطية الليبرالية في حقبة تصدّع العولمة، يبرز صعود نمط من الحكام من أمثال ترامب وفلاديمير بوتين وأندادهم مما يجعل معركة فرنسا الغامضة مقلقة ومصيرية.

 

ملالي إيران ودروسهم المغلوطة

سالم الكتبي/العرب/11 شباط/17

تابعت خلال الفترة الماضية تصريحات القادة والمسؤولين الإيرانيين بشأن الرد على مواقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولفت انتباهي من بين هذه التصريحات ما ورد على لسان الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي اعتبر أن ترامب “حديث عهد بالسياسة”، وأن “أجواء السياسة جديدة بالنسبة إليه”، وأن أمامه بعض الوقت كي يدرك هو ومن حوله ما يتعين عليهم فعله، وهذا الأمر سيستغرق وقتا في نظر روحاني. لا يهمني، ككاتب، إن كان الملالي يسبون ترامب أو العكس، ولكن ما يهمني هو المدركات والتصورات المتبادلة لدى الطرفين، كي نفهم ما يدور من حولنا، وهنا أشير إلى أن فهم الملالي لترامب، بحسب ما استنتجت من مجمل تصريحاتهم، أنه “تاجر” أو رجل أعمال قادم من عالم البزنس والصفقات التجارية، وهذا صحيح وأنا أفهم ذلك جيدا بل ذكرت في مقالاتي السابقة جميعها أن الرجل يتحدث بلغة الصفقات التجارية، ولكن ما رأيت أنه غباء سياسي هو أن الملالي يعتقدون أن ترامب لا يفهم في السياسة وأن أمامه الكثير من أجل فهم ديناميات العلاقات الدولية، وهذا نوع من الغباء أو أنه ادعاء للغباء بهدف استدراج الإدارة الأميركية الجديدة لصدام عسكري مع إيران، ولا أرجح شخصياً أن الملالي جاهزون لمثل هذا الصدام، بل أكاد أجزم أنهم غير قادرين عليه رغم ثقتي بأنهم لا يعبأون بتكلفة مثل هذا الصدام على الشعب الإيراني، فهم لا يدركون على سبيل المثال أن نظامهم قد يكون الهدف المباشر لأي تحرك عسكري أميركي محتمل، ولكن يكون الأمر كما كان عليه الحال في تدخلات عسكرية أميركية سابقة في المنطقة وغيرها.

الملالي يراهنون على الحس التجاري والميل لعقد الصفقات لدى ترامب، وهذا وارد والكثيرون في العالم يراهنون عليه، ولكن الفكرة القائلة بأن القادم الجديد للبيت البيض لا يفهم في السياسة هو أمر غارق في الغباء، لأن من يتولى رئاسة دولة بحجم الولايات المتحدة ويخوض معركة انتخابية شرسة كالتي خاضها هذا الرجل، وانتصر فيها على مرشحة ديمقراطية متمرسة في السياسة يساندها الإعلام والنخب الأميركية، لا بد وأن يكون لاعباً سياسياً محترفاً، ولا أقول ماهراً، فهذه بخلاف تلك.

في السياسة كما في كرة القدم، مدارس وطرق مختلفة، ووجود رئيس أميركي من دون خلفية سياسية ليست سابقة في التاريخ الأميركي، فهناك ممثلون ورجال أعمال وصلوا إلى البيت الأبيض عبر صناديق الاقتراع، وهذه مسألة ليست عابرة بالمرة، وما يؤكد لي أن رؤية الملالي للإدارة الأميركية الجديدة تعاني قصوراً شديداً أنهم لا يكتفون باعتبار ترامب نفسه تاجراً مبتدئاً في السياسة، بل يرون أن أركان إدارته على شاكلته، وهذا الأمر لفت انتباهي بحد ذاته من زاويتين؛ أولهما أن عالم السياسة لم يعد منفصلاً عن عالم البزنس وأن الاقتصاد السياسي هو المحرك الأول للعلاقات الدولية، فالنظام العالمي القائم ذاته قائم على هذا الأساس منذ اتفاقية “بريتون وودز” بعد الحرب العالمية الثانية، وظهور نظام نقدي عالمي لا تزال الكثير من معالمه هي الأساس في العلاقات الدولية والتبادلات التجارية حتى الآن. أما الزاوية الثانية في حديث الملالي أنهم ينتقدون وجود رئيس أميركي ذي خلفية تجارية على رأس دولة، ولا يرون إشكالية في وجود “عمامة” بدرجاتها الدينية المختلفة المعتمدة من قم وتوفر للملالي ألقابا مثل “حجة الله” و”آية الله” و”آية الله العظمى” وغيرها، وتتركز خلفياته في العلوم الفقهية والنظريات الطائفية ليس فقط على رأس دولة مثل إيران، ولكن على كل كرسي من كراسي مؤسساتها السياسية، بل والعلمية مثل الجامعات والأكاديميات وغيرها.

هذه الأفكار المغلوطة تبدو غريبة، وهي ذاتها الأفكار التي تسيطر على جماعات وتنظيمات الإرهاب السنية، فنجد شاباً غريب الأطوار لم يقرأ في حياته سوى بعض الكتب القديمة، وقد سيطرت عليه نزعات القيادة وارتفعت لديه “الأنا”، وتوهم أنه قائد يضاهي قادة الإسلام العظام، وأن ينشئ تنظيماً يدمر به مقدرات ومصالح شعوب إسلامية بأكملها بسبب مثل هذا الغباء المسيطر على النفوس. المثير للسخرية في تصريحات روحاني أنه ارتدى ثوب المعلم ليذكر الرئيس الأميركي بأن عالم اليوم هو عالم اتصالات وتبادل أفكار، وأن عهد بناء الأسوار قد ولى وذهب، وهذا كلام صحيح ولا غبار عليه، ولكن الإشكالية تكمن في من يقوله. فالكلام مثلما ينطبق على ترامب ينطبق أيضا على الملالي، ويفترض أنهم أولى به قبل أن يعلموا به الآخرين، فأين علاقاتهم واتصالاتهم الإيجابية مع دول جوارهم حتى نقول أنهم يؤمنون بالحوار والتعاون الدولي. فهم لا يُصدّرون لجيرانهم سوى ميليشيات الحشد الشيعي الطائفي البغيض، ولا أحد يسمع منهم سوى صيحات التهديد والوعيد بالاستيلاء على العواصم واجتياح المدن العربية. ولا أحد يسمع عن تجارتهم سوى الأسلحة وتصدير الإرهابيين في منطقة واسعة تشمل اليمن والعراق وسوريا ولبنان وغيرها. ألا يبدو الملا حسن روحاني هنا كمن قال المولى عز وجل فيهم أنهم يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم؟ أيعقل أن دولة تزعم الدفاع عن الإسلام تقوم بكل هذا التطهير العرقي على أساس ديني في مناطق معروفة وعلى رؤوس الأشهاد في مدن سوريا والعراق؟ إشكالية الملالي مع الحضارة والقيم الإنسانية أعمق بكثير من نزعات ترامب الشعوبية، فهو في الأخير يتمترس خلف حدود بلاده، ويريد أن يمنع الآخرين من دخولها، وهذه معركته مع شعبه ودولته التي قامت على أساس فلسفي وفكري معلوم، والقيم هي أغلى ما تصدره للعالم والإنسانية، أما الملالي فهم يعملون على إعادة هندسة الديموغرافيا والهويات الوطنية للدول خارج بلادهم. هم يريدون التحكم في شعوب العراق وسوريا واليمن، وليتهم اقتصروا على الشعب الإيراني وحدود بلادهم ومنعوا العالم كله من دخولها لكان أمرهم أهون، بل كان العالم سيرحب بذلك ويكفيه أنهم سيكفون الجميع شرورهم.

 

لو صُنف الحرس الثوري إرهابياً

عصام الجردي/المدن/الجمعة 10/02/2017

هل يفلح الرئيس الاميركي دونالد ترامب في تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة ارهابية؟ وما هي انعكاسات القرار على الاقتصاد الإيراني وتداعياته السياسية على الرئيس حسن روحاني قبل نحو ثلاثة شهور على انتخابات الرئاسة المقررة في أيار/ مايو المقبل؟ وماذا عن الموقف الأوروبي من القرار الذي يفترض أن تعقبه عقوبات اقتصادية على التعامل مع اقتصاد مسيطر عليه من الحرس الثوري، خصوصاً أن دول الاتحاد باشرت أعمالاً في إيران ووقعت اتفاقات معها، وقت تعارض فيه دول أوروبية رئيسية ترامب سياسياً واقتصادياً.

لم يخف ترامب موقفه من الاتفاق النووي مع إيران الذي وقعه سلفه باراك أوباما ووصفه "قبلة لإيران" أتاحت لها تحسين وضعها المالي من دون التزامها بوقف دعمها منظمات تصنفها الولايات المتحدة إرهابية. تجربة الصاروخ الباليستي الأخيرة في نهاية كانون الثاني/ يناير 2017، حفزت ترامب على تحريك ملف الحرس الثوري. واقترنت بتهديدات لم تستبعد العمل العسكري "ضد الاستفزازات الايرانية"، على ما قال. الكونغرس من غالبية جمهورية كان عارض الاتفاق. مع ذلك، لا يبدو على عجلة من أمره لإمرار رغبة ترامب بقانون. ربما لاعتبارات أبعد مما يراه الرئيس. لكن الأخير قد يذهب إلى إصدار القرار بأمر تنفيذي ومعه العقوبات الاقتصادية التي سبقه أوباما إليها بأوامر مشابهة، مستنداً إلى القانون الوطني "PATRIOT ACT " الذي صدر في 2001 بعد الهجمات الارهابية على نيويورك.

الحرس الثوري يمتلك سلطة الاشراف على معظم قطاعات الاقتصاد الايراني. من النفط والغاز الى كيانات مصرفية وصناعات تحويلية وخِدمية وخلافها. العقوبات الاقتصادية الأميركية السابقة على إيران، والتي لا تزال سارية على القطاع المصرفي والمالي تعوق اندماجه في الاقتصاد الدولي، وتحول بينه وبين إبرام الصفقات والاستثمارات الكبيرة. مع ذلك، كانت العقوبات تشمل كيانات مسيطر عليها من الحرس الثوري. وكانت بعض الصفقات تبرم مواربة من شركات أوروبية وآسيوية. أما تصنيف الحرس الثوري رسمياً منظمة ارهابية، فيعني تصنيفاً مماثلاً لكل المؤسسات التي يمتلكها ويشرف عليها في الاقتصاد الإيراني. بالتالي، شمولها بالعقوبات الاقتصادية والمصرفية معاً. الأمر يشكل ضربة كبيرة لاقتصاد من 340 مليار دولار أميركي ناتجاً محلياً. وكان بدأ يتلمس طريقه إلى استعادة تصنيفه في 2010 الاقتصاد الثالث في الشرق الأوسط، ويركزعلى تنويع الاقتصاد واستقطاب رساميل أجنبية مباشرة. وتحتاج إيران إلى نحو مئة مليار دولار أميركي في السنوات الخمس المقبلة بدءاً من 2016 لتحسين مؤشراتها الاقتصادية والاجتماعية، وفي مقدمها نمواً فوق 7 في المئة في 2017، وخفض معدل البطالة من نحو 14 في المئة والتضخم من 15 في المئة. بيد أن صندوق النقد الدولي يتوقع 3.7 في المئة نمواً 2017– 2018. في حال بقيت أسعار النفط فوق 50 دولاراً للبرميل، وتمكنت إيران من اصلاح اقتصادها ونظامها المصرفي. شأن يصطدم بارادة الحرس الثوري وقبضته.

يبقى النفط والغاز مصدرين أساسايين للعائدات. لكن تطويرهما مع المصافي واستحداث مصافٍ جديدة حاجة عاجلة. صادرات إيران من النفط والمشتقات السائلة نحو 2.65 ملايين برميل يومياً. وتنتج نحو 4.3 ملايين. ربما الفرصة سانحة لتعزيز التزامها خفض الانتاج وفقا لقرار (أوبك). لكن قدرتها الانتاجية مازالت دون رغبتها وإمكاناتها الفعلية. الأمر مرتبط بإبرام العقود التي أعلنتها لاستقطاب تكنولوجيا في مجالات الاستكشاف والاستخراج والتسويق. وكان لافتاً تمديد جولة العطاءات التي قررتها في هذا المجال إلى 15 شباط/ فبراير 2017 من كانون الثاني الماضي. علماً أن شركات عدة كانت تقدمت بعروض بينها توتال الفرنسية، وإيني الايطالية وداتش شل الهولندية، وميتسوبيشي اليابانية، وغاز بروم ولوك أويل الروسيتان. وهناك من يعزو تردد الشركات الدولية إلى العقوبات المصرفية الأميركية وصعوبة التحويلات من خلال نظام "سويفت" الدولي. لو صُنف الحرس الثوري منظمة ارهابية ستزداد الحواجز المانعة والضغوط الاقتصادية والاجتماعية. روحاني الذي وصف حين انتخابه رئيساً في 2013 اصلاحياً، وضع الاقتصاد في رأس اهتماماته. وكان عقد رجاءه بعد نجاحه مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف في التوصل إلى الاتفاق النووي على اصلاح الاقتصاد. تمكن في 2016 من انتزاع موافقة مجلس الشورى على قانون لمكافحة تبييض الأموال والارهاب. لكنه لم يكن كافياً للحد من سلطة الحرس الثوري على المصارف الإيرانية والمصرف المركزي. ولم تشفع له ستة عشر عاماً سكرتيراً للمجلس الأعلى للأمن القومي في تحقيق اصلاحاته الاقتصادية. ومن قائل، إنه سيحظى بفرصة للنجاح مرة ثانية لو أعلن رسمياً ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة حتى لو تم تصنيف الحرس الثوري منظمة ارهابية. ذلك أن تياراً شعبياً كبيراً يحمل الحرس مسؤولية تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي وتبديد موارد إيران المالية على مشاريع سياسية خارجية. قبل الاتفاق النووي وبعده.

بيد أن نظرة الدول الأوروبية إلى إيران في عهد ترامب هي غيرها في عهد أوباما، خصوصاً في سنة انتخابات في فرنسا وألمانيا. الشركات الأوروبية العملاقة نسجت علاقات اقتصادية مع إيران. فإضافة إلى الشركات النفطية، هناك مئات عقود التصنيع أبرمتها شركات أوروبية. بيجو– سيتروان عادت إلى طهران. ديملر بنز المنتجة مرسيدس ستنتج شاحنات عاملة على الديزل. سيمنز لديها عقود. والعقود التجارية لتصدير الطائرات ومنتجات التكنولوجيا. ترامب يهدد بمنع إتمام صفقة إير باص لإيران بدعوى وجود 10 في المئة مدخلات صناعية أميركية فيها. ويرى أن إير باص في حاجة إلى إذن أميركي لإنجاز الصفقة. تحملت الشركات الأوروبية، خصوصاً المصارف، أعباء مالية كبيرة على خلفية العقوبات الاقتصادية على إيران. إنما في مناخ من الوفاق السياسي الأميركي الأوروبي. وهذه ثغرة قد تكون في مصلحة إيران.

 

قنابل صوتية في الذكرى الـ38 للثورة الإيرانية

حامد الكيلاني/العرب/11 شباط/17

مرت38 عاماً على وصول الخميني إلى إيران قادماً من باريس في بداية فبراير 1979، وهي السنة التي شهدت الاجتياح السوفييتي لأفغانستان، وبداية حقبة من الصراع لم تنته حتى الآن، وأنتجت لنا الإرهاب الإيراني الشامل وطالبان والقاعدة وداعش وخلالها 11 سبتمبر 2001 واحتلال أفغانستان وكارثة احتلال العراق ونهايته كدولة مستقلة ذات سيادة ومؤسسات عسكرية أو مدنية. الحشد الشعبي في العراق، الذي تم تشكيله بفتوى المرجعية الدينية الخاصة، لم يُترَك بنهاية مفتوحة إلى مصيره، والتزاما منه بمبادئه وجذوره ومرحلة صعوده المخطط لها، قرر الاحتفال بذكرى سيطرة ولاية الفقيه على مقاليد الأمور في إيران، بإقامة العديد من المناسبات المختلفة للعديد من الفصائل الميليشياوية التي يتكون منها. محمد علي جعفري، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، أشار إلى وجود ما يقارب ربع مليون مقاتل في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وأفغانستان وباكستان، ولكل من هذه الفيالق تسمية أو عنوان “وطني” ملحق بالحرس الثوري الإيراني. في العراق مثلاً الحشد الشعبي، وهي تمثل القوة العابرة للحدود وعنوانها الجاذب فيلق القدس بقيادة قاسم سليماني ومجموعة قادة مستشارين، أحدهم قتل في قاطع عمليات الموصل قبل أيام فقط، وهم منتشرون في المناطق الساخنة والباردة، ومهماتهم لا تقتصر على الإسناد الميليشياوي المعروف بجرائمه وتجاوزاته وانتهاكاته، إنما تتولى تنفيذ العمليات الإرهابية والإعداد لها في كل أنحاء العالم ولأسباب مختلفة، بعضها يتعلق بالتصفيات أو إسكات الأصوات المضادة أو إرسال رسائل معينة أو توجيه الأنظار إلى جهات أخرى لخلط الأوراق واللعب بها واستثمارها.

الحقيقة أن العدد المذكور ربما ينطبق على الميليشيات أو المجموعات التابعة إدارياً أو مالياً للحرس الثوري الإيراني، وهي تثقل كاهله في التجهيز ودفع الرواتب وتكاليف أخرى، ويحدث ذلك في الدول غير الخاضعة كلياً للإرادة الإيرانية، لأن الموارد غير متاحة أو خاضعة لمفاهيم الاستثمار لصعوبة التغطية عليها واحتمال انكشاف شبكاتها؛ لكن في حالة دولة مثل العراق المجال فيها يكون واسعاً سياسياً للتخلص من الأعباء الملقاة على الحرس الثوري، لأن المجموعات الميليشياوية نُظمت بقانون وبرعاية رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وصارت لها حصتها الرسمية من ميزانية الدولة وتمتلك أرقى الأسلحة والتجهيزات اللوجستية، وتحت حماية القانون يمكن إدراك تمدد واجباتها وصلاحياتها، ومعها إطلاق سراح غير مشروط لمشروعها الطائفي الدموي، كما في كل التجارب الأخرى.

داخل إيران فقط يصل عددهم إلى ربع مليون مع قوات الباسيج، مجهزون بمنظومات صواريخ متوسطة المدى وتخضع للتطوير لمسافات بعيدة تتجاوز الخمسة آلاف كيلومتر وتطلق عليها تسمية شهاب، وللحرس الثوري قوات برية وبحرية وجوية، وله مؤسسات داعمة على قدر كبير من الأهمية الاقتصادية، والمخاطر كبيرة تتعلق باستثمار هذا النوع من الأعمال خارجياً، وما تعنيه من تمويه لهوية المكاتب المفتوحة في مدن وعواصم العالم وأثرها في الإرهاب العالمي، مضافةً إليها أنشطة الدول المستباحة كالعراق وما يمكن أن تقوم به الحكومة العراقية بمؤسساتها وسفاراتها خدمة لإيران.

إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، صرحت بأنها تبحث إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة التنظيمات الإرهابية، وسبقتها بوصف الرئيس ترامب وأيضاً وزير دفاعه جيمس ماتيس لجمهورية إيران الإسلامية بالدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم؛ وفي محتوى سلة الألعاب الخطرة التي تقوم بها إيران كتجارب الصواريخ الباليستية على أراضيها وما نتج عنها من ردود أميركية وعالمية؛ في البر وداخل الأراضي الوطنية للدول لا تحصل عادة صدامات أو مناوشات عسكرية بين دولتين، لكن في المياه الإقليمية والحدود البحرية الحرة وقوع الاشتباكات محتمل وخروقات مثل الاعتداء على الفرقاطة السعودية أو غيرها من القطع البحرية، ومنها الأميركية مستقبلاً، قد تؤدي إلى تصعيد غير متوقع مهما كان الحادث صغيراً. الحشد الشعبي الطائفي باحتفاله الواسع بالخميني وثورته وصادراتها، رهن مستقبله وعلّقه على مشجب الحرس الثوري الإيراني الذي سيدخل قائمة التنظيمات الإرهابية في العالم بالإرادة الأميركية أو بغيرها، اليوم أو غداً، فتلك عاقبة السوء؛ وبمثل التصرفات السابقة تكون إيران بأطروحاتها باشرت فعلاً التحرك ضد أميركا والتهيئة لأسوأ الاحتمالات لكن ابتداء على أرض العراق.

ما نرصده هذه الأيام هو زيادة ملحوظة في معامل خلط السم بالعسل وليس دسه، لأن زمن التقية أصبح من الماضي على حد قول خامنئي بعد الاتفاق النووي وانفتاح صادرات الحرس الثوري على الخراب العراقي والسوري واليمني ودول أخرى. عزلة باراك أوباما وحضور فلاديمير بوتين عززا القناعة لدى الولي الفقيه بإطلاق سراح العنز الميليشياوي في الحقل دون خوف أو رادع، أو مجرد تحسب ولو لتغيرات فجائية غير متوقعة في الأنواء الجوية، رغم أن فصولنا حتى في الفصل الواحد تحتمل الانقلاب وظهور الدباغ بلا مقدمات.

هناك ما يوجب في يومنا تحليل حتى الكلمات، ولا أعني بها إطلاقاً صفارات الإنذار الأميركية رغم أن أغلبها تغريدات، لكن الدفاع المفاجئ، مثل ارتفاع ضغط الدم العصبي المؤقت، عن الثورة الإسلامية في إيران، وحقها في امتلاك أسلحة الردع والخوف على العراق العربي والمنطقة من دفع فاتورة المواجهة القادمة مع أميركا، ويتناسى رهط الحرس الثوري الإيراني ما تسببت به إيران وشحناتها الطائفية من شيزوفرينيا في العراق وسوريا واليمن تحديداً. ترامب بتغريداته، وكلمات برقية منه ومن طاقمه الذي لم يكتمل إلى حد الآن، وبمكالمات هاتفية محسوب عددها بالثواني، أعاد العمل بنظام العين الحمراء الذي لا تفهم غيره دولة مارقة كالتي يقودها النظام الإيراني. روسيا وجدت نفسها تخسر ذلك الوهج الإعلامي المتفرد لسياساتها ومكوكيات وزير خارجيتها سيرجي لافروف وأيقونتها الجديدة أستانة، بجناحيها التركي والإيراني اللذين كما يبدو تثاقلا لأسباب مختلفة في مقدمتها ظهور راعي البقر الأميركي المتحمس لإعادة قطيعه إلى الحظيرة الأميركية، وإصلاح ما تخرب منها في الداخل والخارج. روسيا وعلى لسان سفيرها في طهران أعلنت في شهر فبراير 2017 أن منظومة الصواريخ S300 اكتملت في توريدها منذ 2016، وهي إشارة متأخرة زمنياً لكنها روسية أكثر منها إيرانية إلى إدارة ترامب بعدم اتباع سياسة التجاهل والإقصاء من الحسابات في القضايا الدولية، وخاصة منطقة الشرق الأوسط التي سرحت ومرحت فيها روسيا، وفرّطت خلالها في سمعتها كدولة كبرى في ورطة المستنقع السوري. والحليف الإيراني يعتقد أنه أنجز مهمته في صنع مناطق عازلة واسعة عندما احتل العراق ظناً منه أنه سيكون بمنأى عن آثار الصراع في المنطقة.

روسيا في مدينة الباب السورية أوصلت ارتباكها إلى تركيا من عودة العلاقات الأميركية التركية إلى سابق عهدها بل أكثر ارتباطا في مكافحة الإرهاب ودعم إنشاء المناطق الآمنة في سوريا. ومن باب الباب يمكن الإشارة إلى طرح ميليشيات الحرس الثوري، فرع لبنان، الانسحاب “الطوعي” من 10 مناطق في القلمون، ورغم النيات والمحاذير فإن ثمة قناعات تفرضها القنابل الصوتية قبل القنابل بذخائر البلاغات الرسمية الحية للقوة المجربة؛ ما أكثر الانقلابات غير الموضوعية والمفاجِئة والطوعية هذه الأيام. ساسة العراق وقادة الميليشيات يرتكبون أخطاء فادحة كعادتهم وبنجاح ساحق، وعليهم أن يتذكروا ما قاله ترامب في يوم تنصيبه “أينما يولد الأطفال يتطلعون إلى السماء نفسها والخالق نفسه”، لكن أعتقد أن ترامب كان يقصد أميركا حصراً، لأن الأطفال في العراق أو في سوريا، أو في أي مكان فيه الحرس الثوري الإيراني يولدون وهم يتطلعون إلى قاتل أبيهم.

 

قلق في بيروت

نديم قطيش/الشرق الأوسط/10 شباط/17

رويدًا يعود لبنان إلى دوره. ليس الدور الذي يريده له أبناؤه أو غالبيتهم. دور النهضة السياحية والخدماتية المصرفية والطبية والتعليمية ودور الوفر الاقتصادي. يعود لبنان إلى دور «الباروميتر»، لميزان قياس التوترات في المنطقة وقراءة اتجاهات الريح واحتمالاتها. على السطح ثمة تسوية سياسية محلية بدأت من انتخاب الجنرال ميشال عون رئيسًا، وتلاها ما تلاها من تكليف سعد الحريري برئاسة الحكومة، ثم تشكيلها السريع نسبيًا ونيلها الثقة، وانطلاق ورشة قانون الانتخابات النيابية، وبحث الموازنة المعلقة منذ عشر سنوات، وغيرها كثير من مشاريع البنية التحتية الحيوية. وبدأت العودة العربية والخليجية تحديدًا إلى الوطن الجالس جلوس الأيتام على موائد اللئام! هذا على السطح! تحته يشعر زائر بيروت بغليان ما بقلق يفيض من النفوس على جوانب الطرق وفي أحاديث المقاهي وفي عيون الناس. ثمة ميل لعدم تصديق الأخبار، السياسي منها والأمني. يحدثونك مثلاً عن عشرات الأدلة على أن عملية مقهى الكوستا الانتحارية التي أحبطت مجرد مسرحية. في جانب منه هذا دليل انهيار الثقة بالحكومة، بأجهزتها ومؤسساتها. الأهم أنه في جانب آخر منه هو ناتج التنافس السياسي ليس على السلطة، بل على الدولة وبها وباستخدام مؤسساتها وأجهزتها.

كم هائل من المبالغات. أعداد لا تحصى من الانتصارات التي يُدَّعى تحقيقها كل يوم، كأن كل يوم يمر على اللبناني يؤَرخ به له ما قبله ولما بعده!

القلق الرئيسي مثاره أن لبنان عاد إلى دوره. عاد باروميترًا.

مراقبة تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب وإدارته حول إيران لها صدى كبير في لبنان. فما يبدو أن الرجل يحضر له ليس أقل من القرار «1559» الأميركي بحق إيران. من أكثر من اللبنانيين يعرف مفاعيل القرار الأممي 1559، الذي نادى بانسحاب سوريا من لبنان وإجراء انتخابات رئاسية، في مواجهة قرار سوريا الأسد التمديد للرئيس الأسبق إميل لحود ونزع سلاح «حزب الله». صدر قرار إعدام الدور السوري - الإيراني في لبنان فصدر في مقابله القرار بإعدام رفيق الحريري. كأننا اليوم بإزاء مواجهة لا تقل مفاعيلها عما سبقها قبل ثلاثة عشر عامًا.

القرار الأميركي حاسم بإعدام الدور الإقليمي العسكري والأمني لإيران. قرار بانسحاب إيران من المشرق العربي والخليج، كثورة وتنظيم علاقاتها من الإقليمين المذكورين كدولة. قرار بسحب سلاح «حزب الله» الإقليمي، أكان لبنانيًا أم عراقيًا أم أفغانيًا أم لأي دولة انتمى. وقرار بتثبيت الدول حيث توجد دول، وإعادة بنائها بالحدود الدنيا للشرعية حيث يمكن.

قرار بالمواجهة مع فكرة الثورة لحماية فكرة الدولة.

من مفاعيل هذا القرار ما كشفه مسؤولون أميركيون أن إدارة ترمب تدرس اقتراحًا لإدراج «الحرس الثوري» على لائحة التنظيمات الإرهابية. اللافت أن المقترح يضم أيضًا إدراج تنظيم جماعة «الإخوان المسلمين». أي قرار واحد للإخوان الشيعة وللإخوان السنة بما هما جذر التنظيمات الثورية الإسلامية المسلحة العابرة للحدود. تخيلوا أن هذا القرار يتزامن مع التحضير لانتخابات رئاسية في إيران في مايو (أيار) المقبل في واحدة من أدق اللحظات السياسية منذ عام 1979، وفي ذروة الصراع الاجتماعي والسياسي بين «معسكر الصواريخ» و«معسكر الاقتصاد» حول هوية الدولة والمجتمع في إيران! فما كشفته جنازة الشيخ هاشمي رفسنجاني أن الثورة الخضراء التي أجهضها القمع المرعب لنظام الملالي، والإهمال المنظم لها من قبل المجتمع الدولي الذي كان يتودد لخامنئي ونظامه، هذه الثورة قائمة وحية... وخضراء!

لنبق في لبنان!

العودة العربية بقيادة السعودية إلى لبنان وكثافة الحضور السعودي السياسي ولاحقًا الشعبي تلتقي مع هذه اللحظة الدولية تجاه إيران. مسارعة قوى التحالف بقيادة السعودية في اليمن لتجاوز الخطوط الحمر العسكرية المتفاهم عليها مع إدارة أوباما، تلتقي أيضًا مع هذه اللحظة الدولية تجاه إيران. من مثالات ذلك تحرير مدينة المخا، وهي واحدة من أقوى أوراق إيران لتهديد مضيق باب المندب، ولإبطاء الحركة العسكرية لقوات الشرعية والتحالف تجاه محافظتي تعز والحديدة. يتابع اللبنانيون هذه الأخبار، وتعود بهم الذاكرة إلى السنوات الـ13 العجاف. تحبل الأزمة في العالم وتلد عندنا، كما يقولون.

كيف سترد إيران وأين؟ كيف ستواجه وبمن؟ بدماء من؟ بأرزاق من؟ بمستقبل من؟

هذه الأسئلة كبيرة في بيروت، التي للأسف عادت إلى دورها أو تكاد. عادت مختبرًا للصراعات أو تكاد. حين قال محمد جواد ظريف إن ثمة حوارًا إيرانيًا سعوديًا جرى حول لبنان لم يكن قوله دقيقًا. لكنه إشارة إلى أن ما هو ملتقى هو أيضًا نقطة فكاك. فكرت في جواد ظريف وأنا أستمتع بمراقبة تفاصيل لوحة أيمن بعلبكي، التي تجسد بمهابة «واحتفالية» كبيرة تفجير مقر المارينز في بيروت 1983 في غاليري صالح بركات. تأريخ فني باذخ للحظة ولادة الهيمنة الإيرانية في المشرق. تنطلق بك الطائرة من بيروت إلى دبي، تنظر إلى هذه المدينة الساحرة إلى الجبال البيضاء المكللة بثلوج موسم خصب، وتفكر في بلاد معلقة بين لحظتين: تلك التي أرخها بعلبكي والقرار «1559» الأميركي بحق إيران.

 

نتنياهو ينسّق مع ترامب وخامنئي "لا يخشى التهديد"

أحمد عيّاش/النهار/10 شباط/17

لا يحتاج المرء الى جهد ليدرك أن صدارة الاحداث في الشرق الاوسط الآن ليست لأي من ملفاتها المشتعلة سواء في سوريا أو العراق أو اليمن، بل هي للتوتر المتصاعد في العلاقات الاميركية - الايرانية. ولم يتأخر المرشد الايراني الامام علي خامنئي في الرد على تهديدات الرئيس الاميركي دونالد ترامب، فدعا الشعب الايراني الى مسيرات الجمعة في ذكرى "إنتصار الثورة الإسلامية" في 10 شباط. وإذ أشار الى تصريحات الرئيس الاميركي بأن على الايرانيين "أن يخشوا"، أكد "ان الشخص الايراني لا يخشى التهديد". في المقابل، تتحدث مصادر ديبلوماسية في بيروت عن أن الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في 15 شباط الجاري لواشنطن ستكون فرصة لمناقشة احتمال تطور النزاع مع طهران. مرة أخرى تتجه الانظار الى الميدان التقليدي الذي هو نقطة قوة لطهران ألا وهو سوريا ولبنان، كما انه في الوقت عينه نافذة مريحة لإسرائيل لعرض عضلاتها في وجه خصم يجري تضخيمه إعلاميا لكنه في المعطى الاستراتيجي لاعب ثانوي. وتتحدث معلومات عن مناورات واسعة بدأ "حزب الله" ينفذها في الجنوب بصورة سريّة لا تظهر من معالمها أية إشارة. وقد سبق للحزب أن نفّذ مناورات ناجحة مماثلة سابقا ولم يتم الاعلان عنها إلا عندما اقتضت مصلحة الحزب الكشف عنها. أما على الجهة الاسرائيلية فلا تخفي وسائل الاعلام أن هناك تحضيرات ميدانية لكنها على مستوى روتيني لا يعبّر عما تخبئه المؤسسة العسكرية الاسرائيلية من خطط تشمل، ليس الحدود الشمالية ومرتفعات الجولان، بل المواجهة مع إيران إذا ما وقعت هذه المواجهة. ويأتي الاميركي بالمدمّرة "كول" الى قرب باب المندب قبالة غرب اليمن حيث ستنفّذ دوريات وترافق السفن. وهذه الخطوة هي الاشارة الاولى في عهد ترامب الى أن حسابا جديدا مع طهران قد فتح. التطورات في سوريا التي حدثت في الاسابيع الماضية أثبتت، وفق خبراء، أن نظرية "ما بعد حلب ليس كما قبلها" قد سقطت. وما جرى في مؤتمر استانا السوري ليس بسيطا. فنظام بشار الاسد جلس وجها لوجه مع من يصفهم بـ"الجماعات الارهابية"، الامر الذي أثار انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي المؤيدة للنظام. وظهرت معالم تفاهم عميق بين الروسي والاميركي أثار ريبة الطرف الايراني الذي راح يشكّك في أن هناك أمرا يجري تدبيره لإيجاد معادلة للحل النهائي في سوريا تقوم في آن واحد على إزالة "داعش" و"النصرة" من جهة وإنهاء نفوذ إيران والاسد من جهة أخرى. هل تمضي الامور في سخونتها على المستوى السياسي فقط؟ بالطبع سيكون الجواب بالنفي. ووفق معلومات أن هناك توجها لـ"ضربة استباقية" على الحدود اللبنانية - السورية مع إسرائيل بما يؤدي الى استدراج طهران، لكنها لن تتطور الى مشاركة "حماس" في الرد على جبهة غزة التي لم تعد ضمن الروزنامة الايرانية. وعندئذ ستفتح نافذة لدخول أميركي على الخط بانت معالمه المبكرة بوصول المدمرة "كول". يقول أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام اللواء محسن رضائي، وفق وكالة "تسنيم" الايرانية "إن المستشارين الايرانيين في سواحل البحر الابيض المتوسط أبعدوا الاعداء عن حدود الجمهورية الاسلامية".

وفي مقال نشرته صحيفة "جوان" الايرانية قبل أيام كتبه يد الله جوان المستشار الاعلى لممثل وليّ الفقيه في الحرس الثوري وحمل عنوان "هل يقرع ترامب طبول الحرب؟" جاء فيه: "... حينما يدرك أحذق الساسة والعسكريين الاميركيين بأن رد الجمهورية الاسلامية سيكون مفاجئا في ما لو أطلقت رصاصة واحدة على أراضيها، فلا شك في أنهم لا يسمحون لرئيسهم بأن يتخذ قرارا كهذا، لاسيما أن النتائج ستنعكس على أمن الكيان الصهيوني، ناهيك بأنها ستنعكس أيضا على أوضاع الالاف المؤلفة من الاميركيين الموجودين في منطقة الخليج الفارسي وسائر البلدان المحاذية لإيران".

إمكانات طهران، كما ظهرت في الحرب السورية، لم تكن حاسمة. كما أن الاتكال على صواريخ "حزب الله" لن يعدّل الموازين.

 

 الهجرة: من أين.. وإلى أين؟

محمد السماك/الإتحاد/10 شباط/17

 الآن وقد دخل دونالد ترامب البيت الأبيض وأصبح رئيساً لأقوى دولة في العالم، يتساءل المهاجرون في الولايات المتحدة، وإليها، عن المصير الذي ينتظرهم. علماً بأن والدة ترامب هي مهاجرة من اسكتلندا، وزوجته الحالية مهاجرة أيضاً من سلوفينيا. وفي الأساس ليست الهجرة مشكلة أميركية. فأميركا قامت على الهجرة. المشكلة في أميركا تكمن في العنصرية التي انتعشت من جديد، سواء ضد السود أو المكسيكيين.. وبصورة خاصة ضد المسلمين. فالهجرة في حد ذاتها قضية إنسانية عالمية وليست أميركية، ولا حتى أوروبية. ففي الهند مثلاً يوجد مهاجرون من بنغلاديش المجاورة لها أكثر مما يوجد من مهاجرين مكسيكيين في الولايات المتحدة. ويبلغ عدد هؤلاء المهاجرين البنغلادشيين غير الشرعيين إلى الهند 20 مليوناً، أي ما يعادل خمس مرات عدد سكان لبنان. ويبلغ حجم تحويلاتهم المالية سنوياً 4,5 مليار دولار. وتعتبر هذه التحويلات شريان الحياة للاقتصاد البنغلاديشي. ولذلك يعتبر «ممر الهجرة» من بنغلاديش إلى الهند الأوسع في العالم كله. والحدود بين الدولتين (اللتين كانتا دولة واحدة حتى عام 1947) يبلغ طولها 4100 كيلومتر، وهي أطول من الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة التي يريد الرئيس ترامب -بل تعهد علناً- بإقامة جدار فاصل على طولها لمنع الهجرة، ولتحميل المكسيك نفقات بنائه.

وفي باكستان يوجد مهاجرون من أفغانستان منذ السبعينيات من القرن الماضي يقدر عددهم بمئات الآلاف. وتحاول باكستان جاهدة دفعهم إلى ما وراء الحدود، رغم أنهم من جنس واحد، ومن دين واحد.

وحتى دولة جنوب السودان، بعد انفصالها عن السودان، تضغط الآن على الشركات الأجنبية للتخلص من اليد العاملة الأجنبية -الإفريقية- غير أن هذه الشركات، وحتى المؤسسات الخيرية الدولية، أعلنت أنها لا تستطيع أن تعمل من دون هؤلاء المهاجرين «الأجانب» الذين تتوفر لديهم خبرات مفقودة لدى المواطنين السودانيين الجنوبيين. وكانت أوغندا وكينيا قد واجهتا مثل هذه المشكلة أيضاً على نطاق أوسع عندما أبعدت الدولتان بالقوة المهاجرين من الدول الآسيوية في السبعينيات من القرن الماضي، وأدى ذلك إلى تدهور اقتصاداتهما، وإلى انهيار المستويات الاجتماعية، وحتى إلى تعثر الأداء الحكومي.

وقسمت الأمم المتحدة الهجرة إلى أربعة أنواع:

النوع الأول، الهجرة من الدول الفقيرة -النامية- إلى الدول الغنية المتطورة. ويقدر عدد مهاجري هذا النوع بنحو 120 مليون شخص. والنوع الثاني هو الهجرة بين الدول الفقيرة ذاتها، وفي تقدير البنك الدولي أن عدد المهاجرين هنا يفوق عدد المهاجرين إلى كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي معاً. وعلى سبيل المثال فعدد المهاجرين من بوركينا فاسو وحدها، وهي دولة أفريقية فقيرة، إلى ساحل العاج، وهي دولة أفريقية مجاورة ولكن أقل فقراً، يبلغ 1,5 مليون شخص!

أي أن نسبة هؤلاء المهاجرين هي أعلى كثيراً من نسبة المهاجرين الهنود إلى بريطانيا، أو حتى من نسبة المهاجرين الأتراك إلى ألمانيا. ويقدّر البنك الدولي حجم التحويلات المالية من ساحل العاج إلى بوركينا فاسو بنحو 343 مليون دولار في العام. وقد يبدو هذا الرقم زهيداً. إلا أنه في حسابات اقتصاد دولة فقيرة جداً مثل بوركينا فاسو، فإن هذا الدخل ينعش الاقتصاد الوطني وينقذه من الانهيار. وفي النوع الثالث يتحكم في سياسة الهجرة عاملان: الأول هو ارتفاع الدخل في الدول الغنية (أو في الدول الأقل فقراً)، وانخفاض معدلات الإنجاب. والعامل الثاني، على العكس من ذلك، هو ارتفاع معدلات الإنجاب في الدول الفقيرة وانخفاض الدخل. وكانت معادلة هذين العاملين وراء الهجرة من أميركا الجنوبية إلى أميركا الشمالية. وهو ما يزعج الإدارة الأميركية الجديدة.

وفي تقديرات البنك الدولي فإن هذه المعادلة ستفرض ذاتها في مناطق أخرى من العالم. واستناداً إلى دراسات البنك، فإن كلاً من الصين والهند، وحتى معظم دول أميركا الجنوبية بما في ذلك المكسيك، ستتحول إلى دول منخفضة الإنجاب.. وبالتالي ستكون بحاجة إلى أيدٍ عاملة لا تتوفر إلا بالهجرة.

وفي المقابل، واستناداً إلى الدراسة ذاتها، فإن دول جنوب الصحراء الأفريقية ستزداد فقراً وإنجاباً في الوقت ذاته. وتقول الدراسة إنه في عام 2040 فإن أكثر من ثلثي أطفال العالم تحت سن الـ14 عاماً، سيكونون في أفريقيا. وهذا يعني توقع تدفق موجات جديدة من المهاجرين عبر البحر المتوسط شمالاً إلى أوروبا، وحتى إلى الشرق الأوسط. أما النوع الرابع، فهو الهجرة من دول غنية إلى دول غنية أخرى في إطار انسجام عنصري أو ديني، أو الاثنين معاً (بين أوروبا والولايات المتحدة)، وبين شمال الصين (الزراعي) وجنوبها (الصناعي)، وهي هجرة غير مثيرة للاضطرابات، ولكنها خاضعة للطموحات الفردية في الدرجة الأولى. وتعيد هذه الهجرات رسم الخريطة الديموغرافية للعالم بالحسنى أحياناً.. وبقوة الأمر الواقع في أغلب الأحيان.

 

«الباب» والتموضعات الإقليمية الجديدة

وليد شقير/الحياة/11 شباط/17

تختبر وتختزل معركة الباب في شمال سورية وما يحيط بها من مناورات وتموضعات عسكرية وسياسية، الكثير من السياسات في هذه المرحلة من المأساة السورية المتواصلة.

فانتزاع المدينة من براثن «داعش» مقدمة ضرورية وحتمية لإطلاق معركة الرقة و «التخلص» من سيطرة التنظيم على معقل يوجه منه سائر عملياته، بموازاة معارك إنهاء وجوده في الموصل العراقية. إنهاء «داعش» هو الجامع المشترك لأقطاب المجتمع الدولي المختلفين على مقاربة الأزمة السورية. ومن الباب يتقرر مصير احتمال قيام منطقة آمنة في شمال سورية بعد أن يتم توسيع المستطيل الجغرافي الذي سيطرت عليه القوات التركية التي توغلت في الميدان السوري مع «الجيش السوري الحر» ضمن عملية «درع الفرات». وفي الباب يتكرس فصل تركيا المناطق الكردية التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية شرقاً، عن تلك الواقعة غرباً، للحؤول دون اكتمال الكيان الكردي المستقل الذي يسعى إليه قادة أكراد. وبالسيطرة على الباب تتحدد هوية الجهة التي تتحكم بالحدود السورية (الشمالية الغربية) مع العراق، التي كانت الميليشيات العراقية المدعومة إيرانياً تطمح للانتقال عبرها إلى سورية بحجة المشاركة في معركة الرقة، في إطار الحدود المفتوحة التي اعتمدتها طهران لتوسيع نفوذها الإقليمي، من طريق وصلها بالميليشيات التي تدعمها في بلاد الشام.

في معركة الباب ترتسم ملامح الأدوار التي تجيزها القوى الدولية الأقوى، وهي راهناً روسيا بالدرجة الأولى وأميركا بالدرجة الثانية، للقوى الإقليمية المتنافسة والمتعارضة الأهداف في الميدان السوري، فقرار موسكو إعطاء المساحة الأكبر لأنقرة في الشمال، عبر «الباب»، يؤشر إلى نية موسكو تقليص اتكالها على الحليف الإيراني القوي ما دام الأخير يمعن في السعي إلى فرض أجندته الخاصة، المتعارضة مع الطموح الروسي لصفقة مع إدارة دونالد ترامب، قد لا تتناسب مع تصاعد التوتر الأميركي- الإيراني.

وفي الباب أيضاً يتيح تقدم جيش نظام بشار الأسد نحو المدينة بمساندة «حزب الله» وسائر الميليشيات السورية الموالية، والإيرانية، للمشاركة في محاصرتها، اختبار مدى قدرة هؤلاء جميعاً على انتزاع المبادرة من الخصم التركي من جهة، ومدى تمكن موسكو من أن تشكل وسيطاً غير مباشر للتنسيق بين دمشق وأنقرة، وبين «الجيش السوري الحر» والجيش النظامي، على حرب مشتركة ضد «داعش»، من جهة ثانية. وهو مطلب روسي يؤيده بعض الدول الأوروبية منذ سنوات، بحيث تحولت محاربة «داعش» أولوية تتفوق على بحث مرحلة الحكم الانتقالي في الحل السياسي السوري، خلال جولات التفاوض الفاشلة من جنيف إلى آستانة. بل هي كانت حجة موسكو نفسها ضد المعارضة المعتدلة التي صنفتها تنظيمات إرهابية، ما لم تشارك في مواجهة التنظيم و «النصرة» (فتح الشام).

لطالما قيل إن ولوج المرحلة الجدية في القضاء على «داعش»، والاقتراب من الخلاص منه في الرقة، يقرّبان أجَل النظام ورأسه بعدما كرّس معادلة «إما الأسد وإما الإرهاب»، فالنجاح في ضرب «داعش» ينفي مبرر وجود الأول. وإسراع الجيش النظامي إلى الاشتراك في معركة الباب هو استلحاق من الأسد لنفسه حتى يصبح شريكاً في القضاء على «داعش»، بعدما كان شريكا في انتشاره.

يتهيأ جميع الفرقاء الدوليين والإقليميين لمرحلة ما بعد حسم معركة الباب، وبالتالي لمرحلة معركة الرقة. وما بينهما سيشهد تموضعات جديدة لهؤلاء الفرقاء في الداخل السوري، بالتناغم مع التغييرات المرتقبة على الساحة الدولية، وأبرز تجلياتها اعتبار ترامب، المقبل على تقارب مع فلاديمير بوتين في مقاربة الأزمات الدولية، أن إيران دولة راعية للإرهاب، وأن عليها، مع «حزب الله»، الخروج من سورية. وقد تقتضي أولوية «التخلص» من التنظيم، كما يقول الرئيس الأميركي الجديد، أن يرسل قوات على الأرض إلى سورية، بالاتفاق مع موسكو.

في وقت قررت طهران اتباع سياسة «الصبر» للتخفيف من لغة المواجهة مع ترامب، فإن هذا التوجه لا يعني سوى التأقلم بتقديم تنازلات قد تكون سورية ميدانها، إلا إذا اقتنعت بالتخلي عن مغامرتها في اليمن.

في هذه المعمعة المرتقبة، قد يكون على المعارضة السورية أن تتحسس مصيرها وهي تخوض مفاوضات آستانة الثانية وتتهيأ لخوض مفاوضات جنيف الجديدة المنتظرة في 20 الجاري. فإما أن تغرق مرة أخرى في سقطة غياب الوحدة بين مكوناتها لمصلحة التنافس على القيادة والتزعم بين رموزها، لتحصد الخيبة، لأن انقسامها السابق أتاح للقوى الإقليمية صاحبة الأجندات الخاصة أن تضعف موقعها التفاوضي، وإما أن يقدم هؤلاء الرموز التنازلات بعضهم لبعض لمصلحة خطة موحدة للمرحلة الحساسة المقبلة.

 

في محنة الشعار

علي نون/المستقبل/11 شباط/17

لم تتأخر القيادة الإيرانية في القفز من القارب التعبوي (الفكري) الذي وضعها فيه باراك أوباما: عادت بسرعة الى «الأصول» وكشحت الغبار الانفتاحي عن شعاراتها الأخيرة، معيدةً تلميعها وتزويقها، وفي مقدّمها ذلك الشعار الرنّان: «الموت لأميركا».. ثم الآن «الموت لترامب».

كثُر «لاحظوا»، أنّ الاتفاق النووي، الذي أنتج رفعاً للعقوبات الاقتصادية، ترافق مع جملة خطوات ذات دلالة، من بينها محو معظم الشعارات والإعلانات واللافتات المناهضة للأميركيين. وإزالة المؤشرات الرمزية الى «الشيطان الأكبر».. وما إلى ذلك من ظواهر أريد منها التأكيد على أن طهران قادرة على التكويع وإن ببطء على طريقة استدارة الفيل، والاستمرار في الوقت ذاته باعتماد سياسة ملائمة، من طراز الانفتاح على العالم الخارجي (وعلى رأسه الولايات المتحدة) والإطباق على المحيط العربي والإسلامي وعلى رأسه المملكة العربية السعودية.

وذلك، أفضى في اللغة التعبويّة المحتاجة دائماً الى تعبئة خزاناتها، الى استبدال مضمون الشعار والإبقاء على شكله. فصار الموت المطلوب دائماً لـ«الأعداء»، موضع مناشدة ودعاء لكن للجوار السعودي والعربي وقياداته بدلاً من أميركا وأتباعها، وفي مقدمهم «الانكليز»!

لم تجد قيادة «الثورة» حرجاً في استبدال شعاراتها «المقدّسة»، طالما أن ذلك ذهب في اتجاه تكريس تطلعاتها وأهدافها التمددّية والاستقوائيّة والاستحواذيّة وليس العكس! في حين أنّ قيادة «الدولة» والمكلفين شؤونها السياسية والديبلوماسية دأبوا على تكرار أدبيات وسلوكيات تناسب تكليفهم المتضمن خفوتاً في لغة العداء (إزاء الخارج الإقليمي) من دون إخفاء رهانهم (الفعلي) على أنّ دينامية الانفتاح على الأميركيين والأوروبيين لا بد أن تصل حُكماً الى الداخل الإيراني نفسه، خصوصاً وأنّ رفع العقوبات فتح مسارات كثيرة لخروج الاقتصاد الوطني من دائرة الاختناق.

فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية وبدء مساره الانقلابي على سياسات سلفه، أنهيا رهان «أهل الدولة»، وأعادا الاعتبار الى الآخرين.. الذين، في كل حال، كانوا أكثر وأوّل المستفيدين عملياً وواقعياً من سياسات أوباما التي مكّنتهم من الاستمرار في عملهم لتصدير «الثورة».. ورسّخت إمساكهم بمركزيّة القرار في السلطة بقيادة خامنئي. وسمحت لهم (طويلاً) في دغدغة المشاعر القومية والمذهبية وتأكيد صوابية أدائهم الذي أوصل «حدود» إيران الى جنوب لبنان تارةً، وإلى شواطئ اللاذقية تارة أخرى! بل والقول علناً، إن مجمل حرائق المحيط هي حزام نار يحمي إيران الداخل! ويمنع تلك الحرائق من التمدّد إليها!

المسار العكسي لذلك كله بدأ نظرياً مع ترامب بانتظار ترجمته عملياً! وأبرز ما فيه، أنه لا يتوقف كثيراً أو قليلاً، أمام إزدواجية الأداء الإيراني. ولا أمام الاصطفافات الداخلية ولا التنابذ (أو الاشتباك) القائم بين الإصلاحيين والمحافظين، بل يأخذ «القيادة الإيرانية» بجملتها. وذلك قد يعني من جملة ما قد يعنيه، عودة أشباه محمود أحمدي نجاد الى مركز الرئاسة.. حتى لو تصدى الرئيس حسن روحاني لـِ«نظيره» الأميركي بالأمس وتوعّده بـ«الندم»!

 

تقرير «منظمة العفو» ومسؤولية بشار

أنور البني/الحياة/11 شباط/17

لعل تقرير «منظمة العفو الدولية» لم يضف الكثير من معلومات للسوريين حول ما يعرفونه وما عاشوه وعانوا منه على يد نظام الديكتاتورية البشع في سورية. وجميع السوريين يعرفون أن ما جاء في التقرير المرعب هو غيض من فيض الجرائم التي لم يشهد التاريخ مثيلاً لها اتساعاً وشمولية. فالسوريون خبروا هذه الجماعة وأساليبها منذ استلامها السلطة في 1970، وتعرفوا على وحشيتها وإجرامها في لبنان منذ 1976 ثم تعرضوا لها مباشرة في الثمانينات في حماة وحلب وجسر الشغور. وقد لا يكون مصادفة أن يصدر التقرير في شهر شباط (فبراير)، متزامناً مع الذكرى الخامسة والثلاثين لمذبحة حماة الكبرى عام 1982 حيث أبيد، وفقاً لأحد التقديرات، أربعون ألفاً، ما زال سبعة عشر ألفاً منهم مجهولي المصير حتى الآن.

لكن تقرير منظمة العفو الدولية الصادر يوم 6-2-2017 جاء مميزاً بأكثر من جانب:

فأولاً، هو يصدر عن أكبر وأعرق منظمة حقوق إنسان في العالم، والتي تتمتع بقدر كبير من المصداقية والحيادية والثقة،

وثانياً، قام التقرير على عدد كبير من شهادات الشهود من ضحايا وأهالٍ، واعتمد على أصحاب خبرة من محامين وموثقين لانتهاكات حقوق الإنسان بلغ عددهم أكثر من ثمانين شاهداً ومحامياً وخبيراً، فضلاً عن كمية الوثائق التي اعتمد عليها والفترة الزمنية التي غطاها،

وثالثاً، تمتع بالدقة والوضوح في شرح ما يجري داخل هذا المسلخ البشري من انتهاكات وجرائم مما يتحدى تخيل أي عقل بشري. وقد سبق أن وثقت «منظمة العفو الدولية» وعدد من المنظمات الحقوقية في تقارير سابقة جرائم التعذيب، ووصفت أكثر من عشرين طريقة تعذيب تمارسها عصابة الأسد ضد المعتقلين. ومع وجود بعض الأخطاء التقنية في الترجمة أو التفسير، فهذا التقرير كان أوضح التقارير في شرح ما يجري حقيقة في المعتقلات السورية ضد المعارضين المدنيين والسلميين.

وهناك كذلك ما يميز سجن صيدنايا باعتباره أكبر سجن عسكري في سورية، فيما تسميته الرسمية هي «السجن العسكري الأول»، إذ أنه السجن الذي بات يوضع فيه معارضو النظام بعد إغلاق سجن تدمر عام 2001. والحديث عن الجرائم في سجن صيدنايا بعد 2011 بات له بُعد آخر يتصل بإطلاق سراح المتشددين الإسلاميين منه ليعيثوا تشويهاً بثورة الشعب السوري ضد الديكتاتورية.

ولكن لعل أهم ما يميز التقرير هذا أنه يحمّل المسؤولية المباشرة لبشار الأسد عن هذه الجرائم، وبالتالي لن يمكنه بحال من الأحوال أن ينكر مسؤوليته. وحتى لو فوّض وزير الدفاع بالتوقيع عنه على هذه القرارات فإن المسؤولية المباشرة عن الجرائم تظل قانوناً ملازمة له شخصياً، خصوصاً أنه لم يذكر بالمرسوم إمكانية التفويض. فمعظم الذين قُتلوا في سجن صيدنايا، وفق التقرير، حكمت عليهم محاكم الميدان العسكرية بالإعدام، وينصّ قانون إحداث محاكم الميدان العسكرية الصادر بالمرسوم التشريعي 109 لعام 1968، خصوصاً في مادته الرقم 8 على خضوع أحكام الإعدام للتصديق من قبل رئيس الدولة، أما باقي الأحكام فيجري تصديقها من قبل وزير الدفاع.

كما تنصّ المادة الرقم 7 من المرسوم المذكور على أن لا تنفذ أحكام محكمة الميدان العسكرية إلا بعد التصديق عليها من قبل المرجعية المختصة.

ومما سبق فإن هذا المرسوم يثبت بما لا يدع أي مجال للشك أن بشار الأسد قد وقع شخصياً أحكام الإعدام التي نفذت بأكثر من 13 ألف معتقل في سجن صيدنايا وحده. وهذا جزء بسيط مما يجري في المعتقلات والسجون الأمنية والعسكرية في سورية، حيث نقدر، كمنظمات حقوق إنسان، أن أكثر من ستين ألف ضحية قضوا في هذا المعتقلات بينما لا يزال أكثر من مئتي ألف مغيبين قسرياً من دون أية معلومات عنهم.

ولا يقل أهمية عن ذلك توقيت صدور هذا التقرير، مع ازدياد الجهود والضغوط الروسية على الدول المجاورة وعلى المعارضة المسلحة والسياسية للقبول بتسويق بشار الأسد وبقائه في السلطة، مع بعض التغييرات لاستهلاك الوقت وإعادة تدعيم سلطته، ومع ظهور بعض المؤشرات على وجود استجابة ولو ضعيفة لهذه الجهود، أظهرتها مؤخراً مواقف تركية وأردنية. وقد ترافق كل هذا مع محاولات البعض في أوروبا إعادة بناء بعض الجسور مع نظام مجرم، ما تمثل بزيارتين لوفدين برلمانيين أحدهما فرنسي والآخر بلجيكي، فضلاً عن بعض الغزل الترامبي.

هكذا جاء التقرير ليشكل صفعة كبيرة على وجه أصحاب هذا التفكير. فالقبول بهذا الإجرام وعدم محاسبة فاعليه يراد لهما أن يكونا ضوءاً أخضر يفتح باباً للكثيرين من المجرمين، وهو ما ستتصدى له الشعوب.

* محامٍ ورئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية

 

إستراتيجية أميركية جديدة للشرق الأوسط

 راغدة درغام/الحياة/11 شباط/17

بدأ الانقلاب على سياسات الرئيس السابق باراك أوباما التي لبّت الأولويات الإيرانية، النووية والإقليمية والداخلية، وانطلقت إدارة دونالد ترامب إلى نقلة نوعية في العلاقات مع السعودية ومصر تعيدها إلى التحالفات التقليدية كأساس للمصالح الأميركية في الشرق الأوسط التي تشمل أيضاً دولة الإمارات والأردن والمغرب. ما حصلت عليه طهران من اندفاع عارم لواشنطن في عهد أوباما في إطار الاتفاق النووي وصياغة علاقة ثنائية انقلبت على تاريخ العداء لثلاثين سنة لن يُطاح به تلقائياً في عهد ترامب، إلا أن الإدارة الجديدة ستتمسك بحذافير الاتفاق النووي وستضع تنفيذ إيران له تحت المجهر وقيد المحاسبة. ثم إنها ستسكب الماء البارد على الدفء الذي أرادته إدارة أوباما في العلاقات الأميركية - الإيرانية. المطلب الثاني الذي لبّته إدارة أوباما تعلَّق بما زعمته طهران أنه حقّها، وهو دورها الإقليمي بأبعد من حدودها، مستخدمة الاتفاق النووي وسيلة ابتزاز وتخويف منعاً لاستخدام واشنطن أدواتها لحجب الطموحات التوسعية الإيرانية في الدول العربية من العراق إلى سورية إلى البحرين ولبنان وصولاً إلى اليمن. منذ أن تسلم الرئيس دونالد ترامب السلطة، بدأ أركان إدارته صياغة إستراتيجية التصدّي ليس فقط للمشروع الإيراني العابر لهذه الدول وإنما - بالمقدار نفسه من الأهمية - التصدي لأهم ركيزة في هذا المشروع وهو مبدأ إنشاء القوات العسكرية الموازية لجيش الدولة على نسق «الحرس الثوري، في إيران و «الحشد الشعبي» في العراق و «حزب الله» في لبنان وشتى الميليشيات التابعة لـ «الحرس الثوري» و «فيلق القدس» العاملة في سورية. هذا تحوّل جذري لافت في السياسة الأميركية الجديدة. ثالثاً، ما حصلت عليه إيران من باراك أوباما هو إقراره شخصياً بشرعية النظام الذي حوّل إيران إلى «ثيوقراطية»، وهذا انطوى ضمناً على التعهد بعدم التدخل في شؤونها الداخلية، أي، عدم دعم أي معارضة إيرانية مهما كان السبب. أركان إدارة ترامب لا يتحدثون بلغة الإطاحة بالنظام الإيراني، لكنهم لا يتعهدون باحترام شرعية النظام الذي أسرعوا إلى القول إنه أكبر مصدّر للإرهاب العالمي. كل هذا هو طلاق مع القرار الأميركي الإستراتيجي نحو إيران كما صاغته إدارة أوباما. إذا أُضيفت ناحية استعادة علاقات التحالف الإستراتيجي مع الدول الخليجية ومصر بعما كانت وصلت إلى مشارف العداء مع أوباما، يكون واضحاً أن دونالد ترامب يضع إستراتيجية متكاملة لمنطقة الشرق الأوسط، اللغز فيها هو كيفية صوغها في نسيج العلاقة التي تعهَّد بإقامتها مع الرئيس فلاديمير بوتين والتي يريدها غير اعتيادية.

الدول الخليجية مرتاحة جداً إلى أن أمن الخليج عاد ليصبح التزاماً أميركياً بامتياز. ما قاله ترامب أثناء الحملة الانتخابية في شأن تسديد دول الخليج كلفة ما تقدمه أميركا أمنياً أمر بديهي تفهمه الدول الخليجية ولا تحتّج عليه وهو كان دائماً محورياً وضمن أسس العلاقات الأمنية الأميركية - الخليجية. استعادة الثقة الخليجية بالتعهدات الأمنية الأميركية لا ثمن لها عند دول الخليج، لا سيما بعدما اهتزت العلاقة والثقة جذرياً بينها وبين باراك أوباما، ليس فقط بسبب الود الأميركي - الإيراني، وإنما أيضاً نتيجة انعكاس البرود الأميركي حينذاك على الشعور بالأمان والاعتماد على الضمانات الأمنية.

شعرت الدول الخليجية أن أوباما تعمَّد تهميشها واستبعادها عن الحديث الإقليمي، بل أراد تحجيمها وإذلالها فيما كان في الوقت ذاته يدلّل إيران ويُطلِق عنانها في الجغرافيا العربية، عبر تدخّلها في اليمن ودعمها للحوثيين هناك. شعرت أيضاً أن باراك أوباما قرر أن يدعم الشيعة ضد السنّة في الصراع المذهبي بينهما، وذلك بدعمه طموحات إيران الإقليمية، وليس فقط نتيجة اتفاق نووي أعطى طهران حق امتلاك القرارات النووية كمبدأ، ونسف نظام منع انتشار الأسلحة النووية، واشترى منها تجميد النشاطات النووية غير المدنية لمجرد عشر سنوات.

إنما الاستغراب الخليجي العربي للاندفاع الأميركي نحو تأمين مصالح إيران على حساب المصالح العربية لم يبدأ مع باراك أوباما وإنما مع الرئيس الذي سبقه جورج دبليو بوش. حرب العراق أسفرت عن تقديم العراق هدية إلى إيران في الرأي الخليجي العربي. استهجنوا الأمر كثيراً، لا سيما أن صدام حسين في حربه مع إيران في عقد الثمانينات نال دعم الولايات المتحدة والدول الخليجية العربية معاً. عندئذ كان الموقف الأميركي مع السُنَّة وضد الشيعة في المعادلة المذهبية إلى حين اتخاذ قرار إسقاط صدام حسين. أتى عهد أوباما ليرسّخ التغيير في السياسة الأميركية الذي صنعه جورج دبليو بوش في المعادلة المذهبية. وفي عهد أوباما اشتعلت الحرب المذهبية كما لم تشتعل من قبل في التاريخ الحديث.

اليوم، يأتي دونالد ترامب بسياسة تفيد بجديد في تلك المعادلة. لعل في ذهن السياسة الأميركية البعيدة المدى استعادة بعض التوازن نحو السُنَّة والشيعة لإخماد الحرائق ومن أجل استيعاب العداء وكي يكون في الإمكان إلحاق الهزيمة النهائية بالراديكالية الإسلامية بكل أوجهها إن كانت على صعيد «داعش» و «القاعدة» و«النصرة» وأخواتها من الراديكالية السنّية الإرهابية المدمرة، أو على صعيد الميليشيات الشيعية التي صنعتها إيران في إطار مشروعها الإقليمي. اللافت أن روسيا بدورها تدور في فلك مشابه، في هذه الحقبة، بالذات في سورية حيث تختلف مع إيران، حليفها الميداني الإستراتيجي هناك، في شأن مصير الميليشيات وأدوارها بعد وقف النار.

أولى محطات مراجعة إدارة ترامب سياساتها نحو إيران تقع في إستراتيجيتها الجديدة لمحاربة «داعش» في العراق بالدرجة الأولى. ما يقوله المدافعون عن سياسة أوباما هو أنه كان لا بد من الاعتماد على نفوذ إيران وتدخلها الميداني في العراق لأن الهدف الأهم والأكبر هو القضاء على «داعش». إيران قدَّمت نفسها على أنها غير قابلة للاستغناء عنها في تلك الحرب وعكفت على صنع «الحشد الشعبي» كميليشيا شيعية للقيام بالمهمة. ما يقوله الآن المقربون من صنع القرار في إدارة ترامب هو أن المصلحة الأميركية لا تتوافق مع مشروع إيران بأن تحتل عملياً الأراضي التي يقوم التحالف الدولي بإخلائها من «داعش»، من ثم تُنبت تلك الجغرافيا تنظيماً إرهابياً يضاعف إرهاب «داعش» تستعر على ضوئه تلك الحرب المذهبية التي تولّد أجيالاً من الراديكالية الإسلامية، السنّية والشيعية على السواء.

لهذا يكثر الحديث عن إستراتيجيات جديدة لمحاربة «داعش» في الموصل في العراق، وكذلك في الرقة في سورية، لا سيما أن «التحالف الدولي» بقيادة أميركية يقوم فعلياً باسترجاع الأراضي التي وقعت تحت سيطرة «داعش»، وهو ليس بالمقدار نفسه من الحاجة إلى إيران لإتمام هذه المهمة. هذا تحوّل مهم في إستراتيجيات إدارة ترامب يختلف جذرياً عن إستراتيجيات إدارة أوباما، دلالاته بعيدة المدى.

هذا التطور تستكمله مواقف مثيرة لإدارة ترامب تتوافق مع تعهدها بمحاربة الراديكالية الشيعية وليس فقط السنيّة. إذ إنها تحدثت عن إدراج «الحرس الثوري» الإيراني وتنظيم «الإخوان المسلمين» السُنّي على قائمة التنظيمات الإرهابية. هذه خطوة ضخمة قد لا تتمكن إدارة ترامب من اتخاذها دفعة واحدة، أولاً، لأن «الحرس الثوري» هو جزء من النظام في طهران، وثانياً، لأن «الإخوان المسلمين» هم جزء من المعادلة الصعبة في تونس والأردن والكويت وبالذات تركيا. لذلك، يتوقع المقرّبون من صنع القرار في واشنطن خطوات تدريجية قد تبدأ بـ «فيلق القدس» المتواجد في العراق وسورية بقيادة قاسم سليماني بإجراءات تتعدى التصنيف الإرهابي. ولهذا الحديث شق في المحادثات الأميركية - الروسية. أما لجهة «الإخوان المسلمين»، فستتمثل في الأجنحة العسكرية للتنظيم ضمن الخطوات التدريجية.

اللاعبان المهمان في مسألة «الإخوان المسلمين» هما مصر وسورية. وهنا أيضاً للحديث الأميركي - الروسي أهمية، لا سيما أن العلاقات المصرية - التركية تتأرجح على موازين اختلافهما جذرياً في شأن «الإخوان المسلمين». مصر تقرّ بعدائها القاطع لهذا التنظيم. تركيا تنفي تبنّي هذا التنظيم ضمن مشروعها الإقليمي الذي اضطرت إلى تقليصه بعد المحاولة الإنقلابية، نظراً إلى حاجتها القاطعة إلى روسيا التي عارضت دوماً صعود الإسلاميين إلى السلطة.

تقاطع المصالح والأحاديث الإقليمية والدولية مثير في هذه المرحلة المصيرية لمنطقة الشرق الأوسط. المنطقة العربية تعبت من الحروب عبرها وبفعلها لأنها ميدان الحروب والمآسي بالذات في العراق وسورية واليمن وليبيا. بعضها يتطلع إلى دونالد ترامب لإعادة التوازن بدلاً من ذلك الاختلال في الموازين الإقليمية العربية - الإيرانية - التركية. ويخشى أن تكون إسرائيل الرابح الأكبر - بصفتها الحليف الأهم للولايات المتحدة - في معادلة الموازين. البعض الآخر يخاف أن تؤدي سياسة التحدي والتصدي إلى ردود فعل إيرانية تقود إلى مواجهة عسكرية. فالأكثرية العربية تريد احتواء إيران وليس حروباً معها تدمرها.

المحطة المهمة في العلاقة الأميركية - الإيرانية تمرّ بالعلاقة الأميركية - الروسية والعلاقة الروسية - الإيرانية. الجديد هو أن الدول الخليجية لم تعد مستبعدة عن الأحاديث والقرارات. ولذلك إنها ترحب بما تأتي به الإدارة الأميركية الجديدة وتستعد لكل ما من شأنه أن يحيي العلاقة التاريخية التقليدية.

 

نزع مخالب إيران قريباً

محمد آل الشيخ/الجزيرة/10 شباط/17

ظن الإيرانيون، أو لعلهم توهموا، أن ضعف وتخاذل الرئيس الأمريكي باراك أوباما ناتج من موقف مؤسساتي أمريكي، سيبقى على ما هو عليه حتى وإن تغيّر الرئيس، أو تغير الحزب الحاكم. هذا الوهم تجلى في إجراء إيران تجربة صاروخية جديدة لأحد الصواريخ البالستية الإيرانية المصنعة محليًا، التجربة هذه وجدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استفزازية ووقحة وتختبر مدى جديته، الأمر الذي يستدعي كبح جماح تهورهم, واقتلاع مخالبهم. إيران كقوة عسكرية (نمر من ورق)، فقد ثبت فشلها الذريع في سوريا، وكاد الثوار السوريون أن يهزموهم وحليفهم الأسد شر هزيمة، وأن يقتحموا دمشق رغم أنوفهم، لولا استنجادهم بالروس، الأمر الذي قلب ميزان القوى لصالحهم. وهذا ما يدركه الأمريكيون جيداً؛ غير أن الأسلوب الأفضل في رأي كثير من صانعي القرار الأمريكي، ليس المواجهة العسكرية وإنما الحصار الاقتصادي، والعمل على إنهاك الاقتصاد الإيراني من الداخل.

نظام الملالي في إيران يحكمها بالقمع ومصادرة الحريات وكتم أنفاس المعارضين. وكل التقارير الصادرة من الداخل تؤكد أن الأوضاع الاقتصادية تتفاقم، ومعدلات التضخم تتزايد بشكل مستمر، والعملة الإيرانية تفقد كثيراً من قيمتها أمام العملات الصعبة؛ ومثل هذه العوامل إذا اجتمعت، تتحول مع الزمن إلى تذمر وغليان، خاصة إذا تركت أسبابها دونما حلول. وكان نظام الملالي في الماضي يرفض الإذعان لضغوط الغرب بشأن الرقابة وتفتيش منشأته النووية، ومع ازدياد الضغوط الاقتصادية، وخشية من أن تؤدي إلى انفجار الأوضاع، أذعن خانعاً لشروط الغرب رغم أنف الملالي، وسمح بتفتيش منشأته، والتأكد من أنها منشآت ذات أغراض سلمية وغير حربية. وكان دافعه الأول لا قناعة بالسلام، ولكن كي يتخلص من الحصار الاقتصادي الذي أنهكه وبقوة من الداخل. وقد أشار الرئيس دونالد ترامب إلى هذا الموضوع في إحدى تغريداته على تويتر بقوله: إن نظام الملالي كان سينهار لولا أن الرئيس أوباما والخمس دول العظمى أنقذوه بتوقيعهم الاتفاقية النووية. وأنا على يقين أن الملالي لن يُفلتوا هذه المرة إلا إذا تنازلوا عن عربداتهم غير المسؤولة في المنطقة، وتخلوا عن دعمهم للإرهاب والإرهابيين. وهذا يعني عملياً أن يتخلوا عن ميليشياتها الإرهابية في العراق، وعن حزب الله في لبنان، وعملائها مثيري الشغب في البحرين، وأخيراً دعم الحوثيين في اليمن. وليس لدي شك أن إيران سترضخ، مثلما رضخت للتخلي عن أحلامها النووية، وسمحت بتفتيش منشآتها أملاً في رفع الحصار الاقتصادي؛ سوف تضطر صاغرة إلى التخلي عن كل أذرعتها الإرهابية في العراق ولبنان والبحرين واليمن، إذا ما رأت جدية من ترامب في التضييق عليها اقتصادياً؛ ودعك من جعجعات ومزايدات الإعلام الإيراني، فالحقيقة تفرض نفسها في نهاية المطاف، والملالي إذا رأوا الجد يعرفون الطريق المستقيم. أعرف أن كثيرين يختلفون معي، ويُرجحون أن ملالي إيران سيقاومون الضغوط مهما كان الثمن، غير أن من يرصد تاريخ إذعاناتهم منذ أن هزمهم صدام وأذعنوا للسلام، وحتى وقعوا الاتفاقية النووية، يعرف أنهم أجبن من أن يصمدوا وأوضاعهم الاقتصادية تتفاقم مع كل يوم جديد.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

توم حرب، القيادي بـ"الجمهوري" الأمريكي لـ"الوطن": "أوباما" عطل وضع الإخوان على لوائح الإرهاب

كتب: محمد حسن عامر/الوطن/09 شباط/17

http://www.elwatannews.com/news/details/1863503#.WJxtxKoYEgg.facebook

قال القيادي بالحزب الجمهوري الأمريكي توم حرب إن مباحثات وضع جماعة الإخوان على لوائح الإرهاب، المقترح الذي تقدم به السيناتور الجمهوري تيد كروز، بدأت، مؤكدا، في حواره لـ"الوطن"، أن أغلبية "الكونجرس" ستدعم مشروع القانون في حال الصتويت عليه، لكن المباحثات حوله تأخذ أشهر.

وقال مدير "التحالف الشرق أوسطي الأمريكي للديمقراطية" بالولايات المتحدة وعضو حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن "إدارة أوباما عطلت مشروع القانون، لهذا لم يناقش في الكونجرس من قبل".

وأشار "حرب" إلى أن عدد من مستشاري "أوباما" ينتمون للإخوان، مشددا على أن الرئيس الجديد دونالد ترامب سيقوم بـ"حملة تطهير" ضد عناصر الإخوان في المؤسسات الأمريكية.

*ما أهم البنود التي وفقا لها دعا السيناتور الجمهوري تيد كروز لتقديم مشروع وضع الإخوان على لوائح المنظمات الإرهابية؟

- هو يريد وضعهم عل لوائح المنظمات الإرهابية، لأن على الحركات التي تتبع لهم ويقومون بها، وهم يستعملون عدة منظمات تتحدث باسم الإخوان دون أن يعلنوا ذلك، ونحن نعلم ما حاول الإخوان أن يفعلوه في مصر، وما حاولوا فعله في الدول العربية وما حاولوا فعله في سوريا، وما يحاولون فعله في اليمن، وإذا كنت تتحدث عن الحركات الراديكالية الإسلامية مثل تنظيم "داعش" الإرهابي، وغيرها من الحركات الراديكالية الموجودة في العالم هي ظهرت من وراء جماعة الإخوان، ومن ذلك أيمن الظواهري زعيم تنظيم "القاعدة"، أو أن هناك جماعات راديكاية أخرى لم تخرج فعليا من جماعة الإخوان، لكنها تتغذى على أفكار الجماعة وأفكار الإخوان.

توم حرب: مباحثات "وضع الإخوان على لوائح الإرهاب" بدأت.. وأغلبية "الكونجرس" تدعم مشروع القانون

*هل هناك خطوات اتخذت بالفعل داخل "الكونجرس"، لمناقشة مشروع القانون نحو إقراراه إن أمكن؟

- الآن هناك مباحثات تجري حول مشروع القانون، وسيعرض فيما بعد على التصويت، والخطوات عامة تسير كالتالي: مثلا في البداية مشروع القانون قدمه عضو بالكونجرس أو سيناتور في مجلس الشيوخ، ويقدم أحد أعضاء مجلس النواب مشروعه، فيتباحثون على فترة زمنية، وينسقوا مع الإدارة، لأن كي يصدر مشروع قانون مثل هذا ويتحول إلى قانون، فإنه لا بد أن يكون هناك تنسيق مع الإدارة الأمريكية حتى يوافق الرئيس عليه في نهاية المطاف.

*وكم من الوقت تأخذ تلك المرحلة؟

- تأخذ تلك المرحلة عدة أشهر، التنسيق يكون بين ثلاثة أطراف، مجلس الشيوخ ومجلس النواب والإدارة، حتى يتم عرضه على التصويت ويتأكدوا أن الإدارة ستوافق عليه.

*ما هو حجم الدعم الذي يحظى به مشروع القانون الخاص بالجماعة حتى ولو على المستوى غير الرسمي بين أعضاء الكونجرس؟

أم الأمر مقتصر فقط على من قدموه؟- مشروع القانون حين طرحه للتصويت سيحصل على الأغلبية في المجلسين: "الشيوخ والنواب"، في الفترة السابقة كان الرئيس السابق باراك أوباما ضده، ولهذا لم تطرح مسألة مناقشته في "الكونجرس"، لأنه ببساطة "أوباما" كان سيرفض هذا المشروع، لكن اليوم نحن مقتنعون أن الرئيس دونالد ترامب سيوافق عليه، وسيتم عرضه للتصويت بعد انتهاء فترة المباحثات.

*في حال إقراراه بالفعل، ما هو نطاق تطبيق هذا القانون؟

- الأمر لن يكون مقتصرا على مجرد وضع جماعة الإخوان على لوائح المنظمات الإرهابية، إنما سيطال كل المجموعات التي تتعامل مع الجماعة وتدعمهم ماديا، كي يتم عقابهم، في كل أنحاء العالم.

كل المتعاطفين مع "الإخوان" وظفهم "أوباما" في وزارة الخارجية.. وأعداد منهم هائلة داخل "المخابرات" وأجهزة الأمن الداخلي

*لكن هناك حكومات دول تدعم الجماعة، ومنهم دولة مثل قطر، هل المشروع أذا تم إقراره وأصبح قانونا سيطال حكومة قطر؟

- نحن ننظر إلى البنود التي في مشروع القانون، ليس فقط وضع الجماعة على لوائح الإرهاب، وإنما أيضا معاقبة كل من يتعامل مع الجماعة وفق القانون الأمريكي، كل الشركات والدول التي تتعامل مع جماعة الإخوان، سيصل الأمر ربما إلى فرض عقوبات على تلك الجهات. وقد يكون هناك نوع من الضغط على تلك الجهات، أو عدم الدخول في عمليات تجارية معهم، لا نعرف بعد كيف سيقنن "الكونجرس" هذه العقوبات والأمور.

*وماذا عن الصعيد الدولي؟ هل ستمارس "واشنطن" ضغوطا دولية عليهم في حال إقراره؟

- نعم، فالأمر لن يقتصر على مجرد الإجراءات الداخلية، ولكن الولايات المتحدة ستعمل على خلق ضغط دولي على جماعة الإخوان، وعلى جميع الجهات التي تتعامل مع الجماعة، أيا كانت منظمات أو حكومات. وكذلك فإن المجموعات التي ستوضع على لوائح الإرهاب، وتستقبلهم أوروبا ويقومون بإعطاء محاضرات هناك، فإن هذا لن بحدث في حال إقرار مشروع القانون. سيكون هناك نوع من الحزم النهائي لموضوع الإخوان.

عناصر الجماعة في الولايات المتحدة روجوا لفكرة أن الديمقراطية تتحقق بتولي الإخوان السلطة في الشرق الأوسط.. ولولا ذكاء "السيسي" لخربوا مصر

*هل ترى أن الرئيس "ترامب" سيتبنى مشروع القانون؟ أم ماذا؟

- أنا أتصور أن الرئيس دونالد ترامب سيتبنى مشروع القانون.

*ولماذا تتصور ذلك؟

- للأسباب التالية، أولا: الرئيس ترامب قال إنه سيحارب الراديكالية الجهادية الإسلامية، بما في ذلك تنظيم "داعش" الإرهابي والحركات المتطرفة الأخرى مثل "حزب الله" و"الحوثيين" وهذه المجموعات. وثانيا: أن الرئيس ترامب قال سأفتح يدي للتعامل مع الإصلاحيين في العالم الإسلامي، الإخوان هم نقيض الإصلاحيين في العالم الإسلامي، وإذا كان أعلن أنه سيتعاون مع الإصلاحيين، فإن هذا يعني أنه سيتبنى مشروع القانون ضد الجماعة. من هي الردايكالية الإسلامية، جماعة الإخوان، و"داعش" الذي ظهر، و"حزب الله" في لبنان. الراديكالية الإسلامية هذه التي لولا ذكاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لخربت مصر والشرق الأوسط، الرئيس السيسي بدء دحر الإسلام الراديكالي الممثل في جماعة الإخوان، وتبعه فيما بعد دول الخليج، واليوم الرئيس "ترامب"، وربما غدا إنجلترا، وربما بعدها باقي الدول الأوروبية.

*قلت إن "أوباما" كان يعارض مشروع القانون، في رأيك لماذا عارض الرئيس السابق هذا المشروع؟

- لأن الإخوان كانوا مستشارين في "البيت الأبيض"، ومنظمة "كير" الأمريكية، هي الواجهة للإخوان في الولايات المتحدة، وكانوا في "البيت الأبيض" مستشارين للرئيس "أوباما".

*هل لديكم تقديرات لعدد الشخصيات التي لها صلة بجماعة الإخوان في الإدارة السابقة؟

- بالطبع هناك عدة شخصيات عملوا مستشارين في إدارة باراك أوباما، وما أعرفه أنه بالإضافة إلى حوالي 3 أفراد أو 4 أفراد مستشارين مقربين في الإدارة.

*وهل لهم وجود في وزارة الخارجية؟

- لجماعة الإخوان في وزارة الخارجية الأمريكية أعاد هائلة، من يتعاطفون مع جماعة الإخوان في آخر ثماني سنوات وظفتهم إدارة "أوباما" في الخارجية الأمريكية.

*وماذا عن وجود الجماعة في المؤسسات الأمريكية الأخرى؟

- لديهم أعداد كبيرة في مراكز الأمن الأمريكية، في المخابرات الأمريكية "سي آي إيه"، ومكتب التحقيقات الفيدرالية "إف بي آي"، ولديهم أيضا أعداد هائلة في أجهزة الأمن الداخلي الأمريكي.

*وكيف ستتعامل الإدارة الجديدة مع هذه العناصر الموجودة في أكثر من مؤسسة أمريكية؟

- أنا أتصور أنه سيكون هناك عملية تطهير هائلة ضمن هذه المؤسسات لأنهم هم من السبب الرئيسي، أن الإدارة السابقة لم تحارب الإرهاب الراديكالي في الولايات المتحدة.

*وبرأيك إلى أي مدى انعكس وجود تلك الشخصيات القريبة من الجماعة على القرارات الخارجية في فترة ولاية "أوباما"؟

- انعكس وجودهم كثيرا في فترة "أوباما"، وفي بداية الأمر فإن الإدارة السابقة دعمت الإخوان بعد تنحي الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، هم كانوا كذلك وراء فكرة أن الحل الوحيد لتحقيق الديمقراطية في المنطقة سيكون من خلال تولي جماعة الإخوان السلطة وروجوا لذلك بدون أن تفهم وتعرف وزارة الخارجية الأمريكية والإدارة حقيقة جماعة الإخوان. وكذلك فإن الخوف الأكبر أنه في 2011 كانت لمنظمة الإخوان هنا في الولايات المتحدة "كير"، كانوا وضعوا ملف جديد للإدارة، لحذف جميع الجمل التي تضم الحركات الإسلامية الراديكالية الوهابية الجهادية السلفية من مكاتب الأمن القومي في الولايات المتحدة وكل المعلومات التي تعطى للمخابرات الأمريكية، كانوا يريدون حذفها كليا، ولحدفها من جميع الكتب التي كانوا اطلعوا عليها، مثلا الأمن القومي الأمريكي لم يكن يعطي لك الحق في أن تبحث على "جوجل" بكلمات مثل الإخوان والوهابية، هذا كان ضد القانون، كان يمكنك أن تبحث عن كلمة الإرهاب فقط، لكن أن تربط ذلك في بحثك بالحركات الراديكالية الجهادية، فإن هذا يخالف القانون.

*هل لديك تقدير لعدد الشركات التي تعمل مع الجماعة في الولايات المتحدة، والأموال التي تتبع لها؟

- لا، ليس عندي حقيقة، لكن بالتأكيد الإدارة تعرف ذلك.

*إلى أي مدى ستؤثر جماعات الضغط القريبة من الجماعة في الولايات المتحدة على مسألة إقرار حظرها؟

- اليوم، نحن لدينا حركات إصلاحية إسلامية في الولايات المتحدة هائلة من الاعتدال الإسلامي، الذين يتعاملون اليوم مع الإدارة الجديد لوضع الإخوان على لوائح الإرهاب، لأنهم في تنافس. كل الشعب المصري كذلك في الولايات المتحدة لا يريد الحركات الراديكالية الإخوانية، وهم بأعداد هائلة، وكذلك من كل دول الخليج والشرق الأوسط يرفضون جماعة الإخوان داخل الولايات المتحدة، لأنهم لا يتبنون هذه الأفكار.

*لكن ماذا عن جماعات الضغط التي ترفض حظر الجماعة ووضعها على لوائج الإرهاب؟

- بالطبع، منذ سنين عديدة سيطر الإخوان على مراكز جامعية في التعليم، وفي المناهج الجامعية، أغلبية مراكز دراسات الشرق الأوسط في الجامعات الأمريكية أغلبها كانوا ولا يزالوا من المحبذين لجماعة الإخوان.

 

الراعي احتفل بعيد مار مارون في روما:كنيسته اليوم ثمرة حب دفن في تربة شرقنا وأعطى ثمرا كثيرا

الجمعة 10 شباط 2017 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قداسا الهيا في كنيسة مار مارون في روما بعيد أب الكنيسة المارونية، بمعاونة المطران فرانسوا عيد المعتمد البطريركي ورئيس المعهد في روما ونائبه وخادم الرعية المارونية المونسنيور طوني جبران، وبحضور الكرادلة ليوناردو ساندري ومارك أويليت وأساقفة ورؤساء الجامعات الحبرية ورؤساء وجمهور أديار الرهبانيات المارونية في روما وحشد كبير من الكهنة الإيطاليين واللبنانيين والرهبان والراهبات وجماعة المؤمنين من روما وخارجها.

وتميز الحضور ككل عام ، بحسب البروتوكول المتبع ، بوجود جميع سفراء الدول في إيطاليا ولدى الكرسي الرسولي، وشخصيات سياسية واجتماعية وعسكرية وإعلامية من لبنان وروما.

عيد

استهل القداس بكلمة للمطران فرانسوا عيد رحب فيها بالحاضرين والمشاركين بهذه المناسبة الغالية على قلوب شعب مارون وعلى رأسهم راعي الكنيسة المارونية غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لما يضفيه حضوره في العيد من جو عائلي_كنسي مشجع لكل ماروني يعيش خارج أرضه وهو يحمل في قلبه وطنه وإرثه وكنسيته ليكون خير رسول وشاهد قائلا:"هذا ما يقوم به غبطته منذ يومه الأول كبطريرك وقد اتخذ شعاره "شركة ومحبة " ليحمل وزر أعباء وطن وكنيسة إيمانا منه أن وراء كل صليب قيامة وهذه القيامة تقف على عيش الشراكة بمختلف جوانبها السياسية والروحية، كل بحسب ما أوتي له بالرب من وزنات للمتاجرة وتأدية الواجب بحسب ضميره. وجل ما أثمرت به جهود البطريرك، كسر فراغ رئاسي لبناني دام طويلا ، ليولد من جديد هذا العام ، مع ميلاد الرب يسوع، رجاء جديدا لوطن الرسالة بانتخاب رئيس للجمهورية اللبناني بمساع وصلاة ورعاية راعي الكنيسة المارونية وهي للقداسة مدرسة ونهجها، نهج أبيها مارون الوفي لمعلمه المصلوب والحي أبدا مدى الدهور".

الراعي

بعد تلاوة الإنجيل باللغتين العربية والإيطالية جاءت عظة البطريرك الراعي رسالة تشديد وتشجيع ورجاء وشدد فيها على "أن الموارنة لم يعيشوا ولن يكونوا يوما لذواتهم فقط، إنما ارتبطت حياتهم بالحب والخدمة والتضحية حتى الشهادة من أجل الإنسان والإنسانية". وأضاف: "لقد أصبح عيد أب الكنيسة المارونية، مارون الناسك القديس، عيدا وطنيا بامتياز لكل اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين وأيضا لكل موارنة العالم حيثما تواجدوا واحتفلوا بعيد شفيعهم، وخير دليل، حضوركم ومشاركتكم جميعا اليوم معنا، مسلمين ومسيحيين، وسفراء دول ...لهذا نقول أن القداسة للجميع وما من سائل لشفاعة القديسين إلا ونال بشفاعتهم نعم الرب الوافرة دون تمييز بين دين أو لون أو إتنية" وتابع :"قال يسوع : " إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت بقيت وحدها وإذا ماتت أخرجت حبا كثيرا. من أحب حياته فقدها. ومن ابغضها في هذا العالم حفظها للحياة الأبدية ." ( يوحنا 12/24 ). من كلام الرب ننطلق، لأن المسيح هو حبة الحنطة الأولى، هو الذي مات على صليب الجلجلة كيما تغدو كنيسته ثمرة موته وقيامته ونحن ثمار هذا الحب اللامحدود. هكذا كان مارون القديس، على غرار معلمه، حبا دافقا من صومعته، يصلي للرب ليل نهار، شافيا أسقام البشر وعاهاتهم النفسية والجسدية، وكنيسته المارونية اليوم، هي ثمرة هذا الحب الذي دفن في تربة شرقنا وأعطى ثمرا كثيرا ملأ الشرق والدنيا مؤمنين وقديسين. من مارون القديس نستمد قوة العيش والجهاد والرجاء من أجل الخير العام، خير الإنسان والإنسانية، وبخاصة في أيام نعيشها قلقين من النار والحروب والتشرذمات، نتمسك كلنا بهذا الأنموذج البارع بالحب، مارون الناسك السرياني الإنطاكي الذي ارتبط قلبه وأعماله بحب المعلم الأوحد ، يسوع المسيح. مارون الناسك وعاشق المسيح الذي أراد أن يعطي الحياة معناها الحقيقي ونحن في زمن كدنا نفقد فيه معنى الحياة ونفتقد فيه روابط الحب والحوار والعون. مارون البار، يحملنا مسؤولية الشهادة للمسيح الحي،الذي به وبحبه يحظى الإنسان بتحصين كرامة عيشه وألفته مع أخيه الإنسان، من أجل بناء مجتمع أفضل ووطن أضمن وإيمان أرسخ. نعم هي دعوة مارون لنا لأنسنة المجتمع، وهي عينها التي دعانا إليها اليوم قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، دعوة لعدم فقدان معنى الإنسان والإنسانية والحفاظ على قلب اللحم والدم الذي يشدد روابط المحبة والخدمة والرحمة بين البشر." وذكر الراعي كل المؤمنين بقواعد عيش سنة : "الشهادة والشهداء في الكنيسة المارونية" التي تبدأ من عيد مار مارون 2017 وتنتهي في عيد القديس يوحنا مارون 2 أذار 2018، وعدد غبطته أسماء شهداء الكنيسة المعروفين والمذكورة أسماؤهم بالتفصيل في الرسالة التي كتبها خصيصا لسنه الشهادة والشهداء والتي توزع على كل الأبرشيات والرعايا المارونية في لبنان والعالم، وقا ان هذه السنة "مناسبة فريدة لتجديد التزامنا المسيحي بالشهادة للمسيح والإستعداد لتأديتها حتى شهادة الدم من أجل انتصار المحبة على الحقد والسلام على الحرب والأخوة على العداوة والعدالة على الظلم".

ساندري

بعد المناولة والشكر كانت للكاردينال ساندري كلمة شدد فيها على دور الموارنة في عالم الإغتراب كما في أوطانهم الأم وأنهم كانوا وما زالوا علامة فارقة في الإبداع والعلم والشهادة حتى القداسة وأن رسالتهم قد ارتبطت بحياة مارون البار الذي حمت إيطاليا ذخيرته (هامته) من سنين مديدة حتى اليوم وقد بارك شعبه وكل اللائذين إليه، داعيا الموارنة لأن يبقوا منارة مميزة مقتدين بشفيعهم ومتمسكين بكنيستهم وراعيهم وإيمانهم".

جبران

ثم كانت للمونسنيور طوني جبران كلمة شكر مرحبا بكل الحاضرين واختصر بكلماته "الدور الرائد والفاعل لحضور موارنة روما ونشاطهم الراعوي الدائم مستظلين شفاعة مارون وقديسي لبنان، ساعين بكل الطاقات للعيش في قلب إيطاليا وروما بروح الشهادة للمسيح والإختلاط الراقي المحبب على قلب الإيطاليين الذين يشاركون الموارنة بفرح في كل مناسباتهم". خدم القداس جوقة رعية مار مارون في روما بقيادة الخوري فريد صعب ، وقد أشرفت لجنة الرعية مع كهنة المعهد على تنظيم القداس والعشاء الذي جمع كل الحاضرين بعد القداس في باحة المعهد الحبري البطريركي الماروني في روما.

 

 ندوة في البرلمان الاوروبي في بروكسل عن دور الموارنة في العالم كرم: لتعزيز التنوع الطائفي والحفاظ على الوجود المسيحي

الجمعة 10 شباط 2017 /وطنية - عقدت في مبنى البرلمان الأوروبي في بروكسل ندوة عن "دور الموارنة والمسيحيين في العالم" شارك فيها رئيس الرابطة المارونية في بلجيكا المهندس مارون كرم وألاعضاء ونواب اوروبيون وابناء الجالية اللبنانية".

افتتح الندوة رئيس لجنة الحوار في البرلمان الأوروبي جيورجي هولفين الذي تحدث عن العلاقات بين مختلف الكنائس والطوائف على كافة الأصعدة.

كرم

ثم تناول كرم حياة القديس مارون وتاريخ الموارنة و"الاضطهادات التي طالتهم على مر الزمن"، معتبرا ان "النقاش حول العلاقات بين الأديان مفيد جدا في ظل تنامي الإرهاب المتطرف الذي يتخذ من التنوع الديني وسيلة لتصعيد هجماته في الدول التي تشهد النزاعات وصولا إلى أوروبا والعالم أجمع".

واثنى كرم على "جهود البرلمان الأوروبي والدول الكبرى في مواجهة الارهاب"، داعيا الى "بذل المزيد من الجهود المشتركة التي يجب أن تصب في خانة انقاذ التعايش الإسلامي المسيحي الذي بات مهددا من قبل الارهاب الديني المتطرف".واكد انه "يجب علينا أن نعكس هذا الواقع ويجب تعزيز التنوع الطائفي من خلال تعزيز الوجود كل في رأيه، ولكنني اطلق صرخة من اجل البقاء والحفاظ على الوجود المسيحي من خلال البرلمان الاوروبي وللتيارات السياسية الأخرى، التي هي أبعد ما تكون عن الإيمان المسيحي للانضمام إلى هذا المشروع لمواجهة التطرف الأعمى". وختم: "لهذا النقاش أهمية قصوى ليس فقط للموارنة بل لجميع المسيحيين والأقليات في الشرق الأوسط التي هي جزء من التنوع الديني في المنطقة، حيث بات الإرهاب المتفشي يهدد أوروبا والعالم الحر، لذلك يجب أن ننظر الى العلاج الشافي لمسيحيي الشرق الأوسط من اجل بقائهم في بلدانهم".

 

الحريري عرض هاتفيا مع ميركل الوضع الإقليمي والدعم الدولي لمواجهة اعباء النزوح السوري

الجمعة 10 شباط 2017 /وطنية - أجرى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، عصر اليوم، اتصالا هاتفيا بالمستشارة الألمانية انجيلا ميركيل. وجرى خلال الاتصال، الذي دام نصف ساعة، التطرق الى العلاقات الثنائية والوضع الإقليمي والدعم المطلوب من المجتمع الدولي لمخططات النهوض الاقتصادي للحكومة اللبنانية والمقاربة التي تعتمدها لمواجهة اعباء النزوح السوري على لبنان واقتصاده وبناه التحتية.

 

ريفي افتتح ماكينته الانتخابية: نحن رواد التغيير ومحاربة الفاسدين وستنطلق نواته من طرابلس

الجمعة 10 شباط 2017/وطنية - طرابلس - افتتح الوزير السابق اللواء اشرف ريفي ماكينته الانتخابية في فندق "الكواليتي إن" في طرابلس، بحضور عقيلته المحامية سليمة اديب ريفي، ورئيس مجلس ادارة "منتجع الميرامار" محمد اديب ومدير مكتبه رشاد ريفي ومستشاريه المحامي هاني المرعبي والعميد فواز متري وفريق عمل الماكينة الانتخابية وعدد من المناصرين. الاحتفال استهل بالنشيد الوطني، ثم القى مسؤول فريق العمل حسان ريفي كلمة اكد فيها ان "التحضير متواصل على قدم و ساق وبشكل منظم وحرفية عالية استعدادا للانتخابات النيابية المقبلة".

وقال: "اعضاء الماكينة يعملون بشكل يومي وباخلاص ليتمكنوا من تغطية كل مراكز الاقتراع، اضافة الى الاهتمام بتفاصيل الانتخابات من بناء الاتصال الأول مع الناخبين إلى التأكد من وجود بطاقات هوية لديهم والاهتمام بالمواصلات في اليوم الانتخابي وغيرها الكثير من التفاصيل الدقيقة، وجميع الزملاء الذين هم بيننا يعملون باندفاع بسبب حبهم للوزير ريفي وقناعتهم بخطه السياسي".

ريفي

والقى ريفي كلمة خلال حفل الافتتاح تطرق فيها الى مواضيع الكهرباء والتحالفات الانتخابية، واعتبر ان "اهل طرابلس والشمال ليسوا مواطنين درجة ثانية ومن الطبيعي ان يكون لدينا كهرباء 24/24 وان هناك مافيات وفسادا كبيرا في هذا الملف لذا سنعلنها ثورة على الكهرباء".

وعن التحالفات كرر ريفي "تحالفه الطبيعي مع المجتمع المدني"، معتبرا انه "الرحم الذي ستنطلق منه الثورة الجديدة وانه يدعم قوة تغييرية وليست تقليدية بعيدة عن سياسة الاقطاع والبكوات والاغوات، واكد ريفي انه "واثق من النجاح في الانتخابات المقبلة بتضافر جهود جميع من يؤمنون بخط السيادة والاستقلال".

وقال: "كل ما افكر به هو تأسيس أرضية صالحة للجيل الصاعد الذي يؤمن برفض ومحاربة الفساد والرشوة، ونحن واياكم سنعطي اشارة لمجتمعنا، ونبلغهم بأننا النواة الأولى للتغير ومحاربة الفاسدين، وليس في طرابلس فحسب بل في كل المناطق اللبنانية، لذا سنخوض المعركة في المنية - الضنية، عكار، البقاع الغربي، البقاع الاوسط، بيروت الثالثة بيروت الثانية وفي الاقليم أي الشوف، أما صيدا فكان من المفترض أن نخوضها انما احتراما للسيدة بهية الحريري وللرئيس فؤاد السنيورة لن ندخل المعركة في هذه الدائرة".

اضاف: "من يريد أن يخوض المعترك السياسي يجب أن يعيش نبض الشارع، ويشعر مع أهله ويحس بتطلعاتهم ورغباتهم ونواياهم ومخططاتهم، أما الذي لا يشعر مع الناس عليه أن لا يدخل اللعبة السياسية أبدا، نعم هناك ارادة للتغير وهناك صرخة من المجتمع للتغير ونحن سنكون واياكم قوة تغيرية على أرض الواقع. نحن نريد أن نلبي طموحات شعبنا، وسنكون هذه القوة التغيرية التي يريدها ولن نكون ابدا قوة تقليدية، فلا أنا عقلي تقليدي ولا اعتقد أن احدا منكم عقله تقليدي، لذلك سنكون نحن رواد التغيير في هذا الوطن وستنطلق ارادة ونواة التغيير من طرابلس".

وتابع: "سنبقى نناضل لازالة الدويلة وسنبقى نعمل من أجل دولة واحدة، لن نسمح بتهديد وجودنا وهويتنا العربية، فنحن عرب ولن نكون فرسا أبدا، في المقابل الفاسد والفاسدون لن يمثلونا وأي انسان متخاذل لا يمثلنا. كل هذا على مستوى الادارة العامة والمستوى السياسات الكبرى انما يجب ان نعطي اهتماما كبيرا لشؤون اهلنا الحياتية، فالدورة الاقتصادية ستأخذ منا الاهتمام الكبير لاعادة اعمار المدينة وايجاد فرص عمل للشابات والشباب فهذا هو واجبنا. فالكهرباء موضوع اساسي بالنسبة لنا، واطمئن الجميع أن المشروع مستمر ولن نرضى أن يبقى أبناؤنا يعيشون 12 ساعة كهرباء و12 ساعة بدون كهرباء. نحن لسنا مواطنين درجة ثالثة في هذا الوطن، فحقنا جميعا أن نحظى بكهرباء 24/24 وسنحصل على ما نريد، واؤكد للجميع اننا مستمرون بمشروع الكهرباء حتى النهاية. أما بما يخص البلدية العمل بدا تدريجيا، والانتاج سيظهر تباعا وسنراقب العمل خطوة بخطوة، سنبقى وراءهم الى ان ينجحوا وننجح نحن معهم فالفشل لا يوجد في قاموسنا، وسنثبت اننا لاهلنا اننا سننفذ بكل ما وعدنا به".

واردف: "اما على مستوى التحالفات فنحن متحالفون مع المجتمع المدني والذي يعتبر الرحم الذي ستولد منه الطبقة السياسية الجديدة، لأن مجتمعنا اليوم يطالب وبشكل واضح بطبقة سياسية جديدة، فمن يعتبر نفسه قادما الى منصب وزاري او اداري او نيابي من أجل ان يكون "بيك علينا" فمكانه ليس بيننا، فنحن رجال عصاميون ونحمل امانة اهلنا وتطلعاتهم".

وختم: "نسعى معكم لاختيار اشخاص يتمتعون بمواصفات الوطنية والنزاهة والكفاءة، واشعر اليوم بالطمأنينة والثقة بنجاحنا عندما ارى هذا الالتزام والهمة في وجوهكم".

 

عون: ما أطرحه في قانون الانتخاب لا يخرج عن اتفاق الطائف وأعمل لتمكين الأقليات من أن تتمثل

الجمعة 10 شباط 2017 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن ما يعمل له في ما خص قانون الانتخابات النيابية هو "تمكين الاقليات من أن تتمثل سواء كانت هذه الاقليات طائفة أو اقلية داخل الطائفة، لأنه بذلك تتحقق العدالة". وأشار الى ان "ما من احد يريد الغاء احد لاننا مؤمنون بانه اذا ما فقدنا احدا من مكوناتنا الاجتماعية والسياسية الموجودة حاليا، فاننا نلغي الصفة اللبنانية لوجودنا". وشدد على ان ما يطرحه في شأن قانون الانتخاب لا يخرج عن اتفاق الطائف، "لان وثيقة الوفاق الوطني تنص على اعتماد قانون انتخابي يحترم قواعد العيش المشترك ويؤمن التمثيل الصحيح لمختلف شرائح الشعب اللبناني وفاعلية هذا التمثيل". كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله وفدا من الحزب الديموقراطي اللبناني برئاسة وزير شؤون المهجرين طلال ارسلان الذي القى كلمة أكد فيها الثقة بقيادة عون، عارضا لموقف الحزب من قانون الانتخابات الذي يقوم على اساس النسبية العادلة. وعرض ارسلان مطولا الاسباب التي تدفع حزبه، ومن يمثل داخل الطائفة الدرزية، الى اتخاذ هذا الموقف.

رد عون

ورد عون بكلمة شدد فيها على ان الجهد الذي يبذله لصياغة قانون انتخابي جديد لا يعود الى اليوم ولا حتى الى الامس القريب، "انما بدأ مباشرة بعد مؤتمر الدوحة، حيث طرحنا القانون النسبي ودافعنا عنه كثيرا، إنما لم نتوصل يومها الى حل بشأنه، وكنا في مرحلة حرجة علينا خلالها ان ننتخب رئيسا للجمهورية. وقد سلمنا فيها بالامر الواقع مع بعض التعديلات التي بقيت غير كافية". وقال: "نحن بما نطرحه لا نخرج عن اتفاق الطائف كما يتهمنا البعض، فوثيقة الوفاق الوطني تنص على اعتماد قانون انتخابي يحترم قواعد العيش المشترك ويؤمن التمثيل الصحيح لمختلف شرائح الشعب اللبناني، كما وفاعلية هذا التمثيل".

أضاف: "نحن عندما نطالب بقانون عادل، علينا أن نسأل ما المقصود بالعدالة؟ فالعدالة لا تشمل طائفة أو اثنتين وحسب بل جميع المواطنين، أفرادا وجماعات. والقانون العادل يشمل ايضا الاقلية داخل كل طائفة والتي لها الحق في ان تتمثل. وحسب قانوننا الطائفي، هناك من سيربح ومن سيخسر من الطائفة عينها. وقد سمعنا كلاما يجرحنا نحن على وجه الخصوص، وكأننا "سنأكل لحم البشر"، على ما قيل، بينما الامر مختلف تماما عن الواقع الذي نعمل لأجله. فنحن نعمل كي نسمح للأقليات ان تتمثل سواء كانت هذه الاقليات طائفة ام اقلية داخل الطائفة ذاتها. هكذا تتحقق العدالة".

وقال رئيس الجمهورية: "لدى كل طائفة هناك اكثرية واقلية، وهنالك طوائف هي بحد ذاتها اقلية، وجميعهم سيكونون قادرين على ان يتمثلوا داخل مجلس النواب، وهذا من شأنه ان يساعدنا في الوصول الى استقرار سياسي ينعكس على الاستقرار الامني والاقتصادي وعلى كل قطاعات انشطة الدولة. هذه هي فوائد ما نطرحه. ونقول بصوت عالٍ ان ما من احد يريد الغاء احد، ولا غايتنا هي في هذا الاتجاه. ونحن اذا ما فقدنا احدا من مكوناتنا الاجتماعية والسياسية الموجودة حاليا، فإننا نلغي الصفة اللبنانية لوجودنا، ويمكننا عندها ان نكون جزيرة اوروبية او جزيرة صحراوية ولكن ليس هذا هو لبنان. فمساحة 10452 كلم2 لا تضاعف من مساحة بلد ولا تصغر من مساحة بلد، انما هي مكون كوني يجمع كافة الحضارات وكافة انواع المعتقدات. وان شاء الله يصبح لبنان في خلال هذا العهد، مركزا لحوار الحضارات والديانات، ما يشكل نموذجا سبق ما عاشته بقية الحضارات، وما ستعيشه بعد مرحلة التعصب الراهنة، كما ونموذجا لعودة المجتمعات الى طبيعتها الانسانية وليس الى تلك العرقية او الاحادية الدينية او الاحادية السياسية وما تولده من ديكتاتورية". وختم عون: "من هنا، نقول ان لبنان ليس مساحة جغرافية بل مساحة بشرية، تماما مثل انتشاره، وان اسمه على الخريطة الدولية يكاد لا يظهر، انما على صعيد انتشاره الانساني والبشري فهو موجود من القطب الشمالي الى القطب الجنوبي، ويبرز اينما كان لأن ثقافته هي خلاصة حضارات العالم منذ اقدمها الى احدثها، حيث ان له ترسبات فيها كلها اصبحت جزءا من ارثنا الطبيعي ومن مكوننا الانساني. هكذا ننظر الى لبنان، فنحن لا ننظر اليه مسيحيا او درزيا او غيره. هناك مسيحيون ودروز وغيرهم فيه ، وكافة هذه الجماعات هي التي تكونه، والمسألة ليست قائمة على العددية. هذه هي الفكرة الاساسية التي يجب ان تكون لدينا عن لبنان. وانتم اكثر من بامكانه ان يدرك هذه الفكرة عنه وعن دوره".

أرسلان

وبعد اللقاء، تحدث أرسلان الى الاعلاميين فقال: "لا بد دائما من زيارة فخامة رئيس الجمهورية للبحث في كل القضايا المطروحة على الساحة الوطنية في البلد، وكما تعلمون فإن الموضوع الذي يجري تداوله بشكل اساسي هو قانون الانتخاب. نحن كحزب ديموقراطي لبناني، وما نمثل لدينا رؤية واضحة وصريحة في ما يتعلق بقانون الانتخاب منذ اكثر من 15او 20 سنة، ومقاربتنا له موضوعية لا تلغي احدا على الاطلاق انما توسع مروحة المشاركة في اي قانون او اي مجلس نيابي جديد، خاصة واننا مقتنعون ان قانون الستين او ما يروى عنه اصبح خارج العصر، اكان في الزمان او المكان، فهو بات لا يقدم اي شيء جديدا للبنانيين بشكل عام، واستطيع ان اقول انه اصبح عبئا على البلد وتطوير الحياة السياسية فيه".

أضاف: "لذلك، فإن اللبنانيين مجمعون كقوى سياسية، بغض النظر، من مع من او من ضد من، على أن قانون الستين مرفوض بشكل أساسي. هناك كلام كثير حول أي قانون سيعتمد، وأنا لا أريد الدخول في تفاصيل، بل اريد ان اطرح عنوانا هو ان النسبية هي التي تحقق العدالة وصحة التمثيل. ويمكننا ان نتحاور على شكل الدوائر التي تطمئن كل الفئات في البلد. فإذا كانت الدوائر الموسعة كثيرا غير مقبولة، نتكلم بدوائر أصغر ولا مانع لدينا. إننا منفتحون على الامر، انما كمبدأ نحن متمسكون بإقرار اي قانون قائم على النسبية لانها لا تلغي احدا من القوى السياسية على الاطلاق بل تعزز مشاركة الآخرين. هذا كلام دستوري بامتياز ومن صلب اتفاق الطائف. فعندما يقول الطائف لبنان ديمقراطية توافقية، كيف نطبق التوافقية إذا كان من يحظى بـ 51% من الاصوات يربح كل شيء ومن يحظى بـ 49% يخرج ويخسر كل شيء. أين الديموقراطية التوافقية في ذلك؟"

وتابع: "إن الدستور هو الذي يشجع، والاستقرار السياسي والانفتاح بين الطوائف والمذاهب في لبنان، يحتم علينا أن يكون المجلس النيابي، اي مجلس نيابي، ولست اتكلم هنا بالاحجام، شاملا ويجمع كل اللبنانيين الذين لهم صفة تمثيلية. ومن الاجحاف والظلم ان ننجز اي قانون انتخاب لا يستطيع ان يستوعب كل فريق بحجمه التمثيلي. اتفهم البعض عندما يتحدث بتوسيع او تصغير الدوائر، هذا الموضوع نتناوله في ما بعد، ونحن منفتحون على كل حوار في هذ المسألة، إنما يجب أخذ هذا العنوان في الاعتبار. أتينا اليوم لزيارة فخامة الرئيس وان شاء الله سنستكمل جولتنا كحزب بزيارة دولة رئيس المجلس النيابي الاخ الصديق نبيه بري بعد شفائه، وبزيارة دولة الرئيس الاخ الشيخ سعد الحريري، لنعرض طروحاتنا ونقول موقفنا المعروف والواضح والصريح في مقاربة هذا الملف".

سئل: لماذا هواجس النائب جنبلاط حول موضوع النسبية؟ يقال انه سيكون هناك خلال عشرة ايام قانون انتخابي، فهل لمستم هذا الامر؟

اجاب: "ليس لدي تفاصيل في هذا الموضوع، وبصراحة، نحن والاخ وليد متفقان على كثير من المواضيع، انما في موضوع قانون الانتخاب هناك وجهتا نظر لا تلتقيان. طبعا، احترم رأي وليد بك ومقاربته الخاصة كحزب تقدمي اشتراكي في موضوع قانون الانتخاب، ولنا رأينا في الموضوع بشكل آخر. صحيح اننا متفقون على كثير من المواضيع، لكن في موضوع قانون الانتخاب هناك مقاربتان في الجبل واضحتان وصريحتان".

سئل: هل يمكن التوصل الى قانون انتخاب قبل الدخول في اسقاط المهل؟

اجاب: "ان شاء الله، ونحن نشجع الوصول الى اي قانون انتخاب لكننا لن نقبل ان يضعنا مطرقة وسندان الستين امام امر واقع. فلتتفضل القوى السياسية جميعها وتتحمل مسؤولياتها، خاصة وان 95% من اللبنانيين يسمعها تعبر عن رفضها قانون الستين عبر شاشات التلفزة، فعلى من يرفض الستين فعلا لا قولا ان يتحمل مسؤوليته لاخراج قانون انتخاب عصري وحديث يراعي صحة وعدالة التمثيل بين اللبنانيين".

سئل: ما هي التطمينات التي تعطونها للطائفة الدرزية في لبنان في ظل ما يقال ان النسبية تستهدف هذه الطائفة تحديدا؟

اجاب: "هذا كلام مغلوط ومرفوض، انا مؤتمن على الطائفة الدرزية وجزء من هذا المكون التاريخي العريق في هذا البلد. لقد قلت في كلمتي انني اتفهم البحث في حجم الدوائر. قد تقول لي ماذا يؤثر الصوت الدرزي اذا كان لبنان دائرة واحدة وفق النسبية، فأقول معك حق، انه لا يؤثر على دائرة موسعة كثيرا، وقد تشعر اقليات اخرى في البلد الشعور نفسه. لكن اذا كانت الدوائر مصغرة، ولأعطي مثالا بعبدا الشوف وعاليه، فان الصوت الدرزي يمثل فيها حوالى 90 الى 100 الف صوت. وفق النسبية، بماذا يشكل خطرا، لا بل بالعكس يكون الدروز اقوى قوى ناخبة على هذا المستوى. لذلك قلت اننا مع البحث في حجم الدوائر، لكن لنقر المبدأ. حجم الدائرة هو لتطمين كل الطوائف والمذاهب، التي تشعر ان صوتها لا يوصل. ولمعلومات كل اللبنانيين، فانه وفق قانون الستين الاكثري، يستطيع الدروز بأصواتهم الاتيان بنائبين من اصل ثمانية نواب، وينتخب الستة الاخرون بقوى من اخواننا واصدقائنا من طوائف اخرى. وهنا سأسمي، ففي قضاء الشوف ومن دون اخواننا السنة في الاقليم واخواننا المسيحيين في الشوف، لا نستطيع بمفردنا ايصال مرشحي الطائفة الدرزية".

اضاف: "في راشيا، من دون المكون الاجتماعي، اصوات الدروز لا توصل نائبا. كذلك الامر في بعبدا وبيروت وحاصبيا حيث اصوات الدروز لا توصل نائبا. اني اتكلم بأرقام لا بعواطف او سياسات. واقول منذ الان ان اولويتنا في اي قانون انتخاب، تكمن في اننا سنخوض الانتخابات بالاتفاق ووليد بك جنبلاط، اقول ذلك لاسهل الامر على الجميع. نحن لا نقصد ان نقوم بفتنة او ننقل الانقسام الى الوضع الدرزي بل على العكس، مقاربتي كشخص ومسؤول وسياسي، وهناك بحث، ذلك ان لا انقطاع قطعيا بيننا وبينه، بل هناك علاقة وتواصل. انما ارى ان قانون الستين، درزيا، اذا لم ارد التكلم وطنيا، رغم ان اعتراضي عليه وطني بامتياز، لا يحقق قطعيا عدالة التمثيل بنواب الدروز. وبالتالي، فان القانون النسبي يعطي مساحة مع صوت تفضيلي بالشكل الممكن ان يطرح فيه، بحيث يصبح درزي حاصبيا مؤثرا، وكذلك الامر بالنسبة لدرزي بعبدا ودرزي بيروت ودرزي راشيا، كما درزي عاليه والشوف. ونكون بذلك وسعنا المشاركة الحقيقية في البلد".

وفد "تيار المستقبل"

الى ذلك، استقبل الرئيس عون الامين العام ل "تيار المستقبل" احمد الحريري مع وفد من الامانة العامة، وجه الى رئيس الجمهورية دعوة لحضور الاحتفال الذي سيقام في 14 شباط الجاري في مجمع "البيال" لمناسبة الذكرى الثانية عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه.

مفوض "الاونروا"

واستقبل رئيس الجمهورية المفوض العام لوكالة الامم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الادنى (الاونروا) بيتر كرينبول مع وفد من الوكالة، وذلك لمناسبة زيارته للبنان لتفقد اوضاع اللاجئين في المخيمات الفلسطينية.

وابلغ كرينبول الرئيس عون "تقدير الامم المتحدة ومنظمة الاونروا خصوصا، للرعاية التي يلقاها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان والتي تضاعفت مع مجيء فلسطينيين نزحوا من المخيمات السورية نتيجة الاحداث الداخلية". واكد "استمرار الاونروا في تقديم مساعداتها للاجئين الفلسطينيين في لبنان على رغم الظروف المالية الصعبة التي تمر بها المنظمة الدولية".

وشدد على ان "الجهد قائم لتأمين المزيد من الاعتمادات المالية لتمكين الوكالة من الوفاء بالتزاماتها"، كاشفا عن "وجود مبادرات عدة لهذه الغاية بعد التجاوب الذي ابداه عدد من الدول التي توفر التمويل لـ "الاونروا"، مشيرا الى ان "عملية اعادة اعمار مخيم نهر البارد مستمرة".

عون

بدوره، اكد الرئيس عون تقديره للجهود التي تبذلها وكالة " الاونروا"، لافتا الى ان "لبنان يتحمل نتيجة وجود اللاجئين الفلسطينيين على ارضه، الكثير من الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية، ولا بد من جهد دولي للتخفيف من الاعباء التي تترتب على لبنان، علما ان لبنان مستمر في توفير الامن والاستقرار والرعاية للاجئين الفلسطينيين، اضافة الى الدعم السياسي للقضية الفلسطينية العادلة وضرورة الوصول الى حل دائم وشامل يقوم على تطبيق القرارات الدولية".

نائب عراقي

واستقبل الرئيس عون رئيس كتلة النواب المسيحيين في البرلمان العراقي النائب يوناديم كنا، الذي نقل اليه تهاني النواب العراقيين بانتخابه رئيسا للجمهورية، وعرض معه العلاقات الثنائية بين لبنان والعراق وسبل تطويرها، كما تطرق البحث الى دور لبنان في الحضور المسيحي المشرقي.

نائب سويدي

واستقبل الرئيس عون النائب في البرلمان السويدي روجيه حداد المتحدر من أصل لبناني الذي قدم له التهاني، ناقلا اليه "دعم السويد للتوجهات التي حددها الرئيس عون في بداية عهده". كما تطرق البحث الى اوضاع النازحين السوريين في لبنان، والجهد المشترك لمواجهة الارهاب، والعلاقة بين الاتحاد الاوروبي ولبنان.

وفد نيابي روسي

واستقبل رئيس الجمهورية في حضور السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين، وفدا نيابيا روسيا ضم: ديمتري سبلين، وسيرغي غافريلوف والكسندر يوشنكو، وممثل البطريرك كيريل بطريرك موسكو وكل روسيا. وقد نقل اعضاء الوفد الى الرئيس عون التهنئة باسم مجلس الدوما الروسي، منوهين بمواقفه وبكونه "الرئيس المسيحي الوحيد في منطقة الشرق الاوسط. واكد الوفد اهمية دور لبنان في المنطقة، لا سيما لجهة كونه دولة ديمقراطية تشكل ضمانا للسلام والتعايش الحضاري".

وطلب الوفد مشاركة وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في المؤتمر الدولي لحماية المسيحيين في الشرق الاوسط الذي سوف يعقد في جنيف.

وعرض الوفد على رئيس الجمهورية نتيجة زيارته الى سوريا ومدينة حلب، مركزا على الدور الروسي في التعاون لمكافحة الارهاب. ونقل ممثل البطريرك كيريل رسالة شفهية ركز فيها على الدور الذي يلعبه الرئيس عون في الدفاع عن المسيحيين في الشرق وحماية حقوقهم، وتمنى ان "تكون خبرة رئيس الجمهورية وتجربته مفيدة لدول المنطقة الاخرى ولا سيما سوريا"، معبرا عن "تقدير الوفد لعلاقات بلاده مع لبنان الذي قال انه كان صديقا دائما لروسيا وقبل ذلك للاتحاد السوفياتي على كافة المستويات".

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مؤكدا ان "مشكلة الارهاب باتت عالمية ولم تعد محلية، باعتبار ان العقيدة الارهابية تقوم على ان الديموقراطية هي ضد الشريعة الاسلامية، والارهابيون لا يعترفون بحدود الدول".

واعرب عن اعتقاده انه "عندما تتحرر سوريا والعراق من سطوة الارهابيين، سينتقل الارهابيون الى الحرب السرية وتكون لهم خلايا مزروعة في مختلف انحاء العالم، وهذا يتطلب تعاونا مخابراتيا وعسكريا بين الدول التي ستطاولها العلميات الارهابية".

واعتبر الرئيس عون ان "الحضارة المسيحية وقيمها تتعارض مع اللاقيم التي يؤمن بها الارهابيون، مميزا بين الفكر الاسلامي المتطرف والمعتقد الاسلامي الذي نتعايش معه منذ الدعوة الاسلامية وحتى يومنا"، مشددا على ان "لبنان كان وما يزال رمزا للتعايش".

وقال ان "امكانية التعايش مع الاسلام ممكنة ولكن مع الاسلامي التقليدي وليس هذا المنتج الارهابي حاليا لانه لا يولد الا الخراب"، منوها بدور الازهر الشريف في هذا الاطار.

اضاف: "ان لبنان اصيب بشكل محدود بهذا الارهاب، واستطعنا ان نحافظ على حدودنا والامن داخل الوطن بواسطة القوى العسكرية واجهزة المخابرات، وعلينا ان نزيد قدرات جيشنا"، مذكرا بأن "اسرائيل لا تزال تحتل قسما من ارضنا في الجنوب".

ولفت رئيس الجمهورية الى "الحرب الصامتة التي تشنها اسرائيل ضد السكان غير اليهود على الارض الفلسطينية"، لافتا الى "ان 20% من سكان فلسطين كانوا مسيحيين، فيما باتوا اليوم 1%، واصفا الامر "بالتهجير المقصود من قبل اسرائيل".

وقال: "باعتقادي ان الحضارة المسيحية هي المستهدفة لان المسيحية ستضعف تدريجيا بافراغ الاراضي المقدسة من المسيحيين وتحويل المرافق والمواقع المسيحية الى مواقع سياحية. لذلك، اطالب جميع الذين يريدون المحافظة على المسيحيين ان يعوا هذه القضية، فلا يمكن ان يسمح بتهويد فلسطين والغاء الحضارتين المسيحية والاسلامية فيها، لانه ان لم يكن هناك اراض مقدسة يوجد فيها مسيحيون، سينضب النبع الذي انطلقت منه المياه التي روت العالم".

وفد العاقورة

وبعد الظهر التقى عون وفدا من أهالي بلدة العاقورة تحدث باسمهم رئيس البلدية الدكتور منصور وهبه، لافتا إلى أن الوفد الذي "يمثل العاقورة بكل أطيافها وعائلاتها متحدين ومتصالحين، جاء لشكر الرئيس عون على اهتمامه بالجريمة التي ذهب ضحيتها ابن البلدة مجيد الهاشم وللمطالبة باسترداد المتهم بالقتل ومحاكمته أمام المحاكم المختصة في لبنان.

ثم عرض رئيس البلدية لأبرز المطالب التي تهم العاقورة ومنها "إلغاء المذكرة الصادرة بمسح مشاعات البلدة باسم الجمهورية اللبنانية، واستئناف الدعم المقرر لكل صندوق تفاح بقيمة خمسة آلاف ليرة للصندوق، واعتماد خطة إنمائية للعاقورة ومنطقتها لا سيما لجهة استكمال الأعمال في طريق إهمج اللقلوق - العاقورة وطريق نهر ابراهيم - قرطبا العاقورة، وطريق كسروان - العاقورة"، مشيرا إلى أن "العمل مستمر مع بلديات جرد جبيل الجنوبي العشر على إنشاء اتحاد بلديات الجرد من أجل القيام بما يلزم لإنماء هذه القرى المحرومة".

عون

ورد الرئيس عون مرحبا بوفد أبناء العاقورة مؤكدا أن "قضية مقتل ابن البلدة المرحوم مجيد الهاشم موضع متابعة مباشرة منه، وأنه كلف وزير العدل سليم جريصاتي اتخاذ الاجراءات المناسبة لاسترداد المتهم بالقتل من سوريا وفق القوانين المرعية الاجراء".

واشار عون إلى "توقيعه قوانين لاعتمادات مالية مخصصة لشق طرق وتوسيع أخرى في قضاءي جبيل وكسروان على أن يبدأ التنفيذ فيها سريعا". وشدد على "الاهتمام بتصريف الانتاج الزراعي اللبناني وخصوصا التفاح"، لافتا إلى أن "أحد ابرز أهداف زياراته الرسمية إلى الخارج، تأمين أسواق للمنتجات اللبنانية على أنواعها".

اتحاد الفنون القتالية

وفي قصر بعبدا ايضا وفد الاتحاد الدولي للفنون القتالية المختلطة الذي تحدث باسمه مديره التنفيذي ورئيس اتحاد آسيا وسام أبي نادر الذي أطلع الرئيس عون على "التحضيرات الجارية لتنظيم بطولات العالم وبطولة آسيا في لبنان". وعرض أبي نادر لمشاركة رئيس الاتحاد الدولي كيريس براون والاتحادات اللبنانية المعنية بهذه الألعاب والتي تنسق في ما بينها تحقيقا لهذه الغاية".

وأثنى عون على نشاط الاتحادات اللبنانية مرحبا بتنظيم البطولات في لبنان، واعدا بتقديم أي مساعدة مطلوبة لإنجاحها.

 

أرسلان من بعبدا: نرفض الكلام عن أن النسبية تستهدف الدروز

الجمعة 10 شباط 2017 /وطنية - زار رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني وزير المهجرين النائب طلال أرسلان، على رأس وفد من المجلس السياسي في الحزب، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، حيث عرض معه ووفق بيان لآخر التطورات السياسية.

ارسلان

وقال أرسلان: "لا بد دائما من زيارة فخامة رئيس الجمهورية للبحث في كافة القضايا المطروحة على الساحة الوطنية في البلد، وكما تعلمون فان الموضوع الذي يجري التداول فيه بشكال اساسي هو قانون الانتخاب. نحن طبعا كحزب ديموقراطي لبناني، وما نمثل لدينا رؤية واضحة وصريحة في ما يتعلق بقانون الانتخاب منذ اكثر من 15 او 20 سنة، ومقاربتنا له موضوعية لا تلغي احدا على الاطلاق انما توسع مروحة المشاركة في اي قانون او اي مجلس نيابي جديد خاصة واننا مقتنعون ان قانون الستين او ما يروى عنه اصبح خارج العصر، اكان في الزمان او المكان، فهو بات لا يقدم اي شيء جديد للبنانيين بشكل عام، واستطيع ان اقول انه اصبح عبئا على البلد وتطوير الحياة السياسية فيه". اضاف: "لذلك، فان اللبنانيين مجمعون كقوى سياسية، بغض النظر من مع من او من ضد من على عنوان ان قانون الستين مرفوض بشكل اساسي. هناك كلام كثير حول اي قانون. انا لا اريد الدخول في تفاصيل، بل اريد ان اطرح عنوانا وهو ان النسبية هي التي تحقق عدالة وصحة التمثيل. وبامكاننا ان نتحاور على شكل الدوائر التي تطمئن كل الفئات في البلد. فاذا كانت الدوائر الموسعة كثيرا غير مقبولة نتكلم بدوائر اصغر، لا مانع لدينا، اننا منفتحون على الامر، انما المبدأ كمبدأ نحن متمسكون باقرار اي قانون قائم على مبدأ النسبية. فالنسبية لا تلغي احدا من القوى السياسية على الاطلاق بل تعزز مشاركة الاخرين. هذا كلام دستوري بامتياز ومن صلب اتفاق الطائف. فعندما يقول الطائف لبنان ديموقراطية توافقية، كيف نطبق التوافقية اذا كان من يحظى بـ 51% من الاصوات يربح كل شيء ومن يحظى 49% يخرج ويخسر كل شيء. اين الديموقراطية التوافقية في ذلك".

تابع: "ان الدستور هو الذي يشجع الاستقرار السياسي والانفتاح بين الطوائف والمذاهب في لبنان يحتم علينا ان يكون المجلس النيابي، اي مجلس نيابي، لست هنا اتكلم بالاحجام، شاملا ويجمع كل اللبنانيين الذي لهم صفة تمثيلية. ومن الاجحاف والظلم ان ننجز اي قانون انتخاب لا يستطيع ان يستوعب كل فريق بحجمه التمثيلي. اتفهم البعض عندما يتحدث بتوسيع او تصغير الدوائر، هذا الموضوع نتناوله فيما بعد، ونحن منفتحون على كل حوار في هذ المسألة، انما يجب اخذ هذا العنوان بعين الاعتبار. اتينا اليوم لزيارة فخامة الرئيس وان شاء الله سنستكمل جولتنا كحزب بزيارة دولة رئيس المجلس النيابي الاخ الصديق نبيه بري بعد شفائه، وبزيارة دولة الرئيس الاخ الشيخ سعد الحريري، لنعرض طروحاتنا ونقول موقفنا المعروف والواضح والصريح في مقاربة هذا الملف".

سئل: لماذا هواجس النائب جنبلاط حول موضوع النسبية. يقال انه سيكون هناك خلال عشرة ايام قانون انتخابي، فهل لمستم هذا الامر؟

اجاب: "ليس لدي تفاصيل في هذا الموضوع، وبصراحة، نحن والاخ وليد متفقون على كثير من المواضيع انما في موضوع قانون الانتخاب هناك وجهتا نظر لا تلتقيان. طبعا، احترم رأي وليد بك ومقاربته الخاصة كحزب تقدمي اشتراكي في موضوع قانون الانتخاب، ولنا رأينا في الموضوع بشكل اخر، صحيح اننا متفقون على كثير من المواضيع، لكن في موضوع قانون الانتخاب هناك مقاربتين في الجبل واضحتين وصريحتين".

سئل: هل يمكن التوصل الى قانون انتخاب قبل الدخول في اسقاط المهل؟

اجاب: "ان شاء الله، ونحن نشجع الوصول الى اي قانون انتخاب لكننا لن نقبل ان يضعنا مطرقة وسدان الستين امام امر واقع. فلتتفضل القوى السياسية جميعها وتتحمل مسؤولياتها خاصة وان جميع هذه القوى يسمعها 95% من اللبنانيين تعبر عن رفضها قانون الستين عبر شاشات التلفزة ، فعلى من يرفض الستين فعلا لا قولا ان يتحمل مسؤوليته لاخراج قانون انتخاب عصري وحديث يراعي صحة وعدالة التمثيل بين اللبنانيين".

سئل: ما هي التطمينات التي تعطونها للطائفة الدرزية في لبنان، في ظل ما يقال ان النسبية تستهدف هذه الطائفة تحديدا؟

اجاب: "هذا كلام مغلوط ومرفوض، اني مؤتمن على الطائفة الدرزية وجزء من هذا المكون التاريخي العريق في هذا البلد . لقد قلت في كلمتي انني اتفهم البحث في حجم الدوائر. قد تقول لي ماذا يؤثر الصوت الدرزي اذا كان لبنان دائرة واحدة وفق النسبية، فاقول معك حق، انه لا يؤثر على دائرة موسعة كثيرا، وقد تشعر اقليات اخرى في البلد الشعور نفسه. لكن اذا كانت الدوائر مصغرة، ولاعطي مثالا بعبدا الشوف وعاليه، فان الصوت الدرزي يمثل فيها حوالي 90 الى 100 الف صوت. وفق النسبية، بماذا يشكل خطرا، لا بل بالعكس يكون الدروز اقوى قوى ناخبة على هذا المستوى. لذلك قلت اننا مع البحث في حجم الدوائر، لكن لنقر المبدأ. حجم الدائرة هو لتطمين كل الطوائف والمذاهب، التي تشعر ان صوتها لا يوصل. ولمعلومات كل اللبنانيين ، فانه وفق قانون الستين الاكثري، الدروز يستطيعون باصواتهم الاتيان بنائبين من اصل ثمانية نواب، وينتخب الستة الاخرون بقوى من اخواننا واصدقائنا من طوائف اخرى. وهنا سأسمي، ففي قضاء الشوف ومن دون اخواننا السنة في الاقليم واخواننا المسيحيين في الشوف لا نستطيع بمفردنا ايصال مرشحي الطائفة الدرزية. في راشيا، من دون المكون الاجتماعي، اصوات الدروز لا توصل نائبا . كذلك الامر في بعبدا حيث اصوات الدروز لا توصل نائبا، وفي بيروت وحاصبيا حيث اصوات الدروز لا توصل نائبهم".

وختم ارسلان: "اني اتكلم بارقام لا بعواطف او سياسات. واقول منذ الان ان اوليتنا في اي قانون انتخاب، تكمن في اننا سنخوض الانتخابات بالاتفاق ووليد بك جنبلاط، اقول ذلك لاسهل الامر على الجميع. نحن لا نقصد ان نقوم بفتنة او ننقل الانقسام الى الوضع الدرزي بل على العكس، مقاربتي كشخص ومسؤول وسياسي، وهناك بحث، ذلك ان لا انقطاع قطعيا بيننا وبينه، بل هناك علاقة وتواصل. انما ارى ان قانون الستين، درزيا، اذا لم ارد التكلم وطنيا، رغم ان اعتراضي عليه وطني بامتياز، لا يحقق قطعيا عدالة التمثيل بنواب الدروز. وبالتالي، فان القانون النسبي يعطي مساحة مع صوت تفضيلي بالشكل الممكن ان يطرح فيه، بحيث يصبح درزي حاصبيا مؤثرا، وكذلك الامر بالنسبة لدرزي بعبدا ودرزي بيروت ودرزي راشيا، كما درزي عاليه والشوف. ونكون بذلك وسعنا المشاركة الحقيقية في البلد".