المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 10 شباط/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins17/arabic.february10.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

انَّ مُلُوكَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وَالمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِم يُدْعَونَ مُحْسِنِين. َمَّا أَنْتُم فَلَسْتُم هكذَا. بَلْ لِيَكُنِ الأَعْظَمُ فِيكُم كَالأَصْغَر، وَالرَّئِيسُ كَالخَادِم

أنَّهُ سَيَأْتِي وَقْتٌ لا يَحْتَمِلُ فِيهِ النَّاسُ التَّعْلِيمَ الصَّحِيح، بَلْ يُكَدِّسُونَ لأَنْفُسِهِمِ المُعَلِّمِين، وَفْقَ شَهَواتِهِم، وٱهْتِيَاجِ سَمْعِهِم، فَيَصْرِفُونَ سَمْعَهُم عنِ الحَقّ، ويَمِيلُونَ إِلى الخُرَافَات.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

القديس مارون: أمة وإيمان ورسالة/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

لقاء سيدة الجبل: التسوية الأخيرة في لبنان ليست ثابتة ونهائية لأنها مفتوحة على تدافع داخلي مرير وعلى تطور أزمة المنطقة

المدلكة/الكولونيل شربل بركات

قانون الانتخابات الجديد سيصحح التمثيل المجتمعي في لبنان

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 9/2/2017

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 9 شباط 2017 عيد مار مارون كل عيد وأنتم بخير

الجمارك الأمريكية: هكذا يهرب حزب الله المخدرات

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

حزب الله يقايض قرى في القلمون بجرود عرسال

البنك الدولي "يساعد" لبنان: منح أم قروض؟

البلدية وحرش بيروت: مسيرة مرعبة ضد المساحة الخضراء

مطار القليعات فرصة مؤجلة: أسباب سياسية سرية

14 شباط: رئيس التيار الأزرق يطل عبر الشاشة البرتقالية!

حركة أمل: «يا ويلنا من بعدك يا دولة الرئيس

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

خبير أمني إسرائيلي: تهديدات ترامب وإيران ضجيج بلا حرب

مخطط إيراني خبيث للسيطرة على الشرق الأوسط

اغتيال أمين عام حزب الله العراقي بالبصرة

أميركا تدرس معاقبة إيران والسبب حزب الله

جمهوريون يدعون ترمب لانتهاج سياسة صارمة مع روسيا

وزير العدل الأميركي.. صقر متشدد يعارض حظر سفر المسلمين

سفير روسيا لدى إسرائيل: نضمن عدم وصول أسلحتنا إلى “حزب الله

روسيا تقتل بالخطأ جنودا أتراكا في سوريا.. وبوتين يعزي

لأول مرة..درع الفرات تشتبك مع قوات الأسد بالباب السورية

داعش يتبنى إطلاق صواريخ تجاه إسرائيل

البحرين: قتل 3 أشخاص أثناء محاولتهم الهروب إلى إيران

العربي الجديد: المعارضة السورية تستعدّ لجنيف 4 : تمسك بوفد متوازن ومنسجم

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان ومار مارون/ميرفت سيوفي/الشرق

عن «التحالفات الهجينة» التي تضمن الحصص قبل التقسيمات/جورج شاهين/الجمهورية

التمديد التقني يطلّ برأسه/ناجي سمير البستاني/الديار

المختلط مخالف للدستور/ياسر الحريري/الديار

حسابات فرنجية أبعد من زغرتا/عماد مرمل/الديار

اليمن والخليج والتحول الأميركي/خيرالله خيرالله/العرب

ترامب وخامنئي.. شعبويتان لا تلتقيان/محمد قواص/العرب

 

ثورة الخميني وقراءة الاستخبارات/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

ترمب لن يدع إيران تتمرجل بصواريخها على المنطقة/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون والحريري وممثل بري حضروا قداس مار مارون في الجميزة مطر مخاطبا رئيس الجمهورية: ملأتم بانتخابكم الوطن والدولة والشعب

جنازة رسمية وشعبية لوالدة رئيس القوات في بشري وجعجع تقبل التعازي من السبهان وتلقى برقيات من جنبلاط وكاغ

الراعي خلال تدشين مكتبة المعهد الحبري البطريركي في روما: نصلي كي تبقى الكنيسة أما ومعلمة تحتضن خرافها بحمى راعيها يسوع المسيح

مختار عين داره ردا على فتوش: معمل الموت لن يمر

رفول: مشروعنا بناء وطن لا سلطة وهدفنا جمع كل المكونات من أجل الوحدة

اهل الارناؤوط ردوا على بيان قوى الامن: يشكل انتهاكا صارخا لقانون اصول المحاكمات الجزائية

فرنجية بحث والسبهان الأوضاع الراهنة

رسميًا.. الحريري باع كامل حصته!

القوات في دارة كرامي؟!

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ مُلُوكَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وَالمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِم يُدْعَونَ مُحْسِنِين. َمَّا أَنْتُم فَلَسْتُم هكذَا. بَلْ لِيَكُنِ الأَعْظَمُ فِيكُم كَالأَصْغَر، وَالرَّئِيسُ كَالخَادِم

إنجيل القدّيس لوقا22/من24حتى30/:"قَامَ  بَيْنَ الرُّسُلِ جِدَال: «مَنْ مِنْهُم يُعَدُّ أَعْظَمَهُم؟». فقَالَ لَهُم يَسُوع: «إِنَّ مُلُوكَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وَالمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِم يُدْعَونَ مُحْسِنِين. َمَّا أَنْتُم فَلَسْتُم هكذَا. بَلْ لِيَكُنِ الأَعْظَمُ فِيكُم كَالأَصْغَر، وَالرَّئِيسُ كَالخَادِم. فَمَنْ هُوَ أَعْظَم؟ أَهُوَ المُتَّكِئُ أَمِ الخَادِم؟ أَلَيْسَ المُتَّكِئ؟ ولكِنِّي أَنَا في وَسَطِكُم كَالخَادِم! وأَنْتُمُ الَّذينَ ثَبَتُّم مَعِي في تَجَارِبي، فَإِنِّي أُعِدُّ لَكُمُ المَلَكُوتَ كَمَا أَعَدَّهُ لي أَبِي، ِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتي، في مَلَكُوتِي. وسَتَجْلِسُونَ عَلَى عُرُوش، لِتَدِينُوا أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الٱثْنَي عَشَر."

 

أنَّهُ سَيَأْتِي وَقْتٌ لا يَحْتَمِلُ فِيهِ النَّاسُ التَّعْلِيمَ الصَّحِيح، بَلْ يُكَدِّسُونَ لأَنْفُسِهِمِ المُعَلِّمِين، وَفْقَ شَهَواتِهِم، وٱهْتِيَاجِ سَمْعِهِم، فَيَصْرِفُونَ سَمْعَهُم عنِ الحَقّ، ويَمِيلُونَ إِلى الخُرَافَات.

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى طيموتاوس04/من01حتى08/:"يا خوَتي، أُنَاشِدُكَ في حَضْرَةِ اللهِ والمَسِيحِ يَسُوع، الَّذي سَيَدِينُ الأَحْيَاءَ والأَمْوَات، بِحَقِّ ظُهُورِهِ ومَلَكُوتِهِ: بَشِّرْ بِالكَلِمَة، ودَاوِمْ على ذلِكَ في وَقْتِهِ وفي غَيرِ وَقْتِهِ، وَبِّخْ وأَنِّبْ وعِظْ، بِكُلِّ أَنَاةٍ وتَعْلِيم، أَنَّهُ سَيَأْتِي وَقْتٌ لا يَحْتَمِلُ فِيهِ النَّاسُ التَّعْلِيمَ الصَّحِيح، بَلْ يُكَدِّسُونَ لأَنْفُسِهِمِ المُعَلِّمِين، وَفْقَ شَهَواتِهِم، وٱهْتِيَاجِ سَمْعِهِم، فَيَصْرِفُونَ سَمْعَهُم عنِ الحَقّ، ويَمِيلُونَ إِلى الخُرَافَات. َمَّا أَنْتَ، فَكُنْ مُتَيَقِّظًا في كُلِّ شَيء، وٱحْتَمِلِ ٱلمَشَقَّة، وَٱعْمَلْ عَمَلَ المُبَشِّر، وتَمِّمْ خِدْمَتَكَ على أَكْمَلِ مَا تَكُون. فَهَاءَنَذَا أُراقُ سَكِيبًا، وقَدْ حَضَرَ وَقْتُ رَحِيلِي. وقَد جَاهَدْتُ الجِهَادَ الحَسَن، وتَمَّمْتُ سَعْيِي، وحَفِظْتُ إِيْمَاني، الآنَ فَإِنَّهُ مَحْفُوظٌ لي إِكْلِيلُ البِرّ، الَّذي سَيُجَازِينِي بِهِ في ذلِكَ اليَومِ الرَّبُّ الدَّيَانُ العَادِل، لا أَنَا وَحْدي، بَلْ أَيْضًا جَمِيعَ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

القديس مارون: أمة وإيمان ورسالة

الياس بجاني/09 شباط/17

http://www.10452lccc.com/elias.arabic15/elias.saint%20maroun09.02.17.htm

ترك القديس مارون أمة منتشرة في كل بلدان العالم تحمل أسمه وتتخذ منه أباً مقدساً لكنيستها السريانية والأرامية المتجذرة في التاريخ والأرض، وخصوصاً في وطن الأرز، حيث مقر البطريركية المارونية الرئيسي الذي أعطي لها مجد لبنان.

نحتفل نحن الموارنة اليوم في لبنان وبلاد الانتشار بالذكرى السنوية لأبي كنيستنا وشفيعنا القديس مارون.

إنها مناسبة عطرة وفرحة وهي عصارة ونتاج واستمرارية ما يزيد عن 1600 سنة من النضال والإيمان والصبر والعطاء من تاريخ أمتنا وشعبنا وكنيستنا المشرقية السريانية.

بخشوع وإيمان وتقوى نرفع اليوم الصلاة خاشعين وطالبين من الرب سبحانه تعالى تقوية إيمان وصبر وعزيمة أفراد شعبنا، ونسأل المصلوب بشفاعة أمه سيدة لبنان أن يقي وطن الأرز وأهله شر الحروب والصراعات والاضطرابات وأن يبقيه وطناً لرسالة المحبة والتسامح والتعايش والمساواة والإخاء.

القديس مارون هذا الناسك الذي عاش في القرن الرابع في جبال قورش شمال إنطاكية ما زال حيّا في قلوبنا وعقولنا والوجدان نحن أبنائه الموارنة، واليوم نحتفل بذكراه ليس فقط في لبنان حيث مركزنا الديني والوطني بل في كل أنحاء العالم حيث تقيم جالياتنا وتنتشر.

تميزت حياة أبيا القديس مارون بالتقشف فكان يكتفي باليسير مما يحتاج إليه الناس في دنياهم من قليل الطعام والشراب واللباس، ولهذا سلك طرق التقوى والإيمان والعطاء والتواضع وقد حرم نفسه ما كانت تشتهيه، وهذه هي الطرق الوعرة التي سار عليها الأبرار والقديسون كافة. كان محور حياته مركزا على الصلاة والتعبد والتأمل والإماتة. لذلك اعتزل الدنيا وأقام تحت خمية من شعر تقيه حر الصيف وبرد الشتاء.

كان الناس يأتون إليه ليسألوه صلاته وبركته، فيصرف أفكارهم عنه ليوجهها إلى الله مصدر كل خير وينبوع كل صلاح، وهذا هو نمط الأبرار فلا يجتذبون الناس إليهم ليطروا صفاتهم الحسنة، ويمتدحوا أعمالهم الباهرة، بل ليحملوهم على الإقبال على الله.

قاوم وتحدى مغريات العالم وأباطيله حتى شاع صيت قداسته، فكتب إليه القديس يوحنا فم الذهب من منفاه يقول له: "إن روابط المحبة والمعزة التي تشدني إليك تجعلني أراك كأنك حاضر أمامي, وفي الواقع إن ما تتميز به نظرة المحبة، إنما هو اجتيازها المسافات ومرور السنوات لا يضعفها وددت لو أني راسلتك بتواتر لكن المسافات شاسعة والمسافرين قلائل, لكني أريد أن تتأكد أني لا أفتأ أذكرك، لأنك تحتل في قلبي مركزا رفيعا فلا تبخل علي بإخبارك، والأنباء عن صحتك تفرحني جدا على الرغم من بعد الشقة, وتعزيني في منفاي ووحدتي وتسر نفسي سرورا كبيرا بمعرفتي انك في صحة جيدة, واعز طلب عندي أن تصلي من اجلي هكذا يخاطب القديسون القديسين، فيما هم يتراسلون".

طبعت روحانية أبينا القديس مارون وشهادته كنيستنا المارونية فحملت اسمه ونبتت مثل السنبلة من حبة القمح. إنها كنيسة أمة وقضية ورسالة، وقد احتضنت شعبها المؤمن منذ 1600 سنة وشهدت ولا تزال لروحانية أبيها في الوحدة والشركة على تقليد إنطاكيا، وهي كانت ولا تزال وسوف تبقى منفتحة على الشعوب والحوار ومتمسكة بتراثها السرياني المشرقي العريق وبهويتها المميزة.

ما أحوجنا نحن الموارنة إلى الوعي الإيماني والوحدة والتضامن في هذه الأيام الشديدة الوطأة، وما أحوجنا إلى نبذ الأحقاد والابتعاد عن الأنانية والأنا، ما أحوجنا رعاة وقادة وأفرادا أن نأخذ من أبينا مارون الأمثولة، وهي ألا يعيش كل منا لنفسه، بل أن يفكّر في غيره من الناس ويبادر إلى مساعدتهم، وكم حولنا من أناس نكبتهم الأيام، فلم يقووا على مواجهة النكبة، وهم في اشد الحاجة إلى من يمد لهم يد العون لينهضوا من  كبوتهم.

يعلمنا التاريخ أنه من المستحيل على أي وطن أن يقوم، أن لم يضافر أبناؤه جهودهم لينهضوه.

وقد آن الأوان ليقلع كل ماروني منا وكل لبناني عن أنانيته والتفكير في مصلحته الخاصة الضيقة من مواقع ومراكز وكراسي ونفوذ، اعتقاداً منه انه ينجو بنفسه منفرداً. 

والواقع الذي لا سبيل إلى إنكاره، هو أننا جميعاً نبحر في مركب واحد، إذا غرق غرقنا معاً وإذا نجونا نجونا معاً.

ونحن نستذكر اليوم حياة وصفات وعطاءات وطهارة قديسنا لا بد وأن نشهد للحق بحزن وأسى ونقول بجرأة بأن الزمن الحالي هو للأسف "زمن محل وكفر" بعد أن أمسى العديد من رجال الدين والسياسة والمسؤولين الموارنة في حال غربة كاملة عن قيم وأخلاق وتعاليم  قديسنا مارون وغرقوا في أوحال التخلي والأنانية والاستكبار وتعلقوا بمقتنيات الدنيا الفانية وابتعدوا عن ثوابت الصرح البطريركي التاريخية؟

إنه بالفعل زمن أغبر هذا الذي وصلنا إليه ويصح بهؤلاء القادة المتلونين قول النبي اشعيا: "هذا الشعب يكرّمني بشفتيه، أما قلبه فبعيد عني كثيراً، فباطلاً يعبدونني، وهم يعلمّون تعاليم البشر".

نسأل الرب أن يؤتينا جميعاً أن نتفهم تعاليمه كما تفهمها أبونا مارون، وان نعمل بوحيها، فنرص الصفوف، ونوحد الكلمة مع جميع إخواننا اللبنانيين في الوطن الأم وبلاد الانتشار لنعمل متكاتفين بمحبة وتجرد على إعادة وطن الأرز والقداسة إلى سابق عهده في الإيمان والوئام والازدهار في ظل سلام دائم وعادل وشامل.

نسأل الرب بشفاعة أبينا مارون أن يقوي إيمان وإدراك رعاتنا وقادتنا وأفراد شعبنا ويمدهم بنعمتي الإيمان والرجاء حتى لا ترهبهم ضغوط أو شدائد، وحتى ولا يضعف ثقتهم بنفسهم وعقيدتهم فيغريهم موقع أو ثروة.

نهنيء أهلنا الموارنة وعموم اللبنانيين بهذا العيد، ونصلي معهم للمصلوب لينعم علينا وعليهم بنعم الاقتداء بفضائل صاحب العيد وبكل ما اتصف به من خشية لله وتجرد عن أباطيل الدنيا ومحبة للناس.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

لقاء سيدة الجبل: التسوية الأخيرة في لبنان ليست ثابتة ونهائية لأنها مفتوحة على تدافع داخلي مرير وعلى تطور أزمة المنطقة

الخميس 09 شباط 2017

وطنية - رأى "لقاء سيدة الجبل"، أن "التسوية الأخيرة" في لبنان، لمن تكن بفعل "مبادرة داخلية خالصة"، ولا كانت "إملاء خارجيا"، وإنما "هي في منزلة بين المنزلتين، خصوصا وأن البديل عن هذه التسوية هو "الفتنة الدموية"، أي التحاق لبنان عمليا بالأرض السورية المحروقة، فيما ليس لهذا البديل مزاج شعبي وازن وحاضن"، معتبرا ان هذه التسوية "لا تبدو مستقرة أو ثابتة، ولا تؤشر إلى أية نهائية، لأنها مفتوحة على تدافع داخلي مرير"، وكذلك لا تبدو "ثابتة ونهائية، لأنها مفتوحة واقعا وتعريفا على تطور أزمة المنتطقة، لا سيما في سوريا المفتوحة بدورها على كل الاحتمالات".

جاء ذلك في التقرير السياسي السنوي للخلوة 13 للقاء سيدة الجبل، التي عقدت اليوم في فندق "لو غبريال" في الأشرفية، ونص على الآتي:

اولا: في اللحظة الوطنية الراهنة:

1- أفضى الصراع الداخلي اللبناني، المتراكب على أزمة المنطقة، ولا سيما في سوريا والعراق واليمن، إلى تسوية اعتبرت "مفيدة" لمعظم الأطراف، في ظل اختلال آني في ميزان القوى لمصلحة الهجوم الايراني - السوري - الروسي الأخير (معركة حلب)، الذي حدث تحت نظر الإدارة الأميركية السابقة، وليس رغما عنها - كما صورت الدعاية الايرانية لأنصارها - والذي أعقب تراجع "عاصفة الحزم" في اليمن أو مراوحتها، فضلا عن تبدد "انتظارات الربيع العربي" بعد إغراقه في دوامة الإرهاب والإرهاب المضاد، كما أن الهجوم المشار إليه سبق مباشرة انتقال قيادة الإدارة الأميركية من الديموقراطيين (أوباما) إلى الجمهوريين (ترامب)، أي قبيل ما أخذ يترتب على هذا الإنتقال من اختلاف في سياسات التعامل الأميركية مع بعض أطراف النزاع في المنطقة، بصرف النظر عما إذا سيكون هذا الاختلاف تكتيا أو استراتيجيا.

2- هذه التسوية اعتبرت "مفيدة" على الصعيد الوطني العام، لأنها أوقفت بالدرحة الأولى انهيار الدولة المتسارع، والذي كان قد وضعها على عتبة "الدولة الفاشلة". وهي "مفيدة" لكل الأطراف الداخلية لأنها لم تلغ أحدا، رغم انطوائها على أرجحية واضحة لصالح الفريق الايراني - السوري، الأمر الذي يتيح وضع كلمة "تسوية" بين مزدوجين.

وهي "مفيدة" أيضا للأطراف الإقليمية والدولية (التي دفعت اللبنانيين إليها، أو رضيت عنها، أو لم تعارضها)، لأن من شأنها المساهمة في إبقاء لبنان "حديقة جانبية" صالحة للتأثير الإيجابي في حال اتجاه المنطقة نحو تسوية فعلية. هذا إلى ما يبدو توافقا ضمنيا في ما بين القوى الكبرى على أن لبنان ليس من شأنه أن يكون مساحة جيوسياسية حاسمة على صعيد الأزمة العامة.

وعليه فإننا لا نعتقد بأن التسوية الأخيرة كانت بفعل "مبادرة داخلية خالصة"، ولا كانت "إملاء خارجيا"، وإنما هي في منزلة بين المنزلتين، خصوصا وأن البديل عن هذه التسوية هو "الفتنة الدموية"، أي التحاق لبنان عمليا بالأرض السورية المحروقة، فيما ليس لهذا البديل مزاج شعبي وازن وحاضن، رغم الصراخ السياسي - المذهبي الحاد في بعض الأحيان...أما التسابق الداخلي على ادعاء أبوة التسوية أو عرابتها فلا يعنينا بشيء.

3- بيد أن التسوية اللبنانية المشار إليها لا تبدو مستقرة أو ثابتة، ولا تؤشر إلى أية نهائية، لأنها مفتوحة على تدافع داخلي مرير (لتحقيق مزيد من المكاسب لدى الفريق الذي عد رابحا، ولتحسين شروط التوافق لدى الفريق الآخر، وربما لإرضاء بعض "الزعلانين"). هذا إلى اختلاط المواقع والمواقف السياسية (انتهاء ترسيمة 14 و 8 آذار، من دون اتضاح ترسيمة بديلة)...والواقع أن انفراط عقد 14 آذار التدريجي قد سبق هذه التسوية بسنوات، وكان بالإمكان أن تكون أكثر توازنا لولا ذاك الإنفراط المبكر...أما 8 آذار فلم يكن مطروحا انفراطه، لأنه بالواقع عبارة عن حزب واحد لديه بعض الملحقات وليس ائتلافا...كذلك لا تبدو هذه التسوية ثابتة ونهائية، لأنها مفتوحة واقعا وتعريفا على تطور أزمة المنتطقة، لا سيما في سوريا المفتوحة بدورها على كل الاحتمالات.

* خلاصة القول في اللحظة الراهنة أن جوهر الأزمة الوطنية اللبنانية ما زال في مكانه:

أ- نقص فادح في سيادة الدولة إلى حد الهيمنة الايرانية، بما في ذلك سلاح حزب الله المستقل عن الدولة والمستقوي على الداخل والمنفلت على غاربه في المنطقة.

ب- انسحاب القوى السياسية الرئيسية إلى مربعاتها المذهبية وحساباتها الخاصة أكثر من وقت مضى، الأمر الذي يجعل من تشكيل رافعة وطنية مشتركة أكثر صعوبة من ذي قبل، بالمقارنة مع ما أمكن حدوثه في مواجهة الهيمنة السورية...علما أن الرافعة المشتركة شرط لأي نهوض وطني.

وإذا اعتبرنا جدلا، أن التسوية الأخيرة كانت نوعا من "تحييد لبنان عن تداعيات الحرب في سوريا"، إلا أنها في الواقع كانت أقرب إلى "التوريط" منها إلى "التحييد"، لأنها حدثت بشروط الفريق الذي كان وما يزال يعلن تأييده للنظام السوري:

لم يتغير شيء في مواقف حزب الله والتيار العوني من النظام السوري، ولا تغير شيء في موقف التيار العوني حيال سلاح حزب الله وقتاله في سوريا - وكل يوم يطالعنا وزير خارجيتنا بالمزيد من الشيء نفسه، حتى لو اصطدم بإجماع عربي - وأخشى ما نخشاه أن تتنزل شروط التسوية العابرة هذه على إعادة بناء الدولة، بحيث نغدو بعد قليل أو كثير أمام دولة بشروط حزب وطائفة بعينهما!.

ذلك هو الثمن الباهظ الذي دفعته ويمكن أن تدفعه المسألة الوطنية، مقابل ما اعتبر تسوية "مفيدة" أو "اضطرارية"...ولا يوجد في خارطة القوى الراهنة ما يشكل ضمانة لعدم الانزلاق، وإن كان هناك ممانعات وتنتيعات من صلب التكوين اللبناني الذي لا ينبغي الاستهانة به (الجدل الانتخابي مؤشرا).

والحال أننا لسنا هنا في معرض نفي الفوائد النسبية، ولا تجاهل ما سمي "اضطرارات" لدى بعض الأطراف، ولا تسخيف ما يرجوه الرأي العام ويرتاح إليه من تهدئة داخلية تخفف من وطأة بعض الهواجس (أكانت فعلية أو مفتعلة)، كما تتيح الانصراف إلى معالجة المسائل الحياتية الملحة من طريق تفعيل مؤسسات الدولة بعد تعطيل طال أمده...ولكننا في الوقت عينه نرفض المبالغات، إيجابا أو سلبا، بحيث يتخذ البعض من هذه المبالغات ذريعة للانحراف السافر أو المقنع عن معنى لبنان المتجسد في:

العيش المشترك أولا؛ الدولة السيدة المستقلة ثانيا؛ وثيقة الوفاق الوطني في الطائف والدستور القائم ثالثا؛ التزام الشرعة العالمية لحقوق الانسان وقرارات الشرعية الدولية رابعا؛ التزام نظام المصلحة العربية المشتركة في محيطه الإقليمي والدولي خامسا.

إن انحرافا عن هذا المعنى الذي خول لبنان أن يكون أكثر من بلد، أن يكون "رسالة"، لن يبقي من لبنانيته سوى شكليات غير صالحة إلا للاستخدام في لعبة الأمم، الأمر الذي يفقده كثيرا من مبررات وجوده بوصفه وطنا نهائيا لجميع أبنائه.

ثانيا: الخصوصية المسيحية في إطار الحالة اللبنانية واللحظة الوطنية الراهنة:

1- إن نظرتنا إلى الخصوصية المسيحية لا تنفصل عن نظرتنا إلى معنى لبنان الذي اشرنا إليه أعلاه بمقوماته الخمس الأساسية...واسمحوا لي أن أكررها: العيش المشترك؛ الدولة السيدة المستقلة؛ وثيقة الوفاق الوطني والدستور؛ التزام الشرعة العالمية لحقوق الانسان وقرارات الشرعية الدولية؛ التزام نظام المصلحة العربية المشتركة في محيطه الإقليمي والدولي.

2- هذه المقومات مجتمعة شكلت اساس ما نسميه "تيار الشرعية التاريخية في الوسط المسيحي اللبناني"...وهو التيار الذي - بالتضامن والشراكة مع نظرائه في الأوساط اللبنانية الأخرى - انعقد عليه معنى لبنان ودوره واستقلاله في مختلف المراحل:

منذ انطلاق مطلب الكيان عام 1919 بمفهوم "الوطنية السياسية لا الدينية"، كما جاء في الرسالة التي حملها البطريرك الياس الحويك باسم مختلف الجماعات اللبنانية إلى مؤتمر الصلح في باريس، مرورا بالاستقلال الأول والميثاق الوطني 1943، تم بالمساعي الجادة لإقامة دولة القانون والمؤسسات الحامية للاستقلال والحاضنة للعيش المشترك، ولا سيما في الحقبتين الدستورية والشهابية، ثم بمقاومة الهيمنات والوصايات الخارجية، التي من شأنها تحويل لبنان عن معناه (أكانت هيمنة فلسطينية أو إسرائيلية او سورية أو ايرانية، بما في ذلك هيمنة الميليشيات المسلحة المرتبطة بالخارج)، وصولا إلى استقلال 2005، الذي بين بما لا يدع مجالا للشك أن لحظة المصالحة الداخلية هي لحظة الاستقلال وشرطه اللازم.

3- ولا يخفى على الذين واكبوا هذا المسار التاريخي، سواء في حياتهم أو بوعيهم، أن الكنيسة المارونية كانت على الدوام في صلب هذا التيار وفي ريادته (ونرجو من الموارنة ومن أحبارهم خصوصا، أن يراجعوا نصوص المجمع البطريركي الماروني لعام 2006، ولا سيما نص "الكنيسة المارونية والسياسة").

كذلك لا يخفى أن هذا التيار- الممثل حقا للشرعية التاريخية في الوسط المسيحي، لأنه يستلهم معنى لبنان، ويستلهم خصوصا خيار المسيحيين اللبنانيين الأصلي ب"الشهادة لإيمانهم في إطار العيش المشترك مع الآخر المختلف وليس في معازل خاصة"، كما بينت بوضوح تعاليم المجمع البطريركي الماروني، ورسائل بطاركة الشرق الكاثوليك المتعاقبة، وإرشاد البابا يوحنا بولس الثاني الرسولي عام 1997، وإرشاد البابا بنديكتوس السادس عشر الرسولي عام 2012...) - نقول: إن هذا التيار كان في مغالبة دائمة مع "تيار الطائفية السياسية" الذي يقدم الخاص على العام:

الخاص الحزبي أو الشخصي الزعاماتي على العام المسيحي، والخاص المسيحي على العام اللبناني، على قاعدة "لبنان للمسيحيين، والمسيحيون لأحزاب بعينها، والأحزاب لأسر وأشخاص بعينهم"!!.

4- إن قاعدة الاختزال هذه (اختزال لبنان بطائفة، واختزال الطائفة بحزب واختزال الحزب بزعامة، واختزال السياسة بالسلطة...) لم تبق مسيحية، بل تعممت على سائر الطائفيات السياسية، فانتقلت العدوى من المارونية السياسية إلى السنية السياسية فالشيعية السياسية، بحيث بات على كل طائفية سياسية أن تخوض على الدوام حربين في آن معا، وتدخل البلاد كلها في هاتين الحربين: حرب داخل الطائفة لحسم مسألة الزعامة والإمرة فيها، وحرب مع الطوائف الأخرى لتعيين حصتها في الدولة...ولما كانت قاعدة الاختزال هذه فاسدة، لأنها تقوم على الانتهازية وتوسل موازين القوى العابرة، ولو على حساب معنى لبنان والشراكة الحقيقة، ليس غريبا أن يتجسد أمام أعيننا بيت الشعر الذي يقول: أعلمه الرماية كل يوم ----------- فلما اشتد ساعده رماني!. أي أن نرى الآن وهنا بعض الطائفيات السياسية الأخرى، التي تقول بلسانها وسلاحها وموازين القوى العابرة: "لبنان لطائفتنا، وطائفتنا لحزبنا، وحزبنا لقائده الأوحد ومرشده الأعلى!"...

5- لم يحدث في تاريخ حياتنا السياسية أن كانت شهية الاختزال السياسي - الطائفي مفتوحة ومتوحشة كما هي اليوم!...والأنكى أن هذا الاختزال يتم بمراسم احتفالية على طبول شعارات من نوع "استعادة الحقوق السليبة والدفاع عن كيانات مهددة"!...وفي المجال المسيحي خصوصا، نعتقد أن هذا الضياع السياسي إنما يعود إلى انحراف في النظرة إلى الذات، والتحول عن مفهوم "الجماعة المتفاعلة مع محيطها" إلى مفهوم "الأقلية الخائفة"، الأمر الذي تعبر عنه بوضوح تلك النزعة إلى شعار "تحالف الأقليات ضد الأكثرية في المنطقة"، والتي تبدأ من قانون الانتخابات النيابية ولا تنتهي بمطلب "الحماية الدولية للأقليات".

6- إن "لقاء سيدة الجبل"، في خلوته السنوية الثالثة عشر هذه، إنما يريد تأكيد انتمائه الثابت والمتواصل إلى تيار الشرعية التاريخية في الوسط المسيحي وإلى معنى لبنان كما عرفناه وكما نريده الآن أكثر من اي وقت مضى...

وإذ نرجو أن تساهم هذه الخلوة في إعادة تظهير الخيار المسيحي اللبناني، مقابل ما نرى من انحرافات، فإننا منفتحون كليا على الحوار الداخلي، ومنفتحون بالقوة ذاتها على نظرائنا وشركائنا في الجماعات اللبنانية الأخرى، في إطار المعنى اللبناني، الذي يجسد الوحدة في التنوع أو التنوع في الوحدة.

 

المدلكة

الكولونيل شربل بركات/10 شباط/17

في بيوت عين إبل الترابية القديمة كان التراب الأبيض مستعملا بكثرة فهو من جهة يغطي سقف البيت كونه عندما يرصّ بواسطة المحدلة (المدحلة) يصبح متماسكا لا يتسرب منه الماء وهكذا فعندما يبدو على السماء استعدادا للمطر يركض صاحب البيت أو الأولاد إلى السطح لدحله قدر الامكان كي يزيد تماسكا ويمنع تسرب الماء الذي سيهطل إلى داخل البيت (يمنع الدلف). ولكن ليس السطح وحده مغطى بالتراب الكلسي الأبيض فالحيطان الداخلية أيضا مغطاة بالطين الأبيض المخلوط بالقش وهو عندنا مخلوط بالقصل لأن بقية أنواع القش مستعملة كغذاء للحيوانات الأليفة ولا يبقى غير مستعمل (أي لا يدخل التبان) إلا القصل الذي يجمع بعضه ليسهم مجبولا مع التراب الكلسي كما قلنا بعملية توريق الحيطان الداخلية خاصة ليصبح البيت أكثر ترتيبا وأقل مساحات لعشعشة الحشرات على أنواعها ومن الخارج تكسى به الحيطان داير السقف وعلى ارتفاع اقل من متر لمنع التسرب والنش. هذا فيما يتعلق بهيكل البناء وتأمينه ضد المطر وتسرب المياه ولكن ماذا عن الأرض؟

البيت العينبلي كما أغلب البيوت القديمة كان يتألف من اسطبل للحيوانات ومصطبة لسكن العائلة وبين قناطره تقف الخلايا التي تحوي كل غلة الحبوب والرفوف الطينية التي تتربع عليها النعائر أو التي تحمل الفرش وحتى الثياب كما يقبع في إحدى زواياه مدخنة مصنوعة أيضا كما الخلايا والرفوف من الواح الطين المجفف يغطيها طبقة خفيفة من الطين لتجعلها تتماسك. أما أرض المصطبة التي تستعملها العائلة للنوم والجلوس والاستقبال وكافة النشاطات الاجتماعية وهي أيضا مغطاة بالطين فيجب أن تكون ناعمة (ملسة) ويمكن تنطيفها بشكل عادي (كنسها) ولكن كونها اساسا من الطين فهي معرضة لأن تصدر الغبار ولمنع ذلك كان أهلنا يقومون بتغطيتها بمادة العكر وهي بقايا الزيت والماء الذي ينتج عن عملية تنقية الزيت بعد درسه وهي مادة يمتصها التراب ولكن لكي يصبح ناعما تقوم ربة البيت بدلكه بواسطة المدلكة وهي حجر أملس بدون زوايا يؤتى به من المجاري المائية وخاصة الشواطيء ولا يوجد بجوار القرية ولذا فإن المدلكة تعتبر آلة مهمة لا يستغنى عنها بسهولة ولا يفرط بها.

كانت ربة البيت إذا تفرش الأرض بمادة العكر وتبدأ بدلك تراب المصطبة بواسطة المدلكة حيث يصبح مع الزيت أملسا متراصا وعازلا للماء وبذلك تسهل عملية تنظيفه فيما بعد وهذه العملية عادة تجري مرة في السنة ولكن أحيانا تضطر صاحبة البيت للقيام بها مرات أخرى إذا ما بقي شيئا من العكر خاصة قبل الأعياد الكبرى. وكانت المصطبة تغطى بالحصر والبسط لتخفيف التماس مع تراب المصطبة وعندما وصلت حضارة الستراكولا وهي كناية عن بساط من البلاستيك (يشبه إلى حد ما الVinyl الذي يستعمل اليوم) كانت هذه ثورة في عالم البيوت الترابية إذ وفرت الكثير من العمل لأن الستراكولا كانت تلتصق بالأرض وتصبح كالبلاط سهلة التنطيف حتى بالماء.

 

قانون الانتخابات الجديد سيصحح التمثيل المجتمعي في لبنان

جاكلين زاهر/العرب/10 شباط/17

القاهرة- أكد وزير الإعلام اللبناني ملحم الرياشي أن قانونا جديدا للانتخابات سيبصر النور خلال الأيام المقبلة وسيكون جامعا لنظامي التمثيل "النسبي والأكثري"، مشددا على أن الهدف الأول لهذا القانون هو رفع أي ظلم عن تمثيل أي مكون بالمجتمع اللبناني . واستبعد الرياشي أية إمكانية لإجراء الانتخابات التشريعية المقررة قبل نهاية ولاية المجلس النيابي الحالية في يونيو القادم وفق قانون الانتخابات الحالي والمعروف بـ"قانون الستين". وقال "خلال العشرة الأيام المقبلة سيكون هناك قانون جديد للانتخابات ولا داع للتخوف من محاولة البعض تمرير الوقت ومن ثم اللجوء لقانون الستين فمن المستحيل العودة إليه حتى مع تعديلات". وشدد على أنه "لا ولن توجد مشكلة بين شركاء الحكم اليوم بلبنان كي يراهن أو يعول عليها البعض في أن تكون أملا في إعاقة صدور القانون الجديد، والأمور تجري وفق القواعد المرسومة لها، ولكن نحن فقط نستعين على قضاء حاجاتنا بالكتمان، ولذلك تنتشر شائعات هنا وهناك بأن خلافا ما قد وقع".

وحول ما إذا كان الهدف من قانون الانتخابات الجديد هو تغيير شكل النظام الحالي بتشكيلته الطائفية أم أنه فقط يصحح التمثيل المسيحي، أقر الوزير بأن "القانون الجديد يهدف فعليا لتصحيح التمثيل المسيحي ولا يتجه لإلغاء الطائفية ولا حتى تعديلها".

وقال "القانون في المرحلة الحالية يصحح التمثيل المسيحي من دون أن يسيء للتمثيل الإسلامي، وفي الوقت نفسه يرفع الظلم عن جميع المكونات اللبنانية". وأوضح "القانون يتجه للتعامل مع الطوائف كأمر واقع من الناحية الإيجابية فكل شيء بالحياة له نواح إيجابية وأيضا له نواح سلبية".

ورفض الوزير، الذي يشغل منصب رئيس جهاز التواصل والإعلام في حزب القوات اللبنانية، الحديث كثيرا عن تفاصيل القانون الجديد، مكتفيا بالتأكيد على أنه "موحد المعايير بدرجة كبيرة جدا بما يزيل أي هواجس لدى بعض الأطراف التي تتخوف من تهميش دورها حال ظهور هذا القانون.

وسيرتكز على قاعدة المختلط، أي الجمع ما بين النسبي والأكثري، وهي ذات القاعدة التي طالب بها حزب القوات اللبنانية منذ ثلاث سنوات تقريبا وأصبحت جميع المكونات اللبنانية تتبناها الآن". وفيما يتعلق بملف علاقات لبنان بدول المنطقة الكبرى، وتحديدا السعودية وإيران، وتخوف كثير من اللبنانيين من أن تكون بلادهم "ساحة خلفية للحرب الدائرة بينهما بالوكالة في بعض دول الجوار"، قال وزير الإعلام "الشعب اللبناني لا يريد أن تكون بلاده ساحة حرب لأي أحد ولا أعتقد أن السعودية أيضا ترغب في أن يكون لبنان ساحة حرب لها. بالعكس، السعودية دولة صديقة وداعمة للبنان ولا تضمر له أي شر، بل هي لا تريد له إلا كل خير". ووصف الرياشي علاقات بلاده مع السعودية بـ"الجيدة جدا والتي تتجه للأفضل يوما بعد يوم"، لافتا للزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس ميشال عون للسعودية في يناير الماضي وأيضا تبادل زيارات المسؤولين من البلدين والتي كان آخرها زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان مؤخرا إلى بيروت والتي أعلن خلالها عن نية بلاده تعيين سفير جديد لها بلبنان، فضلا عن زيادة رحلات شركة الطيران السعودية للبنان بهدف دعم السياحة.

وحول ما إذا كان قد تم التطرق خلال الزيارات المتبادلة إلى قضية عودة الهبة السعودية لتسليح الجيش اللبناني، أجاب "هذا الموضوع سيُناقش بين وزيري دفاع البلدين، لا أعلم متى تحديدا، ولكني أعتقد أنه سيناقش في وقت ليس ببعيد". وفيما يتعلق بالعلاقات مع إيران، اكتفى الرياشي بوصفها مجرد "علاقة بين دولة ودولة أخرى". وأعرب الرياشي عن مشاركته لكثيرين في مخاوفهم المستمرة من أن تؤدي مشاركة حزب الله في الصراع السوري لجر البلاد إلى العديد من الأزمات، وقال "بالطبع نحن لا نوافق على مشاركة حزب الله في الحرب الدائرة بسوريا، ونعتقد أن هذا الأمر قد يجر ضررا كبيرا علينا وحتى على حزب الله نفسه، ونحن نعمل على حماية لبنان من أي ضرر نتيجة تلك المشاركة خاصة حمايته من خطر المجموعات الإرهابية".

وفيما يتعلق بالعلاقة مع حزب الله، نفى الرياشي، الذي يوصف بأنه عراب الاتفاق التاريخي الذي تم التوصل إليه العام الماضي بين القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع والتيار الوطني الحر بقيادة عون وأنهى الخلاف بين ممثلي أكبر مكونين مسيحيين بلبنان، ما يتردد عن تفاوض بين القوات وحزب الله.

وقال "ليس هناك أي تفاوض بين القوات وحزب الله، هناك فقط تواصل نيابي ووزاري بيننا بسبب وجودنا معنا في مجلس النواب ومجلس الوزراء، وليس هناك أي أمر آخر".

وبالرغم من الجهود التي كثفتها روسيا وتركيا وإيران مؤخرا لإنهاء الصراع السوري، أعرب الرياشي عن عدم تفاؤله بإمكانية حل الصراع سياسيا، وإن كان رهن إمكانية ذلك بوجود "قرار وإرادة من قبل الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب للدخول بفاعلية في الملف السوري".

وأوضح "الحل السياسي سيكون قريبا من التطبيق إذا ما قرر ترامب الدخول إلى الملف السوري من الباب الواسع وبفاعلية، الأمر يحتاج إلى تدخل حقيقي عبر توافق معين بين الولايات المتحدة وروسيا، وحتى يحدث ذلك فإن ما يجري في سوريا هو مسرح العبث، ولا شيء غير ذلك".

وقال إن قوى سورية مختلفة لا تنظر إلا في الخيارات "التي تتطابق مع مصالحها دون أي اكتراث لمصلحة الشعب السوري". واستبعد الرياشي حدوث زيادة في أعداد اللاجئين السوريين ببلاده. ولكنه حذر من أن إمكانيات بلاده وبنيتها التحتية قد تعجز في المستقبل عن دعم السوريين، الذي حرص على التأكيد أكثر من مرة على أن وجودهم على الأراضي اللبنانية "مؤقت". وقال إن بلاده ماضية، قدر استطاعتها، في دعم السوريين "لأن الشعب السوري يعيش مأساة حقيقية ولبنان هو الدولة الجارة الأقرب إليه".

وأكد وجود إرادة لبنانية قوية للمضي في دعم اللاجئين، ولكنه حذر من أن قدره بلاده على المضي في تقديم هذا الدعم تتراجع يوما بعد يوم، وشدد على أن الأمر "يحتاج لدعمنا بشكل كبير جدا من قبل الأمم المتحدة والدول الداعمة".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 9/2/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

هدوء سياسي في عيد مار مارون، واكبه قداس في الجميزة في بيروت، وتشييع لوالدة الدكتور سمير جعجع في بشري.

وبعد عطلة العيد ونهاية الأسبوع، تستأنف الحركة يوم الاثنين، إذ يبدأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون زيارة للقاهرة، والثلاثاء لعمان، في سياق التحرك الخارجي لإستجلاب الدعم للبنان، أمنيا في تثبيت الإستقرار، وسياسيا في مسيرة الإنقاذ، وإقتصاديا في جهود النهوض.

وفيما غادر الوزير السعودي تامر السبهان بيروت، بعدما علم أن الأسبوع المقبل سيشهد الإعلان عن اسم سفير المملكة في لبنان رسميا، تمهيدا لمجيئه إلى ببروت.

الأسبوع المقبل أيضا، حافل بالخطوات المؤازرة لمسيرة استعادة الثقة، ولمجلس الوزراء جلستان لمشروع قانون الموازنة. كما أن قانون الإنتخاب سيشغل مجلس الوزراء والأوساط السياسية.

البداية من قداس عيد مار مارون الذي حضرته مراجع وشخصيات كثيرة، تقدمها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. والمطران مطر دعا لقانون انتخاب يجد الجميع أنفسهم فيه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

عشرة أيام تبقي الأمل بإقرار قانون جديد للانتخابات. التحديات الداخلية تفرض استيلاد صيغة توافقية عادلة. والرئيس نجيب ميقاتي يطل غدا على بركة مشروع حكومته المطروح للتعديل والتوليف.

الملفات بالجملة تنتظر، من الموازنة المالية التي تستوجب المناقشات والإقتراحات العلمية الواقعية، لا المزايدات، بعدما استندت الأرقام لإقرار الهيئة العامة لمجلس النواب، إلى قضايا النفايات والتعيينات والنازحين، وما بينهم من شد حبال.

أما الاشتداد الاقليمي فبدا في الشمال السوري، حيث السباق إلى "الباب". تقدم الجيش جنوب غرب المدينة، يبشر بوصوله الى الباب أولا، فتعرض لنيران تركية من المجموعات التي تقاتل بإسم "الجيش الحر".

سباق "الباب" حاولت ضبطه روسيا التي تؤازر الجيش السوري، فأخطأت بقتل ثلاثة جنود أتراك وجرح أحد عشر آخرين.

الإنضباط السياسي قائم كما ظهر في إتصال الرئيسين التركي والروسي، ولكن من يضبط سباق الميدان؟.

"داعش" يتقهقر في شمال سوريا، لكن التنظيم يحاول سرقة اليافطة الفلسطينية، مستخدما أراضي سيناء المصرية في استهداف خجول للإسرائيليين في إيلات. لا تعني الصواريخ المتواضعة أن تنظيم "داعش" ينتصر للقضية الفلسطينية، فهو لم يرم قذيفة واحدة طيلة سنوات وجود "القاعدة" وووليدها "داعش" في سيناء ضد الإسرائيليين. التنظيم الارهابي يخطط لتنفيذ أهداف تبدأ بالتمدد عبر رفح إلى غزة، وتكرس وجوده في سيناء المصرية. لكن لمصر جيش عظيم قادر على الانتصار في المواجهة، وهذا ما بينه الرئيس عبد الفتاح السيسي في تأكيده اليوم على محاربة الارهاب حتى النهاية. ولفلسطين قديسوها المقاومون، وحراس قضيتها الساهرون لا ينامون.

لفلسطين حركاتها المقاومة وشهداؤها، واستشهاديوها الذين يبدعون بالنار، بالسكين، كما حصل اليوم في شرق تل أبيب باستهداف خمسة اسرائيليين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بضع رصاصات وروح فدائية أصابت تل أبيب بأمنها ومستوطنيها، لتحصي شرطتها أكثر من سبع اصابات وحالة مرتفعة من الارباك.

مقاوم فلسطيني فتح النار على مستوطنين في سوق شمال تل أبيب، فاتحا مرحلة ممكنة من العمل المقاوم داخل الأراضي المحتلة، مكملا عمليات الطعن والدهس نصرة للقدس ورفضا للارهاب الصهيوني ومخططه الاستيطاني، المحمي بادارة أميركية موتورة، وأمة عربية ممزقة ومنهكة، إن لم يكن بعضها متواطئا.

في لبنان، وقبل ان تطأ السياسة أرض المحظور انتخابيا، عادت العجلة لتنطلق من جديد بايجابية الآمال والنوايا، من دون ان تلامس الوقائع حتى الآن. وحتى يتبلور الجديد، فإن المعلوم من الجهات المتابعة ان النسبية تمكنت من اختراق بعض الجدران السياسية التي كانت ترفضها بكل أشكالها، وباتت اليوم تقبل نقاشها وتعترف بعناوينها الأقرب إلى العدالة وصحة التمثيل.

صحة المالية العامة رهن انتاج الموازنة، وصحة المواطنين رهن نقاشات اللجنة الوزارية حول أزمة النفايات، التي يبدو انها تسير نحو نظرية المحارق كحل جذري لأزمة استعصت على الوطن لسنتين، لكنه حل يحتاج لكثير من الدراسة والتخطيط، وتأمين التمويل، ما يعني وفق التجارب اللبنانية انه ليس حلا قبل ان تدور بقايا النفايات المحروقة، والا يبقى المشروع حلما مشروعا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

القديس مارون أكيد كان فرحا باكتمال عقد الدولة تحت قبة كنيسته بكل تلاوينها الطائفية والسياسية. كان فرحا بملء اللبناني الأول المقعد الأول، وهو كان تابع بقلق محاولات تغييبه جسديا ومعنويا وسياسيا عن رأس الجمهورية. وقد صلى مارون كثيرا حتى نور الله العقول وانزاح الكابوس، ليس عن صدور المسيحيين والموارنة فقط، بل عن صدور كل اللبنانين اللذين اقتنعوا بعد شغور متماد بأن لا لبنان من دون مسيحيين، كما اقتنع المسيحيون بأن لا وجود لهم بلا دولة قوية.

لكن الأمور لا تستقيم بالصلوات والقداديس فقط، فالجهد يجب ان يكون كبيرا للابتعاد بلبنان عن المهالك وسط المحيط المحترق. ولعل أول الواجبات هو التوصل إلى قانون انتخاب عادل. في السياق، ورغم التصلب والتشجنج والعودة إلى الشروط التعجيزية كالنسبية الكاملة ولبنان دائرة واحدة، فإن أوساط الرئيس عون ورئيس الوزراء سعد الحريري والقيادات المختلفة، ما عدا قلة منهم طبعا، مقتنعون جميعهم بقرب التوصل إلى قانون انتخاب جديد وعادل في مهلة زمنية معقولة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

يحل عيد القديس مارون هذا العام، وعلى رأس البلاد رئيس يمثل شعبه للمرة الأولى منذ سنوات كثيرة، إلى جانب حكومة ميثاقية غابت مثيلاتها عن لبنان منذ بدء تطبيق اتفاق الطائف، ووسط أمل بإقرار قانون انتخابي جديد، يحقق صحة التمثيل، وينقل وثيقة الوفاق الوطني من الإطار النظري، إلى الترجمة الواقعية.

وفي هذا الإطار، تؤكد المعطيات أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد حراكا ناشطا، انطلاقا من مجموعة ثوابت:

أولا، موقف رئيس الجمهورية الحاسم والجازم والنهائي، بالمضي في المواجهة حتى النهاية، انطلاقا من الميثاق الذي يسمو حتى على الدستور، وبناء على ما ورد في خطاب القسم.

ثانيا، استحالة العودة بالعلاقة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة إلى الوراء، فاستقرار العلاقة بين أهل الحكم ستتمظهر أكثر فأكثر في الآتي من الأيام، وعلى أكثر من صعيد.

ثالثا، موقف الرئيس نبيه بري، ولاءاته الواضحة برفض إخضاع رئيس الجمهورية والستين والفراغ في آن معا.

رابعا، تمسك "حزب الله" بالنسبية ركنا من أركان أي قانون جديد، وهو ما يرتقب أن يعيد السيد حسن نصرالله تأكيده في إطلالته المنتظرة الأحد المقبل.

خامسا وأخيرا، المواكبة العربية والدولية للمساعي المبذولة محليا، فمن يشدد على اجراء الاستحقاق النيابي في موعده، يتفهم احتمال التمديد التقني، على ما أكدت مجموعة كبيرة من السفراء لوزير الداخلية أمس.

... ولأن الرجاء كبير هذا العام، فرحة العيد فرحتان، تماما كما أعلن رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، خلال عظته في قداس الجميزة، بمشاركة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، حيث قال: أما من جهة اللبنانيين، فإنهم يشعرون اليوم أنهم معكم أمام فرصة تاريخية جديدة، تأتي بعد فرصتين سابقتين لإقامة دولتهم في العصر الحديث، هما على التوالي فرصة إعلان لبنان الكبير في العام 1920 وفرصة تحقيق الاستقلال الوطني الناجز في العام 1943.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

من قال إن الدولة اللبنانية فقيرة؟، هذا خطأ شائع، فحين تستأجر الدولة مباني ومقار بأغلى الأسعار في أغلى المناطق لادارات يمكن ان تقوم بعملها في أماكن أقل تكلفة، تكون دولة تعتمد "البعزقة" و"التنفيعة" في تبذير أموالها.

من قال إن الدولة فقيرة؟، هذا افتراء، فحين يكون إيجار مقر واحد عشرات مليارات الليرات، وبإمكان خفض الايجار من خلال الانتقال إلى منطقة أقل تكلفة، تكون الدولة تتعمد إفادة جهة محظية ولو على حساب خزينة فارغة.

"البعزقة" هي الوجه الآخر للفساد، و"التنفيعة" هي الوجه الآخر للاهدار، والنتيجة عشرات مليارات الليرات تذهب لجيوب نافذين ومنتفعين حتى في ظل عجز في خزينة الدولة بات يلامس الثمانين مليار دولار.

قضية المباني التي تستأجرها الدولة صارت أكبر من فضيحة لأنها فضيحة متمادية منذ ربع قرن، لكنها تقع تحت خانة "الحمايات" التي لا يجرؤ أحد على التطرق اليها، والسبب في ذلك يعود إلى تبادل المنافع داخل الدولة على قاعدة "مرقلي تامرقلك".

عشية أسبوع بدء مناقشة أرقام الموازنة، لا بد من رفع هذا البند إلى المرتبة الأولى، خصوصا انه يحقق وفرا ويخفف عن جيب المواطن جزءا لا بأس به من الأعباء. لكن هذا التخفيف، حتى وإن حصل، فإنه سيذوب في كمية الضرائب المرتفعة الأسعار، كأن اللبناني انتقل من أن يكون في جنة ضرائبية ليصبح في جحيم ضرائبي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

ينتهي الأسبوع على وعدين: الأول انجاز قانون جديد للإنتخابات النيابية قبل نهاية الشهر الجاري، والثاني بدء مناقشة الموازنة الأسبوع المقبل في جلستين لمجلس الوزراء.

وبالإنتظار، فإن لبنان يحيي الثلاثاء المقبل ذكرى جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، في مهرجان في البيال يتحدث خلاله الرئيس سعد الحريري.

إقليميا، و للمرة الأولى منذ بدء عمليات درع الفرات لتحرير مدينة "الباب" السورية من "داعش"، اندلعت اشتباكات بين "الجيش السوري الحر"، وكتائب الأسد في محيط المدينة، شاركت فيها المدفعية التركية، التي قصفت مواقع قوات الأسد والمليشيات التابعة لها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

من بوابات الحزن دخلت الوفود السياسية مدينة بشري، لتقديم واجب العزاء برحيل والدة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. حيث توافدت الدولة إلى آخر الدنيا للوقوف مع الحكيم في حزنه. ومن لم يستطع إلى بشري سبيلا أرضا قصدها جوا، كوفد "التيار الوطني" الذي طار إلى بلاد الأرز عبر المروحية، فوصل وعزى وعاد بسلام.

سجل التعازي وقعت عليه السعودية، عبر وزيرها ثامر السبهان الذي نقل الخطى من بشري الحكيم إلى بنشعي "المردة" والتقى زعيمها سليمان فرنجية.

وإذا كان الحزن قد جمع أطياف البلد في بلاد الصقيع، فإن وسط بيروت أحيا عيد مار مارون بنداء من الكنيسة لإنجاز قانون الانتخاب. وصلى الجميع، بحضور عون والحريري، على نية صيغة منجزة قبل ضياع المهل. وقد خاطب المطران بولس مطر رئيس الجمهورية وجاهيا بالقول: "ملأتم بحضوركم كرسيا شغر بالأمس في مناسبة عيدين مماثلين ومتتاليين، بعدما ملأتم لبنان الوطن والدولة والشعب بانتخابكم رئيسا للجمهورية عون لم يأت إلى موقع الرئاسة إلا لخدمة لبنان، وما نذرتم العمر إلا للحفاظ على لبنان".

كلام الكنيسة سبق أن صرخ بمثله البطريرك الياس الحويك قبل مئة عام بقليل، عندما توجه وفد لبناني إلى مؤتمر الصلح الشهير في فرساي، وضم رئيس مجلس النواب فؤاد عمون عام 1918، ثم الحويك عام 1919، وحينذاك طالب الوفد اللبناني بنظام تمثيلي لشعب لبنان، وأبدى إصرارا على أن يكون لنا مجلس نيابي ينتخب على مبدأ التمثيل النسبي الذي يعكس التعددية ويحافظ على حقوق الأقليات.

حدث ذلك قبل مئة عام، ولا يزال النظام النسبي مطلبا ونداء لا يتعدى التمني والرغبات، جاءت بعده صيغة الثلاثة والأربعين، ثم استخرج الرئيس فؤاد شهاب قانون المرحلة الموقت عام 1960، وتبرأ منه عام 1970. حط اتفاق الطائف عام 1989 وبعده تقسيمات الدوحة عام 2008. وفي كل تلك المراحل لم يجر الاعتماد على النسبية باستثناء الطائف الذي لم تتم بنوده، ومع كل مرحلة من سنوات ما بعد الحرب، كانت القوانين الانتخابية تستريح عند أقدام الجبل، وتنحني لزعيم المختارة طوعا وبإرادة النظام الأمني اللبناني- السوري المشترك وصانعي بنوده اليوم.

أطلق رئيس الجمهورية ميشال عون رصاصتين في الهواء: لوح بالفراغ وطرح اللجوء إلى الاستفتاء الشعبي. رصاصتان اخترقتا الهدف، فتحرك أصحاب الشأن الانتخابي إلى طروح متعددة حتى وأن استحضروا جن نجيب ميقاتي وقرأوا تعويذته ليل نهار، ولأنه اكتشف سر انجازاته على كبر، فسيعقد ميقاتي مؤتمرا صحافيا يوم غد، بعدما وجد اسم قانونه يتردد في المنتديات السياسية والصحافية على شكل "شر لا بد منه"، فقانون ميقاتي الذي أعده وزير الداخلية مروان شربل مع خبراء مختصين، بدا أنه الأفضل والأكثر ميلا إلى النسبية، واللافت في مراحله أن وليد جنبلاط لم يرفضه بالمطلق حينذاك، بل سجل اعتراضا على النسبية الكاملة. وعليه فإننا قد نشهد على موافقة جنبلاط سريعا، وحتى قبل خروج بهيج أبو حمزة من السجن.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 9 شباط 2017 عيد مار مارون كل عيد وأنتم بخير

النهار:

أسرار الآلهة:

نزار زكا؟...

توقّع وزير سابق أن ينجح الرئيس عون في إطلاق المعتقل لدى إيران نزار زكا بعدما ثَبُت أن التهم الموجّهة إليه باطلة.

أرجاء زيارات...

لوحظ أن الرئيس الحريري أرجأ تلبية دعوات رسمية وُجّهت إليه لزيارة عدد من الدول.

أي موازنة؟...

يقترح نائب مستقل العودة إلى الموازنة المتقشّفة التي وضعتها حكومة الرئيس السنيورة قبل أن تستقيل.

البناء:

خفايا وكواليس البناء

أكد وزير سابق مطلع على الكواليس الانتخابية أنه لن يكون هناك أيّ مرشح لحزب القوات اللبنانية على اللوائح الانتخابية التحالفية بين التيار الوطني الحر وحزب الله في الدوائر التي فيها وجود للطرفين مثل جبيل وبعبدا وجزين، هذا إذا جرت الانتخابات على أساس قانون الستين، كذلك رأى أنّ مرشحي القوات في زحلة وبيروت الأولى وغيرها لن يحصلوا على أصوات حزب الله الذي سيدعو مناصريه إلى التصويت لحلفائه فقط كما حصل في الانتخابات البلدية والاختيارية الأخيرة…

تعتبر مصادر عسكرية متابعة عن قرب للوضع في سورية أنّ الإعلان الأميركي التركي بعد الاتصال الهاتفي بين الرئيسين دونالد ترامب ورجب أردوغان عن تفاهم على التعاون العسكري في الحرب على داعش لا يعبّر عن الحقيقة، لأنّ العقبة المتمثلة بتصنيف تركيا للجماعات الكردية كتنيظمات إرهابية ورفض التعاون معها يقابلها تمسك أميركي بزيادة الدعم لهذه الجماعات، ورجحت المصادر أن يكون التفاهم قد تمّ على مناقشة المواضيع وليس بت الخلاف فيها…

المستقبل:

يقال:

إنّ ملحقين أمنيين لدى سفارات غربية في بيروت يركّزون في تقاريرهم الدورية إلى عواصم دولهم على إبراز نجاح سياسة "الأمن الاستباقي" التي تطبّقها الأجهزة الرسمية اللبنانية مع تسليط الضوء على نتائجها العملية الملموسة في مكافحة الإرهاب وتعطيل قدرة خلاياه على تنفيذ المخططات الإجرامية.

الجمهورية:

اسرار الجمهورية

تزلج

إستغرب سياسيّون سفر معاونين بارزين لمرجعَين كبيرَين الى فرنسا لممارسة رياضة التزلج على الجبال الفرنسية مُتجاهلَين ملفات حسّاسة مكلَّفَين متابعتها.

شيكات

تبيّن أن عدد الشيكات المصرفية من دون مؤونة بلغ في إحدى الدوائر القضائية في جبل لبنان أربعمئة ألف شيك وغالبيّتها مُجيّرة ومُرتجعة نحو عشر مرّات.

باب

تؤكّد إحدى الوزارات أن الإلحاح على القيام بإستحقاق دستوري في موعده يأتي من باب مسؤوليتها في هذا المجال وليس من باب الضغط السياسي.

شروط

قالت أوساط قريبة من شخصية سياسية شمالية إن "الإتفاق الإنتخابي" الذي كان يعمل عليه حزب وتيار مع هذه الشخصية قد انفرط عَقده بسبب الشروط الصعبة التي وضعاها عليه.

ملاحظات

تلقّى رئيس حزب ملاحظات حول تبديل أسماء بعض الترشيحات المطروحة للإنتخابات النيابية أكثر من مرّة فيما الجامع الوحيد بينهم أنهم رجال أعمال ولديهم مشاريع كبيرة.

تجاوب

أبدى مسؤول كبير تجاوباً مع مطالب أحد المكونات اللبنانية، حيث خرج الوفد من الزيارة مرتاحاً.

البلد:

خفايا البلد

- تلح جهات دولية تعمل في مجال جهود الاغاثة الانسانية على مراعاة ما "تسميه الاعتبارات الانسانية للمعتقلين السوريين...

- يسعى نائب بقاعي الى ترطيب الاجواء بين نائبين من "الاصدقاء السابقين" ويمهّد لمصالحة بينهما قد تحسم الجدل حول ملف هام.

اللواء: اسرار اللواء:

همس

ينقل مقرّبون عن رئيس لقاء وسطي، عدم استعداده للدخول في أية تسوية ما لم تصبح دائرتان انتخابيتان دائرة واحدة!

غمز

لا تُخفي مصادر مطلعة أن احتمالات الأخذ بمشروع وضع في الحكومة السابقة ليست قوية.

لغز

يرفع الحظر تدريجياً عن استئناف الاتصالات، وربما الاجتماعات بين وزراء لبنانيين ونظرائهم في دولة مجاورة.

 

الجمارك الأمريكية: هكذا يهرب حزب الله المخدرات

لندن- عربي21/ الجمعة، 10 فبراير 2017 /كشفت إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية، الاثنين، عن الطريقة التي يعمل بها حزب الله اللبناني في تهريب المخدرات.وتحدث شبكة "سي إن إن" عن "عملية دولية أسفرت عن اعتقال أفراد شبكة تابعة لحزب الله اللبناني متورطة في عمليات تهريب وتجارة مخدرات بملايين الدولارات؛ بهدف تمويل عمليات إرهابية في لبنان وسوريا".وقالت إن خيوط القضية تعود إلى أن عناصر من حزب الله يعملون في تهريب كوكايين بقيمة ملايين الدولارات لصالح شبكات المافيا بجنوب أمريكا، خاصة الكارتيل الكولومبي الخطير Oficina de Envigado، أو "مكتب إنفيغادو"، إلى أمريكا وأوروبا. وأشارت إلى أن "مكتب إنفيغادو" هو كارتيل مخدرات ومنظمة إجرامية كان الذراع الضاربة لإمبراطور المخدرات الراحل، بابلو إسكوبار، ويعمل تحت إشراف كارتيله الأساسي "ميدلين كارتيل"، وينشط المكتب تحديدا في هاتين المدينتين الكولومبيتين، إنفيغادو وميدلين، ولديه ارتباطات في الوقت نفسه بشبكات المخدرات في البلاد كلها، وكذلك بالجماعات المسلحة في البلاد. وأوضحت أن العناصر يقومون "بعد عملية تهريب المخدرات من جنوب أمريكا إلى الدول الأخرى بتحويل الأموال إلى حزب الله، الذي يموّل بها عمليات تسلحه وقتاله في سوريا التي أرسل إليها آلاف المقاتلين لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد".وختمت "سي إن إن" بقولها: "يتلقى الحزب تمويلا ثابتا من إيران إلى جانب الأسلحة، ولكن التحقيقات تشير إلى أن الكثير من العوامل فرضت عليه تعزيز شبكة علاقاته مع شبكات الجريمة المنظمة؛ للحصول على المزيد من الأموال".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

حزب الله يقايض قرى في القلمون بجرود عرسال

منير الربيع/المدن/الجمعة 10/02/2017

تطرح التطورات الأخيرة في سوريا، بعد مواقف الإدارة الأميركية الجديدة، أسئلة عديدة حول استمرارية حزب الله هناك. لدى فصائل المعارضة أحاديث وإشارات كثيرة عن أن الحزب سينسحب من سوريا خلال الأشهر المقبلة بضغط أميركي روسي وتركي. فيما لا يبدو الوضع لدى الحزب كذلك، بل سيبقى إلى أن تنتهي الأزمة بشكل نهائي وإيجاد حل كامل لها. ووسط ذلك، تلفت مصادر المعارضة إلى أن حزب الله يستمرّ في عمليات تغيير تموضع قواته في سوريا. فبعد سحبه عدداً من عناصره من هناك، يستمر بنقل فرق من مناطق العمق السوري إلى المناطق القريبة من دمشق والحدود مع لبنان.

وتكشف مصادر متابعة لـ"المدن"، عن أن فصائل المعارضة في القلمون السوري قد تلقّت من حزب الله جملة بنود للتفاوض عليها. وقد حمل تلك البنود وفد من وجهاء القلمون وعدد من المشايخ تهدف إلى اجراء ما يشبه المقايضة الجغرافية بين المناطق. بمعنى أن يسمح حزب الله بعودة نحو ثلاثين ألف مدني من مخيمات جرود عرسال التي تقع خلف حاجز وادي حميد، إلى قرية أو قريتين من القلمون، مقابل إنسحاب الفصائل العسكرية من جرود عرسال وجرود فليطا. بالإضافة إلى فتح خطوط الإمداد بين هذه القرى والمخيمات في عرسال لأجل إيصال المواد الغذائية والطبية، على أن تبقى هذه الطرق خاضعة لسيطرة حزب الله ومراقبته. تختلف التقديرات في شأن هذه المبادرة التي قدّمها الحزب. ويعتبر أكثر من مسؤول أنه حتى اللحظة، فإن المفاوضات الجدية لم تبدأ بعد، في انتظار اجتماع بين مختلف الفصائل ووضع خطّة أساسية ينطلق التفاوض على أساسها. بالإضافة إلى تشكيل لجنة تفاوضية. ولكن السؤال الأساسي هو لماذا هذا التوقيت من جانب الحزب؟ الجواب حتى الآن مازال مبهماً. ويعتبر أحد القادة الميدانيين لـ"المدن" أن تلك الخطوة، في حال كان الحزب صادقاً في دعوته، استباقية لإنسحابه من بعض المناطق في سوريا. بالتالي، يريد إنهاء مسألة الجرود كي لا تبقى عنصر تهديد له، وكي لا يدخل في حرب يتكبد خلالها مزيداً من الخسائر للسيطرة عليها، يفضّل التفاوض.

فيما تعتبر مصادر أخرى أن الأمر يحوي بعض الغرابة في هذا الطرح، وتربط ما يجري بتطورات السياسة الدولية الجديدة، مع الإشارة إلى أنه مهما تنامى هذا الضغط، لا يمكن لحزب الله التخلّي عن هكذا منطقة مهمة بالنسبة إليه. وترى مصادر في المعارضة أن واقعها الحالي، ومواقعها في الأراضي اللبنانية في الجرود أو على صعيد المدنيين في المخيمات، أمران يفرضان عليها حلاً من هذا النوع.أما في حال فشل المفاوضات، فتعتبر المصادر أن حزب الله حينها، سينتظر ما ستقرره روسيا في شأن هذه المنطقة وغيرها من المناطق المحيطة بدمشق، لافتة إلى بعض الاختلاف في وجهات النظر بين إيران وروسيا، وبين حزب الله وروسيا. وإذا ما قرر حزب الله التصعيد العسكري فإن ذلك سيشمل مناطق جديدة، كسرغايا وعين الحوار، القريبتين من العاصمة دمشق. وتكشف عن مساعي النظام السوري لإخلاء المنطقتين على غرار ما حصل في وادي بردى.

وقد قدّم النظام السوري وروسيا ورقة تتضمن عدداً من البنود، مطالبين الأهالي والمقاتلين بالإلتزام بها، كمنح المتخلفين والمنشقين عن الجيش مهلة ستة أشهر لإعادة تجنيدهم، ضمن قوة خاصة مهمتها الوحيدة تأمين المنطقة بإشراف الجيش السوري وبضمانة روسية. بالإضافة إلى فك الحصار المفروض بشكل جزئي وعودة الخدمات إليها والسماح للمزارعين بالعودة إلى أراضيهم". وهذا يأتي، وفق المصادر، بعد انسحاب حزب الله من عدد من المواقع في تلك المنطقة، تحت ضغط روسي.

وتنقسم آراء المعارضين ازاء هذه البنود، فمنهم من يرضى بها على اعتبار أنها تؤدي إلى تحجيم حزب الله وتقليص نفوذه في تلك المنطقة. فيما الفصائل الأخرى ترفض التنسيق مع الجيش السوري، وإن كان ذلك سيكون على حساب حزب الله. إلا أن هذا الكلام يقود إلى استنتاج جديد عن الخلافات بين روسيا والحزب في شأن بعض المناطق السورية، إذ ثمة من يعتبر أن روسيا ترفض تكرار سيناريو الزبداني الواقعة تحت سيطرة الحزب. وفي هذا السياق، تتحدث المصادر عن أن الخلاف بين الطرفين، شمل هذه المبادرة، وأن النظام السوري والمفاوض الروسي لم يطلعا ممثل حزب الله في المفاوضات في تلك المنطقة على مضامين هذه الورقة، قبيل تقديمها إلى الأهالي والمعارضين. وتشير إلى ما هو أبعد من ذلك، معتبرة أن المفاوض الروسي أرسل إلى الحزب تحذيراً بوجوب عدم عرقلة هذا الإتفاق، إذا ما حصل.

 

البنك الدولي "يساعد" لبنان: منح أم قروض؟

عزة الحاج حسن/المدن/الخميس 09/02/2017

لم يتوان سياسيو لبنان عن الإعلان جهاراً على مسامع المجتمع الدولي، رفض لبنان اعتماد سياسة الاقتراض للتخفيف من أعباء النزوح السوري، ولكن يبدو أن إصرار لبنان على طلب المساعدات والهبات الدولية لا القروض لم يتعد الموقف الشكلي "الضعيف"، لأن الممارسات على الأرض أثبتت ما يخالف المواقف.

فلبنان الذي أعلن مراراً رفضه قبول سياسة دعم المجتمعات المضيفة من طريق الإقتراض، ها هو ينغمس في عملية الاقتراض تدريجاً من البنك الدولي ومانحين دوليين آخرين، والهدف "دعم المجتمعات المضيفة". بالأمس خصَّصت مجموعة البنك الدولي 200 مليون دولار لتطوير شبكة الطرق في لبنان، التي تشكّل خطراً على السلامة العامة، وعائقاَ أمام الإنماء المتوازن بين المدن والمناطق الريفية والنمو الإقتصادي، على أن يُستخدَم هذا التمويل في إصلاح نحو 500 كيلومتر من الطرق في المرحلة الأولى من خطة حكومية أوسع لتجديد قطاع الطرق المتردّي في لبنان.

في الشكل يظهر البنك الدولي كداعم لخطة سابقة للحكومة تقتضي إصلاح الطرق العامة، ولكن في المضمون فإن البنك الدولي أعلن صراحة على لسان المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط فريد بلحاج أن هذا التمويل يهدف إلى مساعدة لبنان على الاستمرار في تقديم الخدمات الأساسية لمواطنيه وللاجئين السوريين.

ولأن وجود أكثر من 1.5 مليون لاجئ سوري في لبنان أدى إلى نشوء ضغوط غير مسبوقة على مرافق البنية التحتية "ومنها الطرق" فإن أعمال إصلاح الطرق ستساعِد، وفق البنك الدولي، في توفير مزيد من فرص العمل لذوي المهارات المحدودة، ولاسيما أن النزوح السوري أحدث تغييراً في سوق العمل بزيادة الأيدي العاملة بنسبة 35%. إذا، فالدعم سببه الأساسي هو النزوح السوري، ولكن ما هي تحديداً الأموال (200 مليون دولار) التي خصّصها البنك الدولي في الأيام الماضية لتطوير شبكة الطرق في لبنان، وكيف يتم تقسيمها؟ هي في  الحقيقة عبارة عن 45 مليون دولار فقط منحة تًقتطع من آلية التمويل المُيسَّر التي يديرها البنك، وإلى جانب المنحة، هناك حزمة تمويل عبارة عن قرض بقيمة 155 مليون دولار سيُسدَّد على مدى 32 عاماً ونصف العام ومنها فترة سماح لسبع سنوات. وبهذه الحزمة الجديدة، يكون الارتباط الحالي للبنك الدولي من المنح والقروض وغيرها من وسائل التمويل الميسَّر تجاه لبنان قد ارتفع إلى 1.3 مليار دولار.

فالمخصصات المقدمة من البنك الدولي تشكّل بغالبيتها قروضاً وليس منحاً، وقد تعهّد البنك الدولي بمساعدة الحكومة اللبنانية على تحفيز شركاء تنمية دوليين آخرين لتقديم مزيد من التمويل (منح وقروض)، وليست المرة الأولى التي يتم فيها تمرير قروض مقرونة بمنح أو هبات، ومنها على سبيل المثال، التمويل الذي حصل عليه لبنان خلال العام الفائت بقيمة 100 مليون دولار من البنك الدولي، كتمويل ميسر مباشر، يهدف إلى مساندة خطة حكومية لتحسين نوعية التعليم الذي تقدمه واستيعاب جميع الأطفال اللبنانيين واللاجئين السوريين بالمدارس. يُذكر أن المنحة المقدمة من البنك الدولي أي الـ45 مليون دولار تستلزم موافقة مجلس الوزراء. أما القرض الميسّر أي الـ155 مليون دولار فيستلزم موافقة مجلس الوزراء ومن ثم التصديق في مجلس النواب. ما يعني أن السياسيين عالمون بطرق تمويل البنك الدولي "المخالفة" لمواقف غالبيتهم، وعالمون أيضاً بالأسباب الموجبة لتلك القروض.

 

البلدية وحرش بيروت: مسيرة مرعبة ضد المساحة الخضراء

يارا نحلة /المدن/الخميس 09/02/2017/لا يبدو أن تقلص مساحة حرش بيروت، بنسبةٍ نحو 75%، قد شفى غليل بلدية بيروت، التي دأبت عبر السنوات الماضية على اجراء صفقات تنازلت بموجبها عن أجزاءٍ عديدة منه لأطرافٍ مختلفة. فكل المؤشرات تدلّ، اليوم، على إصرار البلدية على مواصلة تهديد المساحة الخضراء الأخيرة في العاصمة. فبالإضافة إلى مشروع بناء المستشفى الميداني المصري، تلوح في الأفق مشاريع أخرى لإقتطاع مساحات إضافية من الحرش.

قضم الحرش

شهد حرش بيروت، ولاسيما خلال سنوات الحرب الأهلية، عمليات قضم متتالية أدّت إلى تقليص مساحة العقار 1925 الذي يمتدّ عليه من مليون و200 ألف متر مربع إلى 300 ألف متر مربع فقط. ويقول المحامي واصف الحركة إن "حرش بيروت ليس المتنزه الذي نعرفه اليوم، بل كان عبارة عن إمتداد أخضر طبيعي من المتحف حتى منطقة بئر حسن". وفي ما يخصّ المنطقة المجاورة للحرش مباشرةً، يشير الحركة إلى أن عمليات سلبها بدأت في العام 1983 مع تنازل بلدية بيروت عن مساحة 26000 متر مربع من العقار 1925 لمصلحة الجمعية الخيرية الثقافية (أي مؤسسات الإمام محمد مهدي شمس الدين) مانحةً إياها حق الإشغال والإستثمار لمدّة 99 عاماً، تحت مسمّى إنشاء مؤسسات ثقافية. تتالت بعدها تعديات عشوائية من هذا النوع. فتنازلت البلدية عن 4000 متر مربع من العقار 1925 لمصلحة كشافة الرسالة، حيث أنشئ مبنى لإذاعة الرسالة وهيئة إسعافية تابعة لها، وتنازلت عن 9000 متر مربع لمصلحة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، حيث أنشئت روضة الشهيدين، وعن 8000 متر مربع للوقف الشيعي لإشغالها كمقبرة. وأخيراً تنازلت لحزب الله عن مساحة 6000 متر مربع لنصب خيمة فيها. كما يشغل مخفر الغبيري جزءاً من الحرش لايزال تابعاً للعقار 1925، الذي لم تتخل عنه البلدية، لكن "كل الأشجار أزيلت منه ولم يتمّ تشجير الأرض الملاصقة للمخفر بعد ذلك، وتحوّلت إلى مكب عشوائي للنفايات". ويذكر الحركة أن "البلدية ترفض إبراز الأوراق والوثائق الرسمية لهذه الإتفاقات والصفقات، وبالتالي فإن تفاصيلها وبنودها مجهولة. فنحن لا نعرف إذا ما تمّ بيعها أو تأجيرها أو منح حقّ الاستثمار فيها. وهي في جميع الحالات غير قانونية".

الخطر الراهن

أما اليوم، فوجود الحرش مهدد من ثلاثة مشاريع. أولها إنشاء المستشفى المصري الميداني. وعلى اثر تحرك المجتمع المدني رفضاً لبناء هذه المنشأة، مستنداً إلى عدم قانونية هذا المشروع، أزالت البلدية الأعمدة التي سبق أن شيّدتها، في مقابل انشاء مبنى متنقل. لكن، حتى بموجب هذا التعديل، يبقى المشروع مخالفاً للقوانين، وفق ما يؤكّد المدير التنفيذي لجمعية نحن محمد أيوب. فالبلدية ازالت الأعمدة لكنها أبقت على الباطون، "وفي ذلك خرق واضح لتصنيف هذه المنطقة محمية طبيعية. ما يمنع إقامة أي أبنية داخلها ولو كانت عبارة عن مبان جاهزة".

أما المشروع الثاني فيتمثّل بقرار البلدية تغيير تصنيف جزء من الحرش من المنطقة التاسعة إلى المنطقة الرابعة، وهو قرار في غاية الخطورة، "إذ لا يبقى هناك ما يمنع تشييد ناطحات سحاب داخل الحرش"، وفق أيوب. والحال أن هذا القرار قد إتخذه المجلس البلدي السابق إلا أن المجلس الحالي لم يتراجع عنه. وأخيراً، تعتزم البلدية نقل الملعب البلدي في الطريق الجديدة إلى داخل الحرش، وهو مشروع آخر نال قسطه من المعارضة الشعبية والمدنية، فارتأى المجلس البلدي تغيير خصائص هذا البناء من دون التراجع عنه. ويعتبر أيوب أن تغيير "طريقة البناء لا تحل المشكلة، فمجرّد الحفر في منطقة طبيعية يعتبر مخالفاً للقوانين".

ويشير الحركة إلى أن "هذه المشاريع ليست مخالفة للقانون فحسب، بل إنها غير دستورية أيضاً. ذلك أن مجلس شورى الدولة أقر إجتهاداً ارتقى بموجبه بالملك العام إلى المستوى الدستوري، أي أنه لا يمكن التعدّي عليه وإن بموجب قانون نيابي أو مرسوم وزاري، ناهيك بقرار بلدي. ولا يمكن لأي مشروع أن يتمّ إلا بتغيير الدستور، وهو ما لم يحصل". من جهته، ينفي رئيس المجلس البلدي جمال عيتاني، وجود أي مشاريع لقضم حرش بيروت. وهو ينكر اتخاذ البلدية أي اجراءات مخالفة للقانون. ففي حديثٍ مع "المدن"، يشير عيتاني إلى أن "مشروع المستشفى المصري كان قائماً منذ عهد البلدية السابقة، كما أننا رفضنا الباطون والأعمدة، وسمحنا بتشييد المستشفى شرط أن يكون المبنى متحركاً بغية نقله فور إيجاد موقع أنسب". أما الملعب، فيؤكّد عيتاني أنه "لن يتمّ تشييد أي مبنى جديد، فالملعب موجود ونحن لن نخترع ملعباً جديداً بل سنكتفي بترتيب الملعب الحالي". ووصف عيتاني ما يتمّ تداوله بشأن اتجار البلدية بالحرش بـ"الإدعاءات غير الصحيحة"، مؤكّداً أن "لا صحة لخبر إقدام البلدية على تغيير تصنيف منطقة من الحرش". وأخيراً، يشير عيتاني إلى أهمية هذا الحرش بالنسبة إلى البلدية، وإلى حرصها على المحافظة على ما وصفه بـ"أهم حديقة في بيروت"، لافتاً إلى أن "الجميع سيتفاجأ بالنشاطات التي يتمّ التحضير لها في الحرش".

فيما لم تمضِ سوى فترة وجيزة على استرداد المواطنين حرشهم، يبدو أن المعركة تحوّلت إلى معركة لحماية وجوده. عليه، دعت جمعية نحن إلى تظاهرة احتجاجاً على مشاريع قضم حرش بيروت، وذلك في يوم الخميس، في 9 شباط، عند الساعة 12 ظهراً.

 

مطار القليعات فرصة مؤجلة: أسباب سياسية سرية

جنى الدهيبي/المدن/الخميس 09/02/2017

بعدما انشغل اللبنانيون بـ"كارثة" طيور النورس التي كانت تحلّق فوق السواحل القريبة من محيط مطار بيروت الدولي، وما شكّلته من خطرٍ على سلامة الطيران المدني، ارتفعت أصوات تطالب بضرورة السعي إلى إيجاد حلٍّ بديل. فاستعاد المطالبون فكرة اعادة فتح مطار الرئيس رنيه معوض في القليعات. وعزز ذلك قول وزير الأشغال يوسف فنيانوس، خلال جلسة مساءلة الحكومة، في 7 شباط، إن "الحكومة تعمل لأن يكون هناك اعادة تشغيل لمطارات القليعات ورياق وحامات". هذه اللحظة، التي التقطها المجتمع الأهلي العكاري مع لجنة إنماء وتشغيل مطار القليعات، أستُفيد منها في رفع منسوب الضغط على القيادات السياسية، على أبواب الانتخابات النيابية، وفي تحويل المشروع إلى "طُعم" تختبر به حكومة الرئيس سعد الحريري ومدى جديّة وعودها بتنفيذ مطالب عكار الإنمائيّة، ولاسيما أنّ المنافسة السياسية شمالاً لم تعد سهلة.

ضرورة وطنية

مطار القليعات، وبعدما اقتصر دوره منذ العام 1967، على أن يكون مطاراً عسكرياً ضمن سياسية الدفاع العربي المشترك، سبق أن استعمل كمطار مدني في الثمانينات إلى أواخر العام 1991، إثر التثبّت من إمكانيّاته في استقبال أنواع الطائرات كافة. وإذا كان الطيران المدني يحتاج إلى مشروع متكامل لتطويره، ثمّة جهودٌ استثنائيّة تبذلها لجنة إنماء وتشغيل مطار القليعات، في جولاتها على السياسيين والبلديات لرفع المخطاطات التي أعدّتها، والتحضير إلى مؤتمرٍ تأسيسي بمشاركة وزراء معنيين واختصاصيين من أجل فرض "أمر واقع". وينطلق جمال خضر، وهو من مؤسسي اللجنة، من أهميّة تحويل مطلب تشغيل مطار القليعات إلى "ضرورة وطنية" خارج المفهوم المناطقي. ذلك أن من أهم معايير المنظمة الدولية للطيران المدني، وجود أكثر من مطار في كل بلد حفاظاً على السلامة العامة للمسافرين في حالات الهبوط الاضطراري. ما يجعل مطار القليعات، بما يحظى به من امتيازات، المرشّح الأول، لأن عكار أقرب من قبرص وأولى منها في تلبية هذا الغرض. النقلة النوعية التي يمكن أن يُحدثها مطار القليعات، "تجعلنا نشعر بخسارة إقفاله". فـ"جغرافياً، يُعدُّ موقعه أهم من مطار بيروت، إذ لم تنشأ في محيطه الأبنية المعرقلة لحركة الطيران، كما أن وجوده في أرض ساحلية وسط سهل عكار على بعد 105 كلم من بيروت و25 كلم شمال مدينة طرابلس و7 كلم عن الحدود السورية، وارتباطه بشبكة طرق دولية ساحلية وداخلية، وعدم تعرضه للعواصف والتقلبات المناخيّة، يُمكن الطائرات من الهبوط والإقلاع من دون موجّه وأي عائق، لأنّه مجهز برادار (G.G.A) الذي يسمح بالهبوط في أسوأ الأحوال الجوية. وهو يملك أيضاً مدرجاً يبلغ عرضه 60 متراً وطوله 3200 متر يمكن تطويره إلى 4000 متر، وله أيضاً مدرج ثانٍ تتوافر فيه قطع غيار وأجهزة اتصال ورادار أبنية ومستودعات وقود وهنغارات صيانة"، يقول خضر لـ"المدن".

تحوُّل اقتصادي

سبق للمدير العام السابق للطيران المدنيّ حمدي شوق أن انشغل بالبحث في التفاصيل الفنية والتقنية والتجهيزات اللوجستية لملف مطار القليعات. وهو قدم أخيراً مقترحات عدة، جاءت في سياق دراسته عن "مثلث الشحن العربي"، بين دبي وجدة والقليعات، التي تسلط الضوء على دور المطار في الشحن والنقل والتجارة. ويوضح شوق: "عندما تُفرغ في ميناء طرابلس الحمولات الآتية على البواخر والسفن من المتوسط، يمكن نقلها بواسطة قطار يمتد من طرابلس إلى القليعات وبعدها جواً إلى الخليج. فضلاً عن استغلاله في نقل محاصيل عكار الزراعية، وإمكانية إنشاء معبر حدودي مخصّص للشاحنات التي تنقل البضائع بين لبنان وسورية ودول عربية أخرى". وفي حين أن مطار القليعات يندرج على لائحة المطالب "الميمية" (معرض، مرفأ، محطة ومطار) لتشغيل المرافق في الشمال، يشير رئيس غرفة التجارة والصناعة في الشمال توفيق دبّوسي، لـ"المدن"، إلى أن الحديث عن مطار القليعات لن يدخل حيز "الجدية" ما لم يتحول إلى ملف رسمي على جدول أعمال الحكومة، "لأن الحاجة إليه أصبحت ملحة أكثر من أي وقت". يضيف: "في إمكان مطار القليعات أن يتحول إلى مصدر ربح وفير لخزينة الدولة ويفتح باب الاستثمار أمام الأجانب. وسيتيح فرص عمل في المرحلة الأولى لما لا يقل عن 6000 شخص، وإذا انتهى الاستثمار سيصل عدد فرص العمل إلى 21000 فرصة. وهذا ما قلناه لرئيس الجمهورية ميشال عون عندما زرناه". وعن عمليات إعادة الإعمار في سوريا والعراق، يضيف دبوسي: "ستكون مرافق طرابلس والشمال، بما فيها مطار القليعات، ممراً ضرورياً، سيشكل نهضة اقتصادية نوعية في لبنان. وقد تواصلنا مع البنك الدولي والشركات الكبرى في الصين واليابان وغيرهما، وستعتمد الشمال قاعدة الانطلاق لمشروع إعادة الإعمار. ما يفسح المجال أمامنا في إنشاء مركز جمركي حدودي مجهز بغية مراقبة الشاحنات العابرة ومعاينتها وإنجاز معاملاتها الجمركية، بما سيسهل حركة النقل ويعزز فرصة تخصيص المطار للشحن".

الإذن السوري والتشريع

لكن ما سبق ذكره، لا يمكن أن ينفذ ما لم تأخذ الحكومة اللبنانية "إذن المواقفة" من الحكومة السورية. ذلك أنّ حركة الملاحة والخطوط الجوية في مطار القليعات ستمرّ في الأجواء السورية عبر اللاذقية. فضلاً عن حاجة المشروع إلى موافقة مجلسي الوزراء والنواب، واصدار قانون التلزيم. ويشير الوزير معين المرعبي، لـ"المدن"، إلى أن الوضع الأمني في سوريا حالياً لن يسمح بافتتاح مطار القليعات، وقد يلقى رفضاً. لكن من الناحية التشريعية "لا مشكلة، لكن عملية تفعيله تحتاج إلى إنشاء الهيئة العامة الناظمة للطيران المدني، ومن ثم تلزيم شركة لبدء العمل بعد طرح المناقصات". فـ"مطار القليعات هو مطار مدني حائز التوصيفات اللازمة منذ تأسيسه، وليس مقراً عسكرياً رغم وجود قاعدة القليعات العسكرية". وعن وجود عراقيل سياسية، يتابع المرعبي: "تبقى الأسباب السياسية التي تمنع تشغيل المطار سريّة وغير معلنة، ونحن نعلمها. وعندما تتوفر الظروف المناسبة لن تستطيع أي جهة سياسية أن تقف في وجه ذلك. فمنفعته لا تقتصر على الشمال فحسب، فهو حاجة لمطار بيروت وسيكون مكملاً يخفف الضغط الواقع عليه. وقد تناقشنا حوله مع الرئيس سعد الحريري ووزير الأشغال، ولم نجد مانعاً حكومياً لفتحه".

 

14 شباط: رئيس التيار الأزرق يطل عبر الشاشة البرتقالية!

نسرين مرعب/جنوبية/ 9 فبراير، 2017/أكثر ما يستفزني في قيادات المستقبل ابتداءً من الرئيس سعد الحريري وتدرجاً لكل نائب و وزير وعضو في التيار، هو التهميش المتعمد لإعلام المستقبل شاشة وجريدة!هذه المؤسسة التي هي بمحنتها أحق بالحصرية، وبالحوارات الخاصة المرئية منها، والمكتوبة!

سابقاً، كانت المؤسسة اللبنانية للإرسال هي الوسيلة الإعلامية المدللة لدى تيار الشهيد فكانت الإطلالات خاصة لها دون سواها، أما أحاديث الصحف فكان يتم توزيعها بمعادلة ذكية بين أسماء إعلامية محددة. اليوم، لم تعد المسألة شاشة، بل أصبحت شاشات بالتمدد الإعلامي المستقبلي المستجد نحو الجديد وأخيراً الـOTV، وأصبح في المقابل هناك تهميشاً علنياً لشاشة “لعيونك”. هذا التهميش الذي سوف يتم تتويجه في 14 شباط 2017، الذكرى الثانية عشر لإغتيال الشهيد، حيث سوف يطل الرئيس سعد الحريري من محطة الـOTV العونية.. فيما شاشة الشهيد سوف توثق الذكرى بفيديوهات قديمة تذكرنا به وتعيدنا لمرحلته السياسية. في هذه المناسبة أختار المستقبل، ليس تعصباً، ولا لأننا نطالب بأن تحتكر هي الوجوه الزرقاء، ولكن أقلّ حق لها في ظلّ الأزمة المالية، وفي ظلّ الوفاء، أن يمنحها سياسيو خط الشهيد هي والجريدة حصة الأسد من الحوارات الإعلامية ومن اللقاءات المفصلية، فالوحدة الوطنية التي يحمل رايتها نجل الرفيق لا تعني التخلي عن منبره لصالح منابر أخرى ولو كان القصد وفاقياً!

 

حركة أمل: «يا ويلنا من بعدك يا دولة الرئيس

جنوبية/9 فبراير، 2017/يبدو ان السؤال حول ما هو مستقبل حركة امل فيما لو غاب الرئيس نبيه بري عن موقع رئاستها، سؤال يتحاشى الكثيرون من داخل امل او من خارجها الاجابة عليه.لا شك ان لحركة امل مجلس قيادة يمتلك صلاحية تنظيمية لتولي صلاحيات الرئيس، علما ان منصب نائب الرئيس الذي شغله اكثر من مسؤول في حركة امل كان منهم الراحل العقيد عاكف حيدر، تمّ الغاؤه عمليا ويبدو ان الرئيس بري هو من كان وراء الغاء هذا المنصب منذ اكثر من عشرين عاما، هو الذي يتولى المسؤولية الاولى في الحركة منذ العام 1980، خلفا للرئيس السابق حسين الحسيني الذي شغل هذا الموقع بعد تغييب الامام السيد موسى الصدر في العام 1978. ليس خفيا ان حركة امل لا سيما بعد غياب الامام الصدر، الذي شكل تغييبه القصري عنصر صعود وتمدد لحركة امل في الطائفة الشيعية، كان الرئيس بري هو الذي قاد هذا الصعود والتمدد، ونجح في استثمار الرعاية السورية ل”امل” في عهد الرئيس السابق حافظ الاسد ليجعل منها التنظيم الاول والمكتسح شعبيا داخل الطائفة الشيعية والاقوى عسكريا على مستوى لبنان في عقد الثمانينات من القرن الماضي، وهذا ما كشفته الوقائع في ما سمي انتفاضة 6 شباط عام 1984 الى جانب الدور الفاعل والمحوري الذي لعبته “امل” في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 وصولا الى العام 1985 تاريخ تحرير معظم الاراضي التي احتلتها اسرائيل التي اقتصر حضورها لاحقا على ما سمي الشريط الحدودي المحتل حتى العام 2000. لقد شكل التنافس ثم الصدام السياسي والعسكري مع حزب الله، التحدي الابرز لحركة امل التي عبرت عن هويتها اللبنانية وتمسكها بانتمائها الوطني في مواجهة تنظيم غلبت عليه السمة الايديولوجية الايرانية التي كانت ترفض الاعتراف بالهوية اللبنانية، معلنة انتماءها الى الايديولوجيا التي مثلتها ولاية الفقيه، والتي تعاملت مع الكيان اللبناني ونظامه باعتبارهما غير شرعيين ويجب تغييرهما لينسجما مع مشروع الجمهورية الاسلامية الايرانية.

جوهر الصراع بين أمل وحزب الله كان في البعد السياسي والايديولوجي يتصل بالمسألة اللبنانية اي الاقرار بالانتماء الى لبنان والالتزام بمقتضيات الهوية اللبنانية، لكن ذلك لم يكن ليختصر ابعادا اخرى تتصل بالبعد الاقليمي، فالرئيس بري ايضا بنى علاقة وثيقة مع الرئيس حافظ الاسد الذي كان يعمل رغم تحالفه مع ايران على الحدّ من تمددها ونفوذها في لبنان بما يتعارض مع النفوذ السوري فيه والتي كان الرئيس بري احد ابرز اعمدة سوريا في لبنان وفي مواجهة خصومها واعدائها.

الرعاية السورية للرئيس بري ولحركة امل وفرت لهما المزيد من الحضور والنفوذ، بحيث يمكن القول ان حركة امل والرئيس بري على وجه الخصوص هو الثابت الوحيد في السلطة اللبنانية بين اقرانهما من الاحزاب او الشخصيات السياسية منذ العام 1984، فهو الى العام 1992 شغل منصبا وزاريا في كل الحكومات المتعاقبة، الى ان انتخب رئيسا لمجلس النواب بعد هذا التاريخ ولا يزال الى اليوم. ولأن الرئيس بري ومن خلال حركة امل كان له الدور المحوري في الحياة السياسية وهو يرمز الى العصر الذهبي الذي عاشته حركة امل منذ تأسيسها، فالامام الصدر الذي يشكل عنوانها ورمزها هو الذي اسسها في العام 1974 وهو الذي تم تغييبه في ليبيا عام 1978 اربع سنوات لم تكن كافية ليشهد نتاج ما بذره لكن الرئيس بري الذي نجح في قيادة الحركة بزخم شخصية الامام الصدر ومأساة تغييبه، وحقق لها ومن خلالها مواقع متقدمة على المستوى الوطني، وامسك عبرها بمفاصل عدة في السلطة، الى الحدّ الذي لا يمكن الحديث عن الرجل الثاني او الثالث في حركة امل اليوم، بسبب ان الرصيد لدى الرئيس بري داخل امل لا يمتلك ربعه احد في هذه الحركة، وهو الذي ربما يبرر رافع ذلك الشعار الذي يذيل صورة الرئيس بري منذ سنوات في بلدة الصرفند الجنوبية: ” يا ويلنا من بعدك يا دولة الرئيس”. فماذا بعد نبيه بري وبعد عمر طويل؟

الحلقة المقبلة: من هي القيادات في امل او الشخصيات التي يمكن ان تترأس حركة امل وتقودها؟

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

خبير أمني إسرائيلي: تهديدات ترامب وإيران ضجيج بلا حرب

لندن- عربي21/الخميس، 09 فبراير 2017 /

اعتبر الخبير الأمني الإسرائيلي المعروف، ومحرر الشؤون الأمنية والعسكرية في صحيفة "معاريف"؛ يوسي ميلمان، أن التهديدات المتبادلة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ودولة الاحتلال وإيران مجرد ضجيج بلا حرب. وشدد ميلمان في مقال نشره موقع "ميدل إيست آي" اللندني وترجمه "عربي21"،  على أنه بالرغم من اللغة النارية التي تصدر عن رئاسة ترامب إلا أن الحرب مع إيران لا تبدو وشيكة، كما أن مسؤولين أمريكيين كبار ومعهم نائب الرئيس مايك بينس أضافوا طبقة أخرى من الضبابية وعدم الوضوح، حيث صرحوا بأنه توجد لدى الإدارة عدة خيارات، و"أننا سوف نتخذ الإجراء المناسب"، دون أن يكشفوا عن نوع الإجراء.

ثنائية.. نتنياهو وترامب

وكشف يوسي ميلمان أن ترامب وفريقه يمقتان الاتفاق النووي الذي ورثوه من إدارة أوباما، وأن الإدارة الأمريكية الجديدة تعيد الخيار العسكري من جديد إلى الواجهة –أو هكذا تبدو الأمور. في مقابل ذلك أشار ميلمان في مقاله إلى أن أجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة الأمريكية وفي إسرائيل ترى أن صفقة النووي "لم تكن صفقة سيئة"، إلا أن فريق ترامب، مثله مثل نتنياهو، يرى أنها كانت كارثية. ولكن يبدو أن يدي ترامب مقيدتان ولا يقدر على عمل شيء، فالصفقة ليست شأنا ثنائيا بين الولايات المتحدة من جهة وإيران من الجهة الأخرى وإنما هي اتفاقية متعددة بين أطراف متعددة أقرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ويدعمها المجتمع الدولي بأسره. وسيلتقي بنيامين نتنياهو الأسبوع المقبل في واشنطن بالرئيس ترامب، وسيحاول إقناعه باتخاذ إجراءات صارمة ضد إيران، وهذا أيضا ما يرجوه زعماء الدول السنية الموالية للغرب مثل المملكة العربية السعودية والبحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة.

ولم يعد أن نتنياهو يتحدث عن أي هجوم عسكري، سواء كان إسرائيليا أو أمريكيا. فسواء كانت صفقة النووي كارثية أم لا، بمجرد أن أصبحت واقعا تلاشى الحافز لديه لمهاجمة إيران – أو حتى للتظاهر بأنه كان على الاستعداد لشن هجوم عليها، وكل ما يرجوه الآن هو أن يستمر ترامب في مراكمة الضغط على إيران.

الخيارات.. بين أوباما وترامب

وأشار الخبير الإسرائيلي إلى أنه قبل إبرام صفقة النووي، كانت العبارة التي رددتها إدارة أوباما وحكومة نتنياهو مرارا وتكرارا هي "كل الخيارات موضوعة على الطاولة" وذلك في إشارة إلى احتمال شن هجوم عسكري ضد الجمهورية الإسلامية. بينما كان أوباما يسعى إلى إخضاع إيران وتقليص برنامجها النووي كان نتنياهو يخطط لجر الولايات المتحدة نحو القيام بعمل عسكري ضد إيران. وأكد أنه في عام 2012 أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه إيهود باراك تعليمات إلى الجيش، وخاصة إلى سلاح الجو وأجهزة الاستخبارات، بإعداد سيناريوهات لشن هجوم على إيران.  وأوضح يوسي ميلمان، أنه في عهد إدارة أوباما كان كبار المسؤولين في المخابرات وفي الجيش، مثل رئيس الموساد الراحل مائير داغان، يعارضون التأجيج على الحرب الذي كان يمارسه نتنياهو وباراك، حيث كانوا يصرون على أنه لا معنى لأن تلجأ إسرائيل إلى استخدام الملاذ الأخير بينما ماتزال الخيارات الأخرى – مثل المقاطعة والتخريب والهجوم الإلكتروني باستخدام فايروس ستاكسنيت –ممكنة. وبناء على ذلك تم رفع خيار الحرب عن الطاولة في نهاية المطاف. وخلص ميلمان إلى أن الخطوات التي اتخذتها إدارة ترامب حتى الآن، بما في ذلك فرض العقوبات، تعتبر صغيرة ومحدودة، وإذا ما أرادت الإدارة أن تضفي مصداقية على تهديداتها وأن تقنع إيران بأخذ هذه التهديدات على محمل الجد فإنا بحاجة لأن تكون أكثر إبداعا في صياغة كلامها وأكثر جدية فيما يصدر عنها من أفعال. ولكن، مازال غير واضح ما الذي ينوي ترامب القيام به.  وأكد أن ترامب يسعى مع بعض مساعديه (من أمثال ستيف بانون) إلى تصعيد التوتر مع إيران، فهم يريدون استفزاز طهران حتى توفر لهم المبرر للانسحاب من صفقة النووي بل وحتى لشن هجوم على إيران. ولكن حتى الآن، يظهر من رد الفعل الإيراني المنضبط أن طهران لم تبلع الطعم. وكشف أن التوتر والتصعيد قد يمنح الرئيس حسن روحاني، المعروف باعتداله النسبي، الفرصة للفوز بفترة رئاسية ثانية (في حالة ترشحه) ستجري الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في شهر أيار/ مايو.

 

مخطط إيراني خبيث للسيطرة على الشرق الأوسط

الجزيرة/2017 - شباط – 09/تناول مقال في صحيفة ديلي تلغراف الاختبارات الصاروخية البالستية التي أجرتها إيران مؤخرا وأدانها البيت الأبيض، معتبرا ذلك سلوكا عدائيا فأصدر بموجبه تحذيره لطهران بوضعها "تحت الملاحظة". واستهل الكاتب كون كوغلين في مقالته تلك بأن كل الدلائل تشير إلى أن طهران عازمة على إثارة المواجهة بينما تواصل تصعيد سياستها لتقويض المصالح الغربية في جميع أنحاء العالم العربي. واعتبر كوغلين أن هذه الاختبارات الصاروخية خرق لروح الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع الرئيس السابق باراك أوباما في عام 2015، وأنها ليست سوى غيض من فيض بالنسبة إلى التهديد الأكبر الذي تشكله للاستقرار الإقليمي. وأشار الكاتب -في مقالته بصحيفة ديلي تلغراف- إلى تورط الحرس الثوري الإيراني في اليمن ومساعدته للتمرد الحوثي بالأسلحة المتطورة، وأنه يشبه مساندة إيران لطالبان، مما أدى إلى أن تجد القوات البريطانية في جنوب أفغانستان نفسها وقد تعرضت للهجوم من الأسلحة الإيرانية. وفي العراق تتبدد آمال الشفاء من الانقسام الطائفي العميق الذي نما أثناء أكثر من عقد من الصراع بسبب الدعم الإيراني للمليشيات الشيعية العازمة على منع أي مصالحة مع الجماعات السنية التي يزعم خصومها أنها هيمنت في السابق على المشهد السياسي تحت حكم صدام حسين. كما أن تقرير منظمة العفو الدولية عن الإعدامات الجماعية للسجناء السياسيين التي قام بها نظام الأسد في سجن صيدنايا العسكري يسلط ضوءا جديدا أيضا على تورط إيران في سوريا، حيث تنفق طهران نحو خمسة مليارات دولار سنويا لحماية نظام الأسد أقرب حليف إقليمي لها. كذلك لم تتهاون إيران في محاولاتها لتخويف دول الخليج، حيث اتهمت بتدبير هجوم الشهر الماضي على سجن في البحرين قتل فيه شرطي وفر منه عشرات السجناء. ويرى الكاتب أن الوقت قد حان كي تفيق واشنطن لواقع النفوذ الإيراني الخبيث في الشرق الأوسط والتصرف وفقا لذلك، وأنها إذا تركت وشأنها ليكون لها موطئ قدم دائم في عواصم عربية مثل بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء فإن التوازن الجيوسياسي في الشرق الأوسط سيتغير إلى الأبد لصالح طهران. وختم بأن هذا الأمر سيكون كارثة كبيرة للغرب وحلفائه الإقليميين، ولهذا السبب يجب أن يكون تحذير ترمب لطهران مشفوعا بإجراء صارم إذا رفض الملالي أن يصلحوا أساليب المواجهة.

 

اغتيال أمين عام حزب الله العراقي بالبصرة

"القدس العربي" - 9 شباط 2017/قال مصدر أمني عراقي، الخميس، إن أمين عام حزب الله العراقي المنضوي، في الحشد الشعبي (قوات شيعية موالية للحكومة) قتل في ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء وأصيب احد مرافقيه بعد هجوم مسلح نفذه مجهولون وسط محافظة البصرة جنوب العراق. وقال الرائد جمعة الحمراني إن “الأمين العام لفصيل حزب الله المنضوي في الحشد الشعبي باسم الموسوي قتل في ساعة متأخرة من ليلة امس بإطلاق نار من مجهولون استهدف سيارته الخاصة بمنطقة الحيانية وسط محافظة البصرة”. واوضح الحمراني أن “اطلاق النار اصاب ايضا مرافقا له بجروح خطرة” مضيفا ان “المسلحين فروا الى جهة مجهولة بعد تنفيذهم الهجوم”. ولم تتبن أي جهة مسؤوليتها عن عملية الاغتيال. وكان الموسوي قد اعلن العام الماضي تشكيل مجلس فصائل المقاومه في البصره للتصدي لتنظيم الدولة الاسلامية “داعش”، وحذر بعض المسؤولين الامنيين في المحافظة من الاساءة لفصائل الحشد الشعبي والعمل على تكريم المقاتلين. وأدانت الفصائل المسلحة الشيعية بما اسمته “الممارسات غير المنضبطة” للقوات الأمنية بحق عناصر المقاومة، وعدت استقدامها لقوات من خارج المحافظة إجراءً لا داعي له.وكانت بغداد قد ارسلت قوات مسلحة الى محافظة البصرة العام الماضي لمواجهة بعض الخارجين عن القانون والمنضويين في الحشد الشعبي وفض النزاعات العشائرية المسلحة.

 

أميركا تدرس معاقبة إيران والسبب حزب الله

"العربية" - 9 شباط 2017/يبدو أن مسلسل الضغط الذي بدأته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد إيران، وبعض أنشطتها أو الكيانات التي ترعاها في عدد من دول الشرق الأوسط، مستمر. وقد تشي الأيام المقبلة بموقف "حديدي" لترمب ومغاير لما عهد من قبل سابقه في البيت الأبيض ضد إيران.

أما الخطوات التي ستنتهجها إدارة ترمب لمعاقبة طهران فعديدة، ولا تزال معظمها قيد الدرس. وقد تبدأ أولاً بالحرس الثوري وهو اليد الحديدية لتمدد طهران وتدخلها في عدد من الدول لا سيما سوريا والعراق. وفي هذا السياق، أبلغ مسؤولون أميركيون الأربعاء وكالة "رويترز" وصحيفة "نيويورك تايمز"، بأن إدارة ترامب تدرس اقتراحاً قد يدرج "الحرس الثوري" على لائحة التنظيمات الإرهابية، ومعه تنظيم جماعة "الإخوان المسلمين". إلا أن الزخم الأقوى يتجه إلى إدراج الحرس الثوري، بحسب ما أوردت "نيويورك تايمز"، مضيفة أن وزارة الخارجية والوزير ريكس تيليرسون سيتوليان مراجعة هذين الاقتراحين. ويحضّ مستشارون لترمب في البيت الأبيض، بينهم مايكل فلين وستيفن بانون وسيباستيان غوركا، على إدراج التنظيمين على اللائحة. ويتهم العديد من المسؤولين الأميركيين الحرس الثوري بدعم حروب بالوكالة في الشرق الأوسط.

 حزب الله والحوثيون والعراق

أما الخطوة التالية فقد تكون فرض عقوبات على إيران لدعمها بعض الجماعات الإرهابية. إذ كشف مسؤول أميركي بارز يشارك في مراجعة السياسة تجاه طهران أن الإدارة الجديدة تعتبر إيران أوضح خطر على المصالح الأميركية، وتبحث عن سبل للضغط عليها. وأضاف أن البيت الأبيض قد يتّجه، بدل تمزيق الاتفاق النووي، إلى معاقبة طهران على دعمها جماعات في دولٍ شرق أوسطية، مثل حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن وتنظيمات شيعية في العراق.لكنه حذر من نتائج عكسية محتملة للعقوبات على الحرس، إذ قد تقوّي شوكة الأصوليين في إيران، وتضعف الرئيس حسن روحاني، وتشجّع قوى تدعمها طهران في العراق وسوريا على الحدّ من أي جهود ضد "داعش" في البلدين، وربما رعاية جهود ضد قوى تدعمها الولايات المتحدة أو القوات الأميركية التي تحارب التنظيم في العراق. عقوبات على الصناعات من جهة أخرى، ترى مصادر مطلعة أن من الخيارات الاستراتيجية الأميركية الأخرى فرض عقوبات على الصناعات الإيرانية التي تدعم تطوير الصواريخ. ومن الممكن أن يؤدي إدراج الحرس الثوري في قائمة المنظمات الإرهابية إلى إبعاد الاستثمار الأجنبي عن طهران لأن الحرس يشرف على إمبراطورية أعمال كبيرة في إيران. وقال مصدر إن الإدارة تعول على انضمام الأوروبيين لها في نهاية الأمر لأن الشركات الأوروبية قد تفكر بجدية في إنهاء صفقاتها الكبرى في إيران خشية فرض عقوبات أميركية "ثانوية" عليها.

 

جمهوريون يدعون ترمب لانتهاج سياسة صارمة مع روسيا

الخميس 13 جمادي الأول 1438هـ - 9 فبراير 2017م/واشنطن- رويترز/حث تسعة أعضاء بمجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه دونالد ترمب الرئيس الأميركي على انتهاج سياسة "صارمة" تجاه روسيا لينضموا بذلك إلى مجموعة متزايدة من أعضاء الكونغرس القلقين من أنه قد يكون متساهلا أكثر من اللازم مع موسكو. وكتب الأعضاء التسعة وبينهم جون كورنين الرجل الثاني من الجمهوريين في مجلس الشيوخ رسالة لترمب تقول إن التعاون مع موسكو ضروري في عدة مجالات لكنهم دعوا لعمل حازم في أوكرانيا وسوريا وفي مجال الأمن الإلكتروني. وقال الأعضاء في الرسالة "بينما يتعين علينا السعي لإيجاد أرضية مشتركة مع روسيا في مجال المصالح المشركة.. ينبغي ألا نتعاون مع روسيا على حساب مصالحنا الأساسية التي تتمثل في الدفاع عن حلفائنا والترويج لقيمنا." وجاء في الرسالة أن على الولايات المتحدة أن تدين العدوان الروسي في أوكرانيا وتتخذ خطوات لوقفه بما في ذلك الإبقاء على العقوبات الحالية وفرض عقوبات جديدة عند الضرورة. وعبر الأعضاء عن رغبتهم في أن يرسل ترامب أسلحة فتاكة لأوكرانيا للدفاع عن نفسها. وأثار تعبير ترمب العلني عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووعوده بإعادة بناء العلاقات الأميركية المتوترة مع موسكو تساؤلات في واشنطن وبين حلفاء الولايات المتحدة بشأن التزامه بالإبقاء على العقوبات المفروضة على روسيا لتدخلها في الحرب في أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم من أوكرانيا. وقالت الرسالة أيضا إن على واشنطن ألا تدخل في أي اتفاق مع موسكو في سوريا إلى أن توقف روسيا دعم نظام بشار الأسد في سوريا. وقالت إن على واشنطن التصدي للهجمات الإلكترونية التي ألقت باللوم فيها على روسيا.

 

وزير العدل الأميركي.. صقر متشدد يعارض حظر سفر المسلمين

الخميس 13 جمادي الأول 1438هـ - 9 فبراير 2017م/دبي - العربية.نت/مع مصادقة مجلس الشيوخ الأميركي، الأربعاء، على تعيين السيناتور المحافظ، جيف سيشونز، يرتفع عدد أعضاء إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الذين وافق مجلس الشيوخ على تعيينهم في مناصبهم، إلى 6. إلا أن تصويت المجلس لم يكن سلساً، إذ عارض تعيينه 47 عضواً مقابل 52 جلهم من الجمهوريين، لاسيما أن ترشيح السيناتور عن ولاية ألاباما واجه في 18 نوفمبر (يوم رشحه ترمب) العديد من الانتقادات. فالمحافظ الجمهوري المتشدد، جيف سيشونز، غير محبوب من قبل الديمقراطيين، ومن جانب الليبراليين والمدافعين عن الحقوق المدنية، الذين استعادوا تصريحات سابقة له اعتبرها خصومه عنصرية. وبذل الديمقراطيون قصارى جهدهم لمنع زميلهم الجمهوري المتشدد من تبوؤ منصب وزير العدل، لكن الجمهوريين الذين يتمتعون بالأغلبية في المجلس تكتلوا حوله. وندد السيناتور الديمقراطي، كريس مورفي، بتعيين وزير للعدل "يدافع عن التمييز وعن كره الأجانب"، بحسب تعبيره.

حقائق عن الصقر الجديد

ولد سيناتور ألاباما في الولاية نفسها في ديسمبر 1946. وحاز على شهادة البكالوريوس في الفنون سنة 1969ثم نال الدكتوراه في الحقوق من جامعة ألاباما بعد 4 سنوات. يعرف عن "الصقر" الجديد، الذي انضم لفريق ترمب، معارضته الشديدة للهجرة غير الشرعية، وقد نادى قبل 11 عاماً بوضع سياج فاصل بين أميركا والمكسيك. فحين نادى ترمب خلال حملته بضرورة بناء جدار على حدود البلدين، كان بطبيعة الحال سيشونز أول المؤيدين والمهللين للفكرة. يعرف عنه أيضاً حبه وتبجيله للقوات المسلحة، وقد ذكر ذلك مراراً في تصريحات له. وقد عمل بين سنتي 1973 و1986 في قوات الاحتياط "ومازال يعتبر تلك الفترة واحدة من أغنى فصول حياته"، بحسب قوله. اتهم في الثمانينيات بإطلاقه تصريحات عنصرية تجاه السود، ما منع تعيينه قاضياً فيدرالياً في حينه. كما أنه من مؤيدي السياسات المحافظة التي تناهض الإجهاض وحقوق المثليين، وغيرها من القضايا الاجتماعية التي يتفق فيها مع ترمب. عام 1997 انتخب سيناتورا عن ولاية ألاباما، وما زال يشغل هذا المنصب حتى الآن. شهدت جلسة التصويت على تعيينه نقاشات حادة، إلا أن سيشونز تعهد بحماية الأقليات والحريات الفردية، نافياً إدلاءه بتصريحات عنصرية في السابق. كما أعلن أنه لا يؤيد إصدار قانون يمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة. وأقر بأن أسلوب الإيهام بالغرق في الاستجواب الذي منع في عهد باراك أوباما، كان "غير ملائم قطعاً وغير قانوني"، كما هو شأن أي شكل من أشكال التعذيب الأخرى.

وزير العدل والنائب العام في البلاد

يذكر أن وزير العدل في الولايات المتحدة هو "النائب العام" في البلاد، ويشرف على مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي، " وعلى المدعين العامين الفيدراليين جميعاً وعددهم 93 مدعياً عاماً، إضافة إلى إشرافه على مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات "آي تي أف" ووكالة مكافحة المخدرات وإدارة السجون و"خدمة المارشالات"، السلك المتخصص بملاحقة الفارين من وجه العدالة الفيدرالية.

 

سفير روسيا لدى إسرائيل: نضمن عدم وصول أسلحتنا إلى حزب الله

وكالات/09 شباط/17/صرح السفير الروسي لدى إسرائيل ألكسندر شين بأن موسكو تضمن للجانب الإسرائيلي عدم وصول أسلحة روسية إلى “حزب الله”. وقال شين في حديث لوكالة “إنترفاكس” إن إسرائيل تعرب عن قلقها بشأن تقارب روسيا وإيران حول سوريا، مضيفا أن تل أبيب تعتبر تسليم أسلحة حديثة لـ”حزب الله” اللبناني وإنشاء قاعدة معادية لإسرائيل في منطقة الجولان بمشاركة “حزب الله” وإيران “خطوطا حمراء” بالنسبة لها. وأكد السفير: “نحن نأخذ في الاعتبار مصالح الأمن الإسرائيلي ونضمن عدم وصول أسلحة روسية إلى “حزب الله” يمكن أن توجه في الاتجاه الإسرائيلي”. من جهة أخرى، قال شين إن دعم موسكو لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2234 الذي دان النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية لم يؤثر سلبا على العلاقات الثنائية، مشيرا إلى أن الجانب الإسرائيلي يعرف الموقف الروسي بهذا الشأن جيدا. وأضاف أن السلطات الإسرائيلية ردت بشكل مختلف على تصويت بعض الدول الأخرى، فعلى سبيل المثال أصر الجانب الإسرائيلي على إلغاء زيارة رئيس وزراء أوكرانيا التي أيدت هي الأخرى قرار مجلس الأمن ضد الاستيطان الإسرائيلي في نهاية عام 2016 الماضي. من جهة أخرى، قال شين إن روسيا وإسرائيل ستجريان في نهاية شباط الجاري مشاورات في مجال مكافحة الإرهاب على مستوى نائبي وزيري الخارجية. وبشأن نية واشنطن نقل سفارتها إلى القدس أشار السفير الروسي إلى التزام موسكو بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 478 الذي يحظر إقامة سفارات أجنبية في القدس، مؤكدا أن نقل السفارات إلى غرب القدس “ليس حلا”.

 

روسيا تقتل بالخطأ جنودا أتراكا في سوريا.. وبوتين يعزي

الخميس 13 جمادي الأول 1438هـ - 9 فبراير 2017م/العربية.نت – وكالات/أعلن الجيش التركي، الخميس، أن ضربات جوية روسية قتلت - خطأ - 3 جنود أتراك وأصابت 11 قرب مدينة الباب، التي تقع تحت سيطرة تنظيم "داعش" شمال سوريا، فيما اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مقتل الجنود الأتراك سببه نقص التنسيق مع أنقرة. وأضاف الجيش في بيان له أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عبّر للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن حزنه بسبب الحادث، فيما قال الكرملين "بوتين عبر عن تعازيه في مقتل بضعة جنود أتراك قرب مدينة الباب السورية". قال الكرملين في بيان إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي طيب أردوغان اتفقا أثناء اتصال هاتفي، الخميس، على زيادة التنسيق العسكري ضد تنظيم داعش في سوريا. وقال الكرملين إن بوتين وأردوغان اتفقا أيضاً على العمل بنشاط من أجل دعم محادثات السلام بشأن سوريا في أستانا وجنيف، وناقشا الاستعدادات لاجتماع بين البلدين في روسيا في مارس/آذار. تقدم كبير وفي نفس السياق قتل خمسة جنود أتراك، الخميس، في معارك في مدينة الباب، ما يرفع عدد الجنود الأتراك الذين قتلوا خلال اليومين الماضيين إلى 10، بحسب "الأناضول". وأصيب عشرة جنود آخرين في القتال بين داعش والجيش التركي، الذي يدعم فصائل سورية معارضة تسعى إلى السيطرة على المدينة. وقتل خمسة جنود أتراك الأربعاء وأصيب 15 آخرون. وبحسب وكالة "دوغان" للأنباء فقد وصل عدد الجنود القتلى في العملية في سوريا إلى 66 جندياً منذ انطلاق العملية في آب/أغسطس، قتل معظمهم بنيران تنظيم "داعش". وأعلنت تركيا أمس الأربعاء عن تحقيق تقدم كبير في معركة السيطرة على مدينة الباب، وقالت إنها تخطط للتقدم نحو مدينة الرقة السورية، معقل تنظيم داعش، في المرحلة التالية من العملية. وقال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إن مدينة الباب أصبحت الآن "محاصرة من جميع الجوانب" وإن الأحياء الواقعة على مشارفها أصبحت "تحت السيطرة". ومدينة الباب محاصرة منذ الاثنين عندما قطعت قوات النظام السوري المتقدمة من الجنوب الطريق المؤدي إلى المدينة.

 

لأول مرة..درع الفرات تشتبك مع قوات الأسد بالباب السورية

الخميس 13 جمادي الأول 1438هـ - 9 فبراير 2017م/دبي - قناة العربية/أفاد مصدر في الجيش الحر بوقوع اشتباكات بين قوات درع الفرات المدعومة من تركيا وقوات نظام الأسد لأول مرة قرب مدينة الباب الحدودية مع تركيا. كما أكد المصدر نفسه أن المدفعية التركية قصفت قوات الأسد قرب الباب.

وأشار إلى أن الاشتباكات بين فصائل الجيش الحر وقوات النظام جرت على جبهة أبو الزندين غرب مدينة الباب، وكان مقاتلو الجيش الحر المدعومون من تركيا شنوا هجوما كبيرا داخل مدينة الباب، التي يسيطر عليها داعش، وذلك بعد يوم من اختراقهم دفاعات التنظيم في معقلهم المتبقي في محافظة حلب.

وبحسب أحد قادة المعارضة من قوات درع الفرات فإن مقاتليها يعملون مع قادة أتراك، يتقدمون من منطقة قرب البوابات الغربية للمدينة التي اقتحموها أمس. فيما أكد قائد إحدى الفصائل الرئيسية بالجيش السوري الحر أن القوات في شمال شرقي الباب انتزعت السيطرة على قريتين رئيسيتين كانت أُخرجت منهما مرارا في معارك سابقة بسبب هجمات انتحارية متعاقبة. من جانبه أعلن الجيش التركي، اليوم الخميس، أنه قتل أربعة وأربعين متطرفا في هجمات بالمدفعية وهجمات جوية واشتباكات . كما سقط خمسة جنود أتراك على الأقل في هذه الاشتباكات.

 

داعش يتبنى إطلاق صواريخ تجاه إسرائيل

الخميس 13 جمادي الأول 1438هـ - 9 فبراير 2017م/القدس - زياد حلبي/أعلن تنظيم داعش تبنيه إطلاق الصواريخ على إيلات في إسرائيل مساء الأربعاء. وقال التنظيم في بيان له، الخميس، إنه أطلق عدة صواريخ من طراز غراد على مدينة إيلات جنوب إسرائيل. وكانت منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية اعترضت ليل الأربعاء الخميس 3 صواريخ فوق مدينة إيلات (جنوب إسرائيل) أطلقت من سيناء، بينما سقط صاروخ رابع أطلِق أيضاً من سيناء في منطقة خالية من السكان. وأطلِقت صفارات الإنذار في مدينة إيلات جنوب إسرائيل وسط سماع دوي انفجارات في المدينة. في سياق آخر، سقطت قذيفة هاون أطلقت من الأراضي السورية ليل الأربعاء الخميس على شمال الجولان المحتل، من دون أن تؤدي إلى وقوع إصابات أو أضرار مادية. ورد جيش الاحتلال بقصف موقع تابع لقوات النظام السوري.

 

البحرين: قتل 3 أشخاص أثناء محاولتهم الهروب إلى إيران

الخميس 13 جمادي الأول 1438هـ - 9 فبراير 2017م/دبي – رويترز/أعلنت البحرين، اليوم الخميس، أن قواتها قتلت 3 أشخاص واعتقلت 7 آخرين في اشتباك مسلح وقع في البحر لدى محاولتهم الهروب إلى إيران، وأضافت أن العملية مرتبطة بهجوم على سجن وقع الشهر الماضي. وأظهرت لقطات بثتها الشرطة في مؤتمر صحافي أفراداً من القوات الخاصة يتبادلون إطلاق النار مع الرجال الذين كانوا يستقلون قارباً صغيراً ينطلق مبتعداً عن الجزيرة. وقال قائد الشرطة، طارق الحسن، إن هناك مصابين اثنين من بين المشتبه بهم السبعة الذين اعتقلوا، وأضاف أنهم ضالعون في مجموعة من "الأحداث الإرهابية"، منها تصنيع قنابل وقتل أفراد من الشرطة. وأضاف للصحافيين: "بادر الهدف (القارب) بإطلاق النار بكثافة على الدوريات، حيث تم الرد المباشر على مصدر النيران، وفق الضوابط القانونية المقررة في مثل هذه الحالات وتمت السيطرة على القارب". وتابع: "ضبطت بحوزة المذكورين أدلة مادية تثبت أنهم كانوا على تواصل مع عناصر إرهابية في إيران قبيل القبض عليهم مباشرة، كما أفادوا لدى تسجيل أقوالهم بوجود عناصر إرهابية كانت تنتظرهم خارج المياه الإقليمية لتوصيلهم إلى إيران".وذكر الحسن أن من بين الهاربين عدداً ممن نفذوا هجوماً على مركز الإصلاح والتأهيل في "جو" في يناير/ كانون الثاني، والذي أسفر عن "استشهاد" شرطي وهروب عدد من نزلاء السجن. وتتهم البحرين إيران بإذكاء الاضطرابات ودعم المتورطين في هجمات مسلحة بالمملكة.

 

العربي الجديد: المعارضة السورية تستعدّ لجنيف 4 : تمسك بوفد متوازن ومنسجم

الخميس 09 شباط 2017 /وطنية - كتبت صحيفة العربي الجديد تقول: تقترب المعارضة السورية أكثر من حسم كل القضايا المتعلقة بعملية التفاوض مع النظام في جنيف، في 20 فبراير/شباط الحالي. وكثفت هذه المعارضة، بشقيها السياسي والعسكري، الجهود من أجل الاستعداد لجولة رابعة من مفاوضات يتوقع مراقبون أن تكون حاسمة لجهة وضع خارطة طريق لتسوية "تاريخية"، وفق قرارات دولية تدعو إلى عملية انتقال سياسي جاد، يقوم على هيئة حكم كاملة الصلاحيات تتولى إدارة مرحلة انتقالية تنتهي بانتخابات وفق دستور جديد.

وأعلن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري، ان الاردن الذي سيستضيف القمة العربية المقبلة في 29 مارس/آذار المقبل، سيلتزم قرارات جامعة الدول العربية المتعلقة بعضوية سورية. وقال، رداً على سؤال عما إذا كانت هناك مباحثات لإعادة النظر بدعوة سورية للقمة، إن "التعامل مع الدعوات ينطلق من قرارات الجامعة العربية، ونحن نلتزم بما أقرته الجامعة العربية سابقاً، ونتعامل مع هذا الموضوع وفق هذا السياق". وعما إذا كانت هناك اتصالات مباشرة مع إيران حول الأزمة السورية، قال الصفدي "لا توجد اتصالات مباشرة مع إيران حول هذا الموضوع، لكننا شاركنا، كما شاركوا في أستانة". وأضاف "نفعل كل ما هو ضروري من أجل حماية مصالحنا وأمننا الوطني وحدودنا الشمالية". من جانبه، قال شكري إن بلاده تأمل في "إنجاز المسار السياسي، بما يؤدي الى إنهاء هذا الصراع العسكري وآثاره المدمرة على الشعب السوري والحفاظ على وحدة وأراضي سورية".

ونفت مصادر في المعارضة السورية وجود خلافات "جوهرية" حول تشكيلة الوفد، مشيرة إلى أن الفصائل العسكرية جزء من الهيئة العليا للمفاوضات، ولن تنجح الجهود الروسية في خلق فجوة بينها وبين الهيئة، التي دعت وفد الفصائل إلى اجتماعات تجريها في الرياض ظهر غد الجمعة. وشهدت مدينة إسطنبول، على مدى ثلاثة أيام، اجتماعات للهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري، مع ممثلي الأخير في الهيئة العليا للمفاوضات، للخروج برؤية تتعلق بمجمل التطورات السياسية، وفي قلبها مسألة التفاوض في جنيف. كما شهدت المدينة اجتماعاً لممثلي فصائل شاركوا في مفاوضات أستانة، التي عقدت أواخر الشهر الماضي، للتباحث في مسألة مشاركة هذه الفصائل في مفاوضات جنيف، بالإضافة إلى التداول في تشكيلة وفد مفاوض يمثّل المعارضة السورية إلى هذه المفاوضات، يضم عدداً من ممثلي الفصائل.

ونفى ممثل "لواء شهداء الإسلام"، النقيب سعيد مقرش (أبو جمال)، في تصريح لـ"العربي الجديد"، ما أوردته مواقع إخبارية، أول من أمس، عن مطالبة وفد أستانة بحصة كبيرة في الوفد الذاهب إلى جنيف، معتبراً أن الحديث عن خلافات مع الهيئة العليا للمفاوضات "هدفه التشويش على اجتماعات الرياض" التي تُعقد الجمعة، وتضم الهيئة مع وفد الفصائل، للخروج برؤية واحدة حيال مفاوضات جنيف، وتشكيل وفد مفاوض.

وأكد أحد مستشاري وفد الفصائل وجود حرص على أن يكون وفد جنيف قوياً وصلباً، ويمثّل كل مكونات قوى الثورة، السياسية والعسكرية، مشدداً على أن الفصائل العسكرية جزء أساسي وجوهري من الهيئة العليا للمفاوضات، نافياً نيتها تشكيل وفد مواز، أو أن تتحوّل إلى منصة جديدة من عدة منصات معارضة أخرى. وأشار، لـ "العربي الجديد"، إلى أن الهدف هو "تشكيل وفد منسجم ومشترك بالهدف"، مؤكداً أن ما نقلته وسائل إعلام "غير صحيح"، موضحاً أن بعض أعضاء وفد الفصائل طالب بحصة من تشكيلة وفد جنيف في إطار نقاش وتداول للأفكار، مؤكداً أن اجتماع الرياض الجمعة هو "الفيصل" في تحديد أعضاء الوفد.

وتجاهلت المعارضة السورية تلويح الموفد الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، مطلع فبراير/ شباط الحالي، بتشكيل وفد المعارضة المفاوض في حال عجزها عن ذلك، مانحاً المعارضة مهلة انتهت أمس. وقالت مصادر في الائتلاف الوطني السوري إن دي ميستورا "أدرك خطأه فأرسل توضيحاً يؤكد فيه أنه قصد وفد المنصات الأخرى، وليس وفد الهيئة العليا، الممثّل الرئيسي للمعارضة". وأشارت المصادر، في حديث لـ "العربي الجديد"، إلى أن الموفد الأممي يعرف جيداً أنه لا يمكن لأي طرف خارجي أن يشكّل وفد المعارضة، مضيفة "في هذه الحالة تتحوّل المفاوضات إلى ملهاة لا قيمة سياسية لها، ولا مصداقية لها لدى الشارع السوري". وكانت تصريحات دي ميستورا ولّدت حالة استياء في أوساط المعارضة، التي اعتبرتها استخفافاً بقدرتها على تشكيل وفد يمثّل قوى الثورة والمعارضة، ومحاولة ضغط غير مجدية من أجل قبولها بضم شخصيات من "منصات" تتماهى مع الرؤية الروسية للحل. وذكرت مصادر إعلامية أن الموفد الأممي ربما يتقدم باستقالته إثر الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف المقررة في 20 فبراير/شباط الحالي، مشيرة إلى أن أداءه لا يعجب غالبية الأطراف المعنية بالملف السوري.

ولم يستطع دي ميستورا، الذي خلف الأخضر الإبراهيمي منتصف العام 2014، التوصل إلى تسوية بين المعارضة والنظام. وكان للأمم المتحدة دور سلبي وعاجز خلال فترة عمله موفداً إلى سورية، خصوصاً إزاء عمليات التهجير الممنهج للسوريين من قبل النظام، وإيران. وتتهمه المعارضة بمحاباة النظام، وحلفائه، وأنه حاول خلق مسارات متعددة في عملية التفاوض من خلال موافقته على وجود وفود محسوبة على المعارضة بينما هي أقرب إلى النظام. وذهب العميد أسعد الزعبي، الذي ترأس وفد المعارضة إلى مفاوضات جنيف 33 التي أشرف عليها دي ميستورا، أبعد من ذلك، بقوله إن المبعوث الأممي "ابن إيران، وناطق باسم خامنئي"، مؤكداً أن المعارضة طالبت بتغييره "ولم يسمع أحد"، وفق تعبيره.

وأكدت مصادر مطلعة في المعارضة السورية أن دي ميستورا عمل منذ تسلمه مهامه موفداً أممياً إلى سورية على "تشتيت تمثيل المعارضة، وضرب وحدتها"، مؤكدة، لـ"العربي الجديد"، أنه يتواصل الآن مع منصتي القاهرة وموسكو من أجل ضمهما إلى الوفد المعارض. وأكدت المصادر، التي حضرت مفاوضات أستانة، أن دي ميستورا حاول، ولا يزال يحاول، فرض دستور، وضعه خبىراء روس، على السوريين، مضيفة "إنه يلعب دوراً خطيراً. وفي حال عدم تداركه سيكون له تأثير سلبي على حاضر سورية، ومستقبلها". وقال رئيس الوفد البرلماني الروسي إلى سورية، ألكسندر سابلين، بعد اجتماع مع رئيس النظام بشار الأسد، إن الأسد أكد "استعداد سورية لإجراء مفاوضات مع جميع ممثلي المعارضة، بما في ذلك المعارضة المسلحة". وأشار إلى "دعم الأسد للجهود الروسية في محادثات أستانة ونتائج اجتماع المجموعة المشتركة لمراقبة وقف إطلاق النار في سورية".

ومن المنتظر أن تحسم المعارضة أمرها في الكثير من القضايا المتعلقة بالعملية التفاوضية، خصوصاً على صعيد تشكيل وفد "متوازن"، وتأكيد أن الهيئة العليا للمفاوضات هي المرجعية الوحيدة للمعارضة بما يخص العملية السياسية، لقطع الطريق أمام محاولات تُبذل من قبل الروس والإيرانيين والموفد الأممي تهدف إلى "تمييع" هذه المسألة، واظهار المعارضة على أنها منقسمة ومشتتة أمام المجتمع الدولي. وتبدأ ظهر الجمعة في الرياض اجتماعات للهيئة العليا للمفاوضات، مع وفد الفصائل العسكرية من أجل "نقاش متأن" يتناول كل القضايا المتعلقة بالتفاوض، وفق مصدر في الهيئة، مشيراً إلى أن مصلحة القضية السورية "فوق كل اعتبار"، مضيفاً "لن نترك أمرا من دون مناقشة وحسم".

وعلمت "العربي الجديد" من مصادر أن نيّة المعارضة السورية تتجه نحو تسليم رئاسة الوفد إلى شخصية "مدنية"، مشيرة إلى احتمال ترؤس محمد علوش، رئيس المكتب السياسي في "جيش الإسلام"، ورئيس وفد الفصائل إلى أستانة، لوفد المعارضة إلى جنيف، أو أن يتم اختيار شخصية "ذات طابع قانوني" لرئاسة الوفد. وكان أسعد الزعبي ترأس وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف 3، التي علّقت المعارضة مشاركتها فيها في أبريل/نيسان الماضي احتجاجاً على عدم تنفيذ النظام للشق الإنساني من القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي. وأكدت مصادر أن الزعبي ما زال مرشحاً لرئاسة الوفد. ومن المتوقع أن تأخذ مسألة ضم منصات معارضة إلى الوفد المفاوض إلى جنيف حيّزاً كبيراً من اجتماعات الرياض، خصوصاً منصة القاهرة، التي أكد مصدر رفيع فيها، لـ"العربي الجديد"، استعدادها للتقارب مع الهيئة العليا للمفاوضات، كي يكون أحد أعضاء المنصة عضواً في وفد جنيف. وكان نائب رئيس "الائتلاف"، عبد الحكيم بشار، أشار في تصريحات، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "الهيئة منفتحة على مشاركة أوسع طيف من المعارضة الملتزمة بأهداف ومبادئ الثورة السورية"، مؤكداً أنه "على ضوء ذلك، فإن ضم شخصيات معارضة حقيقية من منصات أخرى غير مصطنعة إلى الوفد المفاوض سيكون مقبولاً لدى الهيئة العليا ولدى الائتلاف".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان ومار مارون

ميرفت سيوفي/الشرق/09 شباط/17

«الناسك مارون اعتزل على قمة جبل في المنطقة القورشيّة شمالي غربي مدينة حلب وكرّس على قمة هذا الجبل، معبدًا وثنيًا مهجورًا، ككنيسة يقوم فيها بتأدية شعائر العبادة، أما هو فقد عاش تحت جو السماء دون سقف سوى خيمة صغيرة لم يكن يستظل بها إلا نادراً»…

«اسم الموارنة يرجع إلى اسم القدّيس مارون، المتوفَّى حوالى 410. أما القدّيس مارون، شفيع كنيستنا التي تُعيِّد له في التاسع من شباط، فقد ابتكر طريقةً نسكيّةً فريدةً من نوعها على جبل قورش في سورية الأولى، قوامها العيش في العراء» [المجمع البطريركي الماروني، في هوية الكنيسة المارونية، مادة عدد 6].

لا يشبة موارنة اليوم موارنة مار مارون، الزهاد والنساك الذين اكتسبوا صلابة الصخر وعمق الوديان وشموخ الجبال والفكر المستنير الذي حفظ اللغة العربية ونقّاها وألفّ فيها المعاجم وسطّر الأدب والشّعر، في أحلك أيام عنصرية «تركيا الفتاة»، وهم بكامل وعيهم أنّها لغة القرآن والعرب، ليس هؤلاء كأولئك، إلا من رحم الله منهم فأدركوا أنّهم وإن تمظهروا بصورة الزمن الحاضر في السياسة والقيادة فإنّ بواطنهم عليها أن تحافظ على صلابة يقين وعزم أولئك الأوائل…

هذا كلام، قد يجده البعض مستغرباً من مواطنة لبنانية عربية مسلمة، ولكن لا أكون منصفة إن لم أُشِر إلى أنّ عصريْ النهضة الأولى والثانية التي خرج بها العرب من عصر الانحطاط «المملوكي والعثماني» الذي تبع حريق مكتبة بغداد على يد التتار المغول، الذين وصفوا دائماً بالهمجية، ومع هذا فإنّ مجرد تفكيرهم في حريق مكتبة بغداد يشي بذكائهم الحاد لتدمير أمة العرب والمسلمين، ومن عظيم فضل المسيحيين في عصور الخلافة العربية، وعظيم فضل موارنة لبنان على العرب حفظ لغتهم وإعادة بعث الشعر والآداب العربية وتحبير المجلدات فيها.

يذكر المطران يوسف الدبس، أنّ مار يوحنا مارون، عندما انتقل إلى لبنان في الهزيع الأخير للقرن السابع، نقل معه هامة القديس مارون، ووصل إلى البترون في 5 كانون الأول فشرع الموارنة بالاحتفال بعيد القديس مارون في ذلك اليوم. حسب التقليد الماروني أيضًا، فإنّه عند وفاة مار يوحنا مارون شرع الموارنة بالاحتفال بذكراه في 9 شباط، وهو تاريخ تدشين الكنيسة والدّير الذي شيّده في كفرحي لدى وصوله إليها، ومن ثم دمجت الكنيسة بين عيدي القديسيْن في يوم واحد هو 9 شباط، كما يظهر في الكتب الليتورجية المارونية. لاحقًا في القرن الثامن عشر نقلت البطريركية المارونية عيد مار يوحنا مارون إلى 2 آذار، وهو ما اعتبر بحسب التقليد الماروني تاريخ وفاته، وإبقاء تاريخ 9 شباط لتذكار مار مارون وحده، وهو ما يزال متبعًا حتى اليوم»، وما بين 14 و 5 و9 شباط، يبقى أنّنا إذا جمعنا الرقمين 9 مع 5 سنحصل أيضاً على التاريخ الأول للاحتفال بذكرى القديس مارون 14 شباط، أيُّ نُذُرٍ تكتنف سرّ هذا الرّقم وما يمثله في تاريخ لبنان الحديث على لبنان الهويّة والكيان وعلى المسلمين قبل الموارنة والمسيحيين… هذا الزمن اللبناني السياسي الرديء ما زال قدرُ الموارنة «المقاومة اللبنانيّة» وأن يخرجوا لبنان من احتلالات تتوالى، وكلّ احتلال منها يسعى إلى تغيير وتزييف هوية لبنان بأخرى غريبة عنه، اليوم وأكثر من أي وقت مضى لبنان وبعد قرون طويلة من «المقاومة اللبنانيّة» بات اليوم قدر اللبنانيين جميعاً مسيحيين ومسلمين.

 

عن «التحالفات الهجينة» التي تضمن الحصص قبل التقسيمات؟

جورج شاهين/الجمهورية/9 شباط 2017

كل المواقف من قانون الإنتخاب توحي بأنّ التوصّل الى قانون جامع بات من سابع المستحيلات. فهناك من هو قادر ومستعد لتفجير البلد للحؤول دون ما لا يضمن حصّته، ولذلك فإنّ الجهود المبذولة لن تصل الى نتيجة إيجابية، وهو ما يقود الى البحث عن مخرج ارتأى البعض أنه من خلال التحالفات التي تضمن الحصص أيّا كانت التقسيمات. فكيف ولماذا؟  من النادر ان يرجّح أيّ قطب سياسي او مرجع نيابي إمكان التوصّل الى قانون انتخاب من بين المشاريع المتداولة على صفحات الصحف والمواقع الإلكترونية، فكل النصوص والجداول الإحصائية والبرامج التي تتحدث عن قانون مختلط او مركّب بين النسبيّة والأكثرية كما النسبية الكاملة او الشاملة وضعت على قياس أصحابها مع هامش حركة ضئيل للتعديلات الممكنة التي يمكن لأيّ من أصاحبها احتسابها بميزان «الجوهَرجي» شرط ألّا تلامس او تمسّ الحصة المضمونة له مسبقاً في التقسيمات.

هذه هي حال القانون المختلط الذي وضعه ثلاثي «القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الإشتراكي وتيار «المستقبل»، فكان مصيره السقوط. وقبل ان يخرج النائب وليد جنبلاط من التزاماته في القانون المُشار اليه كان الحلف الثنائي بين «القوات» و«التيارالوطني الحر» قد أنهى الحاجة إليه لدى الطرفين الآخرين، فانضَمّا الى موقع يُنهي التمَسّك به من دون إعلانٍ صريح كالذي اتخذه جنبلاط. وصودِف في هذه المرحلة أن طرحَ رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل مشروعاً مماثلاً يربط بين النظامين الأكثري والنسبي، فكان له المصير نفسه. فالتعديلات التي أجريت عليه لضمان حصة كل من تيار «المردة» والحزب التقدمي الإشتراكي لم تُنقذه، علماً انّ حصة الفئة الأولى كانت مسلوبة في القانون القديم، امّا الثانية فقد كانت مصونة ومضمونة فيه. وعند هذه النقطة بالذات ما زال الخبراء المنتدبون من اللجنة الرباعية وآخرون لدى الماكينات الإنتخابية الصديقة يدرسون بعض الجداول والمشاريع على الخلفيّات عينها من دون جدوى. ومَردّ ذلك الى أنها لم تتناول بعد المعايير الموحّدة التي تحدّث عنها رئيس الجمهورية في غير مناسبة ولم توَفّر الفرص المتساوية أمام المرشحين كتلاً وأحزاباً وشخصيات سياسية لها أوزان مشابهة. وهنا يعترف أحد قادة الأحزاب الكبرى انّ نصائح رئيس الجمهورية وملاحظاته تتخطى القوانين المطروحة، وهي غير متوافرة الى اليوم في أيّ منها، حتى تلك التي وضعها وتبنّاها «التيار الوطني الحر» وجَهدَ باسيل من أجلها. ذلك انّ التعميم بهذه الطريقة لا يُحاكي هواجس أيّ من الأطراف التي تتعاطى بالطبخة الإنتخابية، ولا تقاس بحجم الاستعدادات لحرب الأحجام القائمة في انتظار الاستحقاقات المقبلة، خصوصاً تلك التي تتناول الانتقال الدستوري المقبل في رئاسة الجمهورية. ولا يفيد القول انّ هذا المجلس في حال انتخابه في أيار المقبل أو في نهاية الصيف في حال التمديد التقني، ليس هو من سينتخب الرئيس المقبل. لكنه، وفي الوقت عينه يؤسّس للذي يليه قانوناً وممارسة.

فالقانون الذي يمكن التفاهم في شأنه هذه المرة لن يكون لدورة واحدة، وهو سيكون معتمداً في الانتخابات التي تليها بعد اربع سنوات، ما سيسمح للفائزين به هذه المرة بأن يعزّزوا حظوظهم في المرحلة المقبلة بعد ان تكون القوى التي ستشكّل التحالف العريض الذي يَجهد البعض من أجله قد درست نقاط الضعف والقوة فيه للإفادة منه في المرحلة المقبلة بأفضل الطرق وأسهلها.

وعليه، فإنّ الحديث عن التقسيمات الإدارية المقبلة أيّاً كانت، سواء اعتمدت ما هو مطروح من قوانين او تلك التي تحاكي الستين معدّلاً ومطوّراً، فإنها لن تَفي بالغرض، ما سيقود الى بناء التحالفات التي تتجاوز المنطق والعقل الطبيعي. فللانتخابات، منذ زلزال اغتيال الرئيس رفيق الحريري، نكهة خاصة تتجاوز كل الملاحظات بين الأفرقاء، فبنيَت رباعية او خماسية لمواكبة مرحلة تكوين المجلس واحتفاظ أقطابها بحضورهم ولَو بنسَب مختلفة ومن دون ان تتعداها الى المرحلة التي تليها. فالتجارب السابقة التي تلت انتخابات 2005 وتلك التي أنتجَتها انتخابات 2009 أثبتت أنّ الأكثرية النيابية لم تستطع ان تحكم بمجرد انّ الثنائي الشيعي كان خارجها على رغم وجوده في جزء من التحالفات التي أنتجتها. وهي تجربة ستتكرر في الانتخابات المقبلة وتلك التي تليها بمجرّد الحفاظ على هذه الثنائية التي تسمح بكل أشكال «الفيتوات» التي تعطّل بناء ايّ أكثرية تتجاهَلها. فكيف إذا كان جميع الأطراف يتمسّكون بمعادلة بُنيَت على «الديموقراطية التوافقية» التي لا تستثني إلّا من يستثني نفسه منها؟ وبناء على ما تقدّم، لا يرى المراقبون الذين يتابعون السعي الى القانون الجديد انّ التحالفات الإنتخابية المقبلة ستكون الضمان لحقوق الطبقة الحاكمة اليوم. ولن يستطيع أحد تبديلها في المطلق، ما سيُسهّل الوصول الى مخرج قريب للقانون الجديد الذي يعطي «التحالفات الهجينة» أهمية تتفوّق من خلالها على التقسيمات التي يمكن التوافق عليها.

 

التمديد التقني يطلّ برأسه

ناجي سمير البستاني/الديار/9 شباط 2017

مع الإقتراب من مُهلة 21 شباط لدعوة الهيئات الناخبة للإقتراع في شهر أيّار المُقبل، تزداد المواقف العلنيّة تشدّدًا، في ظلّ تضارب في مدى التقدّم المُحقّق خلف كواليس لجان التفاوض في ما خصّ قانون الإنتخابات النيابيّة المُقبلة. فهل فعلاً سيُبصر قانون جديد النور في الأيام القليلة المُقبلة؟ وفي حال لم يتمّ ذلك، هل ستجري الإنتخابات وفق قانون الستّين أم سيتمّ التمديد مرّة جديدة للمجلس الحالي؟ وهل يُمكن أن يتحوّل المجلس النيابي إلى مجلس سابق من دون سُلطات في حال إنتهاء ولايته المُمدّدة، ومن دون إجراء إنتخابات جديدة ولا تمرير مرسوم التمديد؟

 وردًا على كل هذه التساؤلات أكّدت أوساط سياسيّة مُطلعة أنّ «حزب الله» أعاد رفع السقف بالنسبة إلى موقفه القديم بضرورة إجراء الإنتخابات وفق قانون جديد يعتمد مبدأ النسبيّة وفق دوائر موسّعة قدر المُستطاع، لأنّه إستشعر محاولات جديدة لإبقاء القديم على قدمه، ولإعادة إنتاج سلطة شبيهة بتلك القائمة حاليًا، ووفق التوازنات السياسيّة نفسها. وأضافت الأوساط نفسها أنّ «الحزب» يعتبر أنّ ما كان يصحّ في العام 2009 لا يصحّ في العام 2017، بعد كل التغييرات التي حصلت، بالنسبة إلى الصراعات العسكريّة - السياسيّة الإقليمية والدَوليّة، وبالنسبة إلى الصراع السياسي الداخلي. وشدّدت الأوساط السياسيّة نفسها أنّ «الحزب» يتطلّع إلى تغيير حقيقي على مُستوى حجم الكتل النيابية، وبالتالي إلى تغيير جذري على مُستوى التوازنات السياسيّة الداخليّة، ويرى أنّ هذا الأمر قابل للتحقيق لصالحه ولصالح القوى الحليفة، عبر مُطلق أي قانون يعتمد مبدأ التصويت النسبي الكامل، بغضّ النظر عن حجم الدوائر، ومع تطبيق وحدة المعايير في التقسيمات في كل لبنان.

 ولفتت الأوساط السياسيّة المُطلعة نفسها إلى أنّ «الحزب التقدمي الإشتراكي» الذي يرفض كليًا أيّ قانون نسبي، عاد خطوة إلى الوراء، لجهة التنكّر لصيغة «القانون المُختلط» التي سبق وأن وافق عليها، ولجهة المُطالبة باعتماد «قانون الستّين» مُعدّلاً، يُحاول تخفيف خسائره بشكل إستباقي. فنتائج مُختلف الحسابات الإنتخابيّة أظهرت أنّه ما لم يتمّ إعتماد القانون النافذ حاليًا، فإنّ خسارة الحزب «الإشتراكي» ستكون جسيمة، ليس على مُستوى فقدان القُدرة على إنتخاب نوّاب مسيحيّين قبل ضمّهم إلى كتلته النيابيّة الموسّعة، وكذلك فقدان القُدرة على المُساومة مع بعض القوى الحزبيّة المسيحيّة على بعض المقاعد الأخرى، وإنّما أيضًا على صعيد الإضطرار إلى تقاسم الحصّة النيابيّة الدرزيّة المحدودة الحجم أصلاً بسبب قلّة عدد أبناء الطائفة، مع شخصيّات درزيّة أخرى وشخصيّات مُعارضة مختلفة.

 وأضافت الأوساط السياسيّة المُطلعة أنّ ما ينطبق على الحزب «الإشتراكي» يطال أيضًا - ولو بنسبة مُتفاوتة، «تيّار المُستقبل» الذي تواجه كتلته المُوسّعة، والتي تُعتبر الأكبر في البرلمان اللبناني الحالي، خطر التقلّص بشكل كبير. ولفتت إلى أنّه كلّما كان القانون مُنصفًا للمسيحيّين، لجهة قُدرتهم على إنتخاب نوّابهم بقدراتهم الذاتيّة، كلّما ستكون خسارة «المُستقبل» النيابيّة كبيرة على مُستوى النوّاب المسيحيّين المحسوبين عليه. وشدّدت الأوساط السياسيّة على أنّ التحدّيات التي يتعرّض لها «المُستقبل» تطال أيضًا حجم كتلته داخل الطائفة السنّية نفسها، لأنّ القانون الأكثري يخوّله الفوز في كل الدوائر تقريبًا، بينما أي قانون يعتمد مبدأ النسبيّة سيُؤدّي إلى خسارته مجموعة لا بأس بها من المقاعد. ورأت المصادر أنّه من هذا المُنطلق يحرص تيّار «المُستقبل» كما الحزب «الإشتراكي»، على الإحتفاظ بأكبر قدر مُمكن من التأثير الإنتخابي في الدوائر المُختلطة، متوقّعة أن يواصلا مُعارضة أيّ قانون يُدمّر حجم كتلتيهما النيابيّتين، ويُقلّصهما بشكل كبير.  وأضافت الأوساط السياسيّة المُطلعة أنّ «التيار الوطني الحُرّ» يعرف جيّدًا أنّه لن يكون قادرًا على إنجاح العهد الرئاسي، ما لم يستحوذ على كتلة نيابيّة وازنة، الأمر الذي يستوجب تغيير قانون الإنتخاب الحالي، خاصة وأنّ «التيّار» قطع الكثير من الوعود بإستعادة الحُضور المسيحي في السُلطة ككل، بدءًا من قانون إنتخابي جديد يُخرج الناخب المسيحي من تأثير الناخبين من باقي الطوائف والمذاهب. ويعتبر «التيّار» أنّه قدّم تنازلاً كبيرًا بإبداء مُوافقته على قانون «مُختلط» بدلاً من «النسبيّة» الكاملة، وفي حال عدم مُجاراته بتنازلات مُماثلة سيُضطرّ إلى العودة إلى المُطالبة بالنسبيّة غير المُجتزأة. ولفتت الأوساط إلى أنّ التقارب بين «التيّار» وحزب «القوات اللبنانيّة» بُني على شعار ضرورة إستعادة الحُقوق المسيحيّة والدور المسيحي في الدولة ككل، وهو المبدأ الذي توافق الطرفان على رفض التنازل عنه في أيّ قانون إنتخابي جديد.

 وأمام هذا التشدّد المُتبادل، فإنّ أكثر من فريق يُحاول تمرير الوقت للوصول إلى حائط مسدود على صعيد المُهل الدستوريّة الخاصة بإجراء الإنتخابات، على أمل فرض إجراء الإنتخابات وفق القانون النافذ حاليًا. لكنّ الأوساط السياسيّة المُطلعة لفتت إلى أنّه في حال الوصول إلى 21 شباط من دون التوصّل إلى قانون إنتخابي جديد، سيرفض رئيس الجُمهوريّة العماد ميشال عون توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة للإقتراع في شهر أيّار المُقبل، حيث أنّ هذا الخيار محسوم بالنسبة إليه.

 وأضافت الأوساط، أنّه تفاديًا للفراغ على مُستوى السلطة التشريعية، سيتمّ اللُجوء إلى خيار غير شعبي على الإطلاق، يتمثّل بإقرار مجلس النواب قانونًا يقضي بتمديد تقني لمدّة ثلاثة أو أربعة أشهر، بحيث يُصبح موعد الإنتخابات النيابيّة الجديدة في نهاية آب أو بداية أيلول كحدّ أقصى، بدلاً من أيّار المقبل. وأوضحت أنّ الهدف من هذا التمديد الذي سيُغلّف بصفة «التقني» لتخفيف حجم الإعتراض عليه، والذي من المُرجّح أن يكون «تكتّل التغيير والإصلاح» من أبرز المُعترضين عليه، تجنّب أي تعطيل لدور المجلس النيابي ولدور رئيسه نبيه بري، ومنح الجهات السياسيّة كافة المزيد من الوقت للتوصّل إلى قانون جديد. وبذلك، ستكسب السُلطة فرصة إضافية للتوصّل إلى تسوية، من دون إرغام رئيس الجُمهوريّة على التراجع عن التعهّدات التي قطعها، ومن دون الخشية من فراغ نيابي.  وختمت الأوساط السياسيّة نفسها كلامها بالتأكيد أنّ الإنتخابات ستحصل وفق قانون جديد لا محالة، لكن ليس في موعدها على الأرجح، خاصة وأنّ التحضيرات اللوجستيّة والحملات الإنتخابية للمُرشّحين والحملات الإرشادية والتحفيزية للمواطنين، تحتاج كلّها لأشهر عدّة من العمل، على أن تنطلق من قانون ملموس وواضح للجميع، وهو ما لم يحصل بعد. ورأت الأوساط أنّ «الديمقراطيّة التوافقيّة» في لبنان، تعني أنّه لا يُمكن فرض قانون على كل من «تيّار المُستقبل» والحزب «الإشتراكي»، كونهما من أهمّ المُمثّلين في طائفتيهما، لكنّ «المُناصفة الفعليّة» تعني في المُقابل، أنّ على المسيحيّين إنتخاب نوّابهم خارج تأثير الناخبين المُسلمين. وأضافت أنّه من هنا قد تستغرق «دَوزنة» القانون المُقبل للإنتخابات النيابية المزيد من الوقت، مُحذّرة من أنّ عدم التوصّل إلى «قانون تسوية» في المُستقبل القريب، سيُحتّم الدخول في أزمة سياسية مفتوحة، سيُطالب فيها أكثر من طرف بتطبيق «إتفاق الطائف» كاملاً وبحذافيره، في مُقابل مُطالبة أكثر من طرف آخر بالبحث في دستور جديد كليًا للبلاد وفق التوازنات الحالية، مع كل ما يحمله هذا التباين الجذري من مخاطر!

 

المختلط مخالف للدستور

ياسر الحريري/الديار/9 شباط 2017

خلص بعض الدستوريين الى ان القانون المختلط مخالف للدستور، وان اساس فكرة هذا القانون تشوبها صحة التمثيل، كما تشوبها عيوب عدة في طليعتها، عدم المساواة بين اللبنانيين امام القانون، وفي معطياتهم انه يمكن الطعن بالقانون المختلط امام المجلس الدستوري، اذا تمّ تحريره من الضغط السياسي المعهود، كما ان النسبية التي يجري الحديث عنها في ظل الوضع المذهبي القائم، لا تتساوى مع مفهوم النسبية. لذلك فان العديد من هؤلاء الدستوريين الذين التقوا مسؤولين واحزاب اشاروا اليهم الى حقيقة الامور وواقعها، وامكانية الطعن بهكذا قوانين امام المجلس الدستوري.  الامر الآخر ان مرجعاً وازناً شدد امام محازبيه ان يتحضروا لاجراء الانتخابات النيابية في موعدها، الى ذلك وفق المعلومات ان ماكينات الاحزاب الانتخابية بدأت بتشكيل اللوائح، تعمل وتحدد المسؤولين عن ادارة العمليات الانتخابية في مختلف المناطق اللبنانية تحضيراً للانتخابات في موعدها ومصادر معنية في هذه القوى تؤكد ان موعد الانتخابات قائم لا تبديل ولا تمديد ولا فراغ. كون الفراغ سيفتح اشكالات كبرى في البلد من مختلف النواحي الدستورية والتشريعية والميثاقية، ولجهة الاخلال بالتوازن الوطني. لكن بنفس الوقت لن يصار الى اقرار قانون كيفما كان، على ذمّة المصادر، لأن هذا القانون قد يعيش لسنوات طويلة وليس هناك طرف يريد ان يبتلي بقانون لا يمكن له الخروج منه بسرعة.  الجميع يعلم معضلة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، والجميع على قناعة بأنه لا يريد الغاء او تحجيم جنبلاط على المستوى الدرزي على الاقل، لذلك البعض يهمس ان جنبلاط قدم تنازلات للتيار الوطني الحر ببعض المقاعد المسيحية في الشوف ومناطق اخرى، كون الزعيم الدرزي، يريد ترتيب بيته الداخلي تمهيداً لزعامة نجله تيمور على الحزب وعلى الطائفة، وبالتالي فانه لا يريد ان يضع نجله تحت مقصلة التيار الوطني والقوات اللبنانية انتخابياً، كما لا يريد ان يأتي به زعيماً ضعيفاً في الشوف.

وعلى ما يبدو ان معظم القوى السياسية في لبنان، لا تريد تحجيم جنبلاط، وان الجميع متفهم لهواجسه، لكن في حقيقة الموضوع ان اكثر من جهة سياسية وحزبية معنية بخط التواصل، ترى ان الاشكال الانتخابي الحقيقي اليوم، هو بين جنبلاط والحريري من جهة، والتيار الوطني والقوات اللبنانية من جهة اخرى، اذ ان اكثرية المقاعد المسيحية هي بحيازة كل من الحريري وجنبلاط، وان التيارات المسيحية التي تنادي باستعادتها، تستهدف بدعوتها كل من المستقبل والحزب التقدمي، من هنا فان الخلاف الحقيقي هو خلافاً درزيا - مسيحياً وبالتحديد درزياً مارونياً، ومعه الخلاف السني - المسيحي على مقاعد في بيروت وطرابلس ومناطق اخرى، مما يعني ان القوى والاطراف المعنية بهذه المقاعد هي حقيقة قوى حليفة اختلفت على مصالحها ومقاعدها الانتخابية، وتريد وفق مرجع سياسي، ان تجعل من هذا الخلاف ازمة وطنية.  اما مناداة جنبلاط بتطبيق الطائف، فبرأي الكثيرين، فرصة لاطلاق عملية اصلاحية وسياسية ودستورية، وامكانية لمحاربة الفساد وقيام دولة المؤسسات، والثنائي الشيعي لا يرفض تطبيق الطائف بهذا الخصوص. وبالتالي يمكن لجنبلاط اقناع حلفائه في القوات وتيار المستقبل وغيرهما في السير بتطبيق المادة 22 الدستورية من اتفاق الطائف. وفي حال التوافق، يصار الى انتخاب مجلس نيابي خارج القيد الطائفي بنسية كاملة ويشكل مجلس للشيوخ برئاسة درزي، وتسيير الامور، لكن في الكواليس الامور ليست في هذا الاتجاه، بل تسير على ترتيب تسوية انتخابية عبر القانون الذي يحفظ للجميع ادوارهم ومكانتهم المذهبية والمناطقية، ومن خلاله يستعيد المسيحيون معظم المقاعد التي خسروها في لوائح جنبلاط والمستقبل.

 

حسابات فرنجية أبعد من زغرتا

عماد مرمل/الديار/9 شباط 2017

برغم كل محاولات «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» طمأنة القوى المسيحية الاخرى، الى ان تفاهمهما لا يستهدف الغاءها او اقصاءها، إلا ان هذه القوى تستشعر بان أحد أبرز أهداف هذا التحالف هو تهميشها والتضييق عليها. وقد أتى بعض الصيغ الانتخابية، لاسيما ما عُرف بـ«مُختلط» الوزير جبران باسيل، ليزيد من ارتياب تلك الاطراف في حقيقة نيات الثنائي المسيحي المتهم بانه يسعى الى قانون انتخابي يسمح له باكتساح المناطق المسيحية، مستفيدا من قوة الدفع التي انتجها تفاهم الرابية - معراب.  ولا يخفي رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية قناعته بان التحالف بين «التيار الحر» و«القوات»، هو «سلطوي» بالدرجة الاولى، ويرمي الى تحجيم خصومهما، من أجل احتكار الحصة المسيحية في الدولة، وتقاسمها بينهما حصرا، على حساب أدوار الآخرين وحقوقهم.  ويذهب أحد قياديي «المردة» في انتقاده لسياسة هذا الثنائي الى حد القول ان اتفاقهما هو «سايكس- بيكو» مسيحي، يرمي الى ترسيم حدود المكتسبات بين «التيار» و«القوات»، ومحاولة فرض ما يشبه «الانتداب السياسي» على الساحة المسيحية، سعيا الى اختصارها بهما ومنع تكوين كتلة وازنة معارضة لهما، مؤكدا ان هذا المشروع الاستئثاري والاقصائي لن يمر، وسيتم التصدي له.  وعلى قاعدة ان المصيبة تجمع، يلفت القيادي الانتباه الى ان طريقة تصرف الحلف الثنائي ستدفع كل الاطراف المسيحية المتضررة منه الى الاصطفاف التلقائي، على ضفة واحدة، لمواجهة محاولة الالغاء التي تتعرض لها، موضحا ان «المردة» يؤيد اعتماد النسبية، لانها السبيل الوحيد لحماية التنوع السياسي وانشاء تحالفات عابرة للمناطق. ويشير القيادي البارز في «المردة» الى ان ارقام انتخابات عام 2009 تُبين ان اعتماد النظام النسبي سيسمح بقدر واسع من التعددية في التمثيل المسيحي، وصولا الى الحؤول دون اختزاله بأحد او تذويبه في وعاء واحد، ملاحظا ان «التيار» و»القوات» يحاولان تثبيت النظام الاكثري في الاماكن التي يعتقدون بانهم أقوياء فيها، والاستعانة بالنسبية في الاماكن التي تشكل بالنسبة اليهما نقاط ضعف.  ويستغرب القيادي كيف ان الرئيس ميشال عون يتمسك في كل مناسبة بمبدأ بالنسبية الشاملة، «ونحن ندعمه في ذلك، بينما يطرح الوزير جبران باسيل خلال المفاوضات مشاريع مختلطة تضرب جوهر النظام النسبي وجدواه.»

 ويؤكد القيادي ذاته ان سليمان فرنجية ليس قلقا على مصير المقاعد النيابية في زغرتا- الزاوية، وهو يستطيع الاحتفاظ بها، ايا يكن قانون الانتخاب وأيا تكن قوة التحالف بين «التيار» و«القوات»، لافتا الانتباه الى ان ما يهم زعيم «المردة» هو تأمين افضل الشروط الممكنة امام الاطراف المسيحية الاخرى لخوض انتخابات عادلة، من عكار الى جزين مرورا بزحلة وجبل لبنان.  ويحذر القيادي المقرب من فرنجية الى ان الاستراتيجية المعتمدة من قيادتي «التيار» و«القوات» في مقاربة قانون الانتخاب تنطوي على خطورة كبرى، لانها تقود الى مشكلة مع المكونات المسيحية داخل الطائفة الواحدة من جهة والى مشكلة أخرى مع الطوائف الاسلامية من جهة ثانية، «وهذا كله سيؤدي الى استفزاز الآخرين، وتكتلهم او تقاطعهم ضد التهديد المشترك». ويرجح القيادي المطلع على مناخ بنشعي ألا يقبل «حزب الله» باي قانون انتخابي من شأنه ان يشكل تهديدا لحلفائه وأصدقائه المسيحيين، المتموضعين خارج أسوار تفاهم الرابية- معراب، لافتا الانتباه الى انه لا مصلحة للحزب بان يستحوذ سمير جعجع على عدد كبير من المقاعد النيابية المسيحية، تحت مظلة تحالفه مع عون، على حساب التلاوين المتمايزة عن جعجع او المعارضة له. ويشدد القيادي في «المردة» على ضرورة ان يستند قانون الانتخاب الى معيار واحد يسري على الجميع، وفق أداة قياس مشتركة، تخلو من الاستنسابية التي تهدف الى خدمة المصلحة الخاصة لهذا او ذاك.

 

ترامب وخامنئي.. شعبويتان لا تلتقيان!

محمد قواص/العرب/10 شباط/17

لا يمكن التسليم بأن مزاج الرئيس الأميركي دونالد ترامب وذائقته السياسية هما اللذان يقفان وحدهما خلف موقفه المتشدد حيال إيران، ناهيك عن أن الهجمات التي شنها الرجل ضد الاتفاق النووي منذ أن كان مرشحا للرئاسة لا تملك تأثيرا وازنا على حوافز الذين صوتوا له وحملوه رئيساً للولايات المتحدة. لذا فإن وراء استدارة واشنطن لانتهاج لهجة حادة بديلا عن مقاربة الاحتواء في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، تيار عقائدي خَفُتَ بريقه وتوارت إطلالاته خلال السنوات الثماني السابقة.

لم يعلّل ترامب المرشح حوافزه لمقت الاتفاق النووي إلا بحجج ماركنتيلية جديرة برجل البزنس الشهير. عاب الرئيس الجديد على إدارة سلفه أنها لم تقطف ثمرات اقتصادية من ذلك الاتفاق، وأن الاتفاق فتح أسواق إيران أمام الأوروبيين، مثلا، دون الأميركيين، وأن طهران عقدت صفقة لشراء طائرات أيرباص الأوروبية، ولم تشتر طائرات بوينغ الأميركية. بمعنى آخر لم نسمع من المرشح الجمهوري معارضة لنظام طهران السياسي، أو إدانة لسلوكه في مجال حقوق الإنسان، أو استنكارا لتدخله في شؤون دول المنطقة أو ما شابه ذلك، الأمر بالنسبة إليه أن الاتفاق “سيء” لأنه لم يكن مربحا.

لكن ترامب الرئيس أعاد تحصين خطابه المتشدد ضد إيران بعد أن وُفِّرت له حجج سياسية تليق بموقف زعيم أكبر دولة في العالم. أعاد ترامب ببساطة عقارب الساعة إلى عهود ما قبل أوباما وأعاد إطلاق خطاب كان يطلق آنذاك ضد “الدولة الراعية للإرهاب” ذات المكانة داخل “محور الشر” والتي يهدد سلوكها الأمن العالمي برمته. فلا شيء جديدا في صخب واشنطن ضد طهران سوى أنه جاء ليقطع “الهدنة” الأوبامية التي قد نكتشف يوما أنها قد جاءت خارج السياق الأميركي التاريخي التقليدي المعهود.

تجيد إيران التعامل مع التصعيد الأميركي، بل إن هذا الأمر هو حرفتها على مدار العقود الماضية. تعود الولايات المتحدة إلى موقعها الأصيل في لغة البروباغندا الإيرانية، فهي “الشيطان الأكبر” ومنبع “الاستكبار” الذي تتبرع الجمهورية الإسلامية لمقاومته باسم “المستضعفين”. يتراجع خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني وفريقه لصالح تقدم خطاب مرشد الثورة علي خامنئي وجناح المحافظين في الحكم، ويطلق الحرس الثوري عنان تهديداته، بحيث يعود اللسان الرسمي الإيراني إلى تشدد تقليدي صاحب “الثورة” منذ نشوئها، دون أن يشوهه “اعتدال” رفسنجاني وخاتمي في السابق وذلك الذي يوصف به روحاني هذه الأيام.

تستبق إيران مفاعيل الأبجديات الترامبية بتذكير من يهمه الأمر بأنها تمتلك في الميدان ما يقيها ضجيج البيت الأبيض. فالتجربة الصاروخية، التي فطنت الإدارة الأميركية لمعانيها، لا تشكل إلا حدثا رمزيا يعكس سلوكا إيرانيا، ينهل من الميادين (في اليمن والخليج والعراق وسوريا ولبنان) أمرا واقعا يثبت وقائع قد لا تربكها تحذيرات مايكل فلين مستشار الأمن القومي في الإدارة الجديدة.

وفيما تعيد واشنطن تشغيل عجلة العقوبات، تعوّل طهران على الحدود القصوى التي قد لا تتجاوزها إدارة ترامب. فقد خبرت إيران عقوبات واشنطن وتعايشت معها، وهي تتوقع أن حالة الولايات المتحدة الراهنة اقتصاديا وعسكريا، حسبما شرح ترامب المرشح، لا تتيح لها التورط في صدام عسكري مباشر لرفد نزق الرئيس الأميركي بمصداقية واعدة. ثم إن واشنطن التي احتجز دبلوماسيوها في طهران وخطف مواطنوها في بيروت ودمرت سفارتها وثكنات المارينز لها في لبنان لم تقم بأي عمل عسكري ضد إيران فلماذا تقوم به هذه الأيام؟

يستدرج ترامب إيران نحو تصعيد مقابل، وهو وإدارته يعرفون كم هو سهل استفزاز طهران وإخراج الأبواق من داخل خزائنها. وفي اجتماع موقف نائب الرئيس مايك بينس المحذر من “اختبار عزم” الرئيس، وموقف وزير الدفاع جيمس ماتيس الذي يعتبر إيران “أكبر دولة راعية للإرهاب”، تضاف مواقف وستلتحق مواقف في عزف جماعي منسّق هدفه إعداد سيناريو دراماتيكي لمشهد قد لا يتعدّى حدود المشهد.

يحوك الرئيس ترامب وإدارته ومن يقف خلف إدارته حكاية تتوسل نهاية مناسبة؛ تعرف إيران ذلك جيداً وهي ليست ضد النهايات المناسبة. تتصاحب الحملات العلنية العنيفة المتبادلة مع قنوات اتصال خلفية تجري بين طهران وواشنطن لمواكبة موسم التناتش ومتابعة محاصيله. وستلجأ طهران، كعادتها، إلى انتهاج سياسة حافة الهاوية والمخاطرة بارتكاب صدفة قد تهدد بالصدام إلى أن يلوح لها مضمون ما تريده واشنطن فعلا.

والحال أن إيران استعجلت في إخراج ورقة التهديد بقصف تل أبيب بالصواريخ إذا ما تعرضت لاعتداء أميركي. فالتهديد بذلك بات لازمة مبتذلة منذ أن وعد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد بإزالة إسرائيل كلها، وليس تل أبيب فقط عن الخارطة. ثم أن قصف تل أبيب يستعيد ذكرى ما وعد به ونفذه الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، فكان أن سلمت تل أبيب وأزيل نظام صدام حسين. لكن ذلك الاستعجال سببه أيضا رغبة طهران في المساهمة في ورشة ترامب لتصعيد الأمر بين البلدين، وبالتالي استعجال نهاية الحكاية التي ترويها واشنطن. بمعنى آخر، إن إيران توفر لترامب ما يتمناه من لاعبين داخل المشهد الذي اختاره لافتتاح عرضه في الإطلالة على العالم.

ما يجري حتى الآن من سجال بين الولايات المتحدة وإيران لا يعدو كونه تواطؤا بين شعبويتين رائجتين في واشنطن وطهران. ولئن تتولى المنابر السياسية والإعلامية والاجتماعية والمؤسساتية المعارضة تجويف شعبوية الرئيس الجديد ومحاصرة شططها، فإن للشعبوية الإيرانية المتأسسة على بعد مذهبي عقائدي ما يجعلها أكثر فجاجة وأصلب عودا.

لكن ما ترومه واشنطن، في النهاية، هو إعادة تنظيم العلاقة مع طهران وفق قواعد جديدة. الأمر قد يستدعي العمل على ضبط الحركة الإيرانية الفائضة وسحبها قدر الإمكان من دوائر النفوذ في الخارج ودفعها إلى ما وراء الحدود. وما تعد به الملامح الأولى لترامب في هذا الإطار لا يختلف في المضمون، وليس في الشكل، عن ذلك الذي عملت عليه إدارة أوباما سابقا. فقد وقّعت واشنطن الاتفاق مع طهران واعدة بتطبيع مقبل لم يحصل، فيما عملت دوائرها على مكافحة امتدادات إيران غير المفيدة والتعايش مع المفيد منها. وعليه فرضت الولايات المتحدة عقوبات مشددة ضد حزب الله وشبكة تمويله، وتعايشت مع الميليشيات العراقية التابعة لإيران المشاركة في الحرب ضد داعش.

ستعمل واشنطن على إضعاف النفوذ الإيراني في اليمن وسوريا، وصولا إلى العراق. ويكشف تواصل الرئيس الأميركي مع الرياض وأبوظبي عن المعالم الأولى لذلك، كما توحي أفكاره حول إقامة مناطق آمنة في سوريا بمباشرة سياق طارد للنفوذ الإيراني في هذا البلد، فيما لا ينسى العراقيون طموحاته المعلنة في النهل من نفط بلادهم لتبيان صعوبة التعايش بين أجندتي إيران والولايات المتحدة في العراق.

وللمراقب أن يلاحظ بسهولة أن الاقتراب المتبادل الحذر الذي يمارسه الرئيسان، الأميركي والروسي، سيأتي حكما على حساب فائض القوة الذي نشرته إيران في المنطقة. وللمراقب أن يلاحظ أيضا أن إيران مضطرة لإبداء الكثير من المرونة للوقوف مع الاستراتيجيات الروسية في سوريا والمنطقة اتقاء من العدائية التي تمارسها واشنطن ضدها.

تتأمل موسكو بغبطة ضغوط واشنطن ضد إيران، وتلك الممارسة (من خلال تسليح أكراد سوريا) ضد تركيا. ورغم اختلاف الحالتين وأساليب مقاربتيهما، إلا أن الخلاصة تقود إلى استنتاج أن العمل جار لإخصاء الطموحات الإقليمية لإيران وتركيا، وجعلها تحت سقف ما ترسمه الدولتان العظميان اللتان تعدان العالم بودٍّ وتآلف وتعاون حميم.

 

اليمن والخليج والتحول الأميركي

خيرالله خيرالله/العرب/10 شباط/17

برحيل باراك أوباما عن البيت الأبيض، تغيّرت إلى حد كبير قواعد اللعبة السياسية في مناطق كثيرة من العالم، بما في ذلك اليمن. ظهرت إشارات عدة توحي بأن إدارة دونالد ترامب تعي، إلى حدّ ما، ما هو على المحك في اليمن ومعنى الانتشار الإيراني في ذلك البلد المهمّ استراتيجيا، وصولا إلى محاولة السيطرة على باب المندب. هذا المضيق ممرّ مائي دولي لا يمكن أن يكون تحت رحمة إيران، خصوصا أنّه يؤدي إلى قناة السويس.

لم يكن أوباما، الذي وضع نصب عينيه حماية الاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني، في وارد الإقدام على أيّ خطوة يمكن أن تزعج إيران. لا في سوريا ولا في العراق ولا في لبنان ولا في اليمن. كان همّه محصورا باسترضاء إيران. كان الملفّ النووي يختصر بالنسبة إليه كلّ مشاكل الشرق الأوسط وأزماته. لم يرد أن يفهم يوما معنى التدخل الإيراني في اليمن وأبعاده.

في السنوات الأربع الأولى من عهد أوباما، كانت هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية. كانت كلينتون أكثر جرأة من رئيسها في التصدي للمشروع التوسعي الإيراني، لكنها لم تعترض على الخطوة الأخطر التي أقدم عليها الرئيس الأميركي وقتذاك والمتمثلة بالانسحاب الأميركي العسكري من العراق. حصل هذا الانسحاب في العام 2010 ولم يكن في واقع الحال سوى استسلام لإيران ولرغبتها في أن يكون نوري المالكي رئيسا للوزراء. سلّم جورج بوش الابن العراق لإيران عندما أسقط النظام البعثي في نيسان – أبريل من العام 2003، لكنه سعى إلى إيجاد توازن ما داخل البلد بإبقائه على وجود عسكري فيه. ما لبث أوباما أن استكمل خطوة سلفه متخليا عن آخر ورقة أميركية في العراق. كان ذلك في السنة 2010 حين انسحب عسكريا تاركا لإيران أن تفعل ما تشاء وصولا إلى ما نحن عليه اليوم. العراق اليوم تحت السلطة المباشرة لإيران ممثلة بتجمع ميليشيوي مذهبي اسمه “الحشد الشعبي”.

لم تستطع هيلاري كلينتون في 2010 الاعتراض بأي شكل على القرار الذي اتخذه أوباما والقاضي بالاستسلام لإيران في العراق. استسلمت لأوباما الذي استسلم بدوره لإيران. ما نشهده اليوم على الأرض العراقية نتيجة طبيعية لسياسة أوباما. يكفي لتأكيد ذلك أنّ وزير الداخلية العراقي هو قيس الخزعلي. الخزعلي من قادة “الحشد الشعبي” ومن قادة الميليشيات المذهبية العراقية التي عملت في الماضي بإشراف إيراني مباشر، خصوصا عندما كانت إيران في حرب مع العراق بين 1980 و1988. هذه الميليشيات المذهبية منتشرة في كلّ مكان، بما في ذلك اليمن. صارت هذه الميليشيات عنوانا للانتشار الإيراني في المنطقة. في العراق وسوريا ولبنان واليمن. كانت هناك أيضا مساع لتكون الميليشيات الإيرانية حاضرة في البحرين لولا اليقظة الخليجية في حينه.

لا يمكن عزل الحال اليمنية عن الانتشار الميليشيوي الإيراني في المنطقة. لذلك من المهمّ متابعة التطور في النظرة الأميركية الجديدة إلى اليمن، وإلى أهمّية الممرات المائية في المنطقة، وهي ممرات مستهدفة إيرانيا.

ليس صدفة أن تردّ إيران، وإن من دون طائل، على استعادة قوات يمنية ميناء المخا من الحوثيين. هناك أهمية كبيرة لميناء المخا الذي يمكن منه التحكّم بباب المندب. بعد انسحاب “أنصار الله” من المخا، هاجمت زوارق للحوثيين فرقاطة سعودية وألحقت بها أضرارا. الأهمّ من ذلك كان ردّ الفعل الأميركي الذي وضع الاعتداء الإيراني على الفرقاطة السعودية في سياق السياسات المدانة التي تنتهجها إيران والتي شملت أخيرا تجربة صاروخ باليستي.

ليس سرّا أن إيران تستغل نفوذها الذي توفّره الميليشيات المذهبية التابعة لها لتقول إنّها قوة إقليمية وأن لديها نفوذها الذي يصل إلى بيروت وجنوب لبنان، فضلا عن الشاطئ السوري. بكلام أوضح، تريد إيران أن تقول إنّها ليست فقط دولة خليجية، بل هي متوسطية أيضا، كما هي دولة مواجهة على تماس مع إسرائيل. لذلك وقعت اتفاقات مع النظام السوري في شأن ضمان وجود لها على الساحل بموازاة الوجود الروسي. ليس اليمن بالنسبة إلى إيران مجرد شوكة تضعها في خاصرة السعودية تحديدا ودول الخليج العربي عموما. اليمن أيضا ساحل طويل يسمح بالسيطرة على عدد لا بأس به من الممرات المائية الدولية وطرق الملاحة التي تهمّ الدول المصدرة للنفط. هذا ما تنبّه إليه قادة خليجيون يمتلكون رؤية إستراتيجية وبعد نظر.

يعكس الموقف الأميركي الجديد فهما مختلفا لأهمّية اليمن وللمطامع الإيرانية في هذا البلد والمنطقة المحيطة به، من خليج العرب إلى القرن الأفريقي. كان دعم إيران للحوثيين (أنصار الله) يُقابل في الماضي باستهزاء المسؤولين الأميركيين الذين كانوا يقولون دائما إن “المهم هو الحرب على القاعدة” وأن قضية الحوثيين قضية داخلية يمنية. نعم، كانت الحرب على “القاعدة” في غاية الأهمّية، لكنّ الحدّ من النفوذ الإيراني في اليمن لم يكن أقلّ أهمّية عن تلك الحرب. استخفّ المسؤولون الأميركيون دائما بالعلاقة بين إيران والحوثيين، حتّى خلال الحروب الست التي خاضها علي عبدالله صالح معهم بين 2004 و2010.

لا شكّ أن الحوثيين جزء لا يتجزّأ من النسيج اليمني. لكنّهم ليسوا كلّ اليمن، بل ليسوا كلّ الشمال اليمني. استطاعوا الاستفادة إلى أقصى الحدود من الانقلاب الذي قام به الإخوان المسلمون والذي استهدف علي عبدالله صالح وذلك تحت غطاء “الربيع العربي” و”ثورة الشباب”. وصلوا إلى صنعاء وسيطروا عليها في الواحد والعشرين من أيلول – سبتمبر 2014. ما زالوا مقيمين فيها بعدما دخلوا في حلف جديد مع الرئيس السابق الذي سبق لهم وانقلبوا عليه في 2003 بعدما لعب دورا في إطلاقهم وربطهم بطريقة أو بأخرى بطهران وأدواتها الإقليمية.

سيستمر “التحالف العربي” في التقدم على جبهات عدّة في اليمن وذلك لمصلحة قوات “الشرعية”. الأكيد أن الإدارة الأميركية الجديدة أكثر فهما واستيعابا لطبيعة التحدي الذي يشكّله اليمن بالنسبة إلى دول الخليج العربي. كان هذا التحدّي وراء انطلاق “عاصفة الحزم” في آذار ـ مارس من العام 2015.

ليس صحيحا أن “عاصفة الحزم” لم تحقق قسما من أهدافها. لكنّ الثابت أن ثمّة حاجة إلى تأقلم خليجي مع التحوّل الأميركي وذلك من أجل تحقيق النتائج المرجوّة والمتمثّلة في الحلّ السياسي. هذا ليس ممكنا من دون إعادة نظر في العمق في تركيبة ما يسمّى “الشرعية” بحثا عن مثل هذا الحل السياسي في بلد لا أحد يستطيع إلغاء أحد فيه. هذا على الأقلّ ما كشفته المعارك في محيط صنعاء حيث كرّ وفرّ لا ينتهيان.

في نهاية المطاف، من المهمّ تحقيق انتصارات عسكرية في المحافظات الجنوبية وتلك الواقعة في مناطق الوسط وعلى طول الساحل اليمني. سيظلّ السؤال المطروح كيف البناء سياسيا على هذه الانتصارات المبنية على العزيمة الخليجية من جهة، والتي يمكن أن يسهلها الاستيعاب الأميركي، وإن المتأخّر للخطر الإيراني على دول المنطقة، وعلى الاستقرار فيها من جهة أخرى.

 

ثورة الخميني وقراءة الاستخبارات

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/09 شباط/17

قرأت بعض ما تنشره «الشرق الأوسط» عن الوثائق التي أفرجت عنها الاستخبارات الأميركية للفترة التي صاحبت الثورة الإيرانية أواخر السبعينات٬ وهي فترة تاريخية مضطربة٬ ومحل جدل أكاديمي مستمر. وتقريًبا٬ فإن معظم ما نراه اليوم من أحداث سياسية من صعود للتطرف الإسلامي إقليمًيا ودولًيا٬ والصراع الطائفي٬ والحروب الإقليمية الكبرى٬ وفشل مشاريع السلام٬ وجهود التسلّح النوعي مثل النووي والكيماوي٬ مرتبطة بذلك الحدث٬ وبذلك العام 1979.

لم أجد في القليل من الوثائق٬ الذي اختارته الصحيفة٬ ما يعين على تتبع وفهم الأحداث من داخل هذه المؤسسة الأمنية السياسية٬ التي يفترض أنها كانت على علاقة جيدة بحكومة الشاه. تقديرات وكالة الـ«سي آي إيه» ليست خاطئة بخلاف ما قيل من حيث فهم تكتيك النظام الجديد في طهران. تنبأ محللو الوكالة بعد صعود الخميني واندلاع الحرب مع العراق بعد عام واحد٬ أن يلجأ إلى استخدام سلاح الدين٬ وتحديًدا الطائفية. وجاء في تنبؤات الاستخبارات أن يعمد آية الله الخميني إلى تحريض شعوب المنطقة ضد أنظمتها مستخدًما الشعارات الدينية. وقدروا أن ينجح في استنهاض الروح الطائفية في العراق٬ وأن يفشل في السعودية وبقية دول الخليج.

وعند مراجعة سنوات الحرب الثماني لا نستطيع أن نقلل من الجهد الدعائي الكبير الذي قادته حكومة صدام حسين لوقف تسلل التحريض الإيراني الطائفي الذي ركز على تصويرها حرًبا شيعية سنية. بغداد من جانبها صورتها على أنها حرب قومية بين العرب والفرس. وتقديرات الـ«سي آي إيه» كانت خاطئة في توقيت وقف الحرب لسبب واضح؛ وهو أن قرارها كان بيد الخميني الذي أصر على استمرار القتال ثلاث سنوات رغم الفشل٬ معتقًدا أن ثورة شعبية قد تقلب ميزان الحرب لصالحه في العراق.

ومن الجوانب التي لم أجد لها أث ًرا٬ سواء في ما تم الإفساح عنه من تحليلات أو مراسلات سرية عن تلك الفترة٬ أو حتى ما نشر في الإعلام والدوريات المتخصصة٬ هو الوعي بالخطر الذي يمكن أن تسببه الثورة الدينية المتطرفة في إيران على المنطقة والعالم٬ ربما بسبب هيمنة الخطابين القومي واليساري آنذاك٬ بل إن رحلة مستشار الأمن القومي الأميركي زبيغنيو بريجنسكي الشهيرة إلى باكستان٬ معتمًدا سياسة الحرب الدينية الإسلامية الجهادية في تحرير أفغانستان٬ إلى جانب الأسلحة النوعية ضد قوات الاتحاد السوفياتي الملحد»٬ ونجم عن حرب العشر سنوات٬ تحرير أفغانستان ومقتل أكثر من 15 ألفًا من القوات السوفياتية وحلفائها٬ وإسقاط أكثر من أربعمائة طائرة سوفياتية.

ولا يمكن تجاهل العلاقة بين ثورة الخميني وحرب أفغانستان٬ ولا بد أن راسمي السياسة في واشنطن كانوا وقت سقوط الشاه قد فضلوا القبول بصعود الخميني الديني على حساب الأحزاب اليسارية التي كان لها دور فعال في اندلاع الثورة الإيرانية. لكن لا يوجد ما يدل على أن أحًدا في ذلك الوقت تنبأ بما سيحدث للمنطقة بعد صعود الخميني والتبدل الذي سيطرأ على الآيديولوجيات السائدة في المنطقة٬ خاصة مع اضمحلال اليسار بسقوط المعسكر السوفياتي. النظام الإيراني الجديد حينها استخدم الشعارات الدينية٬ وتحديًدا الإسلام٬ ولاحقًا اختصرها على مشروعه الطائفي٬ ونجح في استخدامها سياسًيا في لبنان وفلسطين٬ والعراق لاحقًا. وهي التي دمرت المنطقة خلال أكثر من ثلاثة عقود ولا تزال تمثل أكبر خطر على المنطقة.

 

ترمب لن يدع إيران تتمرجل بصواريخها على المنطقة!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/09 شباط/17

 ليس خافًيا على أحد الوضع الاقتصادي السيئ في إيران. المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي كان يتوقع أنه خلال العشرة أشهر المقبلة ستفتح أبواب الازدهار٬ ويتجنب نظامه ثورة شعبية٬ لكن تحذير البيت الأبيض الأسبوع الماضي سوف يلقي بظلاله السوداء على آفاق الاستثمار الأجنبي في إيران٬» والطلقة الأولى» لن تحفز المستثمرين على الالتزام بمشاريع جديدة في إيران التي تسعى إلى إعادة بناء قطاع النفط والغاز بعد سنوات من العقوبات. في أواخر شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي٬ طالب الرئيس الإيراني حسن روحاني٬ الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما٬ بعدم التوقيع على العقوبات الأميركية٬ قائلاً إنها انتهاك للاتفاق النووي٬ وإن أوباما «ملزم» بوضع حد للعقوبات٬ بعد أيام صوت مجلس الشيوخ على تمديد «قانون العقوبات» لمدة 10 سنوات. مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل فلين أشار عندما وجه «التحذير» إلى إيران إلى التجارب الصاروخية التي أجرتها أخي ًرا٬ وإلى دعمها المتمردين الحوثيين في الحرب الأهلية في اليمن. في نوفمبر الماضي٬ أعلن رئيس الأركان الإيراني الجنرال محمد حسين باقري أن إيران في يوم ما قد تقيم قواعد بحرية لها في سوريا واليمن٬ أي ًضا سخر من التهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي المنتخب آنذاك دونالد ترمب عندما تحدث عن ضرب سفن إيرانية في الخليج ومضيق هرمز وإخراج الإيرانيين من المياه٬ وطلب منه أن يسأل عن حالة البحارة الأميركيين الذين احتجزتهم إيران. إن الكشف عن نية إيران في إقامة قاعدة بحرية في اليمن كان القصد منه تفاقم التهديد الإيراني من الجنوب ضد المملكة العربية السعودية٬ وتوفر القدرة لإيران على تشكيل خطر عند مدخل البحر الأحمر٬ والتأثير بالتالي على ملاحة السفن في اتجاه قناة السويس وخليج إيلات في حال حدوث المواجهة.

يوم الجمعة الماضي٬ قال بوب كروكر٬ رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي٬ إن التهديد الأميركي ستليه خطوات أخرى٬ وهذا لا يشكل انتها ًكا للاتفاق النووي. وقال كروكر الجمهوري عن ولاية تنيسي إنه يعتقد أن إدارة ترمب٬ في نهاية المطاف سوف تعيد التفاوض بالنسبة إلى الاتفاق القائم٬» سوف ترون الجهود لتغيير الواقع». حتى لو أخذ ذلك وقتًا٬ فإن العقوبات الجديدة التي أقدمت عليها إدارة ترمب سيكون لديها التأثير السلبي على المصارف التي كانت ستمول المشاريع الإيرانية٬ وعلى شركات النفط العملاقة التي تسعى لتطوير احتياطات إيران الضخمة من الغاز والنفط. كانت إدارة أوباما أكدت للمصارف أن بإمكانها القيام بأعمال تجارية في إيران بعد رفع العقوبات الدولية٬ لكن من غير المرجح أن تعطي إدارة ترمب هذا الضمان٬ وبالتالي فإن شركات النفط العالمية ستكون حذرة للغاية٬ ولا يعتقد المراقبون الاقتصاديون أن تمضي الشركات قدًما في تنفيذ أي عقود ملزمة هذه السنة أو السنة المقبلة. ويرى هؤلاء أنه لا يمكن التقليل من شأن التأثير المحتمل للعقوبات٬ خصو ًصا إذا سعت الولايات المتحدة إلى اتخاذ تدابير تعطل قدرة الدول الأخرى على القيام بأعمال تجارية مع إيران من خلال قنوات مالية دولية.

في الأول من فبراير (شباط)٬ أكد وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان تجربة الصواريخ٬ من دون أن يذكر تاريخ التجربة٬ لكن مسؤولين أميركيين أشاروا إلى أنه صاروخ باليستي متوسط المدى٬ والتجربة جرت في الـ29 من الشهر الماضي٬ وفشلت في إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي. في الثالث من الشهر الحالي غرد ترمب قائلاً إن إيران لم تقدر «لطف» أميركا معها. عندما كان قائًدا للقيادة الوسطى كان جنرال البحرية جيمس ماتيس٬ وزير الدفاع الحالي٬ يعتبر إيران نقطة محورية في منطقة مسؤولياته. وصف كيف كان يستيقظ يومًيا على تحديات جديدة حيث يرى حملة إيران المباشرة والمنسقة لفرض نفوذها على المنطقة. شعار ماتيس المعروف: «كن مهذًبا٬ كن مهنًيا٬ لكن مع خطة لقتل كل من تلتقيه». عام 2012قال إن أخطر التهديدات الثلاثة التي تواجه أميركا٬ وكان لا يزال في زيه العسكري: «هي إيران٬ إيران٬ إيران». في أبريل (نيسان) الماضي٬ ربط ماتيس إيران بصعود تنظيم «داعش»٬ قال: أنا أعتبر أن «داعش» ليس أكثر من ذريعة لإيران لاستمرار الضرر. إيران ليست عدًوا لـ«داعش»٬ هي تكسب من الفوضى التي يسببها.

وسأل ماتيس: من هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لم تتعرض لهجوم من «داعش»؟ إنها إيران ولا أعتقد أن هذا صدفة.

من المرجح أن يشجع فريق الأمن القومي لترمب٬ بمن فيهم ماتيس وفلين٬ على اتخاذ إجراءات صارمة ضد إيران بسبب برنامج الصواريخ الباليستية٬ وإذا ما واصلت تمويلها للتنظيمات المتشددة التي تحركها في الدول المجاورة. صار معروفًا أن تورط إيران في الشؤون الداخلية للدول الأخرى هو أمر أساسي لرؤية الهلال الشيعي الذي يمر عبر منطقة الشرق الأوسط من طهران حتى البحر الأبيض المتوسط. ويشرح لي مصدر أميركي مطلع أن الذين يعتقدون أنه لم يعد هناك من سبب وجيه لأن تبقى الولايات المتحدة مهتمة بالشرق الأوسط٬ لأنها لم تعد تعتمد على نفط المنطقة٬ يجب أن يلحظوا أن المراقبين عندما يتحدثون عن الشيعة والسنّة في المنطقة٬ يبدون كأنهم يتحدثون عن معسكرين على قدم المساواة. في الواقع٬ إن الشيعة في المنطقة هم أكثر عدوانية وقوة من السنّة٬ وأكثر اتحاًدا. على الجانب الشيعي٬ هناك الحكومة العراقية ونظام بشار الأسد و«حزب الله»٬ ولديه جيش كبير وقوة شرسة٬ والمتمردون في اليمن وروسيا وإيران يضخون المليارات لدعم هذا الفريق. أما على الجانب السنّي٬ فهناك ضعف وفوضى٬ وبالتالي٬ كما يقول٬ إذا انسحبت أميركا٬ فإنه يمكن لإيران الهيمنة على المنطقة. وشرق أوسط يهيمن عليه الشيعة سيكون في الواقع أر ًضا خصبة ورئيسية للإرهاب العابر للحدود الذي ينتشر في أوروبا٬ ويهدد الولايات المتحدة٬ إذ تخطط إيران للادعاء بأنها تحمي الأقليات الشيعية في كل مكان٬ وألم يقل ماتيس أخي ًرا إن إيران أكبر دولة راعية للإرهاب؟!

يضيف محدثي: «علاوة على ذلك٬ كلما تحدثنا مع زعماء اليابان وكوريا الجنوبية ودول أخرى في آسيا٬ نجد أنهم يراقبون الشرق الأوسط ليحددوا كيفية اعتمادهم على أميركا كحليف. إذا تخلت أميركا عن الشرق الأوسط٬ فإن حلفاءها في آسيا قد يحذون حذو الفلبين في السعي إلى التموضع فوق أرضية مشتركة بين القوى الكبرى٬ أو حتى قد يميلون نحو الصين أو روسيا. وعندها ينتهي الدور الأميركي كرائد عالمي». إن إيران لا تريد المواجهة مع أميركا. وهي أظهرت تردًدا غلفته بالحكمة في السابق عندما أدرجتها إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش عام 2003 في خانة «محور الشر»٬ يومها عرضت عبر وسطاء على واشنطن وضع كل شيء على الطاولة٬ حتى برنامجها النووي٬ مقابل معاهدة عدم اعتداء. رفضت إدارة بوش ذلك لأنها كانت تسعى لتغيير النظام.

إن دفع إيران الآن للتركيز على شؤونها الداخلية والامتناع عن استخدام القوة المسلحة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة سيساعد الولايات المتحدة في استعادة مصداقيتها كقوة عالمية. يقول المصدر الأميركي إن الشعب الأميركي غير مستعد لحرب برية أخرى في الشرق الأوسط الكبير. إن فشل أميركا في حربيها في أفغانستان والعراق سببه أنها لم تس َع إلى هزيمة الأعداء فقط٬ بل أي ًضا إلى المشاركة في إعادة البناء. والشيء نفسه ينطبق على إيران٬ إذ يمكن أن يفرض عليها أن تتوقف عن التدخل في شؤون الدول الأخرى والتخلي عن برنامج الصواريخ وعن برنامجها النووي. أما تغيير النظام فيجب أن يأتي من الداخل٬ إذ لا يمكن فرضه من قبل الغرب. كأننا مقبلون على صدام بدأته إيران عندما أرادت اختبار الإدارة الأميركية الجديدة بإقدامها على تجربة الصواريخ. وصار الكل يعرف أن الشعب الإيراني يشعر بالإحباط٬ لأن حكومته تنفق المال لإجراء تجارب صاروخية٬ في حين لم تتم تلبية الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية.

عندما اشتعلت النيران ودمرت أحد أهم المباني الشاهقة في طهران٬ سخر كثير من الإيرانيين بالقول: «لدينا صواريخ يمكن أن تصل إلى إسرائيل٬ لكن لا سلالم يمكن أن ترتفع حتى عشرة طوابق».

هذا يثبت أن أهم استثمار لأي رئيس أميركي للضغط على النظام الإيراني٬ هو الشعب الإيراني نفس

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

عون والحريري وممثل بري حضروا قداس مار مارون في الجميزة مطر مخاطبا رئيس الجمهورية: ملأتم بانتخابكم الوطن والدولة والشعب

الخميس 09 شباط 2017/وطنية - احتفلت الطائفة المارونية اليوم، بعيد مؤسسها القديس مارون، واقيم الاحتفال المركزي في الكنيسة التي تحمل اسم القديس في محلة الجميزة في بيروت، في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعقيلته السيدة ناديا الشامي عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بالنائب ميشال موسى، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، الرئيس امين الجميل، الرئيس ميشال سليمان وعقيلته، عقيلتي الرئيسين السابقين بشير الجميل السيدة صولانج والياس الهراوي السيدة منى، الرؤساء حسين الحسيني، فؤاد السنيورة وتمام سلام، نائب رئيس مجلس الوزراء السابق سمير مقبل، نائب رئيس مجلس النواب الاسبق ميشال معلولي، الوزراء جبران باسيل، نقولا التويني، غطاس خوري، بيار رفول، يعقوب الصراف، سيزار ابي خليل، اواديس كدانيان، طارق الخطيب، يوسف فنيانوس، عناية عز الدين ورائد خوري، عميد السلك الديبلوماسي السفير البابوي المونسنيور غبريال كاتشا وافراد السلك من سفراء عرب واجانب، عدد من الوزراء السابقين والنواب الحاليين والسابقين، رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود، عميد السلك القنصلي جوزف حبيس، قائد الجيش العماد جان قهوجي وقادة الاجهزة الامنية وعدد كبير من المدراء العامين ومن نقباء المهن الحرة والقضاة والمحافظين ورؤساء البلديات، وحشد من المؤمنين. وكان عون قد وصل الى الكنيسة في الحادية عشرة قبل الظهر، فأدت له التحية كتيبة من لواء الحرس الجمهوري، فيما عزفت موسيقى الجيش النشيد الوطني ولحن التعظيم. واستعرض عون كتيبة التشريفات، وكان في استقباله رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الذي رافقه الى مدخل الكنيسة حيث رحب به المطران مطر، ودخل الجميع وسط التراتيل الى الكنيسة التي غصت بالشخصيات الرسمية والسياسية والديبلوماسية والثقافية، وتعالى التصفيق ترحيبا بعون والسيدة الاولى.

ويذكر أن هذه هي المرة الاولى التي يحضر فيها رئيس الجمهورية قداس مار مارون منذ العام 2014 حين الشغور الرئاسي، وهو ما اشار اليه رئيس اساقفة بيروت المارونية المطران بولس مطر في عظته مخاطبا رئيس الجمهورية قائلا: "ملأتم بحضوركم كرسيا شغر بالأمس في مناسبة عيدين مماثلين ومتتاليين، بعد أن ملأتم لبنان الوطن والدولة والشعب، بانتخابكم رئيسا للجمهورية، رجاء وطيدا بقيادة سفينته، مع معاونيكم المخلصين، إلى وضع تغييري جديد وسلام زاهر أكيد". وقد عاون مطر في الصلاة النائب العام لابرشية بيروت المونسنيور جوزف مرهج، كاهن الرعية الخوري ريشار ابي صالح وعدد من المطارنة والاساقفة وممثلون عن الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية والارمنية والروم الكاثوليك والقبطية.

مطر

وبعد الانجيل، القى مطر عظة جاء فيها:

"إن فرحة العيد في ذكرى أبينا وشفيعنا مار مارون الناسك، هي لهذا العام فرحة مضاعفة، تملأ قلوبنا عزة وافتخارا. هي أولا فرحة جماعة روحية حملت اسمه في التاريخ، وكنيسة يعلن بطريركها السنة الحالية سنة للشهادة وللشهداء من أبنائها في سبيل الإيمان. وهي بخاصة فرحة بحضوركم يا فخامة الرئيس مع السيدة الأولى عقيلتكم وإلى جانبكم مشكورين بوافر الامتنان والشكر، دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، ودولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الدين الحريري. وقد شرفتمونا بالمشاركة في هذا القداس التقليدي الذي يقام منذ حوالي قرن من الزمن في يوم عيد القديس مارون، وفي الكنيسة المرفوعة على اسمه في قلب عاصمتنا بيروت. فملأتم بحضوركم كرسيا شغر بالأمس في مناسبة عيدين مماثلين ومتتاليين، بعد أن ملأتم لبنان الوطن والدولة والشعب، بانتخابكم رئيسا للجمهورية، رجاء وطيدا بقيادة سفينته، مع معاونيكم المخلصين، إلى وضع تغييري جديد وسلام زاهر أكيد.

ونتقدم أيضا بالشكر الخالص من أبينا صاحب الغبطة والنيافة، مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك إنطاكية وسائر المشرق الكلي الطوبى لتمثله فيما بيننا بسيادة أخينا المطران بولس الصياح السامي الاحترام، ومن سيادة السفير البابوي المطران غبرياله كاتشا الذي ينقل إلينا بحضوره الجليل أدعية قداسة البابا فرنسيس وبركته الأبوية للبنان.

كما نشكر لإخواننا المطارنة ورؤساء الكنائس ولأصحاب الفخامة والدولة والمعالي والسعادة وسفراء الدول والهيئات القنصلية والسلطات القضائية والقيادات العسكرية والمراجع المدنية كافة حضورهم معنا في هذا القداس ومشاركتهم إيانا في الصلاة لنبقى في بلادنا موفورة على الدوام فرحة الأعياد.

وإننا نصلي يا فخامة الرئيس، لكي يكون عهدكم الميمون الذي بدأت تباشيره الحلوة تلوح في الأرجاء، موفقا كل التوفيق في خدمة لبنان. ونعرب عن الاعتقاد الذي نلمسه عند المواطنين، بأن التوافق العريض الذي حملكم في المجلس النيابي، وفي أفئدة الشعب وانتظاراته، إلى سدة الرئاسة، لم يكن وليد صدفة، ولا خلاصة تحالفات ظرفية عابرة، بل كان تجديدا حقيقيا من قبل اللبنانيين لميثاق عيشهم الواحد الذي من شأنه أن يقوي وحدة الوطن ويصونها، ويدعم المشاركة الحقة في صنع المصير والحفاظ معا على أسمى القيم الروحية والوطنية التي يجسدها لبنان.

فأنتم، يا صاحب الفخامة، لم تأتوا إلى هذا الموقع إلا لخدمة لبنان، وما نذرتم العمر والحياة، إلا للحفاظ على لبنان. وقد أوضحتم بأبهى صورة في خطاب قسمكم الدستوري أن لبنان الذي تقصدونه هو "لبنان القوي الموحد لكل أبنائه، لبنان الحرية والكرامة، لبنان السيادة والاستقلال، لبنان الاستقرار والازدهار، لبنان الميثاق والرسالة، أي لبنان الذي يؤمن به جميع اللبنانيين". أما من جهة اللبنانيين، فإنهم يشعرون اليوم أنهم معكم أمام فرصة تاريخية جديدة، تأتي بعد فرصتين سابقتين لإقامة دولتهم في العصر الحديث، هما على التوالي فرصة إعلان لبنان الكبير في العام 1920 وفرصة تحقيق الاستقلال الوطني الناجز في العام 1943.

لقد كان إعلان لبنان الكبير أولى هذه الفرص لقيام الدولة التي سكنت في بالنا قرونا قبل أن تولد على أرض الواقع. وقد كلفت من الجهود والتضحيات التي بذلها الآباء والأجداد ما يجعلها فوق الأثمان كلها قيمة وقدرا. ولقد وضعنا مع نشوئها دستورا للبلاد يبقى في المنطقة من أهم الدساتير، إذ يكرس في دفتيه حرية كاملة للمعتقد ويؤكد المواطنة المتساوية بين أفراد الشعب وجماعاته مع احترام خصوصياتهم. إلا أن هذه الحقبة قد تلازمت مع انتداب واكب بدايات حياتنا السياسية كدولة. ومع إقرارنا بما قدمته لنا البلاد الصديقة المنتدبة من خدمات، لكن هذه الحقبة كان عليها أن تطوى لتطل علينا الحياة باستقلال ناجز ومسؤولية كاملة.

وجاءت الفرصة الثانية لبنيان الدولة مع استقلال البلاد. فقطعنا شوطا محترما في هيكلة الوطن، وفي إرساء دولة الحق فيه. لكن بعض التباينات التي كانت بعد عالقة في الأذهان حول مفاهيم الهوية والانتماء، وحول نظم المشاركة في الحكم، قد أعاقت مسيرة الدولة على غير صعيد. ونجم عن الخلافات المستمرة من جرائها، وعن ضغوط إقليمية شتى، أن عرفت البلاد هزات خطيرة تقطعت على مدى ستين من السنوات. وقد بدأنا بالتحرر من ذيولها بعد الاتفاق الوطني المعقود في الطائف الذي قدم فرصة لعودة الوطن والدولة إلى حياة طبيعية لخير الجميع.

وإن رأينا اليوم في إطلالة هذا العهد الجديد الفرصة الثالثة والأهم لإرساء الدولة في بلادنا وعلى أسس راسخة تضمن لها الحياة والاستمرار، فلأن تطبيق الاتفاقات المعقودة أصبح بين أيدي اللبنانيين أنفسهم وعلى مسؤوليتهم وحدهم، ولأن الشراكة الوطنية التي كان قد أصابها وهن أصبحت اليوم قادرة على الفعل، ولأن المصالحات التي جرت في مجتمعنا قد لاقت ارتياحا كبيرا، ولأن الحوارات من أجل السلم الأهلي تستكمل بكل جدية وإخلاص. وهذا ما جدد فيهم العزم على التوافق والرضى، وما رسخ عندهم القناعة بأن الدولة هي وحدها السقف الواقي لكل الوطن ولكل المواطنين.

إنها ساعة الحقيقة تدق في أسماعنا وفي حنايا الضمائر. فهذا الوطن العزيز الغالي، الذي يجسد مشروعا إنسانيا لا مثيل له في المنطقة كما في العالم أجمع، لن يصل إلى مبتغاه ما لم يتم فيه بنيان دولة قادرة وعادلة تثبت قيم عيشه الواحد وتحميه، وترعى الشراكة الكاملة في حكمه، وتؤمن وسائل الحياة لأهله بكل أبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية. إن هذا العمل الإنقاذي المنتظر منذ مئة عام إلى الآن، لم يعد يحتمل التأجيل ولا التسويف. لكننا والحمد لله نضع في قلوبنا رجاء جديدا بالنجاح لأن أهلنا ومسؤولينا على حد سواء قد وصلوا إلى هذه القناعة الحاسمة بأن تضامنهم الصادق وحوارهم البناء، ونواياهم الحسنة، وهذه الاندفاعة التفاؤلية التي يحيونها اليوم ستساعدهم على تخطي كل صعاب الماضي ومطباته. فيجب ألا نتراجع أمام أي مأزق وألا نوفر جهدا ولا إرادة للوصول في الأيام العشرة المقبلة إلى وضع قانون انتخابي يجد الجميع أنفسهم فيه حتى ولو سهر المسؤولون أياما وليالي، دون انقطاع، وصولا إلى تأمين مصلحة لبنان.

أما علمنا السيد المسيح، له المجد، أن الإيمان ينقل الجبال؟ فمثل هذا الإيمان لن يدع اللبنانيين يخسرون بلادهم إن كانوا بربهم مؤمنين. فلنضع بالحسبان قوة نفح السماء في تسيير شؤون الأرض؛ ولنأخذ العبر من أولياء الله جميعا، ومن القديس مارون اليوم في عيده. فمثلما سكبت محبة الله في قلب هذا القديس مزيدا من المحبة لعباده ودفعته إلى مزيد من الخدمة لنفوسهم كما لأجسادهم عبر شفاءات عجائبية، ما جعل الناس يتحلقون حوله إلى أن صاروا أمة وكنيسة بطريركية عرفت بعشقها للحرية وللأخوة الصادقة، فأسهموا مع إخوان لهم على هذه الأرض في بناء وطن جميل اسمه لبنان، هكذا فإن محبتنا بعضنا لبعض، والثقة التي نحملها بعضنا حيال بعض، لا بد من أن تقودنا إلى إنقاذ لبنان وإلى التمسك به وطنا واحدا لجميع أبنائه. فهذا الإنقاذ هو عمل إيماني وروحي أولا وفعل إرادة جامعة ومجتمعة، قبل أن يكون عملا سياسيا بحتا. فالروح في لبنان هو المبتدأ أما السياسة فهي على أهميتها بمثابة الخبر.

وعلى صورة مارون فإن جميع الأولياء يتوجهون إلينا بالدعوة عينها لإنقاذ وطننا لأننا بذلك ننقذ نفوسنا. فلنكن كلنا يدا واحدة من أجل لبنان ولنعمل على انطلاقة شفافة لهذا الوطن تفخر بها أجيالنا الطالعة، ولنجعله قادرا على احتضان أبنائه جميعا، ولا سيما منهم الفقراء والمعوزين، وعلى تأدية رسالته في المنطقة لخير التعايش الأخوي فيها وصناعة الصلح والسلام. وكم صار فخرنا كبيرا بأن هذا الوطن الذي ظنوه هامشيا في حياة المنطقة قد صار لها حجر الزاوية والمثل والمثال في التفتيش لها عن مستقبل إنساني أكيد.

إن وطنا نزرع لأجله بالدموع سنحصد فيه الغلال بالفرح. هكذا يكتمل العيد. فالله نسأل عز وجل أن يستجيب طلباتنا، وأن يعيد مثل هذا العيد على جميع أبناء مارون وعلى جميع اللبنانيين وعلى المنتشرين منهم في كل مكان من الأرض، ساكبا على جميعنا فيضا سخيا من نعمه وبركاته. آمين".

التهاني بالعيد

وبعد القداس والصلوات التي رفعت على نية لبنان والسلام، توجه عون والسيدة الاولى والحريري ومطر والصياح وكاتشا والخازن الى صالون الكنيسة حيث تقبلوا التهاني بالعيد.

 

جنازة رسمية وشعبية لوالدة رئيس القوات في بشري وجعجع تقبل التعازي من السبهان وتلقى برقيات من جنبلاط وكاغ

الخميس 09 شباط 2017 /وطنية - أقيمت عند الثانية من بعد ظهر اليوم، صلاة الجنازة لراحة نفس والدة رئيس حزب "القوات اللبنانية" ماري حبيب جعجع، في كاتدرائية مار سابا في بشري، وترأس الجنازة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بالنائب البطريركي العام على جبة بشري المطران مارون العمار بمعاونة لفيف من الكهنة. حضر الدفن الى جانب رئيس حزب القوات سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع، كل من: رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بالوزير جبران باسيل، رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بالنائب الدكتور عاطف مجدلاني، رئيس الحكومة سعد الحريري ممثلا بالوزير غطاس خوري، الرئيس أمين الجميل ممثلا برئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، الرئيس ميشال سليمان ممثلا بالوزيرة السابقة أليس شبطيني، الرئيس فؤاد السنيورة ممثلا بالنائب الدكتور أحمد فتفت، الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بالوزير السابق وليد الداعوق، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان ممثلا بالمطران أنطوان بيلوني، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني، الوزراء سيزار ابي خليل وبيار بو عاصي وملحم الرياشي وبيار رفول، وزير الدولة لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية السعودية ثامر السبهان، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ممثلا بتيمور جنبلاط، النواب ابراهيم كنعان واكرم شهيب وهنري حلو ونقولا غصن ورياض رحال ومحمد الصفدي وجورج عدوان وايلي كيروز وانطوان زهرا وفادي كرم وجوزيف المعلوف وطوني بو خاطر وشانت جنجنيان، النائب بطرس حرب ممثلا بمجد حرب.

حضر أيضا قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلا بالعميد وليد السيد، الوزراء السابقون نائلة معوض وسليم ورده وطوني كرم، الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، النائبان السابقان نادر سكر وسليم عون، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص ممثلا بالعميد جهاد الحويك، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلا بالعميد ريمون أيوب، المدير العام لامن الدولة اللواء جورج قرعة ممثلا بالعميد روبير جاسر، مدير مخابرات الجيش العميد كميل ضاهر ممثلا بالمقدم نزار غصن، قائد الدرك جوزيف الحلو ممثلا بالعقيد جوني داغر، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" السيدة لور سليمان صعب، نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي كمال معوض، أمين سر الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر، مسؤول الداخلية في الحزب الاشتراكي هادي ابو الحسن، داليا وليد جنبلاط، رئيس "حركة التغيير" ايلي محفوض، رئيس حركة "المستقلون" رازي الحاج، نائب رئيس المؤسسة المارونية شارل الحاج، الأمين العام للكنائس الانجيلية في لبنان وسوريا القسيس إدغار طرابلسي، الأمينة العامة لحزب القوات الدكتورة شانتال سركيس ومسؤولو المناطق والمصالح والقطاعات وشخصيات سياسية وديبلوماسية ودينية وعسكرية وقضائية ونقابية وإعلامية وفنية ورؤساء اتحاد بلديات ورؤساء بلديات ومخاتير وحشود شعبية وحزبية من مختلف المناطق.

الرقيم البطريركي

بعد قراءة الإنجيل المقدس، تلا أمين سر البطريركية المارونية الأب رفيق ورشا الرقيم البطريركي وقال: "البركة الرسولية تشمل ابناءنا وبناتنا الاعزاء: جوزيف جعجع وشقيقه الدكتور سمير وشقيقته نهاد، أولاد المرحومة ماري حبيب الخوري جعجع أرملة المرحوم فريد يوسف جعجع، وشقيقها وشقيقتها واولاد المرحومتين شقيقتيها، وعائلاتهم وسائر ذويهم وانسبائهم في الوطن والمهجر المحترمين". وتابع: "ما إن وطئنا ارض مطار روما الاثنين عند المساء، حتى تلقينا بالأسى الشديد خبر وفاة عزيزتكم الشيخة الجليلة المرحومة ماري، الوالدة والشقيقة والنسيبة. فخلدنا الى الصلاة لراحة نفسها، واعربنا عن تعازينا الحارة عبر الهاتف لابنها الدكتور سمير رئيس حزب القوات اللبنانية ولزوجته النائب ستريدا، ومن خلالهما لجميع افراد العائلة الاحباء". أضاف: "المرحومة ماري ابنة عائلة وبيت كريمين من بشري، المدينة المارونية العريقة الرابضة كالنمور على اقدام جبل أرز الرب، وعلى مشارف الوادي المقدس. وقد جبل أبناؤها ارضها الطيبة بعرق الجبين ودم المقاومة عبر التاريخ والاستشهاد. فاكتسبوا صلابة خشب الأرز، وتمرسوا على قوة الصمود بوجه محن الحياة وصعوبات الزمن، كالأرز الذي يتشدد صلابة باشتداد العواصف والرياح وتراكم الثلوج. تربت في البيت الوالدي، بيت المرحوم حبيب الخوري جعجع، على الايمان والصلاة والقيم الاخلاقية والوطنية، الى جانب شقيق وثلاث شقيقات نسجت معهم افضل علاقات المحبة الأخوية، وآلمها ان الشقيقتين ليلى وشفيقة سبقتاها الى بيت الآب، فتعزت بأسرتيهما". وتابع: "ارتبطت بسر الزواج المقدس بشريك حياة صالح ومؤمن وصلب ومحب، هو المرحوم فريد يوسف ملحم جعجع، معاون اول في الجيش اللبناني. فعاشا معا حياة هنية رضية، باركها الله بثمرة الابنين والابنة وقد ربياهم على تقاليد العائلة الغنية بتراثها الكنسي والمدني، وعلى القيم الروحية والاخلاقية والعلم، ما مكنهم من شق خطهم في الحياة. وفرحا بهم يؤسسون عائلات رضية. والمرحومة ماري، التي تميزت بصلاتها وصمودها شكلت لهم علامة رجاء واتكال على العناية الإلهية: لابنها جوزيف وهو استاذ محاضر في الولايات المتحدة الاميركية، وقد اتى خصيصا لوداع الوالدة بعد ان تفقدها مرارا في عز مرضها، ولابنها "الحكيم" في مختلف مراحل حياته المملوءة بالمصاعب التدريجية ولكن غنية بالقرارات السياسية والوطنية الكبيرة. إنها مراحل بدأت بالمقاومة اللبنانية في بداية الحرب في لبنان سنة 1975 ثم بمخاض القوات اللبنانية في الثمانينات، ومن بعدها تعيينه في بداية التسعينات وزيرا في حكومتين متتاليتين واستقالته منهما لتحفظات سياسية. وبلغت هذه المراحل ذروتها في توقيفه اواخر نيسان 1994 وسجنه في وزارة الدفاع تحت الارض مدة 11 سنة. وفي كل المرات التي زرته فيها، في الوقت المحدد له للمشي في الباحة الداخلية، كنت أشعر بصموده وصلابته في قبول واقعه. وكان يحملني وصيته لرفاقه في القوات بالصمود، وكان يقول، كما قال لي عنه سواه: "أنه دخل السجن بقرار سياسي وسيخرج منه بقرار سياسي". وهذا ما حصل على اساس من ايمانه بأن قيامة المسيح تشمل القيامة من كل حالات ظلم أو يأس أو حزن أو فشل. وكانت المرحومة والدته ترى في صموده وصمود زوجته النائب ستريدا وما قامت به هذه الاخيرة من مبادرات في سبيل تحريره، نافذة رجاء لا يخيب".

وأردف: "وهكذا استعاد الدكتور جعجع نشاطه السياسي ببركة الوالدين وصلاتهما، وهو يعرف انه بفضل دموع امه ماري الممزوجة بالصلاة قد بلغ نضاله الى اتمام المصالحة السياسية الكبيرة التي نرجوها شاملة للجميع والى انتخاب رئيس جديد للجمهورية وعودة مؤسسات الدولة الدستورية الى سابق عهدها. ان المرحومة ماري تقول لكل ام ما قاله القديس امبروسيوس لوالدة اغسطينوس: "هذه الدموع وهذه الصلاة لن تذهب سدى بل ستنال مبتغاها". بعد ذلك استطاعت عزيزتكم الشيخة الجليلة ماري ان تردد كلمة سمعان الشيخ، وزوجها من قبلها: "الآن أطلق يا رب نعمتك بسلام، لأن عيني أبصرتا خلاصك". وها هي تسلم الآب وديعة ايمانها في يوم عيد أبينا القديس مارون راجية أن تنعم بالمشاهدة السعيدة في السماء". وختم: "على هذا الأمل وإكراما لدفنتها واعرابا لكم عن عواطفنا الأبوية، نوفد اليكم سيادة اخينا المطران حنا علوان نائبنا البطريركي العام السامي الاحترام، ليرئس باسمنا حفلة الصلاة لراحة نفسها وينقل اليكم جميعا تعازينا الحارة. تغمد الله روح الفقيدة الجليلة بوافر الرحمة، وسكب على قلوبكم بلسم العزاء. عن مقرنا الموقت في المعهد الحبري الماروني في روما، في التاسع من شباط، عيد ابينا القديس مارون سنة 2017. الكاردينال بشارة بطرس الراعي بطريرك انطاكية وسائر المشرق".

الشدياق

بعد الدفن، ألقى رئيس لجنة جبران الوطنية الدكتور طارق الشدياق كلمة العائلة قال فيها: "دعوني أنم فقد سكرت نفسي بالمحبة .دعوني أرقد فقد شبعت روحي من الايام والليالي. اقتربوا وانظروا خيال الله في عيني واسمعوا صدى نغمة الأبدية متسارعة مع أنفاسي. وامسحوا الدموع يا رفاقي ثم ارفعوا رؤوسكم مثلما ترفع الأزهار تيجانها عند قدوم الفجر". لو كان للسيدة التي يجمعنا رقادها الآن أن تقول كلمة أخيرة لفاهت بكل هذا الكلام وزادت عليه، لأنها أحبت الحياة وهي حلم، وعرفت كيف تموت فاستيقظت من حلمها. لم تكن تخاف الموت، فسيدة مثلها عانت ما عانته، وتحملت ما تحملته لا يمكن أن تخافه. وهي المؤمنة العارفة أنه لو كان الموت يصنع شيئا لأوقف مد الحياة التي من قوة الله الحي تنبثق وتنداح. مدرسة صلابة وعناد في الحق. ندرت حياتها لعائلتها، مملكتها، مستقبلها. عملت كل ما يمكن أن يعمل، مع شريك حياتها الراحل الفريد الكبير، من أجل أن يحصل أبناؤها العلم. كانت تعلم بفطرتها والتجارب أن المحدود من الناس مطبوع على حب المحدود من الحياة". أضاف: "صلبة لأن ما اعتراها عائق في سبيل تحقيق ما حلمت به بصمتٍ جلل وصبر لا يقاس وبتحمل شظف الحياة. جبارة لأنها لبست التواضع وتزنرت بدماثة الأخلاق بعد أن خبرت الدنيا صالحاتها والطالحات. والأمر حق ذلك إن من لا تلسعه أفاعي الأيام وتنهشه ذئاب الليالي يظل مغرورا بالأيام والليالي. صلبة لأن الإيمان اعتمر في قلبها فجعل منها هيكل صلاة. فثبتت يوم المحن وحتى المنتهى. واستطاعت أن تجني من العوسج تينا بصلاتها. كان ذلك في الزمن الأول، زمن بناء العائلة والبيت والمستقبل. وفي ذلك الزمن أعطت أبناءها بذرة العناد في الحق، وفي ذلك الزمن وقبل وقبل كانت تعرف أنه لا يصح إلا الصحيح. وفي الزمن الأسود، زمن اعتقال إبنها، كانت تستمد نورا من الظلمة بمحبتها. وبالرغم من أن السيف كان مغروزا في قلبها كانت تخاطره من هنا الى هناك، الى ما تحت الأرض، أن من لا يؤثر السجن على الاستعباد لا يكون حرا بما في الحرية من الحق والواجب. تحاكي صموده بأن الثلوج المتراكمة لا تميت البذور الحية. تحثه على الرجاء فالحقيقة هي كالنجوم لا تبدو إلا من وراء ظلمة الليل. وكانت تقف أمام كل رفيق وفي داخلها هاتف أن هذا هو ابنك. وفي داخل كل رفيق هاتف أن هذه هي أمك. صلابتها هي صلابة أمهاتنا. وأمهاتنا قديسات. بهن صرنا ندرك أن الموت ما هو إلا سقوط الزهرة كي تنمو الثمرة". وختم الشدياق: "فيا رفاقها ورفاق الحكيم، لا تعطوا هذه السيدة الكبيرة بل خذوا منها وهكذا تكرمونها. ويا أيتها السيدة المنتقلة الى حيث الخلود، حتى لو أخذتك الايام بعيدا، وكان ما بينك وبين رفاقك فراق بحجم مجرة ستبقين حاضرة في قلوبهم وذاكرتهم. فالعزاء الحار بإسمي الشخصي وإسم عائلتي، وبإسم لجنة جبران الوطنية، للدكتور سمير وعقيلته النائب ستريدا جعجع. وللدكتور جوزيف وعقيلته شارون لاسكوفسكي وعائلتهما. وللسيدة نهاد كيروز وعائلتها. والعزاء كل العزاء لحزب القوات اللبنانية، قيادة وأفرادا. ولبشري كل بشري. لكم من بعدها طول البقاء. المسيح قام".

التعازي

واستمر جعجع وعقيلته بتقبل التعازي في صالون الكنيسة ومن أبرز المعزين: وزير الدولة لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية السعودية ثامر السبهان على رأس وفد من السفارة السعودية، السفير الباكستاني افتاب احمد كوكر، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الآباتي نعمة الله الهاشم وحشود شعبية.

الموكب

وكان موكب جثمان الراحلة انطلق من أمام مستشفى سيدة لبنان في جونية حيث لاقته الحشود الحزبية في كسروان - الفتوح بدعوة من مرشح القوات شوقي الدكاش ومنسق المنطقة الدكتور جوزيف خليل، وشارك أيضا منسق "تيار المستقبل" في كسروان شربل زوين.

ولدى وصول الموكب إلى جبيل أنزل النعش وحمل على ألاكف وعزفت الفرقة الموسيقية لأخوية قلب يسوع - قرطبا أناشيد الموت والتعظيم، وكان مئات من المواطنين احتشدوا على المسلك الشرقي لأوتوستراد جبيل، بدعوة من منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد، منسقية قضاء جبيل في حزب القوات اللبنانية، لملاقاة الموكب الذي انطلق بمشاركة سعيد ومنسق القضاء شربل أبي عقل ورؤساء بلديات ومخاتير.

ثم تابع الموكب طريقه إلى كاتدرائية مار سابا في مدينة بشري، حيث توقف في كل من كفرحزير وعبدين وحصرون وبزعون وبقرقاشا وبقاعكفرا، ورفعت اللافتات على كل الطريق وصولا الى مدخل مدينة بشري حيث استقبل رئيس القوات وزوجته الى جانب الحشود، موكب الجثمان وعزفت نوبات حدث الجبة وحصرون ودير الأحمر أناشيد الموت على وقع قرع الأجراس ونثر الورود.

برقيات

وكان جعجع تلقى برقيات تعزية من كل من: النائب وليد جنبلاط وزوجته نورا، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، مطران الموارنة في اوستراليا انطوان شربل طربيه، رئيس مجلس حزب الكتلة الوطنية تامر فيليب خير، أمين سر نقابة محرري الصحافة جوزيف مارون القصيفي، العميد المغوار جورج خميس، نقيب المحامين السابق جورج جريج، رمزي أمين الحافظ، الوزير السابق سليم ورده، الأب مجدي علاوي وجمعية "سعادة السماء"، سفيرة لبنان في لندن انعام عسيران، قنصل لبنان الفخري في فرانكفورت مروان كلاب، رئيس جمعية "انماء جرنايا" وديع ابي نجم، القنصل العام لمملكة سوازيلاند في لبنان المحامي نصري نصري لحود، مدير عام les editions orientales شارل ابو عضل، المجلس الوطني لثورة الأرز، محامي الادعاء الدولي والمستشار القانوني في المحكمة الخاصة بلبنان الدكتور دريد بشراوي، الامين العام للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وسام قزي، مصمم الأزياء نمر سعادة والقوات اللبنانية في جدة.

 

الراعي خلال تدشين مكتبة المعهد الحبري البطريركي في روما: نصلي كي تبقى الكنيسة أما ومعلمة تحتضن خرافها بحمى راعيها يسوع المسيح

الخميس 09 شباط 2017 /وطنية - روما - اقيم في روما امس، حفل تدشين مكتبة المعهد الحبري البطريركي الماروني بعد صلاة مساء العيد، برعاية وحضور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والسيد سليم صفير وعائلته. وقد رفعت على مدخل المكتبة لوحة حملت اسم الدكتور صفير الذي أراد بمساهمته لإعادة تأهيل المكتبة العريقة أن يكون داعما لإرث الكنيسة المارونية ومحافظا عليه. حضر الإحتفال رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري ووكلاء الرهبانيات المارونية وكهنة المعهد الحبري وأصدقاء عائلة صفير ولجنة رعية مار مارون روما وفعاليات دبلوماسية واجتماعية وإعلامية.

تخلل الإحتفال كلمة المعتمد البطريركي ورئيس المعهد في روما المطران فرانسوا عيد شرح فيها تاريخ المكتبة وقيمة مكنوناتها التاريخية والروحية ودور المعهد الماروني الرائد عبر التاريخ وحتى يومنا، شاكرا كل الساعين لإتمام هذا المشروع. وتلتها كلمة نائبة المونسنيور طوني جبران وقد أرفقها بشريط مصور يشرح بدقة الطرق المستعملة بإتقان لإعادة تأهيل وترميم هذا الكنز الثقافي "وقد أتلف الزمن والإهمال آلاف الكتب التي عادت اليوم لتبصر نورا جديدا وتكون منارة وخير شاهد لدور الموارنة عبر التاريخ في روما والعالم". بدوره، القى السيد سليم صفير كلمة شكر على الفرصة التي أتيحت له بكل فخر وفرح لإنجاز مشروع تأهيل المكتبة، معتبرا أن "لكل إنسان دوره في كنيسته ومجتمعه ووطنه ومن حقه وواجبه أن يبادر بإنتشال ما هو له وما قد حاول الزمن إفساده أو طمسه وإعادته إلى شكله السليم ومكانه الصحيح، إفساحا بالمجال للجميع للاستفادة منه. وهذا هو دور المكتبة العريقة التي تختزن تاريخا حيا من الثقافة والإيمان والقداسة". ثم بادر الكاردينال ساندري بكلمة شكر للقيمين على المعهد وعلى رأسهم البطريرك الراعي "المؤتمن الساهر على كنيسته"، وشكر السيد صفير على مبادرته بتبني مشروع إعادة تأهيل المكتبة. وفي الختام، القى راعي الإحتفال البطريرك الراعي كلمة كرر فيها الشكر لكل من أسهم بحبه وعمله وماله، مشددا على أن "تاريخ الموارنة وإرثهم كان وما زال حيا بأبناء الكنيسة الغيارى على إيمانهم وانتمائهم"، مشددا على "الدور الرائد الذي لعبه المعهد الحبري الماروني كمنارة علم وقداسة وقد تخرج منه قديسون وعظماء وكهنة. ونحن مع الجميع نصلي في ليلة عيد أب الكنيسة المارونية كي تبقى الكنيسة الجامعة وكنيستنا السريانية الإنطاكية المارونية أما ومعلمة تحتضن خرافها بحمى راعيها الأوحد يسوع المسيح مستظلين حنان والدة الإله أمنا مريم وشفاعة قديسينا".

 

مختار عين داره ردا على فتوش: معمل الموت لن يمر

الخميس 09 شباط 2017 /وطنية - رد مختار عين داره أنطوان بدر على بيان المكتب الإعلامي للسيد بيار فتوش الذي صدر بتاريخ 8/2/2017. وجاء في الرد:

"كعادته يمعن المكتب الإعلامي للسيد بيار فتوش في تشويه الحقائق حول مضار معمل الموت لتضليل الرأي العام وحرف أنظاره عن النتائج الكارثية التي سيسببها هذا المعمل على منطقة الجبل والبقاع بشكل خاص، ولبنان بشكل عام على مستوى البيئة والصحة وتلوث المياه. وكان اول الغيث في بداية هذا العام البيان الاضحوكة الصادر عن المكتب المذكور بتاريخ 8/2/2017 وبناء عليه يهمنا توضيح الحقائق الاتية:

1 - الحقيقة الاولى التي شوهها البيان عندما ذكر ان "مناصرو النائب وليد جنبلاط" هم الذين نظموا وقفة تضامنية مع عين داره، والواقع ان أنصار النائب وليد جنبلاط وأنصار التيار الوطني الحر (بحضور معالي الوزير سيزار ابي خليل) وأنصار القوات اللبنانية وأنصار حزب الكتائب اللبنانية وأنصار النائب طلال ارسلان وأنصار الحزب السوري القومي الاجتماعي والمجتمع المدني والجمعيات البيئية والبلديات ومخاتير عين داره وقرى الجوار وأهالي عين داره والجبل والبقاع الأوسط هم الذين نظموا وحضروا الوقفة التضامنية مع عين داره وعلا صوت واحد من الجميع: لا لمعمل الموت.

2 - الحقيقة الثانية التي شوهها البيان عندما تحدث باسم المواطنين وبالنيابة عنهم وعن مستقبلهم ومستقبل ابنائهم، الذي سيؤمنه حسب زعمه معمل الموت. والواقع ان الأهالي يعرفون حق المعرفة ان مستقبلهم ومستقبل اولادهم سيكون ببناء مزيد من المقابر بالتوازي مع بناء معمل الموت الذي سيزهق ارواحهم بعد أن يدمر طبيعة بلدتهم ويلوث هواءها ويسمم مياهها.

3 - الحقيقة الثالثة التي شوهها البيان عندما تحدث عن " تضليل " النائبين أكرم شهيب وفادي الهبر للمواطنين الشرفاء من أبناء عين داره، والواقع أن المواطنين الشرفاء من أبناء عين داره هم بالتأكيد بغنى عن نصائح المكتب الإعلامي للسيد بيار فتوش لافتقارها الى المصداقية، ويكفي النائبان الشريفان رفعة وشرفا أنهما ومن موقعيهما يدافعان عن حقوق الناس وتطلعاتهم، بينما يستغل نائب آخر موقعه للدفاع عن مصالحه الشخصية ومصالح عائلته على حساب مصالح الناس.

4 - الحقيقة الرابعة التي شوهها البيان عندما تحدث عن آلاف فرص العمل التي سيؤمنها معمل الموت لابناء الجبل وسيساهم أيضا في عملية النهوض الاقتصادي. والواقع اننا بغنىً عن فرص العمل هذه من الأولى بالسيد فتوش ان يهتم بابناء منطقته و يؤمن آلاف فرص العمل لهم ولكن حتى أبناء مدينته رفضوه ورفضوا فرص عمله وليعذرنا لأننا لن نكون ملكيين اكثر من الملك، ومن يتمسك بفرص العمل هذه فما عليه إلا ان يطالب السيد فتوش بنقل هذا المعمل الى بلدته لينعم بفرص العمل التي يتشدّقُ بها و بالنهوض الاقتصادي المزعوم.

5 - الحقيقة الخامسة التي شوهها البيان بمحاولته الايحاء أن السيد فتوش قد باشر بإنشاء معمل الموت لإيهام الرأي العام ان هذا المعمل اصبح واقعا ملموسا ولا نفع لأي اعتراضات واحتجاجات على إقامته، والواقع أن معمل الموت ما زال موضع نزاع بينه وبين أهالي الجبل والبقاع الأوسط، بين الباطل والحق، ولم يبصر النور حتى الآن، وتشويه خمس حقائق ببيان من خمس نقاط للمكتب الإعلامي للسيد بيار فتوش يُنتِجُ حقيقة واحدة ساطعة وغير مشوهة هي ان معمل الموت لن يمر".

 

رفول: مشروعنا بناء وطن لا سلطة وهدفنا جمع كل المكونات من أجل الوحدة

الخميس 09 شباط 2017 /طنية - أقام نادي الشبيبة العاملة بلاط - قضاء جبيل عشاءه السنوي لمناسبة عيد القديس مارون، برعاية وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الدكتور بيار رفول، وحضور النواب سيمون ابي رميا، وليد الخوري وعباس هاشم، قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح، القيم الابرشي الخوري فادي الخوري ممثلا راعي الابرشية المطران ميشال عون، الشيخ احمد اللقيس ممثلا امام المسلمين في جبيل الشيخ غسان اللقيس، نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل خالد صدقة، رئيس بلدية بلاط وتوابعها اندريه القصيفي واعضاء المجلس البلدي، رئيس مجلس الادارة المدير العام لامتياز كهرباء جبيل المهندس ايلي باسيل، عميد جامعة AUL الدكتور طارق صادق، منسق قضاء جبيل في القوات اللبنانية شربل ابي عقل، منسق "التيار الوطني الحر" في القضاء طوني ابي يونس، رئيس قسم الشكاوى في المفتشية العامة لقوى الامن الداخلي العميد ميلاد الخوري، مسؤول التيار في بلاط ايلي دياب، رئيس النادي فادي القوبا والاعضاء، بالإضافة إلى رؤساء أندية رياضية بلديات ومخاتير. بعد النشيد الوطني كانت كلمة لعريفة الاحتفال الزميلة يولا رزق اشارت فيها الى ان "اللقاء في رحاب الرياضة هو لتجديد الايمان بدور النوادي الرياضية عموما ونادي الشبيبة العاملة بلاط خصوصا لتبقى الشعلة الرياضية في وطننا لبنان وبلدتنا".

القوبا

وألقى رئيس النادي كلمة رحب فيها بالحاضرين، شاكرا "أصحاب الايادي الخيرة التي تساعد النادي لاكمال مسيرته الرياضية"، ولفت الى "اهمية الرياضة في صقل الجسم والعقل معا وخصوصا في زمننا هذا"، مؤكدا "الاصرار على اكمال المسيرة على رغم الصعاب التي تواجهنا كل يوم على الصعد كافة".

القصيفي

وكانت كلمة لرئيس البلدية اعتبر فيها ان "هذا اللقاء هو تشجيع للرياضة عموما ولنادي بلاط خصوصا لما يقوم به من جهد لتحسين موقعه الرياضي في بطولة كرة الطائرة"، مشيرا الى ان "الرياضة لا تزدهر الا بتشجيع الدولة والمجتمع وخصوصا في وطننا لبنان الذي لطالما ارتبط تألق الرياضة فيه بالاستقرار الامني والسياسي والاجتماعي". وقال: "اليوم كلنا ثقة مع بداية العهد الجديد برئاسة العماد ميشال عون ان لبنان مقبل على مزيد من الاستقرار مما يسمح بانطلاقة جديدة لجميع القطاعات بما فيها الرياضة".

وتوجه الى رفول بالقول: "نحن في بلدة بلاط مجتمعا وناديا وبلدية نتطلع معكم الى بداية جديدة تعيد الثقة بالمستقبل وتجدد خلايا المجتمع المحلي بقطاعاته ونشاطاته كلها لحل المشاكل المتراكمة التي تعاني منها بلدتنا".

وختم: "ما يجمعنا الليلة ليس الرياضة فحسب بل فعل إيمان باستمرارية العمل الاجتماعي والرياضي وفعل ايمان ايضا بأن بداية العهد الجديد قيامة جديدة للوطن ستعيده الى سابق عهده في التميز والنجاح في جميع المجالات بما في ذلك المجال الرياضي".

رفول

واستهل رفول كلمته بشكر نادي "الشبيبة العاملة"، مشيرا الى أنها المرة الأولى التي يأتي بها الى المنطقة بصفة وزير "وهي صفة موقتة في حين أن الصفة الدائمة والمحببة الى قلبي تبقى صفة المناضل". وقال: "يتزامن الاحتفال مع مناسبة عيد مارون القديس الوحيد الذي سميت طائفة على اسمه، وهو الذي عاش في منطقة في شمال سوريا تعتبر الى جانب انطاكيا مهد المسيحية، وهو قديس عاش في العراء الى جانب الناس مكرسا نفسه في الخدمة العامة. وتحتوي هذه المنطقة، الممتدة على مساحة الف كيلومتر مربع على 800 كنيسة من أجمل كنائس العالم هندسة ومنها كنيسة مار سمعان العامودي ذات المساحة 12 الف متر مربع. وقد اضطهد المسيحي حتى جاء الإمبراطور قسطنطين سنة 313 وأصدر براءة حرر المسيحيين من الخوف والإضطهاد ومن يومها بدأوا بتشييد الكنائس. وعام 2008 تمت الزيارة الأولى لنا الى براد وكانت تحمل هدفا. وعام 1990، وضع سينودس خاص بلبنان وهي رسالة كتبها البابا القديس يوحنا بولس الثاني موجهة للبنانيين وبالأخص للمسيحيين استنادا الى الفصل الذي نص على ما يلي: "على المسيحيين أن يتفاعلوا مع محيطهم المشرقي وأن يعيشوا مع إخوانهم المسلمين في السراء والضراء".

أضاف: "هذا الفصل تمت طباعته من "التيار الوطني الحر" 30 الف نسخة وقررنا أن تكون هذه إحدى مبادىء التيار الأساسية للتفاعل مع المنطقة وأطلق العماد عون يومها مسألة "المشرقية". فالمشرقية تعني توسيع مدى وجودنا، في العودة الى الجذور والتمسك بالأرض جنبا الى جنب مع إخواننا المسلمين إذ تعايشنا معا لمدة 1400 عام. أما السنين الصعبة بين بعضنا البعض فكانت شواذا، وتبقى القاعدة هي الشهادة على التعايش والتلاقي فيما بيننا".

وتابع: "نحن حالة خلقنا في كنف الجيش اللبناني وتعلمنا منه الشرف والتضحية والوفاء. والنضال بالنسبة لنا هو خيار حياة، ناضلنا وكافحنا حتى استطعنا الوصول الى ما نحن عليه. إن الفكر لا ينتج من دون إرادة والحلم يبقى حلما من دون جهد لكي يصبح حقيقة، والنضال ليس مجرد كلام بل هو فعل يومي لأي كان في أي منصب سواء سياسي أو عسكري أو إنساني. نحن كنا في مرحلة نضال وكان الوطن مفككا، خضنا حالة بأصعب الظروف مع العماد ميشال عون سنة 1988 الذي رفع شعار "لبنان القوي" وشعار "لبنان أكبر من أن يبلع وأصغر من أن يقسم" طالبا منا عدم الخوف لأنه سيكون المدافع عن الوطن".

وقال: "عام 1989 كان ثلث الجيش من المسيحيين وثلثان من المسلمين. وهو كان يدافع عن لبنان انطلاقا من بعبدا، دون أن تحصل عمليات هروب لضباط أو أفراد عن أداء الواجب. هذه الحالة الوطنية التي انوجدت لم تنته وأتى دور الشباب لإكمال المسيرة. وفي آخر مؤتمر في باريس في 3 شباط يومها أعلن العماد عون عن العودة القريبة التي حصلت بعد نفي دام 15 عاما. وهي عودة أرادها العماد عون لمد اليد الى كل اللبنانيين لأن مكتسبات السيادة والحرية والاستقلال لا يمكن المحافظة عليها دون وحدة وطنية. وعندما عدنا بعد 13 عاما ونصف من القهر والعذاب والترغيب والترهيب تم عزلنا الى أن ظهرت عظمة الحالة العونية في صندوق الاقتراع باختيار العماد عون زعيما وقائدا لها ونحن اليوم في السلطة بتوافق وطني دون نزعة انتقام أو عزل لأحد وليس لخدمة الذات وإلا نكون مجرمين بحق الشهداء وبحق النضال. النضال في العالم كله تنجزه القلة ويستفيد منه الكثيرون وهذه هي عظمة النضال. ما نريد اليوم هو بناء وطن لأن مشروعنا هو الوطن وليس مشروع سلطة. يجب تكريس السلطة اليوم للوطن لأنه عندما يتحول النضال الى مصلحة أو المركز الذي تتبوأه الى مصلحة ينتهي النضال، لأن المركز موقت وهو وثبة للنجاح".

أضاف: "عام 2006، كان الأفرقاء السياسيون جميعهم مع المقاومة في إطار "التحالف الرباعي" الذين قاموا بعزل التيار. فقمنا بحوار مع المقاومة أدى الى تفاهم ظلمنا على أساسه وهو لم يوجه ضد أحد. أمن التفاهم مع "حزب الله" القوة للبنان، ومع "القوات اللبنانية" تم كسر الفراق وكرسنا الوحدة المسيحية كمدخل للوحدة اللبنانية، وأنجزنا تفاهما مع "تيار المستقبل" أدى الى تحصين الجمهورية وأعدنا الشراكة للوطن، ونحن بصدد التفاهم مع حركة "أمل"، وسنكمل الحوار مع الجميع دون استثناء، أفرادا وأحزابا وجماعات، ولا سيما "المردة" والكتائب. فالهدف جمع مكونات الوطن لأن الوحدة اللبنانية لا يمكن تحصينها إلا بتلاحمنا".

وتابع: "أصبح لدينا رئيس وهو "بي الكل". تاريخه نضال وفروسية وحاضره شاهد على تاريخه. تعهد أمام الجميع منذ ثلاث سنوات أنه لن يسمح للبنانيين بالبكاء، وخطاب القسم قاطع مثل السيف سيطبق، وهو سيضع حدا للفساد والفاسدين والسماسرة. ومن وحي خطاب القسم، أصبح لدينا أمن واستقرار ولأول مرة حصل تنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية ، والقضاء يقوم بواجبه وهو لديه تعليمات من الرئيس بأداء دوره بعيدا عن التدخلات السياسية. وقد تم إقرار مرسومي النفط في أول جلسة للحكومة في مسار يتجه نحو المناقصة والعروض. لدينا في البحر الى حد الآن 1700 مليار دولار وهي ملك للبنانيين في إطار صندوق سيادي للأجيال المقبلة وليس لإيفاء الدين إنما من أجل القيام بمشاريع انتاجية واستثمارات نطمئن من خلالها الى مستقبل الشباب لكي يبقوا في وطنهم. فالشباب عزم وإرادة وإقدام، والثورات الكبيرة قام بها الشباب والثروة الشبابية هي حلم العماد عون كي تبقى في أرض الوطن دون أن نصدرها الى الخارج".

وقال: "شباب لبنان دافعوا عن سيادته وتظاهروا من أجله وهم من يستحقون ثروته لإكمال المسيرة. فالوطن يبنى من خلال البلدية، وأداء المختار، بالمعامل، بالمدارس، بالجامعات... وكل شخص في أي موقع هو مسؤول عن ورشة بناء الوطن، وهي حالة متكاملة مع كل اللبنانيين وتستمر معهم".

وختم رفول: "يمكن أن نقول أمامكم وبكل فخر واعتزاز أننا أدينا قسطنا للعلا بالمساهمة بتحرير لبنان دون أن يستطع أحد تركيعنا أو أن نمد يدنا لأحد فالعماد ميشال عون بالنسبة لنا هو حكاية مجد وحكاية شعب ووطن نسردها لأولادنا وللأجيال المقبلة. ونحن الذين انخرطنا في هذه الورشة سنحمل وساما على صدورنا بأننا كنا رفاق العماد عون في هذه المسيرة الطويلة التي توجت بتحرير لبنان وبناء الدولة".

 

اهل الارناؤوط ردوا على بيان قوى الامن: يشكل انتهاكا صارخا لقانون اصول المحاكمات الجزائية

الخميس 09 شباط 2017 /وطنية - رد اهل المرحوم ضومط الارناؤوط على البيان الصادر عن المديرية العامة لقوى الامن الداخلي - شعبة العلاقات العامة، واعتبروه "خطير جدا ومشبوه"، واشاروا في بيان الى "اننا نحترم هذه المديرية وتاريخها وتضحيات ضباطها وافرادها الا ان هذا البيان يشكل انتهاكا صارخا لقانون أصول المحاكمات الجزائية لجهة افشاء سرية التحقيق واستباق التحقيقات، بخاصة وأن تقرير الطب الشرعي لجهة فحوصه المخبرية لم يصدر بعد". وتابع البيان: "ان استباق نتائج التحقيق واعتبار أن الاشكال محض عائلي واعتبار أن التقارير الطبية قد حددت أن اسباب الوفاة مرضية هو من اختصاص القضاء والقضاء وحده وليس من اختصاص المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي التي حولت نفسها الى قضاء مبرم". واعتبروا "ان توقيت اصدار هذا البيان يشكل ضغطا على النيابة العامة ويضلل الرأي العام ويمهد للافراج عن الموقوفين". وناشدوا رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزراء الداخلية والعدل "وضع حد لهذا الانتهاك الصارخ ومعاقبة المسؤولين عن هذا البيان الفاضح مهما علا شأنهم تفاديا لوقوع تداعيات سوف تتحمل مسؤوليتها مباشرة مديرية قوى الأمن الداخلي". وختم اهل ضومط بيانهم: "ان فقيدنا ضومط الأرناؤوط لم يعاني يوما من أي أمراض ومن لديه أي ملف طبي يثبت عكس ذلك فليبرزه. وهنا نتوجه الى الرأي العام لنسأل كيف صودفت وفاة ابننا ضومط بتوقيتها بعد الاشتباك الذي حصل بساعة ونصف علما انه عاش بيننا خمسين عاما وبضعة أشهر بصحة جيدة".

 

فرنجية بحث والسبهان الأوضاع الراهنة

الخميس 09 شباط 2017/وطنية - استقبل رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، في دارته في بنشعي، وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، حيث عقد اجتماع في حضور المساعد الخاص للسبهان وليد اليعقوب والمسؤول الاعلامي في السفارة السعودية غسان اسكندراني، تخلله بحث في مجمل القضايا والأوضاع الراهنة.

 

رسميًا.. الحريري باع كامل حصته!

عربي21/2017 - شباط – 09/أعلن رئيس مجلس إدارة البنك العربي الملياردير الفلسطيني صبيح المصري يوم أمس الأربعاء أنه اشترى، مع مجموعة من المستثمرين العرب، كامل حصة عائلة الحريري في البنك، في صفقة تبلغ قيمتها حوالي 1.1 مليار دولار أمريكي. وقال المصري:" تم الاتفاق، وسيتم دفع قيمة الأسهم في منتصف كانون الثاني القادم". وتبلغ حصة عائلة الحريري في البنك العربي ما يزيد على 127 مليون سهم، وهي تشكل 19.8 بالمائة من إجمالي أسهم البنك البالغة 640.8 مليون سهم. وقال المصري إن سعر السهم بيع لهم من عائلة الحريري بمقدار 6.15 دينار أردني. وأوضح المصري أن عائلة الحريري، عرضت حصتها في البنك العربي للبيع، "وتحدثت مع أصدقاء عرب، خصوصا من الأردن وفلسطين والسعودية، واتفقنا على شراء كامل الحصة". لكن الملياردير الفلسطيني لم يكشف عن أسماء المشترين الآخرين، مكتفيا بالقول: "جميعهم مساهمون جيدون، ويشكلون إضافة نوعية لقائمة مساهمي البنك". وتتربع عائلة الحريري منذ سنوات على رأس قائمة كبار المساهمين في البنك العربي، تليها مؤسسة الضمان الاجتماعي الأردنية بنسبة 16 بالمائة، والحكومة السعودية بنسبة 4.5 بالمائة، ومؤسسة عبد الحميد شومان بنسبة 3.7 بالمائة، فيما يملك صبيح المصري (بصفته الشخصية ومؤسسات يملكها أو مرتبطة به) حوالي 3 بالمائة من أسهم البنك. وتضم قائمة كبار المساهمين أيضا: وزارة المالية القطرية، ومجموعة الاتصالات الفلسطينية، وشركة الشرق القابضة الكويتية، و"بانك ميد سويس" السويسرية، ورجل الأعمال السعودي ناصر الرشيد، وسيدة الأعمال الأردنية ماري اللوصي. وكان رجل الأعمال صبيح المصري عين رئيسا لمجلس إدارة البنك العربي في شهر آب من العام 2012، إثر استقالة رئيس مجلس الإدارة السابق عبد الحميد شومان، الذي أدارت عائلته المؤسسة المصرفية منذ تأسيسها في القدس في العام 1930، على يد عبد الحميد شومان الجد. وأعادت الهيئة العامة للبنك في العام 2014 انتخاب المصري رئيسا لمجلس الإدارة لأربع سنوات أخرى.

ويعتبر البنك العربي واحدا من أكبر المجموعات المصرفية في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط ومقره العاصمة الأردنية عمان، بأصول تتجاوز 50 مليار دولار وبشبكة مصرفية تتوزع في القارات الخمس. وأعلن البنك عن صافي أرباح بلغت حوالي 618 مليون دولار للأشهر التسعة الأولى من العام 2016، فيما بلغت حجم الودائع لديه في نهاية أيلول الماضي 35.5 مليار دولار، ومحفظة التسهيلات حوالي 24.5 مليار دولار.

 

القوات في دارة كرامي؟!

ليبانون ديبايت/يردّد إعلامياً أنباء عن تقارب يلوح في أفق معراب - طرابلس بوادره تواصل ما بين حزب القوات اللبنانية وآل كرامي، وذلك عبر وزير "السلام الداخلي" ملحم رياشي، الذي وضع بين يديه مفتاح النهج الجديد في عدد من الأماكن المغلقة. وثمة من "يُتمتم" في بعض الأروقة السياسية أن رياشي مهتم بزيارة دارة آل كرامي، وذلك ضمن إطار الإنفتاح الذي كان قد بدأه بمباركة معراب و حط رحاله مؤخراً في مداخل الضاحية الجنوبية . الوزير السابق فيصل كرامي لا يضع أهميةً لكل ما يحكى عن تقارب، ملمّحاً في موقفه من ذلك إلى الإنتقاد الذي وجهه لحليفه حزب الله وإنتقد فيه حضور الوزير ملحم رياشي في غداء الضاحية الذي أقيم على شرف ناشر صحيفة السفير طلال سلمان ساخراً من أن "حزب القوات بات مقاوماً". وفي ضوء ما يحكى، ينفي الوزير كرامي في حديث لموقع "ليبانون ديبايت" جملةً وتفصيلاً ما يتم تناقله عن تقارب أو أن يكون قد حصل أي تواصل معه من حزب القوات، لا بشكل مباشر ولا عبر وسيط. ورداً على سؤال حول رده في حال طرح عليه مثل هذا الأمر أجاب صراحة: "أرفضه بشكل قاطع". وعن أسباب الرفض تتحس إمتعاضاً لدى الوزير كرامي عند طرح إمكانية التقارب الذي يضعه وزير الشباب والرياضة السابق في خانة "المستحيل حالياً" رابطاً ذلك بـ"حصول إعتراف من قبل جعجع بما أقدم عليه.. وعندها نبحث إمكانية التقارب". العلاقة الممتزجة بالدم بين الطرفين لا يرفض كرامي تطويرها إنطلاقاً من "عداء أو حقد" بل إنطلاقاً من عبارة يردّدها أنصار آل كرامي وهي "نحن مع العدالة ولسنا مع الإنتقام" معيداً التذكير بأنهم كعائلة رفعوا شعار "لن نسامح ولن ننسى" وإنطلاقاً من هنا، أبوابنا مقفلة بوجه القوات اللبنانية حتى تثبت العكس، خاصة وأن إغتيال الرئيس رشيد كرامي وغيرها الجرائم، صدر فيه قرارات إدانة من المجلس العدلي ومحكمة جنايات بيروت حملت الأرقام 5/95 تاريخ 24 حزيران 1995 و4/96 تاريخ 13 تموز 1996 و2/97 تاريخ 9 أيار 1997 و2/99 تاريخ 25 حزيران 1999 وعلى الحكم الصادر عن محكمة جنايات بيروت تحت رقم 380/96 تاريخ 20 أيار 1996 والتي أكدت ضلوع جعجع بعملية إغتيال الرئيس رشيد كرامي عبر زرع عبوة ناسفة في طائرته بتاريخ 1 حزيران 1987 وعمليات مماثلة أخرى. وعلى الرغم من نفي جعجع المستمر عن علاقته بعملية الإغتيال يعتبر آل كرامي أن أي علاقة أو أي تواصل مع القوات اللبنانية هي بحكم "المحرمة حالياً" طالما أن جعجع يصرّ على رفض الإعتراف بجريمته. وفي المقابل تؤكد مصادر القوات اللبنانية لـ"ليبانون ديبايت" أن حزب القوات منفتح على أي مكون حزبي، سياسي، عائلي.. في البلد، ولا مانع لديه بأن يفتح صفحة جديدة مع آل كرامي شمالاً، معتبراً أن "أي طرف لا يقابل الإنفتاح القواتي بالإنفتاح تكون المشكلة لديه هو وليس لدينا". وتشير مصادر القوات إلى أن لا تحركات عملية في هذا الإطار حتى الساعة، وتضع المصادر إنغلاق آل كرامي عن الانفتاح عليها في إطار "المعلومات الخاطئة التي يمتلكونها عن القوات".