المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 01 كانون الثاني/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins17/arabic.january01.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لِمَاذَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلا تَعْلَمَانِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ في مَا هُوَ لأَبي

تَ كَاهِنٌ إِلى الأَبَد، على رُتْبَةِ مَلْكِيصَادِق

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

سنة 2017: سنة رفض الاحتلال الإيراني وتعرية ونبذ رموزه/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رسالة سلام في بداية العام 2017/خليل حلو/فايسبوك

وفي الحالتين يبقى الإنقسام السياسي أفضل بكثير من الوحدة بشروط حزب الله/نوفل ضو/فايسبوك

ولا نرفع الراية البيضاء أبداً./ايلي الحاج/فايسبوك/

تحذيرات من الحوار مع حزب الله خارج إطار الطائف

ابراهيم: وسيط لبناني جديد يعمل في ملف العسكريين المخطوفين لدى داعش

فرنجية نحو "تصفية حساباته" مع جبران باسيل

القوات تعتبر أن سامي فشل في قيادة الكتائب'

حزب الله يقتل ويهجّر السوريين بطلب رسمي من الأسد والمعلم يعترف

القوات تغازل حزب الله.. مجدداً

الأحزاب اللبنانية وسياسة التجويع: جريمة الضاحية «نموذجاً»

النائب ماروني لـ«جنوبية»: هنالك أمور نلتقي فيها مع حزب الله

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 31 كانون الاول 2016

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

المطران رحمة: المصالحة المسيحية رفعت شأن لبنان والمسيحيين.. ولا خوف في ظل وجود الجيش

القاء قنبلة على محل للمشروبات الروحية في طرابلس

قنبلة ثالثة في طرابلس والأضرار مادية

2016: عام "القوّة المسيحية"/إيلي القصيفي/المدن

وقف إطلاق النار.. استبدال حزب الله بشيشانيين

بورصة قوانين الانتخابات: تقدّم المختلط

عين الحلوة: فتح ممنوعة من الاحتفال

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مجلس الأمن يدعم وقف إطلاق النار في سوريا

هجوم مزدوج دام في بغداد.. وتحقيق مزيد من التقدم بالموصل

تركيا..خسائر بشرية في ملهى باسطنبول إثر هجوم مسلح

علي مملوك والمعلم في طهران.. لبحث "ملفات مهمة"

كتائب القسام تبث مقطعي فيديو لجندي إسرائيلي أسير

البنتاغون: البغدادي لا يزال حياً ويقود داعش

أميركيون بقيادة ترامب مع روسيا ضد أميركا

العربي الجديد : المعارضة السورية وهواجس مفاوضات أستانة: لا شراكة مع الأسد

ميليشيا عراقية تصف السوريين بـ"التكفيريين" وتتوعد بالثأر لـ"الحسين"!

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إنتاج تسوية لبنانية ممكن والتسهيل عنوان المرحلة/ثريا شاهين/المستقبل

2016 عام الخذلان ... 2017 عام التعايش/ديانا مقلد/أوريانت نت

خلاف أوباما ونتانياهو ينسف مبادرات السلام/سليم نصار/الحياة

«الأسد أو نحرق البلد».. قراءة خاطئة للطائفية والنظام في سوريا/sasapost

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

خطار تفقد عناصر الدفاع المدني: أحيي جهودهم وتفانيهم في خدمة المواطنين في هذا اليوم الذي يحتفل فيه كل الناس

بري التقى رجل الاعمال اندي خواجة

الحياة: عون مكننة إدارات الدولة تحارب الفساد

 بو عاصي: نحن امام قاب قوسين من الوصول الى قانون انتخابات جديد وكلام حزب الله من بكركي ايجابي

الحريري زار وزارة الدفاع وثكنة الحلو: الاستثمار في الأمن أمر حيوي وله أولوية خاصة وإن شاء الله سنقوم به

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

لِمَاذَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلا تَعْلَمَانِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ في مَا هُوَ لأَبي

إنجيل القدّيس لوقا02/من41حتى52/:"كانَ أَبَوَا يَسُوعَ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ في عِيدِ الفِصْحِ إِلى أُورَشَليم. ولَمَّا بَلَغَ يَسُوعُ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَة، صَعِدُوا مَعًا كَمَا هِيَ العَادَةُ في العِيد. وبَعدَ ٱنْقِضَاءِ أَيَّامِ العِيد، عَادَ الأَبَوَان، وبَقِيَ الصَّبِيُّ يَسُوعُ في أُورَشَلِيم، وهُمَا لا يَدْرِيَان. وإذْ كَانَا يَظُنَّانِ أَنَّهُ في القَافِلَة، سَارَا مَسِيرَةَ يَوْم، ثُمَّ أَخَذَا يَطْلُبانِهِ بَيْنَ الأَقارِبِ والمَعَارِف. ولَمْ يَجِدَاه، فَعَادَا إِلى أُورَشَليمَ يَبْحَثَانِ عَنْهُ. وَبعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّام، وَجَدَاهُ في الهَيكَلِ جَالِسًا بَيْنَ العُلَمَاء، يَسْمَعُهُم ويَسْأَلُهُم. وكَانَ جَمِيعُ الَّذينَ يَسْمَعُونَهُ مُنْذَهِلينَ بِذَكَائِهِ وأَجْوِبَتِهِ. ولَمَّا رَآهُ أَبَوَاهُ بُهِتَا، وقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «يا ٱبْنِي، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هكَذا؟ فهَا أَنَا وأَبُوكَ كُنَّا نَبْحَثُ عَنْكَ مُتَوَجِّعَين!». فَقَالَ لَهُمَا: «لِمَاذَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلا تَعْلَمَانِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ في مَا هُوَ لأَبي؟». أَمَّا هُمَا فَلَمْ يَفْهَمَا الكَلامَ الَّذي كَلَّمَهُمَا بِهِ. ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا، وعَادَ إِلى النَّاصِرَة، وكانَ خَاضِعًا لَهُمَا. وكَانَتْ أُمُّه تَحْفَظُ كُلَّ هذِهِ الأُمُورِ في قَلْبِهَا. وكَانَ يَسُوعُ يَنْمُو في الحِكْمَةِ والقَامَةِ والنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ والنَّاس."

 

أَنتَ كَاهِنٌ إِلى الأَبَد، على رُتْبَةِ مَلْكِيصَادِق

الرسالة إلى العبرانيّين07/من11حتى19/:"يا إِخوَتِي، لَو كَانَ الكَمَالُ قَدْ تَحَقَّقَ بِالكَهَنُوتِ اللاَّوِيّ، وهُوَ أَسَاسُ الشَّرِيعَةِ الَّتي أُعْطِيَتْ لِلشَّعْب، فأَيُّ حَاجَةٍ بَعْدُ إِلى أَنْ يَقُومَ كَاهِنٌ آخَرُ على «رُتْبَةِ مَلْكِيصَادِق»، ولا يُقَال «عَلى رُتْبَةِ هَارُون»؟ فمَتَى تَغَيَّرَ الكَهَنُوت، لا بُدَّ مِنْ تَغْيِيرِ الشَّرِيعَةِ أَيْضًا. فَالَّذي يُقَالُ هذَا في شَأْنِهِ، أَي المَسِيح، جَاءَ مِنْ سِبْطٍ آخَر، لَم يُلازِمْ أَحَدٌ مِنْهُ خِدْمَةَ المَذْبَح، ومِنَ الواضِحِ أَنَّ رَبَّنَا أَشْرَقَ مِن يَهُوذَا، مِنْ سِبْطٍ لَمْ يَصِفْهُ مُوسى بِشَيءٍ مِنَ الكَهَنُوت. ويَزِيدُ الأَمْرَ وُضُوحًا أَنَّ الكَاهِنَ الآخَرَ الذي يَقُومُ على مِثَالِ مَلْكِيصَادِق، لَمْ يَقُمْ وَفْقَ شَرِيعةِ وَصِيَّةٍ بَشَرِيَّة، بَلْ وَفْقَ قُوَّةِ حَيَاةٍ لا تَزُول. ويُشْهَدُ لَهُ: «أَنتَ كَاهِنٌ إِلى الأَبَد، على رُتْبَةِ مَلْكِيصَادِق!». وهكذَا يَتِمُّ إِبْطَالُ وَصِيَّةِ الكَهنُوتِ السَّابِقَة، بِسَبَبِ ضُعْفِهَا وعَدَمِ نَفْعِهَا، لأَنَّ الشَّرِيعَةَ لَمْ تُبَلِّغْ شَيْئًا إِلى الكَمال، ويَتِمُّ أَيْضًا إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَل، بِهِ نَقْتَرِبُ مِنَ الله."


 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

سنة 2017: سنة رفض الاحتلال الإيراني وتعرية ونبذ رموزه

الياس بجاني/01 كانون الثاني/17

 http://eliasbejjaninews.com/2016/12/31/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%B3%D9%86%D8%A9-2017-%D8%B3%D9%86%D8%A9-%D8%B1%D9%81%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A/

ونحن في اليوم الأول من سنة ألفين وسبعة نشكر الله على كل نعمه وعطاياه، ونطلب منه خاشعين أن يغفر لنا كل ما ارتكباه من ذنوب وأخطاء وخطايا عن قصد وغير قصد خلال العام المنصرم أكان بحق أنفسنا أو بحق الآخرين أو بحق أوطاننا والضمير والحقيقة.

نطلب منه سبحانه وتعالى وهو الأب الرحوم والغفور والمحب أن يظلل بسلامه العادل والشامل كل الدول، وخصوصاً المضطربة منها والتي تعاني شعوبها من ويلات الحروب والفقر والجوع والاضطهاد بسبب جشع وكفر وجحود مسؤولين وملوك وأمراء وحكام وسياسيين وتجار هيكل.

نصلي من أجل خلاص كل الشعوب المضطهدة والمحرومة من حريتها.

نصلي من أجل معرفة مصير أهلنا المعتقلين والمغيبين اعتباطاً في السجون السورية.

نصلي من أجل عودة أهلنا الشرفاء والأبطال اللاجئين رغماً عن إرادتهم في دولة إسرائيل منذ العام 2000.

نصلي من أجل العدل والسلام والاستقرار في وطننا الغالي لبنان، وفي كل بلدان العالم القريبة والبعيدة.

نصلي من أجل هداية وتوبة كل خاطئ ومستكبر وظالم وفاقد رجاء وقليل إيمان.

نصلي من أجل صحوة ضمير وتوبة كل سياسي ومسؤول ورجل دين في لبنان عبد تراب الأرض وغرق في أوحال وعاهات سرطان عشق السلطة وابتعد عن الأبواب الضيقة وأساء استعمال وزناته.

نصلي من أجل كل مواطن لبناني شارد عن قيم احترام الذات والكرامة وفاقد البوصلة الإيمانية، وعلى خلفية الغباء والتبعية الغنمية يعبد بدلاً من الإله بشر هم سياسيين وأصحاب شركات أحزاب تجارية وعائلية.

مع بداية السنة الجديدة، واجب علينا نحن المقيمين والمنتشرين الذين نحب لبنان ونفاخر بأنه نموذجاً في التعايش والحريات والانفتاح، أن نستلهم العبر من كفاح ونضال وعناد وتجرد الأجداد ونكون صادقين مع أنفسنا فنشهد للحق دون خوف أو حسابات للربح والخسارة.

واجبنا الإيماني والوطني أن نتحلى بالشجاعة ونسمي الأشياء بأسمائها ونشارك كل منا على قدر وزناته والمواهب والظروف في جهود تحرير وطننا وفك أسر شعبنا من ظلم وقهر قوى الإرهاب وجماعات تجارة التحرير والمقاومة وهرطقات الممانعة.

علينا ومع إطلالة السنة الجديدة أن نتذكر دائماً أن الإنسان موقف والمواقف هي التي تحدد نوعية وخامة الرجال، وقد جاء في سفر الرؤيا 03/16 حول المواقف: “هكذا لأنك فاترٌ ولست بارداً ولا حاراً أنا مزمعٌ أن أتقيأك من فمي”.

نلفت الذين يدعون من أهلنا مواقف الحياد ونقول لهم بمحبة، لا تتهربوا من مسؤولياتكم الوطنية ولا تتجابنوا لأن الحياد موت وتهميش والسيد المسيح كان واضحاً ومباشراً في هذا الشأن حيث قال (متى 12/30): “من لا يكون معي فهو علي، ومن لا يجمع معي فهو يبدد”.

مع بداية السنة الجديدة نُعيِد التذكير بقضية أهلنا اللاجئين في إسرائيل ونطالب بتأمين عودتهم المشرفة بأسرع ما يمكن، كما نكرر مطالبتنا السلطات السورية واللبنانية وأيضاً الأمم المتحدة بضرورة إيجاد حل إنساني وحقوقي عاجل للمئات من أهلنا المعتقلين اعتباطاً في السجون السورية النازية.

ولأننا أبناء رجاء فنحن نستقبل سنة 2017 وكلنا أمل وإيمان بأن وطننا الغالي لبنان، سينتصر بعزيمة وشجاعة أحراره على كل الأشرار والمارقين والمرتزقة والمأجورين والإرهابيين ويقهر كل شرورهم ويفشل كل مؤامراتهم ليبق رسالة مميزة للتعايش والمحبة، ونموذجاً فريداً في قبول الآخر والانفتاح والحريات.

 إن كان من رسالة نوجهها بالمناسبة فهي حث أهلنا في الوطن وبلاد الانتشار على عدم اليأس أو الاستسلام للإحباط، والتشبث بالإيمان والرجاء والشهادة للحق والحقيقة دون هوادة أو كلل والمحافظة على الثوابت الوطنية والأخلاقية والقيمية التي ورثناها عن أجدادنا الأبطال الذين بقوة عزيمتهم وصبرهم وتفانيهم والتضحيات أوجدوا لبنان وصانوه وحافظوا عليه.

لبناننا الحبيب بثوابته وتاريخه وفرادته وهويته هو أمانة في أعناقنا وأعناق كل الأجيال التي ستأتي بعدنا.

إن فهم حيثيات الواقع الشاذ والمر والإرهابي المفروض على وطننا وشعبنا منذ خروج المحتل السوري سنة 2005، هو أمر مهم للغاية لأن قبوله والرضوخ له جريمة كبيرة لا تغتفر وخيانة للأمانة، في حين أن مقاومة هذا الواقع ورفضه والعمل بجهد على تغيره واجب وطني مقدس.

إن وضع الدويلات الفلسطينية والسورية والإيرانية المنفلشة بالقوة والإرهاب والبلطجة على كل الأراضي اللبنانية والخارجة بالكامل عن سلطة الدولة هو وضع الكفر والهرطقة والأبلسة بعينه ولا يجب أن يستمر مهما كانت الصعاب والعوائق والتضحيات.

من هنا فإن كل مواطن لبناني وسياسي ومسؤول ورجل دين يتحالف مع من هم وراء هذه الدويلات لأي سبب من الأسباب أو يتجابن عن الوقوف ضدها علنية هو مواطن انتهازي ووصولي وغير جدير بموقعي القيادة والمسؤولية..

ونحن نستقبل السنة الجديدة علينا أن لا ننسى أن وطننا يرزح تحت نير الاحتلال الإيراني بواسطة أدواته العسكرية والميليشياوية، فيما غالبية أهل الحكم والمسؤولين والسياسيين عندنا إما عاجزين عن أي تحرك، أو تابعين مباشرة للمحتل وينفذون فرماناته.

ونحن نستقبل السنة الجديدة علينا أن لا ننسى أن غالبية حكامنا والسياسيين وأصحاب شركات الأحزاب هم مفروضين علينا رغم إرادتنا، وأن استقلالنا مصادر، وسيادتنا منتهكة، وحدودنا مشرعة دون حسب أو رقيب، وقرار دولتنا هو خارج الحدود بيد الغرباء.

ونحن نستقبل السنة الجديدة علينا أن لا ننسى أن شعبنا بأكثريته الساحقة يعاني من الفقر والاضطهاد والقهر والغربة في وطنه، كما أن عاهات التبعية والذمية والتقية والانحلال القيمي والأخلاقي متفشية في الأوساط السياسية والحزبية والحكومية.

ونحن نستقبل السنة الجديدة علينا أن لا ننسى أن الواقع المعاش في وطننا الغالي يبين أن شيئاً ما لم يتغير منذ العام 1975 حيث أن مخططات بعض أهلنا، كما بعض الأشقاء والأعداء التدميرية لا زالت على حالها ولو أن بعض الأدوات المحلية والمرجعيات الخارجية قد تغيرت في الشكل فقط.

ونحن نستقبل السنة الجديدة علينا أن لا ننسى أن أعداء لبنان الرسالة والتعايش والحريات ومنهم شرائح من أهلنا يريدون تفكيك الكيان وضرب كل مقوماته ليسهل عليهم أمر استعباده وتفكيك أوصاله وتهجير شعبه وطمس تاريخه واقتلاع هويته وتصحير حضارته.

ونحن متسلحين بالإيمان والرجاء والعزيمة ونعمتي البصر والبصيرة نستقبل السنة الجديدة ونصلي من أجل تكون

سنة سلام واستقرار،

وسنة صحوة للضمائر،

وسنة مصالحة مع الذات،

وسنة تحرر من الخوف،

وسنة شهادة للحق والحقيقة،

وسنة انتصار الحق على الباطل.

وكل عام والجميع بخير

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رسالة سلام في بداية العام 2017

خليل حلو/فايسبوك/31 كانون الأول/16

اللبنانيون الذين يشعرون بالمواطنة خارج الطائفية والمذهبية هم أقلية، أما الذين ينتمون إلى مذاهبهم وطوائفهم أولاً هم الأكثرية والسبب الأساسي هو قلـّة أو إنعدام الثقة أو الخوف المتبادل من زوال القيم الثقافية الخاصة بكل مذهب.

الرسالة للمتمترسين في زاروب مذهبهم هي التالية:

1) ليلبس المسيحي ثوب السنـّي وثوب الشيعي وثوب الدرزي وليضع نفسه مكانهم قبل الحكم عليهم سلباً أو إيجاباً وليعرف هواجسهم وطموحاتهم.

2) ليلبس السنـّـي ثوب المسيحي وثوب الشيعي وثوب الدرزي وليضع نفسه مكانهم قبل الحكم عليهم سلباً أو إيجاباً وليعرف هواجسهم وطموحاتهم.

3) ليلبس الشيعي ...

4) ليلبس الدرزي ...

ليلبس كل واحد ثوب الآخر قبل إدانته وليفهمه فيجد عندها أن الإختلافات العقائدية التي لا يمكن حلها هي لا شيء أمام الأمور والمشاكل والطموحات المشتركة، وليعرف الجميع أنه ولو لم يكن التاريخ مشتركاً ولو أن الحروب بين الطوائف والمذاهب تمتد جذورها عشرات القرون إلى الوراء، إن العيش معاً ممكن وجميل جداً ضمن المواطنة، وقد أثبت التاريخ ذلك أيضاً لفترات طويلة. أما التسويات المبنية على تنازلات متبادلة آنية وتقاسم مغانم وخيرات ومصالح وفساد فهي لم ولا ولن تدفع بلبنان إلى الأمام، ولا يمكن لفاسد محاربة فاسد آخر لأنه يشبهه، وعندما يبلغ اللبنانيون بأكثريتهم مستوى المواطنة عندها تستقيم الأمور ولا نعود بحاجة إلى زعماء. كل عام والجميع بخير.

 

وفي الحالتين يبقى الإنقسام السياسي أفضل بكثير من الوحدة بشروط حزب الله

نوفل ضو/فايسبوك/31 كانون الأول/16/قول الرئيس سعد الحريري بأنه لا عودة الى الإنقسام السياسي في لبنان يعني واحدا من أمرين في ظل تمسك حزب الله بسلاحه ورفض إخضاعه لسلطة الدولة دون غيرها:

1- إما الإستسلام لسلاح حزب الله

2- إما المساومة معه على حساب السيادة ومنطق الدولة

وفي الحالتين يبقى الإنقسام السياسي أفضل بكثير من الوحدة بشروط حزب الله!

 

ولا نرفع الراية البيضاء أبداً.

ايلي الحاج/فايسبوك/31 كانون الأول/16

أعترف بأنّي كنت مزعجاً للبعض بل ثقيل الدم يمكن، بإسلوبي الكتابي وآرائي في السَنة الراحلة، أحياناً عن قصد وأحياناً عن غير قصد.

في كل ما يتعدى حقنا كمواطنين في دولة-دولة كالتي حلمنا بها في "ثورة الأرز"، أعتذر عن إقلاق الراحة.

والأهم أن نعيشها هذه الحياة بفرح وكرامة وضمير نقي.

ولا نرفع الراية البيضاء أبداً.

 

تحذيرات من الحوار مع حزب الله خارج إطار الطائف

"السياسة الكويتية" - 31 كانون الأول 2016/حذرت أوساط سياسية متابعة عبر صحيفة “السياسة” الكويتية، من خسارة الفريق السيادي في 14 آذار للهالة التغييرية التي ظهرت معالمها مع انطلاقة “ثورة الأرز” في العام 2005، بعد جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وخروج الجيش السوري من لبنان. ورأت في الرسائل التي وجهها رئيس المجلس السياسي في “حزب الله” إبراهيم أمين السيد من بكركي، باتجاه “القوات اللبنانية” وما تبقى من القوى السيادية التي ما زالت حريصة على استمرارية هذا الفريق، محاولة لإلغاء هذا الفريق بشكل نهائي. وشددت على ضرورة عدم القيام بأي حوار من قبل هذه القوى خارج إطار اتفاق الطائف، وقرارات الشرعية الدولية 1701 و1959 و1995، وكل القرارات التي تضمن سيادة واستقلال لبنان. ونبهت المصادر من التمادي في التنازلات من قبل قيادات “14 آذار” إلى حساب فريق لا يملك من الأوراق التي يجري التداول فيها لتغيير سياسة المنطقة، سوى أنه ينفذ الأجندة الإيرانية ولن يكون له أي دور في المفاوضات المستقبلية، بين النظام السوري والمعارضة، محذرة من أن “حزب الله” يريد النسبية الكاملة للسيطرة على كل مفاصل الدولة بما فيها رئاسة الحكومة، سيما أن تجربة الانقلاب على حكومة الرئيس سعد الحريري في العام 2011، هي خير دليل على سياسة هذا الحزب والجهة التي ينتمي إليها. وأشارت إلى أنه كان بالإمكان الانتظار ولو لبضعة أشهر حتى تتضح طبيعة السيناريو الذي يجري إعداده للمنطقة، لكنا على الأقل حافظنا على البقية الباقية من “14 آذار”.

 

ابراهيم: وسيط لبناني جديد يعمل في ملف العسكريين المخطوفين لدى داعش

السبت 31 كانون الأول 2016 /وطنية - كشف المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم عن "وسيط لبناني جديد وجدي يقوم بعمل شاق في ملف العسكريين المخطوفين لدى تنظيم داعش"، وأمل أن "يحقق شيئا ما قياسا بحجم ما يبذله من جهد وما يكلف به من مهمات، لان هذا الملف لن يترك حتى نصل إلى خواتيمه التي نريدها". وتناول في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال"، ما آل اليه ملف العسكريين المخطوفين لدى "داعش"، وقال: "بداية لا بد من توجيه التهنئة بالعام الجديد، مع الأمل في ان يحمل حلا لهذا الملف المعقد جدا. من المؤكد اننا مصرون على انهائه كما نتمنى، مع العلم انني اعد اهاليهم وهم يعرفون ان هذا الملف غير متروك حتى الوصول الى خواتيمه، وقد طال الوقت الذي بات عنصرا ضاغطا على الجميع علينا وعليهم، وان شاء الله سنصل الى الخواتيم المقبولة منا". وردا على سؤال يتصل بما حملته المتغيرات الأخيرة من جديد يمكن أن تنطلق منه المفاوضات، قال: "لم نتوقف يوما عن متابعة هذا الملف لننطلق من جديد. وكما قال اهالي المخطوفين ان هناك وسطاء دائما، استطيع القول اليوم ان هناك وسيطا لبنانيا جديا هذه المرة. وان لم يتوصل الى اليوم إلى أي شيء ملموس يؤكد صدقيته، لكننا نأمل في ان يكون صادقا، ذلك لأنه يقوم بعمل شاق نكلفه اياه ويرتب عليه مشقات ومهمات صعبة". ورأى أن "وضع المنطقة المحيطة بنا، الملتهبة من سوريا الى العراق فالأردن مؤخرا، ينعكس على الوضع في لبنان، وكل ما يجري من حولنا مؤشرات سلبية كان يمكن ان تنعكس على اوضاعنا السياسية والأمنية بشكل سلبي. لكن ما تحقق على المستوى السياسي وانتخاب الرئيس واكتمال عقد المؤسسات الدستورية شكل غطاء سياسيا كبيرا لنا دفعنا الى العمل بفاعلية أكبر. لهذه الأسباب نحن اليوم على استعداد لخوض التحدي. عام 2017 لن يكون اسوأ من العام 2016 رغم كل ما هو حاصل في سوريا ويدفعنا الى المزيد من التنسيق في ما بيننا كأجهزة أمنية". وأضاف: "نحن نتابع عن قرب كثير من القضايا والخلايا الارهابية. وقد أوقفنا مؤخرا احد الإرهابيين في مدينة صيدا جنوب لبنان كان يحضر لعملية انتحارية. نحن نقوم بهذه المهام وبتنسيق تام في ما بيننا كجيش وقوى امن داخلي وأمن دولة وأمن عام. من المؤكد ان المخاطر كبيرة، فنحن لا نعيش في جزيرة معزولة عن محيطها، بل نحن جزء من هذه المنطقة ولا بد من ان نتفاعل مع كل ما يجري على ساحتها". وتوجه الى اللبنانيين في مطلع العام الجديد: "اقول لهم بكل صراحة، المخاطر موجودة دائما والتحديات قائمة. وما اعدهم به ان يتكلوا على الله وعلى عملنا وإرادتنا وعلى تصميمنا بان نحميهم ونحمي وطننا". وفي كلمته إلى اهالي العسكريين المخطوفين قال: "بكل صراحة ادعوهم الى عدم فقدان الأمل، فهذا الموضوع لن نتركه الى حين الوصول الى الخواتيم التي نريدها، ولا ارغب في ان اتحدث أكثر من ذلك في هذا الملف. انا على تواصل دائم مع اهالي العسكريين وقلت واقول لهم اليوم لنترك المجال للعمل، الحكي أحيانا يؤدي الى افشاله".

 

فرنجية نحو "تصفية حساباته" مع جبران باسيل

"الأنباء الكويتية" - 31 كانون الأول 2016/تيار المردة الذي كان منخرطا في تكتل الإصلاح والتغيير وحليفا له، صار من أشد خصوم التكتل، والنائب سليمان فرنجية الذي كان مرشحا على رئاسة الجمهورية لوراثة العماد ميشال عون مسيحيا وفي نطاق فريق 8 آذار وكانت شعبيته قوية في صفوف التيار، صار مرفوضا من قواعد التيار وجمهوره الذي ربما بات يفضل جعجع على فرنجية ويقدر للأول وقفته الرئاسية الى جانب عون ويعجب للثاني ذهابه بعيدا في المعركة ضد عون. حتى الآن لم تحصل محاولات وجهود مركزة لرأب الصدع بين عون وفرنجية، لا من جانب حزب الله ولا من جانب البطريرك الماروني بشارة الراعي. ويبدو أن إعادة العلاقة الى سابق عهدها صارت مسألة صعبة ومتعذرة حتى إشعار آخر. فرنجية اختار وجهة تحالفاته ولديه ملء الثقة بالرئيس بري، ومشكلته لم تعد مع الرئيس عون وإنما مع الوزير جبران باسيل، ليس بسبب المعركة الرئاسية التي مضت، وإنما بسبب المعركة الرئاسية التي ستأتي بعد حين طال الوقت أم قصر، وفي ظل مفارقة ملحوظة وغير مسبوقة وهي أن معركة العهد المقبل تفتح في بداية العهد الجديد، وأن معركة رئاسة 2016 لم تنته فصولا وذيولا بعد، ولها تتمة وتكملة بدءا من الانتخابات النيابية التي تعد أولى جولات ومراحل «تصفية الحسابات».

 

القوات تعتبر أن سامي فشل في قيادة الكتائب'

"الأنباء الكويتية" - 31 كانون الأول 2016/تراجعت العلاقة بين حزبي «القوات» و«الكتائب» كثيرا هذا العام ووصلت الى حد انقطاع التواصل وانعدام التنسيق في ظل اختلافات متراكمة بدأت مع حكومة سلام التي خلت ساحتها للكتائب مع مقاطعة القوات لها، وتطورت مع الاستحقاق الرئاسي الذي انحازت فيه الكتائب لمصلحة فرنجية وراهنت عليه، وعندما دقت ساعة انتخاب عون لم تشارك في انتخابه رغم أن أكبر قوتين في 14 آذار (المستقبل والقوات) فعلت ذلك. رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل لديه هاجس أن القوات تحاصره وتعمل على إضعافه وإلغائه سياسيا، والقوات تعتبر أن مشكلة الكتائب مع ذاتها وفي أن رئيسها لم يحسن قيادة الحزب وأخطأ في التقديرات والقرارات السياسية.

 

حزب الله يقتل ويهجّر السوريين بطلب رسمي من الأسد والمعلم يعترف

بلدي نيوز/ ٣١ كانون الاول ٢٠١٦/قال وزير خارجية النظام وليد المعلم، أمس الجمعة، 30 كانون الأول/ديسمبر، أن وجود ميليشيا حزب الله اللبناني في سوريا، هو بناء على طلب رسمي من حكومة النظام، ووفق اتفاقيات جمعتهما، معتبراً بأن التغيير الديموغرافي والتهجير الأخيرين الحاصلين في حلب على يد حزب الله وإيران هو "انتصار". وأضاف "وليد المعلم" في لقاء على تلفزيون النظام، بأن ما حصل في حلب، ليس كما قبلها، مشيداً بدور ميليشيا حزب الله والنظام الإيراني في تهجير السوريين، وإحلال الميليشيات الطائفية في منازل أبناء حلب، فيما هاجم "المعلم" وزير الخارجية التركي الذي طالب إيران بالالتزام وسحب حزب الله من سوريا، حيث أكد "المعلم" بأن ما يفعله الحزب في سوريا من قتل وتهجير بحق السوريين بناء على طلب رسمي وتفاهمات بين الأسد وقيادة الحزب. وحول الاتفاق الأخير لإيقاف إطلاق النار في سوريا، أشاد وزير الأسد بالطائفية الإيرانية في سوريا، واعتبر طهران مصدر ثقة حتمي لنظامه، وكذلك حليفتهم موسكو، فيما عاد مجدداً للتهجم على أنقرة، والحديث عن عدم ثقتهم بالدور التركي في سوريا، رغم أن تركيا تسعى جاهدة لإيقاف نزيف الدم السوري، ووضع حد لبراميل الأسد التي أزهقت أرواح مئات آلاف السوريين. كما أكد "المعلم" بأن اتفاق وقف إطلاق النار لن يشمل تنظيم "الدولة" وجبهة "فتح الشام" في إشارة إلى أن قوات الأسد ستواصل خرق المناطق المحررة في سوريا تحت مسمى "فتح الشام". وفي جانب متصل، قال نائب القائد العام للجيش الإيراني العميد "أحمد رضا بوردستان"، "إن القوات المسلحة في الجيش الإيراني في اعلى درجات الجهوزية ومزودة بأحدث المعدات وأكثرها تطورا، مضيفاً إن القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتمتع بقدرة ردع عالية". تصريح القيادي الإيراني، جاء دون الإشارة إلى خلفية هذا التصريح، ولم يورد بحسب ما نقلت على لسانه "وكالة تسنيم" الإيرانية عن الجهة المقصودة بهذه التصريحات، إلا إن العقيد السوري، العقيد "محمد أبو المنتصر" قال لبلدي نيوز "هنالك تخوف حقيقي لدى طهران من عزلة عسكرية في سوريا"، وأشار إلى إن إيران تخشى من التوافق التركي الروسي، الذي قد ينتج عنه تحالفا عسكريا قد تدفع ثمنه خلال العام القادم في سوريا. وأضاف أبو المنتصر "لا يمكن للمتابع للشأن السوري ألا ينتبه لمدى التفاهمات الروسية التركية، وخاصة تلك التي جرت في حلب، حيث أن موسكو دخلت مطار حلب والأحياء الشرقية، وهذه رسالة تطمين للجانب التركي والعالم العربي ككل، بأن موسكو لن تسمح بتمدد إيران أكثر في سوريا"، على حد وصفه.

 

القوات تغازل حزب الله.. مجدداً

2016 - كانون الأول – 31/لفت وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي في حديث الى "لبنان الحر ان "الود ليس مفقودا بين "القوات اللبنانية" والمكوّن الشيعي وان المقاربة في هذا الموضوع خاطئة، فبالنسبة للرئيس نبيه بري نحن نتعامل معه من زاوية ساحة النجمة والتفاعل معه موجود".

وعن امكان الحوار مع "حزب الله"، اعتبر ان "كلام حزب الله من بكركي ايجابي يخلق جوا من الارتياح في البلد، ولا نستطيع الا التوقف عنده، ولكن هناك نقاط اختلاف جوهري واساسي، وعلينا عدم استباق الامور، فلننتظر ما ستؤول اليه الأيجابية الحاصلة لنبني على الشيء مقتضاه".

 

الأحزاب اللبنانية وسياسة التجويع: جريمة الضاحية «نموذجاً»

نسرين مرعب/جنوبية/31 ديسمبر، 2016

جريمة في الضاحية، ودولة لا تعلو فوق سلطة الدويلة.. فما هي نهاية هذا التفلت الأمني؟

مما لا شكّ به أنّ الفلتان الأمني في الضاحية أصبح خطراً لا لأنّه استثناء فالجرائم وعمليات السطو هي على كل مساحة لبنانية ولكن لأنّ الدولة مغيبة ومؤخراً أصبحت مهددة في الثأر بعد جريمة قتل آل جعفر للعسكري القاق، إضافة إلى انّ صفة الضحية هي الطاغية على مرتكبي الجنحات والجرائم، فالفقر وسياسة التجويع هي التي أدت لهذه الإنفجار الاجتماعي، فما هو واقع الضاحية وما دور حزب الله وسياسة الإستعلاء الشيعي؟  الباحث والمحلل السياسي، مدير جمعية “هيا بنا” الأستاذ لقمان سليم أكّد لـ”جنوبية” أنّ “الفلتان الأمني هو مكون من مكونات خروج الضاحية عن منطق الدولة، إذ أنّه مجرد ما نقول أنّ هناك أمن رديف أو أمن أهلي، فهذا الأمن الأهلي بطبيعة الحال لا يستطيع إلا أن يكون نسبيا وهذه النسبية لا يجب النظر إليها على أنّها عرض غير طبيعي من وجهة نظر الحزب، إذ حينما يكون لديك حزب يستمد قوته من علاقته بالأهالي، فهو بحاجة أيضاً في مكان ما أن يراعيهم، وإن اتفق أنّ هؤلاء الأهالي هم أحياناً قبائل وعشائر لديهم عادات وتقاليد ونوع من الاستقلالية الذاتية السابقة عليه فهو بحاجة أن يراعيها وهو ما يجعل حزب الله في علاقته مع البنى الإجتماعية التي لا يستطيع ضبطها أن يحاول التوسل إليها ومراعاتها ومجاملتها”. مضيفاً “لكن رغم كل هذه الجهود للتوسل والمراعاة والمجاملة فإنّ هذه المجموعات تظل خارجة عنهم مثل ما هي خارجة عن الدولة”.متسائلاً “لماذا لم نستطع ادخالهم على الدولة ولم نحولهم إلى مواطنين؟ هذا جزء من فشلين، من فشل أوّل للنظام اللبناني كله، وجزء من فشل هذا النظام أنّه يسمح اليوم بقيام دولة رديفة وهذه الدولة الرديفة يجب ألا تكون أقوى من الدولة الأصلية، وهذا برأيي ليس فلتان وإنّما هذا في منطق الأمور في بلد يرث هذا الكم من الفشل وينتج دويلات افتراضية وحقيقية على هوامشه طبيعي أن يحصل ذلك”. وعن عقيدة الثأر التي نشهدها مؤخراً، أشار سليم إلى أنّ “الثأر نوع من أنواع العدالة السابقة على الدولة، واليوم نحن نعيش في بعض أجزاء الضاحية وبعض مناطق البقاع في زمن سابق على الدولة، ومن الطبيعي حينما لا يكون هناك قانون عملي يسري على الجميع أن نعود إلى قانون الفئوية، والثأر هو قانون فئوي ولا نستطيع أن نحط من قدره”. متابعاً “بخصوص استهداف القوى الأمنية بالثأر “إنّ الذي لم يقال في كل هذه الجرائم أنّه لم نرّ مارونيا أو ارثوذكيا أو حتى سنيا، يعتبر نفسه مساويأَ للدولة بإحقاق العدالة أو بتطبيق القانون، هذا كلّه يعود لمنطق الاستعلاء الذي تعيشه الطائفة الشيعية والذي يجعل جماعات في هذه الطائفة تعتبر نفسها مساوية في الجوهر للدولة. ولكن هذه ليست المشكلة، المشكلة أنّ هناك جماعة في لبنان تعتبر نفسها قرب الدولة وفوقها ومساوية لها في القوة والتعريف”.

وفيما يتعلق بنفي قوى الأمن أنّ أحد عناصرها هو الذي أطلق النار على عباس زعيتر أكّد سليم “هذه مسخرة وفضيحة، فهم لا يريدون لـ آل زعيتر أن ينزلوا به نفس القصاص الذي أنزله آل جعفر بالعسكري محمد القاق، لا عناصر الجيش ولا قوى الأمن يملكون أن يحموا عناصرهم وبالتالي لا يملكون حماية القانون”.

معلقاً “القصة ليست ثأر وإنّما هناك طرف يعتبر نفسه أقوى من القانون ومساوي للدولة ولديه ذات حقوقها، لا يقوم بلد بالنهاية بدولتين”. وأشار عند سؤاله عن انعكاس هذه النماذج على قيام القوى الأمنية بواجباتها، إلى أنّ “القوى الأمنية على الأقل في بعض المناطق لن تقوم بواجبتها، علماً أنّ هذا الأمر من مفاعليه الخطيرة أنّه ممكن أن يسوّل لآخرين من غير الطائفة المنصورة أن يتشبهوا بها، الخلاصة هي أنّه اليوم خروج الشيعة اجتماعياً عن الدولة يعطي نموذجاً سيئاً لكل اللبنانيين”. خاتماً “الشيعة عملياً باستعلائهم على الدولة وباعتبار أنفسهم مساوين لها في الإمتيازات السيادية يرسمون الثلم الأعوج الذي يخشى أن تسير على هديه الجماعات الأخرى”.

في السياق نفسه أوضح مصدر من الضاحية الجنوبية لـ”جنوبية” أنّه “بموضوعية هذه الجرائم موجودة في كل مكان في لبنان، وليست حصراً على الضاحية، أما السبب فهو غياب الدولة والقانون والحكم الرادع الذي يجعل هناك عبرة تردع كل من تسوّل نفسه الإقدام على جريمة”.

مضيفاً “الضاحية تعاني من غياب الدولة الموجودة فقط شكلياً، وهناك تفلت أمني، فالدولة لا تستطيع أن تأخذ أي مطلوب براحتها”. وتابع المصدر فيما يتعلق بمسؤولية حزب الله أنّ “الجسم كبر والفقر قد عمّ، ابن زعيتر هو ابن البقاع، والبقاع منطقة محرومة وهذا قصداً لاستمرار التجنيد، كل الأحزاب تجوّع الناس لتتبعها لها، والشخص الذي لا يلتحق بحزب معين هو في العراء بلا عمل بلا مال وبالتالي يلجأ لأعمال مخالفة للقوانين لتأمين معيشته وهذا طبعاً ليس مبرراً”. مشدداً أنّ “الحزب ليس سلطة ولا يطلب منه ضبط هذه المواضيع، ولكن يفترض أن تترك السلطة تفرض سيطرتها وعدم التدخل حينما تقوم بالقبض على أحدهم وعدم الضغط لإخلاء سبيل الموقوفين وعدم سجنهم”. وأشار المصدر إلى أنّ “حزب الله يخشى مسبة ومذمة الناس التابعين له إن لم يقم بحمايتهم، فضلاً عن أنّ جسمه قد كبر ولم يعد هناك انضباطاً كما كان السابق ولا دورات تثقيفية”. لافتاً إلى “حينما نسألهم يقولون الدولة الموجودة، إلا أنّه حتى المداهمات التي تقوم بها الدولة في الضاحية تكون بوجود الحزب وإشرافه وحتى أنّ عناصر الحزب هم الذين يداهمون ويقبضون على المطلوب”. وختم المصدر مؤكداً أنّ “الأوضاع الاجتماعية والفقر والبطالة هو الذي يؤدي إلى هذا الفلتان، فابن الضاحية وإبن البقاع وأبناء العشائر ككل حينما تتأمن لهم حياة لائقة بحدها الأدنى سوف ينطوون تلقائياً تحت راية الدولة”.

 

النائب ماروني لـ«جنوبية»: هنالك أمور نلتقي فيها مع حزب الله

سلوى فاضل/جنوبية/31 ديسمبر، 2016/ثمة حوار انطلق بين حزب الله وحزب الكتائب مؤخرا في سبيل التواصل وفتح علاقات جديدة، وذلك عبر لجنة مشتركة شكلها الطرفان.

لم تكن العلاقات بين حزب الله وحزب الكتائب جيّدة يوما ما، كما أنها لم تصل الى حدّ القطيعة الكاملة والعداء، رغم الاصطفافات السياسية المتقابلة بين الحزبين. وكان الرئيس السابق أمين الجميّل قد زار الجنوب اللبناني منذ أكثر من سنتين تقريبا برعاية وتسهيل من حزب الله. منذ سنة تقريبا، انطلق الحوار بين الحزب والكتائب، حيث ابتدأت على مستوى الكتل النيابية فكان الطرف الاول عن كتلة الكتائب النائب إيلي ماروني، والطرف الثاني النائب علي فياض عن كتلة الوفاء للمقاومة. واليوم، أعيد استكمال ملف الحوار بعد أن هدأت المناكفات السياسية، ورست الأمور على انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة العهد الأولى بالسرعة المطلوبة، رغم خروج الكتائب منها واعتبار انها حكومة “حزب الله” من خلال مشاركة 17 وزيرا من الخط السياسي المتوافق مع معسكر الحزب. وكانت جلسات الحوار الثنائية، تعقد ولاتزال بسرية حيث ان مفردات هذا الحوار غير معلومة، وفيها من التشابك ما يثير التساؤل. والتساؤل القائم هو كيف يمكن لحزب الكتائب ان يلتقي مع حزب الله ويخاصم ميشال عون الزعيم الماروني الذي اصبح رئيسا للجمهورية، بل ويمتنع عن التصويت له، علما ان حزب الله هو الذي اوصل الرئيس عون الى سدة الرئاسة؟ وكيف يمكن لحزب الكتائب ان يُخاصم القوات باعتبارها قد سحبت منه بساط الحقائب الوزارية المهمة ووضعتها تحت جناحها، منها منصب نائب رئيس الحكومة ووزارة الصحة العامة التي تخَاصَم من أجلها الحلفاء؟ في حين انه عُرض على حزب الكتائب حقيبة وزير دولة في اللحظات الأخيرة لإعلان الحكومة، فاعتبر الحزب الماروني العريق ذلك إهانة له ورفضها. من جهته، أشار الوزير محمد فنيش، في الاعلام، الى أن هناك تواصلاً ما بين الفريقين من أجل ترتيب هذا الحوار مجدداً، ووضعه في الإطار الرسمي. كذلك يلفت فياض إلى أن التواصل قائم، وبانتظار تحديد موعد رسمي لعقد هذه الجلسة، لافتاً إلى أنه حوار متقطع، ويشير إلى أنه خلال الأيام المقبلة قد تتضح الصورة أكثر حول هذا الحوار وماهيته وجملة الأمور التي قد يتطرّق إليها. وفي اتصال مع النائب إيلي ماروني، عضو كتلة حزب الكتائب في مجلس النواب، للاطلاع على مفردات الحوار والمآل الذي وصل إليه بعد سنة من انطلاقته؟ قال لـ”جنوبية”: “أولا حزب الكتائب يمتلك قناعة ان الحوار هو وسيلة التواصل، ويجب ان يستمر ولكونه يقرّب وجهات النظر. من هنا كان القرار بالحوار. وهناك أمورنلتقي عليها وحولها مع حزب الله، وثمة أمور نختلف حولها. أولها: الفراغ والتعطيل خلال المرحلة السابقة. ثانيها: الإستراتيجية الدفاعية وثالثا: المشاركة بالحرب في سوريا. وكلها موضوعات لم نصل فيها الى نتيجة.

إذن، “لقد إلتقينا على استمرار الحوار لتذليل الحوار وللتقارب. وكان هناك تنسيق وتشاور بخصوص قانون الإنتخابات النيابية، ومحاربة الفساد. وكوننا نلتقي على بعض النقاط الداخلية، فان هذا الحوار قد توقف منذ فترة بسبب انتفاء جزئيتين من هذه المفردات”. وتابع ماروني: “على هامش طاولة الحوار التي اقامها الرئيس نبيه بريّ في عين التينة، كنا نلتقي مع كل من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد والنائب علي فياض، وكنتُ أنا أمثّل حزب الكتائب إضافة الى رئيس الحزب النائب سامي الجميّل”.

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 31 كانون الاول 2016

النهار

دعاوى ضد وزير...

تستمر الدعاوى القضائية ضد وزير سابق في ما يؤشر الى عدم التعاون معه انتخابياً في الاستحقاق المقبل.

ملك لا يملك...

يَكثر وزير من الاطلالات الاعلامية واعداً بالكثير وهو لا يملك مكتباً أو فريق عمل أو موازنة أو خطة.

نقيب كاذب...

يستمر أحد نقباء المهن الحرة في إطلاق المزاعم بعدما كان اتهم سابقاً بارتكاب سرقات في نقابته وتحويل شيكات الى رصيده.

أســرار الآلـهة

القضاء السريع...

أكد مصدر قضائي أمام زواره أن الرئيس عون مصر على تسريع وتيرة عمل القضاء والبت في قضايا عالقة ومتأخرة.

السفير

قلّل مرجع لبناني من تأثير ديبلوماسي يمثل دولة خليجية كبرى في لبنان، وقال: "لا تأخذوا كل كلامه على محمل الجد"!

تردّد أن طرح التعيينات الإدارية والعسكرية والأمنية على طاولة مجلس الوزراء يحتاج إلى المزيد من الإنضاج السياسي.

لوحظ أن العماد ميشال عون التقى للمرة الاولى نواب كتلته النيابية بعيداً عن الأضواء، بعدما تحرّر من أعباء التوزير!

المستقبل

إن وزير الإعلام ملحم رياشي طلب من نقيبي الصحافة والمحررين تسليمه ملفاً عن أزمة الصحافة المكتوبة واقتراحات حلول ليتابع هذه المسألة في مجلس الوزراء مؤكداً عزمه على معالجة هذا الملف.

الجمهورية

توقعت مصادر مطلعة أن لا تسير سفن الترتيبات في إحدى المديريات العامة الحسّاسة وفقاً لرياح مرجع رئاسي كبير، نتيجة إستمرار شدّ الحبال الطائفي.

تبلّغ زعيم حزب سياسي لبناني فاعل من مسؤول كبير في دولة إقليمية تطمينات بأن أي مفاوضات لن تكون على حساب حزبه.

لم يستبعد أحد الوزراء حدوث سجالات في مجلس الوزراء على رغم أجواء التهدئة، لكنه أكد أن الملفات الإقتصادية ستحتل الأولوية لأن التسوية السياسية ما زالت مستمرة.

البناء

قال دبلوماسي روسي سابق، إنّ نجاح وقف النار في سورية بضمان روسي تركي، يشكل ضماناً لدور تركي مميّز في المنطقة وخبراً مفرحاً لتركيا، لكنه يعني أنّ الحرب في سورية كانت بنسبة كبيرة حرباً تركية وليست حرباً أهلية. وهذا يحمّل تركيا لاحقاً، أعباء كبيرة في وضعها الإقليمي، داعياً تركيا للإسراع بالتطبيع مع الدولة السورية، لأنّ الممكن الآن قد لا يكون كذلك

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

المطران رحمة: المصالحة المسيحية رفعت شأن لبنان والمسيحيين.. ولا خوف في ظل وجود الجيش

موقع القوات اللبنانية/31 كانون الأول/16/حيا راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة القوى الامنية على عملها خصوصا توقيف المجموعات والشبكات الارهابية التي حمت لبنان من كافة الأخطار والحرائق المشتعلة في دول المنطقة. ولفت المطران حنا رحمة في حديث للـmtv”، الى التمييز بين السوريين النازحين خصوصا في عرسال الذين لا يريدون مهاجمة لبنان وبين عناصر “داعش” المتمركزين في الجرود ويسعون لدخول الأراضي اللبنانية، مشيراً الى ان لا خوف على لبنان في ظل وجود الجيش اللبناني والقوى الأمنية. وحول المصالحة المسيحية، حيا رحمة الرئيس ميشال عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على هذه الخطوة المباركة، مبدياً تفاؤله بالمصالحة، كما وأيّد دعوة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى المصالحة الشاملة بين كافة الأفرقاء السياسيين. وأشاد رحمة بالمصالحة التي رفعت شأن لبنان عالياً إقليمياً ودولياً، وشأن المسيحيين أيضاً، رافضاً تهميشهم كما كان يحصل من قبل، وداعياً للنهوض بلبنان الحقيقي. رحمة حيا الوجوه الجديدة الواعدة في الحكومة الجديدة،داعياً الوزراء لبناء لبنان جديد، بعيد عن الفساد والمحسوبيات وتقاسم الحصص، مؤكداً من جهة أخرى، الصعوبة في التعامل مع بلديات البقاع، ومطالباً بكل مستلزمات العيش الرغيد من جامعات ومدارس في تلك المحافظة، معتبراً ان الانماء غائب عن منطقة بعلبك – دير الأحمر.

 

القاء قنبلة على محل للمشروبات الروحية في طرابلس

السبت 31 كانون الأول 2016 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في طرابلس عبد الكريم فياض، أن مجهولا ألقى قبل قليل قنبلة يدوية على محل للمشروبات الروحية في منطقة الزاهرية، ما أدى إلى تضرر واجهته وسيارة مركونة بقربه، وعلى الفور حضرت القوى الأمنية وبدأت العمل على ملاحقة الفاعل.

 

قنبلة ثالثة في طرابلس والأضرار مادية

السبت 31 كانون الأول 2016 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في طرابلس عبد الكريم فياض، ان مجهولا ألقى قنبلة في حارة الزعبية في التبانة، واقتصرت الأضرار على الماديات. وعلى الفور توجهت القوى الأمنية إلى المكان.

 

2016: عام "القوّة المسيحية"

إيلي القصيفي/المدن/الجمعة 30/12/2016

"الرئيس القوي"، "بيّ الكل"، "رئيساً للبنان زعيماً للمشرق"، "الجمهورية القويّة"، "في اتحادنا قوّة" وغيرها من الشعارات، تجدها على أعمدة الكهرباء وجسور المشاة في المناطق ذات الغالبية المسيحية، وحتى على المباني الخاصة مع صور لكل من الرئيس ميشال عون والدكتور سمير جعجع كل على حدة أو في صورة واحدة. حتى أنّ طلب الرئيس عون من مؤيديه نزع الصور والشعارات الخاصة بانتخابه لم يلق آذاناً صاغية لديهم، إذ لا يزال كثير من هذه الصور والشعارات مكانه، لكأنّ واضعيها يعبّرون من خلالها عن مقصد ذاتي وفرداني يتجاوز الفرح "الجماعي" بانتخاب عون، إذ إنّ هذا الانتخاب فسح في المجال أمامهم للاحساس ولو لمرّة بالانتصار بعد سنوات مديدة من الهزيمة المسماة، تلطيفاً، "تهميشاً" و"إحباطاً". بالتالي، فرحهم في "جوهره" ليس فرحاً بوصول عون إلى قصر بعبدا في حد ذاته، بل فرح بقدرتهم على إعلان انتصار سياسي واجتماعي خاص بهم بعد طول انتظار.

بهذا المعنى، الاحتفال بانتخاب عون يشبه في مكان ما الاحتفالات التي كانت تلي فوز نادي الحكمة الرياضي ببطولات محلية وخارجية، فكان "الجمهور المسيحي" يحتفل بهذا الفوز بصخب استثنائي، فينزل إلى الطرق، يرقص ويغني، في وقت تجوب المواكب السيارة الطرق الرئيسية والناس تصيح بأعلى صوتها.. كل ذلك لم يكن تعبيراً عن الفرح بفوز الحكمة بحد ذاته، بل كان رغبة في التعبير عن الوجود، في لحظة كانت السياسة المسيحية في الزمن السوري تختصر في القدرة على تأكيد الوجود والحركة. أيإنّ الاحتفالات بانتصارات الحكمة كانت فعلاً سياسياً مثلها مثل الاحتفالات بانتخاب عون، وإن كانت الأولى أبلغ في دلالتها ورمزيتها من الثانية بالنظر إلى الظرف السياسي السائد نهاية التسعينيات.

إذاً، هذه الاحتفالات ليست احتفالات "بين الذات والذات" بقدر ما هي موجّهة إلى "الآخر"، ولاسيما احتفالات انتخاب عون.. فالمسيحيون أرادوا من خلالها القول لـ"شركائهم في الوطن" إن "زمن سلب الحقوق" قد ولّى، وها نحن اليوم استرجعنا حقوقنا، بل انتزعناها منكم وإن برضاكم. وهذا تقييم لا يخضع للسياسة وشروطها إذ هو، في لحظة الاحتفال، يتطلع إلى النتيجة بمعزل عن آليات تحقيقها وأدواتها. أي هو يقارب انتخاب عون وليس مجمل السياق الذي أوصل إلى هذا الانتخاب، سواء دعم حزب الله لـ"الجنرال"، أو دعم الرئيس سعد الحريري له.. إلخ، وإلا لكنّا رأينا صوراً لعون إلى جانب السيد حسن نصرالله أو إلى جانب الحريري، لكننا لم نر سوى صور لعون أو لعون وجعجع معاً.. لكأنّ الاعتراف بفضل الحريري أو نصرالله في انتخاب عون يفقد الاحتفال معناه الأساسي، أي الاحتفاء باستعادة المسيحيين حقوقهم من "الشركاء".

والحقيقة أنّ اللحظة التأسيسية لهذا التوجّه المسيحي الجديد كانت في 18 كانون الثاني 2016، أي عند إعلان التفاهم بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر في تلك الليلة العاصفة في معراب. فهذا التفاهم كان بمثابة إعلان من كلا طرفيه أنّ تحالفاتهما القديمة لم تؤمن لهما طموحهما السياسي المتداخل مع طموح الجماعة المسيحية عموماً. بالتالي، لا بد من اجتماعهما، كأكبر قوتين مسيحيتين، لتحقيق هذا الطموح، ولاسيما أنّ المنطقة برمتها تشهد عودة محمومة إلى العصبيات الأولية، تجعل كل جماعة طائفية أو مذهبية تتطلع إلى أولوياتها الخاصة قبل أولويات حلفائها.

كذلك، هناك بعد آخر في هذا التفاهم يتفاعل مع اللحظة الاقليمية الراهنة حيث تشعر الطوائف والمذاهب، جميعاً، بالخوف على حاضرها ومستقبلها، ولذلك تراها تسعى بكل قوتها لتأكيد وحدتها الداخلية كأحد سبل تعزيز قدراتها لحماية نفسها. بهذا المعنى يعبّر تفاهم معراب، في جزء منه، عن خوف مسيحي من تطورات المنطقة وعن مسعى لمواكبة هذه التطورات.. وهذا معطى أساسي في قراءة تعاطي الغالبية المسيحية مع انتخاب عون، إذ أتى هذا الانتخاب بمثابة أحد وسائل الحماية للمسيحيين وسط فوضى المنطقة. وهو ما عبّرت عنه كلمات الوفود الدينية التي زارت عون للتهنئة خصوصاً تلك العربية.

إذاً، هناك ما يتجاوز السياسي في مقاربة المسيحيين لانتخاب عون وللسياسة في لبنان عموماً. إذ لا يمكن عزل هذه المقاربة عن لحظتها الإقليمية بكل ارتداداتها النفسية عليهم. لكن في المقابل لا يمكن قياس هذا الانتخاب على طول الخط بالمقاييس النفسية والإجتماعية المسيحية. إذ هو في آخر التحليل حدث سياسي وجزء من سياق سياسي يتجاوزه ولا يعني المسيحيين لوحدهم. وهنا تختلف المقاربة. إذ لا يعود انتخاب عون حدثاً "مسيحياً" بل يصبح حدثاً "سياسياً" بحت. أي أنّ قياسه يتمّ بمقاييس السياسة وموازين القوى الحاضرة. فبعكس الاحتفالات التي تنظر إلى انتخاب عون كعودة للقوة المسيحية في مقابل القوى الطائفية الأخرى، أو أقلّه كانتزاع لحق "الشراكة المسيحية"، فإنّ المسار السياسي في البلد يظهر أنّ عودة المسيحيين إلى السلطة بحصة وازنة لا تزيد بالضرورة من قدرتهم على التأثير في مجريات السياسة في البلد. وهذا ما أظهرته مشاروات تشكيل الحكومة حيث الكلمة الإسلامية، وخصوصاً الشيعية، كانت فاصلة فيه. في حين استطاع المسيحيون أن يؤثّروا بقوة على تطورات السياسة في البلد عندما كانوا خارج السلطة في زمن الوصاية.. وهذا ما يدعو إلى التفكير في حقيقة "القوة المسيحيّة" اليوم.

 

وقف إطلاق النار.. استبدال حزب الله بشيشانيين

منير الربيع/المدن/السبت 31/12/2016

هل سيدفع إتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حزب الله إلى العودة إلى لبنان؟ وما مصير المناطق التي يسيطر عليها بعد دخول الإتفاق حيز التنفيذ؟ لا موقف نهائياً أو رسمياً حيال هذه الأسئلة، ولا حتى صيغة الإتفاق واضحة بالنسبة إلى الجميع، لكن، يُرجح أن حزب الله لن ينسحب من كامل المناطق السورية، بل سيحصر وجوده في مناطق معينة على الحدود السورية اللبنانية. وفي السياق، يتوقع كثيرون أن يتيح وقف إطلاق النار الفرصة لخروج تظاهرات للمطالبة بإسقاط النظام وانسحاب إيران وحلفائها. حتى ما بعد تسوية حلب، كانت إيران وحزب الله يصران على استمرار العمليات العسكرية، فيما غلبت وجهة النظر السورية بضرورة وقف القتال وإطلاق عجلة الحلّ السياسي. لذلك، هناك من يقرأ ضرراً إيرانياً من الإتفاق، فيما هناك قراءة أخرى تقول إنه "طالما كانت إيران مشاركة في المفاوضات التي سبقت إعلان وقف إطلاق النار، فهذا يعني أنها شريكة بهذا القرار، وبالتالي ستلتزم به".

ثمة من يعتبر أن تركيا حليف أفضل من إيران بالنسبة إلى روسيا. ليس لتركيا طموحات توسعية، كما حال إيران التي تريد السيطرة على المنطقة، عبر الهلال الشيعي أو توزع أذرعها في المنطقة ككل. بينما دور تركيا وطموحها محدودان، لا يتعارضان مع الأهداف الروسية، والهم الرئيس لأنقرة هو حلب وحماية حدودها ومواجهة أي احتمال لقيام دولة كردية. وفيما يتوقع البعض اتساع الخلاف بين إيران وروسيا، تنفي مصادر أخرى ذلك. وبعد الإلتزام بهذا الإتفاق، ستسمر المفاوضات السياسية بين المعارضة والفصائل، برعاية روسيا وتركيا. وهذا كان قد حصل في إتفاق حلب، من خلال توجه جزء من الفصائل إلى إدلب، والجزء الآخر إلى غرب حلب. والأمر نفسه سيحصل في إدلب، مع محاولات لمأسسة المعارضة المسلحة ضمن قوات جيش سوري حر مجدداً. وسيتم العمل على سحب العناصر السورية من جبهة فتح الشام وضمها إلى هذا الجيش الجديد وذلك بهدف عزل القاعدة.

في الاجتماع الذي عقد بين وزراء خارجية الدول الثلاث، أصر وزير الخارجية التركي على استثناء المليشيات التابعة لإيران من الحماية ووقف إطلاق النار. وتقول مصادر إن الإتفاق ثنائي روسي تركي بشكل خاص، وإيران غير شريكة فيه، ومن يريد خرق الإتفاق فعلى هاتين الدولتين أن تحجّمه وترد عليه: تركيا تتكفل بالمعارضة، وروسيا تتكفل بحلفاء إيران والنظام. وهذا ما حصل سابقاً حين تعرضت قوة عسكرية تركية في مناطق درع الفرات للقصف بطائرة بدون طيار، فقصف الطيران الروسي مناطق في نبل والزهراء، مستهدفاً قوى عسكرية تابعة لإيران في تلك المنطقتين، كانت قد استهدفت الأتراك.

لن يكون الإتفاق في مصلحة حزب الله وإيران، وفق المصادر، إذ سقطت الذرائع الأمنية بمنع إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، وسقطت قاعدة "الأرض مقابل الغذاء والطعام". بالتالي، سقوط إتفاق مضايا الزبداني مقابل كفريا والفوعة. كما أن قوة شيشانية سنية هي التي ستنتشر في مناطق حلب الشرقية. وقد يتعمم هذا النموذج في أكثر من منطقة سورية، باعتبار أن هؤلاء الأشخاص سيكونون مقبولين من الناس، ويطمئنهم بعدم حصول مجازر طائفية ومذهبية من قبل القوى العسكرية الموالية لإيران. كذلك، تعمل روسيا على تشكيل قوة عسكرية يطلق عليها إسم الفيلق الخامس. وقد طلبت  نحو 150 ألف عنصر، عوضاً عن الميليشيات الشيعية وقوات الدفاع الوطني. وينص الإتفاق على وجوب انسحاب 42 مجموعة شيعية، منها حزب الله، تقاتل إلى جانب النظام، من سوريا. لن ينسحب حزب الله من سوريا حالياً، لكن في حال بدأ الإتفاق بالتنفيذ فقد يصدر بيان رسمي سوري برعاية إقليمية ودولية يطالب بخروج كل المقاتلين الأجانب من سوريا، بما فيهم حزب الله. ولعل ذلك يكون مادة خلاف بين إيران وروسيا، خصوصاً إذا أصر الحزب على البقاء في المنطقة التي يسيطر عليها بين لبنان وسوريا. لكن حزب الله يعتبر أن الحلّ السياسي يأتي تكريساً للانتصار الذي حققه في حلب. بالتالي، هذا جزء مما دعا إليه في السابق، باعتباره من أوائل دعاة الحل السياسي في سوريا. وتلفت مصادر قريبة من الحزب لـ"المدن" إلى أن وقف إطلاق النار لن ينعكس سلباً عليه، بل سيريحه أكثر، لأن لديه 35 ألف مقاتل في سوريا، سيرتاحون قليلاً، ولاسيما أن المعركة لم تنتهِ مع الإرهاب، ولحزب الله دور أساسي فيها. أما عن إمكانية إنعكاس هذا الإتفاق على الداخل اللبناني، فتشير المصادر إلى أن لا شيء سيتغير، والحزب سيبقى على تواضعه مع الجميع وسيحرص على العلاقة الجيدة بالقوى الداخلية كافة.

 

بورصة قوانين الانتخابات: تقدّم المختلط

منير الربيع /المدن/السبت 31/12/2016

تتوسع المجموعات الانتخابية لدى الأحزاب. بعد اللجان التي شكلها حزب الله، تيار المستقبل، حركة أمل، والتيار الوطني الحر، وعقدها جلسات ثنائية في ما بينها لدراسة القانون الانتخابي، شكل كل حزب لجنته، على أن يتكثّف التواصل في ما بينها، إن بشكل ثنائي أو بشكل جماعي في مرحلة لاحقة، لأجل التقريب في وجهات النظر، والوصول إلى رؤية جامعة بين الكتل للإتفاق على قانون جديد. أجرت "المدن" إتصالات بكل القوى السياسية لسؤالها عن مصير القانون الجديد. وقد استبعدت كلّها تقريباً احتمال اجراء الانتخابات وفق قانون الستين، مؤكدةً أن لا أحد يريد البقاء على هذه القانون، والجميع يصب جهده لإقرار قانون جديد، لكن الأهم، وفق الجميع، هو التعاطي بجدية وبعيداً عن الكيدية. اللافت، حتى الساعة، هو عدم وضوح التحالفات الانتخابية، ففي حال تحالف التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية في عدد من المناطق، ككسروان والأشرفية وبعبدا، قد يختلفان في جبيل أو عكار مثلاً، والتوافق قد يكون سيد الموقف في دائرة بيروت الثالثة بين الوطني الحر والمستقبل. وسيحصل توافق ضمني بين المستقبل وحزب الله وحركة أمل في دائرة بيروت الثانية. لكن ذلك كله يبقى غير نهائي. وتكشف مصادر "المدن" عن تركز البحث في لجان الأحزاب على أربعة إقتراحات قوانين، بعد إسقاط كل الخيارات غير الواقعية، ولاسيما اقتراح القانون الأرثوذكسي والنسبية الكاملة. وتقول المصادر إن البحث قد ينتهي إلى توافق على صيغة تقريبة بين كل الاقتراحات التي تلحظ القانون المختلط بين النسبي والأكثري. وهناك جدية في التعامل مع الاقتراح المقدم من المستقبل والقوات والإشتراكي، الذي ينطلق من انتخاب 68 نائباً وفق النظام الأكثري و60 نائباً وفق النظام النسبي. والقانون المختلط المقدّم من الرئيس نبيه بري القائم على المناصفة في انتخاب النواب 50% أكثري و50% نسبي. بالإضافة إلى إقتراح قانون آخر مقدم من بري ويقوم على مرحلتين، أولاً على أساس الأكثري ضمن دوائر موزعة على أساس القضاء، وثانياً على أساس المحافظة وفقاً للنظام النسبي، بشرط أن تكون آلية التصويت على قاعدة صوت واحد لكل ناخب. وتشير المصادر إلى إيجابية في إمكانية التوصل إلى التوافق على القانون العتيد وإن كان هجيناً. ومن المفترض أن ترفع اللجان ما تتوصّل إليه، إلى مجلس الوزراء لإقراره وتحويله إلى المجلس النيابي لدراسته وإقراره، قم أعادته إلى مجلس الوزراء للتصديق عليه وليصبح نافذاً. وفي حال حصول ذلك، تشير المصادر إلى أن الانتخابات ستجري على أساس القانون الجديد، مع الإشارة إلى أن التطبيق سيحتاج إلى تأجيل تقني للانتخابات لإتخاذ الإجراءات اللازمة. وفيما رفض تيار المستقبل والحزب الإشتراكي والقوات أي صيغة لها علاقة بالنسبية الكاملة، فقد أبدى حزب الله وحركة أمل ليونة إزاء ذلك. ما أدى إلى تفعيل عمل اللجان، إذ يقول الوزير محمد فنيش لـ"المدن" إن أحداً لا يمكنه المبالغة بالتوقعات في موضوع قانون الانتخاب، الذي يجب مقاربته بدقة فائقة، معتبراً أن التوصل لإقرار قانون جديد، يحوي في مضامينه النسبية، هو أمر جيد جداً على طريق الإصلاح الانتخابي، وإن لم يكن القانون الذي سيتم التوصل إليه على قدر طموحات اللبنانيين وآمالهم. ويعتبر النائب آلان عون، في حديث لـ"المدن"، أن القانون الانتخابي يجب أن يراعي الطابع التعدّدي والطائفي، وهذا ما يفهم منه بإمكان اجراء الانتخابات على مرحلتين، الأولى وفقاً للأكثري والثانية وفقاً للنسبي. ويقول عون: "لا بد من حد أدنى من الشرعية المذهبية للمرشّحين، فيتأهلون عبر النظام الأكثري ثم تخضع المنافسة للنسبية الكاملة".

 

عين الحلوة: فتح ممنوعة من الاحتفال

خالد الغربي/المدن/السبت 31/12/2016

في 1 كانون الثاني 1965، أعلنت حركة فتح انطلاق الثورة الفلسطينية المسلحة. ومذاك تحتفل فتح والفلسطينيون بهذه الذكرى، وقد اعتادت عاصمة الشتات عين الحلوة احياءها بنكهة خاصة. فتضاء شعلة الانطلاقة ويقام عرض عسكري كان يشارك فيه مئات المقاتلين الفتحاويين. لكن، في السنوات القليلة الماضية، ونتيجة الواقع المأزوم الذي تعيشه الحركة وتراجعها، راح العرض العسكري يتراجع لمصلحة عروض متفرقة ينظمها مسؤولون عسكريون فتحاويون، أو يصار إلى حشد العسكر الفتحاوي خلال اضاءة الشعلة، بما يشبه التجمع العسكري. وهذا العام، يضع التوتر المفتوح داخل المخيم بين فتح والأصوليين العرض العسكري، أكان رمزياً أم موسعاً أو تجمعاً للبنادق في مهب الريح، خصوصاً في ظل معلومات متداولة داخل المخيم عن نية مجموعات أصولية استهداف أي عرض عسكري لفتح، حتى ولو نقل من الشارع الرئيسي عند مدخل المخيم، المستهدف بقناصات الأصوليين، إلى منطقة البركسات التي باتت البقعة الآمنة نسبياً لفتح. يجزم سكان المخيم أن "الأصوليين المتشددين باتوا يتحكمون بأمن المخيم، وسيفرضون أجندتهم وسيمنعون فتح من تنظيم استعراض عسكري ولو بالقوة"، وأن فتح سترضخ لهذا الواقع المستجد، بعدما كانت تبسط سلطتها المطلقة على عين الحلوة، علماً أن فتح قد تنبهت سابقاً إلى احتمالات تقويض سلطتها داخل المخيم، فعمدت إلى تنظيم دورات عسكرية لمقاتلين تم إعدادهم على أيدي ضباط فلسطينيين وأردنيين جاءوا من الضفة الغربية. لكن هذه التدريبات ذهبت أدراج الرياح، ولم تصرف في الميدان، ولم تنه وجود حالات غير طبيعية داخل المخيم. هل تسقط فتح "العسكرة" من أجندة احتفالاتها هذا العام؟ سؤال توجهت به "المدن" إلى قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، الذي رد قائلاً إن "الأساس في احتفالاتنا هو إضاءة شعلة فتح والانطلاقة والمقاومة. ونحن سنضيء الشعلة وستلقى كلمة لأمين سر إقليم لبنان رفعت شناعة". لكن أبو عرب فضل عدم نفي أو تأكيد تنظيم عرض مسلح، قائلاً إن "تجمع المسلحين سيحدد بحسب الجو والظروف المناخية وسنبني على الشيء مقتضاه"، مستدركاً أن "الحكمة تقتضي منا أن نحمي المخيم، لا أن نُستدرج إلى أفخاخ. فثمة من يريد تخريب الوضع في عين الحلوة، لكن لن ندعهم يمررون مشروعهم". يضيف أبو عرب: "الكل يعرف أن هؤلاء (في إشارة إلى مجموعات أصولية) لا يؤمن لهم، ولا يعيرون اهتماماً لحياة أبناء المخيم وأرواحهم"."لم يعد مخيم عين الحلوة ينتج صعتراً ومقاتلين أشداء"، يقول نخبويو المخيم. فخزان الثورة الفلسطينية وأبو الشهداء، بحسب وصف الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بات يرقص اليوم على صفيح ساخن مع جولات العنف المتكررة. وآخرها كان قبل أيام. ما أدى إلى سقوط أربعة قتلى و15 جريحاً. اقتتال "أخوي" تغير معه وجه المخيم من صراع ضد إسرائيل ورفد الثورة إلى معارك عبثية وزواريب.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مجلس الأمن يدعم وقف إطلاق النار في سوريا

السبت 2 ربيع الثاني 1438هـ - 31 ديسمبر 2016م/الامم المتحدة (الولايات المتحدة) - فرانس برس/أصدر مجلس الامن الدولي، السبت، قرارا بالاجماع يدعم الجهود الروسية-التركية من أجل وقف لإطلاق النار ومفاوضات في سوريا، لكن من دون المصادقة على تفاصيل الخطة التي عرضتها موسكو وأنقرة.

ونص القرار الذي تم تبنيه اثر مشاورات مغلقة على ان المجلس "يرحب ويدعم جهود روسيا وتركيا لوضع حد للعنف في سوريا والبدء بعملية سياسية" لتسوية النزاع. لكن القرار اكتفى "بأخذ العلم" بالاتفاق الذي قدمه البلدان في 29 كانون الاول/ديسمبر، مذكرا بضرورة تطبيق "كل قرارات الامم المتحدة ذات الصلة" حول سوريا. واكد ان المفاوضات المقررة في أستانة في كانون الثاني/يناير "هي مرحلة مهمة استعدادا لاستئناف المفاوضات (بين النظام والمعارضة) برعاية الامم المتحدة في الثامن من شباط/فبراير 2017". وطالب المجلس ايضا "بايصال المساعدات الانسانية في شكل سريع وآمن ومن دون عوائق" للسكان المدنيين. واسف سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لعدم ابلاغهم ببعض تفاصيل الاتفاق الروسي التركي مثل اللائحة الكاملة للمجموعات المسلحة المعنية بوقف اطلاق النار. وقال مساعد السفير الفرنسي الكسي لاميك ان "نص الاتفاق الروسي-التركي الذي قدم الى المجلس (...) لا يزال يتضمن جوانب غير واضحة". وندد الدبلوماسيون الغربيون الثلاثة ايضا بمواصلة قوات النظام السوري هجومها على منطقة وادي بردى قرب دمشق رغم بدء تنفيذ وقف اطلاق النار. وحيال تردد العديد من اعضاء مجلس الامن، عدلت روسيا في شكل كبير نص مشروعها الاول. وطلبت الصيغة الاولى ان "يصادق (المجلس) على الوثائق التي وضعت بوساطة روسيا وتركيا في 29 كانون الاول/ديسمبر" وان "يتم تطبيقها في شكل كامل وفوري" مع الاشارة في شكل مقتضب الى دور الامم المتحدة. واوضح دبلوماسي غربي ان "الروس تراجعوا كثيرا"، مشيدا "باعادة الامم المتحدة الى صلب العملية السياسية كون استانة تشكل مرحلة للمساهمة في" هذه العملية. وكان سفير نيوزيلندا جيرار فان بوهيمن صرح للصحافيين قبل المشاورات قائلا: "لا نريد المصادقة على اتفاق لا نفهم كل ما يترتب عنه". وطالب "بمزيد من الوضوح بالنسبة الى مضمون الاتفاق وكيفية انسجامه مع الالية الاممية" للوساطة. وبدأ تنفيذ وقف اطلاق النار في سوريا منتصف ليل الخميس مستثنيا تنظيم داعش وجبهة فتح الشام. وسيمهد لمفاوضات سلام مقررة نهاية كانون الثاني/يناير في كازاخستان برعاية موسكو وطهران وتركيا.

 

هجوم مزدوج دام في بغداد.. وتحقيق مزيد من التقدم بالموصل

سكاينيوز/٣١ كانون الاول ٢٠١٦/ قتل 18 شخصا على الأقل، السبت، في تفجيرين مزدوجين ضربا سوق وسط العاصمة العراقية بغداد، بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في الموصل شمالي البلاد. وقالت مصادر أمنية إن انفجارا هز، صباح السبت، سوق السنك التجاري أعقبه تفجير "استهدف المسعفين" الذين هرعوا إلى الموقع، مما أدى إلى سقوط 18 قتيلا وإصابة آخرين بجروح. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع في آخر يوم من عام 2016، وجاء بعد يومين على إعلان السلطات العراقية انطلاق المرحلة الثانية من عملية استعادة الموصل من قبضة داعش.

وبعد فترة من الجمود، بدأت القوات العراقية، الخميس الماضي، المرحلة الثانية من الهجوم من ثلاثة اتجاهات إلى الأحياء الشرقية، ونجحت في التوغل في حي الانتصار بشرق الموصل الجمعة. والسبت، أشارت مصادر أمنية إلى السيطرة على مبان عدة "مهمة داخل أحياء الانتصار والسلام والشيماء وسط معارك عنيفة تخوضها قوات الشرطة الاتحادية في المحور الجنوبي الشرقي..". وأضافت أن "قوات مكافحة الاٍرهاب العراقية بدأت عملية تطهير واسعه لشوارع حي القدس الأولى، وتستعد لاقتحام حي الكرامة آخر الأحياء الخاضعة لسيطرة داعش في القسم الشرقي من الموصل". وكانت القوات العراقية استعادت نحو نصف الجانب الشرقي من المدينة التي يقطعها نهر دجلة، لكنها لم تدخل حتى الآن الجانب الغربي حيث توجد أسواق ترجع إلى 2000 عام وأزقة من المرجح أن تعيق أي تقدم. وقصفت قوات التحالف الدولي، التي تدعم العملية، الجسر الأخير الباقي الذي يصل بين شرق وغرب الموصل في وقت متأخر، الاثنين الماضي، في مسعى لمنع التنظيم من عبور نهر دجلة.المصدر : skynewsarabia

 

تركيا..خسائر بشرية في ملهى باسطنبول إثر هجوم مسلح

الأحد 3 ربيع الثاني 1438هـ - 1 يناير 2017م/دبي - العربية.نت/أكد تلفزيون تركي، في ساعة مبكرة من  الأحد، سقوط مصابين في هجوم على ملهى ليلي "رينا" باسطنبول في تركيا ليلة الاحتفال بالعام الميلادي الجديد، بحسب وكالة رويترز. وقدرت وسائل اعلام تركية عدد المصابين في الهجوم بما يتراوح من 20 إلى 30 شخصا. وقال المحلل السياسي التركي أوكتاي يلماز لقناة "الحدث" إن مسلحين اثنين على الأقل أطلقا النار على المحتفلين برأس السنة في الملهى. الملهى الليلي الذي تعرض للهجوم واضاف أن المسلحين الاثنين تنكرا في البداية بملابس "سانتا كلوز" الاحتفالية، ثم شرعا في إطلاق النار. ويقع الملهى الشهير المذكور في وسط اسطنبول بحي "أورتاكوي" وهو أحد الأحياء الراقية والمتميزة في المدينة. وافادت قناة "سي إن إن" التركية أن أحد المهاجين لا يزال متحصنا داخل الملهى الليلي. وذكرت تقارير أن سيارات إسعاف هرعت إلى موقع الهجوم، واستطاعت نقل بعض الجرحى للعلاج في مستشفيات قريبة.

 

علي مملوك والمعلم في طهران.. لبحث "ملفات مهمة"

لندن- عربي21/السبت، 31 ديسمبر 2016 03:24 م/يلتقي وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، ورئيس مكتب الأمن الوطني السوري، علي مملوك، السبت، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، وذلك في زيارة إلى العاصمة طهران.

وبحسب ما نشرت وسائل إعلام إيرانية وسورية، فإنه سيتناول اللقاء المستجدات السورية، ومستقبل المفاوضات السورية مع المعارضة في أستانة. وسبق زيارة المسؤولين السوريين إلى طهران، مكالمة بين وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، حول الأزمة في سوريا.

ميدانيا، لم تتوقف الخروقات للهدنة في سوريا بعد يومين من إطلاقها برعاية تركية روسية، غير أن رعاة الهدنة يصرون على ضرورة استمرارها رغم ما يجري على الأرض من خروقات. وقالت جماعات من المعارضة السورية المسلحة، إنها ستعتبر اتفاق وقف إطلاق النار "لاغيا" إذا واصلت قوات الحكومة وحلفاؤها انتهاكه. وقال بيان وقعته جماعات للمعارضة: "نؤكد أن استمرار النظام في خروقاته وقصفه ومحاولات اقتحامه للمناطق تحت سيطرة الفصائل الثورية يجعل الاتفاق لاغيا". على الجانب الآخر، أعلن مركز التنسيق الروسي في حميميم رصد 12 خرقا لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا قامت بها المجموعات المعارضة خلال الساعات الـ24 الماضية، مشيرا إلى أن هذه الخروقات وقعت في دمشق وحلب وحماة. وأضاف المركز في بيان له اليوم، إنه تم رصد 12 خرقا من قبل المجموعات المسلحة لاتفاق وقف الأعمال القتالية، ستة منها في محافظة دمشق وخمسة في حلب، وخرق واحد في محافظة حماة. غير أن وزير الدفاع التركي، فكري إشيق، قال من جانبه إن ما يقع حتى الآن من خروقات لا يرقى إلى حد أن يكون سببا في انهيار الهدنة، متهما دولا لم يذكرها صراحة بالقيام بأعمال من خلف الستار لإفشال الهدنة.

 

كتائب القسام تبث مقطعي فيديو لجندي إسرائيلي أسير

السبت 2 ربيع الثاني 1438هـ - 31 ديسمبر 2016م/ غزة (الاراضي الفلسطينية) - فرانس برس/بثت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مساء السبت، مقطعين مصورين قالت انهما يظهران الجندي الاسرائيلي شاؤول آرون الاسير لديها والذي تعتقد اسرائيل انه قتل خلال حرب 2014 على قطاع غزة. وقالت كتائب القسام في بيان انها "نشرت مقطعي فيديو في ذكرى ميلاد الجندي الصهيوني الاسير شاؤول آرون الثالثة والعشرين، ومع نهاية عام 2016". واضاف البيان ان كتائب القسام كانت "اعلنت عن قتل 14 جنديا واسر الجندي شاؤول ارون في عملية نوعية تم فيها تدمير ناقلة جند شرق حي التفاح (شرق غزة) في 20 يوليو /تموز 2014" خلال الحرب الاسرائيلية على القطاع. كتائب القسام سخرت من إسرائيل بتورتة عيد ميلاد جنديها الأسير وفي المقطع الاول ومدته 36 ثانية، يجلس 6 اشخاص على كراس وهم يرتدون بزات عسكرية من دون ان تظهر وجوههم، ويحوطون بشخص على كرسي متحرك لم يظهر وجهه ايضا وعلى قميصه كتب رقم "102". ووسط الاشخاص وضعت طاولة عليها قالب حلوى كتب عليه باللغة العبرية "3 سنوات في سجن حماس"، فيما ارتفع غناء بالعبرية "عيد ميلاد سعيد ارون". وفي مقطع ثان مدته 54 ثانية بدا شخص في زنزانة غطي وجهه بصورة وجه ارون فيما يداه مقيدتان بحبال يحاول فكها. ثم يدخل عليه شخص يرتدي لباس مهرج ويشاركه الاحتفال بعيد ميلاده. وفي نهاية المقطع كتبت عبارة باللغتين العربية والعبرية "عام جديد والجندي شاؤول لا يزال بعيدا عن اهله" و"القرار بيد الحكومة" في اشارة للحكومة الاسرائيلية.

 

البنتاغون: البغدادي لا يزال حياً ويقود داعش

"فرانس برس" - 31 كانون الأول 2016/أعلن مسؤول في البنتاغون، الجمعة، أن قائد تنظيم داعش أبو بكر البغدادي لا يزال حياً، رغم جهود قوات التحالف الدولي للقضاء على قادة المتطرفين. وقال بيتر كوك، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، لشبكة "سي أن أن": "نعتقد أن البغدادي على قيد الحياة ومازال يقود تنظيم داعش". وأضاف: "نفعل ما في مقدورنا" لتحديد موقعه والقضاء عليه، مشيراً إلى أن "هذا شيء نخصص له وقتاً كثيراً"، و"سنغتنم أي فرصة لكي ننزل به العقاب الذي يستحقه". وبقي البغدادي بعيداً عن الأنظار وقتاً طويلاً، بخلاف تنظيمه الذي سعى دائماً إلى القيام بالدعاية. ولم يظهر وجه البغدادي سوى في شريط فيديو واحد لتنظيم داعش، منذ إعلانه الخلافة بسوريا والعراق في حزيران/يونيو 2014. وتم تصوير الفيديو آنذاك في مدينة الموصل في شمال العراق، والتي تحاول القوات العراقية استعادتها من المتطرفين. وتسري بين وقت وآخر شائعات عن مقتل البغدادي، لكن لا تتوافر معلومات موثقة حوله.

وعند سؤالهم عن مصير البغدادي يلزم مسؤولو البنتاغون عموماً الصمت حول موقعه وتحركاته. لكن بيتر كوك كشف أن "الخليفة" بات معزولاً حالياً، إذ إن الضربات التي يشنها التحالف الدولي قضت على قيادة التنظيم. وأوضح أنه يصعب على البغدادي "العثور على مستشارين و(أشخاص) موثوقين يمكنه التحدث إليهم، لأن الكثير ممن كان يثق بهم لم يعودوا موجودين (...)".ورفعت وزارة الخارجية الأميركية في كانون الأول/ديسمبر إلى 25 مليون دولار قيمة المكافأة، التي تمنح لأي شخص يدلي بمعلومات تقود إلى القبض على البغدادي. وكانت قيمة المكافأة سابقاً 10 ملايين دولار، وقد أطلقتها الوزارة في العام 2011. ونقلت "سي أن أن" الخميس عن مسؤول أميركي لم تحدد هويته أن الولايات المتحدة كانت تملك "في الأسابيع الأخيرة" معلومات عن "تحركات" البغدادي، غير أنه لم يكشف التفاصيل.

 

أميركيون بقيادة ترامب مع روسيا ضد أميركا

خاص جنوبية 31 ديسمبر، 2016/يقول إحد الأميركيين في تغريدة له على موقع تويتر “مندهش كيف للأميركيين أن يصطفوا خلف الرئيس بوتين ضد رئيسهم أوباما.” أما الرئيس دونالد ترامب فعلق على صفحته تويتر بالقول “انها خطوة ذكية، انا على ثقة بأن بوتين رجل ذكي جداً”، تعقيباً على رفض بوتين طرد دبلوماسيين أميركيين ودعوته لأطفال الدبلوماسيين لإحياء ليلة رأس السنة معه في قصر الكرملين. في الوقت نفسه أشارت صحيفة “زا أتلنتك” إلى إستخفاف جزء لا يستهان به من الأميركيين بالتهدادات الروسية وإحتمال قرصنتها للإنتخابات التي حصلت في شهر 8 تشرين الثاني الماضي. وقبل ايام افاد البيت الابيض عن توصله إلى معلومات امنية تؤكد تدخل روسيا في الانتخابات الاميركية. التهديد بالغ الخطورة ويمس امن اميركا القومي مما استدعى صقور اميركا من بينهم هيلاري كلينتون وباراك اوباما وجون ماكين للتحذير من خطورة هجمات روسية الإلكترونية. خطورة الاعتداءات المعلوماتية الروسية وصلت شبكة كهرباء احد الشركات الاميركية، وبحسب صحيفة الواشنطن بوست فإن قراصنة روس قاموا بالاستيلاء على بيانات معلوماتية للشبكة الكهربائية في أميركا. وتضيف الصحيفة ان الهجوم يظهر إلى حد بعيد ضعف الاجهزة الامنية والاستخباراتية الاميركية، كذلك عُثر داخل نظام الشركة المزودة للكهرباء في فيرمونت على رمز يرتبط بعملية قرصنة روسية”. وبحسب السلطات الاميركيةفليس واضح للآن الهدف الروسي من وراء الامر ورجحت بأن يكون المقصد اما تعطيل عمل الشبكة الكهربائية او القيام بتجارب قرصنة الكترونية. وينشغل الرأي العام الاميركي فضائح القرصنات الروسية وما سيترتب عنها، إذ يتساءل خصوم الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن سبب إعجاب الاخير بالرئيس الروسي فلادمير بوتين. أما موقع الـسي أن أن” الأميركي ذكر بدوره ان الرئيس الحبوب لبوتين دونالد ترامب يدخل البيت الابيض في ظل طرد السفراء وتجسس صريح روسي على المصالح الاميركية. كذلك فإن بوتين إختار عدم الرد على قرار اوباما طرد الدبلوماسيين لأنه ينتظر الإدارة الأكثر ودية معه. وتساءلت، هل من الممكن أن يكون ما يحصل بين اميركا وروسيا عبارة حرب باردة جديدة، قوامها التجسس والهجومات إلكترونية؟ وتجيب القناة الاميركية بأن “بوتين شخص غير متوقع، وهو يقوم بامور غير متوقعة.” الأخذ والرد بين مؤيدوا ترامب ومعارضين يجتاح مواقع التواصل الإجتماعي إذ يقول احد المغردين الاميركيين “دعونا نقولها صراحة، إن خبر فوز ترامب بالبيت الابيض مزور إن من فاز في الحقيقة هو بوتين”. وطالبت إحد المغردات بضرورة تعديل القانون ومعاقبة كل من يصفق لسياسة بوتين ضد بلاده. مغرد اخر كتب “لقد رأيناها في السابق هتلر مع ستالين الآن نراه بشكل مختلف، ترامب مع بوتين.”، أميركي اخر قال، “ترامب يريد إعادة اميركا إلى مجدها.. نعم عبر القرصنة ومديح بوتين”. اما لجهة تأييد البعض للود الروسي – الاميركي بقيادة بوتين وترامب فكتب ان من سخرية القدر ان يصل بأوباما الحد إلى تسخيف قدرات اميركا الاستخباراتية فقط من أجل الهجوم على ترامب. وفي المقابل كتب اخر، شخصية بوتين خارج السيطرة، لا يمكننا رده او الوقوف بوجهه، إن دونالد ترامب هو أكبر عميل بتاريخ أميركا.

 

العربي الجديد : المعارضة السورية وهواجس مفاوضات أستانة: لا شراكة مع الأسد

السبت 31 كانون الأول 2016 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد" تقول : صحيح أنّه لا يزال من المبكر الحديث عن خطة المعارضة السورية للمرحلة الثانية من اتفاق أنقرة، أي للمفاوضات السياسية المنتظرة في عاصمة كازاخستان، أستانة، إذا صمدت الهدنة لشهر كامل، بموجب بنود الاتفاق، إلا أن أطراف هذه المعارضة بدأت تعدّ العدّة للمرحلة السياسية الأصعب، رافضة بشكل مطلق ما سربته وكالة "رويترز" وقالت إنها خطة للإبقاء على الأسد قبل استبداله لاحقاً برئيس من طائفته نفسها، لتصبح سورية دولة تتألف من ثلاث فدراليات. في غضون ذلك، أوضح سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، في مجلس الأمن، أمس الجمعة، أن "محادثات أستانة ليست منافسة" للمفاوضات التي تحضر المتحدة لعقدها في 8 فبراير/شباط المقبل. في غضون ذلك، التقى رئيس الائتلاف الوطني أنس العبدة ومنسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، لتصدر دعوة من الطرفين إلى "لجم أي محاولة من قبل نظام الأسد وإيران ومليشياتهما لتقويض الاتفاق"، بعدما سجلا أكثر من ?? خرقاً خلال ?? ساعة، لاسيما في وادي بردى والغوطة الشرقية. وأعلن مكتب رئيس كازاخستان، نور سلطان نزارباييف، أمس الجمعة، أن الرئيس طلب من وزارة الخارجية التحضير لاستضافة هذه المحادثات قريباً، وذلك عقب مكالمة هاتفية أجراها نزارباييف مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين. وسبق ذلك إجراء بوتين محادثات هاتفية مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام المصري، عبدالفتاح السيسي، ورئيس النظام السوري، بشار الأسد، تركزت حول سبل معالجة الأزمة في سورية في ضوء التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار. واعتبر بوتين أن الاتفاقات حول التسوية في سورية، هشة، وتتطلب اهتماماً خاصاً وصبراً. ودعا كلاً من "الحكومة السورية والمعارضة المسلحة، وجميع الدول التي لها تأثير على الوضع، لدعم الاتفاقات التي تم التوصل إليها، والمشاركة في محادثات أستانة لتسوية الأزمة السورية"، طالباً من وزيري الخارجية والدفاع الروسيين التواصل مع المعنيين في تركيا وإيران وسورية للتوافق على الخطوات حول الاتفاقات السورية.

وأعلن الأسد في تصريحات لمحطة تلفزيونية إيطالية موافقة نظامه على حضور محادثات أستانة. وهو إذ رأى أن الحل يتطلب أن "يسامح الجميع الجميع"، عاد وناقض نفسه بالقول إن لا حل إلا بالقضاء على ما وصفه بالإرهاب في كل أنحاء البلاد. ووصف وزير خارجية النظام، وليد المعلم، اتفاق وقف النار بأنه يشكل "فرصة حقيقية لنصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سورية تنهي سفك الدم وتؤسس لمستقبل البلاد"، لكنه أعرب عن شكوك نظامه بالدور التركي. وكانت المعارضة السورية أعلنت بلسان أكثر من متحدث باسمها عن ترحيبها بمفاوضات أستانة واستعدادها للمشاركة فيها، وإن كانت الهيئة العليا للمفاوضات قالت إنها لم تتلق دعوة لحضورها، وذلك وسط تسريبات بأن روسيا لا تحبذ دعوة الهيئة أو الائتلاف المعارض بصفتهما الاعتبارية، وأنها قد تدعو شخصيات منهما بصفتهم الشخصية. ورأى عضو الهيئة السياسية في الائتلاف المعارض، يحيى مكتبي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن أي "محاولة لإعادة تأهيل نظام الأسد وباقي رموز حكمه هي تأهيل لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وتأهيل للتطرف والإرهاب"، مؤكداً أن التخلّص من الأسد "يتعلّق بالأمن والاستقرار الدوليين ولا يمكن محاربة داعش حتى النهاية إلا من خلال التخلص من الأسد، لذلك لن نرضى ببقائه في السلطة".

وحول ما ذكرته تقارير صحافية بشأن تقاسم النفوذ في سورية بين الدول الثلاث الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار، قال مكتبي إن "كل القرارات والبيانات والتصريحات الدولية بما فيها قرارات الاجتماع الثلاثي بين روسيا وتركيا وإيران، أكدت على وحدة الأراضي السورية ووحدة شعبها ولم يتم ذكر أي حديث عن تقسيم سورية أو جعلها نفوذاً بأيدي دول أخرى، لأن ذلك يعني مزيداً من الفوضى والحروب ضمن المجتمع السوري، لكن نحن مع اللامركزية الإدارية وضمان مبدأ المواطنة لكل السوريين على قدم المساواة في الواجبات والحقوق ضمن سيادة القانون". وعن مطالب المعارضة من مؤتمر أستانة، قال: "نريد أن يكون هناك انتقال سياسي حقيقي للسلطة، والتخلّص من الديكتاتورية والاستبداد، فمن الصعب الاشتراك مع بشار الأسد في حكومة واحدة، والحصول على بعض الحقائب الوزارية وبعض المقاعد في مجلس الشعب لإنهاء الثورة، لأن هذه العروض التي كان النظام يقدّمها لا ترقى نهائياً إلى مستوى تضحيات الشعب السوري بعدما قُتل واعتُقل وهُجر عدد كبير من السوريين، لذلك فإن الحل السياسي في سورية بصيغته الحالية هو حل مشوّه ولا يُمكن أن نقبل به، ولا يمكن للشعب السوري أن يقبل به أيضاً".

وأضاف مكتبي أن لدى المعارضة "مرونة في التفاعل مع كل ما من شأنه أن يؤدّي لنهاية القتل وينهي تفكّك المجتمع السوري"، مبيناً أن "هناك شكلين مطروحين للحكومة المقبلة، فإما أن تكون حكومة وحدة وطنية أو حكومة انتقالية، لكن قضية تحديد شكل الحكومة ترتبط بصلاحياتها أكثر من مُسمّاها، فمن الممكن أن تكون هناك حكومة انتقالية بصلاحيات محدودة، ومن الممكن أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية بصلاحيات مطلقة للمعارضة، فالصلاحيات هي من تحدّد وليس الاسم"، بحسب تأكيده.

وفي ما يتعلق بالثوابت الأساسية للمعارضة في المفاوضات المقبلة، قال مكتبي: "مبادئنا الأساسية في المفاوضات ثابتة، وهي أولاً أن تكون مرجعية المفاوضات الرئيسية بيان جنيف واحد، وقرار مجلس الأمن رقم 2118 الذي ينص على أن العملية الانتقالية في سورية تكون بتشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات واسعة بما فيها الأمن والجيش، على ألّا يكون لنظام الأسد أي دور في هذه المرحلة" بحسب قوله. وأضاف أن "المبدأ الثاني هو الحرص على وحدة أراضي سورية ووحدة شعبها ضمن إطار وطني جامع يضمن حقوق جميع السوريين على قاعدة المواطنة ومبدأ المساواة في الحقوق والواجبات". وتابع أن المبدأ الثالث يتعلق بتأكيد موقف المعارضة "ضد كل أشكال التطرف والإرهاب بما فيهم تنظيم داعش وجبهة فتح الشام ومليشيات حزب الله وأبو الفضل العباس وحركة النجباء وغيرها من المليشيات العراقية واللبنانية والإيرانية والأفغانية". وأشار أخيراً إلى أن "لدى المعارضة قدرا كافيا من المناورة خلال المفاوضات بما يخدم مصلحة الشعب السوري". واعتبر عضو الائتلاف السوري، فايز سارة، أن التوافقات الروسية التركية الإيرانية حول سورية تحمل أسئلة كثيرة حول العلاقات بين هذه الدول نفسها، وعلاقاتها بالمحيط الإقليمي والدولي، الأمر الذي يجعل توافق الأطراف الثلاثة على مؤتمر أستانة، وكأنه توافق في الهواء، وليس توافقاً على الأرض، حسب تعبيره. وأوضح في حديث لـ"العربي الحديد" أن لكل من هذه الدول استراتيجية وأهدافا مختلفة في القضية السورية، وأحياناً متعارضة لا سيما في ما يتعلق بالموقف من النظام ورأسه بشار الأسد، والموقف من حزب الله والمليشيات الشيعية العراقية والأفغانية، التي تشكل قوة إيرانية خاصة في سورية ولا يمكنها المساومة على مسألة شرعية واستمرار وجودها كقوة ضامنة لبقاء النظام ورئيسه تحت نفوذها. وتابع أنه في المقابل لا تؤيد روسيا ذلك، وتتطلع إلى وقت يخرج فيه هؤلاء (المليشيات الموالية لطهران)، ليس لمعارضتها توجهاتهم الأيديولوجية وحسب، بل لأن استمرار وجودهم يمثل خللاً في استراتيجية سيطرة الروس على سورية. وأشار سارة إلى أن السعودية وقطر، وهما فاعلان كبيران في القضية السورية، لا يمكن أن يقبلا باستبعادهما من المعادلة، لا سيما أن لهما من القدرات والطاقات والصلات، ما يمكن أن يؤدي إلى إعادة خلط الأوراق في سورية. كما أن الولايات المتحدة ودول أوروبا، وعلى الرغم من أن سياستها تظهر عزوفاً عن الانغماس في الصراع السوري وحوله، من الصعب قبولها التهميش والإقصاء عن الحل ومستقبل النظام في سورية.

أما العضو السابق في مجلس الشعب السوري، الشيخ محمد حبش، فقد رأى في تصريح لـ"العربي الجديد" أن اتفاق وقف إطلاق النار رسم تقريباً خرائط النفوذ في سورية، معتبراً أن التصريحات الصادرة عن أقطاب الحلف الراعي للاتفاق ولمفاوضات أستانة بشأن وحدة الأراضي السورية، هي تصريحات استهلاكية، إذ هناك مصالح حقيقية للروس في تأمين منصة على البحر المتوسط تكون منطقة نفوذ منفرد لهم، وهم موجودون بالفعل عسكرياً في حميميم ويديرون منطقة نفوذهم بشكل صارم. وأضاف أن "المشروع التركي على الحدود الشمالية متصل بالأمن القومي التركي وإجماع الأحزاب التركية على منع قيام كيان كردي على الحدود الجنوبية، في حين يمارس الإيرانيون النفوذ العسكري والديني في سورية، وهم يفضلون التأثير في النظام واختيار أماكن تموضعهم في الجغرافيا التي تناسبهم دون أن يكون لهم حكم إداري مباشر على الأقاليم التي يسيطرون عليها، لكنهم سيطوقون لبنان امتداداً لنفوذهم في سورية والعراق"، بحسب قوله. ورأى حبش أن النظام السوري "سيكون نصيبه من هذا التقسيم نصيب الأيتام على مأدبة اللئام، وسيكتفي بالحكم الإداري والسلطات العسكرية ولكنها ستكون مطوقة بالخطوط الحمراء في كل اتجاه". وختم بالقول إن "هذه المسيرة التفاوضية سينتج عنها على الأغلب فدرالية طائفية وقومية ولكنها ستظل ترفع شعارات الجغرافيا تحت عناوين هشة تنتمي لسورية التي لا يبقى منها في صراع النفوذ إلا الاسم والنشيد"، بحسب وصفه.

 

ميليشيا عراقية تصف السوريين بـ"التكفيريين" وتتوعد بالثأر لـ"الحسين"!

بلدي نيوز/ ٣١ كانون الاول ٢٠١٦/أثناء جولات التفاوض في العاصمة التركية "أنقرة" حول مباحثات "اتفاق هدنة شاملة لوقف إطلاق النار" في سوريا، خرج متزعم ميليشيا "عصائب أهل الحق" الشيعية العراقية، عبر وكالة "تسنيم" المقربة من نظام طهران ليقول أن ميليشيات الحشد الشعبي العراقي ستدخل سوريا لقتال داعش والتكفيريين" بذريعة الثأر لقتلة "الحسين"، وبأن هؤلاء التكفيريين بالإضافة إلى تنظيم الدولة هم من السلالة المتورطة في قتل "الحسين". وقال "قيس الخفاجي" متزعم ميليشيا "عصائب أهل الحق "سندخل لقتال تنظيم الدولة والتكفيريين في سوريا، كما فعلنا في العراق، وأننا سندخل سوريا بالطرق (القانونية والصحيحة)، حتى نساهم في الانتصار على (التكفيريين) في سوريا".وأضاف، "سيكون هنالك تعاونا بين الحشد الشعبي العراقي وحكومتي نظام الأسد والعبادي للدخول إلى سوريا، والتصدي إلى تنظيم الدولة"، منوهاً بأن بداية دخولهم إلى سوريا، سيكون نحو المناطق الحدودية بين البلدين، معتبراً بأن تدخلهم في سوريا "أمر طبيعي جداً"، على اعتبار ميليشيات الحشد الشعبي العراقي "مؤسسة قانونية". وفي تقرير سابق بصحيفة "الغارديان" حول ميليشيا "عصائب أهل الحق" الشيعية العراقية التي تزج بمقاتلين إلى سوريا للقتال إلى جانب قوات النظام لمواجهة المعارضة السورية، قالت "الغارديان" أن "عصائب أهل الحق" نشأت عام 2011 برعاية الجنرال الإيراني قاسم سليماني – قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري. ويشير إلى أن لها علاقة قوية مع ميليشيا حزب الله في لبنان، بالإضافة إلى ارتباط أيديولوجي بالمرشد الأعلى الإيراني "علي خامنئي"، ويعتقد مسؤولون استخباراتيون أن ميليشيا "عصائب أهل الحق" تتلقى ما بين 1.5-2 مليون دولار شهريا من إيران، بحسب الصحيفة. وبحسب الناشط "محمود علي" من ريف دمشق، فإن ميليشيا عصائب أهل الحق، كانت من طلائع الميليشيات الطائفية الإرهابية التي دخلت سوريا، وذلك في عام 2012، وكانت تتخذ من السيدة زينب في دمشق مركزاً لها، وقد ارتكبت أول مجازرها في ريف دمشق الغربي في 21-05-2012. وأضاف، "هذه الميليشيا قامت بذبح قرابة 23 شابا في غوطة دمشق الغربية بواسطة "الحراب"، حيث قامت بذبح أربعة منهم في أحد محراب أحد المساجد، ومن ثم علقت رايتها على المنبر، قبل أن تغادر المدينة آنذاك".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

إنتاج تسوية لبنانية ممكن والتسهيل عنوان المرحلة

ثريا شاهين/المستقبل/01 كانون الثاني/17

في المبادرة التي قام بها الرئيس سعد الحريري لإنهاء الفراغ الرئاسي، كان هناك تجميع للنقاط التي يتفاهم حولها اللبنانيون، وتأجيل البحث في ما يختلفون حوله، إلى أن يحين موعد الحلول الكبرى في المنطقة، وفقاً لمصادر وزارية.

لذا كانت هناك مجموعة من المتشائمين في صفوف كل الأفرقاء وقادة الرأي حول ان لا تسوية داخلية إلا إذا كانت مبنية على رعاية من الجهات الاقليمية والدولية، وانه لا يمكن الوصول إلى التسوية من دون ذلك. بعد ذلك تم انتخاب الرئيس ميشال عون، وفتحت الأبواب أمام تفاؤل توّج بتكليف الرئيس سعد الحريري ومن ثم تشكيله الحكومة. وأوضحت المصادر ان كل ذلك دلّ على ان امكان إنتاج تسوية داخلية في لبنان ليس مستحيلاً. صحيح أن الجو الاقليمي لا يشهد ملامح تسوية كبرى، لكن الامور أثبتت ان لبنان يستطيع أن يحمي نفسه من النيران المشتعلة في محيطه، وأن المسؤولين اللبنانيين تمكنوا من حماية البلد، ومن التفاهم على تحصينه ومن العمل في اتجاه النهضة الاقتصادية والاجتماعية، وأن يتم ترك الامور الكبرى والأزمة السورية إلى تاريخ مؤجلّ. وكل ذلك، بحسب المصادر، جاء ليثبت ان الأوان آن للسعي إلى خلاص لبنان، الذي فيه نيّات صادقة للتفاهم والاتفاق.

وتوقعت المصادر ان يتبلور هذا المناخ بعمل حكومي جدّي يتميّز بالزخم، والتوافق حول قانون انتخابي وتنظيم الانتخابات فضلاً عن نهضة اقتصادية وتنموية. وفي الوقت نفسه التصدي للمشكلات الموجودة من سياسية واقتصادية. وقد دلّت مواقف كل الأفرقاء من خلال جلسات الثقة في المجلس، على ان لدى الجميع مصلحة في الاستقرار والإنتاجية، وبالتالي فإن المئة يوم الأولى من عمر الحكومة ستشهد اتجاهاً إيجابياً، مثل التفاهم على قانون للانتخابات النيابية، وإن حصل ذلك يعتبر مؤشراً.

وتتفق هذه المصادر، في النظرة، مع أوساط ديبلوماسية تتابع الوضع اللبناني عن كثب. وهي ترى مناخاً تسهيلياً في البلد من خلال إنجاز كل الاستحقاقات حتى الآن، وصولاً إلى توقع انطلاق ورشة العمل الحكومية من دون أن تقف أية جهة في وجه الجهود المبذولة أمام ذلك. كما ان الجو سينسحب على طريقة التعامل مع قانون الانتخاب الجديد. إذ إن هناك، وفقاً للمصادر، حداً أدنى من التوافق، وليس في مصلحة أي فريق أن يقوم بتوترات كبيرة تُخرج الامور عن السيطرة. في لبنان لا أحد يربح أكثر، لذا فإن أي جهة تريد العرقلة والتوتر تدرك تماماً انها ستقود إذ ذاك دولة ترتب عليها ديوناً باهظة، وستربح تدهوراً إضافياً في الاقتصاد، وأن لا شيء فعلياً للربح. الربح الوحيد للجميع هو أن تبقى الأوضاع هادئة، وأن يحصل تطوير للاقتصاد ولمعيشة المواطنين.كذلك لا يستطيع أحد توفير مزيد من القوة لنفسه. وبالتالي انعدام امكانات الربح وزيادة القوة لدى الجميع، توفر توازناً ما. إذ ما من جهة في حاجة إلى مزيد من القوة، والمشكلات في آن. كذلك هناك قرار خارجي بالاستقرار في لبنان، ولا مصلحة لأية جهة ان توتر الأجواء، ولن تربح أية جهة من خلال المشكلات التي قد تلجأ إليها. إلا أن أية رغبة دولية في الاستقرار اللبناني ليست ثابتة على أسس حديدية.

حتى بالنسبة إلى قانون الانتخابات فلا يبدو أن هناك نيّات تصعيدية. والسؤال هل تبقى من جراء اعتماد النسبية وطريقة التعامل معها، موازين القوى هي نفسها؟ وأكدت المصادر انه اذا كانت كل الأطراف تدرك تماماً ما الذي ستحصده من قانون انتخابي كهذا ومكتفية بذلك، فستون موافقة. مع الإشارة الى انه قد تكون تحصد رقماً أعلى بقليل من قانون الستين، انما ستأخذ موقفاً مرضياً لها، بالاكتفاء ولو أقل قليلاً، على أساس ان خسارة نائب أو اثنين قد يعوّض من خلال ربح حليف أو أكثر. وإذا جرى التوافق على عودة الرئيس سعد الحريري بعد الانتخابات، فإن ذلك سيتم، إذ إن «القوات اللبنانية» لن تتراجع عن دعمه، وكذلك التيار «الوطني الحر»، فضلاً عن دعمه من أحد الطرفين الشيعيين. في النتيجة لا يمكن لأحد أن يلغي أحداً، إنما اعتماد قانون النسبية قد يخرج اطاراً معيناً من التوازنات المختلفة لكن المقبولة من الجميع. وفي كل الأحوال، تلاحظ المصادر، أن ليس من جهة تضع عراقيل فعلية أو تتجه إلى التصعيد والتصلب، بل هناك مجالات للأخذ والرد، والأمور خاضعة للتفاوض. والآن إذا جرى تطوير موضوع الكهرباء، والعمل الجدّي لاستخراج النفط والغاز، فتكون هناك بداية مهمة لعمل العهد، وتالياً الحكومة. هناك «هدنة بنّاءة» سيعمل الجميع في اطارها.

 

2016 عام الخذلان ... 2017 عام التعايش

ديانا مقلد/أوريانت نت/31 كانون الأول/16

ها نحن نعيش الساعات الأخيرة للعام ٢٠١٦.

لا أنكر على المحتفلين ببدء عام جديد حقهم بالأمل ولا استكثر على الراغبين في طي أيام هذا العام رغبتهم في أن يحطموا خلفه جرار كثيرة كي لا يتكرر، أليس هذا ما تقوله القصص الشعبية. بالنسبة لي يطوي عام ٢٠١٦ ساعاته بصفته من أصعب الأعوام التي عشتها وأكثرها اضطراباً وقسوة، ومشاعري حياله متنازعة ما بين الرجاء بأن يتوقف الانحدار وما بين الخوف من أن تحمل الأيام القادمة نذير قلق أكبر. لكن مثل هذه المشاعر الأولية التي قد تكون ساذجة بعض الشيء ليست ما يحدد شكل وأهمية الأشهر الماضية. لقد بدأ مؤرخون يقاربون العام ٢٠١٦ بصفته علامة في المئة عام المنصرمة فهو العام الذي شهد فعلياً موت القرن العشرين. فما جسده العام الماضي مزيج من أحداث وتناقضات كان العنصر الحاسم فيها هو أنه تم القضاء على القدرة على التوقع المنطقي للأحداث وما يمكن أن تنتجه في المستقبل. قلة توقعت أن يفضي استفتاء البريكزيت لإلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لكنه حصل، وما بدأ كنكتة سمجة انقلب حقيقة وبات الشعبوي اليميني دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، وأوروبا انتشر العنف في مدنها وشوارعها والمد اليمني آخذ في الصعود ويهدد بقضم مكاسب جديدة في انتخابات فرنسا والمانيا وهولندا الربيع المقبل. المد الإسلامي المتشدد والعنفي مستمر ويتذرر. ويبقى الأخطر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بات الأقوى بل وربما النموذج الذي يتطلع اليه كثر في هذا العالم. في منطقتنا فشلنا في مقاربة الوضع السوري وقراءة تحولاته فاعتقدنا أن محاولة انقاذ الانسان السوري أولوية تتقدم على كل ما عداها وكم بدا هذا الاعتقاد موغلا في التبسيط امام المصالح والنفوذ.

بالحقيقة، يصعب حصر الخسارات التي منينا بها في العام المنصرم فسنة ٢٠١٦ ثبتت لها مكانة مظلمة في تاريخ منطقتنا والعالم بأسره. فها نحن نودع ساعاته الأخيرة على وقع تقدم بشار الأسد بنيران الروس والإيرانيين في حلب. فهناك نوع من التسليم بأن المحور الروسي الايراني ثبت مكانة متقدمة في سورية ضاخاً مزيداً من الحياة في جثة حاكمة اسمها بشار الأسد كما أن المحور نفسه يتقدم في العراق ولبنان واليمن ما يعمق النزاع السني والشيعي. ينتهي العام ٢٠١٦ وأمامنا المرارة السورية وخصوصاً ما حصل في حلب لتخبر إن المصالح والحسابات الباردة تعلو فوق الانسان وحقوقه التي لم تجد ولن تجد من يدافع عنها، ولنا في العالم العربي كل الأمثلة. فهنا في مصر وسورية ودول عديدة تتصدر الثورات المضادة للاستبداد على جثث الثورات وشبانها وشاباتها الذين حلموا بدول ومجتمعات أفضل قبل سنوات ليعاقبوا على مجرد الحلم فجرى تحطيم أحلامهم وتحطيمهم هم فعليا قتلا وسجنا وتشريداً..  ها نحن نعيش عصر صعود القوميات ومشاعر الصدام بين المجموعات الأهلية والعرقية. وسط هذا ترتفع مجالات العسكرة والتسلح وتصدر مؤسسات الجيش سدة الحكم.  كل قيم الحداثة الى انتكاس لذا ليس من المبالغة اعتبار العام ٢٠١٦ عام خذلان لقيم التقدم والانسانوية ولنا في المأساة السورية ألف حكاية وأمثولة.

سندخل عام ٢٠١٧ مثقلين بمشاعر المرارة والخذلان هذا، ومؤشرات الخروج من الحفرة لا تبدو واضحة لذا ومن دون كثير منطق أو تحليل لا تبدو الأشهر القادمة أكثر من حقبة تعايش مع منتجات العام الماضي.

 

خلاف أوباما ونتانياهو ينسف مبادرات السلام

سليم نصار/الحياة/01 كانون الأول/16

عقب صدور قرار مجلس الأمن المتعلق بعدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية، وصلت الى تل أبيب نورتون دنلوب، إحدى المساعدات البارزات في فريق الرئيس الأميركي المنتَخَب دونالد ترامب. ورافقها في هذه الجولة وفد من أعضاء الكونغرس الأميركي عن الحزب الجمهوري وأعضاء في البرلمان الأوروبي. وصرحت إثر زيارتها بعض المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، بأنها متعاطفة جداً مع الإسرائيليين. وقالت أيضاً أنها تعتبرهم على حق في اختيار مكان سكنهم داخل وطنهم الكبير. ثم دعمت تصريحها بشرح لوجهة نظرها، قائلة: «بصفتي مواطنة أميركية، أرى أنه من حق الإسرائيليين الحصول على مساحات كافية لتوسيع مجتمعاتهم وبيوتهم بحيث يتمتع أطفالهم بمناطق آمنة بعيدة من التهديد والتخويف». ولم تكن هذه المندوبة الأميركية سوى نموذج صارخ لأعضاء إدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي اتصل بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قبل التصويت على مشروع القرار، طالباً منه إرجاء الجلسة بهدف التشاور. وكان ترامب يعبّر في الوقت ذاته عن رغبة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو. ويدين القرار الاستيطان، ويدعو الى وقفه وعدم الاعتراف بشرعيته، والى استئناف المفاوضات ضمن إطار زمني. كما يدعو الى وقف فوري لجميع نشاطات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، بما فيها القدس الشرقية، ويعتبر أن بناء المستوطنات عقبة كبرى أمام تحقيق حل الدولتين، وأمام سلام عادل ودائم وشامل. تعليقاً على هذا القرار، شنّ نتانياهو هجوماً عنيفاً على الرئيس باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري، واتهمهما بالتآمر مع الفلسطينيين بسبب امتناع المندوب الأميركي عن التصويت وعدم استخدام حق الفيتو.

إضافة الى هذه الصفعة السياسية الدولية، تلقى نتانياهو صفعة مماثلة قبل شهرين من منظمة اليونسكو. ذلك أن مديرتها اتهمت حكومة إسرائيل بتدمير المواقع التراثية في القدس القديمة التي تخص المسلمين. وطالبت بضرورة التقيد بتعليمات الوثيقة التي أصدرتها اليونسكو سنة 1981، والتي تعلن فيها القدس القديمة وأسوارها مواقع تراث عالمي. وجاء في المادة 16 من الوثيقة، تحذير من إقامة مشاريع بناء سياحية فوق هذه المنطقة. بعد حرب الأيام الستة سنة 1967، تجاوزت إسرائيل كل المحاذير المتعلقة بالمواقع التاريخية، وراحت تهدم وتبني، ملحقة الضرر بالبيوت العربية ومقدسات المسلمين والمسيحيين.

ومن أخطر المشاريع السياحية المعدة لتغيير معالم القدس - الشرقية والغربية - مشروع «القدس - 5800». وهو مشروع يقتضي تنفيذه سنوات عدة، عرضه متبرع يهودي من أستراليا يُدعى كوين بريمستر. وتشمل خطة المشروع مساحات شاسعة تتّسع لبناء سلسلة فنادق ومطار دولي كبير يقع بين البحر الميت وأريحا، ومحطة للقطارات، زائد منطقة تجارية وصناعية بالقرب من قلندية.

في بداية الخطة، وضعت ستة مبادئ أساسية، جميعها تتحدث عن يهودية القدس، «قلب دولة إسرائيل والشعب اليهودي». المبدأ الثاني يقول أن زيادة سكان اليهود في القدس لن تكون بناء على التكاثر الطبيعي بل من خلال الهجرة المتواصلة. المبدأ الثالث يذكر أن القدس مدينة مقدسة للديانات الثلاث. واللافت، أن كلمة «فلسطينيون» غير مذكورة في نشرة الخطة. بينما تُذكَر كلمة «مسلمون» إحدى عشرة مرة، منها ثماني مرات في الفصل الذي يتحدث عن التهديد الديموغرافي المتوقع خلال العشرين سنة المقبلة. حقيقة الأمر أن نتانياهو لم يغضب من قرار مجلس الأمن بقدر غضبه من الرئيس أوباما الذي تجرأ على اتخاذ موقف مناقض للموقف الإسرائيلي. علماً أنه أغدق على دولة اليهود خلال ولايتيه مساعدات سخية - اقتصادية وعسكرية - لم تعرفها إسرائيل منذ عهد ترومان. أي منذ عهد أول رئيس أميركي اعتمد على دعم صديق يهودي لكسب معركة الرئاسة. وبعد نجاحه، عقد ترومان مؤتمراً صحافياً قرر خلاله ضرورة استيعاب مئة ألف يهودي من أوروبا في أرض فلسطين، ورفع القيود عن شراء الأراضي من جانب اليهود.

ويستخلص من ديباجة القرار 2334 المتعلق بالمستوطنات، أنه استند الى الفصل السادس الذي تحدث عن حل النزاع حلاً سلمياً. ولم يستند الى الفصل السابع الذي يجبر إسرائيل على تنفيذ القرار بحذافيره نصاً وروحاً. لهذا السبب، أعلن نتانياهو أنه في صدد استكمال تحدياته ببناء عشرات الوحدات السكنية في الضفة الغربية والقدس الشرقية. ويراهن الفلسطينيون على مؤتمر باريس الذي يعقد منتصف الشهر المقبل. وهم يتوقعون من الوزير الأميركي جون كيري مواصلة إطلاق ردّ حازم يمثل وجهة نظر رئيسه أوباما، ويربك، الى حد ما، خلفه دونالد ترامب.

اعتراض الفلسطينيين على بناء المستوطنات لم يبدأ بعد حرب 1967، كما تحدّده وثائق الأمم المتحدة، وإنما يعود بالتاريخ الى سنة 1913. في ذلك الحين، سجل كاتب أرشيف الإمبراطورية العثمانية شكوى تقدّم بها بعض المخاتير في «زرنوقة» الفلسطينية الى السلطان محمد الخامس، يعترضون على تجاوزات ارتكبها اليهود. وتقول الشكوى (وفق ما جاء في النص): «هاجم يهود قريتنا وسلبوا ونهبوا الأملاك، وقتلوا العباد، ومسّوا بشرف العائلة في شكل يصعب وصفه بالكلمات».

يقول المؤرخون أن غولدا مائير ساهمت في ترويج كذبة انطلت على العالم اليهودي أنشتاين، الذي كتب لها يسأل عن مصير السكان الأصليين، فكان جوابها مختصراً: «فلسطين، أرض بلا شعب... لشعب بلا أرض»! وكان ذلك قبل أن تقرر قيادة عصابة «الهاغانا» طرد أكبر عدد من الفلسطينيين، خصوصاً من الأراضي التي تعتبرها صالحة لدولة إسرائيل (آذار/ مارس 1948). وتنفيذاً للأوامر، اقترفت مذابح مروعة في دير ياسين واللد والرملة، بطريقة تشبه التطهير العرقي الذي نفذه البيض بحق السود في جنوب أفريقيا. وتشير المعلومات الى أنه لم يبقَ في فلسطين سنة 1949 أكثر من 160 ألف مواطن. هذا كله بسبب امتناع بعض العسكريين عن تنفيذ أوامر الطرد. إضافة الى هذه التطورات كلها، فإن السلطة الفلسطينية قررت مقاضاة بريطانيا بسبب الوعد الذي أعطاه وزير خارجيتها أرثر بلفور الى اللورد روتشيلد، في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 1917. وبما أن ذلك «الوعد» كان السبب الأساسي في المآسي التي عاناها الفلسطينيون والعرب، فقد قرر الرئيس محمود عباس مقاضاة بريطانيا، بالتنسيق مع الجامعة العربية والدول الصديقة. وكان الرئيس المصري جمال عبدالناصر قد اختصر للرئيس الأميركي جون كينيدي خطورة النتائج التي صدرت عن وعد بلفور، عندما كتب له يقول: «لقد أعطى مَنْ لا يملك... لمَنْ لا يستحق». ومعنى هذا أن بريطانيا أعطت لليهود أملاكاً لا تملكها... وأن ما حصل عليه يهود الشتات لا يستحقونه من الناحيتين التاريخية والدينية. حدث أثناء اجتماع الرئيس شارل ديغول بالملك فيصل بن عبدالعزيز، أن سأله عن ادعاءات اليهود بالنسبة الى عودتهم الى الأرض التي نزحوا عنها قبل ألفي سنة. وأجابه العاهل السعودي متسائلاً: ولماذا يحق لليهود وحدهم إحياء التاريخ الغابر، ولا يحق للشعوب الأخرى؟ ولو قُدِّر لكل شعب استرجاع الماضي السحيق لكان من حق الهنود الحمر حكم الولايات المتحدة... ومن حق العرب استرداد الأندلس... والأمثلة على ذلك تشمل كل الدول.

ويُستدَل من مراجعة ظروف الحقبة التي شهدت على إعلان وعد بلفور، أن الفلسطينيين كانوا يشكلون ما نسبته 85 في المئة من عدد سكان فلسطين، بينما لا يزيد عدد اليهود عن واحد في المئة.

أما الحقيقة التاريخية فتتلخص بالتالي: سنة 1890، أنشأت نخبة مختارة من خريجي جامعتي أكسفورد وكامبردج شبكة سياسية ضمت شخصيات أنغلو - ساكسونية تجمعها الرغبة في تأسيس إمبراطورية عظمى. وبسبب الصداقة التي كانت تجمع أرثر جيمس بلفور ووالتر لورد روتشيلد، فقد دخلا في هذه الشبكة كعضوين نافذين. وبما أن روتشيلد كان يحتل مكانة مالية مرموقة، فقد اختير عضواً في الاتحاد الصهيوني - البريطاني الذي كان يرأسه عالم الفيزياء حاييم وايزمان. واستخدم وايزمان الدعم المالي الذي قدمه روتشيلد لتمويل هجرة يهود بولندا وروسيا بعد سنة 1920.

لمناسبة انقضاء مئة سنة على ذلك الحدث التاريخي، قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مقاضاة بريطانيا بالتنسيق مع الجامعة العربية والدول الصديقة والمتعاطفة. وحجته أن لندن لم تعتذر عن الخطيئة الكبرى التي اقترفتها بحق الشعب الفلسطيني، عندما شجعت اليهود على الهجرة الى فلسطين وهيأت لهم، بواسطة جنود الانتداب، الظروف المواتية للسكن في المدن والقرى والمزارع. وأعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أن القضية سترفع أمام المحكمة الجنائية الدولية.

ورداً على هذا التصريح، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان: «إن المؤتمر الدولي الذي عقد بعد الحرب العالمية الأولى في سان ريمو (1920)، قد صادق على وعد بلفور». كذلك، تنطح للدفاع عن الوعد البريطاني رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي فسّر موقف أبو مازن من وعد بلفور بأنه عبارة عن الرفض الفلسطيني الاعتراف بالدولة اليهودية. هذا ما قاله، قبل أن يشنّ هجومه العنيف على الرئيس أوباما ووزير خارجيته جون كيري الذي قدّم للأميركيين وللرأي العام العالمي مطالعة مدروسة اختصر فيها علاقة الرئيس المغادر بدولة إسرائيل.

والثابت أن الاتهامات التي شنّتها الدول العربية ضد أوباما، بسبب قصوره وعجزه... أو بسبب استغلال غريمه الروسي بوتين هذا العجز في الشرق الأوسط، هذه الاتهامات أيقظت ضميره وحفزته على إثارة موضوع المستوطنات التي هي في الحقيقة «مستعمرات» مسلّحة جاهزة للانقضاض على جمهورية محمود عباس. بقي أن نذكر أن الخلافات الأميركية - الإسرائيلية لم يسبق أن أخذت هذا البعد السياسي الخطير منذ أزمة بن غوريون مع الرئيس آيزنهاور (العدوان الثلاثي)... وأن تداعياتها المتوقعة ستصيب كل مبادرات السلام بالجمود والأفول!

 

«الأسد أو نحرق البلد».. قراءة خاطئة للطائفية والنظام في سوريا

 sasapostL ٣١ كانون الاول ٢٠١٦

 قبل اندلاع الانتفاضة في سوريا عام 2011، كنت كلما تطرقت للأمور السياسية مع عدد من المحاورين السوريين من سكان المدن، كانوا غالبًا ما يقولون لي: «أنتم -اللبنانيين- عنيفون وفاسدون وطائفيون، وتفتقرون إلى الشعور بالانتماء إلى الوطن».

في الحقيقة، لاحظت شخصيًّا أن العراقيين يتحملون توبيخاتٍ مماثلة، بصراحة، كان السوريون على حق بدرجة كبيرة، غير أن وجهة نظرهم الحقيقية كانت تكمن في مكان آخر.

وبالطبع، فقد كان المعنى الضمني لكلامهم هو أن سوريا تبدو مختلفة في ظل حكم نظام الأسد «بشكل مغاير للسياسات الممزقة في لبنان والعراق، نجحت سوريا ببلوغ حسِ عالِ من الانتماء الوطني والأهداف، وهوية فوق طائفية، لم تكن الطائفية موجودة في حياة السوريين، كما أخبروني. ومما لا شك فيه أن سوريا لم تكن بلدًا ديمقراطيًّا، بيد أن بشار الأسد تزوج من امرأة سُنية ترتدي ملابس أجنبية أنيقة، وكان باستطاعة النسوة التجول من دون حجاب، ناهيك عن توفر المشروبات الكحولية».

هذا هو نمط الحياة الليبرالية من النوع الذي يروق للجمهور الغربي، لكنه في واقع الأمر يخفي أكثر مما يكشف.

اعتلى كثير من أبناء الطائفة السُنية مجالات التجارة والسياسة والجيش، وكانت الأقليات تتمتع بحرية العبادة بإرادتها طالما أنها تبقى موالية للأسد، ولا عجب في أن صورة سوريا هذه، والتي جرى تسويقها بهذا الشكل إلى حدٍّ يُشعِركَ بالغثيان، أخفت جزئيًّا الانهيار الحاصل في البلاد خلال الخمسة عشر عامًا الماضية. وفي الوقت الذي اعترفَ فيه كثير من أولئك الذين يتحسرون على «سوريا الأمس» بأنها لم تكن مثالية، إلا أنهم يبدون غير قادرين على إيجاد الصِلة بين هذه الرواية الرومانسية، والكارثة التي تعصف بالبلاد اليوم.

في الواقع، في سوريا كما هو الحال في لبنان والعراق، توافرت مُسبقًا جميع مكونات «الثورة» المزلزلة. هذا ويُعزى تفجير وبلورة المشاعر الطائفية، وتسليحها لظروفٍ كثيرة كالقوة الداخلية، والبنية السياسية، وخيارات القيادة.

ونشرت War of the Rocks مقالتين تعديليتين لكاتب يكتب باسم مستعار، كان قد أعاد إلى الأذهان جميع هذه الأحاديث منذ اندلاع الانتفاضة في سوريا، والتي أخذت طابع الحرب الأهلية، وتَجَدُّد الحرب الأهلية في العراق. وأرُد هنا على تقرير الكاتب حول سوريا، إذ إني لستُ مُؤهلًا لمناقشة المسألة العراقية، ولهذا سأمتنع عن تناول هذا الموضوع.

يُشيرُ الكاتبُ هنا إلى بعض النقاط المهمة تلك التي تتضمن الحقيقة القائلة بأن حرمان «أهل السُنة» في سوريا، والعراق أمرٌ مبالغٌ فيه غالبًا، بحيث لا يفسر، أو يدعم بمفرده صعود التطرف السُّني، وأن السلفية والتكفيرية تُمَثِلُ تهديدًا ليس فقط للمجتمعات المتنوعة، بل وحتى للسنة أنفسهم، وأن تناول الصراع السوري من منظور السُّنة، والشيعة بشكل أساسي هو تبسيط له، وأن الهوية «السُّنية» مائعة. وبشكل نزيه، رغم أنه مناقض لما يؤكده الكاتب، وبجرأة، أن ولا واحدة من هذه النتائج هي جديدة، أو مثيرة للجدل بشكل خاص.

ومن تلك النقطة يبدأ النقاش بالانحدار، إن هذا التقرير، والذي جاء لإثبات أن واشنطن قد سقطت ضحيةً لروايةٍ طائفيةٍ خاطئة، متلاعب بها، وتؤجِجُها دول الخليج حول الشرق الأوسط، يناقش أنه مدعاة لهذه الروايات الطائفية، انشقت الدول الغربية، ومن ثم دعمت من يُقاتِلُ نظام الأسد.

ويرى الكاتب مجهول الهوية، أن الحل لهذه الفوضى والعنف الطائفي يتجلى في أيديولوجية مُعاكسة تُعزز المواطنة والدولة العلمانية، هذا النموذج الذي يعكف الغرب على تدميره في سوريا اليوم، نعم لقد قرأتم ذلك تمامًا. يراهن الكاتب على نظام الأسد أنه نموذج للمواطنة والعلمانية، وسيكون هذا المؤلف المُتناقِض والمحتمل أنه يتكلم العربية، قد قدم خدمة كُبرى لقرائه، لو أنه ترجَمَ أحد أشهر شعارات الأسد شعبيةَ، والقائل: «الأسد أو نحرق البلد»، هل هذا ما تعنيه المواطنة بالنسبة لك؟!

إن لمذهب «التعديلية» أتباعه، ولهذا فإن مقالاتٍ كهذه تنشر بشكل واسع، ومن المُرجح أنها منطلق للكثير من مقالات الرأي المدافعة عن عملية أساسية لمراجعة التفكير في السياسة الغربية في سوريا، والمنطقة كَكُل. وسيشملُ أولئك الذين جرى إغواؤهم، شرائح سياسية من المجتمع غير راضية تجاه نهج واشنطن، وأولئك الذين يسعون للتحالف مع الأسد، ناهيك عن الساعين لإسقاط الحلفاء التقليديين لواشنطن من العرب لصالح إيران، وأولئك الذين يريدون من الولايات المتحدة أن تنسحب من الشرق الأوسط. ويمكن للمرء هنا التشكيك في وجود آذان صاغية حتى داخل البيت الأبيض.

دعونا قبل كل شيء نستغني عن مناقشة السياسة، في هذه الحالة، إن الوهم الذي يبثه الكاتب هنا أن لواشنطن في سوريا، أو العراق سياستها القائلة: «السُنة أولًا»، وإذا ما أردنا البدء، فإن المجموعات التي تقصفها الولايات المتحدة هي مجموعات جهادية «سُنية» بامتياز، بينما تتغاضى عن، أو تأوي المجموعات الجهادية «الشيعية». وقبل أن يتم تحريف كلامي، فإن هذه ليست حجة لوقف قصف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، أو جبهة النصرة، أو البدء بقصف «حزب الله اللبناني، وميليشيا أبو الفضل العباس العراقية، والأفغان الفاطميون»، أو أي من عشرات الفصائل الشيعية المقاتلة في سوريا، وإنما هي دعوة للتحليل النزيه.

ومما لا شك فيه أن الفصائل التي تُسلحها واشنطن في سوريا هي «سُنية» بامتياز كما ذكرنا آنفًا، بل وحتى «فصائل كردية ماركسية- لينينية، كانت قد غدت وبشكل مثير للاهتمام طفل واشنطن المُدلل»، بيد أن أيَّ من يتبع سياسة الإدارة الأمريكية في سوريا سَيوقِنُ الآن أن دعمًا من هذا القبيل إنما كان مشروطًا ومُقيِدًا. وتغيب عن الإدارة الأمريكية، على الأقل الحالية منها، النية بالسماح بانتصار ساحقٍ للثوار «وهو أمر غير محتملٍ إلى حدٍّ كبير» تُبَرِرُه المخاوف من الفوضى، وسيطرة الجهاديين، ولتحافظ واشنطن على ما تقول إنه «ما تبقى من مؤسسات الدولة السورية». إن هذا الخوف بعينهِ بالإضافة إلى مخاطر وتكلفة إيقاف الآلة العسكرية لنظام الأسد، ترجمهُ الكثير من السوريين على أنه سياسة الأمر الواقع من المؤيدين للقتل الجماعي بحق المدنيين «السنة» في مناطق «إدلب، وحلب، والغوطة الشرقية». في هذه المرحلة من الصراع، ليس هناك محللون جادون ممن يدعون لتغيير النظام من النوع الذي يشجبه الكاتب في تقريره. ويتَفِقُ المحللون المسؤولون على الحاجة للتوصل إلى تسوية تشمل ما تبقى من نظام الأسد.

دعونا أيضًا نتفحصُ الثورة، والتي هي «سنية» بأغلبية كبيرة بلا أدنى شك، ومعارضة بمعظمها للعلويين والشيعة، ويسيطر عليها المتشددون على نحوٍ متسارع. وكلما انحرفت هذه الثورة نحو الطائفية والتطرف تضاءلت فرص انتصارها. وحالي كحال أحد الأشخاص الذي كان قد دعا إلى مزيد من الدعم للثوار عام 2012، «وإلى التدخل العسكري المباشر عام 2013 بُعيدَ استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية في قصف غوطة دمشق»، كنتُ قد لاحظت أن دعم الثوار في أوساط السوريين قد تراجع خلال السنوات القليلة الماضية. وتضاءلت الخيارات المتاحة لتسليح فصائل الثوار، وغدت أكثر خطورة مما كانت عليه، أولًا بسبب الانقسامات وعدم الكفاءة التركية- الخليجية، وثانيًا نظرًا لتردد واشنطن وأخطائها المتمثلة «بالتصميم سيئ الطالع لبرنامج تدريب وتسليح بعض فصائل المعارضة السورية الذي أعَدَهُ البنتاغون»، حيث أفضح هذه الأخطاء. وحتى ذلك الحين، لا يستطيع المرء أن يسقط من حساباته التواطؤ النفعي للأسد من خلال بروز الحركات الجهادية منذ عام 2003، وكيف أنه هيأ عمدًا الظروف للتطرف والطائفية من هذا القبيل.

وخلافًا لنقاشات «سايروس» هناك طيف واسع من الفصائل الثورية في سوريا، هذا وإن تجاهل الكثير من الفصائل التي لا تشترك مع السلفية الجهادية، هو أمر نفعي ومخادع على حدٍّ سواء. فتنظيم الدولة الإسلامية، وجبهة النصرة هما فصيلا إبادة جماعية، بينما ترغب «أحرار الشام»، وفصائل سلفية أُخرى في تكرار النظام التمييزي في المملكة العربية السعودية، «إن مما يدعو للحزن أن جميع الأنظمة في بلدان الشرق الأوسط تقوم بصورة أساسية على التمييز بما فيها إسرائيل، وإيران، والدول العربية»، غير أن النقاشات حول ما إذا كانت توجد هناك فصائل ثورية «معتدلة»، بدت سامة وخالية من السياق بشكل لا متناهي. بالبداية، إن لفظة «المعتدلة» هي المعيار الخاطئ هنا مثلما يحكم الغرب على هذه الجماعات ضد قيمها الخاصة، وإن لفظة «التيار» هي مصطلح أفضل يستخدمه المجتمع السوري كمرجعٍ فضلًا عن أن الكثير من الفصائل تفي بهذا المعيار. وعلاوة على ذلك، إنه لمن الممتع أن ترى محللين يدعون ككاتب هذا المقال، إلى المزيد من الوضوح الغربي في فهم العالم العربي، ومن ثم التحرك لتوحيد جميع الفصائل الثورية. والحقيقة أن هناك خلافات مؤثرة بين هذه الفصائل.

أخيرًا، إن الهدف المُعلن لأولئك الذين يدافعون عن اللجوء للإكراه، والتحديد في مسألة تسليح الفصائل الثورية، هو ليس النصر العسكري المستبعد، لكن النفوذ والخيارات في العملية السياسية الرامية للتوصل إلى تسوية تضمن المشاركة السياسية، وحقوق الأقليات، وضمانات أمنية، كما وتهيئ أيضًا المناخ اللازم للعزل والإضعاف الكُلي للمجموعات الجهادية. وليس لدى دول الخليج كثيرة الافتراء طموح بتنصيب أكثر الأنظمة تطرفًا في دمشق. وفي الوقت الذي يقع فيه اللوم على الحسابات الخطيرة لدول الخليج ورغباتها الكارثية، في مسألة تطرُف الثوار (رغم أن تركيا هي المتهم الأكبر بذلك) إلا أنه لطالما رعى الخليجيون طيفًا واسعًا من المحاورين السوريين. لن تعرفوا هذا عَبرَ مقالات هذا الكاتب المَجهول، بيد أن الرياض كثيرًا ما تجنبت الجماعات السلفية المقاتلة في سوريا، حيث اتسمت العلاقات بين الطرفين بالصعوبة. وعندما سهلت الرياض تشكيل اللجنة العليا للمفاوضات في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، حرصت على كونها متنوعة وواسعة. إنه من المغُري الظن أن السياسة السعودية تحابي السلفيين، ولكن إذا ما نظرنا إلى لبنان فإننا سوف نلاحظ أن عائلة الحريري المدعومة سعوديًّا تُجسدُ معارضة للسلفية.

يَدعي الكاتب أن تجربته الميدانية ومهاراته في تحدث العربية، قد منحته بصيرةً خاصة، وفهمًا فريدًا من نوعه لديناميكية الصراع السوري. ولسوء الحظ، يبدو أن لديه تعريف للطائفية والعلمانية بمستوى سطحية ونفعية التعريف الذي عاتب واشنطن على احتضانها وتقبلها المزعوم له.

يقول هذا التقرير إن نظام الأسد علماني شامل. ما الدليل؟! الدليل عبارة عن قائمة مطولة من أبناء السُّنة ممن يخدمون في الصفوف الأمامية لنظام الأسد وجيشه، والحقيقة القائلة إن معظم أبناء السُّنة يعيشون في مناطق سيطرة النظام، والطاعة والدعم التي يقدمها سُكان المُدُن والنخب التجارية السُّنية، بالإضافة إلى العشائر المهمة، للنظام.

وعلى أية حال، فإن الأمور التي لم تتم مناقشتها هي دوافع ومحفزات وحسابات هذه الفصائل. لم يرد إلا القليل عن نظام الاستقطاب والإقصاء والإكراه الذي بناه نظام الأسد على مدار عقودٍ خمسة. كان «حافظ الأسد» يرى في «البعثية» أنها أيديولوجيا لن تتجاوز ببساطة فحسب؛ بل ستسحق الأشكال الأخرى للهوية السورية، وحتى عندما كانت السلطة تتركز أكثر من أي وقت مضى في أيدي شخصيات من الطائفة «العَلَوية». إن تجربة الهندسة الاجتماعية والقومية العربية هذه، أثبتت فشلها في عموم المنطقة.

وبطريقةٍ نموذجية، تَبَنَى النظام السوري سياسة «فَرِق تَسُد». ولقاء مناصب ومنافع محلية، فقد كَبَحت العشائرُ السُّنية جماح سكان مدينة حلب في عهد الرئيس حافظ الأسد. وعندما سيطر الثوار على القسم الشرقي من حلب، توجهوا على الفور لقتل شيخ عشيرة «بري»، وهو «لص وقاتل» مَحلي عَمِل على تنفيذ أوامر الأسد. أما في منطقة الجزيرة، فقد أُوكلت إلى العشائر العربية مهمة قمع واحتواء الأكراد أيضًا لقاء أراضٍ ومصالح أخرى، على أية حال لم يُسمح سوى لشيوخ العلويين بمعالجة مسألة الخلافات داخل الطائفة.

يَرتكب كاتب التقرير هذا خطأ شائعًا بِخلطِه بين مفاهيم «الطائفية المتقاطعة» و«غير الطائفية» و«العلمانية»، وبين «الليبرالية» و«نمط الحياة الليبرالية». إن الطائفية المتقاطعة هي الإظهار المُتمرِس والعلني للتسامح الديني حتى مع خضوع البُنى السياسية لقوانين طائفية. في سوريا ولبنان، تعمل الرؤية المطمئنة والمجردة بوضوح لرجال الدين، والسياسيين السنة، والشيعة، والعلويين، والمسيحيين، والدروز الذين يُشيدون بالتعايش السلمي فيما بينهم، لغرض التشويش على القضايا الأساسية. بالمقابل، سقط الكثير غيرهم بالفخ نفسه، وبشكل ملحوظ من «المسيحيين المحافظين واليساريين، وأعضاء حزب اليمين الذين يتوافدون إلى دمشق». ومهما يكن، سَيعتقِدُ القارئ أن كاتبًا صاحب تجربة كهذا، باستطاعته التمييز بين هذه المفاهيم، وأن يغوص في أعماق مجتمعٍ حيث تعيش المجموعات الدينية والعرقية المختلفة، مع بعضها، ليس بانسجام تام؛ بل بسلامٍ على الأقل. وإن الحقيقة القائلة بأن المعتدلين من العلويين والمسيحيين، أو أي مواطن سوري، يثمنون «التعددية» «والعلمانية»، هي أمر مفهوم ومضمون كُليًّا. ولا ينبغي لهذه المشاعر أن تُقتَرن مع نية النظام استخدام هذه المفاهيم كأدوات لصالحه.

في الواقع، أصبحت الطائفية فكرة تشمل الجميع، ويمكن تحريفها بسهولة. ويمكن للطائفية أن تأتي بأشكال وصيغٍ متنوعة، إذ تشبه التمييز العنصري بعض الشيء. حيث يمكن أن تكون عفوية، لَينة، دفاعية، فعالة، أو غير مباشرة، وذات طابع مؤسسي، ومهيمنة، أو قاتلة، إلى آخره. إن فارقًا بسيطًا كهذا غائبٌ عن تقرير الكاتب؛ لأن من شأنه إجباره على التفكير مليًا وبشكل أفضل في طبيعة وبُنية نظام الأسد.

كما اختار الكاتب إسقاط الحقائق المُتعِبة الأُخرى أو الاستخفاف بها. وبما أن التجنيد إلزامي في الجيش العربي السوري، وأن سوريا «سُنية» بأغلبية ساحقة، فإن «السُّنة» سينضمون إليه بطبيعة الحال وعلى نحو غير متناسب. إن وحدات الجيش الأكثر أداءً وتجهيزًا والتي يمكن الاعتماد عليها أكثر، هي بشكل ملحوظ بيد كبار القادة العلويين مثل «قوات النمر» التابعة لـ «سهيل الحسن». ويلاحظ «الحسن» أن الجيش الذي يحتفل به كمؤسسة وطنية، يقاتل في سبيل جذب أعداد القوات المسلحة والاحتفاظ بها، ولهذا يحتاج أن يُستَكمل بأعداد لا تحصى من المقاتلين الشيعة الأجانب. لو كان السُّنة يدعمون فعلًا نظام الأسد وبأعداد ضخمة، إذًا فما الحاجة لهذه التدابير اليائسة؟! ورغم أن هذه القوات ليست بمستوى إجرام تنظيم الدولة، إلا أنها تبقى وحشية ومتعسفة على نطاق واسع.

إن الشيء الأهم من عديد القوات المسلحة، أو نسبة «السُّنة» في صفوف الجيش العُليا أو المُتَدَنية، هي بُنية الجيش الداخلية والرديفة المعنية باتخاذ القرار. لقد برع النظام في فن وقاية نفسه من الانقلابات، وذلك عبر شبكة معقدة من «المحسوبية» في صفوف الجيش، حيث ليس من الضروري أن تتوافق السلطة الفعلية لأحد الضباط مع رتبته العسكرية. ويشتكي الضباط السنة المنشقون عن جيش الأسد ومن بينهم رتب عالية، أنه غالبًا ما كانت حياتهم المهنية تقتصر على الوحدات الخدمية أو اللوجستية، في حين أن قيادة الوحدات المقاتلة من قوات النخبة كان شأنًا علويًّا بحتًا في كثيرٍ من الأحيان. كما يشتكي الضباط، أن معاونيهم الشخصيين عادة ما يكونون من العلويين الذين ينقلون كل تحركات الضباط إلى المخابرات العسكرية، ولهذا السبب فقد كان هؤلاء المساعدون أكثر تأثيرًا من الضباط أنفسهم. ومع ذلك، يبقى القول صحيحًا إن العديد من الضباط السنة بقوا موالين للنظام (حيث يشرح تحليل بارع قام به «خضر خضور»، أسباب هذا الولاء). غير أنه يتعين على الكثير من هؤلاء الضباط مراقبة محيطهم، والبقاء حذرين. عندما تحدى «رفعت الأسد» شقيقه الرئيس «حافظ الأسد» عام 1984 بقي مساعدو الأخير، السياسيون والعسكريون من السُّنة موالين له. ولدى سؤالي مسؤولي الأسد، العقد الماضي عن هذه الواقعة، كان الجواب مُدهشًا، إذ إن هؤلاء المساعدين المُتفرقين كانوا لا يشكلون أي قوة تسمح لهم بالتحدي، ولكن باجتماعهم قد يتمكنون من مواجهة تحدٍ لبعض الوقت. بشكل مثير للأهمية، لم يستطع المساعدون تغيير الولاء، إذ إن سلطتهم ومنصبهم وحتى حياتهم تعتمد على الأسد نفسه. عَلِقَ الكَثير منهم، وكان سيتم التخلي عنهم في ظل «رفعت الأسد». إن الضباط السنة السابقين الذين أدرجهم الكاتب هم مُستأجرون، وتم الترويج لهم والإبقاء عليهم كأفراد. ولنجاحهم تأثير قليل، أو يكاد ينعدم على المجتمع المحيط.

دعونا ننتقل إلى الميليشيا التي يشار إليها في كثير من الأحيان «قوات الدفاع الوطني»، وهي عبارة عن تجمع يضم ميليشيات محلية ذات قدرات وأيديولوجيا متنوعة، بالإضافة إلى ميليشيا الحزب السوري القومي الاجتماعي الفاشية، إن الالتزام بعلمانية النظام نادرًا ما يكون الدافع الرئيس للتجنيد. بدأت هذه الميليشيا بالغالب على أنها ميليشيات ذات طابع جماعي في الدفاع عن النفس، ثم ما لبثت أن تطورت إلى وحداتٍ مُقاتلة كاملة العضوية، وعصابات إجرامية. كما ارتفع معدل تمثيل الأقليات وزعماء العشائر الذين تم إغراؤهم، في قيادة هذه الميليشيات.

ثم ماذا عن المدنيين؟! كان الكاتب مُحِقًا في طرحه أن الكثيرين من «السُّنة» اختاروا عدم المشاركة في الانتفاضة، غير أن تقريره لن يشرح السبب. لقد أجريت وبنفسي لقاءات مع كثير منهم في محاولة لتفهم خيارهم، حيث بدت الأسباب معقدة: فالبعض منهم استفاد من النظام بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ويتمسكون بروايته بإخلاص، بينما يتمتع البعض الآخر بالاستقرار القمعي الذي يوفره النظام رغم أنهم على دراية بكلفته. وتردَعُ بعضَهم الخسائر الكبيرة لتحولٍ غير مؤكد، وصَد نظام الثوار للمعتقدات الإسلامية الكثير منهم (والأقليات بصورة ملحوظة)، ويحاول آخرون وببساطة قراءة المستقبل والمراوغة لأطول فترة ممكنة.

أثناء الحروب، تكون أولوية الكثيرين بصورة مُتَفَهَمة هي الحفاظ على حياتهم، والنجاة بأرواحهم قبل كل شيء. إن تفسير سلوك الطبقات المُـتحضِرة من السوريين على أنه دعم فعال لنظام الأسد، هو أمر ساذج في أحسن أحواله، فقد تقلبت المواقف بشكل كبير منذ عام 2011 إذ انخرط البعض بلعبةٍ مُزدَوجة حيث دعموا النظام في العلن، بينما مَوَلوا المعارضة سِرًّا، أو وفروا المساعدات الإنسانية للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

التزم الصمت كثير من الأشخاص الذين أتواصل معهم في دمشق من أنصار المعارضة، بعد أن رأوا الثمن الذي دفعته كل من حمص وحلب. وكان القصد من تدمير هذه المدن هو ردع أي اضطراب في المدن الأخرى. هذا وبقيت الطبقة الاجتماعية المتوسطة في مدينة حماة، والتي تكره الأسد إلى أبعد الحدود، مَصدومة من مجزرة المدينة عام 1982، بالإضافة إلى تدمير قسم كبير من المدينة، ولهذا لم ترغب بالثورة كما فعلت الجارة «حمص». وبدورهم، انتقل الكثيرون من السنة ممن يقطنون الغوطة الشرقية، للعيش داخل المناطق التي يسيطر عليها النظام في العاصمة هربًا من قصف الأخير. وكما يعرض الكاتب «Stathis Kalivas» «في الحروب الأهلية، كثيرًا ما تلعب ديناميكيات الصراع دورًا بارزًا في إعادة صياغة الولاءات والأفضليات، لا سيما من جانب صاحب الأداء العسكري الأقوى من بين الأطراف المتحاربة».

كنتُ في بيروت شهري «آب وأيلول» من عام 2013 أنتظرُ كالجميع، الضربات العسكرية التي أعلن الأمريكيون والفرنسيون عزمهم شنها ضد نظام الأسد، بعد استخدامه السلاح الكيماوي. تدفقت أعداد كبيرة من الطبقة العُليا السنية إلى المدينة بحثًا عن الملاذ. وتغير حال هؤلاء السوريين الذين لم ينبس الكثير منهم ببنت شفة ضد النظام على الملأ منذ عام 2011، وراحوا فجأة ينتقدون الرئيس الأسد بقسوة في المقاهي كما تَمنوا موته وزواله. وعندما تم إلغاء الضربات بشكل مفاجئ، تغير المزاج إلى حدٍّ كبير عندما أحسوا برياحِ التغيير، شعر المتعاطفون مع المعارضة بالحزن، وأنه تم التخلي عنهم، وتغير موقف المعتصمين إما إلى اليأس، أو الموضوعية وعدم التحيز، بينما انضم آخرون إلى طرف النظام. وكلما شعر هؤلاء الناس أن الأسد سينتصر (بفضل الدعم الروسي والإيراني) وسيتمتع بالشرعية الدولية و(رضوخ غربي مُحتمل)، ظلوا خجولين أو متمسكين بالأسد.

إنها لحقيقة ملحوظة بالطبع أن معظم السوريين و(من بينهم السنة) يفرون إلى مناطق سيطرة النظام. ويرمي الكاتب مجهول الهوية، بثقلٍ كبير على هذه المسألة. بعض هؤلاء موالون للنظام بكل تأكيد، أو أنهم فَروا من حكم الثوار أو الجهاديين. ولكن إليكم بعض الاعتبارات الرئيسية للمهجرين داخليًّا: البراميل المتفجرة والقذائف التي تهطل على مناطق سيطرة الثوار، تجعل من الحكم المحلي وتوفير الخدمات أمرًا مستحيلًا، على عكس مناطق النظام حيث تعمل المنظمات الدولية وغير الحكومية على توفير المساعدات الإنسانية التي لا يسمح النظام بدخولها إلى المناطق المحاصرة، والتي تسيطر عليها المعارضة. ثم ماذا بشأن خمسة ملايين لاجئ يشكل «السنة» معظمهم؟!

إن لعنف نظام الأسد منطقًا يفسره، إذ إنه لا يمكن أن نلوم النظام على سوء انضباط الميليشيات العلوية، كما يفعل الكاتب فيما يتعلق بمجازر «الحولة» أو «بانياس». إن طبيعة ومدى عنف النظام هي ذات طابع إستراتيجي في شكلها وتأثيرها، حيث يمضي الأسد بممارسة سياسة الرعب والحصار والتهجير من المناطق الرئيسية، واضعًا في حساباته أن إعادة كسب ولاءات الطبقة السنية الوسطى والدُنيا هو أمر مستبعد إلى حدٍّ كبير، وبالتالي فهي لا تستحق وبكل تأكيد الموارد ورأس المال السياسي، ولهذا فإن تدمير نصف البلاد أفضل من تسليمها لفصائل المعارضة.

ويستخف الكاتب على نحوٍ مبتذل بالمنطق الطائفي لإستراتيجية النظام، حيث لم يرد ذِكرُ إيران في مقالات الكاتب إلا بصورة عابرة، بينما ذُكِرَ «حزب الله» بمفرداتٍ حميدة. ليس تواجد حزب الله وإيران في سوريا بسبب سياسة القوة ببساطة، حيث إن كلا الطرفين رُعاة للطائفية، ليس من النوع القاتل كتنظيم الدولة، بل من ذاكَ المُهَيمن. ومثلما ناقشتُ مع محللين آخرين، فإن القتال على طول الممر شمال شرق لبنان باتجاه حمص والغرب جاء في أعقاب تهجيرٍ طائفي إستراتيجي. جرى مهاجمة القرى السُنية وإخلاؤها بُغيةَ تأمين ممر قريب وآمن للنظام وحزب الله من بيروت إلى دمشق وحمص. وكان بعض العلويين الذين حادثتهم قد أثاروا أحيانًا فكرة الاستمرارية الإقليمية من شمال غرب سوريا إلى لبنان، من أجل ربط العلويين مع شرائح المجتمع اللبناني من غير السُّنة. يبقى هذا السيناريو بعيدَ المنال، لكن هذا التفكير الطائفي يحقق نجاحات.

لقد سافر الكاتب وبوضوح في عموم سوريا، وربما كان باستطاعته زيارة قرية «تل كلخ» السُنية، والمحاذية للحدود السورية اللبنانية، حيث انضم سكانها للانتفاضة منذ مراحلها الأولى، والبحث في الحكاية من الألف إلى الياء. وتُظهر دراسات الجغرافيا السياسية للانتفاضة (كدراستي مثلًا)، أن ما حدث كان لتغيير الاقتصاد السياسي والطائفية، وكانت هذه القرية حالها حال القرى العلوية المجاورة، تعتاش على التهريب مع لبنان، والذي سمح به المسؤولون السوريون الفاسدون مقابل تلقيهم رشوة. وعندما شرعت الحكومة في برنامج تحررها المعيب، فرضت الخناق على أمن الحدود، كان المستفيد الرئيس من هذه الخطوة هم أقارب الأسد الذين قاموا بفتح متاجر السوق الحرة على الطريق السريع بين سوريا، ولبنان. ولكن، في الوقت الذي توجَبَ على المُهربين في «تل كلخ» التخلي عن عملهم (حتى مع استمرار إجبارهم على دفع الرشاوى)، إلا أن المسؤولين الحكوميين غضوا الطرف عن تدفق البضاعة المهربة من وإلى القرى العلوية. انتشر الفقر، وتنامى الاستياء، وتمكن المهربون «السنة» من الحصول على الدعم والأسلحة الخفيفة عن طريق أقارب لهم من العشائر في «وادي خالد» عبر الحدود اللبنانية. أما البقية فهي تاريخ دامٍ، فقد تم قمع «تل كلخ» الآن والكثير من أهلها أضحوا لاجئين.

ويتحسر الكاتب بحق على وجود الطائفية والسلفية بين «الطبقة السنية الريفية، وتلك المتحضرة الفقيرة»، لكنه لا يتساءل عن السبب، بالإضافة إلى إلقاء كامل اللوم على المملكة العربية السعودية. في الحقيقة، تستحق السعودية كثيرًا من النقد، ولكن كما قال الكاتب «جريج جاوز»: «فَقَدَ السعوديون السيطرة على السلفية العالمية منذ ثمانينات القرن الماضي، هذا إذا ما افترضنا وجودها أساسًا».

لا تُصَدِرُ الحكومة السعودية أيديولوجيا من شأنها أن تكون أداة لقوة الدولة، وبدل ذلك وبسبب التشابكات الداخلية المُعقدة، عملت المملكة على تقوية جهاتٍ دينية شبه حكومية وغير حكومية، قامت بدورها بنشر نسخٍ متطرفة للإسلام السُني، حيث كان للمملكة السيطرة البسيطة أو حتى المعدومة على تلك الجماعات. ولا تخلو العلاقات بين الرياض وحركتي «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» من التوترات، وهما فصيلان سوريان يضمان ثوارًا سلفيين. وحتمًا لا يمكننا مقارنة هذه العلاقات مع نظيراتها الأساسية والمنظمة بين «إيران»، و«حزب الله»، أو أيٍّ من الميليشيات الشيعية الرئيسية في العراق.

في الواقع، إن تداخل الطائفة أو الطبقة (التي كان الكاتب يوليها اهتمامًا ضئيلًا) والجغرافيا، توضح ديناميكية الصراع المعقدة أفضل من تركيز الكاتب بشكل أساسي على الهوية السنية من الطِراز السعودي.

العصبية

إن الطائفية لا تستوعب مطلقًا التعقيدات هنا، فروابط الطبقة أو العشيرة أو الجماعة، بالإضافة إلى الفجوة بين الريف والحَضَر والجغرافيا وعوامل أُخرى، كلها بالغة الأهمية في تنظيم المجتمعات العربية. «العصبية»، (القرابة أو تضامن المجموعات) هي مفهوم تفسيري أفضل بكثير لواضعي السياسات والمحللين والمراقبين. وإذا كانت قراءة ما كتبه «ابن خلدون»، المؤرخ الإسلامي والمتخصص بعلم الاجتماع في القرن الرابع عشر، بالشيء الكثير، فلنجرب «ميشل سيوارت». كتب عالم الاجتماع الفرنسي هذا، سلسلة من المقالات بعنوان Syrie, l'Etat de Barbarie ونُشِرَت قبل ثلاثين عامًا، حيث ما تزال هذه السلسلة هي أفضل كتاب لمن أراد فهم نظام الأسد. وفي حادثٍ عرضي، تَعَرَضَ «Seuart» للاختطاف على يد «حزب الله» عام 1985، ومات في السجن، بزعم أمرٍ من المُحتَقَر «الأسد الأب».

ويساعد مفهوم «العصبية» على تفسير معتقداتٍ أخرى من تلك الكثيرة والخاطئة عن نظام الأسد. فمثلًا، لأنه ينبع من ويعتمد على الطائفة العلوية، يفترض الكثيرون أن العلويين كانوا قد استفادوا من النظام على نحوٍ غير متكافئ، وهذا ما لا تدعمه البيانات والمعلومات المتوفرة. تحسنت ثروات العلويين لأن مستوى تطورهم الأول كان مُتَدَنيًا جدًّا؛ نظرًا للحصول المُفَضَل على الوظائف الحكومية، والمصالح الأخرى، والهجرة المُنَظَمة إلى المدن. لم تأخذ هذه العملية طابعًا موحدًا أو أسلوبًا دراماتيكيًّا في أوساط العلويين، فقد كان كل من يتنقل بين المناطق العَلَوية، يلاحظ الفروقات الموحِشة في الثروة والتطور.

وفي عام 2009، وعندما سألت رجل أعمال «عَلوي» عن هذا الموضوع، فَسَرَ ذلك بالقول إنه كان العلويون بحاجة لربط موقفهم المتطَوِر بنظام الأسد، ولكن تحويل معظم شرائح الطائفة إلى «الطبقة الوسطى» سيكون هندسة اجتماعية مُكلفة. وقال الرجل إن ذلك سيجعله «غنيًا، سمينًا وكسولًا»، وغير قادر ولا يرغب بالقتال في سبيل بقاء النظام. واحتاج النظام أن يكون العلويون متيقظين ومتأهبين لانتفاضة «سُنية» قوية.

لو لم يكن النظام يَتَبِع منطقًا طائفيًّا جشعًا، ويرتكز على العصبية، فكيف سيفسر المرء جهود النظام، منذ سبعينات القرن الماضي، لتنظيم جغرافيةَ العاصمة دمشق بهدف منع الانقلابات، وتشجيع العلويين على أن يسكنوا مناطق غير مناطقهم التقليدية في شمال غرب البلاد، كأن يسكنون في ضواحٍ معينة في العاصمة؟! وماذا عن الهندسة الضخمة والتي عانت منها مدينة حمص عام 2000، بعد أن قادت خططًا عظيمة لتطويرها إلى طرد آلاف السُّنة من مناطق في وسط المدينة، بينما لم يتم المساس بضواحي العلويين؟! ولماذا انضم «الإسماعيليون» وهم فرع من الشيعة، يهددهم تنظيم الدولة، إلى الانتفاضة في مراحلها المبكرة وبأعدادٍ ضخمة؟!

الخُلاصة

اعتادَ «ميشيل سماحة»، وهو صديق لبناني مُقرَب من نظام الأسد وحزب الله، الدفاع عن تحالف للأقليات بهدف احتواء «بحر السُّنة». كان «سماحة» شبه مفكر لزيارات الأجانب لبيروت ودمشق، ويقبع الآن في السجن بتهمة التآمر لتدبير تفجيرات ضد أهدافٍ سُنية، أو حتى مسيحية في لبنان بأمر من اللواء «علي مملوك»، مدير المخابرات السورية بهدف تأجيج المشاعر الطائفية.

ومن أجل أن يعمل تحالف كهذا المُسمى «تحالف الأقليات» فإنه يتطلب تكاتف الأقليات بالإضافة إلى المُخلصين والمتعاونين من السُنة للعمل تحت غطاء الحزب الأقوى على الساحة. وبصورة مريحة سيعني هذا أن الحزب هو «حزب الله» في لبنان، و«نظام الأسد» في سوريا. وسُمِحَ لجميع الأقلياتِ الأُخرى بممارسة حياتهم اليومية وشعائرهم الدينية، مقابل التخلي عن الحديث عن السياسة الخارجية والدفاعية والأمنية والموافقة على سلطتهم ذات الطابع المؤسساتي الداخلي. إن هذا النموذج بعيد كل البعد عن نموذج المواطنة والعلمانية الذي يَدَعي الكاتب أن نظام الأسد هو تَجسيدُ له. وفي حال حدوث أي شيء فإن نموذجًا كهذا إنما ينطوي على مزيد من التدمير.

إن العلمانية الحقيقية، ذات المبدأ الذي يحتاجه العالم العربي، وأمن الأقليات، ستعاني جدًّا من مسألة القتل الجماعي لعشرات الآلاف من السوريين (معظمهم من السُنة الفقراء والمحافظين) باسم الحفاظ على طائفية النظام المحتالة، وتجعل الوحشية والنفعية أمرًا عقلانيًّا. «النظام يقتل الكثير ولكن لأسباب مُحقة»، أو «يمارس القتل الجماعي، ولكنه لا يسعى لإبادة طائفة كاملة بعينها»، هي نقاشات غير مُقنِعَة. إن تبرير القتل الجماعي الحاصل اليوم بهدف الحيلولة دون وقوع إبادة جماعية كُبرى غدًا لا تضمن إلا النتيجة الأسوأ. وإذا ما افترضنا كما الكاتب، أن المجموعات التي اعتنقت فكر تنظيم الدولة الإسلامية، إنما تستحق أن تدفع تكاليف اجتماعية، وربما من نوع آخر، فإن هذه الفرضية تنم عن عقاب جماعي يناقض الأهداف المزعومة بالضمانات، وتتجاهل سبب سماح شرائح المجتمع أحيانًا بظهور جماعاتٍ متطرفة.

إنه لتعهد شجاع أن ننطلق نحو وجهات النظر الصحيحة الأُخرى، وفهم صراعٍ معقد، ولكن إذا كان الأمر كذلك، فإنه من الأفضل للمرء أن يوفر تشخيصًا ملموسًا وحججًا، بدلًا من هذا التقرير المغري والماكر بالمطلق والمُسيس، والذي يقدمه الكاتب تحت اسمٍ مزيف.

أخيرًا، إن أي ادعاءات بقول الحقيقة للسلطة، ربما الادعاء الأكثر جرأةَ للكاتب، ببساطة لا يمكن تقييمها من خلال الكتابة باسم مستعار.

 

تفاصيل والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

خطار تفقد عناصر الدفاع المدني: أحيي جهودهم وتفانيهم في خدمة المواطنين في هذا اليوم الذي يحتفل فيه كل الناس

السبت 31 كانون الأول 2016 /وطنية - زار المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، مركز التجمع لعناصر الدفاع المدني في الطيونة، كما جال على نقاط تمركزهم في المناطق، حيث توزعوا على 50 نقطة تمركز على الطرقات الرئيسية وفي بعض الساحات العامة، ووضعوا في حالة التأهب التام تأمينا للسلامة العامة، وكلفوا بتوزيع منشورات حول ضرورة التقيد بالإرشادات الوقائية تفاديا للحوداث لا سيما في ظل ما تشهده الطرقات من زحمة سير في ليلة عيد رأس السنة. وقال خطار للعناصر: "جئت هذا المساء لأحيي جهودكم وتفانيكم في خدمة المواطنين في هذا اليوم الذي يحتفل فيه كل الناس، وانتم وضعتم واجبكم المهني فوق أي اعتبار، وفي هذه الظروف المناخية الصعبة، وأود ان اهنئكم بحلول العام الجديد وابلغكم ان ملف الدفاع المدني سيكون في أول جلسة مناقشة لمجلس الوزراء والموضوع وصل الى خواتيمه، وبفضل الله قريبا ينتهي هذا الملف". أضاف: "أتمنى ان تبقوا في الزخم نفسه والهمة ذاتها التي تعملون بها، وهناك أيام قادمة ومن المفروض ان تكون بها صورة الدفاع المدني واضحة غير مهمشة، ونحن نعمل اليوم لاثبات وجودنا بعد ان وصل صوتنا إلى كل لبنان بفضل خدماتنا التي باتت من الأساسيات في لبنان، وهذا الوجه الحضاري الايجابي الذي يمثل كل عناصر الدفاع في العالم، ونحن قادمون على مرحلة لتثبيت المتطوعين وبالتالي سيكون هناك عناصر فعلية وشرعية ولن نتأخر في تأمين الحماية على كل الاراضي اللبنانية، وهي أمور ستنتظم قريبا جدا نحو الأفضل، وكل ذلك يتطلب همتكم وهمة المسؤولين عنكم لنوصل الرسالة المطلوبة منا كدفاع مدني.

اعايدكم واتمنى لكم العافية". وأعلن خطار انه في الساعة الثامنة والنصف سيجول وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، على عناصر الدفاع الوطني في منطقة الطيونة ومراكز أخرى للعمليات، لتفقد الوضع على الأرض هذه الليلة.

 

بري التقى رجل الاعمال اندي خواجة

السبت 31 كانون الأول 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، رجل الاعمال الاميركي من اصل لبناني الدكتور اندي خواجة، الذي حقق انجازا مبتكرا على صعيد التجارة الالكترونية من خلال الشركة التي اسسها العام 2005 كبوابة للدفع الالكتروني والتي اصبحت تضم اكثر من 152 مليون عميل في 190 بلدا.

 

الحياة: عون مكننة إدارات الدولة تحارب الفساد

السبت 31 كانون الأول 2016 /وطنية - كتبت "الحياة" تقول : أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن العناوين الكبرى للمشروع الذي سيعمل على تحقيقه خلال ولايته الرئاسية "تتلخص في تحديث الدولة ومحاربة الفساد وتأمين الاستقرار والأمن"، معتبراً أن "تحقيق هذه العناوين ينعكس إيجاباً على الاستثمار في لبنان ويحسن الوضع الاقتصادي". ولفت عون خلال لقائه وزير الداخلية نهاد المشنوق مع وفد من كبار موظفي الوزارة أمس، إلى أن "اعتماد المكننة في إدارات الدولة يساعد في محاربة الفساد"، مشيراً إلى أن "ذلك يحتاج إلى التعاون من الجميع". وقال إن "ربط الاتحادات البلدية والبلديات بنظام إلكتروني، يساعد في تنظيم العمل البلدي، ونتائج التجربة التي اعتمدت في اتحاد بلديات جزين مشجعة". وكان المشنوق هنأ عون بالأعياد، معتبراً أن وجوده "في القصر عيد كبير للبنان باكتمال نصابه الدستوري ونظامه، وأعاد حياته السياسية إلى مكانها الطبيعي". وأشار إلى أن اهتمام عون "بالمسائل الإدارية واضح منذ اللحظة الأولى تحت عنوان محاربة الفساد بشفافية". وعرض المشنوق للرئيس عون "المشاكل التي تعاني منها وزارة الداخلية بسبب ضغط العمل في إدارات الوزارة والحلول المتاحة"، مؤكداً أن "الجميع يقوم بجهد كبير في المهمات المطلوبة منه". وتمنى "رعاية مشاريع تطوير هذه الإدارات ومكننتها، لا سيما جهازي الأمن العام وقوى الأمن الداخلي". وأكد أن "وزارة الداخلية ستكون على مقدار المسؤولية الملقاة على عاتقها تحت رعاية الرئيس عون وحرصه". وقال: "جاهزون كإدارة لتطبيق أي قانون للانتخابات النيابية يتأمن من حوله الوفاق السياسي وسنكون قادرين على إجراء هذه الانتخابات على أساسه". وأكد عون أمام وفد من جمعية الصناعيين أن "مرحلة الحديد والنار التي تعيشها المنطقة إلى جانب الانحسار الاقتصادي والنمو السلبي في أوروبا وحوض المتوسط وعلى صعيد العالم بالإجمال، عوامل ساهمت في تراجع النمو"، مطمئناً إلى أن "الأمور إلى مزيد من التحسن في لبنان والاتجاه الإيجابي بدأت مؤشراته في الظهور، خصوصاً في القطاع السياحي". وزار وفد الداخلية رئيس الحكومة سعد الحريري للغاية نفسها، الذي التقى ايضاً وفداً من الهيئات الاقتصادية. وكان الرئيس الحريري أثنى خلال لقائه أول من أمس، وفوداً عسكرية وأمنية على "دور الجيش والقوى الأمنية في الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد والجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب". وأكد أن "الحكومة لن تألو جهداً في سبيل توفير كل مقومات الدعم للجيش والقوى الأمنية لتتمكن من الاستمرار في القيام بمهماتها".

الخارجية الأميركية تدعم لبنان القوي

هنأت وزارة الخارجية الأميركية رئيس حكومة لبنان سعد الحريري على "منح المجلس النيابي اللبناني الثقة لتشكيلته الحكومية"، مؤكدةً "التطلع قدماً للعمل مع الحريري وحكومته وكل شركائنا في لبنان الذين التزموا بمعالجة التحديات الصعبة التي تواجهها البلاد".وأكدت الوزارة في بيان أن "واشنطن تقف بثبات في دعمها للبنان قوي ومستقر ومزدهر ذي سيادة، في الوقت الذي تعمل فيه الحكومة على تقوية مؤسسات الدولة والإعداد للانتخابات الوطنية في الوقت المناسب، وتدعيم التزامات لبنان الدولية وتنفيذها".

 

 بو عاصي: نحن امام قاب قوسين من الوصول الى قانون انتخابات جديد وكلام حزب الله من بكركي ايجابي

السبت 31 كانون الأول 2016 /وطنية - رأى وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي ان "الحرب اللبنانية انتهت على اساس سياسي من خلال اتفاق الطائف الذي تم تشويهه نتيجة الوصاية السورية وتهميش القوى السيادية في لبنان، ونحن كقوات لبنانية ومن خلال حرصنا على الدولة وعدم تفكيكها، قمنا بخطوات اعلان ورقة النيات بيننا والوطني الحر ومن بعدها تبني ترشيح الرئيس ميشال عون، وها نحن اليوم ننطلق نحو العمل من اجل اقرار قانون جديد للانتخاب". وقال في حديث الى "لبنان الحر" ضمن برنامج "بين السطور": "وضعنا هدفا اساسيا، وهو انقاذ الدولة من خلال مضمون ورقة اعلان النيات، والتي اطلقناها بوضوح وشفافية، وبالتالي اطلقنا مسار انفتاحنا على بقية الأفرقاء"، مشيرا الى ان "تفاهم معراب لو كان طائفيا لفشل بسرعة". اضاف: "لم نتنازل عن اي من ثوابتنا، ونحن دفعنا اثمانا باهظة من اجلها، ولكن هناك واقعية سياسية وعلينا ان نتصرف بحكمة وصلابة، ما يحتم علينا عدم البقاء في وضعية الجمود". وقال: "بانفتاحنا على الجميع خلقنا دينامية لإطلاق عملية بناء الدولة والمؤسسات". وعن قانون الإنتخاب، قال: "نحن كقوات اطلقنا مشروع القانون المختلط، اضافة الى الإشتراكي، وقد مررنا بمراحل عدة، وخلال هذا المسار كانت القوات رأس حربة بإنتاج قانون جديد، وبالتالي نحن امام قاب قوسين للوصول الى حل. فالقانون المختلط سينتج تمثيلا افضل بينما قانون ال60 هو قانون المحادل الذي لا يعكس واقع التمثيل". وعن فقدان الود بين "القوات" والمكون الشيعي، لفت بو عاصي الى ان "الود ليس مفقودا وان المقاربة في هذا الموضوع خاطئة، فبالنسبة للرئيس نبيه بري نحن نتعامل معه من زاوية ساحة النجمة والتفاعل معه موجود". وعن الاداء الحكومي، قال بو عاصي: "ان تعليمات الدكتور سمير جعجع صارمة من ناحية الاداء داخل الحكومة والتعاطي بايجابية مع الجميع، ولكن ضمن الحلول المنطقية لا السحرية، مع الاخذ في الاعتبار عدم افقار خزينة الدولة". وعن اقرار الموازنة، رأى ان "الممر الالزامي لاطلاق مسار الدولة هو الموازنة فالمجتمع الدولي قلق من عدم اقرارها". وعن امكان الحوار مع "حزب الله"، اعتبر ان "كلام حزب الله من بكركي ايجابي يخلق جوا من الارتياح في البلد، ولا نستطيع الا التوقف عنده، ولكن هناك نقاط اختلاف جوهري واساسي، وعلينا عدم استباق الامور، فلننتظر ما ستؤول اليه الأيجابية الحاصلة لنبني على الشيء مقتضاه". وعن مواجهة الفساد قال بو عاصي: "ان مكافحة الفساد يجب ان تصبح جزءا من المجتمع، فالحكومة الإلكترونية عملية استراتيجية بالنسبة الى القوات من اجل مكننة الإدارة وتسهيل امور المواطنين، وبالتالي هي تحد كبير للفساد".

وردا على سؤال، رأى ان "لبنان دولة تعددية وللطوائف فيه تسمية دينية، ولكن طابعها ثقافي، وبالتالي في كل دولة تعددية يجب ان يكون الدستور هو المعتمد من اجل الاداء والمحافظة على المكونات ليبقى الإنسجام بين كل الطوائف". مضيفا: "لكل لبناني هوية مركبة من خلال طائفته ووطنيته، وبالتالي يجب التوفيق بينهما". وقال: "ان الغاء الطائفية في لبنان موضوع شائك، فالأهم المحافظة على المناصفة"، لافتا الى ان "المقاربة يجب ان تكون عقلانية".

 

الحريري زار وزارة الدفاع وثكنة الحلو: الاستثمار في الأمن أمر حيوي وله أولوية خاصة وإن شاء الله سنقوم به

السبت 31 كانون الأول 2016 /وطنية - زار رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، مساء اليوم، مقر وزارة الدفاع في اليرزة، حيث اطلع على الإجراءات الأمنية التي تتخذها قيادة الجيش للحفاظ على الأمن والسهر على راحة المواطنين، ليلة رأس السنة. ولدى وصوله إلى المدخل الرئيسي، كان في استقباله وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وتوجه على الفور إلى غرفة العمليات في الوزارة حيث استمع إلى شرح مفصل من مدير العمليات في الجيش العميد الركن زياد حمصي عن الإجراءات الأمنية التي ينفذها الجيش على مختلف الأراضي اللبنانية لضبط الأمن.

وقد أثنى الحريري على الجهود المبذولة لحفظ الأمن على الأراضي اللبنانية كافة، وقال: "إن هذه الإجراءات التي يقوم بها الجيش هي لحماية اللبنانيين، وتبث الطمأنينة في نفوسهم وتشعر الجميع بالراحة". وأكد على "دعم الجيش والقوى العسكرية بكل الإمكانيات المتاحة، لكي تستطيع القيام بواجباتها على أكمل وجه".

ثم انتقل الحريري إلى مكتب قائد الجيش حيث عقد اجتماع حضره الوزير الصراف والعماد قهوجي وعدد من كبار الضباط في الجيش ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري. ولدى مغادرته، أدلى الحريري بالتصريح الآتي: "أتيت إلى هنا اليوم لكي أعايد العسكر والضباط وقائد الجيش ومعالي الوزير، وأشكرهم على العمل الذي يقومون به، فهم يسهرون على أمن الوطن، واليوم هناك مجموعة كبيرة جدا من الجيش تسهر على أمن المواطن، وهؤلاء الشباب والشابات تركوا عائلاتهم من أجل حفظ الأمن في كل لبنان، ونحن كحكومة سنكون دائما إلى جانب الجيش، ومعالي وزير الدفاع الذي يتابع هذا الموضوع بشكل حثيث. اليوم الجيش متأهب وكذلك كل القوى العسكرية لحماية الوطن، ونهنئ كل اللبنانيين برأس السنة، وندعوهم لكي يتذكروا دائما أن الجيش اللبناني وكل القوى العسكرية هم بخدمة المواطن، وكذلك بالنسبة إلينا في الحكومة".

ثكنة الحلو

بعد ذلك، انتقل الحريري إلى ثكنة الحلو، وكان في استقباله وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، قائد شرطة بيروت العميد محمد الأيوبي وكبار ضباط قيادة الشرطة، عند المدخل الخارجي للثكنة، حيث أعد له استقبال رسمي وأدت له التحية ثلة من قوى الأمن الداخلي. وعلى الفور، توجه الحريري والمشنوق إلى غرفة المراقبة والتحكم التابعة لشبكة كاميرات بيروت في الثكنة، حيث استمع إلى شرح حول آلية عمل الغرفة وجهوزيتها التامة لمتابعة الأمور على الأرض ومواكبة الاحتفالات بعيد رأس السنة. ولدى مغادرته، تحدث الحريري إلى الصحافيين فقال: "أردت أن أكون في هذه الليلة إلى جانب الأجهزة الأمنية والعسكرية الساهرة على الأمن، والذين هم على جهوزية كاملة، وخاصة بمناسبة رأس السنة. وكذلك اليوم، فإن الدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني متأهبان بالمناسبة أيضا. ولذلك أردت أن أقف إلى جانب العسكر الذين تركوا أسرهم من أجل السهر على أمن المواطنين. ونحن كحكومة سنحاول أن نقوم بكل ما في وسعنا لكي يتم تجهيز القوى الأمنية بشكل أكبر ونسهل العمل الأمني في المستقبل. كما أشكر الإعلاميين الذين يتولون تغطية هذه الإجراءات وأتمنى لكم جميعا عاما سعيدا". سئل: في البيان الوزاري تحدثتم عن تجهيز وتطوير القطاعات الأمنية كافة، اليوم اطلعت بشكل مباشر على غرف العمليات في اليرزة وفي ثكنة الحلو، فبما تعد هذه القطاعات؟ ومتى سيكون هناك فعليا تطوير لهذه الأجهزة بالعتاد المطلوب؟. أجاب: "نحن واجبنا كحكومة أن نؤمن كل العتاد والتجهيزات التي يطلبها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وهذا الأمر يجب أن يحصل بغض النظر عما يمكن أن يأتينا من مساعدات من الخارج. الاستثمار في الأمن هو استثمار مجد للغاية، لأنه يعطي المواطن الأمن والاستقرار الذي هو بحاجة إليه، ويمكننا من استباق أي محاولة لارتكاب الجرائم الداخلية. من هنا أرى أن الاستثمار في الأمن هو أمر حيوي وله أولوية خاصة، وإن شاء الله سنقوم به".

سئل: أهالي العسكريين المختطفين يعيدون اليوم بعيدا عن أولادهم فبما تعدهم؟. أجاب: "نحن في الحكومة قلنا أننا سنتابع هذا الموضوع، وإن شاء الله سيكون أول موضوع نعمل عليه".