المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 03 كانون الثاني/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins17/arabic.january03.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ألآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ بِسَلام، أَيُّهَا السَّيِّد، بِحَسَبِ قَولِكَ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتا خَلاصَكَ، أَلَّذِي أَعْدَدْتَهُ أَمَامَ الشُّعُوبِ كُلِّهَا، نُوْرًا يَنْجَلي لِلأُمَم، ومَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيل

أَقْسَمَ الرَّبُّ ولَنْ يَنْدَمَ أَنَّكَ أَنْتَ كَاهِنٌ إِلى الأَبَد. فعَلى أَساسِ ذلِكَ القَسَم، صارَ يَسُوعُ ضَمَانَةً لِعَهْدٍ أَفْضَل

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

فاجعة اللبنانيين في تركيا: الرب أعطى والرب أخد فليكن اسم الرب مباركاً/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

استقبال رسمي وشعبي لضحايا اعتداء اسطنبول في مطار بيروت

ضحايا اعتداء اسطنبول في حضن وطنهم الأم… والعلم اللبناني يغمر الشهداء

الحريري: سنحارب الإرهاب بوحدتنا الوطنية

اجتماع طارىء لخلية الازمة.. والحريري: الإرهاب يستهدفنا جميعا

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في 2/1/2017

جديد تغريدات د.فارس سعيد/مشاركة حزب الله في قتال سوريا يطيح بالوحدة الداخلية ولا يحمي لبنان

يدور لبنان في حلقة جهنّمية هي الأخطر في تاريخه الحديث/أبو أرز/فايسبوك

حزب الله هو الخطر الأكبر" وضربة استباقية ضده

لقاءات جرت خلف الاضواء بين"القوات و"حزب الله"

حسين يوسف: الوسيط الجديد جدي وقد يكون فاعلا أكثر من سابقيه

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

فرنجية استقبل في بنشعي وفدا من حزب الله

مقتل امين بكري في لاوندا انغولا برصاص مجهولين

حلفاء سوريا يطالبون “حزب الله” بالإصرار على النسبية لتأمين تمثيلهم في البرلمان

لكم أديناكم واتركوا لنا انسانيتنا

بعد أن شتم ضحايا إسطنبول.. أوقفته قوى الأمن الداخلي

كيف اصبحت حال ابنة النائب اسطفان الدويهي؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران.. هدف واحد وسيناريوهات متعددة

مقتل احد قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا

مقتل أكثر من خمسين شخصا في تمرد داخل سجن في البرازيل

ايران تنفي تلقيها دعوة من الرياض لمناقشة عودة حجاجها

تنظيم الدولة الاسلامية يتبنى اعتداء اسطنبول

32 قتيلا على الاقل بتفجير انتحاري بسيارة مفخخة في شمال شرق بغداد

هولاند: محاربة داعش في العراق يسهم في حماية بلادنا من الارهاب

جنسيات الضحايا الأجانب في اعتداء اسطنبول

تركيا: اعتداء اسطنبول مختلف كثيراً عن الهجمات السابقة

العربي الجديد: معركة الموصل: قصف مكثف لاسترداد مناطق الجانب الشرقي

يديعوت أحرونوت: إسرائيل صادقت على اتفاق تيران وصنافير

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

“حزب الله” والواقعية السياسية/ناصر زيدان/الأنباء الكويتية

عملية إسطنبول: إضعاف تركيا وتقوية إسرائيل/علي الأمين/العرب

2017 عام حصاد الفوضى/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

تساؤلات أو أحلام لـ٢٠١٧؟/رندة تقي الدين/الحياة

معنى بقاء إيران في… سوريا!/صالح القلاب/02 كانون الثاني

الهدنة السورية بين الترقب والفشل/فراس علاوي/لبنان

لماذا تطل الصين من سورية؟/محمد قواص/صحيفة الحياة

إنّها تسوية الخاسرين/عمر قدور/صحيفة الحياة

سنة تفرّج العالم على المأساة السورية/خيرالله خيرالله/الراي

إيران… ومحاربة “الشرك والطاغوت” في سوريا/الجريدة الكويتية

الهدنة السورية.. 9 دلالات/كمال المصري/هافينغتون بوست عربي

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

ألآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ بِسَلام، أَيُّهَا السَّيِّد، بِحَسَبِ قَولِكَ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتا خَلاصَكَ، أَلَّذِي أَعْدَدْتَهُ أَمَامَ الشُّعُوبِ كُلِّهَا، نُوْرًا يَنْجَلي لِلأُمَم، ومَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيل

إنجيل القدّيس لوقا02/من25حتى35/:"كانَ في أُورَشَلِيمَ رَجُلٌ ٱسْمُهُ سِمْعَان. وكانَ هذَا الرَّجُلُ بَارًّا تَقِيًّا، يَنْتَظِرُ عَزَاءَ إِسْرَائِيل، والرُّوحُ القُدُسُ كانَ عَلَيْه. وكانَ الرُّوحُ القُدُسُ قَدْ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنَّهُ لَنْ يَرَى المَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ الرَّبّ. فجَاءَ بِدَافِعٍ مِنَ الرُّوحِ إِلى الهَيْكَل. وعِنْدَما دَخَلَ بِٱلصَّبِيِّ يَسُوعَ أَبَوَاه، لِيَقُومَا بِمَا تَفْرِضُهُ التَّورَاةُ في شَأْنِهِ، حَمَلَهُ سِمْعَانُ على ذِرَاعَيْه، وبَارَكَ اللهَ وقَال: «أَلآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ بِسَلام، أَيُّهَا السَّيِّد، بِحَسَبِ قَولِكَ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتا خَلاصَكَ، أَلَّذِي أَعْدَدْتَهُ أَمَامَ الشُّعُوبِ كُلِّهَا، نُوْرًا يَنْجَلي لِلأُمَم، ومَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيل!.» وكانَ أَبُوهُ وأُمُّهُ يَتَعَجَّبَانِ مِمَّا يُقَالُ فِيه. وبَارَكَهُمَا سِمْعَان، وقَالَ لِمَرْيَمَ أُمِّهِ: «هَا إنَّ هذَا الطِّفْلَ قَدْ جُعِلَ لِسُقُوطِ ونُهُوضِ كَثِيرينَ في إِسْرَائِيل، وآيَةً لِلخِصَام. وأَنْتِ أَيْضًا، سَيَجُوزُ في نَفْسِكِ سَيْف، فتَنْجَلي خَفَايَا قُلُوبٍ كَثيرَة».

 

أَقْسَمَ الرَّبُّ ولَنْ يَنْدَمَ أَنَّكَ أَنْتَ كَاهِنٌ إِلى الأَبَد. فعَلى أَساسِ ذلِكَ القَسَم، صارَ يَسُوعُ ضَمَانَةً لِعَهْدٍ أَفْضَل

إلى العبرانيّين07/من20حتى28/:"يا إخوَتِي، إِنَّ اللاَّوِيِّينَ صَارُوا كَهَنَةً بِغَيرِ قَسَم، أَمَّا يَسُوعُ فَبِقَسَمٍ مِنَ القَائِلِ لهُ: «أَقْسَمَ الرَّبُّ ولَنْ يَنْدَمَ أَنَّكَ أَنْتَ كَاهِنٌ إِلى الأَبَد». فعَلى أَساسِ ذلِكَ القَسَم، صارَ يَسُوعُ ضَمَانَةً لِعَهْدٍ أَفْضَل. ثُمَّ إِنَّ أُولئِكَ كَانُوا كَهَنَةً كَثِيرِين، لأَنَّ المَوْتَ كانَ يَمْنَعُ بَقَاءَهُم. أَمَّا يَسُوع، فَبِمَا أَنَّهُ بَاقٍ إِلى الأَبَد، فلا زَوَالَ لِكَهَنُوتِهِ. ومِنْ ثَمَّ فَهُوَ قَادِرٌ أَنْ يُخَلِّصَ الَّذِينَ يتَقَرَّبُونَ بِهِ إِلى اللهِ خَلاصًا تَامًّا، لأَنَّهُ حيٌّ على الدَّوامِ لِيَشْفَعَ لَهُم. أَجَل، كانَ يُلائِمُنَا عَظِيمُ أَحْبَارٍ مِثْلُ هذَا، قُدُّوس، بَرِيء، نَقِيّ، قَدِ ٱنْفَصَلَ عنِ الخَطأَة، وصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَات. وهُوَ غَيرُ مُضْطَرٍّ كُلَّ يَوْم، كَعُظَمَاءِ الأَحْبَار، أَنْ يُقَرِّبَ ذَبَائِحَ عَنْ خَطايَاهُ هُوَ أَوَّلاً، ثُمَّ عَنْ خَطايَا الشَّعْب، لأَنَّهُ فَعَلَ ذلِكَ مَرَّةً واحِدَةً حينَ قَرَّبَ نَفْسَهُ. فَالشَّرِيعَةُ تُقِيمُ عُظَمَاءَ أَحْبَارٍ أُنَاسًا ضُعَفَاء، أَمَّا كَلِمَةُ القَسَم، الَّتي جَاءَتْ بَعْدَ الشَّرِيعَة، فَتُقِيمُ ٱلٱبْنَ عَظِيمَ أَحْبَارٍ جُعِلَ كَامِلاً إِلى الأَبَد."
 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

فاجعة اللبنانيين في تركيا: الرب أعطى والرب أخد فليكن اسم الرب مباركاً

الياس بجاني/01 كانون الثاني/16/اضغط هنا لقراءة المقالة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/2017/01/01/%d9%81%d8%a7%d8%ac%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a8-%d8%a3%d8%b9%d8%b7%d9%89-%d9%88%d8%a7/

مع كل مؤمن ومحب، ومع كل أب وأم وأخ وأخت وقريب يتحسسون لوعة فقدان غالي وحبيب نصلي من أجل راحة نفوس كل الذين قضوا اليوم في تركيا برصاص الإرهاب الأعمى..

وفي نفس الوقت نتمنى من القلب الشفاء العاجل لجميع الجرحى والعودة سالمين ومتعافين إلى أحضان الوطن وإلى كنف ذويهم. ولأهل المصابين والشهداء نصلي ليلهمهم الله نِّعم الصبر والسلوان والإيمان.

وفي المناسبة لا بد من الإشادة بكثير من التقدير والامتنان للسلطات اللبنانية على كافة المستويات التي فعلاً قامت بواجباتها الإنسانية والميدانية ولا تزال وعلى أكمل وجه.

أبعد الله كل مكروه عن كل إنسان أينمان كان وكائن من كان.

الراحة الأبدية لمن انتقلوا اليوم من حياة ترابية وفانية إلى حياة أبدية في مساكن ألآب السماوي.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

استقبال رسمي وشعبي لضحايا اعتداء اسطنبول في مطار بيروت

الإثنين 02 كانون الثاني 2017 /وطنية - استقبل لبنان الرسمي والشعبي، أبناءه ضحايا اعتداء اسطنبول الارهابي الذي خطف الشابين الياس وارديني وهيكل مسلم والصبية ريتا الشامي، وهم في ريعان العمر، وترك ندوبا على أجساد عدد آخر من الشبان. الطائرة التي أقلت الضحايا من تركيا إلى مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، حطت بعيد الثامنة من مساء اليوم في المطار وكان في استقبالها: رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير البيئة طارق الخطيب، وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون، النائب إميل رحمة، مستشار الرئيس فادي فواز. كما شارك في الاستقبال الأبوان جان بول أبو غزاله وكبريال تابت، بتكليف من رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، بناء لطلب من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. كذلك كلف رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن عضوي اللجنة التنفيذية في المجلس المهندس ميشال متى والدكتور جورج حايك، بالمشاركة في الاستقبال. وقد غص صالون الشرف الرئيسي في مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، بالشخصيات الرسمية وأهالي الضحايا الذين حملوا صور أبنائهم، فتم فتح صالون آخر امتلأ أيضا، ما استدعى فتح قاعة ثالثة. وفور وقوف الطائرة في الموقف رقم 2 قبالة صالون الشرف، خرج الرئيس الحريري وكبار الشخصيات حيث استقبلوا أهالي الشهداء والجرحى عند سلم الطائرة. ثم أخرجت نعوش الشهداء الثلاثة ملفوفة بالعلم اللبناني، ونقلتها 3 سيارات للصليب الأحمر اللبناني إلى مستشفى أوتيل ديو. بعد ذلك صعد الحريري وباسيل إلى متن الطائرة حيث تفقدا كل جريح من الجرحى الخمسة، مطمئنين إلى أوضاعهم، بانتظار نقلهم إلى مستشفيات رزق والروم والجامعة الأميركية.

 

ضحايا اعتداء اسطنبول في حضن وطنهم الأم… والعلم اللبناني يغمر الشهداء

 الوكالة الوطنية للإعلام,/ موقع القوات اللبنانية/03 كانون الثاني/17/استقبل لبنان الرسمي والشعبي، أبناءه ضحايا اعتداء اسطنبول الإرهابي الذي حصل ليلة رأس السنة في ملهى “رينا” وتبنّاه “داعش”، وخطف الشابين الياس وارديني وهيكل مسلم والصبية ريتا الشامي، وهم في ريعان العمر، وجَرح 5 آخرين.

طائرة “ايرباص 321” التابعة لطيران “الشرق الأوسط” التي أقلت الضحايا من تركيا إلى مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، حطّت بعيد الثامنة من مساء الإثنين في المطار وكان في استقبالها: رئيس الحكومة سعد الحريري ممثلاً رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير البيئة طارق الخطيب، وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، النائب إميل رحمة. كما شارك في الاستقبال الأبوان جان بول أبو غزاله وكبريال تابت، بتكليف من رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، بناء على طلب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. صالون الشرف الرئيس في المطار الذي خصص لاستقبال الضحايا غصّ بالشخصيات الرسمية والأهالي الذين حملوا صور أبنائهم، فتمّ فتح صالون آخر امتلأ أيضاً، ما استدعى فتح قاعة ثالثة. وفور وقوف الطائرة في الموقف رقم 2 قبالة صالون الشرف، خرج الحريري والشخصيات حيث استقبلوا أهالي الشهداء والجرحى عند سلم الطائرة. ثم أخرجت نعوش الشهداء الثلاثة ملفوفة بالعلم اللبناني، ونقلتها 3 سيارات للصليب الأحمر إلى مستشفى أوتيل ديو.

بعد ذلك صعد الحريري وباسيل على متن الطائرة حيث تفقّدا الجرحى الخمسة مطمئنين إلى أوضاعهم، بانتظار نقلهم إلى مستشفيات رزق والروم والجامعة الأميركية، حيث كان قد تم تأمين أماكن لهم بناء على توجيهات نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني، وسيتلقون العلاج على نفقة وزارة الصحة. وأوضح مدير العناية الطبية في وزارة الصحة الدكتور جوزف الحلو أن جثامين الشهداء الثلاثة الياس خليل وارديني، ريتا الياس الشامي، وهيكل حنا مسلم ستنقل إلى مستشفى أوتيل ديو. أما الجرحى فسيتوزعون وفقًا للآتي: فرانسوا الأسمر وناصر بشارة في مستشفى الجامعة الأميركية، نضال بشراوي في مستشفى رزق، ميليسا بابالاردو في مستشفى الروم؛ أما الجريح جهاد عبد الخالق فهو بصحة جيدة ويمكن توجهه إلى منزله، وفي حال تبيّنت حاجته إلى رعاية خاصة، فسوف يؤمّن له العلاج المناسب في المستشفى.

 

الحريري: سنحارب الإرهاب بوحدتنا الوطنية

 موقع القوات اللبنانية/03 كانون الثاني/17/شارك رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء اليوم، في استقبال جثامين الضحايا والجرحى الذين سقطوا جراء الاعتداء الإرهابي الذي وقع ليلة رأس السنة في مدينة اسطنبول التركية، في مطار رفيق الحريري الدولي. وقبيل وصول الطائرة التي تقلهم، تحدث الحريري إلى الصحافيين فقال: “جئت هنا لكي أمثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، لكي أعزي أهالي الشهداء وأستقبل الجرحى. نحن كدولة علينا مسؤولية أمام هؤلاء الناس. أنا لا أريد أن أتحدث لأن الكلام اليوم هو لأهالي الضحايا والجرحى. نحن سنقف معهم ونكون إلى جانبهم في كل الخطوات، ونتابع مع الحكومة التركية فيما خص إلى هذا المجرم الذي ارتكب هذه الجريمة الإرهابية”. وأضاف: “الإرهاب ليس له دين، هو يستهدفنا جميعاً، يستهدف الأناس الطيبين الذين يحبون الحياة، الذين يريدون أن يعيشوا، لذلك سنحاربه بأقوى ما لدينا، وهو وحدتنا الوطنية. فخامة الرئيس عون أرادني أن أكون هنا اليوم، وكذلك دولة الرئيس بري، وأنا أعزي الشعب اللبناني. اليوم هو يوم الشهداء والضحايا والجرحى، وأتمنى على الجميع الصلاة من أجل الضحايا وأن نكون جميعاً صفاً واحداً”. بعد ذلك، صعد الرئيس الحريري إلى الطائرة وصافح الجرحى واطمأن إلى حالتهم. وكان رئيس الحريري قد بقي على اتصال طوال الساعات الماضية مع جميع المسؤولين والمعنيين للاطلاع على الترتيبات المتخذة والتحضيرات الجارية لنقل جثث الضحايا والجرحى اللبنانيين من تركيا إلى لبنان.

 

اجتماع طارىء لخلية الازمة.. والحريري: الإرهاب يستهدفنا جميعا

موقع المستقبل/فى: 2 يناير 2017/فيما غص صالون الشرف الرئيسي في مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، بالشخصيات الرسمية وأهالي ضحايا الاعتداء الارهابي في اسطنبول، تم عقد إجتماع تنسيقي في مركز غرفة الطوارئ في المطار برئاسة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق وبتوجيهات الرئيس سعد الحريري. وأعلن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لدى وصوله إلى المطار لاستقبال الطائرة “اتينا إلى المطار ممثلين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، لاستقبال الشهداء والجرحى، ونحن كدولة علينا مسؤولية أمام الناس”.

وقال: “أنا لا أريد أن أتحدث الآن، لأن الكلمة اليوم لذوي الضحايا، ونحن سنقف معهم في كل الخطوات”، لافتا إلى “اننا نتابع مع الحكومة التركية بالنسبة للمجرم الذي ارتكب الجريمة”. وأكد الحريري أن “الإرهاب يستهدفنا جميعا، فهو يستهدف الناس الطيبين الذين يحبون الحياة ويريدون أن يعيشوا”، مشددا على أن “الإرهاب لا دين له، وسنحاربه بأقوى ما عندنا وهو وحدتنا الوطنية”. وختم قائلا: “أعزي بإسمي واسم فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري الشعب اللبناني بهذه المحنة”، معتبرا أن “اليوم يوم الشهداء ويوم الضحايا ويوم الجرحى”، ومتمنيا على الجميع أن “يصلوا للضحايا، وأن نبقى صفا واحدا”. بدوره، اطلع المشنوق عقب اجتماع عقده لإدارة خلية الأزمة، التي تشكلت اثر اعتداء اسطنبول الارهابي، اطلع خلاله على الاجراءات المتخذة لاستقبال جثامين الشهداء وجرحى الاعتداء، في حضور، مستشار رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري فادي فواز، مستشار المشنوق العقيد جون طالوزيان، نائب مدير المراسم في وزارة الخارجية والمغتربين نديم صوراتي، ومن مديرية المراسم موسى سليم، رئيس المطار المهندس فادي الحسن ونائبه شادي أبو نطون، عن أجهزة أمن المطار: المقدم عبد عيتاني، العميد عزام الحسن، العميد عبد الله ضاهر والرائد جوني بجاني، عن وزارة الصحة الدكتور جوزف حلو، عن الصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة وانطوان الزغبي. وقال المشنوق إن “كل الترتيبات والاستعدادات، أصبحت جاهزة ومؤمنة، لاستقبال الجثامين والجرحى”. واكد أن “الأمن ممسوك في لبنان وأن الأجهزة الأمنية تقوم بكل واجباتها، والدليل استتباب الأمن في ليلة رأس السنة”، منوها أن “كلا قام بواجبه، من مسؤولين وموظفين ومتطوعين”. وأعلن أن “الجثامين ستنقل إلى مستشفى أوتيل ديو، أما الجرحى فسوف يتوزعون على مستشفيي رزق والجامعة الأميركية”. بدوره، أعلن وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، خلال وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي، أن “طائرة شركة طيران الشرق الأوسط تنقل على متنها 44 راكبا و3 شهداء يعنون لنا الكثير مثل كل الشهداء الذين سقطوا في عمليات إرهابية في لبنان”. وقال: “سنعتبرهم سقطوا في الاراضي اللبنانية لأن الذي استهدفهم واحد، هو الارهاب”. وأضاف: “حان الوقت ليعرف جميع الناس والدول التي سهلت هذا العمل، أن الارهاب سيصل إلى أراضيها، والوقت ليس مناسبا للحديث في السياسة. فنحن اليوم سنستقبل الجثث والجرحى، فيما تبقى جريحة واحدة في اسطنبول لأن حالتها الصحية لم تسمح بنقلها”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في 2/1/2017

مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”

صحيح أن لبنان لم يكن المستهدف الوحيد في هجوم اسطنبول، لكن الأصح أن لبنان كان هناك، وان بين الشهداء لبنانيين كما بين الجرحى. هذا الأمر يفرض خلاصتين في قراءة الهجوم الإرهابي:

الأولى: أن على اللبنانيين جميعا التضامن مع أبنائهم الشهداء الثلاثة، ومع الجرحى. وأن عليهم أيضا التنبه والالتفاف حول جيشهم والقوى الأمنية بإمرة السلطة السياسية، التي منذ انتخاب رئيس الجمهورية وتأليف الحكومة، تسلك المسار الصحيح في التصرف السريع مع الأزمات، وهو ما ظهر عبر الإهتمام الكبير، والتحرك السريع في اسطنبول وبيروت.

أما الخلاصة الثانية فهي: ان لبنان معني بمكافحة الإرهاب في الداخل إن وجد، وفي الخارج، عبر التعاون مع الدول التي تحارب الإرهاب الذي لا دين له.

وللقراءات في هجوم اسطنبول خلاصتان أيضا:

الأولى: أن تركيا قررت مواصلة الحرب على الإرهاب في سوريا والعراق رغم الهجوم الإرهابي، وأن تنسيقا مع روسيا سيتم على الصعيد العسكري في “الباب” في سوريا، وفي الموصل في العراق. وقد أعلنت أنقرة عن توجه وزير الخارجية إلى بغداد في الأيام القليلة المقبلة.

والخلاصة الثانية هي أن الإرهاب الذي ضرب في اسطنبول، هو نفسه الذي يضرب حيثما يستطيع. وأن الإدارة الأميركية الجديدة التي ستقدم في العشرين من هذا الشهر، ستدخل على منطقة الشرق الأسط بمخطط جديد بالتأكيد تحت عنوان مكافحة الإرهاب، لكن أيضا عبر عنوانين آخريين، مناصرة إسرائيل بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وبالتنسيق مع موسكو حول حل الأزمات الحالية أو افتعال أزمات جديدة على قاعدة الربح النفطي.

في أي حال، لبنان كله حزين على الشهداء الثلاثة، الذين لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا مع غيرهم من الأبرياء من جنسيات أخرى، في ملهى هو في الأساس مطعم يرتاده كل السياح.

وكما أشرنا، فإن جهود رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء والحكومة، عكست التضامن اللبناني في مواجهة التحديات. فالفريق الذي توجه أمس إلى اسطنبول، يعود ومعه جثامين الشهداء والجرحى الستة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”

أداء لبناني مسؤول في التعاطي مع قضية الاعتداء الارهابي في اسطنبول. استنفار وطني ترجم بتدابير نقل جثث الضحايا وجرحى الهجوم.

متابعة رسمية لكل التفاصيل، ورئيس الحكومة يمثل رئيسي الجمهورية ومجلس النواب، بحضوره إلى مطار بيروت، متضامنا مع عائلات الضحايا والجرحى.

التماسك اللبناني يتظهر يوما بعد يوم، في زمن العواصف الارهابية التي تجتاح المنطقة، بتفجيرات تكررت اليوم في العراق أربع مرات، وتهدد تركيا، ما استدعى تنسيقا فوريا بين بغداد وأنقرة بعد جفاء وقطيعة سياسية.

الارهاب نفسه يلف عواصم العالم، فيتحرك الأوروبيون لتثبيت الحرب الاستباقية، كما بدا في زيارة الرئيس الفرنسي إلى العراق، وفي تنشيط الاستخبارات وفتح الاتصالات مع دمشق التي تشترط مرورها عبر السفارات، وهذا ما سيتحقق تدريجيا.

لبنان الآمن بشهادة انضباط ساحته، ونشاط أجهزته العسكرية والأمنية، يستعد لإنتاج حكومي بدءا من جلسة الأربعاء، وتدشين مرحلة مقبلة من ترجمة الاستقرار السياسي في صناعة قانون انتخابات عصري، وطي صفحات الخلاف بين القوى.

لا سبيل للبنانيين إلا المضي بالوفاق، وهم يتفرجون على الأزمات العابرة للحدود تتنقل من بلد إلى عاصمة ومنطقة.

الأسابيع الماضية برهنت أن الإنتاج الحكومي والنيابي، أساس لترسيخِ الاستقرارِ السياسي. وبالاستقرار السياسي يتعزز الانضباط الأمني. وبالإنضباط يرتاح المواطنون أمانا ومعيشة وطموحا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”

بغداد تلتهب، اسطنبول تنزف وبيروت تنتحب، وحتى الصومال لم تسلم.

هو الارهاب بسكينه المزروعة في خاصرة الأمة، لم يسلم منه حتى شاحذوه، ولم تعد تقي منه قربى أو مهادنة.

وحوش مسعورة لم تحيد مساجد ولا مشفى، كما في بغداد. ولا مطاعم ولا ملهى، كما في اسطنبول. فمن يقرع الطبول لكي يعي الجميع الخطر المحدق بالبشرية، المجرد من كل انسانية؟.

ليس رقصا على الدماء، لكن ألم يعد من المعيب الحديث عن مبررات، وعما سميت حينا بالثورة وأحيانا بالجهاد؟. أليس الشيخ الصميدعي مفتي أهل السنة والجماعة في العراق هو أحد المستهدفين اليوم في بغداد؟. ألم يحن الوقت بعد ليسلم الجميع بأن الارهاب هو الارهاب وإن تعددت المسميات؟.

لبنان الذي عانى من الارهاب، مشفوع اليوم بجميل المعادلات، التي شتمها حاقدون، واستخف بها مكابرون. معادلة قوامها جيش ومقاومون ضحوا لكي لا يقدم أهلهم أضاحي بسكين الارهاب، وما ناموا لكي لا تنغص في بلادهم الأعياد، ولولا حادثة اسطنبول لسلم الوطن وأهله في زمن أرقه الارهاب ومشغلوه.

أما فلسطين التي لم يرهقها الارهاب الصهيوني، فتقف اليوم إجلالا لأحد أعلامها المنفيين، لجثمان المطران كبوتشي التي منعت من ضمه في ترابها بأمر من الاحتلال، فكانت وصيته أرض المقاومة، إن لم تكن فلسطين فبيروت أو حلب، وديعة حتى العودة إلى القدس الشريف، ولو رفاة، مع الرجال الفاتحين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”

لبنان استفاق من الصدمة ويحاول لملمة جراحه. الجثامين الثلاثة تصل بعد قليل من اسطنبول، كذلك الجرحى الخمسة. ولم يبق في تركيا إلا كريمة النائب اسطفان الدويهي بشرى، التي لا تزال تتلقى العلاج المناسب.

الجريمة على مأساويتها وسوداويتها، لم تلغ حقيقة إيجابية، وهي أن الدولة بأجهزتها كاملة، تصرفت بمسؤولية وتحركت بفاعلية، وآخر ما قامت به توقيفها رمزي القاضي الذي شتم ولعن الشهداء اللبنانيين الذين سقطوا في اسطنبول.

في هذا الوقت بدأت القراءة الأمنية لما حصل في ملهى “رينا”، وهي قراءة تطرح أكثر من سؤال، إذ كيف يمكن لرجل مسلح من اجتياز حراس الأمن عند الباب الخارجي وعددهم عشرة؟، وكيف تمكن أيضا من المرور على جهاز كشف الأسلحة؟، ثم كيف لم يلاحظ الحراس العشرة الموجودون داخل الملهى أي حركة غريبة صدرت عنه؟.

كلها أسئلة برسم التحقيقات التي تجريها السلطات الأمنية التركية، علما أن ثمة تحليلات تجزم أن الرجل تلقى مساعدة ما من داخل الملهى المقصود من مشاهير العالم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”

كان يفترض بنشرات أخبار الأيام الأولى من العام الجديد، أن تعكس جو التفاؤل المرافق للعهد الجديد، خصوصا أن اللبنانيين على موعد الأربعاء المقبل مع جلسة منتجة لمجلس الوزراء تبحث في ملفات طال انتظارها، أبرزها إقرار المراسيم المتعلقة بالنفط والغاز، إضافة إلى تعيين بديل عن عبد المنعم يوسف. كما أن الجو الإيجابي سياسيا لا يستثني مسار قانون الانتخاب الجديد، على رغم ضغط المهل.

غير أن يد الإرهاب التي نالت من ثلاثة لبنانيين في اسطنبول، عدا الجرحى، أبت إلا أن يمضي اللبنانيون مستهل العام الجديد بمتابعة أخبار المآسي والأحزان، التي ضربت عائلات من بينهم، بمزيد من اللوعة والغضب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

منذ متى كان الفرح جريمة؟.

من يهاجم الشهيد أو الضحية أو القتيل، سموهم ما شئتم، هو في صف الإرهابي والقاتل، ونقطة على السطر. فالموضوع لا يحتمل لا اجتهادا ولا جدلا ولا ترفا فكريا. القاتل قاتل والقتيل قتيل، وعلى الأحياء ان يختاروا: إما ان يكونوا مع القاتل فيكونوا قتلة مثله، وإما ان يكونوا مع الضحايا والشهداء، فيعبرون عن ذلك تعاطفا وكتابة وكلاما وأحيانا صمتا.

ريتا والياس وهيكل، ثلاثة شهداء، مثلهم مثل شهداء من ست عشرة جنسية سقطوا في ملهى “رينا” في اسطنبول، بينهم السعودي والأردني والتونسي والعراقي والهندي والبلجيكي والكندي والالماني والروسي وغيرهم. هؤلاء كانوا قرروا ان يعيشوا حياتهم كما يريدونها وكما يفرحون، ولا يحق لأحد ان يمنعهم: لا الإرهابي الذي يضع حدا لحياتهم، ولا الإرهابي الذي يلاحقهم بعد الوفاة.

هذا في البعد الإنساني والشخصي، أما في البعد الإجتماعي، فمنذ متى كان الفرح جريمة؟، ومنذ متى كان السفر إرهابا؟، لنتذكر قبل الأعياد، ألم يرد في تقارير صحافية في لبنان أن سبعمئة ألف بين سائح ومغترب سيأتون ليعيِّدوا في لبنان،؟ هل الشماتة تجوز على هؤلاء لأنهم قرروا السفر من حيث هم ليأتوا إلى لبنان، كما شمت البعض بالذين سافروا إلى تركيا؟

بعض التعليقات التي انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي، في حق اللبنانيين الذين كانوا يمضون ليلة رأس السنة في اسطنبول، توازي الرصاص الذي أطلق على هؤلاء اللبنانيين، فهذا الرصاص إرهاب ومثل هذه التعليقات إرهاب، والإرهاب عقابه معروف سواء أكان إرهابا أمنيا أو إرهابا فكريا.

ريتا والياس وهيكل شهداء لأنهم قرروا ان يشهدوا للفرح وللأمل وللمستقبل. وشهداء لأنهم قرروا ان يعطوا أمثولة للارهابيين ان القتل لا ينتصر. الياس وهيكل على موعد بعد نحو ساعتين من الآن مع تكريم من ملعب غزير حيث تخاض مباراة بين الحكمة والتضامن: الياس كان من مشجعي الحكمة، وهيكل كان مدرب اللياقة البدنية في التضامن، فهل أفضل من تكريمهما الليلة في مباراة فريقيهما؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المستقبل”

يحتضن تراب لبنان جثامين الشهداء الثلاثة الياس ورديني وريتا الشامي وهيكل مسلم، ضحايا الاعتداء الذي تبناه “داعشالارهابي في اسطنبول، وأدى إلى سقوط تسعة وثلاثين شخصا.

وعلى متن الطائرة نفسها التي تقل الشهداء من اسطنبول، والتي ستصل إلى بيروت هذا المساء، عاد الجرحى ميليسا بابالاردو ونضال بشراوي وفرنسوا الأسمر وناصر بشارة، الذين سيتوزعون على مستشفيات الروم ورزق والجامعة الأميركية، فيما يعود الجريح جهاد عبد الخالق إلى منزله، في حين بقيت الجريحة بشرى اسطفان الدويهي في المستشفى في اسطنبول لتلقي العلاج.

عملية نقل جثامين الشهداء شغلت الأوساط الرسمية والشعبية، على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية. وسبقها اجتماع لخلية الأزمة في مطار رفيق الحريري الدولي، بتوجيه من رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري.

وفيما تنتظر عائلات الشهداء والجرحى وصول الطائرة، فقد سجل وصول شخصيات سياسية ونيابية وعدد من الوزراء إلى المطار، بعدما ترأس وزير الداخلية نهاد المشنوق اجتماع خلية الأزمة، التي وضعت اللمسات الأخيرة على العملية التي تسبق استقبال الطائرة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

الوطن في انتظار وصول أبنائه. ومطار الوطن بدولته وأجهزته، استعد في هذه اللحظات لاستقبال جثامين شهداء وجرحى سقطوا في ليلة فرح.

ريتا والياس وهيكل، ليسوا أسماء، بل قضايا وحكاية شهادة خطتها اسطنبول الغافية عن أمنها، أو المتهاونة مع إرهاب يقلق أرضها. هذا المساء يصل الأحباء، بعضهم يحمل جراحه، أما الشهداء فيحملون قضيتهم إلى العالم الداعم للارهاب.

هي لحظات عصيبة يستقبل فيها لبنان جروح فرحه، وشهداء قصدوا الاحتفال برأس السنة، فقطع الإرهاب عمرهم ومسيرة شبابهم، وأوقف دقات قلوبهم في أكثر الاعتداءات وحشية، والتي تبناها تنظيم “داعش” الذي قال إن أحد مقاتليه نفذ الهجوم باستخدام قنابل يدوية وسلاح رشاش، وإنه جاء تلبية لدعوة من زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي إلى مهاجمة المصالح التركية، وتوعد تركيا بمزيد من الهجمات.

 

جديد تغريدات د.فارس سعيد/مشاركة حزب الله في قتال سوريا يطيح بالوحدة الداخلية ولا يحمي لبنان

تويتر/02 كانون الثاني/17

**حماية لبنان من الاٍرهاب يتطلب تضامن وطني.. كلام الرئيس الحريري صحيح مشاركة حزب الله في قتال سوريا يطيح بالوحدة الداخلية ولا يحمي لبنان.

**اميركا-كندا-فرنسا تطلب من مواطنيها عدم زيارة بلدان مهددة بالرهاب ونتمنى على وزارة الداخلية وضع لوائحً مماثلة لان"الامن استباقي".

**حضور الدولة في الكوارث يفرحنا نتمنى على وزارة الداخلية ارشاد المواطنين عن البلدان والمدن المعرضة من ضمن "الامن الاستباقي"كما تفعل بلدان اخرى.

**حق قطع الاتصال وجده قانون العمل الفرنسي لحماية الموظفين خارج ساعات العمل من الرسائل النصية وغيرها المتعلقة بعملهم.

**يحق للموظفين في فرنسا وفقا للقانون ان يرفضوا استقبال اي بريد إلكتروني من قبل مشغليهم بعد الساعة ٦ مساء.

**الحق بوقف الاتصال الالكتروني.

**وضعت الحكومة في أولوياتها مسألة النفط والغاز نرجو ان تكون الإجراءات متناسبة مع محاربة الفساد الذي هو عنوان العهد!.

**مجلس الامن"أخذ علما" بالجهود المبذولة من قبل روسيا وتركيا لوقف اطلاق النار في سوريا و"شجع".

**من احدى أهداف الاٍرهاب إجبارنا على تغيير أسلوب عيشنا علينا ان لا نخاف وان لا نستجيب لمطالبهم.

**التحية لقنصل لبنان في اسطنبول هادي شميطلي على ما قام به ليل أمس ونهار اليوم لأحصاء الكارثة ومساعدة الناس.

**يؤكد إعتداء اسطنبول مرة إضافية ان التدابير الأمنية والتقنية وحدها لا تحمي الأبرياء في العالم جزء أساسي من المعركة ضد الاٍرهاب سياسية-ثقافية.

**ما حصل في اسطنبول إجرام وادانته واجب أخلاقي وانساني... رحم الله شهداء الحياة في اسطنبول.

 

يدور لبنان في حلقة جهنّمية هي الأخطر في تاريخه الحديث..

أبو أرز/فايسبوك/02 كانون الثاني/16

يبلغ المعدّل السنوي لعدد ضحايا حوادث السير على الطرقات اللبنانية ١٣ ألف ضحيّة، أي ألف قتيل و١٢ ألف جريحاً. يحتل لبنان المرتبة ١٢٠ بين ١٤٤ دولة لناحية حوادث الطرق، ويحتل المرتبة الأسوأ في مجال السلامة المرورية في العالم. دولة متخصصة في قتل شعبها، وشعبها لا يحاسبها.

يدور لبنان في حلقة جهنّمية هي الأخطر في تاريخه الحديث...

 

حزب الله هو الخطر الأكبر" وضربة استباقية ضده

الميادين/02 كانون الثاني/16/التقدير الإستراتيجي الإسرائيلي لعام 2016 -2017 يرى أن حزب الله هو الخطر الأكبر الذي يتهدد إسرائيل وضابط إسرائيلي كبير يتوقع توجيه ضربة استباقية للحزب الذي "لم يتوقف ليوم عن بناء قوته". قال ضابط إسرائيلي كبير إن إسرائيل تستعد لتوجيه ضربة استباقية لحزب الله واصفا إياه بـ"العدوّ الأكثر قوّة" في مواجهة إسرائيل. ونقل موقع "ديفينس نيوز" عن الضابط نفسه أن "حزب الله لم يتوقف ليوم عن بناء قوته ونحن لا نريد الانتظار لليوم الأول للحرب".وقال الضابط إن "حزب الله يواصل الاستعداد للمواجهة المقبلة مع إسرائيل ما يزيد من احتمال حصول حرب خصوصاً إذا ما رأت إسرائيل ضرورة القيام بعملية استباقية". كلام الضابط الإسرائيلي تزامن مع صدور التقدير الإستراتيجي لإسرائيل لعام 2016 -2017 والذي خلص إلى أن حزب الله لا يزال يتصدّر سلّم التهديدات بالنسبة لإسرائيل تليه كل من إيران وحركة حماس. ووفق التقدير الصادر عن مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي فإن "حزب الله لا يزال التهديد التقليدي الأخطر على إسرائيل مع امتلاكه صواريخ دقيقة أكثر فتكاً من السابق تصل إلى كل المديات، وطائرات من دون طيار هجومية وانتحارية، وصواريخ ساحل-بحر متطورة، ودفاع جوي من أفضل الصناعات الروسية، ووحدات برية مدرّبة على السيطرة على مستوطنات في إسرائيل". وأوصى التقدير بإبداء جهوزية عسكرية لمواجهات واسعة النطاق مع حزب الله وحماس، مع تطبيق عِبَر المواجهات السابقة والسعي لتقليص مخاطر اندلاع هذه المواجهات. ورأى أن "الاحتمال الرئيسي للتصعيد مع حزب الله يكمن في عمليات الجيش الإسرائيلي لوقف شحنات السلاح المتقدم إلى الحزب، ومن سعي إيران وحزب الله للتمركز في الجولان ومهاجمة إسرائيل من هذه الجبهة" مضيفاً أنه "يتعيّن على إسرائيل القيام بفحص متواصل لسياستها في هذا المجال، بهدف مواصلة تقليص عمليات نقل السلاح النوعي إلى الحزب، ومخاطر التصعيد الناجم عن ذلك. كما يجب على إسرائيل مواصلة تحسين وتنقيح المعلومات الاستخبارية التي تملكها عن التشكيلات العسكرية الرئيسية للحزب بغية تمكينها من ضربها بنجاعة وسرعة عند صدور الأمر، بواسطة النار والمناورة الجوهرية، بما يخدم تحقيق أهداف الحرب". وعلى مستوى كيفية التعامل مع الحكومة اللبنانية أوصى التقدير بأن "تلائم إسرائيل خططها مع العلاقات المستجدة بين حزب الله وحكومة لبنان، وأن تشتق منها كيفية تعاملها مع لبنان وبنيته التحتية". "إيران هي التهديد الثاني من حيث خطورته على إسرائيل"، إذ اعتبر التقدير أن إسرائيل ستواجه "إيران أكثر خطراً في المدى المتوسط والطويل مع شرعية عالمية لبرنامج نووي واسع وغير مقيّد، بالرغم من أن الاتفاق النووي يمنح إسرائيل نافذة فرص على المدى القصير" لافتاً إلى "أن إيران وحلفاءها يتمركزون في الساحة القريبة من إسرائيل على خلفية الحرب في سوريا". وحلّت حماس ثالثة بين التهديدات التي تشكل خطراً على إسرائيل حيث لفت التقدير إلى احتمال حصول مواجهة ولو أن "الطرفين غير معنيين بذلك، بسبب تصعيد يخرج عن السيطرة لحادثة موضعية، أو بسبب ضائقة اقتصادية- اجتماعية عميقة في القطاع قد تنفجر في وجه إسرائيل" لافتاً إلى أن حماس "مردوعة لكنها تواصل بناء قوتها". من جهة ثانية قال التقدير إن "مساحة المصالح المشتركة بين إسرائيل وما وصفه بـ"العالم العربي البراغماتي" مشيراً إلى "أن اكتشافات الطاقة تساهم في تحسين اقتصاد إسرائيل وقد تساهم أيضاً في تحسين علاقتها مع دول أخرى". وأضاف "إن إسرائيل لا تتدخل على نحو فعال في الصراع الإقليمي والصراع بين الدول الكبرى في سوريا" وهي "اتبعت إزاء النشاط العسكري للولايات المحتدة وروسيا في المنطقة سياسة مقيّدة تقوم على عدم التدخل من خلال المحافظة على المصالح الحيوية".

 

لقاءات جرت خلف الاضواء بين"القوات و"حزب الله"

الراي//02 كانون الثاني/16/أكدت مصادر وزارية ان الهدوء الذي يجري عبره التحضير لزيارة رئيس الجمهورية ميشال عون للسعودية يعكس ملامح المناخ الجديد في لبنان بحيث تراجعتْ الى حدود واسعة ظواهر المعارك الكلامية والإعلامية بين القوى السياسية حول كل شاردة وواردة، بل ثمة مناخ يجري عبره التهيئة مثلاً لتقارُب بين"القوات اللبنانية" و"حزب الله" والبعض يتحدث عن لقاءات تمهيدية جرت خلف الاضواء عبر وسطاء بين الفريقين.

 

حسين يوسف: الوسيط الجديد جدي وقد يكون فاعلا أكثر من سابقيه

الاثنين 02 كانون الثاني 2017/أكد حسين يوسف ٬ والد العسكري المخطوف لدى “داعش” محمد يوسف ، أن الوساطة التي يقودها الوسيط الجديد “تبدو جدية تماما وقد تكون فاعلة أكثر من الوساطات السابقة”٬ لافتا إلى أن هذا الوسيط “تسلم الملف منذ نحو شهر ولكن حتى الساعة لم تتضح نتيجة الإتصالات والتحركات التي قام بها”.وأ ّكد يوسف في تصريح إلى صحيفة “الشرق الأوسط”، “وجود إتصالات ولقاءات مستمرة بين أهالي العسكريين المختطفين واللواء عباس إبراهيم ، الذي يتكتم على كثير من المعطيات حرصا على إتمام مهمته بنجاح”.ولفت يوسف إلى أنّه ونظام مغيط ٬ شقيق المعاون أول المختطف لدى “داعش” إبراهيم مغيط ، زارا القصر الجمهوري في بعبدا لتنسيق لقاء مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون .

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

فرنجية استقبل في بنشعي وفدا من حزب الله

الإثنين 02 كانون الثاني 2017 /وطنية - استقبل رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، في دارته في بنشعي، وفدا من "حزب الله" قدم له التهاني بالأعياد، ضم المعاون السياسي للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله حسين خليل ورئيس لجنة الارتباط في الحزب وفيق صفا. وقد عقد اجتماع في حضور وزير الأشغال العامة والنقل المحامي يوسف فنيانوس وطوني سليمان فرنجية، تخلله بحث في كل القضايا على الساحة اللبنانية لاسيما قانون الانتخاب.

 

مقتل امين بكري في لاوندا انغولا برصاص مجهولين

الاثنين 02 كانون الثاني 2017 /اصيب المغدور امين بكري من بلدة صير الغربية بعدة طلقات نارية في مكان اقامته في "لاوندا انغولا" وفارق الحياة على الفور ولم تعرف اسباب الحادثة. ونعت حركة "امل" المغدور وتقدمت من عائلته وسائر المغتربين والمقيمين من اهل صير الغربية بأحر التعازي .

 

حلفاء سوريا يطالبون “حزب الله” بالإصرار على النسبية لتأمين تمثيلهم في البرلمان

المصدر: السياسة الكويتية/03 كانون الثاني/17/تعقد حكومة الرئيس سعد الحريري الثلثاء أول جلسة رسمية لها بعد نيلها ثقة المجلس النيابي، وعلى جدول أعمالها ملفات عدة من بينها مراسيم النفط المرحّلة من عهد الحكومة السابقة، والبحث في إمكانية تعيين رئيس جديد لهيئة “أوجيرو” للاتصالات خلفاً لعبد المنعم يوسف، من دون استبعاد إثارة موضوعي قانون الانتخابات والموازنة، في حين أبلغت “السياسة” مصادر وزارية، أن رئيس الجمهورية ميشال عون، سيبلغ مجلس الوزراء عزمه على زيارة المملكة العربية السعودية مطلع الأسبوع المقبل على رأس وفد وزاري رفيع، في إطار العمل على تفعيل العلاقات اللبنانية – السعودية والخليجية عامة، مشيرة إلى أن هذه الزيارة تكتسي أهمية بالغة، حيث ينظر إليها لبنان بكثير من الاهتمام، لإعادة تصويب مسار علاقاته مع أشقائه الخليجيين. وشددت المصادر على أن اختيار رئيس الجمهورية المملكة كأول بلد يزوره بعد انتخابه، رسالة واضحة على حرص لبنان على عمقه العربي وأنه ملتزم بخياراته العربية في إطار الجامعة العربية، وأنه يعوّل كثيراً على هذه الزيارة لفتح صفحة جديدة مشرقة مع المملكة ومع سائر دول مجلس التعاون الخليجي. وفي إطار المناقشات الجارية بشأن قانون الانتخابات النيابية، علمت “السياسة” من مصادر وثيقة الصلة بما يدور في الكواليس السياسية، أن الأحزاب الموالية للنظام السوري في إطار ما يُسمى بـ”قوى 8 آذار”، تُجري في ما بينها اتصالات مكثفة بعيداً من الأضواء مع قيادة “حزب الله” ومع اللواء السوري علي المملوك، بهدف حفظ حقها بأي قانون انتخابات يتم التوافق عليه، وهي تعتبر أن قانون النسبية الشاملة، هو القانون الذي يؤمن لها تمثليها في الانتخابات النيابية التي ستجري بعد ستة أشهر، باعتبار أن مشروع القانون المختلط بين الأكثري والنسبي، لا يوفر لها حظ النجاح في أية انتخابات، لأنه سيُبقي الناخب تحت تأثير القوى السياسية التي تتحكم بمفاتيح اللعبة الانتخابية، ولن يسمح لهم بالوصول إلى الندوة النيابية. وعُلم أن القوى المشار إليها، وجهت مجموعة رسائل لـ”حزب الله” في هذا الصدد، تطلب إليه عدم التخلي عنها، لأنّ ساعة الفرج أصبحت قريبة على حد قول البعض منها، باعتبار أن النظام السوري سيولي الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان اهتماماً خاصاً، بالرغم من الأحداث في سورية، في وقت أشارت معلومات إلى أن “حزب الله” طمأن حلفاءه بعدم التفريط بهم وأنه سيخوض الانتخابات النيابية، إذا ما حصلت جنباً إلى جنب معهم، متمنياً عليهم الوثوق به وعدم خلق بلبلة في هذا الموضوع، تجعل الفريق الآخر غير متساهل حيال اقتراحه بالنسبة لقانون النسبية الشاملة.

 

لكم أديناكم واتركوا لنا انسانيتنا

عصام صالح/جنوبية/02 كانون الثاني/16/بلغ فينا الحقد على بعض دركاً لم نألفه بلغنا مرحلة من الانحطاط حتى في شماتة الموت هي مجزرة بكل ما لكلمة مجزرة من معانٍ مؤلمة حادثة تركيا وما نتج عنها من ضحايا بين شهداء و جرحى مجزرة وانقسمنا على انفسنا عامودياُ و افقياً بين مترحمٍ وبين شامت بين باكٍ وبين لاعنٍ حتى انقسمنا ان نسميهم شهداء او قتلى. تأتيك الطامة الاولى من رجل دينٍ يعتبر نفسه ركناً في اركان حراس هيكل الدين يفتي بحرمة الاحتفال بالأعياد الميلادية كأنما ميلاد السيد المسيح ليس بميلاد رسولٍ من رسل الله ويتبعه بعض المتعامين عن كل شيئ الذين لعنوا الضحايا لا لسببٍ الا لكونه كانوا يسهرون في حانة ليلةٍ واللاعنين شملوا جميع الطوائف دون استثناء وتتفاجأ بإعلاميٍ في احدى المحطات يشمت بالمجزرة و بالضحايا لا لشيئٍ الا لكونها في تركيا والطامة الكبرى تأتيك من إعلاميٍ معروف حين يصف ما حدث أنه مؤامرة على المسيحيين. هل شبعتم اراء و انقسام ام بعد؟هل لاحظتم انكم جميعكم تتحدثون عن الضحايا وتناسيتم الجلاد؟نسيتم القاتل؟ نسيتم الارهاب؟ لم نسمعكم تتكلمون عن سبب العمليات الارهابية في تركيا التي هي من الممكن ان تكون ثمناً لخروج تركيا من العباءة الاميركية و تفاهمها الأخير مع روسيا مع استبعاد لايران عن هذا التفاهم ؟ أيّها الكارهون للحياة ما سمعنا اعلامياً يعزي تركيا كما تباكيتم معزين فرنسا والمانيا؟ وأيها الشامتون أنسيتم ان المسيحية هو دين السلام و الاسلام هو دين المحبة أهذا ما نادت به أديانكم؟ اشمتوا وإقسوا وإقتلوا أهالي الشهداء مرة ثانية و زيدوا في آلام وأوجاع أهالي الجرحى. أهذا ما نادت به اديانكم؟ ان كانت هذه تعاليمكم وعلمكم فاسمحوا لنا لكم اديانكم لكم تعاليمكم ولنا انسانيتنا. انسايتنا التي علمتنا ان نبكي على فقدان شاب و نحزن لفراق شابة ونتألم لالم من نراه.

 

بعد أن شتم ضحايا إسطنبول.. أوقفته قوى الأمن الداخلي

موقع ليبانون ديبايت/الاثنين 02 كانون الثاني 2017 /أوقف مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية التابع لقوى الأمن الداخلي المدعو رمزي القاضي الذي ورد في حسابه على تويتر عبارات مسيئة لضحايا هجوم اسطنبول. وتقوم المديرية حالياً بالتحقيق معه لمعرفة حقيقة ما ورد على حسابه. ومما كتبه القاضي أمس "روحة بلا رجعة ماتوا سكرانين مع عربدة إلى الجحيم"، "الله لا يردكم إلى جهنم وبئس المصير"، "ميتة السوء إلى جهنم وبئس المصير"، "ماتوا في خمارة بعد ممارسة العربدة والسكر الشديد...". كما علق على تخصيص طائرة للميدل إيست لنقل الوفد الرسمي وأهالي الضحايا مجانا، بالقول: "شو هالكرم من شركة النهب ميدل إيست". إضافة إلى هجومه بكلام ناب على وسائل إعلام ومغردين

 

كيف اصبحت حال ابنة النائب اسطفان الدويهي؟

ليبانون فايلز/الاثنين 02 كانون الثاني 2017 /أفادت معلومات خاصة لموقع "ليبانون فايلز" من المستشفی التركي التي تعالج فيه ابنة النائب اسطفان الدويهي بشری ويغص بابناء زغرتا انها تتحسن بشكل ملحوظ وهي تحدثت صباح البوم مع والدها وأخبرته عن مشاهدتها للحظة الهجوم الارهابي . وافاد ذوي بشری لموقعنا ان وضعها اليوم بات أقل حرجا وخطورة من الامس .

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران.. هدف واحد وسيناريوهات متعددة

أبوظبي - سكاي نيوز عربية/الاثنين 02 كانون الثاني 2017 /لم تتردد السلطات البحرينية بعد أحداث سجن “جو” يوم أمس، في توجيه أصابع الاتهام إلى إيران. فقد أظهرت أولى التحقيقات تورط طهران في العملية، كما حدث ذلك في سيناريوهات كثيرة ومتكررة، سواء في البحرين، أو في دول الجوار العربي. وأصبحت طهران تجاهر بخططها وأهدافها، وأصبح محيطها الإقليمي والدولي مقتنعا بأن سياسة تصدير الثورة تجاوزت لدى الإيرانيين دائرة الطموحات إلى دائرة الأطماع. وقبل نحو ثلاثة أسابيع من الهجوم على سجن جو، سجلت دول مجلس التعاون الخليجي من العاصمة البحرينية، إدانة متجددة للتدخل الإيراني في شؤونها. في قمتهم الأخيرة تلك، تمسكت دول المجلس بموقفها المطالب بتغيير في سياسة طهران الساعية لزعزعة أمن واستقرار المنطقة تنفيذا لأجندتها المعلنة بتصدير الثورة. وأكدت رئيسة الحكومة البريطانية، تيزا ماي، ضيفة القمة الخليجية حينها، على الموقف الدولي الداعم للمطالب الخليجية والرافض للتهديد الإيراني للاستقرار المنشود في المنطقة. وعود مماثلة تكررت من على منابر متعددة في كل مرة يعلو فيها الصوت الخليجي لإدانة ما جرى ويجري على أراضي دول مجلس دول التعاون وفي جوارها بتخطيط وتنفيذ بأذرع إيرانية. وترفض طهران الاعتراف باتهامات جيرانها، متناسية اعترافات صريحة لكبار مسؤوليها في مناسبات مختلفة. منها ما كرره المرشد الإيراني بنفسه متوعدا ببذل كل المستطاع لدعم “الشعوب المستضعفة” في المنطقة، في تصريحات تتشابك فيها السياسة بالطائفية. فأما الاعتراف الذي يبقى عالقا في الأذهان ذلك الذي سجل لقادة الحرس الثوري وأقر بتحكم طهران بأربع عواصم عربية، وهي صنعاء ودمشق وبغداد وبيروت. خارطة معلنة، تحدد جزءا من أطماع طهران الحقيقية في محيطها، فيما أذرعها الممتدة في الأرجاء، تحاول رسم المعالم المتبقية. لكن الحقائق يدركها ويتحصن لها المحيط الخليجي أولا والعربي ثانيا. محددا شروطه للمرحلة المقبلة، شروط لا تراجع عنها، كما قال وزير الخارجية السعودي قبل أسابيع. على إيران أن تبدأ بتغيير سياساتها وإلا فالعلاقات الطيبة معها مستحيلة.

 

مقتل احد قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا

/الاثنين 02 كانون الثاني 2017 /اعلنت وكالة انباء فارس الايرانية عن مقتل العميد غلام علي قلي زادة احد قادة الحرس الثوري الايراني في سوريا. وقالت وسائل إعلام إيرانية امس إن أحد قادة الحرس الثوري الإيراني قتل خلال مشاركته في العمليات العسكرية الجارية في سوريا. وذكرت وكالة فارس أن العميد غلام علي قلي زادة قتل في إطار مشاركته في المهام الاستشارية للحرس الثوري في مكافحة الجماعات الإرهابية في سوريا. وأوضحت الوكالة أن قلي زادة كان أحد قادة الحرس الثوري في سوريا مشيرة إلى أنه توجه إليها منذ بدء الأحداث فيها، مشيرة إلى أن غلام كان من مقاتلي الحرس الثوري في الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988).

 

مقتل أكثر من خمسين شخصا في تمرد داخل سجن في البرازيل

الإثنين 02 كانون الثاني 2017 /وطنية - أفادت وسائل إعلام برازيلية أن أكثر من خمسين شخصا، لقوا حتفهم ليل أمس، خلال تمرد داخل سجن في مدينة ماناوس في ولاية أمازونيا شمالي البرازيل. وقال وزير الأمن العام في ولاية أمازونيا في سيرجيو فونتيس أن "الحصيلة الأولية للمواجهات التي اندلعت بين رجال الشرطة وأفراد عصابات داخل السجن، تتراوح ما بين خمسين إلى ستين قتيلا".

 

ايران تنفي تلقيها دعوة من الرياض لمناقشة عودة حجاجها

الإثنين 02 كانون الثاني 2017/وطنية - نفت ايران ان تكون تلقت دعوة من السعودية لمناقشة عودة حجاجها في الموسم المقبل من الحج في مكة المكرمة بعدما قاطعت ايران تلك المناسك العام الفائت على خلفية توتر بين البلدين. وقال رئيس منظمة الحج الايرانية حميد محمدي كما نقلت عنه وسائل الاعلام "بخلاف المعلومات التي نشرتها وسائل الاعلام، لم نتلق اي دعوة من جانب السعودية". وأعلن وزير الحج السعودي محمد بن صالح بنتن الجمعة سلسلة لقاءات مرتقبة مع أكثر 80 بلدا، بينها إيران، لمناقشة الترتيبات المتعلقة بتنظيم الحج العام المقبل. ونقلت صحيفة "الحياة" السعودية عن الوزير قوله إن وزارة الحج والعمرة قدمت دعوة "لوفد شؤون حجاج إيران للقدوم إلى المملكة" من أجل التحضير لموسم الحج المقبل المرتقب في خريف العام 2017.

 

تنظيم الدولة الاسلامية يتبنى اعتداء اسطنبول

وكالة الصحافة الفرنسية/الإثنين 02 كانون الثاني 2017/اعلن تنظيم الدولة الاسلامية الاثنين مسؤوليته عن الاعتداء الذي استهدف ملهى ليليا ليلة عيد رأس السنة في اسطنبول. وجاء في البيان الذي تم تداوله على حسابات جهادية على مواقع التواصل الاجتماعي أن "جنديا من جنود الخلافة الابطال" هاجم "احد أشهر الملاهي الليلية" في اسطنبول بالقنابل والسلاح الرشاش. وأدرج التنظيم العملية في اطار "سلسلة العمليات المباركة التي تخوضها دولة الاسلام" ضد تركيا، مشيرا الى انها رد على "دماء المسلمين التي تسفك بقصف طائراتها ومدافعها"، في إشارة إلى التدخل التركي في شمال سوريا المستمر منذ اربعة أشهر. واتهم التنظيم المتطرف في بيانه تركيا بأنها "خادمة الصليب" و"حامية الصليب"، مدعيا أن الهجوم أوقع "مئة وخمسين بين قتيل وجريح". وقتل 39 شخصا بينهم أكثر من عشرين من الاجانب معظمهم عرب في اعتداء اسطنبول عندما فتح مسلح النار في ملهى ليلي أثناء الاحتفالات بعيد رأس السنة.

ولا تزال السلطات التركية تبحث عن المشتبه فيه بتنفيذ الاعتداء. وكانت أشارت إلى الاشتباه في أن المسلح مرتبط بتنظيم الدولة الاسلامية وانه ربما من آسيا الوسطى.وشهدت أنقرة واسطنبول ومدن تركية اخرى سلسلة اعتداءات في العام 2016 نسبتها السلطات الى المتمردين الاكراد او تنظيم الدولة الاسلامية واوقعت المئات من الضحايا.

 

32 قتيلا على الاقل بتفجير انتحاري بسيارة مفخخة في شمال شرق بغداد

وكالة الصحافة الفرنسية/الإثنين 02 كانون الثاني 2017/قتل 32 شخصا على الاقل واصيب 61 اخرون بجروح الاثنين في تفجير نفذه انتحاري على متن سيارة مفخخة في مدينة الصدر في شمال شرق بغداد، بحسب حصيلة جديدة للشرطة العراقية. واستهدف التفجير تجمعا لعمال مياومين عند مدخل المدينة التي تسكنها اغلبية شيعية وتتعرض بشكل مستمر الى تفجيرات دامية. كما ياتي بينما يقوم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بزيارة الى بغداد. وكانت حصيلة سابقة افادت بمقتل 17 شخصا.واظهرت صور تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي عمودا من الدخان الاسود وعشرات الجرحى المضرجين بالدماء الذين يتم اجلاؤهم. وقال عقيد في الشرطة ان عدد القتلى بلغ 32 واصيب 61 اخرون بجروح وهو ثاني تفجير دامي يضرب بغداد خلال الايام القليلة الماضية. وقتل حوالى ثلاثين شخصا على الاقل السبت في اعتداءين انتحاريين متزامنين في سوق مزدحم في بغداد وهو كان اسوء هجوم منذ شهرين في العاصمة العراقية قبل ساعات من انتهاء العام، واعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عنهما.ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها على الفور، لكن تنظيم الدولة الاسلامية دائما ما يتبنى التفجيرات الانتحارية.

 

هولاند: محاربة داعش في العراق يسهم في حماية بلادنا من الارهاب

الإثنين 02 كانون الثاني 2017 /وطنية - اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بغداد امام الجنود الفرنسيين الذين يدربون القوات الخاصة العراقية ان "التحرك ضد الارهاب في العراق يسهم ايضا في حماية بلادنا من اعمال ارهابية".

واضاف هولاند، في المرحلة الاولى من زيارته الى العراق ان "اي مشاركة في اعادة الاعمار في العراق تؤمن شروطا اضافية لتفادي ان يشن داعش اعمالا على ارضنا".

 

جنسيات الضحايا الأجانب في اعتداء اسطنبول

الإثنين 02 كانون الثاني 2017/وطنية - قتل أكثر من عشرين شخصا معظمهم من العرب في اعتداء اسطنبول الذي أوقع 39 قتيلا. وأفادت القنصلية السعودية في اسطنبول، عن مقتل 5 سعوديين في الاعتداء من غير أن تورد عددهم واصيب 11، كما قتل 3 اردنيين وأصيب 4 بجروح، وفقا لوزارة الخارجية الاردنية. كما قتل 3 عراقيين وفقا لوزارة الخارجية العراقية. وقتل تونسيان هما رجل اعمال وزوجته التي تحمل ايضا الجنسية الفرنسية. وبحسب السفير الفرنسي في تونس فان مقتلهما ادى الى حرمان رضيعة عمرها خمسة اشهر من والديها، ومغربيان قتلا واصيب 4 بجروح، وفقا لوزارة الخارجية المغربية.

وافادت الوكالة الرسمية الوكيتية عن نائب وزير الخارجية خالد الجار الله عن مقتل كويتي واصابة خمسة. ومقتل ليبي واصابة 3 بجروح، بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية الليبية. كما قتلت اسرائيلية واصيبت اخرى بجروح وفق وزارة الخارجية الاسرائيلية. وقتل هنديان هما رجل وامرأة، وفق ما أعلنت وزيرة الخارجية سوشما سواراج على تويتر، وبلجيكي - تركي وفق ما اعلن وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز. واصيب اربعة فرنسيين بجروح وفق حصيلة لوزيرة الدولة المكلفة مساعدة الضحايا جولييت مياديل. وقتلت كندية بحسب رئيس الوزراء جاستن ترودو.

 

تركيا: اعتداء اسطنبول مختلف كثيراً عن الهجمات السابقة

الاثنين 4 ربيع الثاني 1438هـ - 2 يناير 2017م/دبي – العربية.نت/قال نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان كورتولموش، الاثنين، إن اعتداء اسطنبول "مختلف كثيراً" عن الهجمات السابقة. وأضاف أن "العملية في سوريا ستستمر لحين توقف التهديد الذي تمثله الجماعات الإرهابية لتركيا"، في إشارة للحملة التي أطلقت عليها أنقرة "درع الفرات". وأكد نائب رئيس الوزراء أن حالة الطوارئ ستستمر ما دامت هناك ضرورة. وشن مسلح قيل إنه تنكر بزي "سانتا كلوز"، ليل السبت الأحد، هجوماً على مطعم في اسطنبول بسلاح رشاش مخلفاً 39 قتيلاً وعشرات الجرحى، بينما تبنى تنظيم داعش الهجوم لاحقاً. إلى ذلك، قال كورتولموش، وهو متحدث باسم الحكومة التركية أيضاً إن رئيس الوزراء، بن علي يلدريم، سيزور العراق هذا الأسبوع لبحث الحرب ضد الإرهاب وإعادة ضبط العلاقات الثنائية. كما ذكر المتحدث باسم الحكومة التركية أن السلطات تقترب من التعرف بشكل كامل على المسلح المسؤول عن هجوم المطعم في اسطنبول، معلناً اعتقال ثمانية أشخاص آخرين. وأوضح أنه "تم اكتشاف معلومات بشأن البصمات والمظهر الأساسي للإرهابي. في العملية التي تعقب ذلك سيجري العمل على التعرف عليه بشكل سريع".

 

العربي الجديد: معركة الموصل: قصف مكثف لاسترداد مناطق الجانب الشرقي

الإثنين 02 كانون الثاني 2017/وطنية - كتبت صحيفة العربي الجديد تقول: واصلت القوات العراقية، اليوم الاثنين، قصفها المكثف على الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الموصل، فيما تقوم الهندسة العسكرية بتطهير الاحياء المحررة، من الألغام والعبوات الناسفة. وأكد مصدر في القوات العراقية المشتركة، لـ"العربي الجديد"، تعرّض تجمّعات تنظيم "داعش" في الجانب الشرقي للموصل لقصف جوي ومدفعي عنيف، كاشفاً أنّ المرحلة الثانية لمعركة الموصل ستركّز على استرداد جميع مناطق الجانب الشرقي من سيطرة التنظيم، قبل الانتقال للساحل الأيمن في الجهة الغربية للمدينة. وكانت فرق الهندسة العسكرية التابعة للجيش العراقي، قد نفّذت عمليات تطهير في أحياء السلام والشيماء وسومر، والتي أعلنت القوات العراقية عن تحريرها، أمس الأحد، بحسب المصدر، لافتاً إلى وجود عدد كبير من الألغام والعبوات الناسفة التي يجب إزالتها، لضمان أمن القوات العراقية، والنازحين عند عودتهم. وقال المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي صباح النعمان، الليلة الماضية، إنّ "المرحلة الثانية لمعركة الموصل تسير وفقاً للخطط الموضوعة"، مشيراً إلى تحرير أحياء القدس الأولى والثانية، والكرامة من قبل الجهاز. وأضاف النعمان، في تصريح صحافي، أنّ "عناصر داعش لا يزالون يعتمدون على أساليبهم القديمة، كالعجلات المفخّخة، والانتحاريين، ومفارز التعويق والقنص"، مشيراً إلى استخدام التنظيم خلال الأيام الماضية، طائرات مسيرة بسيطة الصنع تحمل عبوات ناسفة، ورمانات يدوية. ولفت إلى أنّ "تعطيل خمسة جسور تربط جانبي الموصل، قد أدى إلى إعاقة تحرّكات العدو وانتقاله من جهة إلى أخرى"، مؤكداً أنّ جهاز مكافحة الإرهاب، تمكّن من تحرير أكثر من حي في الموصل. وفي سياق متصل، أعلن الجيش الأميركي، أمس الأحد، أنّ التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد "داعش"، شنّ هجوماً بالمدفعية على موقع لإطلاق قذائف "مورتور"، كان التنظيم يستخدمه لاستهداف القوات العراقية. وقالت قوة الضرب المشتركة في بيان، إنّ الهجوم لم يسفر عن سقوط مدنيين، لكنّه أحدث أضراراً محدودة في بنايتي مدرستين تقعان في موقع قريب من مكان القصف، مضيفة أنّ "التحالف الدولي يبذل جهوداً فوق العادة لحماية المدنيين". وأشارت إلى "مواصلة استهداف تنظيم داعش في أي مكان، وفي أي وقت تكون فيه حياة الشركاء في خطر، وفقاً لقانون الاشتباك المسلح"، بحسب البيان.

 

يديعوت أحرونوت: إسرائيل صادقت على اتفاق تيران وصنافير

عربي 21/02 كانون الثاني/17/قالت صحيفة يديعوت الإسرائيلية إن البروتوكول العسكري الملحق في اتفاق السلام المصري الإسرائيلي تم تنقيحه ليتضمن مسألة تحويل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، كما وافقت إسرائيل أيضا على مشروع تشييد جسر رابط بين مصر والسعودية، وفق الصحيفة. وذكرت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن وزير الدفاع موشي يعلون أقر بأن إسرائيل صادقت على القرار المصري بالإقرار بسعودية الجزيرتين الواقعتين على مضيق تيران الاستراتيجي. وبموجب هذا التغيير، سيتم إعادة ترسيم الحدود لتصبحا جزءا من المياه السعودية، بعد أن تم توقيع الاتفاق في القاهرة يوم السبت، رغم أن مصر كانت تسيطر على الجزيرتين فعليا منذ سنة 1950. وفي مقابل التنازل عن هذا الموقع الاستراتيجي في البحر الأحمر، سوف تقدم السعودية للنظام المصري حوالي 16 مليار دولار من المساعدات.

ونقلت الصحيفة عن يعلون قوله إن الجزء العسكري من اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل تمت مراجعته على ضوء هذا الاتفاق، للأخذ بعين الاعتبار التغيير الحاصل حول السيادة على هاتين الجزيرتين الواقعتين على مسافة 200 كيلومتر جنوب إيلات. كما وافقت الولايات المتحدة أيضا، باعتبارها ممثلا عن قوات حفظ السلام الدولية المنتشرة في شبه جزيرة سيناء، على انضمام السعودية إلى هذا الاتفاق، كجزء من اتفاق السلام المصري الإسرائيلي. ومن جانبها أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية أن اتفاق السلام المصري الإسرائيلي، بما في ذلك الملحق العسكري، لن يخضع للمراجعة. وهو ما يعني أن القاهرة والرياض قد ضمنتا في اتفاقهما حول الجزر إجراءات تتضمن تواصل سريان الاتفاقات السابقة والالتزامات التي ينص عليها اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، في ما يخص الجزيرتين. وأضافت الصحيفة أن إسرائيل وافقت أيضا على السماح ببناء جسر بحري يربط بين المملكة ومصر، ضمن خطة سعودية لتطوير الجزيرتين. وكانت مصر في سنة 1967 قد أغلقت مضيق تيران، في خطوة دفعت بإسرائيل لإطلاق حرب الأيام الستة. ثم بعد توقيع اتفاق السلام  في 1979، تعهدت القاهرة بالسماح بحرية الملاحة بين العقبة وإيلات.

ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع يعلون قوله إن "السعودية قدمت  للجانب الإسرائيلي تعهدات خطية بأنها ستضمن حرية مرور السفن الإسرائيلية عبر مضيق تيران. ويعد هذا الأمر بالغ الأهمية، خاصة وأن ميناء إيلات هو المنفذ الإسرائيلي الوحيد على خليج العقبة والبحر الأحمر. وتعتمد السفن التجارية الإسرائيلية على هذا المضيق بشكل كبير للمرور نحو البحر الأحمر ثم إلى القرن الإفريقي وآسيا، فيما تمر البحرية الإسرائيلية من البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس نحو البحر الأحمر لإجراء مناورات عسكرية بشكل دوري. وذكرت الصحيفة أن دبلوماسيين رفيعي المستوى كانوا قد أكدوا أن القاهرة أطلعت الجانب الإسرائيلي على سير مفاوضاتها مع السعودية، وقد قدم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقريرا للحكومة حول هذا الاتفاق قبل أسبوعين. ونقلت الصحيفة موقف عضو الكنيست تساحي هنجبي عن حزب الليكود، الذي قال إن السعوديين ملتزمون بحرية مرور السفن الإسرائيلية، وهذا التغيير لن يؤثر على جوهر اتفاق السلام بين القاهرة وإسرائيل فيما يخص الملاحة في خليج العقبة. واعتبرت الصحيفة أن الرياض من جهتها لا تزال تتعامل ببرود مع إسرائيل، حيث أكد وزير الخارجية عادل الجبير خلال تصريح له على إحدى القنوات المصرية أنه "لن تكون هنالك علاقات مباشرة بين المملكة وإسرائيل بعد نقل السيادة على الجزيرتين". إلا أن الجبير ألمح إلى احترام  بلاده للاتفاقية القائمة، حيث أضاف: "هنالك اتفاقات مبرمة والتزامات مصرية فيما يخص هاتين الجزيرتين، والمملكة ستواصل على نفس النهج". وأشارت الصحيفة إلى أن النائب هنجبي فند كل المخاوف التي ظهرت إثر هذا التطور، ورحب بهذا الاتفاق معتبرا أن الدول العربية السنية تشاطر إسرائيل عداءها للشيعة وللمحور الشيعي المكون من إيران وحزب الله، بالإضافة لعدائها للمنظمات السنية المتطرفة. وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الأمريكي أعلم مصر وإسرائيل بشكل رسمي بأنه سيراجع مهام حفظ السلام الدولية في سيناء، بما في ذلك بعض الجوانب التكنولوجية المرتبطة بنشر 700 جنديا أمريكيا في المنطقة، مكلفين بمهمة مراقبة نزع السلاح من شبه جزيرة سيناء بموجب اتفاق السلام الإسرائيلي المصري الموقع سنة 1979. ونقلت الصحيفة تصريح ضابط البحرية الأمريكية، جاف دايفس، قوله إن بلاده تعتبر أن "الخطط الموضوعة لمراقبة نزع السلاح في سيناء تجاوزها الزمن وتحتاج إلى بعض التحديث، إلا أن الأمر هنا لا يتعلق بسحب قوات حفظ السلام الدولية، بل بخفض أعدادها وتعويضها بطرق حديثة للمراقبة باعتماد التكنولوجيا". وأشارت الصحيفة إلى أن مصر تعتبر تواجد هذه القوة متعددة الجنسيات جزءا من علاقتها مع إسرائيل. ورغم أن ذلك لا يحظى بموافقة الشارع المصري، فإنه يضمن للجيش مساعدات أمريكية سنوية تقدر بحوالي 1,3 مليار دولار. كما يمثل ذلك بالنسبة لإسرائيل ضمانة إستراتيجية، خاصة أنه قبل سنتين نفذ الجنرال عبد الفتاح السيسي انقلابا على الرئيس المصري المنتخب، المنتمي للإخوان المسلمين، والمعادي لإسرائيل.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

“حزب الله” والواقعية السياسية

ناصر زيدان/الأنباء الكويتية/02 كانون الثاني/17

تختلف عدة أطراف سياسية لبنانية مع بعض توجهات “حزب الله”، خصوصا فيما يتعلق بعلاقاته الإقليمية وفي سياسته العربية والدولية، او حول دوره في بعض الأحداث التي تشتعل في المنطقة، لاسيما في سوريا. بالمقابل، لا يمكن تجاهل بعض ملامح الانفتاح الذي ينتهجه الحزب في الملفات الداخلية، كما لا يجوز المرور بعجالة على مواقفه الأخيرة من الملفات التي طرحت على الساحة اللبنانية، ذلك ان هذه المواقف ساهمت مساهمة فعالة في إضفاء اجواء من الاسترخاء، او لنقل إضفاء شيء من التفاؤل على المرحلة المقبلة. في ملف تشكيل الحكومة الجديدة التي يرأسها سعد الحريري، دفع “حزب الله” برئيس مجلس النواب نبيه بري الى الواجهة وكلفه التفاوض باسمه، كي لا يبدو الحزب أنه يفرض شروطا على التركيبة الحكومية. لكن هذا التكليف أعطى ثماره الواعدة، وحصل الحزب وحلفاؤه على معظم ما كان يريد، وانما وفقا لقواعد تسوية حبكت خيوطها بين بعبدا وعين التينة وبيت الوسط وكليمنصو. وأتت على خلفية ان عمر الحكومة قصير، كما ان بعض الأطراف المعنية لم تكابر في مواجهة النشوة التي عاشها حزب الله بعد معركة حلب، مترافقة مع احباط اصاب الأطراف الأخرى، فتعاطى الجميع بواقعية، من دون ان تبرز عوامل الانتصار هنا، وعوامل الانهزام هناك. الأهم من مرحلة التشكيل، كانت مرحلة صياغة البيان الوزاري للحكومة، كما مرحلة مناقشة البيان امام مجلس النواب والتصويت على منح الثقة.

فقد تعاطى “حزب الله” بواقعية، وكان للكلمة التي ألقاها باسمه النائب علي عمار وقع لافت إبان جلسات المناقشة، فتجنب عمار الرد على بعض التهجمات التي طالت الحزب، وقال: “لا نريد من الحكومة إلا تطبيق بيانها، والالتزام بمبادئه”. والبيان بمعظمه يسلط الضوء على التنمية ووقف الفساد وإنتاج قانون الإنتخاب ودعم الجيش والقوى الأمنية، ويلتزم بدعم المحكمة الدولية التي تحاكم قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وليس للحزب في البيان إلا فقرة تتحدث عن حق لبنان وشعبه بمقاومة الاحتلال بكافة الوسائل، وقد صوت جميع اعضاء كتلته النيابية على منح الثقة للحكومة، بينما تغيب بعض حلفاء الرئيس سعد الحريري عن الجلسة. سمة الواقعية السياسية التي غلبت على مواقف “حزب الله” في الفترة الأخيرة، كانت واضحة في الانعطافة الإيجابية التي برزت في خطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، عندما أشار الى ان الحزب يتوقف بجدية عند هواجس البعض فيما يتعلق بقانون الانتخاب، خصوصا ان الحزب كان يطالب بتطبيق نظام النسبية الشاملة في كل لبنان، وهذا الأمر يرى فيه عدد من الأحزاب والطوائف استهدافا، نظرا لخصوصية الأوضاع القائمة حاليا، وباعتبار ان النظام النسبي يطبق عادة في الأنظمة التي تعتمد المساواة الكاملة بين المواطنين من دون اي اعتبار للتوزيعات الطائفية او المذهبية.

زيارة وفد “حزب الله” المؤلف من المعاون السياسي للسيد نصرالله، حسين خليل، ومسؤول وحدة الارتباط في الحزب وفيق صفا الى دارة رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، كانت محطة اساسية في سياق الواقعية التي بدا ان الحزب يعتمدها في هذه المرحلة، لأن جنبلاط يعترض على تطبيق النظام النسبي بوجود الطائفية السياسية، لأن هذا النظام يلغي خصوصيات بعض المجموعات، ويقضي على التنوع الذي يغني الحياة السياسية اللبنانية. والزيارة كانت تهدف الى ارساء تعاون مع جنبلاط حول الملفات الداخلية، لاسيما قانون الانتخاب، ولتنظيم التباينات الموجودة بين الفريقين حول الملفات الخارجية.

ان اهمية الاعتدال في مواقف “حزب الله” الداخلية واضحة، لأن الجميع يدركون ان الحزب، إذا لم يكن لديه القدرة على فرض كل ما يريد في المسائل الداخلية، الا انه قادر على تعطيل كل ما لا يريد، ذلك من جراء عوامل جيوسياسية وجيوديموغرافية وقدرات مالية وازنة يتمتع بها.

يحاول بعض الذين يحسبون أنفسهم على الحزب، تعطيل المقاربة الجديدة عنده، ولكن كلاما نقل عن مقربين من الحزب، يؤكد ان الحزب يعطي الأولوية للاستقرار الداخلي في لبنان، كما انه يعمل على استقرار العلاقات الإسلامية ـ الاسلامية، وهو يعرف احجام كل الفرقاء، القريبين منه والبعيدين عنه، بصرف النظر عن التصريحات الإعلامية.

 

عملية إسطنبول: إضعاف تركيا وتقوية إسرائيل

علي الأمين/العرب/03 كانون الثاني/17

في مطلع العام الجديد كان لا بدّ للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن يتهاتفا، لتجديد العهد على استمرار التنسيق الكامل بين دولتيهما بشأن الأزمة السورية. فبعد الحملة العسكرية الروسية التي أنقذت النظام السوري وحمت النفوذ الإيراني في سوريا، وفي سياق تنصيب روسيا نفسها كمرجعية بديلة عن المرجعية الدولية للحل المحتمل، يأتي هذا الاتصال في محاولة لتثبيت هذه المرجعية التي لا يمكن أن تترسخ بمعزل عن التنسيق مع إسرائيل.

التقاطع في المصالح الروسية والإيرانية والإسرائيلية والأميركية على صعيد الأزمة السورية، يكمن في حماية نظام بشار الأسد منذ انطلاقة الثورة السورية، هذا ما تؤكده الوقائع الميدانية والسياسية. فمنذ انكشاف استخدام السلاح الكيمياوي من قبل النظام السوري في العام 2013، واكتفاء الإدارة الأميركية بتسليم النظام السوري للمخزون الكيمياوي العسكري، بدل معاقبته على ارتكابه جريمة استخدامه، بدا واضحا أن مسألة تغيير النظام السوري مسألة ليست واردة في الحسابات الدولية، وهذا ما شجع النظام على الإيغال في ارتكاباته من الإبادة إلى التدمير والتهجير للملايين من السوريين.

ربما لم يخطر في بال الكثيرين من المعارضة السورية أن العالم يمكن أن يتجاوز هذه الارتكابات، وأنه مهما قيل عن دول أصدقاء الشعب السوري ورفضها لبقاء نظام بشار الأسد، اتضح المشهد على حقيقة أن مسألة تغيير النظام السوري أو رأس النظام ليست واردة عمليا، انطلاقا من الحسابات الإسرائيلية والتقاطعات التي تلتقي عند النظام بين طهران وموسكو وواشنطن.

من هنا تكمن خطورة الدخول التركي على معادلة المصالح والتقاطعات المشار إليها. ذلك أن الخطورة التي يتحسسها النظام السوري وطهران من التعاون التركي- الروسي، تكمن في احتمال أن يزعزع الدخول التركي صلابة المعادلة التي تحمي النظام السوري وتحصنه دوليا وإقليميا.

فتركيا التي أعادت ترتيب علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي، بالتزامن مع تراجع في العلاقة والثقة مع واشنطن، اتجهت إلى توثيق علاقتها مع روسيا إلى الحدّ الذي يمكن اعتبار تركيا أكثر انسجاما مع الدور الروسي.

من هنا يأتي استهداف إسطنبول بعملية إرهابية في أحد ملاهيها، وأدّى إلى سقوط أكثر من 40 قتيلا والعشرات من الجرحى المدنيين، ليطرح التساؤل حول الأهداف التي تقف وراء هذا الاستهداف، وهو لا يمكن فصله في الحسابات الاستراتيجية عن سياق إضعاف الدور التركي في المعادلة الإقليمية والسورية تحديدا. وهو إضعاف يصبّ دوما في سياق حماية نظام الأسد من أيّ تغيير يوفره الدخول التركي على خط الحل أو التسوية ولو في شروط الأستانة.

إذ لا يمكن لأي مراقب منصف لخارطة عمليات تنظيم داعش الا ملاحظة أن مسار عمليات هذا التنظيم دائما ما كان يصب في مصلحة هذا التقاطع الرهيب في سوريا بين الأسد وطهران وتل أبيب وموسكو وواشنطن.

ولا سيما أن تنظيم داعش وأشباهه في الميدان السوري، لم تتعدّ وظيفته الاستراتيجية خلق مبررات لاستمرار النظام السوري وبقائه. فرغم الرقم القياسي الذي حقّقه نظام الأسد في القتل والتدمير والتشريد، تقوم وظيفة تنظيم داعش على محاولة تغطية جرائم الأسد بعمليات إرهابية تحاول من خلال عمليات حرق الأسرى أو قتلهم بإغراقهم وباستعراض إعلامي مشبوه، لا غاية له سوى محاولة يائسة للقول “نحن أكثر إجراما من الأسد”.

لذا كان هذا التنظيم، منذ نشأته، يسعى إلى تبييض صفحة الأسد الدموية من جهة، وتقويض البديل الموضوعي للنظام الذي يتمثل في الجيش السوري الحر وفصائل المعارضة من جهة ثانية. من هنا لا يمكن النظر إلى نتائج استهداف إسطنبول الأخير إلا في سياق حماية المعادلة التي تحمي الأسد من أي اهتزاز.

لقد شكل عنوان تأمين المصالح الإسرائيلية في سوريا المدخل الذي اعتمدته أطراف حامت عن مصالحها في سوريا. منها إيران على طريقتها وانطلاقا من نفوذها الكامل على الحدود اللبنانية الجنوبية، أو من خلال دعم خيار النظام السوري في حماية الاستقرار على الحدود مع الجولان، إذ يمكن ملاحظة أن كل شروط المحافظة على معادلة الهدوء والاستقرار على الحدود الإسرائيلية، متوفرة بشكل لا يصدق ولا سيما من قبل أطراف تخوض معارك شرسة باسم تحرير القدس. وهو ما يؤكد حقيقة جوهرية في حسابات إسرائيل أن أكثر من يستطيع حفظ الأمن على حدودها الشمالية هو الأكثر ادّعاء بمعاداتها.

هذه لعبة النظام السوري الذي حمى احتلال إسرائيل عمليا للجولان منذ العام 1974 وهي المعادلة نفسها التي اعتمدتها إيران على حدود لبنان الجنوبية منذ العام 2006. فإسرائيل باعتبارها خبرت كل أنواع المواجهات على حدودها مع لبنان منذ تجربة المقاومة الفلسطينية والمقاومة الوطنية اللبنانية، وقبلهما وجود الجيش اللبناني، أظهرت الوقائع أن وجود حزب الله على هذه الحدود هو الأكثر انسجاما مع مشروع الاستقرار على هذه الحدود.

وكلما امتدّ الخراب في سوريا وزاد القتل والتشريد والتهجير من قبل النظام السوري والميليشيات الإيرانية، يقابله المزيد من الهدوء والاستقرار على الحدود السورية مع إسرائيل، والمزيد من الهدوء في لحظة يفترض أن تشكل فرصة لأدعياء تحرير فلسطين أو الجولان لإطلاق أكبر عملية مواجهة مع إسرائيل.

طبعا هذا من المحال لأن المطلوب ليس تحرير الجولان ولا تحرير فلسطين، بل الهدف توفير الحماية للنفوذ الإيراني في سوريا ولبنان وحماية نظام الأسد، وإزاء هذا المطلب يمكن فعل أي شيء باستثناء المسّ بأمن إسرائيل. هذا ما سارت عليه روسيا بتعزيز تعاونها مع إسرائيل، وما التزمت به إيران التي أمعنت في تدمير سوريا لتدافع عن نظام الأسد، وكانت متورطة وشاهدة على أكبر مأساة في هذا القرن، طالت شعبا من شعوب العالم.

فالحقيقة المتحققة حتى اليوم في سوريا أن بلدا عربيا ودولة من دول العالم الإسلامي يمنع عليها أن تحظى بحق اختيار نظامها السياسي، ويفرض عليها أن تخضع لدكتاتورية لا شرعية لها بعدما فقدت القدرة على حكم سوريا إلا بقوة الخارج، وفقدت القدرة على الاستمرارية لتوفير مصالح هذا الخارج إلا بوجود جيوشه وميليشياته. أزمة سوريا اليوم ومهما قيل عن أخطاء الفصائل المعارضة، تكمن في أننا أمام نظام سوري يتهالك ويتداعى وصار بحكم وظيفته، خلال مواجهة الثورة السورية، عبارة عن مجموعة مافيات مالية وعصابات قتل تفتقد الحدّ الأدنى من شروط القدرة على الاستمرار والبقاء. فالتقاطعات الإيرانية والإسرائيلية والروسية لم تعد كافية لمنع النظام من التداعي والانهيار. من هنا تبدو روسيا مدركة لهذه الحقيقة، وهي التي تحاول من خلال التنسيق مع تركيا أن تحاول إعادة إنتاج الشرعية لهذا النظام. فالدخول التركي تحت المظلة الروسية في مقاربة الأزمة السورية هو مطلب روسي، فيما تدرك تركيا أن نظام مصالحها السوري رهن الإقرار بحتمية إحداث تغيير في النظام السوري. تغيير إن لم يحصل سيجعل تركيا، من منطلق مصالحها أيضا، عرضة لانتفاء دورها وتراجعه ليس على المستوى السوري فحسب، بل على المستوى الإقليمي والدولي بالضرورة.

 

2017 عام حصاد الفوضى

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/02 كانون الثاني/17

إذا كان لي أن أتوقع شيئًا من العام 2017 فهو أن ما زُرع من «خلخلة» في الأنظمة الوطنية والإقليمية سيُحصد على المسرح الدولي. لقد تضافرت صناديق الاقتراع، وموجات اللجوء والهجرة، والعمليات الإرهابية الفظيعة، لجعل 2016 عامًا مفصليًا في تاريخ العالم. ولعله من التواضع المفيد ألا نستغرق كثيرًا في محاولات تفسير أو تحليل ما حدث. فنحن، ربما من دون استثناء، أجبن من الإقرار بأن النفس البشرية أمّارة بالسوء وأن البشر ليسوا ملائكة، فمنهم الأناني والجاهل والعنصري والعدواني. والمرء من هؤلاء سريع في إطلاق الأحكام على الآخرين لكنه لا يحاسب نفسه، ولا يقبل بتحمل نتائج خياراته وتصرفاته.

ثم مَن قال إن الديمقراطية، من حيث هي نظام تمثيلي سياسي، منزّهة عن الشوائب، وقابلة للتطبيق بوصفات جاهزة ومعايير محدّدة في كل زمان ومكان؟ ولماذا علينا القبول بمعايير محدّدة معلّبة لنظام تمثيلي يُساء تعريفه وتطبيقه أكثر فأكثر في أرقى الديمقراطيات الغربية؟ ومَن سمع طوال 2016 الخطب السياسية، وقرأ بعض التعليقات والآراء في أهم الصحف والمجلات في أوروبا وأميركا، لا شك ساوره قلق بالغ من أن بعض مَن يحاضر بالديمقراطية لا يؤمن بها ما لم تخدم مصالحه الآنية. ومنطق الأمور يقول أن لا قيمة إطلاقًا للديمقراطية في غياب الوعي، وروح المسؤولية، وإدراك واجب المحاسبة.

أخيرًا، هل الرأسمالية الجامحة هي النظام الاقتصادي الذي بنى النهضة الصناعية العالمية ورعى التقدم التكنولوجي وكان المحرك الأساسي له؟ فإذا كانت كذلك، فكيف تقف اليوم قوى اليمين المحافظ على امتداد أوروبا وأميركا (وأستراليا ونيوزيلندا أيضًا) ضد ظاهرة الهجرة الاقتصادية التي هي نتاج للرأسمالية... هي بذرتها ومبرّرها ودليل نجاحها؟ اليوم يقف كبار رأسماليي السياسة وأحزابهم اليمينية ضد هجرة الوظائف (كحالة أميركا و«شعبوية» دونالد ترامب) والعمالة الوافدة الرخيصة (كحال قوى اليمين «الانعزالي» الأوروبي)، مع أن أسس الرأسمالية كما عرفناها هي: المبادرة الفردية والعصامية، والتكلفة، والتنافسية، وإسقاط الحواجز الجمركية، والتصدي للتدخّل الحكومي في فرض الضرائب و«الإجراءات الحمائية». هذه هي المبادئ التي قام عليها الفكر الرأسمالي، والتي خاض من أجل ترويجها حروبًا، منذ الحقبة الاستعمارية القديمة في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية. والمشكلة أن عالمنا اليوم يرفض العولمة إذا كانت تعني فتح أبواب الهجرة واللجوء أمام مَن لا يريدهم، لكنه معها إذا كانت تتيح لقواه الكبرى غزو الأسواق وفرض الحمايات الأجنبية على دول العالم... المعروف بـ«العالم الثالث»! وهنا نصل إلى محطة كانت غاية في الأهمية خلال العام 2016 المودّع، هي ربط المهاجرين واللاجئين بالإرهاب، وبالأخص إذا كانوا من العالم الإسلامي.

في بريطانيا، ما كان المسلمون على رأس القضايا المطروحة في التصويت على الخروج من «الاتحاد الأوروبي» (البريكزيت)؛ إذ إن غالبية المسلمين في بريطانيا يتحدّرون من شبه القارة الهندية، ونسبة التطرّف الحركي عندهم قليلة نسبيًا، بل كان القلق الأساسي الدافع للخروج من أوروبا هو حجم العمالة الوافدة من دول أوروبا الشرقية. وفي بريطانيا، العمالة الأوروبية الشرقية عمالة رخيصة حمّلها قطاع واسع من المواطنين مسؤولية حرمانه من فرص عمل جيدة، ومنافسته على الخدمات والضمانات الاجتماعية المتوافرة في البلاد. في مناطق أخرى من أوروبا، كان الهاجس «الإسلامي – الإرهابي» أكبر، لا سيما في فرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا. ومعلوم أن الغالبية المسلمة في الدول الثلاث الأولى تتحدر من أصول أفريقية، وبالأخص شمال أفريقيا، بعضها انزلق إلى الراديكالية بفعل جملة من عوامل التهميش والاعتراض والبطالة وغيرها. وشبّت جماعات من أجيالها الشابة في «غيتوهات» داخل المدن وضواحيها الفقيرة، ما جعلها فرائس سهلة للتطرّف والانغلاق الديني والتمرد على الثقافة الغربية التي همّشتها. ومن ثَم، دخلت هذه الجماعات في حلقة مُفرغة من الصراع مع محيطها، فكلما ازداد الاعتراض زاد التهميش، وكلما زاد التهميش زاد الاعتراض، وصولا إلى العنف المسلح بل الانتحاري.

هذه العلاقة الإشكالية بين الغرب والإسلام أخرجتها العقود الأخيرة إلى دائرة الضوء بصورة غير مسبوقة.

بعد نهاية الحرب العالمية الأولى وانحسار نفوذ الدولة العثمانية، رضخت معظم الدول العربية والإسلامية في الشرق الأوسط للنفوذ الغربي. لكن المواجهة اتخذت لفترة طابعًا قوميًا، لا سيما بعد تأسيس دولة إسرائيل على الصعيد العربي، انتهت عمليًا بنهاية «الناصرية» وتوقيع كامب ديفيد. حتى شاه إيران شدّد على الهوية «الإيرانية»، وكان مصطفى كمال «أتاتورك» من قبله «المعوَل» القومي الذي هدم دولة «الخلافة» العثمانية. غير أن المد القومي تراجع في العالمين العربي والإسلامي تقريبًا بالتوازي مع تسارع خطوات التقارب والتكامل الأوروبي، وكذلك التقارب والتكامل في أفريقيا وأميركا اللاتينية وجنوب شرقي آسيا.

بعد ذلك، أنهى انهيار الاتحاد السوفياتي صراع اليسار واليمين في الشرق الأوسط، وخرج نموذج لـ«الإسلام السياسي الطائفي المسلح» من طهران الخميني... وكان من الطبيعي أن يستثير التطرف الطائفي الشيعي (الفارسي، جوهرًا وأدبيات وتقاليد) رد فعل سنّيًا لا يقل راديكالية. وحقًا، استولدت الحالتان الأفغانية («المجاهدون»، ثم طالبان) والعراقية (الغزو الأميركي وتسليمه لإيران) «القاعدة» ثم «داعش»! كل تعقيدات المنطقة اختصرتها «واشنطن باراك أوباما» خلال السنوات الأخيرة بمحاربة «داعش»، وتحت هذا الشعار «الرد فعلي» تجاهلت حقائق وحساسيات ومعضلات معقدة وخطيرة. واليوم بعدما فقدت زمام السيطرة المطلقة في الشرق الأوسط، بتنا نشهد علنًا المشاريع الإقليمية و«القيصرية» على جثث كيانات المنطقة. الفوضى داخل تركيا، المحاصَرة سياسيًا، ستكون مؤشرَ خطر كبير عام 2017، وبخاصة، إذا مضت واشنطن قدمًا برعاية مخطط «كردستان الكبرى». والفوضى التي تزرعها ميليشيات إيران الحاكمة في طهران، والمصمّمة على تدمير المنطقة العربية، لن تجد من يوقفها، ما لم تدرك القوى العالمية الكبرى – بالذات روسيا وأميركا – أنه قد يكون من الصعب لملمة تداعياتها. وأخيرًا، هناك فوضى الانهيار العربي، تحت مطرقة طهران وسندان الليكود الإسرائيلي، وبمساعدة رهانات كردية قد تكون باهظة الكلفة. وهذه الفوضى ستكون على الأرجح الوصفة المثالية لإرهاب غاضب وحاقد لا يعترف بأي حدود..

 

تساؤلات أو أحلام لـ٢٠١٧؟

رندة تقي الدين/الحياة/02 كانون الثاني/17

في مطلع عام ٢٠١٧، يتمنى كل إنسان طبيعي أن يزول الإرهاب وأن تعيش المجتمعات كلها من الشرق إلى الغرب في أمن وسلامة، وأن يكف المجرمون عن قتل الأبرياء مثلما حدث في كارثة إسطنبول ليلة رأس السنة. لكن المأساة أن هذه التمنيات تكاد تتحول إلى أحلام مع أحداث تتسم بالتأزم والتشدد والحروب وقيادات عالمية متعطشة للسلطة وللهيمنة والبقاء والانعزال. إن وقف إطلاق النار في سورية فرضه فلاديمير بوتين مشعل النار فيها مع حليفه الإيراني ليحمي نظاماً خرب بلده كي يبقى على رأسه محكوماً من أسياده الروس والإيرانيين. بوتين الذي فرض وقف إطلاق النار بعد أن أفرغ قنابل طائراته على المواطنين السوريين الأبرياء واستخدم سلاحه المتطور لدفع صناعته الحربية، هو الآن المقرر الأكبر بالنسبة إلى من يفاوض ومن يشارك في مفاوضات كازاخستان. وعلى رغم كل ما يقال عن علاقات وثيقة بين عدد من الدول العربية وروسيا، فقد استبعد أي دولة عربية عن المفاوضات، حتى أن سورية الأسد والنظام لن يكون لها أي صوت في مفاوضات آستانة، ذلك أن بوتين يقرر والأسد ينفذ. حتى إيران ستتعامل مع بوتين من منطلق أنه المقرر الوحيد في مصير سورية. نجح الأسد في حربه ضد شعبه أن يسلم بلده والمنطقة إلى روسيا وشريكها المرحلي إيران. فما هي هذه الحرب ضد الإرهاب التي يزعم بوتين والأسد أنهما يقودانها فيما يسكتان عن استعادة «داعش» تدمرَ؟ كيف يكون عام ٢٠١٧ لملايين من اللاجئين السوريين والنازحين وأطفالهم المشردين؟ وكيف يزول الإرهاب مع أجيال صاعدة من دون دراسة، منزوعين من جذورهم وبلادهم ومنتشرين في مخيمات الشرق والغرب؟ وكيف ينجح العالم في مكافحة الإرهاب المجنون والمجرم وتأتي إليه قيادات تريد عزل المسلمين وتخلط بين الإرهاب والدين الإسلامي، كأن كل مواطنيها المسلمين مجرمون؟ فاليوم ودونالد ترامب يتسلم بعد أقل من ثلاثة أسابيع الرئاسة في الولايات المتحدة، السؤال المطروح: كيف يكون عام ٢٠١٧ أفضل للعالم وهو شريك وصديق حميم لفلاديمير بوتين؟ وهل يلتزم ترامب خلال رئاسته الولايات المتحدة كل الأفكار المتطرفة التي صرح بها في حملته؟ ومن يصل إلى الرئاسة في فرنسا، هل هو فرنسوا فيون الذي أكد خلال انتخابات الحزب التمهيدية أن هنالك مشكلة في الإسلام وهناك ٦ مليون فرنسي مسلم؟ أو الكارثة الأكبر أن تصل مارين لوبن إلى الرئاسة وتطرفها وتشددها إزاء المسلمين والأجانب معروف، أو أن أمانييل ماكرون وزير هولاند السابق يفاجئ الجميع ويصل إلى الرئاسة؟ في حين لا يُعرف شيء عن مواقفه حيال هذه القضايا التي لم تظهر بعد.

الخبر المؤكد الوحيد أن الأمين العام الجديد للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش شخصية تحظى باحترام وتقدير كبيرين في الأوساط العالمية، وأنه رغم تقيد مهمته بقرار الدول الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن سيكون أكثر مهارة من سلفه بان كي مون. ولكن، عموماً هناك عدم يقين حول تغييرات قيادات وسياسات في الغرب وهيمنة بوتين وبقاء الأسد في سورية واستمرار السياسة الإيرانية المعادية في المنطقة كلها أسئلة مطروحة بالنسبة إلى السنة الجديدة التي بدأت بكارثة إسطنبول، فالتشاؤم أقوى من التفاؤل إزاء التوقعات أمام هذه التغييرات.

أما لبنان فتمكن من انتخاب رئيس للجمهورية وتعيين رئيس للحكومة وتشكيل حكومة. والسؤال يبقى: هل تتمكن هذه الحكومة من توفير أدنى متطلبات الحياة الكريمة من أمن وكهرباء ومياه واتصالات أفضل؟ هذه الأسئلة تطرح شكوكاً رغم إرادة الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري القوية التي تم التعبير عنها. لكن استطلاعات تلفزيون lbci أظهرت أن أقل من ٣٠ في المئة من المشاهدين يثق في أن الشعب اللبناني سيحصل على ما وعد به من الحكومة والرئيس. والتمني أن تظهر السنة الجديدة أن هؤلاء على خطأ وأن الأمور ستنطلق إلى الأفضل، فالاحلأم مسموحة في مطلع السنة، والأمل بأن تتحول إلى واقع.

 

معنى بقاء إيران في… سوريا!

صالح القلاب/02 كانون الثاني/17/الجريدة الكويتية

ستبقى إيران ، حتى إن بقي “البعض” يدافع عنها ويواصل تغطية وجهها بأجمل المساحيق، تشكل خطراً فعلياً على هذه المنطقة واستقرارها، وخاصة بعد تثبيت أقدامها في العراق وسوريا ، فضلاً عن لبنان من خلال “حزب الله”، لذلك علينا أن نفتح عيوننا جيداً، فالمثل يقول: “من مأمنه يؤتى الحذر”، وخاصة أنه إذا تمكن الإيرانيون من ترسيخ أقدامهم في هاتين الدولتين العربيتين، فإن العديد من الدول العربية ستصبح مهددة بصورة جدية وفعلية. منذ حوالي عشرين عاماً، وربما أكثر، حاولت إيران – وهذا قلته وكتبت عنه مرات عدة – بالأساليب الناعمة وأيضاً بالتهديد والوعيد إقناع الزعيم الكردي مسعود البارزاني بمنحها “كاريدوراً” برياً عبر الإقليم الكردستاني في شمالي العراق يربطها جغرافياً بالأراضي السورية، لكن رئيس هذا الإقليم واجه كل المحاولات الإيرانية الدؤوبة بالرفض القاطع، لمعرفته بما سيشكله هذا الممر من خطر على مشروع الأكراد الوطني والقومي، إن في العراق أو إيران أو تركيا، سواء الآن في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة، أو على المدى البعيد. لكن الإيرانيين، رغم كل هذا الرفض الكردي الحاسم، بقوا يحاولون، إنْ بـ”الدبلوماسية الناعمة”، وإنْ بالتهديد والوعيد، حَمْل مسعود البارزاني على الاستجابة لمطلبهم هذا، ثم بالتأكيد سيواصلون محاولاتهم هذه، حتى بعدما وصل احتلالهم العسكري ووصلت هيمنتهم السياسية إلى سورية بعد العراق، فالإقليم الكردستاني، حيث أوجد قاسم سليماني لطهران قاعدة متقدمة في السليمانية، يعد المعبر الاستراتيجي بين الدولة الإيرانية والدولة السورية والدول المجاورة القريبة، وصولاً إلى شواطئ المتوسط الشرقية.

لهذا، فإن هذه “التسوية”، التي طرحها الروس والأتراك لإنهاء الأزمة السورية، على أساس “جنيف1” والقرارات الدولية المتعلقة بإنهاء هذا الصراع الذي بدأ في عام 2011 ووصل بسبب التدخلات الخارجية إلى ما وصل إليه، لا يمكن أن يكتب لها النجاح ما لم يتم إخراج الإيرانيين، سياسياً وعسكرياً وميليشياوياً، من كل الأراضي السورية، فبقاء هؤلاء سيشجع نظام بشار الأسد على مواصلة المناورات والألاعيب التي اتبعها، ولا يزال، وخاصة بعد أزمة “الضربات الكيماوية” المعروفة، والتي نظراً لميوعة ورداءة أداء الإدارة الأميركية، بقيادة باراك أوباما، أبقته حتى الآن، بعدما كان على وشك الانهيار النهائي!

وهكذا، فإنه يجب التركيز، إن بالنسبة للمعارضة السورية، وإن بالنسبة لتركيا وكل الدول المعنية بهذه المسألة، ومن بينها الأردن ودول الخليج العربي، على هذا الأمر، وقد ثبت أن الإيرانيين جادون في إعادة كتابة تاريخ هذه المنطقة مجدداً، ووفقاً لما كان قائماً عندما كانت هناك الدولة الفاطمية، وكان هناك القرامطة والحشاشون، قبل أن يعيد صلاح الدين الأيوبي الأمر إلى أهله… إلى الدولة العباسية، لذلك يجب أن يكون موقفنا واضحاً، وهو أنه لا يمكن للمبادرة الروسية – التركية أن تحقق النجاح المرجو والمطلوب، ما لم يخرج الإيرانيون نهائياً من الأراضي السورية، كل الأراضي السورية، وما لم يكن هذا الخروج الخطوة الأولى للتطبيق الفعلي لهذه المبادرة.

 

الهدنة السورية بين الترقب والفشل

فراس علاوي/لبنان 360/02 كانون الثاني/17

في خطوة مفاجئة وبعد ما حصل في حلب , خرج المسؤولون في كل من تركيا وروسيا ليعلنون التوصل لإتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا بين النظام وفصائل المعارضة , الإتفاق في حد ذاته لم يكن مفاجئاً بقدر ما كانت السرعة التي تم فيها إنجازه ... البيان بصيغته الأولى كان لافتاً حسب ما ذكر أسامة أبو زيد أحد الموقعين من طرف المعارضة على الإتفاق , حيث تضمن وقفاً لإطلاق النار على جميع الأراضي السورية وإعترافاً روسياً ضمنياً بها , كذلك إطلاق العملية السياسية وفقاً لإتفاقية جنيف1 التي تتضمن تشكيل هيئة حكم إنتقالية وكذلك تم حل إشكال استهداف حركة فتح الشام باعتبارها من الفصائل غير المشمولة بالإتفاق   حيث تم تحييدها , من هذا المنطلق ظهرت بوادر للتفاؤل الحذر نتيجة لعدم الثقة والتجارب السابقة خاصة من جانب النظام الذي خرق أكثر من إتفاق سابق للهدنة ... يبدو أن هذا الإتفاق لم يعجب الإيرانيين وحلفاؤهم من حزب الله فكان ترحيب الإيرانيين باهتاً في حين لم يقبل حزب الله بالهدنة وواصل عملياته في وادي بردى , أما النظام فما كان منه إلا الإنصياع لما قرره الروس خاصة أنه بدأ يميل لقبول التفرد الروسي على حساب الإيرانيين , بعيد بداية موعد الهدنة بدأت الخروقات خاصة من جانب النظام وحلفائه في وادي بردى رغم تصريح أسامة أبو زيد فيما بعد أن العمليات توقفت لكن الأنباء لازالت متضاربة حول توقفها....

كذلك شهد إعلان الإتفاق حالة من عدم الرضى والسخط من ناشطي المحافظات الشرقية من سوريا كالرقة ودير الزور الواقعة تحت سيطرة داعش الذين رأوا فيه تخلي المعارضة عنهم وعن مناطقهم بسبب عدم إعلان الإتفاق صراحة على حماية المدنيين في تلك المناطق حيث رأوا فيه دعوة للنظام وحلفاؤه لاستهداف تلك المناطق دون تحييد المدنيين مما دفعهم لإصدار بيانات استنكار ومطالبة بتوضيحات لهذا  الأمر...

الروس الذين رأوا في الإتفاق فرصة جيدة لهم توجهوا بنص الاتفاق وقدموه كمشروع قرار في مجلس الأمن لإثبات تفوقهم في الملف السوري وبذات الوقت لتثبيت رؤيتهم باتجاه الحل السياسي ولخطف نصر سياسي يحفظ ماء الوجه وإن كان بمساعدة تركية التي ضمنت أيضاً وقوف روسيا إلى جانبها في قتالها ضد تنظيم الدولة وضد التنظيمات الكردية التي استثنيت أيضاً من الهدنة , لكن الأمر لم يكن سهلاً كما ظن الروس بل واجهوا صعوبات وإعتراضات أمريكية وغربية حول صيغة القرار الذي يعتبر مفاوضات الآستانة المزمع عقدها هي مرجعية سياسية للحل في سوريا وبالتالي تفرد الروس بهذا الحل مما دفع لإجراء تعديلات حتى يضمن الجميع مروره من عقدة الفيتو وبالفعل تمت الموافقة على القرار بصيغته المعدلة والمتضمن الاقرار باتفاق وقف إطلاق النار والموافقة عليه وتضمين مفاوضات الآستانة وإعتبارها جزء من مفاوضات الحل السياسي وأنها مقدمات للمفاوضات المزمع إستئنافها في جنيف منتصف شهر شباط القادم وإعتبار مقررات جنيف1 وما تبعها أساساً للحل .... لم تكن تلك هي المشاكل الوحيدة التي رافقت الاتفاق فقد ظهر للعلن خرق جديد للإتفاقية تمثل في الحديث أن الروس قدموا ورقتين مختلفتين لجانب المعارضة والتي تتضمن عدم استهداف مناطق تواجد جبهة فتح الشام وورقة مقدمة للنظام تتضمن عدم استثناء الجبهة من عمليات القصف وبالتالي وضعت الإتفاق في مأزق جديد , جعل رئيس الوفد المفاوض للهيئة العليا للمفاوضات في جنيف العميد أسعد الزعبي ينعي إتفاق الهدنة ويعلن أن النظام خرقها باستهداف مناطق المعارضة خاصة في وادي بردى . إقليمياً لم يصدر أي رد فعل واضح من الدول الإقليمية خاصة المعنية بالشأن السوري مثل السعودية وقطر وغيرها بالرغم من وجود ترحيب من أطراف عدة منها الإئتلاف السوري والجامعة العربية وعدد من الدول ... السؤال الذي يطرح نفسه هل تصمد الهدنة وتتحول لوقف دائم لإطلاق النار أم أنها ستلحق بسابقاتها .. هذا السؤال برسم راعيي الإتفاق الاتراك والروس الذين قدما نفسيهما على أنهما ضامنين لتحقيقه , وهل سيكون فشل الإتفاق بداية لخلاف روسي من جهة وإيراني ومعه نظام الأسد من جهة أخرى الوقائع على الأرض وخلال الأيام القليلة القادمة هي ما سوف تظهر ذلك ...

 

لماذا تطل الصين من سورية؟

محمد قواص/صحيفة الحياة/02 كانون الثاني/17

زرت واشنطن عشية الانتخابات الرئاسية الأخيرة. ومع أن جدل الساعة كان يدور حول الحملة الانتخابية، فالنقاش مع الخبراء القريبين من الكونغرس والبنتاغون، كما مع أوساط وزارة الخارجية، كان يشي بالهواجس الحقيقية لـ «أميركا العميقة» والتي تتجاوز مسألة الإرهاب والتوتر في العلاقة مع روسيا. وفي كل مرة كان النقاش يصل إلى قاع أي ملف، كان سهلاً الاستنتاج أن الصين ماثلةٌ بصفتها التحدي الأول. فلم يكن مشروع القرار الذي أعدته نيوزيلندا ومصر وإسبانيا في شأن سورية يحتاج لاستخدام الصين حقّ النقض لإجهاضه (5/12/2016). فقد كان «الفيتو» الروسي كافياً لذلك. إلا أن بكين أرادت من خلال النافذة السورية الإدلاء بدلو واضح في سعي إلى استباق ما يلوّح به الرئيس الأميركي المنتخب ضدها. لم تهضم العاصمة الصينية «ارتكاب» الرئيس ترامب محظوراً لا سابق له منذ عهد الرئيس جيمي كارتر. ولم يكن اتصال ترامب برئيسة تايوان زلة عارضة بل جاء متكاملاً ومنطقياً مع الحملة التي شنّها الرجل إبان حملته انتخابية. وإذا ما حاول نائب الرئيس المنتخب مايك بينس التخفيف من معنى التواصل الهاتفي مع تايوان ووضعه في إطار «المجاملة»، فإن واشنطن بدأت، من خلال ترامب، مصرحاً ومغرداً، التلويح بالخيارات التي يمكن أن تلجأ إليها لكبح جماح صعود الصين وما يشكله ذلك من منافسة وتهديد للولايات المتحدة.

لا يمثل ترامب انقلاباً كبيراً في سياسة الولايات المتحدة الأميركية إزاء التحدي الصيني. ربما حملت عروض الرئيس المنتخب مشهديات لافتة، إلا أن أولويات الأمن الإستراتيجي في مقاربة «الحالة» الصينية باشرتها إدارة الرئيس باراك أوباما، حتى أن الخبراء الإستراتيجيين رأوا أن «عقيدة أوباما» في مسألة «الانسحاب» من وحول الشرق الأوسط، تأتي فقط لمصلحة التركيز على جنوب شرقي آسيا وبحر الصين.

لا تخشى الولايات المتحدة في الأجل القصير من تمدد عسكري صيني يقلب الخرائط الدولية على حساب حصتها ووزنها الدوليين. بيد أن الصعود الاقتصادي المتعاظم لهذا العملاق الديموغرافي الكبير سيتطوّر حتماً باتجاه حماية المنجز الاقتصادي بأمر واقع عسكري. تكتفي الصين حالياً بتمدد جغرافي اقتصادي في آسيا وأفريقيا وحتى أميركا اللاتينية، فيما تغزو منتجاتها أسواق العالم فارضة حقيقتها كمسلّمة لم يعد الاقتصاد العالمي قادراً على مواجهتها أو حتى الدوران من دونها. وفيما حجم الاقتصاد الأميركي (16.2 تريليون دولار) لا يزال أكبر من ذلك الصيني (8.2 تريليون)، فمعدلات النمو المتسارعة للصين ستنهي تلك الفجوة خلال السنوات المقبلة. الهوة إذن ذاهبة إلى تقلص وستختفي خلال العقود المقبلة. تعرف واشنطن ذلك وتراقب الخطوط البيانية المقلقة المنبعثة من مصانع الصين ومرافئ التصدير. وتعرف إدارة أوباما كما إدارة ترامب، قيد التشكّل، أن الخطر الحقيقي على الولايات المتحدة ليس مصدره تقدم روسيا - بوتين اللافت، بل حسابات ذلك في إطار الصراع مع الصين.

وعلى رغم أن رأس جبل الجليد في التوجّس الصيني الأميركي المتبادل يأخذ تعبيرات اقتصادية، فالبلدان لا يستبعدان من خططهما الصدام العسكري ويستعدان لاحتمالاته. حتى أن مؤسسة «راند» الأميركية أعدت تقريراً لمصلحة البنتاغون يعتبر أن خسائر الولايات المتحدة نتيجة أي حرب تنشب الآن ستكون أخف بكثير من نتائجها في حال نشبت بعد 10 سنوات، ذلك أن الصين ستتمكن في 2025 من ردم الهوة بين مستويي الأداء العسكري، علماً أن في الذاكرة حرباً نشبت بين البلدين في الخمسينات في شبه الجزيرة الكورية ذهبت إلى حدّ تهديد الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور الصين باستخدام السلاح النووي بسبب النزاع حول تايوان بالذات. تستحضر الصين هذه الذاكرة في رفضها اتفاق كوريا الجنوبية والولايات المتحدة على نشر منظومة صواريخ «ثاد»، ولا تستسيغ حجج واشنطن وسيول عن أن مقاصد الأمر وقائية من أخطار كوريا الشمالية. ترامب نفسه لم يمضغ كلماته حين أعتبر أن أمر كوريا الشمالية هو في يد بكين ولا داعي للزعم بغير ذلك. وبالتالي فإن ردع كوريا الشمالية هدفه النهائي صيني، تماماً كما هي منظومة الردع الصاروخي في أوروبا ذات المقاصد «الإرهابية الإيرانية» التي لا تفهمها موسكو إلا روسية الأهداف.

لا تعرف الصين كما لا يعرف العالم العناوين الحقيقية للسياسة الخارجية لإدارة ترامب. كل ما تبني عليه العواصم توقعاتها لا يعدو، حتى الآن، كونه كومة تصريحات ومواقف وتغريدات أطلقها ترامب المرشح في موسم انتخابي يجوز فيه كل الكلام. لكن بكين التي بدأت تتفحص الوجوه الأولى لإدارة الرئيس المقبلة بدأت تستشعر ما يتجاوز التصريحات المسطحة وتخشى اعتماد إستراتيجيات عدائية تبدد الحدود الرمادية والضبابية التي كانت تدير العلاقة الملتبسة بين بكين وواشنطن. كما أن الصين أضحت تدرك أن سابقة التواصل الرئاسي بين الولايات المتحدة وتايوان ليست إلا اختباراً استكشافياً يستدرج تفحص الردود الصينية وأحجامها، بما يستدعي مقاربة الأمر بسبل أخبث تتجاوز مسائل الاحتجاج الديبلوماسي «الشديد». في أحد نقاشاتي في واشنطن مع أحد الباحثين القريبين من دوائر القرار الأميركي، اعتبر أن أمام واشنطن خيار إضعاف روسيا لشطبها من الحسابات الصينية في سياق الصراع الصيني الأميركي، أو خيار استمالة روسيا لسحبها من الرصيد الصيني في موازين القوى. ولاحظ أن الهاجس الصيني هو المعيار في الخيارين. قد تتّسق مقاربة ترامب «الودودة» مع الخيار الأخير، لكن الصين في الفيتو الأخير في شأن سورية أرادت تعظيم تضامنها الكامل مع الموقف الروسي كما تغليظ موقفها المناكف لذلك الأميركي. فمن يفتح صندوق تايوان العتيق عليه أن لا يصعق بخروج روائح لا تحتمل.

 

إنّها تسوية الخاسرين

عمر قدور/صحيفة الحياة/02 كانون الثاني/17

بقدر ما يحاول نظام الأسد إظهار نفسه كمنتصر، لا يوفر حلفاؤه فرصة لإظهاره تابعاً لا يملك زمام القرار، مع الإلحاح على تثبيت انتصارهم وحصد نتائجه. هذا بات معلوماً، والاتفاق الثلاثي بين موسكو وطهران وأنقرة هو اتفاق الأمر الواقع، حيث لا يستطيع كل طرف سوري معارضة داعميه، ما ينطبق على فصائل عسكرية تقاتل النظام، ولا تجد ظلاً أيديولوجياً أو لوجستياً تحتمي به سوى رجب طيب أردوغان، حتى عندما يغلّب الأخير مصالحه وتحالفاته الخاصة على ما كانت تجهر به تلك الفصائل حتى وقت قريب.

سورياً، هي تسوية الخاسرين ومنزوعي الإرادة. قد يُقال أن أي «حرب أهلية»، وربما أي حرب بالمطلق، خسارة للجانبين بالمعنى الإنساني، وفي الحروب الأهلية يصعب الحديث عن منتصر بالمعنى الوطني. إلا أن خسارة الأطراف السورية تتجاوز تلك العموميات، وتتجاوز العلاقة التقليدية بين أمراء الحرب وداعميهم. على نحو خاص، ينبني جزء معتبر من الخسارة على عدم وجود توازن مقبول بين خارجية هذه الأطراف وسوريتها، وعلى ارتهانها الكلي للخارج.

في الحرب الأهلية اللبنانية مثلاً، استقرت التسوية على أمراء الحرب من زعماء الطوائف. ما يميزها عن المثل السوري، على رغم النفوذ الخارجي المتعاظم، إرث من الطائفية السياسية جعل أولئك الأمراء ممثلين إلى حد مقبول لطوائفهم. ولعل الانتخابات اللبنانية، على رغم كل الانتقادات لها، تدل على تشابك تلك الزعامات مع قاعدتها الأهلية في صيغة يصعب فكّها أو الفكاك منها بسهولة.

المثل السوري مختلف لجهة وجود سلطات أمر واقع، تتعين بنظام الأسد طوال عقود، ومن ثم بتنظيمات أو ما يشبه إمارات حرب انتعشت بين 2013 و2015. ولا يخفى على المتابع انخفاض شعبية تلك التنظيمات وشرعيتها مع طول أمد سيطرتها. وهي إذ بدأت في أوج شعبيتها على أرضية معاداة النظام ومطالب التحرر منه، فقد انخفضت مع الممارسات القمعية لسلطات الأمر الواقع الجديدة. هناك أمثلة عدة على تحركات شعبية ضد سلطات الأمر الواقع الجديدة، من مناطق سيطرة «جيش الإسلام» في غوطة دمشق وصولاً إلى معاقل لـ»جبهة النصرة» في الشمال، من دون أن تعني التحركات قبولاً بعودة سلطة الأمر الواقع القديمة. في مناطق سيطرة النظام، قُضي تماماً على أي احتمال لوجود تحرك شعبي، لكن التململ والتحرك الصامتين تفضحهما اعتقالات لم تتوقف، حتى في حق معارضين قد يُصنّفون مهادنين للسلطة، وتفضحهما أيضاً انتقادات على صفحات الموالاة في وسائط التواصل الاجتماعي، إلى درجة أصبحت مصدراً لصور سرقات بيوت المدنيين بعد استباحة حلب.

وبدأ النظام أيضاً حربه على الثورة وهو في ذروة شعبيته. يصح أن نتجاوز ذلك التبسيط الذي ينص على أن التراجع في شعبية الفصائل المسلحة يصبّ في مصلحته، أو أن تدمير المناطق الخارجة عن سيطرته يضمن له الولاء، لا الخوف والصمت. تراجع شعبية النظام يعود الى أسباب عدة، أولها الثمن الباهظ المدفوع لقاء انتصار لن يأتي، وعندما أتى أخيراً جاء لمصلحة قوى خارجية. الثمن لا يقتصر على ضحايا قوات النظام، الذين فاق عددهم 100 ألف قتيل، بل يتضمن أيضاً الكلفة الاقتصادية والاجتماعية على الطبقات الأفقر، ويجوز القول أنها وقعت على الجميع باستثناء طبقة النظام وشبيحته. وكما هو معلوم، أفلت النظام وحلفاؤه شبيحتهم لاستباحة البلاد بمختلف الطرق، بما فيها المحاولات الحثيثة لإلحاق العلويين بتشيّع محافظ مختلف كلياً عقائدياً واجتماعياً.

في الضفة الثالثة من المستنقع، تبدو الميليشيات الكردية أكثر استقلالاً عن الصراع الأساسي. لكنها أيضاً تقف في صف الخاسرين، بعد استيلائها التام على القرار الكردي منذ نهاية 2012 تقريباً. فسلطة الأمر الواقع الكردية، بحكم تحالفاتها ومصالح حلفائها، مهددة بمزيد من الخسارة بعد تلاشي الأوهام التي زرعتها عن السيطرة على الشمال السوري برمته. قبل ذلك، تكفلت ممارساتها القمعية بهجرة واسعة في صفوف الأكراد، بعضها بسبب الحرب المدمرة ضد «داعش» وبعضها الآخر بسبب حملات التجنيد القسري التي لم توفر النساء أحياناً. كما فعلت سلطات الأمر الواقع الأخرى، جابهت الميليشيات خصومها بالاعتقال وقابلت تظاهراتهم بالرصاص الحي، وثمة رأي عام كردي يزداد انتشاراً يصنّفها قوةً خارجية، بحكم تبعيتها لحزب العمال الكردستاني التركي، وبسبب زجّها الأكراد في معارك لا مصلحة لهم فيها.

اللعب على وتر الغرائز القومية الشعبوية وصل إلى نهايته مع تراجع تلك الميليشيات عن تسمية «روج آفا» لمصلحة تسمية «شمال سورية»، ومع التفاهمات الروسية - التركية التي ستظهر تبعاتها على الأكراد، ومنها إنذار الميليشيات بمغادرة بعض أماكن سيطرتها الحالية.

نحن على الأرجح إزاء حالة معقدة واستثنائية، تكون فيها أطراف التسوية من السوريين في حضيض شعبيتها ومشروعيتها، وربما تنتظر ثمار التسوية لتكريسها كأمر واقع مستدام، هذه المرة بمظلة دولية وإقليمية ترسم حدوداً شبه نهائية. رهان القائمين على التسوية يكاد يتلخص في يأس السوريين، وفي ذاك التوق المبرر إلى الأمان والانتهاء من المقتلة، وربما كان رهان الأطراف المحلية مشابهاً على اكتساب المشروعية عبر التسوية، وعبر خوف السوريين من تكرار المقتلة.

المراهنة على الخوف، من جميع الأطراف المنتجة له، لن يشكل دعامة قوية للتسوية الروسية، لا فقط تضارب المصالح بين الثلاثي الراعي لها. وعلى فرض توافر القدرة التامة على فرضها فهي لن تكون أكثر من لا مركزية قائمة على تقاسم القمع في مناطق النفوذ، ربما وصولاً إلى جزء من المركز. هذا يعني إعادة إنتاج أسباب الثورة، مع سخاء أكبر في المبررات الجاهزة على خلفية العدد المهول من القتلى وهوامشهم الاجتماعية، وعلى خلفية الدمار العام وآثاره الاقتصادية. في الواقع، سيــستفيق الجميع على حقيقة أنهم دفعوا بلا مقابل، وأن مَن وعدوهم بأثمان للتضحية مستعدون للاتفاق عليهم.

في أحسن الأحوال، سيكون اتفاق المتضررين من جميع الأطراف بعيد المنال، لأن ما يُعرف بالعقل لا تدركه الغرائز بسهولة، ولأن الأطراف الخارجية ستسعى إلى ترسيخ مناطق النفوذ وتعزيز الانقسام المجتمعي السوري، أي أنها ستدفع في اتجاه إنتاج هجين من الصيغتين اللبنانية والعراقية. إذا تحققت هذه الفرضية، لا يُستبعد انكشاف التسوية الحالية على أسوأ ما في هاتين التجربتين.

 

سنة تفرّج العالم على المأساة السورية…

خيرالله خيرالله/الراي/03 كانون الثاني/17

مع نهاية السنة 2016، مرّ ربع قرن نهاية الاتحاد السوفياتي بشكل رسمي من دون ان يكون هناك من يريد ان يتعلّم من مغزى سقوط الدولة العظمى تلك وابعاد ذلك. على العكس من ذلك، هناك في طهران وموسكو من يريد تكرار تلك التجربة الفاشلة ولكن على حساب المنطقة العربية هذه المرّة. يحصل ذلك في ظلّ قرار أميركي اتخذه باراك أوباما يقوم على تفسير خاص به لما هو الإرهاب ولمن يمارس الارهاب. الإرهاب هو الإرهاب السنّي بالنسبة الى أوباما. كلّ ما عدا ذلك حرب على الإرهاب، بما في ذلك الحرب التي تشنّها ميليشيات تابعة لإيران في سوريا والعراق ولبنان على السوريين والعراقيين واللبنانيين. لم يجد الرئيس الاميركي الذي سيخرج قريبا من البيت الأبيض وقتا للتحقّق مما تقوم به ميليشيات «الحشد الشعبي» في العراق. لم يكن لديه أيضا وقت للتمحيص في ما تقوم به الميليشيات المذهبية التابعة لإيران في سوريا…

لم تكن 2016 سنة تفرّج العالم على المأساة السورية التي اكّدت حجم الاطماع الايرانية في بلاد العرب والتواطؤ الإسرائيلي مع عملية تدمير المدن العربية بشكل ممنهج فحسب، بل كشفت أيضا كم لعب باراك أوباما دورا في تغير طبيعة السياسة الخارجية للولايات المتحدة في العمق. نقل أوباما اميركا من مكان الى آخر بعدما اعتبر ان الإنجاز الوحيد الذي يستطيع تحقيقه هو الاتفاق في شأن الملفّ النووي الايراني! كشفت الحملة على حلب الكثير. كشفت حقيقة ما يدور في العالم. كشفت قبل كلّ شيء كم انّ الولايات المتحدة صارت في عالم آخر. كشفت مدى الوحشية الروسية والقدرة على استغلال الغياب الاميركي والاوروبي لاقامة منطقة نفوذ في سوريا. كشفت خصوصا القدرة الايرانية على استخدام الميليشيات المذهبية اللبنانية والعراقية والافغانية والباكستانية في حروب تصبّ في خدمة مشروع توسّعي يستهدف الهيمنة على المنطقة، بدءا بالعراق وصولا الى لبنان، مرورا بسوريا طبعا… مع تركيز خاص على اليمن. هناك تركيز إيراني على اليمن بصفة كونه خاصرة الخليج العربي ومكانا يمكن استخدامه لالهاء دول الخليج عن عملية استهداف البحرين والعراق وسوريا ولبنان في طبيعة الحال.

لعلّ الدرس الاوّل الذي يمكن استخلاصه من احداث 2016 هو انّ العالم كلّه مقبل على تغييرات كبيرة. من كان يصدّق ان المملكة المتحدة، ستخرج من الاتحاد الاوروبي؟ من كان يصدّق ان دونالد ترامب سيكون رئيسا للولايات المتحدة، آخذا القوّة العظمى الوحيدة في العالم، ومعها العالم كلّه، في رحلة الى المجهول؟

كانت 2016 سنة المفاجآت بامتياز. كان خروج المملكة المتحدة، أي بريطانيا العظمى وايرلندا الشمالية من الاتحاد الاوروبي مؤشرا الى انّ أوروبا دخلت مرحلة جديدة لا علاقة لها بالماضي. لم يعد ممكنا الكلام عن سياسة أوروبية واحدة تجاه ايّ قضية مطروحة. هناك سياسات أوروبية مختلفة في غياب القدرة، حتّى، على اتخاذ موقف موحّد من الهجرة والإرهاب واسئلة مشروعة في شأن الحدود المفتوحة التي مكّنت إرهابيا، مثل ذلك الشاب التونسي ابن الـ24 عاما الذي اقتحم بشاحنة سوقا في برلين عشية عيد الميلاد، من ان ينتهي في ميلانو حيث قضي عليه بالصدفة.

عبر الإرهابي الذي كان المطلوب الاوّل في أوروبا بعد التعرف اليه، حدود ثلاث دول هي المانيا وفرنسا وإيطاليا. لو لم يكن هناك شرطي يقظ استطاع اطلاق النار عليه، لكان لا يزال طليقا…

تغيّرت أوروبا وتغيّرت الولايات المتحدة وتغيّرت روسيا وتغيّرت ايران. صارت روسيا وايران اكثر عدائية. تغيّرت تركيا. جعل الانقلاب الذي استهدف رجب طيب اردوغان من الرئيس التركي شخصا آخر. أعاد العلاقات مع روسيا وإسرائيل. دفن كلّ ملفات الماضي من اجل البقاء في السلطة. صارت كل المعطيات الإقليمية مختلفة، خصوصا بعدما اعتبرت تركيا ان الولايات المتحدة تخلّت عنها وبعدما شهرت قوى عدّة الورقة الكردية في وجهها. لا تشبه 2016 سوى 1989، سنة انهيار جدار برلين. دخل العالم بعد 1989 مرحلة جديدة مهّدت لانهيار الاتحاد السوفياتي واستعادة دول أوروبا الشرقية حرّيتها. لم يستوعب كثيرون ابعاد تلك المرحلة. لم يفهم صدّام حسين، في ذلك الحين، ماذا يعني هذا الحدث التاريخي. حاول اللعب في الوقت الضائع. احتل الكويت معتقدا انّ هناك توازنا دوليا بين القوتين العظمتين سيحميه وانّ في استطاعته لعب دور القوّة الإقليمية المهيمنة التي لا يردّ لها طلب. لم يأخذ علما بانّ الاتحاد السوفياتي صار في خبر كان. في السنة 2016، ثمّة من يحاول اللعب في الوقت الضائع. نجحت ايران وروسيا في سوريا حيث فشل العراق في الكويت في 1990. كان الاحتلال الروسي ـ الايراني لحلب وتهجير أهلها بمثابة لعب في الوقت الضائع. ستجيب السنة 2017 بعد وصول دونالد ترامب الى البيت الأبيض عن سؤال أساسي: هل تستعيد الولايات المتحدة دور القوّة العظمى الوحيدة في العالم وتضع ايران وروسيا في مكانهما وفي حجمهما الحقيقي في وقت بات معروفا ان البلدين يعانيان من ازمة اقتصادية عميقة بسبب هبوط أسعار النفط والغاز التي اثّرت على دول كثيرة في المنطقة؟

كانت 2016 سنة الأسئلة. تبدو 2017 سنة الأجوبة في ظلّ التغيّرات الكبيرة التي يشهدها العالم. من الصعب الرهان على ان دونالد ترامب سيعيد لاميركا امجادها كما وعد في اثناء حملته الانتخابية. الأكيد ان هناك ثورة تحصل في الولايات المتحدة. كان انتصار دونالد ترامب على هيلاري كلينتون افضل تعبير عن هذه الثورة التي ليس معروفا المدى الذي ستبلغه وهل ستنعكس على السياسة الاميركية في الشرق الاوسط والخليج.

من القضايا الكبيرة، يمكن الذهاب الى القضايا الصغيرة مثل قضيّة لبنان الذي فقد الكثير من اهمّيته في ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة، خصوصا في ضوء ما يجري في سوريا التي وقعت تحت استعمارين روسي وايراني في ظل تنسيق في العمق بين روسيا وتركيا وروسيا وإسرائيل. ليس امام لبنان سوى ان يحمي نفسه. لديه رئيس للجمهورية بفضل ما قام به الرئيس سعد الحريري. لديه حكومة أيضا. هذه الحكومة ليست مثالية، بل هي ابعد ما تكون عن المثالية، خصوصا ان ليس في استطاعة أي لبناني، شريف فعلا، تجاهل تضحيات حركة الرابع عشر من آذار والضحايا الذين اغتالتهم يد الشر التي يعرف الجميع من هي. كان محمد شطح آخر الضحايا التي قدمت دماءها من اجل لبنان افضل وكي تنتصر ثقافة الحياة… هل يمكن للنواة الصالحة في الحكومة العمل على المحافظة على ما بقي من البلد ومؤسساته في وقت ليس الشرق الاوسط وحده يتغيّر بل العالم كلّه في مرحلة مخاض؟ هل تكون 2017 افضل من 2016 ام مجرّد امتداد لها. وهذا ما سيكون عليه العالم على الارجح

 

إيران… ومحاربة “الشرك والطاغوت” في سوريا

الجريدة الكويتية/03 كانون الثاني/17

هل طبقت إيران فتاوى قائد ثورتها الإسلامية، “آية الله السيد روح الله الخميني” في تأييدها للمواقف والسياسات السورية؟ موقف جمورية إيران الإسلامية من مطالب الشعب السوري بالحرية والعدالة وتقرير المصير، وثورته منذ عام 2011، وتدخلها مع حزب الله اللبناني وبقية الميليشيات الشيعية لقمع تلك المطالب، لم يكن على أسس صحيحة دولياً وإنسانياً، ولم يكن كإجراء عسكري وسياسي، مهدداً مصالح الشعب الإيراني ومسيئا على وجه الخطورة لسمعة ومكانة وتراث الشيعة عموماً، بل كان إلى جانب هذا كله متعارضا كل التعارض حتى مع آراء وفتاوى قائد الثورة الإيرانية ومؤسس الجمهورية “السيد الخميني” نفسه، كما سنرى بعد قليل! كان التدخل الإيراني تدخلاً استراتيجيا شاملا تم توظيف كل القوى والميليشيات التي يمكن الاستعانة بها، وتوج بعد حرب بالغة العنف والدمار واللا إنسانية بتدمير “حلب” عاصمة سورية الثانية وسقوطها كاملة، وهي بمثابة مدن إيران الكبرى مثل شيراز أو أصفهان أو تبريز أو مشهد! وقد رافق ذلك الهجوم الدموي الضغط على أغلب الفعاليات والأقليات الشيعية العربية والخليجية للوقوف في صف الظالمين ضد المظلومين، في تعارض صارخ مع ما يردده الشيعة دوماً في كتبهم، وفي الحسينيات من أن مدلول “مأساة كربلاء” لا يتعلق بمرحلة وقوع المأساة قبل قرون، بل يستوجب الوقوف والتعاطف مع كل طالب حق، ومناصرة كل شعب ينهض مدافعاً عن نفسه، أو مطالباً بحقوقه وحريته ضد الظلم والإكراه و”الباطل” كما يسمى عادة.

قيمة “دروس كربلاء”، كما يردد الإسلام السياسي الشيعي، وكما قال ولا يزال المتحدثون والوعاظ الشيعة منذ أن كتبوا أو اعتلوا المنابر، بل حتى مؤيدوهم الكثر من المفكرين والأدباء السنّة المتعاطفين مع “ثورة الحسين”، دلالة هذه الثورة الرمزية وتجاوبها في خطبهم ومؤلفاتهم وقصائدهم ومسرحياتهم الأدبية، مع مأساة الشعوب المقهورة وكل المظلومين. وأثمن ما في تلك الأحداث التي جرت في القرن الهجري الأول تحويل الواقعة التاريخية المحزنة، من بطون الكتب وتراكم السنين إلى “تعرية واقع معاصر”، ومن ظلم وقع بالإمام الحسين ومن معه، إلى التعاطف مع أي كوارث ومظالم تحل اليوم ببقية العرب والمسلمين، وربما كل شعب ودين، والوقوف ضد كل متجبر وظالم، أو كما ردد قادة الثورة الإيرانية مراراً ضد كل “مفسد في الأرض”.

لقد غدا هذا “المفهوم العصري” لمأساة كربلاء، وبات التوسع في تأويل ذلك الحدث التاريخي المحزن في عموم التراث التاريخي والدين الإسلامي، بمثابة ركن ثابت في الأذهان، وبخاصة في الثقافة الشيعية المعاصرة قبل أن تعصف بها المصالح العقائدية والسياسات التي جاءت بها الثورة الإيرانية.

ويعرف كل من عاصر الثورة الإيرانية أن ربط رجال الدين وقادتها ومفكريها، من السيد الخميني إلى د. علي شريعتي وآية الله المطهري، بين مأساة كربلاء والظروف السياسية والمعيشية في زمن الشاه قبل 1979 و”الحكام الظلمة” والتغلغل في الأوساط الشعبية باستخدام سائر الرموز الشيعية التراثية والمأساوية، فكان ذلك الربط من أهم أسباب بلورة الإجماع الشعبي حول الثورة والالتفاف حول قيادتها الدينية، بل تفويضها شعبيا بقيادة “مسيرة الشعب الإيراني المظلوم”، الذي صُور يومذاك بأنه يعيش في وطنه كغربة الإمام الحسين، ويعاني ظلم الطغاة أنفسهم، وتسير به هذه القيادة نحو الحرية –”آزادي”- والعدالة، والأهم من ذلك كله الإطاحة بحكم “الطاغوت” و”النظام الطاغوتي”.

راج في إيران وخارجها في سنوات الغليان والثورة وبعدها مصطلح “الطاغوت” وكذلك “النظام الطاغوتي” لوصف الشاه ونظامه الملكي، ولوصف كل نظام حكم اعتبره رجال الدين الشيعة ومعظم الإسلاميين السنة “نظاماً ظالماً” أو “غير إسلامي” أو “لا يحتكم إلى الشريعة”.

وردت كلمة “الطاغوت” مراراً في الآيات القرآنية، ومنها البقرة 256، النساء 51، النحل 36 وغيرها، وينقل “تفسير الطبري” في معاني الطاغوت “الشيطان” و”الكاهن” و”الساحر”، ويفسر الكلمة “معجم ألفاظ القرآن الكريم” لمجمع اللغة العربية، مصر 1990 بأن الطاغوت “كل ما عُبد من دون الله”، ويفسر “محمد إسماعيل إبراهيم” الكلمة في “معجم الألفاظ والأعلام القرآنية”، القاهرة 1968، فيقول: “الطاغوت يذكر ويؤنث” بمعنى الطاغي المعتدي، أو كل رأس في الضلال يصرف الناس عن طريق الخير، سواء أكان شيطاناً أم كاهناً أم ساحراً، أو هو كل ما يُعبد من دون الله من الجنّ والإنس والأصنام، وكلمة الطاغوت معربة من الحبشة”. ويفسر أحد المفسرين اللبنانيين الشيعة وهو “محمد جواد مغنية” في “التفسير المبين” آية “وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ” بمعنى “تتولى أمورهم الشياطين”، ويقول “الطبري” ملخصاً الرأي “والصواب من القول عندي في الطاغوت أنه كل ذي طغيان على الله فعُبد من دونه، إما بقهر منه لمن عبده، وإما بطاعة ممن عبده له، إنساناً كان ذلك المعبود، أو شيطاناً، أو وثناً أو صنماً، أو كائنا ما كان من شيء”.

لقائد الثورة الإيرانية “السيد الخميني”، كتيب معروف بعنوان “الحكومة الإسلامية”، احتوى أفكار القائد والإمام عن الثورة والحكومة وفق الشريعة الإسلامية، وقد طبع في مطابع “صوت الخليج” في الكويت عام 1979، طالب “الخميني” في هذا الكتاب بالتصدي للطاغوت قائلا:

علينا بمحاربة حكم الطاغوت، لأن الله تعالى قد أمر بذلك، وهو قد نهى عن طاعة الطاغوت والسير في ركابه، وعلى السلطات غير العادلة أن تخلي مكانها لمؤسسات الخدمات العامة الإسلامية، لتقوم تدريجيا حكومة إسلامية شرعية مستقرة. وقد ندبنا الله في كتابه الكريم إلى الوقوف صفا كالبنيان المرصوص في وجه سلاطين الجور، وأمر موسى بمعارضة فرعون ومقاومته. وأئمتنا وشيعتهم كانوا على مدى الأحقاب يقاومون سلطات الجور في كل مكان، ولا يهادنونها وبسبب من ذلك فقد نالهم من الخسف والأذى الشيء الكثير، يظهر لنا ذلك من خلال حياتهم التي يحدثنا عنها التاريخ”.

وأضاف السيد الخميني: “لم يكن الأئمة وحدهم في مقاومتهم لسلطات الجور، بل كانوا قد دعوا المسلمين جميعا إلى مثل ما كانوا عليه”. ( ص146-150).

والآن كيف رأى السيد الخميني، قائد الثورة الإسلامية: “الطريقة الشرعية” للتعامل مع الحكومات والأنظمة في العالم العربي والإسلامي المعاصر، ومنها بالطبع آنذاك أنظمة كالنظام السوري والنظام العراقي وغيرهما؟

قال في ص33 من الكتاب بالنص ما يلي: “الشرع والعقل يفرضان علينا ألا نترك الحكومات وشأنها، والدلائل على ذلك واضحة، فإن تمادي هذه الحكومات في غيها يعني تعطيل نظام الإسلام وأحكامه، في حين توجد نصوص كثيرة تصف كل نظام غير إسلامي بأنه شرك، والحاكم أو السلطة فيه طاغوت، ونحن مسؤولون عن إزالة آثار الشرك من مجتمعنا المسلم، ونبعدها تماماً عن حياتنا”. (ص33-34).

ولا يغرب عن البال طبعاً خطورة مبدأ التدخل بالسياسة أو القوة في شؤون الآخرين بالطريقة التي يدعو إليها هذا النص الذي يقول بصراحة: “الشرع والعقل يفرضان علينا ألا نترك الحكومات وشأنها”، وقوله “توجد نصوص كثيرة تصف كل نظام غير إسلامي بأنه شرك والحاكم أو السلطة فيه طاغوت”.

وقوله ثالثاً عن كل دول العالم الإسلام وأنظمته، “ونحن مسؤولون عن إزالة آثار الشرك من مجتمعنا المسلم”… إلخ.

وللقارئ أن يتصور حجم الاضطرابات والقلاقل والحروب التي سيبتلى بها العالمين العربي والإسلامي إن هيمنت هذه الأفكار العقائدية على سياستها العسكرية وأهدافها الدولية، حيث إن كل هذه الدول تقريبا “غير إسلامية” بمفاهيم الإسلاميين الشيعة والسنة، بل يحكمها بالمفاهيم والمقاييس نفسها “طواغيت”، وأنظمة تختلف عن “النظام الشرعي” و”الحكومة الإسلامية”.

ولنتجاوز الآن كل هذه الأسئلة والاحتمالات، ولكن هل طبقت جمهورية إيران الإسلامية اليوم في تعاملها مع “النظام السوري” ودعمها له، هذه “القواعد الشرعية” المعادية لـ”حكم الطاغوت”؟ وهل اهتدت حقا بتراث أئمة الشيعة الاثني عشر، وتذكرت “دروس كربلاء؟ وإذا كان كل نظام “غير إسلامي” مجرد نظام “شرك” وحاكمه “طاغوت”، فلماذا حاربت إيران الإسلامية نظام حزب البعث في العراق سياسياً وعسكرياً ومذهبياً، واستماتت في الدفاع عن نفس النظام والحزب في سورية؟ ولماذا جندت كل هذه القوى والمؤسسات والمواقف المحسوبة على عموم الشيعة، للدفاع عن نظام اعتبره “السيد الخميني” داخل دائرة الشرك والطاغوت، بل التي حذر قائد الثورة من “ترك مثل هذه الحكومات وشأنها”، دع عنك أن تدعمها عسكرياً وتتدخل لحمايتها سياسيا؟ ولماذا وجدنا هذه الفجوة والتناقضات بين موقف إيران من قطاع غزة والقضية الفلسطينية، والتي لم تتعرض لدمار حلب، وبين موقف إيران في سورية؟ ولا ندافع هنا عن سياسة العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، ولكن أما استحقت كل كوارث سورية عاماً بعد عام، ودماراً بعد دمار، وقتلا بعد قتل، أي محاولة إيرانية لرفع الظلم ومسح دموع الأيتام والأرامل والمطرودين؟

وإذا كانت إيران متورطة ومحرجة وملتزمة بمصالح معينة، فلماذا لا يقول مراجع الشيعة في العراق والكويت وبلدان الخليج ولبنان شيئاً حول هذه المأساة الطاحنة؟ ولماذا لا يعلن أحد هؤلاء لنا وبصراحة، أن ليس من واجب الإيرانيين والشيعة أن يقروا شكل الحكومة في سورية ومن يحكمها؟ أما تكفي إيران والعراق مثلا بكل إمكاناتهما “للدفاع عن الشيعة”؟ ولماذا القفز إلى سورية والتدخل السياسي والعسكري والبشري الواسع في سورية ولبنان بل غيرهما؟! هذا الحصار الطائفي، والضياع المذهبي، وخلق عداء بهذا الحجم بين الشيعة والسنّة، هو بعض ثمار تسييس الدين وتحويل المذهب إلى أيديولوجية والطائفة إلى حزب وأداة قتال وحرب دعائية. هذه العزلة الطائفية التي ستدمر مصالح ومستقبل أبناء الشيعة وحياتهم الاجتماعية المشتركة في مجتمعاتهم، هي بعض نتائج مغامرات ربط مواقف طوائف شيعية لا ناقه لها ولا جمل، بالقرارات السياسية والعسكرية، والقرارات التي تتخذها جهات متشددة وتوسعية في إيران ضد هذا البلد العربي أو ذلك، وضد هذا النظام أو الذي يليه، ويدفع ثمنها قريباً كل الإيرانيين وكل الشيعة، ممن تحاصرهم اليوم الحملات الإعلامية من كل لون، وتنذر بأسوأ العواقب مستقبلاً. كيف نخرج جميعا من هذا الحصار وهذه الدائرة؟ وكيف نسترد العقل والواقعية السياسية؟ ومن يتحرك من أجل ذلك كله؟ ومن يرفع صوته؟

 

الهدنة السورية.. 9 دلالات

كمال المصري/هافينغتون بوست عربي/02 كانون الثاني/17

الاتفاق التركي الروسي للهدنة ووقف كافة أشكال القتال في سوريا، والاستعداد لبدء مفاوضات سلام شاملة يحمل دلالات كثيرة سأتعرض منها لتسع دلالات فارقة. وقد يثير طرفا الاتفاق استغراب غير المتابعين؛ إذ كيف يتفق طرفان في شأن طرف ثالث؟! لذلك سأذكر بعد الدلالات التسع ملخصاً موجزاً للأحداث في سوريا يجيب عن هذا التساؤل.

نعود لدلالات الاتفاق التركي الروسي التسع:

1- الثورة مستمرة:

لا يُنكِر إنسان أن من أهم فوائد هذه الهدنة هو تخفيف العبء عن الشعب السوري بعد سنين من القصف والقتل والتشريد والتهجير؛ فلا أحد يستطيع الصمود أمام هذا الكم من القصف بكافة الطرق والوسائل المسموح به منها والمحرم دولياً. غير أن المشهد اللافت هو أن أول ما فعله السوريون بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ هو الخروج في مظاهرات تأييد للثورة وتنديد بنظام بشار الأسد، وكأن شيئاً لم يكن! وكأنهم لم يعيشوا أكثر من خمس سنوات تحت العذاب والقتل والتشريد. لم يمنعهم ما هم فيه من معاناة، ولم يوقفهم كم الخسائر التي تكبدوها في الأرواح والأملاك والأموال والأعمار، خرجوا وتظاهروا كيوم ولدتهم الثورة.

كانت سوريا على مدار التاريخ رمزاً للبطولة والشجاعة، وكان السوريون على مدار التاريخ أعزة أحراراً، وما زالت، وما زالوا.

2- تقوية مكانة تركيا وروسيا:

من أبرز دلالات اتفاق الهدنة هذا هو أنه أثبت وبقوة التواجد الدولي لكلٍّ من تركيا وروسيا، ويخطئ من يظن أن الاتفاق محدود بسوريا فقط، أو أنه مرتبط بحدود إقليمية، إنه اتفاق دولي يشغل العالم كله، ولعل في تأييد الأمم المتحدة والعديد من الدول في العالم له ما يؤكد هذا الأمر.

تركيا وروسيا وضعتا قدميهما في مقدمة دول العالم تأثيراً وإثباتاً للتواجد والوجود.

3- الاعتراف بفصائل المعارضة:

مما حمله اتفاق الهدنة كذلك اعترافاً صريحاً بفصائل المعارضة، وأن لها وجوداً قانونيّاً ودوليّاً بعد أن تواجدت على أرض الواقع. وتزداد قيمة هذا الاعتراف حين يخرج من فم روسيا الدولة الأولى التي كانت ترفض هذه المعارضة، وكانت تعتبرها جزءاً من فصائل الإرهاب الموجودة في المنطقة العربية شأنها شأن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وهو ما أوصل روسيا إلى تكوين نموذج معارضة خاصٍّ بها ليكون بديلاً لفصائل المعارضة الحقيقية. هذه المعارضة المدجنة التي تمثل المعارضة وما هي بمعارضة أثبتت فشلها، ولم تستطع أن تكون بديلاً للمعارضة الحقيقة، ما اضطر روسيا للاعتراف بالمعارضة الحقيقية؛ بل وصل الأمر إلى النقاش حول اعتبار "جبهة النصرة" من فصائل المعارضة أو لا، وهي التي كانت تنتمي لتنظيم القاعدة وأعلنت الانفصال عنه منذ خمسة أشهر، وتغيير اسمها إلى "جبهة فتح الشام".

ولا يخفى بالطبع الدور التركي في هذا الأمر، والحقيقة أن تركيا تعتبر من أكبر الدول الداعمة للمعارضة السورية منذ بدء الثورة؛ إن لم تكن الأكبر.

4- الحرب أنهكت روسيا:

لقد أنهكت الحرب الشعب السوري والمعارضة السورية بلا شك؛ إلا أنها أنهكت روسيا كذلك، ولعل هذا أحد أكبر أسباب سعي روسيا لوقف القتال والحديث عن مفاوضات سلام؛ كي تكسب من اتجاهين: وقف نزيف الخسائر الذي تتكبده، وإثبات دورها القوي والفاعل والمؤثر في مفاوضات السلام؛ لأنها لن تستطيع الاستمرار في الحرب بلا نهاية، وبالتالي ستضطر يوماً للانسحاب، وعندها ستفقد دورها في هذه المنطقة؛ فسعت إلى القيام بذلك قبل وصولها إلى هذا الاضطرار. ولنعرف كمَّ الخسائر التي تتكبدها روسيا من تواجدها في سوريا نذكر بعض الأرقام الدالة جمعناها من خلال تقارير رسمية وإعلامية:

- تبلغ تكلفة أية طائرة روسية تغير على سوريا 12 ألف دولار لكل ساعة، وقد نفذت روسيا خلال عام أكثر من 30 ألف طلعة؛ فلو افترضنا أن الطائرة تحتاج إلى ساعتين فقط كي تصل إلى سماء سوريا؛ فإن المجموع يكون: 12000 X 2 X 30000= 720 مليون دولار.

- تقدر تكلفة الصواريخ بـ750 ألف دولار عن كل يوم، فلو افترضنا مرور عام على التدخل الروسي: 750000 X 365= حوالي 274 مليون دولار.

- تدفع روسيا للعمليات العسكرية بسوريا 4 ملايين دولار يوميًّا.

- تشير تقارير إلى أن روسيا تكلفت خلال عام من تدخلها في سوريا 1400 مليون دولار.

هذه بعض الأرقام الدالة، ولم نذكر الخسائر البشرية، والخسائر في العتاد، إضافة إلى ما يعود على روسيا من الداخل نتيجة لهذا العبء العسكري المستمر.

هذا العبء جعل روسيا تسعى لوقفه ووضع قدم لها سريعاً في مفاوضات السلام الشامل.

5- غياب دور إيران ونظام الأسد:

كما أكدت في مقالي السابق "7 محطات حلبية"؛

فإنه لم يعد لنظام الأسد وجود حقيقي على أرض الواقع؛ بل هو مجرد صورة تحركها روسيا كيف شاءت، بل تجاوز الأمر ذلك لأن تتحدث روسيا باسم النظام السوري دون حتى التفكير في إظهار تواجده، رأينا هذا في اتفاق إجلاء سكان حلب الشرقية، واليوم نراه في اتفاق الهدنة هذا.

أما الغياب الحقيقي فقد كان للدور الإيراني؛ وهو ما يشير إلى بزوغ خلاف حقيقي بين روسيا وإيران، وهو ما أشرت إليه كذلك في مقالي السابق، الأمر الذي وصل بإيران إلى عدم تعليقها على الاتفاق إلا بعد إعلانه بعدة ساعات عبر خارجيتها، وقد كان رداً بارداً عاماً يوحي -بالرغم من تأييدها للاتفاق- ربما إلى صدمتها من الاتفاق أو رفضها له.

6- الغياب المستمر للدور الأميركي:

قلنا منذ أكثر من سنة، ولسنا بحاجة إلى كثيرِ قولٍ نكرر فيه ضعف إدارة أوباما خارجياً؛ لكن اتفاقاً بهذا الحجم يتم ولا يشار فيه إلى الولايات المتحدة الأمريكية من قريب أو من بعيد بل ولا يُنتظر منها حتى رد فعل أو تعليق، هو أمر لم نعهده سابقاً، نعم هو ليس مستغرباً في ظل الإدارة الحالية، لكنها دلالة يجب ذكرها في السياق.

7- غياب أوروبا:

خرجت هذه المرة أوروبا من اللعبة؛ فبعد محاولات أوروبية عدة للتواجد في الأزمة السورية تزعمتها فرنسا وألمانيا خرجت أوروبا من الباب الواسع، واقتصر دورها على المتابعة والتأييد والترحيب.

ولا يقف هذا الغياب الأوروبي عند عدم تواجدهم في اتفاق الهدنة وما يليه فقط؛ بل هو يمنح تركيا تفوقاً عليها، وبين أوروبا وتركيا سجال طويل مذ كانت تركيا تلهث وراء انضمامها للاتحاد الأوروبي وأوروبا ترفض، وصولاً إلى إدارة تركيا ظهرها لأوروبا، وسعيها لتقوية اقتصادها في ظل معاناة أوروبا اقتصادياً، وها قد جاء حدث جديد تثبِّت فيه تركيا أقدامها في علاقتها بأوروبا.

8- إيقاف التغيير الديموغرافي في سوريا:

وهذا الأمر سعت إليه إيران ثم نظام بشار بقوة؛ وذلك بتفريغ مناطق عدة من المكون السني لصالح توطين مجموعات شيعية يتم استقدامها من خارج سوريا. وقد كانت إيران عبر الميليشيات التابعة لها تُعد العدة للمعركة الكبرى للتخلص من المكون السني عبر تجميعه في منطقة إدلب ومحيطها، وهو ما صرح به بجلاء وغير مرة قادة هذه الميليشيات. اتفاق الهدنة قضى على أحلام الروافض لتحقيق ذلك، ولعل هذا هو السبب الأكبر لقيام روسيا بعقد اتفاق الهدنة بعيداً عن إيران، ولعل هذا سبب وصف بوتين الاتفاق بـ"الهش"؛ حيث من المتوقع أن تقوم إيران ونظام بشار بخرقه والعمل على إفشاله، كما فعلت في اتفاق جلاء سكان حلب الشرقية، وربما الأيام القادمة تشهد أمراً ما بين روسيا وحليفتها إيران، ولربما يكون تصريح بوتين يحمل في طياته أكثر من وصف الاتفاق بالهش، وإنما هو تهديد مبطن لمن يحاول إفشال هذا الاتفاق.

9- إنجاز الأمر قبل تولي ترامب:

لعل من أسباب اتفاق الهدنة هذا محاولة إنجاز الأمر قبل تولي دونالد ترامب وإدارته مقاليد الحكم في الولايات المتحدة وما قد يحمل ذلك من مفاجآت مجنونة وغير متوقعة تبعاً لطبيعة الرجل غير المفهومة أو المتوقعة. لقد سبر العالم إدارة أوباما وفهموا حالها وطريقة إدارتها؛ لكن إدارة جديدة على رأسها شخص غير واضح الأبعاد والتصرفات، فهذا ما لا يرغب الطرفان التركي والروسي فيه؛ فليُنجَز الاتفاق إذاً قبل قدومه ليكون أمراً واقعاً وحدثاً منجَزاً. هذه دلالات تسع نستبطنها من الاتفاق التركي الروسي للهدنة في سوريا، وبالتأكيد هناك غيرها؛ لكن لعل هذه أهمها وأكثرها وضوحاً ودلالة.اتفاق الهدنة ما زال في بداياته، والأيام القادمة حبلى بأحداث كثيرة تتبعه: وقف القتال - وصول المساعدات - تحديد الأطراف المفاوضة - تشكيل هذه الأطراف - وضع الرؤى والتصورات - بدء جولات التفاوض، وغير ذلك كثير. ما علينا سوى الانتظار والمتابعة، متمنين الخير كل الخير لأهلنا في سوريا، والشر كل الشر للنظام السوري ومن وراءه من ميليشيا روافض ودول وكيانات.

موجز تاريخي للأحداث في سوريا:

في 27 فبراير/ شباط عام 2001م قام عدد من أطفال محافظة درعا بكتابة عبارات مناهضة للنظام الحاكم على جدران مدرستهم متأثرين بموجة ثورات الربيع العربي وما حققته من نجاحات في تونس ومصر؛ فقامت قوات نظام بشار الأسد باعتقال خمسة عشر طفلاً وتعذيبهم، ما أثار حالة من الغليان الشديد في محافظة درعا.وفي شهر مارس/ آذار تفاعلت الأحداث وانطلقت الشرارة الأولى للثورة السورية؛ فكان الثلاثاء 15 مارس/ آذار "يوم الغضب" بمظاهرات في سوق الحميدية بدمشق العاصمة، ثم في اليوم التالي اعتصام أمام مبنى وزارة الداخلية السورية تحول إلى مظاهرة في ساحة المرجة بدمشق، تبعتها مظاهرات في اليوم التالي ووجهت كلها بالقمع والاعتقال من قبل قوات النظام السوري؛ ثم كانت الانطلاقة الحقيقية للثورة في "جمعة الكرامة" 18 مارس/ آذار حين قاد هذه الانطلاقة شباب درعا الذين طالبوا بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ورفعوا مجموعة من شعارات الحرية والكرامة؛ بيد أن قوات الأمن السوري واجهتهم بالرصاص الحي ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص، وسرعان ما تحول شعار الثورة السورية إلى شعار الربيع العربي الأثير "الشعب يريد إسقاط النظام"، وعمت المظاهرات مدن محافظة درعا ومعظم المدن السورية، وفي مقدمتها اللاذقية ودوما وداريا وحمص وبانياس، وتصاعدت الأحداث بعد ذلك من "الأربعاء الدامي" لـ"جمعة العزة" و"جمعة الصمود" و"أحد الجلاء"؛ ثم شهدت "الجمعة العظيمة" في 22 أبريل/ نيسان المظاهرات الأكبر في سوريا في كل من دمشق وريف دمشق وحمص وحماة واللاذقية ودرعا وبانياس والقامشلي ودير الزور وإدلب، وقد كان هذا اليوم هو الأكثر عنفاً ودموية في الاحتجاجات في جميع المدن السورية الثائرة، واستمر الوضع على هذا الحال مظاهرات ومواجهات مع قوات النظام وقتل واعتقال، لتصبح ثورة تعم أنحاء سوريا كلها، ومع أواخر يوليو/ تموز تأسس "الجيش السوري الحر" من قبل ضباط كبار في القوات المسلحة السورية بهدف إسقاط حكومة الأسد.

ومع تقدم الثورة بشقيها الشعبي والعسكري ووجود مؤشرات قوية بانتصارها على نظام بشار الأسد تداعت قوى خارجية لدعم النظام؛ فبدأ الدعم بميليشيا "حزب الله" الشيعي اللبناني، ولما لم يستطع وحده دعم النظام تدخلت ميليشيات شيعية أخرى إيرانية وعراقية مثل "النجباء" و"فاطميون" و"الخراساني" و"حزب الله العراقي" و"الشيعة الأفغان" وغيرها في ما يصل لأربعين ميليشيا مختلفة.

ولما لم تستطع هذه الميليشيات القضاء على الثورة والثوار والشعب جاء الدور على النظام الروسي ليتدخل عسكريًّا دعماً لنظام بشار، وكان ذلك في 30 سبتمبر/ أيلول من عام 2015م. وخلال هذه الخمسة عشر شهراً دُكَّت المدن التي تسيطر عليها المعارضة السورية بكافة أشكال الأسلحة المسموح بها والمحرمة دولياً، إضافة إلى الجرائم التي مارستها الميليشيات المساندة للنظام. صاحب هذه الأحداث كلها ظهور ما يُسمى بـ"تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروف إعلامياً بـ"داعش"، واقتطع هذا التنظيم أجزاء من الأرض السورية، وظهرت كذلك "قوات سوريا الديمقراطية" التي يغلب عليها المكون الكردي، الأمر الذي استدعى تدخل أطراف جديدة في الصراع السوري كقوات التحالف الدولي، وكتركيا. وبمرور الأيام أصبح الطرفان الروسي فالإيراني هما الآمر الناهي في سوريا من جهة النظام السوري الذي غدا مجرد واجهة وصورة لا محل لها من الإعراب على أرض الواقع. وتواصلت الأحداث بتشعباتها أخذاً وردّاً حتى وصلنا للاتفاق التركي الروسي للهدنة في سوريا الذي أشرنا إليه وإلى دلالاته آنفاً. المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع لبنان 360 بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و"الموقع" غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك