المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 10 كانون الثاني/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins17/arabic.january10.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ في البَرِّيَّة، قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبّ، كَمَا قَالَ آشَعيا النَّبِيّ

فإِنْ كُنْتُ سَاذَجًا في كَلامِي، فَلَسْتُ كَذلِكَ في مَعْرِفَتِي، ولَقَدْ بَيَّنَّا لَكُم ذَلِكَ في كُلِّ شَيءٍ أَمَامَ الجَمِيع".

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

هرطقة استدعاء شباب القاع للتحقيق/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

"د.فارس سعيد: معادلة حزب الله: اذا انتصر في سوريا ينتصر في لبنان، واذا خسر في سوريا يعوض في لبنان من خلال بناء دولة "صديقة"/دولة تحمي فريق تفسد الشراكة

سئمت من الخطاب الطائفي العقيم والرجعي والمتخلف/خليل حلو/فايسبوك

الدويهي: نحذر من بيوعات غير مشروعة لسوريين تحصل أمام بعض كتاب العدل

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 9/1/2017

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 9 كانون الثاني 2017

رئيس الجمهورية وصل والوفد المرافق الى الرياض

عون: زيارتي لتبديد الالتباسات في العلاقات اللبنانية السعودية الحروب الداخلية لا تنتهي الا بحل سياسي و نحتاج الى التعاون لمحاربة الارهاب

لقاءات الوفد الوزاري المرافق لرئيس الجمهورية مع نظرائهم السعوديين

التوتّر على جبهة المشنوق - ريفي صراع خيارين وتراجع "شعبية المواجهة"/محمد نمر/النهار

حملة عنوانها "منع الخمور" في كفررمان وقرى جنوبية إقحام الدين واستنفار العصبيات لعبة خطرة ضد التنوع/ابرهيم حيدر/النهار

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

طرابلس ملّت الوعود والحريري أمام الامتحان/دموع الأسمر/الديار

رسالة من أشرف ريفي إلى الحريري والمشنوق

هذا ما قاله خالد الضاهر عن اشتباك ريفي - المشنوق

 بسبب "حزب الله".. ايران "خرقت" حظراً على السلاح ومجلس الامن يُناقش تقرير بان فـــي 18 الجاري

عبود: عون الوحيد القادر على تحسين العلاقات السعودية – الايرانية وزيارة "المملكة" تؤكد أن الرئيس علــــــى مسافة من الجميع

جنجنيان: الدفاع عن النفس ليس جرما و"شفافية في التعاطي داخــل الحكومة"

معاقل الارهابيين لا تزال عصية على القوة الامنية المشتركة والسلاح بين القيادات الفلسطينية واللبنانية: تحت امرة الدولة

عون في المملكة مساء: آمال سياسية واقتصادية وعسكرية كبيــــرة

العهد حريص على تصويب موقع لبنان.. وكلام بروجردي "يحفّز" الريـاض

قطار "التشريع" ينطلق: مكتب المجلس الخميس.. و"الانتخاب" في "الثنائي" ليلا

 لبنان يستقطب اهتمام المرشحين للاليزيه لرفع حظـوظ فوزهـــم وماكرون ولوبان في بيروت تباعا وفيون يشهر ورقة مسيحيي الشرق

باسيل يتنقل على حبلي استحقاقات الداخل وترتيب البيت الاغترابي ومؤتمر في جوهانسبورغ مطلع شباط وجولة على دول افريقيا قريبا

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الموصل.. أيام قليلة تفصل عن تحرير شرق المدينة بالكامل

واشنطن تضم 5 روس لقائمتها السوداء بينهم "مقرب" من بوتين

ترمب يعين صهره "كبير مستشاري" البيت الأبيض.. دون راتب

طلقات تحذيرية من مدمرة أميركية على سفن إيرانية

موسكو ردا على القرصنة: أميركا تطارد الساحرات

كيف رد ترمب بعد دلو بارد من ميريل ستريب؟

جماعة "غامضة" تتبنى هجوم شاحنة القدس.. وتتوعد بالمزيد

العربي الجديد: وادي بردى يرفض الاستسلام: روسيا تتخلّى عن دور الضامن

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الزمن الرديء والحروب بين أبناء القضية الواحدة/رندا ماروني

عون في السعودية: مصالح فرنسية روسية إيرانية وغياب عربي/شادي علاء الدين/العرب

القاع... «إستدعاء الشباب» رسالة لمَن/مرلين وهبة/جريدة الجمهورية

قانون الستين "بيضة القبان"/علي حماده/النهار

الكفاح المهذَّب/عقل العويط/النهار

مساحة علاقة لبنان بكل دولة تُحدّدها المصالح المشتركة والاحترام المتبادل/اميل خوري/النهار

زيارة الانطلاق من السعودية فماذا عن سوريا/روزانا بومنصف/النهار

مفتاح الرياض/راشد فايد/النهار

الفسادُ حالةٌ كيانيةٌ وممارسةٌ فيدراليةٌ/سجعان قزي/الجمهورية

بالأمس طلبوه... واليوم رفضوه/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

كيف تكون زيارة عون للسعودية ناجحة/ناصر شرارة/جريدة الجمهورية

التفاهم الروسي ـ التركي على صفيح «الباب» الساخن/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

«لا غالب ولا مغلوب» في المنطقة/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

زيارة إراحة «هموم الداخل» وإزاحة «غيوم الخارج»/باسمة عطوي/المستقبل

سامي الجميّل يتولّى شخصياً ملف الحوار مع حزب الله/عماد مرمل/الديار

هل أوقَفوا تقاسُم الجبنة/طوني عيسى/الجمهورية

أزمة الصحافة اللبنانية هي أزمة سرد وخيال وبريد/وسام سعادة/القدس العربي

العرب وسط الانقلابات/غسان شربل/الشرق الأوسط

موت رفسنجاني.. نهاية فرصة إصلاح النظام الإيراني من الداخل/علي الأمين/العرب

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

رئيس مؤسسة العرفان من معراب: جعجع ومن حوله سيشكلون جزءا من صمام الأمان للبنان

الحريري استقبل وفدا برلمانيا فرنسيا واتحاد العائلات البيروتية: زيارة عون للسعودية خطوة مهمة في المسار العربي الصحيح

حزب الله: عملية القدس المحتلة دليل على تمسك الشعب الفلسطيني بنهج المقاومة

الكتائب دعا لانقاذ الاستحقاق الانتخابي: قانون ال 60 تهديد مباشر لصحة التمثيل

الراعي عرض مع وفد برلماني فرنسي أوضاع المسيحيين في المنطقة

بري استقبل رئيس المجلس الوطني الفلسطيني ويترأس الخميس اجتماعا لهيئة مكتب المجلس

مكتب ريفي تمنى عدم نسب اي موقف للواء اذا لم يكن صادرا عنه

ميقاتي:الحريري مدعو للقبول بقانون عصري للانتخابات ونسأله ما الذي تغير حتى قبل باستبدال أحد المديرين العامين؟

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ في البَرِّيَّة، قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبّ، كَمَا قَالَ آشَعيا النَّبِيّ

إنجيل القدّيس يوحنّا01/من19حتى28/:"هذِهِ شَهَادَةُ يُوحَنَّا، حِينَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ اليَهُود، مِنْ أُورَشَليم، كَهَنَةً ولاوِيِّينَ لِيَسْأَلُوه: «أَنْتَ، مَنْ تَكون؟». فَٱعْتَرَفَ، ومَا أَنْكَر، إِعَتَرَفَ: «أَنَا لَسْتُ المَسيح»، فَسَأَلُوه: «مَا أَنْتَ إِذاً؟ هَلْ تَكُونُ إِيلِيَّا؟». فقَال: «لَسْتُ إِيلِيَّا». قَالُوا: «هَلْ تَكُونُ أَنتَ النَّبِيّ؟». فَأَجَاب: «لا!». فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ تَكُون، لِنُعْطِيَ جَوَابًا لِلَّذينَ أَرْسَلُونَا؟ مَاذَا تَقُولُ عَنْ نَفْسِكَ؟». أَجَاب: «أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ في البَرِّيَّة، قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبّ، كَمَا قَالَ آشَعيا النَّبِيّ». وكَانَ المُرْسَلُونَ مِنَ الفَرِّيسيِّين. فَسَأَلُوهُ وقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا إِذًا تُعَمِّد، إِنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ المَسِيح، ولا إِيليَّا، ولا النَّبِيّ؟». أَجَابَهُم يُوحَنَّا قَائِلاً: «أَنَا أُعَمِّدُ بِٱلمَاء، وبَيْنَكُم مَنْ لا تَعْرِفُونَهُ، هُوَ الآتِي وَرائِي، وأَنَا لا أَسْتَحِقُّ أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ».جَرَى هذَا في بَيْتَ عَنْيَا، عِبْرِ الأُرْدُنّ، حَيْثُ كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّد."

 

فإِنْ كُنْتُ سَاذَجًا في كَلامِي، فَلَسْتُ كَذلِكَ في مَعْرِفَتِي، ولَقَدْ بَيَّنَّا لَكُم ذَلِكَ في كُلِّ شَيءٍ أَمَامَ الجَمِيع".

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس11/من01حتى06/:"يا إخوَتِي، لَيْتَكُم تَحْتَمِلُونِي قَليلاً لأَنْطِقَ بِالجَهَالَة! نَعَم، ٱحْتَمِلُونِي! فإِنِّي أَغَارُ عَلَيْكُم غَيْرَةَ ٱلله، لأَنِّي خَطَبْتُكُم لِرَجُلٍ وَاحِدٍ هوَ المَسيح، لأُقَدِّمَكُم إِلَيهِ عَذْرَاءَ طَاهِرَة. لكِنِّي أَخَافُ لَعَلَّكُم، كَما أَغْوَتِ ٱلحَيَّةُ بِمَكْرِهَا حَوَّاء، كَذلِكَ تُفْسَدُ أَفْكَارُكُم وتَتَحَوَّلُ عَنْ بَسَاطَتِهَا وإِخْلاصِهَا لِلمَسِيح! فلَو جَاءَكُم أَحَدٌ يُبَشِّرُ بِيَسُوعَ آخَرَ غَيْرِ الَّذي بَشَّرنَاكُم بِهِ، أَوْ نِلْتُم رُوحًا آخَر غَيْرَ الَّذي نِلْتُمُوه، أَو إِنْجِيلاً آخَرَ غَيْرَ الَّذي قَبِلْتُمُوه، لَكُنْتُم تَحْتَمِلُونَهُ رَاضِين! وأَظُنُّ أَنِّي لَمْ أَنْقُصْ في شَيءٍ عَنْ أَكَابِرِ الرُّسُل. فإِنْ كُنْتُ سَاذَجًا في كَلامِي، فَلَسْتُ كَذلِكَ في مَعْرِفَتِي، ولَقَدْ بَيَّنَّا لَكُم ذَلِكَ في كُلِّ شَيءٍ أَمَامَ الجَمِيع".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

هرطقة استدعاء شباب القاع للتحقيق

الياس بجاني/09 كانون الثاني/17/اضغط هنا لدخول صفحة المقالة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/2017/01/09/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%87%d8%b1%d8%b7%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%af%d8%b9%d8%a7%d8%a1-%d8%b4%d8%a8%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%b9-%d9%84-2/

فعلاً أمر لا يصدق!!

هل يعقل أن يتم استدعاء شباب بلدة القاع الأبطال والأشاوس للتحقيق معهم على خلفية دفاعهم البطولي عن بلدتهم وأهلهم وهويتهم ووجودهم وكرامتهم في وجه برابرة ووحوش داعش والنصرة ومن صنعهما ويقف ورائهما.. وهم الذين أرادوا قتلهم وتفجيرهم ونحر أطفالهم وسبي نسائهم..

لا والله هذا تعدي سافر وإرهاب فاضح واضطهاد علني لا يمكن قبوله أو التغاضي عنه تحت أي ظرف.

هل يعقل أن يتم استدعاء هؤلاء الأبطال للتحقيق معهم بدلاً من منحهم نياشين البطولة والإقدام والشجاعة بعد كل ما عانوا منه وما قدموه من شهداء وتضحيات لحماية بلدتهم وأهلها وأمن الوطن كله.

باختصار إن الاستدعاء للتحقيق هو غير قانوني واعتداء صارخ وغير مبرر على كرامة كل اللبنانيين الشرفاء والأحرار والسياديين.

هو فجور ووقاحة ورزم من الكفر بأبشع الصور والأشكال،

كما انه إرهاب كامل الأوصاف، وجحود ما بعده جحود، وإهانة متعمدة وإبليسية لكل لبناني شريف واستقلالي أياً يكون مذهبه.

إنه وفي حال لم يتم إلغاء كل هذه الإستدعاءات الهرطقية وفوراً مع الاعتذار العلني والرسمي لأهل بلدة القاع الأبطال فإن عهد الرئيس ميشال عون وحكومة الرئيس الحريري ومعهما كل الأحزاب التي تشارك في الحكومة يكونون شركاء بالكامل في ارتكاب هذه الهرطقة البشعة.

المطلوب وفوراً تصحيح الأمر وتمزيق الإستدعاءات والاعتذار العلني من أهل القاع البطلة ومنح شبابها نياشين البطولة والإقدام.

نستنكر بشدة هذه الهرطقات الإرهابية .. ومع أهل القاع ومع حقهم وكرامتهم وعنفوانهم وتعلقهم بأرضهم.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

د.فارس سعيد: معادلة حزب الله: اذا انتصر في سوريا ينتصر في لبنان، واذا خسر في سوريا يعوض في لبنان من خلال بناء دولة "صديقة"/دولة تحمي فريق تفسد الشراكة

تويتر/09 كانون الثاني/17

*سيدة الجبل: لبنان فكرة درزية أسس الموارنة له دولة مدنية..فتح السنة له أفاق العالم العربي..ساهم الشيعة في تحريره..حافظوا على تنوعه.

*قروي جبيلي قال لي "جبران باسيل جعل من البترون قضاء نفطي"، أجبته"حزب الله جعل من جبيل قضاء نووي نحنا أرباحنا"!!

*سيدة الجبل: السياسة ليست لعبة "اليو يو"..هي قناعات يترجمها ثبات وتراكم وثم نتائج..هكذا تحققت انتفاضة الاستقلال...شاركوا.

*الكلام عن قانون الانتخاب والامركزية وغيرها من العناوين مهمة والخطوة الاولى لتنفيذها تبدأ باحتكار السلاح بيد الجيش .. لبنان لا يحتمل حشد شعبي.

*كتب سجعان قزي عن ثقافة الفساد التي تدرجت مع الحرب الأهلية والوصاية السورية.. تحية. وهي تترقى مع "المقاومة"!!!.

*يعمل"سيدة الجبل"الى اطلاق مبادرة وطنية:

-حصر السلاح في يد الجيش

-رفع الوصاية الايرانية عن لبنان

-المساهمة في تجديد معنى العروبة

شاركوا

*معادلة حزب الله: اذا انتصر في سوريا ينتصر في لبنان، واذا خسر في سوريا يعوض في لبنان من خلال بناء دولة "صديقة"/دولة تحمي فريق تفسد الشراكة.

*رغم معارضتي لعهد العماد عون بوصفه عهد التبعية لشروط حزب الله (بفلسفة الواقعية) اتمنى للرئيس زيارة موفقة الى المملكة وارجو أفضل النتائج.

 

سئمت من الخطاب الطائفي العقيم والرجعي والمتخلف

خليل حلو/فايسبوك/09 كانون الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/2017/01/09/%d8%ae%d9%84%d9%8a%d9%84-%d8%ad%d9%84%d9%88-%d8%b3%d8%a6%d9%85%d8%aa-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a7%d8%a6%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%82%d9%8a%d9%85/

لقد سئمت من الخطاب الطائفي العقيم والرجعي والمتخلف!

نعم سئمت من العبارات التالية:

حقوق المسيحيين،

حصة تيار المستقبل في الحكومة،

حصة فلان في الحكومة،

حصص المذاهب في النفط والغاز،

مدير عام الوزارة الفلانية للمذهب الفلاني،

الطوائف والمذاهب في صراعات لا تنتهي بدلاً من أن يكون هناك تناغماً بين بعضها من خلال القيم المشتركة ومن خلال المواطنة التي ترعاها الدولة التي إتفق عليها الجميع ...

في هذا الصراع بين الطوائف والمذاهب هناك داخل كل مذهب صراع أحزاب ومحاولات لسيطرة الحزب الواحد على المذهب،

وهناك في داخل الأحزاب صراع أشخاص للسيطرة على الحزب والمذهب من خلال السلطة والمال، والوقود هم الناس ...

إذن صراعات أشخاص، وصراعات أحزاب وتيارات داخل المذاهب، وصراعات مذاهب وطوائف،

في معظم الأحيان الصراع هو على المال والسلطة،

وفي درجة أقل صراع على مبادئ،

هذه المبادئ التي يختبئ خلفها المتصارعون لكسب المال والسلطة وللملمة زبائنية سياسية ...

وفي المقابل صراع المنطقة والعالم في مكان آخر،

وهو في النهاية الذي يحدد الخطوط العريضة لمسار الأمور،

والمواطن العادي يصعب عليه التمييز في كل هذه الفوضى المنظمة، حيث تتوقف صراعات الزعماء عند الإتفاقات على التقاسمات والمحاصصة ...

مما يخنق ويحبط المواطن والمواطنة.

فشرتوا !!!!

نحنا مستمرون للآخر ولو بقينا عشرة.

**

بعد جلسة فضيحة النفط الكبرى- السرقة المدوية في 4 كانون الثاني 2017 باسم الطوائف والأحزاب التي تدعي تمثيلها بدأت ازداد اقتناعا بالذهاب إلى نظام علماني رغم كل العقبات.

علمانية تمنع الأحزاب الدينية. التحريض الديني والطائفي والمذهبي في ظلها يقود إلى السجن. نظام يؤمن للمواطنين أفرادا وجماعات حرياتهم وحقوقهم تحت سقف العلمانية .

الطريق تبدأ بالتغيير في النصوص والنفوس معا.

 

الدويهي: نحذر من بيوعات غير مشروعة لسوريين تحصل أمام بعض كتاب العدل

النشرة/الإثنين 09 كانون الثاني /2017/حذر رئيس حركة الأرض طلال الدويهي في كلمة له خلال مؤتمر تحت عنوان "الارض ليست سلعة ...الارض وجود" من بيوعات غير مشروعة لسوريين تحصل أمام بعض كتّاب العدل الذين يتجاوزون القانون اللبناني، كما حذّر من إقرارات البيع للفلسطينيين، داعياً البلديات الى استعمال صلاحيات لمنع المدّ الحاصل، ومن أبرزها وضع العقار المستهدف قيد الدرس.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 9/1/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لبنان الاخضر أبيض بمرتفعاته كافة والساحل بارد وغدا توقف لهطل الامطار.

وعلى غرار بياض الثلوج بياض في الوضع السياسي ولغة واحدة للمراجع واجتماع لهيئة مكتب المجلس النيابي الخميس لجدولة اعمال الجلسة التشريعية التي ستكون باكورة العمل المشترك للبرلمان والحكومة لما فيه خير البلد والناس.

وفي البارز من تطورات هذا اليوم:

- وصول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الرياض على رأس وفد وزاري موسع.

- محادثات لوزير ياباني في بيروت وتأكيد منه على مجيء سفير لبلاده في وقت قريب.

- تحرك لوفد برلماني فرنسي في بيروت ايضا بعد دمشق.

- نشاط متواصل للاجهزة الامنية اللبنانية في مواجهة الارهاب وكلام على توقيف أفراد كانوا يخططون لعمل ارهابي في ضاحية بيروت الجنوبية.

وفي طرابلس توقيف أب لا يتحلى بصفات الأبوة بعد اعتدائه بالضرب على ابنته البالغة من العمر أحدى عشرة سنة بسبب مخالفة أوامره في التسول في الشارع.حدث هذا في حي الخناق في منطقة أبي سمرا في طرابلس.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

عاصفتان في لبنان تهزان سكونه منذ الأعياد. واحدة جوية تضرب لبنان تاركة أهله في البرد وتحت الثلوج، وتزيد من الازدحامات المرورية، وأخرى سياسية يضرب بها لبنان الرسمي أسوارا ضربتها حوله السنوات الفائتة، تاركة ندوبا عميقة وثلوجا باردة بينه وبين إخوانه العرب.

رئيس الجمهورية ميشال عون افتتح زياراته خارج قصر بعبدا بزيارة المملكة العربية السعودية، في رسالة واضحة للداخل والخارج، بأن لبنان عربي الهوى والهوية، وعربي الانتماء، وعربي السلوك.

الغاضبون في الداخل والخارج سيفهمون عاجلا أو آجلا أن زيارة عون إلى المملكة تأكيد لوجهه العربي، وأن قطار الحلول الذي انطلق من لبنان لن يترك نافذة إلا ويقفل هواءها ويطرد بردها.

عاصفتان، واحدة تجلب الخير والبرد، وأخرى ستحيطه بالدفء السياسي والأخوي، إذ أحسن استثمارها.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

لبيبة لم تفهم من الاشارة حتى ولو كانت من والدها، فكان جزاؤها التعنيف، يريدها والدها ان تتسول رفضت فعاقبها بالقساوة، العنف العائلي وكأنه لا يعرف خط النهاية في لبنان، الضحايا كثر حينا نقرأ عن زوجات معنفات وحينا آخر عن اطفال معنفين. اما من نهاية لهذه الآفة؟؟ هل من تشدد يضع حدا لهذا الشذوذ؟؟

ومن العنف العائلي الى العيوب في المناقصات هل تؤدي عيوب مناقصة المعاينة الميكانيكية الى الغائها؟ ماذا عن المضاعفات وهل تقدم الشركة الفائزة على المطالبة بتطبيق البند الجزائي الذي يرتب مبلغا كبيرا على الدولة اللبنانية؟

ومن عيوب المناقصات الى شوائب مشاريع قوانين الانتخابات التي يبدو ان مشكلتها الاساسية ستكون مع النائب وليد جنبلاط الذي يفضل قانون الستين ايا تكن المغريات في مشاريع القوانين الاخرى.

تحدث كل هذه التطورات في وقت بدأ رئيس الجمهورية ميشال عون زيارته للخارج ومحطته الاولى السعودية على ان ينتقل منها بعد غد الاربعاء الى قطر.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

الرئيس ميشال عون الى الرياض فهل ستعيد عودة لبنان الى السعودية ومنها الى العائلة العربية الكبرى؟ هل ستعيد السعودية والعرب الى لبنان، لو طرح هذا السؤال قبل شهرين لقيل عن طارحه انه مصاب بجنون، عون في السعودية؟؟ ورغم ان سريان العلاقات بين شرايين البلدين جاء بعد جفاف، فان الرهان كبير على غلال وفيرة ستتأتى من هذه الزيارة. في المقابل لا منة من احد على اللبنانيين بحصولها فأضعف العرفان ان تحصل وان تبدأ من الرياض.

اضافة الى هذه الثابتة الاخلاقية فان الفائدة التي ستتولد من الزيارتين الى السعودية وقطر ستعود بالفائدة على كل اللبنانيين ان في شقها الامني او في شقيها السياحي والاستثماري، غياب الرئيس لن يوقف عجلة الدولة فمجلس الوزراء سيجتمع الاربعاء برئاسة الرئيس سعد الحريري في السراي وسيتابع البحث في تعديلات على مرسوم هيئة ادارة قطاع النفط.

تشريعيا تشهد الكواليس النيابية جولات تنسيقية ومشاورات سعيا الى التوافق على اقرار سريع لقانون جديد للانتخاب.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

قلب لبنان كانت نهاية رحلة مطران شجاع حمل فلسطين في القلب، وفي اليد حجر الانتفاضة وعلى درب جلجلة المقاومة حمل صليب الآلام دفاعا عن الأم القضية لتبقى فلسطين لأبنائها قارع المحتل بما ملكت أيمانه من إيمان فعاقبه الاحتلال بالاعتقال والنفي ومن المنفى الإجباري إلى المثوى الأخير في بلاد الأرز رقد المطران الفدائي في قلب بيروت مغمضا عينا على القدس وعينا على الشام بعدما شكل هذا الثلاثي ملتقى فكره وقلبه وهنا على هذه الأرض طوى المسيرة.

مسيرة من نوع آخر انطلقت اليوم فاتحة عهد جولات وزيارات عابرة للحدود الضيقة إلى آفاق جديدة ترسم خريطة طريق علاقات لبنان بدول الجوار وأبعد منها إلى علاقات على مستوى دولي وخطوة الألف ميل بدأت اليوم بأول زيارة خارجية لرئيس الجمهورية ميشال عون للرياض على رأس وفد وزاري بحلة الحكومة الجديدة طعم بوزير التربية السابق الزيارة للمملكة العربية السعودية تكتسب أهميتها من المكان الذي استهلت فيه أولى الزيارات الخارجية بإعادة تطبيع العلاقات الرسمية بين البلدين والزيارة حمالة أوجه قد يكون أحدها إعادة وصل ما انقطع بين الجارين اللدودين ومد جسور التلاقي بين طهران والرياض بحسب ما جرى تداوله في كواليس التحضيرات.

على شماعة الآمال علقت بوادر انعكاس الزيارة على الواقع الاقتصادي اللبناني وعلى هبة المليارات الثلاثة للجيش المصروفة مع وقف التنفيذ ويبدو أن ريع الزيارة لن يعود بالعافية الاقتصادية في ظل الوضع المالي المترنح للمملكة. من الرياض سينتقل رئيس الجمهورية والوفد المرافق إلى الدوحة المحطة الثانية وفيها يؤمل أن يعود لبنان وجهة أولى للسياحة الخليجية وما بين الرياض والدوحة نأمل أن يهتدي لبنان إلى الفردوس المفقود.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ان بي ان"

وكأن النعم تحل على لبنان دفعة واحدة، الثلوج اكملت صورة المشهد، فرفعت المتساقطات من منسوب الخيرات، العاصفة جمدت الحركة على المرتفعات وقطعت الطرقات وسط انخفاض الحرارة على الساحل الى حدود الخمس درجات، الساعات المقبلة ستظهر المشهد الأبيض على امتداد المساحات التي تعلو عن ست مئة متر.

خيرات السماء تتدرج في هذا الشتاء من منخفض الى عاصفة واللبنانيون فرحون بموسم حنوا اليه مطرا وثلوجا، الايام البيضاء تستكمل التطورات السياسية التي قادت رئيس الجمهورية ميشال عون الى المملكة السعودية قبل قطر، في اولى اطلالاته الخارجية الاولى فهل تحمل معها ايجابيات تترجم في الهبة المالية واعادة الزيارات الخليجية السياحية وتفعيل العلاقات الاقتصادية. منسوب التفاؤل مرتفع بحجم تأثير المملكة وقدرة لبنان على لعب دور الوساطة بين الدول الاقليمية.

ايران التي تودع رئيسها السابق بكثير من الحزن اعلنت الحداد ثلاثة ايام، فالراحل مناضل في ثورة اسلامية عظيمة رافق مفجرها الامام الخميني وبقي وفيا لها ديمقراطي وطني حتى آخر لحظة في حياته. الجمهورية الاسلامية التي تكرم ابطالها الشجعان تلقت برقيات التعازي من معظم عواصم العالم.

فلسطين بدورها بقيت تنتج المقاومين بالمواجهة، بالسكاكين وبدهس المحتلين، ترتقي يوما بعد يوم وتتغلب على آلامها وتعقد اجتماعا غدا تسعى فيه لوحدة فلسطينية، امل الرئيس نبيه بري ان تكون نموذجا لاعادة التضامن العربي واستعادة الحقوق السليبة في فلسطين المحتلة.

* مقدمة نشرة اخبار ال "او تي في"

عاصفتان تتصدران المشهد المحلي اليوم: أولى سياسية، تتمثل بالزيارة التي بدأها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للرياض ثم الدوحة. وثانية جوية، عبرت عنها الأمواج العاتية وتساقط الثلوج... وإذا كانت نتائج العاصفة السياسية مقتصرة على الإيجابيات، من إعادة البحث في الهبة السعودية إلى عودة السياح، وما بينهما من تعزيز للثقة والقرار الحر في آن معا... فتداعيات العاصفة الجوية، بعضها إيجابي كرفع منسوب المتساقطات وتعزيز سياحة التزلج، وبعضها الآخر سلبي كزحمة السير وقطع الطرق والأضرار المعتادة على المزروعات والسيارات... وحتى الصحة... لكن، قبل الدخول في أخبار العاصفتين، نشير إلى أننا سنكون في سياق نشرتنا مع ما يفترض أن يثير عاصفة ثالثة، هي عاصفة غضب مقدس ضد فقدان الضمير والأخلاق، ولو من والد تجاه ابنته.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

اكثر من تعداد قتلاهم فرض الاستشهادي الفلسطيني فادي القندر على الصهاينة، لملموا اشلاءهم واعادوا مراجعة حساباتهم وخياراتهم مع صورة جنودهم وضباطهم وهم يفرون مدججين بالسلاح، صدم الفدائي الجنود الصهاينة وصدم كيانهم العبري الذي نطق ضباطه ومسؤولوه معترفين بالعجز امام خيار الشبان الفلسطينيين ولم تنفع تضليلات نتنياهو ولا هدم منزل الشهيد من انقاذ صورة الامن الصهيوني ومدعيه.

في طهران صورة حداد ومأتم عزاء على احد رواد الثورة الاسلامية بل احد اعمدتها الشيخ هاشمي رفسنجاني رفيق الامام الخميني يعود غدا الى جواره بعد ان جال في ساحات المسؤولية خدمة للثورة وقضاياها وفلسطين ومظلوميتها والمقاومة واهدافها فكان الرجل الكبير ابا عطوفا وداعما ومدافعا صلبا عنها في جميع المراحل والظروف الصعبة كما جاء في بيان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

في لبنان عاصفة طبيعية اجتاحت الاجواء حجبت الرؤية على المرتفعات وقطعت بعض الطرق وصعبت المواصلات فكانت شغل اللبنانيين مع شدة البرودة وسرعة الرياح.

اما سياسيا فالرؤية واضحة والطرق سالكة وليس هنالك من يصعب التواصل او الاتصالات، رئيس الجمهورية بدأ اولى جولاته الخارجية بزيارة السعودية والحكومة الى طاولة الاجتماع الاربعاء وسط تضايق المهل الزمنية انتخابيا وماليا، فيما المجلس النيابي في عقده الاستثنائي امام مهام استثنائية ابرزها قانون جديد للانتخاب.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 9 كانون الثاني 2017

النهار

لا تتوقّع أوساط سياسيّة حصول اتصالات مباشرة بين "حزب الله" و"القوات اللبنانية" إلّا بعد عودة مقاتلي الأوّل من سوريا.

سئل أحد العاملين مع الوزير أشرف ريفي عن العلاقة مع فرع المعلومات في قوى الأمن فقال: "علاقتي الشخصيّة مقبولة أمّا بين الكبار فهي سيّئة جداً".

قال ديبلوماسي أوروبي إن مشاركة "حزب الله" في الحكومة ليست مهمّة بقدر القرارات التي تصدر عن تلك الحكومة.

على رغم منعها أطلقت أمس "حركة حماة الديار" بياناً اتخذ طابعاً سياسيّاً، إذ طالب بمحاسبة جهات سياسيّة تغطّي موظّفين اتّهمتهم بالفساد.

المستقبل

يقال

إن مرجعاً نيابياً قال في مجلس خاص إن القوى السياسية كافة محكومة بإقرار قانون جديد للانتخابات النيابية وأنه رغم ضيق الوقت المتبقي لا يزال هناك بعضٌ كافٍ من الوقت لإنجاز قانون جديد.

اللواء

فوجئت فاعليات شمالية بحملة تعليق صور لوزير سيادي مع رئيس الحكومة على الطرقات بين شكا وحلبا من دون أن تعرف إذا كانت مقدمة لجولة ينوي الوزير القيام بها إلى المنطقة!

وزير سابق تمّ تعيينه مستشاراً لمرجع رسمي للاستفادة من "خبرته" في التواصل مع الإعلام والمواقع الألكترونية… وبعض الأطراف السياسية!

تخشى شخصيات سياسية بارزة أن تتحوّل بعض القرارات في العهد الجديد إلى أعراف تتعارض مع بعض بنود الدستور نصاً وروحاً!

الجمهورية

قال وزير في الحكومة إن هناك اتفاقاً واضحاً بين كتلٍ سياسية وازنة على إمرار مراسيم النفط.

نجحت القوى الأمنية بالقبض على رأس خيط الشبكة والجهة التي تقف وراء المسؤولية عن نشر الشائعات الخميس الماضي عن شاحنات تفرغ حمولاتها من مادة البنزين على الطرق.

أدّت الإتصالات السياسية الى إتفاق على إسم لتولّي منصب حسّاس أثار خلافات في المرحلة السابقة.

البناء

أكد وزير سابق بارز أمام زواره من الصحافيين في عطلة نهاية الأسبوع أنّ البعض لم يستوعب بعد حجم قوة الدفع التي جعلت لبنان خلال أقلّ من شهرين يتخطى أزمة استمرت سنتين ونصف السنة انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وإنجاز البيان الوزاري ونيل الحكومة الثقة ، مشدّداً على أنّ هذه القوة سوف تستمرّ بالدفع في اتجاه إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية يكون أساسه نظام الاقتراع النسبي…

 

رئيس الجمهورية وصل والوفد المرافق الى الرياض

الإثنين 09 كانون الثاني 2017 /وطنية - الرياض - وصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الرياض في اطار زيارة يقوم بها الى المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة رسمية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. وكانت الطائرة التي تقل الرئيس عون والوفد المرافق الذي يضم الوزراء: جبران باسيل، مروان حمادة، علي حسن خليل، يعقوب الصراف، نهاد المشنوق، بيار رفول، ملحم الرياشي ورائد خوري، اضافة الى وفد اداري واعلامي وامني، قد حطت عند السابعة مساء بالتوقيت المحلي (السادسة مساء بتوقيت بيروت) في مطار الملك خالد الدولي. وفور هبوط الطائرة، صعد مسؤول المراسم الملكية السعودية والسفير اللبناني لدى المملكة عبد الستار عيسى الى الطائرة ودعوا الرئيس عون الى النزول، حيث كان في استقباله امير الرياض فيصل بن بندر بن عبد العزيز، والوزير المرافق وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور ابراهيم العساف وكبار المسؤولين في الرياض واركان السفارة اللبنانية. واقيمت مراسم الاستقبال في القاعة الملكية للمطار قبل ان يودع الامير فيصل رئيس الجمهورية الذي توجه الى مقر الاقامة في قصر الملك سعود.

 

عون: زيارتي لتبديد الالتباسات في العلاقات اللبنانية السعودية الحروب الداخلية لا تنتهي الا بحل سياسي و نحتاج الى التعاون لمحاربة الارهاب

الإثنين 09 كانون الثاني 2017 /وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في حديث للـ "الاخبارية" السعودية ادلى به بعيد وصوله مساء اليوم الى الرياض، ان "العلاقات اللبنانية السعودية تأثرت بالاحداث التي جرت في الدول العربية، وحصل بعض الشوائب غير الواضحة بالنسبة للبلدين، وانا اليوم هنا لابدد الالتباسات التي حصلت حاملا المودة والصداقة للشعب السعودي". واوضح انه اصطحب معه بعض الوزراء للقاء نظرائهم والبحث سويا عن مجالات يمكن ان تتعاون فيها المملكة مع لبنان وايجاد سبل التعاون سويا مع القطاعات كافة. وقال الرئيس عون ردا على سؤال: "استطعنا ان نحافظ على الامن والاستقرار ضمن الحدود اللبنانية، وذلك بالنظر الى ما يمكن ان تحدثه الحروب الدائرة حاليا في المنطقة ولدينا تجربة في السبعينات وتعلمنا ونود ان يتعلم الجميع ان مثل هذه الحروب الداخلية لا تنتهي الا بحل سياسي.نحن مررنا في تجربة مماثلة ووصلنا الى اتفاق الطائف في المملكة ونتمنى للآخرين ان يعتمدوا الحل السياسي". وردا على سؤال حول الاستحقاقات اللبنانية في ظل الوضع الذي تعيشه المنطقة، وامكان التوصل الى تسويات داخلية بين الفرقاء اللبنانيين لحل الملفات، شدد الرئيس عون على "ان الفرقاء في لبنان اجتمعوا على فكرة اعمار لبنان بغض النظر عن النتائج التي ستؤول اليها التطورات في الدول الاخرى، لأن الاعمار والامن والاستقرار للجميع. فنحن نحارب الارهاب على حدودنا لمنع التسلل الى الداخل اللبناني، كما ان اجهزة الاستخبارات اللبنانية تقوم بالواجب من خلال العمليات الاستباقية والقائها القبض على الارهابيين الذين تمكنوا من التسلل.ان هذا الموضوع اصبح وفاقيا، وكان في صلب التفاهم الذي ادى الى انتخاب رئيس للجمهورية بعد تأخير دام سنتين ونصف السنة". واكد رئيس الجمهورية على "اننا جميعا بحاجة الى التعاون لمحاربة الارهاب، ولبنان ليس جزيرة بعيدة عن هذه المشكلة وبالتالي لسنا وحدنا، ونحن بحاجة الى التعاون مع المملكة العربية السعودية وكل الدول لأن الارهاب لم يعد محصورا في دول الشرق الاوسط بل عم العالم اجمع ان في اميركا واوروبا او الدول العربية كما يحصل الآن، وبالتالي يجب التفاهم مع الدول الكبرى التي يمكنها وحدها اتخاذ قرار في الامم المتحدة في هذا المجال. اما الحروب المتفرقة ضد الارهاب، فلا يمكنها وحدها ان تحد من مفاعيله".

وحول امكان التعاون مع السعودية في مجال مكافحة الارهاب، اشار الرئيس عون الى انه "على الرغم من عدم تجاور لبنان والسعودية جغرافيا، الا ان تبادل الخبرات والمعلومات حول الارهاب هو امر جيد ومرغوب فيه. وخلال الزيارة، سنعرض كل المواضيع الممكنة ومنها امكان تقديم المساعدة للجيش اللبناني".

وفي ما خص الوضع في لبنان، اوضح الرئيس عون ان الوضع الحالي قد تحصن بحد ادنى من التفاهم لانه يجب على الدولة ان تؤمن الامن للمواطنين والمحافظة عليه وعلى الاستقرار، وهذا امر متفق عليه بين مختلف الفئات اللبنانية حتى ولو ان هناك وجهات نظر سياسية مختلفة في ما يتعلق ببعض الشؤون في البلدان العربية المجاورة. واعرب رئيس الجمهورية عن عدم خشيته من "فقدان التوازنات في لبنان، لا بل اعتبر انها ستكون اكثر ثباتا يوما بعد يوم". واشار الى "ان الثقل الذي يحمله لبنان هو من النزوح السوري الى اراضيه، الذي ادى الى تضاعف العدد السكاني في لبنان في فترة زمنية قصيرة جدا، لذلك يتحمل لبنان اعباء مادية كبيرة وزيادة في معدلات الجرائم". وأمل الرئيس عون ان "يتم حل الازمة في سوريا سياسيا وسلميا، لأنه يسمح للنازحين بالعودة الى سوريا واعادة اعمارها، فالمشكلة تخطت المعقول والدمار الذي لحق بهذا البلد كبير جدا".

وعن امكان حصول مشهد حدودي جديد في سوريا ديموغرافيا، اكد رئيس الجمهورية "اننا نقف الى جانب العيش المشترك لمختلف الاقليات لأنه في الشرق الاوسط هناك تراكم ثقافي بين هذه الاقليات ولا اعتقد بوجود مجموعات ترغب في الانسلاخ عن مجموعات اخرى، انما بعض الدول الكبرى تمارس ضغطا في هذا الاتجاه ولا اعتقد انها ستصل الى نتيجة". وشدد الرئيس عون على "انه مهما كانت النتائج في ما خص قانون الانتخاب، فلن نعود الى التقاتل والعنف"، موضحا انه في "المرحلة التي مضت اتبعنا سياسة توازن داخلي كي لا نتخطى حدودا معينة، وهي قائمة على الابتعاد عن كل ما يزيد الشرخ بين الدول العربية".

وشدد ردا على سؤال على ان "لا حاجة على مستوى لبنان قيام "طائف جديد" لان لدينا القدرة على ان نصنع تعديلات معينة اذا ارتأينا وجود حاجة اليها".

 

لقاءات الوفد الوزاري المرافق لرئيس الجمهورية مع نظرائهم السعوديين

الإثنين 09 كانون الثاني 2017 /وطنية -الرياض - يجري الوفد الوزاري المرافق لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى المملكة العربية السعودية غدا في قصر الملك سعود سلسلة لقاءات مع نظرائهم السعوديين، حيث سيلتقي وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة عند الثامنة من صباح غد وزير التعليم السعودي احمد العيسى، فيما يلتقي وزير المالية علي حسن خليل نظيره محمد الجدعان عند الساعة العاشرة. اما وزير الاعلام ملحم رياشي فيلتقي عند الحادية عشرة وزير الثقافة والاعلام عادل الطريفي, ويلتقي وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري عند الحادية عشرة والنصف وزير التجارة والاستثمار ماجد القصيبي، ويلتقي وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عند الرابعة عصرا. وعند السادسة مساء يجتمع وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري مع نائب وزير الاقتصاد والتخطيط محمد التويجري.

 

التوتّر على جبهة المشنوق - ريفي صراع خيارين وتراجع "شعبية المواجهة"؟

 محمد نمر/النهار/10 كانون الثاني 2017

"الطلاق" بين الوزير السابق أشرف ريفي ووزير الداخلية نهاد المشنوق ليس وليدة توقيف مرافق الأول فحسب، بل نتيجة خلافات تراكمية بين خيارين في الشارع السني. وسواء انتهى الصراع أو لم ينته، فإن الفائز حتى اليوم، خصوصا خلال "العهد الجديد"، هو خيار "التسوية" الذي يمثله المشنوق، وتراجع شعبية "المواجهة" التي يعتمدها ريفي في سياسته، وتحديداً تجاه "حزب الله". لكن مصادر تدعم خيار ريفي تسأل: "هل ما حصل كان تسوية أو استسلاماً؟".

وزارة الداخلية

المعركة بين رجل الأمن ووزير الأمن ليست سهلة. فلكل وجهة نظره، ويتحفظ الطرفان والمقربون منهما عن الادلاء بأي تصريح، لكن وفق مصادر مطلعة على العلاقة بينهم، بدأ التوتر مع استعداد ريفي لدخول الحياة السياسية بعد تقاعده كوزير في حكومة الرئيس السابق تمام سلام. كان يعتبر مكانه الطبيعي في وزارة الداخلية، لكن فيتو "حزب الله" حرمه ذلك، وأدى التوافق الى وصول المشنوق إلى الداخلية وريفي إلى العدل، وتسأل مصادر أخرى تعارض سياسة ريفي: "كل الاطراف كانت تصب أنظارها على وزارة الداخلية، وريفي الوحيد الذي بدأ بالهجوم، فهل من المعقول أن يكون سبباً لتوجيه الاتهامات لسنوات بطريقة غير أخلاقية؟". أما داعمو خيار ريفي فيعارضون هذه القراءة ويؤكدون أن "المشكلة كانت مع فيتو حزب الله لا مع المشنوق". وترفض هذد المصادر قراءة الخلاف على انه "منافسة بين ريفي والمشنوق" في ظل قراءات تتحدث عن صراع بين الاثنين على الرئاسة الثالثة بعد الرئيس سعد الحريري، وتقول: "ريفي اعترض على سلسلة تنازلات قدمت لحزب الله ودفعته في نهاية المطاف إلى الاستقالة، واليوم بعد انتخاب الرئيس عون اعلن ريفي معارضته واعتبر الخيار بمثابة استسلام ورفض اختلال التوازن لمصلحة الحزب، وبالتالي ما حصل ليس تسوية، بل هو استسلام".

مشاركة مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا في اجتماع أمني رسمي، أمر عارضه ريفي، واعتبر بالنسبة إلى داعمي خياره "بمثابة كشف اوراق اسباب توزير المشنوق في الداخلية"، لكن مصادر أخرى تسأل: "ألم يكن ريفي الى طاولة واحدة مع حزب الله في حكومة سلام؟ ألم ينسق ريفي خلال توليه قوى الأمن الداخلي مع ضباط ارتباط من حزب الله؟".

فيديو رومية

اتهم ريفي "حزب الله" بتسريب فيديو الاعتداء على سجناء اسلاميين ومؤيدين للثورة السورية في سجن رومية، لكن ذلك لم يبعد "الشك" في نفس المشنوق في أن ريفي خلف العملية، فيما ينفي داعمو اللواء أي علاقة بالفيديو ويفضلون انتظار حكم القضاء، لكنهم يعتبرون ان ما حصل "جريمة ترضي حزب الله". أما المصادر المقابلة فتذكر بأنه "اثبت ان مسرب الفيديو هو من قوى الأمن الداخلي وليس حزب الله كما ادعى ريفي".

ميشال سماحة

وكانت العلاقة تفجرت علانية على خلفية إطلاق ميشال سماحة، فبعد استقالة ريفي كشف عن ان الامر كان مرتباً مع المشنوق، والاخير لم ينف، بل ذهب الى الاعلان ان الاستقالة كانت فكرته، لكنه التزم قرار التمهل الذي طلب منه من الحريري، وبدأت رصاصات التخوين في اتجاهه، لكن مصادر تعارض خيار ريفي تقول: "أراد الأخير ان يفرض الاستقالة على المشنوق، وأصر على أن وزير الداخلية غدر به، لكن الرد كان واضحا بالتزام قرار الحريري". ولمع نجم ريفي على اثر استقالته، ورفع شعبيته بعد فوزه بالانتخابات البلدية، لكن سرعان ما بدأ هذا النجم يخبو مع تصريحات ريفي، خصوصا تلك التي اعتبر فيها ان "الحريري انتهى".

وأخيراً كانت قضية مرافقه عمر بحر، فأنصار اللواء يعتبرون أن "ما حصل اعتداء كيدي على ريفي، لجهة اللعب بأمنه وممارسة كيدية على مخالفة مسلكية"، أما من يدعم خيار المشنوق فيقول: "صحيح ان هناك مسؤولين يقدمون خدمات سياسية لكنهم لا يتفرغون للعمل السياسي مثلما يفعل مرافق ريفي".

يبدو أن الخلاف إلى تصاعد، لكن من الواضح أنه تم تحييد الحريري و"تيار المستقبل" ومديرية قوى الأمن الداخلي، خصوصا من ناحية ريفي الذي لا يزال وفق داعمين له "ملتزماً طلبا سعوديا بعدم التعرض للحريري او الحكومة الجديدة"، وبالتالي حصر الخلاف مع وزير الداخلية. وتؤكد مصادر أخرى أن "اي اعتداء مشابه لعملية توقيف المرافق سيواجهها ريفي، ومهما حصل من كيد لن يغير ريفي البوصلة، فالمعركة هي في مواجهة حزب الله في لبنان".

 

حملة عنوانها "منع الخمور" في كفررمان وقرى جنوبية إقحام الدين واستنفار العصبيات لعبة خطرة ضد التنوع

ابرهيم حيدر/النهار/10 كانون الثاني 2017

أن تسعى قوى سياسية وحزبية ودينية في الجنوب، في مقدمها "حزب الله"، لإقفال محال بيع الخمور في كفررمان عبر الضغط واستنفار بعض رجال الدين، فتلك مسألة لا تقف عند هذا الحد، بل تتجاوزه الى فرض قواعد شرعية وتقييد الناس بنمط حياة وفقاً لمرجعية دينية تتولى شؤونهم.

ليست قضية كفررمان منفصلة عما يحصل في قرى جنوبية كثيرة في ما يتعلق ببيع الخمور فحسب، إنما في كل معاني الحياة المجتمعية للناس من زواياها المختلفة، وهي تتصل بموضوع الحريات العامة والفردية والقوانين ودور مؤسسات الدولة وأجهزتها. فما الذي استدعى رفع عريضة وقّعها 2500 شخص اعتراضاً على بيع الخمور في كفررمان مطالبين بإقفال محالها؟ ومن الذي قرر وأفتى في هذا الوقت؟ خصوصاً بإدخال العنصر الديني في مسألة مدنية قد تؤدي لعبته الخطرة الى تكفير البعض أو كثيرين من مذهب معين بتهمة احتساء الخمر أو اتهامهم بالخروج عن الدين.

يكفي أن يقرر "حزب الله" من خلال أعضائه في بلدية كفررمان بموافقة من أعضاء حركة "أمل"، إقفال محال الخمور، حتى يصبح الأمر بمثابة فتوى شرعية، فترفع العرائض وتستنفر العصبيات وتستفز الغرائز ضد بيع الخمور في بلدة غالبية سكانها من الطائفة الشيعية، مع أنه كان في مقدوره أن يعلن الأمر من دون مواربة، طالما أن بعض رجال الدين المحسوبين عليه تولوا إعلان موقف شرعي من الموضوع، وطالما أنه تمكن في قرى أخرى من منع بيع الخمور في أي متجر يمارس هذا النوع من التجارة، لا بل ان بعض القرى وصلت فيها الأمور الى حد المطالبة بمنع الإختلاط في محال الانترنت كما حصل في جبشيت، وحتى منع الاختلاط في المدارس، فيما حاولت بلدية الخيام في الصيف الماضي منع مشاركة الفتيات في ماراتون حرمون. لكن مسألة كفررمان تختلف بوجود بعض التنوع الحزبي اليساري والمدني، اضافة الى معارضة علنية لهيمنة أي من الأطراف على البلدة.

ولعل الرافضين لإقفال محال بيع الخمور في كفررمان، لا يريدون خوض مواجهة تحت هذا العنوان، لأن المسألة تتعدى الخمور الى تقييد الحريات العامة، وفق ما يقول أعضاء في المجلس البلدي يعارضون القرار الذي يمكن أن يأخذ طريقه الى التنفيذ اذا حسم محافظ النبطية محمود المولى موقفه في هذا الاتجاه، لكن المشكلة الأخطر تبقى في التعبئة السياسية والدينية التي تعتبر أن بيع الخمور يتعارض مع البيئة المحيطة، ويخالف العادات والتقاليد والقيم، وهي ممارسات حزبية شهد الجنوب والنبطية مثيلاً لها قبل سنوات، عندما تم إقفال كل محال بيع الخمور في مدينة النبطية، إما بالضغط أو بالتهديد أو بدفع مبالغ مالية لأصحابها، علماً أنه جرى في عام 2011 تنظيم تجمعات أمام المحال في النبطية بدفع من قوى الأمر الواقع أو القوى المهيمنة طلباً لإقفالها "لأنها تفسد التلامذة والجيل الجديد"، فيما اليوم لا يوجد أي محل لبيع الخمور في المدينة.

على أن قضية محال الخمور في كفررمان كانت ظهرت الى العلن بالتزامن مع الضغوط التي تعرض لها أصحاب المحال في النبطية، حيث أحرق أحد المحال عام 2012 في كفررمان وكاد أن يحترق معه محل آخر يبيع المواد الغذائية والكحول، لكن كل تلك الضغوط فشلت في إقفال المحال، ولم تتمكن القوى المهيمنة من "قولبة" البلدة وفرض نمط حياة على طريقتها، إنما بدا واضحاً أن هناك إصراراً من "حزب الله"، المطالَب بإعلان موقف من الموضوع، باعتبار أن حجم التحشيد والتجييش الذي تخضع له المنطقة استولد بيئة دينية مناهضة لكل من يخرج عن قواعدها، وهي بيئة محسوبة تستطيع من خلال فائض القوة في ظل استحضار الفتوى الدينية أن تنزع إلى البطش والاقتصاص والمحاسبة، بحق من يخالف نسق حياتها، وبالتالي لا يقف الأمر عند الخمور حيث يستطيع البعض الحصول عليها من أماكن فيها اختلاط طائفي، لكنها قضية تتعلق بالإطباق على القرى ومنع التعدد وضرب التنوع الذي يقضي على كل حياة مدنية.

ليست هذه الممارسات جديدة، لكنها تأخذنا انطلاقاً من كفررمان، الى ممارسات أخرى غير معلنة، لتعميم صورة نمطية لمجتمع على أنه كتلة دينية وسياسية واحدة، لا مكان فيه للتنوع الفكري والاجتماعي. ونحن نعرف، على سبيل المثال، أن مدينة كبرى مثل صيدا، لا يوجد فيها أي محل لبيع الخمور، حيث تعرضت محال كثيرة منذ الثمانينات للإقفال وحتى لتفجيرات، وكذلك في مدينة طرابلس وبعض القرى في البقاع. لكن ما يجري في قرى الجنوب من فرز ومحاولات الحكم والسيطرة بعنوان شرعي يشكل خطراً على التنوع. ولا بد من الإشارة في هذا السياق الى أن التوجه الذي يسير به "حزب الله" ينطلق من تخفيف الضغط على القرى المختلطة طائفياً، فيما يتم ضبط القرى الشيعية بنمط حياة محدد بما يتجاوز مسألة بيع الخمور، الى الحفلات والمهرجانات الموسيقية ومختلف أشكال الحياة المدنية، وهذا واقع نشهده في بعض قرى الجنوب والنبطية، علماً أن مدينة كصور ليست الكلمة الفصل فيها لـ"حزب الله"، اضافة الى تنوعها المذهبي، قد خرجت من دائرة القبضة الحديدية. قد تقفل محال الخمور في كفررمان بالضغوط وغيرها، وربما لن يتمكن أصحاب العريضة من اقفالها، لكن الأخطر يبقى في استحضار العامل الديني الذي يستنفر عصبيات المذهب ويطلق، تحت عنوان منع الخمور، اتهامات الارتداد ويكفّر بعض الناس بفتاوى تطال الحياة المدنية وتقيدها. وهذا الأمر يستدعي المواجهة وحضور الدولة وعودة القانون.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

طرابلس ملّت الوعود والحريري أمام الامتحان

دموع الأسمر/الديار/9 كانون الثاني 2017/يأمل الطرابلسيون مطلع العام الجديد ان يكون هذا العام عام الانماء المتوازن والعادل، وان تعطي حكومة الحريري الثانية اهمية لهذه المدينة التي باتت تعيش على شفير الانفجار الاجتماعي نتيجة ما آلت اليه الاوضاع الاقتصادية بسبب غياب المشاريع الاستثمارية المنعشة للمدينة. وترى اوساط طرابلسية متابعة ان الرئيس الحريري اليوم امام امتحان كبير يخوض من خلاله غمار انماء المدينة على كافة الصعد، المدينة التي دفعت اثمانا غالية في مراحل سابقة تحولت فيه الى صندوق بريد نتيجة سياسة الحريري الالغائية، لكن اليوم ترى اوساط متابعة ان الحريري كان الخاسر الاكبر نتيجة سياسة الالغاء والاستفزاز والتحريض المذهبي، وتراجعت شعبيته الى ما دون النصف وبدا ذلك واضحا في انتخابات البلدية الاخيرة، عندما واجه الحريري ابن البيت المستقبلي الوزير السابق اشرف ريفي الذي حقق فوزا ساحقا في مواجهته.

اليوم تراهن الاوساط الطرابلسية على تغيير الرئيس لسياسته الكيدية في التعامل مع طرابلس ومع مكوناتها السياسية كما في التعامل مع القوى السياسية في لبنان، والتنسيق معها لاخراج لبنان من الازمات السياسية والعمل على استنهاض الحكومة باقرار المشاريع وتنفيذها. الامر الذي اعتبره بعض المراقبين انه يستحق الانتظار ولو ان مدينة الفيحاء ملت الانتظار والوعود. وترى الاوساط ان بعض زوار الحريري اعربوا عن ارتياحهم للقاء معه اذ لاحظوا انه حسم امره بالنسبة لمدينة طرابلس لكنهم لاحظوا في الوقت عينه انه سيخوض الانتخابات بعيدا عن اي تحالف مع الرئيس نجيب ميقاتي والوزير فيصل كرامي. اما في ما يتعلق بالوزير محمد الصفدي فان الموضوع ما يزال قيد التداول وقد يصل الى تحالف ثلاثي الحريري ـ الصفدي ـ كبارة، وترى الاوساط ان هذا التحالف لا يمكن ان يحقق انجازات في المدينة في ظل غياب الخدمات الانمائية الملحة. اما بالنسبة لاعادة تقريب وجهات النظر بين الحريري وميقاتي فانها تحتاج الى المزيد من الوقت خصوصا ان الرجلين اعتادا مفاجأة الشارع الطرابلسي كما حصل قبل الاستحقاق البلدي. وعلى صعيد الحالة الريفية فان وضع ريفي لا يزال في مرحلة التمدد في كل الاحياء الشعبية في المدينة ويمكن ان يتحول قبل الاستحقاق النيابي الى الرقم الصعب لكن حسب المتابعين لا يمكن استنتاج موقعه السياسي قبل خوضه اي استحقاق انتخابي نيابي الذي يحدد الاحجام السياسية. في ظل ما تشهده المدينة من صراع الاحجام بين القوى السياسية تعيش المدينة على فوهة بركان اجتماعي نتيجة تراجع كافة الخدمات الشعبية في كل المناطق وغياب كل المشاريع الانمائية بانتظار خطة الحريري الحكومة والسؤال المطروح اليوم «هل تستطيع حكومة الحريري انقاذ المدينة وتعويضها سنوات الاهمال بسبب ما ارتكبه تياره السياسي في السنوات الاخيرة»؟...  وحسب فاعليات شعبية طرابلسية فان طرابلس باتت اليوم في مرحلة محاسبة التيارات والقوى التي اهملت المدينة ورفعت من مستوى البطالة فيها ولذلك فقد اتجهت قيادات محلية الى تعيير بوصلتها باتجاهين اما باتجاه الرئيس ميقاتي، واما باتجاه اللواء ريفي الذي خاطب الشرائح الشعبية بلغتهم وحرص في خطابه السياسي على محاكاة هذه الشرائح والتعبير عن هواجسهم. لكن هذه الشرائح لا تزال تنتظر ان تتخذ الحكومة الحريرية الحالية قرارات شعبية تعيد لطرابلس دورها بدءا من صرف المبالغ المقررة لها وصولا الى ايفاء الرئيس الحريري لوعوده التي اغدقها على طرابلس ولعل ذلك يقيه شر وضع اللمسات الاخيرة على نهاية «تياره الازرق» في طرابلس لمصلحة قوى وتيارات سياسية اخرى تتسارع في الصعود بديلا عن تيار الحريري الذي لم يكن بحجم ولاء المدينة له في المراحل التي مضت.

 

رسالة من أشرف ريفي إلى الحريري والمشنوق

"الأنباء الكويتية" - 9 كانون الثاني 2017/رأى وزير العدل السابق اشرف ريفي ان «أحدهم حاول التهويل علي بنزع الحماية الأمنية وهذا لن يخيفني»، محملا وزير الداخلية نهاد المشنوق «مسؤولية حياتي». كما توجه الى المشنوق قائلا: «أعلم سعيك لإرضاء حزب الله وأنت مشبوه مشبوه ورمز للفساد والعمالة في الوطن»، مضيفا: «كنت من فريقنا ولم تعد من هذا الفريق، ونحن نرسم علامات استفهام كبرى حول نزاهتك، أنت فاسد ومشبوه وانا مسؤول عن كلامي». وردا على سؤال حول مساع لتقريب وجهات النظر بينه وبين الرئيس سعد الحريري قال ريفي لـ «الأنباء»: قلت للسعاة ان القضية الوطنية تجمعنا وليست الصورة وأنا لا التقي مع الشيخ سعد في مواقفه الأخيرة. وردت أوساط وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عبر قناة الـ MTV على تصريحات الوزير السابق اشرف ريفي الذي اتهمه فيها بالفساد والعمالة، واصفة اياها بـ «التفاهات».

ولفتت الى ان شعبة المعلومات قامت بواجبها عندما قامت باعتقال عمر بحر مرافق ريفي. كما أصدرت المديرية العامة للأمن الداخلي بيانا تحدثت فيه عن المخالفات المسلكية للمؤهل عمر البحر المفصول الى مكتب الوزير ريفي، والتي تتمثل بالسفر مع ريفي الى الخارج دون اذن المديرية، والقيام بأنشطة سياسية لصالح ريفي ومحاولة الاستحصال على جواز سفر مدني دون علم المديرية.

 

هذا ما قاله خالد الضاهر عن اشتباك ريفي - المشنوق

زينة طبارة/الأنباء الكويتية/9 كانون الثاني 2017

رأى نائب عكار عضو كتلة المستقبل سابقا خالد الضاهر، ان زيارة رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي للبنان عشية زيارة الرئيس عون للمملكة العربية السعودية، هي من جهة محاولة إيرانية للتأكيد على أن الساحة اللبنانية محجوزة للاعب الإيراني، ومن جهة ثانية رسالة واضحة لا لبس في مضمونها إلى الرئيس عون لتذكيره بعدم الذهاب بعيدا في سياسته العربية، ما يعني من وجهة نظر الضاهر أن إيران ارادت من خلال مبعوثها تنفيس الزخم المعنوي للقاء القمة بين الرئيس اللبناني وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وذلك نتيجة انزعاجها من تبني المملكة العربية السعودية للتسوية التي أتت بالعماد عون إلى رئاسة الجمهورية وبالحريري الى رئاسة الحكومة.

وأكد الضاهر في حديث لـ «الأنباء» ان لو كانت النوايا الايرانية تجاه لبنان سليمة وصادقة لكانت القيادة الايرانية أجلت زيارة بروجردي إلى ما بعد انتهاء الرئيس عون من جولته العربية، لكنها أرادت من خلال التوقيت المشبوه للزيارة إفهام الرئيس عون ان لقاءه مع خادم الحرمين لن يعطي الاجندة السعودية في لبنان دفعا على حساب الاجندة الايرانية الموكلة رعايتها إلى حزب الله، علما ـ يتابع الضاهر ـ ان ليس للسعودية أي أجندة خاصة بها لا في لبنان ولا في أي من الدول العربية، انما جل ما هي مهتمة به وتحرص عليه هو حماية السيادة العربية من الانتهاكات الايرانية ومن التوغل الايراني المسلح بهدف إحياء ما يُسمى وهما الامبراطورية الفارسية.

وعليه يؤكد الضاهر ان إيران التي تتابع بالدقائق والثواني الحركة السياسية في لبنان وكل العالم العربي، لن تتراجع عن تعزيز وتطوير قدراتها التخريبية في المنطقة العربية مادامت هناك دول عربية متخاذلة وغير معنية بوحدة الصف العربي في مواجهة الغطرسة الإيرانية، وأضاف: ما فات الدولة الايرانية بكل اجنحتها انه وعلى الرغم من تخاذل بعض الانظمة فإن المملكة العربية السعودية ومن خلفها دول مجلس التعاون كانت وستبقى الدرع العربية غير القابلة للاختراق.

على صعيد مختلف وردا على سؤال حول قراءته لأبعاد لعبة الكر والفر السياسي بين الرئيس الحريري ووزير العدل السابق واللواء اشرف ريفي، لاسيما ان الأخير اتهم على خلفية توقيف مرافقه عمر بحر الرئيس الحريري بتقديم شهادة حسن سلوك لحزب الله، لفت الضاهر إلى أنه لم يعد خافيا على أحد أن اداء الرئيس الحريري ومن خلفه تيار المستقبل يخدم عن قصد أو عن غير قصد مصلحة حزب الله ودون أي مقابل، معتبرا بالتالي ان ما يقوله الرئيس الحريري عن سياسة «ربط نزاع» مع حزب الله، هو بحقيقة الأمر سياسة تنازلات غير مبررة وسياسة تحجيم لكل من يتعارض معه بالرؤية ويعمل بعكس توجهاته، مذكرا بأن ربط النزاع يكون بالتساوي بين طرفين متخاصمين ويتطلب تنازلات متساوية بينهما، لكن ما فعله الرئيس الحريري هو أنه ربط النزاع من جهته وحده وقدم وحده التنازلات الجسام على حساب المصلحة الوطنية عموما والسنية خصوصا، وقد ذهب مؤخرا الى توقيف مرافق اللواء ريفي في محاولة لتحجيم الاخير والنيل من معنوياته، مؤكدا تبعا لما تقدم ان الطلاق وقع بينه وبين اللواء ريفي من جهة وبين الرئيس الحريري وكتلة المستقبل من جهة ثانية.

 

 بسبب "حزب الله".. ايران "خرقت" حظراً على السلاح ومجلس الامن يُناقش تقرير بان فـــي 18 الجاري

المركزية- اشار تقرير سري نشرته وكالة "رويترز" الى "ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ابلغ مجلس الأمن قلقه من احتمال ان تكون إيران خرقت حظراً على السلاح بتزويدها "حزب الله" بأسلحة وصواريخ". والتقرير الثاني النصف سنوي، الذي من المقرر ان يناقشه مجلس الأمن في 18 الجاري، بعد ان كان بان كي مون قدّمه لمجلس الأمن في 30 كانون الاول الفائت قبل ان يخلفه انطونيو غوتيريس في اول الجاري، يتضمّن اتهاماً من فرنسا بأن شحنة من السلاح ضُبطت في شمال المحيط الهندي في اذار الماضي كانت من إيران ومن المحتمل انها كانت في طريقها إلى الصومال او اليمن". وبحسب تقرير بان فإن "الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله اوضح في كلمة تلفزيونية بثّتها قناة "المنار" التلفزيونية في 24 حزيران 2016 "ان ميزانية "حزب الله" ورواتبه ومصاريفه واسلحته وصواريخه تأتي كلها من إيران"، معبّراً عن "قلقه من هذا التصريح الذي يشير إلى ان نقل الأسلحة والمواد المرتبطة بها من إيران ربما يجري مخالفة" لقرار لمجلس الأمن الدولي". يُذكر ان معظم عقوبات الأمم المتحدة رُفعت قبل عام بموجب اتفاق ابرمته إيران مع بريطانيا وفرنسا والمانيا والصين وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للحد من برنامجها النووي، لكن إيران مازالت تخضع لحظر على السلاح ولقيود اخرى ليست جزءاً في شكل فني من الاتفاق النووي.

 

عبود: عون الوحيد القادر على تحسين العلاقات السعودية – الايرانية وزيارة "المملكة" تؤكد أن الرئيس علــــــى مسافة من الجميع

المركزية- لا يفوّت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أي فرصة متاحة ليؤكد كونه رئيسا توافقيا يريد أن ينال عهده دعم مختلف لاعبي الداخل. فبعد جهود لتأليف حكومة ضمت مختلف القوى السياسية- باستثناء الكتائب- اختار الرئيس عون المملكة العربية السعودية وجهة لأولى رحلاته الخارجية، فيما الصراع على أشده في الاقليم الملتهب، وقد لفح الداخل اللبناني مرارا بألسنته الحارقة، ما انعكس تصلبا في المواقف السياسية. كل هذا إلى جانب سعي عون إلى إعادة الحرارة إلى العلاقات مع المملكة، واستعادة الهبة الى الجيش اللبناني. وعن اول رحلة رئاسية لفت عضو تكتل التغيير والاصلاح الوزير السابق فادي عبود عبر "المركزية" إلى أن "إذا كان من دليل قاطع إلى أن الرئيس عون هو "بيّ الكل"،- بمعنى أنه على مسافة واحدة من الجميع لما فيه مصلحة لبنان- فهي الزيارة إلى المملكة العربية السعودية". وأشار عبود إلى أن "المهم في هذه الزيارة يبقى في بعدها ونتائجها الاقتصادية. غير أن هذا لا ينفي أن رأس هرم الدولة يتصرف دائما طبقا لما تمليه عليه مصلحة البلاد. وتبعا لذلك، يجب التركيز على البعد الاقتصادي لهذه الرحلة". واعتبر أن "الزاوية الاقتصادية مهمة جدا. فإلى جانب الهبة الواردة على جدول الأعمال، تعاملت السعودية بشكل جيد مع الرئيس عون، لكن أهم ما في الأمر أن اللبنانيين على علاقة تاريخية مع المملكة، على عكس الصورة التي رسمها البعض للشعب السعودي، والتي تفيد بأن البعض في لبنان لا "يحب" السعودية. أمام هذا المشهد، أعتقد أن رئيس الجمهورية زار المملكة ليقول إن الشعب اللبناني لا ينسى أفضالها ومساعداتها، ليعيد العلاقات الاقتصادية بين بيروت والرياض إلى بعدها الواقعي".

وبدا لافتا أن تكون السعودية أول دولة يزورها الرئيس عون، بعدما كان مسؤول سوري وآخر ايراني أول من هنأه بانتخابه رئيسا، إضافة إلى زيارة مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون إلى قصر بعبدا الشهر الفائت، ما دفع إلى الكلام عن أن الرئيس أراد ضخ بعض التوازن في علاقات لبنان الخارجية، شدد عبود على أن دور لبنان الأساسي يكمن في أن يكون صلة الوصل بين الجميع، وإذا كان من أحد يستطيع تحسين العلاقة بين السعودية وايران، فهو الرئيس ميشال عون، ما يعيد إلى لبنان دوره كمساحة تواصل بين دول المنطقة. علما أن جبهات الحرب السعودية- الايرانية مفتوحة، ولا نريد أن نضم لبنان إليها".

على المستوى الداخلي، قاربت أولى حكومات العهد ملفات ساخنة واتخذت قرارات مهمة، في جلستها الأخيرة، في ما اعتبر رسائل واضحة وجهها العهد في أكثر من اتجاه، خصوصا لجهة العزم على محاربة الفساد وإعادة الحياة إلى الاقتصاد اللبناني. وفي السياق، أكد عبود أن "الجميع مقتنع أن الرئيس عون جدي جدا في موضوع الفساد. لا أحد يقول إن هذه العلة ستختفي بـ "كبسة زر، النفط، وإحالة ملف الميكانيك إلى لجنة وزارية، وسواها من الملفات المرتبطة بالفساد".

 

جنجنيان: الدفاع عن النفس ليس جرما و"شفافية في التعاطي داخــل الحكومة"

المركزية- لا يزال العهد مستمرا بالزخم نفسه، تمظهر ذلك على طاولة مجلس الوزراء من خلال انسيابية القرارات وعدم رفع فيتوات كانت سيدة الموقف في ماض قريب، اضافة الى زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للمملكة العربية السعودية والآمال المعقودة لاعادة لبنان الى موقعه السابق كحلقة وصل بين دول المنطقة، ايجابية تلقفتها مختلف الاحزاب السياسية وسعت الى تثبيتها عبر خفض السقوف المرتفعة والتقارب في وجهات النظر. وقد أكد عضو "كتلة القوات اللبنانية" النائب شانت جنجنيان في حديث لـ"المركزية" على "شفافية التعاطي في الحكومة"، معتبرا أن "الكلام عن صفقات وتقاسم غنائم عار عن الصحة، فالهدف الاساسي عند مختلف الاطراف أن يكون العهد منتجا، مع ما يتطلب ذلك من تضحيات"، لافتا الى أن "القوات اختارت وزراء على قدر عال من الجدارة لمواكبة التحول الايجابي الحاصل في مؤسسات الدولة"، مؤكدا أن "الموازنة وقانون الانتخاب هما الامتحان الفعلي للعهد الذي سيثبت نجاحه"، مشيرا الى أن "هناك أفكارا متباعدة على صعيد قانون الانتخاب، من النسبية الكامو الى الاكثري، وايجاد حل مشترك ليس بالامر السهل"، وآمل أن "يتبلور الاطار الاساسي للقانون الجديد في أسرع وقت نظرا لتسارع المهل". وأشار الى أن "زيارة رئيس الجمهورية الى المملكة العربية السعودية تأتي في هذا السياق، وبدأنا بتلمس وقعها من خلال ليونة من قبل فريق 8 آذار"، معتبرا أن "لبنان بحكم موقعه الجغرافي والديمغرافي، وعلاقته مع محيطه، يحتم علينا المحافظة على أفضل العلاقات مع الدول العربية وتحديدا المملكة العربية السعودية". وعن الحوار مع حزب الله، لفت الى أن "العلاقة مع الحزب مقتصرة على وجودنا المشترك في المجلس النيابي والحكومة، ولا تواصل خارج هذا النطاق حتى الآن". وعن طلب القضاء استدعاء شباب القاع الذين حملوا السلاح على خلفية انفجار القاع الاخير للتحقيق، اعتبر أن "الدفاع عن النفس في أوقات الخطر لا يعتبر جرما"، مشيرا الى أن "لم يكن يوما لدى "القوات" اتجاه لمخالفة القوانين والذي حصل كان نتيجة ظرف استثنائي مؤقت"، لافتا الى أن "بعد أن عزز الجيش والقوى الامنية وجودهما في المنطقة بناء على طلب الاهالي، لم يعد هناك وجود مسلح"، لافتا الى أن "الاهالي على تواصل دائم مع الجيش قبل الانفجار وبعده". وبالنسبة للسجال المستعر مع "حزب الكتائب" وتداعياته على الحلف المسيحي الذي يحمل لواء ثورة الارز، اعتبر أن "قد تحصل اختلافات بين القوى السياسيةّ"، رافضا اعتبار ذلك نسفا تاما للتحالف بين الحزبين". مضيفا "المصالحة بين القوات والتيار الوطني الحر تتركز بشكل أساسي على تذليل رواسب الماضي وفتح صفحة جديدة ولا تهدف لاقصاء أحد أو الغائه، من هنا الكل مدعو للانضمام الى هذا التقارب".

 

معاقل الارهابيين لا تزال عصية على القوة الامنية المشتركة والسلاح بين القيادات الفلسطينية واللبنانية: تحت امرة الدولة

المركزية- في اطار تنفيذ الخطة الامنية في مخيم عين الحلوة برعاية فلسطينية، انتشر عناصر القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في الشارع الفوقاني في مخيم عين الحلوة، بدءا من مفرق سوق الخضار وصولا إلى المدخل الشمالي لجهة المستشفى الحكومي وشارع بستان القدس حيث اماكن الاشتباكات السابقة، بهدف ضبط الوضع الامني. وسبق عملية الانتشار صباحا اطلاق نار ليلا على الشارع الفوقاني للمخيم دون معرفة الاسباب وهو الثاني في غضون ايام ما سبب حالة من الهلع في المنطقة. وعلمت "المركزية" ان "الانتشار لم يكن على المستوى المطلوب في حي الصفصاف حيث رفض الاسلاميون التكفيريون الانتشار خشية مراقبة تحركاتهم خصوصا بعدما تبين ان المطلوب شادي المولوي يقيم بينهم متخفيا ومزودا بحزام ناسف، كما لم يشمل الانتشار حي حطين حيث معقل الارهابي بلال بدر واغلبية المطلوبين الفلسطينيين من "جند الشام" و"فتح الاسلام" و"كتائب عبدالله عزام"، الذين لم يسلموا للقوة الامنية قتلة الفتحاوي ابراهيم منصور الموجودين في حماية بدر". وأكد مصدر فلسطيني لـ"المركزية" أن "الخطوة الثانية لدى اللجنة، تقضي بإعادة تفعيل ملف المطلوبين الى السلطات اللبنانية، وعقد لقاء مع اعضاء "لجنة ملف المطلوبين" في هذا السياق". في سياق آخر، بدأت قيادات فلسطينية من الصف الاول "حركة فتح" و"حماس" و"الجهاد الاسلامي" بالوصول الى بيروت، لعقد اجتماع اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني في سفارة فلسطين في بيروت غدا الثلاثاء، تمهيدا لدعوة المجلس الوطني الفلسطيني للانعقاد بعد فترة في جلسة اعتيادية في رام الله من أجل بلورة برنامج اجماع وطني سياسي على قاعدة وثيقة الوفاق الوطني التي وقعت عليها كافة القوى الفلسطينية عام 2006 في القاهرة. بعد انتهاء اعمال المجلس ستعقد لقاءات مع شخصيات سياسية وامنية وعسكرية لبنانية ما يساهم بفتح الحوار اللبناني– الفلسطيني وطرح كل المشاكل والهواجس من الطرفين ومنها حق الشعب الفلسطيني بالتملك واقامة بديل من الجدار الاسمنتي حول مخيم عين الحلوة ودرس ملف المطلوبين الفلسطينيين لا سيما اولئك المتوارين في المخيم ومنهم شادي المولوي وبلال بدر واسامة الشهابي وغيرهم. وقال مصدر لبناني لـ"المركزية" انه "ستتم مناقشة السلاح الفلسطيني في المخيمات وجعله تحت امرة الدولة اللبنانية خاصة وان الرئيس الفلسطيني محمود عباس وافق على ذلك، الا ان الموضوع بقي محور تباين بين "فتح" وقوى التحالف الفلسطيني لا سيما الجبهة الشعبية القيادة العامة التي تعتبره دعما لحق العودة"، مؤكدا ان "انتشار السلاح في مخيم عين الحلوة تحول الى عبء على الشعب الفلسطيني بعدما فقد مساره لتحرير فلسطين وصار سلاحا للاقتتال الفلسطيني– الفلسطيني وتأجيج الصراع بين المنظمات الفلسطينية ذاتها".

 

عون في المملكة مساء: آمال سياسية واقتصادية وعسكرية كبيــــرة

العهد حريص على تصويب موقع لبنان.. وكلام بروجردي "يحفّز" الريـاض

قطار "التشريع" ينطلق: مكتب المجلس الخميس.. و"الانتخاب" في "الثنائي" ليلا

المركزية- تتجه أنظار "لبنان" السياسي والاقتصادي والعسكري، ابتداء من مساء اليوم، نحو السعودية مع وصول الوفد اللبناني الرسمي برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى ربوع المملكة، في زيارة طال انتظارها، تُعلّق عليها آمال كثيرة علّها تؤسس لطي صفحة الفتور الذي شاب العلاقات بين الرياض وبيروت منذ نحو عامين، نهائيا، وتعبّد الطريق أمام عودة "الاحاطة" السعودية بلبنان، على الصعد كافة. أهداف زيارة المملكة: وفي هذا الاطار، توضح مصادر سياسية لـ"المركزية" ان ثمة تعويلا كبيرا على ان تحقق الجولة اللبنانية في الرياض تقدما أولا على خط الهبة السعودية للجيش والتي جمدتها المملكة اعتراضا على ما اعتبرته "سيطرة" من "حزب الله" على مفاصل الدولة اللبنانية وقرارها، فتنتعش مجددا. الوفد اللبناني يريد من الزيارة أيضا أن تحوّل الضوء الاحمر الذي أضاءته المملكة أمام زيارة رعاياها لبنان، الى أخضر، مع ما لهذه الخطوة من تداعيات ايجابية على الاقتصاد والسياحة اللبنانيين. أما الهدف الثالث، فتعيين سفير سعودي في لبنان، فيما يكمن الغرض الأخير من الزيارة في تزخيم العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين. حرص على الامتداد الحيوي: في الموازاة، تعتبر المصادر أن وجهة الرئيس عون الخارجية الاولى هي الرياض، كون الاخيرة اول من وجه اليه دعوة الى زيارتها. الا انه في المقابل، لا يمكن تجاهل دلالات هذه الخطوة وأبعادها حيث تدل الى الاولوية التي يحظى بها تصويب موقع لبنان على الساحتين العربية والدولية، في حسابات العهد الجديد، اذ يبدو أركانه حريصين على اعادته الى "مياهه الطبيعية" وربطه مجددا بـ"امتداده الحيوي" الخليجي والعربي.

بروجردي حفّز الرياض؟: وفي حين تؤكد ان صورة عون في الديوان الملكي ستكون لافتة، تدعو المصادر الى ترقب المواقف التي ستصدر خلال الزيارة وما ستتركه من أصداء محليا وعربيا. وليس بعيدا، تعتبر ان كلام رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإسلامي الايراني علاء الدين بروجردي من بيروت في الساعات الماضية وحديثه عن استعداد بلاده لمساعدة لبنان عسكريا عشية توجه عون الى المملكة، لا بد أن يحفز الرياض أكثر على تثبيت رجليها مجددا في لبنان، مشيرة الى ان المملكة ستوجه رسالة اقليمية من خلال استقبال عون تقول فيها انها السباقة في مجال دعم لبنان ولن تسمح بانزلاقه نحو أي من المحاور الاقليمية.. وتقول المصادر ان زيارة عون للسعودية لا يمكن ان تكون "شكلية" فقط ولا بد ان تسفر عنها نتائج "عملية"، معتبرة ان من المستحيل ان تعيد الرياض عون الى لبنان "خالي الوفاض" بل ستزوده بأوراق قوة تدل الى مدى تمسكها بقيام دولة فعلية في لبنان.

جدول اعمال الزيارة: واذ تجري قناة الاخبارية السعودية مقابلة خاصة مع عون التاسعة مساء (بتوقيت بيروت) من قصر الضيافة في الرياض، يتضمّن جدول أعمال رئيس الجمهورية في المملكة، غدا، لقاء مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقد يدعوه الى زيارة لبنان، ومن المقرر ان يولم سلمان على شرف ضيفه اللبناني ظهراً في قصره بالرياض. كما سيلتقي عون ولي ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان في مقر اقامته. أما مساء غد، فيقام الإستقبال الخاص بالجالية اللبنانية وبعده عشاء ستحضره شخصيات اقتصادية لبنانية وسعودية وخليجية، تتخلله كلمة للرئيس عون.

من الرياض الى الدوحة: غير ان الوفد الرسمي الذي يضمّ وزراء الخارجية، التربية، المالية، الدفاع الوطني، الداخلية والبلديات، شؤون رئاسة الجمهورية، الإعلام والإقتصاد والتجارة، لن يكتفي بالعمل لاعادة العلاقات اللبنانية – السعودية الى سابق عهدها فحسب، بل على أجندته أيضا السعي لاذابة الجليد الذي تجمّع في السنوات الماضية في قنوات التواصل بين لبنان والدول الخليجية ككل. وفي هذا الاطار، سينتقل الرئيس عون والوفد المرافق من السعودية الى قطر الأربعاء المقبل، ملبيا دعوة من أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

اجتماع تنسيقي: وقبيل مغادرته بيروت قرابة الثالثة والنصف من بعد الظهر، رأس عون اجتماعا للوفد الرسمي المرافق وعرض برنامج الزيارتين للرياض والدوحة، ومواضيع البحث بين الوفد اللبناني والجانبين السعودي والقطري. وتم تحديد أولويات النقاط التي سيتم التركيز عليها خلال المحادثات الثنائية بين الوزراء اللبنانيين ونظرائهم في كل من السعودية وقطر.

عون للوفد الفرنسي: وكان الرئيس عون استقبل اليوم وفدا نيابيا فرنسيا آتيا من سوريا، برئاسة النائب تييري مارياني الذي اطلعه على أهداف جولة الوفد في عدد من دول المنطقة. وكانت مناسبة شدد فيها رئيس الجمهورية على ان "عجلة الحياة السياسية في لبنان انطلقت بشكل جيد عقب انتهاء ازمة الشغور الرئاسي وتشكيل الحكومة الجديدة، آملا في ان يستمر التحسن في مختلف القطاعات". واذ أشار الى ان "لبنان نجح في تجنب انعكاسات الازمة السورية عليه، على الرغم من بعض الآثار الجانبية خصوصا مع بدايتها"، أكد عون أن "لبنان يحفظ حدوده مع سوريا والقوى الامنية تعمل على منع تسرب الارهابيين الى الداخل اللبناني"، لافتا الى أن "التدابير الاستباقية التي تقوم بها الاجهزة المختصة تحول دون قيام هؤلاء بتحقيق أهدافهم".

مجلس الوزراء: في غضون ذلك، تدور عجلة العمل المؤسساتي بزخم لافت. وفي السياق، ورغم غياب 8 وزراء يرافقون عون في جولته الخليجية، يعقد مجلس الوزراء جلسة يرأسها للمرة الاولى في العهد الجديد، الرئيس سعد الحريري قبل ظهر الاربعاء في السراي الحكومي حيث يعرض لجدول اعمال، وُزّع أمس، مؤلف من 11 بنداً، أرجئ معظمها من الجلسة السابقة. ويتوقع ان يحضر الملف النفطي مجددا على الطاولة حيث يتمحور البند الاول حول "مشروع مرسوم يرمي الى تعديل كامل القسم الثاني أي النظام المالي من مرسوم هيئة ادارة قطاع البترول، ومن المرجح ان يتم اقراره بعد أن ناقشته اللجنة الوزارية المكلفة متابعته في اجتماعها الخميس الفائت. وقد عقد اليوم اجتماع بين وزيري المالية علي حسن خليل والطاقة سيزار أبي خليل في حضور أعضاء هيئة ادارة قطاع البترول ناقش القوانين والمراسيم المتعلقة بالقطاع النفطي وآليات العمل.

اجتماع مكتب المجلس: الحيوية الحكومية يرتقب ان تنتقل قريبا الى مجلس النواب. فبعد ان وقع الرئيس عون السبت الماضي مرسوماً يقضي بفتح دورة استثنائية للبرلمان، يترأس رئيس المجلس نبيه بري الخميس اجتماع هيئة مكتب المجلس للبحث في جدول أعمال الجلسة التشريعية المرتقبة، والتي ستكون نجومها مشاريع الموازنة العامة وقانون الانتخاب. المشاورات مستمرة: وفي هذا الاطار، تقول المصادر ان المشاورات مستمرة على قدم وساق بين القوى السياسية في الكواليس لتقريب وجهات النظر بينها في شأن قانون الانتخاب العتيد، الا ان أي خرق لافت لم يحرز بعد. وفيما تتوقع ان تتكثف وتيرة المشاورات والمداولات قبيل تحديد جلسة لمجلس النواب يتردد انها قد تُعقد قبل نهاية الشهر الجاري، تشير المصادر الى ان الصيغ الاكثر تقدما هي "المختلط" مناصفة بين النسبي والاكثري على ان يتم توحيد معاييره، ومشروع التأهيل على مرحلتين الاولى حسب الاكثري على مستوى القضاء والثانية على النظام النسبي على مستوى المحافظة.

الحوار الثنائي: على أي حال، يتوقع ان يحضر الملف الانتخابي في جولة الحوار الثنائي الجديدة التي تعقد مساء اليوم بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" في عين التينة برعاية الرئيس بري.

 

 لبنان يستقطب اهتمام المرشحين للاليزيه لرفع حظـوظ فوزهـــم وماكرون ولوبان في بيروت تباعا وفيون يشهر ورقة مسيحيي الشرق

المركزية- خلافا للانتخابات الرئاسية اللبنانية التي قبعت في ثلاجة الانتظار عامين وخمسة أشهر فبهت بريقها وتلاشت حماسة اللبنانيين لدرجة باتت معها المواعيد التي كان يضربها رئيس مجلس النواب نبيه بري للجلسات التي بلغ عدّادها الـ46 في اسفل سلم اهتماماتهم، تستقطب الانتخابات الرئاسية الفرنسية في الربيع المقبل اهتمام الكثير من هؤلاء الذين يشعرون بثقلهم الانتخابي في المعركة في ضفتي اليمين واليسار، بما يحمل بعض المرشحين لدخول الاليزيه على زيارة بيروت كسبا لدعم الفرنسيين من اصل لبناني ان في لبنان او في فرنسا.

وتقول اوساط سياسية عربية مقيمة في العاصمة الفرنسية لـ"المركزية" ان لبنان الدولة والشعب يتمتع بحيز واسع من اهتمام الحزبين المتنافسين ويشكل ورقة يسعى المرشحون لاستثمارها ايجابا بما يرفع حظوظ فوزهم، وهم للغاية وبعدما أمنوا قنوات التواصل لكسب ودّ اللبنانيين المقيمين في بلادهم ممن يحملون الجنسية الفرنسية يعتزمون زيارة لبنان للتواصل مع اولئك الذين عادوا اليه وسيدلون بأصواتهم في السفارة في بيروت. واذا كان حزب اليمين حسم خياره ورشّح فرنسوا فيّون في خطوة شكلت مفاجأة كبرى للفرنسيين عموما وللحزب في شكل خاص بعدما صبت كل التوقعات واستطلاعات الرأي لمصلحة آلان جوبيه ، فإن اليسار يترقب نتائج الانتخابات التمهيدية في شباط المقبل على وقع تساؤلات عما اذا كانت مفاجأة اليمين ستنسحب على حزبهم في زمن المفاجآت الكبرى التي حملت دونالد ترامب الى البيت الابيض في واشنطن، فيحظى وزير الاقتصاد الفرنسي السابق ايمانويل ماكرون بشرف اعلان ترشيحه للرئاسة الفرنسية على حساب رئيس الوزراء ايمانويل فالس وبنوا هامون ليواجه فيّون ومرشحة التطرف مارين لوبان. وتكشف الاوساط في هذا المجال، عن ان ماكرون سيزور لبنان قبل نهاية الجاري لعقد اجتماعات مع المسؤولين وبعض السياسيين في اطار برنامج حملته الانتخابية التي افرز حيزا لا بأس به فيه للبنانيين من حاملي الجنسية الفرنسية في ضوء ما اظهرته استطلاعات الرأي حول مدى تأثير الصوت اللبناني في الانتخابات الرئاسية . والى ماكرون، تضيف الاوساط ان لوبان عازمة بدورها على ان تكون لها محطة لبنانية في النصف الاول من شهر شباط المقبل حيث تتطلع الى عقد اجتماع مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعدد من المسؤولين والشخصيات السياسية. علما ان فيون كان سبق منافسيه في زيارة لبنان منذ نحو عام وانتقل منه الى اربيل – العراق متأبطا ملف مسيحيي الشرق الذي يتبناه كورقة قوة لمصلحة ترجيح فوزه، وعقد سلسلة اجتماعات مع شخصيات مسيحية مؤثرة وفاعلة في المنطقة، خصوصا ممن يشاطرونه الرؤية ازاء وضع المسيحيين في المنطقة ويجهدون على خط تثبيت وجودهم ومنع استمرار نزف الهجرة في اتجاه الخارج في ضوء قناعة تولدت لديهم ان تفريغ هذه البقعة من العالم من المسيحيين سيسقط عنها ميزة التنوع والفرادة التي تتمتع بها. ويسعى فيون من هذه البوابة كما تضيف الاوساط الى اعادة المسيحيين الى ديارهم في العراق وسوريا وتعزيز وجودهم في مصر وفلسطين حيث انخفض عدد المسيحيين في مهد المسيحية الى درجة غير مسبوقة. وتعمل فرنسا بالتعاون مع الفاتيكان وروسيا على تعزيز هذا الوجود بعد ارتفاع منسوب موجة الارهاب مع "داعش" واخواتها وتعرض المصالح المسيحية في المنطقة عموما لخطر كبير في ظل خطط التدمير الممنهجة لاقتلاعهم من جذورهم في الشرق.

 

باسيل يتنقل على حبلي استحقاقات الداخل وترتيب البيت الاغترابي ومؤتمر في جوهانسبورغ مطلع شباط وجولة على دول افريقيا قريبا

المركزية- على كثرة انشغالاته في ملفات الداخل التي تحتل الحيز الاوسع من نشاطه الوزاري في بداية العهد الرئاسي، يوجه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بوصلة اهتماماته الخارجية في اكثر من اتجاه في آن، فهو ولئن لا يفوّت مناسبة الا ويبذل جهدا ويوزع الادوار بين فريق مستشاريه في سبيل بلوغ نقطة توحيد الجامعة الثقافية في العالم، الا انه في الموازاة يفرز مساحة واسعة لحشد الطاقة الاغترابية وشحذ همم لبنانيي الانتشار لاعادة ربطهم بالوطن الام ورفده بالطاقات التي تستفيد منها دول اخرى كثيرة. وفي السياق، علمت "المركزية" ان باسيل يستعد لعقد مؤتمر للطاقة الاغترابية في جوهانسبورغ في افريقيا مطلع شهر شباط المقبل من ضمن برنامج المؤتمرات التي تعقد في دول الانتشار وكان آخرها في نيويورك في ايلول الماضي. واشارت المعلومات الى ان باسيل سيزور مع مديرعام المغتربين هيثم جمعه القارة الافريقية فور عودته من السعودية وقطر من ضمن الوفد الرئاسي الذي توجه بعد ظهر اليوم الى الرياض في اول اطلالة خارجية للرئيس ميشال عون بعد انتخابه. وفي المعلومات ان باسيل سيزور زامبيا ولاوس وشاطئ العاج لدعوة المغتربين في هذه الدول وحثهم على المشاركة في المؤتمر الذي يعقد في جنوب افريقيا في شباط وهو الاول من نوعه في القارة السوداء. وقد يتواصل باسيل مع اركان الجاليات اللبنانية في اكثر من دولة افريقية لتأمين اوسع مشاركة في المؤتمر، بالتوازي مع حركة اتصالات كثيفة تتولاها دوائر وزارة الخارجية المختصة، وقد شهدت زخما ملحوظا في اعقاب انتخاب الرئيس عون، باركان الجاليات في العالم أجمع بهدف استنهاض هممهم وحثهم على التسجيل في السفارات اللبنانية لاستعادة الجنسية تمهيدا للمشاركة في الانتخابات النيابية في الصيف المقبل اذا ما اكتملت مقومات اجرائها. وليس بعيداً، تؤكد المعلومات لـ"المركزية" ان الوزير باسيل ماضٍ في ورشة توحيد الجامعة الثقافية في العالم ويركز اتصالاته مع المعنيين على تحضير ارضية عقد مؤتمر عالمي في بيروت يحضره اركان الجامعة في خطوة تهدف الى توحيد فروعها وانتخاب قيادة جديدة موحدة على رأسها رئيس عالمي يعاونه ستة نواب وهيئة ادارية. وكان باسيل رعى اكثر من اجتماع اغترابي عقد في الخارج سواء في الاميركتين او كندا او استرليا او اوروبا. اما في المقلب الداخلي، فتفيد اوساط قريبة من وزير الخارجية ان حركة الاجتماعات بين مختلف القوى السياسية تكاد لا تنقطع من اجل توسيع مساحة الالتقاء في ما بينها على مواضيع الساعة، موضحة ان الاجتماع الذي عقد الخميس الماضي وجمع الى باسيل وزير المال علي حسن خليل ومدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم ليس الاول من نوعه علما ان اللواء ابراهيم يزور باسيل في شكل دوري للبحث في قضايا ذات اهتمام مشترك وان ليس من عادة الوزير الاعلان عن اجتماعات "ودية" يحرص على عقدها بعيدا من اي مزايدات سياسية او تأويلات لا تعبر عن واقع الامور. وعلمت "المركزية" في هذا المجال ان الاجتماع الثلاثي تم حول مادبة غداء وسادته اجواء ايجابية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الموصل.. أيام قليلة تفصل عن تحرير شرق المدينة بالكامل

الاثنين 11 ربيع الثاني 1438هـ - 9 يناير 2017م/دبي- العربية.نت/كشف قائد في قوات مكافحة الارهاب العراقية في مدينة الموصل الاثنين أن القوات العراقية ستفرض سيطرتها الكاملة خلال أيام قليلة على الأحياء الشرقية لمدينة الموصل حيث تقاتل تنظيم داعش. وقال الفريق الركن عبد الغني الاسدي قائد قوات مكافحة الارهاب إن قوات مكافحة جهاز الارهاب سيطرت على الجسر الرابع على نهر دجلة، مشيراً إلى أن القوات أصبحت على مسافة قليلة من تتطويق جامعة الموصل التي تشغل مساحة واسعة من الجانب الأيسر للمدينة. إلى ذلك، أفاد مراسل العربية نقلاً عن قائد الشرطة الاتحادية، أنه تمت السيطرة على مركز تجنيد للدواعش، والمركز الاعلامي في حي فلسطين جنوب شرق الموصل، وقد سجل هروب عناصر التنظيم من يارمجة الغربية باتجاه الضفة اليمنى لنهر دجلة. من جهته، أعلن قائد عمليات " قادمون يانينوى"، الفريق الركن عبد الامير رشيد يار الله الاثنين أن قوات الرد السريع والشرطة الاتحادية حررت حي دوميز بالكامل في الساحل الأيسر لمدينة الموصل، ورفعت العلم العرقي فوق مبانيه . وأضاف يار الله أن قوات جهاز مكافحة الاٍرهاب حررت أيضاً حي البلديات بالكامل، ورفعت العلم العراقي فوق مبانيه بعد تكبيد داعش خسائر كبيرة في الساحل الأيسر. وبهذا التقدم تكون القوات العراقية قد سيطرت على مزيد من الأراضي شرقي الموصل بعد يوم من وصولها لنهر دجلة. وسيتيح الوصول إلى النهر الذي يمر عبر وسط المدينة للقوات العراقية أن تبدأ هجمات على الأحياء الغربية التي لا تزال تحت سيطرة داعش.

 

واشنطن تضم 5 روس لقائمتها السوداء بينهم "مقرب" من بوتين

الثلاثاء 12 ربيع الثاني 1438هـ - 10 يناير 2017م/دبي- العربية.نت/أعلنت الخزانة الأميركية الاثنين أنها أضافت 7 أشخاص إلى قائمتها السوداء لمكافحة الإرهاب، بينهم 5 من روسيا ولبناني و إيراني. وأضافت الوزارة في بيان أن مكتب مراقبة الأصول الخارجية، أضاف الرجال السبعة إلى قائمته المخصصة لهذا الغرض، فارضاً عقوبات عليهم. وفي ما يتعلق بالروس، شملت العقوبات محققا جنائياً روسيا كبيراً مقرباً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وشخصان يشتبه بأنهما قاما بتسميم المعارض وعضو الاستخبارات الروسية السابق الكسندر ليتفيننكو في لندن في العام 2006. وأعلنت وزارتا المالية والخارجية إضافة 3 أسماء هم ألكسندر باستريكين رئيس لجنة التحقيق الروسية واندري لوغوفوي وديمتري كوفتون الى قائمة مانيتسي نسبة إلى تشريع أميركي يعود إلى ديسمبر 2012 ويجيز تجميد أصول ومصالح مسؤولين روسا في الولايات المتحدة تتهمهم واشنطن بانتهاكات خطيرة لحقوق الانسان.

 

ترمب يعين صهره "كبير مستشاري" البيت الأبيض.. دون راتب

الثلاثاء 12 ربيع الثاني 1438هـ - 10 يناير 2017م/نيويورك- فرانس برس/عيّن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد تراب الاثنين صهره جاريد كوشنر، المطور العقاري والناشر المتزوج من ابنته الوحيدة إيفانكا، في منصب كبير مستشاري البيت الأبيض، كما أعلن مكتبه في بيان.

ونقل البيان عن ترمب قوله إن كوشنر البالغ من العمر 36 عاماً،والذي لن يتقاضى أي راتب طيلة فترة توليه هذا المنصب "نجح بشكل هائل في الأعمال كما في السياسة"، مؤكداً أن "جاريد كان ذا قيمة هائلة ومستشارا موثوقاً به طوال الحملة والمرحلة الانتقالية وأنا فخور بأنه سيتولى دوراً قيادياً في إدارتي". وأضاف "سيكون ذا قيمة هائلة في فريقي لاطلاق ووضع برنامجي الطموح موضع التنفيذ".

كوشنر:" يشرفين أن أخدم بلدي

من جهته قال كوشنر في البيان "يشرفني أن أخدم بلدي". ويحتفل كوشنر الثلاثاء بعيد ميلاده ال36 وهو دخيل على عالم السياسة إذ انه قبل الانخراط في الحملة الانتخابية لوالد زوجته، لم تكن له أي خبرة في السياسة على الاطلاق. وبتعيينه في هذا المنصب سيجد الشاب نفسه في الدائرة الضيقة اللصيقة بالرئيس المقبل والتي تضم إليه كلا من ستيف بانون المستشار الاستراتيجي للرئيس والمثير للجدل كثيراً، ورينس برايبس كبير موظفي البيت الأبيض.

 

طلقات تحذيرية من مدمرة أميركية على سفن إيرانية

الاثنين 11 ربيع الثاني 1438هـ - 9 يناير 2017م/دبي- قناة العريبة/أطلقت سفينة من البحرية الأميركية، الأحد، 3 طلقات تحذيرية على 4 سفن تابعة للحرس الثوري الإيراني بعد اقترابها بسرعة كبيرة في مضيق هرمز، بحسب ما أكد مسؤولان أميركيان لوكالة رويترز، الثلاثاء. وأضاف المسؤولان اللذان طلبا عدم ذكر اسميهما أن المدمرة ماهان اتصلت لاسلكيا بالزوارق، لكنها لم تستجب لمطالب بتخفيض سرعتها وواصلت بدلا من ذلك توجيه أسئلة للمدمرة الأميركية. وأطلقت المدمرة الأميركية طلقات تحذيرية، كما أسقطت طائرة هليكوبتر تابعة للبحرية قنبلة دخان. وقال المسؤولان إن الزوارق الإيرانية اقتربت لمسافة 800 متر من ماهان التي كانت ترافق سفينتين أميركيتين أخريين. وتأتي الواقعة فيما يوشك الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب على تولي السلطة في 20 يناير/كانون الثاني. وفي سبتمبر/أيلول تعهد ترمب بأن أي قطع بحرية إيرانية تزعج البحرية الأميركية في الخليج سيتم تدميرها. وقال أحد المسؤولين إن مثل تلك الوقائع تحدث أحيانا. وأحدث واقعة مشابهة كانت في أغسطس/آب عندما أطلقت سفينة تابعة للبحرية الأميركية طلقات تحذيرية نحو سفينة هجوم سريع إيرانية اقتربت من سفينتين أميركيتين. وأضاف المسؤول أن الطلقات التحذيرية هي واقعة احتكاك واحدة من بين سبعة بين ماهان وزوارق إيرانية على مدى اليومين الماضيين، لكن الوقائع الباقية اعتبرت آمنة. وتكرر هذا النوع من المناوشات بين الولايات المتحدة وإيران في مضيق هرمز دون أن يتطور إلى ما هو أبعد من ذلك. ووقعت إيران مع دول الغرب، ومن بينها الولايات المتحدة، اتفاقية خاصة بتقليص برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الغربية المفروضة عليها. وهددت طهران مرارا بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية حال تطلب الأمر ذلك، فيما تعهدت الولايات المتحدة في ردها على إيران بضمان حرية الملاحة في هذا الممر الحيوي الذي تمر عبره شحنات النفط من الخليج إلى أوروبا وأميركا.

 

موسكو ردا على القرصنة: أميركا تطارد الساحرات

الاثنين 11 ربيع الثاني 1438هـ - 9 يناير 2017م/العربية.نت – وكالات/قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، اليوم الاثنين، إن المزاعم بأن روسيا حاولت التأثير على انتخابات الرئاسة الأميركية أشبه بمطاردة الساحرات. وأضاف في مؤتمر صحافي عبر الهاتف أن النسخة التي نُشرت من تقرير المخابرات الأميركية التي تتناول تفاصيل عملية التسلل الإلكتروني الروسية المزعومة لاستهداف الانتخابات غير مهنية ولا تحتوي على شيء. وتابع أن هذه الاتهامات أصبحت "بحق أشبه بمطاردة الساحرات". وأوضح المتحدث "أنها مزاعم لا أساس لها إطلاقا، ليس لها أي أدلة تسندها، وصادرة من منطلق غير مهني وعاطفي، لا يمكن أن تكون نتيجة عمل حرفي لأجهزة أمنية مرموقة عالميا". ونشرت أجهزة الاستخبارات الأميركية، السبت، تقريراً قالت فيه إن الرئيس فلاديمير بوتين أمر شخصياً بشن حملة قرصنة وتضليل إعلامي لتقويض حملة المرشحة الديمقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون. وتعليقات الكرملين الاثنين هي أول تعقيب رسمي على التقرير الذي شطبت منه فقرات حفاظاً على سرية المصادر. وقال بيسكوف "ما زلنا لا نعرف ما هي المعطيات التي استند إليها أولئك الذين وجهوا مثل هذه الاتهامات التي لا أساس لها". وأردف "نحن ما زلنا ننفي بصورة قاطعة أي تورط لموسكو وأي اتهامات بعلاقة أي مسؤولين أو هيئات حكومية بهجمات قرصنة". واسترسل "لقد سئمنا من هذه الاتهامات. لقد باتت أشبه بحملة تنكيل" مستعيداً ما قاله الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، قبل عرض التقرير عليه عندما وصف ما كشفه التقرير بأنه "تنكيل سياسي" بهدف النيل من مصداقيته.

 

كيف رد ترمب بعد دلو بارد من ميريل ستريب؟

الاثنين 11 ربيع الثاني 1438هـ - 9 يناير 2017م/لوس أنجلوس - فرانس برس/استغل نجوم عدة من هوليوود لا يزالون مصدومين بفوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وعلى رأسهم ميريل ستريب، فرصة حفل توزيع جوائز "غولدن غلوب" ليعبروا عن معارضتهم للرئيس المنتخب.

ورد الرئيس الأميريكي المنتخب ترمب على الممثلة ستريب اليوم الاثنين واصفا إياها بأنها ممثلة "مبالغ في تقديرها" بعد أن نددت الممثلة التي فازت بجائزة الأوسكار ثلاث مرات، بسخرية ترامب من صحفي معاق. وأيدت سرتيب ومعظم نجوم هوليوود المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات التي أجريت في نوفمبر/ تشرين الثاني. وكتب ترمب على "تويتر": "ميريل ستريب واحدة من أكثر الممثلات المبالغ في تقديرهن في هوليوود، لا تعرفني لكنها هاجمتني الليلة الماضية في حفل غولدن غلوب". وجاءت الإشارة الأولى إلى الرئيس المنتخب ترمب في إطار فكاهي، على لسان مقدم الحفل جيمي فالون. وذكر فالون فيلم ستيفن فريرز "فلورنس فوستر جينكينز" الذي يتحدث عن مغنية أوبرا سيئة، فقال المقدم النجم في محطة "ان بي سي" التلفزيونية، إن حتى بطلة الفيلم رفضت الغناء خلال حفل تنصيب ترمب في 20 كانون الثاني/يناير. ويواجه فريق ترمب الانتقالي صعوبة كبيرة على ما يبدو في إقناع نجوم بالمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس، في حين أن باراك أوباما نجح في حشد عدد كبير منهم خلال حفلي تنصيبه. وازدادت الانتقادات حدة بعد ذلك مع تقدم الحفل الذي تنظمه جمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود (اتش اف بي ايه).

وأعرب الممثل البريطاني هيو لوري الذي فاز بجائزة أفضل ممثل في دور ثانوي عن أدائه في "ذي نايت ماناجر"، عن فخره بأن يكون بين الفائزين "بآخر جوائز غولدن غلوب في التاريخ"، موضحا "لا أريد أن أكون متشائما، إلا أن العنوان يحمل كلمات (هوليوود) و(اجانب) و(صحافة)".

وهذه إشارة واضحة جدا إلى خطاب ترمب الذي طالما هاجم الصحافة، ولم يخف استهزاءه بهوليوود، وأدلى بتصريحات مهينة جدا حيال المكسيكيين خصوصا.

وقالت الممثلة التي فازت بجائزة "سيسيل ب. دوميل" عن مجمل مسيرتها: "نحن جميعا في هذه الصالة ننتمي إلى الفئة التي تتعرض لأكبر قدر من التحقير في المجتمع الأميركي راهنا. فكروا بذلك. هوليوود، وأجانب، وصحافة"، ما أثار ضحك زملائها.

وعرضت بعد ذلك الأصول المتنوعة للممثلات الأخريات المرشحات مثلها في فئة أفضل ممثلة في دور درامي. وتابعت: "هوليوود تعج بالغرباء والأجانب. إذا طردتهم جميعا لن تتمكن من مشاهدة إلا مباريات كرة القدم والفنون القتالية المختلطة، وهي ليست بفن في الواقع".

وتناولت الممثلة البالغة 67 عاما ما اعتبرته "أداء" العام، وهو برأيها التقليد الساخر الذي قام به ترمب خلال اجتماع عام في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، لصحافي من "نيويورك تايمز" يعاني من مرض في المفاصل يحد من حركات ذراعيه. واعتبرت ستريب أن تجاوزات كهذه "تؤثر في حياة الجميع لأن ذلك يسمح لآخرين بالقيام بالشيء نفسه". وواصلت: "عدم الاحترام يؤدي إلى مثله، والعنف يحض على العنف، وعندما يستغل المتنفذون منصبهم لتعنيف الآخرين تقع الخسارة على الجميع".

ومن جانبها، أكدت الممثلة الفرنسية ايزابيل اوبير التي فازت بجائزة أفضل ممثلة في دور درامي، أن "هذه الصالة تضم أشخاصا من العالم بأسره، من الصين، من أميركا، من أوروبا. لا تتوقعوا من السينما أن تقيم الجدران والحدود"، في رسالة مباشرة إلى الرئيس المنتخب ترمب الذي وعد ببناء جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك.

 

جماعة "غامضة" تتبنى هجوم شاحنة القدس.. وتتوعد بالمزيد

الاثنين 11 ربيع الثاني 1438هـ - 9 يناير 2017م/القدس – رويترز/أعلنت جماعة فلسطينية غامضة، الاثنين، مسؤوليتها عن هجوم بشاحنة في القدس أودى بحياة 4 عسكريين إسرائيليين في حادث وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأنه على الأرجح بإيعاز من تنظيم داعش.

وأقيمت الاثنين مراسم دفن ضابطة بالجيش و3 من الطلاب العسكريين، الذين قتلوا في هجوم الأمس. وأصيب في الحادث 17 شخصا عندما دهست الشاحنة مجموعة من الجنود الإسرائيليين. وقتل المهاجم الفلسطيني بالرصاص في الهجوم. وقال نتنياهو: "نعرف اسم المهاجم ووفقا لكل المؤشرات فهو من المؤيدين لتنظيم داعش". وأعلنت "مجموعات الشهيد بهاء عليان" مسؤوليتها عن الهجوم في تدوينة على وسائل التواصل الاجتماعي. وذكرت الجماعة أن مؤسسيها فلسطينيون ليس لهم روابط خارج فلسطين. وكشفت أنه سبق لها تنفيذ عمليات في السابق من دون أن تذكر تفاصيل وهددت بالمزيد. وأكدت في بيان أن الهجوم ليس أول عملياتها وستتبعها مجموعة من العمليات النوعية.

 

العربي الجديد: وادي بردى يرفض الاستسلام: روسيا تتخلّى عن دور الضامن

الإثنين 09 كانون الثاني 2017/وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد" تقول: رفض أهالي منطقة وادي بردى شمال غربي العاصمة السورية دمشق، عروض "مصالحة" مع النظام السوري، تفضي إلى تهجيرهم من قراهم، وتسلميها حزب الله، ما دفع ضابطاً روسياً يتولى التفاوض معهم بالتهديد بـ"تسوية" قريتين تسيطر عليها المعارضة بـ"الأرض"، وهو الأمر الذي تُرجم على الفور بعودة القصف الجوي والمدفعي من قوات النظام وحزب الله ومليشيات طائفية أخرى. وبذلك، تكون روسيا قد تخلت، علناً، عن دور الضامن الذي يفترض أنها تؤديه لاتفاق أنقرة، مع شريكها التركي، حول وقف إطلاق النار الذي لم تحترمه قوات النظام والمليشيات المحسوبة على إيران. ولم تمض ساعات على فشل المفاوضات، بين وجهاء قرى وادي بردى الذين يتواصلون مع وفد روسي، حتى عاد طيران النظام ومدفعيته إلى قصف قريتي عين الفيجة وبسّيمة، في محاولة ترهيب جديدة لعشرات آلاف المدنيين، للضغط على المعارضة من أجل الموافقة على سيناريو "مصالحة"، يفضي إلى تسليم السلاح، ومغادرة المنطقة، في حلقة من مسلسل تهجير وتغيير ديموغرافي يتّبعه النظام وحلفاؤه في دمشق وريفها. وقد تركّز القصف على قرية عين الفيجة التي تضم نبع الماء الأشهر في سورية، والذي يعد مصدر المياه الرئيسي لملايين المدنيين في دمشق.

وشن طيران النظام، أمس الأحد، نحو 20 غارة ضد الفيجة، كما سقط فيها، عدة صواريخ من نوع "فيل". وأغار الطيران الحربي على قرية بسّيمة وبلدة دير مقرن القريبة منها، بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف منازل مدنيين. وأكد الناشط الإعلامي، يعقوب الشامي، لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام ومليشيات حزب الله تستهدف قرى الوادي بكل أنواع الأسلحة، مشيراً إلى أن هذه القوات استهدفت، ظهر أمس الأحد، قرية بسّيمة بغاز الكلور المحرم دولياً.

ولم يقبل أهالي منطقة وادي بردى بـ"مصالحة" غايتها تهجيرهم من منازلهم، وتسليم المنطقة لقوات النظام وحزب الله، مطالبين بهدنة وفق اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع بين المعارضة والجانب الروسي في أنقرة في 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي، والمدعوم بقرار صادر من مجلس الأمن الدولي. واعتبر الأهالي أن الموافقة على "المصالحة" هي بمثابة استسلام يفضي إلى تسليم قراهم لمليشيات حزب الله التي تسعى لربط مناطق نفوذها في سورية ولبنان. وذكر المفوض عن الفعاليات المدنية في وادي بردى بالخارج، المحامي فؤاد أبو حطب، أن الجنرال الروسي المكلف بإيجاد حلول للأوضاع المتأزمة في منطقة وادي بردى، طالب خلال اجتماع مع وفد منطقة الوادي، يوم السبت، برفع علم النظام فوق منشأة نبع عين الفيجة، ودخول ورشات الصيانة لإصلاح ما تخرب، ولعودة ضخ المياه إلى العاصمة، على أن ترافق هذه الورشات كتيبة من الحرس الجمهوري التابع للنظام. وعرض المسؤول الروسي أن يتم بعد ذلك التفاوض على بقية بنود المصالحة، بما فيها عودة أهالي قريتي أفرة وهريرة إلى منازلهم، التي هجرهم منها حزب الله، منذ عدة أشهر، و"تسوية" أوضاع مقاتلي المعارضة الذين يسلّمون أسلحتهم للنظام، وفق تأكيد أبو حطب. وأشار في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن الضابط الروسي "استشاط غضباً" عندما رفض وفد قرى الوادي العرض، وهدد بقيام الطيران الروسي بـ"تسوية" قريتي عين الفيجة وبسّيمة بالأرض تماماً. كما أكد أبو حطب أن الجنرال الروسي مارس دور الطرف وليس دور الضامن لاتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنه "كان يمثّل النظام في المفاوضات لجهة الضغط على الثوار والأهالي". وأضاف أن الموفد الروسي "فاوض على تهجير المدنيين، وإدخال حواجز لقوات النظام وحزب الله إلى داخل قرى الوادي، وهذا أمر مرفوض تماماً من قبل أهالي الوادي"، بحسب تأكيده.

وطالب أبو حطب روسيا بلعب دور الضامن، وتحمل مسؤوليتها تجاه اتفاقية أودعت وثائقها في مجلس الأمن الدولي، مستغرباً تصرف الضابط الروسي، ومشيراً إلى أن المعارضة تتواصل مع موسكو عبر عدة قنوات، وتؤكد الأخيرة، أنها ضامن وليس طرفاً، بخلاف ما يتصرف به الجنرال المعتمد من قبلها للتوصل إلى حل في وادي بردى. وأكد أن المعارضة السورية لا تمانع من دخول ورشات إصلاح إلى نبع الفيجة، بالتزامن مع وقف إطلاق النار، مشدداً على أن لدى المعارضة ما يؤكد بشكل لا يقبل الشك، أن طيران النظام استهدف نبع عين الفيجة ببراميل متفجرة، مطالباً بدخول لجنة متخصصة للتأكد من هذا الأمر، وبعودة الأمور كما كانت عليه قبل الحملة العسكرية منذ نحو أسبوعين. وتسيطر المعارضة السورية المسلحة منذ عام 2012 على عشر قرى في وادي بردى، هي: بسّيمة، وعين الخضراء، وعين الفيجة، ودير مقرن، وكفير الزيت، ودير قانون، والحسينية، وكفر العواميد، وبرهليا، وسوق وادي بردى. وتتوزع هذه القرى على ضفتي نهر بردى، الذي ينبع من منطقة الزبداني.في هذا السياق، أوضح الصحافي محمد فارس، وهو من أبناء منطقة وادي بردى، لـ"العربي الجديد"، أن نبع الفيجة يؤمن نحو 70 بالمائة من حاجة سكان دمشق من المياه، فيما يؤمن نبع بردى نحو 15 بالمائة. وأشار إلى أنه لا قيمة فعلية لسيطرة النظام على النبع الأخير، طالما يمر الأنبوب الذي ينقل مياه النهر إلى دمشق عبر منطقة الوادي، وهو ما يشكّل عامل ضغط إضافي من المعارضة المسلحة على النظام. وأشار فارس إلى عدم وجود إحصائيات يمكن الركون إليها عن عدد المدنيين الموجودين في منطقة وادي بردى، كونها احتضنت آلاف النازحين من مختلف المناطق السورية خلال الست سنوات الماضية، مرجحاً أن يفوق العدد الـ100 ألف مدني، يعيشون في ظروف إنسانية وصفها بـ"المأساوية". وبيّن أن مليشيات حزب الله تسيطر على عدة قرى في الوادي حالياً، منها: جمرايا، وجديدة الوادي، وأشرفية الوادي، وهْرِيْرة، مشيراً إلى أن الحزب اللبناني أفرغ الأخيرة، إضافة إلى قرية إفرة من سكانها، منتصف العام الماضي، لإطباق الحصار على قرى الوادي من جهة الشمال، وعزلها عن منطقة القلمون. في غضون ذلك، حذرت الفعاليات المحلية في وادي بردى من احتمال وقوع كارثة بشرية بحق ملايين المدنيين فيها وفي العاصمة دمشق، في ظل استمرار حملة القصف العنيفة والهجوم البري على وادي بردى من قبل نظام الأسد ومليشياته. ووجهت الفعاليات المحلية في بيانها، نداءات إلى المجتمع الدولي، وطالبته "بتحمّل مسؤولياته تجاه ما يحصل في وادي بردى، ومنع الأسد ومليشياته من مواصلة الحملة العسكرية على المنطقة". ودعت إلى "إرسال ورشات إصلاح، وإعادة إعمار نبع الفيجة وشبكات المياه المحلية والمتوجهة إلى دمشق"، وتشكيل لجنة أممية "تتقصى حقيقة من يتحمل مسؤولية تدمير نبع الفيجة، وتشرف على عملية الإصلاح، وتراقب وقف إطلاق النار". ويضغط نظام الأسد وحلفاؤه، لاستنساخ اتفاقيات سبق وعقدها مع المعارضة في عدة مدن وبلدات في محيط دمشق، أبرزها: داريا، ومعضمية الشام، وقدسيا والهامة، وخان الشيح، أفضت إلى تهجير مقاتلي المعارضة وعائلاتهم، وناشطين في الثورة إلى شمال سورية. والهدف هو "تأمين" العاصمة وتجميع المعارضة في بقعة جغرافية ضيّقة (محافظة إدلب شمال غربي سورية) قبل الانقضاض عليها في مرحلة لاحقة. ويحاول أهالي وادي بردى إفشال هذا المسعى، وعدم "تمرير المشروع الاستعماري الإيراني في بلداتهم"، معولين على قدرتهم في مقاومة قوات النظام والمليشيات الطائفية، معتمدين على ورقة المياه للضغط على النظام، كي يرضخ لمطالبهم بالبقاء في قراهم، وعدم عودته إليها مرة أخرى.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الزمن الرديء والحروب بين أبناء القضية الواحدة
رندا ماروني/09 كانون الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/2017/01/09/%D8%B1%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A3/

حروب مفتوحة مؤسفة بين أبناء القضية الواحدة اللذين شاركا سويا في الانتخابات النيابية لعام 2009 وحصدا نصرا وأرجحية نيابية لقوى الرابع عشر من آذار، بمعنى حملا سويا قضية بناء الدولة على قاعدة الأسس الدستورية والشرعية رافضين السلاح الغير الشرعي، هذا الخلاف يظهر الصورة القاتمة التي وصلت إليها القضية الأساس ألا وهي قضية بناء الدولة القادرة والباسطة سلطتها على كافة الأراضي اللبنانية دون شريك أو منازع، فهل في هذه الخلافات الضيقة أي معنى يصب في خدمة القضية الأساس أو أصبحت الاهتمامات على قدر الطموح الشخصي؟

من الواضح أن المعايير الوطنية في نفوس البعض قد تغيرت ليحل مكانها الحسابات والاعتبارات الخاصة، فالزمن رديء ولا نستطيع التصدي له، هذا ما يدور في رأس البعض، فلندع الحافلة تسير بما تيسر، وهذا منطق المستسلم لأنه يدرك أن من يسير في إتجاه معاكس لأهدافه فلن يصل أبدا، بل ينزلق من حفرة إلى حفرة أخرى، فلا داعي لإعطاء مبررات واهية ولشرح فوائد منتظرة فمن العنوان يقرأ المضمون، وهم يعلمون في قرارة أنفسهم صدق ما نقول لأنه ورد على لسانهم طوال فترة تعطيل إستحقاق إنتخابات رئاسة الجمهورية ولولا الحدث المستجد في تغير موقف الحليف لبقي الخطاب على نفس الوتيرة، ولكن ما يستدعي الأسف الحرب المفتوحة من دون هوادة بين من حمل نفس القضية حتى بتنا نظن نفسنا في ساحة معركة يهاب من أطرافها حتى الخصم لشدة إحتدادها

حروب مفتوحة

حروب ٲحجام

ٲلسنة فتاكة

تطلق السهام

تنفث الشظايا

تزرع ٲلغام

تفجر التاريخ

لتستعيد ٲيام

راسمة عداوة

بريشة رسام

ينقصها السلاح

لتستكمل إقتحام

وحابكة قصة

بطل مقدام

هو الحياة والخير والحق وحده

في مواجه الظلام

وليسطر حروب مفتوحة

حروب أحجام...

 

عون في السعودية: مصالح فرنسية روسية إيرانية وغياب عربي

شادي علاء الدين/العرب/10 كانون الثاني/17

ارتبطت زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون إلى المملكة العربية السعودية، والتي تليها زيارة إلى قطر، بعنوان عودة الحرارة إلى العلاقات اللبنانية السعودية، وما يستتبع ذلك من احتمال عودة الهبة السعودية للجيش اللبناني وعودة السياحة الخليجية إلى لبنان. بعض القراءات السياسية اعتبرت الزيارة انتصارا لسياسة الانفتاح التاريخية للبنان، كما كان هناك شبه إجماع على إيجابيتها وقدرتها على إعادة إنتاج الحضور العربي والخليجي في لبنان. تهمل هذه القراءات، عن قصد أو عن غير قصد، سلسلة الوقائع والتطورات التي جعلت هذه الزيارة ممكنة، وأبرزها أنها جاءت بعد اتفاق مسبق بين فرنسا والسعودية على تسوية موضوع الهبة السعودية للجيش اللبناني والتي تقوم على شراء سلاح تصنعه شركات فرنسية. تقوم هذه التسوية على التخفيف من المخاوف السعودية بوقوع السلاح الذي تمول شراءه لصالح الجيش اللبناني في يد حزب الله عبر تقسيط إنتاجه ووصوله إلى الجيش على مراحل ترتبط بحاجاته المباشرة.

تضاف إلى ذلك أن السياسة الفرنسية تشهد حاليا انفتاحا على الرئيس السوري بشار الأسد الذي تلقى زيارة من نائب اليمين الفرنسي تييري مارياني، وستتبع هذه الزيارة بزيارات أخرى تشي بأن هناك مرحلة جديدة من العلاقات الفرنسية السورية مع صعود اليمين الفرنسي المؤيد عموما للرئيس السوري بشار الأسد، والمرجح أن يسيطر على مقاليد الأمور في المرحلة القادمة. هكذا فإن مصالح فرنسا الاقتصادية المباشرة، وآفاق سياساتها القادمة، تنسجم مع تسهيل مهمة الرئيس اللبناني المحسوب على محور الممانعة السوري – الإيراني في السعودية، وخصوصا لناحية الإفراج عن الهبة السعودية. لروسيا مصالحها أيضا، حيث أن هناك مشروع شراء سلاح من روسيا بقيمة نصف مليار دولار كان قد طرح في فترة سابقة وتم إيقافه تحت عناوين عدم إثارة حفيظة الولايات المتحدة الأميركية التي تقدم أسلحة ومعدات للجيش اللبناني بشكل مساعدات وهبات. العلاقة الأميركية الروسية المرشحة للدخول في مرحلة مناقضة تماما للمرحلة السابقة مع تنصيب دونالد ترامب تزيح هذا الحاجز، حيث تشير بعض المصادر إلى أنه من المرجح أن يتضمن برنامج زيارة عون إحياء موضوع شراء السلاح من روسيا ضمن الهبة السعودية، أو من مصادر ممولة خليجية أخرى.

عمدت إيران إلى تسهيل الزيارة لأنها تصب في مصلحتها إقليميا ولبنانيا، فهي ترى أن عودة السعودية إلى لبنان في ظل سيطرة حزب الله الواضحة عليه تتضمن اعترافا واضحا بنفوذها في لبنان، وسعيها إلى مقايضة هذا النفوذ في مناطق ملتهبة أخرى كاليمن وسوريا. كما أن عنوان تمويل الجيش اللبناني الأساسي يرتبط بمحاربة الإرهاب، وهذا العنوان يعني لبنانيا ملاحقة كل العناصر التي تعارض النظام السوري وحزب الله، ما ينسجم، تماما، مع المصالح الإيرانية.

موضوع عودة السياحة الخليجية إلى لبنان، والمطروح ضمن عناوين زيارة عون إلى السعودية، يبدو عنوانا مطلوبا لحزب الله على عكس ما يعتقد الكثيرون، لأن عددا كبيرا من العاملين في قطاع السياحة والفنادق في لبنان ينتمون إلى جمهوره، وقد أصابهم انكماش هذا القطاع بأزمات مادية قد تشكل عاملا ضاغطا على الحزب في ظل تراجع الدعم المالي له، والكلفة المادية الكبيرة لحربه في سوريا. انتعاش القطاع السياحي والخدماتي يشكل دائرة اقتصادية عامة تشكل استفادة الحزب وجمهوره جزءا أساسيا من تداعياتها الإيجابية. هذه العودة، في حال تحققت، تتضمن بعدا سياسيا يتمثل في إمكانية استثمارها في سياق لبناني داخلي عبر إنجاح عهد العماد عون، واستثمار هذا النجاح في الإمساك التام بالقرار المسيحي. يمكن من ناحية أخرى بيع الطرف السني، المتمثل بتيار المستقبل، موقفا يمكن أن يدفع الشارع السني إلى القبول بسيطرة الحزب على القرار الحكومي في حال تحقق الانفراج الاقتصادي مع عودة السياح الخليجيين.

يمكن لهذا الموضوع أن يترجم كذلك في إطار تفعيل سياق العلاقات الإيرانية السعودية المتأزمة، حيث يمكن أن تستعمل إيران موضوع الحفاظ على أمن السياح السعوديين في لبنان كبادرة حسن نية تفتح من خلالها كوة في جدار أزمة العلاقة الإيرانية السعودية. وكان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، علاء الدين بروجـردي، قد استبق زيارة عون إلى السعودية بزيارة إلى لبنـان جدد فيهـا نية إيران في تسليح الجيش اللبناني. وكان لافتا دخول رئيس حزب القـوات اللبنانية سمير جعجع على خـط قبول الهبة الإيرانية في مـوقف يتعارض مع مواقفه السابقة. بعد كل هذه السياقات يبقى السـؤال عن معنى عودة السعودية إلى لبنان، أو عودة العلاقات اللبنانية الخليجية في ظل غياب مشروع عربي في لبنان، وفي غياب صيغة واضحة للدولة اللبنانية. تملك كل الدول المؤثرة على لبنان مشروعا واضحا يرتبط بشبكة مصالح ظاهرة ومباشرة، وتبني سياساتها على أساسها. خارطة زيارة ميشال عون إلى السعودية رسمت من خلال التقاء شبكة مصالح فرنسية – روسية – إيرانية، في حين لا تظهر علامات المصالح السعودية والخليجية بشكل واضح. من هنا يتخذ الحديث عن لبنانية قرار الزيارة، ودلالات اختيار الرئيس اللبناني للسعودية كوجهة أولى لزياراته الخارجية دليلا إضافيا على خروج السياسة اللبنانية من دائرة الواقعية والعقلنة، وإصرارها على الركون إلى مشهدية المظاهر التي تعني أن البلد يختار عن سابق تصميم وإرادة تعميق هامشيته، وتحويلها إلى ناظم أعلى للسياسة اللبنانية.

 

القاع... «إستدعاء الشباب» رسالة لمَن؟

مرلين وهبة/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 10 كانون الثاني 2017

بين بعلبك والهرمل ذات الغالبيّة الشيعية، تشكّل بلدة القاع استثناءً، وبما أنّه من غير الممكن إزالتُها من جغرافيتها المزعجة ربما للبعض، يَجري العمل على تقليم أظافر «الأقوياء» فيها... هذا بحسب بعض أبناء القاع وجوارها المتابعين للأحداث الأخيرة.

في وقتٍ يقول البعض إنّ رئيس البلدية «الفذّ» بشير مطر غير مرغوب فيه من بعض الاطراف النافذة ومن بعض المسؤولين الحزبيين في البقاع الشمالي لأسباب عدة، أهمّها أنّه «إنسان عنيد وليس سطحياً ويتمتّع بذكاء ظاهر ولأنه «قواتي»»، تقرأ مصادر متابعة للدعوى المقامة بحقّه ومعه 18 شاباً من أهل البلدة رسالةً للقول «للريّس» إنّنا قادرون على ضبط وضعكم في القاع، وللقول لأبناء القاع انّ القرار ليس بأيديكم، ولإفهامهم أنّ النزول بسلاحكم الى الساحة عندما يداهمكم الخطر لم يعد مسموحاً به حتى لو تذرّعتم بأنّ «الدواعش» يطرقون أبوابَكم.

وترى المصادر أنّ محاولة التضييق على رئيس البلدية والشباب يَهدف إلى إعادة إرساء «الذمّية السياسية» من خلال التذكير بها وتثبيتها في أرض القاع. وهذا لا يعني بالضرورة أنّهم يريدون إلغاءَها بل الإبقاء عليها شرط أن تبقى في حمايتهم.

من جهة أخرى، تعتبر المصادر أنّ حزب «القوات اللبنانية» فوجئ بقضية القاع في الوقت غير المناسب رغم بداية مرحلة ما يسمّى «الحالة الإيجابية» بين «القوات» و»حزب الله»، وتلفت الى أنّ المتابعين يعتبرون أنّ التكتيك السياسي قبل الاتفاقات يبدأ عادةً بعد «الكف الأول» وذلك تمهيداً للمفاوضات.

بالعودة إلى موقع القاع الجغرافي، تصرّ المصادر على أنّ القاع لن ترتاح إذا لم ترضخ لواقع الحال والواقع السياسي القائم بسبب موقعها المزعج جغرافياً. فهي هوجمَت عامَي 58 و 76، وعام 1978 هاجَمها السوريون وتحديداً المقدّم علي ديب قائد وحدات القوات الخاصة السورية. وتمّ وقتَها اعتقال 16 شاباً ليلاً من منازلهم من دون حياء أو خوف او تردّد، كما تمّ اقتياد 26 شاباً من الفاكهة وبعلبك وأعدِموا على طريق البزالية (الهرمل).

هكذا تقول الوثائق التي استحصَل عليها بعض المؤرّخين من قوى الامن الداخلي وهي اليوم في إطار التوثيق في كتاب لم ينشَر بعد وهو في طور الإعداد، ما يعني أنّ موقع القاع الجغرافي عبر التاريخ شكّل ثغرةً وكان عرضةً للاعتداءات والاعتقالات والتصفيات في الماضي وبمساعدة بعض الأحزاب مِثل الحزب القومي السوري الذي ساهَم في تلك الأيام بلعب دور المخبر عبر تسريب أسماء الشباب المطلوب توقيفُهم، فساعد وحدات القوات السورية على توقيف البعض من شباب الكتائب أو «الأحرار» لتصفيتهم.

وتذكر تلك الوثائق أنّ محاصرة القاع بدأت منذ العام 1958 وقد قضِم مِن أراضيها منذ العام 1975 حتى اليوم مساحة 80 مليون متر مربّع، بعدما اغتُصبت من قبل الطرفين: أهل المتن (الشيعة) وأهل عرسال (السنّة)، أي بموازاة 4 أضعاف من مساحة بيروت، علماً أنّ مساحة بيروت العقارية تحدّد بـ 18 مليون م2، فيما الدولة نائمة.

رئيس بلدية القاع بشير مطر يوضح لـ«الجمهورية» مجريات الدعوى المقامة، لا سيما بعد الحملة التضامنية معه ومع الشباب على مواقع التواصل الإجتماعي، وبعد الإتصالات التي تلقّاها من معظم الشخصيات المسيحية، وهو لم يستبعد ان تكون المسألة عبارة عن رسالة موجّهة له، لكنّه يؤكد أنه في حال كانت الدعوى بحت شخصية أو رسائل سياسية فهي لن تمرّ.

ويكشف ان «أموراً عدة حصلت لقصقصةِ جناح البلدية والحدّ من اندفاعها وتطويعها لتصبح لقمةً سائغة وتدخل في لعبة مخططات مشاريع القاع، لكنّه واجهها»، لافتاً إلى أنه لا يدّعي البطولات ولا يطالب بغير حقوق اهل بلدته. ويقول: «لجأنا إلى القانون وإلى القضاء منذ سنوات، وما من مرّة استجيبت طلباتنا، فلم تُقمع مخالفة يوماً إلّا نادراً، ولم يُوقف بناءٌ مخالف على أرضنا، كما لم توقَف التعديات على ارضنا ومياهنا».

ويشير الى أنّ «الشخص المدعي الذي اشتكى علينا اقام دعوى مباشرة على 19 شاباً من القاع، وأنا منهم، امام قاضي التحقيق في القاع الرئيس عماد الزين. وهو لم يدّعِ علينا لإزالتنا مخالفةً بصفتنا البلدية أو ما شابه!».

ويكشف مطر عن ثلاثة محاضر سُطّرت بحق المدّعي أحمد الدغيبي في مخفر القاع بسبب تهريبه الترابة ومواد البناء. إلّا أنّ الدغيبي ادّعى على الشباب الـ19 بوصفهم مجموعة مسلحة تمارس عمليات سطو مسلّح وبأنهم شتَموا النبي محمد والعزة الإلهية، الأمر الذي ينفيه مطر نفياً قاطعاً.

ويلفت مطر الى أنّ جلسة الأمس كانت الجلسة الثانية وليست الاولى. وهي لم تعقَد بسبب الطقس العاصف، فلم يتمكّن أحد من الوصول بمن فيهم القاضي.

وعن العملية برمّتها، يوضح مطر انّ المدّعي افتعلها لأنه يريد المتاجرة بأرضنا عبر بيعها وتقاسُم الحصص، ولا يمكننا الاستمرار بالسماح لأيّ كان بالبناء متى شاء وكأنّ القاع سائبة، مع العِلم انّ الدغيبي يحتلّ أراضيَ تَملكها الجمهورية اللبنانية».

وعمّا إذا كان الامر يحمل رسالة سياسية في خفاياه، يؤكّد مطر «انّنا لن نقبل أن نعيش ذمّيين مع احد، ولا اعتقد أنّ أحداً قادر على جعلنا أبناء ذمّة، ولن نقبل أن يعتدي احد على لبنان وعلى ارضه وعلينا، لا عبرَ انتحاريّين ولا عبر ايّ مسوّغات اخرى، وسندافع عن ارضنا وعن كلّ الاراضي اللبنانية».

ويشدّد على أنه لا يعتقد انّ ايّ طرف، سواء كان ينتمي الى «حزب الله» او غيره، من مصلحته ان تتحوّل مشاريع القاع الى مخيّمات شبيهة بمخيمات نهر البارد أو عين الحلوة، وهذا ما سنَمنعه، لافتاً الى انّ الدغيبي يستقوي بنفوذه الشخصي، وهو ضالع في نقلِ البارودة من كتف الى اخرى وتبييض وجهٍ مع النافذين.

ويشير مطر إلى أنه ذهب الى المخفر بصفته محامياً ووكيلاً عن الشباب، ففوجئ بأنه مدّعى عليه. ومن المفترض، كونه محامياً ورئيس بلدية ايضاً، أن يتمّ رفعُ الحصانة عنه قبل البدء بأيّ استجوابات، فتوقّفت الدعوى عند هذا الحد في انتظار استكمال الإجراءات، علماً أنّ الدعوى رفِعت قبل تشكيل الحكومة الجديدة، معتبراً أنّ «الدفاع عن قانون الوجود أهمّ من القوانين التي وضعها بعض البشر». وأراد مطر توجيه رسالة الى الجميع عبر «الجمهورية»، فقال: «إذا نحن كأهلِ القاع غادرنا ورضَخنا للتخويف والتهويل الممنهَج الذي يمارَس علينا منذ سنين فمن سيَملأ مكاننا»؟

ويضيف: «إذا أرادوا ضعفاء، فنحن لا نضعف، ومشروعي الوحيد في البلدية «أرضي هويتي» ولستُ سائلاً على الباقي ولا يهمّني أمر آخر. فنحن اهل كرامة، وكرامتُنا قبل كلّ الناس، نحن قوم سننام مرتاحي الضمير لأننا سنقول يوماً إنّنا لم نسكت ولم نستكِن ولم نخَف، وليحصل ما يحصل، فالله معنا».

القضية حسب معلومات مطر لم تصل بعد الى أروقة البطريركية المارونية، كاشفاً أنّهم ينتظرون التحقيق وأنّ كلّ خطوة ستقابَل بخطوة منهم، علماً أنّهم لم يتبلغوا حتى اليوم بتاريخ موعد الجلسة المقبلة. ويؤكّد «أننا نحمي ارضَنا وكرامتنا والعيش المشترك والتنوّع والدستور والقوانين، نحن نحمي مشروع ضمّ وفرزِ كلّفَ الدولة كثيراً، ولا يمكن السماح لبعض الاشخاص الذين لديهم مصالح أو غايات مشبوهة بتغيير هوية الارض. الهوية واضحة، لبنانية قاعيّة، ولن نسمح لأحد بتغييرها، فالجميع يريد زرعَها والعمل فيها، وهذا حقّ للجميع إنّما ليس مسموحاً لأحد إنشاء قرى جديدة على أرضنا ونقطة على السطر».

 

قانون الستين "بيضة القبان"

علي حماده/النهار/10 كانون الثاني 2017

وحده النائب وليد جنبلاط من بين جميع القوى السياسية التي لها مصلحة في الاستمرار باعتماد "قانون الستين" الانتخابي، يمتلك الشجاعة للمجاهرة بمعارضته اقرار اي قانون آخر يقوم على النسبية الكاملة او الجزئية للانتخابات المقبلة. ووحده النائب جنبلاط من بين كل اقرانه الذين يعارضون ضمنا اقرار النسبية لأكثر من سبب، قرر الخروج الى العلن في مواجهة الانزلاق المتدرج الحاصل اليوم نحو اقرار قانون جديد للانتخاب تدخله النسبية، وخصوصا انه لم يلمس من الذين يشاطرونه الهواجس عينها اي استعداد للمجاهرة بحقيقة موقفهم المعارض لاقرار النسبية، أقله في الانتخابات المقبلة.

ووحده النائب جنبلاط يذهب الى مواجهة جدية لمحاولة اسقاط اقرار اي قانون جديد يتضمن النسبية الجزئية او الكاملة. صحيح أن الحزب التقدمي الاشتراكي، سبق ان توافق مع كل من "تيار المستقبل" وحزب "القوات اللبنانية" حول مشروع قانون مختلط يزاوج بين نظامي النسبي والاكثري، ولكن هذا المشروع بات من الناحية العملية من الماضي، بعدما اقترب الاستحقاق الجديد لاقرار قانون انتخابي جديد. وما من شك في ان الاطراف الثلاثة المشاركة في تقديم هذا المشروع تجمعها مصلحة في الذهاب الى صناديق الاقتراع وفق "قانون الستين". ولا يقتصر الامر على الاطراف المذكورة، بل ان اطرافا اخرى لها مصلحة مؤكدة في إبقاء قانون الستين، أقله لمرة واحدة ساري المفعول، لكي تنبثق منه "أكثريات" واضحة في مختلف المكونات الطائفية اللبنانية. وإذا كان النائب وليد جنبلاط يعتبر أنه يخوض معركة "وجودية" لأنها معركة "أحجام"، فإن أطرافا أخرى مثل "تيار المستقبل" تخوض معركة مماثلة، إذ انها معركة "احجام" ايضا، في مرحلة تحديات كبرى يواجهها التيار. أما التحالف المسيحي الثنائي الذي يجمع "التيار الوطني الحر" و"القوات" فهو يخوض معركة محاولة تثبيت "اكثرية" واضحة في البيئة المسيحية لن يؤمنها سوى الذهاب الى الانتخابات وفق قانون الستين. من هنا تتقاطع مصلحة ثلاثة اطراف رئيسية، ووحده النائب وليد جنبلاط يخرج بمعارضته الى العلن، مفسحا في المجال أمام الآخرين للحاق به، او اقله لملاقاته في منتصف الطريق للابقاء على القانون الحالي، ولو لمرة واحدة، استنادا الى أن لبنان يشهد تسوية سياسية كبيرة. من هنا، امام الاطراف الاخرى التي تشاطر ضمنا موقف جنبلاط من قانون الانتخاب، ان تدير محركاتها لملاقاته، او ان تنزلق رويدا رويدا في منزلق ما كانت تريده في الاصل. وحده "الثنائي الشيعي" قادر في ظل الظروف الحالية على خوض انتخابات وفق قانون يعتمد النسبية الكاملة او الجزئية، من دون ان يتأثر كثيرا بها للاعتبارات التي يعرفها القاصي والداني. انطلاقا مما تقدم، لا ريب في أن النائب وليد جنبلاط سيرفع وتيرة المواجهة للابقاء على "قانون الستين" لانه يعرف انه يخوض معركة ببعدين، الاول حجمه السياسي، والثاني موقع الطائفة الدرزية بقيادته على الخريطة السياسية الكبرى.

 

الكفاح المهذَّب

 عقل العويط/النهار/10 كانون الثاني 2017

عبارة "الكفاح المهذَّب" المستخدَمة في سياق حملة "سكِّر خطّك" التي أحرزت نجاحاً منقطع النظير يوم الأحد الفائت (إقفال 1.3 مليون خطّ خليوي احتجاجاً على عربدة الأسعار، من أصل 4.504.631 خطاً وفقاً لتقديرات الباحثين في الشأن الخليوي، بينهم طبعاً مَن هم من التابعيات الأجنبية المقيمة في لبنان)، ذكّرتني بأسلوب غاندي في مواجهة الاستعمار والاستبداد أو جور السلطات. العبارة نفسها ذكّرتني بأسلوب "الضغط الديموقراطي المنظَّم" الذي أطلقته أدبيّات حركة الوعي في أواخر الستينات وأوائل السبعينات من القرن الفائت للضغط على الحكومات من أجل انتزاع المطالب الوطنية والشبابية المحقّة. أذكّر بأن هذين الأسلوبَين حقّقا، مع فارق المقارنة، الغايات المرجوّة منهما. "التهذيب" الوارد في العبارة الآنفة، يقدّم لنا برهاناً جليلاً لقدرة الناس على ممارسة الضغط المدني "النظيف" جداً، و"الموجع" جداً، من دون تجييره لحساب فئة أو جماعة سياسية، ومن دون الانزلاق خصوصاً إلى الشللية والفوضى، أو الانحدار إلى اللغة السوقية في التعبير عن الرأي. هذا نوعٌ ذكيٌّ من الضغط يمكن جعله "نموذجاً" للتحرّكات المجتمعية والسياسية المحتملة، بل يجب "تعميمه" كطريقة، ليس تحقيقاً للمطالب المعيشية والاجتماعية والاقتصادية فحسب، بل خصوصاً لما هو أبعد مرمى: من أجل تحقيق التغيير في الحياة السياسية والوطنية.

هل تراني أغرق في الطوبى، فأجدني أتحدّث عن "الأخلاقيّات"؟ نعم. جدّاً. وكثيراً. فنحن نحتاج إلى المعايير "الأخلاقية" في ممارسة وظيفة السلطة، وفي ممارسة وظيفة المعارضة على السواء. وإذ أقول السلطة، فأنا أقصد السلطات كافّةً، ولا استثناء. السلطات التي ينتظم من خلالها العمل العام في الدولة، والسلطات التي تشمل القطاع الخاص، ومهنه الحرّة. بقدر ما كان "الكفاح المهذَّب" واضحاً أوّل من أمس، يُفترَض في السلطات، كلّ السلطات، أن تمارس في المقابل نوعاً من الحُكم، "مهذَّباً"، خالياً من الزعرنة والخداع والسرقة والغشّ والوقاحة والابتزاز. الوقاحة والابتزاز خصوصاً. لا بدّ من أن أرفع، بعض الشيء، سقف هذا المقال، تنديداً بكلّ ما يمسّ الكرامة والحقّ. من المؤلم والمهين حقّاً أن نعاين الامتهانات الموصوفة للكرامات والحقوق، في المجالات كافةً، وعلى كلّ المستويات. لن أستثني مجالاً ولا مستوى. إذ ليس عندنا، على علمي المتواضع، أيُّ نموذجٍ شريف لممارسة السلطة. السلطات كلّها في أيدي قطّاع الطرق. لهذا السبب أدعو الناس إلى امتشاق "الكفاح المهذَّب"، وإلى تنظيمه تنظيماً بنيوياً، بحيث يفضي إلى غاياته المرجوّة. أدعو شخصياً إلى الكفاح. إلى "الكفاح المهذَّب". ضدّ كلّ ما هو "غير مهذَّب"!

 

مساحة علاقة لبنان بكل دولة تُحدّدها المصالح المشتركة والاحترام المتبادل

اميل خوري/النهار/10 كانون الثاني 2017

السؤال الذي لا جواب قاطعاً عنه حتى الآن هو: هل سيتصرّف "حزب الله" في عهد حليفه الرئيس ميشال عون كما تصرّف مع رؤساء سابقين فظل محتفظاً بسلاحه لتبقى له الكلمة في الاستحقاقات المهمّة وفي القرارات المصيريّة، وكيف سيتصرّف الرئيس عون مع الحزب إذا تصرّف معه كما تصرّف مع سواه؟

الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله كان أعلن في أحد خطبه "إن إقامة الدولة القوية شرطها اعتماد النسبية الكاملة في الانتخابات النيابية المقبلة" اعتقاداً منه أن الحزب وحلفاءه سيفوزون فيها بأكثرية المقاعد النيابية فيكون لهم الحكم بكل سلطاته، وعندها لا تعود ثمة حاجة الى سلاح يحتفظ به ويثير الخلافات حوله بل يحل النظام الديموقراطي عندئذ محل حكم السلاح غير الشرعي وتصبح الدولة في الواقع دولة الحزب بدل أن تكون حزب الدولة. أما إذا لم تعتمد النسبية لأسباب شتى في الانتخابات النيابية المقبلة بل قواعد لا يستطيع الحزب ومن معه الفوز من خلالها بالأكثرية، فإنّه قد لا يعترف بنتائجها وهو ما فعله مع نتائج انتخابات 2005 و2009، واستطاع أن يفرض على الأكثرية التي فازت بها (ما كان يُعرف بـ 14 آذار) مشيئته، فلم يكن رئيس الجمهورية منها ولا رئيس المجلس ولا الحكومات باختراع بدعة "الديموقراطية التوافقية" بديلاً من "الديموقراطية العددية" التي لا يصحّ اعتمادها، بحسب رأي الحزب، في ظل الطائفية... وهكذا حُكم لبنان في ظل وضع شاذ منذ العام 2005 الى اليوم. فهل يتغيّر هذا الوضع في عهد الرئيس عون كونه حليف الحزب والحزب حليفه فتعود الممارسة الديموقراطية لتأخذ دورها كما في حقبة طويلة من الماضي، أم أن الحزب قد لا يكون له ثقة بأي عهد إذا ظلّت الأوضاع في المنطقة تتطلّب دوراً لسلاحه، فيواجه لبنان حتى في ظل عهد الرئيس عون خيارين: إمّا أن يفوز الحزب وحلفاؤه بأكثرية المقاعد النيابية في الانتخابات المقبلة باعتماد النسبية الكاملة فيكون له الحكم كاملاً، وإمّا لا يفوز بها إذا جرت على قاعدة أخرى حرصاً على خصوصيات الأقلّيات في لبنان، فيظل الحزب عندئذ محتفظاً بسلاحه ويكون عهد الرئيس عون في ظل هذا الوضع الشاذ لا يختلف عن عهود سابقة؟

لقد عاش لبنان في الوصاية السورية ولبنان فيه غالب ومغلوب، وعاش بعد هذه الوصاية في ظل سلاح "حزب الله" الذي وضع الفريق الآخر بين خيارين: إمّا أن يحمل السلاح مثله فتقع الفتنة ويتعرض لبنان للزوال، وهو ما يرفضه هذا الفريق، وإمّا أن يستمر في تقديم التنازلات لفريق "حزب الله" ويقبل العيش وإن مُكرهاً مع فريق غالب وفريق مغلوب خوفاً على لبنان وإن خسر شعبياً، وهو الحاصل حتى الآن. فهل يغير انتخاب الرئيس عون وهو حليف "حزب الله" شيئاً من هذا الوضع بعد الانتخابات النيابية التي قد تكون نتائجها حاسمة إذا ما اعترف بها الجميع واعتبرها معبّرة عن ارادة الشعب تعبيراً حراً، فتقوم عندئذ الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها، فلا تكون دولة سواها ولا سلاح غير سلاحها؟

إن الجواب هو عند "حزب الله"، وتحديداً عند إيران إذا رأت أن الوقت حان لقيام هذه الدولة، وان دور سلاح الحزب انتهى محلياً وإقليمياً، ولن يتأثر موقف إيران بالنسبة الى لبنان بالتجاذبات الاقليمية والخلافات، ولا سيّما بينها وبين السعودية إذا ما استمرّت واشتدّت.

رئيس مجلس الشورى الايراني عند زيارته لبنان وكان غارقاً في أزمة انتخابات رئاسية، رأى في حديث له "ان انتخاب الرئيس مسألة داخلية، وإيران لا تدخر أي جهد في سبيل تأمين الوحدة بين اللبنانيين". وأكد في الوقت عينه "ان حزب الله هو تيار فاعل في الشرق الأوسط أكثر من بعض الدول"... فما هو موقف إيران بعد انتخاب رئيس للبنان معروف بتحالفه مع "حزب الله" إذا ما اعتمد لبنان سياسة الانفتاح على الجميع في الداخل والخارج وبما يخدم مصلحة لبنان قبل أي مصلحة، وأنه وهو رئيس للجميع لن يكون مع فريق ضد فريق آخر لا في الداخل ولا في الخارج، والمسافة بين دولة ودولة تحدّدها مصلحة لبنان. فهل تعجب هذه السياسة ايران، أم تريده منحازاً لها وان من ليس معها فهو ضدها؟ إن الأشهر القليلة المقبلة سوف تكشف حقيقة نيات ايران حيال الحكم في لبنان، وهي تريده منحازاً لها أو تكون ضده. فما الذي سيفعله الرئيس عون إذا كان هذا موقف ايران وكان بالطبع موقف "حزب الله" فظل محتفظاً بسلاحه. هل يتعامل عون مع الحزب كما تعامل معه قبل أن يصبح رئيساً ويبقى عند قوله في حديث له الى "النهار" تعليقاً على حوار الأقطاب: "أنا لا أحكي بالمقاومة والاستراتيجية الدفاعية الآن قبل الحكي بالأمن والاستقرار الداخلي الذي أعطيه الأولوية لأنه نار والعة، ولن تعود تنفع الاستراتيجية الدفاعية ولا سحب السلاح إذا ضُرب الاستقرار الداخلي والوحدة الوطنية". لقد كان هذا موقف العماد عون قبل أن ينتخب رئيساً للجمهورية، فهل يظل عليه بعد انتخابه خوفاً على الاستقرار الداخلي والوحدة الوطنية إذا استمر الخلاف على الاستراتيجية وعلى سلاح "حزب الله"؟

 

زيارة الانطلاق من السعودية فماذا عن سوريا ؟

 روزانا بومنصف/النهار/10 كانون الثاني 2017

توسعت المواقف السياسية على اختلافها منذ الاعلان عن زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى المملكة العربية السعودية مستهلا زياراته الخارجية وجولته على دول المنطقة في الكلام، وعن حق، عن اهمية الزيارة للمملكة واعادة وصل ما انقطع مع الدول الخليجية على نحو يعبر عن مدى الضيق الذي اعترى لبنان نتيجة التشنج الذي ساد بين لبنان وهذه الدول في الاعوام الاخيرة. هذا الترحيب شبه العامر بالزيارة الرئاسية يخفي في طياته اسئلة يطرحها البعض في الصالونات الضيقة عما اذا كان المعيار نفسه سينسحب على سوريا ايضا في ظل ضغوط سياسية قد يعتمدها البعض من اجل ان يسري الحياد اللبناني على كل الدول العربية فيتعاطى معها على قدم المساواة بصرف النظر عن مشاكلها الداخلية. فاذا كان منطق مدى اهمية العلاقات مع السعودية والدول الخليجية يحتم التعامل بموضوعية ووضع خلافات او مواقف بعض الافرقاء من هذه الدول جانبا فماذا عن الموقف من سوريا وحتمية زيارتها على القاعدة نفسها اي وجود افرقاء اساسيين معارضين لمساهمة لبنان في تعويم الرئيس بشار الاسد سياسيا او للعلاقات مع نظامه من دون ان يعني ذلك فرض هذا الموقف على رئيس الجمهورية الذي وفي ظل تحلله من موقف حليفه الاستراتيجي "حزب الله" من المملكة ودول الخليج قد يتجه الى اعتماد الاسلوب نفسه مع حلفائه الاكثر حداثة ، وكما هو معلوم فان الرئيس عون لم يقطع مع النظام خلال الاعوام الماضية وهناك زيارة مهمة حصلت لتهنئته بالرئاسة من موفد النظام كما هناك من يتحدث عن انفتاح وتواصل دائمين قائمين عبر موفدين بين الرئيس عون والرئيس السوري وان هذه الاتصالات تحصل بوتيرة منتظمة.

ثمة محاذير راهنا لانفتاح علني قد يكون مبكرا على رئيس النظام السوري خصوصا اذا لم يكن ذلك موضوع اجماع. بعض السياسيين لا يستبعد زيارة رئيس الجمهورية لسوريا لكن ليس في المدى القريب علما ان لهذه المسألة ابعادا متعددة. فثمة من يرى ان استبعاد اعادة تطبيع العلاقات سريعا ليس مرتبطا باعتبارات محلية مقدار ما قد يتصل باعتبارات خارجية بمعنى اذا كان الانفتاح على رئيس النظام سيكون بمفاعيل سلبية اولا ازاء الدول العربية او الخليجية تحديدا التى تقف موقفا معروفا من الاسد ولا ترغب في ان يكون لبنان وفقا للدلالات التي اعطاها حتى الان من ضمن محور اقليمي معين فيكون منفتحا او معيدا لانتظام العلاقات مع النظام كما هي حال روسيا وايران والعراق في الوقت الذي يقول لبنان بالتزام مواقف الجامعة العربية التي ليست منفتحة على رئيس النظام في سوريا وان كان بعض الدول منفتحا عليه على تنسيق استخباراتي. وهذا امر ليس لبنان بعيدا منه ايضا ثم ازاء الدول الغربية التي تراقب انطلاقة الحكم في لبنان والتوازنات التي سيرسيها ولا تريد ان ينزلق الى سياسة محورية قد تؤثر سلبا عليه . ثمة من يقول ان هناك تعهدات قطعها الرئيس عون من ضمن التسوية الرئاسية بناء على ما كان اعلنه الرئيس سعد الحريري لدى اعلانه دعم ترشيح العماد عون للرئاسة بحديثه عن اتفاق بينهما على تحييد لبنان بالكامل عن الازمة السورية.ويضيف هؤلاء وهم من المحبذين او غير الرافضين لاعادة الاعتبار للعلاقات مع النظام السوري ان انفتاح بعض الدول على هذا الاخير خصوصا في حال جلس مع المعارضة الى طاولة واحدة من اجل مفاوضات سياسية سيساعد الى حد بعيد علما ان الضغوط الداخلية السياسية قد تتكفل بالامر بعد زوال مرحلة الوئام او شهر العسل السياسي بين مختلف الافرقاء او في حال استطاع محور معين ان يفرض سيطرته على مجلس النواب في الانتخابات النيابية في حال اجريت في الربيع المقبل . من هؤلاء من يقول ان موقع لبنان سيكون قيما اذا استطاع صياغة موقف مفيد يوظفه لمصلحته . فعلى حد قول سياسي مخضرم فان النظام السوري جعل برئاسة الاسد الاب ثم برئاسة الاسد الابن لبنان ابان الحرب مكبا لسلبياته فيما جعل من دمشق صالة الاستقبال الذي يفاوض من خلالها على اوراق يملكها عبر لبنان لتعزيز وضعه في السلطة وفي المنطقة. لكن الادوار قد انقلبت اليوم مع تحول سوريا ساحة حرب اعلنت اكثر من دولة انها تحارب الارهابيين والاصوليين في سوريا درءا لامنها واستقرارها حيث هي في حين يمكن ان يلعب لبنان الدور الذي حرم من لعبه خلال عامين ونصف من التعطيل القسري لمؤسساته الدستورية وهو دور سياسي بارز اذا احسن مسؤولوه دوزنة المواقف السياسية وتوازناتها ولم يعطلوا دورا يمكن ان يلعبه او يستعيده لبنان على هذا الصعيد علما ان هذا الامر ممكن انطلاقا من ان النظام السوري لم يعد كما كان في السابق ولن يعود ما دام سيستمر معتمدا على دعم قوى من بينها قوى لبنانية لبقائه في السلطة واستمراره حتى اشعار اخر . وبناء عليه يعتقد ان زيارة السعودية على اهمية مبرراتها وضرورتها قد تشكل بوابة مهمة لتسهيل او لتبرير اعادة الانفتاح على النظام السوري علما ان معارضي هذه الخطوة راهنا لاعتبارات عدة لا يستبعدون ان يصار الى الضغط من اجل حصولها ليس سياسيا فحسب بل امنيا ايضا عبر ذرائع او حوادث امنية تفترض او تفرض اتصالات ثنائية مباشرة وعلنية على غير ما هو الوضع راهنا بحيث تساهم في تعويم النظام السوري واعادة الحيثية الخارجية له انطلاقا من بوابة لبنان.

 

مفتاح الرياض

 راشد فايد/النهار/10 كانون الثاني 2017

من علامات الزمن الرديء، ربما، أن تدور مفاضلة، منذ انطلق العهد الجديد، بين أن تكون أولى زيارات رئيس الجمهورية إلى الخارج إلى الرياض أو طهران. والمفاضلة "المدسوسة"، ولو قامت على تمنيات "مخابراتية"، هدفت إلى الإيحاء بتوازن بين الجهتين لدى لبنان، وبأن قيادة المنطقة لم تعد عربية خالصة.

في السابق من العهود الرئاسية، كانت الرهانات تفاضل بين القاهرة والرياض، وفي زمن الوصاية الأسدية صارت دمشق محطة إلزامية، يبدأ بها الرئيس المنتخب عهده خارجيا، وتكون معبرا له، ولرئيس الحكومة، في الذهاب أو الإياب، في الزيارات اللاحقة، إلا إذا أوفد إليهما الأب، وبعده الإبن، مندوبا "ساميا" يرمي عليهما "البركة"، و"يصوب" رؤيتيهما إلى ما سيكون موضع بحث مع مستقبلي كل منهما. ومنذ اتفق على انتخاب العماد ميشال عون رئيسا دُس خبر زيارة مرتقبة له إلى طهران، يبدأ بها إطلالاته خارج الحدود.

لم يقع شيء من ذلك. لكن على طريقة المندوب "السامي" الأسدي، حل، فجأة، على لبنان ضيف ايراني هو رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس النواب الإيراني علاء الدين بروجردي، الذي "رغب" في الزيارة بعد مثلها لسوريا، ليخطف اهتماما، محدودا، إلى دور طهران لبنانيا، توّجه بالتذكير بأن "نية ايران بتسليح الجيش اللبناني، راسخة". لكن اللبنانيين لا ينسون ما نُقل عن الرئيس السابق ميشال سليمان، إثر زيارته طهران، إبان ولايته، وزيارته مصانع سلاحها المعروض وغير الموائم لحاجات الجيش اللبناني. لا يملي أن يكون أول اتصال تهنئة بالرئيس عون، بعيد انتخابه، من الملك سلمان، أن تكون إطلالته الخارجية الأولى على الرياض. بل أن ما يفرض ذلك هو مصلحة لبنان، وهويته العربية بما هي محل إجماع وطني، خصوصا أن السعودية لم تضع يوما شروطا لدعم لبنان، ولم تتدخل في شؤونه الداخلية، ولم تقبل مرّة أيّ حلّ لأيّ أزمة على حساب لبنان: لم تساوم به وعليه، ولم تناور بمصلحته، أو تقامر، رغم ما لها فيه من قدرة اقتصادية لافتة: فاقت التدفقات الاستثمارية السعودية إلى لبنان الـ 10 مليارات دولار، أي نحو 40 في المئة من الاستثمارات العربية. حتى يوم تطاولت بعض الألسن عليها، لم تتراجع السعودية عن دعمها، تحديداً خلال حرب تموز 2006، فبلغت قيمة المساعدات السعودية، والودائع، نحو 5 مليارات دولار. ولم تؤد حفلة "الردح" السياسي الى جوقة "زغلول" المعارضة إلى ثني الرياض عما هو أهم من الدعم المالي، وهو العناد لأجل لبنان المستقل، واحتضان سلمه واستقراره، وعروبة هويته الإقليمية. حين تفتح الرياض أبوابها لرئيس لبنان، فمغزى ذلك أن دول مجلس التعاون الخليجي تنحو إلى نهجها، وتوفر زيارتا قطر والقاهرة بعدها التوازن الذي يحتاج اليه لبنان كبوصلة للتناغم العربي.

 

الفسادُ حالةٌ كيانيةٌ وممارسةٌ فيدراليةٌ

سجعان قزي/الجمهورية/09 كانون الثاني/17

 ليس العجبُ أن تَحصُلَ تسوياتٌ، تأخذ طابَعَ صفقاتٍ، على الملفات الإنمائية والثروات الوطنية. فمفهومُ الثروةِ الوطنية سقط في لبنان أمامَ مفهوم الثروة المناطقية، والشعورُ الوطني تَرهَّل في وطن فقدَ وِحدتَه المجتمعية.

إن نظامَ المحاصصةِ انبثق من النظام السياسي المرحلي وأصبح ملازِماً له. برز هذا النظام السياسي بعد حربِ السنتين سنةَ 1976 وتكشّف في مؤتمري لوزان وجنيف سنةَ 1984 وتثبَّت دستورياً في اتفاق الطائف سنةَ 1989 واستُتبِع بتسوية الدوحة سنةَ 2008 ليتجلّى بيقظةٍ متأخرةٍ في انتخابات رئاسة الجمهورية وتشكيل الحكومة وفي باكورة قراراتها حول النفط والغاز. اللافتُ، أن مسارَ التعديلاتِ الدستورية يَنحو أكثرَ فأكثر نحو: حُكمٌ فدراليٌّ داخلي يتبدّلُ فيه المكوِّن القوي، وحُكمٌ مركزيٌّ خارجي تَتبدّلُ فيه الدولةُ الوصية. وإلى أن يُحسمَ مصيرُ النظامِ اللبناني، بل الكيان، تَجري عمليةُ تجويفِ الدولة المركزية بشكل يوميّ حتى أيام الآحادِ والأعياد. إن عَكَسَت هذه التعديلاتُ الدستورية والسياسية المتواليةُ تطورَ موازين القوى العسكري أو الديمغرافي أو الاثنين معاً، فإنها عاكسَت مفهومَ الكيانِ اللبناني الصيغوي، أي «الروح الميثاقية». إن الدولةَ اللبنانية في مقاربتِها التقسيمية للملفات الأساسية في لبنان ـ تحتَ ستارِ الانماءِ المتوازن ـ باتت تُشبه دولاً مقسَّمةً أو فيدراليةً أو فيها حكمٌ ذاتي مثلَ العراق واليمن وليبيا والسودان وأفغانستان (مشَرِّفٌ هذا التطور).طبيعيٌ أن نَستهوِلَ امتدادَ الفسادِ في الدولة اللبنانية (الطبقة السياسية، الإدارة والمجتمع) ونتنادى لمكافحته. لكن التصدي له يَستوجب بدايةً إدراكَ طبيعتِه وأصوله وأسبابه لئلا تَفشَلَ المكافحةُ ويبقى الفساد كما حصل حتى الآن. صحيحٌ أن الفساد موجود تقليدياً في لبنان وفي كل الدول، بما فيها دولةُ الفاتيكان. كان المفكّر الفرنسي في القرن السابع عشر «لاروشفوكو» La Rochefoucauld يقول: «إن الفضائلَ تَـضيع في المصالحِ كما تَضيع الأنهرُ في البحار». أما نحن في لبنان فنُجَفِّف الأنهرَ قبلَ أن تصلَ إلى البحار. لقد تحوّل الفسادُ عندنا من فرصةٍ عابرة إلى ثقافةِ راسخةٍ ترعى الصفقاتِ والمحاصصة. حصل هذا التحوّلُ النفسيّ مع الحروبِ في لبنان، حيث ازدهرت التجارةُ غيرُ الشرعيةِ عبرَ الحدودِ الدولية وخطوطِ تماسِ الكانتونات ومِن خلال مرافئِ الميليشيات والمطار. وتوطّدت هذه الثقافةُ في ظل الاحتلال السوري، فكان ضبّاطُه قادةَ الفسادِ وضابطي إيقاعِه. واستحصل الفسادُ على رخصةٍ شرعيةٍ مع دخول الأثرياءِ الكبار إلى قلب الحياة السياسية اللبنانية ـ وهي ظاهرةٌ لم يألفْها مجتمعُنا سابقاً ـ ومع بروزٍ طبقةٍ سياسية رضَعت الفسادَ مع الحليب ولاسيما الفسادَ الوطني وهو أخطر من الفسادِ المادي، ومع عجزِ الأجورِ عن تغطيةِ نفقات الحياة. هكذا أصبح الفسادُ، بوجهيه، جُزءاً من حياتنا اليومية فتطبَّع عليه أكثر من جيلٍ طَوالَ السنوات الأربعين الأخيرة.

ما عدا الفسادَ الإداري (الرشوة)، وهو النسبةُ الأقل، إن «الصفقاتِ النظاميةَ» هي النسبةُ الأكبر من الفساد في لبنان. الأولى تتمّ على حسابِ المواطنين (مواطنٌ يدفعُ لموظف). أما الثانية فتتمّ على حساب خزينةِ الدولة والمواطنين معاً (مسؤولون يتقاسمون الثرواتِ الوطنيةَ والمشاريعَ الإنمائية).

إذا قارنا نسبةَ مديونية الخزينة اللبنانية نَجدُها مساويةً لنسبةِ ثرواتِ أركان الطبقةِ السياسية اللبنانية والمحيط. سنةَ 1988، ذكر الصحافيُّ الفرنسي «بيار بيان» Pierre Péan في كتابه «المال الأسود» أن ثروةَ جوزيف موبوتو رئيسِ الزائير (الكونغو سابقاً) توازي تحديداً ديونَ ذاك البلد الإفريقي. الفارقُ أن شعبَ الكونغو طردَ موبوتو فلجأ إلى فرنسا ثم توفي في المغرب، في حين أن شعبنَا لا يزال يَفتدي بالروحِ وبالدمّ أشباهَ «موبوتو» اللبنانيين. نأخذ على النواب أنهم يُمدّدون لأنفسهم مرةً أو مرتين، لكننا ننسى أننا كشعب نمدّد انتخابَهم منذ أربعين سنة.

من دون تهميشِ العامل الأخلاقي في «الصفقات النظامية»، ما يجري ليس ظاهرةً لا أخلاقية فقط يُمكن القضاءُ عليها بالتربية المنزلية أو بالأحكام القضائية أو بالتدابير الأمنية أو بالأجهزة الرقابية أو بتغيير الطبقة السياسية. الأمر يتعدّى الأخلاقَ إلى الدستور، نعم إلى الدستور، حيث أن الفسادَ في لبنان هو حالةٌ كِيانية تتخطى تجاوزاتِ الفردِ وحتى ثقافةِ المجتمع. إنه صراعُ الدويلاتِ الطائفية داخلَ الدولة وصراعُ المحاصصةِ المناطقية على حساب إرثِ الدولة. إن الصفقات تجري في لبنان بين قوى حاكمةٍ في مناطقِها وليس بين قوى تَحتكم إلى الدولة اللبنانية المركزية. إن رؤساءَ الأحزابِ والتيارات والكتل هم زعماءُ طوائف، والطوائفُ هي أصحابُ المناطق: هذه للسُنَّةِ وذانِك للشيعة، تَا للمسيحيين وتلك للدروز. واقعٌ مؤسف. ويَزعم زعماءُ الطوائف أنهم مؤتَمَنون على كلِّ ما تحتَويه مناطقُهم أكان فوقَ الأرضِ أو تحتَها براً وبحراً وجواً. لا بل يتصرفون وكأنهم على أبوابِ الفدرالية أو حتى التقسيم، ويتهافَتون على حجزِ الحِصصِ مسبقاً من خيراتِ الدولة المركزية. هذه هي الحقيقةُ بكل بساطة. وما نسمّيه اليومَ حِصصاً هو بنظر القوى السياسية تموضعٌ إرثي للطوائف والمناطق بانتظار الهندسة الجديدة للبنان. وبالتالي، بقدْرِ ما أؤمن بنيةِ العهد على مكافحة الفساد، أظن أن مهمتَه صعبةٌ ما لم تُحسَم الهيكليةُ الدستوريةُ للدولة اللبنانية: إما أن يتحوّلَ لبنان دولةً فيدرالية تطبيقاً للواقع القائم وانسجاماً مع الممارساتِ الجارية، فيصبح ما نسميه فساداً وتسوياتٍ حِصصاً شرعيةً للوَحَدات الفدرالية. وإما أن تَلتزمَ القوى السياسيةُ بالدولةِ المركزية (الموجودةِ نظرياً) فتعودُ حالةً دستورية فعلية، وبذلك تزول الصفقاتُ والتسوياتُ وتصبح مكافحةُ الفسادِ ممكِنة. ما عدا ذلك، تبقى محاربةُ الفسادِ ووقفُ الصفقات مسألةً إعلاميةً تطالُ الصغارَ وتُوفِّر الكبار.

 

بالأمس طلبوه... واليوم رفضوه!

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 10 كانون الثاني 2017

تعيش الساحةُ اللبنانية على وقع التسوية الرئاسية من جهة والمعركة السورية من جهة ثانية، وإذا إعتبَر البعض أنّ الحكومة هي وليدة معركة حلب، فإنّ هناك استحقاقاتٍ داخلية تأخذ طابعاً محلياً على رغم تأثّرها بالخارج. دفع تمسّك «حزب الله» وبعض حلفائه بقانون انتخاب جديد على أساس النسبية الكاملة، الفريق الخصم وتحديداً تيار «المستقبل» إلى قبول النسبية الجزئيّة بعدما كان يرفضها بالمطلق «في ظلّ وجود السلاح غير الشرعي». وهذا لا يعني أنّ النسبية ليست قانوناً جيداً أو أنها «مشروع الحزب»، بل إنّ تفكّك فريق «14 آذار»، جعله في موقع القتال التراجعي خصوصاً أنه إنتهى كتنظيم وبقيت الفكرة فقط. وإذا كانت الساحة الداخلية تخضع لتوازنات معيّنة إلّا أنّ التقاء المصالح يشكل ممرّاً لتحصيل مكتسبات مع إستمرار الخلافات الأيديولوجية.

الإقتراحات

شكّل قانونُ الانتخاب بعد «اتفاق الطائف» أحدَ أهمّ مطالب المسيحيين لأنّ أكثر من ثلثي نوابهم كانوا يفوزون بأصوات المسلمين. وفي هذا الإطار تحوي أدراج البطريركية المارونية عشرات ومئات النسخ المتعلّقة بدراسات عن قوانين الانتخاب بعدما أدرك المسيحيون أنّ قانون «الستين» لا يحقق صحة التمثيل المنشودة.

كان هذا الأمر قبل اتفاق «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» والإنقلاب السياسي الذي أدّى الى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. أما اليوم فقد بات الواقع مختلفاً، إذ عندما شكا المسيحيون بعد العام 2005 من تهميشهم كان يمكن لـ100 صوت مسلم مثلاً أن يقلب النتيجة رأساً على عقب في قضاء مسيحي يضمّ أكثر من 50 ألف ناخب مسيحي، والسبب هو الانقسام العامودي بين «القوات» وحلفائها من جهة و»التيار الوطني الحرّ» وحلفائه من جهة ثانية فيما الصوت المسلم سواءٌ كان شيعياً أو سنّياً أو درزياً موحّداً، ويقترع «بلوكاً» واحداً.

الأسباب الموجبة

عندما وضع الرئيس الراحل فؤاد شهاب قانون «الستين» بعد الثورة والثورة المضادة، نظر الى الخريطة السياسية والديموغرافية اللبنانية. صحيح أنّ الزمن كان زمن حكم المارونية السياسية، إلّا أنّ الرئيس حاول تطبيق منطق لا غالب ولا مغلوب، فرأى أنّ القضاء يشكل وحدة جغرافية متناغمة، والسكان يعرفون بعضهم البعض، وإجراء الإنتخابات على أساسه يحقق صحة التمثيل على رغم الفارق بين حجم الأقضية. دارت الأيام ودخلنا مرحلة الحرب الأهلية، من ثمّ تطبيق «الطائف» على الطريقة السورية، وسط تغيّر الديموغرافيا وتقليص الوجود المسيحي، فعاد مطلب قانون «الستين» الى الساحة المسيحية عام 2004 وقد حظيَ برضى بكركي آنذاك، الى أن حصلت تهريبة قانون غازي كنعان بعد ثورة الأرز في 14 آذار 2005، قبل أن يُفاجئ البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في آذار 2008 الأوساط السياسية بإعتباره أنّ قانون 1960 لا يصحّ لأنّ الأمور تغيَّرت وهناك أقضية ومحافظات أنشئت، والحلّ يكون بالذهاب الى دوائر أصغر من القضاء. إلّا أنّ قانون «الستين» أقرَّ بعد «اتفاق الدوحة». أمورٌ كثيرة تغيّرت، فمن ناحية، يجب سؤال بكركي عن سبب رفضها قانون «الستين» حالياً، بعدما أكدت مصادرها لـ«الجمهورية» أنّ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يرفض هذا القاتون على رغم تمسّكه بعدم التمديد مجدداً لمجلس النواب، ولن يقبل إجراء الإنتخابات على أساسه، كما يجب سؤال الأحزاب المسيحية التي تجاهر برفضها هذا القانون.

مسار واحد

يؤكد عددٌ من المطارنة الذين عايشوا مرحلتَي صفير والراعي وعملوا على خطِّ قانون الانتخاب أنّ الكنيسة المارونية هي مسار واحد وتعمل لهدف معيَّن، والفارق هو شخصية كلّ بطريرك. فأثناء ولاية صفير شهدنا المقاطعة المسيحية والوطنية الكبرى في انتخابات 1992 من ثمّ جرت الانتخابات عام 1996 على أساس المحافظة مع استثناء جبل لبنان ممّا شتَّت الصوت المسيحي، لتُخاض الانتخابات في دورتَي 2000 و2005 على أساس قانون غازي كنعان الغريب العجيب بتقسيماته. ففي تلك المرحلة ووسط غياب الأحزاب المسيحية الفاعلة وقبل عودة العماد عون وخروج الدكتور سمير جعجع من السجن، كان أيّ قانون انتخابي جديد مكسباً للمسيحيين وقد أتى عددٌ من الخبراء وشرحوا للبطريرك صفير أهمية «الستين»، فهو يحرّر الأقضية المسيحية الأربعة في الشمال، إضافة الى الأشرفية وجزين وأقضية في جبل لبنان من الأصوات المسلمة ويسمح لأهالي القضاء باختيار نوابهم بحرية، فكان قانون الستين النقطة الأولى نحو ذلك الهدف.

ويشير المطارنة الى أنه عند المطالبة بـ«الستين» كان الصراع سياسياً لا مذهبياً، لكن بعد تجربته على الأرض وسط التغيّر الديموغرافي تبيّن أنه لا يؤمّن صحة التمثيل، ما دفع الراعي الى تشكيل لجنة قانون الانتخاب في بكركي برئاسة المطران سمير مظلوم لتقديم اقتراحات قوانين جديدة، وهذا ما حصل فعلاً، والآن باتت الكرة في ملعب مجلس النوّاب. علماً أن صفير وقبل إجراء انتخابات عام 2009 كان قد طالب بإعادة النظر في تقسيمات قانون «الستين» وتصغير الدوائر.

القوى السياسية

من جهة ثانية، فإنّ «التيار الوطني الحر» الذي كان من أشدّ المطالبين بـ«الستين» ورفع يافطات «الحقّ رجع لصحابو» بعد الاتفاق عليه في الدوحة، رأى بعد تطبيقه أنه لا يَفي بالغرض، خصوصاً أنّ مقاعدَ مسيحية في بيروت والجبل والبقاعين الشمالي والغربي والشمال بقيت تحت تأثير الصوت المسلم، فيما لم تستطع «القوات» الحصول على حجمها التمثيلي خصوصاً في دوائر مثل الأشرفية وعكار، لذلك انطلقت رحلة التفتيش عن قانون جديد. أما النظرية القائلة إنّ السنّة هم وحدهم مَن يؤثرون على المقاعد المسيحية، فغير صحيحة، إذ إنّ هناك مقعدَين مسيحيَّين في بعلبك الهرمل، ومقعداً في الزهراني وآخر في مرجعيون تفوز بأصوات الشيعة، كما أنّ الصوت الشيعي يؤّثر على 3 مقاعد مسيحيّة في جزين، و3 في بعبدا، و2 في جبيل، إضافة الى تأثيره على 5 مقاعد مسيحية في زحلة و2 في البقاع الغربي. فيما كان الصوتُ الدرزي وقبل تحالف «القوات» و«التيار» يوصل 4 نواب مسيحيين في الشوف و3 في عاليه، مع تأثير محدود في بعبدا والبقاع الغربي.

تطبيق «الطائف»

يُجمع كثيرون على أنّ الخطوة الأولى لإعادة التمثيل الصحيح تكون بتطبيق «الطائف»، خصوصاً أنه نصّ على أنّ عدد النواب يبلغ 108 نواب بدلاً من 128، وعلى سبيل المثال فإنّ المقعدَ الماروني في طرابلس هو من حق البترون على رغم أنّ بعض المراجع المسيحية الدينية الخارجية يصرّ على تمثيل مسيحيّي الأطراف ويطالب بالحفاظ على المقاعد مثل طرابلس. وفي أيّ حال، فقد تخطّت رحلةُ المسيحيين خصوصاً واللبنانيين عموماً مع قانون الستين، 56 عاماً، فهل سيستطيعون دفنه أو أنه أقوى من كلّ المتغيّرات؟ وعلى رغم التحالف الناشئ بين «القوات» و«التيار الوطني الحر» والمدعوم من العهد الجديد، هناك إصرارٌ مسيحيّ بغطاء من بكركي وتأييد معظم القوى المسيحية المستقلّة على استبدال «الستين»، لأنّ عودة المسيحيين الى مناطق الأطراف تحقّقت بعد الحرب وبالتالي يحقّ لهم اختيار نواب يمثلونهم، علماً أنّ قانونَ الإنتخاب يبقى هو المعبر الأساس لعودة التوازن الوطني، من هنا وبعدما كان «قانونُ الستين» مطلباً ملحّاً في الأمس، بات مرفوضاً اليوم.

 

كيف تكون زيارة عون للسعودية ناجحة؟

ناصر شرارة/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 10 كانون الثاني 2017

تقدّم البيئات الصديقة للسعودية قراءةً خاصة لزيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للرياض، وتدرج عدداً من الدلالات التي يستخلصها الخليجيون من مجرّد أنّ عون حدّد العاصمة السعودية محطّته الأولى في إطلالته الخارجية. في نظر هؤلاء أنّ زيارة عون للسعودية، بغضّ النظر عن التفسيرات المتداولة في بيروت، تُشعِر الرياض بالرضى بمجرّد أنّها تحتلّ الرقم واحد في إطلالته الخارجية. اضافةً الى انّ هذه الزيارة، تَخدم موقع الرئيس سعد الحريري داخل الرياض، لأنّها تمنح صدقيةً أوّلية لرأيه في سجاله مع خصومه من داخل بيته، والذين هم ايضاً حلفاء السعودية، حول ما اذا كان وصول الأخير للرئاسة سيقوّي نفوذ ايران في لبنان على حساب السعودية. عنصر آخر، يجعل الخليجيين يشعرون بالرضى، وهو انّ عون ـ بحسب رأيِهم ـ لم يخضَع لتهويل اعلامي حذّره من مغبّة ان يبدأ جولاته الخارجية بالرياض، لأنّ ذلك سيعطي انطباعاً لايران وحلفائها بأنه لا يراعي موقعَ طهران في نزاع التوازنات الاقليمية.

وفي المحصّلة بات هناك ميلٌ اقوى في السعودية لتصديق مقولة «عون الإقليمي الوسطي»،حيث إنّ اصراره على «زيارتها اولا» يولّد داخل الرياض انطباعاً بأنّ عبارته «أنه ليس مرهوناً لأيّ محور» التي ابلغَها الى موفدي السعودية خلال زيارتهما له بعد فوزه بالرئاسة، لم تكن من باب المجاملة.

ومنذ التأكيد انّ عون حدّد السعودية أولَ بلد يزوره، انشغَلت بيئات صديقة للرياض بنقاش حول النتائج التي يجب ان تجنيَها الزيارة حتى تُعتبر ناجحة بامتياز، وتركّز السؤال عما اذا كان نجاحها مشروطاً حتماً، بتحقيقها إتمامَ صفقة «هبة الثلاثة مليارات دولار السعودية للجيش اللبناني»، ام أنّ هناك نتائج اخرى يعوّض تحصيلها استعصاءَ تحقيق هذا الامر حالياً، خصوصاً انّ اسباب تعثّر «الهبة» تعود لتعثّر المفاوضات السعودية ـ الفرنسية في شأنها، وليس لأيّ سبب يتّصل بموقف سعودي من لبنان.

تقول هذه المصادر إنّ السعودية لم تلغِ ملفّ هبة تسليح الجيش اللبناني، وإنّ المبلغ المخصّص لها لا يزال موجوداً ولم يتمّ تحويله ليُصرف على ايّ مشروع آخر، ولكنّ المشكلة هي انه بعد انتقال هذا الملف الى يد ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان، قرّر الاخير اعادةَ التفاوض عليه مع باريس، انطلاقاً من مبدأين اثنين:

الأول، إخضاع شراء الاسلحة لتطبيقات استراتيجية إصلاح وترشيد مجمل عمليات صرف الاموال في السعودية التي وضعها الامير محمد، ما جَعله يطالب بإعادة التفاوض على بنودها، اضافةً الى وجود صلة بين مفاوضات السعودية مع باريس على صفقة تسليح الجيش اللبناني وبين صفقةٍ اكبر يتمّ التفاوض عليها في الوقت نفسه بين الطرفين لتسليح الاسطول السعودي وتبلغ قيمتُها نحو 22 مليار دولار.

كلّ هذه المعطيات تجعل إتمامَ صفقة الثلاثة مليارات دولار، غيرَ ناضجة الآن، وتَجعل عون لا يراهن على اكثر من الحصول على تصريح سعودي بإعادة تفعيلها وتجديد الوعد بها ومكافأته بالتأشير الى استعداد الرياض لإحداث اختراقات محدّدة لانتشالها من الجمود الراهن.

ـ الثاني، يتعلق بموقف السعودية من دور شركة «اوداس» لتصدير الاسلحة الفرنسية (ملكيتها مشتركة بين القطاعين العام والخاص) والمعتمدة لدى الدولة الفرنسية لإدارة عملية إتمام صفقتي «الثلاثة مليارات دولار» لتسليح الجيش اللبناني والـ»22 مليار دولار» لتسليح الاسطول السعودي. فالرياض ضمن استراتيجيتها الجديدة للتفاوض مع باريس، ترفض شراءَ الاسلحة من «اوداس» وتصرّ على ان تتمّ المبيعات من دولة الى دولة، وليس من شركة الى شركة. وهو امر لم يتمّ التوصل الى حلّ له بعد.

ضمن الزيارة يوجد ايضاً قضية تعديل طرَأ على برنامج أول جولة خارجية لعون، إذ كان المقرر وفقَ النسخة الاولى للإعداد لهذه الجولة، ان تشملَ السعودية ثمّ قطر، فمصر، ولكن في المراجعات الاخيرة شُطب اسم مصر عن اللائحة.

المصادر المصرية اكّدت لـ«الجمهورية» انّ ما حصَل سببُه «تضارب في التوقيتات» (نص التعبير المعتمد في الخارجية المصرية) مع اضافة تعبير آخر يفيد «انّ مصر ترغب في أن يخصّها الرئيس اللبناني بزيارة مستقلة وليس ضمن جولة».

تَجدر الاشارة في هذا المجال الى انّ جهات صديقة للمحور السوري، كانت قد رأت في اشتمال جولة عون الخارجية الاولى على مصر، من شأنها ان تخفّف ثقلَ معنى السعودية الاقليمي في هذه الجولة، وتقيم توازناً في داخلها بين المحورين الاقليميين المتخاصمين في سوريا.

وليس معروفاً حالياً ما إذا كان استبعاد مصر من هذه الجولة هو لأسباب تَضارب التوقيتات او لرغبة مصر في ان يخصّها عون بزيارة خاصة، أم أنّ مخطِطي الزيارة في قصر بعبدا وجدوا مصلحةً في إبقاء زخم الزيارة منصبّاً على السعودية وقطر، أملاً في أن تحقّق افضلَ النتائج الاقتصادية للبنان، وخصوصا على مستوى استعادة السائح الخليجي الذي تؤكد المعلومات انّ بعض دوله رفعَت أخيراً اجراءات كانت اتّخذتها في مطاراتها تَمنع سفر مواطنيها الى لبنان.

وتقول مصادر مطلعة إنّ عون في جولته الاولى يعطي المصالحَ الاقتصادية اللبنانية اولويةً على السياسة، بينما في جولته الثانية المرتقَب ان تشمل مصر وإيران، سيعطي العاملين السياسي والاقتصادي مرتبةً متوازية.

فزيارته لمصر تحقّق له استعادةَ توازنِه الوسَطي الاقليمي بين طهران والرياض، أمّا زيارته لإيران فتؤمّن له تنويعَ مصادر دعم الاقتصاد اللبناني عبر جعلِ السلة الاقتصادية اللبنانية منفتحةً على اكبر اقتصادَين في المنطقة، إيران والسعودية.

 

التفاهم الروسي ـ التركي على صفيح «الباب» الساخن؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 10 كانون الثاني 2017

تجمع التقارير الديبلوماسية الواردة من موسكو وأنقرة وطهران وواشنطن على أنّ التفاهم التركي - الروسي على وقف النار في سوريا بدا يطفو على صفيح ساخن نتيجة خلافات إستراتيجية بين حلفائهما تهدّده شكلاً ومضموناً. وما يزيد من المخاطر أنّ ولادة جنينه الأول في «أستانة ـ1» سيكون قبل فهم موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب النهائي قبيل تسلّم مهماته. كيف ولماذا؟ على وقع الثقة التي عبّر عنها الوسيط الأممي لدى سوريا ستيفان دوميستورا بقدرة روسيا وتركيا على إنجاح الهدنة التي تمّ التوصل اليها أواخر العام المنصرم توقفت مراجع ديبلوماسية وعسكرية تواكب تطورات الأزمة السورية عند اعترافات الطرفين وإقرارهما بخرق حلفائهما الهدنة. ولذلك بقي الضجيج قائماً على مستويات عدة وتزايدت المواقف التصعيدية ومعها الإتهامات بين اطراف النزاع بخرق وقف النار على جبهات عدة.

فوزارة الدفاع الروسية ولدى إحصائها الخروق الأمنية في تقارير «غرفة حميميم» لم توفّر إشاراتها الى خروق النظام وحلفائه للنار في بعض المواقع الى جانب اتهاماتها المباشرة للفصائل السورية المعارِضة ولا سيما منها تلك التي وضعتها على لائحة المنظمات الإرهابية.

وزاد من خطورتها اعتراف الرئيس السوري بشار الأسد قبل ايام امام وفد من نواب الجمعية الوطنية الفرنسية بأنّ قواته العسكرية قد تكون أخطأت في بعض العمليات العسكرية، معبّراً عن اسفه بسبب تجاوزها لما هو مسموح به من استخدام للقوة. وفي الوقت الذي تجاهلت القيادة الروسية العملية العسكرية التركية المتمادية في «مدينة الباب» بسبب دعمها السياسي والعسكري لهذه العملية متجاهلة موقفَي حليفَيها السوري والإيراني معاً، فقد تبادل شريكاها الإيراني والتركي الإتهامات المباشرة.

فإيران وجّهت في مناسبات عدة اتهامها المباشر لأنقرة وصعّدت من خطابها ضدها معتبرة أنّ ممارساتها ومواقفها غير البنّاءة تقودها الى المطالبة بالتزام تعهّداتها وفق «إعلان موسكو» الذي بُني على اساسه وقف النار الثنائي التركي ـ الروسي.

وفي المقابل لم توفّر تركيا مناسبة لتوجيه انتقاداتها اللاذعة للقيادة الإيرانية. فوجّهت اليها الإتهام المباشر على أعلى مستوى وجاءت تصريحات وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو تشير بلغة التهديد الى الدور الإيراني وحزب الله في الاشتباكات والغارات الجوّية على منطقة وادي بردى قرب دمشق وعلى جبهات أخرى في الشمال السوري. ولذلك فقد دعا طهران بصفتها «الداعمة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد و«حزب الله» إلى «القيام بما يمليه عليهما ضمانهما لاتفاق وقف النار، وعليهما إظهار ثقلهما والضغط على الميليشيات الشيعية والنظام السوري».

وانتهى الى القول إنّ ذلك يهدّد «مفاوضات أستانة» التي قد تتعثّر إذا «لم تتوقّف الخروق المتزايدة» لوقف النار الساري منذ ليل آخر خميس من الشهر الماضي.

وأمام هذه الفسيفساء الديبلوماسية والعسكرية الملغومة التي تعوم على صفيح الخلافات البينية بين حلفاء طرفي وقف النار تتوقف المراجع الديبلوماسية والعسكرية عند مخاطر الوضع الناشئ، وتشير الى أنّ الوضع القائم في سوريا منذ بداية السنة الجارية وتحديداً منذ التفاهم الثنائي على قوف النار وقبل ذلك بأيام ينسف مضمون وأهمية الأماني التي بنى عليها الوسيط الأممي دوميستورا رهانه لتثبيت وقف النار. واعتبرت أّنّ كلام دوميستورا ليس في زمانه ولا في مكانه. ولذلك فإنّ هذه المراجع تجزم بأنّ التفاهم بدأ يترنّح جراء العمليات الواسعة الجارية في محيط العاصمة السورية رغم الإشارة الواضحة في «تفاهم موسكو» الى أنها من المناطق المشمولة بوقف النار أصلاً. كما أنها تعتبر خارج مناطق «داعش» و»النصرة» و»جبهة فتح الشام» المستثناة من أيّ تفاهم روسي ـ تركي لوقف النار على رغم ملاحظات أفرقاء آخرين تستثني «فتح الشام» من لائحة المنظمات الإرهابية المتوافق عليها. وبناءً على ما تقدّم تجزم المراجع الديبلوماسية في توقعاتها بأن لا يصمد وقف النار الى المرحلة التي ينطلق فيها البحث في الحلول السياسية المنتظرة من محادثات «أستانة 1» متى عقدت. وخصوصاً أنّ مؤشرات عدة توحي باستبعاد انعقادها في الموعد المحدد مبدئياً في الثاني والعشرين من الجاري. فالمجموعات المسلّحة المدعوّة نظرياً الى هذه المحادثات جمذدت مفاوضاتها منذ ايام عقب أحداث وادي بردى وريف دمشق في انتظار «أن يثبت النظام جدّيته بالتزام وقف النار» في وقت يبادلها النظام الموقف نفسه وللأسباب عينها. وعلى هذه الخلفيات يبدو للمراجع الديبلوماسية المعنيّة أنّ العقبات التي تحول دون انطلاق المفاوضات تزداد يوماً بعد يوم. فالدخول التركي بقواته العسكرية التي قدِّرت بسبعة آلاف جندي الى مدينة الباب قبل ايام تحت غطاء من القصف التركي والروسي تبدو الذريعة الأقوى لتأخير المفاوضات لسببين مهمّين أوّلهما رفض إيران وسوريا العملية التركية من أساسها، وإصرار أنقرة على حسم الموقف لمنع اقتراب القوات المدعومة إيرانيا الى المنطقة القريبة من حدودها. والى أن يُحسم الوضع لمصلحة الأتراك أو للنظام وإيران سيبقى وقف النار هشاً ومرفوعاً فوق «صفيح «الباب» الساخن»، وخصوصاً أنّ هناك مَن يعتقد أنّ ساعة الحسم مرهونة بلحظة تسلّم الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب مهماته في العشرين من الجاري. والى ذلك الحين فكلّ السيناريوهات مطروحة، وما علينا سوى الإنتظار؟!

 

«لا غالب ولا مغلوب» في المنطقة

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/الثلاثاء 10 كانون الثاني 2017

تتقاطع التقديرات والتوقعات التي سبقت زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للرياض والدوحة وتواكبها على التأكيد أنها ستحقق «نتائج مهمة» تفيد لبنان على مستوى استعادة دوره في محيطه في ظلّ الحراك الجاري على غير مستوى لتحقيق تسوياتٍ للأزمات الإقليمية المتفجّرة.

تكتسب زيارة عون للرياض والدوحة أهمية استثنائية ليس لأنها الزيارة الأولى التي يقوم بها بعد انتخابه رئيساً للجمهورية في 31 تشرين الأول 2016، وليس فقط بسبب الملفات العالقة بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي، وتحديداً المملكة العربية السعودية وقطر، على أهمية هذه الملفات، بدءاً من ملف الهبة السعودية الى ملف رفع الحظر عن زيارة مواطني الخليج للبنان الى قضايا أمنية مشترَكة. وإنما المهم في هذه الزيارة هو أنها تكرّس استقلالية القرار السياسي والرئاسي اللبناني، وبالتالي تسمح للبنان بأن يستعيد دوره في تنقية الأجواء العربية والإقليمية، وأن يُسخّر كلّ علاقاته لخدمة سيادته وأمنه واستقراره وتنميته.

وبالتأكيد، يدرك المراقبون، أنّ اختيار عون للرياض والدوحة محطتين أُولَيَين في زياراته الخارجية، ما كان ممكناً له أن يتمّ بهذه السلاسة ومن دون اعتراض أيّ جهة لبنانية أو إقليمية معنية بالشأن اللبناني، وبالتالي فهو رسالة إيجابية من هذه الجهات التي بينها وبين الرياض اليوم أكثر من أزمة، وفي هذا المجال تشكل زيارة عون رسالة إيجابية من كلّ حلفائه المحلّيين والإقليميين الذين ساهموا في إيصاله الى الرئاسة الى دول الخليج، تشكل مع وساطات جارية من أكثر من طرف إقليمي (الجزائر) ودولي (روسيا والصين) مدخلاً الى مناخ جديد في العلاقات المتدهورة بين دول المنطقة، وتحديداً بين الرياض وطهران، وبين الرياض ودمشق. وبهذا المعنى فإنّ التطورات المتسارِعة التي شهدها لبنان منذ انتخاب عون الى تكليف الرئيس سعد الحريري، الى تشكيل الحكومة ونيلها الثقة في فترة قياسية، ما كان ممكناً لها أن تتم لولا وجود مناخ تسوية كبرى يتجسّد في لبنان، بل وينطلق منه الى عموم المنطقة بأسرها.

يدرك المراقبون أنّ لبنان لا يمكن له أن يحلّ مكان أطراف اقليمية ودولية كبرى في إنجاح وساطة بين أطراف موغلة في النزاع الدموي بين بعضها البعض، ولكنه يستطيع بحكم وزنه المعنوي والثقافي وتنوّعه الاجتماعي أن يكون جسراً يسهّل مرور الوساطات فوقه من ضفة النزاع المُحتدم الى ضفة التفاهم المُنسجم.

وما يساعد لبنان في إنجاز هذا الدور، دور إيصال رسالة لا تحقيق وساطة، هو المتغيّرات المتلاحقة على مستوى الاقليم والمنطقة، فالجميع بات متعَباً من «حفلة» النزاع المتواصلة منذ 6 أعوام في المنطقة. وبالتالي الجميع مستعد لأن يمدّ يده الى الآخر مع حفظ ماء وجهه، وهو أمر يعرف اللبنانيون أكثر من غيرهم كيف يؤدّون دورهم في هذا المجال.

ولعلّ السيولة المدهشة في العلاقات الدولية والإقليمية وانتقال هذا الطرف من هذا الموقع الى الموقع الآخر، هو أمر يساهم في توفير ظروف تسوية تشمل كلّ ملفات المنطقة وتُحفظ فيها كرامة الجميع وحصصهم، بحيث بات ممكناً القول إنّ شعار «لا غالب ولا مغلوب» الذي رفعه يوماً الرئيس الراحل صائب سلام لم يعد محصوراً بلبنان وحده، بل صار شعاراً قابلاً للتطبيق على مستوى المنطقة بأسرها. فهل تكون زيارات عون الخارجية الأولى خطوة في طريق تحقيق هذه التسويات الكبرى على مستوى المنطقة وملفاتها الساخنة؟ وهل يستطيع عون الذي أعطى الرياض والدوحة ورقة كبيرة حين اختارهما محطتين لأولى زياراته الى الخارج أن يكسب ثقة القيادتين السعودية والقطرية من أجل تحقيق «مهمة مستحيلة» كان تحقيقها يبدو أمراً في غاية الصعوبة؟ ما يرجّح كفّة التفاؤل في هذا المجال، هو أنّ كثيراً من التطورات التي حصلت في الأشهر القليلة الماضية كانت تبدو مستحيلة قبل عام أو عامين، وحتى لا نبالغ في التفاؤل فنُصاب بالخيبة، علينا أن ندرك أنّ زيارة عون تحمل موقفاً إيجابياً منه تجاه الرياض وقطر، ولكنها تحمل رسالة إيجابية ايضاً من حلفاء له ما زالوا يخوضون حروباً بين بعضهم البعض.

 

زيارة إراحة «هموم الداخل» وإزاحة «غيوم الخارج»

باسمة عطوي/المستقبل/10 كانون الثاني/17

لا شك أن اختيار الرئيس العماد ميشال عون زيارة المملكة العربية السعودية، كأول زيارة رسمية خارجية له منذ توليه سدة الرئاسة أمر له دلالات ورسائل داخلية وإقليمية، وبالتالي فهي ليست زيارة شكلية بل هي محاولة جدية لفتح صفحة جديدة بين لبنان والدول العربية، وهذا ما يسعى إليه الرئيس عون منذ استلامه سدة الرئاسة، أي إعادة تموضع لبنان دبلوماسيا تجاه بعض الملفات في المنطقة، وإعطائه شرعية إقليمية والاهتمام بمصالحه الاقتصادية العالقة منذ زمن في أزمة. في المقابل تجمع القوى السياسية في لبنان على أهمية هذه الزيارة، وإن كانت تفند مفاعيلها الايجابية من زوايا مختلفة، إذ يرى عضو كتلة «المستقبل» الوزير السابق نبيل دي فريج لـ«المستقبل»، أن «زيارة العماد عون إلى كل من المملكة العربية السعودية وقطر هي بداية لفتح صفحة جديدة، وللقول عفا الله عن ما مضى بعد الاخطاء التي أدت إلى توتر في العلاقة بين البلدين».

ويضيف:«آمل أن تنعكس هذه الزيارة إيجابيا على الإقتصاد اللبناني والاستثمارات الخليجية فيه، وعلى الهبة السعودية للجيش اللبناني والقطاع السياحي من خلال رفع حظر سفر الرعايا الخليجيين إلى لبنان». وينظر عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب آلان عون إلى أهمية الزيارة إنطلاقا من رمزيتها، ويقول لـ«المستقبل»: «لا بد من النظر إلى الزيارة من منطلق أنها تأتي بعد مرحلة علاقات ملبدة بالغيوم بين البلدين، نتيجة التطورات السياسية الداخلية والاقليمية، وبما يرمز الرئيس عون من ماض وتحالفات نسجها وتوافق سياسي أتى به رئيسا للجمهورية، وكل هذه العناصر سيكون لها إنعكاس إيجابي لناحية بناء علاقات جيدة ونقية بين البلدين مهما بلغت الاختلافات السياسية حول ملفات معينة». ويأمل عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب ميشال موسى لـ«المستقبل»، «بعد فترة طويلة من الانكماش في العلاقة بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي، أن تعيد زيارة الرئيس عون إلى السعودية العلاقة بين لبنان ودول الخليج،خصوصا أنها علاقات تاريخية وممتازة بين الطرفين وتفتح آفاق التعاون بينهما من جديد». من جهته يعتبر عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب فادي كرم لـ«المستقبل»، أن «زيارة الرئيس عون ترتدي أهمية كبرى وتاريخية بعد التباعد المؤسف الذي حصل بين لبنان والسعودية، والذي من الضروري معالجته لمصلحة الاقتصاد اللبناني والجيش ولمصلحة المملكة أيضا»، ويوافقه الرأي أمين السر العام في الحزب «التقدمي الاشتراكي» ظافر ناصر الذي يقول لـ«المستقبل: «علاقات لبنان مع المملكة هي علاقات راسخة منذ سنوات ويجب أن تستعيد بريقها خصوصا أن للمملكة دوراً كبيراً جداً في المحطات الهامة في لبنان، وأي زيارة يجب أن تصب في هذا الاتجاه على أمل أن يكون لبنان منفتحاً على العلاقات مع الدول العربية، وأن يكون حريصاً على التواصل معها ضمن إطار عام يمكّنه من لعب دور إيجابي عبر هذه العلاقات».

والسؤال الذي يطرح «هل يمكن أن يكون لهذه الزيارة مفاعيل إيجابية على الداخل اللبناني؟»، يجيب دي فريج: «الزيارة تريح الداخل بالتأكيد، ومن المهم من حيث مضمون الزيارة أن تعيد الثقة بين الطرفين ، وأعتقد أن الوفد الوزاري المرافق يمكنه أن ينجح بهذه المهمة لما لذلك من إنعكاس إيجابي على اللبنانيين المتواجدين في الخليج»، ويوافقه الرأي كرم قائلا: «المملكة كانت حريصة على علاقات طيبة مع جميع اللبنانيين، وأعتقد أن الامور ستكون أكثر إيجابية في الداخل اللبناني بعد هذه الزيارة». ويرى موسى أن «الزيارة ستخفف التشنج الداخلي على اعتبار أن المؤسسات الدستورية عادت لدورها الطبيعي على أمل أن يستكمل الامر من خلال إقرار قانون جديد للإنتخابات». ويلفت عون إلى أن «العلاقات بين لبنان والمملكة يجب أن تكون في حدود الصداقة والاحترام المتبادل دون التأثر بتنوع الآراء الداخلية اللبنانية حول ما يحصل إقليميا ودوليا». ويؤكد ناصر أن «إستعادة لبنان لعمل مؤسساته عبر تمتين علاقاته الخارجية بطريقة إيجابية يستكمل العملية اللبنانية الطبيعية ودورها مع الدول الاخرى ويعيد لها هيبتها في العلاقات الخارجية».

 

سامي الجميّل يتولّى شخصياً ملف الحوار مع حزب الله

عماد مرمل/الديار/ 9 كانون الثاني 2017

 برغم ان الحوار بين «حزب الله» و«حزب الكتائب» مستمر منذ فترة طويلة، بوتيرة متقطعة وعلى عدة مستويات، إلا انه يبدو حتى الآن غير قابل الصرف السياسي، بحيث لم يتمكن بعد من تحقيق خرق استراتيجي في المسائل الخلافية التي تُباعد بينهما.

 بهذا المعنى، فإن أقصى ما نجح الطرفان في تحقيقه هو إبقاء قناة التواصل مفتوحة، لتنظيم الخلاف او التعايش معه، الى حين ان يصبح ممكنا «تسييل» الحوار وترجمته الى نتائج ملموسة، في الوقت المناسب.

 تتعدد نقاط التباين بين حارة حريك والصيفي، لكن أعمقها يتعلق بسلاح المقاومة وبمشاركة «حزب الله» في القتال في سوريا. ولعل أكثر ما يزعج الحزب هو ان قيادة «الكتائب» تستخدم عبر المنابر لهجة حادة في التعبير عن موقفها الاعتراضي على احتفاظ المقاومة بسلاحها وانخراطها في الحرب السورية، من دون ان تراعي مقتضيات انجاح الحوار الذي يكون مستمرا في مكان آخر بين قياديين من الجانبين.

 وهناك في بيئة الحزب من أصبح يشعر بأن التواصل مع «الكتائب» يكاد يصبح من دون مبرر او جدوى، ما دامت الصيفي متمسكة بخطابها الهجومي الذي يستفز جمهور المقاومة، ولا يؤمّن المناخ الضروري لإنجاح الحوار، او أقله لانتاج بيئة حاضنة له.

 وما يستغربه البعض في «حزب الله» هو ان النائب سامي الجميل لا يزال يعتمد نبرة مرتفعة في مقاربة ملف السلاح، تحول دون تطوير الحوار الثنائي ودفعه الى الأمام، برغم ان الاحداث والتطورات تجاوزت السجال العبثي حول هذا الامر، وبالتالي يعتبر هذا البعض ان هناك وقائع داخلية واقليمية جديدة تتطلب تعاملا مختلفا معها، وترتيبا مغايرا للاولويات، من دون ان تلغي تلك الواقعية المفترضة حق الكتائبيين في التمسك بخياراتهم، إنما مع عدم تحويلها بالضرورة الى مادة سجال ساخنة مع الحزب.

 في المقابل، يفترض «الكتائب» ان النقاش المتقطع مع «حزب الله» لا يستوجب منه بالضرورة ان يبادر الى تعديلات في ثوابت خطابه السياسي، خصوصا ان هذا النقاش لم يصل بعد الى مراحل متقدمة تفرض مراجعة من هذا النوع، وبالتالي فهو يجب ان يبقى منسجما مع نفسه وقواعده، لا سيما ان ما يطرحه يندرج في سياق صلب قناعاته.

 ويسود في أروقة الصيفي اعتقاد بان «حزب الله» هو المُطالب بان يريح «الكتائب» في مكان ما، وان يرسل إشارات إيجابية حول استعداده للتعاون والتفاعل، أقله على مستوى بعض الملفات الخدماتية والاجتماعية الحيوية، ليتم تلقف تلك الاشارات والبناء عليها.

 وأغلب الظن، ان ربط النزاع حول قضية السلاح- اذا تم- سيسمح للجانبين بالتلاقي في مساحات داخلية غير مستثمرة، خصوصا في ما يتعلق بـ «مكافحة الفساد» التي تشكل واحدا من الشعارات المشتركة القليلة.

 ويروي وزير كتائبي سابق في هذا الاطار، انه لاحظ خلال توليه الوزارة وجود موظف مميز لجهة مواظبته على عمله وانضباط سلوكه، فلما سأل عن هويته، قيل له انه من المنتمين الى «حزب الله». ويضيف: هذه التجربة أكدت لي ان هناك امورا تجمعنا مع الحزب، ولو اختلفنا حول قضايا أساسية...

 وعلى قاعدة اعطاء فرصة إضافية لمسعى التفاهم، علمت «الديار» ان رئيس «الكتائب» النائب سامي الجميل قرر ان يتولى شخصيا ملف الحوار مع «حزب الله»، على ان يتحدد بعد عودته من الخارج، اطار التواصل الجديد الذي سيكون، هذه المرة، على أعلى مستوى، ما يؤشر الى رغبة الصيفي في رفع مستوى «التمثيل الدبلوماسي» لدى الضاحية.

 وكان الحوار بين الطرفين قد مرّ في عدة مراحل، فتولاه قبل سنوات النائب حسن فضل الله والقيادي الكتائبي سليم الصايغ، ليرسو في طبعته الاخيرة عند النائب حبيب فياض والوزير ايلي ماروني.

 ويؤكد أحد المقربين من الجميل ان لدى «الكتائب» ارادة صادقة في بناء علاقة إيجابية وجيدة مع «حزب الله»، لافتا الانتباه الى انه لا بد من ان يعود الحزب يوما من سوريا، «وهو سيبقى الاكثر تنظيما والاقوى حضورا في بيئته، ولذلك لا مفر في نهاية المطاف من ان يحصل تعاون وتفاهم بيننا».

وتلفت هذه الشخصة الانتباه الى ان من مصلحة الحزب ان يمد جسورا مع «الكتائب» وصولا الى عدم اختزال الساحة المسيحية بثنائي «التيار الحر»- «القوات اللبنانية»، تماما كما ان التنوع في الساحات الشيعية والسنية والدرزية هو ضروري ايضا.

وما يستوقف هذه الشخصية ان «القوات اللبنانية» التي كانت تسارع الى تخوين «الكتائب» عند انفتاحه على «حزب الله»، باتت هي الاشد حماسة في الوقت الحاضر لفتح نوافذ معراب على الضاحية. 

وتوضح ان «الكتائب» يتعامل بمرونة مع خيار اعتماد النسبية في الانتخابات النيابية، ولا مشكلة عنده في هذا المجال، «علما انه واثق في قدرته على إيصال كتلة وازنة الى مجلس النواب، ايا كان قانون الانتخاب».

 

هل أوقَفوا تقاسُم الجبنة؟

طوني عيسى/الجمهورية/9 كانون الثاني 2017

كلّ المؤشرات توحي بأنّ الماكينة التي أكلها الصدأ على مدى السنوات الأخيرة بدأت تتحرَّك مجدداً. كثيرون يعتبرون أنّ هذا كافٍ لعودة الدولة إلى الحياة، بتوافق الجميع. لكنّ هناك مَن يسأل: هل هو فعلاً توافقٌ على استعادة دولةٍ كانت مُصادَرة، أم هو حلقة أخرى من تقاسم مستمرّ للدولة ومواردها وخيراتها... بالتوافق؟

 بعد جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، المنتجة في ملفات النفط والاتصالات وسواهما، سُئل بعض الوزراء عن بعض الثغرات القانونية التي اعترت قراراتها وتمّ إمرارها لمجرّد أنّ هناك توافقاً عليها. وهنا دار الحديث خصوصاً عن الآلية التي إعتُمدت لإزاحة المهندس عبد المنعم يوسف من المنصبين اللذين كان يشغلهما في آن معاً. فتعيين البديلين لم يراعِ الأصول القانونية القاضية بالمرور عبر مجلس الخدمة المدنية. والمثير أنّ الرجل خرج من «الموقعين» من دون أن يفهم الناس شيئاً عن الحيثيات، وعمّا إذا كان السبب هو تجاوزات ارتكبها. وإذا كان الأمر كذلك، لماذا لم يُحَل ملفه إلى القضاء؟.

لم يكن أيّ من هؤلاء الوزراء قادراً على الإجابة على السؤال عمّا إذا كانت الحكومة ستغضّ النظر دائماً عن ثغرات مماثلة، وستعمّم الطريقة التي اعتمدتها لتبديل يوسف «من حواضر البيت» أم ستتمسّك بالأصول الدستورية والقانونية...

وفي تعبير آخر، لم يكن هؤلاء الوزراء قادرين على الإجابة: هل إنّ ذهنية إمرار القرارات بالمحاصصة هي التي ستتحكَّم بالحكومة في كلّ مرّة، لمجرد أن يكون هناك توافق حول ملف معيّن؟

أحد الوزراء قال: كنّا مضطرين إلى إقفال ملف يوسف بهذه الطريقة، لأنّ الأمر كان جزءاً من التسوية التي بها تمّ التوافق على انتخاب الرئيس ميشال عون وتأليف الحكومة الحريرية. لقد كان ذلك سابقاً لانطلاق العهد، وهو سيكون آخر المخالفات من مرحلةٍ سابقة وليس أوّل المخالفات من مرحلة آتية.

على رغم هذا الكلام، هناك حديث قوي في عدد من الأوساط: صحيح أنّ من غير المناسب استقبال القرارات المثمرة التي انطلق بها العهد بالتشكيك. ولكن من حقّ الناس الذين عاشوا تجارب كثيرة مماثلة في السابق أن يخافوا. فالفساد هو الطريق الأسهل و«الأربح» للجميع، خصوصاً إذا تمّ تحت عنوان التوافق والتقاسم. ولماذا يعذّبون أنفسهم بما هو أصعب وأقلّ ربحاً؟ المؤشرات التي أثارت هذه الأسئلة، بعد الجلسة، تنطلق من سرعة التوافق على الملفات الكبيرة العالقة منذ سنوات، كالنفط والاتصالات. فهل تعبِّر هذه السرعة عن إرادة حقيقية في تسهيل انطلاق الدولة أم عن واقع «القسمة» بالتراضي؟

وهل ما أثار النائب وليد جنبلاط هو فعلاً شعوره بأنّ أبطال هذه «القسمة» لم يحسبوا حسابه كما اعتادوا أن يفعلوا دائماً، لأنذ الرجل خسر دوره كـ«ثقّالة» يحتاج إليها كلّ راغب في ترجيح موقعه في اللعبة؟ الواضح هو أنّ المرحلة «دسمة» بالغنائم، ومن ملامحها استعادة كثير من المال الخليجي الضائع أو المهدور. وليس مستغرَباً أن تكون جولة عون الخارجية الأولى على السعودية وقطر، برضى الجميع. فالمال الخليجي حاجة للاستقرار الاقتصادي المطلوب، والذي سيُترجَم بترتيبات خلّاقة، من ملامحها خفض الفوائد على قروض مصرف الإسكان لتحريك السوق العقارية، خصوصاً إذا واكبت ذلك عودة المستثمرين الخليجيين.

هناك أسئلة كثيرة تتعلّق بملفات شائكة، وبعضها عمره عشرات السنين. فماذا عن الوقائع والمعلومات والوثائق الفضائحية التي رمى بها السياسيون الجالسون اليوم إلى طاولة مجلس الوزراء، بعضهم في وجه بعض، والتي تبيّن أنّ معظمها صحيح؟ هل سيحاسبون بعضهم بعضاً أم سيتغاضون عن الفضائح في اعتبارها أيضاً «جزءاً من مرحلة سابقة»؟ فماذا عن الكهرباء والسدود وتلزيمات الميكانيك والمرافق والمشاريع عموماً وأموال النازحين؟ وهذا السؤال يصبح أكثر إلحاحاً مع الاستعداد لدفعة التعيينات المرتقبة، والأهم مع التحضير لقانون الانتخاب.

في «التركيبة التوافقية» السائدة اليوم، ليس هناك حُكم ومعارضة، وليست هناك سلطة تشريعية وأخرى تنفيذية. كلّ المجلس النيابي موجود في مجلس الوزراء، وكلّ الحكومة موجودة في البرلمان. وليس هناك مَن يخبِّر عن المعارضة، باستثناء أقلية.

وبعدما خسر رئيس الجمهورية دور الآمر الناهي الذي كان له في نظام الجمهورية الأولى، جاء «الطائف» ليوزّع الأدوار على رئيسَي المجلس والحكومة أيضاً. وتوحي انطلاقة العهد اليوم بنوع من «الترويكا» المستعادة.

فالجميع يشارك في كلّ شيء. وإذا أنتجت الطبقة إياها قانون الانتخاب الذي يكرّس إقامتها سعيدةً لسنوات أخرى، فسيكون محكوماً على عهد عون أن يكون مثيلاً للعهود السابقة. وواقع «الخلطة» الحاكمة، «بالمَونة» و«التراضي»، تحت شعار التوافق ستكرِّس المشكلة، حيث لا أحد يحاسب أحداً، لا على الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل. وهنا التحدّي: هل يلتزم أصحاب الوعود بضرب الفساد أم يركبون الموجة كسواهم؟ الناس ينتظرون، قلوبهم على أيديهم، ومن حقهم أن يخافوا...

 

أزمة الصحافة اللبنانية هي أزمة سرد وخيال وبريد

وسام سعادة/القدس العربي/09 كانون الثاني/17

تأخّر «اكتشاف» اللبنانيين لموضوع «أزمة الصحافة المكتوبة» المطروح منذ أكثر من عقدين في بلد كفرنسا على سبيل المثال. وربّما يكون من غير الدقيق الحديث عن «اكتشاف اللبنانيين» لهذا الموضوع. هو موضوع يعني صحافيي لبنان وإعلامييه الآن، وليس بالضرورة «الرأي العام» اللبناني.

حين باشر الفرنسيون الحديث عن أزمة الصحافة المكتوبة، منذ أكثر من عقدين، وأفردوا لذلك الدراسات والكتب والمناظرات، فعلوا ذلك لأن تراجع حجم المبيع وعدد الإشتراكات ونسبة قراءة اليوميّات المدفوعة وانخفاض عائدات سوق الإعلانات أخذت تقلقهم. انشطر الرأي بينهم بين من تعامل معها كأزمة دوريّة، بل ليست الأولى، ولا بدّ من ازدهار بعد تلبية الشروط اللازمة لأجل ذلك، وبين من أخذ يتحدّث عن نهاية تدريجية للصحافة اليومية المكتوبة المدفوعة. جرى الإتفاق في نفس الوقت على أنّ أنماط مزاحمة هذا النوع من الصحافة متعدّدة، ليس فقط مواقع الإنترنت، بل أيضاً الصحافة المحلية بإزاء تلك الوطنية، والصحافة المجانية بإزاء تلك المدفوعة، ونظروا في الصحافة الأسبوعية والشهرية فرأوها لم تصب بنفس الأذى. لم تخرج الصحافة اليومية المكتوبة من أزمتها المزمنة في فرنسا بالنتيجة، لكنها لم تتعرّض للإنهيار كذلك الأمر، وقارب دعم الدولة لها، وللصحافيين، الملياري يورو في السنوات الأخيرة، وهو دعم يجد أصوله في حوافز بريدية للصحافة في حكومة «الإدارة» (الديركتوار)، في العام الرابع من الثورة الفرنسية.

أمّا الموضوع فلم ينتشر لبنانياً، إلا مع توالي أخبار تسريح عدد من الصحافيين والعاملين في الصحف في العام الأخير، وصولاً إلى إقفال إحداها، وانتشار الأقاويل الدراماتيكية حول مصائر الصحف الأخرى. الأزمة هنا من نوع آخر: فحجم المبيع لم يعن الصحف اللبنانية جديّاً منذ فترة طويلة. إرتكازها لم يكن عليه. وحجم الإشتراكات «العادية»، وليس إشتراكات «الدعم» السياسيّ لها، لم يكن أساسيّاً هو الآخر في أي يوم. أزمة السوق الإعلانية المرتبطة بالكساد والوضع المتردّي بشكل عام للإقتصاد اللبناني هي أكثر تأثيراً، لكن الموارد المالية للصحافة التعدّدية اللبنانية ترتبط بالدعم الخارجي، من طرف أنظمة وحكومات عربية متعدّدة، وما حدث أنّه بدل أن تتحوّل صحافة لبنان إلى «الحلبة الثقافية – الإعلامية» للمقارعة بين المحاور الإقليمية التي تنقسم هذه الصحافة بينها بشكل «إيمانيّ»، فإنّ حركة هذا الإنقسام الإقليميّ بدت مستغنية عن الإستثمار في هكذا حلبة، أو عن «زخم» هذا الإستثمار، في الفترة الحالية على الأقل.

مكمن الأزمة إذاً أنّ الأسباب المباشرة لإقفال الصحف وتسريح الصحافيين تغطي على أزمة محدودية رواج هذه الصحف من الأساس، وعدم إنتشار أيّ منها على كامل المساحة اللبنانية بشكل جديّ، ثم تراجع حجم المبيع بعد ذلك سنة بعد سنة، و»مداراة الذات» بأعداد المتصفّحين لهذه الصحف على الشبكة، ثم «الإغلاظ على الذات» بأنّ عصر المطبوع قد ولّى، وأنّ الكلمة الآن للإنترنت.

وإذا كانت الصحافة اليومية الوطنية المدفوعة في النموذج الفرنسي قد تعرّضت لمزاحمة الصحافة المحلية، أو المجانية، أو مواقع الإنترنت، ولم تحضر الأزمة بنفس القدر بالنسبة للمجلات والدوريّات، فإنّ الوضع اللبناني مختلف وبشدّة: انهيار المجلات والدوريّات، السياسية والثقافية، أوضح بكثير من انهيار اليوميات، والصحافة المحلية لم تظهر أساساً في أي إقليم من لبنان باستثناء طرابلس، ولم تفعّل فيها بالشكل الكافي بعد، أمّا الصحافة المطبوعة المجانية على الطريقة الغربية فلا نظير لبناني حقيقي لها، ومواقع الإنترنت الإعلامية اللبنانية يمكن أن تقيّم إيجاباً موقعاً أو اثنين منها، على الأكثر.

مبدأ الإحتكار الذي يحبس الإقتصاد اللبناني في زمرة من «الوكالات الحصرية» يجد امتداداً له في «حق الإمتياز» الذي يحصر عدد الصحف، ويمنع المنافسة، والصحف اللبنانية هي ضحية «إنعدام المنافسة» فيما بينها، وضحية «إنعدام المنافسة» بينها وبين غيرها من وسائل ووسائط، وليست أبداً ضحية منافسة من أيّ نوع. هي أيضاً «ضحية» انتشار نظرتين مبتذلتين شائعتين عن الصحافي: فإمّا هو «حالة ضميريّة نضاليّة تبشيرية أخلاقياً» عند البعض، وإمّا هو «متكسّب انتهازي مدفوع الأجر» عند البعض الآخر، بل أنّك ترى الكثيرين ينقلون صحافياً من هذه المنزلة إلى تلك حالما يختلفون معه في الرأي أو المقاربة.

المبالغة في وصف الصحافة «كرسالة» لا يفيدها، بل يبعث فيها الكسل والخمول، ويجعل منتهى الصحافيين «التنديد» بأوضاع يندّد بها كل الناس، من دون ميزة تفاضلية لهم، إلا اصطناع الوقار أو الجدّية، كما لو أنّهم مرجعية أخلاقية في المجتمع. كذلك الإشتراط المطلق بأن يكون الصحافي متجرّداً بالتمام عن الخط السياسي للمؤسسة التي يعمل فيها أو مضطراً للمناكفة مع هذا الخط طول الوقت لإثبات «براءته»، وان لم يكن كذلك فللتبشير بالخط بشكل محموم وهستيريّ، ومتجرّداً عن الإعتبارات المالية والحياتية المبرّرة لكل ما عداه من الخلق، ما هو إلا وصفة سافرة للتشنيع على كل الصحافة في بلدان العالم الثالث. من العبث تطلّب أن يلغي الصحافي «نمط الإنتاج الكولونيالي» بكليّته في بلده، أو أنّ ينقل البنية التحتية من ريعية إلى انتاجية، قبل أن يوظّف في جريدة، ويكتب فيها مقالته، والكتابة ليست حرفة «إمّا أبيض وإما أسود». الصحافي المثالي ليس أبداً الصحافي المثالي في الأفلام المصريّة.

أزمتان للصحافة اللبنانية إذاً، واحدة متصلة بوصول الشكل الحالي إلى لحظة أمكن لرعاته المزمنين الإستغناء عن قسم منه حتى الآن، وثانية متصلة بأنّها مستغنية عن «التنافس» من الأساس، ومستغنية عن روح المغامرة والطاقة على سردها، قبل كل شيء آخر..

روح المغامرة هي تلك التي تجدها في نموذج الصحافي «تينتان»، الشخصية المصورة التي أبدعها الرسام البلجيكي إرجيه، شخصية المراسل الذي يتنقل بين البلدان والحضارات متابعاً خيطاً ما، وإن كانت مفارقة «تينتان» كما صوّره إرجيه، أنّه مراسل يكاد لا يجد وقتاً للكتابة ولا يعرف «ديدلاين»!

«الريبورتاج» له قوامه في الصحافة المكتوبة، الذي يختلف عن الريبورتاج التلفزيوني، أو الإنترنتي، في أنّه نوع أدبي يكون أو لا يكون، وفي أنّه يتطلّب الحركة (المشي أولاً!)، وليس القعود والخمول. الصحافي غير المعتاد إلا على الفنادق الفخمة عندما يدعى إلى ندوات، أو يرافق السياسيين، هو حالة غير صحية، غير صحية بالمعنى البدني للكلمة قبل كل شيء. لا يمكن أن يكون كل صحافي أنثروبولوجي، لكن لا يمكن أن يكون المرء صحافياً من دون حدّ أدنى من الخبرة المعرفية والميدانية للتعامل الحي مع الثقافات المحليّة، وليس فقط مع «قضايا الناس» المعدّدة في كاتالوغات «المنظمات غير الحكومية»، الفاقدة للخيال، أو كنشرات سياحية ترويجية أو متثائبة.

والخيال هو ما جعل صحافيان مراسلان مثل ريشار كابوتشنسكي البولوني، وتيزيانو ترزاني الإيطالي، أديبان عظيمان أيضاً، أديبان فيما يكتبونه من ريبورتاجات، كابوتشنسكي عن الاطاحة بامبراطوري الحبشة وإيران مثلاً، وترزاني عن حروب الهند الصينية، وليس فقط في أعمال أدبية صرف موازية لنشاطهما الصحافي. لكن كيف السبيل لصحافة مكتوبة يكون فيها «كابوتشنسكي» العربي هو الذي ينال أعلى حظوة معنوية ومالية فيها، سواء كان مجال مراسلته محل السمانة قرب مقر الصحيفة، أو بلدة طرفية من لبنان، أو على خط التماس بين الكوريتين، وليس البيروقراطي الذي ينتظر انتهاء دوام عمله اليومي وراء الحاسوب ؟ (لا يعني هذا عدم الحاجة لفنيين وبيروقراطيين بطبيعة الحال، وحتى في هذا النطاق فالتجديد تحدي يومي).

هناك «جوع أنثروبولوجي» عميق لدى الناس، أعمق وأهم بكثير من «قضاياها الحياتية» المبرمجة في كاتالوغات المنظمات غير الحكومية والبرامج «التغييرية» التقليدية. أعمق وأهم بكثير من المبارزات الأخلاقية المتواصلة. ليس مطلوباً من الصحافي أن يكون «ضميراً». لم يكن كابوتشنسكي حالة «ضميرية». أبداً. كان حالة نهمة لإكتشاف البلدان، في اللحظات الحرجة والمشهدية، وكان حالة سردية تفهم «الفطرة الصحافية» في الإنسان، التي إسمها «الفضول»، والفضول ليس الإثارة، بل هو عكس الإثارة.. وعكس «الإسترسال الضميروي» الخامل!

ما تفتقده الصحافة اللبنانية، والعربية إجمالاً هو التصالح مع الفطرة الفضولية. ليس هناك، في العربية، من بالمستطاع مقارنته بكابوتشنسكي أو ترزاني. التجربة الوحيدة التي كانت رائدة في هذا المجال، وأعطت لفكرة «العروبة» مثلاً، رصيداً أكبر بكثير من كل الخطب والسياسات «القومية»، كانت تجربة «الاستطلاعات المصورة» التي تجوب أماكن عربية مختلفة وبعيدة التي زاولتها «مجلة العربي» الكويتية، خصوصاً في الفكرة التي كانت متبعة عن هذه الاستطلاعات من الستينيات حتى الثمانينيات. أمّا «الشغل الصحافي» على المناطق اللبنانيّة، فإنك تجده في «قلب لبنان» لأمين الريحاني أكثر مما تجده في التراث الصحافي لهذا البلد. وما يفتقده لبنان قبل كل شيء هو النسق القادر على إشاعة الصحافة: النظام البريدي. من الذي يملك صندوق بريد خاصا به في لبنان؟

قلّة قليلة ومحصورة جغرافياً كذلك الأمر. من دون نظام بريدي حقيقي يصبح من العبث التفكير في إصلاح الصحافة بقصد جعلها «منزلية»، فإن انعدمت الفضاءات العمومية كذلك الأمر، وشحّ الخيال وقلّ التجوال ونضب ما يقرأه الصحافيون (من مواد غير صحافية، في حين تراهم يتشاطرون على المتباريات بمسابقة ملكة الجمال من باب أن في جعبتهم أجوبة أسئلة على ما تُسأل الملكات!)، وصارت المهنة «قعوداً وراء حاسوب»، وبقي تملك الصحف متخلفاً عن أي تعدّدية مساهمة، وعن أي مأسسة، تصير الأزمة شاملة، ولا تقتصر على المطبوع، بل تشمل المطبوع والشبكي معاً.. على هامش الكارثة التلفزيونية بلا قعر.

 

العرب وسط الانقلابات

غسان شربل/الشرق الأوسط/09 كانون الثاني/17

يعيش العرب منذ سنوات وسط انقلابات متلاحقة. لا يستطيعون غضَّ الطرف عنها. إنَّها تدور على أرضهم أو حولها. وتمس أمنَ دولهم وشعوبها واستقرارها. ولا مبالغة في القول، إن الشرقَ الأوسط القديم قد ذهب إلى غير رجعة. وإنَّ النظام الإقليمي السابق انهار ولم يعد قابلاً للترميم. وواضح أنَّ المرحلة الحالية المكلفة هي مرحلة انتقالية. لكن من المبكر التكهن بالملامح التي سيكتسبها النظام الإقليمي الجديد، لأنَّ بعضها يتوقف على نتيجة ما تعيشه المنطقة من مواجهات وتجاذبات. شكَّلت الحرب السورية المفتوحة فرصة لكشف مشاريع انقلابية وتسهيل انطلاق أخرى، وتوفير الشروط لتغييرات كبرى في الخيارات والسياسات. كشفت الحرب السورية حجم البرنامج الانقلابي لإيران. برنامج يرمي إلى تحويل إيران دولة كبرى محلية، في إقليم يبقى العالم معنيًّا بتوازناته وثرواته، على الرغم من تزايد الكلام عن تراجع أهميته.

تمسُّك إيران بالبرنامج الانقلابي الكبير، تجلَّى بوضوح من خلال رفضها أي تغيير في الحلقة السورية من هذا البرنامج. ففي بداية المواجهات المسلحة في سوريا، أبلغ المرشد الإيراني، علي خامنئي، زائرًا عربيًا، موقفًا قاطعًا مفادُه «تكون سوريا كما كانت أو لن تكون لأحد»..

حاولت إيران أيضًا دفع برنامجها إلى مرحلة أوسع وأشمل. سعت إلى إضافة الحلقة اليمنية إلى ما تعتبره فتوحاتها في الإقليم، خصوصًا بعدما تعذر عليها إحداث ثغرة عبر البحرين في برنامجها لتطويق السعودية. وفي إطار ردع محاولة التطويق هذه، يمكن فهم الردّ السعودي على الحلقة الحوثية من برنامج التطويق الإيراني. تعاملت إيران مع الحرب في سوريا بوصفها قصة حياة أو موت لبرنامجها الذي يرمي إلى توفير ممر مضمون عبر العراق وسوريا، وصولا إلى المرابطة على شاطئ المتوسط عبر لبنان. ولا غرابة أن يثيرَ مشروع الانقلاب الإيراني المخاوف، ذلك أنه يطيح بتوازنات تاريخية بين المكونات الأساسية في الإقليم، خصوصًا بعدما تمكنت الرياح الإيرانية من التسلل إلى داخل النسيج الوطني في أكثر من دولة. وعثرت طهران على فرصتها الذهبية، حين لم ترفق الدول الكبرى اتفاقها النووي مع إيران بأي شروط تقيّد استمرارها في الانقلاب الإقليمي، الذي عاودته بنشاط بعد سقوط نظام صدام حسين.

وفّرت المأساة السورية للقيصر الروسي فرصة تنفيذ انقلاب واضح على التوازنات الدولية التي قامت غداةَ انتحار الاتحاد السوفياتي. أفاد فلاديمير بوتين إلى أقصى حدّ من الميول الانسحابية لدى باراك أوباما وخشيته من التورط في الجمر السوري. تدخلت روسيا عسكريًا وقلبت مسار الحرب السورية. رفعت شعار مكافحة الإرهاب، لكنها سدّدت، عمليًا، ضرباتٍ قاصمة إلى أحلام المعارضة السورية المعتدلة. من القرم إلى أوكرانيا، ووصولاً إلى سوريا، بعثت روسيا برسالة مفادها أن عصر القطب الوحيد قد انتهى ومعه زمن الثورات الملونة. بدت أميركا مبتعدةً، وبدت أوروبا كمن ينوء تحت أعباء قوافل المهاجرين وتصاعد أصوات الراغبين في القفز من القطار الأوروبي.

التقى الانقلابان الروسي والإيراني على الأرض السورية والعربية. لا يمكن الحديث عن تطابق أهداف الانقلابين، لكن من التسرع الاعتقاد أن التباينَ حول الحل السياسي في سوريا ومستقبل نظامها سيقود حتمًا إلى افتراق أو تصادم. وجدت تركيا نفسها على خط التماس مع الانقلابيْن الروسي والإيراني في سوريا. ساهمت سياسة أوباما الكردية، ومعها ضعف الروح الأطلسية، في إقناع رجب طيب إردوغان بطيِّ صفحة الاحتكاكات مع القيصر، والانتقال إلى مرحلة التفاهمات، والرقص معه فوق المسرح السوري. مرارات ما بعد محاولة الانقلاب التركية ضاعفت ميل الرئيس التركي إلى الذهاب أبعدَ في التطبيع والتعاون مع روسيا وإيران والعراق. سقوط حلب ومعارك الباب ومنع أكراد سوريا من وصل أجزاء «إقليمهم» يمكن أن تفهم في ظل هذه الصورة المعقدة. والسؤال الذي يُطرحُ اليوم هو: هل تواصل أنقرة ابتعادها التدريجي عن أميركا وأوروبا لتقترب أكثر من روسيا و«الحقائق الجديدة» في المنطقة، أم أنها تنتظر خيارات إدارة دونالد ترامب في التعاطي مع الانقلابين الروسي والإيراني؟ ولا شك أنَّ أي يأس من العودة الأميركية الفعلية إلى ملفات المنطقة، سيجعل من التغييرات التركية شيئًا يشبه الانقلاب الثالث في الإقليم. ذكرتني زيارة رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، قبل يومين، إلى بغداد، بكلام سمعته فيها قبل سنوات، من الدكتور أحمد الجلبي. قال إن الشرق الأوسط يتَّجه إلى تغييرات كبرى لا تصلح الحسابات القديمة في قراءتها أو اتقائها. مضيفًا: «ضع إيران ومعها العراق. وأضف إليهما سوريا ولبنان. كتلة سكانية ونفط وغاز وموقع استراتيجي. إذا نجحت في إقناع تركيا بالانضمام إلى هذا التجمع، ولو اقتصاديًا، ستكتشف روسيا أن من مصلحتها توثيق علاقاتها مع تجمع بهذا الحجم. واضح أن أميركا ترغب في الابتعاد». يراقب العربي الانقلابات والتحولات ويسأل عن موقع العرب في الإقليم. لا شك أن أصحاب الانقلابات ينتظرون وصول ترامب لمعرفة ما إذا كانت أميركا في وارد ضبط الانقلابات أو لجمِ حدودها. ولا شك أن أيَّ قبول أميركي بالتوقيع على نتائج الانقلابات سيضاعف مسؤولية العرب في إعداد أنفسهم للدفاع عن أمنهم واستقرارهم وموقعهم.

 

موت رفسنجاني.. نهاية فرصة إصلاح النظام الإيراني من الداخل

علي الأمين/العرب/10 كانون الثاني/17

كان يسمّى ثعلب السياسة الإيرانية، هو سليل عائلة من ملاكي الأراضي ومن كبار تجار الفستق في إيران. الشيخ علي أكبر هاشمي رفسنجاني الذي توفي هذه الأيام عن عمر يناهز الـ83 عاما، هو أحد أبرز رموز الثورة الإيرانية الذين دشنوا معظم المواقع القيادية السياسية والدستورية منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إثر إسقاط نظام الشاه في العام 1979. فقد ترأس في العام 1980 رئاسة مجلس الشورى الإيراني لدورتين متتاليتين حتى العام 1988، وكان له الدور الأبرز في إيصال رئيس الجمهورية السابق علي خامنئي إلى موقع مرشد الدولة الإيرانية بعد رحيل قائد الثورة روح الله الخميني عام 1988.

ذلك أن تولي منصب المرشد من قبل خامنئي في ذلك الوقت كان محل تشكيك بأهليته، باعتبار أنّ شروط الاجتهاد والمرجعية الدينية لم تكن متوفرة في خامنئي، لذا وتفاديا للاصطدام مع المؤسسة الدينية جرى إيجاد تخريجة كان رفسنجاني أحد مخترعيها، تقضي بأنّ خامنئي هو مرجع لخارج إيران ولا يتقدم على المراجع الكبار في المؤسسة الدينية في قم المقدسة وإيران عموما. الشيخ رفسنجاني إلى جانب علي خامنئي، شكلا الثابت الوحيد في السلطة الإيرانية منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية إلى يومنا هذا، ورغم معركة تحجيم رفسنجاني منذ ما بعد الثورة الخضراء من قبل خامنئي والحرس الثوري، إلاّ أنّ رفسنجاني بقي شخصية محورية يصعب عزلها أو فرض الإقامة الجبرية عليها، كما حصل مع رمز الثورة الخضراء مير حسين موسوي والرئيس السابق محمد خاتمي أو رئيس مجلس الشورى السابق مهدي كروبي، وغيرهم من رفاق الثورة في زمن الخميني.

الشيخ رفسنجاني ترأس الجمهورية الإيرانية في دورتين متتاليتين، من العام 1988 إلى العام 1997، وتعود إليه إدارة عملية الانفتاح على دول الخليج العربي، وهو أوّل رئيس إيراني يزور المملكة العربية السعودية في مطلع التسعينات من القرن الماضي.

مع رئاسة رفسنجاني، التي جاءت في أعقاب نهاية الحرب العراقية-الإيرانية، أدار الرئيس مرحلة إعادة البناء ما بعد الحرب، وكان رمز مرحلة الانفتاح على الغرب ومن الذين وضعوا اللبنات الأولى لفتح قنوات الاتصال مع الولايات المتحدة الأميركية، وهو أكثر رئيس إلى جانب خلفه محمد خاتمي قام بزيارات إلى الخارج ولا سيما الدول الغربية، وفي أيامه برز عنوان لم يزل قائما وهو الصراع بين الدولة والثورة، ورفسنجاني كان رمزا للدولة في إيران.

وبسبب دوره ونفوذه في المعادلة الإيرانية الداخلية، لم يخرج رفسنجاني من موقع الرئاسة الإيرانية بعدما استنفد الولايتين، إلى خارج السلطة، بل تمّ استحداث موقع جديد ليشغله بعد الرئاسة، فتولّى رئاسة تشخيص مصلحة النظام، والتي فرضته طرفا في معادلة السلطة الإيرانية.

لكنّ رفسنجاني، رغم جذوره العميقة في الدولة الإيرانية، ظلّ طرفا داعما ومبادرا إلى بثّ روح الإصلاح في نظام الجمهورية الإسلامية، في المقابل كان خامنئي، الذي وصل إلى موقع المرشد والقائد بدعمه ورعايته، يهيّئ بعد سنوات من ترسيخ سلطته لنسج تحالف مع الحرس الثوري، ممهدا بذلك لانقلابه على رفسنجاني، وهو تحالف موضوعي تلاقى عليه الطرفان لإدراكهما أنّ أيّ عملية إصلاحية في النظام السياسي الإيراني وأيّ نزوع نحو تعزيز الديمقراطية، يفرضان تقليصا لصلاحيات المرشد المطلقة من جهة، والحدّ من صلاحيات وسلطات مؤسسة الحرس الثوري التي نمت على حساب الجيش وتحكّمت في الاقتصاد من خلال سيطرتها على مؤسسات الاقتصاد الكبرى من جهة ثانية.

المرشد والحرس الثوري، تكاملا في استكمال السيطرة على كل السلطة في إيران، ونجحا في قمع كل مظاهر الاعتراض والمعارضة في إيران إلى حدّ قمع رموز المعارضة وسجنهم بالإقامة الجبرية.

لكن رفسنجاني، الذي تراجع نفوذه بقي عصيّا على السلطة الإيرانية، تعرض لضغوط وساوم السلطة من دون أن يذهب إلى إعلان الولاء لخامنئي، وظلّ بين الحين والآخر يوجّه رسائل للإيرانيين تحمل موقف عدم الرضا على العديد من السياسات، فهو من أبرز المعترضين على تورط إيران في سوريا، وأعرب في أكثر من مناسبة خلال سنوات الثورة السورية عن موقفه المعترض على دعم القيادة الإيرانية لنظام الرئيس بشار الأسد على حساب خيارات الشعب السوري. ووجه أكثر من رسالة اعتراض على الاعتماد على الحرس الثوري في بناء علاقات إيران الخارجية والتورط في العداء مع المحيط العربي والإسلامي.

وعلى الرغم من تقدمه في السنّ بقي الإيرانيون يراهنون على الدور الإصلاحي لرفسنجاني، فهو إلى جانب كونه داعية إصلاح على مستوى إدارة السلطة وترسيخ مفهوم الدولة في إيران، كان يعتبر من أبرز الذين دعوا إلى تقييد صلاحية المرشد، في سبيل إطلاق حيوية ديمقراطية في إيران تعيد الاعتبار للمؤسسات الدستورية الإيرانية المنتخبة من الشعب، والتي تفقد بحكم نظام ولاية الفقيه أي قدرة على اتخاذ القرار من خارج سلطة ولي الفقيه.

فإيران التي توجد بها مجالس منتخبة، الحاكم المطلق الصلاحية فيها هو ولي الفقيه، من هنا كان اقتراحه قبل سنوات بأن يتشكل في منصب ولي الفقيه مجلس فقهاء من ثلاثة أعضاء، الهدف منه أن يشكل مرحلة انتقالية تمهد لتعزيز الدور الإرشادي بديلا عن السلطة المباشرة والواسعة التي يتولاها مرشد الثورة، والتي وصلت إلى الحدّ الذي أعلن فيه خامنئي صراحة عن تأييد ودعم ترشيح الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية في العام 2009، وهي المرة الأولى التي يخرج فيها خامنئي ليخوض معركة مرشح الرئاسة، فاقدا لدور الحياد المفترض على هذا الصعيد.

بغياب رفسنجاني يمكن القول إنّ حبل الإصلاح في النظام الإيراني انقطع. الحبل الذي كان يربط بين مبادئ الثورة الإسلامية وبين فرص الانتقال إلى دولة حديثة، أي الإصلاح من داخل التجربة. وبرحيل رفسنجاني الذي كان يحافظ من جهة على استمرار علاقته مع السلطة الأيديولوجية في إيران رغم توتّرها، ومن جهة ثانية يحافظ على بث خطاب إصلاحي وتشجيع الإصلاحيين على التغيير تحت مظلة الثورة انتهت هذه الفرصة، ذلك أنّ رفسنجاني كان يحظى بما يسمّى الشرعية الثورية باعتباره من رموزها، ويمتلك تجربة على مستوى الحكم تؤهله للخوض في الإصلاح من دون التشكيك في شرعيته الثورية والشعبية.

بعد رفسنجاني تتجه العملية السياسية في إيران إلى المزيد من الشرخ بين الأيديولوجيا الدينية التي يبشّر بها الولي الفقيه والحرس الثوري، وبين نزعات صلاحية باتت تفقد الأمل في إصلاح من داخل النظام. رفسنجاني كان فرصة للانفتاح على المحيط العربي. مع رحيل رفسجاني يستطيع مرشد الثورة والحرس الثوري التحضير لخلافة خامنئي من دون أي قلق كان رفسنجاني يسببه. بعد رفسنجاني بات الخيار بين حدّين حدّ إسقاط النظام الأيديولوجي في إيران أو بقائه مع ترسيخ الأحادية الحاكمة للدولة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

رئيس مؤسسة العرفان من معراب: جعجع ومن حوله سيشكلون جزءا من صمام الأمان للبنان

الإثنين 09 كانون الثاني 2017 /وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، رئيس مؤسسة "العرفان" الشيخ علي زين الدين يرافقه الشيخان راجح عبد الخالق وحمزة قوقاش، في حضور الخبير المصرفي والمالي انطوان سعادة. عقب اللقاء، قال زين الدين: "ما يربطنا مع الدكتور جعجع هو رابط تاريخي وصداقة ومحبة، ونحن نكن له كل الاحترام والتقدير لما يملكه من بعد نظر ورؤية وشجاعة وصلابة في المواقف". أضاف: "أملنا كبير جدا بأن الأوضاع في البلد سوف تسير نحو التحسن، ونحن نؤكد ان الدكتور جعجع ومن حوله سيشكلون جزءا من صمام الأمان للبنان في المستقبل".

 

الحريري استقبل وفدا برلمانيا فرنسيا واتحاد العائلات البيروتية: زيارة عون للسعودية خطوة مهمة في المسار العربي الصحيح

الإثنين 09 كانون الثاني 2017 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، مساء اليوم، في السراي الحكومي اتحاد العائلات البيروتية برئاسة رئيس الاتحاد الدكتور فوزي زيدان، الذي هنأ الرئيس الحريري على تشكيل الحكومة، وتطرق إلى الوضع السياسي العام ومطالب مدينة بيروت.

وتحدث الرئيس الحريري أمام الوفد فقال: "المبادرة التي قمنا بها كانت لإنهاء الانقسام السياسي وإنقاذ البلد مما كان يتخبط فيه. وكما تلاحظون، بالحوار والتفاهم أنهينا الانقسام واستطعنا انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتأليف حكومة، وانطلقت مسيرة الدولة من جديد، وعاد انتظام عمل المؤسسات، ونحن حريصون على انتهاج سياسة الحوار والانفتاح والتقارب لحل كل المشاكل التي تعترضنا، وسنبذل ما في وسعنا لإعادة ثقة المواطن بالدولة. كما تعلمون، فإن المنطقة تمر بظروف صعبة، وقد استطعنا بحمد الله تحييد لبنان عن التوترات والحروب الدائرة في الجوار، وسنستمر في هذه السياسة لإبقاء لبنان بمعزل عن الحرائق التي تحيط بنا". أضاف: "لقد باشرنا سلسلة لقاءات واجتماعات متواصلة مع مختلف المسؤولين والمعنيين لإعادة تحريك الوضع الاقتصادي وتنشيط الدورة الاقتصادية والاهتمام بملفات وقضايا ومشاكل المواطنين وحاجاتهم الضرورية، وفي اعتقادنا، فإن الاستقرار السياسي عامل أساسي في تحقيق الاستقرار الأمني وتطوير الاقتصاد وخلق فرص عمل للشباب". وتابع: "اليوم، بدأت زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للمملكة العربية السعودية، ونحن نعتبرها خطوة مهمة في المسار العربي الصحيح لإعادة علاقات لبنان مع المملكة ودول الخليج إلى سابق عهدها". وعلى صعيد قانون الانتخاب، قال الرئيس الحريري: "كما قلت في السابق، فإننا في صدد البحث مع كل الأطراف السياسية لوضع قانون انتخابات جديد، ونحن مصرون على أن تكون هناك كوتا معينة لتمثيل المرأة". وتطرق الحريري إلى مطالب الاتحاد في ما يخص العاصمة وقال: "سنأخذ في الاعتبار تمثيل الكفاءات البيروتية في الوظائف بالإدارات العامة، على غرار ما تم في وزارة الاتصالات، ونحن على اطلاع على معاناة أهالي العاصمة، من مشاكل الكهرباء والنفايات ومياه الشفه والصرف الصحي وازدحام السير وغيرها، وقد وضعنا هذه الملفات في أولويات اهتماماتنا، إن كان على صعيد بلدية بيروت التي باشرت بالفعل مقاربة هذه الملفات والمشاكل ووضع الدراسات اللازمة لها، أو على صعيد الحكومة، فإننا على استعداد لمواكبة إقرار كل هذه المشاريع في مجلس الوزراء. وقد أبلغت هذا الأمر منذ أيام إلى رئيس المجلس البلدي وأعضاء البلدية وطلبت منهم العمل والتحرك بسرعة لإنجاز هذه الملفات، وأبلغتهم كذلك بضرورة أن يشمل عمل البلدية كل أنحاء ومناطق العاصمة من دون استثناء، واعدا بمتابعة هذه المطالب شخصيا".

زيدان

بعد اللقاء، أدلى زيدان بالتصريح الآتي: "تشرفت وزملائي أعضاء الهيئة الإدارية لاتحاد جمعيات العائلات البيروتية بلقاء دولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد رفيق الحريري، حيث قدمنا إليه، باسمنا وباسم عائلات الاتحاد وأهل بيروت، التهاني القلبية بالعام الجديد وبتأليف حكومته، حكومة إعادة الثقة، التي كانت باكورة أعمالها إقرار مراسيم اقتصادية وتعيينات إدارية مهمة، سيكون لها مردود إيجابي على الاقتصاد الوطني. وتمنينا لدولته التوفيق في معالجة الملفات الحياتية المتراكمة، والنجاح في المهمات الجسيمة الملقاة على عاتقه". أضاف: "تداولنا مع دولته في عدد من القضايا الوطنية والبيروتية، وخصوصا قانون الانتخاب، وما تعانيه العاصمة من أزمات خدماتية واجتماعية وبيئية، والغبن اللاحق بأهلها في مراكز الدولة، وخصوصا في مراكز الفئة الأولى، وتمنينا عليه، إيلاء قضايا العاصمة التي يقيم فيها ويتعامل معها حوالى نصف سكان لبنان من كل المناطق والطوائف والمذاهب، اهتماماته القصوى".

وتابع: "قدم إلينا دولته شرحا مستفيضا بالمشاريع التي يخطط لها مجلس بلدية بيروت، بتوجيه ومتابعة منه، وتتناول ملفات السير والنفايات والكهرباء والمياه، والتي ستبدأ نتائجها تظهر إلى العلن في القريب. أما في شأن قانون الانتخاب، فأعلن أنه مع قانون انتخاب مختلط يؤمن إلى حد كبير صحة التمثيل لكل المكونات اللبنانية، وأن العمل جار على إعداد مثل هذا القانون. أما في خصوص التعيينات المرتقبة فإنه سيكون للبيارتة نصيب وافر فيها". وختم: "كان اللقاء مع دولته مثمرا ومفيدا، ووجدنا لديه التصميم على مقاربة كل الأمور والملفات بإيجابية وبروح المسؤولية لما فيه خير الصالح العام. ومن السرايا الكبيرة نؤكد تأييدنا لدولته ولنهجه الوطني، ودعمنا لحكومته التي نضع عليها آمالا كبيرة في انتشال لبنان من أزماته السياسية والاجتماعية، وتفعيل الدورة الاقتصادية، وإعادة بيروت إلى سابق مجدها وازدهارها كما كانت في عهد شهيدنا الكبير الرئيس رفيق الحريري. كما نعلن دعمنا لمسيرة العهد الجديد في الإنماء، وإعادة الانتظام إلى إدارات الدولة ومؤسساتها، والحفاظ على عروبة لبنان وسيادته وقراره الوطني وإبعاده عن أزمات المنطقة وحروبها. نحن يا سعد الحريري على حبك مستمرون وعلى نهجك متابعون".

وفد برلماني فرنسي

وكان الرئيس الحريري قد استقبل وفدا نيابيا فرنسيا برئاسة النائب تييري مارياني، في حضور النائب الدكتور عاطف مجدلاني، وكان عرض لآخر تطورات الأوضاع على الساحة الإقليمية.

 

حزب الله: عملية القدس المحتلة دليل على تمسك الشعب الفلسطيني بنهج المقاومة

الإثنين 09 كانون الثاني 2017 /وطنية - حيا "حزب الله" في بيان اليوم، "العملية البطولية التي نفذها المقاوم الفلسطيني فادي القنبر في مدينة القدس المحتلة، والتي أدت إلى مقتل وجرح عدد كبير من الجنود الصهاينة وفرار عشرات آخرين، في مشهد يكشف عزة الشعب الفلسطيني وجبن جنود ألوية النخبة في جيش العدو". اضاف: "إن هذه العملية الاستشهادية هي دليل على تمسك الشعب الفلسطيني بنهج المقاومة كطريق وحيد لتحرير الأرض المحتلة من الصهاينة، وإصراره على تكبيد العدو أفدح الخسائر بمختلف الأساليب والوسائل وضرب أمنه واستقرار كيانه الغاصب".وتابع: "إن ما قام به الشهيد القنبر هو حق وواجب، وهو من صلب مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال، ولا يمكن أن يوضع في إطار الإرهاب العالمي الذي يمارسه تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، كما يحاول قادة العدو الزعم، في حين أن الكيان الصهيوني هو أساس الإرهاب الذي تعيشه منطقتنا، وهو سبب كل المآسي التي تعرضت لها أمتنا منذ عقود". وتقدم الحزب "بأسمى التبريكات للشعب الفلسطيني ولعائلة الشهيد البطل"، مؤكدا "وقوفه الدائم إلى جانب هذا الشعب في مقاومته لتحرير كل أرضه من رجس الاحتلال الصهيوني".

 

الكتائب دعا لانقاذ الاستحقاق الانتخابي: قانون ال 60 تهديد مباشر لصحة التمثيل

الإثنين 09 كانون الثاني 2017 /وطنية - رأى المكتب السياسي الكتائبي في بيان اثر اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميلظ، ان "قانون الستين يبقى سيفا مسلطا على رقاب الشعب والديمقراطية ويشكل تهديدا مباشرا لصحة التمثيل، وقد ثبت أن الحكومة تخلت عن وعدها بوضع قانون جديد للانتخاب يضمن صحة التمثيل"، داعيا مجلس النواب الى "توظيف العقد الإستثنائي بما يكفل إقرار قانون عصري للانتخابات وقمع كل مسببات التمديد"، معيدا طرح مشروعه "القائم على الدائرة الفردية"، ومشددا على "وجوب إنقاذ الإستحقاق الإنتخابي".

واعتبر أن "الحكومة رسمت لنفسها حالة وجودية ربطت من خلالها مسارها ومصيرها بإنجازين وكأنها وجدت أصلا لتحقيقهما هما الإنتخابات النيابية والموازنة"، مستغربا أن "تصرف الحكومة نظرها عن علة وجودها وتنصرف الى التعامل مع ثروة النفط التي تشكل خزان احتياط للبنان وتصدر على عجل المراسيم الخاصة بها في حفلة محاصصة محفوفة بالسرية والشكوك وتقاسم الموارد رغم اعتراض بعض الوزراء ومطالبتهم بالتأجيل لعجزهم عن قراءة وفهم مندرجات الـ 400 صفحة الوارد المرسومان في متنها بمهلة لم تتعد الـ 48 ساعة التي أعطيت لهم"، آسفا "لاضطرار الوزراء الى ركوب الموجة والبصم على عملية بلغت طاولة مجلس الوزراء بشكل معلب". وأعلن الحزب أنه "سيدلي بملاحظاته على مضمون مرسومي النفط وتوابعهما في الوقت المناسب"، مجددا مطالبته ب"شفافية مطلقة في التعامل مع كل الملفات وذلك يبدأ بانضمام لبنان الى مبادرة الشفافية للصناعات الاستخراجية، وحماية الخزينة والحق السيادي للدولة".

 

الراعي عرض مع وفد برلماني فرنسي أوضاع المسيحيين في المنطقة

الإثنين 09 كانون الثاني 2017 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، وفدا فرنسيا ضم عددا من البرلمانيين من الحزب الجمهوري، أعضاء الجمعية الوطنية الفرنسية وهم: تييري مارياني، نيكولا دويك وجان لاسال، اضافة الى مجموعة من الناشطين في الشأنين الديني والإجتماعي برئاسة النائب عن منطقة الشرق الأوسط وافريقيا آلان مارسو. وكانت مناسبة استمع فيها الوفد الى وجهة نظر الراعي في جملة من المواضيع المحلية والإقليمية والدولية.

مارسو

بعد اللقاء، اكد مارسو انه "لم يكن برفقة الوفد في اثناء زيارته لمدينة حلب ودمشق ولكنه اليوم تشرف والوفد بزيارة غبطته لإلتماس البركة والتحدث في شؤون عامة تتعلق بالوضع في المنطقة وفي فرنسا"، مشددا على "أهمية هذا اللقاء الذي تم فيه تبادل وجهات النظر حول مستقبل الشرق الأوسط ولا سيما مستقبل المسيحيين الذين يمرون بأوقات صعبة جدا في هذه المنطقة من العالم، وهم يتعرضون لخطر كبير ظهرت نتائجه من خلال تراجع اعدادهم في اوطانهم الأصلية في هذا الشرق".

بلينو

بدورها، شددت عضو الجمعية الوطنية الفرنسية فابيان بلينو على "العلاقة التاريخية العريقة التي تربط فرنسا بلبنان"، مؤكدة ان "التزام فرنسا اليوم بلبنان وسوريا هو على قدر كبير من الاهمية لا سيما لناحية وقوفها الى جانب المسيحيين في هذا الشرق".

 

بري استقبل رئيس المجلس الوطني الفلسطيني ويترأس الخميس اجتماعا لهيئة مكتب المجلس

الإثنين 09 كانون الثاني 2017 /وطنية - يترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري عند الثانية بعد ظهر الخميس المقبل، اجتماعا لهيئة مكتب المجلس للبحث في جدول اعمال الجلسة التشريعية المرتقبة، وشؤون مجلسية. واستقبل بري بعد ظهر اليوم في عين التينة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون على رأس وفد من المجلس والسفير الفلسطيني أشرف دبور، وجرى الحديث عن اجتماع اللجنة التحضيرية للمجلس في لبنان والتطورات اللبنانية والفلسطينية والوضع في المنطقة. وبعد اللقاء قال بري: "إنه شرف كبير أن أستقبل هذا النهار الاخ ابو الاديب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، تمهيدا لعقد اجتماع غدا وبعد غد للجنة التحضيرية التي تسعى لوحدة فلسطينية نأمل من خلالها ان تكون نموذجا لاعادة التضامن العربي، وقبل كل شيء لاستعادة الحقوق السليبة في فلسطين المحتلة. فأهلا وسهلا بالاخ ابو الاديب واهلا وسهلا دائما بجميع الاخوة الفلسطينيين، خصوصا ان هذا الاجتماع سيشمل جميع الفصائل من دون استثناء، ولاول مرة في اجتماع نأمل منه كل خير وكل نتائج طيبة ان شاءالله". وقال الزعنون: "تشرفنا في هذا اليوم ومعي زملاء من أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني بلقاء دولة الرئيس بري، وكان هذا اللقاء تسوده الصراحة والكلمة الطيبة والاريحية التي تعودناها من لبنان تجاه الشعب الفلسطيني، هذه الاريحية يقودها الاخ نبيه بري رئيس الاتحاد البرلماني العربي. لقد سمعنا كلاما جيدا ونصائح طيبة، ونجاح هذه الاجتماعات للجنة التحضيرية هو نجاح لإمكان عقد المجلس الوطني الفلسطيني، سواء بدورته الحالية او كمجلس جديد. نأمل برعاية لبنان ان نصل الى نتائج طيبة ونجاحات تزيل الانقسام الذي حل بنا على مدى عشر سنوات في الساحة الفلسطينية". وكان بري استقبل ظهرا وزير الدولة للشؤون الخارجية واليابانية كينتارو سونورا على رأس وفد من الوزارة، وتناول الحديث التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات بين البلدين.

وبعد الظهر استقبل بري الرئيس نجيب ميقاتي وعرض معه الاوضاع، وتركز الحديث على قانون الانتخابات.

كذلك استقبل الوزير السابق خليل الهراوي.

من جهة أخرى، أبرق بري الى مرشد الثورة الاسلامية في ايران آية الله السيد علي خامنئي معزيا بوفاة رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الشيخ على اكبر هاشمي رفسنجاني، وجاء في البرقية:

"باسمي وباسم مجلس النواب اللبناني، أقدم لسماحتكم أحر التعازي بوفاة سماحة الشيخ حجة الاسلام والمسلمين على اكبر هاشمي رفسنجاني احد اعمدة ثورتكم المباركة والشخصية التي لعبت حتى اللحظة الاخيرة من حياتها ادوارا رئاسية وبرلمانية وحكومية وكان على رأس اهم مؤسسة ايرانية لتشخيص مصلحة النظام.

إننا نتقدم منكم بأحر التعازي بوفاة هذه الشخصية التي التقيناها غير مرة وكان شديد الاهتمام بلبنان وبناء وصنع سلامه. كما كان سماحته متابعا للوقائع المتصلة بفلسطين والمسألتين السورية والعراقية والوقائع اليمنية.

إن الراحل الكبير كان شخصية ديموقراطية يتقبل النتائج وبقي حتى لحظات حياته الاخيرة يلعب دورا في محاولة كسر مساعي حصار الجمهورية الاسلامية واقامة جدار من العزلة حولها.

رحم الله الفقيد الكبير واسكنه فسيح جنانه وألهمكم وعائلته واصدقاءه والجمهورية الاسلامية الصبر والسلوان".

وبعث ببرقيات مماثلة الى الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني ورئيس مجلس الشوري الدكتور علي لاريجاني وعائلة الفقيد.

 

مكتب ريفي تمنى عدم نسب اي موقف للواء اذا لم يكن صادرا عنه

الإثنين 09 كانون الثاني 2017 /وطنية - صدر عن مكتب اللواء أشرف ريفي، البيان الآتي: "نقلت صحيفة "الأخبار" في مقال لها اليوم معلومات نسبتها إلى مصادر مقربة من اللواء ريفي . إن ما ورد في المقال لم يصدر عن اللواء ريفي ولا عن أي مصادر مقربة منه، ونتمنى على الإعلاميين الكرام عدم نسب أي موقف للواء ريفي إذا لم يكن صادرا عنه أو عن مكتبه الإعلامي".

 

ميقاتي:الحريري مدعو للقبول بقانون عصري للانتخابات ونسأله ما الذي تغير حتى قبل باستبدال أحد المديرين العامين؟

الإثنين 09 كانون الثاني 2017 /وطنية - رأى الرئيس نجيب ميقاتي، أمام زواره اليوم، "أن زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى المملكة العربية السعودية خطوة إيجابية في مسار العهد الجديد، نأمل ان تكون نتائجها ايجابية على صعيد تعزيز علاقات لبنان مع الاشقاء العرب وفي مقدمهم السعودية". وقال ميقاتي: "إننا نثني على النهج الجديد الذي تعتمده قيادة المملكة في تعزير اواصر الصداقة والتعاون مع مختلف الاطراف اللبنانية، خصوصا وأن اللبنانيين يقدرون لها وقوفها الى جانب لبنان في كل الظروف والاوقات ولا سيما في الفترات العصيبة التي مر بها".

وردا على سؤال عن العمل الحكومي، قال: "بداية، نحن نثني على دعوة رئيس الحكومة الى جلسة لمجلس الوزراء يوم الاربعاء المقبل في السراي، وهذه الخطوة أتت في السياق الصحيح بضرورة الالتزام بمضمون ما نص عليه اتفاق الطائف، لجهة ان الدعوة الى جلسات مجلس الوزراء تناط برئيس مجلس الوزراء، وعندما يحضر فخامة رئيس الجمهورية الجلسة يترأسها. وكان ينبغي الاشارة الى هذا الامر في مستهل المقررات الرسمية للجلسة الاولى لمجلس الوزراء التي عقدت في القصر الجمهوري، ونأمل ان يصار الى تصحيح هذا الخطأ في الجلسات المقبلة".

أضاف: "اما من حيث المضمون، فاننا نعتبر ان موضوع النفط الذي شكل البند الاول على جدول اعمال مجلس الوزراء كان يحتاج الى مقاربة مختلفة ودراسة متأنية اكثر مما حصل، اضافة الى ضرورة الاخذ بالملاحظات الكثيرة التي وضعت من عدة اطراف حكومية وغير حكومية لتأمين الشفافية المطلقة في هذا الملف. هذا الموضوع بدأ درسه في الحكومة التي رأستها وأحد اسباب التأخر في اقراره كان العمل على استكمال درسه من كل الجوانب الدستورية والقانونية والمالية واللوجستية وانجاز مشاريع القوانين الضرورية لذلك، خصوصا ما يتعلق بانشاء الصندوق السيادي لهذا القطاع وانشاء الشركة الوطنية لادارة عائداته".

واكد ميقاتي انه "من الضروري بمكان ان يصار الى التدقيق في واقع الشركات التي تأهلت مسبقا للمشاركة في هذا القطاع"، وقال: "المعلومات التي تفيد أن عددا قليلا منها مشغل كبير ومعروف، في حين ان العدد الأكبر غير مشغل او تم إنشاؤه قبل بضعة أسابيع من المهلة الأخيرة لتقديم العروض، ما يثير الشكوك حول صدقية مؤهلاته". وعن ملف التعيينات الادارية، قال: "امام الحكومة ورشة كبيرة لملء الشواغر الادارية لتحريك عجلة العمل الاداري، وهناك آلية محددة لاقرار التعيينات تم اعتمادها في الحكومات السابقة وهي تكفل حسن الاختيار، نتمنى أن يصار الى احترامها. ولكن لا بد لنا في ضوء ما حصل في الجلسة الماضية من أن نسأل دولة رئيس الحكومة ما الذي تغير بين الامس واليوم حتى بات قبوله باستبدال احد المديرين العامين مسألة بغاية السهولة، في حين كان مجرد طرح هذا الموضوع ايام حكومتنا يعتبر في نظره مسا بحقوق الطائفة السنية؟ وهل أن الصفقة الرئاسية التي حصلت كان من ضمن بنودها هذه التسهيلات والتخلي عن المحرمات التي كان يطلقها؟ فلننتظر ونرى الايام المقبلة ما ستحمله على هذا الصعيد".

وردا على سؤال عن قانون الانتخاب، قال ميقاتي: "قلت واكرر ان المدخل الى الاصلاح والتغيير المنشود هو في اقرار قانون جديد للانتخابات النيابية يقوم على اساس النسبية، والمشروع الافضل اليوم برأيي هو الذي تقدمت به حكومتي السابقة والذي يعتمد النسبية الكاملة وفق 13 دائرة. وأعتقد أن قانون المختلط من الممكن أن يؤدي الى الغرض المنشود بشرط أن يتضمن القانون مادة تقول إن الانتخابات ما بعد المقبلة ستجري وفق القانون النسبي الكامل، بعد أن ما يتعود الناس على ماهية القانون النسبي". اضاف: "وفي هذا الاطار، فقد استوقفني تصريح لدولة الرئيس الحريري قال فيه انه لن يقبل بقانون يلغي تيار المستقبل وان تطبيق النسبية مسألة معقدة. إن دولة الرئيس الحريري الذي أعلن سابقا انه فعل ما أقدم عليه وقبل بالتضحية لمصلحة البلد، مدعو اليوم الى استكمال هذه التضحية بالقبول بقانون عصري للانتخابات يؤمن صحة التمثيل ولا يلغي اي طرف بما فيه تيار "المستقبل". اما قوله ان النسبية مسألة معقدة فهو غير دقيق لأن هذا المبدأ تم اعتماده في العديد من الدول، ولا يحتاج الامر لاكثر من عدة دورات تدريبية للجهاز الاداري المولج اجراء الانتخابات وحملات توعية للناخبين ومكننة عملية الاقتراع". وردا على سؤال عما رشح من مداولات المجلس الاعلى للدفاع لجهة رفض الجيش الغاء وثائق الاتصال المتعلقة بالعديد من الاشخاص، ومنهم كثر من ابناء طرابلس على خلفية الاحداث التي حصلت في المدينة، قال: "لقد سبق وطرحت هذا الموضوع اكثر من مرة، وآخرها خلال زيارة قمت بها مع الوزير الصديق محمد كبارة الى قائد الجيش قبل اشهر قليلة. نحن نتفهم الاعتبارات الامنية التي ينطلق منها الجيش في هذا الموضوع، لكننا نشدد على وجوب دراسة كل حالة على حدة وعدم اخذ اشخاص بجريرة آخرين او ملاحقتهم لمجرد الشبهة او النية. هناك عشرات الحالات التي تتعرض للظلم جراء هذا الموضوع ومن الضروري ان يصار الى متابعة هذا الملف للوصول به الى الخواتيم الصحيحة التي تكفل قيام الجيش مشكورا بدوره الكامل من دون تعريض اشخاص للظلم او للاساءة. ونحن نعول مجددا على حكمة الجيش في مقاربة هذا الملف بالشكل الصحيح. كذلك فاننا نثني على القرار المتخذ في خلال الاجتماع والقاضي بدرس اعداد مشروع قانون للعفو العام".