المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 كانون الثاني/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins17/arabic.january12.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ومَنْ لا يُطِيعُ الٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ غَضَبُ اللهِ يَسْتَقِرُّ عَلَيْه

ومَنْ يَقَعُ في الخَطِيئَةِ ولا أَحْتَرِقُ أَنا؟ وإِنْ كَانَ لا بُدَّ مِنَ ٱلٱفْتِخَار، فأَنا أَفْتَخِرُ بِأَوهَاني

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة/مجرم كل من يمجد أعمال الإرهابيين

مجرم ومجرد من الإنسانية كل من يهلل ويمجد إعمال الإرهاب الإرهابيين/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الكولونيل شربل بركات: الدورة السنوية للفلاح اللبناني وشرح لبعض المفردات التي لم تعد متداولة وقد ذكرت في موضوع الدورة السنوية للفلاح

د.فارس سعيد: ينتظر السعوديون إضعاف إمساك ايران بلبنان.. الجنرال صعبة

عون اختتم زيارته الى السعودية وغادر الى الدوحة: نوفر الامن والاستقرار وهما العنصران الاساسيان لبناء الاقتصاد والسياحة وكل ما يتعلق بمضمار الاعمار

عون التقى الجالية اللبنانية في قطر:نعمل على وضع مخططات اقتصادية متكاملة ونطور جميع المشاريع الانمائية

محادثات رسمية لبنانية قطرية تميم: خيار انتخاب عون هو الافضل عون: نتمنى أن تواصل قطر جهودها للمساعدة في معرفة مصير مخطوفينا

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 11/1/2017

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 11 كانون الثاني 2017

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

رئيسا الاحرار والكتائب: لقانون انتخابي جديد واجراء الانتخابات في موعدها

قوى الامن: استدعاء شباب من القاع سببه قمع مخالفة بناء لا حملهم السلاح

تخفيض حماية ريفي بأكثر من 70% من العناصر!

قاطيشا: زيارة بو عاصي للسفارة الايرانية إجتماعية لا أكثر

الكتائب تنشد حواراً مع حزب الله

هل يزور عون سوريا؟

ناشطون شيعة يتهمون حزب الله بخرق مفهوم الدولة اللبنانية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

نحو 1200 مسيحي في العالم استشهدوا خلال سنة بسبب دينهم

هولاند في إجتماع مجلس الدفاع والأمن: أولويتنا إعادة السيطرة على الرقة

 رئيس المفوضية الاوروبية: مؤتمر جنيف الفرصة الاخيرة لتوحيد قبرص

الصقيع قتل 7 في بلغاريا و65 على الاقل في اوروبا

العربي الجديد: موسكو تبارك خروق النظام السوري... ولقاءات أنقرة بلا "الائتلاف"

ترمب يقر بـ"قرصنة روسية" ضد الحزب الديمقراطي والرئيس المنتخب: سيقوم ابناي بإدارة شركاتي ولن يناقشا أمور الإدارة معي

80% من شرق الموصل بلا دواعش

وادي بردى.. النظام يعلن دخول عمال صيانة والمعارضة تنفي

الإمارات تنعى 5 موظفي إغاثة قتلوا بتفجير قندهار ومجلس التعاون الخليجي يدين الهجوم.. وإعلان الحداد بالإمارات 3 أيام

"كل شيء" عن صهر ترمب ودوره المتوقع في البيت الأبيض!

مسؤول بالحرس الثوري يزعم دورا للسعودية بانقلاب تركيا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ملف النفط والغاز: توافق وفساد/الدكتورة/ رندا ماروني

علاقة "حزب الله" - "القوات": مساكنة مفتوحة ولا "تطبيع/"رضوان عقيل/النهار

عون والعودة الى العرب/علي حماده/النهار

عون نجح سياسياً في السعودية ولكن... لمن يُجيَّر رصيد عودة المملكة إلى لبنان/سابين عويس/النهار

لبنان يستعيد موقعه الطبيعي في الحضن العربي/ربى كبّارة/المستقبل

هل تنتظر الانتخابات النيابية التطورات السورية لتعرف اللوائح المتنافسة أي شعارات ترفع/اميل خوري/النهار

الحوار بين حزب الله والقوّات/فؤاد ابو زيد/الديار

معركة «طواحين الهوا» بين الكتائب والقوات.. الى أين/ابتسام شديد/الديار

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بري: جلسات تشريعية ورقابية مكثفة والمجلس لن يتهاون في المحاسبة

الحريري ترأس مجلس الوزراء: زيارة السعودية وقطر خطوة مهمة لتعميق العلاقات وإزالة الالتباسات

في نقد الأصوليات الدينية واليسارية والقومية/محمد علي مقلد/الحوار المتمدن

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ومَنْ لا يُطِيعُ الٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ غَضَبُ اللهِ يَسْتَقِرُّ عَلَيْه

إنجيل القدّيس يوحنّا03/من31حتى36/:"أَلآتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوقَ الجَمِيع. مَنْ كَانَ مِنَ الأَرْضِ أَرْضِيٌّ هُوَ، ولُغَةَ الأَرْضِ يَتَكَلَّم. أَلآتي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الجَمِيع، وهُوَ يَشْهَدُ بِمَا رَأَى وسَمِعَ، ولا أَحَدَ يَقْبَلُ شَهَادَتَهُ. مَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ عَلى أَنَّ اللهَ صَادِق. فَمَنْ أَرْسَلَهُ اللهُ يَنْطِقُ بِكَلامِ الله، وهوَ يُعْطي الرُّوحَ بِغَيْرِ حِسَاب. أَلآبُ يُحِبُّ الٱبْنَ وقَدْ جَعَلَ في يَدِهِ كُلَّ شَيء. مَنْ يُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ومَنْ لا يُطِيعُ الٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ غَضَبُ اللهِ يَسْتَقِرُّ عَلَيْه.

 

ومَنْ يَقَعُ في الخَطِيئَةِ ولا أَحْتَرِقُ أَنا؟ وإِنْ كَانَ لا بُدَّ مِنَ ٱلٱفْتِخَار، فأَنا أَفْتَخِرُ بِأَوهَاني

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس/30/18/22/:"يا إخوَتِي، بِمَا أَنَّ كَثِيرِينَ يَفْتَخِرُونَ ٱفْتِخَارًا بَشَرِيًّا، فأَنا أَيْضًا سَأَفْتَخِر! أَهُم عِبْرَانِيُّون؟ أَنا أَيْضًا عِبْرَانِيّ! أَهُم إِسْرَائِيلِيُّون؟ أَنا أَيْضًا إِسْرَائِيليّ! أَهُم نَسْلُ إِبْرَاهِيم؟ أَنا أَيْضًا نَسْلُ إِبْرَاهِيم! أَهُم خُدَّامٌ لِلمَسِيح؟ أَقُولُ كَمَنْ فَقَدَ صَوَابَهُ: أَنا أَكْثَر! في الأَتْعَابِ أَكْثَر! في السُّجُونِ أَكْثَر! في الضَّرَبَاتِ أَكْثَرُ جِدًّا! في أَخْطَارِ المَوْتِ أَكْثَرُ بِمَرَّاتٍ كَثِيرَة! تَلَقَّيْتُ الجَلْدَ مِنَ اليَهُودِ خَمْسَ مَرَّات، كُلَّ مَرَّةٍ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلاَّ وَاحِدَة! ضُرِبْتُ بِالعِصِيِّ ثَلاثَ مَرَّات! رُجِمْتُ مَرَّةً وَاحِدَة! ٱنْكَسَرَتْ بِيَ السَّفينَةُ ثَلاثَ مَرَّات! قَضَيْتُ في عُرْضِ البَحْرِ لَيْلَةً ونَهَارًا! قُمْتُ بِأَسْفَارٍ كَثِيرَة، كُنْتُ في أَخْطَارٍ مِنَ الأَنْهَار، أَخْطَارٍ مِنَ اللُّصُوص، أَخْطَارٍ مِنْ أُمَّتِي، أَخْطَارٍ مِنَ الأُمَم، أَخْطَارٍ في المَدِينَة، أَخْطَارٍ في الصَّحْرَاء، أَخْطَارٍ في البَحْر، أَخْطَارٍ بَيْنَ الإِخْوَةِ الكَذَبَة! عَانَيْتُ التَّعَبَ، والكَدَّ، والسَّهَرَ مَرَّاتٍ كَثِيرَة، والجُوعَ، والعَطَشَ، والصَّوْمَ مَرَّاتٍ كَثِيرَة، والبَرْدَ، والعُرْيَ! أَضِفْ إِلى ذلِكَ، مَا عَلَيَّ مِنَ الأَعْبَاءِ كُلَّ يَوْم، والٱهْتِمَامَ بِجَميعِ الكَنَائِس!

مَنْ يَضْعُفُ ولا أَضْعُفُ أَنا؟ ومَنْ يَقَعُ في الخَطِيئَةِ ولا أَحْتَرِقُ أَنا؟ وإِنْ كَانَ لا بُدَّ مِنَ ٱلٱفْتِخَار، فأَنا أَفْتَخِرُ بِأَوهَاني!

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

مجرم كل من يمجد أعمال الإرهابيين

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة/مجرم كل من يمجد أعمال الإرهابيين/11 كانون الثاني/17/اضغط هنا

http://al-seyassah.com/%d9%85%d8%ac%d8%b1%d9%85-%d9%83%d9%84-%d9%85%d9%86-%d9%8a%d9%85%d8%ac%d8%af-%d8%a3%d8%b9%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8%d9%8a%d9%8a%d9%86/

 

مجرم ومجرد من الإنسانية كل من يهلل ويمجد إعمال الإرهاب الإرهابيين

الياس بجاني/10 كانون الثاني/17/اضغط هنا لدخول صفحة المقال على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/2017/01/10/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%AC%D8%B1%D9%85-%D9%88%D9%85%D8%AC%D8%B1%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%83%D9%84/

عملاً بكل المعايير الإنسانية والقيمة والأخلاقية والقانونية وفي مقدمها شرعة الحقوق العالمية، فإن التهليل والتمجيد للقتلة والإرهابيين كائن من كانوا وتحت أية ذريعة أو حجة هي جريمة موصوفة بامتياز وأكثر..

لمحاربة هذه الثقافة الدموية المتوحشة والمتعطشة للدم التي تفتك اليوم بأمن واستقرار واقتصاد البلدان والشعوب من الضرورة بمكان تشريع قوانين صارمة بهذا الشأن في لبنان وفي كل الدول الشرق أوسطية والأفريقية والأسيوية.. كما هو الحال في معظم الدول الغربية.

هذه الثقافة البالية والشيطانية، ثقافة الإرهاب وتمجيدهم وتقديس الإرهابيين تستهين بكرامة وحق الإنسان بالحياة وتحلل سفك الدماء.

إنها ثقافة الموت والانتحار والفوضى والعودة إلى شرعة الغاب.

هذه الثقافة الدموية هي السبب الرئيسي والأهم للحال التعيس والفوضوي الذي يعيشه لبنان وباقي الدول الشرق أوسطية.

إن الله خلق الإنسان على صورته ومثاله وميزه عن باقي كل المخلوقات بنعمة العقل وبوزنات البصر والبصيرة ، وحباه بالضمير الذي هو صوت الخالق نفسه في داخل هذا الإنسان الذي هو أبن الله.

من هنا فإن كل اعتداء على جسد الإنسان الذي هو هيكل الله وبأي شكل من الأشكال أكان بالتعذيب أو بالسجن أو بالتجويع أو بالإضطهاد أو بالإهانة أو بالتهجير أو بالقتل هو اعتداء صارخ على الخالق نفسه.

إن الحياة وديعة يمنحها الله للإنسان وهو وحده من يحق له استردادها وقت يشاء.

ليس من حق أي إنسان مهما علا شأنه أو عظمت قوته أوانتفخت سلطة أن يأخذ حياة أي إنسان لأي سبب كان..

الرب أعطى والرب وحده من يأخذ.

إن كل من يهلل للقتل والإرهاب وسفك الدماء لأي سبب كان، وتحت أي راية أو مفاهيم عبادة أو قضية، كما أن من يتجابن ويسكت عن افعال هؤلاء البرابرة ولا يواجههم بكلمة الحق الصارخة والعلنية والعالية النبرة فهو شريك كامل الأوصاف في كل ارتكاباتهم.

“إن الساكت عن الحق شيطان أخرس”،

كم أن: “الراضي بفعل  قومٍ كالداخل فيه معهم، وعلى كل داخلٍ في باطلٍ إثمان: إثم العمل به، وإثم الرضا به” (الإمام علي).

عن قناعة وبإيمان راسخ فلنصلي خاشعين لراحة أنفس كل ضحايا الإرهاب والإرهابيين كائن من كانوا وفي أي بلد أو موقع ازهق الإرهاب والإرهابيين أرواحهم.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الكولونيل شربل بركات: الدورة السنوية للفلاح اللبناني وشرح لبعض المفردات التي لم تعد متداولة وقد ذكرت في موضوع الدورة السنوية للفلاح

http://eliasbejjaninews.com/2017/01/11/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%86%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d9%84/

 

د.فارس سعيد: السيد ابراهيم أمين السيد من طهران "انتخاب عون نجاح للمقاومة ولولا انتصار حلب وهزيمة السعودية في اليمن لم يكن انتخابه ممكنا"!!

تويتر/11 كانون الثاني/17/جديد تغريدات سعيد

http://eliasbejjaninews.com/2017/01/11/%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%b3%d8%b9%d9%8a%d8%af%d9%83%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b3/

*مع تقديري للجميع اكد الليلة السيد ابراهيم أمين السيد ان عهد العماد عون مرهون بموازين قوى اقليميةً وقوة دعم حزب الله/معارضتنا للتسوية صحيحة.

*كنت أفضل مقولة "رئيس لبناني" لان كلام السيد يجعل منه "رئيس ايراني" مما يعرقل زياراته ويقلص هامشه ويستدعي من يريد تصفية حسابات مع ايران!

*كلام السيد ابراهيم أمين السيد أنهى النقاش حول انتخاب العماد عون "انتصار المقاومة في حلب و اليمن أتى بعون رئيسا" كلام برسم الراي العام!!

*لمن يهمه الأمر السيد ابراهيم أمين السيد من طهران "انتخاب عون نجاح للمقاومة ولولا انتصار حلب وهزيمة السعودية في اليمن لم يكن انتخابه ممكنا"!!

*أصبح لكل طائفة ادارةً سياسية و تتشكل داخل كل طائفة معارضة لتلك الادارات المطلوب معارضة عابرة للطوائف تواجه خطر سلاح حزب الله

*خلاصة زيارة العماد عون الى المملكة: سنونوة واحدة لا تصنع ربيع

*تعليقاً على صورة لجبران باسيل كتب سعيد: جايي من الجرد الحسون يقطف ويعبي السلة!

*من أهداف سيدة الجبل مصالحة اللبنانيين مع السياسة عبر العودة الى نظام قيم والابتعاد عن الانتقال من موقف لآخر وفقا للمصالح.

*تطبيق القانون على مواطنين وعدم تطبيقه على آخرين لانهم "مقاومة" يفسد الشراكة ولا يؤسس لعيش مشترك...اولا تنفيذ الدستور.

*يطالب لقاء سيدة الجبل برفع السرية المصرفية عن السياسيين والاعلاميين والعسكريين والقضاة وغيرهم...والا يبقى مكافحة الفساد شعارا فارغاً.

*في ايران حرس ثوري وجيش، في العراق حشد شعبي وجيش، في لبنان حزب الله وجيش، والانتخابات القادمة تهدف الى تكريس هذا الواقع..مرفوض.

*يستمر التوقيع على اعلان سيدة الجبل من اجل إغناء السياسة في لبنان بأدبيات فقدناها بفضل الأحداث وتسارعها.

*لبنان لا يقوم الا على العيش المشترك.

*زيارة العماد عون أنهت القطيعة مع المملكة واعادت المياه الى مجاريها والحصول على نتائج مرهون بالظروف وبقدرة الرئيس على الاستقلالية.

*اتصال ستريدا جعجع بوليد جنبلاط ضربة معلمة!

*يعبر اعلان سيدة الجبل عن لبنان الغير مرئي والغير مسموع..شاركوا بالتوقيع.

*ينتظر اللبنانيون من المملكة عودة الحرارة الى العلاقات مع لبنان-سياحة-استثمار-جيش

*ينتظر السعوديون إضعاف إمساك ايران بلبنان.. الجنرال صعبة

Le mandat du president Aoun nous fait rentrer dans l'ère post-politique!

Rien ne ressemble plus à la politique

Toute verite blesse

Plus tard quand elle est perçue par tout le monde elle devient admise

Parfois les images parlent

 

عون اختتم زيارته الى السعودية وغادر الى الدوحة: نوفر الامن والاستقرار وهما العنصران الاساسيان لبناء الاقتصاد والسياحة وكل ما يتعلق بمضمار الاعمار

الأربعاء 11 كانون الثاني 2017 /وطنية - غادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون صباح اليوم،الرياض في ختام زيارة رسمية للمملكة العربية السعودية متوجها الى قطر، المحطة الثانية من جولته الخليجية، تلبية لدعوة من اميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وفي آخر نشاط لرئيس الجمهورية في الرياض،اكد خلال حفل عشاء اقامه مساء امس في قصر المؤتمرات وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري لرجال الاعمال اللبنانيين والسعوديين على شرفه، على "اننا في لبنان نوفر الامن والاستقرار وهماالعنصران الاساسيان لبناءالاقتصاد والسياحة وكل ما يتعلق بمضمارالاعمار". وشارك في العشاء اعضاء الوفد اللبناني الرسمي، والوزير المرافق ابراهيم العساف، ووزير التجارة والاستثمار السعودي ماجد بن عبد الله القصبي، وعدد من المسؤولين السعوديين في الرياض. واستهل حفل العشاء بالنشيدين الوطنيين اللبناني والسعودي، ثم كانت كلمة لعريف الحفل جورج نجم اشاد فيها بالعلاقات التي تربط لبنان بالسعودية، وبأهمية الزيارة التي يقوم بها الرئيس عون الى المملكة.

فادي العسلي

والقى السيد فادي العسلي بصفته ممثلا للقطاع الخاص في لبنان كلمة شدد فيها على ان اقتصاد المملكة يهم كل العرب ولبنان بشكل خاص، لانعكاسه المباشر على الاقتصاد اللبناني بحكم الشراكة والتعاون القائمين بين اقتصادي البلدين منذ ثمانية عقود. واوضح ان الرؤية الاقتصادية السعودية 2030 التي اعتمدتها السعودية اساسية وحجزت مكانا لها في الاقتصاد العالمي. واشار الى "ان المصرفيين اللبنانيين كانوا في السنوات الاخيرة على اتصال مع الرئيس عون لان ابوابه كانت مشرعة امام الجميع، وكان حديثه خير معين لنا لمواجهة اليأس والقنوط الذي اصاب الكثيرين من اللبنانيين خلال الازمة السياسية والاقتصادية، وجعلنا نؤمن بأن في لبنان نمط من القادة النادرين الذين يضعون مصلحة لبنان فوق كل اعتبار". ودعا المؤسسات والمستثمرين في السعودية الى مشاركة القطاع الخاص اللبناني في الاستثمار في المجالات الواعدة والتي شرعت ابوابها مجددا بعد انتخاب رئيس الجمهورية، معددا المجالات التي يعتمدها لبنان في مشاريع الاقتصاد الحديث وتفرعاته، فضلا عن خطط الحكومة للانطلاق في ورشة تطوير البنى التحيتية على كافة الاصعدة واطلاق التشريعات الجديدة لتسهيل الاستثمارات والاعمال. اضاف :"جئنا نشرككم معنا بتجدد الامل بلبنان ومستقبله الذي يتقدم بقيادة فخامة الرئيس العماد ميشال عون وبادارة حكومة دولة الرئيس سعد الدين الحريري نحو مستقبل جديد كلنا امل انه سيكون زاهرا."

الوزير خوري

وتحدث الوزير خوري الذي شدد على "ان لبنان يستعيد صلاته الوثيقة مع شقيقاته الدول العربية بدءا من السعودية بعد تعافيه من ازمته السياسية التي عبرت ونتجت من المحنة الخطيرة التي ابتلي بها المشرق العربي". ولفت الى "ان الوجه الاقتصادي للعلاقة مع السعودية يكتسب من وجهة نظر لبنان اهمية فائقة، وهو ما يفسر اهتمام الجانب اللبناني بتنظيم هذا اللقاء، وحرص فخامة الرئيس على حضوره". واستذكر "المساهمة اللبنانية في مسيرة التنمية والاعمار في السعودية منذ بداية مجيء اللبنانيين اليها"، ولفت الى انه "يعيش في المملكة حاليا قرابة ربع مليون لبناني وهو نصف عدد اللبنانيين المقيمين في الخليج العربي، وحملوا معهم كفاءات رفيعة اكتسبوها من مختلف العالم ووضعوها في تصرف اقتصاد المملكة ومشاريعها". واشار الى انه "على رغم تراجع حجم التجارة بين لبنان والخليج في السنوات الاخيرة بفعل تعطل الممرات البرية بسبب الاحداث، لا زالت السعودية تستقطب 12 % من الصادرات اللبنانية اي ما يقارب نصف صادرات لبنان الى بلدان مجلس التعاون الخليجي مجتمعة". وتابع :" زار لبنان سنة 2010 حوالى 380 الف سائح خليجي ما يمثل 18% من العدد الاجمالي للسياح في لبنان والذي يشمل اللبنانيين المقيمن خارجه، ولكن السياحة الخليجية فيه تدهورت كثيرا في الآونة الاخيرة بسبب الظروف المعلومة، ولم يعد عدد السياح السعوديين يتجاوز 3،5% من عدد السياح الاجمالي". ولفت الوزير خوري الى "انه رغم الازمة في لبنان، بقيت تحويلات اللبنانيين غير المقيمين على مستوياتها السابقة، وبقيت شريانا اساسيا يمد لبنان بالعملات الاجنبية، واود ان انوه بأن التحويلات الصادرة عن اللبنانيين العاملين في بلدان مجلس التعاون الخليجي تقارب 60% من اجمالي تحويلات اللبنانيين غير المقيمين، وفي طليعتهم العاملون في السعودية الذين تبلغ حصتهم 17% من اجمالي التحويلات.اما الاستثمارات الخليجية في لبنان فتبلغ استنادا الى تقديرات خاصة 15 مليار دولار، منها 6 مليار دولار للاخوة السعوديين، واعتبرت الدولة اللبنانية هذه الاستثمارات امانة في عنقها تماما كاستثمارات اللبنانيين انفسهم". واكد "ان هذه الارقام تظهر اهمية المملكة العربية السعودية بالنسبة الى الاقتصاد اللبناني، وهذا ما يدفع الحكومة اللبنانية الى دعوة المستثمرين السعوديين للمساهمة في المرحلة المقبلة التي ستشهد نهوضا اقتصاديا ملحوظا مما سيشكل فرصا للمستثمرين اللبنانيين والعرب والسعوديين خصوصا لتحقيق منافع وعوامل استثمارية جيدة جدا". واعتبر "ان صمود الاقتصاد اللبناني ثابت واحياء هذا الاقتصاد مهمة مقدسة تحتل اولوية كبرى بالنسبة الى فخامة الرئيس وحكومة الرئيس سعد الحريري الوطنية الجامعة". وقال :"ان تدفق النازحين السوريين القى تحديات جسيمة على الاقتصاد اللبناني، اذ تضاعف عدد المقيمين في لبنان، بمن فيهم اللاجئون السوريون، فيما تقلص النمو المحلي الى حدود 1% ما ادى الى تراجع الدخل الفردي للمقيمين اللبنانيين وغير اللبنانيين بنسبة 8% في السنوات الخمس الماضية. ولذلك، فإن الدولة بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة، لن تتقاعس في تصحيح الوضع الاقتصادي من اجل وقف تدهور الاوضاع الاجتماعية في لبنان كهدف اولوي، وقد ترجمت الدولة التزامها بتطوير الاقتصاد اللبناني واستنباط طاقاته الكاملة باقرار مرسومين ضروريين لاطلاق مسيرة التنقيب عن النفط والغاز في اول جلسة عقدها مجلس الوزراء في عهد الرئيس العماد ميشال عون، وتمت هذه الخطوة بعد انتظار دون طائل دام نحو ثلاث سنوات، بذل خلالها الوزير جبران باسيل منذ كان وزيرا للطاقة، جهودا مضنية ودون كلل لتحقيق هذا الانجاز الواعد".

وشدد على "ان امن السعوديين وسائر مواطني الدول الخليجية الذين يقصدون لبنان لاي سبب، هو مسؤولية الدولة وامانة في عنقها، وقد بدأت ترجمة الاهتمام الامني منذ اللحظة الاولى لاستلام رئيس الجمهورية مهامه. هذا عهد من الدولة التي يقف على رأسها اليوم رجل اثبت خلال تاريخه السياسي انه اذا وعد وفى".

الوزير القصبي

وتحدث الوزير القصبي مرحبا بالرئيس عون والوفد المرافق، ومعربا عن الشكر والتقدير لرئيس الجمهورية لاختيار السعودية اول بلد يقوم بزيارته في بداية عهده، ما يؤكد عمق العلاقة التاريخية التي تربط المملكة بلبنان الشقيق.

وقال:" ندعو الله ان تستمر العلاقات السعودية- اللبنانية في ازهى صورها برعاية سيدي الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، وفخامتكم. وختاما، اؤكد لفخامتكم على تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، وادعو المولى عز وجل ان يديم على لبنان الشقيق الامن والاستقرار ودوام الازدهار وان يوفق فخامتكم لما فيه الخير للبنان والامة العربية".

الوزير باسيل

بعدها، تحدث وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، فقال: " نحن اليوم في هذه الزيارة، اضافة الى اهمية اعطاء الاولوية للعلاقة مع المملكة وان تعود الى طبيعتها، زيارتنا اليوم هي انتم، ليس بأشخاصكم فقط، بل بما تمثلون من اختلاط لبناني سعودي ومن نجاح مشترك مد لبنان بالخير، واللبنانيين في لبنان او السعودية كما السعوديين الذين ساهم اللبنانيون في نهضة بلدهم في علاقة اثمرت خيرا للجانبين. ان يعمد رئيس الجمهورية اللبنانية ان تكون اول اطلالة له للخارج، مخصصة للانسان اللبناني الذي تربينا في مدارسنا على انه قيمة بذاته، ونحن نقول له اليوم "ان قيمتك بلبنانيتك، وان دولتك تسأل عنك، وتذهب اليك وتنشغل بهمومك ولا تقبل لسياساتها ان تصيبك الا بالخير وليس بالاذى. هذا اللبناني الذي اينما حل نجح، وجذب بانتشاره لبلده الام الخير، والدولة اللبنانية عليها ان تطمئنه والبلد الذي يتواجد فيه انه ليس هناك فقط وطن أحبه، بل دولة تقوم سياستها الخارجية على الاستقلالية والبحث عن مصلحة اللبنانيين اينما وجدوا، وحماية لبنان وتقويته، وايضا على الاستفادة من العنصر البشري اللبناني الذي يشكل الثروة الحقيقية. لذلك فإن الرسالة الاساسية اليوم المعنيون نحن بها كخارجية لبنانية، هي طمأنة شاملة للبنانيين، واليوم تحديدا للسعوديين، للقول بأننا معنيون بأمنهم في لبنان، وبمحبة اللبنانيين الدائمة لهم ليشعروا ان لبنان هو البلد المضياف دائما ولا احد يمكنه حرمانهم منه، كما لا يمكنهم الابتعاد عنه. وقد قلنا لهم انه ممنوع ان تنسحبوا من لبنان، فأنتم في قلب لبنان واللبنانيين، هذا تاريخ العلاقة وطبيعتها وهذا ما يجب عليه ان يكون مستقبلها. ونقول الامر نفسه للبنانيين، لان وجودكم هنا اقوى من اي شيء يمكنه ان يسيء الى العلاقة، فوجودكم تاريخي وناجح وهو ثابت مهما اهتز، من خلال احتضان المملكة لكم وبالنجاح الذي حققتموه فيها". وقال :" نحن نعتقد ان هذا هو عنصر القوة للبنان، ومعنيون بتعزيزه اينما جلنا في العالم، وان يشعر اللبناني بمصابه وبالايام الجيدة التي تمر عليه، ان الدولة اللبنانية تسعى دائما الى خيره. لذلك ندعوكم اليوم الى ان نلتقي مجددا في مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي سيعقد في بيروت في ايار 2017، وهو يتميز هذا العام بوجود رئيس الجمهورية اللبنانية على رأسه وينتظر مجيء لبنانيين من 90 دولة في العالم حاملين معهم اخبارا جميلة عن لبنان في الخارج، ونجاحاته لنرسم معا كما نرسم معكم اليوم كرجال اعمال لبنانيين وسعوديين، مستقبلا مزدهرا من العلاقات ووعودا حقيقية بالاستثمار في لبنان الذي يبقى مهما كان، ارض الخير والعطاء".

وختم باسيل :" الى اللقاء القريب على ارض لبنان. عشتم، عاشت المملكة وعاش لبنان".

كلمة الرئيس عون

ثم اعتلى الرئيس عون المنبر وتحدث قائلا: " اصدقائي الاعزاء، مواطني الاحباء، ماذا عساي ان اقول بعدما تكلمتم عن الاقتصاد بالتفصيل، وحسن الرعاية المتبادلة بين لبنان والمملكة العربية السعودية. اني ابارك ما قلتم، ونأمل ان تعملوا به".

اضاف :" ان ما قمنا به اليوم هو ازالة الصعوبات شكلية كانت او بسبب التباس معين، ونحن نوفر الامن والاستقرار وهما العنصران الاساسيان لبناء الاقتصاد والسياحة وكل ما يتعلق بمضمار الاعمار. وقد بات الامر الآن متعلقا بكم وليس بنا، ونأمل ان يبدأ هذا الامر منذ الآن فصاعدا. عشتم، عاشت المملكة وعاش لبنان."

 

عون التقى الجالية اللبنانية في قطر:نعمل على وضع مخططات اقتصادية متكاملة ونطور جميع المشاريع الانمائية

الأربعاء 11 كانون الثاني 2017 /وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "تماسك اللبنانيين مع بعضهم البعض، حقق امنا واستقرارا وبداية لحكم جديد، فكان انتخاب رئيس الجمهورية، وكان تأليف الحكومة وبداية سريعة في اخذ القرارات مع افضلية مطلقة لبناء لبنان".وقال الرئيس عون "اننا نعمل على وضع مخططات اقتصادية متكاملة ونطور جميع المشاريع الانمائية، وسيكون لنا هذه المرة وقريبا جدا، الكهرباء والماء وطرق المواصلات"، وامل انه في "المرة المقبلة التي يزور فيها ابناء الجالية اللبنانية في قطر لبنان، ان يشعروا بالتغيير الصحيح". كلام الرئيس عون جاء خلال حفل استقبال اقامه على شرفه الثامنة مساء اليوم السفير اللبناني لدى قطر حسن نجم، ودعا اليه ابناء الجالية اللبنانية، وذلك في قاعة "المجالس" في فندق شراتون - الدوحة. وكان اعضاء الوفد الرسمي من الوزراء والوزير السابق الياس بو صعب، وصلوا الى القاعة قبيل وصول الرئيس عون وشاركوا في الاحتفال مع ابناء الجالية. وما ان دخل رئيس الجمهورية حتى علا التصفيق على وقع اغنية "طلوا حبابنا طلوا". ثم القى السفير اللبناني في قطر حسن نجم كلمة رحب فيها برئيس الجمهورية والوفد المرافق، لافتا الى ان "اللبنانيين تلمسوا منذ تبوؤ الرئيس عون سدة الرئاسة كيف دبت الروح في مؤسسات الدولة وبدأت عملية الثقة مجددا، معلنة ان العهد الجديد سيكون عهد خير وانتاجية وسيفتح نافذة امل للبنانيين المتعطشين لرؤية بلدهم ينهض من تحت ركام الازمات السياسية المزمنة". وقال "ان الحاضرين هنا والذين لم تستطع القاعة احتضانهم يراهنون على ان عهد الرئيس عون سيكون عهد الدولة الحامية لهم وهم تفاءلوا خيرا عندما سمعوا رئيس الجمهورية يتعهد لهم باطلاق دولة المواطنة وطمأنة الناس"، جازما انهم "سيكونون معه في هذا الطريق ولديهم العزم والارادة من اجل تحقيق اهدافه والوصول الى لبنان القوي الموحد لجميع ابنائه". واكد ان اللبنانيين "المقيمين في قطر يفتخرون بالعلاقة التي تجمعها بلبنان ويحفظون لها اميرا وحكومة وشعبا احتضانهم على ارضها، واتاحة الفرصة لهم للمساهمة في بناء قطر الحديثة من دون تردد، الامر الذي خبروه منذ عقود وظهر جليا في عهد الامير الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني وترسخ في عهد الامير تميم".

الرئيس عون

ثم قدم السفير نجم الى الرئيس عون درعا تكريمية، فيما قدم تلامذة من المدرسة اللبنانية في الدوحة لوحة فنية راقصة وباقة ورد الى رئيس الجمهورية الذي القى الكلمة التالية: "ايها الاحباء، نعود اليكم اليوم وقلبنا مليء بالمحبة والامل بكم وبالدولة المضيفة. تعرفون ان الظروف التي مرت على لبنان كانت صعبة جدا، وبعد فراغ دام سنتين ونصف السنة في مقام رئاسة الجمهورية بسبب تداعيات الحروب في الشرق الاوسط، وبسبب الانقسام السياسي الحاد الذي وضع الامور في موقع صعب، تمكنا اخيرا من جمع كل اللبنانيين ضمن تفاهم وطني كبير لبناء لبنان والعودة به الى وجهه الصحيح. وتمكنا بالحكمة والمحبة، ان نجتمع ايضا على تأمين الطمأنينة للمواطنين اللبنانيين والاصدقاء الذين يحبون لبنان ويرغبون في زيارته مستقبلا، ولكم انتم بصورة خاصة الذين حرمتم تقريبا من العودة. ان تماسكنا مع بعض ادى الى حفظ الامن والاستقرار والبداية لحكم جديد، فكان انتخاب رئيس الجمهورية، وكان تأليف الحكومة وبداية سريعة في اخذ القرارات مع افضلية مطلقة لبناء لبنان. واليوم، نقوم بهذه الزيارات لتصفية الاوضاع التي حصلت بسبب الحروب العربية- العربية والانقسامات التي شهدها الشرق الاوسط، لنرمم العلاقات ونعيدها الى مسارها الصحيح بجو من الصفاء والمحبة والاحترام المتبادل.

ان جميع المؤشرات في بداية هذا العهد تدل على ان لبنان اخذ الطريق الصحيح، ونسبة الوافدين اليه في موسم الاعياد كانت اكبر دليل على عودة الثقة في الوضع اللبناني بشكل سليم، لان الوحدة الوطنية تأمنت، ونقول ان شاء الله "تنذكر الخلافات ولا تنعاد". ونأمل بانتظام التجارة والصناعة والاقتصاد، لأن من شأن هذه الامور اعادة الازدهار الى الاراضي اللبنانية. اما هدفنا اليوم فهو بناء دولة تحترم القوانين والاهداف الاساسية للبنان وهي ازدهاره وصناعته وتجارته وسياحته وتثمير الثروة الطبيعية، لذلك كانت بداية قراراتنا اصدار مرسوم يتيح للبنان التنقيب عن نفطه وغازه. ونحن نعمل على وضع مخططات اقتصادية متكاملة ونطور جميع المشاريع الانمائية، وسيكون لنا هذه المرة وقريبا جدا، الكهرباء والماء وطرق المواصلات، وان شاء الله عندما تزورون لبنان في المرة المقبلة تشعرون بالتغيير الصحيح. بالنسبة لنا، انتم سفراء مع السفير الاساسي الموجود بينكم، تحملون رسالة لبنان التوافقية ورسالة المحبة. وقطر احتضنتكم وقدمت لكم ظروف العمل، وساهمتم بإعمارها وازدهارها، وهذا يوجب عليكم الوفاء المتبادل واحترام قوانينها واصول العيش معها، وهذه امنيتنا بالنسبة لكم. انتم ايضا تشكلون مصدر تأمين الازدهار في لبنان، لأن منازلكم واعمالكم موجودة في لبنان وتعودون اليها حين تشاؤون.عشتم، عاشت قطر، عاش لبنان". وبعدها، حرص رئيس الجمهورية على مصافحة الحضور فردا فردا، فيما عبر ابناء الجالية عن مدى محبتهم للرئيس ولبنان. ومن المقرر ان يغادر الرئيس عون الدوحة غدا مختتما زيارته الى كل من السعودية وقطر، عائدا والوفد المرافق الى بيروت.

 

محادثات رسمية لبنانية قطرية تميم: خيار انتخاب عون هو الافضل عون: نتمنى أن تواصل قطر جهودها للمساعدة في معرفة مصير مخطوفينا

الأربعاء 11 كانون الثاني 2017 /وطنية - اتفق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني على إحياء اجتماعات اللجنة المشتركة العليا بين البلدين برئاسة رئيسي الحكومة في لبنان وقطر، على أن يتم التواصل لاحقا لتحديد موعد الاجتماع. واعتبر امير قطر ان لبنان "دخل مرحلة جديدة بعد الانتخابات الرئاسية، وان خيار انتخاب الرئيس عون هو أفضل خيار، لأن الرئيس عون سيقود البلاد الى بر الأمان"، منوها بما قامت وتقوم به الاجهزة اللبنانية للمحافظة على الاستقرار في لبنان، ومعتبرا أن "هذا الأمر شجع الكثير من العائلات القطرية على زيارة لبنان في فترة الاعياد". وأبدى الأمير تميم استعداد بلاده للمساهمة في مشاريع التنمية في لبنان، لافتا الى تشجيع المستثمرين القطريين على الاستثمار فيه. وثمن الرئيس عون عاليا العلاقة الثنائية بين البلدين، ورأى انه يجب تعزيزها في المجالات كافة، لافتا الى ان "الوضع في لبنان خطا خطوات مهمة نحو التقدم وتجاوز مرحلة الخطر بعد اتفاق جميع اللبنانيين على البحث في المسائل الاساسية بروح من الحوار والايجابية". كما تحدث رئيس الجمهورية عن "الوضع الامني المستتب في لبنان والانجازات التي تحققت في مجال مكافحة الارهاب في العمليات الاستباقية التي ينفذها الجيش اللبناني والقوى الامنية".

وتمنى على الامير تميم "أن تواصل قطر جهودها للمساعدة في معرفة مصير العسكريين اللبنانيين المخطوفين والمطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم والصحافي سمير كساب"، فكان وعد من الامير بمواصلة الجهود في هذا المجال، على رغم دقة الموضوع وحساسيته. ووجه عون دعوة الى امير قطر لزيارة لبنان، فوعد بتلبيتها. مواقف رئيس الجمهورية وامير قطر جاءت خلال لقاء جمعهما في الديوان الاميري القطري، خلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها عون والوفد المرافق لدولة قطر تلبية لدعوة رسمية من الامير تميم، كان نقلها اليه وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لدى زيارته بيروت.

الوصول

وكانت الطائرة التي تقل عون والوفد المرافق قد حطت في مطار حمد الدولي الجديد عند الساعة العاشرة والنصف قبل الظهر بالتوقيت المحلي (التاسعة والنصف بتوقيت بيروت). وكان في استقباله على ارض المطار وزير المال القطري علي شريف العمادي الذي كلف مرافقة رئيس الجمهورية طوال مدة الزيارة، ومدير المراسم القطري وعدد من المسؤولين القطريين، والسفير اللبناني لدى قطر حسن نجم واركان السفارة. وأقيمت مراسم التشريفات، حيث عرض عون ثلة من حرس الشرف ودخل القاعة الاميرية قبل ان ينتقل مع الوفد الرسمي الى الديوان الاميري الذي وصله قرابة الساعة الحادية عشرة والربع، واستقبله الامير تميم بن حمد آل ثاني وصافحه، قبل ان يسيرا معا على السجادة الحمراء وسط صفين من الرماحة. وأقيم استقبال رسمي عزف خلاله النشيدان اللبناني والقطري، وعرضا معا ثلة من حرس الشرف الاميري، قبل ان يصافحا اعضاء الوفدين الرسميين اللبناني والقطري.

اللقاء الثنائي

وبعد انتهاء المراسم الرسمية، عقد اجتماع موسع ضم عن الجانب اللبناني الوزراء: جبران باسيل، مروان حماده، علي حسن خليل، يعقوب الصراف، نهاد المشنوق، بيار رفول، ملحم الرياشي، رائد خوري والوزير السابق الياس بو صعب والسفير حسن نجم، فيما ضم عن الجانب القطري: نائب امير قطر الشيخ عبد الله بن حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، ورئيس المؤسسة القطرية للاعلام الشيخ حمد بن تامر آل ثاني، ووزير الدولة لشؤون الدفاع خالد بن محمد العطية، ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس الديوان الاميري الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، ووزير المال (الوزير المرافق) علي شريف العمادي، ووزير الاقتصاد والتجارة الشيخ احمد بن جاسم بن محمد آل ثاني، ومدير ادارة الدراسات والبحوث في الديوان محمد بن ناصر آل فهيد الهاجري، والسفير القطري في لبنان علي بن حمد الجهويل المري، ومدير الادارة العربية في وزارة الخارجية سعد بن علي المهندي. وجرى عرض للعلاقات العامة بين البلدين وسبل تطويرها وتعزيزها، كما تداول الوزراء اللبنانيون مع نظرائهم القطريين الشؤون المتعلقة بوزاراتهم وكيفية تبادل الخبرات. وأعقب اللقاء الموسع خلوة بين امير قطر ورئيس الجمهورية استغرقت قرابة نصف ساعة.

وفي مستهل اللقاء الموسع، رحب الامير تميم بالرئيس عون والوفد المرافق، معربا عن سعادته بزيارة عون للدوحة "نظرا الى العلاقات القوية جدا التي تجمع بين البلدين، وخصوصا ان الزيارة ستساهم في تعزيز التواصل بين المسؤولين في البلدين والعلاقات اللبنانية-القطرية".

وأشار الى أن "لبنان دخل مرحلة جديدة بعد الانتخابات الرئاسية وان خيار انتخاب الرئيس عون هو افضل خيار لانه سيقود البلاد الى بر الامان". ولفت امير قطر الى ان "لبنان واجه الكثير من الصعوبات والتحديات، لكنه استطاع ان يتجاوزها، وكان أقوى من الظروف التي أحاطت به"، وأمل أن تكون زيارة رئيس الجمهورية فاتحة لتبادل زيارات بين قطر ولبنان. ورد عون شاكرا الامير تميم على حفاوة الاستقبال، ومثمنا العلاقة الثنائية بين البلدين، ورأى انه يجب ان تتعزز في المجالات كافة. ودعا رئيس الجمهورية امير قطر الى زيارة لبنان، فوعد بتلبية الدعوة، وأكد عون ان لبنان سيسر بهذه الزيارة، لافتا الى ان الوضع فيه خطا خطوات مهمة نحو التقدم وتجاوز مرحلة الخطر بعد اتفاق جميع اللبنانيين على البحث في المسائل الاساسية بروح من الحوار والايجابية. كما تحدث رئيس الجمهورية عن الوضع الامني المستتب في لبنان والانجازات التي تحققت في مجال مكافحة الارهاب في العمليات الاستباقية التي ينفذها الجيش اللبناني والقوى الامنية. وقد نوه الامير تميم بما قامت وتقوم به الاجهزة اللبنانية للمحافظة على الاستقرار في لبنان، معتبرا ان "هذا الامر شجع الكثير من العائلات القطرية على زيارة لبنان في فترة الاعياد".

وبعد تداول العلاقات الاقتصادية بين البلدين، أكد الامير تميم والرئيس عون ضرورة تطويرها، وأبدى أمير قطر استعداد بلاده للمساهمة في مشاريع التنمية في لبنان، لافتا الى تشجيع المستثمرين القطريين على الاستثمار فيه. واتفق الامير تميم والرئيس عون على إحياء اجتماعات اللجنة المشتركة العليا بين البلدين برئاسة رئيسي الحكومة في لبنان وقطر، على أن يتم التواصل لاحقا الى تحديد موعد الاجتماع. وتناول البحث أيضا موضوع العسكريين المخطوفين والمطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابرهيم والصحافي سمير كساب، وتمنى عون أن تواصل قطر جهودها للمساعدة في معرفة مصيرهم، "ولا سيما أنه كان لها مساهمة فاعلة في الافراج عن مخطوفين سابقين"، فكان وعد من الامير بمواصلة الجهود في هذا المجال، على رغم دقة الموضوع وحساسيته. وتطرقت المحادثات الى ضرورة تشجيع حوار الاديان والتعايش المسيحي-الاسلامي، فتقرر ان تنسق وزارتا الخارجية بين البلدين لتحديد موعد انعقاد مثل هذا الحوار. وعرض الرئيس عون والامير تميم موضوع انتقال اللبنانيين الى قطر، ولا سيما جمع شمل العائلات، وكان توافق على درس هذا الامر بعناية وايجابية، خصوصا أن عدد اللبنانيين في قطر بلغ 24 الفا. ثم تناول البحث الاوضاع الاقليمية والوضع في سوريا واهمية الوصول الى حل سياسي يعيد الاستقرار الى هذا البلد ويضع حدا لمعاناة النازحين السوريين.

مأدبة غداء

وبعد انتهاء المحادثات، أقام أمير قطر مأدبة غداء تكريمية على شرف ضيفه الرئيس عون، شارك فيها اعضاء الوفد الرسمي المرافق وكبار المسؤولين القطريين، واستكملت خلالها المحادثات بين الجانبين. وبعد انتهاء الغداء، رافق الامير تميم الرئيس عون الى مدخل الديوان مودعا، فيما عاد رئيس الجمهورية الى مقر الاقامة في فندق شيراتون.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 11/1/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

فيما الطيران الرئاسي يحلق في الخليج مجلس الوزراء في بيروت يعالج خطر الطيور على الطائرات. وما تقرر في مجلس الوزراء هو اجراءات سريعة لمعالجة ما نبه منه النائب وليد جنبلاط حول مكب الكوستا برافا وخطر الطيور وفي الاجراءات زيادة الأجهزة الصوتية التي تبعد الطيور عن محركات الطائرات.

وفي بيروت ايضا تأكيد لرئيس البرلمان على جلسات تشريعية ورقابية مكثفة وعدم التهاون في المحاسبة وهو سيرئس غدا جلسة لهيئة مكتب المجلس لجدول اعمال الجلسة التشريعية.

وفي الخليج زيارة رئاسية مثمرة للدوحة على غرار زيارة الرياض وامير قطر مثل العاهل السعودي اشاد بدور الرئيس ميشال عون. وفيما ينتظر أن تتحرك الهبة العسكرية السعودية للجيش اللبناني قريبا وربما في زيارة لولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الامير محمد بن سلمان لبيروت يرتقب ان يتحرك موفد لامير قطر الى لبنان قريبا ايضا للمساعدة في حل قضية العسكريين المخطوفيين.

وفي الخارج حدثان مهمان:

- الأول قرار ايراني بإرسال بعثة الى الرياض للبحث في شؤون الحج الشهر المقبل.

- الثاني تحديد الثالث والعشرين من الشهر الحالي موعدا لمفاوضات استانة لمعالجة الأزمة السورية.

اذن الرئيس عون سمع في الدوحة بعد الرياض مواقف داعمة للبنان.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

يمكن القول إن لبنان استعاد أمس توازنا كان مفقودا لسنوات بينه وبين محيطه العربي. فزيارة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى المملكة العربية السعودية على رأس وفد وزاري رفيع، ولقائه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فتح صفحة جديدة وطوى مرحلة من الغضب الخليجي وكوى جروحا تسببت بها مراحل يتمنى كل لبناني ألا تعاد.

الرئيس عون انتقل من الرياض إلى الدوحة في قطر حيث كان اللقاء مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، ومنها يعد الوفد إلى لبنان، حيث كان رئيس الحكومة سعد الحريري يشدد على أن الزيارة تاريخية ومفصلية في تاريخ لبنان، ويترأس مجلس الوزراء، في إشارة واضحة إلى أن البلد ماشي، ولا يعرف العمل الحكومي لا أعيادا ولا أسفارا ولا عوائق.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

انتهت مهلة التذاكي وسلامة الطيران المدني اصبحت على المحك بسبب تزايد الطيور فهل الامر يعود الى مصب نهر الغدير او مطمر الكوستا برافا؟ في السابع من كانون الاول من العام 2013 فاض نهر الغدير على سكان حي السلم حينذاك ظهرت العيوب في النهر من المنبع الى المصب حيث معامل السيراميك ورخص البناء غير الشرعي ومزارع الابقار التي حولت مجرى النهر الى مجرور كبير يصب في البحر قرب مدارج المطار. هذه الحقيقة الاولى.

في الخامس من نيسان من عام 2016 وبعد ازمة النفايات ابتدع حل مطمر الكوستا برافا الذي استحدث من دون اخضاعه لاصول تقييم الاثر البيئي فبدأت الشاحنات تفرغ النفايات في المطمر ما اسفر عن عدد من المشاكل، فالنفايات تسبب حتما تزايد الطيور التي تجد فيها مصدر غذاء والنفايات ينبعث منها غاز الميتان السريع الاشتعال وهو ذات تأثير عال جدا على تغير المناخ، كذلك فان النفايات تبعث روائح كريهة اضيفة اصلا الى ما يعاني منه مطار رفيق الحريري الدولي من روائح ناجمة من تلوث نهر الغدير ووجود محطة التكرير الاولية للمياه المبتذلة على تخومه.

هذه هي اذا الحقيقة الثانية، سيدعي البعض ان المشكلة في الغدير لان لا طيور تحلق فوق المطمر حيث آلات الاشعاعات التي تبعد الطيور وسيدعي البعض الآخر ان المشكلة في المطمر وستخلص الامور على الرغم من الاجتماعات المكثفة التي بدأت من بعد الظهر في مجلس الانماء والاعمار على خلق حل على طريقة "لا يموت الديب ولا يفنى الغنم" الى اي شراء من متعهد ما مزيد من آلات الاشعاعات التي تبعد الطيور.

في عهد جعل محاربة الفساد اولوية هل تنتصر مصالح الذئب المفترس على مصالح الضحية ام يضرب العهد وحكومته ووزير البيئة فيها وهو محسوب من حصة الرئيس العماد عون تحديدا ضربتهما الاولى؟ ان كنتم تعرفون الحلول ولا تنفذونها فتل مصيبة وان كانتم لا تعرفون فاسألوا جارتنا تركيا فيها يبنى مطار اسطنبول الثالث واول من وظف فيه مدير البيئة.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

من السعودية الى قطر الرئيس ميشال عون يستقبل بالحفاوة نفسها، الصفحات السود طويت والايام والاشهر المقبلة ستظهر مدى صوابية الخيار الرئاسي في التوجه الى الخليج واذا كانت مسألة هبة السلاح مع الرياض وازمة الجنود اللبنانيين المختطفين لدى داعش التي وسطت بها قطر احتلتا صدارة الاهتمام في لبنان.

الا ان اوساط الوفد اللبناني دعت الى عدم التقليل من اهمية تطبيع العلاقات مع دول الخليج والتي لابد ان تتظهر مفاعيلها ازدهارا اقتصاديا في لبنان.

في الاثناء مجلس الوزراء انعقد تدليلا على الجدية في تعويض سنوات التعطيل بالرغم من عدم قدرته على مقاربة كل الملفات لغياب عدد من الوزراء في الرحلة الرئاسية لكن بندا مفاجئا اقتحم الجلسة "عالطاير" وعنوانه طيور النورس التي تهدد سلامة الطيران.

عين التينة في المقابل ورغم استعداداتها لاجتماع هيئة مكتب المجلس الخميس واهتمامها بترسيع الوصول الى قانون انتخاب توقفت امام فضيحة الالياف التي كانت تحتجزها الادارة السابقة لاوجيرو ووعدت بالمحاسبة.

* مقدمة نشرة اخبار "الجديد"

قلب لبنان كانت نهاية رحلة مطران شجاعحمل فلسطين في القلب، وفي اليد حجر الانتفاضة وعلى درب جلجلة المقاومة حمل صليب الآلام دفاعا عن الأم القضية لتبقى فلسطين لأبنائها قارع المحتل بما ملكت أيمانه من إيمان فعاقبه الاحتلال بالاعتقال والنفي ومن المنفى الإجباري إلى المثوى الأخير في بلاد الأرز رقد المطران الفدائي في قلب بيروت مغمضا عينا على القدس وعينا على الشام بعدما شكل هذا الثلاثي ملتقى فكره وقلبه وهنا على هذه الأرض طوى المسيرة. مسيرة من نوع آخر انطلقت اليوم فاتحة عهد جولات وزيارات عابرة للحدود الضيقة إلى آفاق جديدة ترسم خريطة طريق علاقات لبنان بدول الجوار وأبعد منها إلى علاقات على مستوى دولي وخطوة الألف ميل بدأت اليوم بأول زيارة خارجية لرئيس الجمهورية ميشال عون للرياض على رأس وفد وزاري بحلة الحكومة الجديدة طعم بوزير التربية السابق الزيارة للمملكة العربية السعودية تكتسب أهميتها من المكان الذي استهلت فيه أولى الزيارات الخارجية بإعادة تطبيع العلاقات الرسمية بين البلدين والزيارة حمالة أوجه قد يكون أحدها إعادة وصل ما انقطع بين الجارين اللدودين ومد جسور التلاقي بين طهران والرياض بحسب ما جرى تداوله في كواليس التحضيرات. على شماعة الآمال علقت بوادر انعكاس الزيارة على الواقع الاقتصادي اللبناني وعلى هبة المليارات الثلاثة للجيش المصروفة مع وقف التنفيذ ويبدو أن ريع الزيارة لن يعود بالعافية الاقتصادية في ظل الوضع المالي المترنح للمملكة. من الرياض سينتقل رئيس الجمهورية والوفد المرافق إلى الدوحة المحطة الثانية وفيها يؤمل أن يعود لبنان وجهة أولى للسياحة الخليجية وما بين الرياض والدوحة نأمل أن يهتدي لبنان إلى الفردوس المفقود.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ان بي ان"

تغريدة جنبلاطية استنفرت الحكومة لابعاد طيور الكوستا برافا عن مدارج مطار بيروت.

اجراءات فورية فرضها وضع طارئ لتفادي حصول اية مخاطر تتوزع ما بين فورية ولاحقة، جميعها تصب في تأمين الطيران اما الامان السياسي فيتحقق تدريجيا ترسخه ورشة نيابية ناشطة ومكثفة تحدث عنها الرئيس نبيه بري اليوم.

مجلس النواب الذي يتحضر لهذه الورشة بعد اجتماع مكتب المجلس غدا، سيسائل ويراقب ولن يتهاون في قضايا الناس الحياتية والاجتماعية والخدماتية.

المجلس سيحاسب بالمقصرين والمرتكبين ويعوض مرحلة التعطيل السابقة، المرحلة المقبلة تتركز على قانون الانتخابات، سيوف السياسيين... وقلوبهم معها، هذا ما تثبته التصريحات المعلنة والنوايا المضمرة. الوقت يداهم اللبنانيين والمطلوب انجاز قانون جديد سريعا من دون تأخير يطيح بالمهل الدستورية وصبر الناس.

انجازات الزيارة الرئاسية توزعت بين قطر والسعودية، دفء العلاقات عاد يبشر بتنشيط سياحي واقتصادي، فيما العين على الهبة المالية لتسليح الجيش والقوى الامنية.

بيروت احتضنت اجتماعات اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني فأنتجت مشاريع توافقية ترص الصفوف وتحضر لانتخابات، وفرض اوراق الفلسطينيين في لعبة دولية قد تتغير باستلام الرئيس الاميركي دونالد ترامب زمام ادارة البيت الابيض خصوصا ان صهره كبير مستشاريه مقرب من تل ابيب التي لا تخفي سعادتها بانتهاء زمن باراك اوباما وبدء مرحلة يترجم فيها الصهر في السياسة مشاعر الود الذي يبادله للاسرائيليين منذ سنوات في الاعلام والاقتصاد والتجارة.

* مقدمة نشرة اخبار ال "او تي في"

دون اوهام وبلا تشاؤم، من الواضح ان جولة الرئيس ميشال عون بمحطتي السعودية وقطر، اثبتت انه، وبقدر ما هناك لبنان جديد ما بعد انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة، هناك سعودية جديدة وقطر جديدة، وكأن الدول تتعارف من جديد، بمعنى تخطي رواسب الماضي بنيات كاملة للتعاون والانفتاح وتعزيز العلاقات. وبهذه الخلفية تحديدا، تتم مقاربة كل الملفات، بالتعاون السياسي والعسكري في مواجهة الارهاب، ولناحية التبادل التجاري على مستوى انتقال الاشخاص والبضائع.

في الخلاصة، فهذه القوى تسعى الى بناء علاقات جديدة متطلعة الى الامام بمعزل عن كل ما كان سابقا.

* مقدمة نشرة اخبار "المنار"

بلد غاطس في مكعبات النفط، وباحث عن قانون انتخابي، كاد طائر نورس ان يهدد طائرة الفينيق..

فمع متابعة اللبنانيين لزيارة رئيس الجمهورية الى قطر بعد السعودية، ولاولى الجلسات الوزارية في السراي الحكومي، غطت اسراب النورس على المشهد السياسي، مصحوبة بمواقف وتغريدات استدعت لقاءات وتبريرات ومحاولات لابعاد اسراب النورس عن سماء المطار باضافة آلات تبعث الاصوات..

انتخابيا اصوات بدأت بالارتفاع محاولة بعث الروح بقانون الستين، فكذبت قلوب الستينيين سيوفهم المرفوعة عليه كما المح الرئيس نبيه بري، الذي عبر عن شديد القلق.. اما هواجس البعض ومخاوفه فمفهومة، وحتى الضمانات لاحساس الجميع بالطمأنينة ممكنة كما قال النائب علي فياض من عين التينة، اما قتل الوقت بضياع الخيارات فيزيد على الجميع التحديات والمسؤوليات..

في تحديات الاقليم، تحديد موعد لمفاوضات الاستانا الكازاخستانية، أكد ضياع احلام سلطنة الاستانة العثمانية، وبدأ ترتيب الاوراق بثابتة بقاء سوريا الموحدة ونظامها القوي..

وفي اليمن الجريح، اشراقة لطخت وجه العدوان، وهشمت مدعي الانسانية..

طفلة تسلحت بالعلم والامل لمواجهة نكد الدهر وحقد العدوان، فكان نهم الاعداء للقتل اقوى فاردوها وزميلاتها شهيدات على ابواب مدرستها في نهم اليمنية.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 11 كانون الثاني 2017

النهار

تتضارب المعطيات في شأن العسكريّين المخطوفين لدى "داعش" وما إذا كانوا جميعاً على قيد الحياة.

تلفزيون يتبع حزباً سياسيّاً فاعلاً يدفع منذ ثلاثة أشهر نصف راتب لموظّفيه بسبب الحظر المفروض عليه.

حذّر نائب مستقبلي من مسار المحاصصة القائم الذي يعيد تمكين المرجعيّات المذهبيّة ويضعف محاولات الخروج إلى النطاق الوطني الأوسع.

تعتزم حملة "سكِّر خطَّك" الاعلان عن خطوات لاحقة في اليومين المقبلين.

لم ينسق الحزب الشيوعي حتى الآن مع اي جهة من اجل تظاهرته في 29 الجاري .

المستقبل

يقال

إن الحراك المتنامي بعيداً عن الأضواء بين مختلف الكتل النيابية حول قانون الانتخاب يوحي بإمكانية حسم هذا الملف خلال فترة وجيزة.

اللواء

لاحظ موظفون أن العمل في عدد من مؤسسات الدولة انتظم بنسبة ملحوظة؟!

يسعى أكثر من وزير حالي، لا سيما السياديون منهم، للبقاء في وزارة ما بعد الانتخابات.

بات بحكم المؤكد أن فرصة مدير عام لمنصب نقدي قيادي رفيع لا تزال في الأولويات لدى مرجع كبير.

الجمهورية

تردّد أن رئيس حزب أوشك على الإستقالة من مركزه .

جزم مسؤول كبير بأن اجتماعاً سيُعقد خلال الأيام المقبلة لحل مشكلة الكهرباء ولو جزئياً في منطقتين.

تحرص دولة بارزة على تعزيز علاقاتها مع الدولة اللبنانية على الصعيد العسكري لتأكيد عدم وجود أي تعديل في سياستها بعد خروجها من الإتحاد الأوروبي.

البناء

توصّل وزير سابق إلى خلاصة مفادها أنّ النائب وليد جنبلاط لم يقصد شخصاً بعينه حين توجه في إحدى تغريداته الأخيرة إلى من أسماه "ممثل العلوج في الوزارة"، وذلك خلافاً للرأي القائل بأنّ المقصود هو وزير الداخلية نهاد المشنوق. ورأى الوزير السابق أنّ جنبلاط تقصّد الإبقاء على هذا الغموض بهدف إيصال الرسالة إلى الجميع، سواء الذين يُعتبرون حلفاءه في رفض النسبية والتخوّف منها، أو إلى خصومه الذين يصرّون على أن تكون النسبية جزءاً لا يتجزأ من قانون الانتخابات النيابية الجديد…

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

رئيسا الاحرار والكتائب: لقانون انتخابي جديد واجراء الانتخابات في موعدها

الأربعاء 11 كانون الثاني 2017 /وطنية - استقبل رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون في البيت المركزي للحزب في السوديكو، قبل ظهر اليوم، رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، وعقد اجتماع شارك فيه عن "الاحرار" الامين العام للحزب الدكتور الياس ابو عاصي، امين الداخلية الدكتور ريمون مرهج وأمين الإعلام اميل العلية، وعن "الكتائب" عضوا المكتب السياسي غابي سمعان وشادي معربس. وتم البحث في المستجدات السياسية، لا سيما في موضوع الإنتخابات النيابية.

شمعون

اثر اللقاء، لفت النائب شمعون، الى ان "الظروف اليوم ليست سهلة على البلد، وهناك نوع من الامتحان في موضوعي الانتخابات النيابية وقانون الانتخابات"، داعيا القوى السياسية الى "ان تجتمع وتعتمد اسلوبا واحدا للعمل"، وقال: "ان حزبي وحزب الكتائب، اعتادا عندما تكون هناك ضرورة وطنية للتحرك، يكونان دائما موجودين وفي الطليعة". اضاف: "لبنان لسوء الحظ، هو دائما في حالة الدفاع النفس ولدينا الآن والحمد لله رئيس جمهورية انتخب بعد سنتين ونصف من الشغور، ولدينا حكومة هي حكومة انتخابات نتمنى ان تكون في موعدها مهما كان القانون، وسنكون ان شاء الله واياكم في نفس الخندق للدفاع عن شؤون هذا الوطن".

الجميل

من جهته، قال النائب الجميل: "كنا دائما وفي كل المفاصل على نفس الموقف السياسي والوطني، وهذا امر تجدر الاشارة اليه. وما نشعر به اليوم، هو حصول تسوية في البلد احد بنودها الإبقاء على القانون الحالي للانتخابات. وكل ما نسمعه من شعارات وكلام فوق السطوح ليس سوى هروب من المسؤولية وذر الرماد في العيون".

اضاف: "كان الحديث ان اولوية الحكومة هي لإقرار الموازنة وقانون جديد للانتخابات، فتبين لنا ان الأولوية هي للغاز". واستغرب الجميل من انه "بعد شهر من تشكيل الحكومة، لم يبحث قانون الإنتخاب على طاولة مجلس الوزراء، ولا يبدو ان هناك اجتماعات في مجلس النواب للاتفاق على شيء جديد"، محذرا من هذا الموضوع، وطالب ب"عرض القوانين على المجلس النيابي في اول جلسة تشريعية"، مذكرا ان "هناك آلية دستورية لإقرار القوانين، اي بوضعها على جدول اعمال مجلس النواب والتصويت عليها حسب الأصول". وتابع: "هناك 17 قانونا في المجلس النيابي، فليعرضوا على التصويت، والقانون الذي ينال الأكثرية يصبح القانون الإنتخابي الجديد للبنان في الإنتخابات المقبلة. اما اذا كان الهدف ترك اللبنانيين في حالة عدم تمثيل حقيقي للمجتمع اللبناني كما هو حاصل من فترة طويلة الى اليوم واذا كان الهدف ترك المحادل والفساد الإنتخابي، وهذا النادي السياسي المغلق متحكما بثروات لبنان وبمقدراته ومستقبل شبابه، فلنبق على هذا القانون. واذا كان المطلوب ترك المافية السياسية متحكمة برقاب اللبنانيين وبأموالهم وثرواتهم ومستقبلهم، فليكملوا على هذا المنوال". وتوجه الجميل الى الشعب اللبناني محذرا من "النادي السياسي المغلق ومن عدم وجود اصوات حرة اصلاحية وشباب ومستقلين ومجتمع مدني في المجلس النيابي تدل على الأخطاء". وقال: "المطلوب اسكات كل هذه الأصوات لكي لا يبقى صوت يعلو فوق صوت الصفقة". ورأى ان "الطريقة الوحيدة للشفافية والحرية وللحياة الديموقراطية والسياسية في لبنان، هي ان تكون كل الأصوات مسموعة وان يكون هناك رقابة على الحياة السياسية وعلى عمل الحكومات وعلى الأخطاء المرتكبة، بوجود فريق معارض وهذا لا يتحقق الا من خلال قانون الأنتخابات"، محملا "الطبقة السياسية الموجودة اي هروب من المسؤولية في موضوع الإنتخابات"، ووصفه ب"محاولة اخضاع الشعب اللبناني لهذا النادي المغلق ومنع اي امكانية لوجود اصوات معارضة حرة وتقول الحقيقة".

ولفت الى ان "هناك عهدا جديدا وتحالفات مهمة في تاريخ لبنان، واذا لم تؤد كل هذه العوامل الى انتاج قانون انتخابي جديد في هذه الإنتخابات، فلن نتمكن من الوصول الى انتاجه بعد اربع سنوات". واعرب عن تقديره "للمواقف الوطنية للنائب شمعون"، ورأى فيه "مثالا لكل من يؤمن بسيادة لبنان واستقلاله".

وردا على سؤال قال الجميل: "الكل سيلاقي عذرا في النهاية لتبرير السير في قانون الستين، نحن نحذر من هذا الموضوع ونقول بوضوح، لا يمكن ان نقوم بحملة على مدى عشر سنوات ضد هذا القانون ونكذب على الناس ويكون ما نضمره عكس ذلك، ونكون مستفيدين بوضع اليد على قرار اللبنانيين ونكرس منطق البوسطة والمحدلة وعملية السطو على الرأي العام اللبناني".

 

قوى الامن: استدعاء شباب من القاع سببه قمع مخالفة بناء لا حملهم السلاح

الأربعاء 11 كانون الثاني 2017 /وطنية - صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة البلاغ التالي: "نشرت بعض المواقع الاخبارية الالكترونية تعليقا لاحد النواب السابقين حول إستدعاء قوى الامن الداخلي لشباب من بلدة القاع بعدما حملوا السلاح للدفاع عن المنطقة، حيث تضمن هذا التعليق سؤالا عما إذا كانت الاجهزة الامنية ستستدعي أحد النواب الحاليين". يهم المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أن توضح أنه من ضمن مهامها في حقل الضابطة العدلية قامت بتنفيذ مذكرات قضائية تقضي بإبلاغ هؤلاء الاشخاص الحضور الى المحكمة المستدعية حسب الاصول القانونية من دون التحقيق معهم وذلك على خلفية دعوى ضدهم تقدم بها المدعو (أ.د) بسبب قمع مخالفة بناء من قبل البلدية وليس على خلفية حملهم السلاح دفاعا عن أرضهم. علما أنه تم تنظيم محضري ضبط بحق (أ.د) بتاريخي 5 و23/10/2016 وقد ترك لقاء سندي إقامة بناء لاشارة القضاء المختص".

 

تخفيض حماية ريفي بأكثر من 70% من العناصر!

الأنباء الكويتية/12 كانون الثاني/17/كشفت مصادر مطلعة أن وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي تبلغ من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي قرارا، بتخفيض عدد عناصر حمايته ومواكبته بأكثر من 70% من العناصر التي كانت مولجة بذلك. ولفتت المصادر نفسها، وفق ما ذكرت صحيفة “الأنباء” الكويتية، الى أن هذا التخفيض يأتي في إطار سلة من تخفيضات الحماية لعدد كبير من السياسيين.

 

قاطيشا: زيارة بو عاصي للسفارة الايرانية إجتماعية لا أكثر

وكالة الأنباء المركزية/12 كانون الثاني/17/رفض مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” العميد وهبة قاطيشا “تحميل” زيارة وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي ممثلاً رئيس الحزب سمير جعجع الى السفارة الايرانية لتقديم التعازي بوفاة رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران الرئيس الاسبق اية الله علي اكبر هاشمي رفسنجاني اكثر مما تحتمل، فهي على حدّ تعبيره “زيارة اجتماعية لا اكثر ولا اقل، وتاريخنا مع مناسبات كهذه خير دليل، اذ قدّمنا العزاء بإبن الرئيس السوري باسل الاسد على رغم “عدائنا” للنظام”، مؤكداً ان “ما حصل في السفارة امس لا يُغيّر موقفنا السياسي من ايران ودورها في لبنان والمنطقة”. واذ وصف عبر “المركزية” “زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون الى السعودية بالـ”ممتازة” وستكون لها ايجابيات كثيرة على لبنان، خصوصاً انها اعادت العلاقات الى طبيعتها والى “صفائها” التاريخي كما كانت”، لم يستبعد “عودة الهبة السعودية للبنان قريباً، خصوصاً ان الاسباب التي “جمّدتها” قد زالت”. من جهة ثانية، اكد قاطيشا ان “موقفنا من قانون الانتخاب عبّر عنه جعجع امس باننا نرفض السير بصيغة لا تحظى بتوافق معظم القوى السياسية”، لافتاً الى ان “لا شيء عملياً حتى الان في هذا الشأن”.

 

الكتائب تنشد حواراً مع حزب الله

"الأنباء الكويتية" - 11 كانون الثاني 2017/يؤكد أحد المقربين من النائب سامي الجميل أن لدى الكتائب إرادة صادقة في بناء علاقة إيجابية وجيدة مع حزب الله، لافتا الانتباه الى أنه لا بد من أن يعود الحزب يوما من سورية، «وهو سيبقى الأكثر تنظيما والأقوى حضورا في بيئته، ولذلك لا مفر في نهاية المطاف من أن يحصل تعاون وتفاهم بيننا».  وتلفت هذه الشخصة الانتباه الى أن من مصلحة الحزب أن يمد جسورا مع الكتائب وصولا الى عدم اختزال الساحة المسيحية بثنائي التيار الوطني الحر - القوات اللبنانية، تماما كما أن التنوع في الساحات الشيعية والسنية والدرزية ضروري أيضا.

 

هل يزور عون سوريا؟

"الأنباء الكويتية" - 11 كانون الثاني 2017/زيارة الرئيس ميشال عون الى سورية ليست مطروحة في هذه المرحلة وحتى إشعار آخر. ومن أسباب عدم حصول الزيارة أن عون لم يتلق دعوة رسمية من الرئيس السوري بشار الأسد الذي لم يشأ إحراجه بهكذا زيارة لا تتوافر ظروفها الأمنية والسياسية، وستكون سببا لانقسام ومشكل لبناني، مع العلم أن الرئيس عون لم يقطع مع النظام خلال الأعوام الماضية وهناك زيارة مهمة حصلت لتهنئته بالرئاسة من موفد النظام، كما هناك من يتحدث عن انفتاح وتواصل دائمين قائمين عبر موفدين (من بينهم وزير شؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول) بين الرئيس عون والرئيس السوري وأن هذه الاتصالات تحصل بوتيرة منتظمة.  ويعتقد البعض أن زيارة السعودية على أهمية مبرراتها وضرورتها قد تشكل بوابة مهمة لتسهيل أو لتبرير إعادة الانفتاح على النظام السوري، بحيث تساهم في تعويمه وإعادة الحيثية الخارجية له انطلاقا من بوابة لبنان.

 

ناشطون شيعة يتهمون حزب الله بخرق مفهوم الدولة اللبنانية

بيروت- عربي21- عامر معروف/الخميس، 12 يناير 2017 

النائب خالد الضاهر: حزب الله يضغط علينا بالترهيب والترغيب حتى يهيمن على لبنان- أرشيفية ( ا ف ب)

ندد ناشطون وإعلاميون شيعة في جنوب لبنان بما أسموه "إمعان الثنائي؛ حركة أمل وحزب الله"، في فرض قوانين أمر واقع عليهم، وسط استمرار ما اعتبروه "خرقا لمفهوم الدولة اللبنانية". يأتي ذلك عقب حملة يدعمها حزب الله لإقفال محال الخمور في عدد من قرى الجنوب، وأبرزها قرية كفر رمان. وكان مناصرون لحزب الله قد بدأوا منذ عام 2012 بإحراق محال تجارية تبيع خمورا، وسط انتقادات من أوساط عدة، من بينها مسيحيون حلفاء لحزب الله. ونشر الصحافي في جريدة النهار، إبراهيم حيدر، مؤخرا مقالا جاء فيه: "يكفي أن يقرر حزب الله من خلال أعضائه في بلدية كفر رمان، بموافقة من أعضاء حركة أمل، إقفال محال الخمور، حتى يصبح الأمر بمثابة فتوى شرعية، فترفع العرائض، وتستنفر العصبيات، وتُستفز الغرائز ضد بيع الخمور في بلدة غالبية سكانها من الطائفة الشيعية". وفي غضون ذلك، انتقد النائب خالد الضاهر ما اعتبره سيطرة حزب الله على مقدرات البلاد، حيث قال في مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء، إن "الحزب يضغط علينا بالترهيب والترغيب والمال والتخويف؛ حتى يهيمن على لبنان". وتساءل: "كيف يكون هذا التشيع السياسي؟ عندما نجد في احتفال حزب الله العمامات السنية في المقدمة، ورجال دين مسيحيين ودروز وغيرهم، وسياسيين ومسؤولين سابقين وجمعيات، لتأييد هذا المشروع الصفوي الفارسي"، وفق قوله. ويعد الضاهر من النواب المعارضين لحزب الله، وقد أعلن في السابق استقالته من كتلة "لبنان أولا" الموالية لرئيس الحكومة وتيار المستقبل، سعد الحريري.

حركة أمل: لا دويلات أمام الدولة

 وحول هذه الانتقادات التي وجهت إلى "ثنائي أمل وحزب الله"، قال عضو كتلة التنمية والتحرير النيابية الموالية لرئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب عبدالمجيد صالح، إن "الحديث عما تسمى الهيمنة الشيعية تراجع في الفترة الأخيرة"، مشيرا إلى أن "عودة الروح إلى المؤسسات دليل على أن الدولة هي خيار الطبقة السياسية جميعها". وأضاف أن "الاستحقاق الرئاسي تحقق، ما يثبت أن الاتهامات بخصوص تشكيل دويلات غير صحيح، والمجلس النيابي تفاعل مع المنجز"، لافتا إلى عقد دورة استثنائية لمناقشة قانون الانتخاب الجديد، وملف النفط والانتماء إلى الدول المصدرة له، ورأى بذلك تقاربا بين الفرقاء السياسيين. واعتبر صالح أن "اللبنانيين يلتقطون الإشارات بشكل كبير، ويعلقون آمالا باستعادة الدولة لعافيتها، عبر انصراف السياسيين إلى خدمة المواطنين، وحل مشكلاتهم التي "تراكمت كتراكم النفايات التي شكلت للبنان أزمة كبيرة"، على حد تعبيره. وحول إمكانية صمود هذا التوافق المستجد، قال إن "الرهان كبير على صمود لبنان بمكوناته، في ظل العاصفة التي يمر بها محيطه، وسط مخططات تقسيم المقسم، وتجزئة المجزأ"، محذرا في الوقت ذاته من أن لبنان بات "مكبّا لمشاكل المنطقة، في ظل وجود أكثر من مليوني نازح سوري وفلسطيني، ما يعني أنه يضم نصف وطن إليه".

ودعا صالح إلى إيجاد صيغة تفاهم بين اللبنانيين تبنى على قاعدة العيش المشترك، مؤكدا على أن "التنوع والتعددية لا تفسدان في الودّ قضية"، ومعوّلا على إدراك اللبنانيين أن "الحرب الأهلية تعود بالخسارة على الجميع، ولذلك فإن خيارهم هو التلاقي على الوحدة ومواجهة الإرهاب التكفيري".

من يبتلع الدولة في لبنان؟ من جهته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي شارل شرتوني، أن "المغالاة موجودة لدى أطراف سنية وشيعية، ونرى ذلك جليا في النبطية، وطرابلس، وإقليم الخروب، وصور، ومناطق عدة"، مشيرا إلى أن "وجود صدام حاصل بين الفكر الإسلامي الليبرالي والآخر المتشدد، وأن ما يحدث في الجنوب من محاولة فرض النظام بلغة الأمر الواقع، هو خروج عن منطق الدولة". وانتقد شرتوني ما وصفها بـ"تدخلات حزب الله في الحياة اليومية للمواطنين، والهيمنة الشيعية على الكثير من الإدارات العامة والوزارات، التي تعمق أزمة الفساد وهدر المقدرات"، لافتا إلى أن "حركة أمل وحزب الله يبتلعان الدولة". وقال لـ"عربي21" إن "المسيحيين الموالين للنظام السوري وحدهم من تورط بالفساد على مستوى طائفتهم، لوجود الآخرين خارج المعادلة السياسية المسيحية"، مؤكدا أن "هناك تغييبا للولاء المدني على حساب الطوائف والنزاعات الدينية، ولذلك يغيب الانتماء للدولة التي يفترض أن تكون وسيطا ضمن نظام ديمقراطي متعاف من الأزمات والأمراض". وتساءل شرتوني عن "عدم تذويب المعضلة الطائفية في إطار نظام مدني يكفل لجميع المواطنين حقوقهم، بغض النظر عن انتمائهم الديني أو السياسي"، مطالبا بعدالة اجتماعية عبر الدولة "تؤمّن للمواطن المساواة في الحقوق والواجبات، وترفع عنه ضيم المحاصصة السائدة بين الأقطاب السياسية".

                                                                          

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

نحو 1200 مسيحي في العالم استشهدوا خلال سنة بسبب دينهم

"أ ف ب" - 11 كانون الثاني 2017/أعلنت منظّمة "أوبن دورز" (الأبواب المفتوحة) البروتستانتيّة، أن نحو 1200 مسيحي استشهدوا في العالم بين الأوّل من تشرين الثاني 2015 و 31 تشرين الأوّل 2016، لأسباب مرتبطة بايمانهم، في تراجع ملحوظ بالمقارنة مع العام السابق. وبلغ عدد المسيحيين الذين استشهدوا في هذه الفترة وأحصتهم المنظّمة البروتستانتيّة، 1173 شخصاً في مقابل 7100 شخص في الفترة نفسها من العام 2015، وذلك بعد سنوات عدّة من الميل التصاعدي (1201 شهيداً في 2012 و 2123 في 2013 و 4344 شهيداً في 2014). وكتبت المنظّمة في تقرير "تراجعت حدّة الأزمات العنيفة التي أثّرت على أرقام العام 2015، سواء بسبب تراجع نفوذ المجموعات المتطرّفة (مثل حركة بوكو حرام وتنظيم داعش)، أو لأن المسيحيّين في تلك المناطق استشهدوا أو فرّوا". ونشرت المنظّمة تصنيفها الدولي في "50 بلداً يُعاني فيها المسيحيّون من الاضطهاد أكثر من سواها"، وأشارت إلى تعرّض "215 مليون شخص للإضطهاد بشكل قوي جدّاً وعنيف"، أيّ ما يُمثّل ثلث المسيحيّين في هذه الدول. وأضاف التقرير، أن "948 مسيحيّاً على الأقلّ من بينهم 695 شخصاً في نيجيريا وحدها، استشهدوا بسبب دينهم، بينما بلغ هذا العدد 225 شخصاً في 9 دول أخرى". وذكرت المنظّمة خصوصاً مقتل شخصَيْن في فرنسا، هما الأب الكاثوليكي جاك هاميل الذي قُتِلَ ذبحاً في تموز 2016 بأيدي اثنين من الجهاديّين داخل كنيسة في غرب البلاد، ومهاجر ايراني في مخيّم للاجئين في شمال بلاد في كانون الأوّل 2015، بسبب "اعتناقه المسيحيّة". إلّا أن المنظّمة تعتبر أن هذه الأرقام تشمل فقط عمليّات قتل المسيحيّين المؤكّدة. ولذلك لم ترد كوريا الشماليّة، التي تتصدّر "المؤشّر العالمي لاضطهاد المسيحيّين"، في تقرير المنظّمة، لعدم توفّر "بيانات يُمكن الوثوق بها" في النظام "الأكثر انغلاقاً في العالم".

هولاند في إجتماع مجلس الدفاع والأمن: أولويتنا إعادة السيطرة على الرقة

الأربعاء 11 كانون الثاني 2017 /وطنية - باريس - أفاد بيان صدر اليوم عن المكتب الصحافي في قصر الايليزيه "بأن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تحدث في إجتماع مجلس الدفاع والأمن الوطني عن الوضع في سوريا، مؤكدا "أن الهدف الذي يحظى بالأولوية بالنسبة لأمننا الوطني هو إعداد الامكانات لاعادة السيطرة على الرقة في أقرب وقت".وأضاف البيان بأنه "جرى بحث الإجراءات الواجب إتخاذها من أجل الاستمرار في حماية الحيز الوطني ضد الخطر الارهابي". واستعرض المجتمعون "تطور الوضع على مسارح عمليات قواتنا الخارجية ولا سيما في منطقة الساحل الافريقي وفي مالي في ضوء قمة أفريقيا - فرنسا في باماكو". كما أشاد هولاند "بتقدم القوات العراقية في الموصل بدعم من التحالف".

 

 رئيس المفوضية الاوروبية: مؤتمر جنيف الفرصة الاخيرة لتوحيد قبرص

الأربعاء 11 كانون الثاني 2017 /وطنية - اعتبر رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر، اليوم، ان المفاوضات الجارية في جنيف في محاولة لاعادة توحيد قبرص تشكل "الفرصة الأخيرة" لوضع حد لتقسيم الجزيرة المستمر منذ اكثر من 40 عاما. وقال يونكر في مؤتمر صحافي في فاليتا خلال اطلاق رئاسة مالطا الدورية لمجلس الاتحاد الاوروبي: "اعتقد حقا، من دون الرغبة في التهويل بشكل مفرط، ان ما يحدث في جنيف هو الفرصة الاخيرة" لاعادة توحيد الجزيرة. ويتوجه رئيس المفوضية الاوروبية غدا الى جنيف لحضور مؤتمر يضم الدول الضامنة لامن الجزيرة حاليا وهي اليونان وتركيا والمملكة المتحدة اضافة الى الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس. اضاف: "من واجب رئيس المفوضية ان يكون حاضرا ويحاول تقريب وجهات النظر بين الطرفين. لن اكون مسرورا لو بقيت جانبا". وختم: "عندما يكون السلام على المحك، فان من يمتنع عن المخاطرة يكون عرضة للمخاطر اكثر من غيره". وكان المتحدث باسم الحكومة القبرصية اليونانية نيكوس خريستودوليدس اعتبر ان "التوصل الى اتفاق هو في متناول اليد، لكننا قريبون منه بمقدار ما نحن بعيدون منه". وجمهورية قبرص التي تمارس سلطتها على الشطر الجنوبي من الجزيرة حيث القبارصة اليونانيون انضمت الى الاتحاد الاوروبي منذ 2004. وفي المقابل، يقيم القبارصة الاتراك في الشمال حيث اعلنت "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى انقرة.

 

الصقيع قتل 7 في بلغاريا و65 على الاقل في اوروبا

الأربعاء 11 كانون الثاني 2017 /وطنية - ادت موجة الصقيع السائدة منذ اسبوع في اوروبا الى مقتل 7 اشخاص في بلغاريا، بحسب ارقام جديدة للاعلام، ما يرفع حصيلة ضحاياها في اوروبا الى 65 قتيلا على الاقل. وأوقعت هذه الموجة آخر ضحاياها أمس مع وفاة زوجين خمسينيين نتيجة التسمم بأول اوكسيد الكربون المنبعث من حطب سيئ الاشتعال في قرية جنوب البلاد. وكان أولى الضحايا مهاجرون عراقيون أردت بهما عاصفة ثلجية في 6 كانون الثاني. بذلك ترتفع حصيلة قتلى الصقيع في اوروبا الى 65 شخصا على الاقل في اسبوع، غالبيتهم في بولندا.  منذ ايام تضرب موجة صقيع من اسكندينافيا الجزء الاكبر من اوروبا القارية واوقعت ضحايا في اوروبا الوسطى ومنطقة البلقان وايطاليا.

 

العربي الجديد: موسكو تبارك خروق النظام السوري... ولقاءات أنقرة بلا "الائتلاف"

الأربعاء 11 كانون الثاني 2017 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد" تقول: انتقلت روسيا من مرحلة التنصل غير المباشر من دورها كضامن لاتفاق أنقرة إلى جانب

تركيا، تحديداً لجهة ردع النظام السوري والمليشيات التي تقاتل إلى جانبه، عن محاولة التقدم الميداني في محيط دمشق، إلى مرحلة المجاهرة علناً بهذا التوجه، من دون أن يمنعها ذلك من استمرار إطلاق تصريحات سياسية تؤكد نيتها الدفع باتجاه عقد محادثات سياسية في أستانة، فيما دفعت هذه التطورات شخصيات في المعارضة السورية إلى اتهام روسيا بأنها تخلت عن دور "الضامن" مقابل تمسكها بدورها الأساسي، وهو الشراكة مع نظام بشار الأسد وإيران في محاولات "الوأد المتوحش" للثورة، وتحويل سورية إلى منطقة نفوذ في إطار "حرب باردة" تخوضها مع الغرب. في موازاة ذاك، جاء إعلان عضو حزب الوحدة الديمقراطي الكردي، خالد عيسى، أمس الثلاثاء، أن لا الحزب ولا وحدات حماية الشعب الكردية ستتم دعوتهما إلى محادثات أستانة ليحقق أحد أبرز شروط تركيا في ما يتعلق بالمفاوضات السياسية. ونقلت وكالة "رويترز" عن عيسى قوله "قيل لنا إنه لن يكون هناك سوى عدد محدود من الجماعات المسلحة وليس الجماعات السياسية". وأضاف "من أجل التوصل إلى اتفاق سلام شامل في سورية سيتعين في لحظة ما دعوة الأكراد إلى طاولة المفاوضات". وكان لافتاً أن تسليم الحزب بعدم دعوته تزامن مع أنباء عن الاقتراب من إنجاز اتفاق بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي تعتبر "وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة" الكردية عامودها الفقري من جهة، والنظام السوري من جهة ثانية، برعاية روسيا، يقضي بإخلاء حي الشيخ مقصود والأحياء التي سيطرت عليها "قسد" في حلب الشرقية من التواجد العسكري.

دور روسي مزدوج

المجاهرة بعدم وجود نية روسية للضغط على النظام والمليشيات عكستها تصريحات رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، في مؤتمر صحافي عقد أمس الثلاثاء في موسكو، قال فيه "إن تحرير ريف دمشق من الإرهابيين في سورية في مرحلته النهائية"، على حد وصفه. وهو ما يؤكد بالنسبة للمعارضة "مباركة" موسكو لخرق اتفاق وقف إطلاق النار من قبل النظام، وحزب الله، ومليشيات طائفية تحديداً في وادي بردى والغوطة الشرقية. كما تعتبر المعارضة أن هذه التصريحات الروسية تمنح النظام السوري غطاء إضافياً يمكّنه من خرق الاتفاق للسيطرة على ريف دمشق لإضعاف موقف المعارضة في مفاوضات تؤكد الأخيرة أنها لن تذهب إليها، إذا استمر الأسد في تحديه للإرادة الدولية. وحاولت موسكو أكثر من مرة جسْر هوة بينها وبين المعارضة السورية، لكنها فشلت في كل مرة بسبب عدم ممارسة ضغط كاف على نظام الأسد يردعه عن ارتكاب المجازر والاستمرار في سياسة التهجير القسري للسوريين. وقد جاءت الخروقات المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار كي تزيد الشرخ في العلاقة بين المعارضة السورية وموسكو، إذ لم تستطع الأخيرة إثبات حسن نيتها من خلال إجبار الأسد على الالتزام بالاتفاق. وفي موازاة حديث رئيس هيئة الأركان عن "تحرير ريف دمشق"، تولى وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، خلال المؤتمر الصحافي نفسه التصويب على التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بقوله إنه أدى "دوراً سلبياً" في سورية في مقابل تأكيده أن الجيش الروسي "أنجز" المهمة التي كلفه بها الرئيس فلاديمير بوتين، محاولاً الإيحاء بانتهاء العمليات العسكرية التي تقوم بها بلاده في سورية بعد عام وأشهر عدة من تدخل أدى إلى مقتل وتهجير عشرات آلاف السوريين، باستثناء توجيه الضربات إلى تنظيم الدولة الإسلامية، وجبهة فتح الشام (النصرة سابقاً). وفي محاولة للتأكيد على أهمية الدور العسكري الروسي، قال وزير الدفاع إن جهود روسيا وشركائها "سمحت بالتوصل إلى اتفاق حول عقد لقاء في أستانة وإطلاق عملية سياسية للتفاوض حول وقف إطلاق النار". بدوره لم يتردد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، أمس، في القول إن بلاده تواصل استعداداتها لمباحثات أستانة، مشيراً إلى أن "مدة المباحثات غير معروفة بعد، ونواصل الاستعدادات بشكل مكثف". وأضاف "لا أستطيع إعطاء تفاصيل أخرى، وروسيا تشارك في المباحثات على مستوى خبراء".

اجتماعات أنقرة

واللافت أن هذه التصريحات العسكرية والسياسية الروسية ترافقت مع الاجتماعات التي تشهدها تركيا بهدف تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في سورية، لتمهيد الطريق إلى مفاوضات أستانة أواخر شهر يناير/كانون الثاني الحالي. ووُقّع اتفاق وقف إطلاق النار في التاسع والعشرين من شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي ودخل حيّز التطبيق منتصف ليل 30 ديسمبر ودُعم من قبل مجلس الامن الدولي، لكنه يتعرض لخروقات من قبل قوات النظام ومليشيات موالية لها، خصوصاً في منطقة وادي بردى، شمالي غربي العاصمة دمشق. وشهدت أنقرة، أمس الثلاثاء، اجتماعات "تمهيدية" بين فصائل في المعارضة السورية المسلحة، والجانب التركي، أحد الضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار في عموم سورية. وجاء الاجتماع بعد يوم من عقد لقاء بين خبراء روس وأتراك، للتداول حول اتفاق وقف إطلاق النار بعد مرور نحو أسبوعين على بدء تطبيقه، والتحضير لمؤتمر أستانة الذي لم تتضح معالمه النهائية بعد. ولم ترشح معلومات تفصيلية عن نتائج اجتماع الإثنين، لكن مصادر أشارت إلى أن الجانبين قررا اتخاذ إجراءات عقابية بحق من ينتهك اتفاق وقف إطلاق النار. من جهته، أكد رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني السوري، أحمد رمضان، أن اجتماعاً تشاورياً سيعقد اليوم الأربعاء بين الجانب التركي وناشطين سوريين وممثلين عن الفصائل المسلحة "قد يستمر ليومين"، مشيراً إلى أن اجتماعات أنقرة "ستناقش كل شيء". وأوضح رمضان أن الائتلاف الوطني السوري ليس طرفاً في اجتماعات أنقرة، مشيراً إلى أن الدعوات للمشاركة فيها "فردية". من جهتها، أفادت مصادر في المعارضة السورية، تحدثت مع "العربي الجديد"، بأنّ ممثلين عن فصائل المعارضة السورية المسلحة يبدأون في أنقرة، اليوم الأربعاء، اجتماعات مع الجانبين الروسي والتركي. وأشارت إلى حضور شخصيات سياسية ومدنية معارضة من داخل وخارج سورية لهذه الاجتماعات. ووفقاً للمصادر نفسها، فإنه يوجد مشاركون جُدد في الاجتماع هم ممثلون عن فصائل المعارضة في حمص وحماة وغيرها من المناطق التي لم تكن ممثلة في الاجتماع السابق الذي أفضى إلى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار. وعن طبيعة المشاورات، التي سوف تُعقد مع الروس في أنقرة برعاية تركية، أكّدت المصادر أنّها ستكون بمثابة اختبار مدى جدية موسكو في التعامل مع خروقات النظام المستمرة لوقف إطلاق النار. ولفتت المصادر إلى أنّ ذهاب المعارضة إلى مفاوضات أستانة، سيتوقف على مدى التزام روسيا بتعهداتها كونها الضامن لوقف إطلاق النار. وفي هذا الصدد، أشار المتحدث باسم ألوية "صقور الشام" الفاعلة في محافظة إدلب، مأمون حاج موسى، إلى أن الأسد أعلن عدم التزامه باتفاق وقف النار بتأكيده لوسائل إعلام فرنسية استمراره في الحملة العسكرية على منطقة وادي بردى رغم كونها مشمولة بالاتفاق. وشدد، في حديث مع "العربي الجديد"، على أن "موقف الفصائل المعارضة بات واضحاً بعدم الذهاب إلى أستانة طالما لم يلتزم النظام وحلفاؤه بالاتفاق".

ثوابت تركية

في غضون ذلك، واصلت تركيا تأكيد تمسكها بمجموعة من الثوابت في ما يتعلق بالملف السوري، وهو ما انعكس أمس في تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونائب رئيس الوزراء التركي، نعمان كورتولموش. وقال أردوغان إن التطورات في سورية والعراق تهم تركيا بشكل مباشر، وإنه من غير الممكن غضّ النظر عن الأزمات الإنسانية الموجودة في البلدين. وأشار إلى أن "بعض البلدان المؤثرة، لا تهتم إزاء إيجاد تسوية حقيقية تقود إلى توفير الحياة الكريمة للشعبين السوري والعراقي". من جهته رأى كورتولموش أن أحد الأسباب الرئيسية لما آلت إليه الأوضاع في سورية، هو غياب خطة لإحلال السلام فيها، لدى الغرب عموماً، ولدى إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، خصوصاً. ولفت خلال مشاركته في أعمال المؤتمر التاسع لسفراء تركيا، في العاصمة أنقرة، إلى أن "إدارة الرئيس أوباما لا تملك خطة لكبح جماح نظام بشار الأسد". وشدد المتحدث باسم الحكومة على أن "الأزمة السورية غدت أزمة عالمية، تحولت فيها لحرب بالوكالة، منذ الأعوام الثلاثة الماضية". وأوضح، أن الأزمة السورية، "تحولت أيضاً إلى مصدر تهديد عالمي كبير، يمكن أن يصل كافة أرجاء الأرض من خلال المنظمات الإرهابية".

 

ترمب يقر بـ"قرصنة روسية" ضد الحزب الديمقراطي والرئيس المنتخب: سيقوم ابناي بإدارة شركاتي ولن يناقشا أمور الإدارة معي

الأربعاء 13 ربيع الثاني 1438هـ - 11 يناير 2017م/دبي – العربية.نت/أقر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بأن روسيا تقف وراء القرصنة ضد الحزب الديمقراطي، في أول مؤتمر صحافي له، منذ فوزه بانتخابات الرئاسة الأميركية. ويتسلم ترمب مهامه رسمياً كرئيس في 20 كانون الثاني/يناير الحالي، خلفاً للرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما. وقال ترمب إن بعض وسائل الإعلام تتداول معلومات مغلوطة بشأن الإدارة الجديدة، مشيراً إلى أن اتهامات القرصنة يجب أن تشمل أطرافاً أخرى بالإضافة لروسيا، مقراً بوجود القرصنة. وكشف أن هناك من يقوم بتسريب معلومات "عن اجتماعاتي بأجهزة الاستخبارات".

وأضاف الرئيس المنتخب: "سنعمل على تشكيل جبهة دفاعية أمام أعمال القرصنة من أي طرف". واعتبر ترمب أن ابنيه سيقومان بإدارة شركاته ولن يناقشا أمور الإدارة معه. واعتبر أنه إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحب ترمب "فهذا لصالحنا" كما قال. وأضاف أن روسيا يمكن أن تكون شريكاً جيداً في الحرب على تنظيم داعش. وجدد الرئيس المنتخب اتهاماته بأن إدارة الرئيس أوباما "هي التي أوجدت داعش" على حد تعبيره. وكرر ترمب نفيه أن تكون هناك علاقات بينه وبين روسيا مثل صفقات عمل أو قروض، وهو ما كان نفاه في تغريدات على تويتر قبل ساعات من بدء المؤتمر. واعتبر ترمب أنه قدم "أفضل تشكيلة لإدارة أميركية إلى الكونغرس". في سياق آخر، أعلن ترمب أن هناك خططاً لإقامة مصانع بمليارات الدولارات لخلق فرص عمل، لافتاً إلى أنه "نخسر المليارات سنويا بسبب عدم التوازن التجاري مع الصين". وحذر من أن سنة 2017 الحالية قد تكون "سيئة وغير منصفة بسبب تركة أوباما". وأعلن أنه سيعمل على تعديل خطة الرعاية الصحية التي أدخلتها إدارة أوباما. إلى ذلك، أعلن الرئيس الأميركي المنتخب أن الجانب الأميركي سيمول بناء جدار حدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك، لكن مكسيكو ستسدد لاحقاً هذه الكلفة. وقال ترمب متطرقاً إلى أحد وعوده الانتخابية "كان يمكنني أن أنتظر نحو عام ونصف العام لكي ننهي مفاوضاتنا مع المكسيك التي سنبدأها فور تسلمي منصبي، لكنني لا أريد الانتظار". أما محامية ترمب، فقالت إنه "سيكون هناك مستشار أخلاقي لشركات ترمب لمنع أي تعارض للمصالح"، مضيفة أنه "اتخذنا كل الاحتياطات لفصل الرئاسة عن إدارة الشركة".

 

80% من شرق الموصل بلا دواعش

الأربعاء 13 ربيع الثاني 1438هـ - 11 يناير 2017م/دبي - قناة العربية/أعلن جهاز مكافحة الإرهاب أن القوات العراقية باتت تسيطر على 80 إلى 85% من الجانب الشرقي لمدينة الموصل. وكان الجهاز قد بدأ اقتحام حي المالية بعد 24 ساعة من سيطرته على حي الضباط المتاخم. وصدت القوات العراقية، قبل ذلك، هجوماً عنيفاً لتنظيم "داعش" على حي التأميم شرقي الموصل دام ساعات عدة، تمكنت خلاله من قتل جميع المهاجمين وتحدثت مصادر عن مقتل عدد من أفراد الجيش. كما حاول التنظيم شن هجوم آخر من جهة باب شمس خلف التلة الأثرية، محاولاً تخفيف زخم الهجمات التي تشنها القوات المشتركة على مناطق أخرى، حيث دفع بالعديد من الانتحاريين بأحزمة ناسفة، وفق مصادر عسكرية. وفشل التنظيم حتى الآن في دعم مقاتليه على الجانب الشرقي من الموصل بعد أن عجز عن سحبهم إلى الجانب الغربي عقب تدمير الجسور على نهر دجلة.

 

وادي بردى.. النظام يعلن دخول عمال صيانة والمعارضة تنفي

الأربعاء 13 ربيع الثاني 1438هـ - 11 يناير 2017م/دبي - قناة العربية/أعلن التلفزيون التابع للنظام السوري أن النظام وفصائل المعارضة توصلت إلى اتفاق يقضي بدخول فرق الصيانة إلى وادي بردى لإصلاح محطات المياه التي تغذي العاصمة دمشق. وقال محافظ ريف دمشق إن مقاتلي المعارضة والنظام اتفقوا على دخول عمال الصيانة إلى نبع عين الفيجة في وادي بردى، وهو ما نفته المعارضة السورية المسلحة. وكان الجيش الحر قد تصدى لهجوم عنيف شنته قوات الأسد وميليشيات حزب الله اللبناني على عدد من محاور منطقة وادي بردى في اليوم العشرين للحملة العسكرية التي تقودها هذه الأطراف للسيطرة على المنطقة. وأوضح المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية في ريف دمشق، أن الهجوم الأخير تم عبر محاور وادي بسيمة وعلى أطراف قرية كفر الزيت، وأنه انتهى دون إحراز أي تقدم لقوات النظام وميليشيات "حزب الله" على محاور القتال. واستهدفت القوات المهاجمة المنطقة بأكثر من 500 صاروخ وقذيفة. يذكر أن حصار وادي بردى يشمل نحو 100 ألف مدني يعيشون في ظل تهديد متواصل ونقص في المواد الأساسية. هذا واعتبرت مصادر المعارضة السورية أن إشارة رئيس هيئة الأركان الروسية بشأن اقتراب المرحلة النهائية لما وصفه بعملية "تحرير ريف دمشق من الإرهابيين" هي بمثابة شرعنة للعملية العسكرية التي تستهدف وادي بردى. وكانت الأمم المتحدة قد وصفت، في وقت سابق من الشهر الحالي، انقطاع المياه عن 5.5 مليون نسمة في دمشق بسبب المعارك الدائرة بين النظام والمعارضة، بأنها "جريمة حرب". ورأى رئيس مجموعة العمل حول المساعدة الإنسانية لسوريا في الأمم المتحدة، يان إيغلاند، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، أنه من الصعب معرفة الجهة المسؤولة عن هذا الوضع. وقال إيغلاند: "في دمشق وحدها 5.5 مليون شخص حرموا من المياه أو تلقوا كميات أقل، لأن موارد وادي بردى غير قابلة للاستخدام بسبب المعارك أو أعمال التخريب أو الاثنين معاً". وقدرت الأمم المتحدة بـ4 ملايين عدد سكان العاصمة وضواحيها المتضررين من انقطاع المياه منذ 22 ديسمبر/كانون الأول حتى الآن.

 

الإمارات تنعى 5 موظفي إغاثة قتلوا بتفجير قندهار ومجلس التعاون الخليجي يدين الهجوم.. وإعلان الحداد بالإمارات 3 أيام

الأربعاء 13 ربيع الثاني 1438هـ - 11 يناير 2017م/العربية.نت/قالت وكالة أنباء الإمارات الرسمية، اليوم الأربعاء، إن 5 من موظفي الإغاثة الإماراتيين قتلوا في انفجار بمدينة قندهار في جنوب أفغانستان. ونعى رئيس دولة الإمارات، الشيخ خليفة من زايد آل نهيان، المسؤولين الخمسة الذين كانوا ضمن وفد حكومي مكلف بتنفيذ مشاريع "إنسانية وتعليمية وتنموية"، داعياً إلى تنكيس الأعلام في الوزارات والمؤسسات الحكومية لمدة 3 أيام. وقال مسؤولون أفغان، إن الانفجار الذي تعرضت له دار ضيافة والي قندهار في جنوب أفغانستان مساء الثلاثاء، أسفر عن مقتل 13 شخصاً على الأقل، وإصابة 18 آخرين، بينهم سفير الإمارات لدى أفغانستان، السفير جمعة محمد عبد الله الكعبي، الذي أكدت مصادر استقرار حالته. الضحايا الإماراتيون هم: أحمد المرزوعي ومحمد علي بستكي وعبد الحميد سلطان الحميدي وعبد الله محمد الكعبي وأحمد عبد الرحمن الطنيجي. زيارة الوفد الإماراتي كانت ضمن إطار برنامج دولة الإمارات لإعادة إعمار أفغانستان الذي بدأ قبل 15 عاما، وكانت تهدف لوضع حجر أساس لدار خليفة بن زايد آل نهيان في الولاية، والتوقيع على اتفاقية للمنح الدراسية على نفقة الدولة، ووضع حجر أساس لمعهد خليفة بن زايد للتعليم الفني في كابول. يذكر أن لدولة الإمارات العربية المتحدة سلسلة من المشاريع التنموية في عدد من الدول العربية وفي أفغانستان وباكستان. وأدان مجلس التعاون الخليجي الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مقر محافظ قندهار أثناء وجود وفد إماراتي كان يزور المنطقة لوضع حجر الأساس لعدد من المشروعات التي تهدف لمساعدة الشعب الأفغاني. وقالت الشرطة الأفغانية إن متفجرات "وضعت في أرائك وفجرت خلال العشاء". ولم تتبن حتى الآن أي جهة التفجير، فيما نفت حركة طالبان مسؤوليتها، معتبرةً الهجوم ضمن الصراعات الداخلية بين المسؤولين الأفغان، على حد زعمها. ووقع هجوم قندهار بالتزامن مع هجمات أخرى قتل وأصيب فيها العشرات في هلمند وفي العاصمة كابول، حيث فجر انتحاريان نفسيهما أثناء خروج موظفين من مكاتب البرلمان، ما أسفر عن مقتل 30 شخصاً على الأقل. وأعلنت حركة طالبان تبنيها لهجوم كابول.

 

"كل شيء" عن صهر ترمب ودوره المتوقع في البيت الأبيض!

الأربعاء 13 ربيع الثاني 1438هـ - 11 يناير 2017م/العربية.نت - عماد البليك/يوم الثلاثاء عيّن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب صهره جاريد كوشنر، المطور العقاري والناشر المتزوج من ابنته المثيرة للجدل إيفانكا، في منصب كبير مستشاري البيت الأبيض، كما أعلن مكتبه في بيان. ويعتبر جاريد كوشنر، شخصية شبه غامضة، يبدو ذكياً وناضجاً في بعض المرات، وأحياناً يتهم بأنه الذي دخل جامعة عريقة مثل هارفارد دون مؤهلات سوى وساطة والده عبر إغراء الجامعة بالمال. وثمة من يراه رجلا ذكيا يعمل بصمت ليمرر أهدافه، لاسيما زواجه من ابنة ترمب ليعزز شراكة بين عائلتين تعملان في مجال واحد هو العقارات، أو تخلصه من خصومه أثناء الحملة الانتخابية لترمب. وقد تزوج من إيفانكا سنة 2009 ولهما ثلاثة من الأبناء، وهو رجل أعمال وثري ومستثمر يمتلك شركة "كوشنر بروبرتي" المتخصصة في مجال التطوير العقاري، كما أنه مالك صحيفة "نيويورك أوبزيرفر" منذ عام 2006.

في مهام جديدة

نقل البيان الذي أصدره ترمب في شأن تعيين صهره، قوله إن كوشنر البالغ من العمر 36 عاماً، والذي لن يتقاضى أي راتب طيلة فترة توليه هذا المنصب "نجح بشكل هائل في الأعمال كما في السياسة". وأكد ترمب أن "جاريد كان ذا قيمة هائلة ومستشارا موثوقاً به طوال الحملة والمرحلة الانتقالية، وأنا فخور بأنه سيتولى دوراً قيادياً في إدارتي". وأضاف: "سيكون ذا قيمة هائلة في فريقي لإطلاق ووضع برنامجي الطموح موضع التنفيذ". وقد سبق ذلك الإعلان تكهنات بأن الشاب الثري سوف يعين في منصب ما، ليس لنجاحه السياسي فحسب، بل لأنه أيضا زوج نجلة ترمب الكبرى التي وضح أثرها الكبير في سياسة والدها، وظهورها المتكرر معه في اللقاءات الرسمية، كما أنها سوف تقوم بدور "السيدة الأولى" في بداية دخول ترمب للبيت الأبيض، لأن زوجة الرئيس لن تنتقل من نيويورك إلى واشنطن بسبب التزام ابنهما بارون بالمدرسة. وكانت التقارير قد رشحت كوشنر سابقا لمنصب وسيط السلام في الشرق الأوسط ونسجت القصص حول ما يمكن أن يقوم به في هذا الإطار، في ظل علاقة عائلته الوطيدة بإسرائيل وخلفيتها اليهودية. وفي الأسبوع الماضي كان كوشنر وستيف بانون كبير مستشاري ترمب قد التقيا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، وقد عملا معا في قضايا ذات صلة بإسرائيل بما في ذلك مناقشات نقل السفارة الأميركية إلى القدس وقضايا الاستيطان وموضوعات أخرى تتعلق بالشرق الأوسط. ولا يقتصر تأثير كوشنر على الأمور المتعلقة بالسياسة الخارجية، بل له دور داخل البيت الأبيض في المسائل التنظيمية فهو منسق واضح لاتصالات ترمب مع الزعماء الأجانب وساعد في تنظيم اللقاءات مع المرشحين لمناصب وزارية. ويوم الاثنين الماضي كان قد شارك في اجتماع حول الإصلاح الضريبي مع بول ريان المتحدث باسم مجلس النواب. كما أنه كان من المدافعين عن اختيار صديقه غاري كوهن، رئيس بنك جولدمان ساكس، ليشغل منصب مدير المجلس الاقتصادي الوطني. ويلاحظ أن الأمور الأخيرة تتعلق بصلب الموضوعات التجارية، التي ستكون في دائرة عمله أيضا.

مسيرة كوشنر الابن

ينتمي كوشنر لعائلة ثرية فهو الابن البكر لـ"تشارلز كوشنر" واحد من أشهر مطوري العقارات في ولاية نيوجيرسي الأميركية، حيث ولد جاريد في يناير 1981 وتلقى تعليمه الأساسي في مدرسة فريش ونشأ كيهودي ملتزم. ثم دخل جامعة هارفارد في عام 2003 ليتخرج في مجال علم الاجتماع، وكان والده من مساندي وداعمي الجامعة نفسها حيث قدم لها منحة بمبلغ 2.5 مليون دولار. لكن قصة دراسته بجامعة نخبوية مثل هارفارد لا يدخلها إلا الأذكياء أثارت الجدل كثيرا بعد كتاب نشره الصحفي الأميركي "دانيال غولدن" المتخرج من الجامعة نفسها، زعم فيه أن دخول جاريد وشقيقه أيضا إلى هارفارد جاء نتاج تبرع والده بالمبلغ المذكور. وفي عام 2007 تخرج كذلك من جامعة نيويورك في الدراسات العليا بمجال القانون وإدارة الأعمال. ومن ثم تزوج من نجلة ترمب المطور العقاري أيضا، في عام 2009 بعد أن اعتنقت الديانة اليهودية، وأنجبا من الأبناء، أرابيلا (5 سنوات) وجوزيف (3 سنوات) وثيودور (8 أشهر).

كيف بنى ثروته؟

يعمل كوشنر الابن في مجال العقارات وقد كوّن ثروة قدرها 20 مليون دولار وهو لا يزال طالبا جامعيا بهارفارد، حيث كان يشتري ويبيع المباني في المنطقة بهدف التسلية. وفي عام 2006 اشترى صحيفة "نيويورك أوبزيرفر" بمبلغ 10 ملايين دولار، موظفا بعض من الأموال التي ادخرها في السنين السابقة، وقد كانت واحدة من وسائل الإعلام القليلة التي وقفت بجانب ترمب في الحملات الانتخابية. وقد كسب شهرة واسعة بعد أن قام بشراء مبنى للمكاتب في حي 666 وهو في سن الـ 26 وكان ذلك في عام 2007 وقدرت الصفقة بحوالي 1.8 مليار دولار. وفي عام 2012 حاول شراء فريق البيسبول في لوس أنجلوس، لكنه انسحب في الوقت الأخير. والآن هو المالك الرئيسي لعقارات كوشنر، وهو الدور الذي اضطلع به منذ عام 2008 عندما كان والده الذي اتهم بالتهرب الضريبي ورشاوى، قد نظم حملة تبرعات غير قانونية، قضى بسببها سنوات وراء القضبان.وبحسب "هوليوود تيك" فإن صافي ثروته يقدر حاليا بـ200 مليون دولار.

دوره في المرحلة السابقة

رغم أن كوشنر ينتمي لعائلة عرفت بتأييد الحزب الديمقراطي، إلا أنه وقف بجوار نسيبه ترمب، وأنفق من حر ماله ما لا يقل عن 100 ألف دولار في الحملات الانتخابية للمرشح الجمهوري. كما أن كوشنر وطوال الحملة الانتخابية كان مشرفا على النواحي التقنية، حيث تولى مسؤولية مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت في الترويج لوالد زوجته. كذلك قام بتدبيج وكتابة عدد من خطابات ترمب، وتنظيم زيارات منسقة، كما تولى تصميم خطة انتقال الرئيس الجديد إلى البيت الأبيض. ويبدو أن الدور الأخير جعله أهلا للثقة بنظر ترمب في إمكانية الاستمرار في الدور نفسه، في شؤون البيت الأبيض ليصبح كبير المستشارين، برغم تحذيرات كالتي أطلقها الرئيس أوباما وهو ينبه ترمب بألا يقحم الأمور العائلية في الحكم والسياسة.

المتدخل الهادئ!

أطلقت صحيفة "نيويورك تايمز" لقب "المتدخل الهادئ في حملة ترمب" على كوشنر الابن، خاصة بعد أن قام ترمب بطرد مدير حملته "كوري ليواندوسكي" في يونيو 2016، ويبدو أن هذا التأثير الخفي لكوشنر قد استمر. ففي الوقت الذي كان فيه ترمب يتحدث مع أوباما في البيت الأبيض بعد يومين من فوز ترمب بالرئاسة، فقد التقطت الكاميرات في اللحظات نفسها كوشنر، وهو يتحدث مع رئيس موظفي أوباما وذلك بالحديقة الجنوبية من البيت الأبيض. كذلك شغل السوشيال ميديا بعد أن ظهر هو وإيفانكا مع ترمب في لقاء رسمي مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، بعد أقل من أسبوعين من فوز ترمب. وصحب تلك الأحداث الدامغة التكهن المستمر، والأسئلة: هل سيقوم ترمب باصطحاب كوشنر معه إلى البيت الأبيض؟! وكان هناك من يرى أن ذلك صعبا من النواحي القانونية. ومع المنصب الجديد والرسمي يبدو أن كوشنر يدخل البيت الرئاسي بكل قوة.

المرحلة المقبلة

يكمن الدور الرئيسي الذي سيضطلع به كوشنر في أمرين هما المسائل التجارية والشرق الأوسط، والملف الأخير كان مطروحا بقوة منذ البداية، منذ أن كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" بعد فوز ترمب، عن دور محتمل لكوشنر في سلام الشرق الأوسط، وقد أكده ترمب نفسه تلميحا بقوله في مقابلة مع "نيويورك تايمز" إن زوج ابنته قد يلعب دورا حتى لو كان غير ملحوظ في محاولة إحلال السلام في الشرق الأوسط. وبتولي كبير المستشارين فهو يقترب من هذا الدور بطريقة أو بأخرى حتى لو لم يعين مباشرة. وكان جدل قد ثار في الوسائط الأميركية حول أهلية كوشنر لهذا المنصب الجديد قانونيا، وهل ينتهك قانون مكافحة المحسوبية بالولايات المتحدة، وجاءت الإجابة بحسب مختصين بأن هذا المنصب عكس مناصب أخرى لا يتطلب موافقة مجلس الشيوخ الأميركي، كذلك فهو سيكون بلا راتب. وتطرح الآن أسئلة بخصوص وضعية التجارة والأعمال والمحافظ المالية لكوشنر وزوجته، إذ سيكون عليهما الانتقال من نيويورك إلى واشنطن. وكيف سيكون للطرفين أن يوفقا ما بين السياسة والتجارة بحيث لا يخل ذلك بالنواحي القانونية.

علاقته مع إسرائيل

فيما يتعلق بمسائل الشرق الأوسط فإن الملف الفلسطيني – الإسرائيلي هو الأوضح بلا منازع، وهنا يمكن الإشارة إلى صداقة جاريد مع رئيس بلدية القدس، لكنه لا يلتق به إلا في أميركا. وقد حاول كوشنر الابن ذات مرة شراء شركة تأمين إسرائيلية، كما أن اسمي والديه مكتوبان على مستشفى مهم في القدس. وقد سبق لترمب أن صرح بأن كوشنر الابن "يعرف المنطقة جيدا ويعرف الناس، ويعرف طرفي النزاع". وهو ما شكك فيه بعض الناس، إذ ليس من المعقول أنه يعرف الشرق الأوسط وفلسطين كما يعرفها جهابذة المفاوضات في الماضي. لكن المسؤولين الإسرائيليين لاسيما المقربون من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ينظرون إلى كوشنر بتفاؤل وبوصفه حليفا لهم، وسبق لسفير إسرائيل في واشنطن رون ديرمر الذي تربطه علاقة وثيقة بكوشنر، أن صرح قائلا: "لا مجال للشك إنه يشعر – أي كوشنر - بالتزام نحو أمن إسرائيل ومستقبلها". لكن رغم ذلك فلا تبدو علاقة كوشنر بإسرائيل واضحة، كما والده اليهودي بالتحديد، فكوشنر الابن ليست له روابط واضحة مع رجال الأعمال في إسرائيل، ولا يعرف نتنياهو إلا عابرا ومنذ طفولته عن طريق والده، حيث أن كوشنر الأب له أعمال عقارية في إسرائيل.

هل سيكون مفيداً في صنع السلام؟

أدى كوشنر دور الوسيط بين ترمب وشخصيات إسرائيلية مهمة مثل نتنياهو وغيره، وقد توسط في لقاء نتنياهو وترمب في سبتمبر الماضي أثناء الحملات الانتخابية، بل حضر اللقاء. وبحسب مارتن بيرتس المالك السابق ومحرر صحيفة "نيو رببليك" الذي عاصر جاريد في هارفاد فإن كوشنر "مفكر استراتيجي". وتابع: "إنه يعرف المنطقة أكثر من أوباما وجون كيري"، لكن لا يمكن أن يقارن قطعا بمخضرم مثل دينس روس! غير أن أحد مستشاري ترمب قلل من الأمر وقال إن كوشنر قد يكون - ببساطة - واحدا من عدة مستشارين في الشرق الأوسط. لكن في مقابل ذلك فإنه يتوقع أن تزيد زيارات كوشنر لإسرائيل، خاصة مع المنصب المكلف به، وحيث إن عددا من المحيطين بترمب لديهم قناعة بأن كوشنر سيكون له رأي مهم في الأمور المتعلقة بالعلاقة مع إسرائيل.

الأصول اليهودية

يعود جاريد إلى عائلة نجت من المحرقة وبالتحديد جده الأكبر كوشنر، وقد نشأ في بيت يهودي ملتزم، في نيوجيرسي، كما درس في مدرسة يهودية في الصغر. بل كان سببا في تحوّل إيفانكا للديانة اليهودية بعد زواجهما وهذا يدلل على ارتباطه القوي بالدين اليهودي. وقد زار جاريد إسرائيل في عام 2014 عندما حاول شراء حوالي نصف أسهم شركة "فينيكس هولدنغز" للتأمين، وقد وقع فعليا مذكرة وإن كانت غير ملزمة "تفاهم" لشراء 47% من الشركة من مجموعة "ديدليك غروب" بمبلغ 434 مليون دولار، وحالت متطلبات تنظيمية دون إكمال الصفقة. وكانت الزيارة بدعوة من صديقه "شلومو غروفمان"، الذي يعمل في مجال تطوير العقارات، وكان يسعى لشراكة مع كوشنر، ودعاه لهذا السبب لإسرائيل. وأثناء تلك الزيارة كانت الحرب بغزة في أوجها، وكانت أنباؤها ترد إيفانكا التي أبدت خوفا على زوجها مع سماع أخبار سقوط صواريخ على إسرائيل، وبحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" في مقابلة مع كوشنر فقد قالت له: "ماذا تفعل بحق الجحيم؟". وفي العام نفسه 2014 سافر والدا كوشنر إلى القدس لإهداء 11.5 فدانا لمستشفى "شار زيديك"، كما وعدا بمبلغ 20 مليون دولار للمستشفى، وقد كانت والدته عضوا في لجنة تدعم المستشفى نفسه من أميركا. ويشارك والده كذلك في صندوق استثمار عقاري أميركي إسرائيلي مشترك منذ 10 سنوات، ويؤكد ذلك السفير الإسرائيلي السابق لأمريكا وأحد مؤسسي ذلك الصندوق "زلمان شوفال" بقوله: "إن العائلة تشارك في أنشطة كثيرة متعلقة بإسرائيل".

 

مسؤول بالحرس الثوري يزعم دورا للسعودية بانقلاب تركيا

عربي21- فريق التحرير/ الأربعاء، 11 يناير 2017 /زعم المستشار الأعلى للقائد العام للحرس الثوري العميد حسين دقيقي، الأربعاء، عن وجود دور للسعودية في المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت في تركيا تموز/ يوليو عام 2016. وقال دقيقي إن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نجا من الانقلاب الذي دبرته السعودية ، حيث إن الروس أبلغوا أردوغان بمحاولة الانقلاب قبل ساعتين من وقوعه". وأضاف المستشار وفق ما نقلته وكالة أنباء فارس الإيرانية: "اليوم فهم الأتراك من هي السعودية، وأعلنوا أنهم يعترفون بالحكومة السورية". وأوضح أن الأمريكان يدركون أن السعودية انتهى دورها، مضيفا : أن المجازر التي يرتكبها تنظيم الدولة تسببت في فضح السعودية أمام العالم. وكشف العميد دقيقي أن "أمريكا تدرك أن  السعودية فقدت زعامة العالم العربي فإنها تحاول السيطرة على مصر". وزعم المستشار الأعلى لقائد الحرس الثوري أن زيارة رئيس روسيا لإيران ولقائه مع قائد الثورة لمدة ساعتين مؤشر على قدرة إيران، مضيفا أن "أمريكا تحاول حاليا أن لا تقع قيادة العالم الإسلامي بيد إيران وحسن نصرالله". وتابع قائلا: إن "قدرة نظام الجمهورية الإيرانية وصلت إلى الحد الذي تقف فيه روسيا إلى جانبنا في القضية السورية، وهذا يدل على اقتدار وقوة إيران". واعتبر حسين دقيقي أن محور المقاومة كان له تأثير على توجهات تركيا ومصر وروسيا. وأوضح أن سوريا لو كانت توافق على المخططات الأمريكية لما كانت تواجه هذه المؤامرات والجماعات المسلحة. وطالب المستشار الأعلى لقائد الحرس الثوري على ضرورة دعم تيار المقاومة على صعيد المنطقة لأن دعمها هو دعم تيار الثورة، مع تنفيذ توجيهات قائد الثورة باعتماد الاقتصاد المقاوم لحل المشاكل الاقتصادية في البلاد.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ملف النفط والغاز: توافق وفساد

الدكتورة/ رندا ماروني/11 كانون الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/2017/01/11/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B1%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D9%85%D9%84%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%B2-%D8%AA%D9%88%D8%A7%D9%81%D9%82-%D9%88/

إن إكتشاف النفط والغاز في أي دولة يشكل عامل إيجابي قد يتحول إلى عامل سلبي إذا لم يخضع لمعايير صارمة حيث من الممكن أن تتحول هذه النعمة إلى نقمة إذا ما كثر الفاسدين والمنتفعين حوله، أو إذا تم وضع اليد عليه بطرق ملتوية، وبلدنا الصغير بالمساحة والمغرق بالدين ينتظر هذه الفرصة للنهوض إلى واقع إقتصادي أفضل ليس فقط من خلال الحد من المديونية العامة ولكن من خلال العمل الجاد والقيام باستثمارات منتجة تكللها الشفافية وتخضع للمراقبة والمحاسبة الجادة، ولكن الظروف التي تسيطر على الواقع الإقتصادي اللبناني لا تنتظر فقط إستخراج النفط للنهوض من الكبوة، فلبنان من دون النفط ليس بدولة فقيرة، إنما تتعلق بمعايير في الواقع السياسي اللبناني، منها متٲصلة ومنها مستجدة كالواقع الزعماتي الذي تفلت من كل المعايير القانونية والدستورية والأخلاقية بالإضافة إلى السلاح الغير شرعي الذي يشكل عامل سلبي على النهوض الإقتصادي.

لقد أكدت الشركات التي أجرت المسوحات في منطقتنا الإقتصادية الخاصة EEZ وجود كميات كبيرة من الغاز في بحرنا وإذا كانت الشفافية ومكافحة الفساد مطلوبة في كل القطاعات فإن هذا القطاع يفرض المزيد من التشدد، فقبل تحديد البلوكات وتوزيعها وقبل تحديد أولويات هذه البلوكات وأي منها يجب توزيعه قبل الآخر، علينا أن نبدأ من القاعدة وتحديد الأهداف، يعني مثلا ما هو مصير الصندوق السيادي وكيف سيدار؟هل لبنان سيتحول إلى دولة نفطية أم سيكتفي بسداد ديونه؟ ما مصير مسألة الشفافية والمراقبة الدولية وهل هناك توافق على ذلك؟

عدم الوضوح هو طريق واضح للفساد، إن إنشاء الحكومة الرشيدة في موضوع قطاع النفط مفقود انطلاقا من الثغرات القانونية، فلماذا مثلا لم تلحظ المراسيم إنشاء صندوق سيادي؟

ولماذا ربط موضوع تحديد البلوكات بشخص الوزير؟ هل يستطيع أي شخص وحده أن يقرر في هذا الشأن؟

كما إن الإشتباه بالجهاز السياسي والإداري والرقابي الذي يمارس صناعة القرار ويشرف على تطبيقه هو حاضر بقوة نتيجة لممارسات سابقة.

من هنا تأتي الأهمية لإشراك المواطن اللبناني في حلقة التأثير والمراقبة والمحاسبة بالإضافة إلى إنشاء الصندوق السيادي وإلى إعتماد معايير الشفافية العالمية والإنضمام إلى مبادرة الشفافية في مجال الصناعات الاستخراجية EITI وإلا سنخوض فشلا جديدا.

ويبقى السؤال هل إستخراج النفط في ظل السلاح الغير شرعي وفي ظل نظام زعماتي يتآكله الفساد، هل سيبقى قطاع النفط خاليا منه، إنها لمعجزة القرن الواحد والعشرين؟

توافق في الحكومة

توافق في الفساد

في الطبق يغرقون

كأنهم في جهاد

حصاد يحصدون

ثرواتهم في إزدياد

كفوفهم مفتوحة

لا رادع لا أصفاد

أرهقوا الخزينة

أغرقوا البلاد

إعتماداتهم مفتوحة

ديون بلا سداد

وضعونا في ملحمة

وأتقنوا الإعداد

فالتفاؤل ممنوع

في زمن الأسياد

لكم من الأجداد لعنة

ولعنة من الأحفاد

إنها ميزة العصر توافق وفساد...

 

علاقة "حزب الله" - "القوات": مساكنة مفتوحة ولا "تطبيع

"رضوان عقيل/النهار/12 كانون الثاني 2017

قيل الكثير في الآونة الاخيرة عن امكان فتح حوار بين "حزب الله" و"القوات اللبنانية". ولطالما يحلو للدكتور سمير جعجع في مجالسه الضيقة القول إن الحزبين هما من بيئة واحدة ويعانيان المشكلات نفسها. ولا حاجة الى التذكير بأنهما يختلفان في الاستراتيجيا ومواضيع عدة ليس اقلها النظرة الى سلاح المقاومة والطريقة الفضلى للدفاع عن لبنان وحماية ارضه. وكان الطرفان قد تبادلا اخيرا رسائل ودية سريعة لم تشق طريقها الى حيز التطبيق وإن كانت محل ترحيب اكبر عند جمهور"القوات". والمفارقة التي يتوقف عندها اكثر من مراقب هي ان مختلف الاطراف خلعوا عنهم قميص الحرب وما رافقها، ولا يزال البعض غير مقتنع بأن "القوات" نزعت عن جسمها هذا الثوب والزي الزيتي أقله من القلوب. ومن يراقب العلاقة بين الحزب و"القوات" عبر نوابهما وممثليهما في الحكومات يلمس انها تقوم على قواعد الحوار وعدم قفل ابواب التلاقي بينهما. وهما يتقاطعان في مجلسي النواب والوزراء، بحسب نائب "قواتي"، على معظم القضايا المطلبية والاجتماعية "وننسجم معا ونحن من البيئة نفسها ومن غير المتورطين في الفساد الاداري لان تجربة الفريقين في الادارة والحكومة تدل على ذلك، ولم يتورط وزراؤنا ونوابنا في الفساد. اما الآخرون فلا نستطيع الدفاع عنهم من دون اتهامات". ولا يتوانى عن القول بانهما "أنظف فريقين في البلد"، وان ثمة تقارير رسمية لدى اكثر من جهة امنية وخلصت الى ان "صفر فساد" عند الفريقين. وعلى رغم المناخ الايجابي بين الطرفين حيال المسألة الاخيرة ، لم تفتح قنوات الحوار بينهما. وترى "القوات" ان الحزب غير مستعد لهذا الحوار بعد مشوارهما في طاولات الحوار التي كانت تتم برعاية الرئيسين ميشال سليمان ونبيه بري. وتعزو موقفها هذا الى تأكدها من ان الحزب غير جدي في تعاطيه مع ملف السلاح وتثبيت مشروع الدولة "ولذلك انسحبنا آنذاك". وترجع ذلك الى انغماس الحزب اكثر في مشروعه الاقليمي. "نحن متفقون على مسائل عدة لا تحتاج الى حوار. ونتعاون في اللجان النيابية ومجلسي النواب والحكومة . ومادام الحزب يلتزم مشروعه الاقليمي لا يمكننا التحاور معه لانه غير مستعد للنقاش في سلاحه". وبعد هذا الجواب "القواتي" الصريح، لا تتوافر الحماسة المطلوبة عند قيادة الحزب لقرع باب الحوار مع معراب، وقد ناقش في الايام الاخيرة هذا الموضوع باسهاب ولم يتم التوصل الى خلاصة شافية او فتح علاقة مع "القوات" اكثر من حدود التعاون القائم بينهما. وستبقى قواعد العلاقة معمولا بها في "مناطق الاحتكاك" في ظل عدم نضج الارادة السياسية المشتركة التي تساعد على تشريع العلاقة من ابوابها الواسعة بين الفريقين. وعبر جعجع عن هذا الامر بقوله انه لا هو ولا السيد نصرالله يريدان ان يتسليا. وثمة من يعتبر ان الحزب استنسخ منظومة من القيم نفسها في عدد من مؤسساته من تجربة "القوات" في اعوام الحرب مع اختلاف في الاهداف. ويبدو الطرفان اليوم أنهما الاكثر تنظيماً من خلال وضع "بنية حديدية" يسيران عليها مع المنضوين في الحزبين على رغم التباعد في الايديولوجيا والعقيدة. ولا شك في ان جعجع من ابرز "الخبراء المحلفين" في سياسة "حزب الله" ويعرف جيدا حقيقة ما يهدف اليه لتحقيق مشروعه. وهو يراقب جيدا موازين القوى القائمة والتدقيق في "الفضاء الشيعي" في المنطقة، ولا يعني هذا الامر تخلي الرجل عن اقتناعاته، ولذلك هو لا يعارض تكييف علاقاته مع السيد نصرالله اذا سنحت الفرص ولو من بعيد، وإن بقيا في موقع "الخصم" نظراً الى عدم تلاقي رؤيتيهما حيال النظرة الى ملف المقاومة وسلاحها، والى سوريا وموقع الرئيس بشار الاسد في دمشق. وسيستمر جعجع في التعاطي مع نصرالله على أنه في موقع الرقم الصعب في لبنان والمنطقة. وسيواصلان السير في خطين لا يلتقيان، مع بقاء المعوقات نفسها التي تمنعهما من التوصل الى اتفاق على القضايا الكبرى.

لذا ستبقى علاقة الحزب و"القوات" في "مساكنة مفتوحة" من دون ان تصل الى حدود "التطبيع".

 

عون والعودة الى العرب

علي حماده/النهار/12 كانون الثاني 2017

أهمّ ما في زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون للسعودية وقطر هو الصورة! فالحدث هو ان تطأ قدما ميشال عون ارض المملكة العربية السعودية بعد مسار طويل من العلاقات المتوترة منذ مرحلة اتفاق الطائف في نهاية تسعينيات القرن الماضي، وصولا الى مرحلة ما بعد عودة عون الى لبنان، في سياق "ثورة الارز" التي اخرجت الاحتلال السوري، ثم قيام تحالف وثيق بين عون و"حزب الله" مطلع ٢٠٠٦، وانتهاء بتصاعد التوتر بعد اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري الاولى مطلع ٢٠١١. وإذا كان الحدث هو صورة الرئيس ميشال عون في الرياض، فإن زيارة الرئيس اللبناني الآتي الى قصر بعبدا نتيجة لتسوية واسعة النطاق لم يغب عنها طرف ثالث أساسي هو "حزب الله"، من شأنها ان تضع حدا للتوتر السعودي تجاه لبنان بشكل عام، بسبب حجم كبير من التراكمات بلغت الذروة مع المواقف التي اطلقها وزير الخارجية في الحكومتين السابقة والحالية جبران باسيل من قضايا خطيرة بنظر الرياض. والتوتر الذي تصاعد مع مرور الوقت وصل الى حد شبه قطيعة مع لبنان على مختلف المستويات، وكانت قضية الهبة السعودية للجيش إحدى ترجماتها الرئيسية، استطاعت زيارة عون أن تضع حدا لها، وخصوصا ان الرئيس اللبناني مارس دورا وسطيا يناسب النظام العربي الرسمي الذي لا يطلب من لبنان أكثر من ذلك، بل انه يتفهم ظروفه "الخاصة". لكنه في المقابل لا يقبل ان يتحول لبنان الى منطلق لاعمال معادية، ومهددة لامن ذلك النظام واستقراره، وواجهته الاساسية دول منظومة مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية. صحيح أن الهبة السعودية للجيش والتي سبق أن جمدت، وربما ألغيت، لم تطرح بالتفصيل. لكن الصحيح أيضا ان طرحها بندا أول ليس مهما في هذه المرحلة، لان رحلة استعادة الثقة، واعادة الدفء الى العلاقات مع الرياض والدوحة، هي الاهم، والبقية تأتي في ما بعد. وأساسا، لا نعتقد أن الرئيس ميشال عون كان يأمل في تطور "سحري" على هذا المستوى، فالعلاقات بين لبنان والسعودية، وخصوصا في عهد ميشال عون أهم بأشواط، وكانت تحتاج الى هذه الزيارة وهذا الاسلوب الايجابي في التعامل. والمأمول هو استمرار عون في منهج الاعتدال الاقليمي، ولا سيما أنه قد يزور قريبا الجمهورية الإسلامية في ايران، حيث لا ينتظر منه العرب سوى موقف الاعتدال والوسطية، في ظل استمرار المواجهة الكبيرة مع طهران وسياساتها في المنطقة. هل يمكن القول إن زيارة عون للسعودية وقطر نجحت؟ نعم، لأنها زيارة "استعادة الثقة" التي كان يحتاج اليها لبنان، ولا سيما بعد وصول ميشال عون الى موقع الرئاسة. والمهم الآن أن يستمر عون في سياسته المعتدلة داخليا واقليميا، لأن الاعتدال والوسطية وحدهما يُنجحان عهده في زمن الحولات الكبرى في المنطقة. فكما سبق أن قلنا، إن التسوية تضع الجميع في لبنان أمام سلسلة اختبارات متعددة الوجه، أولها سياسات رئيس الجمهورية.

 

عون نجح سياسياً في السعودية ولكن... لمن يُجيَّر رصيد عودة المملكة إلى لبنان؟

سابين عويس/النهار/12 كانون الثاني 2017

قبل أن تحط الطائرة الرئاسية في بيروت عائدة من الرياض والدوحة، كانت التوقعات حول الزيارة سباقة في رسم صورة إيجابية ومتفائلة حيال نتائجها. فزيارة رئيس الجمهورية الآتي على جناح محور معادٍ للمملكة، إنجاز، ليس في خرق حظر وزعل مارسته دول الخليج بقيادة سعودية على لبنان منذ الموقف الرسمي الخارج عن الاجماع العربي في شأن إدانة الاعتداء على السفارة السعودية في طهران، بل في إعادة الخليج إلى لبنان من البوابة الرئاسية العليا. انطلاقا من هذه المعادلة، يمكن التسليم بأن الزيارة نجحت بكل المعايير السياسية المتصلة بالمكاسب المشتركة المحققة على صعيد البلدين. إذ لم تقتصر المكاسب على لبنان، كما كان متوقعاً، بل انسحبت أيضا على الجانب السعودي الذي يشهد منذ تغير السلطة فيه نموذجا جديدا في المقاربة السياسية لعلاقاته الخارجية. فلبنان الراغب في كسر الحظر الخليجي عليه من البوابة السعودية، نجح في تحقيق ذلك، كما نجح في استعادة موقعه في حاضنته العربية. ولعلّ الإنجاز الاكبر الذي حققه رئيس الجمهورية كمن في اختياره المملكة محطة أولى لأول تحرك خارجي له، موليا بذلك أهمية لطمأنة المملكة حيال انتفاء أي عدائية حيالها سبق أن لمستها بالمقاربة السياسية المحلية، إنطلاقا من التصادم القوي الذي حكم الساحة اللبنانية بفعل الهجوم المتكرر لـ"حزب الله" على المملكة.

والمفارقة أن مجلس الوزراء الذي التأم أمس في السرايا برئاسة رئيس الحكومة، أصدر موقفا لافتا في تثمينه الدور السعودي والزيارة التاريخية من دون أي تحفظ من وزيري الحزب! إعتاد الرئيس اللبناني أن تكون وجهته الاولى الغرب من البوابة الفرنسية، وأحيانا سوريا من البوابة العربية. أما عون المحسوب على محور خصم، فحرص على تذليل هذه الصورة، ولم تكن سوريا وجهته الاولى رغم ان اول زيارة تهنئة بانتخابه كانت من موفد خاص للرئيس السوري، ثم طهران التي سارع وزير خارجيتها إلى بعبدا لنقل دعوة رسمية. وبذلك بدا عون على مسافة أقرب إلى المملكة، مراعيا الخصوصية التي تمتعت بها العلاقة بين البلدين على مدى عقود، ومؤكدا العمق العربي للبنان عموما والخليجي خصوصا. فأتيح لعون من خلال هذه الاطلالة ان يكون المبادر إلى إعادة السعودية الى لبنان بعد تعثر كل جهود استرضائها والاعتذار منها، والتي بذلها رئيس الحكومة سعد الحريري خلال وجوده خارج السلطة او رئيس الحكومة السابق تمام سلام، إثر الالتباس الذي أفرزه موقف وزير الخارجية جبران باسيل بالخروج عن الاجماع العربي. وللمفارقة، ان باسيل كان ضمن عداد الوفد الرسمي بما يعكس انتهاء البرودة حياله. تأكيد عون لعروبة لبنان ونظامه السياسي القائم على وثيقة الطائف، شكلا بدورهما مكسبا للمملكة التي أكدت موقعها المتقدم على الساحة اللبنانية، رغم انتصار المحور الخصم في إيصال مرشحه إلى الرئاسة. هذا في السياسة، ولكن ماذا عن الترجمة العملية لنتائج الزيارة؟

لقد أطلق الكثير من الوعود والكلام الايجابي والودي من الجانب السعودي تجاه لبنان، لعل أولى ثماره يجب أن تتمثل في رفع الحظر عن سفر الرعايا السعوديين، بحيث يعود الاقبال الخليجي عموما والسعودي خصوصا على لبنان هذا الصيف، وهذا في ذاته إنجاز مهم نظرا إلى ما تمثله المملكة والخليج من رئة حيوية للبنان. أما في المعلومات عن الهبة المالية للجيش، فلم يرشح إلا وعد ملكي بمتابعة الامور التي طرحت في المحادثات، ومن ضمنها بطبيعة الحال الهبة. علما أن الوفد اللبناني لم يكن يعول كثيرا على دعم مالي فوري مباشر. وعليه، لم يتم توقيع اي اتفاقات ثنائية، لكن هذا مبرر لأن طابع الزيارة سياسي في الدرجة الاولى، والتمثيل الوزاري الرفيع لـ8 وزراء في الوفد يعكس هذا البعد. كل هذا الكلام يقود إلى السؤال عما بعد زيارة عون للسعودية، وتحديدا عن موعد ذهاب رئيس الحكومة سعد الحريري إليها، والذي يفترض أن يشكل المتابعة او الترجمة العملية للالتزامات الشفوية.

فالغطاء السياسي الذي وفره عون بتلبيته الدعوة السعودية جاء بمثابة تعويض للتقصير في حق المملكة، فيما السؤال الحقيقي اليوم يكمن في من سيقبض الأثمان الفعلية التي تترجم نتائج الزيارة سياسا وماليا وسياحيا وعسكريا، واين سيكون موقع الحريري في العودة المظفرة للمملكة على يد عون إلى لبنان؟

للاجابة عن هذا السؤال يجب ترقب الترجمة العملية التي تتمثل في عودة السعوديين من باب السياحة والاستثمار وتفعيل التبادل التجاري، اما التعويل على دعم مالي او تحريك الهبة للجيش فلا بد من ترقب ما إذا كان الامر سيتم من خلال الحريري، بما انه لم يتم من خلال عون!

وعليه، لا بد من ترقب زيارة الحريري للمملكة وبرنامج عملها لتلمس التوجهات المقبلة، لمعرفة في رصيد من سيصب نجاح عودة المياه الى مجاريها، وبأي شروط وأي كلفة؟

 

لبنان يستعيد موقعه الطبيعي في الحضن العربي

ربى كبّارة/المستقبل/12 كانون الثاني/17

كرّس اختيار رئيس الجمهورية ميشال عون المملكة العربية السعودية مكانا لأول اطلالاته الخارجية منذ تسلمه مهامه عودة لبنان الرسمي الى موقعه الطبيعي في الحضن العربي، بغض النظر عن تموضع قوى سياسية مشاركة في الحكم في محور ايران الساعية دوما الى مدّ هيمنتها على دول المنطقة.

فقد شكل هذا الخيار، الذي كان اول من كشف عنه مستشار خادم الحرمين الشريفين امير مكة خالد الفيصل الذي حمل الدعوة الرسمية عندما اتى مهنئا بالانتخاب، اعلانا واضحا عن الرؤية الرسمية للموقع الذي تتمركز فيه مصالح البلاد الحيوية على مختلف المستويات. وقد لخص الرئيس عون الرؤية الرسمية في حديث صحافي اوضح فيه بشفافية ان مساعدة ايران «حزب الله» كانت في اطار سياسة دعم المقاومة وتحولت «الى ما يوصف بالحرب على الارهاب في سوريا (...) لكن ضمن الاراضي اللبنانية هناك دولة هي المسؤولة عن امن المواطن وعن امن الجماعات وعن حفظ الحدود، اما خارج الحدود فالازمة تفوق قدرة لبنان وهي متوقفة على لاعبين دوليين واقليميين كثر». فـ«حزب الله« لم يعارض علنا هذا الخيار، و»إن كان بديهيا انه يفضل خيارا آخر أقل وضوحا من مثل زيارة لمصر او لفرنسا» وفق مراقب سياسي حيادي. وربطت التسريبات على ألسنة مناصرين لـ«حزب الله« الخيار بأن السعودية، ثالث دولة ارسلت موفدا للتهنئة، هي اول من دعاه الى زيارة رسمية، رغم ان التهنئة وصلته اولا من سوريا وثانيا من ايران. حتى ان رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي ذكّر من بيروت عشية الزيارة، التي قد تؤدي راهناً الى الافراج عن هبة للجيش اللبناني بقيمة ثلاثة مليارات دولار، بأن رغبة بلاده في تسليح الجيش «راسخة وهذا الامر موضوع بتصرف الحكومة ان شاءت ان تفعله». وفي اطار التشويش المموّه ركزت وسائل اعلام ومحللون مقربون من «حزب الله« على تغيب ولي العهد وزير الداخلية الامير محمد بن نايف رغم وجوده في الجزائر، وكذلك تغيب ولي ولي العهد وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان رغم ما نقل عن العاهل السعودي بأن الامور العسكرية سيبحثها وزير الدفاع بعد عودته من الخارج. اما «حزب الله» وبناء على معرفته بشخصية الرئيس عون ومدى تمسكه بخياراته، ترك له الباب مواربا، عندما شدّد امينه العام حسن نصر الله على «الثقة« به وبالتالي «من حق الرئيس ان يسافر الى اي مكان وان يكون سفره الاول الى اي مكان». وحتى لا يشكل سلوكهم ضربة للعهد الذي يعتبرون انفسهم عرّابه خفف مسؤولو الحزب كثيرا من وتيرة استهداف «آل سعود»، وان بقي ذلك تذكيريا في بعض المناسبات كإحيائهم مؤخرا الذكرى السنوية الاولى لاعدام الشيخ نمر باقر النمر.

وبذلك تكون الزيارة بحد ذاتها «ايجابية جدا» وفق المصدر نفسه، بغض النظر عن نتائجها المباشرة لان الامور تتطلب وقتا سواء الافراج عن الهبة او عودة السيّاح او الاستثمارات، خصوصا ان الوزير السعودي لشؤون الخليج تامر السبهان اوضح في حديث صحافي «ان بلاده تقدر الظروف التي مر بها لبنان في المراحل السابقة. كما رأت صحف سعودية انها «تعيد حرارة العلاقات» (الحياة) او «تبدد الالتباسات« (الوطن)، فيما شددت صحيفة «الرياض« على انها تحمل دلالات ورسائل سياسية واقتصادية على اكثر من صعيد اهمها «اعادة التوازن الى العلاقات التاريخية والتأكيد على وحدة لبنان وعروبته واستقلالية قراره (...) بعيدا عن اي تدخلات اقليمية او حزبية او طائفية». وقد وصف رئيس الحكومة سعد الحريري الزيارة بأنها «تاريخية وناجحة بكل المعايير« باعتبارها «خطوة مهمة على طريق تعميق العلاقات وازالة الالتباسات وترميم ما ساد من تباينات خلال الفترة الماضية» التي كانت سببا لتجميد الهبات وامتناع السيّاح الخليجيين.

 

هل تنتظر الانتخابات النيابية التطورات السورية لتعرف اللوائح المتنافسة أي شعارات ترفع؟

 اميل خوري/النهار/12 كانون الثاني 2017

إذا كانت الانتخابات الرئاسية لم تستطع انتظار تطورات الوضع في سوريا ولا الانتخابات الرئاسية الاميركية لأن الوضع الاقتصادي بات ضاغطاً ولم يعد يتحمل مزيداً من الانتظار لئلا ينهار لبنان، فهل تستطيع الانتخابات النيابية الانتظار لمعرفة الوضع النهائي الذي ستستقر عليه سوريا فيسهل عندئذ الاتفاق على قانون جديد للانتخابات يرسم صورة الوضع في لبنان ويغيّر التحالفات والتوازنات؟ الواقع أن هذا ليس جديداً في لبنان. فالمجلس النيابي الذي انبثق من الانتخابات في مستهل عهد الاستقلال تألف من أكثرية نيابية مؤيدة له وعدّلت الدستور بما يلائم متطلبات انهاء عهد الانتداب. ومجالس النواب التي انبثقت من انتخابات جرت في ظل الوصاية السورية فصّلتها قوانين تضمن فوز الأكثرية النيابية التي تؤيد استمرار هذه الوصاية، وتالياً بقاء القوات السورية في لبنان بحجة أن الأمن فيه لا يزال في حاجة الى بقائها، فكانت تتكرر في البيانات الوزارية لكل حكومة أول "ثلاثية ذهبية" عبارة: "شرعي وضروري وموقت"، إشارة الى القوات السورية، كما تفرض وصاية سلاح "حزب الله" اليوم على لبنان في البيانات الوزارية لكل حكومة "ثلاثية ذهبية" أيضاً عبارة: "الجيش والشعب والمقاومة". ومجلسا النواب اللذان انبثقا من انتخابات 2005 و2009، اي بعد انتهاء الوصاية السورية بانتفاضة شعبية، وكان التنافس شديداً فيها بين لوائح ما كان يُعرف بـ8 و14 آذار، فجاءت النتائج لمصلحة لوائح 14 آذار التي تدعو الى انسحاب كل القوات السورية من لبنان تطبيقاً لاتفاق الطائف والا اعتُبر بقاؤها احتلالاً. فهل ينبغي انتظار التطورات في سوريا لمعرفة أي قانون يكون للانتخابات وأي شعارات سترفعها اللوائح المتنافسة، وهي شعارات غامضة حتى الآن غموض ما يجري في سوريا، وان صورة الوضع في لبنان لم تكتمل بمجرد انتخاب رئيس للجمهورية لأن الوضع قد يتغير نتيجة الانتخابات النيابية المقبلة وتكوّنت منها أكثرية لها سياستها وأهدافها.

لذلك فإن الخلاف قد لا يستمر على قانون الانتخاب. فإذا كان واضحاً يعرف كل حزب من خلاله حصته من المقاعد في مجلس النواب المقبل. أما إذا لم يرضَ أي حزب فاعل بحصته فقد يعمل على عرقلة إقراره بشتى الوسائل بما فيها تعطيل النصاب. وأما إذا كان القانون غامضاً بحيث يتصوّر كل حزب ان حصته محفوظة فيه وهو ما كان يحصل في قوانين سابقة، فإن الحزب الذي يخاف من هذا الغموض قد لا يقبل به. فهل هذا يعني أن التطورات في سوريا، سواء كانت عسكرية أم سياسية، قد تساعد على وضع قانون للانتخاب يأخذ شكل ما تنتهي اليه. فإذا لم تكن هذه التطورات حاسمة قبل موعد الانتخابات النيابية في لبنان، فقد يكون تأجيلها مرجحاً لأن المطلوب معرفة أكثرية مَنْ ستأتي بها الانتخابات الى مجلس النواب الجديد. أهي أكثرية تدين بالولاء لفريق سوري ضد فريق أم العكس؟ فيعود الانقسام بين اللبنانيين حول سوريا في انتظار الحل الشامل فيها. أما إذا تحقّق هذا الحل قبل الانتخابات النيابية في لبنان وكان حلاً يرضي كل الأفرقاء في سوريا ولبنان، فلا يعود يهم عندئذ لمن تكون الأكثرية في مجلس النواب الجديد لأنها لا تعود أكثرية لها بعد عربي واقليمي ولا حتى دولي، بل بعد لبناني فقط، والانقسام الداخلي يتحوّل تنافساً بين الاحزاب على خدمة لبنان.

الى ذلك، هل يمكن القول إن قانون الانتخاب قد يدخل في سباق مع الحل الشامل في سوريا، بحيث يأتي القانون على صورة هذا الحل ولا تعود المنافسة حادة حول الأكثرية في الانتخابات المقبلة لأنها تفقد بُعدها العربي والاقليمي. لكن هل في استطاعة لبنان انتظار الحل في سوريا خصوصاً اذا طال وكان عليه أن يجري الانتخابات النيابية في موعدها وقبل صيف 2017 أو القبول بتأجيلها ستة أشهر أو أكثر، ولا مبرر لهذا التأجيل أمام الرأي العام الداخلي والخارجي، إلا اذا كان قانون الانتخاب قد أقر والتأجيل المطلوب سوى تأجيل تقني للتدرب على تطبيقه؟ وهل ستتغير العلاقات الاميركية - الروسية بعد تسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب السلطة، ما يساعد على ايجاد حلول شاملة للحروب الدائرة في المنطقة؟ فإذا لم يكن في استطاعة لبنان الانتظار لاجراء الانتخابات الرئاسية، فهل يكون في استطاعته ذلك ومن ثم اجراء انتخابات نيابية تعكس نتائجها صورة لبنان الجديد، ام أن في الداخل الاميركي ما يعرقل التقارب الاميركي - الروسي، فلا يصير اتفاق على أي اسس يبنى الشرق الأوسط الجديد، ولا على تقاسم مناطق النفوذ، فيكون المجهول المخيف.

 

الحوار بين حزب الله والقوّات !؟

فؤاد ابو زيد/الديار/11 كانون الثاني/17

يكثر الحديث والتكهن والاشارات، الى ان فتح باب الحوار بين حزب القوات اللبنانية، وحزب الله، لم يعد صعباً او مستحيلاً، وان الكلام الايجابي من الطرفين الذي يكثر في خطاب مسؤولي الحزبين، يساعد على تقريب ساعة اللقاء، ولكن الذين يعتقدون ان نتائج كبيرة ستحصل كتلك التي نتجت عن حوار حزب الله والتيار الوطني الحرّ، لن يكونوا واقعيين، لان ما يفرّق بين الحزبين، وخصوصاً ما يتعلّق بالقضايا الاستراتيجية، اكثر بكثير مما يجمع بينهما، ولكن ما يمكن ان يتوصلا اليه في حال تم الحوار، لن يكون قليلاً، لانه سيكون عامل تهدئة على الساحة السياسية والشعبية، وعامل تأثير في اراحة الناس، وفي اعادة الاعتبار والهيبة الى الدولة، اما ما خصّ الخلافات الاستراتيجية، فمن المرجح الا تثار في بداية الحوار، من منطلق اعطاء فرصة للايجابيات ان تأخذ حقها ومداها على الارض بحيث تخلق عامل ثقة يمكن الافادة منه لاحقاً. العوامل المشتركة بين الجانبين، التي سمحت بخلق اجواء ايجابية مشجعة، يمكن اختصارها بالآتي، وفق التحليل وليس المعلومات. العامل الاول، كان التعارف الشخصي الذي تم بين الدكتور سمير جعجع والسيد حسن نصرالله على طاولة الحوار الاول الذي عقد برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري، والذي انتج عدداً كبيراً من القرارات الهامة التي لم تنفذ بسبب العدوان الاسرائيلي على لبنان في 2006، وتضامن الجميع ضد العدوان ووضع الخلافات جانباً. العامل الثاني، ان جعجع كان سباقاً الى اغلاق مكتب الاتصال الاسرائيلي في جونية، فور تسلمه قيادة القوات اللبنانية. العامل الثالث، ثبت بالممارسة على الارض من خلال مشاركة القوات اللبنانية في الحكومات، ان وزراء القوات لم ينغمسوا بالفساد ولا بالمحاصصة، ولا بالفئوية واستغلال الوظيفة وقد اعطى جعجع شهادة مماثلة لوزراء حزب الله. العامل الرابع، توقف جعجع عن شنّ حملات ضد مواقف حزب الله، بعد المصالحة مع الرئىس العماد ميشال عون والتخلّي عن ترشّحه لرئاسة الجمهورية ودعم عون. العامل الخامس، بعد فتح ابواب الحوار بين حزب الله وبكركي، وحزب الكتائب، وتيار المستقبل والحزب الاشتراكي وتحالف الحزب مع تيار المردة والتيار الوطني الحر، اصبح مستغربا ان يبقى العداء مستحكما بين القوات وحزب الله، خصوصا بعد انتخاب عون رئىسا للجمهورية وهو حليف الاثنين معا. في نهاية هذا العرض، من المفيد الاشارة وفق مصادر روحية مسيحية، كان لها دور وطني وسياسي مؤثر، ان حزب الله كان بإمكانه ان يكسب ثقة الجميع، مسيحيين واسلاميين، ويتحالف مع الجميع دون استثناء احد، لو غلّب الانتماء اللبناني والشأن اللبناني والمصلحة اللبنانية على ما عداها، ووضع نفسه وقدراته بتصرّف الدولة، وترك لرئىس الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب حق اتخاذ القرارات المناسبة، كما نصّ على ذلك الدستور، عندها كان يمكن ان يكون لبنان الاقوى عربيا، والاغنى عربيا، والاكثر امنا عربيا واقليميا.

  

معركة «طواحين الهوا» بين الكتائب والقوات.. الى أين؟

ابتسام شديد/الديار/ 11 كانون الثاني 2017

اختفت حرب القوات ـ الكتائب الاعلامية التي اندلعت فجأة بيانات ومواقف على المواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي وبقرار من قيادتي الفريقين بالهدنة ووقف المعركة التي استعملت فيها كل وسائل التجريح بالآخر، وتم نبش دفاتر الماضي والحاضر للطرفين بدون مهادنة وبكشف المستور في العلاقة وعمره سنوات من الخلاف في السياسة بين الحزبين الحليفين في فريق 14 آذار وللذين افترقا بعد التسوية السياسية التي غيرت كثيراً في معالم العلاقة المضبوطة بينهما.

 فما حصل وفق اوساط المراقبين هو نتيجة متغيرات على الساحة السياسية قلبت المقاييس وغيرت في التحالفات والمواقع، وواقع الحال ان الافتراق في الخيارات بات واضحاً، مهما حاولت الصيفي وقيادة معراب ضبط الخلاف الذي كبر بعد مصالحة معراب التي اعتبرت استهدافاً واستبعاداً لحزب «الله والوطن والعائلة»، ولعل المراقبين لم يخطئوا في ظنونهم عندما اعتبروا ان زمناً آخر بدأ بين الفريقين بالنظر الى تعيين الزميل شارل جبور خلفاً للوزير الزميل ملحم رياشي بان المواجهة الاعلامية باتت من اسلحة معراب الجديدة، وبان زمن تدوير الزوايا الذي أتقنه رياشي بات من الماضي، فجبور الخلف في إعلام معراب كانت له الطلات الاعلامية الصاخبة ولطالما اعتبر من الصقور في حزب القوات.

فمنذ ايام كان رد إعلامي واضح ضد احد البرامج التهكمية التلفزيونية وفي الأمس شن جبور حملة شرسة ضد حزب الكتائب عبر الفايسبوك أعقبه بتوضيح كان أعنف من الأصل، وفيه حمل جبور حزب الكتائب «الملف الأسود» للحرب اللبنانية، والخطير في كلام المسؤول الاعلامي للقوات هو نبش الذاكرة المؤلمة للحرب اللبنانية من مجزرة اهدن الى مجازر صبرا وشاتيلا وصولاً الى المواقف «الهوائية» لرئيس الكتائب في المسألة الحكومية وفي الانتخابات الرئاسية.

 ويؤكد المراقبون ان كلام جبور لن يمحوه التوضيح وان الكتائب لن تسكت وان كانت المساعي قد نجحت في تهدئة النفوس وقطع دابر التواصل الاجتماعي الذي اشتعل سريعاً. فالكتائبيون يعتبرون انهم ضربوا من بيت ابيهم والكلام الذي رد فيه عضو المكتب السياسي سيرج داغر على التطاول القواتي لن يشفي الغليل ولن يعيد العلاقات القواتية ـ الكتائبية الى سابق كلام جبور واعتباره شيئاً لم يكن.

 الكتائبيون يعتبرون من جهتهم ان ما أقدم عليه جبور هو عن سابق تصور وتصميم، فالجماعة يقصد «القوات»، «سكروا بزبيبة» لم يصدقوا ان حارة حريك ستفتح لهم طاقة للحوار فقررت معراب والكلام لكتائبيين فتح الابواب على مصراعيها عبر غسيل الأيدي والنوايا من الحرب اللبنانية ويسأل كتائبيون، من شارك في هذه الحرب؟ هل المكتب السياسي الكتائبي ام الشباب الذين انتقلوا الى كنف القوات اللبنانية هم الذين كان لهم شرف الدفاع عن لبنان.لكن المعيب ان تنفض قوات اليوم وتنكر الماضي المقاوم النابض رغم الاخطاء القاتلة التي حصلت، وما يرتاب منه الكتائبيون ليس فتح الملفات التي ليس لهل فيها شيء بل ان الارتياب من الواقع الحالي بعد ان داخ المسيحيون من العراضات السياسية التي امتهنوا استغلالها حول سلاح حزب الله واصبح لكل خطاب للامين العام لحزب الله اطلالة مقابلة للرد، وهذا الموضوع لا يحصل مؤخراً، ـ وبحسب كتائبيين فالموضوع الاخير «لا يستأهل» او لا «يحرز» سوى ان هناك من قرر خوض معركة طواحين الهواء معنا، ويكاد جبور بحسب هؤلاء يؤكد ان الصبح لا يطلع اذا لم يستأذن معراب. هذه الثقة استمدوها بعد ان صدقوا ان الرئيس ميشال عون لم يصل الى بعبدا لولا موافقة ورضى الحكيم.

 لكن بالمقابل القوات اللبنانية حاولت ان تضبط النفس وتلتزم الهدوء وتضبضب محازبيها قدر الامكان بتعليقاتهم اللاذعة، فمعركة الكتائب ليست معنا يقول القواتيون بل كنا «فشة خلق» لسوء ادارة الملفات في الآونة الاخيرة، وهنا تسأل القوات عن الظروف والاسباب التي أدت الى البلبلة الكتائبية على اكثر من صعيد، فالمواقف الاخيرة التي اتخذها الحزب كانت سبباً في الفوضى التي خلفتها الكتائب، فحالة الهذيان الكتائبية بدأت في الهمروجة التي افتعلتها الكتائب خلال اعتصام برج حمود ومن ثم فك الاعتصام دون ان يدري المعتصمون السبب الحقيقي للاعتصام واسباب انفراطه. فما كاد الكتائبيون يستوعبون ما حل بهم في برج حمود حتى صدرت الاوامر بالانسحاب الفوري من الحكومة، وزيران رفضا الامتثال وثالث انصاع لكنه بقي يداوم في وزارته. ومن ازمة الى ازمة كان الانتقال الى مأزق الانتخابات الرئاسية فالصيفي قررت خوض المعارضة، وانتخاب ثورة الأرز، مخالفة الاجماع اللبناني على انهاء الفراغ وانتخاب ميشال عون ومن بعدها قررت الكتائب المشاركة في الحكومة رغم موقفها المعارض لكن السجادة الحكومية سحبت من تحتها وفي الامتار الاخيرة قبل الاعلان عن التشكيلة الحكومية رفض الحزب المشاركة لان منصب وزير الدولة ليس على قياس طموحها. فخرجت الكتائب مجدداً الى المعارضة لكن الكتائب قررت معارضة القوات اللبنانية بدل ان تعارض الحكومة وهنا وقع الاشكال. ويرى اصدقاء القوات ان على الصيفي ربما ان تعود الى حكمة الحرس القديم خصوصاً ان الرئيس أمين الجميل لا يزال يمتلك السحر الكتائبي في مواجهة الشبيبة.

 هل انتهت الأزمة وانتهت مفاعيل التصاريح العنيفة التي لم تشهد لها مثيلاً العلاقات بين الصيفي ومعراب؟ المطلعون على الاجواء يؤكدون ان غيمة الصيف انتهت والامور عادت الى مكانها الطبيعي والاتصالات الحثيثة نجحت في لجم التفلت من هنا وهناك. ويؤكد المطلعون ان محاولات ستحصل لارساء ما يشبه تفاهماً انتخابياً ربما، او اتفاقاً في شأن الانتخابات النيابية. فالكتائب في ضوء تفاهم معراب مهددة بفقدان كل مقاعدها في بعبدا والمتن والشمال وعاليه وربما زحلة وحزب الكتائب يشدد على هامش مراوحة او مساحة من تفاهم معراب بحيث لا تلغيه ورقة التفاهم او تزيحه عن الساحة المسيحية، فالتسريبات والتوقعات الانتخابية بان التفاهم الانتخابي بين القوات والتيار الوطني الحر سيقضي على الكتائب، بحيث يصعب على الكتائب تحقيق اختراقات، وما يزعجها ما يتردد عن اتصالات تحصل بعيداً عن الاضواء وما يحكى عن احتمال اتفاق مع نديم الجميل وسجعان قزي تعمل عليه معراب.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

بري: جلسات تشريعية ورقابية مكثفة والمجلس لن يتهاون في المحاسبة

الأربعاء 11 كانون الثاني 2017 /وطنية - أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الاربعاء النيابي اليوم أن مجلس النواب "مقبل على ورشة عمل ناشطة ومكثفة في التشريع والرقابة"، مشيرا في هذا المجال الى أنه عازم على عقد جلسات محاسبة مكثفة للوزارات عدا عن الجلسات الشريعية لتعويض مرحلة التعطيل السابقة. وعن قانون الانتخابات، قال إن "الوقت بات يدهمنا ويضغط علينا، وكما عبرت في السابق فإن المطلوب إنجاز قانون جديد في أسرع وقت، وهذا ما ينتظره اللبنانيون وما وعدت به القوى السياسية". وأعرب عن خشيته مرة اخرى من "مواقف بعض الذين سيوفهم على قانون الستين وقلوبهم معه".

وتناول بري مع النواب العديد من القضايا الحياتية والاجتماعية والخدماتية التي تهم المواطنيين والتقصير الحاصل في تقديمها لهم، أكان في مجالات الصحة أم الهاتف أم الكهرباء أم المياه وغيرها. وشدد على متابعة هذه القضايا مؤكدا ان "المجلس لن يتهاون في المساءلة ومحاسبة المقصرين والمرتكبين".

كذلك تناول لقاء الاربعاء بإسهاب، نتائج اجتماع لجنة الإعلام والاتصالات، وأكد بري مجددا متابعة قضية الإنترنت غير الشرعي وما يتصل بهذا الملف حتى النهاية. وتطرق اللقاء الى استضافة بيروت بمبادرة من بري إجتماعات اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني، وجرى التشديد على ضرورة أن تساهم مثل هذه الاجتماعات في توحيد الصف الفلسطيني. وكان بري استقبل في إطار لقاء الاربعاء النواب: الوليد سكرية، حسن فضل الله، هنري حلو، علي المقداد، علي بزي، قاسم هاشم، مروان فارس، ميشال موسى، بلال فرحات، اميل رحمة، نعمة الله ابي نصر، علي عمار، هاني قبيسي، علي خريس، ناجي غاريوس، علي فياض، ياسين جابر، وعبد اللطيف الزين. واستقبل بعد الظهر السفير البريطاني هوغو شورتر الذي قال بعد اللقاء: "هذا لقائي الاول مع الرئيس بري منذ إعطاء الحكومة الثقة. وكان فرصة ممتازة للبحث في الاوضاع السياسية في لبنان والآمال المعلقة على الحكومة في إجراء الاصلاحات التي تدفع بالاقتصاد وتوفير الفوائد الملموسة للشعب اللبناني. إن مجلس النواب يؤدي الدور الاساسي في درس الإصلاحات وإقرارها، وقد أعربت عن ترحيبي بتنشيط عمله بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف رئيس الحكومة". أضاف: "بحثنا في الانتخابات النيابية المقبلة وقانون الانتخاب، ويجب أن يتضمن إصلاحات اساسية مثل اللائحة المطبوعة مسبقا في اطار الشفافية القانون العصري. وآمل ايضا في ان نرى اجراءات ملموسة لتعزيز مشاركة المرأة في البرلمان. ورحبت بموقف الرئيس بري لجهة أن يتضمن القانون كوتا نسائية. وشددت ايضا على ان لا يطبق هذا الامر في البرلمان فحسب، بل نأمل ان نرى ايضا وزيرات أكثر في الحكومة المقبلة".

وختم: "إننا كمملكة متحدة مستعدون للعمل مع الحكومة والبرلمان اللبنانيين من أجل متابعة تقديم المساعدات الملحة التي يحتاج اليها اللبنانيون". من جهة أخرى، تلقى بري اتصالا من رئيسة البرلمان الايطالي لورا بولدريني وتناولا الاوضاع العامه في المنطقه ووضع اللاجئين السوريين في لبنان.

كذلك تلقى رسالة تهنئه بالعام الجديد من رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري محمد ولد خليفة.

 

الحريري ترأس مجلس الوزراء: زيارة السعودية وقطر خطوة مهمة لتعميق العلاقات وإزالة الالتباسات

الأربعاء 11 كانون الثاني 2017 /وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، جلسة مجلس الوزراء في السراي الكبير، في غياب الوزراء مروان حماده، علي حسن خليل، نهاد المشنوق، جبران باسيل، يعقوب الصراف، ملحم الرياشي، رائد خوري وبيار رفول.

استمرت الجلسة حتى الساعة الثانية، تلا بعدها وزير الثقافة غطاس خوري المعلومات الرسمية: "عقد مجلس الوزراء جلسة قبل ظهر اليوم برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السراي الحكومي، استهلها الرئيس الحريري بمداخلة قال فيها: كلام فخامة الرئيس من الرياض يعبر بأمانة وصدق عن جميع اللبنانيين وعن موقف الدولة اللبنانية تجاه الاشقاء العرب. إن زيارة السعودية وقطر خطوة مهمة على طريق تعميق العلاقات وازالة الالتباسات وترميم ما ساد من تباينات خلال الفترة الماضية، وفخامة الرئيس أمين على هذه المسؤولية، وسنكون الى جانبه في كل ما يخدم مصلحة لبنان ودوره المميز بين أشقائه.

إن الزيارة كانت تاريخية وناجحة بكل معايير النجاح، وان المحبة التي عبر عنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تجاه لبنان وفخامة الرئيس وتجاه اللبنانيين عموما، ليست غريبة على المملكة وقيادتها التي وقفت على الدوام الى جانب لبنان وشعبه، وكانت النصير الأول لأمنه واستقراره وسلامة العيش المشترك بين أبنائه، بعيدا عن التدخل الخارجي. كذلك نوه بمقررات مجلس الوزراء الاخير في قصر بعبدا، ولا سيما لجهة التعيينات في وزارة الاتصالات، والتي نريد ان تكون مدخلا جديا لدفع عمل قطاع الاتصالات الى الامام وتحسين مستوى الخدمات، فالمواطن يجب أن يشعر بالتحسن خلال الأشهر المقبلة، والخدمات يجب ان تقدم له بأفضل الشروط والاسعار الممكنة.ثم تداول مجلس الوزراء البنود التي وردت على جدول الاعمال، وأقر غالبيتها، وقام بتأجيل بعض البنود نتيجة وجود بعض الوزراء المختصين في الجولة مع رئيس الجمهورية".

اسئلة واجوبة

سئل خوري: لماذا تم تأجيل بند النفط؟

أجاب: "تم تأجيله بسبب وجود الوزراء المختصين بهذا الموضوع في الجولة مع فخامة الرئيس".

سئل: ليس هناك أي خلاف سياسي في شأنه؟

أجاب: "لا، ليس هناك أي خلاف سياسي".

سئل: أثناء انعقاد الجلسة، كانت هناك تغريدة للنائب وليد جنبلاط عن خطر الطيور في محيط مطار رفيق الحريري، فهل تم التطرق الى هذا الموضوع خلال الجلسة؟

أجاب: "لم تمر الطيور في جلسة مجلس الوزراء".

سئل: أليس هناك اجتماع بين رئيس الحكومة ووزير الأشغال في هذا الخصوص؟

أجاب: "رئيس الحكومة يمكنه أن يعقد اجتماعا مع أي من الوزراء بعد انتهاء الجلسة للبحث في الموضوع الذي يراه مناسبا، وأنا لست مكلفا التحدث عن الأمر".

سئل: هل تحددت مواعيد لمجلس الوزراء في السراي؟

أجاب: "الجلسة المقبلة ستكون في القصر الجمهوري إن شاء الله، إذا كان فخامة الرئيس موجودا في البلاد".

سئل: بالنسبة الى موضوع النازحين، ما الذي حصل تحديدا خلال الجلسة؟

أجاب: "كانت هناك خلية أزمة، أما الآن فقد تم تأليف لجنة وزارية برئاسة رئيس الحكومة وبمشاركة الوزراء المختصين، وهم وزراء الشؤون الاجتماعية والصحة والتربية والأشغال والدولة لشؤون النازحين والداخلية".

سئل: أي أنه تم حل اللجنة السابقة؟

أجاب: "لم تكن هناك لجنة سابقة، بل خلية، وكل اللجان التي كانت موجودة في الحكومة السابقة تمت إعادة النظر فيها وزيادة وزراء مختصين في عدادها تبعا لاختصاص اللجان التي ستكون إما برئاسة رئيس الحكومة أو نائبه، وهذا يغير حجم المشاركة، فإذا كانت لجنة برئاسة وزير يمكن للوزراء الآخرين عدم الحضور وإرسال مندوبين عنها، في حين ان اللجنة التي يرأسها رئيس الحكومة أو نائبه، يشارك فيها الوزراء أنفسهم".

سئل: هل ستبدأ هذه اللجنة عملها من الصفر؟

أجاب: "لدينا مليون ونصف مليون نازح، فكيف سنبدأ من الصفر؟ سنكمل كل ما تم البدء به في السابق، ولكن يجب أن يكون للدولة اللبنانية استراتيجية وأن تفاوض مجتمعة، وأن لا تقوم كل وزارة على حدة بطلب دعم المجتمع الدولي. نحن نريد سياسة متكاملة تقوم الدولة بالدفاع عنها والمطالبة بحقوق النازحين، وحتى حقوق المقيمين الذين يبذلون جهدا أكبر من أجل استقبال المجموعات الموجودة".

 

في نقد الأصوليات الدينية واليسارية والقومية

من أجل يسار جديد

محمد علي مقلد/الحوار المتمدن-العدد: 5399 – 11 كانون الثاني/2017

http://eliasbejjaninews.com/2017/01/11/%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%83%d8%aa%d9%88%d8%b1-%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d9%85%d9%82%d9%84%d8%af-%d9%81%d9%8a-%d9%86%d9%82%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b5%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%aa/

هذا النص عن الأصوليات هو، في الحقيقة، إعادة صياغة للحوار المفتوح الذي نظمه موقع "الحوار المتمدن". المداخلة التمهيدية منشورة في الحوار المتمدن، وتناولها المحاورون بأسئلة ومداخلات طاولت خمسة مواضيع، الأصوليات، نقد الفكر والممارسة، الاستبداد، الديمقراطية، اليسار الجديد. حاولت جمع الردود على الأسئلة والمواضيع المتشابهة، استعدتها بنصوصها الحرفية ولم أحذف منها إلا ما يتنافى مع أصول البحث الرصين، وما يحسب أقرب إلى "المناقرة" منه إلى النقاش الهادئ. غير أن اقتصار التعديل على ذلك لم يكن كافياً لإلغاء الطابع السجالي عن النص، بل جعل أفكاره أكثر تماسكاً وأتقن أخراجاً وأظهره كأنه أعد مسبقاً وتم توزيعه على المواضيع الخمسة.

أولا: في تعريف الأصوليات ونقدها

الأصوليات، تشبه بعضها بعضاً من حيث لجوؤها إلى الكتب لحل مشاكل راهنة، والاستعانة بالسلف الصالح، الذي يمثله الصحابة والأئمة عند الإسلاميين، وماركس ولينين وستالين وماو تسي تونغ عند اليساريين، ومرجعيات أقل شأناً لدى الحركات القومية. لا يعني ذلك اعتراضا على السلف الديني أو اليساري أوعلى القيمة التاريخية والفكرية والاخلاقية التي يمثلونها، بل اعتراض على طريقة توظيف التراث. فالأصوليات تسعى إلى نسخ التجارب القديمة ومحاكاتها، والصحيح أننا نحتاجها لاستلهامها لا لتقليدها أو لتكرارها تكراراً حرفياً آلياً.

وجه الشبه الثاني بين الأصوليات يتمثل في تعصبها للماضي على حساب المستقبل، فيذهب بها التعصب إلى أن يطلق كل منها أحكامه المغلوطة عن ماضيه، فيظهر، في نظر بعض المحاورين، "أنهيار" الرأسمالية واضحاً وقاطعاً، وتغيب، في المقابل، أية إشارة عن انهيار التجربة الاشتراكية، بل يبدو الحديث عنها وكأنها في عز شبابها لولا دمعة حرّى على تراث ستالين.

كنت أتمنى لو اطّلع المحاورون على مضمون كتابي عن -الأصوليات- الصادر قبل نحو من عشرين عاما، وفيه نقد للأصولية اليسارية لا يتبرأ من الماضي، بل يعتز به ويسعى إلى إعادة الاعتبار للاشتراكيةوللفكراليساري.

لا يكتفي الأصولي اليساري بالاستعانة بالسلف، بل هو يستحضر عدة التفكير والمصطلحات من دون أي تعديل على مدلولاتها ومضامينها، وكأن التجربة الاشتراكية ما هزها ريح ولا عصفت بها عاصفة. ربما كانت الإشادة بالتجربة والتغني بانهيار الاشتراكية نتيجة طبيعية لهيمنة التأويلات السوفياتية لهذه المصطلحات، التي بموجبها رأى اليسار القديم أن هذا العصر هو عصر الانتقال إلى الاشتراكية. ألم يحن الوقت بعد لكي يرى العقل اليساري أن الاشتراكية المحققة انهارت وبات من الضروري إعادة الاعتبار إليها بنقد الماضي لا بتأبيده؟

يمكن للمرء أن يتعلم في مدرسة الحزب الشيوعي، أي حزب شيوعي، كل القيم السامية، الأخلاقية والاجتماعية والوطنية، أن يتربى على التضحية والتفاني والصدق والمثابرة والتخلي عن الأنانية المريضة وأن يدافع عن قضايا المظلومين والمفقرين والمهمشين، وأن يناضل من أجل سلام البشرية وتقدم الشعوب وازدهار الأوطان، إلا أن المعارف الأكاديمية لها منصات أخرى، فليس الحزب هو المكان الصالح لاكتساب ثقافة أكاديمية.

فضلا عن ذلك، أيام لينين فحسب، كان المكتب السياسي يضم مجموعة من الفلاسفة والمفكرين الكبار. بعده ساد نهج ستالين مع المثقفين، فهو أمر بإعدام استاذه( وهو أستاذ فلسفة جامعي) الذي استمر على مدار أربع سنوات يشرح له محاضرات عن الديالكتيك. أعدمه بتهمة انتمائه سابقاً إلى المونشفيك قبل الثورة، وبعد أن أعدمه نشر المحاضرات في كتاب عن الديالكتيك لمؤلفه ستالين. هذا النهج هو الذي قدم المثقف أمام رفاقه على صورة -خائن لطبقته- ما جعله عاطلا عن العلم داخل الحزب، وقد أثبتت تجربة المفكرين الكبار في القرن العشرين أن الفضل في ما بلغوه في مضمار الثقافة والفنون والابداع إنما يعود إلى انتمائهم إلى الماركسية لا إلى التنظيم الحزبي. مع ذلك، فلا أحد ينكر أن تكون وسائل تحصيل المعرفة متعددة، وليس السبيل الأكاديمي إلا واحدا منها.

في المصطلح

قلت عن المصطلح، في رثاء مهدي عامل ونقلا عنه، "قل لي ما مصطلحاتك أقل لك من أنت".

 قد أكون أنا أول من استخدم مصطلح "الأصوليات" في عام 1994. في حينه كان استخدامه مغامرة فكرية وسياسية، وقد خضت المغامرة وحيدا، في مواجهة الحزب الشيوعي وأنا منه وفي لجنته المركزية. ساعدني على خوضها كريم مروة الذي كان مسؤولاً عن مجلة الطريق التي يصدرها الحزب. نشرت يومذاك في المجلة بحثاً طويلا عن الأصوليات الدينية، واكتشفت خلال البحث أن أحزابنا، على اختلاف منابعها الفكرية، تتحمل مسؤولية عن الحال التي وصلت إليها بلدان العالم العربي، ورحت أبحث عن القواسم المشتركة بين هذه الأحزاب، فوجدت أوجه شبه كما وجدت اختلافات جوهرية فيما بينها. لهذا قد يكون مفاجئاً للبعض الكلام عن وضع كل الأحزاب القومية واليسارية والدينية في سلة واحدة، لاعتقاد هذا البعض باستحالة وجود أوجه شبه بينها.

من الإجحاف بحق الأحزاب المناضلة والمكافحة من أجل المستقبل وضعها على السوية ذاتها مع الأحزاب الدينية التي تشد التاريخ إلى الوراء، ومن الجحود بحق اليسار إغفال القيم التي سعى إلى نشرها، والتي كان يلخصها شعار يرفعه الشيوعيون في كل مكان من بلداننا : النضال من أجل الخبز والعلم والحرية. ومن قصر النظر إغفال التضحيات الكبرى التي بذلتها الأحزاب اليسارية دفاعا عن قضايا شعوبها، وما أسماء شهدائها الكبار من أمثال فرج الله الحلو اللبناني والشفيع السوداني وفهد العراقي وسواهم من آلاف الشهداء الشيوعيين في لبنان الذين سقطوا دفاعا عن قضيتهم الوطنية وعن القضية القومية الأولى للشعوب العربية، أي القضية الفلسطينية، ولا التضحيات التي بذلتها الجيوش العربية بقيادة الحركة القومية العربية باسم مواجهة المشروع الصهيوني.

منطلق بحثي عن القواسم المشتركة ( وكان ذلك غداة اغتيال مهدي عامل الذي كان صديقي ورفيقي وأستاذي في النضال والفلسفة والماركسية)هو أن قاتل مهدي عامل طرف حليف للحزب الشيوعي في مقارعة "الامبريالية والصهيونية والاستعمار" وليس عدوا له. مهدي قتل في شارع في بيروت برصاص "أخوي أو رفاقي" فطرحت على نفسي السؤال، لماذا يقتل الأخ أخاه والرفيق رفيقه؟ وجوابي مشتق من مثل شعبي متداول "ليس العدو إلا عدو الكار"، وتداعت أفكاري لأكتشف أن الحروب بين الأشقاء والإخوة والرفاق التي كانت تسمى "حروب الخندق الواحد" في لبنان، هي صورة مصغرة عن حروب الأشقاء الكبار، بين دول الوحدة العربية، العراق وسوريا ومصر، أو بين أحزابها، وخصوصا البعث والتيارات الناصرية والأحزاب الشيوعية. فمن هو العدو ومن هو الصديق من بينها؟

كما نهض أمامي سؤال آخر عن سبب هزيمة مشروع الحركة الوطنية اللبنانية، مع أن مشروعها لم يكن سوى نسخة معدلة من مشروع الثورة الفرنسية ، على ما قال كمال جنبلاط في كتابه المنشور بالفرنسية ، من أجل لبنان pour le Laban،وتساءلت عن العائق الذي منعها من تنفيذ مشروعها الهادف إلى تعزيز النظام الديمقراطي اللبناني وإلغاء الطائفية السياسية، مع أنها كانت تسيطر على ثمانين بالمئة من الأراضي اللبنانية؟ كان قد أتاني الجواب مرات ومرات، أول مرة يوم اغتيال كمال جنبلاط برصاص حليف وبمعرفة قادة العالم العربي الذين نصحوه بعدم العودة إلى لبنان حفاظا على حياته، ثم اغتيال مهدي برصاص حليف، ثم من خلال سلسلة الاغتيالات التي كان آخرها في العام 1987 عشرات القادة الشيوعيين الذي قتلوا برصاص "رفاق الخندق الواحد". عنى لي كل ذلك أن اليسار ممنوع من الانتصار وأن من يمنع عنه انتصاره هم حلفاء له في الحركتين القومية والإسلامية. إذن علام يتحالف اليسار معهم؟ والجواب أن هناك قاسما مشتركاً يجمع بين هذه الأحزاب، ليجعل كلاً منها الحليف اللدود للآخر.

رحت أبحث عن هذا القاسم المشترك فوجدته متعدد الوجوه، ورأيت من الأفضل الآن أن أستعيد ما كتبته عام 1995 في مجلة الطريق، ثم ضمنته في كتاب نشرته عام 1999 عنوانه "الأصوليات: بحوث في معوقات النهوض العربي"، وفيه بحث واحد عن الأصوليات الإسلامية وبحوث كثيرة عن الأصوليات اليسارية، تناولت فيها بالنقد كتاباً وفلاسفة يساريين كباراً، مثل محمود أمين العالم والطيب تيزيني وحسين مروة. وقد ركزت على أوجه الشبه بما يخدم فكرتي في نقد التحالف بينها ولم أتعرض لأوجه الاختلاف لأنها كانت خارج دائرة اهتمامي في بحثي يومذاك، وهي خارج اهتمامي في البحث اليوم، وسيكون لها محل آخر من النقاش، أبقى فيه منحازا إلى خياري اليساري الماركسي من غير تردد.

قلت بالحرف الواحد( ص36 من كتاب الأصوليات) -إن هذه الأحزاب، الشيوعية والقومية والدينية هي أحزاب متشابهة، ويعتبر كل صنف منها الوجه المقلوب للصنف الآخر. فهي جميعا، من ناحية، أحزاب تقوم دساتيرها أو أنظمتها الداخلية على أسس غير ديمقراطية، غير شوروية، وتبني هياكلها على أسس هرمية يتحول فيها رأس الهرم، الأمين العام أو الأمير أو الرئيس، إلى حاكم يتمتع بصلاحيات استثنائية نتيجة هالة القداسة التي يحاط بها، والحظوة الكاريزمية التي يحظى بها. وهي، من ناحية ثانية، كلها أحزاب "دينية" لأنها تنطلق من الحقائق المطلقة ومن إيمانها الراسخ بامتلاكها أجوبة نهائية عن كل الأسئلة.... وهي أحزاب "دينية" لأنها أحزاب إيديولوجية، أي أنها تحوّل الإيديولوجيا إلى برنامج تعبوي تحريضي، وإلى برنامج عمل وخطط تفصيلية، وربما يكمن خطأها القاتل، لا في كونها تعتمد إيديولوجيا معينة، فالإيديولوجيا ضرورة بنيوية في قيام الحزب، أي حزب، بل في كونها تستسهل الأمر فتجعل الإيديولوجيا ذاتها برنامجا بدل أن تستلهمها وتستنطقها لتصوغ من الحياة برنامجاً. خطأها قاتل لأنها، في ما تفعله، تلوي عنق الواقع والحقيقة لتجعله مطابقاً للأفكار، ولم تجدها نفعا دروس التاريخ التي بينت أن الحياة، أي الواقع، أقوى بكثير من كل الأفكار، وأنها وحدها مختبر كل الأفكار. هذا الخطأ القاتل هو الذي " قتل" التجربة الاشتراكية في بلدان أوروبا الشرقية، ومن المؤسف أن بعض الأحزاب الماركسية لم تتعلم الدرس جيداً"

ثم اكتشفت على الصعيد العملي وجه شبه آخر وهو أن الأصوليات الثلاثة التي كانت تبحث في الكتب والنصوص عن حلول لمشاكل الحياة الراهنة، حددت جبهة أعدائها المشتركين: الصهيونية ( ولا فرق عند الإسلاميين بينها وبين الديانة اليهودية)، والامبريالية ( هي دار الكفر عند الإسلاميين)، والاستعمار ( وهو العدو الديني في نظر الاسلاميين لأنه قادم من بلدان مسيحية). وجه الشبه هذا هو الذي جعلها تقيم تنسيقا عسكريا في ما سمي مقاومة الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين ولأراض عربية في المرحلة الأولى، ثم مقاومة الاحتلال الاسرائيلي للبنان في فترة لاحقة نشأت فيها ما اصطلح على تسميته "المقاومة الوطنية والإسلامية"، وهو ما تحوّل في مرحلة ثالثة إلى جبهة الممانعة التي جمعت القوى الثلاث في حلف واحد في مواجهة الربيع العربي. ذلك أن موقف اليسار الشيوعي المرتبك حيال أحداث الربيع والمتعاون مع الأنظمة ضد قوى الثورة لم يكن خافياً على أحد، وحجته في ذلك دوره الضعيف في أحداث الربيع. (درست استفتاء الحوار المتمدن الذي أجراه على شكل استجواب لحوالي مئتي يساري من العالم العربي، ويمكن أن يعود القارئ إليه ليكتشف حجم الارتباك في الإجابة على الأسئلة ، كما يمكنه أن يكتشف ذلك من بيانات الحزب الشيوعي اللبناني مثلا الذي يصر على التعاون مع "الإخوة والرفاق" في جبهة الممانعة، ومن بينها حركة أمل وحزب الله، بحجة مشاركتهما "الطليعية" في القتال ضد إسرائيل، مقرراً عن سابق تصور وتصميم أن يكون حليفا لهما، حتى لو كان التحالف من طرف واحد... مع أن مثل هذا التحالف لن يكون سوى إذعان والتحاق.

يحق لنا أن نطرح السؤال عما إذا كانت إحدى العلامات الفارقة في الماركسية دعوتها إلى نقد الماضي كسبيل للتغيير، فهل يكون التمسك بأخطاء الماضي اليساري والدفاع عنها غير صيغة مبتكرة من التمسك بالأصول المقدسة والكتب وأحاديث السلف؟ أفلا يستحق يسار كهذا نعته باليسار الأصولي؟

أما عن الحركة القومية فإني أحيل إلى آخر كتاباتي المنشورة في الحوار المتمدن عن الأصولية القومية ، وإلى كتابي "هل الربيع العربي ثورة"، لعل القارئ يجد فيه إجابة أكثر إسهاباً على بعض الأسئلة والتساؤلات.

الأصولية مصطلح ليس من اختراعي، لكنني أزعم أنني أول من استخدمه بهذه الصيغة، أي بتوصيف أزمة العمل السياسي في بلادنا حين نظرت إلى العطل المشترك الموجود في أنظمتنا وفي أحزابنا على السواء. كان ذلك في سياق البحث عن قانون يشخص حالتنا. فصلت ذلك في كل كتبي، الأصوليات، الشيعية السياسية، اغتيال الدولة، وهل الربيع العربي ثورة، وليس هنا مجال لإعادة تلك التفاصيل. أهديت كتابي الأول، لمهدي عامل، بعبارة: إلى مهدي عامل، معلّماً أصولياً بامتياز، ومفكراً أصيلاً بامتياز. وفي لاوعيي كنت أميز بين الأصالة والأصولية. وربما هذا ما التبس في ذهن بعض اليساريين الذين يرون أن نقيض الأصولية هو التراخي، غير أنها لا تعني الشدة ولا التشدد ولا الحزم ولا الثبات على الرأي بالمعنى الإيجابي للثبات.لا. الأصولية بالمعنى الذي استخدمته هي العودة إلى الأصول الأولى والنصوص الأولى والسِّيَر الأولى، وكأن العقل البشري القادر على إنتاج تلك الأصول صار عقيماً وعاجزاً عن التجدد. الأصولي هو الذي، حين يبحث عن حل لمشكلة راهنة، يفتح كتابا قديما للسلف الديني(الأئمة والصحابة والسنة النبوية مثلا) أو للسلف اليساري (ماركس ولينين وماوتسي تونغ وتروتسكي وسواهم). استناداً إلى هذا التعريف للمصطلح لا يكون نقيضه التراخي بل التجديد الفكري. كل جيل جديد هو أكثر قدرة على فهم واقعه من الأجيال القديمة. من غير أن يعني ذلك أن كل نتاج فكري يموت بموت صاحبه. ألا ترى كيف بقيت علوم الأولين وفلسفاتهم حية عبر القرون والأجيال، ألا ترى معي كيف يحيا أرسطو وأفلاطون بين سطور المفكرين المعاصرين، ألا ترى معي كيف يصنف الماركسيون الفكر بين مادي ومثالي ويستحضرون التاريخ ليؤكدوا صحة وجهة نظرهم؟ الماضي لا يموت لكننا نحن الذين نقتله حين نستحضره، حين نحاول تطبيقه بحرفيته، حين ننقله من دون أن نأخذ بالاعتبار خصوصيات ظروفه.

الأصولي اليساري ينقل عن لسان لينين كلاماً لا ينقصه سوى أن يكون مسبوقاً بعبارة، لينين "كرم الله( أو الثورة) وجهه، أو رضي الله (أو ماركس) عنه"، ليستقيم الخطاب الأصولي.

كل فكرتي عن الأصولية هي اعتراض على هذه العودة "الحرفية" إلى كلام السلف اليساري الصالح. من قال لك أن الإمام علي يعرف أكثر من حسن كامل الصباح في شؤون الكهرباء أو من رمال رمال في شؤون الذرة؟ النبي محمد قال لسائليه أنتم أعرف مني بشؤون دنياكم. ومن قال أن لينين يعرف أكثر منك ومني في شؤون بلداننا فيما تفصلنا عنه مدة قرن من الزمان. لا إسرائيل كانت موجودة في أيامه ولا نظام البعث الأسدي الأبدي أو الصدّامي ولا أنظمة السلالات، ولا عمر البشير ولا عصابات الصومال البحرية والبرية، ولا كان الربيع العربي ولا الحادي عشر من أيلول ولا حكم الملالي في إيران ولا نفط الخليج ولا حرب الخليج ولا سقوط المعسكر الاشتراكي.....

ربما كان لينين على حق في كل ما قاله عن مجتمعه وثورته. التاريخ هو الذي سيحكم على أقواله وأفعاله. لكن أقواله ليست بالضرورة قابلة للتطبيق الحرفي في كل زمان ومكان. هذا ما علمتنا إياه الماركسية

في نقد الفكر والممارسة

نعم الإصلاح السياسي أولا. هذه هي فرضيتي، الاستبداد كان يبدد نضالاتنا اليسارية، والاستبداد له أب وأم وشجرة عائلة، ونقيضه وبديله النظام الديمقراطي، الذي يحترم حق الاختلاف ويقوم على تداول السلطة. أحزابنا كلها، الدينية والماركسية والقومية لم تكن تعترف بالآخر ولا بتداول السلطة، وبسبب طبيعتها الاستبدادية هذه لم تبلغ التضحيات اليسارية الكبرى الصادقة نهاياتها السعيدة. ولهذا السبب أيضاً سقطت التجربة الاشتراكية الكبرى في الاتحاد السوفياتي، فيما راحت التجربة الموازية في الصين تبحث عن مخرج لها بتحرير الاقتصاد والإبقاء على نظام سياسي مغلق، وهو ما لا يكفي لتنجو من ربيع ما في يوم ما.

أوروبا دفعت الثمن غاليا ومعها كل البشرية في حربيها العالميتين وحروبها التي سبقت قبل قرنين لتكتشف أن إنجازات الثورة الفرنسية لم يكن ممكنا الحفاظ عليها من غير الديمقراطية واحترام التنوع وتداول السلطة. هذا هو الحل لمشاكل بلادنا. كل حزب سياسي لا ينطلق من هذه الحقيقة سيصيبه ما أصاب سواه من القوى الحاكمة أو المعارضة وسيتعرض لعواصف ربيعية عاجلا أم آجلا.

من المؤكد أن إيجاز كتاب في مقالة لن يوفي الكتاب حقه، لكن المداخلة التي رغبت أن تكون مدخلا لحوارنا حاولت أن تعرض أفكار كتابي عن الربيع العربي بتسلسل، لا أزعم أنه الأفضل، لكنه شديد الوضوح ، آملا أن يتسع صدر القارئ لأعيد صياغة الأفكار الأساسية في كتابي "هل الربيع العربي ثورة؟ قراءة يسارية" لعلني أوضح ما بدا غامضاً في مقالتي الافتتاحية لهذا الحوار.

- ما حصل ويحصل في العالم العربي ثورة وهي الأولى بعد ثورة النبي محمد، وما تبقى كان مجرد انقلابات فوقية في رأس هرم السلطة.

- عانى العالم العربي ويعاني ليس فقط من أنظمته بل من أحزابه أيضاً لأنها جميعها قائمة على الاستبداد.

- التشخيصات السابقة اليسارية( ضد الرأسمالية) والقومية ( ضد الاستعمار) والدينية ( ضد الكفر والالحاد) ، بصرف النظر عن مدى صوابية أو عدم صوابية هذه الأفكار، أوصلت العالم العربي إلى طريق مسدود، بل إلى خروجهم من التاريخ( عنوان كتاب لفوزي منصور)

- هذا مدعاة لإعادة صياغة المصطلحات المتعلقة بالثورة والتقدم والاشتراكية، وبشكل خاص ما يتعلق بالثورة السياسية التي من دونها يستحيل الحفاظ على أي إنجاز"ثوري أو تقدمي" في أي من المجالات الأخرى

- الثورة السياسية لا تعني الانقلاب على السلطة، بل الانتقال من نظام الوراثة (كلام أكثر تفصيلا عن هذا النظام في الحضارة الاقطاعية) إلى نظام تداول السلطة (كلام تفصيلي عنه في الحضارة الرأسمالية، التي ينبغي التعامل معها على أنها حضارة، وهذا مفصل أيضا في الكتاب)

- شرط قيام النظام هذا، أي نظام تداول السلطة هو وجود وطن ودولة، وهذا يتطلب إعادة النظر في القراءات اليسارية (الماركسية خاصة) والقومية والدينية لمصطلحي الوطن والدولة ( الوطن العربي أم الأوطان، الأمة العربية أم الإسلامية أم الأممية، الدولة الديمقراطية أم الدولة الاشتراكية أم الدولة الإسلامية أم دولة الوحدة العربية ... ال)

ما حصل في العالم العربي هو ثورة ضد هذه الأنظمة الاستبدادية، وهي ثورة بدأت داخل الأنظمة "القومية التقدمية" لكنها لن تتوقف إلا بعد أن تعم كل العالم العربي من المحيط إلى الخليج.

موضوع حوارنا، كما حدّده النص التمهيدي لا يتعدى قضية بناء يسار عربي جديد، ولهذا قد يحتاج بحث هذه القضية إلى المرور على قضايا أخرى تكون رئيسية في أبحاث أخرى( كقضية انهيار الاتحاد السوفياتي والتجربة الاشتراكية) لكنها ثانوية هنا، وإن تم تناولها هنا فلكي نبني بعض الاستنتاجات العاجلة التي تخدم القضية المحورية في بحثنا، وبالتحديد دور اليسار في ثورة الربيع العربي. أما أسباب الانهيارات الكبرى، فقد تناولتها عشرات الكتب ومئات المقالات ولا حاجة لتكرار الأفكار التي وردت فيها، والتي تتراوح بين اعتبار الانهيار ناجماً عن أسباب بنيوية داخلية أو اعتباره نتيجة مؤامرة امبريالية عالمية، أميركية على وجه الخصوص, وهذا في جميع الأحوال ليس بندا من بنود حوارنا الحالي الذي يتركز على تجديد اليسار وإعادة الاعتبار للفكر الاشتراكي وإعادة تعريف المصطلحات المتعلقة بالثورة والتقدم والعدالة، وإعادة التوازن بين الحرية والعدالة... كل ذلك من أجل إعادة العالم العربي إلى قلب التاريخ الحديث للبشرية، بعد أن خرج من التاريخ بسبب أخطاء ارتكبها سياسيوه من حكام وأحزاب في السلطة وفي المعارضة

من هنا يحق لنا التساؤل، ألم يحن الوقت ليعيد اليساريون الذين استفتاهم الحوار المتمدن حول شؤون الربيع العربي منذ أكثر من عامين... ليعيدوا النظر بما قالوه في حينه؟ كثيرون أجابوا على أسئلة الموقع حينذاك وتفاوتت إجاباتهم بل تناقضت، فقال بعضهم إن اليسار كان غائبا كليا عن ساحة الربيع، فيما رأى آخرون أنه لعب دورا محورياً، وكان هناك شبه إجماع على ضرورة إخراج اليسار من أزمته. من جانبي، أرى أن هذه الضرورة ملحة إلى آخر الحدود، ولا يمكن أن تترافق عملية التجديد مع التمسك بالماضي الغني الذي لا تقاس إنجازاته إلا ضمن حدودها التاريخية

مع ذلك ليس من حق النقد أن يتجاوز الحد حين يتناول سيرة مناضلين وقوى سياسية كان لها دور وفعل في التاريخ، على غرار ما فعله بعض المحاورين حيال الحزب الشيوعي اللبناني وأمينه العام السابق. وليس من النقد بشيء التجديف على تاريخ هذا الحزب الغني بتجربته وصاحب الريادة داخل الحركة الشيوعية بتضحيات مناضليه وعطاءات مفكريه وعدد شهدائه دفاعا عن قضية شعبه وعن قضية الشعب الفلسطيني. ولا أعتقد أن من اللياقة التهجم على اختيارات الحزب التنظيمية والسياسية بأسلوب الشخصنة.

طرح أحدهم قضية على غاية من الأهمية سبق أن تناولها عدد من المفكرين العرب الكبار من خلال مناهج متعددة. حسين مروة، الطيب تيزيني، محمود أمين العالم وآخرون على منهج المادية التاريخية الماركسي، جورج طرابيشي على منهج التحليل النفسي، محمد عابد الجابري وتلامذته من فلاسفة المغرب ومحمد أركون وسواهم، على مناهج مركبة من الألسنية والبنيوية والماركسية والتحليل النفسي. فيما تناول آخرون قضايا النهضة العربية وهم أكثر من أن يعدوا ويحصوا.

هؤلاء الأساتذة أسهبوا وأجادوا في التحليل وزودوا المكتبة العربية بزاد غني من عشرات الكتب وما نطرحه اليوم في بحثنا يستفيد مما قدموه، ويحاول أن يستكمله بما نظنه مفيدا لتعميق البحث.

التاريخ ثروة بإمكاننا أن نوظفه ليكون حافزا وملهما ، كما أن من الممكن توظيفه في غير مصلحة التقدم. الأصوليات لا تحسن قراءة التاريخ ولا التراث. هذا ما تفعله كل الأصوليات، بما فيها اليسارية، وليس فقط الدينية والقومية. الفكر القومي الأصولي مثلا راح يبحث عن مقومات الأمة في التاريخ، والاشتراكيون راحوا يبحثون عن بذور الاشتراكية في بعض كلمات عن العدالة والاسلاميون راحوا يبحثون عن الديمقراطية في كلمة الشورى. هذا النوع من البحث غير تاريخي ولا يفيد المستقبل.

ما أراه ضروريا في معالجة موضوع الأصوليات هو عدم التعامل مع النصوص بصورة جامدة وعدم السعي إلى تطبيقها تطبيقاً حرفياً وعدم نقلها نقلا ميكانيكياً. كل كلمة قيلت كانت لها ظروفها، والقوانين العامة في التاريخ تخضع لمبدأ يعبر عنه مهدي عامل في كلامه عن "التنوع والكونية في الماركسية اللينينية" أي أن لكل قانون من قوانين التاريخ والعلوم الاجتماعية خصوصية في التطبيق تتعلق بالظروف الملموسة لكل مجتمع، وبناء على ذلك يتوجب على المناضلين في كل التيارات أن يشخصوا مشاكل بلدانهم لا بمعايير النصوص القديمة، بل بتفحص دقيق لأعراض الأزمات الراهنة في كل بلد من بلدانهم.

بناء على ذلك أظن أن المسؤولية المباشرة لا تقع على النصوص بل على تأويلاتها. حتى النصوص الواضحة التي لا تحتاج إلى تأويل والتي تدعو إلى العنف مثلا في النص الديني، فعلى قرائها أن يأخذوا بالاعتبار الظروف الملموسة التي أنتجتها. من ناحية أخرى ليس هناك من نص بشري مقدس، وإذا كان هناك من قداسة فهي تلك المتعلقة بالألوهة وهذا بعض من تجليات الإيمان لا العلم. أما العلم فهو يخضع لمعايير أخرى، من بينها أن لكل جيل من العلوم حدوداً تاريخية، أي أن الجيل لا يبقى صالحا لكل زمان ومكان، لكن الجيل الجديد لا يلغي القديم بل يتجاوزه بالمعنى الإيجابي، أي يستوعبه ويستكمله ويبني عليه ويضيف إليه، وهكذا تتوالد العلوم من بعضها، وعلى المنوال ذاته تتوالد الأفكار وتتطور إلى أن يحدث اكتشاف جديد، فيكون من شأنه أن يحدث - ثورة- علمية. هكذا مثلا حصل بعد اكتشاف البخار أو بعد اكتشاف الذرة.

آفة الأصوليات في السياسة هي أنها تحيط الإيديولوجيا بهالة من القداسة، والإيديولوجيا مستبدة لأنها لا تعترف بسواها ولهذا تتصارع الأحزاب الإيديولوجية لتلغي بعضها بعضا، اعتقادا من كل منها أنها وحدها تملك الحقيقة المطلقة.

أزماتنا السياسية ناجمة عن هذا النوع من التفكير. والحل ، ولا حل غيره هو البحث عن صيغة للتفاعل بدل الالغاء، عن صيغة لقبول الآخر، عن صيغة لحماية التنوع والتعدد. لا حل غيره، القانون وسيادة القانون التي تجسدها دولة المؤسسات. الدولة الديمقراطية، التي بإمكان المرء أن يناضل فيها من أجل التقدم والتغيير ... وإذا حانت في المستقبل لحظة الثورة فلا بد من أن يتوفر لينينها ، ولكل حادث حديث.

أزمة الحزب الشيوعي اللبناني

انتهت مرحلة نهوض الحزب الشيوعي اللبناني عام 1983 ودخل في مرحلة أزمته تزامنا مع بداية ظهور الأزمة في الاتحاد السوفياتي، لكن الأسباب المباشرة لأزمة الحزب كانت ذات طبيعة مختلفة متعلقة بالدرجة الأولى باصطدام مشروعه الوطني مع "حلفائه " في حركة التحرر الوطني، وشركائه في النضال ضد العدو الصهيوني، فضلا عن وقوف الأنظمة العربية كلها موقفا واحدا معارضا للتغييرات الديمقراطية التي شارك الحزب، مع الأحزاب والقوى الوطنية المنضوية في إطارالحركة الوطنية اللبنانية، في المطالبة بها وطرحها في البرنامج المرحلي للاصلاح السياسي. تولى النظام السوري ضبط "الحركة الثورية" في لبنان وضبط إيقاعها على استراتيجيته للمواجهة مع العدو الصهيوني، القائمة على تأجيل المعركة صونا للنظام الأسدي الأبدي (الأسد إلى الأبد) من أي أذى.

انفجرت الأزمة أواخر الثمانينات لهذا السبب بالذات، لكن الانفجار تزامن مع انفجارها في موسكو، ما جعل الاعتقاد يسود بأن أسباب الأزمة خارجية، ولا شك أن هناك أسباباً عامة متعلقة بالتجربة الأم، غير أنه إذا كان انهيار التجربة الاشتراكية ناجماً عن مؤامرة امبريالية، كما توهمت الأصولية الشيوعية، فمن الطبيعي، بناء على مقتضى هذا الوهم، ألا يكون للحلفاء المحليين أي دور في الأزمة، وأن تركز الاتهام، بالتالي، على دور الامبريالية وحلفائها، ما استتبع مزيدا من التضامن مع من يزعم المواجهة مع الامبريالية والصهيونية في العالم العربي، فتعمق التحالف مع قوى الممانعة المرتبطة بالنظام السوري.

في هذه المرحلة من الأزمة حصل انقلاب(سلمي) داخل الحزب على قرارات المؤتمر السادس، وتولت قيادة جديدة إدارة شؤون الحزب، وكان قرار جورج حاوي بالاستقالة من القيادة تعبيراً عن أمرين، الأول إعلان نهاية المشروع الوطني الديمقراطي الذي طرحه الحزب بقيادة جورج حاوي في مؤتمري 68 و73 تحت عنوان لبناني "في سبيل حكم وطني ديمقراطي في لبنان يفسح في المجال أمام الاشتراكية"، وعنوان عربي طرحه مؤتمر 79 "نحو حركة تحرر وطني من طراز جديد". الثاني عدم اقتناع الحزب بسقوط الشعارين والبرنامجين وباستحالة تحقيقهما، بل هو لم يقتنع بأن هذا السقوط ناجم عن اصطدامهما لا بالامبريالية والصهيونية والاستعمار، بل بالحلفاء في حركة التحرر الوطني، الأنظمة العربية التقدمي منها والرجعي، والأحزاب القومية والدينية.( في تلك المرحلة مني الحزب بخسائر كبيرة، عشرات من قياداته ومناضليه سقطوا برصاص "أخوي رفاقي".

مع ذلك أصرت القيادات المتعاقبة على الحزب مع ثلاثة أمناء عامين على البحث عن مخارج من فتات البرامج القديمة، وعلى التحالف مع القوى التي أعاقت تنفيذ الشعارين والبرنامجين المطروحين في مرحلة النهوض. بات الحزب في هذه المرحلة الممتدة من أول التسعينات حتى اليوم يغرف من معين تاريخه النضالي العريق، وتحول هذا النهج إلى مزيد من الغرق في "الأصولية" ، حتى أن بعضا من اللاوعي النضالي لم يكن يصدق أن الاتحاد السوفياتي انهار ولم يصدق أن روسيا أيام بوتين هي غيرها أيام الأممية المنهارة.

من المؤتمر السابع وحتى الأخير كانت قيادة الحزب تدير الأزمة الداخلية من غير أن يكون له قضية مستقلة، وبات على الحزب أن يناضل من أجل قضايا سواه، الدفاع عن "المقاومة" التي كان له فيها باع طويل، لكنها لم تعد مقاومته، بل صارت مقاومة ضده، والدفاع عن النظام السوري بحجة أنه يدعم المقاومة، وبحجة أنهما (النظام السوري والمقاومة) يمثلان رأس الحربة القومية ضد العدو الصهيوني والامبريالية، لكن هذا التحالف معهما كان حباً من طرف واحد، دفع الحزب بسببه من هيبته ونفوذه وسمعته وموقعه وتاريخه. أفدح الأثمان دفعها حين وقوفه إلى جانب النظام السوري بعد خروجه من لبنان ثم ملحقاً بحلفاء النظام عند اندلاع ثورة الربيع العربي في سوريا ومدافعا عن السياسة الإيرانية بحجة أنها في مواجهة الامبريالية والصهيونية.

المؤتمر الأخير خطا خطوة إلى الأمام لكنها خطوة متعثرة. فهو حقق مبدأ التداول السلمي للسلطة في الحزب، لكن ذلك حصل بتسوية بين فريقين في السلطة يعتقد كل منهما أن أزمة الحزب أزمة تنظيمية لا علاقة لها بالشأن السياسي. ولهذا فقد سلكت القيادة الجديدة نهجاً أكثر مرونة في إدارة الحوار بين الشيوعيين واليساريين، لكنه حوار يعيقه موقف سياسي لم يغادر موقعه السابق كحليف لقوى الممانعة. كان من نتائج ذلك تنفيس الاحتقان الذي بلغ ذروته قبل المؤتمر ثم تراجع بصورة ملموسة إثر إخراج المسؤولين المباشرين عن الاحتقان من قيادة الحزب.

من بداية الأزمة طرحنا على قيادة الحزب ما نطرحه الآن على اليسار اللبناني وعلى اليسار العربي، وخلاصة طرحنا هو إعادة النظر بسياسات اليسار التي كانت مبنية على أساس الفرضية السوفياتية القائلة إن هذا العصر هو عصر الانتقال إلى الاشتراكية، وضرورة البحث عن فرضية جديدة بعد انهيار الاشتراكية المحققة والمعسكر الاشتراكي والدول الدائرة في فلكه أو في الفلك الصيني، وخلاصة فرضيتنا هي التالية: إعادة الاعتبار للفكر الاشتراكي مهمة ملحة، لكنها لا تقع على عاتق اليسار اللبناني وحده ولا العربي، بل هي مهمة كونية على المفكرين اليساريين في العالم، ولاسيما منهم الماركسيون، أن يعيدوا صياغة المشروع الاشتراكي، وهذا قد يتطلب عقودا. بانتظار ذلك على اليسار في كل كيان وطني أن يتولى صياغة قضيته الخاصة، انطلاقا من الظروف الملموسة في كل بلد. وقد ظهر لنا من التجربة اللبنانية أن الأنظمة في العالم العربي كله، من محيطه إلى خليجه، وضعت شعوبها أمام خيارين لا ثالث لهما، إما تأبيد الاستبداد بصيغته الجمهورية الوراثية أو صيغته القروسطية في السلالات الملكية إما الحروب الأهلية. قلنا ذلك قبل اندلاع أحداث الربيع العربي بأكثر من عقدين. وبناء على ذلك تغدو المهمة الملحة هي البحث عن الخيار الثالث البديل عن هذين الخيارين الخطيرين على مستقبل الأوطان العربية. البديل الوحيد الممكن في ظل الظروف الدولية الراهنة والتي ستستمر طويلاً، هو مواجهة الاستبداد وحماية الوطن من ويلات الحرب الأهلية، ولن يتم ذلك إلا بقيام دولة تنظم التنوع الاثني والطائفي والديني والسياسي واللغوي( وهو تنوع موجود داخل كل وطن عربي) بدل أن تفجره بالحرب الأهلية على غرار ما حصل في لبنان والصومال والسودان والجزائر، وأخيرا في ليبيا واليمن وسوريا). الدولة الديمقراطية هي الحل، دولة القانون والمؤسسات والكفاءة وتكافؤ الفرص والحريات والعدالة.

لقد عرضت في كتابي عن الربيع العربي منهج التفكير الممانع المدافع عن الاستبداد والمتضامن مع الأنظمة ضد الثورات، وتوجهت فيه إلى أهل اليسار الممانع الذي كان يتظاهر في بيروت أمام السفارة المصرية دعما للثورة، قائلاً لهم "أيها المتضامنون هذه الثورة قامت ضدكم". كتبت ذلك في شباط 2011 أي قبل أن ينتبه اليسار الخشبي إلى أن الثورة ليست ضد الاستعمار ولا ضد أعداء الاتحاد السوفياتي بل هي دعوة لإسقاط أنظمة الاستبداد.

وفي هذا الكتاب ناقشت كبار فلاسفة الاقتصاد، وهم أساتذتي، ومن موقع الاحترام الكبير لهم، معترضا على منهجهم في قراءة أحداث الربيع العربي. قد تكون الأسباب، في التحليل الأخير، وأشدد على التحليل الأخير، متعلقة بالبنية التحتية والاقتصاد، إلا أن المحرك الرئيسي لإحداث الربيع العربي كان سياسيا بامتياز، أو على الأقل، إن أي حل للأزمة الناشبة لن يكون إلا حلا سياسيا: الدستور، الحياة الديمقراطية، تداول السلطة... باختصار، الشعب يريد إسقاط النظام الوراثي. نحن في لبنان ابتكرنا شعاراً آخر يتناسب مع أوضاعنا. في لبنان الدستور موجود، لكنه "معلّق" بطريقة مبتكرة. ينتهكه أهل السلطة بقوة ميليشياتهم، ولذلك رفعنا شعار"الشعب يريد تطبيق النظام" أي احترام الدستور وتطبيق القوانين.

ما العمل؟

أما السؤال عن الحل، فهو ذاته السؤال الذي طرحه شكيب أرسلان منذ أكثر من قرن، على الشكل التالي، لماذا تقدم الغرب وتخلف المسلمون. ثم طرحه من بعده وحاول أن يجيب عليه رواد الإصلاح الديني والسياسي والثقافي في عصر النهضة، بدءا بالأفغاني ومحمد عبده وانتهاء بالأحزاب الدينية المعاصرة، الجماعة الإسلامية ومتفرعاتها وحزب الله وأشباهه، مروراً بالحركة القومية ورموزها من سعد عرابي إلى الأحزاب الناصرية والبعث، ثم الأحزاب اليسارية الشيوعية منها والاشتراكية.

 لم يتوصل أحد إلى وضع العالم العربي على سكة التطور الصحيحة، رغم مظاهر التقدم التي أحرزت على الصعيدين الاقتصادي والثقافي. هذه هي فرضيتي في كتابي، هل الربيع العربي ثورة؟ تقول الفرضية إن العالم العربي دخل في الحضارة الحديثة ( الحضارة الراسمالية) من بابي الاقتصاد والثقافة إلا أن القوى السياسية الحاكمة والمعارضة امتنعت عن ولوج الباب السياسي لهذه الحضارة، أي باب الديمقراطية التي تعني أول ما تعني القبول بالتنوع والتعدد ، أي قبول الآخر، وهي السبيل الوحيد لتفادي الحروب الأهلية، خصوصاً أن أنظمة وأحزاب الاستبداد وضعت الشعوب أمام خيارين، إما الاستبداد (أحكام عرفية ، أنظمة بلا دساتير أو بدساتير معلقة) إما الحروب الأهلية، وقد نفذوا وعيدهم في لبنان والجزائر والسودان والصومال وسوريا واليمن. وحيث أمكن التوصل ، بالحد الأدنى، إلى تعديلات دستورية وإلى تطبيق هذه التعديلات بما يضمن تداول السلطة، تأمنت شروط استقرار سياسي ينبغي تثبيته وتطويره نحو الأفضل( تونس والمغرب بشكل خاص، ومصر التي نجحت في تفادي الحرب الأهلية، لكن ثمن ذلك دور متزايد للمؤسسة العسكرية. الحل بالدولة المدنية الديمقراطية، دولة الدستور والمؤسسات وتداول السلطة.

الاستبداد آفة العصر

المعيار الذي نعتمده في قراءتنا النقدية هو الموقف من أنظمة الاستبداد، واستناداً إليه كل أنظمة الاستبداد سواسية حيال قضايا الثورة، ولا فرق بين استبداد ملكي أو استبداد جمهوري. أما المطالبة بإصلاحات فهي البديل عن الحروب الأهلية، وربما شكلت تجربة المغرب العربي في الإصلاح السياسي نموذجاً إيجابياً مقبولاً يمكن البناء عليه، وإلا فلا مناص من الحروب الأهلية التي، في حال نشوبها، خصوصاً في أنظمة النفط الخليجية، لن تستعيد إلا صورة داحس والغبراء، مع فارق بسيط، بسيط جدا، جدا جدا، وهو أن نيران النفط ستحرق الأخضر واليابس من حاضر السلالات ومستقبل شعوب المنطقة

نعم الإصلاح السياسي أولا. هذه هي فرضيتي، الاستبداد كان يبدد نضالاتنا اليسارية، والاستبداد له أب وأم وشجرة عائلة، ونقيضه وبديله النظام الديمقراطي، الذي يحترم حق الاختلاف ويقوم على تداول السلطة. أحزابنا كلها، الدينية والماركسية والقومية لم تكن تعترف بالآخر ولا بتداول السلطة، وبسبب طبيعتها الاستبدادية هذه لم تبلغ التضحيات اليسارية الكبرى الصادقة نهاياتها السعيدة. ولهذا السبب أيضاً سقطت التجربة الاشتراكية الكبرى في الاتحاد السوفياتي، فيما راحت التجربة الموازية في الصين تبحث عن مخرج لها بتحرير الاقتصاد والإبقاء على نظام سياسي مغلق، وهو ما لا يكفي لتنجو من ربيع ما في يوم ما. أوروبا دفعت الثمن غاليا ومعها كل البشرية في حربيها العالميتين وحروبها التي سبقت قبل قرنين لتكتشف أن إنجازات الثورة الفرنسية لم يكن ممكنا الحفاظ عليها من غير الديمقراطية واحترام التنوع وتداول السلطة. هذا هو الحل لمشاكل بلادنا. كل حزب سياسي لا ينطلق من هذه الحقيقة سيصيبه ما أصاب سواه من القوى الحاكمة أو المعارضة وسيتعرض لعواصف ربيعية عاجلا أم آجلا.

الانتقال إلى الاشتراكية أم إلى الدولة؟

في مقدمة الكراس عن اليسار بين الأنقاض والإنقاذ 2005كتبت في الإهداء:

إلى كل المناضلين الذين يحدوهم الأمل في استنهاض صفحات اليسار الناصعة. وفي التمهيد:

"هذا النص محاولة للبحث عن صورة جديدة لليسار، عن نفحة جديدة لقوى التغيير في المجتمع اللبناني. وهو نوع من المساجلة مع الذات ومع المحاولات المماثلة التي ظهرت منذ انهيار اليسار بمعناه القديم، أي منذ ما يقارب العقدين من الزمن. ولأنه كذلك، فهو سيفتح بعض النوافذ على الماضي، رغبة في تصويب المسار نحو المستقبل

في أواسط الثمانينات من القرن الماضي بدأت تظهر بوضوح علامات سقوط التجربة الاشتراكية السوفييتية، ومنهم من موقعه اليساري من استشرف سقوطها قبل ذلك، غير أن انهيارها لم يتأخر إلا سنوات. ردة الفعل على ذلك كانت متنوعة في صفوف الحركات اليسارية و القومية والتحررية والتقدمية، وفي صفوف الشيوعيين. على جبهة اليسار اختلط الحابل بالنابل، شيوعيون واشتراكيون في حكومات أوروبية، وقوميون وتقدميون من بقايا حركة التحرر الوطني العربية، اصطفوا بالنظام المرصوص خلف القوات الأميركية في حرب الخليج الأولى وفي يوغسلافيا، ولم تعد خطوط التماس واضحة بين اليمين العالمي الذي تتزعمه الولايات المتحدة، واليسار الذي تيتّم بانهيار الاتحاد السوفياتي. إذن صار من الضروري والملح أن يعاد رسم خريطة اليسار العالمي من جديد، بل أن يعاد بناؤه، و صار ضروريا أيضا وضع تعريف جديد لليسار ولليمين يساعد على إعادة تصنيف القوى السياسية محليا وعالميا، ويساعد على فهم اصطفافاتها.القوى المحسوبة في جبهة المواجهة مع الامبريالية حسبت نفسها، ماعدا الشيوعيين، غير معنية بالانهيار-اليساري- المدوي، بل هي راحت، فوق ذلك، ترى أن انهيار الشيوعية هو خير تأكيد على صحة النهج الذي اتبعته في إطار تنافسها مع الحركة الشيوعية على تمثيل اليسار المحلي ، حتى أن بعض هذه القوى أخذت تعد العدة لوراثة الأحزاب الشيوعية المحلية .

أما الشيوعيون فلم ينظروا بعين واحدة لهذا الحدث الكبير. منهم من هلل ( بقايا تروتسكيين وماويين ومغامرين جدد ) لهزيمة اللينينية، الدليل العملي، في نظرهم، على صواب التروتسكيية! ومنهم من جرفه الانهيار بسيله فلم يقتصر تنكره على التنصل من التزامات حزبية، بل طال انتماءه الفكري أيضا، ومن الشيوعيين الأفراد من اعتكف بموقف شريف من مسألة الانتماء متحسرا وغير نادم على ماضيه النضالي ، يحدوه الأمل في أن تتعافى الحركة الشيوعية وتعود بنفحة جديدة، وهؤلاء هم الأكثرية الساحقة من المناضلين في صفوف الحزب الشيوعي اللبناني والأحزاب المماثلة .

الذين أصروا على انتظامهم الحزبي منهم من رأى أن الانهيار مجرد حدث عادي تعود أسبابه إلى مؤامرات حاكتها الامبريالية، وأن عودة الأمور إلى نصابها هي مسألة وقت، فجسدوا بذلك أوضح صور الجمود العقائدي، مقابل تيار واسع تنكب مهمة البحث عن أسباب الانهيار خارج منطق المؤامرة، أي في بنية الحركة الشيوعية فكريا وسياسيا وعلى صعيد التنظيم، وهم، على ما نظن، ما برحوا، في مرحلة البحث هذه ، يحكون الأدمغة مع أمثالهم من المناضلين والمفكرين المنتظمين وغير المنتظمين في أطر حزبية.

-مع انهيار الاتحاد السوفياتي انهارت منظومة القيم النضالية والمفاهيم المرتبطة بها .أول هذه المفاهيم – الضحايا هو مفهوم الانتقال إلى الاشتراكية . فقد كان عصب إي برنامج سياسي لدى اليسار الاشتراكي أو الشيوعي يستند إلى الاعتقاد بأن هذا العصر هو عصر الانتقال إلى الاشتراكية . مع الانهيار فقد هذا الاعتقاد ، ومعه شعاره ، موازين القوى الموضوعية التي قام عليها على مستوى الصراع العالمي- فبات من الضروري الانتقال خطوة إلى الوراء، استعداداً ل-خطوتين إلى الأمام-، والخطوة هذه ليست سوى حك الأدمغة لإعادة صياغة فكرة الاشتراكية من جديد، أو بتعبير آخر، لإعادة الاعتبار للفكر الاشتراكي، وليس لنا غير معين واحد هو التراث الماركسي الغني الذي قلنا بشأنه، ومن غير مواربة، أن العالم اليوم في حاجة إلى اليسار أكثر من أي وقت مضى، ومن حسن حظ اليسار في العالم أنه تحرر من هيمنة التأويلات السوفياتية للماركسية، لأن اليسار اليوم أكثر ما يكون حاجة للماركسية من أجل إتمام هذه المهمة التي لن تتحقق خارج جبهة "حك الأدمغة"

أول نتائج التحرر من الصور النمطية لليسار المتسفيت، أن المشتغلين في جبهة حك الأدمغة، راحوا يتساءلون عن المتغيرات المحلية بعد الانهيار، وكان أبرز هذه المتغيرات انكشاف من جعلهم الاتحاد السوفياتي حلفاء له في صراعه العالمي، ولم يكتف بذلك بل فرض على اليسار المحلي الانضباط تحت أوامرهم، وقد استمر هذا النهج رابضاً على صدر الشيوعيين من بداية تأسيس أحزابهم حتى مطلع التسعينات من القرن الماضي، عندما اكتشفنا، في جبهة حك الأدمغة فقط، أننا مرغمون على التحالف مع -جلاّدينا- من الأنظمة التي استبدت بشعوبها باسم القضية القومية وباسم النضال ضد الامبريالية من ضمن جبهة القوى التقدمية والاشتراكية في العالم وعلى رأسها الاتحاد السوفياتي. أبرز صورة لهذا التحالف المهين تلك التي كانت بقيادة معمر القذافي في لحظة سوداء من نضال الشيوعيين الصادق اندفعوا فيها ليقاتلوا بإمرته في تشاد.

كان ذاك التحالف مدمراً للقيم اليسارية. كنا متحالفين مع أنظمة متوحشة هي بدورها متحالفة مع أنظمة سلالات لا تقل توحشاً. توحش واستبداد منع الحركة الوطنية اللبنانية من إحراز انتصارها وأرغم أحزابها على اتباع سياسة التحاقية تحت طائلة التهديد بالقتل الصريح، وفي مرحلة لاحقة منع ثورة الربيع العربي من تحقيق أهدافها. لقد عمل اليسار السوفياتي وحلفاؤه على إقناعنا بأن الخطر يأتي دائما من الخارج،إلى أن اكتشفنا أن الخطر الحقيقي الذي دمر كل أفكار -التقدم- وقضى عليها في مهدها هو خطر داخلي عنوانه واحد هو الاستبداد وتجلياته عديدة ومتنوعة. أنظمة الاستبداد هي التي قمعت طاقات الشعوب العربية وإمكاناتها المادية والعلمية، وهي التي، باسم الصراع مع العدو الخارجي، الصهيونية والاستعمار، بنت جيوشاً من المخابرات وكدست ثروات وفرضت على الشعوب واحدا من خيارين إما الحروب الأهلية إما أنظمة الاستبداد الأبدية. نظام الأسد إلى الأبد ليس وحيدا في العالم العربي، بل إن هذه البقعة من الكرة الأرضية هي الوحيدة التي ما زالت تعيش عليها ممالك وسلطنات وجمهوريات وراثية، وكان القذافي، عميد الحكام في العالم ( أكثر من أربعين عاما) هو تعبير صريح عن هذا التخلف السياسي الذي يعيش في ظله العالم العربي، والذي تؤمن التغطية التقدمية لجمهورياته أحزاب يسارية سوفياتية الهوى، فيما تتناغم هذه الجمهوريات الوراثية مع أنظمة السلالات على إلغاء الدساتير أو تعليقها.

الاستبداد علاجه واحد وحيد. لا يعالج الاستبداد بمثله. بل بالديمقراطية. الاستبداد يعني أن يتفرد الحاكم برأيه، وألا يأخذ برأي سواه. والعلاج باحترام التنوع والتعدد، وهذا هو تعريف الديمقراطية الأولي. الاعتراف بالآخر ثم احترامه، لا كما هي الحال في بلاد هذه الأمة من محيطها إلى خليجها، حيث المعارض فيها إما مقتول أو مسجون أو منفي.

انطلاقاً من هذا التشخيص، توصلنا، نحن جبهة حك الأدمغة، إلى استنتاج -يساري- يقضي بعدم الوقوف مكتوفين بانتظار ماركس جديد أو لينين جديد، وإلى أن يتمكن الفكر اليساري العالمي من إعادة الاعتبار للفكر الاشتراكي، علينا أولا ألا نناضل تحت راية قضية خاسرة، وعلينا ثانياً أن يكون لنا قضيتنا ، أن يكون لكل شعب من شعوبنا قضية، وإن على اليسار الشيوعي، في ظل انهيار التجربة الاشتراكية، أن يختار قضية مقنعة، ورأينا، نحن جبهة حك الأدمغة، أن توحيد الأوطان التي هددتها أنظمة الاستبداد ودمرتها بالحروب الأهلية لا يكون بغير بناء الدولة، الدولة الديمقراطية التي عليها أن تحمي حرية النضال، أن تحميه من بطش الأنظمة التقدمية واستبدادها أولا. لذلك سارعنا إلى إعلان ذلك في وثيقة صادرة عن قيادة الحزب الشيوعي اللبناني في الجنوب تحت عنوان، في سبيل إعادة بناء الوطن والدولة، ثم رحنا نطور الفكرة عاما بعد عام، ونبشر بها داخل الحزب الشيوعي اللبناني، إلى أن ضاق الحزب ذرعاً بهذه القضية وعدها "بدعة" وحكم على أصحابها مثلما تحكم أنظمة الاستبداد على المعارضين. منطق التحليل هذا أوصلنا إلى استنتاج آخر فصلناه في كتابنا -هل الربيع العربي ثورة؟ قراءة يسارية-. وسأصغي بتمعن لمن يتجرأ على قراءته قراءة نقدية

ما هي الدولة؟ ما هي الديمقراطية؟

الأزمة في بلداننا ليست في ضعف القوانين ولا في عشوائيتها، بل في غيابها. غير أنه يحلو للبعض أن يقارنوا بين أوضاع بلادنا وتلك التي تعيش في ظلها البلدان الرأسمالية المتطورة، فتتحول المقارنة إلى عائق معرفي، ولاسيما عند حصرتعريف الرأسمالية المتطورة ب"الغرب" والاكتفاء بهذه الصفة وتجاهل الصفة الأساس في تلك الحضارة وهي أنها حضارة. وسأحاول أن أشرح وجهة نظري وأفصل قليلا حول هاتين الملاحظتين.

أولا بالنسبة إلى القوانين. بلدان "التخلف" هي البلدان التي لم تدخل إلى الرأسمالية من أبوابها الثلاثة، بل من بابين اثنين منها ( فرضيتي في كتاب، هل الربيع العربي ثورة، هي أن الرأسمالية بدأت تتكون كحضارة منذ أواخر القرن الخامس عشر، أوائل السادس عشر، وهي بدأت بثورة في الاقتصاد وأخرى في العلوم وتتوجت بعد قرنين عبر الثورة الفرنسية، في السياسة). فضيلة الثورة الفرنسية على سواها أنها كانت ثورة سياسية، وهي كانت ضرورية لحماية الثورات في الميادين الأخرى، وأهم ما أنجزته الثورة السياسية إلغاء أنظمة الوراثة وتحويل الحاكم من ممثل الله على الأرض إلى ممثل للشعب. طبعاً، احتاج الأمر إلى وقت طويل لتستقر الأمور على صيغة معقولة ومقبولة من الديمقراطية، وما كان ذلك ممكنا إلا باعتماد القوانين الوضعية. في بلداننا حصل الدخول إلى الرأسمالية ( ولو مشوّهاً) الكولونيالية بحسب تعبير مهدي عامل، من الباب الاقتصادي ومن الباب الثقافي. أما الباب السياسي فقد أوصده الحكام المحلييون بامتناعهم عن بناء الديمقراطية بل بتقويضهم أسسها وقضائهم على بذورها الأولى. وقد حصلت محاربة القانون إما بعدم اعتماده في البلدان التي لا دساتير فيها، إما بعدم احترامه من قبل الحاكم الذي يتصرف بالشأن العام وكأنه لا وجود لقانون. من أبرز مظاهر ذلك على سبيل المثال، عدم توقيع الحكومات العربية على المعاهدات الدولية، أي على القوانين الصادرة عن المؤسسات الدولية، وعدم الالتزام بالقوانين في حال وجودها وهو ما يفسر حجم الفساد المتفشي في أنظمتنا لأنها لا تخضع لأية معايير قانونية ( متل قانون من أين لك هذا الذي لم يطبق على أي مسؤول.

أما عدم تسمية الحضارة الرأسمالية باسمها فهو طريقة النعامة في التعامل مع المخاطر، وهو يشبه اللغة المستخدمة في أدبيات الحركة القومية القومية حيال الكيان الصهيوني( اعتادوا على ذكره بعبارة "ما يسمى" بدولة إسرائيل) وكأنه يكفي أن نلغي الاسم لنلغي حامله. الرأسمالية حضارة. هذا ما أكد عليه ماركس في كتاباته( وقد ذكرت مقتطفات منها في كتابي ، هل الربيع العربي ثورة). لكن اللينينية والأحزاب الشيوعية وضعت خططها وبرامجها لمحاربة الرأسمالية، بالمعنى المطلق للكلمة، استناداً إلى ثنائية المفاهيم الدينية، الحلال والحرام، دار الكفر ودار الإيمان، فيما لم تطلب الماركسية من الماركسيين والشيوعيين غير محاربة الجانب السلبي من الرأسمالية وهو استغلال الانسان للإنسان، وهذا لب التحليل الاقتصادي الماركسي المتعلق بالقيمة الزائدة وبنهب القيمة الزائدة، وهو ما تعمم اسمه ليصير النهب الرأسمالي والرأسمالية المتوحشة، وهي كلها نعوت تستحقها آليات النهب الرأسمالية. الماركسية لم تدع إلى محاربة العلم والتقدم ولا إلى محاربة التطور السياسي الهائل الذي أحدثته الثورة الرأسمالية بقضائها على أنظمة الوراثة، وهي لم تدع إلى محاربة البحبوحة بل إلى محاربة طريقة توزيعها

في حوار مع السيد محمد حسين فضل الله عن الديمقراطية والحرية أجاب على السؤال حول موقف الحركات الإسلامية من الحرية، قائلاً، إن الإسلام السياسي مع الحرية طالما هو في المعارضة، وحين يصبح في السلطة فلا حكم إلا لله. هذه من أعراض الأصولية التي ظهرت في تعليقات من يطالبون بالديمقراطية كمرحلة انتقالية، أي كإطار يتيح لهم أن يناضلوا من أجل مشروع آخر، وهو ما ينطبق حرفياً على ديمقراطية الشيوعيين التي تعتمد حكم الحزب الواحد. الديمقراطية مهمة وضعها التاريخ على جدول عمله، وستسقط وحدها ( مثيل اضمحلال الدولة )حينما تبلغ حدودها التاريخية( بحسب التعبير الماركسي) ليضع التاريخ على جدول عمله مهمة أخرى. أما التحقيب فهو إرث لينيني أو ستاليني، وهو الذي أوقع الأحزاب اليسارية والشيوعية في المطبات التي أشارت إليها بعض التعليقات، والتي بموجبها راحت تلك الأحزاب تتذاكى في اختيار تحالفاتها المرحلية لتجد نفسها لا في العير ولا في النفير، لا مع الديمقراطية ولا مع الاستبداد، أو قل مع الديمقراطية ومع الاستبداد في آن واحد.

بعض التعليقات انطلقت من تعريف مغلوط للديمقراطية، وترتب على ذلك استنتاجات مغلوطة.

وجود طبقة حاكمة وطبقة محكومة لا يخص نظاما معينا، بل هو أمر مشترك في كل الأنظمة الديمقراطية والاستبدادية الملكية والجمهورية والإمبراطورية والسلطانية والأميرية. إذن تعريف الديمقراطية بأنها تعني -أن هناك في المجتمع طبقة حاكمة وطبقة محكومة - هو تعريف غير صحيح. والصحيح أن الديمقراطية لها أم وأب ، وهي تنتمي إلى شجرة عائلة جذورها الثورة العلمية الفلسفية والاقتصادية والسياسية التي شهدتها أوروبا بين القرنين السادس عشر والثامن عشر، جذرها الفلسفي هو الكوجيتو الديكارتي وجذرها الاقتصادي هو حرية رأس المال , وهي مفهوم أو مصطلح سياسي ظهرت صيغته الجديدة مع قيام النظام الجمهوري في أعقاب الثورة الفرنسية. وقد استمرت آثارها داخل أوروبا حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. هي تعني الأغلبية والأكثرية، وتعني صناديق الاقتراع وتعني حكم الشعب وتعني العلمانية، لكنها تعني قبل هذا وذاك أمرا أساسيا وهو احترام الرأي الأخر وعدم إلغائه لا بالقتل ولا بالسجن ولا بالنفي كما هي الحالة في أنظمتنا العربية. على هذا الأساس يكون من الطبيعي أن تكون الديمقراطية مظلة تحمي التنوع والتعدد، وفي ظلها يناضل المناضلون للتخفيف من حدة التفاوت الطبقي. الديمقراطية صيغة لتنظيم الاختلافات لا لتفجيرها. صيغة لتفادي الحروب الأهلية، صيغة للخروج من الخيارين المفروضين على شعوب أمتنا العربية: إما الاستبداد والحكم الوراثي والأبدي إما الحروب الأهلية. هذا ما هو في مقدورنا. أنت وأنا نستطيع فعل ذلك.

عن الديمقراطية اللبنانية

أوافق مع من يقول أن الديمقراطية اللبنانية " نادرة " ، وأن النظام نظام محاصصة، لكنني لا أوافق على أنها ديمقراطية طوائف، وأعتقد أن استخدام مصطلح الطائفية في غير مكانه الصحيح يضيع بوصلة التصويب على العلة وعلى الخصم وعلى سبب المشكلة.

هي نادرة وكل ديمقراطية معينة في بلد معين، يمكن أن تكون نادرة حين تعبر تعبيراً مطابقاً عن الظروف الملموسة لذاك البلد. هذا ما يمكن قوله عن الديمقراطية الأميركية مثلا، التي يمكن أن يفوز، بموجبها وبمعاييرها من لا يحوز على العدد الأكبر من الناخبين المواطنين.

النظام اللبناني فيه ملامح ديمقراطية تتمثل في صناديق الاقتراع مثلا أو في تواجد أكثر من رئيس للجمهورية على قيد الحياة، أو في الصحافة الحرة. مع ذلك فهو نظام استبدادي! وليس ديمقراطيا، لأن الركن الأساس في الديمقراطية هو الاعتراف بالآخر، وبعدم إلغاء الآخر. النظام اللبناني يعتمد على نظام انتخابي يقوم على مبدأ الأكثرية، ما يعني إقصاء المعارضة حتى لو نالت 49 بالمئة من أصوات الناخبين. فضلا عن ذلك، لم تتمكن الأكثرية النيابية من ممارسة دورها كأكثرية في دورتين متتاليتين، عام 2005 وعام2009 وذلك بسبب هيمنة العقلية الميليشيوية على آليات العمل السياسي. الديمقراطية الظاهرية المحققة في لبنان تدين بوجودها للتنوع الطائفي، ما يعني أن "الآية مقلوبة" هنا، فبدل أن تكون الديمقراطية هي الضمانة لحماية التنوع يبدو تعدد الطوائف هو الضمانة لحماية الديمقراطية. لكنها حماية سلبية، والحماية الإيجابية هي حماية القانون. لأن الطوائف لا تحمي التنوع احتراماً لمبدأ التنوع، بل بداعي المخاوف المتبادلة فيما بينها، من هنا يصح القول عن استخدام التنوع لا عن حمايته، عن توظيفه لممارسة السلطة الدينية على المواطنين، بعد تحويلهم إلى رعايا كل داخل طائفته.

من ناحية ثانية، نظام المحاصصة اللبناني( وكذلك العراقي بعد تحريره من الاستبداد البعثي) ليس محاصصة طائفية، أي أنه ليس محاصصة بين الطوائف، بل بين سياسيين يزعمون تمثيل طوائفهم، بينما هو لا يمثلون غير مصالحهم، ويستخدمون الطوائف ويستظلون بها ويستنفرونها عند حاجتهم إليها دفاعاً عن مصالحهم لا عن مصالحها. والدليل على ذلك أن الامتيازات التي يتمتع بها زعيم الطائفة لا توزع على أفراد الطائفة بل على بعض المستفيدين من بطانة الزعيم وحاشيته وأتباعه من المحازبين على صورة ابن الرومي في قوله، "... كما تنداح دائرة في لجة الماء يلقى فيه بالحجر". تتلاشى الدوائر كلما اتسعت وابتعدت عن مركزها، فلا يكون نصيب الأبعدين إلا التصفيق والاصطفاف بين الرعاع والدهماء واستنفار العصبيات وإذكاء التناقضات المذهبية والطائفية والدينية.

اقتصار الديمقراطية على بعض ملامحها يجعل منها قناعا للاستبداد المنتشر في بلدان العالم العربي في صورة صريحة، والمموه في لبنان بديمقراطية مزيفة. ذلك أن لبنان يعتمد الوراثة في نظامه السياسي وفي أحزابه، ويعتمد التعيين في نظامه الانتخابي( المحادل الانتخابية)، فبأي معنى يمكن تسميته نظاماً ديمقراطياً؟ مع ذلك لا بد من التمسك بهذه المظاهر الديمقراطية لأن نواقص الديمقراطية لا تعالج إلا بالمزيد من الديمقراطية

نعم. "مشكلة العرب أنهم لا يحترمون القانون..." يقول أحد التعليقات الذي يحتاج إلى تعديل بسيط في الصياغة. لكنها ليست مسؤولية الشعب الذي "لا يتعلم من تجربته" . الحكام ، نعم. الأحزاب، نعم. فهذه تبديلها أمر ممكن وإصلاحها أمر ممكن، وكذلك النظام. أما الشعب فهو ينطبق عليه القول... كما يول عليكم تكونوا وليس العكس. لأن الحاكم له قدرة التأثير على شعبه في ظل أنظمة الاستبداد انطلاقا من كونه يمثل، في أنظمة الحضارة السابقة، الله أو الخالق، ولا يمثل الشعب.

التعريف الذي يقدمه البعض عن الديمقراطية غير صحيح. هي مصطلح معناه اللغوي، حكم الشعب. استخدم أول مرة عند اليونانيين لكنه كان يميز بين السادة والعبيد. استعادته الحضارة الرأسمالية بعد الثورة الفرنسية وقبلها في بريطانيا وأرفقته بصناديق الاقتراع، لكن الاقتراع لم يكن في البداية حقا لجميع المواطنين، بل لبعضهم. لم تكتسب المرأة الفرنسية هذا الحق إلا في خمسينات القرن الماضي

الدلالة السياسية لهذا المصطلح مبنية على مبدأ الاعتراف بالآخر وبحقه في التعبير عن رأيه وفي التمثيل السياسي. لكن ذلك لم يكن سهل التطبيق، فقد دفعت أوروبا أثمانا غالية، ومنيت معها البشرية (الحربان العالميتان) باأفدح الخسائر، قبل أن تقتنع الدول القومية بأن الحروب ليست السبيل الصالح لحل المشاكل ومعالجة التناقض في المصالح بين الدول. استقرت الديمقراطية على معناها المعاصر بعد الحرب العالمية الثانية، وهي تعني، انطلاقا من الاعتراف بالآخر ، احترام التنوع والتعدد في المجتمع والتعبير عن هذا التنوع في التمثيل السياسي، ولا يحمى التنوع إلا بالقانون والسلطة القضائية، ولهذا لا توجد الديمقراطية إلا بوجودالمؤسسات والأنظمة الدستورية . بناء على ذلك يصبح من الممكن حماية التنوع بالقانون ويصبح من الممكن تداول السلطة ( عدم تأبيدها، أو توريثها)، وفي ظل الديمقراطية يلعب المجتمع المدني ومؤسساته دورا رقابيا .... ألخ ألخ

لا تقتصر الديمقراطية على الانتخابات، بل إن مقوماتها متعددة. وهي ليست صندوقة اقتراع. وهي ليست حلا، بل إطار سياسي يوفر الظروف المؤاتية للنضال من أجل التغيير، وهي إن كانت حلا لمشكلة فهي البديل الوحيد للخيارين اللذين يضعنا الحكام العرب أمامهما : إما الاستبداد إما الحروب الأهلية. بهذا المعنى، الديمقراطية هي الحل الوحيد لهذه المعضلة الناجمة عن استبداد الحكام بشعوبهم... بعد إرساء النظام السياسي على أساس احترام التعدد تصبح المطالبة بالتغيير حقا يصونه القانون

نحو يسار جديد

 نشر لي موقع الحوار المتمدن مئة وستة (106) نصوص ، بين بحث طويل ومقالة صحافية تحمل كلها همّاً واحداً هو البحث عن يسار جديد بعد أن مات القديم. بين تلك النصوص عناوين تستبطن الهم وأخرى تصرح به. تجديد اليسار أم يسار جديد22-5-2004 اليسار بين الأنقاض والانقاذ1-6-2005( وهو كراس من الحجم الصغير نشرته في لبنان كمادة تثقيفية لدعم وحدة الحزب الشيوعي) الماركسيون بين اضمحلال الدولة وبناء الدولة2-6-2005، مقدمة كتاب اغتيال الدولة 28-10-2007، المثقف اليساري المتأسلم4-10-2008، أما اليسار فليس أقل غباء5-7-2010، الأصوليات غير الدينية13-5،2011، في نقد اليسار نحو يسار عربي جديد17-4-،2017، فضلا عن كتب غير منشورة في الحوار المتمدن وهي كلها تعالج القضية ذاتها. الأصوليات دار الفارابي،2000 الشيعية السياسية، ناشرون 2012، هل الربيع العربي ثورة؟ ضفاف2015، وأكثر تلك البحوث استفاضة تلك التي نشرتها تحت عنوان:في نقد اليسار، نحو يسار عربي جديد ، بتاريخ 17-4-2012، ويهمني أن أستعيد النص في هذه المناسبة بحرفيته.

تحت وطأة انهيار التجربة الاشتراكية ومعسكرها انقسم اليسار في العالم وفي العالم العربي وتوزع على ثلاثة تيارات رئيسية : تبرأ تيار أول من ماضيه الفكري والنضالي والسياسي محملا رواد التجربة من ماركس ولينين إلى كل القادة التاريخيين في الحركة الاشتراكية مسؤولية الأخطاء النظرية والتطبيقية، نافيا أية فضيلة لتلك التجربة؛ ولجأ تيار ثان إلى نظرية المؤامرة ليفسر أسباب الفشل، متمسكا بحرفية التجربة ومبرئا قادة الفكر والنضال الاشتراكي من أية مسؤولية عن الانهيار، فيما انكبّ آخرون على نقد التجربة وتقويمها واستخلاص العبر منها ، إلى أن جاء الربيع العربي ليكشف بشكل لا لبس فيه أن اليسار، الذي كان غائبا كتنظيمات حزبية عن الثورة على الاستبداد ، كان حاضرا من خلال المشاركة الفاعلة ليساريين من كل الأطياف، ممن تخلوا عن روابطهم التنظيمية وأقاموا على ضفاف الأحزاب التي كانوا ينتمون إليها، أو ممن تمردوا على قرارات أحزابهم الداعمة لأنظمة الاستبداد، كما كان حاضرا، وهذا هو الأهم، من خلال القيم السياسية والثقافية التي عمل على نشرها قبل الانهيار، وبذلك شكل الربيع العربي منعطفا عمليا في نقد ماضي اليسار، موجها الدعوة إليه صريحة ليعيد رسم مستقبله، موفرا للمفكرين والمناضلين فرص الاستفادة من الثورة الشبابية واستخلاص الدروس السليمة منها.

    لقد انطلقت ورشة النقاش النظري حول مستقبل اليسار والاشتراكية، وانخرط فيها فلاسفة ومؤرخون واقتصاديون متحدرون من التراث الماركسي. غير أن هذه الورشة افتقرت إلى الحد الأدنى من التنسيق والإدارة الكفيلة باستخلاص النتائج النظرية وترجمتها إلى لغة سياسية وشعارات ومهمات نضالية. إن الجهة الصالحة لإدارة النقاش ولعب الدور التنسيقي والانخراط في الصراع الإيديولوجي المفتوح على مداه، بعد سقوط الأصوليات الماركسية والقومية والدينية، هي يسار عربي جديد يعيد قراءة كل التراث النظري والمصطلحات المتعلقة بالثورة والصراع الطبقي، ويعمل على تأصيلها وتبيئتها وتلقيحها بمعطيات العلوم والمعارف الحديثة .

بزوال المعسكر الاشتراكي زالت الحدود السياسية والجغرافية من حلبة الصراع العالمي وتخلخلت القيم والمعايير وتشوشت الحدود بين اليسار واليمين، ولا سيما بعد أن سيطرت الأحادية القطبية طيلة عقدين كاملين، وشاركت حكومات يسارية أوروبية وأنظمة محسوبة على الحركة القومية العربية في المعارك التي خاضتها الولايات المتحدة الأميركية في يوغسلافيا وفي حرب الخليج الأولى، وقد تفاقم هذا التشوش مع انتشار نظريتي نهاية التاريخ وصراع الحضارات اللتين سرعان ما بهت وهجهما لتنقشع حقائق أخرى كان من أهمها:

1. شكل سقوط الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية خسارة كبرى على كل الشعوب المستضعفة التي كانت ترى فيهما سندا في مواجهة الرأسمالية المتوحشة ومنظماتها الاقتصادية والمالية ، وخسارة أيضا على كل الأحزاب الملتحقة بهما في برامجها وسياساتها وأولويات مهماتها، والتي تيتمت بغيابهما، بعد أن غلبت عليها صفة " اليسار الدولي" على حساب وجهها الوطني و المحلي. غير أنه قد يكون من الآثار الإيجابية للانهيار وضع اليسار أمام مسؤولياته التاريخية في أن يتحرر من التبعية ويصبح أكثر ثقة بالنفس فيعطي الأولوية للتناقضات الطبقية والسياسية الداخلية، ويعيد النظر بدوره وبخريطة تحالفاته ورسم سياساته في مناهضة النظام العالمي الجديد، وأن يكون شريكا في المبادرة لبناء أممية جديدة على أنقاض الأممية السابقة.

    لقد بدا لشعوب المنظومة الاشتراكية وشعوب العالم الثالث المتحالفة معها أنها دخلت ، بعد الانهيار، مرحلة جديدة تعتمد على( أو تطمح إلى) بناء أنظمة تقوم على الديمقراطية واحترام الحريات السياسية وحرية المبادرة الاقتصادية والاستثمارات المالية . ولئن كانت هذه التحولات قد ظهرت في إسبانيا واليونان وأوروبا الشرقية وفي دول من أميركا اللاتينية قبل الانهيار وبعده ، فهي انتظرت الربيع العربي ليطلق عملية التحول هذه في منطقتنا.ولم يحصل الانفتاح على الديمقراطية والحريات السياسية من دون خسائر، بل ترافق مع انهيار مجموعة من المكاسب والقيم التي كانت قد حققتها الانظمة الاشتراكية لشعوبها وساعدت شعوبا أخرى على تحقيقها، كما ترافقت التحولات مع حالة من عدم الاستقرار لا يمكن التكهن بمداها وبتعقيداتها، وسيكون ذلك رهنا بدور محوري ينبغي أن يلعبه اليسار في البلدان التي حصلت فيها انتفاضات أو ثورات أو تغييرات سلمية.

2. على أنقاض اليسار العالمي المنهار نشأ نظام عالمي أحادي، تمثل بسيطرة اقتصادية للرأسمالية العالمية، معززة بإيديولوجية نهاية التاريخ وصراع الحضارات، التي سرعان ما كشف زيفَها تفاقمُ أزمتيها المالية والاقتصادية اللتين عصفتا بالمراكز الرأسمالية الكبرى، وتفاقم أزمتها السياسية، بعد أن تبددت أوهام السيطرة الأحادية على العالم وظهرت كلفتها العالية. أما وقد انجلى غبار الانهيار وخفت ضجيج السيطرة الإمبريالية وبهت وهج أيديولوجية نهاية التاريخ، فقد بات من الملح أن يخرج اليسار من ذهوله وانكفائه، ليواكب ولادة جيله الثالث، بعد جيله الأول الذي استلهم من الثورة الفرنسية إسمه ومضمونه، وجيله الثاني الذي نشأ في حضن الثورتين السوفياتية والصينية. إن على هذا الجيل الثالث أن يبدد نوعين من الأوهام، الفوكويامية القائلة بنهاية التاريخ، والسوفياتية القائلة بأن هذا العصر هو عصر الانتقال إلى الاشتراكية، ويرسم خطة أكثر واقعية وملموسية تظهر فيها بوضوح خصوصيات البلدان والمجتمعات والدول، بديلا عن الوصفات الجاهزة التي اعتمد اليسار تطبيقها في كل زمان ومكان.

3. اثبت انهيار التجربة الاشتراكية المحققة من جهة، وتفاقم الأزمات الدورية للرأسمالية من جهة أخرى، أن اليسار في حاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الماركسية منهجا علميا لتفسير العالم ومرشدا نظريا لتغييره ، وقد أكد هذه الحاجة إقبال غير مسبوق، من اليسار ومن سواه، على ما كان قد كتبه ماركس عن الرأسمالية قبل قرنين، وذلك بحثا عن تفسير لآخر الأزمات المعاصرة التي عصفت بالاقتصاد العالمي. غير أن هذه الحاجة تتطلب أولاً قراءة غير أحادية للماركسية، تتفادى التعميم السوفياتي وتسعى إلى استخدام ما تضمنه منهجها من قوانين علمية، وتخليصها من الأفكار الإيديولوجية التي أثبتت الوقائع عقمها أوعدم جدواها، إما بسبب التأويلات المتعسفة أو بسبب بلوغها حدودها التاريخية ؛ كما تتطلب ثانيا الكف عن الاعتقاد بإن الماركسية هي نهاية تاريخ العلوم والمعارف، والعمل بالتالي على تجديدها وتحديثها، وذلك بوصلها بكل المعارف والعلوم التي تغني النظرية وتمنح مصطلح الثورة مدلوله الحقيقي بعد أن شوهته الانقلابات الفوقية التي قادها ضباط أو معممون أو رجال مخابرات، واقترنت بالعنف والارهاب وممارسة الاستبداد، واقتصر التغيير فيها على تبديل المواقع في هرم السلطة، كما يتطلب تجديدها وتحديثها إعادة النظر بكل المفاهيم المتعلقة بالثورة والتغيير والطبقة العاملة والبروليتاريا والصراع الطبقي، الخ. وشحنها بمدلولات ومضامين جديدة على ضوء العلوم والمعارف والوقائع والمعطيات الحديثة في العالم.

4. التزاما منه بأولويات الصراع العالمي بين المعسكرين،غلّب اليسار الشيوعي العربي التناقضات الخارجية على التناقضات الطبقية الداخلية، فاتسعت مساحة العمل المشترك مع الحركة القومية العربية ونشأت أشكال من التعاون والتنافس والصراع والتلاقح، فتمركست تيارات قومية، وتخلت أحزاب شيوعية في المقابل، عن الجانب الطبقي من صراعها الداخلي أو جعلته في آخر قائمة أولوياتها، وتشوه بفعل ذلك المضمون التقدمي لفكرة اليسار، ونشأ تحالف هش في مواجهة "الإمبريالية والصهيونية والاستعمار" دفع اليسار كلفته غاليا، بعد أن استولى حلفاؤه على خصوصيته اليسارية والاشتراكية والأممية وحددوا له حجم مشاركته في حمل الهموم القومية من موقع هامشي غير موثوق وغير ثابت ، وانتظروا لحظة الانهيار ليستكملوا تقاسم ثروته البشرية والثقافية والنضالية .

5. لقد انصب اهتمام ماركس على الجانب الاقتصادي من تطور الرأسمالية سعيا وراء تفسير التاريخ واستخراج قوانينه، ولذلك خلت الكتابات الماركسية من بحوث في السياسية توازي ، في عمقها، بحوثها الاقتصادية. كما أن لينين، من جانبه، لم ينطلق من نضج الظروف اقتصادية، بل اقتنص لحظة سياسية كانت فيها الدول الرأسمالية في ذروة تناحرها ، لينآى بروسيا عن الحرب العالمية ويبني فيها نظاما جديدا مستلهما من أدبيات الفكر الماركسي، فاقترن نجاح الثورة بالوصول إلى السلطة فحسب، وجرى تأويل أفكار ماركس المبعثرة عن الدولة تأويلا أيديولوجيا مفاده القضاء على الدولة ( الرأسمالية ) بدل النضال والعمل على تأمين الشروط المادية لاضمحلال الدولة (الدولة بالمطلق بما في ذلك الدولة الاشتراكية). وذلك من أجل بناء مجتمع( فاضل) اشتراكي يمهد لقيام المجتمع الشيوعي.

6. أثبتت نتائج الانهيار أن التجربة الاشتراكية قصرت عن الرأسمالية في تطوير القوى المنتجة لكنها تفوقت عليها في توزيع الثروة توزيعا خفف من حجم الكوارث الاجتماعية الناجمة من التفاوت الطبقي داخل بلدان العالم الرأسمالي ومن التطور اللامتكافئ بين مركزه وأطرافه. ولذلك بات على اليسارالعربي اليوم ، بعد أن بنى برامجه على هاجس الاستقلال الاقتصادي وفك التبعية عن الاستعمار (عن الرأسمالية)، أن يناضل لتحسين شروطه داخل الرأسمالية، مستندا إلى كتلة ضخمة من الدراسات الاقتصادية وضعها مفكرون تقدميون ماركسيون من العالم العربي ومن كل العالم، ومسترشدا بها لإعادة بناء مشروعه الهادف إلى تجاوز النظام الاقتصادي في الرأسمالية، ومسترشدا أيضا بتجارب عالمية تميزت بطابع اشتراكي في بعض بلدان شمال أوروبا ولا سيما السويد والدنمرك وبعض بلدان أميركا اللاتينية ولا سيما البرازيل، وبتجربة الصين التي اعتمدت، بديلا عن اقتصاد السوق والاقتصاد الموجه، نظرية اقتصاد السوق الاشتراكي، الخ. وكذلك بتجارب البلدان التي تحولت من الاشتراكية إلى الرأسمالية في أوروبا الشرقية، كل ذلك بحثا عن حلول اقتصادية مرحلية مناسبة لبلدان العالم العربي منفردة ومجتمعة.

7. بتركيزه على الجانب الاقتصادي، أغفل اليسار كون الرأسمالية منظومة كاملة من القيم الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والفنية، الخ. شكلت، بحسب ماركس، بديلا ثوريا تقدميا من منظومة أخرى كانت سائدة في حضارة العصور الاقطاعية، وبالتالي فإن تجاوزها لا يتم بالتبسيط الذي تخيله اليسار العالمي، بثورتيه السوفياتية والصينية، أي بمجرد استلام قوى سياسية جديدة، تزعم تمثيلها لليسار، السلطة عن طريق الثورة المسلحة أو الثورة الثقافية أو الثورة الجماهيرية، أو بانقلاب يقوده ضباط أو معممون أو زعماء قبائل، بل هو عملية معقدة طويلة الأمد لا تتحقق إلا عندما تبلغ الرأسمالية حدودها التاريخية وتنضج ظروف بديلها الثوري التقدمي التاريخي كحضارة، أي كمنظومة كاملة من القيم الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والفنية قد تحمل الإسم الذي أطلقه عليها ماركس : الاشتراكية. هذه المنظومة الجديدة التي تمهد لاضمحلال الدولة تستند إلى نمط من علاقات الانتاج المادي والروحي تتضافر فيه كل مقومات الحضارة الجديدة وتلعب فيه منظومة القيم الأخلاقية دورا مركزيا بديلا عن القوانين الوضعية أو مساعدا لها ورقيبا عليها. إن القيم الأخلاقية في الاشتراكية تلعب دور القوانين في الدولة الرأسمالية. هذه العملية المعقدة تحتاج إلى يسار لا تقتصر مشاركته على النضال ضد الرأسمالية والعمل على تجاوزها فحسب، بل على أنضاج بدائلها .

8. انطلق اليسار من الاعتقاد بأن العصر هو عصر الانتقال إلى الاشتراكية، ورسم برامجه وحدد جبهة أعدائه وجبهة حلفائه على هذا الأساس، فكان من أثمان ذلك، مع استثناءات قليلة لا تغير في طبيعة المشهد العام، تماهي اليسار العربي بالحركة القومية العربية والنضال تحت عباءتها والتخلي عن خصوصيته وتمايزه عنها. وإذا كان من مآثر تلك الحركة مجابهتها الوجود الاستعماري المباشر وتحقيقها انتصارات كبرى من أهمها استقلال الجزائر ومواجهة العدوان الثلاثي على مصر وحصول معظم البلدان العربية على استقلالها خلال العقدين اللذين أعقبا الحرب العالمية الثانية، غير أن هذه الحركة فشلت في مواجهة المشروع الصهيوني الذي اقتلع الفلسطينيين من أرضهم وأسس دولة توسعية عدوانية وهدد مصالح الشعوب و الدول المحيطة تهديدا مباشرا، وسائر الدول العربية تهديدا غير مباشر، كما فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة في الوحدة والحرية والاشتراكية، وأوصدت كل الأبواب أمام تطلعات الشعوب العربية إلى التقدم والدخول في حضارة العصر التي كانت أوروبا قد استلمت رايتها، بعد أن حملتها الحضارة العربية، في إطار سباق البدل، مدة ألفية من الزمن. ومع هذا الفشل أطبقت على العالم العربي من محيطه إلى خليجه أنظمة سياسية ترقى إلى حضارة سابقة، وتقوم على توارث السلطة وإحاطتها بنوع من القداسة لا تحظى بها إلا السلالات التي حكمت باسم الله لا باسم الشعب، على الضد تماما من مسار التطور العام في العالم المتجه إلى بناء الديمقراطيات واحترام حقوق الانسان وإقامة الجمهوريات.

    لقد جاء الربيع العربي ليعيد الاعتبار إلى حقيقة الصراع الطبقي الداخلي، وليثبت أن الخطر الأساسي الذي هدد مستقبل الأمة العربية تمثل بسيطرة قوى داخلية مارست طغيانها السياسي والاقتصادي تحت ستار محاربة أعداء الخارج، وأن البيئة الحاضنة للخطر الخارجي تمثلت في سوء إدارة الوضع الداخلي، من جانب الحركة القومية التي شكل اليسار جزءا منها ولو غير مرغوب فيه، والتي تمادت في ممارسة الاستبداد والطغيان وطمست الخصوصيات القطرية وأججت مشاعر التنافس الشوفيني بين القوميات والإتنيات والطوائف والأديان التي يتشكل منها العالم العربي من محيطه إلى خليجه، وقد كان من خطايا اليسار، لا من أخطائه فحسب، التي لوثت تاريخه وجعلت سقوطه مدويا، تحالفه مع أعتى أنظمة الطغيان في حركة التحرر الوطني العربي ، في ليبيا والعراق وسوريا وغيرها.

9. سقطت الفرضية القائلة إن البشرية تعيش "عصر الانتقال إلى الاشتراكية"، وبات على اليسار أن يعيد رسم حلمه على أسس جديدة، ويعيد النظر بالبديهيات السابقة التي أنتجتها المرحلة السوفياتية، ويناضال داخل الرأسمالية لتحقيق الشروط الموضوعية لتجاوزها، ويواجه مفاسدها وشرورها، وهي كثيرة، ويستفيد من كونها، كما قال عنها ماركس، شكلت، حين قيامها، ثورة تقدمية ضد علاقات الانتاج السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والفنية، الخ التي كانت سائدة قبلها. إن أهم درس قدمته لنا هذه الثورة هو أنه ما كان لها أن تنجح وتترسخ في الحقلين الاقتصادي والثقافي لولا الحماية والضمانة اللتين تحققتا في الحقل السياسي( الثورتان الفرنسية والأميركية)، حين انتقل النظام السياسي من السلالات الوراثية إلى دولة الحق والقانون، تتويجا لعمليات التحول الأخرى من الاقتصاد الزراعي والريعي إلى الاقتصاد الصناعي، ومن العقل الغيبي والاسطوري إلى العقل العلمي. لقد شكل غياب هذه الأولوية عن الانقلابات الفوقية، ولا سيما تلك التي عمت العالم العربي في مرحلته القومية، تعبيرا عن فهم مغلوط لطبيعة الرأسمالية، إذ لم يجد فيها اليسار إلا وجهها الاستعماري، وغابت عن تحليله أن الاستعمار شكل مرحلة إلزامية في تطور الرأسمالية حكمته قوانين وآليات توسعها الأفقي والعمودي التي تحدث عنها ماركس.

على ذلك الفهم المغلوط والمجتزأ، حددت الحركة القومية العربية أولويات النضال الوطني، وطمست الصراعات الطبقية الداخلية وشطبت من قاموسها السياسي مصطلح الديمقراطية مع شجرة العائلة السياسية التي ينتمي إليها،(دولة القانون والمؤسسات والكفاءة وتكافؤ الفرص والفصل بين السلطات ، دولة الحريات والديمقراطية وحقوق الانسان، الدولة المدنية ، العلمانية.الخ)، تحت ذرائع ومبررات سوغت لها اعتماد أنظمة سياسية استبدادية مستلهمة من أنظمة القرون الوسطى الوراثية ومن نظام الحزب الواحد في البلدان الشيوعية، أنظمة لم تجد سبيلا لإخفاء عجزها عن تحقيق المهمات التي تنطحت لها (تحرير فلسطين، الوحدة العربية، الاشتراكية، التحرر من الاستعمار) إلا بممارسة الاستبداد وقمع الحريات والقضاء على بذور الديمقراطية التي كانت قد بزغت في مرحلة الاستقلال.

جاء الربيع العربي ليضع تشخيصا جديدا للأزمة وليبدل، على ضوء ذلك، الأولويات في جدول العمل : لقد دخل العالم العربي في الحضارة الرأسمالية من أبواب شتى. غير أن استمرار الباب السياسي موصداً أمام التغيير الديمقراطي، في ظل استمرار أنظمة الاستبداد الوراثية، الملكية والجمهورية، قائمة من المحيط إلى الخليج، ألغى الضمانة الوحيدة لتعزيز إنجازات تحققت على الصعيد الاقتصادي فتفاقمت أعراض الرأسمالية الطرفية، وإنجازات أخرى على الصعيد الثقافي، إذ بقيت نسبة الأمية مرتفعة، ولم يتمكن العقل العلمي والعلماني من إحداث القطيعة المعرفية مع العقل الغيبي الأسطوري، فضلا عن أن أنظمة الاستبداد عجزت عن مواجهة التحدي الخارجي المتمثل بمشروع الدولة الصهيونية، ولم تميز بين المراحل المتعددة من تطور الرأسمالية العالمية، ولا بين الصيغ المتنوعة التي جسدت ميل الرأسمالية إلى التوسع، فلم تتغير صورة الاستعمار، في نظر حركة التحرر الوطني العربية، من بداية تكون الرأسمالية العالمية ( اكتشاف أميركا اللاتينية ) حتى غزو الفضاء والمحيطات وأشكال السيطرة العلمية والاقتصادية والتكنولوجية، الخ. ولم تتغير بالتالي أشكال مواجهتها بل تجمدت على شكل وحيد هو النضال العسكري المسلح ومشتقاته كالمقاومة والممانعة والصمود والتصدي حتى في غياب الوجود العسكري الاستعماري المباشر، وأغفلت معادلات اليسار القومي المتغيرات الهائلة السياسية والاقتصادية والعلمية والعسكرية ، الخ. التي حصلت على امتداد القرن العشرين ، ولاسيما في نهايته عند سقوط الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية.

10. لقد استخف اليسار العربي بالديمقراطية واستصغر شأنها ورأى أن طرحها على جدول العمل بمثابة شد عربة التطور إلى الخلف، قياسا بمهمة بناء الاشتراكية، وهي مهمة "متقدمة" من وجهة نظره. غير أن الربيع العربي أثبت أن الديمقراطية ثورة وهي ليست أقل أهمية ولا تحقيقها أقل كلفة من المهمات الوطنية والقومية والأممية الكبرى، وأن السبيل إلى الوصول إليها لن يتأمن إلا عبر سيرورة وعملية نضالية طويلة الأمد لن تنتهي بين ليلة وضحاها ، ولن تكتمل إلا إذا تعممت على كل بلدان العالم العربي من محيطه إلى خليجه.

11. على ضوء هذه المعطيات بات على اليسار العربي أن يعيد صياغة برنامج القضية القومية فيخلصها من مضمونها الشوفيني، ويلغي التناقض المفتعل فيها بين مصلحة الشعوب العربية بالوحدة والخصوصيات القطرية التي ترسخت خلال القرن العشرين، ولا سيما أن الربيع العربي قد أكد على عمق الترابط الذي يجمع بين الشعوب العربية ماضيا وحاضرا ومصيرا مشتركا، وعلى أن الأزمة البنيوية في كل بلدان الوطن العربي ، تتمثل بوجود أنظمة استبدادية وملكيات وجمهوريات وراثية، جافت الديمقراطية وحقوق الإنسان وألغت الحريات السياسية والشخصية وعطلت الدساتير وزورت الإرادة الشعبية، كما أكد على أن برنامج الخروج من هذه الأزمة واحد في كل هذه البلدان، وهو برنامج التغيير الديمقراطي الهادف إلى بناء دولة الحق والدستور، دولة الكفاءة وتكافؤ الفرص والفصل بين السلطات، دولة المواطنة والمساواة أمام القانون، دولة المحاسبة والمراقبة التي يختار فيها الشعب بإرادته الحرة نظامه السياسي وممثليه في الحكم بديلا من التوريث والتعيين والاستيلاء على السلطة ومصادرتها والاستئثار بها.

بموازاة برنامج التغيير الديمقراطي الخاص بكل بلد، على اليسار أن يشارك بفعالية في صياغة برنامج قومي تحترم فيه خصوصيات كل بلد، تحتل فيه القضية الفلسطينية موقعا مركزيا، على أساس التضامن مع الشعب الفلسطيني واحترام استقلالية قراره وعدم التدخل في شؤونه الداخلية ولا في شؤون أي شعب عربي آخر إلا من باب التضامن والتعاون، تأسيسا لتكامل اقتصادي وسياسي ومالي وتربوي، الخ. وتطويراً وتفعيلاً لكل المنظمات الإقليمية العربية، بما يمهد لقيام أشكال تدريجية من الوحدة بين بلدان العالم العربي .

12. لقد خرج قطار العالم العربي عن سكة تطوره التاريخي حين اجتمعت الأصوليات اليسارية والدينية والقومية على إعلان عدائها السافر للديمقراطية في بداية القرن العشرين، إلى أن جاء الربيع العربي في بداية الحادي والعشرين ليضعه مجددا على سكة التطور الصحيحة. ومن المؤكد أن فوز الأصوليات الدينية في الانتخابات التشريعية قد حصل في سياق سياسي مختلف عن مسار الصراعات السابقة، وجاء ليطوي صفحة الصراع على المشروع الأيديولوجي، فلم يكن شعار "الإسلام هو الحل " أساسيا في ثورة الربيع، ولا كانت القضية الاجتماعية ولا القضايا القومية هي المحرك الأساسي فيه ، بل كان إجماع من كل القوى على شعار مركزي هو استبدال أنظمة الاستبداد بأنظمة ديمقراطية. إن الأصوليات المشاركة في الربيع العربي متحدرة من الأصوليات القديمة، ولذلك برزت خلال الثورات بقايا من شعاراتها، وفازت بالأغلبية في أول انتخابات حرة. غير أن ما حصل ليس سوى بداية مخاض طويل، تكون المراحل التالية منه رهن الدور الذي ينبغي على اليسار أن يلعبه لتصويب عجلة الربيع ، ولا سيما أن المشهد العام كان مطبوعا بطابع آخر عنوانه الأول وحدة الموقف الشعبي حول المواطنة والانتماء إلى الأوطان لا إلى الطوائف والمذاهب والأديان، و النضال من أجل الديمقراطية سبيلا لا لإسقاط الاستبداد القديم فحسب ، بل للحؤول دون عودته مرة أخرى عن طريق الأصوليات.

13. إن المعطيات التاريخية والعلمية والمعرفية المعاصرة أثبتت أن تجربة الأحزاب "الانقلابية التآمرية " السرية، المشكّلة من فرق وخلايا ومجموعات ، في بناء هرمي يقوده أمين عام أو رئيس ومكتب سياسي ولجنة مركزية( يشبه التنظيم العسكري)، لم يعد مؤاتيا. وبات على اليسار أن يبتكر التنظيم الذي يتناسب مع مهمات بناء الدولة الحديثة ، ويستفيد من التطور التكنولوجي وسهولة التواصل وسرعة الاتصال، ويستلهم من تجارب مجموعات التلاقي المختلفة على الأنترنت، وتجارب الصحف والنشرات الإلكترونية ليبني تنظيما حديثا ، يكون العنصر المحرك فيه هو الموقف والقضية، وإطاره هو كل صيغ التواصل الممكنة من اجل تجميع وبناء الكتلة التاريخية القادرة على تحقيق التحول الديمقراطي.

14. ينتظم اليسار في مجموعات تشمل كل المنادين بالعلمانية والدولة المدنية والديمقراطية ، المنتظمين حول قضايا شاملة كالاشتراكية والوحدة العربية، أو وطنية كالعلمنة والدفاع عن استقلالية القضاء، أو بيئية تخص كل بلد،أو حول قضايا مهنية كالنقابات العمالية والمهن الحرة والأجور، أو حول قضايا فكرية، ولا سيما المتعلقة منها بتطوير الفكر الماركسي وبالصراع الايديولوجي،الخ. سعيا وراء تجميع وتشكيل الكتلة التاريخية للتغيير، على أن يستفيد من تجارب أحزاب الكادر كالحزب الاشتراكي الفرنسي، أو لتيارات تمكنت من بلوغ أهدافها التغييرية عن غير طريق العنف، كالبرازيل وبعض بلدان أميركا اللاتينية، على أن تحترم كل صيغ التنوع والتعدد من داخل الوحدة بين قوى التغيير اليساري العلماني.

**الدكتور محمد علي مرتضى مقلد

مواليد جرجوع ، جنوب لبنان ، 1947

دكتوراه من جامعة السوربون – باريس 1987

أستاذ في الجامعة اللبنانية ( الرتبة : إستاذ )

أطروحة الدكتوراه عن الشعر والصراع الأيديولوجي( دراسة عن علاقة الشعر والسياسة في لبنان خلال الحرب الأهلية )

الاختصاص : حضارة العرب وأدبهم في العصر الحديث

مؤلفاته :

الشعر والصراع الإيديولوجي ، دراسة عن علاقة الشعر بالسياسة ، دار الآداب، بيروت ،1996

الأصوليات ، دراسة في معوقات النهوض العربي، دار الفارابي ، بيروت ،2000

قضايا حضارية عربية حديثة ومعاصرة ، دار المنهل اللبناني ،2003

اليسار بين الإنقاذ والأنقاض ، كتيب عن أزمة اليسار اللبناني ،2005

اغتيال الدولة ، دار الانتشار العربي ،2006

ترجماته :

الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية ، ماكس فيبر ، مركز الإنماء القومي ، بيروت ،1990

الجنسانية في الإسلام ، عبد الوهاب بوحديبة ، سراس للنشر ، تونس ،2000

أوهام الهوية ، داريوش شاغان ، دار الساقي ، بيروت،1993

المعجزة في الاقتصاد ، ألان بيرفيت ( بالمشاركة مع بسام حجار) دار النهار ، بيروت ،1997

فلسفة كانط النقدية ، جيل ديلوز ، مركز الإنماء القومي، قيد النشر

نيتشه والفلسفة ، جيل ديلوز ، مركز الإنماء القومي ،قيد النشر

الشيوعية ، أية نفحة جديدة ، لوسيان سيف ، دار الفارابي ، قيد النشر

الفاشية والحركة الجماهيرية ، ميخائيل فايدا ، قيد النشر

مدخل إلى الإبستيمولوجيا الفرويدية ، بول- لوران أسون، مركز الإنماء القومي ، بيروت، قيد النشر

انفجار المشرق العربي ، جورج قرم ، دار الفارابي ، 2006

أوروبا التنوير( سلسلة(que sais-je دار الكتاب الجديد ، بيروت ، 2008

ماكس فيبر = = = = =

كلود ليفي ستروس = = = = =

البوذية = = = = =

المتوسط والعالم المتوسطي في عهد فيليب الثاني ، فرنان بروديل ، دار الكتاب الجديد ، 2008