المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 16 كانون الثاني/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins17/arabic.january16.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيْبَهُ ويَتْبَعْنِي

إِنَّ رَجَاءَنَا وَطِيدٌ مِنْ جِهَتِكُم، لِعِلْمِنَا أَنَّكُم كَمَا تُشَارِكُونَ في الآلام، كَذلِكَ تُشَارِكُونَ أَيْضًا في التَّعْزِيَة

المَسِيح، أَبُو المَرَاحِمِ وإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَة! هُوَ الَّذي يُعَزِّينَا في كُلِّ ضِيقِنَا، لِنَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُم في كُلِّ ضِيق، بِالتَّعْزِيَةِ الَّتي يُعَزِّينَا ٱللهُ بِهَا

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الإنبطاح ضارب طنابوه.. وريتها ما ترجع 14 آذار!!/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

هكذا اتُخِذ القَرار بالإطباق على “ريفي”!

أي عيش مشترك يا تانت/انطوان مراد/فايسبوك

الإتفاق الثلاثي/نوفل ضو//فايسبوك

لا يُمكنهُ أن يحفظ في ذاكرته أكثر من شـيئينِ أو ثلاثة في آنٍ واحد/كمال يازجي/فايسبوك

د.فارس سعيد: على الإخوة السعوديين تفهم الوضع اللبناني لقد قبل اللبنانيون بعد سنين من النضال مقايضة غبية الكراسي لهم والنفوذ لحزب الله… سنعالج نورس المطار

هذه حقيقة الحوار بين القوات اللبنانية وحزب الله وهذا ما قصده رياشي/نسرين مرعب /جنوبية

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

قبلان دان تنفيذ حكم الاعدام بحق 3 معتقلين سياسيين في البحرين

الملك سلمان: الدعم السعودي للبنان مستمر ومتصاعد

إيران و"حزب الله" يدربون الميليشيات في صعدة

جنبلاط يجاهر بقانون الستين ويخرج من «المختلط» لخشيته من ضرب التمثيل الدرزي والحلفاء المسيحيين

برامج سوق الجواري وتصفية الحسابات في لبنان/شادي علاء الدين/العرب

حزب الله يسعى لقانون عفو «بقاعي».. أم لكل لبنان؟/نسرين مرعب/جنوبية

أزمة مطمر الكوستابرافا في كواليس الأحد

أين «المستقبل» من ثنائية الصقور والحمائم/وسام سعادة (عن الفيسبوك)

الشرعية والتشريع/رولا عبدالله/المستقبل

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

هولاند: مؤتمر باريس للسلام صفارة إنذار لأن حل الدولتين في خطر

نتنياهو: مؤتمر باريس "عقيم" و"يعطل السلام".. محمود عباس: بعد 50 عاماً من الاحتلال يقول الفلسطينيون كفى

بريطانيا ترفض التوقيع على البيان الختامي لمؤتمر باريس

وادي بردى.. معارك وقصف ولا إصلاح للمضخات

ما الذي سيعرفه ترمب بأول يوم كرئيس عن حماس وحزب الله؟/وعد أن يبدأ "في أول 24 ساعة" أيضاً، بطرد مليوني مهاجر غير شرعي مدانين بجرائم

ترمب: "الناتو" منظمة عفا عليها الزمن

بالقراءة الأولى.. البرلمان يقر صلاحيات الرئيس التركي

العربي الجديد: ذرائع السيسي للتدخل في ليبيا: تسلل داعش وصعود الإخوان

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله».. تبديلات ومناقلات لـ«تطويق» الأزمات/علي الحسيني/المستقبل

على النعامة أن تُخرِج رأسها/د. مصطفى علوش/الجمهورية

ثلاث سنوات.. والمحكمة تحاصر القتلة/خالد موسى/المستقبل

مباشرة ترامب لمهامه: محكّ أساسي لمسارات لبنانية وسورية استبقت وصوله/وسام سعادة/المستقبل

زمن العلاقات العربية.. الجميل/علي الحسيني/المستقبل

نمط جديد من الدعم السعودي للبنان/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

قانون الإنتخاب يحتاج إلى «بطل»!/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

الصاخبة الهادئة"!/نبيل بومنصف/النهار

عون يبدأ مرحلة طمأنة السعوديين بمقاربات جديدة هل من محاذير لاستبدال قهوجي وسلامة؟/سابين عويس/النهار

إقامة لبنان جديد تتطلب توافقاً على الانتخابات كما حصل رئاسياً وحكومياً/اميل خوري/النهار

قضاء دير الأحمر... حلمٌ يتحقّق بـ«همّة رجال الدير»/الان سركيس/جريدة الجمهورية

إلى طير النورس/جو توتنجي//فايسبوك

في انتظار سايكس ــ بيكو.. بحلته الجديدة/خيرالله خيرالله/العرب

«الإمبراطور» والقيصر ... والمجانين/زهير قصيباتي/الحياة

الكويت والرسالة الخليجية لطهران/محمد برهومة/الحياة

روسيا والصين وإيران ... «مقتل» ترامب؟/ جورج سمعان/الحياة

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

محمد عبد الحميد بيضون للأنباء:  حزب الله الذي يتحسب لوقوع صدام بينه وبين العهد يشيطن قانون الستين ويطرح النسبية لضمان هيمنته على المجلس العتيد

قاووق: اعتماد الستين مجددا أقصر الطرق للحكم على الحكومة بالفشل

رعد: الصيغة التي تحقق العدالة هي التي تعتمد النسبية الكاملة مع الدائرة الواحدة

داوود الصايغ : تمت اعادة العمل الى المؤسسات الدستورية في البلد

الرياشي: زيارة السعودية كسرت الجليد ونشدد على تصحيح التمثيل المسيحي أعمل على إعادة هيكلة الوزارة وتحديد مهمتها الجديدة وتحسين أوضاع العاملين

الراعي: تغيير الذهنيات يساعدنا على سن قانون انتخاب على قياس لبنان

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيْبَهُ ويَتْبَعْنِي

إنجيل القدّيس متّى16/من24حتى28/:"قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلامِيْذِهِ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيْبَهُ ويَتْبَعْنِي، لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا. فَمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَوْ رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ ؟ أَو مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟ فَإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي في مَجْدِ أَبِيْه، مَعَ مَلائِكَتِهِ، وحينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنَا لَنْ يَذُوقُوا المَوت، حَتَّى يَرَوا ٱبْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا في مَلَكُوتِهِ»."

 

إِنَّ رَجَاءَنَا وَطِيدٌ مِنْ جِهَتِكُم، لِعِلْمِنَا أَنَّكُم كَمَا تُشَارِكُونَ في الآلام، كَذلِكَ تُشَارِكُونَ أَيْضًا في التَّعْزِيَة

المَسِيح، أَبُو المَرَاحِمِ وإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَة! هُوَ الَّذي يُعَزِّينَا في كُلِّ ضِيقِنَا، لِنَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُم في كُلِّ ضِيق، بِالتَّعْزِيَةِ الَّتي يُعَزِّينَا ٱللهُ بِهَا

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس01/من03حتى07/:"يا إخوَتِي، تَبَارَكَ ٱللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، أَبُو المَرَاحِمِ وإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَة! هُوَ الَّذي يُعَزِّينَا في كُلِّ ضِيقِنَا، لِنَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُم في كُلِّ ضِيق، بِالتَّعْزِيَةِ الَّتي يُعَزِّينَا ٱللهُ بِهَا. فَكَمَا تَفِيضُ عَلَيْنَا آلامُ المَسِيح، كَذلِكَ تَفِيضُ أَيْضًا بِالمَسِيحِ تَعْزِيَتُنَا.

إِنْ كُنَّا نَتَضَايَقُ فَمِنْ أَجْلِ تَعْزِيَتِكُم وخَلاصِكُم؛ وإِنْ كُنَّا نَتَعَزَّى فَمِنْ أَجْلِ تَعْزِيَتِكُم، وهِيَ قَادِرَةٌ أَنْ تُعِينَكُم عَلى ٱحْتِمَالِ تِلْكَ الآلامِ عَيْنِهَا الَّتي نتَأَلَّمُهَا نَحْنُ. إِنَّ رَجَاءَنَا وَطِيدٌ مِنْ جِهَتِكُم، لِعِلْمِنَا أَنَّكُم كَمَا تُشَارِكُونَ في الآلام، كَذلِكَ تُشَارِكُونَ أَيْضًا في التَّعْزِيَة."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الإنبطاح ضارب طنابوه.. وريتها ما ترجع 14 آذار!!

الياس بجاني/14 كانون الثاني/17/اضغط هنا لدخول صفحة المقالة على موقعنا

http://eliasbejjaninews.com/2017/01/14/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%a8%d8%b7%d8%a7%d8%ad-%d8%b6%d8%a7%d8%b1%d8%a8-%d8%b7%d9%86%d8%a7%d8%a8%d9%88%d9%87-%d9%88%d8%b1%d9%8a/

لم يعد زمننا زمن بؤس فقط كما وصفه كبيرنا وبطريركنا الدائم، ما نصرالله بطرس صفير، أطال الله بعمره..

لا.. فقد جعله غالبية أحزاب وسياسيو 14 آذار “الواقعيين” زمن بؤس وركوع وانبطاح وانقلاب على كل المثالياات والثوابت منذ اليوم الأول للعهد الجديد.

فعلاً..غريب ومحير أمر بعض ال 14 يالحربائيين والأقزام والتجار..

برموا  180 درجة بين ليلة وضحاها..

نسيوا السلاح غير الشرعي..

ما عادوا شايفين حزب الله بسوريا ولا بأي ساحة من ساحات حروبه الكونية..

محيوا من ذاكرتهم وجود الدويلة..

قفزوا فوق المحكمة الدولية.. وصار اقرارها “مبدئي”!!

تعاموا عن تضحيات الشهداء..

تحفضوا “بالبامبرز” على بند السلاح بالبيان الوزاري..ويفاخرون!!

دفنوا القرار الدولي 1559.. ومعه كل القرارات الدولية الخاصة بلبنان..

فجأة صار عندون حزب الله من النسيج الوطني وفظيع ووطني وإيجابي..

غيروا وجهة حروبهم ونقلوها لداخل طوائفهم..

صارت حروبهم الإلغائية ضد حلفائهم السابقين وضد بعضون البعض..

بفجع عم يتناتشوا فتات المغانم وغرقانين بمنافع شكلية..

بلعوا لساناتهم ومسمروها..

غيروا طرابيشهم.. وقلبوا الجاكيتات..

لمعوا الصبابيت.. ولفوا رقابون بكرفتات صفرا وأورانج..

صار أخر هم ع قلبون السيادة والحرية والإستقلال؟؟

صارت عندون ثورة الأرز موضه قديمة..

راكضين ع الضاحية دون خجل أو وجل وعم يتسابقو ع الحوار مع حزب الله.. وبشروطه وإملاءاته..

صار عندون السلاح الإيراني دحا وبيجنن من بعد كان “خرده” و “محرّم” وحرام…

اخدت اجرون ع السفارة الإيرانية .. والخير لقدام..

لبسوا بدلات “الواقعية” ووقعوا في شرور أعمالهم..

اجرموا بالمثاليات والثوابت وتغربوا عنهم إلى غير رجعة..

باختصار: هودي “هالقطرطه” من التجار والفجعانين ما بيشبهوا لا السياديين ولا ال 14 آذاريين الحقيقيين..

وحالهم الإنبطاحي والفاجر والضارب طنابه في الطروادية “والتعهير” يقول، ريتا ما ترجع 14 آذار!! وعمرو ما يكون وطن!!

يبقى أن من خيارة غنمي تكون نهايته ضمن القطيع في الزرائب.. ونقطة ع السطر!!

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

هكذا اتُخِذ القَرار بالإطباق على “ريفي”!

الجريدة الكويتية, السياسة الكويتية//15 كانون الثاني/17/كشفت مصادر متابعة لصحيفة “الجريدة” الكويتية، إن قراراً اتخذ في تيار “المستقبل” للإطباق على اللواء أشرف ريفي، أولاً، عبر الحصار الإعلامي الذي كانت آخر فصوله إلغاء لقاء تلفزيوني مع مستشار ريفي الصحافي أسعد بشارة، ثانياً، خفض عدد العناصر المواكبة لريفي، ثالثاً استعادة الشارع “المستقبلي” الطرابلسي عبر عودة خدمات “المستقبل” لتلك المنطقة. واوضحت صحيفة ”السياسة” الكويتية أن ريفي، الذي يخوض معركة شرسة في مواجهة رئيس الحكومة سعد الحريري و”تيار المستقبل”، سيضع كل ثقله في الانتخابات النيابية المقبلة على رأس لائحة أساسية في مدينة طرابلس، على غرار اللائحة التي دعمها في الانتخابات البلدية والاختيارية الماضية، مع إمكانية دعم لوائح أخرى في عدد من مناطق الشمال، تبعاً لشكل القانون الانتخابي الذي ستجري الانتخابات النيابية المقبلة على أساسه.

 

أي عيش مشترك يا تانت

انطوان مراد/فايسبوك/15 كانون الثاني/17

أضحكني مطلع تقرير علی أحدی الشاشات عن القداس الذي ترأسه المطران بولس مطر في المريجة في الضاحية. قالت المراسلة: في خطوة تعكس التمسك بالعيش المشترك...أي عيش مشترك يا تانت، حيث لم يبق أحد من الأهالي في البلدة، إلا إذا كان المقصود الزيارات السياحية للكنيسة في الأعياد للأحياء، والزيارات الأبدية للمراحيم في جوارها.... وبالطبع الزيارات "الاقتراعية " في الانتخابات كل أربع او ثماني سنوات أذا لم يحصل التمديد "التكنيكي"!

 

الإتفاق الثلاثي

نوفل ضو//فايسبوك/15 كانون الثاني/17

*في مثل هذا اليوم من العام 1986 أسقطنا الإتفاق الثلاثي الذي اختصر اللبنانيين بثلاثة أشخاص اتفقوا على تسوية سياسية لم تأخذ في الاعتبار رأي الآخرين!

*لا يحق للوزراء ولمن يعتبر نفسه ممثلا في الحكومة أن يصرح أو يعلن موقفا اعتراضيا أو يستنكر قتل طيور النورس في محيط مطار بيروت. فهؤلاء هم جزء من التضامن الحكومي والقرار السياسي وعليهم، إذا كانوا فعلا معترضين، محاسبة من اتخذ القرار داخل مجلس الوزراء، كما على النواب توجيه سؤال الى الوزراء المعنيين وصولا الى طرح الثقة بهم!

من هم خارج السلطة يعترضون ويسجلون المواقف ويستنكرون... أما من هم جزء من السلطة فيتخذون القرارات والإجراءات!

كفى تخاذلا ... أو خداعا !

*طالما حكومتنا العظيمة قررت ابعاد خطر طيور النورس على الطائرات من خلال قتل هالطيور... ليش حكومتنا ما بتعالج بنفس الطريقة مشكلة فندق الحبتور بسن الفيل يللي انعطى رخصة سمحتلو ببناء ارتفاعو عطل ثلث المدرج الشرقي من مطار بيروت... حدا بيعرف هالشي؟ وليش حكومتنا ما بتعالج بنفس الطريقة الأبنية والمنشآت المخالفة بمحيط المطار؟ علما أن قتل الطيور ممنوع قانونا في حين هدم المخالفات مطلوب وملزم!

 

لا يُمكنهُ أن يحفظ في ذاكرته أكثر من شـيئينِ أو ثلاثة في آنٍ واحد

كمال يازجي/فايسبوك/15 كانون الثاني/17

السر هو في أن تستمرَ بارتكاب الفواحش بشكلٍ متواصل

لا يُمكنكَ أن تمرّرَ فضيحةً

وتُعطي الناس وقتاً للتفكير في ما ينبغي القيامُ به

عليك أن تقومَ على الفور بما هو أسـوأ منها

قبل أن تتاحَ للجمهور فرصةٌ لأسـتيعاب الضربة والرد عليها

ذلك أن وعي الناس ليس بأفضل من كمبيوتر بدائي

لا يُمكنهُ أن يحفظ في ذاكرته أكثر من شـيئينِ أو ثلاثة في آنٍ واحد

 

د.فارس سعيد: على الإخوة السعوديين تفهم الوضع اللبناني لقد قبل اللبنانيون بعد سنين من النضال مقايضة غبية الكراسي لهم والنفوذ لحزب الله سنعالج نورس المطار

توتير/15 كانون الثاني/17

* دولتين على ارض واحدة نتيجة مؤتمر باريس بحضور الادارة الاميركية القديمة في انتظار راي ترامب...انتصار سياسي فلسطيني/مبروك.

 *يطالب لقاء سيدة الجبل السادة النواب بقانون يمنع اللبنانيين القتال في اي بلد آخر أسوة بعديد من الدول.

*كل مرة يقوم الجيش بعملية ضرب الإرهابيين يكبر في داخلي شعور الطمأنينة كل مرة اسمع عن قتال حزب الله يجتاحني الخوف لانه يستدعي العنف الى لبنان.

*اذا تدخل حزب الله من اجل حماية المطار يضيف على مهماته مهمة جديدة ونتحول الى شعب وجيش ومقاومة لمحاربة اسرائيل والتكفيريين والطيور!!

*على الإخوة السعوديين تفهم الوضع اللبناني لقد قبل اللبنانيون بعد سنين من النضال مقايضة غبية الكراسي لهم والنفوذ لحزب الله سنعالج نورس المطار.

*لبنان بلد أسير المصالح الايرانية ودولة منقوصة السيادة لانها لا تحتكر استخدام العنف وفقا للقانون لم يبقى لنا الا معالجة نورس المطار!!!!

*العلاقات اللبنانية السعودية لا تشكو من "غموض" بل من كثرة الوضوح فريق لبناني"خارج الدولة" ممثلا في الحكومة يقاتل في سوريا لمصلحة ايران!

*إسرائيل تقاطع اجتماع باريس اليوم الذي سيطالب بحل الدولتين في فلسطين بمشاركة أميركية (جون كيري) العالم في انتظار رجل دونالد ترامب!!!

*نتمنى ان يتولى حزب الله معالجة مشكلة النورس من اجل التوصل الى حل نهائي الحزب "المنتصر" في ربوع العالم لن تعصى عليه مسألة طيور!!!!!

*بدي الانتخابات تكون كل مرشح يرفع السرية المصرفية عن حساباته وحسابات اصوله وفروعه.

 

هذه حقيقة الحوار بين القوات اللبنانية وحزب الله وهذا ما قصده رياشي

نسرين مرعب /جنوبية/15 يناير، 2017/حوار بين القوات وحزب الله، عنوانٌ عريض ضجّت به وسائل الإعلام، فما حقيقة هذا الحوار وهل بدأ بالفعل بين وزير الإعلام ملحم رياشي وبين الحاج محمود قماطي، بحسب ما ذكر أحد المواقع الالكترونية؟! على عكس ما حملته مرحلة ما قبل تشكيل الحكومة من تنافر بين القوات اللبنانية وحزب الله، فإنّ المناخ الحالي يتسم بحيّز واسع من الإيجابية، معلومات صحفية تؤكد بدء الحوار بين الطرفين منذ كانون الأول من العام الماضي، فيما أشارت مصادر إعلامية لشروط يفرضها حزب الله على كل محاور له. في السياق نفسه، استنكر العديد تصريح وزير الإعلام ملحم رياشي والذي أشار من خلاله إلى أنّ حزب الله لم يشتم السعودية بمعنى الشتيمة وإنّما من قام بذلك هي بعض الوسائل الإعلامية.

فهل بدأ مناخ التهدئة بين الطرفين؟ وأين هو الحوار؟ وما خلفية كلام رياشي؟

وفي متابعة لمرحلة الحوار، تواصل موقع “جنوبية” مع رئيس دائرة الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية الإعلامي شارل جبور الذي أكّد أنّ “هذا الكلام ليس صحيحاً، ما من حوار مع الحزب باستثناء الكلام الإيجابي الذي صدر عن السيد نصرالله والسيد ابراهيم أمين السيد وقمنا بالرد عليه بكلام إيجابي في المقابل وبالتالي الأمور تقتصر على هذا الحد من الإيجابية من الطرفين ممّا ينعكس إيجاباً على الاستقرار السياسي في البلد وتبريداً للمناخات السياسية وتحسيناً لظروف عمل العهد على المستوى الوطني”. مضيفاً فيما بتعلق بمسألة الشروط “ما من شروط، لا نحن نسمح لأنفسنا أن نضع شروط على حزب الله ولا نسمح لحزب الله ولا لأي طرف سياسي أن يضع شروطاً علينا، مسألة الشروط مرفوضة من أي طرف باتجاه طرف آخر، وأي حوار يتطلب ظروف موضوعية، نحن نقول أنّ هذه الظروف الموضوعية ليست ناضجة بعد ونضوجها يتطلب إيمان الحزب بمشروع الدولة وبالتالي بانتظار أن تتوافر الظروف الوطنية التي تفسح المجال أمام نقاش جدي من ضمن جدول زمني وطني لبحث عودة الدولة اللبنانية لأن تكون هي المرجعية الأولى والأخيرة في لبنان، لا يمكن الدخول إلى حوارات لن تؤدي إلى أيّ نتيجة ولا طائل منها. على العكس نحن نقول بأنّ الموقف مع حزب الله داخل مجلس الوزراء وداخل مجلس النواب على قضايا سياسية بدأت بانتخاب رئيس الجمهورية واستمرت بالحكومة ويمكن أن تتواصل بقانون الانتخاب ولكن حدود الأمور هو بما ينجح حالة التبريد السياسي ويحسن الوضع القائم ولا يمكن الذهاب أبعد في بحث الأمور الخلافية الأساسية المتصلة بدور لبنان وبمرجعية الدولة اللبنانية”. وعن تصريحات وزير الإعلام ملحم رياشي الأخيرة، أشار جبّور إلى أنّه “يطلب من كل اللبنانيين انتقاد أي دولة ضمن الموقف السياسي والابتعاد عن التجريح، هناك بعض المواقف السياسية في مرحلة من المراحل أساءت لعلاقات لبنان الخارجية ومن هذا المنطلق المطلوب من أي موقف سياسي لأي جهة سياسية أن تأخذ بعين الاعتبار علاقات لبنان الخارجية وعدم الإساءة لتلك العلاقات”. معلقاً على انتقاد البعض لكلام رياشي وتوصيفه بالتبييض لصفحة حزب الله، بقوله “إطلاقاً، رياشي يتكلم من موقعه الدولتي كوزير إعلام وهو لا يبيض صفحة أي طرف سياسي، هو يتكلم من موقع مسؤول وهو مسؤول في كلامه، وكل ما قصده بهذا الكلام أن أي موقف لأي طرف يجب الأخذ بعين الاعتبار مصلحة كل اللبنانيين ومصلحة الدولة اللبنانية”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

قبلان دان تنفيذ حكم الاعدام بحق 3 معتقلين سياسيين في البحرين

وكالات/15 كانون الثاني/17/إستنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، "تنفيذ السلطات البحرينية حكم الاعدام بحق 3 شبان من المعتقلين السياسيين نعتبرهم شهداء مظلومين، فقرار الإعدام فاقم من حدة الازمة السياسية في البحرين الشقيق ليدخله في دائرة الشغب والاضطراب ما يحمل السلطة المسؤولية الكاملة عن تداعياته، وعليها أن تتراجع عن اجراءاتها التعسفية والقمعية بحق الشعب وقادته وعلمائه الذين يشكلون ضمانة أساسية لحفظ البحرين واستقرارها". وطالب حكومة البحرين ب "أن تتصالح مع شعبها وتحاور المرجعيات الدينية والسياسية، فتلتزم بالحوار كممر إلزامي للخروج من النفق المظلم الذي أدخلت فيه شعب البحرين الشقيق".  وقدم قبلان تعازيه الحارة الى ذوي الشهداء وجميع أبناء الشعب البحريني، سائلا المولى "أن يتغمدهم برحمته الواسعة، وأن يحفظ مملكةالبحرين وشعبها من كل سوء".

 

الملك سلمان: الدعم السعودي للبنان مستمر ومتصاعد

وكالات/15 كانون الثاني/17/توج مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان زيارته الرسمية الى المملكة العربية السعودية، بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في قصره في اليمامة بالرياض، في حضور وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريف، وشارك الى جانب المفتي دريان الوفد المرافق له المؤلف من مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، القاضي الشيخ خلدون عريمط، رئيس جمعية المقاصد أمين الداعوق، المدير العام لدار الايتام الدكتور خالد قباني، الامين العام للجنة الحوار الاسلامي محمد السماك، مستشار مفتي الجمهورية عضو المجلس الشرعي الدكتور رضوان السيد ومدير الاعلام في دار الفتوى خلدون قواص. وقدم المفتي دريان التهنئة لخادم الحرمين الشريفين بنيله جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الاسلام والمسلمين، واطلع الملك سلمان بن عبد العزيز على الاوضاع اللبنانية عامة والاسلامية خاصة. ونوه دريان بالجهود التي تقوم بها المملكة للحفاظ على الاستقرار في البلدان العربية وعلى خدمة المسلمين في العالم ودورها في ارساء دعائم الاستقرار والسلام في البلاد العربية والاسلامية. واكد المفتي دريان ان "خادم الحرمين الشريفين حريص على وحدة اللبنانيين وعيشهم الواحد، وان المملكة محبة وصديقة لجميع اللبنانيين بدون تمييز"، ولمس من الملك سلمان تأكيده على "دعم لبنان وحكومته برئاسة الرئيس سعد الحريري ليبقى تضامن اللبنانيين وتعايشهم على اختلاف طوائفهم واحزابهم كما عرفته المملكة وسائر العرب منذ عقود وعقود". اضاف: "نحن كنا دائما مع المملكة، ونعتز بهذا الانتماء العربي والاسلامي ونأمل وقد تم انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة برئاسة الشيخ سعد الحريري، في ان يظل الدعم السعودي القوي مستمرا لتثبيت الاستقرار والانتماء العربي وطمأنة كل اللبنانيين الى ان مظلة المملكة العربية السعودية الواسعة تشملهم في الحاضر والمستقبل كما شملتهم في الماضي".

واكد الملك سلمان للمفتي دريان ان "الدعم السعودي للبنان مستمر ومتصاعد، وانه يأمل في ان يتجاوز لبنان المحنة، وان يعود الى سابق عهده في التعايش والرخاء والازدهار".

 

إيران و"حزب الله" يدربون الميليشيات في صعدة

وكالات/15 كانون الثاني/17/أدلى مشرف وحدة الصواريخ التابعة لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في جبهة نهم باعترافات خطيرة عن دور إيران وحزب الله في اليمن بعد أن سلم نفسه للجيش الوطني. وقال المدعو أبو محمد إن هناك خبراء إيرانيين ولبنانيين من حزب الله في معسكرات سرية في صعدة يدربون ميليشيات الحوثي على الأسلحة. ويأتي استسلام أبو محمد في جبهة نهم بعد ثلاثة أيام على مقتل المشرف على قسم تطوير الصواريخ الباليستية للانقلابيين، أبو خليل الصليمي، بغارة من طائرات التحالف العربي. وذكرت المصادر أن الصليمي يعد واحداً من كبار القيادات الحوثية التي أسندت لها مهام الإشراف على ما تسمى بـ"القوة الصاروخية" التي تضم خبراء إيرانيين ولبنانيين وضباط موالين للحوثي والمخلوع، وهي الوحدة المتخصصة في تطوير الصواريخ وإطلاقها. وكانت مصادر عسكرية يمنية أشارت إلى أن وحدة المراقبة والمعلومات في غرفة عمليات التحالف العربي الجوية رصدت خلال الأيام الماضية تحركات الصليمي وتنقلاته بين محافظات صعدة وصنعاء والحديدة حيث تم استهدافه مع 6 من مرافقيه، بعد التأكد من تواجده في المكان المناسب. ويعد مقتل الصليمي، دليلا آخر يؤكد تورط إيران وميليشيات حزب الله في الأزمة اليمنية، وكذلك استسلام أبو محمد مشرف وحدة الصواريخ التابعة لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في جبهة نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، والذي كشف عن تلقيه تدريبات على يد خبراء إيرانيين ومدربين من ميليشيات حزب الله. كما اعترف أبو محمد أن الصواريخ التي كانت تطلقها الميليشيات استهدفت المدنيين وليس مواقع عسكرية. كما كشفت اعترافات أبو محمد أيضاً أن ميليشيات إيران وحزب الله ماضية في تدريب عناصر الحوثي بمعسكرات سرية في صعدة شمال اليمن.

 

جنبلاط يجاهر بقانون الستين ويخرج من «المختلط» لخشيته من ضرب التمثيل الدرزي والحلفاء المسيحيين

الحياة/16 كانون الثاني/17/بات رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط يجاهر بمطالبته بإجراء الانتخابات النيابية على أساس قانون الستين القائم على النظام الأكثري، الذي يعلن سائر الفرقاء السياسيين رفضه، داعين إلى اعتماد النظام النسبي ولو جزئياً، وهو الموقف الذي سيبلغه وفد نواب الحزب التقدمي الاشتراكي إلى هؤلاء الفرقاء في جولة يبدأونها اليوم عليهم، بالإضافة إلى الإصرار على إبقاء قضاءي الشوف وعاليه دائرة انتخابية واحدة في أي تقسيم جديد للدوائر الانتخابية في جبل لبنان، خلافاً لتقسيمات سابقة اعتُمدت في بعض مشاريع القوانين التي طرحت ودمجت الشوف وعاليه مع قضاء بعبدا. وأبلغ جنبلاط موقف كتلته النيابية هذا إلى وزير الإعلام ملحم رياشي (القوات اللبنانية) الذي التقاه مساء أول من أمس، وهو سينقله إلى رئيس «القوات» سمير جعجع. وإذ يبدي جنبلاط أمام زواره ارتياحه إلى الموقف الذي أعلنه جعجع بأنه لن يوافق على قانون انتخاب لا يرضى عنه جنبلاط (وهو الموقف نفسه الذي اتخذه رئيس الحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري)، فإنه لا يخفي تبرمه من أن لا أحد يطلعه على المشاورات التي تجري بين الفرقاء حول مشاريع قوانين الانتخاب التي يتم التداول فيها، ومنها المختلط بين النظامين النسبي والأكثري. ويقول زوار جنبلاط إنه يلاحظ «أنهم يمارسون التقية ولا يقولون ما الذي يحضرونه لقانون الانتخاب».

قانون بلا إصلاح

وتقول مصادر «اللقاء الديموقراطي» إنه قرر هذا التحول في الموقف من قانون الانتخاب والخروج من صيغة القانون المختلط الذي كان اتفق عليه مع «القوات» و«المستقبل» والذي يعتمد النظام الأكثري في الاقتراع لـ68 نائباً والنسبي لـ60 نائباً، «بعدما وجدنا أن الاقتراحات المطروحة هي محاولة مقنعة كي يتسلل صغار عملاء النظام السوري وغيره إلى البرلمان، ومن حصة «اللقاء الديموقراطي»، وإلى انتزاع بعض النواب المسيحيين المحسوبين على الكتلة الجنبلاطية في الانتخابات، نتيجة التحالف المستجد بين «القوات» و«التيار الوطني الحر». وتشرح مصادر «اللقاء الديموقراطي» الموقف الجديد بالقول إنه «على رغم أن محاولات وضع قانون جديد تتم تحت عنوان إصلاح النظام الانتخابي وتصحيح التمثيل، فإن ما يتم العمل عليه ليس بأهداف إصلاحية بل بهدف تقليص تمثيل فئة أخرى في البرلمان في شكل يضرب التعددية والتنوع السياسي المطلوبين في البلد واللذين دفع جنبلاط ثمناً باهظاً بتكريسهما عبر المصالحات التي عقدها في الجبل والتي كانت قراراتها غير شعبية أحياناً ضمن جمهوره. ونحن لن نقبل بأن يتم ضرب هذه التضحيات عرض الحائط، وكل هذا لمصلحة قوى أخرى».

وتردد مصادر نيابية في كتلة جنبلاط ما يقوله رئيس البرلمان نبيه بري، من أن «سيوفهم على قانون الستين وقلوبهم معه»، في إشارة إلى أن من يعارضون القانون الحالي ويقولون إنهم يسعون إلى تغييره هم في الوقت نفسه معه، للإشارة إلى أن موقف «اللقاء» هو الأكثر صراحة من مواقف سائر الفرقاء الذين يناورون. وذهب مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس إلى القول: «لم نخفِ ميلنا إلى قانون الدوحة. والمفارقة أن هناك قوى كثيرة تؤيد هذا القانون إنما في الغرف المغلقة، وهو ما يؤكد أن الهدف مما يطرح حول مشاريع قانون الانتخاب ليس الإصلاح بل تحسين المواقع السياسية وتوسيع الكتل النيابية، وهو حق مشروع لكل الأطراف، بالتالي من حق الحزب الاشتراكي أيضاً أن يحافظ على وجوده السياسي وأن يوسع حضوره النيابي»، مؤكدا «رفض الحزب إقصاء أو تهميش أي من الأطراف اللبنانية». وشدد على أن «الحزب الاشتراكي لن يقبل إلا بقانون الدوحة أو بقانون أكثري، مع العلم أن مهل الإعداد لإجراء الانتخابات أصبحت دقيقة، وإن النقاش حول قانون الانتخاب يدور حول نفسه من دون التوصل إلى نتائج عملية». ويعتبر أن «من يطرح النسبية الكاملة أو الجزئية يدرك أن تطبيقها دونه استحالة سياسية وتنفيذية. وبما أن النظام يستند إلى القواعد الطائفية فهو يتطلب إقرار سلة إصلاحية متكاملة تنتظم فيها الحياة الحزبية والسياسية». ويرى الريس أن «هناك توازنات تاريخية، أثبتت التجارب أن المس بها يؤدي إلى الانقسام ويولد التوتر مجدداً». ولا يخفي زوار جنبلاط من جهتهم، أنه غير مرتاح إلى محاولات تجريده من التمثيل الصحيح لطائفة الموحدين الدروز ومن حلفائه المسيحيين الذين يملكون حيثية لا يمكن أياً كان أن ينكرها في قضاءي الشوف وعاليه، اللذين لهما خصوصية إضافية، نظراً إلى أن الدروز كأقلية يتركز عددهم الأساسي فيهما. كما أن هؤلاء الزوار يلفتون إلى طرح جنبلاط الأسئلة عما إذا كانت التسوية التي عقدت على رئاسة الجمهورية تؤدي إلى صفقة انتخابية تقود إلى تحجيم فرقاء آخرين في البلد أو على حسابهم في الانتخابات، خصوصاً أنه لا يستبعد آثار هذه التسوية على التوازنات في البلد، كما ظهر في القرارات التي أخذت تصدر عن مجلس الوزراء، وتقاسم النفوذ والمواقع والمصالح بين أطرافها. ويلمح زوار جنبلاط إلى أنه لا يستبعد أن يكون هدف القانون تقليص كتلة الحريري النيابية إضافة إلى كتلته هو.

المراهنة على ترامب

وينتظر «اللقاء الديموقراطي» ردود الفعل على موقفه الجديد من الفرقاء كافة. وفي وقت قالت مصادر وزارية لـ «الحياة» إن رئيس الجمهورية ميشال عون قال أمام بعض زواره إنه يصعب الاتفاق على قانون انتخاب جديد من دون أن يكون جنبلاط جزءاً منه، فإن زوار رئيس «الاشتراكي» يقولون إنه لم يبلغه أي شيء عن موقف الرئيس عون حيال اعتراضاته، بينما يقول نواب في «اللقاء الديموقراطي» إن هناك تفاوتاً في المواقف حيال ما يطرحه جنبلاط في صفوف النواب أعضاء «التيار الوطني الحر»، بين من يتعاطى معها بسلبية ومن يدعو إلى محاولة التوصل إلى جوامع مشتركة.

وفي سياق آخر يقول زوار جنبلاط إنه لا يغفل كعادته الالتفات إلى تطورات الوضع الإقليمي وانعكاساته اللبنانية. وهو مع مراقبته ما ستؤول إليه مفاوضات آستانة بين المعارضة السورية والنظام برعاية روسية تركية، لا يبدي تفاؤله بإمكان نجاحها، لا سيما بغياب أطراف فاعلة عنها، مثل الأميركيين وإيران... كما أنه يميل إلى ربط ما هو مرتقب على الساحة السورية بتسلم الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهماته الدستورية في 20 الشهر الجاري، في ظل اتجاهه للتوافق مع روسيا على الأزمات الإقليمية، وترجيح كفة تشدده في العلاقة مع إيران، داعياً إلى عدم مراهنة أي فريق لبناني على عداء ترامب لإيران، لأن هذا ينعكس توتراً داخلياً مع «حزب الله» والمكون الشيعي، وهذا مضر بالاستقرار اللبناني. لكن من التقوا جنبلاط في الأيام الماضية لفتوا إلى أن التهكم الذي صبغ تعليقاته على أزمة تكاثر الطيور في حرم مطار رفيق الحريري الدولي وتهديدها سلامة الطيران المدني في أجوائه، لم يمنعه من القول إن مطمر «الكوستابرافا» الذي تسبب تكديس القمامة فيه بتزايد أعداد طيور النورس وافقنا عليه بحكم الأمر الواقع، «بعدما فشلنا جميعاً كطبقة سياسية في المعالجة المقبولة لأزمة النفايات العام الماضي وبالتالي جميعنا يتحمل المسؤولية».

 

برامج سوق الجواري وتصفية الحسابات في لبنان

شادي علاء الدين/العرب/16 كانون الثاني/17/إن كنت شابا من ممارسي كمال الأجسام، وتتمتع بجسم رياضي وعضلات بارزة فيمكنك أن تتعرى على الهواء مباشرة، وأن تبرز مفاتنك أمام مجموعة من الصبايا المذهولات. ستحظى بصيحات الإعجاب وسينتقل هذا الانطباع إلى الجمهور البليد المتجمد وراء الشاشة، والذي يعرف معظم أفراده أنهم غير مطابقين لمواصفات برنامج “نقشت” الفكاهي، وأنهم لن يستطيعوا اصطحاب فتاة إلى الخارج كما تقول دعاية البرنامج. لا تكمن المشكلة في اتكال هذا البرنامج بشكل شبه حصري على الإيحاءات الجنسية المباشرة وغير المباشرة، ولكن في تعميمه فكرة إدخال العلاقات إلى سوق العرض والطلب، وتحويلها إلى عملية صيد كما يردد مقدم البرنامج مرارا وتكرارا. لا تخفى على أحد تلك الدلالة التي تربط بين الصيد وفعل القتل، وإذا كان الصياد يقتل طريدته فإن المشهدية غير المعلنة لشكل العلاقات التي يروج لها هذا البرنامج تقوم على قتل العلاقات من خلال تحويلها إلى صيغة استعراضية، تنشأ، وتنمو، وتزدهر في العلنية المفرطة التي تحول الجميع إلى مراقبين، وتحول أطراف العلاقة إلى ممثلين. لا يجادل الكثيرون أن العلاقات التي تقام تحت عين الميديا ستكون علاقات محكومة بقيم الميديا وخاضعة لطبيعة تتناقض مع طبيعتها، وتاليا فإنها لن تكون مصطنعة وحسب، بل لا يمكن أن تكون حقيقية أساسا. ويطالبنا البرنامج بأن نعتبرها الشكل الجديد والوحيد للعلاقات. تحرص البرامج الساخرة من ناحية أخرى على تحويل جل المادة التي تقدمها إلى عملية تصفية حساب مع القنوات الأخرى. أكثر من نصف المادة المقدمة تقوم على رصد ما تقدمه القنوات الأخرى والسخرية منه بشكل يصل إلى حدود الإهانة والتجريح. هكذا لم تعد وظيفة هذه البرامج هي التقاط ما يجري في المجال العام وتقديم قراءة نقدية له، بل باتت وظيفتها محصورة في تحويل صراعاتها وخلافاتها إلى شأن عام. تضاعف هذه النزعة الأذى الذي تسببه لناحية أنها لا تكتفي بنسف الدور المفترض أن تقوم به، ولكنها تغطي القضايا العامة والملحة بطبقة سميكة من مشهدية المناكفات والصراعات، وتساهم في التعمية وتجهيل المشاهد حول حقيقة ما يحدث في البلد. كذلك تلقي الصراعات السياسية بظلالها على منطق الكوميديا الذي تقدمه الشاشات اللبنانية، وتعمد كل شاشة إلى شيطنة خصوم الفريق الذي تعاديه الجهة السياسية التي تعود ملكية القناة لها. لا يمكن أن نعثر على أي قدر من الموضوعية إزاء واقع النقد الأحادي والموجه، الذي يحوّل كل تناول، حتى ولو كان متقنا، إلى نوع من البروباغندا الرخيصة، التي لا يمكن أن تؤسس لمنطق كوميدي ولا أن تعبر عن موقف سياسي. يقترب التناول الموجه للشخصيات السياسية في القنوات اللبنانية إلى حدود الشتم المباشر والتلفيق، وبذلك فإنه يؤدي إلى إنتاج ما يمكن أن نطلق عليه تسمية القيمة التراكمية السلبية التي تنسجم مع الفساد السياسي وتشكل رافعة له. حين يكون نقد السياسي تلفيقا ومناكفة ونوعا من الحسابات الشخصية، فإن ما يغيب فعلا هو الملفات الحساسة، وإمكانية التوصل إلى المعلومات وكشف حقيقة الأمور. تسخر هذه البرامج من المشاهدين، تسخر من ترهلهم، وعدم امتلاكهم لأجساد رياضية تمكنهم من استدرار تأوهات الصبايا، وتسفّه آراءهم، وطموحاتهم، وآمالهم وأوضاعهم، ولكنهم يضحكون على الرغم من ذلك. هل في هذا الضحك الأعمى شيء آخر سوى اليأس، اليأس التام والنهائي؟

 

حزب الله يسعى لقانون عفو «بقاعي».. أم لكل لبنان؟

نسرين مرعب/جنوبية/15 يناير، 2017/يتحرك “حزب الله” مؤخراً لمعالجة قضية المطلوبين في مناطق البقاع، وتشير معلومات في هذا السياق إلى أنّ السيد حسن نصرالله يتابع “شخصياً” هذا الملف، في السياق نفسه دعا النائب نوار الساحلي إلى إلغاء مذكرات التوقيف أو اصدار قانون عفو عام لمعالجة قضية المطلوبين في محافظة بعلبك- الهرمل. اهتمام الحزب بهذه المنطقة يعود لخصوصيتها ولكونها “خزانه” الشعبي والسياسي. وفي إطار السعي الجاد لممثلي حزب الله نحو إقرار القانون، يظل السؤال، لماذا يهدف حزب الله إلى حصر مشروع وقف مذكرات التوقيف ببعلبك الهرمل وليس في كل لبنان؟ فهل الملاحق البقاعي غير الشمالي أو الجنوبي أو البيروتي؟! في هذا السياق أوضح  مدير مؤسسة لايف الحقوقية المحامي نبيل الحلبي لـ”جنوبية”، “أنّ الأمر لا زال ضمن حدود المطالبة الشعبية ولكن ما من إجراء يتم أخذه بهذا الموضوع”. مضيفاً “هناك موقوفين بأحداث عبرا يطالبون أيضاً بقانون عفو عام”. ولفت الحلبي إلى أنّ ” قانون العفو العام يصدر عن مجلس النواب ويكون عن جرائم معينة ومحددة ولا يكون على أشخاص، مثل العفو العام الذي صدر عن الجرائم التي ارتكبت أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، بينما العفو الخاص يصدر بناء على مرسوم صادر عن رئيس الجمهورية يحدد به شخص يقوم بالإعفاء عنه وعن عقوبته”. وتابع الحلبي “لا أعتقد أنّ مجلس النواب سوف يذهب باتجاه قانون عفو عام عن جرائم محددة تصيب ساحة معينة مثل جرائم المخدرات والخطف والاعتداء على الجيش دون أن يشمل آخرين”. مؤكداً أنّ “هذا القانون ليس حكرا على منطقة وإنّما يصدر عن جرائم معينة وسوف يشمل كل اللبنانيين المتهمين والملاحقين والمحكومين بهذه الجرائم”. وفيما يتعلق بمطالبة باقي الأقطاب السياسية بهكذا قانون، أشار الحلبي إلى أنّ “دولة الرئيس نجيب ميقاتي قد طالب الرئيس الحريري أثناء المشاورات قبل تشكيل الحكومة بإصدار عفو عن موضوع الملاحقين في طرابلس، وهناك مطالبات مثل أهالي موقوفي عبرا الذين اعتصموا وطالبوا بعفو، باعتبار هناك عهد جديد يشمل مصالحات مجتمعية سياسية فيمكن لقانون العفو أن يفتح صفحة جديدة في البلد، لا سيما وأنّ القضاء والأمن قد استخدما في الفترة السابقة في ظروف كيدية واستنسابية أدّت إلى العديد من التوقيفات”. مضيفاً “لطالما هناك مصالحة وحكومة وحدة وطنية وتمّ طي صفحة الماضي هناك مطلب عام في لبنان أن يكون هناك عفو عام عن جميع الجرائم المرتكبة في الحقبة السابقة، وفي السياق نفسه قد طرح الرئيس الحريري العمل الجديد لإيقاف مذكرات وثائق الاتصال ولوائح الإخضاع بشكل فوري، هذه الخطوات من شأنها أن تطوي صفحة ماضية أليمة من الإستنسابية والكيدية في الملاحقات الأمنية والقضائية وأن توقف الاستمرار والتمادي بالوثائق التي لا تخضع لرقابة القضاء”.

 

أزمة مطمر الكوستابرافا في كواليس الأحد

صوت لبنان/15 كانون الثاني/17/أشار عضو المكتب السياسي الكتائبي الياس حنكش إلى أن حزب الكتائب صوّب البوصلة جيدا نحو المشكلة إضافة إلى المؤتمرات الصحافية المتتالية لرئيس الكتائب الذي حذّر من تأثير مطمر الكوستابرافا على سلامة الطيران. ولفت إلى أن حزب الكتائب اعترض عندما كان مشاركاً في الحكومة.حنكش أكد في حديث لبرنامج “كواليس الأحد” من صوت لبنان، أن أحداً لم يقف إلى جانب الحزب عندما تحرك في مطمر برج حمود. وشدد على أن حزب الكتائب وصل إلى أفق مسدود لأنه كان يواجه وحيداً، مضيفاً: “لم نر أي تحرك وخصوصاً من التيار الوطني الحر.” واعتبر أن ما حصل في الكوستابرافا هو جريمة بيئية، مذكراً ان حزب الكتائب استقال بسبب خطة النفايات. وأكد حنكش أنه أصبح من الواضح أن مواقف التيار الوطني الحر تغيرت خصوصاً بعد أن كان داعماً للسابع من أيار. حنكش استغرب عدم البحث بقانون الانتخاب والموازنة في الجلسة الأولى للحكومة خصوصاً وأن العهد الجديد بني على الشراكة التي تبدأ بقانون انتخابي جديد. وضع عضو الهيئة التأسيسية في التيار الوطني الحر ماهر باسيلا ما يحصل في مطمر الكوستابرافا ضمن المناكفات السياسية. وأكد أم للعهد الجديد خطة بيئية ، مستنكراً عملية صيد طيور النورس. باسيلا وفي حديث للبرنامج عينه أشار إلى أنه يتم العمل على إنهاء أزمة النفايات. واعتبر أن عمل مجلس الانماء والاعمار مغلوط وغير صحيح ولكن يتم التعامل معه لأنه أحد أجزاء السلطة. باسيلا قال: “كتيار لم نهاجم السعودية بشكل مباشر.”اعتبر النائب محمد قباني أن ما نشهده اليوم هو مظهر من مظاهر غياب السلطة الفعلية. وأشار في حديث للبرنامج عينه إلى أن موضوع النفايات ليس بحديث ولكنه يتفاقم، مضيفاً: “المطلوب وقف العمل بمطمر الكوستابرافا إلى حين وجود الحل الدائم.”

 

أين «المستقبل» من ثنائية الصقور والحمائم؟

وسام سعادة (عن الفيسبوك) 15 يناير، 2017/اشعر بتعاطف تلقائي مع اللواء اشرف ريفي في كل مرة المس فيها نية او اجراء اقصائيين بحقه. فضلا على اني كنت دائما، وما زلت، افضل مروحة استيعابية لثنائية صقور وحمائم داخل الطائفة السنية، في مواجهة تغلبية حزب الله، وفي مواجهة القوى الاصولية داخلها. وفي كل مرة، يخيب أملي عند سماع كيف يتفاعل اللواء ريفي مع هذا الامر. فالرجل يحول مشكلته مع نهاد المشنوق الى صراع الجبابرة بين الخير والشر في الاساطير. والرجل يكاد يذكرني بتجربة جورج عبد المسيح في الحزب القومي، الذي يروى عنه انه سحب جثة الزعيم انطون سعاده من قبره ووضعها تحت سريره (خرافة طبعا). اي ان كثافة استحضاره لرموز ثورة الارز لا تقترن بطرح برنامجي يمكن التفاعل بالايجاب والسلب على اساسه. رغم كل شي، يسجل لاحمد الاسير انه افلت من هذه المصيدة، وبعد ان كان كل خطابه منصبا ضد تيار المستقبل، بحجة انه لا يقاوم حزب الله بالشكل الكافي، اخذ يركز على مواجهة الحزب اكثر، ولو بأسلوب ظهر انه انتحاري ومعزول، فوقع في المصيدة الأمنية الاكبر. واللواء، الذي لا يمكن المكابرة على اسهامه الوطني في النضال ضد هيمنة حزب الله، كان في غنى عن التنبيش عن قول سابق لسعد الحريري عن المشنوق، هذا النوع من التصرف لا يعطيني انا شخصيا، انطباعا ايجابيا. اليس هو نفسه ريفي الذي قال لحظة استقالته من الحكومة انه كان يرتب استقالة مزدوجة منها هو والمشنوق؟ اي انه كان يرتب لقلب اوضاع حكومي جدي ساعتها مع شخص يشتبه فيه سلفاً؟ آمل رغم كل هذا بأن يدرك تيار المستقبل الحاجة الى القدرة الاستيعابية لثنائية صقور وحمائم داخله، كي لا تصير هذه الثنائية في الساحة السنية خارجه.

 

 الشرعية والتشريع

رولا عبدالله/المستقبل/16 كانون الثاني/17/قافلة العهد التي انطلقت بزخم ، تحط هذا الأسبوع في تشريفات «الجلسات التشريعية»، بعد انتظار أباح على مر سنوات الشغور «تشريع الضرورة» بدواعي «المعجّل المكرر»، لتأتي الخطوة مكملة لحصاد العهد الذي منذ انطلاقته، وعد برفع السواتر السياسية وعودة الدولة ومعها العين الساهرة بدلالة الجهوزية التي اقتضت حين الأزمات والطوارئ عقد جلسات مفتوحة الى ما بعد منتصف الليالي، ليغادر بعدها الوزير والنائب والمسؤول، ليس الى وجهته، وإنما الى ميادين الممارسة العملية، في زمن الكل فيه مسؤول وخاضع للمحاسبة والمساءلة على عين الدولة وعلى عين الشعب والمجتمع المدني، ذلك أن الحكم مسؤولية أولاً وآخراً، والمسؤوليات تكاد لا تنتهي في بلد دخل في «الكوما» منذ أيار من العام 2014، وحين استفاق من خدر الوقت الهارب صوب المجهول، انطلق بحماسة المشتاق الى العمل والركض والشغوف بالانجازات والحلول، غير آبه بوجع المرحلة الانتقالية ما بين حالتين ومحطتين هما على غير وفاق، بين اللافعل والفعل، اللاحياة والربيع الموعود، اللاعمل والورشات . والأخيرة منذ انطلقت تأخذ البلد على متن القافلة الجماعية من تجربة الى محطة، ومن هاجس الى آخر، ومن انتظارات إلى مشاريع ومن بعدها الى قوانين وجداول وتواقيع فمباركة بالآتي، ولن يكون آخره عشرات مشاريع القوانين التي هي برسم الجلسة التشريعية التي دعا اليها رئيس المجلس النيابي، حيث القضايا الاجتماعية والحياتية والامنية والسياسية والثقافية ما عادت تحتمل الانتظار في بلد يئن تحت وطأة الركود وأعداد ضخمة من النازحين.. ومع ذلك فإنه يسعى لإقرار بنود مستعجلة على صلة بمراسيم النفط والقوانين الضريبية وغيرها. وإذا كان البلد تأخر في البحث عن نفطه، فإن وقود الداخل هو ذلك الاجماع على ضرورة إقرار متأخرات البلد التي تطال الحيوات على تنوعها، وبمؤازرة مع عهد وعد بتشكيل لجان برلمانية وانعقاد جلسات من شأنها التحقيق حول مختلف الأمور والقضايا العالقة.

عهد يسعى لأن يشكل بارقة أمل ليس في عيون المقيمين المنهكة فحسب، وإنما في التقدم خطوات صوب المغتربين، والى الأدمغة التي هاجرت وآن أوان عودتها، والبلدان التي هالها أن ترى في البلد السياحي الجميل أنهراً من النفايات، ومعه يحتاج المواطن أن يسمع: «إن العهد الجديد لن يتوانى عن مواكبة العمل في حقلي التشريع والمراقبة». يحتاج أكثر الى ما بعد التشريع، يحتاج لقانون انتخابي يسير باتزان ما بين الحكومة والبرلمان والهوية. يحتاج لطي صفحة تعطلت فيها الحياة في المجالس، ومن حينها لم تعقد جلسات تشريعية، يحتاج لوئام اللحظة والاصغاء كثيرا والمعالجة بكثير من التروي والحكمة، فأي بلدان العالم ليس فيها مشكلات مثل التي تواجهنا؟. هناك يعملون .. وآن أوان أن نعمل، فلنكمل إذاً.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

هولاند: مؤتمر باريس للسلام صفارة إنذار لأن حل الدولتين في خطر

الأحد 15 كانون الثاني 2017 /وطنية - باريس - إعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن مؤتمر باريس من أجل السلام في الشرق الأوسط هو "صفارة إنذار" لأن "حل الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية في خطر" في حين أنه "الحل الوحيد". وقال في خطاب اليوم أمام ممثلي 70 دولة ومنظمة بينهم ممثل لبنان القائم بأعمال السفارة في باريس بالوكالة غادي خوري، إن "من الواجب حل أقدم نزاعات الشرق الأوسط ولا يجوز للعالم أن يستسلم للأمر الواقع، وحضوركم اليوم هنا دليل على أننا لن نستسلم ونريد أن نتقدم، وأريد أن نكتب السلام في الشرق الأوسط على الروزنامة الدولية لكن أريد أن نكون واضحين حول نوايانا، فمن غير المطروح فرض محددات الحل على الأطراف كما زعم البعض من أجل عرقلة جهودنا، وأريد أن أؤكد هنا أن وحدها المفاوضات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين يمكن أن تؤدي إلى السلام، وما من أحد سيقوم بذلك نيابة عنهم. فعلى قياداتهم الاتفاق وإقناع شعبيهما بالتسوية".

أضاف: "أعرف ما قيل عن هذا المؤتمر، فهناك دائما المتشائمون وهم كثر، وهناك من لا يرغب في أن يطلق أحد مبادرة لأنه يعد هو لمبادرة أخرى، وأعرف ما قيل عن هذا المؤتمر بأنه ساذج إذ كيف يمكن التحدث اليوم عن السلام فيما الحرب تمزق قسما كبيرا من الشرق الأوسط، وأؤكد لكم أن السذاجة بعينها هي الاعتقاد بأن التقارب بين إسرائيل وجيرانها، على رغم أنه ضروري، ممكن من دون التقدم نحو السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين". وأشار إلى أنه "جرى الاتصال بنحو 150 منظمة وهيئة من المجتمع المدني الاسرائيلي والفلسطيني منذ عام، وتبين أن الارادات الطيبة موجودة لتوجيه القيادات نحو تحمل مسؤولياتهم". وختم هولاند: "أؤكد لكم من على هذه المنصة أن حل الدولتين هو الحل الوحيد للوصول إلى السلام والأمن".

 

نتنياهو: مؤتمر باريس "عقيم" و"يعطل السلام".. محمود عباس: بعد 50 عاماً من الاحتلال يقول الفلسطينيون كفى

 سي ان ان/١٥ كانون الثاني ٢٠١٧/قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن مؤتمر باريس حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني "عديم الفائدة" و"يُبعد تحقيق السلام"، وتأتي تصريحاته تزامناً مع انطلاق المؤتمر المنعقد في فرنسا، الأحد، والذي حضره ممثلون من 70 دولة، في جين تغيب المسؤولون الإسرائيليون والفلسطينيون عن الحضور. وأضاف نتنياهو: "يجب علي أن أقول إن هذا المؤتمر هو عبارة عن الرجفات الأخيرة لعالم الأمس. الغد سيكون مختلفا تماما وهو قريب جدا. مؤتمر باريس يبعد السلام أكثر عنّا لأنه يجعل المواقف الفلسطينية أكثر تشددا ويبعد الفلسطينيين أكثر عن إجراء مفاوضات مباشرة بدون شروط مسبقة."ورأى نتنياهو أن المؤتمر "هو مؤتمر عبثي، تم تنسيقه بين الفرنسيين والفلسطينيين بهدف فرض شروط على إسرائيل لا تتناسب مع احتياجات إسرائيل الوطنية." ويُذكر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رحب بالمؤتمر، قائلاً إن "مؤتمر السلام الدولي في باريس، ربما يكون الفرصة الأخيرة لتنفيذ حل الدولتين." وأضاف في مقابلة مع صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية: "نحن كفلسطينيين نقول كفى. بعد 70 عاما من المنفى و50 عاما من الاحتلال، يجب أن يكون 2017 عام العدالة والسلام والحرية لشعبنا."

 

بريطانيا ترفض التوقيع على البيان الختامي لمؤتمر باريس

دبي - العربية.نت/الأحد 17 ربيع الثاني 1438هـ - 15 يناير 2017م/أعربت بريطانيا، الأحد، عن "تحفظاتها" بشأن مؤتمر باريس حول السلام في الشرق الأوسط. ورفضت لندن التوقيع على البيان الختامي الذي دعا إلى حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني وإلى رفض الخطوات الأحادية الجانب.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن بريطانيا كان لها "تحفظات معينة" حول عقد المؤتمر في غياب ممثلين إسرائيليين وفلسطينيين "قبل أيام من تنصيب رئيس أميركي جديد"، وبالتالي فإن بريطانيا شاركت في المؤتمر بصفة مراقب فقط.

باريس: حل الدولتين لا يزال مدعوماً

وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر السلام في الشرق الأوسط والمنعقد في باريس إن الأوضاع المتأزمة في الشرق الأوسط قد أجلت السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما أضاف هولاند "أن حل الدولتين لا يزال يحظى بدعم دولي، ولا يمكن أن نملي على طرفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مقاييس الحل". وأكد هولاند أن انعدام الحوار ساهم في عرقلة حل الدولتين، وأن مبادرة فرنسا ترمي لحلحلة الوضع وليس للتعقيد.وأشار الرئيس الفرنسي أيضاً أنه على المجتمع الدولي الدفع باتجاه حل الدولتين.

عدم حل الصراع "هدية للإرهاب"

وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، وزير الخارجية الفرنسي إن اجتماع باريس أكد على "حل الدولتين" وتفادي العمل الأحادي، مشيراً إلى أن  اجتماع باريس أثار المخاوف من سياسة الاستيطان الإسرئيلية، مشدداً على أن "عدم حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يمنح الإرهاب هدية".

فيما تقود فرنسا مساعي جديدة بهدف التوصل إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين عبر مؤتمر دولي ينعقد بمشاركة 70 دولة، إضافة إلى 5 منظمات دولية، من بينها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، لكن الغائب الأبرز عن المؤتمر، إسرائيل التي رفض رئيس وزرائها المشاركة.

 

وادي بردى.. معارك وقصف ولا إصلاح للمضخات

الأحد 17 ربيع الثاني 1438هـ - 15 يناير 2017م/دبي - قناة العربية/اتفاق وقف إطلاق النار في وادي بردى في مهب الريح مجدداً، بعد اشتعال المعارك من جديد، ما أجبر فرق الصيانة التي كانت تعمل على إصلاح المضخات في عين الفيجة إلى الخروج قبل إنجاز مهمتها. وتتركز المعارك على محور قرية بسيمة التي سيطر عليها النظام وحزب الله مؤخراً، وتحدثت الأنباء الواردة من المنطقة عن استعادة مقاتلي المعارضة لبعض النقاط قرب القرية. ومن المتوقع أن تحاول قوات النظام التقدم من محور باتجاه عين الفيجة الهدف الأساسي من هذه الحملة العسكرية، حيث تقع منابع المياه التي تغذي العاصمة دمشق بأغلب احتياجاتها من المياه. وكان اغتيال الضابط المتقاعد والمسؤول عن ملف التفاوض أحمد غضبان قد أفشل محاولات التهدئة. فيما تبادل الطرفان المسؤولية عن اغتيال مسؤول التفاوض، والذي ظهر في شريط مصور قبل ساعات من اغتياله برفقة عدد من المهندسين داخل منشأة عين الفيجة. وغضبان لواء متقاعد في جيش النظام، وينحدر من وادي بردى نفسه، وكان قد كلف من الأسد شخصياً للعب دور الوسط بين الطرفين. واغتيل بطلق ناري أثناء خروجه من قرية عين الفيجة، وذلك بعد دخول ورش الصيانة وإنجاز المرحلة الأولى من عملية إصلاح النبع. واتهم النظام مسلحين مجهولين باغتيال غضبان، فيما قالت المعارضة إن ضباطاً في جيش النظام وميليشيات حزب الله أعدموه ميدانياً أثناء عبوره نقطة تفتيش في وادي بردى.

 

ما الذي سيعرفه ترمب بأول يوم كرئيس عن حماس وحزب الله؟/وعد أن يبدأ "في أول 24 ساعة" أيضاً، بطرد مليوني مهاجر غير شرعي مدانين بجرائم

الاثنين 18 ربيع الثاني 1438هـ - 16 يناير 2017م/لندن – كمال قبيسي/ترمب الذي وعد بالكثير خلال حملته الانتخابية، ورّط نفسه بتعهده البدء بتنفيذ بعض وعوده منذ أول يوم تبدأ فيه ولايته بأدائه اليمين الدستورية يوم الجمعة كرئيس لبلاد لم تر انقساماً حول أميركي منتخب لأهم مناصبها كالانقسام حوله بالذات، إلى درجة أن أعضاء من الحزب الديمقراطي بالكونغرس، أصبحوا حتى أمس الأحد 19 رافضاً حضور أدائه للقسم، إلى جانب أميركيين بالعشرات، نجوماً ومشاهير على كل صعيد، أعلنوا أيضاً رفضهم حضور حفل تنصيبه، فما الذي وعد ترمب بتنفيذه منذ اليوم الأول لرئاسته؟

وعد بأن يكتشف الفرق "في أول يوم" بين حزب الله وحركة حماس، طبقاً لما ذكر للإعلامي Hugh Hewitt في مقابلة أجراها معه لشبكة Salem Radio Network الاذاعية الأميركية بسبتمبر الماضي، ووجدت "العربية.نت" فيديو عنها، تبث أدناه القسم الخاص بجهله الفرق بين الحزب اللبناني والحركة الفلسطينية، وفي نهايته قال: "لكني سأعرفه أكثر مما تعرفه أنت، وفي 24 ساعة من تسلمي للمنصب" طبقاً لما قال بوعده للإذاعي. ووعد ترمب أيضاً، أنه سيقوم "في أول يوم" بمطالبة الكونغرس بإلغاء قانون رعاية صحية، يعتبره كارثة، ووضعه الرئيس أوباما قبل 6 سنوات كأهم إنجازاته، وهو المعروف باسم Obamacare اختصاراً لاسمه الطويل. كما وعد البدء بإلغاء ما أمر به أوباما بشأن اللاجئين السوريين، والبدء "منذ اليوم الأول" بإجراءات لطرد مهاجرين غير شرعين، وصفهم بمجرمين، ويزيد عددهم عن مليونين "وهؤلاء سيبدأ خروجهم في أول ساعات عملي باليوم الأول" كما قال.

الجدار والسلاح في المدارس والثكنات

أما أكثر ما كرر الوعد بأن يبدأ به "في أول يوم" أيضاً، فهو مشروع بناء جدار عملاق ممتد 3145 كيلومتراً من الحدود الفاصلة المكسيك عن الولايات المتحدة، وكلفته 25 مليار دولار كحد أدنى و100 كأقصى، وفقاً لما قرأت "العربية.نت" مما ذكرته CNN التلفزيونية، متعهداً أن تدفع المكسيك تكاليفه فيما بعد، ربما عبر زيادة الضرائب على ما تقوم بتصديره إلى الولايات المتحدة، أو بأسلوب "ترمبي" الطراز آخر، لم يفصح عنه. جون برينان، مدير سي آي إيه، المنصرف قريبا، ذكر الأحد أن ترمب يجهل خطر روسيا على الولايات المتحدة ومما وعد أن يفعله "منذ أول يوم" هو البدء بإجراءات التخلص من كافة المناطق المنزوعة السلاح في المدارس والقواعد العسكرية وغيرها "لأن حظر السلاح في هذه الأماكن هدية للأشرار" برأي ترمب، المشير إلى من يشنون هجمات إرهابية في الولايات المتحدة، ولا يجدون في مدرسة أو ثكنة أو أي مكان آخر من يدافع بسلاحه عن المكان.

"أقسم، أنا دونالد جي ترمب"

قسم اليمين الدستورية يقترب يوم الجمعة المقبل، وقبله بيوم سيضع ترمب ونائبه إكليلاً من الزهر في "مقبرة أرلينغتون الوطنية" يليه حفل ترحيبي خاص بحملته وشعارها "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً" عند نصب لينكولن التذكاري، وفي الخامسة بعد ظهر اليوم التالي بتوقيت غرينيتش، سيقسم نائبه اليمين الدستورية، في مراسم يديرها John Roberts رئيس قضاة المحكمة العليا الأميركية، وبعده بدقائق يأتي دور ترمب.

جورج واشنطن كان في 30 أبريل 1789 أول رئيس أميركي يقيمون له مراسم قسم لليمين وحفل تنصيب

عند عتبات مبنى "الكابيتول" مقر الكونغرس الأميركي بالعاصمة، سيقف ترمب رافعاً يمناه ويقول: "أقسم، أنا دونالد جي ترمب، على أن أنفذ بأمانة مهام منصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، وأن أبذل أفضل ما بوسعي من أجل صيانة وحماية دستور الولايات المتحدة والذود عنه، وليكن الله في عوني" طبقاً لما اطلعت عليه "العربية.نت" من ترجمة رسمية معتمدة، يصبح بعدها ترمب الرئيس الشرعي والأصيل للدولة الكبرى، ويلقي خطاباً "يستمر عادة 20 دقيقة كمعدل" طبقاً لما ذكرته صحيفة "التلغراف" البريطانية بموقعها السبت.

 

ترمب: "الناتو" منظمة عفا عليها الزمن

الاثنين 18 ربيع الثاني 1438هـ - 16 يناير 2017م/دبي – العربية.نت/اعتبر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية وتايمز البريطانية نشرت الأحد أن حلف شمال الأطلسي منظمة "عفا عليها الزمن"، متهماً دولاً أعضاء في الحلف بأنها لا تدفع حصتها في إطار عملية الدفاع المشتركة وبالاتكال على الولايات المتحدة. وأوضح ترمب "لقد قلت منذ زمن بعيد إن الأطلسي لديه مشاكل. هو (منظمة) عفا عليها الزمن لأنها أنشئت بالدرجة الأولى منذ سنوات". وأضاف "وبالدرجة الثانية، فإن الدول (الأعضاء في الحلف) لا تدفع ما يتوجب عليها". وتابع "يجب أن نقوم بحماية هذه الدول لكن بلداناً كثيرة من بينها لا تدفع ما يتوجب عليها وهذا غير عادل بحق الولايات المتحدة إلى حد كبير". وأردف ترمب "ليس هناك سوى 5 بلدان تدفع ما يتوجب عليها، وخمسة ليس عدداً كبيراً". وأشار إلى أن وصفه الأطلسي بأنه منظمة عفا عليها الزمن، مرده إلى أن الحلف "لم يهتم (بموضوع) الإرهاب". لكن ترمب قال لصحيفة بيلد إنه إذا تم استثناء كل مكامن الضعف هذه، فإن الأطلسي "يبقى في نظري مهماً جداً"، على حد تعبيره. وهذه الانتقادات التي وجهها الرئيس الأميركي للأطلسي من شأنها تعزيز مخاوف حلفاء الولايات المتحدة من السياسة التي ستعتمدها واشنطن من الآن فصاعداً.

وكان ترمب قد أثار في السابق القلق من أن الضمانات الدفاعية التي تقدمها واشنطن لأوروبا منذ نحو 70 عاماً قد لا تستمر عندما قال خلال حملته الانتخابية إنه سيفكر مرتين قبل مساعدة حلفاء بلاده في الحلف الأطلسي الذين لا يدفعون كلفة الدفاع عنهم.

عقوبات روسيا

من جهة أخرى، أثار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إمكان التوصل إلى اتفاق مع موسكو لتقليص الأسلحة النووية في مقابل رفع العقوبات عن روسيا. وقال ترمب في مقابلة مع صحيفة تايمز "هناك عقوبات ضد روسيا. لنرى إذا كان بالإمكان القيام باتفاقيات جيدة مع موسكو. أعتقد أنه يجب تقليص الأسلحة النووية بشكل ملحوظ". وأضاف الرئيس المنتخب الذي لا يخفي إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن "العقوبات سيئة للغاية بالنسبة إلى روسيا، لكن أعتقد أنه يمكن التوصل إلى شيء ما يكون مفيداً لكثيرين". وفي أواخر كانون الأول/ديسمبر أكد ترمب أنه لا يخشى سباقاً جديداً على التسلح، محذراً من أن الولايات المتحدة لن تسمح لبلدان أخرى بتعزيز قدراتها النووية من دون أن ترد بالمثل.

البريكست

إلى ذلك، توقع ترمب نجاح عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، معرباً عن رغبته في أن يوقع بشكل سريع على اتفاق تجاري مع لندن. وقال ترمب في مقابلته مع "تايمز" إنه سيعمل "بجهد كبير لتوقيع (مثل هذا الاتفاق التجاري) بشكل سريع وفي إطار القوانين، (بحيث يكون) جيداً للطرفين". وتتناقض تصريحات ترمب مع سلفه باراك أوباما الذي اعتبر سابقاً أنه إذا غادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي فستجد نفسها "في آخر الصف" قبل أن تتمكن من توقيع اتفاقات تجارية مع الولايات المتحدة. واعتبر ترمب أيضاً أن "بلداناً أخرى ستغادر" الاتحاد الأوروبي بسبب أزمة الهجرة، لتسير بذلك على خطى بريطانيا. ويقيم الرئيس الأميركي المنتخب علاقات ممتازة مع زعيم حزب يوكيب البريطاني المعادي لأوروبا نايجل فاراج الذي كان أحد المسوقين لبريكست. وكان فاراج قدم الدعم لترمب خلال حملته الانتخابية. ومن المفترض أن تقدم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الثلاثاء رؤيتها لمستقبل العلاقات بين بلادها والاتحاد الأوروبي. وتأمل ماي في ضبط حرية تنقل الأفراد، وتسعى إلى استعادة السيطرة على حدود البلاد، وهو موضوع شكل إحدى النقاط الرئيسية التي دفعت البريطانيين إلى التصويت لصالح الخروج من الاتحاد.

 

بالقراءة الأولى.. البرلمان يقر صلاحيات الرئيس التركي

الاثنين 18 ربيع الثاني 1438هـ - 16 يناير 2017م/اسطنبول – فرانس برس/وافق البرلمان التركي الأحد، بالقراءة الأولى، على مشروع تعديل دستوري يرمي إلى تعزيز صلاحيات الرئيس رجب طيب أردوغان. ووافق النواب في جلسة مسائية متأخرة على القسمين النهائيين من الدستور المؤلف من 18 مادة، بعد أن حشد حزب العدالة والتنمية الحاكم الغالبية اللازمة لذلك. وسيحال التعديل الدستوري مجدداً إلى البرلمان ابتداء من الأربعاء بهدف إجراء قراءة ثانية له، على أن تتم لاحقاً إحالته إلى استفتاء شعبي مع نهاية آذار/مارس أو بداية نيسان/أبريل 2017. والأسبوع الماضي، تبادل نواب الحزب الحاكم ونواب المعارضة الأتراك اللكمات وتراشقوا بقوارير المياه عندما اندلع شجار عنيف في البرلمان بسبب النقاش حول تعديل الدستور، بحسب ما أظهرت مشاهد عرضها التلفزيون. وسيشكل اعتماد النظام الرئاسي سابقة في الجمهورية التركية التي تعتمد حالياً دستوراً يعود إلى ما بعد انقلاب 1980. وبموجب التعديل الدستوري، ستكون لدى الرئيس صلاحية تسمية الوزراء وإقالتهم، وسيلغى منصب رئيس الوزراء للمرة الإولى في تاريخ تركيا، على أن يتم استحداث منصب لنائب الرئيس أو لنواب الرئيس.

 

العربي الجديد: ذرائع السيسي للتدخل في ليبيا: تسلل داعش وصعود الإخوان

الأحد 15 كانون الثاني 2017 /وطنية - كتبت صحيفة العربي الجديد تقول: يحاول النظام المصري الحالي برئاسة، عبدالفتاح السيسي، وعبر الجيش المصري والأجهزة السيادية، التدخل في خلافات الفرقاء في ليبيا خلال الفترة المقبلة، بحجة السعي من أجل عودة الاستقرار إلى هذا البلد المجاور، بما ينعكس بالإيجاب على الحدود مع مصر. ويبرر السيسي التدخل المستمر، والذي يتجسد من خلال الانحياز لمعسكر اللواء خليفة حفتر، بأنه يأتي بسبب التخوف من أمرين هامين بشأن اضطراب الأوضاع في ليبيا، أولهما، نشاط وتوسع الجماعات المسلحة وتحديداً ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذي يمكن أن يصدّر مقاتلين للداخل المصري لتنفيذ اعتداءات. أما التخوف الثاني فيكمن، بحسب النظام المصري، في صعود التيار الإسلامي، لا سيما جماعة الإخوان المسلمين، واحتمال تمكنه من المشاركة في الحكم بليبيا بأية صورة، وبصفة خاصة التحكم في المؤسسات العسكرية والسيادية، مع الوضع في الاعتبار عداء السيسي لجماعة الإخوان في مصر بعد الانقلاب على الرئيس المعزول، محمد مرسي.

وعلى الرغم من فشل حفتر، حتى الآن في ليبيا، وعدم قدرته على وقف تسلل العناصر المسلحة بين مصر وليبيا، إلا أن السيسي لا يزال يراهن عليه، ويضغط لبقائه على "رأس المؤسسة العسكرية"، في إشارة إلى توليه قيادة ما يطلَق عليه "الجيش الوطني الليبي" الخاضع لبرلمان طبرق.

وذكرت مصادر مصرية، أن عناصر من تنظيم "داعش" تسللت من ليبيا إلى مصر خلال الفترة الماضية، بعد الهزائم التي لحقت بفرع التنظيم هناك. وبحسب هذه المصادر، فإن أجهزة سيادية رصدت عملية التسلل عبر بعض السكان المحليين في المناطق الحدودية الغربية مع ليبيا. وتابعت أن الأجهزة السيادية كثّفت عملية التواصل مع السكان المحليين في المنطقة الغربية، لا سيما عقب العمليات التي استهدفت قوات الجيش والشرطة خلال العامين الماضيين. ولفتت إلى أن هناك تواصلاً أيضاً، مع أطراف ليبية لرصد أي تحركات على الحدود مع مصر، مؤكدة أن الجيش المصري والأجهزة السيادية تحكم قبضتها على الحدود، ولكن طول الشريط الحدودي يضفي صعوبات على عملية نشر قوات على الحدود. وبحسب المصادر نفسها، فإن السيسي يرغب في "إنهاء الأزمة في ليبيا والقضاء على أي وجود للجماعات المسلحة وبؤر الإرهاب التي تؤثر سلباً على مصر". ولفتت المصادر إلى أن مصر تدعم حفتر للقيام بهذه المهمة من خلال قيادة ما يسمى بـ"الجيش الوطني الليبي"، ليكون بمثابة نواة للجيش الليبي، مستغلاً عداءه ورفضه للتيار الإسلامي.

وأوضحت المصادر أن السيسي يتابع عن كثب تطورات الأوضاع في سيناء، نظراً لارتباط هذا الملف بتمركز العناصر الإرهابية على الحدود الغربية سواء من الجانب المصري أو الليبي. واستطردت أن الطلعات الجوية الاستطلاعية لا تتوقف على الحدود الغربية بشكل يومي، لتفقد الشريط الحدودي بالكامل، وتحديداً المناطق الوعرة التي يسهل تنقل الأفراد من خلالها أو سيارات الدفع الرباعي. وحول خط سير هذه العناصر، شددت المصادر على عدم معرفة أين يتوجهون عقب المرور إلى مصر. أي لا تعرف الأجهزة ما إذا كان المتسللون يتوجهون إلى سيناء أم إلى محافظات أخرى أو حتى إلى العاصمة القاهرة، خاصة أن عددهم لم يكن كبيراً في آخر عملية تسلل تم رصدها أخيراً، وهو ما يعني أن التسلل لم يبلغ درجة يمكن معها القول إنه فرار لعناصر "داعش" من ليبيا، بحسب المصادر. وحذر باحث في الحركات الإسلامية، من تسلل عناصر مسلحة لديها خبرات كبيرة، إلى مصر، بما يصعّب من عملية مكافحة الجماعات المسلحة، وينذر بعمليات نوعية وكبيرة. وقال الباحث، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن المئات من الشباب المصري سافر إلى خارج مصر للانضمام إلى جماعات مسلحة. وأضاف أن الأمر كان في البداية إلى ليبيا أثناء مواجهة نظام معمر القذافي، ثم إلى سورية، قبل أن يسد التحالف الدولي، الذي تشكل لمحارية "داعش"، الطرق أمام الشباب ليلجأوا بالتالي مجدداً إلى ليبيا. وأضاف أن حركة تدفق المقاتلين بين الجماعات المسلحة، وتحديداً تنظيم داعش، مستمرة ولا تتوقف، ويسعى دائماً إلى تعزيز نقاط الضعف من خلال فرعه في منطقة ما، وهو ما حدث مثلاً مع "ولاية سيناء"، من خلال خبراء صناعة متفجرات وقادة ميدانيين. وتوقع الباحث ألا تكون عناصر مسلحة آتية من ليبيا توجهت جميعها إلى سيناء، لكن يمكن أن يستقر بعضها في محافظات مختلفة، تمهيداً لتنفيذ عمليات في العاصمة. من جهته، قال الخبير العسكري، اللواء يسري قنديل، إن الجيش المصري لن يتهاون مع أي أخطار تهدد الأمن القومي، لافتاً إلى أن العمل يسير في اتجاهين، "أولاً من خلال تقوية الجيش الوطني الليبي"، على حد وصفه، وثانياً من خلال ضبط الحدود الغربية. وأضاف قنديل لـ"العربي الجديد" أن مصر تسعى بكل جهد لضبط الحدود الغربية، من خلال تنشيط الدوريات الخاصة بحرس الحدود، والاعتماد على بلاغات المواطنين وشيوخ القبائل العربية وكبار العائلات. وتابع أن الجيش يمتلك أدوات حديثة تمكنه من السيطرة على الحدود الغربية، ومنع تسلل أي عناصر، مؤكداً أنه إذا حدث تسلل يكون ناتجاً عن أخطاء بسيطة، ويتم تدراكها فوراً، بحسب قوله، لا سيما أن استراتيجيات الجيش يتم مراجعتها بصفة دورية لتطويرها مع دراسة كل المتغيرات من خلال عمل تقديرات موقف، بحسب تأكيده.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

قانون الانتخابات بين المرتجى والأفضل والواقع

الدكتورة/رندا ماروني/15 كانون الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/2017/01/15/%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%83%d8%aa%d9%88%d8%b1%d8%a9%d8%8c-%d8%b1%d9%86%d8%af%d8%a7-%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%82%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8/

نعيش اليوم معضلة التوافق على قانون انتخابي يرضي جميع الأطراف، التقليديين منهم، والخارجين عنهم والتي بدأت تتصاعد وتيرة مطالبتهم بقانون انتخابي عادل لا يستثني أحدا، فالكل يريد المشاركة في اللعبة السياسية التي من المفروض أن تكون ديمقراطية ومنصفة لجميع الأطراف وتعطي كل ذي حق حقه.

إن الأنظمة الانتخابية على اختلافها وجدت لتدير اللعبة الديمقراطية الحديثة وتنتج معارضة وموالاة للحكم، أما في دول العالم الثالث والأنظمة الديكتاتورية أو القريبة منها، العملية الانتخابية عادة تتم بصورة صورية لا تمت إلى أصول اللعبة الديمقراطية بصلة، فكما استوردت هذه الأنظمة شكل الدولة دون مضمونها، وشكل النظام دون مضمونه، كذلك استوردت الأنظمة الانتخابية وتحايلت عليها لتلائم أهدافها في إتمام هذه العملية

نعيش اليوم معضلة إنتاج قانون مرتجى لكل طرف من الأطراف الحاكمة على هواه، وعلى قياس مصالحه، وغايته في حصد أقصى ما يمكنه من المقاعد النيابية ليدير بها استمراره السياسي والمنفعي والزعماتي وفي هذا الإطار تم وضع سبعة عشر اقتراح لمشاريع قوانين من قبل القوى السياسية المختلفة تتراوح بين الأكثري والنسبي والمختلط بخلطات عجيبة في بعضها تلغي الدور الفاعل للمواطن اللبناني في المحاسبة وتجعل منه مشاهد مصفق لكم الفساد الهائل الذي يتحكم في واقعه السياسي والذي ينعكس قهرا ومعاناة في حياته اليومية دون أن يكون لديه القدرة على التغيير، فهو مربوط مشلول مقعد، إنه يرى ويسمع ويفكر لكنه عاجز عن السير إلى الأمام، إلى واقع أفضل. ولا نخفي سرا حول طبيعة كل قانون من القوانين ومن هي الفئات المستفيدة منه، فدولة الرئيس نبيه بري وحزب الله يناديان بالنسبية والدائرة الواحدة يشاركهما في هذا الإطار بعض أصحاب الحركات المطلبية اليسارية المنشأ والتي ركزت في تحركاتها على مطالب اجتماعية، هادفة سياسيا إلى إلغاء الطائفية السياسية عن طريق اعتماد دائرة انتخابية واحدة خارج القيد الطائفي، مع العلم إن هذا السقف العالي في اعتماد الدائرة الواحدة تبعته مواقف أخرى بوجوب اعتماد القانون النسبي الكلي أو الجزئي كشرط لإجراء العملية الانتخابية، بمعنى أنه لم تعد الدائرة الواحدة شرط واجب تنفيذه، ولكن هذا الكلام لكي يترجم عمليا يحتاج إلى التوافق على قانون انتخابي جديد بديل للستين وعلى وجوب إقراره في مجلس النواب. أما كتلة المستقبل بالاشتراك مع اللقاء الديمقراطي والقوات اللبنانية كانت قد تقدمت بصيغة على أساس النظام المختلط ولكن ما كان مقدما لم يعد هو المرتجى وخاصة لدى النائب وليد جنبلاط حيث إن مواقفه الأخيرة تدل على تمسكه بالقانون الذي تم التوافق عليه بالدوحة للحفاظ على حجمه السياسي، رافضا أي شكل من أشكال النسبية القادرة على إلغاء دوره الفاعل والمقرر في الحياة السياسة اللبنانية، هذه الحملة الجنبلاطية أتاها الرد من تيار المستقبل ببيان يتضمن على أن الانتخابات يجب أن تجري في موعدها على أساس القانون المختلط والمستند إلى النظامين الأكثري والنسبي وفق الصيغة التي تقدمت، الأمر الذي أثار حفيظة النائب وليد جنبلاط مطلقا حملة رافضة واصفا المناقضين "بالعلوج".

موقف جنبلاط الرافض للقانون النسبي، الذي يعتبر رفضه له مسألة وجودية حيث كان شديد الوضوح في هذا الإطار، فهو لا يقبل قانونا يلغي الدروز كمكون أساسي في البلد، قابله تضامن قواتي مع موقف النائب جنبلاط سابقا لبيان تيار المستقبل، حيث أعرب حزب القوات اللبنانية على أنه لن يقبل بقانون انتخابي لا يرضى عنه الحزب التقدمي الاشتراكي، وهنا تطرح الأسئلة التالية: ما هو مصير الصيغة المختلطة في ظل هذه التجاذبات واحتدام المواقف المتناقضة منها؟ وهل دعم النسبية علنا يقابله نفس الحماس ضمنا؟ وإذا كانت الصيغة المختلطة لا تستثير الحماس عند واضعيها فلماذا روج لها من الأساس؟ هل تمت صياغتها من باب الاستمالة لمكونات أخرى أم من باب الرضوخ لوجوب التغيير نحو اعتماد النسبية؟ بين النسبية وقانون الستين تحتدم المعركة أما باقي المشاريع المقترحة فهي مركونة على الرف ولا مكان لها في التراشق القائم، مع أن بعضها قد يتضمن الصيغة المناسبة للواقع اللبناني ولكن غير مفصلة على قياس بعض الزعماء أو الطوائف لتشكيل غلبة فئة على أخرى في ظل الاحتدام الطائفي القائم في المنطقة والذي ينعكس على الواقع اللبناني بحرب باردة غير متوازنة في الوقت الحالي.

فإذا طرحنا السؤال التالي، ما هو قانون الانتخابات الأفضل الذي يلاءم الواقع اللبناني المتعدد دون أن تشعر أي فئة من الفئات بالغبن والتهميش؟ ولا نقصد بأي فئة من الفئات أي زعيم من الزعماء بل نقصد أي طائفة من الطوائف بالإضافة إلى المجتمع المدني الذي بدأت تتصاعد وتيرة مطالباته، بمعنى الحفاظ على حقوق الطوائف من جهة وإفساح المجال للقوى الشبابية الجديدة بالانخراط في العمل السياسي من جهة أخرى. فإذا انطلقنا من أن للبنان واقع متعدد لا يجوز تجاوزه إلا بارتياح تام من قبل جميع الأطراف وليس نتيجة غلبة فئة على أخرى، هذه الغلبة التي سوف ينتج عنها تشبث مضاعف بالانقسام والتريث لاقتناص فرص جديدة لإعادة تشكيل موازين القوى، وهذا ما يبقينا في صراع دائم على السلطة لا قرار له ولا نهاية، فغلبة فئة على أخرى هي دائما وقتية تتغير مع تغير الظروف والمعطيات، هذا ما عليه أن يدركه الجميع والعمل على بناء دولة حديثة بشروط حديثة لا تستثني أحدا والعمل على تأهيلها بصيغة سليمة مانعة لحروب باردة أو ساخنة. فإذا تجاوزنا مصالح الزعماء ونظرنا إلى مصلحة الطوائف كمكونات ومصلحة المواطنين كأفراد وحقهم في الانخراط في العمل السياسي وإعطائهم القدرة على محاسبة الفاسدين من الحكام، في هذا الوضع يطل علينا العديد من القوانين القابلة للتطبيق بسهولة وليس كما يصورها البعض بأنها غير قابلة للتطبيق أو بالأحرى يشيطنها لغاية في نفس يعقوب، منها مثلا الدائرة الفردية التي تفرز طبقة سياسية جديدة خارج القبضة الزعماتية وتعطي المواطن القدرة على محاربة الفاسدين وإقصائهم عن العمل السياسي

فالدوائر الفردية معتمدة في أعرق ديمقراطيات العالم، فهل سنصبح منها؟

إن طرح قانون النسبية في ظل الخوف من الغلبة بين أكثرية طائفية وأقلية طائفية يزيد الواقع تعقيدا، فالقانون على القاعدة النسبية لا يشكل حلا سياسيا في لبنان، حيث لا يمكن لقاعدة العدد أن تعتمد بعد في الواقع اللبناني الحالي المنقسم، فإذا كانت الديمقراطية تعني حكم الأكثرية العددية، فإن ذلك يطبق عندما تكون هذه الأكثرية سياسية وليست دينية، وأكثر من دينية، مرتبطة بمشاريع خارجية، ففي الحالة الأولى يصبح بالإمكان تطبيق قاعدة التناوب على السلطة بين أكثرية وأقلية، حيث يمكن للمواطن أن يغير خياراته السياسية بالانتخاب وينتقل بتأييده واقتراعه من حزب إلى آخر، وهذا لا يمكن أن يحصل في ظل الواقع التعددي الطائفي لأنه عندما يكثر عدد إحدى الطوائف أو يطغى، فأن اللحاق بهذه الأكثرية يفترض تغيير الطائفة، في لبنان حاليا هناك أحزاب الشخصيات وأحزاب الأقليات، ولقد عايشنا انقساما عابر للطوائف بين 8 و14 آذار كان يمكن أن يشكل نواة حزبية عابرة للطوائف لكنه سقط عند الاعتبارات النفعية الخاصة، كما لا يجوز المقارنة بين ما شهدناه من تحالف سياسي عابر للطوائف وبين ما هو مطبق في الأنظمة الديمقراطية في أحزاب كبيرة على مستوى الوطن الموالاة لها أو معارضتها نابع من برامج حزبية، وليس الموالاة لها ومعارضتها نابع من اعتبارات انقسامية حول مفهوم الدولة.

فالقانون النسبي في واقع لبنان الحالي لا يجوز تطبيقه إلا داخل كل طائفة على حدى، فمن حسناته أنه يفرز طبقة سياسية جديدة ويعطي دورا للفئات المهمشة قد تؤسس لواقع مجتمعي لبناني لا يخاف تخطي الطائفة ليندرج في وحدة وطنية خالية من رموز الفساد والارتباطات الخارجية، مع العلم أن النظام الطائفي هو بحد ذاته نظام نسبي إنما النسب موزعة على الطوائف بتوازنات دقيقة والمطلوب إنه من ضمن هذه التوازنات الدقيقة التي تترجم الواقع التعددي أن يفسح المجال لقوى سياسية ناهضة بالانخراط في ممارسة المسؤوليات السياسية، وإنه لأمر سهل التطبيق إذا أفسحت المجال القوى السياسية الحاكمة واقتنعت إن الزمن إلى تطور وأنها لا تستطيع الاستمرار في إطباق يدها على الحكم، فهذا لا يشكل مصلحة للطوائف بل ﻹستمرارها. في هذه القوانين التي نقترحها وهناك المزيد منها، لا شي مثالي فيها، ولكنها تعطي فرصة لتطور الواقع اللبناني المتعدد الخائف والمهدد من بعضه البعض إلى السير لخلق واقع أفضل. إن المرتجى من القوانين الانتخابية والأفضل منها ملائمة للوضع اللبناني التعددي لا يمكن أن يتفلت من خضوعه ﻹعتبارات الواقع السياسي الحالي الذي ستكون له الكلمة الفصل في كل ما هو مقترح، فكما خضعت اعتبارات انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة لموزاين القوى، أيضا فإن قانون الانتخابات النيابية سوف يخضع لنفس المعايير ، ويبقى السؤال أين تكمن المصلحة الحقيقة وفي أي قانون ستجد نفسها الموازين الجديدة، إن غدا لناظره قريب...

قانون مرتجى

لنادي الرؤساء

يعيد إنتاج

أدهى الأدهياء

تشكل اللوائح

وتحذف أسماء

تفصل الدوائر

وترسم الأحياء

في دقة بالغة

لا سهوا لا أخطاء

فالحصة محسوبة

نواب ووزراء

وثروة منتظرة

تزيدهم ثراء

إنهم حاكمون

ولهم الإملاء

والطاعة والسمع

لزمرة أغبياء

تنحني إحتفاءا

بزعيم الزعماء

ليحبك في خلوة

حبكة سوداء

يتسامر يتناور

بحضرة الشركاء

ولا تخلو الجلسة

من أجواء دافئة

أضواء غناء وكستناء

ليبدعوا قانون مرتجى

لنادي الرؤساء...

 

«حزب الله».. تبديلات ومناقلات لـ«تطويق» الأزمات

علي الحسيني/المستقبل/14 كانون الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/2017/01/15/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AA%D8%A8%D8%AF%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%82%D9%84%D8%A7%D8%AA/

بدأت الازمات تتشابك داخل «حزب الله» في السياسة كما في العسكر، على الرغم من القرار الذي أوصت به القيادة بإبقاء كل التوصيات التي تخرج عنها طي الكتمان، إلى حين الإعلان عنها بشكل رسمي. ويبقى الأهم أن معظم أزمات الحزب إن لم تكن جميعها، ناجمة عن تدخله في الحرب السورية التي انعكست سوءاً على علاقته بجمهوره أولاً وداخل قيادته السياسية والعسكرية ثانياً، وتحديداً على صعيد التعيينات التي لم يعد فيها للكفاءة أي دور، بعدما سقطت بيد التبعيات والمحسوبيّات والإنهزامات المعنوية المتلاحقة والمتعددة.

بعد الإنتهاء من معركة حلب التي أنهكته والتي أوصلته إلى مرحلة كاد أن يُعلن فيها إفلاسه العسكري، وبعد إستراحة نوعية هي الأولى من نوعها منذ تورطه في الحرب في سوريا، بدأ «حزب الله» يُعيد قراءة أوراقه ويُراجع حجم الخسائر التي تكبدها في سبيل قضية تكاد تصل إلى حد اللا شيء خصوصاً إذا ما قورنت مع المستجدات السياسية التي طرأت أخيراً لجهة التفاهم الروسي ـــ التركي الذي ابقى على إيران ومحورها، خارج «اللعبة» الإقليمية، أو بالأحرى بعيداً عن تقاسم «قطعة الجبن« سواء في ما يتعلّق بالفرز الجديد لساحات الحرب المُقبلة في الداخل السوري، أو حتّى عملية التهدئة التي يُمكن ان تطول في أكثر من منطقة في سوريا وخصوصاً الأرياف.

في ميزان «حزب الله» فإن خسارة أكثر من الفي مُقاتل مقابل تأمين الحدود من هجمات «التكفيريين» بحسب إدعاءاته التي على أساسها تورط في هذه الحرب، تعتبر عمليّاً ضربة قاصمة له خصوصاً إذا ما تبيّن بالأرقام أن مُجمل خسائره البشريه خلال حربه مع إسرائيل منذ العام 1982 وحتى حرب تموز 2006، قد يتجاوز هذا الرقم ولكن ليس إلى حد كبير بالإضافة إلى العدد الكبير للجرحى الذين توصف معظم حالاتهم بالحرجة، وهذا ما تُظهره حالات الوفاة تباعاً التي تشهدها المُستشفيات التابعة للحزب، للعديد منهم وآخرهم العنصر وسام برجي من بلدة مركبا. إضافة الى هذه الحالات، ثمة أجواء مشحونة داخل بيئة «حزب الله» سببها إستعادة عدد من الجثث تعود لعناصره، كان فقدهم منذ أشهر أو سنوات في العديد من المناطق التي كان يخوض فيها حروباً مثل «الغوطة» و»مضايا» وحلب، واليوم في منطقة وادي بردى حيث يخوض حرباً مماثلة يصفها بـ»المصيرية». وآخرها جثة العنصر محمد حسين حسن هاشم «ساجد» من البازورية.

في السياسة الخارجية، ما زال «حزب الله» يُعاني الحصار المفروض عليه من المجتمع الدولي لأسباب عديدة تراوح بين تبييض أموال وانشطة إرهابية وصولاً إلى إتهامات متعلقة بتجارة المخدرات. وآخر الإتهامات هذه خرجت عن بيان للخارجية الاميركية أشارت فيه إلى انه «تم وضع كل من علي داموش (54 عاماً)، المولود في مدينة صيدا لبنان، ومصطفى مغنية (30 عاماً)، المولود بالعاصمة الإيرانية طهران، في التصنيف الخاص بالإرهاب العالمي«، مشيرة إلى أن «مهمة الاول هي قيادة قسم العلاقات الخارجية لحزب الله، والمختص بتنفيذ عمليات إرهابية سرية في مختلف أنحاء العالم، نيابة عن المنظمة، بما في ذلك تجنيد عملاء إرهابيين وجمع المعلومات الاستخبارية«. أما مغنية فهو «قيادي عسكري في حزب الله، وهو ابن القيادي العسكري في الحزب، عماد مغنية، الذي اغتيل في العاصمة السورية دمشق عام 2008، وابن أخ القيادي العسكري في ذات المنظمة، مصطفى بدر الدين، سبق له أن قاد عمليات الحزب في مرتفعات الجولان، وهو مساعد في تنظيم البنية التحتية للمجموعة الإرهابية«.

أمّا في الشق الداخلي، فقد لمس الحزب جديّاً مدى حالة التململ بين جمهوره خلال الإنتخابات البلدية، من خلال نسبة الأصوات المُنخفضة التي مُنحت للوائحه خصوصاً في منطقة البقاع التي كان قاب قوسين أو ادنى من السقوط المُريع فيها على يد العائلات والعشائر، لولا انه استدرك الأمر في اللحظات الاخيرة، وبدّل تحالفاته لتشمل بقية الأحزاب التي كان حتى الأمس القريب، لا يعترف لا بقوّتها التجييريّة ولا بحجمها التمثيلي. ومن أزمة البقاع، الذي كاد أن يُسقطه بضربات مؤلمة، اتخذ «حزب الله» قراراً لا رجعة عنه في الأسابيع الأخيرة، عقب إجتماعات متتالية لقيادته، يقضي بإحداث تبديلات ومناقلات داخل هيكليته وبنيته التنظيمية، على أن يكون لمنطقتي بعلبك ـــ الهرمل، الحصّة الأكبر منها، يُمكن أن تصل إلى مراكز رفيعة وقد تصل إلى رئاسة «المجلس الجهادي« الذي أصبح شاغراً بعد مقتل القيادي مصطفى بدر الدين «ذوالفقار»، خصوصاً في ظل غياب أي مؤشر لإنعقاد المؤتمر العام للحزب قريباً.

 

على النعامة أن تُخرِج رأسها

د. مصطفى علوش/الجمهورية/14 كانون الثاني/17

«نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان بنا هجانا وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضاً عيانا» (الإمام الشافعي)

ليس من السهل الحديث عن هذا الموضوع من دون أن يُثير ردّات فعل من غير «ذوي الألباب»، وهمّ كثر. لكنّ «الساكت عن الحق شيطان أخرس».

لم يعد من المفيد اليوم اتّباع سياسة دفن الرأس في الرمال كما تفعل النعامة عند الخطر، وبالتالي الخطر الأكبر اليوم هو بالتستّر وراء شعارات التسامح والإعتدال، فيما تُلصق تهم التطرّف بفئات ضالة أو بخوارج أو بمدسوسين!

فلا أظنّ أنّ المدسوسين سيفجّرون أنفسهم من أجل دسيسة، أو أنّ أبّاً أوصاه دينه برعاية أبنائه وبناته، يقوم بوأد بناته بمتفجّرة مزروعة على أجسادهنّ، وهو موقن،ربما، بأنّه يقوم بما فرضه عليه إيمانه.

لا يمكن التأكيد اليوم على مدى تأثير الفكر العنيف على المسلمين عموماً، ولا يمكن أخذ الأقوال والشعارات كدلائل ثابتة إن صدرت وتضاربت من هنا وهناك. فمَن كان يظنّ أنّ رجل أمن تربّى في تركيا على قواعد دولة أرساها كمال أتاتورك العلماني، سيتحوّل فجأةً إلى قاتل انتحاري هلَّل له الكثيرون في بيئتنا واعتبروه ناصراً للحق، وقد تكون لديهم كلّ الحجج المنطقية لذلك.

ومَن كان يظنّ أنّ مغنّي «راب» سيأتي من بريطانيا ليصبح أصولياً ملتحياً يعِظ بالدين بلغات متعدّدة ويذبح علناَ بإسم الدين؟ ومَن كان يعتقد أنّ مُدمنة مخدرات ستتوب وتتحوّل إلى عنصر إسناد في جيش يقاتل في سبيل الدين.

الواضح هو أنّ الأكثرية العظمى من هؤلاء هي من اليافعين، أو الخارجين حديثاً من سنوات مراهقة مضطربة، أو كهول مصابين بإحباط الغربة عن مجتمعهم، أو بغربة عن أنفسهم لعدم قدرتهم على التأقلم مع الوقائع.

هؤلاء قلّة؟ وهل أجرينا استطلاع رأي لنعرف النسبة؟ لكنّ المؤكد هو أنّ مَن سيقرنون أفكارهم بالأفعال وباللجوء إلى العنف هم قلّة! ولكنّ هذه القلّة إن كانت تعني واحداً في المئة، فيعني ذلك أنّنا أمام نحو المليون قنبلة حيّة متنقّلة لا يمكن معرفة أين وكيف ستنفجر.

ولو جمعنا ما يمكن أن تحمله هذه القنابل من قوة تفجير لأيقنّا أنّ ذلك سيعادل قنابل ذرّية عدة، ربما من النوع البدائي، لكنّ تأثيرها السياسي والإجتماعي والنفسي قد يكون مضاعَفاً في أيامنا هذه.

صحيح أنّ معظم أتباع هذا النهج لا يعرف عن الإسلام إلّا ما ندر، وهناك كرّاسات تمّ توزيعها على الكثيرين من هؤلاء للتعريف بالإسلام بشكل مُختصر، وبإشراف داعشي على المحتوى، عند لجوئهم إلى دولة التطرّف والإرهاب.

لكنّ المؤكد هو أنّ مَن يقودهم عارف بشؤون الدين، وقد يكون بعضهم مدسوساً أو ربما مقتنعاً بما يفعله، ولكنّ ما يفعلونه مستندٌ إلى نصوص قرآنية كثيرة قاموا هم بانتقائها دون غيرها من النصوص، واجتهدوا بتفسيرها لتخدم أهدافهم.

أما النصوص التي أغفلوها بالكامل فعديدة أيضاً، وكلّها تحضّ على التسامح والغفران.

الواقع هو أنّ المرجعية الصالحة والموحّدة اليوم مفقودة، وإن وُجدت فهي معرَّضة للإتهام بالردّة أو الميوعة أو خدمة الحاكم، أو التأثر بالأفكار الغربية، لذلك نرى الكثيرين من علماء الدين المؤهّلين يخشون البحث علناً في هذه الأمور، ويكتفون باتهام الفئات الضالة!

هنا من جديد، من الواجب التنويه بما صدر عن الأزهر الشريف سنة ٢٠١٢ حول الحرّيات العامة والشخصية، وهذه الوثيقة هي ثورة حقيقية على التزمّت وعلى النهج الذي يعتبر الفرحَ والحبورَ معصيةً بحدّ ذاتها.

لكنّ ما نحتاجه اليوم هو أبعد من إصدار وثائق لن يقرأها إلّا ما ندر من البشر، فواجب علماء الدين أيضاً هو حماية عقول المؤمنين من الحيرة والشك، وذلك بالإقدام على توضيح وشرح ما يستند إليه مَن يلجأون إلى العنف في سبيل الدين ويواجهونهم بالمباشر، بدل دفن الرؤوس في الرمال.

 

ثلاث سنوات.. والمحكمة تحاصر القتلة

خالد موسى/المستقبل/16 كانون الثاني/17

في مثل هذا اليوم ومنذ ثلاث سنوات، انطلق قطار العدالة في لاهاي لمحاسبة مرتكبي جريمة العصر الإرهابية التي أودت بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء الأبرار. هي المحكمة التي طالب بها الملايين الذين نزلوا الى ساحة الحرية في 14 آذار 2005 للإقتصاص من القتلة المجرمين الذين اغتالوا حلم لبنان واللبنانيين. المحكمة التي لم يعرف القاتل أنها ستولد من أجل محاسبة من خطط ونفذ هذه الجريمة التي لم تهز لبنان فحسب، بل هزت العالم أجمع، كون الرئيس الشهيد كان يشكل مصدر ثقة للعالم أجمع. ثلاث سنوات، مرت على هذا «اليوم المجيد» في تاريخ لبنان واللبنانيين. هذا اليوم الذي لطالما حلم به ليس أهالي الشهداء فحسب بل جميع اللبنانيين. ثلاث سنوات وما زال الرئيس سعد الحريري يسير على العهد الذي أطلقه من أمام المحكمة الدولية في لاهاي مع انطلاقة جلساتها الأولى «نحن نطلب العدالة لا الثأر، والقصاص لا الانتقام ووضع حد للإغتيال السياسي في لبنان والعالم العربي».

كثر حاولوا وضع العصي والعراقيل في طريق قيامها، غير أن مطرقة العدالة التي أذنت ببدء المسار لإحقاق الحق وكشف حقيقة المتهمين ومن يقف وراءهم، كانت أقوى من عسس المخابرات ونظام الوصاية وغرفهم السوداء، غرف القتل والإغتيال. ومنذ ذاك الحين، لم يتوقف مسار العدالة رغم المحاولات العديدة التي قامت بها هذه الغرف السوداء، تارة بنشر أسماء الشهود وتارة أخرى بالتهجم على المحكمة وقضاتها. إلا أن صوت العدالة كان أقوى من هؤلاء، حيث عملت المحكمة على محاسبتهم على ما اقترفت أيديهم عبر شاشاتهم وورقهم الأصفر، مغرّمة إياهم على ما اقترفوه من «تحقير لأعمالها وعرقلة سير قطار العدالة».

ثلاث سنوات، كشفت المحكمة خلالها أدق التفاصيل عن المتهمين الخمسة في جريمة الإغتيال ثانية بثانية، الفارين من وجه العدالة والذين قتل واحد منهم في سوريا في الأشهر الأولى من السنة الماضية وهو المتهم مصطفى بدر الدين أثناء مشاركته ضمن صفوف «حزب الله» في قتل الشعب السوري الأعزل الى جانب نظام الطاغية الأسدي، الذي أنهى الشعب اللبناني وصايته على لبنان عقب جريمة العصر الإرهابية كونه من المشاركين في هذه الجريمة عبر التضييق الذي كشفته المحكمة خلال جلساتها على الرئيس الشهيد في الأيام الأخيرة قبل اغتياله والضغوط التي كانت تمارس عليه من قبل النظام الأمني السوري – اللبناني آنذاك. تماماً كما كشفت عن اتصالات للمتهمين بضباط سوريين وزيارات لهم الى عنجر وغيرها.

ثلاث سنوات، كان اللواء الشهيد وسام الحسن والرائد الشهيد وسام عيد أبرز الحاضرين فيها، من خلال العمل الذي قام به الشهيدان سوياً في تحليل داتا الإتصالات وكشف المتهمين وتحركاتهم وكافة الأعمال المتعلقة بمراقبة الموكب في يوم الاغتيال، والربط بين الشبكات (الأرجوانية والحمراء والزرقاء والصفراء) التي إستخدمت في الجريمة والتي استندت اليها المحكمة في قرارها الإتهامي. هذا العمل الذي أوصل الى كشف المتهمين وكافة تفاصيل تحركاتهم التي حددتها وكشفت عنها المحكمة خلال جلساتها، والتي أكد عليها خبراء في الإتصالات من خلال جداول أعدوها حول طرق عمل هذه الشبكات.

ثلاث سنوات، لم تهدأ المحكمة خلالها من إستجواب الشهود السياسيين والفنيين من خبراء اتصالات ومتفجرات وغيرهم والمقربين من الرئيس الشهيد الذين عملوا معه ورافقوه طوال مسيرته السياسية في لبنان وكانوا من اقرب المقربين إليه، والإستماع الى شهاداتهم التي كشفت كافة الخلفيات السياسية للإغتيال وتفاصيل لم يكن يعرفها كثيرون عن الرئيس الشهيد وحياته. وخلال الجلسات ايضاً، كشفت المحكمة عن كافة التفاصيل المتعلقة بسيارة «الميتسوبيشي» التي فخخت وأخرجت من كاراج في منطقة قريبة من مطار رفيق الحريري الدولي، والتي حاول فريق الدفاع لأكثر من مرة نسف فرضية السيارة والقول بأن التفجير حصل من تحت الأرض، إلا أن الأدلة والتفاصيل التي قدمها فريق الإدعاء كانت أقوى بكثير من إدعاءات فريق الدفاع عن المتهمين. وخلال هذه السنوات الثلاث، خطت المحكمة خطوات مهمة باتجاه «الحقيقة» التي لطالما انتظرها اللبنانيون، إن كان من خلال «تأطير« الدوافع السياسية للمرتكبين عبر الشهود السياسيين الذين أجمعوا في شهاداتهم على الجو المعادي للرئيس الشهيد آنذاك وعلى الضغوط التي كانت تمارس عليه من قبل نظام الوصاية، أو إن كان من خلال إحكام الخناق على المتهمين ومحاصرتهم وفضح كافة تحركاتهم بالدلائل القاطعة وكذلك فضح المؤامرات التي كانت تعوق عملية سير العدالة.

وبعد ثلاث سنوات، يدرك اللبنانيون جيداً أنهم باتوا قاب قوسين أو أدنى من معرفة الحقيقة الكاملة ومن «خطط ونفذ» هذه الجريمة الإرهابية وإن أصبحت الصورة واضحة، خصوصاً وأنهم يدركون جيداً أن من سيعمل على إظهار هذه الحقيقة هي عدالة غير خاضعة للابتزاز أو للتهديد والتهويل، عدالة فضحت إجرام محور الشر وأدواته في لبنان الذين نفذوا جرائم الإغتيال منذ تسعينيات القرن الماضي وما زالوا حتى اليوم، ولكن حتماً لن يفلتوا من العقاب مهما تواروا عن الأنظار ومهما اختبأوا فالعدالة الدولية لهم بالمرصاد.. ولو طال الزمان.

 

مباشرة ترامب لمهامه: محكّ أساسي لمسارات لبنانية وسورية استبقت وصوله

وسام سعادة/المستقبل/16 كانون الثاني/17

لا بأس بمحطة لاستقراء الأمور هكذا: الوضع الذي أمكن بنتيجته انضاج مناخات خارجية ايجابية سمحت بوضع حد للفراغ، وانتخاب رئيس، وتشكيل حكومة، هو وضع ثلاثي الأركان. فمن جهة، رغبة غربية وعربية، على تحييد الوضع اللبناني الداخلي عن الحرب السورية. ومن جهة ثانية، عدم اثارة الحكومات الغربية من الأساس لأي مشكلة جدية تتعلق بتدخل «حزب الله» في سوريا. ومن جهة ثالثة، اتصاف الحزب ومعه النظام السوري، بايثار عدم الرد على سلسلة الاستهدافات الجوية الاسرائيلية حتى اليوم، وهو ما يشكل استمراراً لتعليق المواجهة الميدانية المباشرة بين الحزب وبين اسرائيل منذ اكثر من عشر سنوات.

ايضاً، هذا الوضع الذي اتاح عهداً جديداً، واقلاعاً حكومياً له، حصل في الشهور الأخيرة من الولاية الثانية للرئيس باراك اوباما. ما كان تمرير الاستحقاقات الداخلية سيحظى بنفس المناخ المؤاتي له قبل ذلك، وربما ما كان سيحظى بنفس المناخ بعد ذلك. عدم اتضاح حسابات «ما بعد اوباما»، دفع الجميع باتجاه تسوية ما يمكن تسويته، رئاسياً وحكومياً. الآن اوباما يغادر البيت الابيض. ودونالد ترامب يدخله. هذا ان استطاع ترامب تجاوز معركته المعلنة مع «مراكز القوى» الاستخبارية، التي دارت دورتها الاولى بشكل فضائحي قبل ايام معدودات، واذهلت الكوكب كله، فضلاً عن كرة الثلج القضائي التي ستتشكل شيئاً فشيئاً حول التدخل الروسي في الانتخابات الاميركية. يبقى ان مجيء ترامب يقلب المعادلة عالمياً. في عهد اوباما، كان كل اخصام اميركا يتكلون على عقلانيتها، لاطلاق العنان لسياسات الجموح التي بلغت اوجها بضم روسيا لجزء من اوكرانيا لها بالقوة.

اما مع مجيء ترامب، فان الارتياب، ان لم يكن اكثر من ذلك، من مظاهر عدم اتزانه، انما تطبع مواقف الجميع في العالم تقريباً اليوم: دعاة التعقل والتروي والاعتدال، كما أصحاب الجموح ورواد المغامرة .

الاكتفاء فقط بما قاله الرجل ابان حملته الرئاسية لا يكفي لايضاح كيف سينطلق، خارجياً، في ولايته الاولى، اذا انطلق، وهل «سيسلّم» اوراقه في السياسة الخارجية عملياً، للمؤسسة الحاكمة، أم أنّه سيمارس كل ما اعطاه الدستور الاميركي من حقوق. في الحالة الثانية، الارتياب منه سيكون مبرراً.

لكن حتى، بالاستناد لما قاله ترامب غداة حملته، يستشف لين مع روسيا وشدة مع الصين، واللين مع روسيا يستجلب ضده ملفاً يحيكه اخصامه الاميركيون يجعلهم بمثابة متواطئ او خاضع لموسكو. اما الشدة مع الصين فقد أكدها بعد الانتخابات بتلقيه تهنئة هاتفية من الرئاسة التايوانية له.

لكن ما بين روسيا والصين ليس كما بين ايران والنظام السوري. بالعكس، في الجغرافيا السياسية، روسيا والصين لديهما الكثير للتباعد والسلبية في ما بينهما. اما بين ايران والنظام السوري فتحالف حربي، ومع ذلك، اعتمد ترامب كلاماً اكثر تشدداً حيال ايران، وكلاماً «ليناً» تجاه النظام السوري، «ليناً» في لمحته العامة، ولكن مؤداه ان الموقف من النظام يتحدد بناء على قتال هذا النظام ضد «داعش» اي ضد الطرف الذي لم ينوجد النظام معه بعد في حرب متواصلة متطاحنة. اللين مع روسيا والشدة مع الصين، واللين مع سوريا والشدة مع ايران: هذه محصلة كلام ترامب في السياسة الخارجية، احوال العالم، حتى الآن.

ولبنان يتأثر من كل هذا بأننا أمام ادارة اميركية جديدة ليست راضية عن الاتفاق النووي مع ايران، لكنها متطبعة مع فكرة استمرار النظام السوري، ولو استشف منها اشتراط ذلك باسهام النظام في التعاون معها ضد «داعش».

وبطبيعة الحال، حتى اذا ما اتيح لترامب ان يقود الولايات المتحدة في الفترة المقبلة، فانه سيضطر في كل الملفات للانطلاق من حيث انتهى سلفه اللدود اوباما، بما في ذلك في ما يتعلق بالاتفاق النووي مع ايران، انما بخلفية مختلفة، واكثر تحفظاً، خلفية يفترض ايضاً انتظار كيفية التعامل الايراني معها.

استباق مجيء ترامب لعب دوراً في تسهيل مرور الاستحقاق الرئاسي لبنانياً. لعب دوراً كذلك الامر في العمل الروسي للامساك بشعار التسوية السياسية في سوريا، وابعاد الغرب عن المسارات التي يمكن ان تستظل بهذا الشعار. مع ذلك، التسوية السورية اصعب من ان تتحقق، او حتى من ان تنطلق، في فترة وجيزة من الزمن. وسيكون على العمل الروسي الايراني التركي بشأنها ان «يعاصر» مجيء ترامب الى البيت الابيض. كذلك الامر بالنسبة للمسار اللبناني الداخلي. تحييد لبنان عن الحرب السورية ما زال يعكس تقاطع ارادات غربية وعربية، ويحيط الاقلاع الرئاسي والحكومي اللبناني بمناخ احتضاني. في المقابل، حرب الحزب في سوريا ستوضع على طاولة اي تفاوض جدي بين النظام والمعارضة في سوريا، وكذلك الحرب الاسرائيلية على الحزب، لا يمكن التعامل معها، خصوصا في الفترة المقبلة، على انها محكومة بشكل نهائي، بسياسة عدم الرد. استباق وصول ترامب عزز مسارات لبنانية وسورية، من رئاسة العماد عون الى اعلان موسكو. مباشرة ترامب لمهامه محك أساسي لهذه المسارات.

 

زمن العلاقات العربية.. الجميل

علي الحسيني/المستقبل/16 كانون الثاني/17

بعد الزيارة المشهودة للبنان الرسمي إلى الخليج التي قام بها رئيس الجمهورية ميشال عون الأسبوع الماضي، يُمكن القول ان مرحلة جديدة من العلاقات بين لبنان والدول الخليجية الشقيقة قد بدأت فعلاً بحيث يُمكن وصفها بإستعادة زمن العلاقات الجميلة يوم كان لبنان محور اهتمام عربي وغربي في آن ونقطة تواصل اقليمي بسبب موقعه المُطل على بحر الأزمات في المنطقة. إعادة وصل ما انقطع سابقاً مع بعض دول الخليج وتحديداً السعودية والإنفتاح المُتجدّد المُمتلئ بالأمل المعطوف على إستعادة لبنان لدوره الطبيعي كنقطة إنطلاق سياسي وإقتصادي لجيرانه، تُرجم إيجاباً في نفوس اللبنانيين التوّاقين للعودة إلى زمن «الخير» الأمني والإقتصادي. وهذان الأمران لم يكن مُمكناً تطبيقهما، في ظل خصومة قائمة مع الأشقاء لا يستفيد منها سوى المتربصين بالبلد والساعين إلى تحويل إنجازاته إلى إنكسارات والعاملين ليلا ونهاراً على عزل البلد عن محيطه ووضعه على الدوام في خانة «التقوقع» وكأن دوره لا يتعدى في أقصى الحالات، أن يكون مُجرّد ساحة صدى لما يجري من حوله. بارقة الأمل بدأت تفوح بوادرها مع بداية العهد الجديد الذي يُعلن في كل يوم، التزامه قضايا الناس على الرغم من ضعف الإمكانات في الوقت الراهن، لكن التعويل على الدور العربي في إعادة إستنهاض الوضع الإجتماعي والإقتصادي والأمني من جديد، يبقى المُشرّع الأساسي لكل هذه التمنيّات ودفعها نحو التطبيق كي لا تبقى مُجرّد أمنيات بعيدة المنال والتحقيق خصوصاً إذا ما دُعّمت بمواقف سياسية جادة وإرادة يُمكن التعويل على دورها في اللحظات الصعبة أو الحرجة، وما أكثرها، والتي تبدأ بالتعالي عن المصالح الشخصية والحزبية، وتوحيد النظرة في كل ما يتعلّق بالإرهاب والتعامل معه بلغة واحدة هي لغة الدولة ومصلحة البلاد. كل هذه الإنجازات المُرتقبة التي ما زالت تُزيّن السعي الجدّي للعهد الجديد بإنتظار تطبيقها على أرض الواقع، ما كانت لتحصل أو لتُعيد الأمل بقيامة لبنان بعد أكثر من عامين على جمود أودع البلد في ثلاّجة الإنتظار، لولا تفاهمات وحوارات أُقيمت بهدف تذليل العقبات وإرساء تفاهمات ولو على حساب قناعات البعض. في هذا الخصوص لا يُمكن المرور على الإنفتاح الذي بادر اليه الرئيس سعد الحريري من دون التوقف عنده، إنفتاح كان الركن الأساسي فيه، وضع عجلة البلد على السكّة الصحيحة على الرغم من الإنتقادات التي طالته في بادئ الأمر، قبل أن تتحوّل السكّة نفسها، إلى خط عبور أساسي نحو قيام الدولة ومؤسّساتها، سلكه جميع السياسيين من بعده بعدما رأوا فيه الطريق الوحيد للتخلّص من الوضع الشاذ الذي كاد أن يُصبح عُرفاً لدى كثيرين.

تعليقاً على المجريات والتطورات الحاصلة في البلد وآخرها الزيارة الرسمية للمملكة العربية السعودية ودولة قطر، يُشير وزير الإقتصاد والتجارة رائد خوري إلى أن «الإنعكاس الإقتصادي على الأرض، بدأ يُعطي نتيجة إيجابية على الرغم من أننا ما زلنا في المرحلة الأولية في عملية إستعادة ثقة اللبنانيين والخارج ربما، وما يُزيد من العامل الإيجابي الذي بدأنا نكوّنه كحكومة، هو الزيارة الرسمية التي قمنا بها إلى الخليج والتي كانت نتائجها مرضية إلى حد كبير»، لافتاً إلى أن «وحدة الموقف في الحكومة والعمل الجاد الذي يسعى اليه جميع الوزراء وعلى رأسهم الرئيس سعد الحريري، هو بالتأكيد عامل استقرار للبلد ومن شأنه ان يزيد ثقة الخارج بنا». وشدد على أن «الزيارة كانت أولوية بالنسبة إلى العهد، فعلاقة لبنان بمحيطه العربي، لا بد وأن تستمر وتُقوّى لما فيه مصلحة للجميع خصوصاً في ظل الوضع الدقيق الذي تمر فيه المنطقة. وجميع الجهود مُنصبّة اليوم على محاربة الإرهاب الذي يستهدف أمننا الإقتصادي والإجتماعي والأمني. ولذلك فإن الزيارة بحد ذاتها، جاءت في وقتها وهي حملت من الرئيس ميشال عون كل محبة وتقدير وتهدف إلى إعادة تفعيل العلاقات اللبنانية - العربية التي من المتوقع أن ينتج عنها كل الخير لما فيه مصلحة لبنان»، مشدداً على أن «روح الحوار والتعاطي الجدي والمسؤول بين الرئيسين عون والحريري، انعكس أوّلاً على الشعب اللبناني الذي أصبح يرى الأمور أكثر وضوحاً بعد غياب للدولة زاد على السنتين، وعلى العلاقة بين لبنان ومُحيطه وستُترجم هذه العلاقة إلى أفعال خلال الفترة القريبة».

 

نمط جديد من الدعم السعودي للبنان

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 16 كانون الثاني 2017

أوقفَت السعودية دعمَها للبنان لفترةٍ من الزمن، فتغيَّر فيه كثير ووَقعت انتكاسات. وثبتَ، في رأي البعض، أنّ لبنان «يعيش» على الدعم السعودي والخليجي، وأنّ مِن دون ذلك يصبح مأزوماً إلى حدّ الإفلاس. ولذلك، جميعُ اللبنانيين، بمن فيهم خصوم السعودية، يباركون عودتَها إلى «دورها التقليدي» في لبنان.

عندما قرَّر الرئيس ميشال عون زيارة السعودية، كان الانطباع الغالب أنه سيعود منها ومعه المليارات الثلاثة التي وعد بها الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز، في شكل أسلحة فرنسية للجيش. وتوقّع كثيرون أن تكون الزيارة فاتحةً لعودة السعودية إلى نهجها السابق، أي أن تفتح «باب الدعم» مجدداً.

تجربة عون انتهت بنِصف نجاح. قال السعوديون: «إبدأوا أنتم أولاً، لنرى ما ستفعلون لتحسين العلاقات، وبعد ذلك يأتي الحديث عن المال». لقد فتَح السعوديون الباب... وليس «باب الدعم».

العالمون بالوقائع يقولون: «صحيح أنّ السعودية تريد من اللبنانيين أن يقابلوها بالتعاطف معها في المحور الإقليمي، أو حياداً على الأقلّ، في مقابل الدعم الذي تقدّمه لهم. لكن هذا الاعتبار يمثِّل نصفَ الحقيقة. فالمملكة نفسُها تتبنّى خطة تقشّفٍ تصل إلى 2020، وتطاول موظفي القطاع العام والإدارات والمؤسسات، لمواجهة عجزٍ قارَب الـ100 مليار دولار في 2016. لذلك، أبلغَ السعوديون الى عون استعدادَهم للإفراج عن هبة المليارات الثلاثة، مع الإصرار على التدرّج فيها، أي في موازاة تجاوبِ «حزب الله» معهم وتقليصِ حملاته عليهم. لكنّ البعض يعتقد أنّ السعودية ليست في وارد الإفراج عن المبلغ كاملاً، بمعزل عن مستوى التجاوب اللبناني. وهذا ما بات الفرنسيون أنفسُهم يعرفونه أيضاً. المطلعون يقولون: «سيُفرَج عن جزء من الهبة. فالمملكة التي تتقشّف على مواطنيها المعتادين على السخاء بالرواتب والتقديمات، ستَدرس جيّداً دعمَها للبنان وفئاته التي لا يخفي بعضها تعاطفَه مع الخصوم الإقليميين. وإذ تتكبّد السعودية أكلافاً كبيرة في اليمن، فالأرجح أنّ جزءاً من المال الموعود للبنان أسلحة فرنسية، حُوِلَ إلى الجيش السعودي. وسبق أن رشَح من السعوديين ما يوحي بذلك. هذه الوقائع لا تخفى على المطّلعين. ولكن كان على عون أن يحاول. فالدعم المالي السعودي، والخليجي عموماً، حيويّ للاستقرار وانطلاق العهد. وحتى «حزب الله» شجّعَ عون على مبادرته تحت سقف عدمِ الالتزام بأيّ شرط سياسي. وذهابُ لبنان إلى السعودية، في حضور وتغطيةِ شيعيّين، خطوةٌ مفيدة لـ»حزب الله» أيضاً، لأنه يمثِّل تطبيعاً نسبياً معه. فلا أحد يطلب منه الخروج من سوريا مثلاً، ولا التخلّي عن سلاحه. وكلّ ما يُراد منه هو وقفُ الحملات ضدّ المملكة.

لذا يَعتقد البعض أنّ المملكة لن تعود إلى سياسة «الدعم المالي المطلق»، لا في لبنان ولا في سواه. وإنّ حلفاءَها في الشرق الأوسط كلّهم يدركون ذلك. وقد اكتشَف عون والوفد المرافق أنّهم يتعاطون مع نهجٍ سعودي جديد، يستوجب مقاربةً لبنانية مختلفة.

تقليدياً، اعتبَر لبنان أنّ المال السعودي، والخليجي عموماً، هو البدل الشرعي المستحقّ للّبنانيين على دول الخليج، ثمناً للمساهمة اللبنانية من خلال الطاقات الشبابية والخبرات في إنهاض المجتمعات الخليجية وتنميتِها.

وفي المقابل، اعتبَر الخليجيون لبنان واحةَ الاستقرار والحرية والتنوّع والاستجمام التي يَفتقدونها في العالم، وفي أيّ بلد عربي آخر. ولذلك، صرَفوا كثيراً على لبنان في المجال الاستثماري وغير الاستثماري. وأدار السعوديون كلَّ التسويات في لبنان، «إتفاق الطائف» وقَبله وبعده، ضمن معادلة الـ«سين.سين».

اليوم، هل تَسمح الظروف الطارئة على مستوى الشرق الأوسط والعالم، خصوصاً بعد حروب «الربيع العربي»، في استعادة النمط التقليدي للعلاقة اللبنانية ـ السعودية؟ اللبنانيون يَتوقون إلى ذلك بالتأكيد، لأنّهم الحلقة الأضعف. ويراهن البعض على أنّ عودة الرئيس سعد الحريري إلى السراي الحكومي وإلى زعامة الطائفة السنّية ستُسهّل ذلك. ولكن، يَجدر السؤال: هل السعوديون، الراغبون في أفضل العلاقات مع لبنان، هم في المستوى عينِه من الحماسة إلى استعادة النمطية السابقة من الدعم المالي؟ الطبيعة تَكره الفراغ. وخلال فترة الفتور مع لبنان، استطاع منافسون كثُر أن يحتلّوا موقعَه جزئياً في الخليج، سواء لجهة العمالة الأجنبية هناك أو لجهة الوجهةِ السياحية والاستثمارية. وسيكون أمام لبنان مهمّة شاقّة لاستعادة الموقع المفقود جزئياً، لئلّا يُفقَد كلياً. وبديهيّ أن لا يكون «العناد السياسي» ولا التذاكي مناسبَين لتحقيق هذه الهدف. وفي أيّ حال، على مدى عشرات السنين، لم يَستثمر المسؤولون اللبنانيون دعمَ السعودية، والخليجيين عموماً، في بناء دولةٍ قوية ومنتِجة، بل أقاموا دولةً قابلة للانهيار. ولذلك، عندما شاءت الظروف أن يتوقّف الدعم، وَقعت الواقعة. فهل تَبدّلت الذهنية في لبنان، قبل السؤال عن التبدُّل في ذهنية الآخرين؟

 

قانون الإنتخاب يحتاج إلى «بطل»!

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/الاثنين 16 كانون الثاني 2017

يكفي ان ينبري الآن مكون اساسي من المكونات اللبنابية الى الاعلان انه لن يشارك في الانتخابات النيابية المقبلة على اساس قانون الستين النافذ (المرفوض لدى البعض شكلاً والمقبول ضمناً) فيكون «البطل» الذي يفرض اقرار قانون جديد يحقق عدالة التمثيل النيابي وشموليته التي ينادي بها «إتفاق الطائف». فهل من «بطل»؟ يقول بعض السياسيين ان بروز «بطل» يتخذ مثل هذا الموقف الذي يقيم «حاجزا ميثاقياً» في وجه انتخابات يراد إجراؤها على اساس قانون الستين،يضع البلاد والجميع امام ثلاثة خيارات لا رابع بعدها:

اولاً، اقرار قانون جديد للانتخاب ليس فيه شيء من قانون الستين وهو خيار متاح اذا صدقت النيات.

ثانياً، الدخول في تمديد جديد لمجلس النواب الممددة ولايته التي تنتهي في 20 حزيران المقبل، وهو خيار يراه البعض مستحيلاً.

ثالثاً،الدخول في فراغ نيابي يضع البلاد امام مصير مجهول، أو الدخول في مؤتمر تأسيسي يمهد لنظام جديد، وهو خيار ليس سهلاً.

الجميع يقولون في العلن «لا» لقانون الستين، وينادون بقانون جديد، لكن غالبيتهم تعمل للابقاء على هذا «الستين» و»فرضه امراً واقعاً» وهو ما يحذّر منه رئيس مجلس النواب نبيه بري منذ العام 2013 وحتى اليوم.

ووحده رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط يجاهر ولا يوارب منادياً بالابقاء على قانون الستين او إقرار اي قانون آخر مثله يعتمد النظام الاكثري، معددا مبرراته المشفوعة بهواجسه ومخاوفه من ذوبان «الصغار» في بحور «الكبار».

وفي هذا السياق يؤكد ديبلوماسيون وسياسيون ان لا تعويل على امكان اقرار قانون انتخابي جديد الا على موقف بري، وكذلك على موقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، لأنه مثلما ادار الموقف من الاستحقاق الرئاسي عبر التمسك بترشيح العماد ميشال عون، ما اوصله الى رئاسة الجمهورية، يمكن ان يدير، بالتعاون مع بري وآخرين يشاركونه الرأي، الموقفَ من الاستحقاق النيابي بما يؤدي الى قانون انتخاب جديد، ينتج سلطة تشريعية جديدة.

وفي اطلالته التلفزيونية ما قبل الاخيرة شدد السيد نصرالله على ان قانون الانتخاب على اساس النظام النسبي على اساس لبنان دائرة انتخابية واحدة او دوائر كبرى، (وهو الموقف نفسه الذي يتخذه بري كرئيس للمجلس ولكتلة التنمية والتحرير، ورئيس لحركة «أمل») هو «الممر الالزامي» للعبور الى الدولة، لأنه يحقق عدالة التمثيل وشموليته، وذلك مثلما كان خلال فترة الشغور الرئاسي قد اعتبر ان عون هو «الممر الالزامي» الى انتخابات رئاسة الجمهورية.

وفي اطلالته الاخيرة طوّر نصرالله موقفه هذا بأن تمسك بالقانون الذي يعتمد «النسبية الكاملة»، بدعوته الى «حوار شامل» بين كل القوى السياسية مع الجمع بين «الصيغة والقانون الانتخابي الامثل والاحسن والافضل، وفي الوقت نفسه الاخذ بالهواجس ونقاط القلق للوصول الى قانون، لكن بالتأكيد ليس على قاعدة قانون الستين». ويقول هؤلاء الديبلوماسيون والسياسيون ان كلام نصرالله واضح لجهة رفضِه قانون الستين او بناء ايّ قانون جديد على اساسه، وانما يريد إقرار قانون جديد بكل ما للكلمة من معنى يأخذ في الاعتبار «الهواجس ونقاط القلق» عند بعض القيادات والقوى السياسية، والمقصود بها جنبلاط وآخرون.

لكن من الاتصالات والمواقف المعلنة وتلك التي تقال في الحلقات الضيقة والكواليس فإنّ قانون الستين متقدّم على ما عداه من اقتراحات، اذ يظهر ان الغالبية لا يضيرها اجراء الانتخابات على اساسه، خصوصا ان ترتيبات وزارة الداخلية في هذا المجال شبه جاهزة، بدليل ما قاله وزير الداخلية نهاد المشنوق اخيراً من انّ الوزارة جاهزة لاجراء الانتخابات في مواعيدها على اساس القانون النافذ (اي قانون الستين) اما اذا أُقرَّ قانون جديد فإنه سيفرض تمديدا تقنيا لولاية مجلس النواب الحالي، تفرضه طبيعة هذا القانون خصوصاً اذا اعتمد فيه النظام النسبي كلياً او جزئياً.

واستتباعاً لمواقف السيد نصرالله، لا يخلو يوم الّا ويصدر عن هذا المسؤول او ذاك في الحزب، نيابياً كان او حزبيا الّا وينادي بقانون انتخاب على اساس النظام النسبي، بدليل ما قاله نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم بما يشبه التنبه والتحذير، اذ قال: «ليكن معلوماً في لبنان اذا لم تنتج سلطة نيابية جديدة بقانون عادل قائم على النسبية فإن مسيرة الاصلاح تتعثّر وستكون معقدة، لانه لا يمكن الاعتماد على الصيغة الموجودة حاليا من جهة الانتخابات ولا يمكن الاعتماد على تكرار الطاقم الحاكم نفسه، ويجب اعطاء فرصة للشباب وللآخرين».

البعض يقول انّ «الثنائي الشيعي» في حال اصرّ على وجوب اقرار قانون انتخاب يعتمد النظام النسبي على اساس لبنان دائرة واحدة او مجموعة دوائر، ربّما سيحول دون حصول الانتخابات على اساس قانون الستين، لأن ذلك سيخلق عقدة ميثاقية تماماً كالعقدة التي نشأت من رفض الرئيس سعد الحريري بما يمثّل داخل الطائفة السنية، ومعه بعض الحلفاء، المشاركة في الانتخابات خلال العامين 2013 و 2014، بذريعة رفض انتخاب مجلس نيابي جديد قبل انتخاب رئيس للجمهورية، ما فرضَ التمديد القسري لمجلس النواب الحالي.

لكن ليس هناك من مؤشرات ثابتة حتى الآن الى اقدام «الثنائي الشيعي»، او اي مكون آخر على مقاطعة الانتخابات المقبلة، إذ لا يزال البعض يعتقد ان الوقت لم يفت بعد لإقرار قانون جديد، خصوصاً انّ مثلَ هذا القانون يمكن التوصل اليه سريعاً إذا صدقت النيات لأنّ التذرع بأنّ الامر يحتاج الى وقت هو تذرّع واهٍ يعرفه الجميع. ويعتقد الديبلوماسيون والسياسيون اياهم انّ اجراء الانتخابات المقبلة على اساس قانون الستين إذا حصل سيكون إعادةَ انتاج للأزمة بكل عناصرها ومكوّناتها، لكن السؤال هو : ما هو موقف رئيس الجمهورية الذي تعهّد في خطاب القسم بإقرا قانون انتخاب جديد تجرى الانتخابات المقبلة على اساسه؟ وهل يقبل باستمرار قانون الستين؟ ربّما يأتي الجواب على هذا السؤال في خطابه امام اعضاء السلك الدبلوماسي العرب والاجانب الذين سيلتقيهم غدا وسيسألونه بالتأكيد عن مصير الاستحقاق النيابي الداهم.

 

"الصاخبة الهادئة"!

 نبيل بومنصف/النهار/16 كانون الثاني 2017

منذ إنعقاد الجلسة الاولى للحكومة الجديدة بدأت ترتسم في لبنان صورة جمهورية تضج بتراكمات الملفات الموروثة فيما ينحو "خطاب الدولة" فيها الى هدوء غير مألوف. لم تكن سلسلة المواقف التي أطلقها الرئيس العماد ميشال عون من السعودية وقطر سوى العينة الناطقة بهذه المفارقة التي يجنح عبرها العهد الى التزام الحد المتاح من سياسات منفتحة، ولا نستعجل الطموحات للقول انها مستقلة تماما. كما ان الرئيس سعد الحريري يبدو الاقرب الى تعهد المواقف التسووية داخليا وخارجيا بما يكفل لحكومته أحزمة الأمان في بدايات مقارباتها للقضايا الشائكة. لا يزال الوقت مبكرا جدا للحكم على مسار هذا النهج الذي يراد له ان يثبت "فتح الصفحة" الجديدة خارجيا والانصراف الى كم هائل من التحديات الداخلية. ومع أنه نهج يأتلف منطقيا مع الظروف التي اوصلت العهد والحكومة الى السلطة فانه يبدو امام مفارقة الاختبار السريع لمتانته وقوته في إحداث الفارق الملموس واقعيا في مواجهة ضغط الداخل التصاعدي في الملفات المتراصفة من جهة وتطورات دولية وافدة تضع سياسات لبنان امام المحك. لا يمر يوم ولا ينفجر ملف داخلي صاخب من النفط الى أمن المطار الى ملفات السياسة المتوهجة على مشارف ازمة قانون الانتخاب الى التعيينات الآتية في مختلف الإدارات الى الموازنة الى الخدمات المأزومة في الكهرباء والمياه والصحة والبيئة. لم يعد ثمة فارق في منسوب الصخب العام بين ملف جديد قديم حيوي وضخم يستثير الناس حيال الطبقة السياسية مثل ملف النفط وملف آخر كأمن الملاحة المدنية الذي أشعل الرأي العام الداخلي بثورة تهكم وغضب حيال تحويل محيط مطار بيروت الى "تيرو" لصيادي النورس. واذا كان هذا النوع من المقاربات اليومية اللبنانية بدأ يغرق البلاد بمزيد من التساؤلات والصخب والشكوك المبكرة حول مآل السياسات الحكومية الجديدة فان مقاربات السياسات الخارجية وان ارتاحت الى حدود بعيدة الى مواقف العهد المبدئية لا تقف عند حدود انفراجة لا تزال غضة وترصد بدقة قدرته على الابحار الصعب بين واقع الدولة وواقع الارتباطات الاقليمية المتصارعة لقوى داخلية. بعد أيام يبدأ "عصر دونالد ترامب"، وما أدرانا ما يترصد العالم والشرق الاوسط منه؟ انه الرئيس الذي يخيف العالم بأسره بتغيير استعصت معالمه المسبقة على الاميركيين انفسهم حتى الذين انتخبوه. وستكون دول المنطقة تاليا أمام أولويات اعادة تموضعها امام سياسات أميركية وعالمية شديدة التوتر والتشنج والتوجس بما يفترض معه ان يتحسب لبنان لمرحلة انقلابية خارجية استثنائية بالكامل. بين هذا الداخل الصاخب والخارج الشديد الغموض بما يشبه التأهب لتطور عالمي غير مسبوق لا مكان في الرهانات الداخلية لأي مغالاة متسرعة في تضخيم الأوهام الطموحة قبل أتضاح القدرات الحقيقية لـ"الدولة الجديدة" على اقناعنا بانها فعلا دولة وجديدة!

 

عون يبدأ مرحلة طمأنة السعوديين بمقاربات جديدة هل من محاذير لاستبدال قهوجي وسلامة؟

 سابين عويس/النهار/16 كانون الثاني 2017

ثلاثة مواقف رسمية لافتة في مضامينها وتوقيتها سُجّلت غداة زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ترجمت التوجهات السياسية الجديدة الآيلة الى تصويب العلاقات مع المملكة، بعد حال الجفاء الاخيرة بين البلدين، وإلى اعادة رسم اتجاهات تعيد البوصلة الى مسارها الصحيح، بما يسهم في استعادة لبنان بعضاً مما خسره من القطيعة العربية له. قبل أن يتوجه عون الاسبوع المقبل الى مصر، المحطة الثالثة في جولته العربية، وقبل أن يحط الأمين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيظ في بيروت في اول إطلالة عربية له على المنطقة منذ توليه الأمانة العامة، بدا أن قطار تصحيح العلاقات مع المملكة العربية السعودية بدأ يسلك طريقه من خلال مناخ يوحي بتوجه ضمني لدى "حزب الله" يقضي بوقف الحملات على المملكة، وذلك من ضمن بنود التسوية العامة التي أدت الى وصول مرشحه الى رئاسة الجمهورية بقبول سعودي.

ففي موقف لافت، حرص رئيس الجمهورية على أن يقدم نفسه ضمانا سياسيا للمرحلة الجديدة المقبلة على البلاد والمنطقة، وان يوازن بين أوجه الخلاف الشديد القائم بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" حيال سلاح الحزب وتورطه في سوريا. وكان مغزى كلامه واضحا من السعودية عندما قال في حديث الى قناة "العربية" إنه مع المقاومة، ولكنه ضد تصويب اي سلاح ضد الداخل، مشيرا الى ان تدخل "حزب الله" في سوريا لم يعد مطروحا للنقاش، وهو أمر يفوق قدرة لبنان". فأعطى بذلك كل فريق ما يريده، مدوراً زوايا الخلاف، من دون ان يقف الى جانب فريق ضد الآخر.

الموقف الرسمي الثاني جاء عبر بيان مجلس الوزراء الأخير من السرايا الذي نوه بالمملكة وبقيادتها ودورها حيال لبنان. وكلام كهذا لم يكن ليصدر سابقا عن حكومة يتمثل فيها الحزب في وقت كان الهجوم على المملكة في أشده. والمفارقة ان الكلام الصادر في البيان الرسمي على لسان رئيس الحكومة حصل بوجود وزيري الحزب وقبولهما. اما الموقف الثالث فتمثل بالكلام الدافئ لوزير الدفاع يعقوب الصراف اول من امس من عكار عن السعودية، وهو اول موقف لوزير الدفاع منذ زيارته لها برفقة رئيس الجمهورية، علما انه لم يسجل في المملكة اي نشاط او موقف رغم انه المعني الاول والمباشر بموضوع الهبة للجيش.

وعليه، وانطلاقا من هذه المواقف، يلاحظ سياسي مخضرم ان ثمة مشهدا سياسيا جديدا على وشك ان يرتسم بعد زيارة السعودية، ولا بد ان يتبلور اكثر خلال المرحلة المقبلة مع بدء ترجمة نتائج الزيارة ليس على المستوى السياسي فحسب وإنما على الصعيدين الاقتصادي والسياحي.

وفي هذا السياق، لا يخفي السياسي تساؤلات حول إثارة ملف التعيينات غداة الزيارة، ووضعه على نار قوية، ليس من باب ملء الشواغر، وهو أمر ضروري وملح وحق لرئيس الجمهورية في مستهل عهده، ولكن من باب إثارة التعيين في موقعين لن يشغرا قبل ستة أشهر على الأقل، وهما قيادة الجيش وحاكمية المصرف المركزي، خصوصا ان عون كان من اكثر المعارضين لتمديد ولاية قائد الجيش، فيما يطمح لتغيير النهج المالي القائم في البلاد، مما يؤدي حكما الى تغيير رأس الهرم في السياسة النقدية، والمقصود به الحاكم رياض سلامة.

وفي هذا المجال، يرى السياسي ان القرار في هذين الشأنين يجب أن يتخذ بكثير من الحذر والتريث والتروي، نظرا الى ما يمثله كل من قائد الجيش الحالي والحاكم بشخصيهما، بقطع النظر عن سياساتهما ومقارباتهما لملفاتهما.

فقائد الجيش، في رأي السياسي المخضرم، نجح وبقطع النظر عن كل الاعتبارات، بتحقيق أمرين من الصعب الجمع بينهما. فهو نجح في عدم الاصطدام مع " حزب الله" وسلاحه، فيما تمكن من بناء علاقات قوية مع الغرب والأميركيين تحديدا، وحاز ثقتهم بحيث وفر للجيش وللأجهزة العسكرية الدعم المالي واللوجستي للتجهيز ولكل الاعمال المخابراتية التي أدت الى تفكيك الكثير من الشبكات الإرهابية. اما سلامة، ورغم ما شاب الهندسة المالية الاخيرة والمكلفة العالية للاستقرار النقدي، ورغم الاستقلالية التامة التي يتمتع بها المصرف المركزي، فهو نفذ على مدى اكثر من عقدين سياسة الحكومة القاضية بتثبيت النقد. وليس المجال الآن لتقويم نتائج هذه السياسات وكلفتها، ولكن قرار تعيين حاكم جديد للمركزي يجب ان يأخذ في الاعتبار السياسات النقدية والمالية المقبلة، ولا سيما أن ما يصح في قهوجي يصح في سلامة، وإنما على الصعيد المالي، إذ نجح في التوفيق بين العقوبات الأميركية والدولية على "حزب الله" وطمأنة الحزب والفصل بين لبنان والحزب في مسألة العقوبات. ولكن الحاصل اليوم ان الرجلين بنيا علاقاتهما مع إدارة أميركية آفلة، فيما سيكون لبنان امام تحد ما ستحمله إدارة الرئيس الأميركي الجديد تجاه لبنان أمنيا وعسكريا ومالياً!

 

إقامة لبنان جديد تتطلب توافقاً على الانتخابات كما حصل رئاسياً وحكومياً

اميل خوري/النهار/16 كانون الثاني 2017

يرى سياسي مخضرم أنه من أجل إقامة "لبنان جديد" يجب إشراك كل القوى السياسية الأساسية في إقامته وذلك تحت شعار: "كلنا للبنان الحياد"، على أن يصير اتفاق في ما بعد على ترجمة هذا الشعار باجراءات عملية، لأنه لا شيء يبعد لبنان عن تداعيات صراع المحاور وعن الأزمات التي تعصف بالمنطقة سوى الحياد كونه العلاج الشافي لانقساماته الداخلية والحفاظ على وحدته أرضاً وشعباً ومؤسسات. لقد تم التوصل الى اتفاق على انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية بعد مرور سنتين ونصف سنة من الشغور ليكون الرئيس القادر على تحقيق الوفاق الوطني الشامل، يساعده على ذلك تحالفه مع "حزب الله" الذي حال دون وصول مرشح سواه الى الرئاسة، وإلا كان هذا التحالف وقف ضده حتى في الشارع فيتعطل عندئذ مشروع إقامة هذا اللبنان. ولو أن الأمر كان غير ذلك لانتخب رئيس للجمهورية بأصوات الأكثرية النيابية المطلوبة، وكان عهده امتداداً لعهود سابقة، أي لا دولة في لبنان. وقد استكملت خطوة انتخاب العماد عون رئيساً بخطوة تأليف حكومة موسّعة تتسع لتمثيل غالبية القوى السياسية في البلاد، وإلا لكانت تألفت حكومة مصغرة لو أن مهمتها كانت تقتصر على الإشراف على الانتخابات النيابية، ولو لم يكن مطلوباً منها أن تكون جزءاً من الاتفاق على إقامة لبنان جديد.

لذلك لا بد من استكمال الخطوة نحو هذا الهدف عبر التوصل الى اتفاق على قانون للانتخاب يحقق التمثيل الصحيح لشتى فئات الشعب وأجياله. فإذا تعذّر التوصل الى ذلك فليكن الاتفاق على تأليف لوائح ائتلافية تتمثل فيها كل القوى السياسية الأساسية في البلاد بحسب حجم كل منها وعلى غرار تمثيلها في الحكومة الوفاقية الموسّعة لينبثق من الانتخابات النيابية المقبلة مجلس وفاقي على غرار الرئيس الوفاقي والحكومة الوفاقية من أجل التوصل الى إقامة لبنان الجديد، لبنان الحياد، يكون كل اللبنانيين له وليس لأحد لسواه. فكما أن دقة المرحلة لم تسمح بانتخاب رئيس غالب ومغلوب ولا تأليف حكومة غالب ومغلوب، فإنه مطلوب اجراء انتخابات نيابية لا غالب فيها ولا مغلوب بتأليف لوائح مشتركة، لا اجراء انتخابات تفرّق وتقسّم بل تجمع وتوحد كي يقوم لبنان الجديد بوحدة كل أبنائه. وبعد أن يقوم هذا "اللبنان" تعود ديموقراطية التنافس بين الأحزاب على ما فيه خير لبنان وشعبه ويكون الحكم للأكثرية التي تعطي لبنان أكثر من غيرها.

لذلك يجب الا تخاض الانتخابات النيابية المقبلة بمحاور تواجه محاور ولاعتبارات انتخابية صرفة، أياً يكن القانون الذي تجرى على أساسه، فدقة المرحلة تتطلب وفاقاً يساعد على إقامة لبنان الجديد والاتفاق على تحييده.

لقد كشف رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع في حديث صحافي عن توجه لخوض الانتخابات النيابية المقبلة مع "تيار المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي و"التيار الوطني الحر". فماذا عن الآخرين لتفادي خوض المعاركة الانتخابية الحادة في ظرف دقيق وحسّاس يواجهه لبنان ودول المنطقة؟ والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يقبل "تيار المستقبل" بخوض الانتخابات من دون حزب الكتائب و"تيار المردة" مثلاً؟ وهل يعقل أن يصبح "حزب الله" أقرب الى "القوات اللبنانية" منه الى الكتائب أو "المردة" ليقوم تحالف معه وإن عبر "التيار الوطني الحر" خلافاً لمقولة: "عدو عدوي صديقي، وصديق عدوي عدوي".

إن إقامة لبنان الجديد، لبنان البعيد عن صراعات المحاور بدأت الخطوة الأولى لاقامته بانتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية بالتوافق وبتأليف حكومة واسعة بالتوافق أيضاً، فلا بد إذاً من المجيء بمجلس نيابي ينبثق من انتخابات بالتوافق إما على أساس قانون مقبول من كل القوى السياسية، وإما بتأليف لوائح ائتلافية شعارها واحد هو لبنان البعيد عن صراعات المحاور، لبنان "سويسرا الشرق" فعلاً لا أن يبقى قولاً. وبعد قيام لبنان هذا يكون اتفاق على نظام جديد له يعتمد إما النظام السويسري أو الفنلندي أو النمسوي، أو نموذج لبناني جديد للحياد.

فكما كان مهماً الاتفاق على انتخاب عون رئيساً ومن ثم الاتفاق على حكومة وفاق وطني واسعة، فمن المهم أيضاً الاتفاق على قانون توافقي للانتخابات. فإذا تعذّر ذلك، تأليف لوائح انتخابية ائتلافية على غرار تأليف الحكومة.

إن إقامة لبنان الجديد تنتظر كلمة "حزب الله" وليس أي حزب آخر، وإن الرئيس عون قد يساعد على قولها كحليف له وتكون في مصلحة لبنان، وقد يسبق قولها سعي الى تحقيق تقارب بين "حزب الله" و"القوات اللبنانية" قبل الانتخابات النيابية، إذ لا يعقل أن تكون "القوات" على تحالف مع "التيار الوطني الحر" وعلى خصومة مع حزب حليف لـ"التيار". فعسى ألا يطول انتظار عودة "حزب الله" من سوريا ليعود الى لبنانيته ويشارك مع شركائه في الوطن في إقامة لبنان الجديد، لبنان القوي بحياده الذي يقوى به الجميع ولا يقوى أحد عليه.

 

قضاء دير الأحمر... حلمٌ يتحقّق بـ«همّة رجال الدير»

الان سركيس/جريدة الجمهورية/الاثنين 16 كانون الثاني 2017

يدور البحث في الأروقة السياسية عن صِيَغ لقوانين الإنتخاب تؤمّن صحّة التمثيل وتعيد للصوت المسيحي إعتباره خصوصاً في المناطق المختلطة والتي يهبط نوابها بـ«الباراشوت»، ومن بينهم النائب الماروني في بعلبك. بَين الدستور والقوانين من جهة والواقع على الأرض من جهة أخرى فرق شاسع، فقد نصَّ «اتفاق الطائف» على إجراء الإنتخابات النيابية على أساس المحافظة بعد تعديل التقسيمات الإدارية، وبالتالي سعت كلّ منطقة لأن تكون محافظة بحدّ ذاتها، علماً أنّ المحافظات اللبنانية التقليدية هي 5 (بيروت، البقاع، الشمال، جبل لبنان، والجنوب)، لكن تمّ إقرار 3 محافظات بعد «الطائف» هي: النبطية، عكّار، وبعلبك- الهرمل، وقد سلكت المراسيم التنظيمية للمحافظات الثلاث طريق التنفيذ وعُيِّن محافظ لكلّ منها.

«المقعد لنا»

يعود الحديث عن إعادة النظر في التقسيمات الإدارية مع إقتراب الإنتخابات النيابية، وكثُر الكلام عن عودة قانون «الستين» مع إدخال بعض التعديلات التجميليّة عليه، على غرار نقل المقعد الماروني من طرابلس الى البترون وهذا أمر منطقيّ، والمقعد الماروني من بعلبك الى بشرّي.

لم يهضم أهالي دير الأحمر والبلدات المارونية المجاورة إمكانية خسارة مقعدهم، فهم وإن كانوا يعلمون أنّ القانون الحالي يمنعهم من إختيار نائبهم بفضل «البلوك» الشيعي المهيمن، لكنّهم يعتبرون أنهم دفعوا دماً للبقاء في أرضهم.

فهم تربطهم علاقاتٌ عائلية مع بشرّي، ويشكّلون إمتداداً جغرافياً للعرين الماروني التاريخي من العاقورة مروراً بتنورين وصولاً الى بشريّ وإهدن، ويعتبرون أنّهم يحمون ظهر هذا العرين، وقد قاتلوا من أجل الدفاع عن لبنان الـ10452 كلم مربع، وقدّموا الشهداء في أحزاب المقاومة اللبنانيّة عموماً و»القوات اللبنانية» خصوصاً عندما حاول الفلسطيني جعل لبنان البلد البديل وعندما فرض السوري سيطرته على لبنان.

غياب التأثير

يطالب أهالي دير الأحمر الذين عوقبوا طوال فترة الوجود السوري بقانون انتخاب يؤمّن صحّة التمثيل، وتتحدّث فاعليات المنطقة عن صيَغ عدّة أهمّها النسبيّة أو حتى النظر في التقسيمات الإدارية وإعلان دير الأحمر قضاءً. فالدير يقع ضمن قضاء بعلبك الذي يشمل 8 نوّاب موزَعين على الشكل الآتي: ماروني- كاثوليكي- 2 سنّة- 4 شيعة، وقدّ ضُمّ قضاء الهرمل بنائبَيه الشيعيّين اليه وفق قانون «الستين» إرضاءً للرئيس الراحل صبري حمادة آنذاك ولكي يتمكّن النهجُ الشهابي من دعم أحد أبرز أركانه، وبالتالي بات الصوت الشيعي غالباً بعد الحرب الأهلية التي أحدثت تغيّرات ديموغرافيّة نتيجة الهجرة المسيحية، إضافة الى نموّ الديموغرافيا الشيعية وإنحسارها ضمن إطار حركة «أمل» و«حزب الله» ما جعل الصوتَ المسيحي بلا تأثير يُذكر.

سلسلة بلدات

بعيداً من الصيَغ الإنتخابية المطروحة، يكمن الحلّ الأبرز وفق كثيرين بإعلان دير الأحمر قضاءً ضمن محافظة بعلبك- الهرمل، ويرفض الأهالي وصفَ هذا المطلب بالتقسيم بل إنّه عملٌ إداري. فمن جهة يؤمّن صحة التمثيل الماروني ومن جهة أخرى يُسهّل معاملاتهم الإدارية، علماً أنّ منطقة الدير متكاملة جغرافياً ويبلغ عدد سكّانها نحو 34 ألف نسمة، فيما هناك 16 ألف ناخب ماروني ضمن قرى الإتحاد، عدا السكّان الموارنة والناخبين في القرى المجاورة. ترتكز فكرة إعلان دير الأحمر قضاء الى معطيات جغرافية وسكّانية، حيث يتشكّل في المنطقة إتحاد بلديات يضمّ 9 بلديات، هي: دير الأحمر- شليفا- عيناتا- برقا- القدام- نبحا- بشوات- الزرازير وبتدعي. فيما هناك قرى بلا بلدية، وأبرزها: مزرعة بيت مطر- مزرعة بيت داغر- مزرعة بو صليبي- المشيرفة- البليقة- المشيتية- صفرا- عيون أرغش- الحرفوش- اليمونة- مرح بيت أبي يونس- قرنة بيت حبشي- ربيعة- ومرسل. هذه البلدات تتألف من غالبية مارونية وإذا أرادوا توسيع القضاء ليضمّ مقعداً مارونياً وآخر شيعياً يمكن ضمّ بلدات شيعية في الدير مثل قليلة- بيت متلج- ريحا- الكنيسة- رام- الجوبانية- دار الواسعة- فلاوى- وبوداي، وبالتالي يصبح هناك نحو 40 ألف ماروني و20 ألف شيعي.

موقف الكنيسة

تَدعم الكنيسة المارونية موقف أبنائها في إيجاد إطار يعملون من ضمنه ويحمي وجودَهم من الذوبان في المحيط الأكبر، مع تأكيدها على العيش المشترك. وفي هذا الإطار، يؤكّد راعي أبرشيّة بعلبك- دير الأحمر المارونيّة المطران حنّا رحمة لـ«الجمهوريّة» أنّ «مطلب إعلان الدير قضاء أمرٌ حيوي»، معلناً أنّه يرفض رفضاً قاطعاً كلّ الصيَغ التي تتحدّث عن نقل المقعد الماروني من المنطقة الى بشرّي. ويقول: «نقبل بهذا الأمر بشرط واحد، هو أن تشقّ الدولة نفقاً من دير الأحمر الى بشرّي ليتسنّى لنا العبور اليها، ففي الشتاء ونظراً لإنقطاع طريق عيناتا- الأرز بالثلوج يكلّفنا المشوار الى بشري نحو 6 ساعات».

ويشدّد رحمة على أنّ «بعلبك- الهرمل أُعلنت محافظة، وبالتالي يحقّ لنا أن نطالب بإعلان دير الأحمر قضاء، فنحن نريد أن ننتخب ممثّلنا في مجلس النوّاب بحرّية، لكنّ هذا الأمر لا يعني أننا نريد التقسيم في المنطقة، فهناك قرى مارونية كثيرة في بعلبك لا نستطيع ضمّها الى الدير بسبب البعد الجغرافي، كما أننا لا نمانع بضمّ قرى شيعية الى القضاء الجديد إن حصل وليصبح هناك نائبان أحدهم ماروني وآخر شيعي»، مؤكّداً «أننا مع التعايش في المنطقة مع إخواننا المسلمين، لكننا نرفض أن يأخذ أحدٌ حقّنا».

التحضيرات اللوجستية

قد لا يحصل إعلان دير الأحمر قضاء بهذه السرعة لأنه قد يواجه رفضاً سياسياً من مرجعيات شيعيّة على سبيل المثال أو قد تتفهّم تلك المرجعيات مطالب جيرانها، لكنّ بلديات الدير تعمل على أساس المطالبة بهذا الأمر، وتضع الأسس للقضاء، إذ تضمّ المنطقة قلم نفوس، مركز أمن عام، مركز دفاع مدني، مخفراً للدرك، ومراكز ومؤسسات عدّة. وفي السياق، يؤكّد رئيس اتحاد بلديّات دير الأحمر جان فخري لـ«الجمهوريّة»، أنّ «الإتحاد والفعاليات والبلديات يحضّرون كلّ ما يلزم للمضي في إنشاء قضاء، والأمر يحتاج الى تحضيرات لوجستية وإنشاء عدد من المؤسسات وهذه الأمور ندرسها بعناية، ونحن نطالب بهذا الموضوع وفكرة القضاء تتبلور رويداً رويداً». ويشير الى أنّ «ما يؤخّر هذا الأمر هو أنّ أسس محافظة بعلبك- الهرمل لا تزال توضع وهي محافظة جديدة العهد، وهناك أمور ندرسها مثل امتداد القضاء، وهل سيكون مارونياً صرفاً أو مختلطاً خصوصاً أنّ هناك بلداتٍ مختلطة».

«القوات» والأهالي

مرّ على دير الاحمر نوابٌ كثر قبل اتفاق «الطائف» أبرزهم مرشد حبشي من ثمّ طارق حبشي، وبما أنّ اللعبة السياسية والانتخابية كانت مفتوحة حينها، فإنّ صبري حمادة كان دائماً يشاور أهالي الدير في اسم المرشح الماروني على لائحته. أما بعد «الطائف» فقد أصبحت المحادل تأتي بالنواب، وانتخب كلّ من ربيعة كيروز في دورتَي 1992 و1996 من ثمّ نادر سكر في دورتَي 2000 و2005، وأخيراً اميل رحمة في انتخابات 2009. تدعم «القوات اللبنانية» التي تُعتبر القوة الممثلة للدير مشروع إنشاء القضاء، ويؤكد مسؤولها في المنطقة مسعود رحمة لـ«الجمهورية» أنّ «الحزب هو من أشد الساعين الى هذا المشروع، وقد كان هناك طلب في العهد السابق بتقسيم محافظة بعلبك- الهرمل الى 5 أقضية لأنّ مساحتها شاسعة ولتسهيل أمور الناس، وحالياً سنحرّك الطلب في العهد الجديد مجدداً، لأنه أصبح هناك رئيس للجمهورية و«القوات» عادت الى السلطة». ويعلن رحمة أنّ «نقلَ المقعد الماروني الى بشري غير وارد إطلاقاً حتى عند الدكتور سمير جعجع الذي نتواصل معه وهو المرجعية الوحيدة التي تتابع شؤون المنطقة لأنّ نائبنا لا يمثّلنا، وللأسف ونتيجة القانون الحالي، إنّ مَن يفوز بالنيابة لا يمثلنا فيما يريد أهالي الدير انتخابَ مَن يمثلهم، والدليل أنّ النائب رحمة نال نحو 200 صوت من أصوات أهالي الدير وفُرض نائباً علينا». ويشدّد رحمة على «أهمية إعلان القضاء لأنه يثبّت الناس في أرضهم ويخلق فرص عمل نتيجة وجود مؤسسات»، نافياً السعي الى التقسيم «لأننا لا نطالب بكانتون مسيحي، وإذا شاءت التقسيمات أن تمتد نحو القاع ورأس بعلبك، فيشكل بالتالي قضاء من 4 نواب هم: ماروني، كاثوليكي، سنّي، شيعي فنحن نرحّب بالأمر»، مؤكّداً أنّ «العلاقة مع الشيعة أخوية وهناك اتصال دائم معهم، واذا ذهبت قوى الأمر الواقع، فهم لا يمانعون إنشاءَ القضاء ومنحَنا حقوقنا». لا يُنكر أحد وجود دوافع سياسية وراء مطلب القضاء، لكنّ هدف الإنماء لا يغيب عن بال الأهالي، خصوصاً أنهم عوقبوا طوال فترة الإحتلال السوري، وحان الوقت ليُرفع الحرمان عنهم وعن كلّ لبنان مع العهد الجديد، ويبقى أمل أهالي الدير قائماً طالما أنّهم موحّدون أولاً حول هذا المطلب، ورجاله يسعون له بهمّة وعزم، والكنيسة تقف معهم، فيما «القوّات» ممثلهم الأساس تدعمهم في مطلبهم.

 

إلى طير النورس

جو توتنجي//فايسبوك/15 كانون الثاني/17

في مَوطِني تَغْزُو المَفاسدُ وَضْعَـنا **** وغَريبُ شَعبٍ في المَشاكِلِ يأنَسُ !

هوَ في الظَّلامِ يَعيشُ دَهْراً صابِراُ **** مع كَهْرباءِ تَجيءُ لَحْظـَةَ تَهْمُسُ

بلْ مِن مِياهٍ يشــتَري ما احْـــتاجَهُ **** وَقْتَ اشْتِراكِهِ في المِياهِ مُؤسَّــسُ

أو في الشَّوارعِ واقِــفٌ ومُصّـبَّـرٌ **** زحماتُ سَــيْرٍ أيــنَ منها المَنْفَسُ ؟

يا سائِساً وَضْعًا لشَعبِنا في الدُّجى**** حانَ الصبَّاحُ وبانَ حـــالٌ بائـِــسُ

عِـنْــدَ الأداءِ مُفَــصِّلٌ وَ مُــــرَقِّـعٌ **** هَلْ في رِدائكَ مِثـْـلَ هذا تـَــلبَسُ ؟

إنْ قدْ تَعيشَ بحِــصَّةٍ مِنْ جُــــبْنَةٍ **** فالشَـعْبُ عانَى من زَعيمٍ يَــبْخَـسُ

ما هَـــمُّـُهُ الّاَ نَــعِــــيمَ ذَواتِــــــهِ **** وَكِـلابِهِ وَ دُيُــــوكِ حَيٍّ تَــــنْحَسُ

عاشَتْ على نَهْشِ الجُلُودِ بِجِسْمِنا**** بلْ فُصِّــلَ ثَوْبُ الأَدَاءِ مُــقَــيَّـــسُ

فلا دِراسَـــــةُ لا اسْـــتِباقُ بِحالِنا **** تَطـْـفو المَسائِلُ فوقَ شَعْبٍ يَـيْأسُ

يا مَوطِني وَضْعُ القِمامةِ صُورَةٌ **** طَبْقَ الأصولِ لسائِسٍ يَتَـــــــرَأسُ

دَفْنُ الرُؤوسِ في الرِّمالِ وذَرِّهَا ****غَشْوَ العيونِ فَبِئسَ سَاسَةُ تُـفْــــلِسُ

يا غافِلاً وضْعَ التَّحَوُّلِ في الدُّنا**** حَنَـقُ الشعوبِ بكُـــلِّ رأسٍ لامِــسُ !!!.....

ما ذَنْــبُ طَيرٍ في البِحَـارِ أتى **** قُرْبَ الــمَطارِ لـرِزْقِهِ يَــتَـــلـَـمَّـسُ

أهُوَ الذي وَضَعَ القِمامةَ جَنـْبَهُ **** بَاتَ يُقاصَصُ بالسِّـــــلاحِ وَيُدهَسُ ؟!!

هُوَ طَيْرُ حُبٍّ في بِلادِ النَّـــاسِ حَيْثُ الحُبُّ للْأرضِ شِعَارُ يُقَدَّسُ

يا غافِـلينَ عنِ القصَاصِ فرُبَّما****حانَ الزَّمانُ لِيَسْـتَــــفِـيقَ النَّـوْرَسُ !.

 

في انتظار سايكس ــ بيكو.. بحلته الجديدة

خيرالله خيرالله/العرب/16 كانون الثاني/17

مرت في العام 2016 مئة سنة على اتفاق سايكس ـ بيكو الذي وزّع المنطقة الشرق الأوسطية بين بريطانيا وفرنسا، وهو توزيع كان مفترضا أن تكون روسيا شريكا ثالثا فيه لولا اندلاع الثورة البلشفية في 2017. جعلت الثورة البلشفية روسيا تنكفئ على نفسها وتترك الشرق الأوسط للبريطانيين والفرنسيين الذين اعتقدوا أن في استطاعتهم تحويل الشرق الأوسط منطقة نفوذ لهم، متجاهلين بداية صعود القوّة الأميركية التي ما لبثت أن وضعت حدّا لطموحاتهم في العام 1956. كان ذلك عندما أوقفت أميركا في عهد دوايت ايزنهاور حرب السويس، فوفّرت انتصارا معنويا لجمال عبدالناصر الذي لم يدرك في أيّ وقت معنى الاعتراف بموازين القوى القائمة في العالم من جهة، ومعنى التغييرات التي طرأت على هذا العالم منذ انتهـاء الحرب العالمية الثانية. استغل ناصر هـذا الانتصار الوهمي لمصر كي يغيّر الخارطة السياسية للشرق الأوسط والتوازنات فيه لمصلحة أنظمة عسكـرية تحـوّلت مع الـوقت إلى دكتـاتـوريات قضـت على المجتمعات الحيّة في عدد لا بأس به من البلدان العربية، بما في ذلك مصر نفسها ودولة اخرى، لم تكن ولدت بعد، مثل اليمن الجنوبي الذي صار لاحقا، بعد الاستقلال في العام 1967، يحمل اسم “جمهـورية اليمن الديمقراطية الشعبية”.

هل تستعيد روسيا في 2017 الدور الذي فاتها في 1917 وذلك بالمشاركة الفاعلة في إعادة تشكيل الشرق الأوسط؟ هذا السؤال يطرح نفسه بحـدة قبل أيام مـن مؤتمر أستانا عاصمة كازاخستان التي ستستضيف في الثالث والعشرين من الشهر الجاري المعنيين بالأزمة السورية. ستكون بين الحضور، إلى جانب روسيا طبعا، تركيا وإيران والولايات المتحدة. صحيح أن المشاركة الأميركية في مؤتمر أستانا، الذي هو قبل كلّ شيء فكرة روسية، ليست مضمونة بعد، لكنّ الصحيح أيضا أن الحل السياسي في سوريا، إذا كان هناك من حل، سينتظر مـؤتمرا يعقد الشهر المقبل في جنيف برعاية من الأمم المتحدة. سيكّرس مؤتمر جنيف العودة الروسية إلى الشرق الأوسط عبر البوّابة السورية في ظلّ حضور أميركي مضمون. بعد مئة عام على سايكس – بيكو، هناك عملية إعـادة تصحيح له. لكنّ الشـرق الأوسط الذي عرفناه طوال مئة عام لن يعود قـائما. ستكـون هناك عـودة قويّة لروسيـا إليه بموافقتـة أميركية هذه المرّة. هذا في حال تمت الصفقـة بين فلاديمير بوتـين وإدارة دونالد ترامب التي ليس ما يشير، اقلّه إلى الآن، أنّها تريد بقاء روسيا خارج الشرق الأوسط، خصوصا خارج الساحل السوري. نجحت موسكو، عندما كان هناك الاتحاد السوفييتي حيّا يرزق، في العودة إلى الشرق الأوسط في مرحلة ما بعد سايكس – بيكو. كان الاتحاد السوفياتي في مصر وسوريا والعـراق. كان في ليبيا. كان خروجه من مصر في العام 1972، عندما طرد أنور السادات الخبراء الروس، مؤشرا إلى بدء مرحلة الانحدار السوفياتي في الشرق الأوسط. كان للاتحاد السوفييتي أيضا موطئ قدم في شبه الجزيرة العربية. كان اليمن الجنوبي أقرب إلى جرم يدور في الفلك السوفياتي.

بقي الوضع على هذا المنوال حتّى مرحلة متقدّمة من عمر “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية” التي انتهت في العام 1990 عندما قامت الوحدة اليمنية. ما كان للوحدة أن تقوم لولا انهيار دولة الجنوب نتيجة انهيار الاتحاد السوفياتي. ظهرت بوادر انهيار الاتحاد السوفياتي أوّل ما ظهرت في مثل هذه الأيّام من العام 1986 عندما فشلت موسكو في منع الاقتتال الداخلي بين أجنحة السلطة في عدن من جهة، وعجزها عن إخلاء مواطنيها من الجنوب اليمني من دون مساعدة الدول الغربية من جهة أخرى.

تمثّل عودة روسيا إلى الشرق الأوسط، من خلال الـدور العسكري لموسكو في سوريا، إحياء لسايكس – بيكو بحلته الجديدة. لا تـزال عملية إحياء سايكس ـ بيكو في بدايتها. لا بدّ من انتظار ما ستستقر عليه الأمور في سوريا والعراق وحتّى لبنان لمعرفة من ستكـون القوى المهيمنة في المنطقة.

الثابت إلى الآن أنّ الخـاسر الأوّل من سايكس – بيكو الجديد هو الدول العربية عموما، والدول المشرقية على وجه التحديد، إضافة إلى مصر التي تقف حائرة حيال ما يدور في المنطقة. لم تعرف هذه الدول المحافظة على نفسها. دخلت في متاهات الأنظمة الدكتاتورية التي قضت على المجتمعين العراقي والسوري.

سيكون هناك دور لروسيا في سوريا. ولكن ماذا عن الدور الإيراني في سوريا والعراق مستقبلا، وحتّى في لبنان؟ ماذا عن الدور التركي؟ ما هو موقع تركيا في المنطقة في ظل الحلف الجديد القائم بين موسكو وأنقرة، وفي ظلّ الطموحات الكردية التي تلقى آذانا صاغية في واشنطن؟

يظل السؤال الأهمّ مرتبطا بالدور الإسرائيلي، خصوصا في سوريا. ما كشفته الأيّام الأخيرة، لمن كان لا يزال يستخف بالتعاون القائم بين روسيا وإسرائيل، أن الحلف بين روسيا وإسرائيل أعمق بكثير مما يُعتقد. في استطاعة إسرائيل أن تضرب في الداخل السوري متى تشاء وحيث تشاء انطلاقا من التفاهم الذي توصل إليه فلاديمير بوتين وبنيامين نتانياهو. من يحتاج إلى دليل على ذلك يستطيع العودة إلى الضربة التي وجهتها إسرائيل إلى المطار العسكري في منطقة المزّة التي هي من ضواحي دمشق.

ستكون السنة 2017 في غاية الأهمّية نظرا إلى أنها ستحدد الأسس التي سيقوم عليها سايكس – بيكو بنسخته الثانية التي تتميّز بالعودة الروسية إلى الشرق الأوسط. لا شكّ أنّ هذه العودة ستظل مرتبطة بما تريده إدارة ترامب. كذلك ستكون مرتبطة بمستقبل الوجود الإيراني في سوريا والعراق ولبنان، إضافة بالطبع إلى ما تريده إسرائيل في سوريا. من شريك خائب في عدوان العام 1956 على مصر، إلى منتصر في حرب العام 1967، إلى مصرّ على احتلال الضفة الغربية في معظمها، بما في ذلك القدس الشرقية، صارت إسرائيل التي سبق لها أن وقّعت معاهدة سلام مع بلدين عربيين هما مصر والأردن، لاعبا أساسيا في سوريا. ستقرّر إسرائيل من سيكـون على حدودهـا مع سوريا والترتيبات التي تريدها في تلك المنطقة. لن تكشف السنة 2017 كيف ستكون العودة الروسية إلى الشرق الأوسط فحسب، ستكشف أيضا كيف سيكون الدور الإسرائيلي في سوريا في ظل التفاهمات بين أنقرة وموسكو، وفي ظلّ التنسيق الكامل بين بوتين ونتانياهو.

في ظلّ هذه المعادلة المختلفة التي تؤسس للنسخة الجديدة لسايكس – بيكو، أي دور سيكون لإيران في سوريا؟ هل تكتفي “الجمهورية الإسلامية”، التي لم تستطع تفادي الانهيار الكامل لنظام بشّار الأسد لولا اللجوء إلى موسكو، بأن تكون لاعبا ثانويا في هذا البلد متكلة على “حزب الله” والميليشيات المذهبية الأخرى التي استحضرتها إلى سوريا… أم سيكون عليها مراجعة دورها بشكل جذري، والاكتفاء بالتمسك بالورقة العراقية من منطلق مذهبي بحت؟

 

«الإمبراطور» والقيصر ... والمجانين

 زهير قصيباتي/الحياة/16 كانون الثاني/17

بعد حفلة تنصيب «الإمبراطور» دونالد ترامب، الجمعة المقبل، كم «حفلة نصب» يمكن العرب أن يكونوا ضحاياها؟ يسأل قارئ وهو يعدد الكوارث التي تلت إغراق المنطقة في بحور من الدماء. دمرت النكبات بعد «الربيع العربي» سورية والعراق وليبيا، وإن كان من «شراكة» يسعى إليها الرئيس ترامب مع القيصر فلاديمير بوتين، فإمبراطور «البزنس» لم يترك مناسبة إلا ولمح فيها إلى أنه لن يشتري ودّ المنطقة العربية... كل ما يعنيه أن بين المسلمين «إرهابيين»، تقتضي الحرب عليهم خارج الأراضي الأميركية، إغراء القيصر بمزيد من الإعجاب، قبل مشاريع «صفقات». ألا يكفي التاجر «الشاطر» ترامب، أن خبراء الاختراقات الإلكترونية الروسية حرموا خصومه الديموقراطيين من فرصة لهزيمته في الانتخابات الاستثنائية التي تنقل الولايات المتحدة من حقبة الانكفاء و «القوة الناعمة»، إلى عهد عولمة السياسة والحروب بالتجارة؟ المكسيك والصين أولاً، يصّر التاجر، جدار مع الأولى للتصدي للمهاجرين، وتصلّب مع الثانية في قضية الجزر الاصطناعية للتراجع عن «التلاعب» بعملتها الذي ينافس التجارة الأميركية. تأفل حقبة باراك أوباما الذي أصابه الملل من إحصاء الجثث في سورية والعراق وليبيا، متفرجاً على اختبار القيصر أسلحته المتطورة، منذ فوّض إليه حسم مصير سورية وهو يظن أنه يبعِد الجريمة الكبرى عن عينيه، وعن أميركا «الناعمة».وإذا كان السؤال كم تغيّرت الولايات المتحدة، على مدى ولايتين لأول رئيس ذي أصول أفريقية يقيم في البيت الأبيض، فالأكيد أن لا نحن العرب جعلنا الأميركيين أكثر عدلاً وإنصافاً وأكثر ميلاً إلى الدفاع عن الديموقراطية... ولا هم تخلوا عن سياسات منحازة وعنصرية، أو تمردوا على هيمنة الليكودي المتطرف في مؤسساتهم. ترامب «الإمبراطور» لم يتأخر كثيراً في تقديم الإجابة، والدليل. وليس بلا مغزى أن يتراجع تلويحه بتمزيق الاتفاق النووي مع إيران، ليعطي الأولوية لما هو قادر على تدشين عهده به... ليس بلا دلالة أن يسرّب فريقه مجدداً إصراره على نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس المحتلة، ليس نكاية بالروس حتماً بل بالديموقراطيين الذين ودّعوا البيت الأبيض بخذلان إسرائيل في مجلس الأمن، والامتناع عن التصدي لإدانة الاستيطان.

وبين قيصر روسيا وإمبراطور أميركا المنتصر بالاختراقات الإلكترونية، المغرّد على «تويتر» ضد «فساد الساسة»... بين حروب واحتلالات من سورية إلى ليبيا، ومجانين «داعش» و «القاعدة»، أيمكن العرب الرهان على صفقة ناجحة مع الإدارة الأميركية الجديدة؟

كانت خيبة كبرى أن بوتين تجاهل كل عروض الشراكة مع العرب، لأن كعكة روسيا العظمى هي شأن القيصر وحده. وأحلامه أبعد بكثير من مجرد الانتقام من الغرب، حتى أن بين الأميركيين والأوروبيين مَن يراه «حاكماً للعالم»، يفتح قاعة مجلس الأمن متى يشاء، يحرك الأساطيل عبر المضائق، يسحق معارضات ويفرض التفاوض، ما أن يطمئن إلى حصصه من القواعد العسكرية. إذا كان مأزق العرب مع بوتين أنه القيصر العنيد الذي لم يعد يعترف بوجود نظام دولي يمكن أن يلجم أحلامه وأساطيله وصواريخه، ولم يعد يحسب حساباً لأسنان القوة الأميركية في العالم، فمأزقهم مع ترامب أن «ملك البزنس» المتهم باحتيالات في التجارة، لن يمانع على الأرجح في تمديد التفويض الأميركي للقيصر ليكمل في ليبيا ما بدأه في سورية، وربما يستعيد عرضاً من المخلوع علي صالح لتوسيع حزام القواعد العسكرية إلى اليمن. كل ذلك، هل يكون ثمنه مجرد شراكة مع أميركا في الحرب على «داعش»، لكي لا يصل التنظيم ومجانينه إلى الولايات المتحدة؟ وهل يقدّر التاجر الجاهل أن الحرب الدينية بين المسلمين واليهود هي النتيجة الحتمية لاعترافه بالقدس «عاصمة لإسرائيل»؟ أي وعود لطمأنة العرب؟ لا تعطي شعبوية ترامب ولا فظاظته ورعونته أي مؤشر سوى إلى طيش وتخبط وارتباك، قاعدته الجهل بمعاناة العالم من الإرهاب والاستبداد والعولمة المتوحشة... والطموحات القيصرية. مع ترامب، أي عاصمة سنشيّع بين مدننا المحاصرة بالنار والخراب؟

 

الكويت والرسالة الخليجية لطهران

محمد برهومة/الحياة/16 كانون الثاني/17

نقلت الكويت رسالة خليجية إلى إيران تتعلق بالحوار معها قريباً، وهي كُلّفت بذلك في كانون الأول (ديسمبر) الماضي بعد القمة الخليجية الأخيرة في البحرين. هذه ليست المبادرة الخليجية الأولى، فقد سبقتها مبادرات، منها إعادة الدوحة في الربيع الماضي طرح المبادرة التي أعلن عنها أمير دولة قطر في أيلول (سبتمبر) 2015، وعرض فيها استضافة بلاده حواراً بين دول الخليج العربية وإيران لإنهاء الخلافات السياسية. ووصف الأمير الخلافات بين الجانبين بأنّها «سياسية وليست مذهبية». وقال إنّ إيران دولة جارة مهمة، مشترطاً أن يكون الحوار معها قائماً على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج. الجديد والمغاير في الرسالة الكويتية أنها تأتي في ظل ثلاثة معطيات، أولها تسلّم إدارة أميركية جديدة لا تنظر بإيجابية إلى إيران وتتهمها برعاية الإرهاب في المنطقة وتُهدد بإعادة النظر في الاتفاق النووي الإيراني. وثانيها قناعة الأطراف الإقليمية باستنفاد كثير من طاقتها في الصراع على أكثر من جبهة: من اليمن وسورية إلى العراق ولبنان... واقتناعها بفشل «المعادلات الصفرية» في الصراع، على رغم ما يظهر من صعود إيراني في العراق وسورية. وثالثها أن تصادم المصالح لم يقتصر على أهل الخليج وإيران فقط، فسعي إيران لتعديل موازين القوى في الإقليم لمصلحتها يعرقل أيّ احتمالية لحوار متوازن ينزع عوامل الصراع مع تركيا أيضاً. وإذا كانت دعوة الرياض أخيراً لحوار وتفاهم مع طهران بخصوص ملف الحجاج خطوة جزئية وفنية، فإنها لا تنفصل عن الأبعاد السياسية المهمة الساعية لنزع أي فتيل قد يؤجج الأزمة الإقليمية ويُخرجها عن السيطرة.

دول الخليج ترى أنّ «النفوذ السَّلبي» الإيراني المرتكز على دعم المليشيات الطائفية، وتعريف الصراع السياسي في المنطقة كصراع مذهبي (دائم) من شأنه تفكيك الدول وتأجيج الصراعات الأهلية وإدامتها، وتنمية نزعات التطرف والعنف والإرهاب، ولذلك فإن أي رؤية لتأمين السِلم الإقليمي ينبغي أن تتأسس على توحيد النظرة إلى الإرهاب، فسواء كان سُنِيّاً أم شيعياً هو خطر يجب التعاون الإقليمي والدولي على القضاء التام عليه، وعدم تبريره تحت أيْ ظرف. بصراحة، لا تكفي النوايا الطيبة وحدها لتأسيس حوار خليجي- إيراني يحقق تسويات ويخفف من حدة التوتر وينزع فتيل الأزمات، وما يقودنا إلى قول ذلك أسباب، منها أنه ليس ثمة رؤية واضحة أو تفصيلية حول شكل أي هيكل أمني إقليمي يضم دول الخليج العربية وإيران وكذلك العراق. وما زال هذا الطرح يأتي من بعض الدول الخليجية، أوبضغطٍ من أطراف دولية، ولم نلمس تفاعلاً إيجابياً من قبل إيران مع هذا الطرح، ربما رغبةً منها في تحقيق مزيد من النقاط والمكاسب الاستراتيجية (في سورية والعراق ولبنان واليمن)، بهدف الهيمنة على المشهد الإقليمي وقيادته وبالتفاهم المنفرد مع القوى الدولية الكبرى. ثم إن قيام أيّ هيكل أمني إقليمي يتطلب إجراءات لبناء الثقة بهدف تخفيف حدّة التوتر والصراع بين الأطراف الإقليمية المتنافسة والمعنية بهذا الهيكل، وهو شرط ما زال مُنتفياً، حتى الآن، بين إيران ودول الخليج العربية، وما زالت خطوات ومؤشرات بناء الثقة غائبة في ظل استمرار الحروب والانقسامات حيال الملفات الإقليمية، وتضارب شبكة المصالح، وتناقض الأجندات المحلية والإقليمية والدولية. وقد دلّت المشاورات التي سبقت حوار آستانة أن ذلك يشمل تركيا أيضاً. إضافة إلى ذلك، ثمة غياب للجهات الضاغطة لإنجاز هذا الهيكل والضامنة لقيامه وتنفيذه، وانتظار القوى الدولية أنْ يتمّ قيام هذا الهيكل عبر توافق الأطراف الإقليمية في المنطقة بأنفسهم على إقامته، من دون المبادرة الدولية حتى بتحديد ماهيّة القضايا والملفات التي تحتاج إلى ضمانات من قبل القوى العالمية الكبرى. وربما تدفع مآلات الأزمة في سورية واليمن إلى تحريك ذلك. إن أي مقاربة لنزع فتيل التوتر في المنطقة ينبغي أن تبدأ بإيجاد «توازن في طموحات القوة والنفوذ والمصالح» بين الأطراف الإقليمية المتصارعة، إلى جانب تحديد وتقريب وجهات النظر المتباينة بين هذه الأطراف بشأن طبيعة التهديدات المتبادلة، وعلى رأسها الإرهاب وفشل الدول.

 

روسيا والصين وإيران ... «مقتل» ترامب؟

 جورج سمعان/الحياة/16 كانون الثاني/17

الوافد الجديد إلى البيت الأبيض لن يكون مثل سلفه. الرئيس باراك أوباما ظل وفياً لمعظم الشعارات التي رفعها أثناء حملته الانتخابية عشية ولايتيه. كان واضحاً منذ البداية على مستوى السياستين الداخلية والخارجية. ولا حاجة إلى تعداد إنجازاته. أو إلى شرح «الإرث» الذي خلفه وتحدث عنه في خطابه الوداعي في شيكاغو قبل أيام. مثلما لا حاجة إلى التذكير بإخفاقاته، وبعض منها كان نتيجة طبيعية لسياسة الانكفاء التي مارسها وأدت إلى تراجع مكانة الولايات المتحدة، كما يقول خصومه. وأدت إلى اختلال علاقاتها بكثير من الحلفاء والشركاء التقليديين، هنا في الشرق الأوسط وفي أوروبا أيضاً. فأحيت مخاوفهم وقلقهم، وأثارت استياءهم وامتعاضهم ومخاوفهم. وألحقت ضرراً بمفهوم القيم والحريات وحقوق الإنسان التي كانت ترفعها السياسات الأميركية عن حق أو غطاء لتدخلاتها وتوسيع انتشارها وحماية مصالحها. وقد نجم عنها صعود أقطاب أخرى مثل روسيا والصين وقوى إقليمية أخرى. وكانت كلها ترجمة لدعواته المبكرة إلى وجوب إشراك قوى كبرى أخرى في إدارة شؤون الكرة الأرضية فلا تظل بلاده وحدها تتحمل هذه المسؤولية. وترجمة لاقتناعه بأن أميركا لن تقدر وحدها على إدارة هذه الشؤون، وهي تخرج من حروب «استباقية» أنهكتها واستنفدت عسكرها وضربت اقتصادها.

من المبكر الجزم بالسياسة التي سينهجها الرئيس دونالد ترامب. فبناء الإدارة الجديدة سيستغرق بضعة أشهر حتى استكمال كل التعيينات، خصوصاً تلك التي لا تتطلب موافقة الكونغرس لتثبيتها. ومن الصعب قراءة هذه السياسة من عناوينها التي باتت معروفة. يكفي أن عناصرها المتوافرة لا يمكن اعتمادها استراتيجية محددة كما كانت الحال مع الرؤساء السابقين. صحيح أن الرئيس الفائز أطلق كثيراً من المواقف والتصريحات والوعود، أثناء الحملة الانتخابية وحتى دخوله عتبة البيت الأبيض. لكن الصحيح أيضاً أن كثيرين من أسلافه لم يحققوا كل الوعود التي التزموها، وبينهم سلفه أوباما. وبعيداً من موجة القلق والاستياء والانقسام التي خلفتها مواقفه، والصدمة التي مني بها العالم بفوزه، لن يكون سهلاً التنبؤ بالطريقة التي سيقود بها السيد الجديد للبيت الأبيض الولايات المتحدة، وما ستؤدي إليه على مستوى الداخل والخارج.

الشعار الكبير الأول للرئيس ترامب هو العمل لاستعادة أميركا عظمتها ومجدها. لكن أول شروط هذه المسيرة هو توحيد البلاد ورأب الشروخ التي خلفتها مواقفه الفظة والعنصرية ضد شرائح واسعة من مواطنيه. فيما تلويحه بإلغاء أو تعديل جذري لـ «أوباما كير»، أكبر الإنجازات الداخلية لسلفه في مجال الصحة، ينذر بتسعير الانقسام المجتمعي. إعادة الوحدة واللحمة عملية شاقة فيما موجة الاعتراض على تسلمه الرئاسة لا تفتر ولا تكل. حتى أن ثمة إجماعاً على أنه من المستحيل أن يجدد ولاية ثانية... هذا إذا أكمل ولايته على خير! أعلن الكثير من الأهداف ووعد بالعمل الجاد، لكنه لم يحدد أو يشرح كيف سيحقق هذه الأهداف. شدد مراراً على إعادة بناء المؤسسة العسكرية وإعادة تأهيلها وبناء اقتصاد قوي وتوفير ملايين الوظائف والبعد من سياسة المحاور أو التدخل لإسقاط أنظمة. لكنه لم يحدد كيف سيوفر هذه الوظائف. وأنى له أن يستعيد مكانة أميركا في قيادة العالم فيما بعض رجالات إدارته ليسوا على سكة واحدة معه أو في ما بينهم. جميل أن يشجعهم على إبداء آرائهم وليس التوافق معه في آرائه أو نسخها. لكن العمل الحكومي المشترك يستدعي خطة ونهجاً رئيسياً يلتزمهما وزراؤه ومستشاروه وكبار الموظفين. فالمسألة ليست مهرجاناً أو مؤتمراً يبحث في الخيارات وتداول الأفكار. لقد وعد روسيا قبل يومين برفع العقوبات التي أقرها سلفه، فيما مرشحاه لوزارة الدفاع والـ «سي آي أي» جيمس ماتيس ومايك بومبيو اتخذا مثلاً مواقف متشددة لا تلتقي ومواقفه حيال دور الاستخبارات وسياسة موسكو! كان القرار مركزياً يكاد ينحصر بيد الرئيس أوباما، فهل ستقود دعوة ترامب أعضاء إدارته ومستشاريه إلى التعبير عن آرائهم إلى لا مركزية؟ أم أنه سيعاند ويقرر ما يراه هو في النهاية مع كل تناقضاته ومفاجآته الصادمة التي عايشها الناس حتى اليوم، أثناء حملته الانتخابية وحتى عشية تسلمه منصبه؟

أما استعادة عظمة أميركا في الخارج فليست عملية سهلة. تبدل العالم. العولمة وثورة التكنولوجيا والمعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي أتاحت نشوء قوى ومنظمات وهيئات مدنية وغير مدنية لا يمكن تقييدها أو الوقوف في وجهها. تجاوزت قوتها قوة الحكومات والهيئات الرسمية، فضلاً عن أن دولاً إقليمية كبرى صاعدة لم تعد تلتزم سياسات الدول الكبرى، كما كانت الحال أيام القطبين الأميركي والسوفياتي. كما أن الاقتصاد الذي بدأ ينتقل ثقله إلى آسيا بات أكبر محرك للسياسات والعلاقات وقوة توازي القوة العسكرية، الرافعة التقليدية لوزن الدول ودورها. حتى الآن يبدي الرئيس ترامب حماسة للتفاهم مع روسيا. وفي هذا لم يكن بعيداً مما نهجه سلفه. لكن المشكلة ليست في واشنطن بل في موسكو. قد لا تعود الحرب الباردة بين الغرب والشرق قبل انهيار جدار برلين. تبدلت القواعد والوسائل. كما أن روسيا قد لا تكون قادرة على مجاراة الولايات المتحدة في الميدان العسكري ولا في الميدان الاقتصادي. لكن الرئيس فلاديمير بوتين الذي يحظى بشعبية كاسحة في بلاده سجل ولا يزال يسجل نقاطاً مهمة على حساب أميركا. فهو لا يكل عن إعادة بناء ما كان للاتحاد السوفياتي أو بالأصح لروسيا القيصرية. ثمة سلم قيم يروج له يختلف تماماً عن سلم القيم الغربية. ووسائل إعلامه تتحدث باستمرار عن انحطاط الحضارة الغربية أو الأميركية بالتحديد. هذه هي الحرب العقائدية الجديدة بين الدولتين.

الرئيس بوتين يقلقه أن يضع مرشحون للإدارة الجديدة روسيا على قائمة الدول التي تهدد مصالح الولايات المتحدة وأمنها. يقلقه أن يقرأ أن 82 في المئة من الأميركيين يعتبرون بلاده تشكل تهديداً لبلادهم. لذلك، لا يكفي الاطمئنان إلى نيات نظيره الأميركي الجديد. يواصل جاهداً بناء قواعد عسكرية وعلاقات استراتيجية من سورية إلى مصر وليبيا مروراً بالعراق وإيران وتركيا. وقد خلط حتى الآن الكثير من الأوراق بما يكفي لفرض واقع لا يمكن الإدارة الأميركية الجديدة أن تقفز فوقه. سيرغمها على التفاوض والمساومة. لن يكون النظام الدولي الجديد كما يرتأيه أو يرسمه الرئيس ترامب لاستعادة «عظمة أميركا». يكاد سيد الكرملين يحدد ملامح النظام الإقليمي في الشرق الأوسط أو يفرض خطوطه العريضة. بل يسعى إلى تحدي أوروبا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي انطلاقاً من أوكرانيا وربما غداً من دول البلطيق ودول أوروبا الشرقية المتوجسة. صحيح أن «الناتو» يعزز حضوره في بولندا لتعزيز الخاصرة الشرقية للحلف، لكنه في المقابل يقف مكتوفاً أمام ما يحل بخاصرته الجنوبية تركيا. حتى القارة العجوز تعبر كل يوم عن قلقها من تفتت اتحادها بفعل أزمات معروفة، من صعود اليمين المتطرف إلى تداعيات الفوضى الضاربة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويزداد توجسها من تفاهم مقبل بين بوتين وترامب.

أما الصين التي يهددها الرئيس الأميركي الجديد فقد بسطت سيطرتها على الملاحة الدولية في بحرها غير عابئة باعتراض شركاء آخرين من اليابان وكوريا الجنوبية إلى فيتنام والفليبين التي يتوق رئيسها إلى علاقات عسكرية مع روسيا بديلاً من حماية أميركية تاريخية. وقد ردت بكين سريعاً ملوّحة بمواجهة مدمرة إذا اعترضتها الولايات المتحدة في البحر الجنوبي. لذلك، لا مكان لخيار عسكري في الهادئ أو جنوب شرقي آسيا. حسمت بكين الأمر. مثلما بات انتشارها في أفريقيا راسخاً رسوخ تجارتها ومنتجاتها في معظم القارات. ليست في وارد مواجهة عسكرية دوافعها اقتصادية بحتة ولن يكون سهلاً على واشنطن عرقلة خطوط تجارتها. ومثلها إيران التي يقلقها الغزل القائم بين ترامب وبوتين لا يمكن أن تتنازل بسهولة عما بنت في العقدين الأخيرين لمجرد تهديدات أميركية. بل هي ماضية في بناء ترسانتها الصاروخية وتطوير أسلحتها التقليدية وغير التقليدية. وهي تشكل مثالاً للدول التي لم تعد ترضخ لتهويل الكبار كما كان يحدث أيام الحرب الباردة. لا تشكل روسيا والصين وإيران وحدها تحدياً للرئيس الأميركي الجديد. فدعوة بعض أقطاب إدارته ومستشاريه إلى إعادة بناء العلاقات مع الحلفاء القدامى في المنطقة العربية ستكون حلماً بعيد المنال إذا نفذ وعده بنقل مقر السفارة الأميركية إلى القدس. وأول الغيث إنذار الرئيس محمود عباس بسحب الاعتراف بإسرائيل. وتشديد مؤتمر باريس على حل الدولتين صيغة وحيدة لتسوية الصراع في المنطقة. إن نقل السفارة قد يستثير العالم العربي والإسلامي برمته. ويدفع بمزيد من الشباب إلى أحضان «داعش» وأخواته.

لا خلاف على أولوية محاربة الإرهاب. وهي أولوية تفرض على الرئيس ترامب أن يتفاهم مع روسيا وغيرها. وتفرض عليه استعادة «عظمة أميركا» مساومات وتنازلات لا منازلات وتهديدات تنذر بحروب مدمرة... وإلا تحولت روسيا والصين وإيران «مقتلاً» للرئيس الجديد. كما أن تعزيز اقتصاد الولايات المتحدة لا تبنيه قطبية لا منازع لها تدير شؤون العالم. بل تبنيه تعددية قطبية أو شراكات تتحمل مجتمعة أعباء تسوية مشاكل العالم وأزماته وحروبه. لن يطول الأمر حتى يصطدم ترامب بالواقع الداخلي الأميركي المر، وبقيادات من حزبه حتى، وبالتبدلات التي طرأت على الخريطة الدولية من بحر الصين إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وقلب أوروبا. فهل يتبدل سريعاً فلا يغامر؟ ومتى يحين أوان الترحم على أوباما؟ وعد الرئيس ترامب بإعادة تأهيل المؤسسة العسكرية وبنائها. وملأ إدارته بالجنرالات المتشددين، سواء حيال روسيا أو حيال إيران والصين. وقد حذرت الأخيرة الولايات المتحدة من مواجهة مدمرة إذا اعترضتها في البحر الجنوبي، حيث بنت بكين جزراً اصطناعية حولتها قواعد لتوكيد ملكيتها هذا البحر. وقد تجاهلت شريكين فيه هما فيتنام والفيليبين. ويرى آتون إلى البيت الأبيض أن الصين تشكل أكبر تحدٍّ لبلادهم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

محمد عبد الحميد بيضون للأنباء:  حزب الله الذي يتحسب لوقوع صدام بينه وبين العهد يشيطن قانون الستين ويطرح النسبية لضمان هيمنته على المجلس العتيد

الأنباء/15 كانون الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/2017/01/15/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF-%D8%A8%D9%8A%D8%B6%D9%88%D9%86-%D9%84%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84/

رأى النائب والوزير السابق د. محمد عبد الحميد بيضون أن زيارة الرئيس ميشال عون للمملكة السعودية وقطر، إرتكزت على قاعدة أساسية وهي "استحالة إيجاد الحلول للتدهور الإقتصادي في لبنان دون التعاون مع دول الخليج العربي"، خصوصا أن الغالبية العظمى من اللبنانيين قيادات سياسية ومسؤولين وقوى شعبية باستثناء القوى الشيعية المتحالفة مع النظامين السوري والإيراني، ترسخت لديهم قناعة بأن لا بديل للبنان عن الحضن العربي وتحديدا الخليجي منه لاستعادة ثقة العالم به، بدليل أن الداخل اللبناني كان يتحضر لثورة فعلية كبيرة تطالب بتصحيح الأوضاع مع دول مجلس التعاون لتفادي الانهيار الحتمي للإقتصاد الوطني وبالتالي دخول لبنان في المجهول.

وردا على سؤال لفت بيضون في حديث لـ "الأنباء الى أن إيران لا يمكن أن تشكل البديل عن دول الخليج العربي، مؤكدا أن ما تشيعه طهران عن استعدادها لمساعدة لبنان عسكريا وإقتصاديا مجرد كلام للإستهلاك الإعلامي ومحاولة تقليدية ممجوجة لتلميع صورتها وصورة مليشياتها في لبنان والعالم العربي، مذكرا بأن طهران وعدت حركة حماس بدعمها ماليا وعسكريا إلا أن الأخيرة لم تقطف من الوعود سوى الريح بدليل المكالمة الصوتية المسربة لنائب رئيس المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" موسى أبو مرزوق الذي تحدث فيها عن تلاعب إيران وكذبها بشأن دعم الحركة وتقديم السلاح لها، مؤكدا بالتالي أن إيران لا تقدم أي دعم مالي أو عسكري إلا على أساس صرف مذهبي أي للمنظمات الشيعية خاصتها فقط لا غير.

وفي سياق متصل بأبعاد ومضمون الزيارة الرئاسية الى المملكة السعودية وقطر، لفت بيضون الى أن الجو المسيحي الجديد في لبنان يؤكد أن ليس هناك ما يمنع استمرار التحالف والتفاهم مع حزب الله أو إقامة تفاهم جديد معه من قبل القوات اللبنانية، شرط ألا يكون على حساب علاقات لبنان مع دول الخليج العربي وعلى حساب النهوض بالإقتصاد الوطني، معتبرا بالتالي أن من المهم جدا الإستثمار في هذا الجو المسيحي الجديد إنطلاقا من أنه شكل الدافع الرئيسي لزيارة الرئيس عون للملكة السعودية وقطر، بمعنى آخر يؤكد بيضون أن الجو المسيحي قال كلمته بأن على حزب الله أن ينكفىء لصالح الوضع الإقتصادي والمالي وعودة العلاقات اللبنانية ـ الخليجية الى سابق عهدها.

واستطرادا لفت بيضون الى أن زيارة الرئيس عون الى السعودية وقطر وضعت العهد على بساط الإختبار، لأن عودة الإستثمارات والسياحة الخليجية والثقة الكاملة بالدولة اللبنانية تتطلب ضمانات أمنية وقضائية تريح المستثمرين والسواح الخليجيين، مشيرا بالتالي الى أن المطلوب من العهد الجديد رئاسة وحكومة تأمين خطة أمنية شاملة لا تستثني أي بقعة من الجغرافية اللبنانية لا بل تستند على مبدأ واحد وحيد ألا وهو أن الدولة اللبنانية ومن خلفها المؤسسات العسكرية والأمنية والإستخباراتية هي صاحبة الكلمة الفصل وليس الدويلات المسلحة في الضاحية والجنوب والبقاع.

وردا على سؤال حول قراءته لاحتمال زيارة الرئيس عون كل من سوريا وإيران بعد القاهرة والفاتيكان وباريس، أكد بيضون أن أي زيارة في هذا القبيل محتملة كانت أم مقررة، ستكون مجرد شكليات لا فائدة منها على المستويين المالي والإقتصادي، وذلك على عكس زيارة السعودية وقطر التي أسست لمرحلة إقتصادية ستكون مشرقة في حال أجاد العهد العوني إستثمار الحفاوة التي استقبل بها الرئيس عون في الدولتين المذكورتين، خصوصا أن أكثر من 500 ألف لبناني يعملون في دول الخليج ومن بينهم أكثر من 150 ألف مسيحي في السعودية وحدها يحولون الأموال يشكل دوري الى عوائلهم عبر المصارف اللبنانية فيما لا يوجد لبناني واحد يعمل في إيران. وفي سياق متصل ختم بيضون قائلا: "الرئيس عون أكد أن موضوع حزب الله يفوق قدرات الدولة اللبنانية، لكن ـ والكلام لبيضون ـ إن لم يكن باستطاعة الدولة وضع حد لخروج حزب الله عن طوعها فهذا يؤكدا أولا أنتفاء الشرعية اللبنانية عنه، ويؤكد ثانيا أن على العهد أن يعمق تفاهمه مع الحزب لجعله ينكفىء داخل مربعه الأمني على غرار انكفائه خلال الإحتلال السوري للبنان حيث لم يكن حزب الله يقطع خيط القطن دون حصوله على الضوء الأخضر من القيادة السورية، إلا أن حزب الله لن يرضى بانكفائه الأمر الذي سيحتم حصول صدام بينه وبين العهد العوني".

واستدرك بيضون بالقول: "حزب الله الذي يتحسب لوقوع صدام بينه وبين الدولة اللبنانية ذهب الى شيطنة قانون الستين وطرح النسبية الكاملة كبديل عنه في محاولة لضمان هيمنته وحركة أمل والملحقين بالنظام السوري على المجلس النيابي القادم

 

قاووق: اعتماد الستين مجددا أقصر الطرق للحكم على الحكومة بالفشل

الأحد 15 كانون الثاني 2017 /وطنية - رأى عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "استعادة ثقة الناس تكمن في معيار واحد، وهو إقرار قانون انتخابي جديد يضمن صحة التمثيل وعدالته، وعليه فإن الذي يعترض مسار انطلاقة العهد الجديد، هو قانون الستين الذي ما زال حيا يرزق، والذي يعتبر الوصفة المثالية لإطاحة آمال اللبنانيين بالحكومة الجديدة، وبالتالي فإن اعتماده مجددا هو أقصر الطرق للحكم على تجربة الحكومة الجديدة بالفشل"، مؤكدا "أننا نصر على قانون يضمن عدالة التمثيل وصحته، لأن هذا القانون الجديد هو المدخل الطبيعي والالزامي للدخول في بناء الدولة القوية والعادلة". واكد في احتفال تأبيني في بلدة طيرحرفا الجنوبية، أن "لبنان وصل إلى تحقيق مكاسب سياسية ومناخات إيجابية بفضل تضحيات المقاومة والجيش اللبناني وإنجازاتهم، ولولا هذه التضحيات والانجازات، لما كان بإمكان اللبنانيين أن ينعموا بهذه الأجواء الآمنة والإيجابية والانجازات السياسية"، مشددا على "ضرورة ألا تتجاهل الحكومة اللبنانية احتلال داعش والنصرة للأراضي اللبنانية في جرود عرسال ورأس بعلبك، وأن تضع الخطة الاستراتيجية التي تؤمن تحرير الأرض، لا سيما وأن هذا الاحتلال يشكل عدوانا مستمرا على كرامة اللبنانيين وسيادتهم".

 

رعد: الصيغة التي تحقق العدالة هي التي تعتمد النسبية الكاملة مع الدائرة الواحدة

الأحد 15 كانون الثاني 2017/وطنية - أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد "أن الصيغة التي تحقق العدالة والفاعلية في التمثيل النيابي، هي التي تعتمد على النسبية الكاملة مع الدائرة الواحدة أو الدوائر الموسعة، وعدا عن هذه الصيغة، ستبقى العدالة مشوهة وكسيحة"، معتبرا "أن الذين يطيلون النقاشات ويجادلون في الصيغ المطروحة حتى تنقطع المهل ونعود إلى قانون الستين، إنما يرتكبون جريمة بحق الوطن". وراى خلال احتفال تأبيني في بلدة كفرا الجنوبية "أن المسألة لا تحتاج إلى كثير من النقاش حول اعتماد صيغة النسبية الكاملة، لا سيما وأن العدالة واضحة فيها، وكل إنسان يجد نفسه ممثلا من خلالها"، معتبرا أنه "إذا لم يصلح قانون الانتخاب، لن يكون هناك متسع أو مجال لمحاسبة السلطة، لأن الذي يحاسبها هم ممثلو الناس، وبالتالي عندما ينتهي الحساب للسلطة، تصبح هذه السلطة مثل فرعون، تتصرف وفق رؤيتها وأوهامها وأطماعها ومحاصصات في ما بينها، والتوزيعات التي يتقاسمونها أهلها في ما بينهم على حساب الناس ومصالحهم، وعليه فإننا نريد أن نقطع شوطا، وأن نتقدم خطوة في اتجاه قانون انتخابي عادل وشامل وفعال لتمثيل جميع اللبنانيين".

 

داوود الصايغ : تمت اعادة العمل الى المؤسسات الدستورية في البلد

المستقبل/١٥ كانون الثاني ٢٠١٧/اكد مستشار الرئيس سعد الحريري، داوود الصايغ انه تمت اعادة العمل الى المؤسسات الدستورية في البلد ومؤسسات الدولة "وهذا ما نشهده من خلال الاجتماعات التي تحصل في السراي الحكومي يوميا، وشاهدنا كيف انه في الجلسة الاولى لمجلس الوزراء تم اقرار مرسومين النفط والغاز".وقال في حديث الى قناة "المستقبل": "في الحقيقة الحكومة بدات بتنفيذ شعار استعادة الثقة وقد بدأ تطبيق هذا الامر ويمكن ان يكون هذا الشعار مستغربا في دول اخرى لان الحكومة الموجودة في دول متقدمة ومتحضرة بادئ الامر تحوز على ثقة البرلمان ولاحقا تحوز على ثقة الرأي العام واذا حصل تقصير من قبل احدا ما يحاسب. ونحن في لبنان سموا هذه الحكومة حكومة استعادة الثقة بدليل ان الثقة كانت مفقودة وهذا الكلام ليس قليل ان يقال ان ثقة المواطنيين بالمسؤولين كانت مفقودة وشاهدنا على مدى ثلاث سنوات لبنان بدون رئيس وشاهدنا ايضا ان الرئيس تمام سلام كان يقول ان حكومته افسد وافشل حكومة". رئاسيا، اوضح الصايغ انه "علينا ان نعرف اننا في النصف الاول وفي الشهر الاول من السنة الجديدة وعلينا ان نرى ماذا حدث انتخبنا الرئيس ميشال عون في 31 تشرين الاول من السنة الماضية بعد حلول تدريجية وكان الباب مقفلا اي باب رئاسة الجمهورية والرئيس الحريري حاول فتح هذا الباب بوسائل عدة وزار موسكو والتقى بالرئيس فلاديمير بوتين مرتين والتقى ايضا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ثلاث مرات وايضا التقى المسؤولين السعوديين وحاول ترشيح الوزير سليمان فرنجيه وغيره ولم يكتب النجاح لكل هذه الامور الى ان حصل الاتفاق بين "القوات" اللبنانية و"التيار العوني" والذي اطلق عليه تفاهم معراب فاذا هذا الجنرال الذي لديه الطموح وله ان يتطلع الى هذا المركز فتح الباب الرئيس سعد الحريري وتمنى هذا الترشيح وبعد ذلك تسارعت الامور وتم تكليف الرئيس الحريري وتالفت الحكومة وانجز البيان الوزاري بسرعة وبدا العمل".

وردا على سؤال، قال: "نعم اعيد العمل الى المؤسسات الدستورية في البلد مؤسسات الدولة وهذا ما نشهده من خلال الاجتماعات التي تحصل في السراي يوميا ،وشاهدنا كيف انه في الجلسة الاولى لمجلس الوزراء تم اقرار مرسومين النفط والغاز".

الى ذلك، اوضح الصايغ ان "هناك احداثا تتلاحق ومن الاحداث السياسية الخطيرة التي عشناها والتي مضى عليها نحو الثلاث سنوات في الشغور الرئاسي الى المواضيع الحالية وابرزها هذا النقاش الكثيف عن قانون الانتخابات الى مواضيع انية متعلقة بسلامة الطيران بسبب طيور النورس. ونحن في لبنان لدينا اعلام كثيف لكن لدينا نحو الـ12 محطة تلفزيون جميعهم يتحدثون بالمواضيع عينها وهذا ما يترك اثرا وكل المواضيع تعالج المشاكل الى حد ان هناك قسما بدا يعتقد ان لبنان بلد القضايا التي لا يمكن حلها ولا تنتهي. وهذا يتجلى بالشغور الرئاسي الذي مضى عليه ثلاث سنوات واصيب الكثيرون بالاحباط ومضوا يقولوا انه لا يوجد اي حل وبدا انعدام ثقة بالمسؤولين بل بمجمل النظام السياسي في البلد".

اضاف: "ولكن حتى نعود الى موضوع الطيور نود ان نلفت الى ان رئيس طيران الشرق الاوسط محمد الحوت بحكم مسؤوليته وصونا للسلامة اعلنا انه طلب اصطياد هذه الطيور والبعض اعترض على خلفية حصول مجزرة بيئية ويمكن ان لا يكون هذا الامر افضل الحلول وهو قال هذا الامر. ولكن هذا تكرر في اجتماع حضره رئيس الحكومة سعد الحريري وبعض المسؤولين ومن الحلول انهم بدأوا بالاستعانة بخبراء اجانب وهذه موجودة بكل مطارات العالم .والحل الاني هو ليس الحل المثالي اي قتل الطيور ولكن يمكن ان يكون الخطر دائم وهو امر يجب معالجته".

وعن وضع الاعلام في لبنان، قال الصايغ: "لست في موقع انتقاد الاعلام ولكن ما اود قوله ان المشهد الاعلامي في لبنان هو اوسع من القضايا السياسية الاعلامية، خصوصا ان المنطقة تشهد احداثا مصيرية لكن هذا التنافس بين المحطات وشاهدنا بكل اسف المبالغة التي حصلت اثناء وصول الجثامين من اسطنبول وحصل نوع من الجدل. وما اود قوله ان التنافس في الاعلام في لبنان احيانا يضر برسالة بالاعلام ومهمته وهناك كلمة نعم للقضايا المثيرة ولكن يجب التمييز بين القضية المثيرة وبين الواقع" .

وعن امكان حصول ازمة نفايات جديدة في البلد، تمنى الصايغ ان "لا يحصل هذا الامر ، وحاليا انا اثق بالمسؤولين الحاليين لايجاد الحلول وعدم حصول ازمة نفايات جديدة في البلد على خلفية اقفال ربما مكب الكوستا برافا ومكب برج حمود".

 

الرياشي: زيارة السعودية كسرت الجليد ونشدد على تصحيح التمثيل المسيحي أعمل على إعادة هيكلة الوزارة وتحديد مهمتها الجديدة وتحسين أوضاع العاملين

الأحد 15 كانون الثاني 2017/وطنية - أكد وزير الاعلام ملحم الرياشي التواصل مع النائب وليد جنبلاط في ملف وزارة الاعلام، وقال: "أسعى لجمع فريق نيابي من أجل وضع مسودة مشروع تحويل الوزارة الى وزارة حوار وتواصل، إذ يجب ان نحدد مهمة جديدة للوزارة ويكون هناك تواصل وحوار بين المواطن والدولة، ففي رومانيا مثلا هناك وزارة الحوار". وقال في حديث عبر اذاعة "صوت لبنان 93,3" : "أعمل حاليا على اعادة هيكلة وزارة الاعلام وتحسين اوضاع العاملين فيها، وقد طلبت ملف الوكالة الوطنية للاعلام من مديرة الوكالة لدرسه بما فيه الترقيات. نحضر أيضا لشيء آخر مدرج على جدول أعمال مجلس النواب وهو تثبيت العاملين في الوزارة وهذا ما أعمل عليه، ولكن لدينا مشكلة أخرى تعني مديريتي الوكالة والدراسات وهي ما يسمى شراء خدمات وسابقا كانوا يسمون متعاقدين مع وزارة الاعلام، فهؤلاء الشباب للأسف عددهم حوالى 90 شخصا او اكثر لم يقبضوا رواتبهم منذ أكثر من 14 شهرا، وأصبح هناك التباس على موضوع شراء الخدمات إذ اشتريت خدماتهم لزمن ووقت معينين ولكن استمرت بحكم الاستمرار، وللاسف لم يقبضوا أجورهم، وبالتالي لا نستطيع ان نشغل الناس من دون أن نعطيهم حقوقهم. هذا الموضوع أثارني شخصيا ولن أقبله بأي شكل من الأشكال".

أضاف: "حاليا أحلنا الملف على مجلس الوزراء لدرسه وبته، وأتصور ان يكون غدا على طاولة وزير المالية ثم مصلحة الضرائب ليعود الى جدول أعمال مجلس الوزراء. بالأمس أثرت الموضوع مع الامين العام لمجلس الوزراء لأنه مهم بالنسبة إلي، فنحن نتكلم عن متأخرات تفوق المليار و500 مليون ليرة، ولا يجوز أن تخسر الناس بيوتها ومستلزمات حياتها بسبب هذه المتأخرات. هذا الملف اليوم هو من مسؤوليتي بحكم استمرارية السلطة وسأعمل بجهد حثيث جدا لبته في أول جلسة لمجلس الوزراء. هناك الكثير من المشاكل يجب حلها تقنيا، ولكني سأضع خطة متوسطة وطويلة الامد، وكثر من الاعلاميين والخبراء يساعدونني فيها لحسم هذا الموضوع نهائيا".

وعن المجلس الوطني للاعلام، قال: "سيتجدد وسيعطى صلاحيات تقريرية، ونحن في طور إعداد قانون آداب الاعلاميين سأقدمه الى مجلس الوزراء".

وتابع: "الدولة مهمتها ان تصحح الخطأ باسم الشعب، والانتقاد لا يعني الشتيمة المرفوضة مبدأ وعملا، وسأقف بجانب اي انسان يتعرض للشتيمة. هناك إعلاميون مخضرمون يساعدونني لنفكر سويا بخطة تحمي الوسائل الاعلامية وسأعلنها خلال 10 أيام، فقانون نقابة المحررين في حاجة إلى التطوير".

ورأى أن "ضرب الاعلام اليوم له علاقة بالوضع الاقتصادي، وهناك خطة لتحسين اوضاع المحررين، وغدا سألتقي وفدا من جريدة "النهار" التي تمر بوضع مالي متعثر. انا مع ان تكون وزارة الاعلام وزارة الاعلاميين وضد تعرضهم للظلم. أنا أستعين بالنموذج البريطاني بحسب ما يتناسب مع المواصفات اللبنانية لان لكل بلد حياته وخصوصياته، إذ كما كان يقال في الطب عند العرب "ليس هناك مرض هناك مريض". للبنان مواصفات خاصة على أساسها نحاول ان نطبق هذه المسائل، ولا نقبل بعد الآن بأن يأتي أي موظف ليعمل في مؤسسة اعلامية ب 200 دولار او 300 دولار وينطبق هذا الشيء على الغير، إذ انخفض سعر الخدمة، وهذه الخدمة تحددها نقابة المحررين".

سئل: الكلام الذي أطلقه سابقا السيد حسن نصر الله ووتر العلاقات بين لبنان والسعودية، اليوم عندما يلتزم لبنان من الذي يلتزم؟

أجاب: "الدولة اللبنانية هي التي تلتزم ورئيس الجمهورية هو الضمانة. اليوم هناك عهد جديد ورئيس جمهورية بعد سنتين و9 أشهر على فراغ وشغور رئاسي وشبه انهيار للدولة. نحن على بعد ثلاثة أيام من ذكرى 18 كانون الثاني، وأهمية هذا التاريخ ليست وثيقة النيات التي وقعت في 2 حزيران 2015 بين القوات والتيار الوطني الحر، أهمية هذا التاريخ هو رد المدماك الاساسي للدولة التي بنت اليوم مدماكها الاساسي وهي تستعيد مؤسساتها وتتشكل من الادارة السياسية الى الادارة الادارية. لا نستطيع ان نعمل سحرا في الموضوع ولكن السحر وقع وأعطى مفعوله، فالدولة عادت من جديد بعد أن كانت مهددة بالانهيار".

أضاف: "أصبحنا في مرحلة جديدة، مرحلة لها ضابط إيقاع اسمه رئيس الجمهورية يعاونه مجلس وزراء مؤلف من كل الاطراف وعلى رأسهم القوات اللبنانية وشركاء أساسيون في هذه السلطة، وهذا ضابط أساسي في إعادة المياه الى مجاريها، وكل اللبنانيين سيكونون تحت هذا السقف. هناك اجواء جديدة وعهد جديد، ومصرون على أن ينجح العهد لانه يمثل الارادة المسيحية ومن خلالها الارادة الوطنية، وسنؤمن كل الظروف لنجاحه ولعدم تحويل الاختلافات الى خلافات. يدنا ممدودة للتواصل منذ زمن. لا تواصل مباشرا مع "حزب الله"، نختلف معه بأمور كثيرة لكن الحوار يحصل بين مختلفين".

وردا على سؤال عن اللاجئين السوريين، أجاب: "هناك خطوط للتنسيق، مدير أمن العام ينسق مع مدير الامن العام ويمكن التنسيق مع الامم المتحدة. سوريا التي نعرفها سابقا ليست موجودة اليوم، فاليوم تتشكل سوريا الجديدة وعلى حدودنا اليوم هناك روسيا وايران. لنكن واقعيين، نحن لسنا دولة عظمى، نحن دولة صغرى، اذا كنا موحدين نكون دولة صغرى فكم بالأحرى اذا كنا مفتتين كالسابق؟ المعركة على مجموعة أحياء في حلب أجبرت روسيا العظمى على أن تدخل فيها للسيطرة عليها، وهذا يبين حجم الحرب في حلب وهي بقعة صغيرة في سوريا".

وتابع: "هذا الصراع الدائر في الإقليم علينا ان نكون خارجه. لدينا مشكلة أساسية بما يتعلق باللاجئين او النازحين السوريين الموجودين على أرض لبنان قائمة على نقطة واحدة، هناك تخمة زادت الكثافة السكانية وزادت تحميل البنية التحتية المادية اللوجستية للبنانيين بشكل يهلكها، وهذه تتطلب مساعدات دولية كبيرة. لا مانع في إعادتهم الى مناطق محمية إلا أن جزءا كبيرا لا يستطيع ان يعود الى مناطق النظام لانه ضد النظام، وهناك جزء آخر يخص النظام يستطيع الذهاب والعودة لان هناك مناطق حدودية مفتوحة".

وقال: "نحن ضد العنصرية في التعاطي مع هؤلاء الناس، فهم ضيوف في لبنان. عندما تعرضنا في يوم من الأيام إلى الحرب، ذهب جزء كبير من اللبنانيين الى سوريا وبلدان أخرى ولم يتم التعاطي معهم بعنصرية. النقطة الثانية، يجب ان يكونوا تحت سقف القوانين المرعية في لبنان، وعلى الأرجح وبكل واقعية، هناك أكثر من 90 في المئة منهم تحت سقف القوانين المرعية. في النهاية هم ضيوف، والضيف عند المضيف عليه ان يكون ضيفا كريما ولكن تحت سقف القانون، ويبقى ضيفا الى ان يعود الى بلاده، لا ان يتجنس ويستوطن في ارض غيره".

وردا على سؤال عن التعيينات، أجاب: "مطبخ التعيينات بدأ، ولكن لا شيء بأي ملف قبل منتصف شباط. من المؤكد أن الادارة في حاجة الى إعادة تنشيط ونصر على هذا الأمر بدم شبابي وكفوء".

وردا على سؤال آخر، قال: "عند تفجير السفارة الايرانية ذهب انطوان زهرا لتقديم التعازي باسم القوات، إذ ليس جديدا على القوات ان تتواصل مع الآخر لان هذا الأمر جزء من عقيدتها".

وشدد الرياشي على "ضرورة رفع الظلم عن المسيحيين من خلال قانون انتخابي ينصف جميع الأطراف، وحزب القوات لا يمكنه أن يوصل مشروعه الى مجلس النواب من دون دعم الأفرقاء الآخرين. لا نريد ان يظلمنا أحد ولا ان نظلم أحدا، فالمشكلة هي في تصحيح التمثيل المسيحي لكن ليس على حساب الطوائف الاخرى، ونحن مع أي قانون يصحح التمثيل. القوات توصلت الى قانون تسووي مع "تيار المستقبل" يصحح التمثيل في مجلس النواب ولا سيما المسيحي، والنائب وليد جنبلاط يحاول تسويق قانون انتخابي جديد يقوم على الأكثرية وقد يحظى بموافقة الكتل السياسية".

وبالنسبة إلى زيارة السعودية، قال: "كسرت الجليد وأعادت ثقة العرب بلبنان، والعلاقات بين لبنان وقطر والسعودية ستشهد انفتاحا اكبر. المطلوب من زيارة السعودية تحقق. هناك 400000 لبناني يعملون في السعودية وقطر ينعشون حوالى مليون لبناني في الوطن الام، وهذا الموضوع اراحهم كثيرا".

سئل عن تعيين القوات والتيار للمسيحيين والثنائي الشيعي للشيعة والرئيس سعد الحريري للسنة والنائب وليد جنبلاط للدروز، أجاب: "جميعهم لديهم الحضور الاساسي والقوي في الادارة لانهم هم المكونات الكبرى في مجلس الوزراء، هذا ليس بعيب، هذا طبيعي شرط ان يكون لأناس أكفاء ونزيهين ومحترمين وجديرين بادارة الادارة لكل مواطن لبناني".

 

الراعي: تغيير الذهنيات يساعدنا على سن قانون انتخاب على قياس لبنان

الأحد 15 كانون الثاني 2017 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه كل من النائبين البطريركيين سمير مظلوم وايلي نفاع والاب بول مطر، وحضره قائمقام جبيل نجوى سويدان، مدير مستشفى البوار الحكومي الدكتور شربل عازار ووفد من منظمة التمييز الانساني.

العظة

وبعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "تعاليا وانظرا" (يو1:39)، قال فيها: "عندما سمع تلميذا يوحنا شهادته عن يسوع أنه "حمل الله"، اجتذبهما شخص يسوع، فتبعاه بعفوية. ولما سألهما: "ماذا تريدان؟" وأجابا: "يا معلم أين تقيم؟" قال لهما: "تعاليا وانظرا" (يو1: 39). فذهبا وأقاما معه النهار كله. فاكتشفا أنه هو المسيح المنتظر الذي تكلم عنه الأنبياء. وعادا متجددين وشاهدين يخبران عنه. هذا هو سر اللقاء بيسوع. نسمع عنه، نتبع خطاه، نختبر نعمة حضوره، نتجدد في الرؤية والمعرفة، فنخبر عنه بالكلام والأفعال".

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، وأن أرحب بكم جميعا. وأحيي بشكل خاص أهل المرحوم إيلي مرهج، ابن الاثنتين والخمسين سنة من العمر، الذي سقط ميتا أمام مذبح كنيسة مار يوحنا مرقس - جبيل ليلة عيد الميلاد، في ختام ريسيتال ميلادي أحياه مع جوقته التي تخدم هذا القداس اليوم لراحة نفسه. فكانت وفاته، بالنسبة إلينا نحن المؤمنين، ميلاده في السماء، مع ذكرى ميلاد ابن الله على أرضنا. المرحوم إيلي مرهج، ابن بنتاعل وسكان سد البوشرية ورعية مار مارون، التي أعطاها من كل قلبه وقواه. واعتنى بجوقتها منذ سنة 1989، مطورا إياها، حتى احتلت مكانة مرموقة بين كبار الجوقات، وقد تخصص في الموسيقى في جامعة الروح القدس. ولبى مع جوقته العديد من الدعوات لإحياء احتفالات ليتورجية. وقام بنشاطات متعددة في خدمة المحبة من خلال جمعيات ومؤسسات انتسب إليها وتطوع فيها. إننا إذ نصلي لراحة نفسه بين الأجواق السماوية، نلتمس العزاء لوالدته وأشقائه وجوقته وأنسبائه.

إن ظرف وفاة العزيز إيلي تعيد إلى ذاكرتنا وفاة العزيزة ريتا كميد التي وقعت ميتة أمام مذبح كاتدرائية مار جرجس في بيروت، قبل عيد الميلاد بأسبوع من سنة 2009 فيما كانت تحيي مع جوقة جامعة سيدة اللوزة افتتاح مهرجان "بيروت ترنم"، ويصادف اليوم وجود والديها وشقيقها معنا. فنحييهم ونذكر بالصلاة عزيزتهم وعزيزتنا الصبية المرحومة ريتا".

وتابع: "نرحب بيننا بمنظمة التمييز الإنساني، برئيسها الأستاذ شربل قبلان وعمدتها الأعضاء. ونثني على ما تقوم به المنظمة من نشاطات ومساعدات في السجون ولدى العائلات المعوزة. إننا نقدر أعمالها ومبادراتها الاجتماعية والإنمائية والإنسانية. ونتمنى لها الازدهار والنمو من أجل تحقيق أهدافها النبيلة. لقد تأسست في البرازيل، ولها عدد كبير من الفروع في العالم، ومنها لبنان، حيث لها مكتب تمثيلي".

وقال: "تعاليا وانظرا" (يو1: 39). لم يقل الإنجيل شيئا عن الكلام بين يسوع والتلميذين. لكن الحياة معه، تحت نور وجهه وكلماته، كشفت لهما هويته وحقيقته. وعادا يخبران عنه.

فإندراوس أخبر أخاه سمعان وقال له: "وجدنا "مشيحا" أي المسيح" المنتظر الذي تكلم عنه الأنبياء. وتطابقت شهادة اندراوس مع شهادة فيليبس الذي دعاه يسوع في اليوم التالي ليتبعه، والذي أخبر نتنائيل قائلا: "لقد وجدنا الذي كتب عنه موسى في الشريعة، والانبياء في الكتب، وهو يسوع، ابن يوسف من الناصرة" (يو1: 45). هؤلاء كلهم تجددوا في كيانهم الداخلي ونظرتهم ومعرفتهم، بنتيجة لقائهم بالمسيح. كلهم أصبحوا رسلا من بين الاثني عشر. وسمعان أصبح اسمه بطرس أي الصخرة، وبالآرامية السريانية، لغة يسوع، "كيفا"،إذ جعله الرب صخرة إيمان بنى عليها كنيسته(متى16: 18)، وسلمه رعاية أبنائها وبناتها، الذين سماهم خرافه (يو21: 15). بفضل هؤلاء الأشخاص المتجددين وأمثالهم، انطلقت الكنيسة منذ ألفي سنة، وغيرت وجه العالم بثقافتها الإنجيلية، وقيمها الروحية والأخلاقية والإنسانية. وتفاعلت مع ثقافات الشعوب في كل أقطار الأرض، فاعلة فيها من الداخل، مثل خميرة في عجين، بثمن شهادة الدم في أكثر الأحيان، عبر العصور. إلى مثل هؤلاء الأشخاص المتجددين تحتاج دائما الكنيسة والدولة والمجتمع". أضاف: "توجه قداسة البابا فرنسيس إلى أعضاء الكوريا الرومانية، بمناسبة الأعياد الميلادية، بكلام ينطبق تماما على انتظارات التجديد والتغيير اليوم عندنا في لبنان، قال: "يكون الإصلاح فاعلا فقط ولا غير، عندما يقوم به أشخاص متجددون، وليس فقط أشخاص "جدد". لا يكفي تبديل الأشخاص، بل ينبغي مساعدة الأشخاص العاملين في الدوائر على أن يتجددوا روحيا وإنسانيا ومهنيا. الإصلاح في الدوائر لا يتم عبر تغيير الأشخاص، ولو كان ضروريا. وإن كان لا بد من هذا التغيير فليكن أولا بتغيير الذهنيات باستمرار، وإلا باطلا يكون الجهد في الممارسة الوظيفية" (راجع جريدة الأوسرفاتوري رومانو الفرنسية الأسبوعية، عدد 252 تاريخ 29 كانون الأول 2016). وتابع: "أجل، هذه هي حاجتنا اليوم في لبنان، مع العهد الرئاسي الجديد والحكومة الجديدة، في مؤسساتنا الدستورية وفي سائر المؤسسات العامة. نحتاج إلى "تغيير في الذهنيات"، وإلى تجدد روحي وأخلاقي وإنساني لدى العاملين في خدمة الخير العام. عندما يتأمن هذا "التغيير" وهذا "التجدد"، يمكن القضاء على الفساد المستشري في المؤسسات العامة، وضبط أموال الدولة ومالها العام وحمايتها من الهدر والسلب. ويمكن عندئذ الاتفاق على سن قانون جديد للانتخابات، يكون على قياس لبنان والشعب اللبناني، لا على قياس أفراد وفئات، وهي محاولة ترجع الى سنة 2005، ولم يظهر هذا القانون لان كل واحد يريده على قياسه. فاذا كان القانون على قياس لبنان والشعب اللبناني حينئذ يضمن التجدد في النخب النيابية، ويعطي قيمة لصوت الناخب، الذي يبقى له حق المساءلة والمحاسبة تجاه الشخص الذي انتدبه ليمثله تحت القبة البرلمانية، وفقا للدستور. لقد ثمن الشعب اللبناني، المتواجد في لبنان وبلدان الخليج، تجديد العلاقة والصداقة اللبنانية-السعودية، واللبنانية-القطرية، بفضل زيارة فخامة رئيس الجمهورية الرسمية إلى هذين البلدين الشقيقين. وهم يتطلعون إلى مزيد من الزيارات إلى دول أخرى، شرقا وغربا، من أجل تجديد وتمتين موقع لبنان في الأسرتين العربية والدولية، وتفعيل دوره البناء فيهما". وختم الراعي: "انطلقت شهادة يوحنا المعمدان عن يسوع أنه "حمل الله". إنها تسمية نبوية، قالها يوحنا بفضل أنوار الروح القدس. يسوع هو حمل الفصح الجديد،الحمل الذي قدمه الآب لفداء البشر أجمعين وخلاصهم. فذبح على الصليب حاملا خطايا البشرية جمعاء، وغاسلا إياها بدمه. وفي ليلة آلامه أسس سر القربان والكهنوت، من أجل استمرارية ذبيحة الصليب لفدائنا من خطايانا، ووليمة جسده ودمه لحياتنا وحياة العالم. هذا هو فصح المسيح، فصح العهد الجديد الذي يعبر بنا من حالة الخطيئة إلى حالة النعمة، ويمنحنا الحياة الإلهية. إنه فصح دائم عبر ذبيحة القداس الإلهي، المسماة إفخارستيا أي "صلاة الشكر"، التي تجمع جماعة المؤمنين، في يوم الأحد، يوم الرب، وتجعل منهم "عائلة الله".

إننا باسم هذه "العائلة" نحتفل بهذه الليتورجيا الإلهية، حول مائدة الحمل المذبوح لخلاصنا، ونرفع صلاة الشكر للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

استقبالات

بعد القداس، استقبل الراعي عائلة الراحل المايسترو ايلي مرهج الذي توفي على مذبح الكنيسة عشية عيد الميلاد خلال تأديته وجوقته ريسيتالا ميلاديا نظمته منسقية جبيل في القوات اللبنانية في كاتدرائية مار يوحنا .