المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 كانون الثاني/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins17/arabic.january22.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هكَذَا أَحَبَّ اللهُ العَالَم، حتَّى إِنَّهُ جَادَ بِٱبنِهِ الوَحِيد، لِكَي لا يَهْلِكَ أَيُّ مُؤْمِنٍ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة

فأَنْتُم جَمِيعَ الَّذِينَ ٱعْتَمَدْتُم في المَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ ٱلمَسِيح. فلا يَهُودِيٌّ بَعْدُ ولا يُونَانِيّ، لا عَبْدٌ ولا حُرّ، لاَ ذَكَرٌ ولا أُنْثَى، فإِنَّكُم جَمِيعًا وَاحِدٌ في المَسِيحِ يَسُوع

 

عناوين الأخبار اللبنانية

اللعنة تلاحق اللبنانيّين خارجه... وشابٌّ آخر الضحايا

د.فارس سعيد: إختبار العماد عون ليس في قانون انتخابات او تعيينات انما بقدرته على معارضة مشروع ضم لبنان الى سوريا المفيدة تحت وصاية إيرانية.

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 21/1/2017

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 21 كانون الثاني 2017

بيروت نجت من عملية انتحارية بقلب شارع الحمرا ليلا

هذا هو الانتحاري المشتبه به في تفجير مقهى الكوستا في الحمرا

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

طبخة التعييـنات الاداريـة تُدرس علـى نـار هادئـة لقناعة ببدء ورشة الاصلاح ومحاربة الفساد من فوق

حمادة: لن ننزل الــى الشارع اعتراضاً على "النسبية" وسنتحالف مع المسيحيين في الجبل اياً كان شكل القانون

اعتبارات سـياسية داخلية وخارجية جعلت عون الخيار الرئاسـي الافضـل/قادر على صون الاستقرار..أما الانجازات فبانتظار اتضاح صورة "المنطقة"؟

ليبانون ديبايت" يكشف تفاصيل عملية "تحرير ريشا"

اسدال الستار على خطف ريشا يفتح الابواب على مصير الخاطفين

زحمة زيارات خارجية الاسبوع المقبل وقمة روحية في 31 الجاري

اميركا بلا "اوباما كير" ومجلس الامن يؤيد "استانة" تحضيرا لجنيف

أبو جمرة: النسبية وجه آخر للقانون الارثوذكسي والانتخــابات النيابيـــة... نحو التأجيـــل

 قمة روحية اسلامية – مسيحية في دار الفتوى في 31 الجاري

نقولا: ما زال الوقت متاحا للاتفاق علــى قانون الانتخاب ونتفهم مخاوف جنبلاط لكنه ليس أهم من الهواجس الوطنية

وزير خارجيـة العـراق يطلـع الرؤسـاء الثـلاثة على الاوضاع في بلاده ويبحث معهم شؤون المنطقة

الكتائب مصرّة على التحالف مع المستقلين والمجتمع المدني

ريفي: معركة «النيابية» لن تكون سهلة/دموع الأسمر/الديار

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ترمب: العالم لم يشهد شراً مثل "داعش"/في أول زيارة له لمقر CIA.. الرئيس الأميركي يتعهد بالقضاء على الإرهاب

"هآرتس": اسرائيل تتحضّر "لتداعيات" نقل سفارة اميركا الى القدس

ما هو أول قرار اتخذه الرئيس ترامب؟

 دخول ترامب البيت الأبيض يفتح الافق على سـيناريوهات متعـددة في انتظار التوجهات الجديدة حول سوريا واليمن ومواجهة الإرهاب

واشنطن تشارك في حوار أستانا عبر سفيرها في كازاخستان ورئيس هيئة المفاوضات السورية يجري محادثات مع الجبير في الرياض

هل أصيب بشار الأسد بعينه اليسرى في الساعات الأخيرة؟

البحرين: دول الخليج قد تلجأ لعزل إيران إقليمياً ودولياً/وزير خارجية البحرين يدعو إيران لاتخاذ خطوات تثبت رغبتها بعلاقات طبيعية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

فساد مقونن في ديكتاتوريات الطوائف/الدكتورة/رندا ماروني

ترامب وسوريا ومرحلة ما بعد حلب/خيرالله خيرالله/العرب

"الديمقراطية اللبنانية" عندما تتكلم/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

لبنان يدخل مرحلة ترامب بعجز تشريعي وأمني وعقم سياسي/شادي علاء الدين/العرب

هل يتوقع الإخوان تحرير الشيعة للموصل وتسليمها لهم/أسعد البصري/العرب

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مقابلة من المستقبل مع الوزير السابق غسان سلامة/من «داعش» إلى عودة سياسة «بناء الجدران» وانفلاش أزمة اللاجئين حتى وصول ترامب إلى البيت الأبيض

وفد من بعلبك الهرمل التقى أساقفة زحلة وزاروا معا منزل ريشا: من خطفه خطف البقاع وأساء إلى جميع أبنائه

أساقفة زحلة شكروا كل من سعى لاطلاق ريشا: البيئة اللبنانية حاضنة للعيش الواحد المشترك

جريصاتي زار منزل ريشا مهنئا: لدى الأجهزة أسماء وبعضها معروف وأعد بأن العدالة ستأخذ مجراها

محامو الاحرار: للكشف عن خاطفي ريشا وانزال أشد العقوبات بحقهم

الحريري اتصل بريشا مهنئا وأكد متابعته سير التحقيقات حتى النهاية

عون تلقى دعوة لزيارة العراق وأكد اهمية التضامن لمواجهة الارهاب

ريفي: لفصل الخلافات السياسية عن العمل الإنمائي في طرابلس

يوحنا العاشر ترأس اجتماعا للوزراء الأرثوذكس

بري استقبل وزير الخارجية العراقي وعرض قانون الانتخاب مع اللقاء الديمقراطي

الحريري استقبل وفدا اميركيا ووزير الخارجية العراقي

مطر في ذكرى استشهاد حبيقة: وطننا بات يفرض نفسه كحاجة للمنطقة وكرمز واعد لمصالحة أبنائها فتوحدوا من أجله

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

هكَذَا أَحَبَّ اللهُ العَالَم، حتَّى إِنَّهُ جَادَ بِٱبنِهِ الوَحِيد، لِكَي لا يَهْلِكَ أَيُّ مُؤْمِنٍ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة

إنجيل القدّيس يوحنّا03/من01حتى16/:"كانَ إِنْسَانٌ مِنَ الفَرِّيسيِّينَ ٱسْمُهُ نِيقُودِيْمُوس، رَئِيسٌ لِليَهُود. هذَا جَاءَ لَيْلاً إِلى يَسُوعَ وقَالَ لَهُ: «رَابِّي، نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّكَ جِئْتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّمًا، لأَنَّهُ لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَصْنَعَ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَصْنَعُهَا مَا لَمْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ». أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ مَا لَمْ يُولَدْ مِنْ جَدِيد». قَالَ لَهُ نِيقُودِيْمُوس: «كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يُولَدَ وهُوَ كَبِيرٌ في السِّنّ؟ هَلْ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ ثَانِيَةً حَشَا أُمِّهِ، ويُولَد؟». أَجَابَ يَسُوع: «أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ، لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ مَا لَمْ يُولَدْ مِنَ المَاءِ والرُّوح. مَولُودُ الجَسَدِ جَسَد، ومَوْلُودُ الرُّوحِ رُوح. لا تَعْجَبْ إِنْ قُلْتُ لَكَ: عَلَيْكُمْ أَنْ تُولَدُوا مِنْ جَدِيد. أَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاء، وأَنْتَ تَسْمَعُ صَوتَهَا، لكِنَّكَ لا تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي ولا إِلى أَيْنَ تَمْضِي: هكَذَا كُلُّ مَوْلُودٍ مِنَ الرُّوح». أَجَابَ نِيقُودِيْمُوسُ وقَالَ لَهُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَصِير هذَا؟». أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «أَنْتَ مُعَلِّمُ إِسْرَائِيلَ وتَجْهَلُ هذَا؟ أَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: نَحْنُ نَنْطِقُ بِمَا نَعْلَم، ونَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا، وأَنْتُم لا تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا. كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ الأَرْضِ ولا تُؤْمِنُون، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِذَا كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ السَّمَاء؟ مَا مِنْ أَحَدٍ صَعِدَ إِلى السَّمَاء، إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء، أَي إِبْنُ الإِنْسَان. وكَمَا رَفَعَ مُوسَى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة، كَذلِكَ يَجِبُ أَنْ يُرْفَعَ ٱبْنُ الإِنْسَان، لِكَي تَكُونَ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ بِهِ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة. هكَذَا أَحَبَّ اللهُ العَالَم، حتَّى إِنَّهُ جَادَ بِٱبنِهِ الوَحِيد، لِكَي لا يَهْلِكَ أَيُّ مُؤْمِنٍ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة."

 

فأَنْتُم جَمِيعَ الَّذِينَ ٱعْتَمَدْتُم في المَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ ٱلمَسِيح. فلا يَهُودِيٌّ بَعْدُ ولا يُونَانِيّ، لا عَبْدٌ ولا حُرّ، لاَ ذَكَرٌ ولا أُنْثَى، فإِنَّكُم جَمِيعًا وَاحِدٌ في المَسِيحِ يَسُوع

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية03/من23حتى29/:"يا إِخوَتِي، قَبْلَ أَنْ يَأْتيَ الإِيْمَان، كُنَّا مُحْتَجَزِينَ مَحبُوسِينَ تَحْتَ الشَّرِيعَة، إِلى أَنْ يُعْلَنَ الإِيْمَانُ المُنْتَظَر. إِذًا فَالشَّرِيعَةُ كَانَتْ لَنَا مُؤَدِّبًا يَقُودُنَا إِلى المَسِيح، لِكَيْ نُبَرَّرَ بِالإِيْمَان. فَلَمَّا أَتَى الإِيْمَان، لَمْ نَعُدْ تَحْتَ مُؤَدِّب؛ لأَنَّكُم جَمِيعًا أَبْنَاءُ اللهِ بَالإِيْمَان، في المَسِيحِ يَسُوع. فأَنْتُم جَمِيعَ الَّذِينَ ٱعْتَمَدْتُم في المَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ ٱلمَسِيح. فلا يَهُودِيٌّ بَعْدُ ولا يُونَانِيّ، لا عَبْدٌ ولا حُرّ، لاَ ذَكَرٌ ولا أُنْثَى، فإِنَّكُم جَمِيعًا وَاحِدٌ في المَسِيحِ يَسُوع. فَإِنْ كُنْتُم لِلمَسِيح، فأَنْتُم إِذًا نَسْلُ إِبْراهِيم، ووَارِثُونَ بِحَسَبِ الوَعْد."

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

اللعنة تلاحق اللبنانيّين خارجه... وشابٌّ آخر الضحايا

موقع ال ام تي في/21 كانون الثاني/17/خسر لبنان أحد شبابه نتيجة انهيار ثلجي حصل في منطقة Val D'isère الجبليّة في فرنسا. وكان رجل الأعمال رضا غرغور، نجل وكيل شركة "مرسيدس" في لبنان، يتزلّج برفقة أحد أصدقائه في المنطقة التي تجذب عدداً كبيراً من المتزلجين من مختلف أنحاء العالم، حين حصل انهيار ثلجي تسبب بوفاة غرغور، في حين نجا صديقه.  ويبدو أنّ اللعنة تلاحق اللبنانيّين في مختلف الكوارث الإرهابيّة أو الطبيعيّة التي تحصل في مختلف أنحاء العالم، وآخر ضحاياها رضا غرغور الذي نتقدّم من أسرته ومحبّيه بأحرّ التعازي.

 

د.فارس سعيد: إختبار العماد عون ليس في قانون انتخابات او تعيينات انما بقدرته على معارضة مشروع ضم لبنان الى سوريا المفيدة تحت وصاية إيرانية.

تويتر/22 كانون الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/2017/01/21/%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%b3%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%a5%d8%ae%d8%aa%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d8%a7%d8%af-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d9%81%d9%8a-%d9%82%d8%a7/

*خطورة احباط عملية الحمرا من قبل الأجهزة اللبنانية المشكورة ان شبح العنف عاد رغم "انجاز" انتخاب رئيس... الامن هو سياسي اولا.

*ربط صورة الموارنة بصورة النفوذ الايراني في المنطقة لا يعكس حقيقة الامور.. الأصح ان انتهازيين من كل الطوائف ارتضوا مقايضة كراسيهم بنفوذ ايران.

*بناء سوريا المفيدة بغالبية شيعية علوية وانتخاب العماد عون المتزامن مع استعراض القصير يخدم مصلحة ايران ونفوذها ولن يأتي باستقرار.

*صحيفة الغاديان تنشر تقريرا يؤكد حصول تبدل سكاني مقصود مع استقدام عائلات شيعية للسكن بين حُمُّص ودمشق والحدود مع لبنان "سوريا المفيدة".

*تعددت التفسيرات والتبريرات باسم الواقعية السياسية انما النتيجة واحدة لبنان وطن اسير للنفوذ الايراني.. ما حصل مرفوض/بوحدتنا نستعيد لبنان.

*سيتحمل العماد عون "القوي" مسؤولية تنفيذ رغبات ايران في لبنان وسوريا والمنطقة ولانه "ماروني قوي" سنتحمل معه النتائج.. نرفض وصاية ايران.

*مع شهاب وقف الجيش المصري عند الحدود، مع بشير الجيش الاسرائيلي في بيروت، مع رؤساء الوصاية الجيش السوري في بيروت، مع عون الحرس الثوري في بيروت.

*مواجهة الوصاية الايرانية على لبنان ليس اختصاص فريق انما إرادة وطنية جامعة. شاركو في لقاء سيدة الجبل.

*إختبار العماد عون ليس في قانون انتخابات او تعيينات انما بقدرته على معارضة مشروع ضم لبنان الى سوريا المفيدة تحت وصاية إيرانية.

*نقف مع وإلى جانب كل مظلوم وسينتصر الحق على الباطل مهما طال الزمن.

*مبروك اطلاق سراح سعد ريشا ولوضع حد نهائي للفلتان الأمني الا اذا كان فلاتانا "مقاوما" عند إذن لا حول ولا قوة الا بالله.

*أوقف فؤاد شهاب عبد الناصر عند الحدود، انتزع بشير هامشا لبنانيا وقتل، عون محاصر بشروط ايران الكاملة ولن يستطيع انتزاع هامشا "استقلاليا".

*مواجهة الوصاية الايرانية على لبنان يتطلب وحدة اللبنانيين. في زمن رضوخ قياداتهم للوصاية بحجة "الواقعية" يسعى لقاء سيدة الجبل الى وحدتهم مجددا.

*لان غالبية المسيحيين لا يَرَوْن في وصاية ايران وصاية بل دعما لوصولهم الى الرئاسة وحماية من الاٍرهاب قرر لقاء سيدة الجبل مواجهة الوصاية.

*انتخاب العماد عون لن يكون انجازا الا اذا وقف ومعه القوى السياسية في وجه الوصاية الايرانية على لبنان والمنطقة.. لن يحصل.

*تفاهم شهاب عبدالناصر أتى باستقرار، انتخاب بشير الجميل أتى بشروط واضحة، انتخابات الوصاية السورية معروفة، انتخاب عون بشروط ايران ووصايتها.

*تدخل ايران محادثات آستانا بكامل عناصر قوتها، تهجير سني في سوريا "المفيدة"، تشييع داخل سوريا، الاسد في الشام، عون في بيروت، تسليم محلي ودولي.

*لن تنتصر الصنمية على الانسانية.

*أهم من الرئيس ترامب هو نظام تداول السلطة في اميركا واحترام المهل الدستورية تحية لتجربة اميركا العريقة وليتنا نتعلم منهم.

*مزارع فرنسي Cedric herrou تلاحقه السلطات الفرنسية لانه يساعد المهاجرين لعبور الحدود الفرنسية الإيطالية.. لا يزال نظام القيم لدى البعض قائما.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 21/1/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

غداة تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبعد خطابه الشعبوي تحت عنوان "أميركا أولا"، تجري حكومات دول العالم قراءة أولية للتغيير المتوقع في سياسة البيت الأبيض، وخصوصا ما يتعلق بالأزمات الدولية وفي مقدمتها تلك الحاصلة في الشرق الأوسط، بدءا من فلسطين، مرورا بسوريا والعراق واليمن، وانتهاء ببعض البلدان الحساسة.

وينتظر أن تتكثف اتصالات المراجع اللبنانية مع الخارج، ولا سيما مع السفارة في واشنطن، للاطلاع على تقارير وافية حول نظرة الادارة الأميركية الجديدة للوضع في لبنان. ويتوقع ان تنشط السفارة الأميركية في لبنان في شرح أهداف الادارة الأميركية الجديدة.

إقليميا، وقبل انطلاقة محادثات آستانة بين النظام السوري والمعارضة، اجتمع وفد من المعارضة السورية مع ممثلين عن الجانب السوري، في العاصمة التركية. وقدم وفد المعارضة الذي سيشارك في المحادثات، مبادرة للجانب السوري لاعادة تثبيت الهدنة في وادي بردى.

وعلى الصعيد المحلي، من المقرر أن تشهد جلسة مجلس الوزراء الأسبوع المقبل، بحثا معمقا في قانوني الانتخاب والموازنة، وفي ورشة التعيينات الادارية والأمنية والتشكيلات القضائية.

وثمة اهتمام لدى المراجع اللبنانية وفي مجلس الوزراء أيضا، بسبل مكافحة آفة الخطف والفديات، بالمقدار نفسه الذي يحارب فيه الارهاب. فمع استعادة المخطوف سعد ريشا حريته بعد ثلاثة أيام على اختطافه، تصاعد الاهتمام الأمني بمحاسبة الخاطفين. وأكد وزير الاعلام ان الحكومة ستدرس خطة أمنية شاملة للقضاء على عصابات الخطف.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

أفرج عن البقاع بتحرير المواطن سعد ريشا. عاد إلى منزله في شتورا، بعد ضغوط مورست وأدوار تكاملت، ومتابعة أثمرت إفراجا عن المخطوف.

يسجل لبلدة بريتال والجوار، أنها انتفضت تنبذ الخاطفين، وتواكب ابن البلدة بسام طليس الذي أوفده الرئيس نبيه بري، باحثا ضاغطا، تدعم خطواته القوى السياسية والبلدية والاختيارية والأهلية، بالتزامن مع دور جبار لاستخبارات الجيش. جميعها فرضت الافراج عن ريشا من دون أي فدية مالية.

تحرر المخطوف. لكن من يضمن إنتهاء مسلسل الخطف في البقاع؟.

وحدها الدولة قادرة عل توقيف تلك العصابات، لتريح البقاعيين من مجرمين لا يمثلون لا طائفة ولا بلدة. وحدها الاجراءات الأمنية المشددة تمنع قلة قليلة من العابثين بأمن الناس، والمتفلتين من الدين والأخلاق والقانون، ومن الاستهتار بالدولة والشعب.

لا يجب ان يبقى المجرمون يسرحون ويمرحون في البقاع، يمنعون السياحة من الانتعاش، والاقتصاد من النمو، والأهل من زيارات بلداتهم.. إلى متى الانتظار؟.

في السياسة، ترقب داخلي لمسار قانون الانتخاب، وسط متابعة "اللقاء الديمقراطي" جولاته، التي قادته إلى عين التينة، يعكس فيها عمق التحالف الوثيق مع الرئيس بري.

الوزير مروان حمادة تحدث عن تفاهم، وتفهم رئيس المجلس لطرح "اللقاء الديمقراطي"، فيما ذهبت صحيفة "الأنباء" التابعة ل"الحزب التقدمي الاشتراكي" لإستعراض العلاقة التاريخية بين الرئيس بري والنائب وليد جنبلاط، إلى حد تأكيدها ان رئيس المجلس لا يسير بقانون لا يوافق عليه جنبلاط.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

على الوتر الانتخابي رست المعزوفات السياسية اللبنانية. وإن تعددت نوتاتها، فإن نواتها بقيت انتخابات نيابية في موعدها وفق قانون جديد يؤمن صحة التمثيل.

ولأن حسن التمثيل وجهة نظر نسبية بين الأفرقاء، بل وجهات متقاطعة حينا ومتضاربة أحيانا، فإن حسن النوايا يفرض على الجميع تكثيف المشاورات والتبديد السريع لهواجس البعض والملاحظات، لأن الوقت يضيق، وعداد الثلاثين يوما لدعوة الهيئات الناخبة بدأ بالتقلص.

ولكي لا تقلص الآمال إلى حدود الحفاظ على الانتخابات في موعدها، جدد رئيس الجمهورية ما يردده على الدوام، من اننا أمام سباق حقيقي مع الوقت لاقرار قانون جديد يراعي صحة التمثيل، وهل من سبيل غير النسبية للوصول إلى هذه الحاجة الوطنية؟.

في الاقليم، إمكانية الوصول إلى حلول سياسية للأزمة السورية عبر مؤتمر الاستانة، ما زالت نسبية. الجميع ذاهب للبحث عن تثبيت لوقف إطلاق النار في سوريا، فيما الموقف الايراني من المشاركة الأميركية في هذه المفاوضات لا بحث فيها: فواشنطن غير مرحب بها، بل لم توجه لها الدعوة أصلا، قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، ما يعني ان المشاركة الأميركية معقدة بما ان ايران لاعب مهم في التسوية السورية، بحسب المتحدث باسم الكرملين الروسي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

أطلق سعد ريشا، ترى من الضحية التالية؟. ورغم اننا نسمع من يتحدث صادقا عن ضرورة تطبيق خطة أمنية متشددة، لكن الاعتراف واجب بأن لا أمن، ما دامت المنطقة تعتبر خاصرة للجبهة السورية وخزانا للمقاومة، وبالتالي يجب ان تترك لها خصوصيتها المتفلتة، وما دام هناك من ينظر اليوم لتحليل أموال الناس وأعمارهم، مختبئا وراء مقولة ان الدولة دفعت الناس إلى السرقة بعدما حرمتهم مواردهم المتأتية من زراعة المخدرات بلا بدائل، وكأن لا فقراء إلا هناك.

هذا في الهموم اللبنانية، أما الهموم الكونية فعنوانها دونالد ترامب الذي دخل البيت الأبيض أمس على صهوة حصان جامح، مبشرا بأميركا قوية بعزلتها، وقوية بتخليها عن حلفائها، وقوية بضربها مفاهيم العولمة التي هي أنجبتها، وقوية بجيش وعد بأنه سيكون فائق القوة، ولكنه ممنوع من التدخل في أي مكان من العالم، مساعدة لحليف أو تأديبا لعدو.

ترامب بشر أيضا بأميركا لا فقراء فيها، علما بأن الغاء نظام أوباما كير، هو أول مرسوم وقع عليه. ترى كيف ستستفيق بورصات نيويورك والعالم الاثنين؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

دخل دونالد ترامب البيت الأبيض، كما لم يدخله رئيس أميركي من قبل، وسط انقسام أفقي وعمودي غير مسبوق في بلاد العم سام، التي يحلم النجم ترامب باعادتها أرض الميعاد للأميركيين، والابعاد للمهاجرين والمسلمين وكل من لا يمت إلى العرق النقي بصلة، حاملا شعارات غير مألوفة بنيات مكشوفة: التهجم على أوروبا، والهجوم على حلف شمال الأطلسي، مراعاة روسيا، مراضاة اسرائيل ومعاداة ايران.

خطاب التنصيب كسر فيه كل الأعراف، ورمى المفردات والمصطلحات المعتمدة في هذه المناسبة في سلة الشعبوية: أميركا أولا، دحر التنظيمات التكفيرية الاسلامية، انتقال السلطة من واشنطن إلى الشعب، والأخطر والأهم في ما قاله: رئاستي ستحدد المسار لأميركا والعالم لسنوات كثيرة مقبلة.

يأتي ترامب إلى البيت الأبيض المعقد بأفكار بسيطة، كما قال شارل دو غول عندما زار لبنان الابن المنون للأم الحنون والشرق المحكوم بصراع الآلهة ونزاع الأمم. ترامب القاصر بنظر الطبقة السياسية الأميركية، لا يجد حرجا في التودد إلى قيصر روسيا بوتين، ولا الى تجاهل البحث في مصير الأسد، ولا إلى تحييد ايران والاكتفاء بتوجيه انذارات شفهية شبيهة بفعاليتها بمحاضر ضبط السير في بلدان العالم الثالث، لعلمه بأن الاتفاق معها أممي وليس أميركيا فحسب، ولأن الشركات والمؤسسات الأميركية بدأت بتنفيذ عقودها مع البلد الأصعب مراسا والأكثر واقعية والأشد صلابة في المنطقة: ايران.

وإلى لبنان، حيث الاستثناء قاعدة والسوابق ثوابت. مطران وراعي وأسقف ينحى عن أبرشيته، في سابقة في الكنيسة المارونية. المطران الياس نصار راعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة، يطلب منه التنحي وابعاده إلى الخارج، عقابا لا ثوابا، وتقريعا لا تكريما، والأسباب طي الكتمان بانتظار فك عقد البعض واللسان.

وفي اليوم الثالث كذلك سعد ريشا حرا، وكذلك خاطفوه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

منذ عام 1993 حتى اليوم، أكثر من خمسين عملية اختطاف مدنيين عرفها لبنان، من أبرزها عملية خطف الأستونيين السبعة التي شكلت نقطة تحول الزعران الصغار إلى زعران كبار. لا قدرة للدولة على ضبط ارهابهم المتنقل، لا سيما في منطقة البقاع. قليلة عمليات الاختطاف التي انتهت بأفعال تحرير رهائن، وقليلون هم المتورطون الذين دفعوا ثمن أفعالهم. فيما الأكيد ان معظم عمليات الاختطاف، انتهت بدفع فدية وصلت أعلاها إلى مئات آلاف الدولارات.

هذه هي الجريمة الموصوفة بحد ذاتها، فالخاطفون معروفون بالأسماء ويتنقلون بحرية، متسترون بشعارات تبدأ بالمناطق المحمية ولا تنتهي بالعشائر والتقاليد. الجريمة هي عندما تنتقل الدول من سلطة حامية تضرب بقوة الأمن والحق، إلى دولة خائفة تحول الخاطفين إلى أشباح تفاوضهم نهارا، ليرموا مغانمهم فجرا على قارعة الطرق.

أما الجريمة الأكبر، فهي عندما تصاب الدولة نفسها برهاب تداول السلطة، فتصم آذانها عن مطالبة مواطنيها بقانون انتخابي عصري، وتسير بخطى ثابتة نحو اجراء الانتخابات على أساس قانون الستين. وأكبر دليل على ذلك، ما نقله الوزير أبو فاعور عن الرئيس بري، الذي قال: لن أسير بقانون لا يرضى عنه وليد جنبلاط.

غدا سيعلو صوت المطالبين بقانون على أساس النسبية في أرجاء بيروت. وبعده ستتواصل اللقاءات الرسمية على أمل الوصول إلى قانون انتخابي يرضي الجميع. فهل من بين الجميع المواطنون أنفسهم؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

دخل العالم مرحلة جديدة. مرحلة عنوانها الريبة والحذر. دونالد ترامب في البيت الأبيض. الأميركيون أنفسهم لم يستوعبوا الأمر بعد،…وعيون حكام العالم وشعوبه تنتظر المنحى الذي سيسلكه الرئيس الجديد في مقاربة الأزمات، خصوصا في منطقتنا الواقعة بين فكي كماشة الديكتاتوريين والإرهاب.

ولعل الصورة الأكثر تعبيرا عن شكل الأعوام الاربعة التي تنتظرنا في العهد الأميركي الجديد، هي الشغب في شوارع واشنطن. شوارع بدت أشبه بشوارع عربية في امتلائها بالفوضى والعنف والغضب والحيرة.

ومن الولايات المتحدة إلى المملكة العربية السعودية، حيث نجحت السلطات الأمنية من محاصرة وكرين (2) ارهابيين في محافظة جدة، انتهت بانتحار ارهابيين بتفجير نفسيهما، قبل أن تعتقل العناصر الأمنية ارهابيا ثالثا وزوجته، بالاضافة إلى ضبط أسلحة ومتفجرات.

أما في لبنان، فلا يزال العهد الجديد يتلمس خطواته الأولى. وقانون الانتخابات النيابية هو الأكثر اشكالية. والجديد في جولة نواب "اللقاء الديمقراطي"، ناقلين هواجس النائب وليد جنبلاط، هو مطالبتهم بعد زيارة الرئيس نبيه بري ان يشمل معيار التمثيل الصحيح الجميع دون تمييز، وإلغاء الطائفية للوصول إلى حل وطني يؤمن صحة التمثيل للجميع، وليس تأمين التمثيل الصحيح لشريحة ما على حساب الآخرين.

في الأمن، وبعد الإفراج عن المخطوف سعد ريشا، تعالت الأصوات المطالبة بتوقيف الخاطفين، وهو الهم الأول عند الرئيس سعد الحريري، الذي اتصل بعائلته مهنئا بالسلامة، ومؤكدا متابعته التحقيقات حتى النهاية، تمهيدا لملاحقة الخاطفين وإحالتهم إلى الجهات القضائية المختصة. وهو امتحان أول أمام العهد الجديد، فإما استمرار المربعات الأمنية وحكم العصابات في مناطق معينة، أو التمهيد للدولة العادلة حيث لا أحد فوق القانون.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بتدبير بسام انتهت مأساة خطف ختيار زحلة سعد ريشا. وجرى شكر الجميع بمن فيهم الخاطفون أنفسهم. لكن الرأي العام ليس بالضرورة أن يطلع على هوية الخاطفين، ولا على الأثمان التي طلبوها، ولا إذا ما كانت قد دفعت الفدية. ولا علاقة للمواطنين بمونة زعيم تحرك الميكانيك على ساكني جرد بريتال. المهم أن الرجل المخطوف قد تحرر وعادت طرقات زحلة سالكة على خطين. وكذلك فإن طرقات جرود الطفار سالكة وآمنة على غير خط.

وعند قارعة طريق انتخابية، فإن السالك الوحيد هو خط الستين، بمحركات دفع ثلاثي مجهزة بسلاسل سياسية، من بري، الحريري، جنبلاط الذي بدوره يبقي على محركاته جاهزة لأي التفافة أو تعرج. ويلجأ رئيس الحكومة إلى الستين، بإشارات خاطئة تنذره من خطر النسبية، لكن كل الدلائل تشير إلى أن أي قانون يلحظ النسبية بشكل متوازن، سوف يؤمن للحريري أرباحا صافية تتنوع بين الدوائر، لاسيما إذا ما جرى اعتماد قانون حكومة ميقاتي الذي أعده وزير الداخلية الأسبق مروان شربل مع خبراء متخصصين. أما استسلام الحريري للستين فقد يلغيه من طرابلس والبقاع الغربي، بعد بروز منافسين على الحلبة السنية سيستفيدون من النظام الأكثري.

فهل يشارك رئيس الحكومة في حملة الستين أو التمديد المقنع، فيتخذ قرار الطلاق المبكر مع رئيس الجمهورية؟. فالرئيس ميشال عون عازم على انتخابات في موعدها وفق قانون جديد، فلا تمديد ولا ستين، لا بل صيغة ضامنة للجميع، وسحب كل الغاية من نفس يعقوب، قد يؤدي هذا الإصرار إلى الفراغ النيابي، أو ما قبله إلى الحراك الذي سيشترك هذه المرة سياسة وشعبا. فالتلويح بخيار الشعب وتحرك الناس من جانب التيار، يتواكب وبدء أولى المساهمات على الأرض في تظاهرة غدا الأحد، دعت إليها مجموعات المجتمع المدني تحت مسمى "تحالف برلمان لكل البلد"، وستكون أول امتحان يكشف حقيقة نيات الأحزاب من النسبية.

وإذا كان المجتمع المدني قد وضع أولى النقاط على الحروف الانتخابية، فإن "التيار الوطني" ومن خلفه عماد البلد، سوف يضغط باتجاه فرض قانون جديد أو تنفيذ الاعتراض في الشارع. لكن كيف لرئيس الجمهورية أن يستعمل حقه الدستوري في منع التمديد أو الستين؟. سلاحه الأول هو مرسوم دعوة الهيئات الناخبة الذي سيصدر عن مجلس الوزراء، وهذا المرسوم سيحتاج إلى توقيع رئيس الجمهورية بشكل حتمي. ويمكن أن يشهر الرئيس عون هنا موقفه المعمر منذ ربع قرن ويقول: تسطيعون سحقي ولن تأخذوا توقيعي.

سلاحه الثاني من صلب الدستور، عبر استخدام حقه في المادة الثالثة والخمسين دستورا، وفي المادة مئة وخمسة وأربعين من النظام الداخلي لمجلس النواب، اللتين تتيحان له توجيه رسالة إلى المجلس عندما يرغب، وعلى رئيس المجلس دعوة الهيئة العامة في خلال ثلاثة أيام. ويمكن أن يضمن رئيس الجمهورية رسالته تلك دعوة إلى إبطال قانون الستين، والذي جرى تعديله عام 2008 بإضافة فقرة تنطوي على فضيحة وتتضمن عيبا دستوريا وأخلاقيا في تشريع الرشوة الانتخابية.

كل هذه الأسلحة تصبح فتاكة، لكنها مشروعة لضرب أهداف التمديد الثالث، وتأكيد أن كل تمديد سابق كان باطلا، لأنه استند إلى قانون شائب. ولو كنا في كنف دولة تحترم ناخبيها، لأحيل نوابنا إلى السجون عوضا من تكريمهم في تمديد آخر، أو الاتيان بهم مرة جديدة عبر الستين. ولنتعلم من ديمقراطيات الأعداء والخصوم، حيث أن أميركا أوباما سلمت بالأمس أميركا ترامب، بكل ما أوتيت من احترام تبادل السلطة، فيما عهودنا لا تنتهي إلا بالخراب أو الفراغ أو التمديد.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 21 كانون الثاني 2017

النهار

نشطت حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي على أحد الحزبيّين الذي يتولّى التفاوض لاطلاق مخطوف واعتبرت في الأمر دليلاً إلى ضعف الدولة.

عاد الحديث عن إحياء طاولة الحوار برئاسة الرئيس ميشال عون للاتفاق فقط على قانون للانتخاب.

3 وزراء سعوديّين ووزير كويتي يزورون لبنان الأسبوع المقبل في مؤشّر إلى رفع الحظر عملياً.

للمرّة الأولى يدعو وزير سلفه إلى ترؤس لجنة عمل في الوزارة لمتابعة مشروع كان الثاني أعدّه.

ظهور التنافس الانتخابي في ملف المخطوف الزحلي بان اعلنت الأحزاب والتيارات متابعتها المخطوف .

المستقبل

يقال

إنّ أوساطاً ديبلوماسية في باريس علّقت على خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقول: إن الرسالة الأوضح للإدارة الأميركية الجديدة جاءت في البيان الأول الصادر عن البيت الأبيض والذي ساوى بين إيران وكوريا الشمالية.

اللواء

خلطت عملية الخطف الأخيرة بعض أوراق التحالفات في ظل تشدد بضربة قوية في عمق مناطق الخطف.

تخطت الأزمة بين رئيس حزب بارز ونائب قرّر الابتعاد، المسألة الانتخابية إلى الخيارات..

طمأن مسؤول رفيع مسؤولة دولية أن الانتخابات النيابية ستجري في موعدها مستبعداً أي تأخير ولو تقني!

الجمهورية

يُجري حزب بارز مناقلات في صفوفه بعيداً من الأضواء، خصوصاً في بعض المراكز الحساسة، كما أجرى بعض الإعفاءات لكادرات مهمة لم يكن دورها محصوراً في لبنان.

أبلغ سفراء دول مهمة المراجع المعنية بأن استمرار المساعدات الدولية هو رهن بإجراء الإنتخابات النيابية في موعدها.

لفتَ مرجع كبير مرجعاً آخر الى وجوب إلتزام حدود الصلاحيات المعطاة له فلا يُشخصِنها.

البناء

قال نائب بارز أمام زواره أمس إنّ ورشة العمل التشريعي التي انطلقت في المجلس النيابي خلال الأسبوع المنصرم، والتي يتوقع أن تستمرّ في الأشهر القليلة المتبقية من عمر هذا المجلس حتى العشرين من شهر حزيران المقبل، تجعله وزملاءه يستحقون رواتبهم من الآن وصاعداً، بعدما كان استمرارهم في تقاضي هذه الرواتب خلال فترة تعطيل العمل التشريعي يسبّب لهم الإحراج... أحياناً!

 

بيروت نجت من عملية انتحارية بقلب شارع الحمرا ليلا

الأحد 24 ربيع الثاني 1438هـ - 22 يناير 2017م/لندن - العربية.نت/نجا لبنانيون كان يمكن أن يكون عددهم بالعشرات، قتلى وجرحي، من موت حاسم، لولا أحبطت الأجهزة الأمنية اللبنانية في اللحظة الأخيرة عملية انتحارية، كاد ينفذها انتحاري مزنر بحزام ناسف، وأدركوه قبل تفجير نفسه داخل أحد المقاهي بقلب شارع الحمرا في بيروت ليلا، طبقا لما ألمت به "العربية.نت" من مواقع اخبارية لبنانية، كما من اتصالها بلبناني يقيم في الشارع الذي يكتظ عادة بالرواد مساء السبت بشكل خاص. تم احباط "الانتحارية" بعملية مشتركة بين مديرية الإستخبارات وفرع المعلومات، وأدت الى توقيف الانتحاري بعد اصابته بطلق ناري، نقلوه على أثره إلى المستشفى معتقلا من قبل القوى الأمنية التي كانت تلاحقه، وأورد موقع "تلفزيون الجديد" أن الانتحاري "ع.ع" هو لبناني الجنسية "وضبطت هويته اللبنانية بحوزته" وفق معلومات المحطة، فيما ذكرت صحيفة "النهار" بموقعها أنه لم يجر بعد التحقق من صحتها.

وذكر المطرب راغب علامة في تغريدة "تويترية" أن الانتحاري كان سيفجر نفسه في مقهى Costa بالشارع، وهنأ في تغريدة ثانية "ابطال جيشنا البطل وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي الأبطال بعد إعتقال الإرهابي الإنتحاري"، كما هنأ رئيس الوزراء سعد الحريري مخابرات الجيش وفرع المعلومات على احباط العملية، وكذلك فعل وزير الداخلية نهاد المشنوق بعد وقت قليل على الاعلان عن الخبر. وفي تطور آخر أنه تم التثبت من صحة الهوية اللبنانية التي كانت مع الانتحاري عمر العاصي، وتنشر "العربية.نت" صورتها أعلاه، فيما ذكر "تلفزيون الجديد" أن الإستخبارات العسكرية اللبنانية داهمت منزله في مدينة صيدا، البعيدة 40 كيلومترا الى الجنوب من بيروت، وصادرت جهاو كومبيوتر خاص به، كما وهاتفه الجوال.

 

هذا هو الانتحاري المشتبه به في تفجير مقهى الكوستا في الحمرا

ال بي سي/21 كانون الثاني/17/في عملية نوعية ومشتركة بالتنسيق مع فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، أحبطت قوة من مديرية الاستخبارات حوالى الساعة 10.30 من مساء أمس، عملية إنتحارية في مقهى costa في منطقة الحمرا، أسفرت عن توقيف الانتحاري المدعو عمر حسن العاصي الذي يحمل بطاقة هويته، حيث ضبطت الحزام الناسف المنوي استخدامه ومنعته من تفجيره. وقد حاول الموقوف الدخول عنوة إلى المقهى ما أدى إلى وقوع عراك بالأيدي مع القوة العسكرية، ونقل على الأثر إلى المستشفى للمعالجة، بحسب ما جاء في بيان الجيش.  وصادرت استخبارات الجيش جهاز الكومبيوتر الخاص به وهاتفه خلال مداهمة منزل الانتحاري في شرحبيل - صيدا، بحسب معلومات للـLBCI.   

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

طبخة التعييـنات الاداريـة تُدرس علـى نـار هادئـة لقناعة ببدء ورشة الاصلاح ومحاربة الفساد من فوق

21 كانون الثاني/17/المركزية- يؤكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، منذ اللحظة الاولى لتسلمه مهام الرئاسة سعيه الى مكافحة ظاهرة الفساد المستشري في البلاد والمتحكم بمفاصل الادارات الرسمية على كل المستويات.

والعماد عون الذي يستشعر خطورة هذا الملف واستفحاله لطالما ردد امام زواره وحتى قبل انتخابه رئيسا ان لبنان ليس فقيرا لكن امواله مسلوبة، يدرك ان مواجهة مافيات الفساد ليست بكبسة زر انما تستوجب معركة وفترة غير وجيزة من الزمن نظرا لتجذر هذا الملف وترسخ هذه العقلية غير الصحية لدى الكثير من اللبنانيين خصوصا العاملين في الحقل العام. وتقول مصادر في التيار الوطني الحر على اطلاع على مسيرة الرئيس عون الاصلاحية منذ كان في الرابية لـ"المركزية" انه لطالما كان يشدد في احاديثه ومواقفه في الاندية والصالونات وامام زواره على ان الاصلاح يبدأ من فوق وليس من تحت، بمعنى ان رئيس الجمهورية يجب ان يكون قدوة للمسؤولين من وزراء ونواب ومديرين في اي موقف وقرار يتخذه لذلك ومن هذا المنطلق اوعز بدراسة ملفات المديرين المفترض تعيينهم بدقة وجدية واطلاعه شخصيا على ملف كل واحد منهم قبل طرحه على بساط البحث مع المعنيين والوصول به الى طاولة مجلس الوزراء، وذلك ليس لقناعة منه بتعيين الرجل المناسب في المكان المناسب فحسب، انما من اجل تحقيق الاتي:

1- اعادة الثقة ما بين الدولة والمواطن المفقودة بفعل ما يعيشه اللبناني من فساد وهريان في الدوائر والمؤسسات الرسمية وذلك من خلال اختيار اسماء على رأس الادارات توحي بالثقة وتحظى برضى وتأييد الغالبية من اللبنانيين التي لا تزال تراهن على قيام الدولة وعودة الروح والعمل الى مؤسساتها واداراتها.

2- انتظام عمل السلطات والدوائر العامة الذي ينسحب بدوره على عمل واداء القطاع الخاص خصوصاً في ضوء استعادة السلطات من تنفيذية وتشريعية عملها واقرار العديد من القوانين التي تنسحب ايجاباً على الداخل اللبناني وتريح المواطن بعض الشيء.

3- لادراكه ايضاً ان نظافة الكف والسجل من شأنها تعزيز ثقة الخارج بلبنان والعهد، وهو ما لمسه شخصياً في لقاءاته مع البعثات الدبلوماسية والوفود الدولية التي زارت لبنان اخيراً، وتبين انها على اطلاع واسع ليس على الأزمة اللبنانية واسبابها فقط بل ايضاً على اسماء فاسدين ومرتكبين.

4- استحالة فتح ملف الفساد المالي والاداري لتشعبه وملامسته المكونات اللبنانية والتيارات السياسية والحزبية كافة، وفي رأيه ان عملية الاصلاح لا بد ان تنطلق من التعيينات اي استبدال الفاسدين بآخرين نظيفي السجل والكف ولا سبيل سوى ذلك.

 

 حمادة: لن ننزل الــى الشارع اعتراضاً على "النسبية" وسنتحالف مع المسيحيين في الجبل اياً كان شكل القانون

المركزية/21 كانون الثاني/17/ وصف وزير التربية مروان حمادة خطاب الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب بالـ"شعبوي المحلي الذي يتوجه ضد الطبقة الحاكمة والاكاديميين"، مشيراً الى ان "لدى ترامب ميولا لدعم اسرائيل اكثر من الرؤساء الذين سبقوه". وعن انعكاس السياسات الاميركية في عهد الرئيس ترامب على لبنان، لفت حمادة في تصريح الى ان "الادارة الاميركية قد تنظر اكثر الى مهام الجيش اللبناني ودوره"، الا انه اوضح ان "لبنان تحت الرقابة ليس فقط من اميركا بل من قبل الدول العربية ايضاً". الى ذلك، اعتبر حمادة ان "اعتماد النسبية في الانتخابات سيؤدي الى فوز اشخاص بعدد اصوات اقل". واذ شدد على ان "المطلوب اليوم اصلاح شامل يعتمد على: تقسيم اداري جديد، الغاء الطائفية، لامركزية ادارية وانشاء مجلس شيوخ"، ناشد حمادة الرئيس نبيه بري "المبادرة لتشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية وفقاً للطائف". ونفى امكان النزول الى الشارع اعتراضا على النسبية، مشيراً الى "ان ليس هناك اي مبرر للدخول في اي نقاش او سجال مع المسيحيين الذين سنتحالف معهم في الجبل اياً كان القانون الانتخابي"، مشدداً "على حق المسيحيين في التمثيل الصحيح"، ومحذّراً من "انصاف طائفة على حساب طائفة اخرى". وفي الشق التربوي، لفت حمادة الى انه "يتابع حقوق المتعاقدين، لكن الملف بحاجة الى دراسة خشية الوقوع في ادخال عدد من الاساتذة يتخطى حاجة الوزارة بعد انتهاء ظاهرة النزوح السوري ويتسبب بفائض جديد".

 

اعتبارات سـياسية داخلية وخارجية جعلت عون الخيار الرئاسـي الافضـل/قادر على صون الاستقرار..أما الانجازات فبانتظار اتضاح صورة "المنطقة"؟

المركزية/21 كانون الثاني/17/ بغضّ النظر عن طبيعة "التسوية" التي أفضت الى إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وما اذا كانت لبنانية المنشأ وهو ما يؤكده رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أم اقليمية الجذور وتحديدا سعودية – ايرانية على حد تعبير وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، فان اختيارها العماد ميشال عون لتسلم مقاليد البلاد بعد عامين من الشغور، لم يأت من عدم، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية". فطباخو الاتفاق الرئاسي في الداخل والخارج على حد سواء، رأوا في الرجل المواصفات المطلوبة للحفاظ على الاستقرار المحلي من جهة وتأمين نهضة في لبنان على الصعد كافة، سياسيا واقتصاديا وعمرانيا، من جهة أخرى، بعد ان لامست مقومات الدولة حدود الانهيار. فهو تمكن من نسج تحالفات مع معظم القوى السياسية الوازنة على الساحة المحلية، وأبرزها اتفاقه مع القوات اللبنانية والمستقبل من جهة ومع حزب الله من جهة ثانية، ما يحصّن عهده بشبكة أمان سياسية واسعة، علما انه رئيس أكبر تكتل نيابي مسيحي في البرلمان. الى ذلك، فهو أعلن تمسكه بـ"اتفاق الطائف" وابتعد عن أي طرح يقارب تغيير النظام الحالي وتعديله. في الموازاة، لم تمنعه علاقاته الجيدة مع ايران من مد يده الى المملكة العربية السعودية. فكانت أولى زياراته الخارجية كرئيس للجمهورية الى الرياض وقد أبدى منذ انتخابه حرصا كبيرا على اعادة وصل ما انقطع بين لبنان والخليج، بعد ان تمسك في خطاب القسم بـ"ضرورة ابتعاد لبنان عن الصراعات الخارجية، والتزام احترام ميثاق جامعة الدول العربية وفي شكل خاص المادة الثامنة منه، مع اعتماد سياسة خارجية مستقلة تقوم على مصلحة لبنان العليا واحترام القانون الدولي".

وبهذا، يكون قد أتمّ ما يراه "المجتمع الدولي" ضروريا من سياسات لابقاء لبنان آمنا، علما ان الاستقرار في البلاد يبقى في صدارة ما يهتم اليه الغرب والعرب لبنانيا. الى ذلك، تضيف المصادر، فان انتخاب الجنرال عون يعطي جرعة دعم معنوي قوية للمسيحيين في لبنان ويعيد شد عصبهم بعد ان شعروا على مر السنوات الماضية بالغبن جراء عجزهم عن ايصال الاقوى فيهم الى سدة الرئاسة. الا ان المصادر تقول ان شد الحبال في المنطقة لا يزال في أوجه، وبؤر التوتر المشتعلة في سوريا واليمن والعراق وسواها من الميادين العربية لا تزال تغلي ولم تجد التسوية اليها سبيلا بعد، رغم كثرة المبادرات الخارجية لتهدئة النزاعات وسيكون آخر تجلياتها مفاوضات أستانة للسلام في سوريا المقررة الاثنين المقبل في كازاخستان برعاية روسية – تركية مشتركة. وهذا الواقع الاقليمي غير المريح يعني وفق المصادر، ان تحقيق العهد تغييرات جذرية ولافتة في المرحلة الراهنة، أمر صعب. ورغم نقاط القوة التي يتمتع بها الرئيس "شخصيا" وسياسيا، فإن احراز "الانجازات" وأهم عناوينها اليوم "وضع قانون انتخابي جديد" عصري وعادل، قد يحتاج الى رسوّ التطورات في المنطقة على برّ واضح، تتبين فيه طبيعة التوازنات الجديدة وميلها الى هذا المحور او ذاك من المحاور المتصارعة في الاقليم. وترى المصادر بالاستناد الى ما تقدم ان عهد الرئيس عون سيتمكن من إبقاء لبنان على السكة الصحيحة أمنيا ونقديا وسياسيا واقتصاديا، وسيقود دفة البلاد في الاتجاهات الصحيحة بما يبقيها في وضعية مستقرة، الا انه قد لا يشهد خروقا في قضايا بارزة في انتظار اتضاح المشهد الاقليمي الذي لطالما ارخى بظلاله على اللعبة السياسية المحلية.

 

ليبانون ديبايت" يكشف تفاصيل عملية "تحرير ريشا"

ليبانون ديبايت - عبدالله قمح/21 كانون الثاني/17/أطلق فجر اليوم، سراح الرجل السبعيني سعد ريشا، الذي خطف قبل أيام من قبل عصابة مسلحة في البقاع. عملية الإفراج "مجهولة التفاصيل" دخلت في تأويلات إعلامية عدة، فبينما من قال أنه "جرت عملية أمنية دقيقة وأدت إلى تحرير ريشا"، نفت معلومات أخرى ذلك، لكن الأهم في كل ما جرى، أن هناك رجل أعيد إلى عائلته، وهناك عصابات تمتهن إرهاب الناس لا زالت طليقة. وعلم موقع "ليبانون ديبايت" من جهات أمنية، أن جهاز مخابرات الجيش في البقاع كثّف عملية الرصد والمتابعة لأفراد المجموعة الخاطفة وهم معروفون بالأسماء ومن بينهم ثلاثة هم: ع.ص، ح.إ و م.ش.إ". وبحسب ما وصل إلى "ليبانون ديبايت"، فإن ما حصل من عملية تحرير ليس عبارة عن عملية أمنية ولا عملية تفاوض، بل "ترتيب معين" أفضى إلى الوصول لخواتيم سعيدة. أما عن الترتيب، فهو عبارة، بحسب المصادر، عن ثمرة تعاون بين حركة أمل التي أوفد رئيسها نبيه بري، السيد بسام طليس مسؤول قطاع البلديات (رئيس اتحاد النقل البري)، لتمثله في عملية التفاوض ومسؤولون من حزب الله والعشائر والأجهزة الأمنية، حيث شكلت غرفة عمليات لمتابعة عملية تحرير السيد ريشا داومت ليالٍ عدة.

وتشير معلومات "ليبانون ديبايت" أن "عملية تفاوض غير مباشرة جرت مع الجهة الخاطفة من خلال وسطاء أفضت إلى إقنعاء هؤلاء بتسليم ريشا دون فدية مالية، حيث عقدت صفقة تمثلت بجلب الجهة الخاطفة للسيد ريشا إلى مكان يختارونه هم ويضعونه فيه ومن ثم يغادرون وبعدها يصرحون عن المكان، وهذا ما حصل عند قرابة الساعة الرابعة والنصف من فجر الجمعة - السبت، حيث حضرت قوة من فرع منطقة البقاع في مخابرات الجيش إلى المكان الذي أحضر إليه ريشا وقامت بإخراجه منه.

موفد الرئيس نبيه بري السيد بسام طليس، رفض في حديث لـ"ليبانون ديبايت" الدخول "في تفاصيل ما حصل" لكنه قال أن المهم "النتيجة التي أدت في النهاية إلى تحرير ريشا" والتي كانت عبر جهود "دولة الرئيس نبيه بري مع الأخوة في حزب الله والمجتمع المدني والعائلات والشرفاء والاجهزة الامنية".

ورداً على سؤال عن حصول عملية أمنية أدت إلى تحرير ريشا بالقوة، قال "ليس لدي الحق بالتصريح، وأترك للأجهزة الأمنية كشف المعطيات في حال أرادت، لكن ما أستطيع قوله هو حصول عملية تفاوض غير مباشرة عبر عدد لا محدود من الوسطاء إستمرت ليالٍ طويلة قبل التوصل إلى أتفاق".

وكشف طليس لـ"ليبانون ديبايت" أن الذي يظن أن المجموعة الخاطفة أفرادها عبارة عن شبان عاديين من قرى هو مخطئ "هؤلاء أفراد في عصابة لا بل عصابات كبيرة مترابطة لها آلية وعمل وأسلوب وخلفيات وقيادة وليست على صعيد قرية أو جهة" مضيفاً أن "90% من الناس والتيارات الحزبية لا تقبل بما حصل ولا تعرف أصلاً من يقف خلف ما حصل سوى أنهم عصابة". وشكر طليس "جميع من تعاون لحل هذه المسألة الإنسانية التي أعادت رجل طاعن في السن إلى عائلته" آملاً بـ"نهاية هذا الكابوس" تاركاً للقوى الأمنية "عملية التعقب والمتابعة لمعرفة أفراد الشبكة".

وختم طليس حديثه بالإشادة بعائلة ريشا التي إستقبلت من ساهم بتحرير أبنها "أحر إستقبال" وإعتبرونا "أشخاص من أبناء البيت، ولم نشعر أننا غرباء، ولم يتوجه لنا أحد بكلمة سوء".

 

اسدال الستار على خطف ريشا يفتح الابواب على مصير الخاطفين

زحمة زيارات خارجية الاسبوع المقبل وقمة روحية في 31 الجاري

اميركا بلا "اوباما كير" ومجلس الامن يؤيد "استانة" تحضيرا لجنيف

المركزية/21 كانون الثاني/17/أما وقد اسدل الستار على فصل جديد من فصول مسرحية الخطف العبثي في البقاع يحمل الرقم 25، فإن العوارض التي تفرزها عمليات الخطف الآخذة في التفاقم من دون رادع، باتت تستوجب من المسؤولين في الدولة التصويب السريع لمسار التعاطي مع هذه القضية، عوض الاستمرار في لحس المبرد كما هو حاصل خصوصا مع بداية العهد الواعد، لان استمرار التقاعس الرسمي سيدفع ثمنه الجميع، إلا الخاطفين، ليبقى البقاع واهله يواجهون قدرهم منفردين، وتبقى مقولة "القاء القبض على المخطوف وترك الخاطف حراً" متسيّدة المشهد الامني البقاعي.

الافراج: فبعد ثلاثة أيام على اختطافه من أمام متجره في قب الياس، أفرج فجر اليوم عن المواطن سعد ريشا من دون دفع فدية مالية. واشارت المعلومات الشحيحة في هذا المجال، الى أن الخاتمة السعيدة هذه جاءت نتاج مفاوضات ووساطة قادها مسؤول البلديات في حركة أمل بسام طليس، بتكليف من الرئيس نبيه بري. وبعد ترك ريشا، أبلغ طليس بمكان وجوده، وعمل على نقله الى مركز مخابرات البقاع في ثكنة ابلح ومن هناك نقله رئيس فرع مخابرات البقاع العميد علي عواركه مع طليس الى منزله. وبعيد الافراج عنه، غصّت دارته بالمهنئين من وزراء ونواب وفاعليات وتوالت المطالبات بمزيد من الحزم الرسمي تجاه المخلين بالأمن، في وقت اكد وزير الاعلام ملحم رياشي بعد زيارة لمنزل المحرر أن " خطة أمنية شاملة، ستدرس في مجلس الوزراء، للقضاء على عصابات الخطف والسرقة في المنطقة".

سد الثغرة: وقالت مصادر وزارية لـ"المركزية" ان هذه الثغرة على المستوى الامني يفترض ان يعمل القيّمون على العهد على اقفالها نهائيا، لابراز صورة مضيئة عن سلوكه وتوجهاته وادائه واصراره وعزيمته على التغيير، تختلف عن مسار التعاطي السابق الذي يتوقف عند نقطة اطلاق المخطوف لان الخاطفين محصنون بهالة امنية حزبية.

ودعت امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الى ترجمة الاقوال بالافعال ولجم كل الخارجين عن الامن اينما وجدوا وخصوصا في البقاع. ودعت الى عدم تشويه الصورة الجميلة التي تغلف العهد بأحداث امنية من هذا النوع، فغير مقبول ان تكون الاجهزة الامنية الفائقة المقدرة على كشف شبكات الارهاب وفرض حالة من الاستقرار تكاد تكون نادرة في دول الجوار وحتى في بعض دول اوروبا التي يضربها الارهاب عاجزة عن ردع عصابات صغيرة تعيد لبنان الى زمن التسيّب الامني. واكدت ان القضية ستثار في جلسة مجلس الوزراء المقبلة لتتحمل كل الاطراف مسؤولياتها، وخصوصا تلك الحريصة على العهد.

"اللقاء الديموقراطي" في عين التينة: في غضون ذلك، واصل وفد اللقاء الديموقراطي جولته على المسؤولين لنقل "هواجس" رئيسه النائب وليد جنبلاط من اعتماد "النسبية" في قانون الانتخاب. فبعد لقائه الرئيس عون، حطّ وفد اللقاء الذي ضمّ الوزيرين مروان حمادة وايمن شقير والنواب : اكرم شهيب، وائل ابو فاعور، هنري حلو وعلاء الدين ترو في عين التينة حيث التقى الرئيس نبيه بري، على ان يلتقي الثلثاء المقبل الرئيس سعد الحريري في السراي. اثر اللقاء، قال الوزير حمادة "نجد دائماً عند الرئيس بري كل التفاهم والتفهم لطرحنا ولأحقية طرحنا بالنسبة لمقاربة قانون الانتخاب"، متمنياً "ان يكون هناك حل وطني يؤمّن صحة التمثيل للجميع، وليس تأمين التمثيل الصحيح لشريحة ما، ونحن معها، ونلغي هذا التمثيل عن الآخرين".

حجّ خارجي: في الاثناء، تواصل الوفود الخارجية زياراتها الى لبنان للتهنئة بالعهد. فبعد زيارة الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط الذي قال ان "الجو الجديد في لبنان يبشّر بمرحلة ملؤها التفاؤل"،حط في بيروت اليوم وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري فزار تباعا الرئيس ميشال عون والرئيسين نبيه بري وسعد الحريري. ويصل الى بيروت تباعاً صباح الاثنين المقبل المستشار الخاص لرئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني للشؤون الدولية حسين امير عبد اللهيان، على ان يصل مساء ايضاً الشيخ محمد عبد الله مبارك الصباح موفداً من امير دولة الكويت. ويوم الثلثاء يزور بيروت وفد وزاري سعودي يتقدمه وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان لمتابعة نتائج زيارة عون للمملكة. ومساء الاربعاء 25 الجاري تصل الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسية الامنية فيديريكا موغريني التي ستلتقي الرؤساء عون وبري والحريري.

قمة روحية: في مجال آخر، تعقد "قمة روحية اسلامية-مسيحية في دار الفتوى الثلثاء 31 الجاري بهدف البحث في مسائل "مصيرية" تُعنى بها كل الطوائف في لبنان، منها مسألة النزوح السوري واعبائه في شتى الميادين، لما لرؤساء الطوائف من مسؤولية وطنية تُحتّم عليهم التطرّق الى مسائل كهذه"، بحسب ما ابلغت مصادر معنية "المركزية". وتعقد اللجنة التحضيرية للقمة اجتماعاً الاسبوع المقبل لتحديد جدول الاعمال والبيان الختامي.

اميركا بلا "اوباماكير": دولياً، وبعد الخطاب "الشعبوي" للرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة الاميركية دونالد ترمب في حفل تنصيبه امس الذي اتى تحت عنوان "اميركا اولاً"، متعهّداً فيه "بوضع الولايات المتحدة على طريق حقبة جديدة مبنية على "رؤية جديدة" وبناء تحالفات جديدة، وتوحيد العالم المتحضر ضد الارهاب الاسلامي المتطرف الذي سنمحوه كليا عن وجه الارض"، سارع الرئيس "المُثير للجدل" الى تنفيذ وعوده التي اطلقها اثناء حملته الانتخابية في شأن قانون "التأمين الصحي" المعروف باسم "اوباماكير"، فوقّع فور دخوله إلى البيت الأبيض، مرسوماً تنفيذياً ضد القانون. واوضح الأمين العام للبيت الأبيض راينس بريبوس "ان الأمر يتعلق بمرسوم يهدف إلى "التقليل من الثقل" المالي لهذا القانون، قبل إلغائه. وفي حين، يُخيّم "الصمت الدولي" غداة خطاب ترمب، توقع المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان يتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الذي تربطه علاقات وثيقة مع ترمب هاتفيا معه خلال الأيام المقبلة، لتهنئته على تولي المنصب. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بيسكوف قوله، "ان بوتن مستعد للقاء ترمب، لكن تحضيرات اللقاء المحتمل قد تستغرق شهوراً وليس اسابيع".

محادثات استانة: اقليمياً، وقبل انطلاقة محادثات استانة بين النظام السوري والمعارضة، اجتمع وفد من المعارضة السورية مع ممثلين عن الجانب الروسي، في العاصمة التركية انقرة، وقدم وفد المعارضة الذي سيشارك في استانة مبادرة للجانب الروسي لإعادة تثبيت الهدنة في وادي بردى غربي دمشق. وفي السياق، اعلن مجلس الأمن الدولي تأييده محادثات السلام السورية، في استانا برعاية روسيا وتركيا وإيران من دون تهميش المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع في سوريا"، مشيراً الى "ان محادثات استانا يمكن ان تساعد في تثبيت وقف إطلاق النار، مما سيهيئ الأجواء للعودة إلى محادثات جنيف في اقرب وقت".

الانتخابات الفرنسية: في مجال دولي آخر، يحسم حزب اليسار الفرنسي غدا مرشحه للرئاسة الفرنسية، ومن بين المرشحين الاوفر حظا، رئيس الوزراء الأسبق مانويل فالس، إضافة إلى كل من الوزراء السابقين، أرنو منتبورغ وبنوا هامون وفنسان بييون، حيث سيواجه مرشح اليسار في شهر أيار المقبل مرشح اليمين فرنسوا فيون، ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، إضافة، مبدئياً، إلى كل من ممثل «حزب اليسار» جان لوك ملنشون، ووزير الاقتصاد الأسبق والمنافس الحقيقي لليسار اليساري المستقل إيمانويل ماكرون.

 

أبو جمرة: النسبية وجه آخر للقانون الارثوذكسي والانتخــابات النيابيـــة... نحو التأجيـــل

المركزية/21 كانون الثاني/17/أعلن نائب رئيس الحكومة السابق اللواء عصام ابو جمرة "ان الانتخابات النيابية متجهة نحو التأجيل، لافتا الى ان النسبية الحالية هي تطبيق قانون يشبه القانون الارثوذكسي بأكثرية الاحزاب المذهبية ". وقال في حديث لـ"المركزية": "يبدو واضحا ان لا استقرار على رأي في موضوع قانون الانتخاب، فهم يعملون في المجلس النيابي منذ خمس سنوات لانتاج قانون انتخاب من دون التوصل الى نتيجة، ولا ضرر في التمديد للمجلس النيابي بسبب القانون فهو ايضا تمديد للحكومة ولمَ لا؟". وقال "لو ارادوا فعلا قانونا جديدا لتم تشكيل هيئة من الدستوريين تضع القانون الملائم كما فعل الراحل فؤاد بطرس"، مشيرا الى ان النسبية عبارة عن تقسيم لبنان حصص مذهبية للاحزاب الكبرى، ففي المجلس كل رئيس كتلة بعد ان يحصل على 40 او 50 في المئة من النواب يطالب بالنسبة ذاتها من الحكومة ليفرض نفسه عبرها على الحكومة، وبالتالي نصبح دولة مذهبية مقسّمة حسب المذاهب خلافا لما نصت عليه مبادئ احزابهم بابعاد الدين عن السياسة. واشار الى ان النسبية بين احزاب مذهبية هي وجه آخر للقانون الارثوذكسي لانتخاب مجلس الشيوخ، لذلك طالبنا باعتماد الدائرة الفردية التي تحوي مكونات مذهبية مختلفة ضمن مساحة جغرافية لكل نائب تتأمن الشراكة فيها بين جميع المذاهب وتمهد لالغاء الطائفية السياسية دون الحاجة الى تعديلها.

 

 قمة روحية اسلامية – مسيحية في دار الفتوى في 31 الجاري

المركزية/21 كانون الثاني/17/ علمت "المركزية" ان "قمة روحية اسلامية – مسيحية تُعقد في دار الفتوى الثلثاء 31 الجاري غايتها البحث في مسائل "مصيرية" تُعنى بها كل الطوائف في لبنان، منها مسألة النزوح السوري واعبائه في شتى الميادين، "لما لرؤساء الطوائف من مسؤولية وطنية تُحتّم عليهم التطرّق الى مسائل كهذه"، بحسب ما ابلغت مصادر "المركزية". واوضحت المصادر "ان لا اهداف سياسية محددة للقمة، وانما البحث في مسائل وطنية لاتّخاذ قرارات جامعة تصبّ في مصلحة لبنان واللبنانيين وليس لفئة دون اخرى". وتعقد اللجنة التحضيرية للقمة اجتماعاً الاسبوع المقبل لتحديد جدول الاعمال والبيان الختامي.

 

نقولا: ما زال الوقت متاحا للاتفاق علــى قانون الانتخاب ونتفهم مخاوف جنبلاط لكنه ليس أهم من الهواجس الوطنية

المركزية/21 كانون الثاني/17/إذا كان وزير الداخلية نهاد المشنوق لا يفوت فرصة للتأكيد بأن الاستحقاق النيابي سيجري في موعده، فإنه لا يتأخر أيضا في تنفيذ الخطوات التحضيرية لليوم الانتخابي الطويل طبقا لقانون الستين النافذ حتى الساعة، والذي تشيطنه القوى السياسية "بالجملة"، من دون مؤشرات عملية إلى قرب الوصول إلى بديل منه في المدى المنظور، خصوصا أن تغريدات النائب وليد جنبلاط الأخيرة أتت لتفرمل إندفاعة البعض في هذا الاتجاه. في المقابل، تصر بعبدا على التمسك بتفاؤلها بقدرة لاعبالافرقاءعلى الخروج بقانون جديد، معتبرة أن الوقت لا يزال متاحا لبلوغ هذا الهدف. وأكد عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب نبيل نقولا لـ "المركزية" أن "العهد يضع نصب عينيه إنجاز اتفاق على قانون الانتخاب العتيد، على أن لا يشعر أحد بالغبن، غير أن من غير المقبول ألا ننجز صيغة انتخابية لأن هناك من يشعر ويقول إنه مظلوم. وما يهمنا هو أن يؤمن القانون العتيد عدالة التمثيل، وهذا هدف يستحق الانتظار". وتعليقا على الكلام عن مخاوف لدى زعيم المختارة، لفت نقولا إلى أن "لا يمكن أن تعلو الهواجس الشخصية فوق الهواجس الوطنية، ونحن نتفهم المخاوف "الدرزية"، لكننا نرفض ربط الأمور بزعامات ومطالب شخصية. وشدد على أن " أحدا لا يقارب وضع النائب جنبلاط، الذي لا يستطيع أن يتجاهل وضع الآخرين، ليحافظ على ما يريحه. بالنسبة إلينا، نحن نتفهم هواجسه، كما تلك التي تعبر عنها الطائفة الدرزية، علما أن سبق أن عانينا على المستوى المسيحي في الجبل والشوف والبقاع والشمال والحنوب". وأشار إلى أن "النسبية تعطي الجميع حق التمثيل، وإذا كنا نريد التغيير فعلا، فإننا لا نستطيع تهميش أي فئة من اللبنانيين، ونحن مع النسبية لأنها لمصلحة الوطن أولا، وإن كانت قد تكلفنا بعض الخسائر". وفي ما يخص الكلام عن أن هذه المخاوف يتردد صداها لدى بعض القوى المسيحية المعارضة لتفاهم معراب، أكد أن "النسبية تبدد هواجس الجميع، وإن كنا نخاف الهيمنة لدى بعض المكونات، فيجب اللجوء إلى النسبية لأنها تعطي كل فريق حجمه الطبيعي". وعن جدوى انتظار توافق سياسي عريض لا شيء ينبئ ببلوغه قريبا، ذكّر نقولا أن "الفراغ الرئاسي امتد عامين ونصف العام، ولم يتوقع أحد إنجاز الاستحقاق وتأليف الحكومة بشكل سريع. انطلاقا من هنا، نعتبر أن الحلول ممكنة إن توافرت لها الارادة السليمة، وفي هذه الحال، نحن قادرون على إنجاز قانون انتخاب، ولا يجوز تخويفنا بالمهل، ذلك أننا قد نتفق على قانون جديد قبل أسبوع واحد من الاستحقاق، وليس بالأمر الصعب أن يتخذ مجلس النواب قرارا بتمديد تقني لمدة شهر. ما زال أمامنا متسع من الوقت لإنجاز القانون".

 

 وزير خارجيـة العـراق يطلـع الرؤسـاء الثـلاثة على الاوضاع في بلاده ويبحث معهم شؤون المنطقة

المركزية/21 كانون الثاني/17/ وصل الى بيروت فجر اليوم وفد عراقي برئاسة وزير الخارجية ابراهيم الجعفري لزيارة الرؤساء واطلاعهم على الأوضاع في بلاده وموقفها من التطورات الاقليمية ومواجهتها للتنظيمات الارهابية.

في بعبدا: وظهراً زار الوفد يرافقه سفير العراق في لبنان عباس بندر العامري القصر الجمهوري فاستقبله الرئيس العماد ميشال عون الذي استقبله في حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول وأبلغه أن لبنان استطاع تجاوز المرحلة الصعبة التي مرّ بها في السنوات الماضية، وهو بدأ مرحلة النهوض التي تشمل القطاعات كافة، مشدداً على أن مواجهة الارهاب ليست مسؤولية دولة واحدة بل تتطلب تعاوناً وتنسيقاً بين كل الدول لأن خطر الارهاب لم يعد مقتصراً على دولة دون أخرى بل هو تعمم حتى على الدول التي كانت تعتقد أنها يمكن أن تكون في منأى عنه.

وأعرب عون عن أمله في أن تتمكن القمة العربية المقبلة في الاردن من تجسيد التضامن العربي الضروري لمواجهة الظروف التي تمر بها الدول العربية كافة.

وكان الجعفري نقل في مستهل اللقاء الى الرئيس عون رسالة من نظيره العراقي فؤاد معصوم ضمنها التهنئة بانتخابه رئيسًا والرغبة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، كما وجّه معصوم دعوة الى عون لزيارة العراق. وشكر رئيس الجمهورية للرئيس العراقي دعوته على أن يتم البحث في تفاصيلها عبر القنوات الدبلوماسية. وكذلك شكر الجعفري عون على وقوف لبنان الى جانب العراق في المحافل الاقليمية والدولية، مؤكداً أن بلاده لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وتريد لها الخير والتقدم والازدهار.

وعرض الجعفري لمواقف بلاده من الاحداث الداخلية العراقية والتطورات الاقليمية والدور الذي تلعبه العراق في مواجهة التنظيمات الارهابية والممارسات التي ترتكبها في حق الشعب العراقي. كما كانت جولة افق تناولت ابرز المواضيع التي ستبحثها القمة العربية المقبلة في عمان والعلاقات العربية – العربية.

بعد اللقاء، تحدث الوزير الجعفري الى الصحافيين فقال:" تم التطرق خلال اللقاء رئيس الجمهورية الى مواضيع عدة تمحورت حول العلاقات اللبنانية-العراقية والشأن الاقليمي إضافة الى آخر التطورات والاحداث الامنية في العراق والانتصارات العسكرية التي يحققها ابناء القوات المسلحة العراقية. إن لبنان بالنسبة للعراق، دولة شقيقة تربطنا بها علاقات تاريخية قديمة ومتواصلة ومتجذرة اجتماعياً حيث يسجل الحضور الصناعي المزدوج، اللبناني في العراق والعراقي في لبنان، وهذا ما تشير اليه الحقيقة المجتمعية".

أضاف: "تطرقنا أيضاً الى الكثير من الملفات العربية وتوقفنا عند الاحداث في سوريا، التي تحتل حيزاً مهماً من الاهتمام العراقي- اللبناني المشترك. ونأمل أن تستعيد سوريا مكانتها في الجامعة العربية وضمن الحاضنة العربية".

واشار الجعفري الى أنه "نقل دعوة من رئيس جمهورية العراق الى الرئيس عون لزيارة العراق آملاً أن تتم قريباً".

وقال: "على أمل ان ترتقي العلاقات بيننا وبين لبنان أكثر فأكثر وترتفع وتيرتها في الفترة المقبلة. فإن ما يهم لبنان، يهمنا بكل تأكيد، وقد شكرت فخامة الرئيس على استقباله لنا اليوم وبهذه السرعة، وقد وصلت أمس من صربيا لإجراء سلسلة لقاءات مع المسؤولين في لبنان، إذ نحن نحرص كعراقيين أشد الحرص على ترويج أحسن الاجواء التي تحقق المصالح المشتركة العراقية-اللبنانية".

* هل بحثتم في إمكانية تنسيق الموقف اللبناني- العراقي للمساهمة في تأمين أجواء المصالحة العربية وتنقية الاجواء العربية قبل إنعقاد القمة العربية المقبلة؟ وهل طرحتم مع فخامة الرئيس مسألة الوجود المسيحي في العراق خصوصاً أن هذا الوجود تعرض لإعتداءات وإنتهاكات كثيرة؟

- بالنسبة الى السؤال الثاني، لم نطرح في لقائنا هذا العنوان، لأنني أعتقد أن هناك تفهما لبنانيا لحقيقة الموقف العراقي من كل المكونات العراقية بما فيهم الاخوة المسيحيين، وما يعرضون له هو ليس من قبَل المسلمين تحت عنوان "مسلمون يضطهدون المسيحيين". لقد تعرض المسلمون لما تعرض له المسيحيون، بدأت التفجيرات بالمساجد والحسينيات ثم بالكنائس، ككنيسة النجاة في بغداد، وبدأت حرب الاسواق في المناطق المكتظة من اسواق المسلمين، كما حصل قبيل شهر رمضان في الكرادة الشرقية، ثم في شكل او آخر مسّ الاخوة المسيحيين. نحن لا نريد أن "نؤدلج" الحرب في العراق وجعلها قائمة على إيديوليجيّة معينة، بل على العكس، إن المسرح العراقي يشهد تعاطياً متنوعا بين المسيحيين والمسلمين، وكذلك الايزيدية وكافة الديانات. البيت العراقي يضمّهم جميعا ويحترمهم من دون تفرقة لأننا نعتبرهم جزءا اساسيا وأصيلا من المجتمع العراقي، وهم يتواجدون في محافظات متعددة بما فيها محافظة الموصل، كما يحظون بإحترام في المستشفيات والمدارس وغيرها. إذا لا يوجد شيء إسمه "إقتتال" مسيحي- مسلم، فالشعب العراقي متحضر وله حضارة قديمة".

وتابع الجعفري: "توقفنا أيضاً في محادثاتنا عند تنسيق الموقف بين العراق ولبنان، حيث أؤكد في هذا المجال على ان التنسيق قائم بينهما طيلة الفترة الماضية، ونتائجه جيدة، وأخواننا العرب يحرصون على هذا التنسيق، وهناك رغبة وإرادة جادة لتعزيز وتقوية الجامعة العربية التي لا يمكن أن تحافظ على وحدتها وقوتها من دون الاعتماد على الدول ذات الثقافة العالية والانظمة المتطورة والمجتمعات المتنوعة، فهي تلعب دوراً هاما في تجسيد هذه الحقيقة".

وقال:" كان هناك تفهما لهذا الموضوع، وكي تبقى الجامعة العربية "جامعة عربية" لكل الدول لا بد من أن تمتد بمفاهيمها وقيمها وأخطارها المشتركة على الجميع. ونحن لا ننكر وجود خلافات، فالانطمة متنوعة، وهي ليست جامعة "دولة عربية" بل "دول عربية". ولكل دولة خلفيتها ونظامها، وهي أنظمة متعددة ولا نتدخل في شؤونها وأعتقد أن ما يجمعنا مع الدول العربية هو أكثر مما يفرقنا".

في عين التينة: والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وعرض معه الاوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية.

وقال الجعفري بعد اللقاء: التقيت رئيس الجمهورية والان الرئيس الاخ نبيه بري، وكان الحديث معه متعدد الجوانب، وتناولنا العلاقات العراقية - اللبنانية وسبل تطويرها. وطلبنا رفع مستوى التمثيل اللبناني في بغداد الى مستوى سفير، واكدنا هذا الطلب ايضا من فخامة الرئيس، ووجهت التهاني والتبريك بانتخاب رئيس الجمهورية. ونأمل ان ترتقي العلاقات بين بلدينا على اكثر من صعيد، كما بحثنا شؤون المنطقة والجامعة العربية والوضع في سوريا والكثير من الملفات، وكان وجهات نظرنا متطابقة ونأمل ان نمشي سوية بالتعاون في سبيل ارساء اقوى العلاقات وتحقيق افضل النتائج على الصعيد الثنائي وكذلك على صعيد الجامعة العربية.

* بعد تولي الرئيس الاميركي الجديد مهامه، هل يمكن ان يتغير تعاطيه مع ملف الارهاب في المنطقة ؟

- بالنسبة لنا في التعاطي مع الملف الارهابي تربطنا اتفاقية منذ عهد الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش، وقد التزم الرئيس الديمقراطي باراك اوباما بها، والان عادت الرئاسة للحزب الجمهوري، ومن باب اولى ان نتمسك بالاتفاقية. طبعا كل شيء في السياسة محتمل ويتعرض الى تغييرات، لكن العراق اليوم والحمد لله يمسك بزمام التحكم بالوتيرة الامنية ويحقق انتصارات باهرة بسبب وحدة حركة القوات المسلحة العراقية من الجيش والحشد الشعبي والبشمركة. وطبعا العامل الدولي والاقليمي يلعب دورا لكن العامل الحقيقي هو العراق الذي يقرر مصيره ويتحكم بمواجهة عدو ارهابي في العالم كله. ان لم تستطع الكثير من الدول ان تنهيه لكن العراق استطاع ان يلوي ذراعه ويلقنه درسا لن ينساه. انتم تسمعون بالانتصارات التي حصلت في العراق وهي مستمرة، وانشاء الله سيأتي اليوم قريباً لتطهير ارض العراق من الدواعش. الدول لها نظام ومؤسسات وتحكمها انظمة، فعندما يتبدل رئيس ويأتي رئيس آخر هناك ثمة تغيير لكن بهامش محدود، الدولة يحكمها الدستور والكونغرس وغيره من المؤسسات ومع ذلك فاننا لا ننتظر شيئا بل نعتمد على تماسك شعبنا وقوانا السياسية ووقوف اشقائنا معنا.

وعن التنسيق الامني بين لبنان والعراق؟ قال: ان التنسيق الامني في هذه المرحلة هو اهم شيء في وجه التحدي الاول وهو تحدي الارهاب. ومتى ستنتهي معركة الموصل؟ قال: في الاشهر القليلة المقبلة في اقصى حدّ.

وعن التدخل التركي في العراق، قال: الموقف التركي كان متجاوزا للارادة العراقية على رغم العلاقة الطيبة بيننا وبينهم. ورغم انهم دولة جوار جغرافي للأسف الشديد فاجأونا بالدخول عنوة بعمق مئة وعشرة كيلومترات في بعشيقة العراقية. وقد عبأنا الصف العربي والدولي، واتخذت الجامعة العربية لأول مرة في تاريخها موقفا موحدا بالاجماع ضد تغلغل القوات التركية، فاصبحت تركيا ليست فقط امام موقف عراقي بل اصبحت امام موقف عراقي بحجم عربي. لذلك نصيحتنا للحكومة التركية ان تتدارك هذا الخطأ والا تكرره.

وردا على سؤال قال: كانت وجهات نظرنا في مسألة سوريا جداً متقاربة، نحن حريصون ان يلتئم الجمع العربي في الجامعة العربية واذا ما همشت اي دولة عربية فاننا مع عودتها الى الجامعة. وفي الوقت نفسه ان لسوريا موقفها وتجربتها وموقعها الاستراتيجي وعلاقاتها الدولية وغير صحيح ان نفرّط بسوريا او اي دولة اخرى. واعتقد ان الزهد والتهاون في اي اقليم من الاقاليم العربية سيعرض العالم العربي الى تجاوزات اخرى.

في بيت الوسط: وبعد الظهر زار الوزير الجعفري والوفد المرافق رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في "بيت الوسط" وتناول اللقاء الاوضاع في لبنان واخر المستجدات في العراق والمنطقة وسبل تقوية العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.

وقال الجعفري: اللقاء مع الرئيس الاخ سعد الحريري متّن العلاقات بين الدولتين الشقيقتين العراق ولبنان بكل ما تحمل من قضايا مشتركة، رغم البعد الجغرافي نحن دولتان متعاونتان ونتمتع بعلاقات قوية جدا بين الشعبين العراقي واللبناني منذ زمن بعيد، ونستثمر ذلك في تعزيز العلاقات، على اعتبار ان الرئيس الحريري هو رئيس الجهاز التنفيذي ورئيس الوزراء، وكان من الطبيعي ان نتحدث عن الامور ذات الطابع التنفيذي.

أضاف: كنت سعيدا في هذا اللقاء خصوصا اننا لم نلتقِ منذ حوالي السنة، وجدت حرصا على تطوير العلاقات أكثر فأكثر وتعميقها وتبادل المصالح المشتركة، كما وجهت دعوة للرئيس الحريري الى زيارة بغداد وسنكون سعداء عندما يستجيب لها واعدا بتلبيتها. وأكدنا على ضرورة التعاون في الملفات التي تربط بين بلدينا، سواء كانت في المجال الامني او في المجالات السياسية والاقتصادية المختلفة.

وتابع: أنا سعيد انه من خلال هذه اللقاءات التي عقدتها وجدت خطابا لبنانيا مشتركا رغم تعدد الخطباء بدءً من رئيس الجمهورية ومرورا برئيس البرلمان وانتهاءً برئيس الوزراء، وهذا الخطاب يفرح وذكرت ذلك لدولة الرئيس أننا سعداء ان نرى لبنان قويا وقد تجاوز التحديات السابقة وأنهى الفراغ السابق. وقدمنا التبريك والتهنئة لحسم مسألة رئاسة الجمهورية ونعتبر هذه الخطوة ليست قوة للبنان فقط بل قوة لنا أيضا، ونحن نتطلع لأن نرى كل دولة من الدول الصديقة والشقيقة لنا في أحسن ما تكون عليه.

 

الكتائب مصرّة على التحالف مع المستقلين والمجتمع المدني

الجمهورية - 21 كانون الثاني 2017/كشفَ مصدر كتائبي مسؤول لـ«الجمهورية» أنّ قيادة حزب الكتائب ستعقد خلال عطلة نهاية الأسبوع خلوةً موسّعة لوضعِ خطط مفصّلة للتعاطي السياسي والإعلامي والشعبي المقبل، ولدرس كلّ السيناريوهات الممكنة للمرحلة المقبلة بدءاً بانتخابات على اساس قانون جديد يضمن صحّة التمثيل وصولاً الى تركِ الامور على ما هي عليه، سواء من خلال الإبقاء على القانون الحالي أو من خلال مناورات تؤدي الى مفاعيله، كما أنّ الخلوة ستدرس كلّ ظروف المعركة الانتخابية ومتطلباتها أياً تكن سيناريوهاتها على قاعدةٍ تعطي المجتمع المدني والمستقلّين دورَهم وحضورهم وموقعهم الى جانب القوى الحزبية». وأكّد تمسّكَ الحزب «بمبادئه ومسَلّماته»، وأنّه «سيُبقي ابوابَ الحلول الديموقراطية الصحيحة حتى اللحظة الاخيرة، مفتوحة على مصراعيها». كما أكّد المصدر تمسّكَ الحزب «بالتنوّع والتعدّدية السياسية»، رافضاً «أيّ صيغة يمكن أن تحجّمَهما ضماناً لإنتاج مجلس نيابي جديد قادر على المساءلة والمحاسبة من خلال معارضة جدّية ورصينة تؤمّن الضوابط المطلوبة لسلطةٍ يُفترض فيها معالجة الملفات الاقتصادية والاجتماعية والإدارية والسياسية ووضعُ حدّ للهدر والفساد والفوضى».

 

ريفي: معركة «النيابية» لن تكون سهلة

دموع الأسمر/الديار/21 كانون الثاني 2017

تشهد مدينة طرابلس منذ مدة حراكا سياسيا للقوى والتيارات الناشطة في المدينة، وفي الوقت الذي لم ينقطع تيار العزم عن حراكه المتعدد الاوجه ولم ينقطع زعيمه الرئيس نجيب ميقاتي عن التواصل مع شرائح المدينة كافة من خلال اللقاء المفتوح اسبوعيا للوفود الشعبية ومن خلال جولات لم تنقطع عن الاحياء والمناطق كان تيار المستقبل في هذه الاثناء يعد لمؤتمره التنظيمي ويستكمل هيكليته بانتخاب مكاتب المنسقيات ويسرع هذه الانتخابات الداخلية قبل حلول الاستحقاق الانتخابي النيابي.  الحراك السياسي للقوى والتيارات بدأت تتفعل مع بدء العد العكسي للانتخابات النيابية وابرزه حراك الوزير السابق اللواء اشرف ريفي الذي كثف مؤخرا من انشطته الشعبية مستفيدا مما حصل مؤخرا من تخفيض عديد الحراسة وتوقيف احد مرافقيه.  كل الحراك السياسي في طرابلس بات يصب في مسار التحضير للاستحقاق الانتخابي النيابي واكثر الذين يبذلون جهدا وتنظيما في هذا الاطار هو ريفي الذي اكد في اكثر من مناسبة ان الانتخابات النيابية هي فرصة لتحديد الاحجام في طرابلس وقد بدا انه واثق من قواعده الشعبية الى درجة الارتياح بينما القوى المنافسة تبدو مربكة حيال ريفي الذي يتمدد على حساب التيار الازرق.  تراقب الاوساط الطرابلسية حركة ريفي الذي ينشغل هذه الايام بالاعداد للمؤتمر الشبابي الذي ينعقد غدا الاحد في غرفة التجارة وهو حسب المتابعين سيشكل المؤتمر التأسيسي الاول لتياره السياسي بإطلاق جمعية (ناشطون) ذات الاهداف السياسية والانمائية والاجتماعية ويشارك في المؤتمر ما يقارب الخمسمئة شاب من انصار ريفي.  حسب المصادر ان ريفي يعكف حاليا على تنظيم ماكينته الانتخابية والحالة الشعبية الموالية له وانه يدرك ان المعركة الانتخابية المقبلة لن تكون سهلة وليست نزهة على غرار ما حصل في نتائج الانتخابات البلدية التي نبهت التيارات السياسية الى ما اعترى تلك الانتخابات من شوائب ادت الى خسارة التحالف السياسي الذي جمع اقطاب المدينة. وتشير المصادر الى ان مؤتمر غد هو منصة اطلاق للحراك الانتخابي واشارة الى خوضه المعركة الانتخابية معتمدا على العنصر الشبابي لكن في مجملهم هم من نسيج تيار المستقبل ومن المتململين او المتمردين على هذا التيار وانسحبوا باتجاه ريفي الذي وجدوا لديه الحضن الدافيء منذ أن شحت الخدمات والمساعدات وصولا الى صرف مئات الموظفين في مؤسسات الحريري الذين فقدوا موارد الرزق بعد سنوات طويلة من الخدمة.  وتعتبر المصادر ان « الجرة كسرت» بين ريفي والمستقبل، وباتت الحالة الريفية اكثر الحالات منافسة للرئيس سعد الحريري قبل ان تكون منافسة لاي تيار آخر مستندا الى خطاب سياسي يرتكز على مباديء 14 آذار، وعلى رفع شعار «اللاءات الثلاث: لا لحزب الله، لا للمشروع الايراني في لبنان، لا للنظام السوري».  وهذه اللااءات ـ حسب المصادر الطرابلسية ـ احد عوامل الجذب الشعبي الطرابلسي المشحون مسبقا بهذه اللاءات منذ اطلاق حركة 14 آذار. وتعرب المصادر عن اعتقادها ان ريفي يتوجه بخطابه السياسي الى المجتمع المدني الذي سيختار منه اعضاء لائحته الانتخابية المقبلة ومن الوجوه الجديدة وان ريفي وإن كان يركز على طرابلس فانه سوف يتجه ايضا الى بقية المناطق الشمالية والى بيروت والبقاع، وقد شهدت محلة الطريق الجديدة ببيروت في اليومين الماضيين رفع صور لريفي في شوارع المحلة وفي محلاتها التجارية نكاية بالرئيس الحريري والتحاقا بتيار ريفي.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ترمب: العالم لم يشهد شراً مثل "داعش"/في أول زيارة له لمقر CIA.. الرئيس الأميركي يتعهد بالقضاء على الإرهاب

الأحد 24 ربيع الثاني 1438هـ - 22 يناير 2017م/العربية.نت/قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، السبت، إنه لا يوجد خيار أمام الولايات المتحدة سوى القضاء على الإرهاب، مضيفاً: "لم نشهد مثيلاً لمستوى الشر الذي يقوم به داعش من قبل". جاء ذلك خلال أول زيارة لترمب ونائبه مايك بنس لمبنى وكالة الاستخبارات الأميركية "CIA". وقال ترمب إنه يدعم عمل أجهزة الاستخبارات الأميريكية بشكل كامل، مشيراً إلى أن عمل أجهزة الاستخبارات الأميركية يسهم في حماية العديد من الأرواح. وفي أول يوم عمل كامل له توجه الرئيس ترمب إلى مقر وكالة المخابرات المركزية (CIA) في مسعى لرأب الصدع بعدما انتقد تحقيقات وكالات المخابرات في عمليات التسلل الإلكتروني لروسيا أثناء الانتخابات الرئاسية. ودخل ترامب في خلاف لم يسبق له مثيل مع هذه الوكالات قبل تنصيبهK لكن المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر قال إن الرئيس يعتزم تقديم الشكر عندما يتحدث أمام أكثر من 300 شخص خلال حفل بمقر CIA في لانجلي بولاية فرجينيا. وأضاف سبايسر في تغريدة على "تويتر" أن ترامب "يتوق لتقديم الشكر للرجال والنساء في جهاز المخابرات". وانتقد ترمب بشدة مسؤولي المخابرات بعد أن خلص تقرير لهم إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصدر أوامر إلى متخصصين في أعمال القرصنة الإلكترونية باختراق رسائل بريد إلكتروني لأشخاص منتمين للحزب الديمقراطي بهدف دعم الحملة الانتخابية لترمب. واتهم ترامب حينئذ وكالات المخابرات بانتهاج أساليب تذكره بألمانيا النازية، مما دفع جون برينان مدير CIA المنتهية ولايته لإصدار انتقاد علني لاذع وهو أمر غير معتاد.

 

"هآرتس": اسرائيل تتحضّر "لتداعيات" نقل سفارة اميركا الى القدس

المركزية/21 كانون الثاني/17/ ذكرت صحيفة "هآرتس" "ان الجيش الاسرائيلي، بالإضافة الى الشرطة و"الشاباك" (شعبة الاستخبارات العسكرية والمخابرات التابعة للشرطة) عرضوا بداية هذا الاسبوع امام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وامام مجموعة من الوزراء سيناريوهات التصعيد في اعقاب الاعلان المحتمل للرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب عن نقل السفارة الاميركية الى القدس"، واوضحت ان "مسؤولين اسرائيليين كباراً اشاروا الى ان نتنياهو امر المؤسسة الامنية بالاستعداد لاحتمالات كهذه".ولفتت الصحيفة الى "ان قبل ايام عقد نتنياهو جلسة مشاورات امنية خاصة تمحورت حول الاستعداد لإعلان الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب المتعلق بنقل السفارة الى القدس. وشارك في الجلسة وزير الامن افيغدور ليبرمان، وزير الامن الداخلي غلعاد اردان ومسؤولون كبار في الجيش الاسرائيلي والشرطة والشاباك".

 

ما هو أول قرار اتخذه الرئيس ترامب؟

"العربية" - 21 كانون الثاني 2017 /وقع الرئيس ترامب مرسوماً تنفيذياً ضد قانون التأمين الصحي المعروف باسم "أوباماكير"، الذي كان وعد خلال حملته الانتخابية بإلغائه، وفق ما أعلن المتحدث باسمه على "تويتر". وأوضح الأمين العام للبيت الأبيض راينس بريبوس أن الأمر يتعلق بمرسوم يهدف إلى "التقليل من الثقل" المالي لهذا القانون، قبل إلغائه. وتعرض قانون "أوباماكير" المعقد للغاية لانتقادات كثيرة، ووعد الجمهوريون بالغائه لأنه في نظرهم اسوأ ما حققه الرئيس السابق باراك أوباما في ولايتيه الرئاسيتين. ولن يكون ممكناً إلغاء "أوباماكير" قبل تصويت سيجري في الكونغرس ذي الغالبية الجمهورية استناداً إلى جدول زمني لم يعلن عنه. كما وقع ترامب أيضاً أوامر التفويض لوزير دفاعه جيمس ماتيس ووزيره للأمن الداخلي جون كيلي اللذين صدق مجلس الشيوخ على تعيينهما. وكان الرئيس الأميركي قد وقّع عدة مراسيم بقرارات تنفيذية في مقر الكونغرس بعيد تنصيبه رسمياً، وقبل توجهه للبيت الأبيض. وقال المتحدث باسم الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه اتخذ أولى إجراءاته الرسمية كرئيس للولايات المتحدة الجمعة، حيث أرسل ترشيحاته الوزارية إلى مجلس الشيوخ ودعا إلى يوم للوطنية. كما قال المتحدث شون سبايسر إن ترمب الذي أدى اليمين لتولي السلطة في وقت سابق الجمعة وقع أيضا استثناء قانونياً يسمح لجيمس ماتيس الجنرال المتقاعد بالبحرية الأميركية بتولي منصب وزير الدفاع. وكان البيت الأبيض قال في بيان بشأن الموقف السياسي نشر على موقعه الإلكتروني اليوم الجمعة إن إدارة الرئيس دونالد ترمب تنوي تطوير نظام دفاع صاروخي "متطور" للحماية من الهجمات من إيران وكوريا الشمالية. ولم يذكر البيان الذي نشر بعد دقائق من تنصيب ترمب أي تفاصيل بشأن ما إذا كان النظام سيختلف عن النظم الخاضعة للتطوير حالياً أو تكلفته أو كيف سيتم تمويله.

 

 دخول ترامب البيت الأبيض يفتح الافق على سـيناريوهات متعـددة في انتظار التوجهات الجديدة حول سوريا واليمن ومواجهة الإرهاب

المركزية/21 كانون الثاني/17/ لن يطول الوقت الفاصل بين تسلّم الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب مهامه الرئاسية في البيت الأبيض لتُكشف عناوين استراتيجيته تجاه الشرق الأوسط وحصّة لبنان منها. فليس للبنان ملف خاص مستقل في الإدارة الأميركية منذ زمن، لكنه ورقة في كل ملفات المنطقة، سواء تلك التي تُعنى بالصراع العربي–الفلسطيني او الملف السوري، كذلك بالنسبة الى ملف مواجهة الارهاب. يُجمع المتابعون لمجريات انتقال السلطة في واشنطن على التأكيد عبر "المركزية" "بأن العناوين التي اطلقها سيد البيت الأبيض الجديد ستنعكس على كل الحوادث في المنطقة ولا سيما على مستوى الأزمة السورية والحوار الفلسطيني–الاسرائيلي. فالرجل "المُثير للجدل" كشف العديد من عناوين سياسته واستراتيجياته الخارجية واعلن العداء علنا لبعض الأنظمة والدول التي تؤثّر في حوادث سوريا والمنطقة وصولا الى الخليج العربي ما قد يفرمل الكثير مما يجري الإعداد له في المنتديات الاقليمية والدولية.

فعلى صعيد الازمة السورية، ينتظر المتابعون مجريات مؤتمر "أستانة" الذي يُعقد بعد غدٍ الإثنين ليلمسوا التغييرات المحتملة التي قد تنسف الكثير من العناوين والرهانات التي سبقته. فقبول الإدارة الأميركية الجديدة بالمشاركة في المؤتمر كمراقب للمرة الأولى في حدث بهذا الحجم بعدما كانت واشنطن تُدير مثل هذه المؤتمرات وترعاها اضافةً الى حجم التمثيل الدبلوماسي والعسكري الاميركي في المؤتمر، امور يُبنى عليها الكثير"، مشددين على "ضرورة انتظار الساعات المقبلة الفاصلة عن موعد 23 الجاري لاستشكاف تأثير ذلك في التوجهات الروسية والإيرانية والتركية المتوقعة".

ويعتبرون ان "الرعاية الروسية– التركية للمؤتمر تعرّضت وما زالت "لهزّات" سياسية وعسكرية متعددة من اكثر من زاوية تحكمت بها الخلافات البينية بين هذه الأطراف. فلم يعد خافيا الصراع بين موسكو وطهران حول عدد من النقاط المطروحة على المؤتمر منها مشاركة واشنطن فيه بالإضافة الى الخلافات الكبيرة بين انقرة وطهران حول اهداف المؤتمر وهو ما قد يزيد من الغموض حول ما يمكن ان يؤدي اليه". ويلفت المتابعون الى "ان اول المخاطر المتوقعة تتحدث عن الفشل في ترتيب وقف نار شامل يسعى رُعاته الى تعزيزه على بعض الجبهات باستثناء تلك التي يتواجه فيها النظام والأتراك والروس وما تبقى من الحلف الدولي مع تنظيمي "داعش" و"النصرة" وبعض الفصائل التي اجمعت على وصفها بالإرهابية مختلف اللوائح الروسية والتركية والإيرانية والأميركية. وثاني المخاطر يمكن ان يتأتى من اصرار الإدارة الأميركية ومعها انقرة على الحدّ من حجم الحصة الإيرانية في "الكعكة السورية" وهو ما يؤدي الى صدام مع العاصمة الروسية التي لا ترغب الى اليوم بوضع حدّ او "تحجيم" الدور الإيراني في سوريا لان اوانه لم يحن بعد، خصوصاً انه ليس بالامر السهل، وذلك بسبب "تغلغلها" في مختلف مفاصل الدولة ومؤسساتها والمحافظات السورية ومواقع السلطة ومعها حلفاؤها من "حزب الله" والمنظمات الأخرى التي جنّدت عشرات الألاف من المقاتلين الذين شكّلوا بديلا من الجيش السوري على مختلف الجبهات الصعبة والمشتعلة".

لذلك، يخشى المتابعون "ان يُترجم ترامب سياسته الخارجية الداعية الى اعادة تحجيم الدور الإيراني داخل الحدود الجغرافية للجمهورية الاسلامية مراعاة لحلفاء اميركا التقليديين في الخليج العربي وهو امر ليس سهلا باعتبار ان اي قرار من هذه النوع يستدعي الوصول الى نهاية الحرب في اليمن وسوريا، وليس هناك اي مؤشر لمثل هذا الإحتمال في القريب العاجل". اما في شأن الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، يوضح المتابعون "ان القرارت الأميركية للرئيس الجديد ليست مطمئنة، وتوحي في حال تنفيذ اي منها كنقل السفارة الأميركية من تل ابيب الى القدس انها قد تفجّر الوضع من جديد على اكثر من ساحة عربية وفلسطينية، وهي كافية لاعادة ما تحقق من مسيرة السلام في الشرق الأوسط الى نقطة الصفر". وما بين هذه الأزمات المتشعّبة، يتساءل المتابعون عن حصة لبنان من المتغيرات الأميركية المتوقعة والتي يُمكن تعداد السيناريوهات السلبية والإيجابية منها بالاتي "كيف سيكون عليه الوضع في لبنان عندما ينوي الرئيس ترامب تجديد الحصار على الوجود الإيراني خارج اراضي الجمهورية الاسلامية الإيرانية في اطار الاعلان عن دعمه لحلفاء واشنطن الخليجيين، خصوصا إذا بوشرت ترجمة التوجهات الأميركية في اليمن وسوريا البقعتين الأكثر اشتعالا بفعل الوجود الإيراني فيهما وحلفائه اللبنانيين وفي مقدمهم "حزب الله"؟ كيف سيكون عليه الوضع في لبنان عندما يُترجم ترامب سياسته الجديدة في سوريا من خلال التعاون مع موسكو في الحرب على الإرهاب وتداعيات مثل هذا القرار على مصير الرئيس السوري بشار الأسد ومصير النازحين السوريين في لبنان؟ كيف سيكون الوضع في لبنان في حال "اسرع" البيت الأبيض بقرار نقل السفارة الأميركية من تل ابيب الى القدس، خصوصاً ان الساحة اللبنانية اكثر الساحات المهيأة لكل اشكال ردّات الفعل التي تنحو الى السلبية اكثر من الإيجابية؟ كيف سيكون الوضع في لبنان في حال اعلن ترامب حربا جديدة بلا هوادة على الإرهاب المعولم؟ فلبنان عضو في الحلف الدولي لمواجهة الإرهاب وشكّل بنظر الأميركيين قاعدة متقدمة في هذه المواجهة المفتوحة على شتى الاحتمالات". "لا بد عند مقاربة الأجوبة المتوقعة على هذه الأسئلة من ان تظهر عناصر ايجابية واخرى سلبية ينتظرها اللبنانيون، وسط قناعة شاملة بضرورة انتظار ما ستحمله التطورات المقبلة"، يختم المتابعون.

 

واشنطن تشارك في حوار أستانا عبر سفيرها في كازاخستان ورئيس هيئة المفاوضات السورية يجري محادثات مع الجبير في الرياض

السبت 23 ربيع الثاني 1438هـ - 21 يناير 2017م/واشنطن – وكالات/أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الجمعة، أن واشنطن لن ترسل موفداً خاصاً إلى المحادثات التي ستنعقد في أستانا، حول النزاع السوري، موضحاً أن السفير الأميركي في كازاخستان جورج كرول سيمثل واشنطن في هذه المناسبة. وكانت روسيا قد أعلنت في وقت سابق أن الولايات المتحدة مدعوة للمشاركة بهذه المحادثات التي ستجري في 23 من يناير الحالي، إضافة إلى ممثلين عن المعارضة السورية ونظام الأسد وموسكو وأنقرة وطهران. وأرجعت واشنطن سبب عدم إرسالها موفداً لأستانا للمتطلبات الملحة الخاصة بعملية انتقال السلطة في واشنطن. وقال مارك تونر، القائم بأعمال المتحدث باسم الخارجية: "في ظل عملية التنصيب الرئاسي عندنا وما تتطلبه من إجراءات ملحة لنقل السلطة لن يحضر وفد من واشنطن مؤتمر أستانا". يأني ذلك فيما استقبل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في الرياض المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية رياض حجاب، حيث تم بحث مستجدات الأوضاع على الساحة السورية والجهود الدولية. وقرار واشنطن المشاركة من خلال سفيرها على الأغلب لم يكن في مستوى توقعات الروس وآمالهم في تقارب مع إدارة ترمب، لكنه بالتأكيد لا يعني رفضاً قاطعاً للدعوة الروسية الملحة منذ أيام بحضور واشنطن في المحادثات.

القرار الأميركي جاء بعد تصريحات روسية كشفت الكثير عن خلافات بين موسكو وطهران عنوانها واشنطن. دميتري بيسكوف، الناطق باسم الكرملين، قال إن "موقف إيران يساهم في تعقيد مسألة مشاركة واشنطن في المفاوضات"، مضيفاً أن صعوبة الوضع على المسار السوري بلغت حداً يحول دون تحقيق الانسجام الكامل بين مواقف الأطراف المعنية. الأمر الذي يقلل – بحسب بيسكوف - من احتمال إبرام صفقات الحل نظراً لتعدد الأطراف المنخرطة في هذه العملية. وتقول مصادر إن بريطانيا كذلك قررت أن تخفض تمثيلها إلى مبعوثها الخاص إلى سوريا، غاريث بايلي. هذا فيما يخص العواصم الغربية، أما في أستانا عاصمة كازاخستان، فقد أفادت مصادر باجتماع روسي تركي إيراني هناك تحضيراً للمحادثات. في حين تصل وفود طرفي المحادثات ورعاتها تباعاً لحضور محادثات الاثنين.

 

هل أصيب بشار الأسد بعينه اليسرى في الساعات الأخيرة؟

الأحد 24 ربيع الثاني 1438هـ - 22 يناير 2017م/العربية.نت – عهد فاضل/نقلت مصادر في العاصمة الروسية موسكو، أن رئيس النظام السوري بشار الأسد، قد يكون أصيب بتشنج عصبي في عينه اليسرى نتيجة للضغوط النفسية. وقالت تلك المصادر لـ"الشرق الأوسط" اللندنية، بعددها الصادر السبت، إن الأسد بدأ يشعر بالإنهاك بعد خمس سنوات من الحرب والتوتر. وجاء في تقرير للصحيفة السابقة بعنوان "تزايد مشكلات بوتين نتيجة دعمه للأسد في سوريا"، ونقلاً عن مصادر في موسكو، أن الرئيس الروسي، قد بدأ "تقدير ارتفاع كلفة الإبقاء على الأسد في سدة الحكم بالقوة، ولعله باشر البحث عن صيغة تحفظ ماء الوجه و"تخرجه من هذا المأزق بسلاسة". ولهذا السبب يلمّح المسؤولون الروس، الذين يتحدثون سراً، إلى أن الأسد "يشعر بالإنهاك بعد خمس سنوات من الحرب والتوتر"، وربما أصيب بتشنج عصبي في عينه اليسرى، نتيجة "للضغوط النفسية"، كما قالت الصحيفة.

 

البحرين: دول الخليج قد تلجأ لعزل إيران إقليمياً ودولياً/وزير خارجية البحرين يدعو إيران لاتخاذ خطوات تثبت رغبتها بعلاقات طبيعية

السبت 23 ربيع الثاني 1438هـ - 21 يناير 2017م/دبي - قناة العربية/قال وزير خارجية البحرين، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، إذا إيران لم تبد حسن النية وواصلت تدخلها السافر في شؤون بلاده ودول الخليج العربي، فإن مملكة البحرين ستدعو إلى تطبيق الآلية المقترحة من المجلس لمواجهة التدخلات الإيرانية بالتعاون مع الدول الصديقة والمجتمع الدولي لزيادة عزلة إيران إقليمياً ودولياً. دعوة جديدة توجهها مملكة البحرين لإيران علها تجد أذاناً صاغية. وزير خارجية البحرين دعا إيران إلى إتخاذ خطوات لإثبات رغبتها في عودة العلاقات الطبيعية مع دول مجلس التعاون على أساس احترام سيادة واستقلال الدول وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وإذا لم تلتزم إيران بهذه الدعوة وأصرت على تدخلاتها فإن دول الخليج ستلجأ لآلية لمواجهة إيران عبر عزلها بالتنسيق مع الدول الصديقة والمجتمع الدولي. آلية، بحسب المسؤول البحريني، تشمل مسارات سياسية ودبلوماسية وتجارية واقتصادية وإعلامية، وتنفيذها على مستوى دول مجلس التعاون وبالتعاون مع الدول الصديقة والمجتمع الدولي. موقف يتزامن مع تقارير عدة عن تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المجلس قولاً وعملاً، وقيام الحرس الثوري الإيراني وجماعة "حزب الله "في لبنان المدعومة من طهران بتدريب مجاميع إرهابية وإرسالها إلى دول الخليج وتهريب المتفجرات إليها ودعمها بالمال والسلاح. دول مجلس التعاون الخليجي من جانبها لم تتوقف عن فضح التدخل الإيراني في شئوونها على كافة المستويات عربياً وإسلامياً ودولياً، واتخذت خطوات عملية أبرزها اعتبار جماعة "حزب الله" في لبنان تنظيماً إرهابياً، كما قطعت كل من مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وخفضت دول أخرى من مستوى تمثيلها الدبلوماسي في طهران.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

فساد مقونن في ديكتاتوريات الطوائف

الدكتورة/رندا ماروني/21 كانون الثاني/17

درجة العادة في الحالة اللبنانية أن يتم تناول موضوع الفساد في ظواهره، والتركيز على هذه الظواهر، التي تتراوح وتتنقل في أزمات متعددة، أزمة كهرباء، مياه، نفايات، اتصالات، مواصلات، مرفأ، مطار، أزمات لا تعد ولا تحصى وتجاوزات وسرقات هنا وهناك فيكثر الكلام وتقل الحلول المطروحة.

نرى الخطأ ندل عليه، ولا نضع حلولا جذرية له، حتى عندما انتفض المجتمع المدني لضرورات حياتية استطاع أن يجذب الآف المؤيدين مواكبة إلى الشارع، وعندما تسلل المشروع السياسي من بين المطالب في الدائرة الواحدة والنسبية، لم نعد نرى إلا العدد المؤيد القليل جدا، ولم يستطع أن يطرح مشاريع إصلاحية تنبثق من الواقع السياسي، وإنما حلولا على قاعدة ما يجب أن يكون دون أخذ الواقع اللبناني بعين الاعتبار، ولا أستغرب هذا الأمر كون الحركات الاعتراضية في أغلبها التي كانت تدير الأرض تنتمي إلى القواعد اليسارية فكرا وعقيدة منطلقة من مسلمات ماركسية تاريخية، أي معالجة الواقع بنظريات بعيدة عنه وعن القدرة على تحقيقها، مثلا، إلا يمكن أن نكون مواطنون ومواطنات في دولة إلا في دائرة موسعة وقانون نسبي حيث على المواطن أن ينتخب 128 نائب دفعة واحدة دون أن يكون هناك أحزاب وطنية وبرامج معروضة، وكيف ستتم المحاسبة في هذه الحالة؟ وكيف سيكون باستطاعة المواطن التغيير في خياره السياسي بين حزب وآخر؟ أكيد إن المواطن اللبناني لا يستطيع تغيير خياراته السياسية بتغيير طائفته، وأكيد إن لعبة الديمقراطية العددية لديها شروط ومقومات غير متوافرة حاليا في الواقع اللبناني، فبدل أن يكون لدينا منظمي بوسطات، سيكون لدينا هذه المرة منظمي قطارات.

ومن قال إن في النسبية إلغاءا للطائفية السياسية؟

ألا يمكن أن يزيد من تفاقمها؟

إن التوزيع الطائفي حسب النظام الحالي هو توزيع نسبي، والمطلوب في موضوع النسبية المطروح اليوم هو إعادة النظر في النسب الموزعة في ظل هذا الظرف المحتدم طائفيا في المنطقة المحيطة وفي الداخل اللبناني ودون ضمانات لمصير أقليات مما سيفاقم الوضع سوءا.

وأما اليقين في هذا الموضوع، إنه إذا لم يتم الإصلاح على الصعيد السياسي فلن يكون هناك أصلاح في أي قطاع من القطاعات وعلى هذا الإصلاح أن ينطلق من مقومات واقعية عالمة بطبيعة المجتمع اللبناني لكي تستطيع أن تستنج حلولا واقعية قابلة للتنفيذ، فتأخذ الواقع كمنطلق للحل لا القفز فوقه.

لقد عرف البنك الدولي مفهوم الفساد بأنه إساءة استخدام الوظيفة العامة لتحقيق مكاسب خاصة، وهذا التعريف يركز على سبب الفساد في السلطات العامة وإساءة استخدامها، ويربط بين الفساد والدولة وأنشطة الدولة وتدخلها في السوق ووجود القطاع العام، وبمعنى آخر، فإن هذا التعريف يستبعد إمكانية الفساد في القطاع الخاص، ويركز بصفة مطلقة على الفساد في القطاع العام، ويتسق هذا التعريف مع معتقدات Gary Becker الفائز بجائزة نوبل الذي يقول : إذا ألغينا الدولة نكون قد ألغينا الفساد.

وبالرغم من تواجد الفساد في كل دول العالم إلا إنها تتراوح بين الدول الحديثة والأقل حداثة والمتخلفة، لكي تقل في الأولى وتتفاقم في الأخيرة حتى تصل إلى حد الاستيلاء على الدولة، وهذا ما يعرف بالفساد الكبير، وهو الفساد الذي يهدف إلى تغيير القواعد المنظمة للدولة، من قواعد تراعي المصلحة العامة إلى قواعد وتعليمات على قياس المستولين على السلطة ومصالح المفسدين، وقد وضع البنك الدولي فكرة الاستيلاء على الدولة أساسا لتفسير واقع الحياة السياسية في الإقتصادات الانتقالية، والافتراض الأساسي في تفسير هذا النوع من الفساد هو أن التشريعات والسياسات العامة تتأثر بشكل حاسم بما يريده ذوي السلطة والنفوذ وبمعنى آخر فإن السياسات العامة يتم وضعها لصالح القابضين على السلطة، ويعتبر هذا النوع من الفساد بالفساد المقونن في عمليات قانونية تماما ويأتي في هذا الإطار إعطاء التراخيص وإرساء المناقصات وتنظيم الأسواق وإصدار التشريعات الملتبسة والإبقاء على الإجراءات البطيئة.

 عادة تتصف الدول المتخلفة ودول العالم الثالث ومنها الدول العربية بتفاقم الفساد فيها نتيجة لعدة أمور يأتي على رأسها الهوة بين الحاكم والمحكوم، هذه الهوة التي لا تنفك تزيد عمقا وإتساعا، حيث من الصعب أن نجد في دولة عربية حاكما يجسد طموح شعبه، ويستمد شرعية حكمه من إرادة شعبية تجلت من خلال مؤسسات تتوافر فيها ضمانات الحرية والنزاهة، فمفهوم الحرية في اختيار الحكام ومحاسبتهم لم يجد له طريقا بعد في عالمنا العربي مما يخلق تخبطا سياسيا وغياب لمقومات ومؤسسات الدولة، يعرضها للاهتزاز عند أول مفترق أمني أو اقتصادي.

ولكن هل تنطبق هذه الحقائق على الواقع اللبناني المؤسساتي والاقتصادي والأمني؟

فلبنان بلد متعدد، لا حاكم مطلق فيه يستطيع أن يهيمن وحده كما يحلو له، وصحيح أن لبنان بلد متعدد وفي هذا عامل إيجابي انعكس على موضوع الحرية في التنوع الديني والثقافي والمعتقدي وحرية إبداء الرأي، إلا أن المواطن اللبناني مكبل في جملة أمور أخرى هامة، تضع مصيره على المحك، فهو مكبل لدرجة نستطيع أن نصفها بالقمعية التي لا تستطيع أن تغير في واقعه المذري شيئا.

فهو عاجز عن تقرير مصيره من خلال انتخابات تفرز إرادته، وهو عاجز عن ممارسة حقه في محاسبة الحكام المقررين والفاسدين، وهو خارج اللعبة السياسية إلا كمصفق أو ناقد، وعند النقض عليه الحذر من ما سوف يواجهه في متطلبات استمراره، حتى يصح القول أنه يعيش في ديكتاتوريات الطوائف وفي داخل هذه الديكتاتوريات يزيد القمع وانتقاد الرأي الآخر، أما بين هذه الديكتاتوريات وعند اتفاقها يقونن الفساد وتقسم المغانم، ولا نعرف الحقائق إلا عند الاختلاف حول القسمة.

والتدهور الأكثر خطورة ما شهدناه من تحول في المجتمع المسيحي من المتعدد السياسي إلى السياسة القابضة المبعدة للآخرين، فبدل أن نشكل نموذجا للتعددية يحذى به، انتقلنا إلى نماذج أخرى تسير وفق المفهوم المتعارف عليه في الدول العربية لمفهوم السلطة القامع والمقونن للفساد.

إن البحث في مسألة التطور الاجتماعي والحد من قضايا الفساد، اقترن تاريخياً بتطور مفهوم الحرية ووعي الإنسان لقدراته العقلية على فهم مجتمعه والعمل على تطويره انطلاقاً من المعطيات الواقعية وليس من خلال ما يبغيه البعض أن يكون، ولا يمكن أن نتوقع أي تطور في مفهوم الدولة والحد من الفساد خارج إطار تطور مفهوم الحرية لا السير بالاتجاه المعاكس حيث الطريق حتما سائرة إلى الفساد.

فساد مقونن

في ديكتاتوريات الطوائف

يقسمون المغانم

بين زمرة أشاوس

والشعب في حالة مكبلة

وليس في حاله إلا بواصف

هو المفعول به

تتقاذفه القوانين

بصورة شرعية وجرحه

في الجسد نازف

لا حول ولا قوة له

يقف وحيدا

في وجه العواصف

في وجه سلب مقونن

فتشكل الخوف

في جملة مخاوف

في دين يزداد تصاعدا

لا يعرف الوقوف

ويأبى أن يكون بواقف

في ديكتاتوريات

تتناتش حصصا

وتقذف بعضها بالقذائف

ماء، كهرباء، هاتف

لا حول ولا

صورة مفجعة

لا نستطيع بوصفها

أن نكون بواصف

فالرقابة لاحقة

لا سابق فيها

وهي في العمل

في بطء الزواحف

ومختصرة في قول

المراقب إذا اتفقوا

أما الخلاف فيعلن

في جملة مواقف

إنه لحال يرثى له

ولا يستطيع الرثاء

أن يكون للحل صارف

فالفساد مقونن

في ديكتاتوريات الطوائف.

 

ترامب وسوريا ومرحلة ما بعد حلب

خيرالله خيرالله/العرب/22 كانون الثاني/17

تبدأ ولاية دونالد ترامب، فيما انتقلت سوريا إلى حال جديدة مختلفة كلّيا عن تلك التي مرّت فيها منذ اندلاع الثورة الشعبية في آذار-مارس 2011 بحثا عن شيء من الكرامة.

يبحث الشعب السوري عن شيء من كرامته المفقودة منذ ما قبل وصول حزب البعث إلى السلطة في آذار-مارس 1963، أي منذ أخذه بعض الجهلاء والمغامرين إلى الوحدة مع مصر في العام 1958، وهي وحدة أقرب ما تكون إلى بناء قصور على الرمال.

أسست الوحدة لقيام نظام أمني في سوريا التي كانت بدأت تلتقط أنفاسها وتعود إلى وضع طبيعي، في ظلّ برلمان منتخب ديمقراطيا، بعد سلسلة من الانقلابات العسكرية لضباط يتسمون بالرعونة بدءا بحسني الزعيم الذي قام على النظام القائم في العام 1949.

يتمثّل جديد سوريا هذه الأيّام في ما بعد معركة حلب التي شهدت إطلاق المشاركين في جنازة هاشمي رفسنجاني في طهران هتاف “الموت لروسيا” تعبيرا عن مدى السخط الإيراني من السياسة الروسية في سوريا.

كان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على حقّ عندما أكد قبل أيّام أنّ دمشق كانت ستسقط في يد المعارضة في غضون أسبوعين أو ثلاثة لو لم يحصل التدخل العسكري الروسي في أواخر أيلول-سبتمبر من العام 2015.

يعبّر مثل هذا الكلام عن حقيقة أن روسيا أنقذت النظام السوري وأبقت بشّار الأسد في دمشق. روسيا نفسها جعلت الثوار يغادرون حلب وذلك في ظلّ اتفاق مع تركيا التي لعبت دورا أساسيا على صعيد تغيير الوضع في المدينة.

سحبت تركيا المسلحين الذين لديها مونة عليهم من داخل حلب ثمّ قطعت الإمدادات عن المدافعين عن المدينة في ظلّ قصف جوّي روسي طاول المدنيين خصوصا لتأليبهم على المدافعين عن حلب.

تبدو روسيا على عجلة من أمرها في سوريا. كان عليها خلق أمر واقع على الأرض قبل دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. كان عليها أن تهيّئ نفسها لمفاوضات مع الإدارة الأميركية الجديدة من موقع قوّة.

زمن دونالد ترامب

فالرئيس الروسي يعرف جيدا أن ترامب ومساعديه، على رأسهم وزير الخارجية ركس تيلرسون، يعشقون عقد الصفقات، كلّ أنواع الصفقات، بما في ذلك الصفقات السياسية.

تظلّ سوريا إحدى الأوراق القويّة لدى فلاديمير بوتين. يراهن الرئيسي الروسي على استخدام هذه الورقة في الوقت المناسب بغية الخروج من الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعاني منه بلاده. لذلك يمكن الحديث عن وضع جديد في سوريا بدأت تظهر ملامحه بوضوح كليّ في مرحلة ما بعد سقوط حلب.

من أبرز هذه الملامح التوتر بين روسيا من جهة وكلّ من النظام السوري وإيران من جهة أخرى. لم يكن منع بشّار الأسد من زيارة حلب في الفترة بين عيدي الميلاد ورأس السنة الجديدة، أي في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي سوى أحد مظاهر هذا التوتر.

كان الأسد الابن ينوي إلقاء “خطاب الانتصار” في المدينة. جاءت الرسالة الروسية مقتضبة. فحوى الرسالة أن الانتصار الذي تحقّق على حلب وأهل حلب كان نتيجة تحالف روسي-تركي ليس إلّا.

دخول قوات تابعة للنظام وميليشيات مذهبية تابعة لإيران مناطق وأحياء كانت تحت سيطرة المعارضة، كان نتيجة مباشرة لهذا التحالف. لو شاءت تركيا، لبقيت حلب، في جزء منها، عصيّة على النظام.

يتمثّل جديد سوريا باختصار في التحالف مع تركيا في منطقة الشمال السوري والتحالف مع إسرائيل في مناطق أخرى، خصوصا في كلّ ما له علاقة من قريب أو بعيد بدمشق والمناطق القريبة منها وتلك المرتبطة بالجولان الذي طويت صفحته. ليس صدفة الإعلان قبل أيام عن غارات جوية روسية-تركية على “داعش” في داخل الأراضي السورية.

لم يعد سرّا أن الحلف السوري-الإسرائيلي أكثر عمقا بكثير مما يعتقد. إذا كان هناك تحالف تركي-روسي، هناك حلف روسي-إسرائيلي. سيساعد هذا الحلف روسيا في التعاطي مع الإدارة الأميركية الجديدة التي أعلنت أنها ستنقل السفارة إلى القدس التي تعتبرها إسرائيل “عاصمتها الأبدية”.

أكثر من ذلك، أظهرت هذه الإدارة انحيازا كبيرا لإسرائيل ولسياسة الاستيطان التي يتبعها بنيامين نتنياهو عندما عيّنت ديفيد فريدمان سفيرا لها في إسرائيل. الأسوأ من ذلك، أن ترامب جعل من صهره جاريد كوشنر مسؤولا عن عملية السلام.

كوشنر وفريدمان من أبرز داعمي الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية. إنّهما رمز للتغيير الذي ينشده ترامب على صعيد الشرق الأوسط في مجال تكريس الاحتلال الإسرائيلي لجزء من الضفّة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية!

في ظلّ التحالف الروسي-التركي والحلف الروسي-الإسرائيلي والعلاقات المتجددة بين تركيا وإسرائيل، هناك وضع جديد على الأرض في سوريا. هل بدأت إيران تعيد حساباتها، خصوصا بعدما تبيّن أن هامش المناورة لديها صار محدودا وأن كلّ شيء في سوريا يعتمد على ما يتقرّر في موسكو، بما في ذلك مراقبة روسيا لعملية شراء الأراضي من أجل تغيير التركيبة السكانية في مناطق محدّدة في مقدّمها دمشق؟

هذا الوضع الجديد على الأرض السورية يمكن أن يفسّر تلك التحولات في الخطاب. فجأة، يتحدّث محمد جواد ظريف وزير الخارجية عن تعاون إيراني-سعودي أدّى إلى انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان. كذلك صار علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني حريصا على وحدة الأراضي السعودية وعلى التعاون مع المملكة ومع العائلة المالكة فيها.. فجأة أيضا، صار يتحدّث بإيجابية عن آل سعود في تصريح وزعته الوكالة الإيرانية الرسمية “إرنا”!.

لن يكون مؤتمر أستانة (عاصمة كازاخستان) الذي سينعقد ابتداء من يوم الاثنين، بدفع روسي-تركي، سوى خطوة أولى على طريق تقديم روسيا-فلاديمير بوتين أوراق اعتمادها لأميركا-دونالد ترامب.

سوريا هي المنطلق بالنسبة إلى الرئيس الروسي الذي يعرف في نهاية المطاف أنّه سيكون عليه الاختيار، عاجلا أم آجلا، بين واشنطن وطهران. فمثلما هناك جديد على الأرض في سوريا، هناك جديد على الأرض في واشنطن. هناك وزير جديد للدفاع هو الجنرال جيمس ماتيس يعرف تماما، وهذا على الأقلّ ما قاله أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أن إيران مصدر التوتر في المنطقة وأن التوصل إلى اتفاق معها في شأن الملفّ النووي لا يعني التغاضي عن مشروعها التوسّعي في الإقليم.

يبدو أن موسكو تفهم هذه المعادلة جيّدا. ليست الساحة السورية، بما في ذلك التوتر الروسي-الإيراني سوى مرآة للتغيير الكبير الذي بدأ يشهده الشرق الأوسط ومعه العالم مع بداية عهد دونالد ترامب.

 

"الديمقراطية اللبنانية" عندما تتكلم

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/22 كانون الثاني/17

ظروف انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي تسلّم أول من أمس رسميًا مقاليد السلطة، سلطت الضوء على النظام الانتخابي في الولايات المتحدة. ولكن، بعيدًا عن أميركا، يثير هذا الموضوع جدلاً لا ينتهي في لبنان، البلد العربي الصغير الذي يتباهى بأنه «دولة ديمقراطية» تقوم على «المؤسسات» والتوافق أو الوفاق.يتساءل كثيرون عن الحكمة من آليات النظام الانتخابي الأميركي الذي يرجّح الأصوات الانتخابية للولايات على مجموع الأصوات الشعبية التي يتنازعها المرشحان الرئيسيان. لكن الواقع أن الولايات المتحدة دولة اتحادية (فيدرالية)، ومن ثم يستند التمثيل السياسي فيها إلى مبدأين أساسيين لا تقوم ديمقراطية سليمة في غيابهما:

- الأول هو الديمقراطية المجردة من حيث تعني تغليب الأكثرية العددية على الأقلية. وهذا ما يتجسّد عبر مجلس النواب الذي فيه تتمثل الولايات وفق تعداد سكانها.

- والثاني هو احترام الوحدة الوطنية في مجتمع تعدّدي، حيث لا يجوز أن يحظى أبناء الولايات الكبيرة بنفوذ أكثر من أقرانهم في الولايات الصغيرة أمام دستور اتحادي يحترم ويعامل الجميع بالعدل والمساواة. وهذا المبدأ يتجسّد في مجلس الشيوخ حيث يتساوى تمثيل الولايات (لكل منها شيخان) بغض النظر عن عدد سكانها.

الصيغة المُثلى هذه أسهمت بجعل النظام السياسي الأميركي ككل أحد أرقى الأنظمة في العالم، ولا سيما أن البلاد نمت وتوسّعت جغرافيًا باطراد منذ القرن الـ16 واجتذبت أمواجًا من المهاجرين من شتى أنحاء المعمورة. وعبر السنين والعقود اكتسبت كل ولاية تبعًا لبيئتها الطبيعية وثرواتها الاقتصادية مزايا معينة، على الرغم من حرية الهجرات الداخلية ويُسرها. حجم لبنان، طبعًا، لا يقاس بحجم أميركا، وتجربته الديمقراطية متواضعة جدًا مع ما سنّه «آباء أميركا المؤسسون» من تشريعات وتوافقات، مع أن هذه التشريعات لم تحل دون نشوب حرب أهلية مدمّرة بين 1861 و1865 ما زالت رواسبها موجودة حتى اليوم. ولبنان ظهر ككيان سياسي شبه مستقل بعد حرب أهلية حدثت عام 1860 وبقيت رواسب الماضي أيضًا موجودة في ثقافته السياسية، ومثل أميركا تغيّرت حدوده منذ ذلك الحين. غير أن الفارق بين الحالتين الأميركية واللبنانية، بجانب الحجم والثقل الدولي، هو أن الأميركيين تعلّموا من تجاربهم واحترموا مؤسساتهم وكفّوا عن خداع أنفسهم، بينما ترفض الطبقة السياسية في لبنان التعلم من أخطائها. في أميركا تولى الرئاسة حتى الآن خمسة رؤساء حاز منافسوهم من الأصوات الشعبية أكثر مما حازوه، بيد أن احترام الدستور مضى بالأمور إلى حيث يجب أن تمضي. ورغم التعدّدية الديموغرافية الهائلة في بلاد يسكنها قرابة 320 مليون نسمة ظل هناك قدر مقبول جدًا من التعايش بين مكوّنات الشعب، ولا تجد أحدًا يطالب موسميًا بقانون انتخابي جديد على قياسه طمعًا بزيادة حصة طائفته أو عرقيته، ولا أحد يعمد إلى الاستقواء بالخارج أو يراهن على ذلك عندما تختلّ المعادلات الدولية.

أما في لبنان فالوضع مختلف. هنا يتعامل الدستور أصلاً مع اللبنانيين كأفراد في جماعات طائفية لا كمواطنين. ولقد خصّص «نهائيًا» لكل طائفة من أصل 17 طائفة دينية ما ارتؤي أنه حصة تعكس حجمها العددي مع أن هذا أمر متغيّر دائمًا وخلافي دائمًا. ثم إنه يمكن للفرد اللبناني أن يمضي حياته كلها ضمن «حيّز» طائفته من دون أن يتفاعل مع أبناء الطوائف الأخرى، بدءًا من الأحوال الشخصية (الولادة والوفاة والميراث والزواج) وانتهاء بالتعليم والطبابة ومجالات العمل. وبناءً عليه، يصحّ النظر إلى الطوائف اللبنانية على أنها «ولايات» قائمة بذاتها، لها قادتها وأحزابها ومدارسها وجامعاتها ومستشفياتها... بل وأنديتها الرياضية. إزاء هذا الوضع، ومع إدراك رواسب الماضي، رافق اللبنانيين هاجسان هما: الشعور بالغبن عند المسلمين الذين يرون أنهم الغالبية التي مُنعت من التمتع بامتيازات مستحقة إبان الانتداب الفرنسي (1920 - 1943)، والشعور بالخوف عند المسيحيين من «البحر الإسلامي» المتلاطم المُحيط بهم، والذي دفع أصلاً لتمييز لبنان عن محيطه أولاً عام 1861 بنظام خاص هو «المتصرفية» (نظام حكم ذاتي بإشراف الدولة العثمانية والقوى الأوروبية الكبرى) لضمان حماية المسيحيين. وبعد ذلك تبلور بكيان لبنان الحالي «لبنان الكبير» برئيس مسيحي وغالبية برلمانية مسيحية بنسبة 6 مقابل 5 حتى «اتفاق الطائف» عام 1989.

اليوم، بعد الانتهاء من «الفراغ الرئاسي» وتشكيل الحكومة الجديدة، لا بد من انتخاب برلمان جديد يحل محل البرلمان الممدّد له (انتهت ولايته عام 2013)، ولكنْ ثمة خلاف على قانون انتخاب يحل محل القانون الأكثري الحالي الذي يرفضه الجميع تقريبًا لكنهم لا يتوافقون على بديل له. وحقًا ثمة خيارات كثيرة مطروحة راهنًا تتراوح بين «النسبية الكاملة»، كما يريد «حزب الله» ومناصروه وأتباعه - وهو أمر مفهوم في ظل هيمنته المسلحة على البلاد - و«القانون الأرثوذكسي» الذي يدعو لأن تنتخب كل طائفة نوابها، مرورًا بأشكال مختلفة من القوانين «المختلطة» بين الأكثري والنسبي. أما الخيار الذي يبدو أنه مغيّب عمدًا وبإصرار فهو ذلك القائم على وجود برلمان من مجلسين: مجلس شيوخ تتساوى فيه الطوائف ويكون لها فيه حق النقض في المسائل التي تمسّها. ومجلس نواب لا طائفي يُنتخَب أعضاؤه بالنسبية فيشجّع نمو الحياة الحزبية بعد إزالة هاجسي «الغبن الإسلامي» و«الخوف المسيحي».

الإصرار على تغييب فكرة مجلس الشيوخ غير مستغرب في ظل مواصلة اللبنانيين الرهان على المتغيرات الدولية، مع أن دستور «الطائف» نص صراحة على «اللامركزية الإدارية الموسّعة» و«مجلس شيوخ». والسبب أن القيادات اللبنانية دأبت على المطالبة بالعدالة فقط عندما تحس أنها ستخسر، بينما تسعى إلى الهيمنة عندما تستشعر النصر. وبالتالي، في ظل ذهنية كهذه، تغدو أي هيئة مخوّلة بلجم القوي وحفظ حق الضعيف مرفوضة... لأن الكل يأمل ذات يوم أن يكون القوي الذي يحتكر الوطن ويلغي الآخرين، وحتى الضعيف مرحليًا ينتظر الفرصة المواتية للرهان من جديد على الخارج لتصفية حساباته الداخلية.

باختصار، ها هي الديمقراطية الانتخابية على الطريقة اللبنانية!

 

لبنان يدخل مرحلة ترامب بعجز تشريعي وأمني وعقم سياسي

شادي علاء الدين/العرب/22 كانون الثاني/17

علينا ترتيب البيت استعدادا للترامبية

بيروت - يستقبل لبنان لحظة تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية بكل ما فيها من مخاطر والتباسات بعجز تشريعي وأمني، وعقم سياسي.

يحتل الواجهة الأمنية مشهد خطف رجل الأعمال اللبناني سعد ريشا في وضح النهار وعجز القوى الأمنية عن القبض على خاطفيه المعروفين قبل عودته إثر عملية تفاوض قادها الرئيس نبيه بري.

تشريعيا، لم تفرز الجلسات النيابية التشريعية بنية قانونية فاعلة. بقي القانون الأكثر إلحاحا، أي قانون الانتخاب خارج جدول أعمالها.

وكان أبرز ما أفرزته قانون إيجارات مثير للجدل، إضافة إلى قانون يتعلق بالحق في الوصول إلى المعلومات، لم تتضح بعد كيفية عمله ولا الآليات التي سيتم اعتمادها لتطبيقه في اللحظة التي يشتكي فيها النواب أنفسهم من حرمانهم من المعلومات كما جرى في ملف النفط.

تزامنت لحظة تنصيب ترامب المقلقة مع زيارة غامضة للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى لبنان. وكان لافتا أن الإعلان عن هذه الزيارة ركّز على قصرها وعلى أنها ستدوم لعدة ساعات فقط.

وقرأ مراقبون توقيت هذه الزيارة على أنها محاولة لترتيب أزمة العلاقات العربية-العربية التي تفاقمت بين عدة دول والتي كان أبرزها مؤخرا ارتفاع منسوب التوتر السعودي المصري.

لا يشك أحد في أن مرحلة ترامب ستنتج وقائع جديدة سيكون على العالم كله التعامل معها، وسيكون على كل دولة أن تبني نظام تعاملها الخاص مع هذه التطورات التي يبدو أنها ستكون متسارعة. وكرّر ترامب الرئيس جلّ ما جاء في خطاب ترامب المرشح.

وأعاد التأكيد على ما كان يثير مخاوف المنطقة كلها، أي ربط الإسلام بالإرهاب، والتأكيد على أن عنوان محاربة الإرهاب الإسلامي سيكون العنوان الرئيسي لحكمه والذي سيشكل على أساسه خارطة تحالفاته مع العالم المتحضر.

يقع لبنان في قلب عاصفة الحرب المفتوحة على الإرهاب وتناقضاتها فقد عمدت إدارة أوباما إلى تقديم المساعدات لجيشه تحت عنوان مساعدته على محاربة الإرهاب في حين أنّها تصنف حزب الله، المشارك في الحرب السورية، والممثل في الحكومة حزبا إرهابيا.

لا يبدو ترامب ميالا لتكرار هذا المنطق نفسه حيث لم يظهر الرئيس المنتخب أيّ عناية أو رغبة في التدقيق بصدد الأحكام التي يطلقها على الدول أو الجماعات. يبدو العالم في الرؤية الترامبية منقسما إلى معسكرين متناقضين هما معسكر الترامبيين ومعسكر الأعداء.

 تقول المؤشرات الأمنية والاقتصادية والسياسية إن لبنان يعاني من تصدعات عميقة في كل البنى التي تقوم عليها الدولة. ولم تنجح عملية سد الفراغ الرئاسي والحكومي في خلق جهاز مناعة عام يقي البلد من شر الأزمات

وتاليا يمكن القول إنه إذا كانت دول أوروبا، الحليف التاريخي لأميركا، لا تطابق المعايير الترامبية، فإنه من غير المتوقع سوى أن يترك لروسيا البوتينية مهمة ترتيب شؤون منطقة الشرق الأوسط بشكل يلائم خرائط النفوذ الجديدة والتحالف المستجد بين أميركا وخصمها التقليدي.

تقول المؤشرات الأمنية والاقتصادية والسياسية إن لبنان يعاني من تصدعات عميقة في كل البنى التي تقوم عليها الدولة. ولم تنجح عملية سد الفراغ الرئاسي والحكومي في خلق جهاز مناعة عام يقي البلد من شر الأزمات.

بل بدا أن سدّ الفراغ كان نتيجة لهذه الأزمات واستكمالا لها وليس نهاية، فكيف سيتعامل بلد بهذه الدرجة من الهشاشة مع زمن الراديكالية والعدائية الذي يمثله دونالد ترامب؟

النأي بالنفس

ويرجّح فادي كرم، النائب عن كتلة القوات اللبنانية، أن يعتمد ترامب “سياسة المبادرة وليس سياسة الانكفاء”. يؤكد أنه من الصعب “الحكم على مقدار إيجابيتها أو سلبيتها، ولكن علينا كأبناء المنطقة أن ندرك مصالحنا وأن نمتلك رؤية لمصالح شعوبنا، وأن نتضافر مع بعضنا كي نحمي المنطقة من الأمور التي تحدث ضدها”.

يشير إلى الأزمة التي من الممكن أن يفتحها وجود حزب الله في الحكومة اللبنانية في ظل أولوية ترامب القاضية بمحاربة الإرهاب معتبرا أن “وجود حزب الله في الحكومة اللبنانية هو مسألة عادية لأنه حزب لبناني وشراكته اللبنانية ضرورية. مشكلة حزب الله هي حروبه الإقليمية ومشاريعه المرتبطة بالنظام الإيراني والذي يتدخل في شؤون الدول ويتعدى على سيادات الدول العربية. إذا استمر حزب الله في ممارسة السياسة نفسها فإنه من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى أزمة لا تحمد عقباها في عهد ترامب”.

ويضيف “من هذا المنطلق حاولنا أن نقنع حزب الله بأن الأفضل له وللبنان ولكافة الأفرقاء اللبنانيين، أن ينكفئ عن الحروب في المنطقة وأن يمتنع عن التدخل في الشؤون الداخلية لكل الدول العربية، وحرصنا على أن يتضمن بيان الحكومة صيغة تؤكد على ضرورة اليوم وهي إبعاد لبنان عن الحروب الإقليمية”.

ويضع النائب القواتي زيارة أحمد أبو الغيط إلى لبنان في إطار تفعيل “التواصل بين الدول العربية والاستعداد لمرحلة جديدة سنشهدها من قبل الإدارة الأميركية. ولا شك أن هناك تحولا كبيرا في السياسة الأميركية، فهل سيكون هذا التحول في صالح شعوب المنطقة أو سيأخذها إلى تصادمات أكبر؟ قد يكون من المبكّر الحكم على ما ستفرزه مرحلة ترامب ولكن من المؤكد أنها تتطلب وعيا كاملا وتضافرا بين القيمين على المنطقة، ووقفة مسؤولية وصمود أمام ما يحدث، كما يجب على الصعيد اللبناني العمل على قيام الدولة وفكفكة الدويلة”.

عودة اللاجئين

يعرض نبيل الحلبي، المحامي ومدير مؤسسة لايف الحقوقية، مجموعة من الملفات المرشحة للانفجار في عهد ترامب، والتي تطال تأثيراتها لبنان مؤكدا على أن “وصول ترامب إلى سدة الرئاسة الأميركية ستكون له تداعيات أكيدة على المنطقة، ولبنان جزء منها. وإدارة ترامب معادية لملف تصدير الثورة الإيرانية في المنطقة وللميليشيات المحسوبة على إيران من قبيل الحرس الثوري. أظن أنه سيعمد إلى تمديد العقوبات على إيران والميليشيات التابعة لها كالحرس الثوري وفيلق القدس، وإبقاء وضع حزب الله على لائحة الإرهاب الأميركية، كما تمديد العقوبات الاقتصادية وتضييق مصادر تمويل الحزب”.

ويعتبر الحلبي أنه في الموضوع السوري “قد يشكل ترامب إضافة جديدة للاتفاق التركي الروسي باعتبار أنه يمكن ضم أميركا في ظل إدارته إلى هذا الاتفاق، وهذا يقوّي مؤتمر أستانة للحرب في سوريا. ترامب لديه رغبة في القضاء على داعش والتنظيمات المتطرفة السنية في سوريا، وهو يرغب في الوقت نفسه في إبعاد إيران عن الملف السوري. قد يتوافق ترامب مع الروس والأتراك في الدعوة إلى انسحاب المقاتلين الأجانب من سوريا، وهذا يؤثر مباشرة على لبنان من خلال حزب الله”.

ويشير الحلبي إلى التأثيرات على ملف اللجوء السوري مؤكدا أن “ملف اللاجئين في لبنان أو غير لبنان يتعلق بالوضع الميداني في سوريا فإذا كان هناك تثبيت لوقف إطلاق النار، يمكن أن يقوم ترامب بالاتفاق مع روسيا بأخذ القرار بوقف إطلاق النار إلى مجلس الأمن لتثبيته تحت الفصل السابع. تاليا تصبح عودة اللاجئين السوريين من لبنان أو غيرها من دول الجوار لسوريا أمرا ممكنا وقابلا للتنفيذ، فتنتقل حينها المخيمات إلى مناطق داخل سوريا حيث لم يعد هناك إطلاق نار أو تهديد لحياة اللاجئين”.

لا يخفي الحلبي قلقه حول موضوع حقوق الإنسان في المنطقة نظرا لتشابكها مع مشروع الحرب على الإرهاب. ويقول “من ناحية حقوق الإنسان أظن أن التجربة السابقة مع الإدارات الأمير كية خاصة مع المحافظين، كانت سيئة لأن قضية مكافحة الإرهاب وما أفرزته من منطق الأمن الاستباقي، قامت على حساب حقوق الإنسان والحريات العامة مع أنه من المفترض أن تسير بشكل متواز احتراما لحقوق الإنسان، وعلى أساس من الاحترافية في محاربة الإرهاب دون شن عمليات استباقية يمكن أن تستهدف الأبرياء”.

الخبير الاقتصادي والباحث السياسي كامل وزنة يحصر التداعيات المتوقعة من وصول ترامب والمرتبطة بلبنان في ملف حزب الله وما يتفرع عنه ويرتبط به. ويعتبر أنه من المعروف أن للبنان وضعا خاصا في سياسة الولايات المتحدة الأميركية التي تحرص على ضمان استقراره

يتوقع الحلبي أن يكرر ترامب “الأداء نفسه الذي كان سائدا في عهد الرئيس بوش الابن وخصوصا لناحية اعتماد الحرب على الإرهاب بالوكالة. بعض الأنظمة العربية كانت تنتهك حقوق الإنسان مع شعوبها بالوكالة عن الإدارة الأميركية التي لا تستطيع أن تنتهكها بشكل فاضح لأنها تخاف من ملاحقة المنظمات الحقوقية الأميركية في المحاكم الأميركية، ولذلك اعتمدت غوانتانامو كسجن يقع خارج الصلاحية القانونية لأميركا، وقامت بما يشبه الصفقات السرية مع بعض دول أوروبا الشرقية وبعض الدول العربية، لاستحداث سجون سرية تحت عنوان الحرب الاستباقية على الإرهاب”.

لجم إيران

يعتبر النائب عن كتلة المستقبل خالد زهرمان أنه “إذا كان هناك موقف حاسم وواضح من الإدارة الأميركية بالتشدد تجاه إيران للحد من هذه السياسة التوسعية التي تستخدمها المنظومة الإيرانية بالكامل، سيكون لهذه السياسة تداعيات إيجابية على الوضع اللبناني. الاستمرار في السير وفق منطق سياسة أوباما تحت عنوان أن أميركا وإيران في خندق واحد لمحاربة داعش، سيضعنا أمام توجهات خاطئة لأن السياسة التي تقوم بها إيران في المنطقة هي التي تغذّي الفكر المتطرف، والقضاء على هذا الفكر يكون عبر إيقاف سياسة التدخل التي تتبعها إيران في العراق واليمن وسوريا ولبنان”.

ويضيف “أخطأت الدول العربية حين تعاملت مع المنظومة الدولية من خارج منطق المصالح، وفي اعتمادها خطابا يقوم على المبادئ وحسب، في حين تعاطت إيران مع المجتمع الدولي تحت عنوان المصالح. أعتقد أنه لو لم يكن المجتمع الدولي محتاجا للاتفاق النووي الذي وقّعه مع إيران انطلاقا من مصالح هذه الدول لم يكن ليحصل، وكانوا سيعتمدون سياسة أخرى. تاليا ما هو مطلوب من الدول العربية الآن ومن لبنان هو العمل على لملمة الصفوف، والخروج بسياسة موحدة باتجاه المجتمع الدولي وخصوصا تجاه الولايات المتحدة الأميركية، بوصفها الدولة الأكثر تأثيرا على الوضع في المنطقة والشروع في التعاطي معها عبر منطق المصالح”.

ويضع النائب المستقبلي زيارة أبو الغيط إلى لبنان في سياق “دعم البلد بعد الانتخابات الرئاسية والتوافق الحاصل في البلد. لا أريد أن أعطيها بعدا أكبر من ذلك، ونتمنى أن يكون هناك دور أكبر لجامعة الدول العربية في إعادة لملمة الصف العربي، وخصوصا بعد الخلاف الذي بدأ يظهر إلى السطح بين مصر والمملكة العربية السعودية. ونحن نعرف في الوطن العربي أن هاتين الدولتين هما رافعة الوضع العربي. من هنا يجب أن يبذل الأمين العام لجامعة الدول العربية جهودا كبيرة لإعادة تصحيح العلاقة بين المملكة ومصر لأن الوضع الذي تعيشه المنطقة ولبنان والتهديدات التي تطالها تستدعي ضرورة توحيد الصف بين الجميع”.

ويرد زهرمان على السؤال حول فشل المجلس النيابي في إقرار قانون انتخابي وإقرار الموازنة العامة، وأثر هذا الفشل على قدرة لبنان على التعامل مع تحديات مرحلة ترامب، فيقول في هذا الصدد “أظن أنه لا بدّ كي يصار إلى إقرار قانون جديد للانتخاب من أن يحصل توافق خارج المجلس النيابي. أعتقد أن التواصل والمشاورات يسيران على قدم وساق، وبمجرد أن يتم التوافق على صيغة معينة فالمجلس النيابي سيكون مستعد لإقرار هذا القانون.

في ما خص الموازنة فهي تحتاج بعضا من الوقت كي تحضر الحكومة هذا الملف، وهناك جهد منصبّ على هذا الموضوع كي تجهز الموازنة وتخرج إلى مجلس النواب. الأجواء كانت إيجابية في الجلسة، وهناك تعاون بين الجميع، والنقاشات موضوعية دون كيدية. ستنعكس هذه الأجواء على كل المواضيع الأخرى، فالجميع يعلمون أنه لا بديل عن هذا التوافق ورصّ الصفوف من أجل مواجهات تحديات مرحلة ترامب التي ستكون مختلفة عن مرحلة أوباما”.

الحفاظ على الاستقرار

يحصر الخبير الاقتصادي والباحث السياسي كامل وزنة التداعيات المتوقعة من وصول ترامب والمرتبطة بلبنان في ملف حزب الله وما يتفرع عنه ويرتبط به. ويعتبر أنه من المعروف أن للبنان “وضعا خاصا في سياسة الولايات المتحدة الأميركية التي تحرص على ضمان استقراره وليس هناك مصلحة لأيّ أحد بأن يكون هناك تشدد أو عدم استقرار في لبنان. الملف الاقتصادي لن يتغير في عهد ترامب، لكن التغير قد يطال الموضوع الأمني العسكري، لأن زيادة منسوب التعاطف مع إسرائيل قد يدفعها إلى التفكير بالقيام بعمل عسكري كبير يطال كل هيكلية حزب الله معتمدة على الدعم الكامل من الإدارة الأميركية”.

 

هل يتوقع الإخوان تحرير الشيعة للموصل وتسليمها لهم

أسعد البصري/العرب/22 كانون الثاني/17

ظهر الأستاذ طارق الهاشمي قبل أسبوعين على برنامج “الذاكرة السياسية” في قناة العربية. وردّا على سؤال مهم لماذا بقيت في السلطة رغم اغتيال أخيك المهندس محمد الهاشمي، وبعدها اغتيال شقيقتك ميسون الهاشمي، وأخيرا اغتيال شقيقك الفريق أول ركن عامر الهاشمي؟ قال الهاشمي إنه بقي في منصب الأمين العام للحزب الإسلامي) الإخوان المسلمين) في العراق ومنصب نائب رئيس الجمهورية العراقي لأن معاناته الشخصية أقل من معاناة الناس الآخرين. وهذا جواب محيّر.

هل يضحّي الإنسان بجاذبية السلطة والمنصب إذا تم استهداف أهله وأقاربه؟ الإخواني الآخر سليم الجبوري مرتاح جدا لقمع أهله في محافظة ديالى، ولا يمكن أن يضحّي بمنصب رئيس البرلمان حتى لو تم محو مسقط رأسه من الوجود.

كانت سمة القرن السادس عشر هي التخلص من أفراد الأسرة لضمان الملك خصوصا في الدول المغولية والعثمانية والصفوية. حين اعتلى الشاه عباس الحكم مثلا لم يكن من أفراد أسرته سوى والده وأخويه وابني أخيه فأمر بحبسهم جميعا ثم سمل عيون الأمراء الأربعة وأعادهم إلى قلعة أَلَموت حيث توفوا فيها؟ أما أبوه فهو أصلا ضرير. كما قتل الشاه عباس ابنه الأكبر محمد باقر عام 1615، وحين اكتسب ابنه خدابندة شعبية بين القزلباش سمل عينيه لينتحر الفتى بالسم، ولم يبق سوى الابن الأخير مقلي الذي أمر الشاه عباس بسمل عينيه عام 1627. هذا هو تاريخ السلطان في الشرق “الملك عقيم”.

لو قال السيد طارق الهاشمي بأنه قد بقي في منصبه بسبب أوامر من تنظيم الإخوان ووعود من تركيا وقطر بالسلطان لكنا صدقناه، أما ما يقوله عن البقاء لأجل الشعب فلا أساس له من الصحة بالدليل التاريخي.

الهاشمي يقول إن إيران حرّضت السنة على مقاومة أميركا أو جعلت قتل الجنود الأميركان في المناطق السنية حصرا. طيب ماذا عن مواقف الشيخ حارث الضاري؟ هل هو إيراني أيضا؟ والبعث والنقشبندية إيرانيون؟

من سيكسر حجر الدومينو القادم

هل ننسى بطولاتنا بسهولة؟ أليست الفلوجة أذاقت المحتل الأميركي الويل والثبور؟ هل نسينا ملاحم المجاهدين السنة ضد الصليبيين؟ هل نسينا المقاومة الباسلة التي جعلت الأميركان يعودون إلى بلادهم معاقين جسديا ونفسيا؟ أحفاد عمر المختار وصلاح الدين وصدام حسين. هل نسينا الروافض حلفاء الصليب الخونة التاريخيين أحفاد ابن العلقمي الذين يطعنون الأمة الإسلامية من الخلف؟ كيف فجأة يتنكر الإخوان لكل كلامهم السابق ولا يريدون الآن لا أمة إسلامية ولا مقاومة بل يريدون ماما أميركا.

هذا الخطاب المضطرب والفاشل للسياسيين السنّة هو سبب بلائنا. نحن نعيش اليوم انفصال سنّة العراق النهائي عن كل السنّة في العالم. انفصال وجداني عميق وأبديّ، فقد تخلى الجميع عنهم ووقف معهم الشيعة.

في استجواب لجون كيري بالكونغرس 2014 بعد عودته من الشرق الأوسط بسبب ظهور داعش، قال له أعضاء الكونغرس هل وافقت أي دولة عربية على إرسال قوات على الأرض لقتال داعش؟ فقال: كلا. القوات التي على الأرض اليوم وحررت معظم الموصل هي قوات شيعة العراق.

جنرالات شيعة يحررون الموصل من داعش بتغطية إعلامية خاصة من الـ”بي بي سي”، والمواكب الحسينية تعمل كمنظمات إغاثة للنازحين، والسيد السيستاني خصص ميزانية لشباب الموصل.

عن وكالة رويترز قال قائد عسكري عراقي بارز يوم الخميس إن معظم قادة تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل قتلوا في معارك مع قوات الحكومة العراقية تستعر منذ ثلاثة أشهر في الجانب الشرقي من المدينة. وأبلغ الفريق الركن عبدالغني الأسدي رويترز أن استعادة الجانب الغربي من الموصل لن تكون أكثر صعوبة من تلك التي دارت في الجانب الشرقي.

كلما اقترب تحرير الموصل يقترب السؤال السياسي ما هي الفائدة السياسية لبغداد؟ السنّة يقولون الشيعة سلّموا مدينتهم لداعش وواجب عليهم استرجاعها، وحرس نينوى والنجيفي مفروضان على حكومة بغداد فرضا بأوامر من تركيا. والتعامل الحسن بسبب الرقابة الدولية والإعلام الأجنبي لأهمية الموصل. باختصار يقولون إن على الشيعة حمل جثث أبنائهم والعودة بها إلى النجف بعد التحرير، والمدينة يتسلمها حليف تركيا السيد النجيفي. هذا الكلام غير معقول برأيي. لا بد عند حكومة بغداد هدف سياسي كبير.

تأثرت كثيرا حين قام الدكتور بشار الجعفري مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بعرض صورة لجندي عراقي مسكين يجعل من جسده معبرا لسيدة عراقية مسنة في الأنبار. وحدثت فضيحة للدكتور الجعفري لأنه عرض الصورة مدعيا أنها في سوريا وأن الجندي سوري. لو كانت هناك صور كهذه لجندي سوري لما اضطر الجعفري إلى سرقة صورة جندي عراقي. الجنرال عبدالوهاب الساعدي احتضن طفلة من الموصل ترتجف من الخوف ضمها إليه بحنان أب حتى تغيرت ملامح وجهه.

مدينة الموصل فيها مليون ونصف مليون إنسان. كانت تحت حكم داعش لعامين ونصف العام.

فهل تحررها بغداد بالآلاف من القتلى وتسلمها للنجيفي؟ مَن سيقوم بالأمن والمخابرات والمداهمات والتحقيق والاعتقالات والسيطرات والتفتيش؟ خصوصا في السنة الأولى بعد التحرير؟ هل يُعقل أن تترك الحكومة كل ذلك؟ وماذا لو سقطت مرة أخرى بيد داعش؟

سنّة العراق تغيّروا كثيرا فقد عصرتهم المحنة. يقول لي رجل سنّي محترم من بغداد تسبب التعذيب بإصابته بعجز كلوي دائم يا أسعد، صحيح أن الأمم المتحدة قد أحصت 34 ألف قتيل بعد تفجير الإمامين العسكريين 2006 ورغم أن صور الجثث البغدادية مجهولة الهوية كانت في ذهنه. إلا أن الرجل يقول نحن “خرجنا بالوجه الأسود”. خلال الأيام الماضية أصدر السيد مقتدى الصدر بيانا على خلفية إعدام البحرين لإرهابيين شيعة ووصف حكومة البحرين بأنها “داعشية”.

سنّة العراق تعلموا الدرس وليسوا بحاجة لتحريض جديد من السيد طارق الهاشمي. الحكومة شيعية متحالفة مع إيران لإيران ونحن نازحون هاربون من داعش ترحمنا حكومتنا وتحمينا، ولا نستفيد شيئا من الإخوان المسلمين، بعضهم في الخارج يحرّض على إيران وبعضهم الذي في الداخل مثل رئيس البرلمان سليم الجبوري يعزّي السفير الإيراني بوفاة رفسنجاني قبل أن يتسلم السفير الإيراني الجديد مهامه.

شيعة العراق هيأوا أنفسهم جيدا لمرحلة الرئيس دونالد ترامب. إذا ضرب ترامب إيران فهم حلفاء الولايات المتحدة قبل إيران. وإذا شدد ترامب على الإرهاب السني فهم القوات التي هزمت داعش بمساعدة الأميركان. وأهم شيء أن الشيعة قاموا ببناء قوات عسكرية ضخمة يستطيعون حماية أنفسهم ومدنهم من أيّ تمرد إرهابي.

من المستبعد أن يدعم ترامب تحولا سياسيا لصالح السنّة في العراق. طائفة ذبحت خمسة آلاف جندي أميركي وقاومت الاحتلال، وخرج منها خليفة الدولة الإسلامية، وتم تفجير وذبح الأجانب باسمه في مدن غربية، لا يمكن أن تمنح أميركا السلطة لثقافة من هذا النوع، بينما شيعة العراق لا يشكلون خطرا على مصالح الغرب.

لسان حالنا يقول: حكومة شيعية عراقية اكتسبت خبرة مع الزمن أفضل من الإخوان المسلمين الذين أوصلونا بيدهم إلى داعش وهربوا.

 

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مقابلة من المستقبل مع الوزير السابق غسان سلامة/من «داعش» إلى عودة سياسة «بناء الجدران» وانفلاش أزمة اللاجئين حتى وصول ترامب إلى البيت الأبيض

غســان ســلامــة يـقـرأ تـحـديــات العــالــم/باريس ــــــ جورج بكاسيني/المستقبل/22 كانون الثاني/17

في زمن التحديات من «داعش» إلى عودة سياسة بناء الجدران، مروراً بانفلاش أزمة اللاجئين حتى وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يبقى «اللجوء» إلى غسان سلامة المثقّف والأكاديمي والخبير في السياسات الدولية وتحوّلاتها، وصفة ينصح بها خبراء «حائرون» بين الوقائع وبين «انعدام اليقين» الذي أصاب معظم زعماء العالم.

غسان سلامة المبعوث والمستشار الرسمي لأمناء عامين متعاقبين في الأمم المتحدة، وغير الرسمي لكثير من وزراء خارجية العالم، يستعينون به في الأزمات والمؤتمرات الدولية وآخرها مؤتمر باريس. مهماته الرسمية، وآخرها في ميانمار، «حقول تجارب» لثقافته الواسعة ولأبحاثه التي لا تنفكّ تسعى إلى فكّ شيفرات أزمات الشعوب.

في هذا الحوار مع «المستقبل» يقرأ وزير الثقافة السابق تحديات العالم الذي يمرّ في حال الغسق «بين أفول نظام عالمي وبين نظام بديل لم تتّضح معالمه بعد»، على أنقاض «ثقة متبادلة ضعيفة بين زعمائه».

ويتحدّث عن أزمة العيش المشترك الذي أصبح «تحدياً عالمياً»، وعن التنوُّع الذي أصبح القاعدة بينما صار النقاء العرقي والمذهبي «وهماً»».

غسان سلامة يفنّد المتغيّرات الدولية من موقع القَلِق على تداعيات ثورة الاتصالات على الديموقراطية الكلاسيكية، ومن احتمال أن يحكم ترامب بشعاراته الانتخابية نفسها بما يقود إلى موجات شعبوية مماثلة وصدامات بين الدول: من نصدّق تغريدات الرئيس أم وزراءه؟»

تفصيل وحيد «يريح» سلامة في هذا المشهد القاتم والمتمثّل بالتسوية اللبنانية الداخلية التي طوت صفحة الفراغ وأتت بميشال عون إلى قصر بعبدا وبسعد الحريري إلى السراي الكبير «لأننا استعدنا المؤسسات».

هنا نص الحوار:

[ لماذا غسان سلامة بعيد عن الأضواء في هذه الأيام؟

ـــ في الواقع إني مهتم بصورة أساسية منذ أيلول الماضي بموضوع المآسي الحاصلة في ميانمار ولا سيما بعد وقوع المئات من القتلى وعشرات ألوف النازحين وانفجار الوضع في غرب البلاد بين الراخين البوذيين والروهينجا المسلمين.

تألفت لجنة دولية برئاسة كوفي أنان وعضويتي وآخرين لمحاولة البحث عن حل لهذه القضية الملتهبة. لذلك أمضي جزءاً غير قليل من وقتي هناك وبالذات في منطقة القلاقل ومخيمات النازحين وأنا على وشك زيارة النازحين في دول أخرى الأسبوع المقبل لا سيما في بنغلادش. وآمل في أن نصل الى حل قبل مهلة العام التي أعطينا إياها لاقتراح حل على الحكومة والمجتمع الدولي. وهذا سبب عدم انغماسي كما في السابق في شؤون لبنان والمنطقة.

هذا الصراع له علاقة بتاريخ جنوب شرق آسيا حيث تتعدد الأعراق والديانات بطريقة تكاد لا تعرفها منطقتنا من تعددية؛ ويجد جنوب شرق آسيا نفسه أمام تحدٍ نعرفه تماماً في لبنان، وهو تحدي تعايش الفئات المختلفة دينياً أو عرقياً، وهو بات تحدياً عالمياً لأن ما يسمّى بسياسات الهوية تسمح أحياناً بحصول هوة بين الفئات وتنافر قد يؤديان إن لم يعالجا في الوقت المناسب الى حالات من الاقتتال، أو كما هو حاصل في عدد من البلدان الى حالات تشبه التطهير العرقي والنزوح الجماعي ووضع السكان في مخيمات مقفلة ومنع الأفراد من الانتقال ضمن بلدهم، وكتمان الجنسية عن مئات الألوف من الناس وكل ما يستتبعه عدم احترام أسس العيش المشترك».

[ إذاً، العالم يواجه صراع هويات؟

ـــ «في العالم كله ولسوء الحظ تجنح ميول الإنسان دائماً نحو النرجسية، بمعنى أنه ينظر الى مشكلته وكأنها خاصة أو فريدة من نوعها، بينما نعيش في عالم يشهد تمزقاً تاماً للمجتمعات في أكثر من 50 دولة حالياً، وأعداداً من اللاجئين وصلت الى حدّها الأقصى أي نحو 65 مليون لاجئ في العالم. عالم نشهد فيه عجزاً مالياً متفاقماً لإطعام وإسكان وحماية النازحين واللاجئين. وأخطر من ذلك كله أصاب نوع من الإرهاق المجتمعات الثريّة فلم يعد هناك قدرة على الاستمرار في تمويل المنظمات التي تسعى لإنقاذ أو حماية النازحين واللاجئين، بالإضافة الى نوع من الانعزالية التي تكبّل الديبلوماسية وتؤدي الى نوع من اللامبالاة بمآسي الآخرين بينما منذ 20 سنة مثلاً كان هناك اهتمام عالمي استفدنا منه في لبنان بإنهاء الحروب الأهلية وبالتوصل الى حلول وتمويل العمليات الإنسانية في العالم.

نحن نرى الآن نمواً متجدداً في المشاكل الإنسانية الكبرى لكن يتزامن مع نمو أيضاً في الأنانية في المجتمعات المتقدمة».

التنوّع هو القاعدة

والنقاء العرقي والمذهبي صار وهماً

[ أزمة «العيش المشترك» صارت عالمية؟

ـــ من أصل 193 دولة في العالم هناك أكثر من 170 فيها على الأقل أقلية تتجاوز نسبتها 15 بالمئة من السكان. و150 دولة فيها أقلية تتجاوز 20% من السكان، ما يعني أن التنوّع الثقافي هو القاعدة والنقاء الديني أو العرقي أو المذهبي لم يعد فقط هو الاستثناء بل أصبح وهماً. النقاء وهم. هناك اختلاط واسع بسبب الهجرات المتتالية من قارة الى أخرى ومن بلد الى آخر بحثاً عن العمل أو ظروف حياة أفضل واستقرار دائم، وموجات جديدة من اللاجئين والنازحين والمهجرّين بسبب النزاعات. كل ذلك يؤدي الى تبدلات ديمغرافية واسعة في العالم يلعب عليها الشعبويّون لكي يبنوا نوعاً من الجدران حول بلدانهم. ولكننا نرى أن هذه الجدران لم تعد تكفي. لقد قتل أكثر من 6 آلاف شخص عام 2016 خلال عبورهم البحر المتوسط من الجنوب الى الشمال، وعلى الرغم من ذلك نرى كل يوم محاولات جديدة للآلاف لعبور المتوسط. لا خطر الموت ولا خطر عبور الصحراء ولا خطر الأمواج يوقف طموح الشباب الى حياة أفضل أو الى الخروج من حالات الاستبداد السياسي أو الهروب من حالات التقاتل. نحن في عالم تساهل كثيراً مع انتقال المعلومات والبضائع ورؤوس الأموال والأفكار بل شجعها وجعلها ممكنة بفضل الثورة التكنولوجية التي نمر بها، لكن في المقابل صار عاجزاً عن تنظيم انتقال الناس. أكبر نموذج للأنانية هو أن تكون مع التجارة الحرة ومع الانتقال الحرّ للرساميل وأن تكون مع الضبط المطلق وبناء الجدران عندما يتعلق الأمر بالناس أنفسهم.

[ سقوط الاتحاد السوفياتي أطاح جدار برلين ما الذي يعيد إقامة الجدران اليوم؟

ـــ أعتقد أن خطأ تاريخياً جسيماً حصل بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط جدار برلين وهو أن الكارثة التي أصابت الاتحاد السوفياتي وأدّت الى انهياره اعتبرها الغرب نصراً مبيناً له ولأفكاره وخصوصاً لمصالحه، فعوض أن يلتقط الغرب تلك الفرصة التاريخية لتعزيز المنظمات العالمية ولتعزيز مبادئ القانون الدولي ولتعزيز فكرة السيادة الوطنية، اعتبرها بالإجمال فرصة مناسبة لكي لا يحتفظ فقط بالحلف الأطلسي بل ليوسّع رقعته، ولكي لا يحافظ على النظام الرأسمالي بل ليحاول فرضه على كل الدول، ولا ليحمي نظام السوق بل ليعتبره دين القرن الواحد والعشرين، ولا ليحترم سيادة الشعوب الأخرى بل ليسعى لتغيير الأنظمة فيها. إن تصرّف المنتصر لم يكن فقط خطأً في التحليل والتشخيص، بل كان نوعاً من سوء تقدير في الغرب، خصوصاً في الولايات المتحدة، لقدرتها على إعادة صياغة العالم وفق مشيئتها. لذلك عندما حاولت روسيا العودة الى الساحة الدولية كطرف فاعل فيها واكتسبت الصين نفوذاً استراتيجياً إقليمياً ومالياً عالمياً، وعندما بدأت الدول الإقليمية المتوسطة بالتفلّت من هيمنة الدول الكبرى كانت ردة فعل الغرب وخصوصاً أميركا التعجّب. لم يصدّق أحد في أميركا أن نحو 20 ألف متمرّد قادرون على هزيمة الجيش الأميركي في العراق. لم يتصوّر أحد في واشنطن أنه رغم مرور 15 عاماً على هزيمة طالبان ما زالوا قادرين على تهديد كابول. كما لم يتصوّروا أن الاتحاد السوفياتي الذي كان ضحية انهيار داخلي غير مسبوق في تاريخ الدول الكبرى قادر أن يعيد إنتاج نفسه على يد فلاديمير بوتين، وبالتالي فإن الوهم الذي حَكَم قادة أميركا بعد سقوط جدار برلين لا سيّما بيل كلينتون وجورج بوش الابن، والذي لم يشترك فيه لا بوش الأب ولا باراك أوباما، هذا الوهم هو الذي يضعنا اليوم في نظام عالمي جديد حيث قدرة الغرب على التحكم بالسياسة الدولية باتت أضعف بكثير. لكن المشكلة هي أن القوى الصاعدة مثل الصين والهند أو القوى العائدة مثل روسيا، لا تجتمع على مفهوم بديل للنظام الدولي الذي كان الغرب قد أرساه، وبالتالي فنحن في حالة الغسق بين أفول لنظام أخذ قروناً من الزمن لكي يستقرّ ونظام بديل لم تتضحّ ملامحه بعد. من هنا انعدام اليقين عند كل اللاعبين السياسيين وغير السياسيين.

التقيت بالأمس مع مصرفي أوروبي كبير، يملك أكثر من 40 عاماً من الخبرة في عالم المصارف، قال لي لم تتجمّع رساميل في مصرفنا في تاريخه كما هي الحال اليوم، لكننا لا نعرف أين نوظّفها وكيف. نحن في حالة انعدام يقين، وينطبق الأمر أيضاً على السياسة. لم نمرّ بمرحلة من الشك والتشكيك بين قادة الدول العظمى كما هي الحال اليوم. وهذه الحال من انعدام اليقين وضعف الثقة المتبادلة بين زعماء الدول الكبرى هو الذي يسمح بتفاقم مشكلات محلية على يد فئات متطرفة تستفيد من حالة الارتباك التي تضرب النظام الدولي حالياً لكي تنمو وتنتعش وأحياناً تتوسّع.

[ هل عاد العالم الى عصر الشعبوية؟ هي ردّة في الغرب كما هي حال الردّة عند العرب؟

ـــ عندما تصاب الشعوب بالارتباك فإن الصفات الشخصية للقيادات تصبح أساسية، في حالات كهذه تشعر الشعوب بحاجة أكبر لقيادة لديها بوصلة واضحة وبرنامج عمل واضح. المشكلة أنه في البلدان الديموقراطية ما يتطلبه الانتخاب ليس بالضرورة ما يستدعيه الحكم، بمعنى أنك تحتاج في حملاتك الانتخابية الى خطاب والى مفردات ووسائل إن بقيت هي أدوات الحكم لديك فإنك تهدّد بلادك ولا تسعفها. الآن بسبب الارتباك يلجأ مرشحون وأحزاب في أميركا، والآن في ألمانيا وفرنسا وهولندا، الى الشعبوية والى سياسات الهوية والى العداء للآخر. إذا بقيت هذه القيادات أسرى هذه الشعارات بعد وصولها الى الحكم فنحن أمام معضلة كبرى، وبالذات إذا حكم دونالد ترامب أميركا بنفس شعاراته الانتخابية التي أوصلته الى البيت الأبيض فإننا أمام مشكلة كبرى لأنه يكون قد عرف طريق البيت الأبيض لكنه لم يأخذ في الاعتبار أنّ موجات شعبويّة مماثلة ستنشأ في الدول الأخرى بالعالم وستؤدي الى صدامات بين هذه الدول، وهي يمكن أن تكون تجارية بسبب نظام الحماية التي يدعو إليها ترامب والتي فتحت مشكلة كبيرة مع الصين، أو لأسباب استراتيجية مثل السيادة على بحر الصين الجنوبي الذي حصلت فيه 3 أحداث خطيرة خلال الشهر المنصرم.

ثنائية العالم الجديدة: هل يهمني

مَن أنت أو بماذا تفكّر؟

[ ما هي الثنائية الجديدة التي تحكم عالم اليوم بعد ثنائية «الرأسمالية والشيوعية» وثنائية الخير والشّر..؟

ـــ العالم ينقسم حول ثنائية أساسية اليوم هي ثنائية السؤال الأساس: هل يهمّني مَن أنت أو بماذا تفكّر؟ دعاة «من أنت» يقسّمون العالم الى قوميات ومذاهب وأديان ولون بشرة وطول الأنف وقصر القامة ومكان الولادة، أي كل العناصر التي ترتبط بالطبيعة البدائية. بينما دعاة «بماذا تفكر» ينظرون الى الناس وفق نظرتهم للعالم. فبينهم من يقتنع بفكرة التقدّم ومن هو أسير الماضي، ومنهم من يحترم رأي الآخر ويقصيه. ومنهم مَن يدعو للمساواة ومَن هو مقتنع بالتفوّق العرقي.

أعتقد أن أخطر ما هو قائم الآن في العالم تصنيف الناس وفق هوياتهم وليس وفق أفكارهم وكأنهم أدوات أو أشياء وليسوا بشراً. بينما ما يميّز العنصر البشري هو أنّ الهوية أمر لزج بمعنى أنّك في كل صباح تعيد تركيب عناصر هويتك كما تشاء فقد تعتبر أنّ عنصراً فيها هو أهم من غيره، وذلك ذكر أو أثنى، طبيب أو مهندس، شيخ أو شاب. في كل هوية عناصر عديدة والحرية أو تحديدها في عالم اليوم تكمن في حرية كل فرد بأن يعيد تركيب عناصر هويته مع طلوع كل شمس وفق ما يشاء، وبذلك هو قادر على رفض التصنيف المسبق الذي يحاول الشعبويون فرضه عليه.

[ أزمة العيش المشترك كانت لبنانية أو إقليمية، وأصبحت عالمية، هل ينعكس ذلك على الديموقراطيات؟

ـــ ثورة الاتصالات هي أكبر خطر على الديموقراطية الكلاسيكية لأنها تهدّد مبدأ التمثيل. فلكل ناخب صوت ويمكن أن يعبّر عنه وأن يسحب التمثيل غداة الانتخابات. فهناك ضرورة لإعادة النظر في أسس الديموقراطية لكي لا تقضي ثورة الاتصالات عليها بالكامل. مثلاً: كل إيديولوجيات حقوق الإنسان الغربية كانت قائمة على حقوق الإنسان الفرد بمعنى أنّ للفرد حقوقاً لا يحق للنظم الاستبدادية أن تدعس عليها. اليوم لا يمكن الاكتفاء بهذا التحديد لأنّ من حق كل فرد أن يُشهر انتماءه لجماعة وأن يقول إن حقوقي الفردية مهمة ولكن حقوق جماعتي مهمة أيضاً لي. لا أريد أن أنجو فقط بنفسي بل أن أنجو بعائلتي وقومي.

هذا الأمر لم تأخذه إيديولوجيا حقوق الإنسان في الاعتبار. أي أهمية الحق بالانتماء لجماعة بالنسبة للفرد. لماذا؟ لأنه عندما تنهار الدول وهناك الآن نحو خمسين دولة منهارة في العالم، أي عاجزة عن تأمين سلامة الفرد، يلجأ الفرد الى جماعته وقبيلته وطائفته لكي تحميه عند انهيار الدول. هذا عطش لوجود الدولة وليس استياء منها بل خوف من غياب الدولة وليس خوفاً من سطوتها. الأكثرية في أفريقيا يؤيدون مزيداً من الدولة وليس نقصاناً فيها. لكن إيديولوجيا حقوق الإنسان نشأت في مواجهة الدول المتسلّطة في شرق أوروبا فأدّت الى إحياء المجتمع الأهلي على حساب الدولة المتسلّطة. بينما في جنوب الكرة الأرضية ليست المشكلة في وجود دولة قادرة بل بوجود دولة منهارة وعاجزة عن تأمين الحقوق الأساسية للمواطنين.

[ إذاً، تفكّك الدول ينذر بأن عمر ظاهرة الإرهاب طويل؟

ـــ «داعش» ظاهرة لا يفسّرها إلا انهيار الدول. هناك دولة تعثّرت في سوريا ودولة تعثّرت عملية إعادة بنائها في العراق. فحصل فراغ جغرافي واسع يبدأ في الرمادي وينتهي غرباً في تدمر ملأته حركات متنوّعة بينها «داعش». لو كانت هناك دول قادرة على تأمين حاجات الناس القاطنين في هذه المساحة لما نشأت حركة إرهابية في وسطهم. ولو كانت هناك ثقة بين قادة الدول الإقليمية والعالمية لما استمرت الحركات الإرهابية في هذه المساحة. هو ضعف الدول المحلية وكثرة الشك بين الدول الكبرى اللذان يسمحان لحركات مثل «داعش»، أو «بوكو حرام» بالنشوء ثم بالاستمرار. لذلك المسألة ليست عسكرية وإنما نوعية الحكم الذي سيتولى إدارة المناطق التي تسيطر عليها «داعش» الآن. أي نظام سياسي يجب أن ينشأ في سوريا لكي لا يشعر أحد بالإقصاء؟ وأي نظام سياسي يجب أن ينشأ في العراق لكي يعتبر ابن الموصل نفسه ممثلاً في بغداد؟ هذه هي الأسئلة التي ليس هناك من جواب نهائي عليها بعد. وعندما نصل الى الجواب فإن المعركة العسكرية تصبح أسهل والقضاء على هذه الحركات يصبح ممكناً بسهولة. مثلاً هل أن المبادرة التي طرحتها الأحزاب الشيعية في العراق منذ شهر لاقت صدىً مناسباً عند أبناء الموصل والأنبار لكي يفكّوا أي ارتباط لهم بـ«داعش» ويلجأون الى الدولة العراقية؟ أليس بالإمكان تطوير هذه المبادرة لتصبح مقنعة؟ هل هناك وعي في بغداد الى أن احتضان السنّة في العراق شرط لاستقرار الدولة العراقية؟ هذه هي الأسئلة التي تسمح بالقضاء على «داعش».

إن تحويل الحرب على الإرهاب الى مسألة أمنية مبدأ قاصر، هو الأمر الذي اشترك فيه بوش الابن مع الأنظمة في منطقتنا. المعالجة الأمنية لحركة طالبان منذ 16 عاماً لم تقضِ عليها. والمعالجة الأمنية لظاهرة «داعش» لن تقضي عليها. المعالجة نفسها لبوكو حرام لن تقضي عليها. وحده المشروع السياسي الاحتضاني وليس الإقصائي هو الذي يسمح بالقضاء التام على هذا النوع من الإرهاب.

[ يواجه العالم تحدياً جديداً يتمثل بوصول دونالد ترامب الى البيت الأبيض. كيف تقرأ مرحلة ترامب من جهة، وصعود بوتين من جهة مقابلة، وهل هو فعلاً على حساب نفوذ إيران في المنطقة؟

ـــ في حقيقة الأمر، إن روسيا لم تعتبر نفسها يوماً قوة عظمى خارجية عندما يتعلق الأمر بمنطقتنا. من يستمع للقياصرة وللسوفيات ولبوتين يجد الكلام نفسه. إذا كانت أميركا أو الصين دولة كبرى تفكّر أو لا تفكر بالتدخّل في الشرق الأوسط، فروسيا أمر مختلف فهي جزء من الشرق الأوسط. فعندما يتعلق الأمر بمنطقتنا يعتبر الروسي المنطقة جزءاً من إطاره الجغرافي الأوسع وليس منطقة خارجية. لذلك يعتبر أن عليه حقوقاً وعليه واجبات في المنطقة تختلف عن دول أخرى مثل أميركا أو الصين. لذا روسيا في وضع هجين وفي الوقت نفسه دولة كبرى تقارع أميركا، لكن في المنطقة هي دولة إقليمية مثل إيران أو تركيا فتهتم بالطوائف ولديها قواعد عسكرية. بالغنا منذ زمن بأهمية الدور العربي في كل من شمال سوريا والعراق. هناك كان الدور الإيراني ودور تركيا أعظم فاعلية من الأدوار العربية لا سيما بسبب القرب الجغرافي والحدود المشتركة، وأهمية المسألة الكردية بالنسبة الى كل من إيران وتركيا بينما يتجاهلها معظم العرب. روسيا دخلت ثالث الثلاثة في مسألة شمال العراق وسوريا إن في معركة حلب أو في معركة دير الزور أو في التفاهمات المتوازية التي تصيغها موسكو مع كل من طهران وأنقرة بطريقة متدرجة بحيث تحاول ألا يسيء التقارب مع أنقرة الى الغرب وطهران وبحيث تكون موسكو على مسافة متساوية بين طهران وأنقرة. نجح بوتين الى حد كبير في ذلك. هذا الأمر قد لا يعجب واشنطن والأطراف المعنية وخصوصاً العرب لكنه حالياً هو نقطة الجذب الأساسية في حل مشكلة العراق وسوريا. هناك في أميركا من لا يزال يعتقد أن روسيا قادرة على التأثير ولكن ليس على البناء في الوضع السوري. وصحيح أن إعادة بناء سوريا أمر يستدعي بالضرورة التفكير بالغرب وبالخليج وبالصين وبالدول القادرة، ولكن من الناحية السياسية والعسكرية ليس من حلّ ممكن من دون موسكو. السؤال هل هناك حلّ من خلال موسكو؟ أعتقد أن ذلك ممكن لأسباب عديدة أولها عدم وجود اهتمام غربي يوازي الاهتمام الروسي بالمنطقة، وثانيها العلاقات القوية التي نسجتها موسكو مع طهران وأنقرة، وثالثها الضعف الذي أصاب تركيا مؤخراً والذي حمل قيادتها على التحوّل من إسقاط طائرات حربية روسية الى السعي للتفاهم مع روسيا من ضفة الى أخرى. إذاً، هناك إمكانية، أضف الى ذلك أن هناك أكثر من 30 مليون مسلم في روسيا وهم في أكثريتهم الساحقة على المذهب السني، وبالتالي فإن موسكو ما زالت بحاجة لأن تبقى منفتحة على دول يغلب عليها المذهب السنّي لكي لا تعود وتنفجر بوجهها معضلات من نوع الشيشانية التي كلّفتها الكثير».

مَن نصدّق تغريدات ترامب أم وزراءه؟

[ ماذا تنتظر من ترامب؟

ـــ كل ما نراه من ترامب حتى الساعة أمرين: الأول هو انعدام الانسجام بين مقولاته ومقولات من اختارهم لحكومته، بحيث لدينا الآن رئيس لا يريد التفاهم مع بوتين ووزير دفاع معيّن لدى هذا الرئيس يعتبر روسيا خطراً. ولدينا رئيس شتم الاتفاق النووي مع إيران ووزراء عيّنهم مؤخراً دعوا للإبقاء على هذا الاتفاق. إذاً، ما نراه اليوم ربما للمرة الأولى بتاريخ أميركا هو وصول فريق الى الحكم لم يكن أعضاؤه يعرفون بعضهم بعضاً، ولم يأتوا من بيئة واحدة وينقصهم الانسجام في المواقف بدرجة لم أرها خلال الأربعين سنة الماضية.

لذلك هناك نوع من الضرب بالرمل: هل نصدِّق تغريدات الرئيس أو تصريحات وزرائه أم من؟ ما نفهمه هو أن لديه نوعاً من الميول الإيجابية نحو روسيا وقدراً من السلبية نحو الصين وإيران وأيضاً نحو بعض حلفائه الأوروبيين مثل ألمانيا وجارته المكسيك. لكن ماذا سيبقى من كل هذا؟ من الأكيد أن الرأي العام له ثقة أكثر بمن يعرف المنطقة أكثر، وبالتالي إذا كانت تغريدات الرئيس تثير الارتباك فإن معرفة وزيري الدفاع والخارجية العميقة والقديمة بالمنطقة توحي ببعض الثقة، ولكن هل سيسمع رأيهما؟ هل سيتفرّد الرئيس ويختلف معها ومع غيرهما؟ ليس من سابقة واحدة لمجموعة تأتي الى الحكم على هذا المستوى من قلّة الانسجام بل ومن التنافر.

[ في سياق قراءة تحديات العالم والإقليم كيف تقرأ المتغيّر اللبناني الأخير الذي أنهى مرحلة الفراغ؟

ـــ لم أغيّر رأيي يوماً بالنسبة الى الوضع اللبناني. قلت دائماً إن فراغ المؤسسات وتعطيلها واهتراءها هو مقدمة للاقتتال. وحدها المؤسسات الفاعلة هي التي تحمي لبنان. لم يعد للبنانيين حماية أخرى غير المؤسسات. وكنت دائماً وما زلت أتذمّر من استسهال التلاعب بالمؤسسات وبإفراغها وبالمواعيد الانتخابية، ولذلك فأنا ممتنٍ وأشعر بالارتياح لأنه انتُخب رئيس وأقفلت مرحلة من الفراغ في قمة الهرم، وتم تأليف حكومة ونحن على أبواب انتخابات تشريعية. إنّ تفعيل المؤسسات من رئاسات ومجالس وإدارة هو ما يبقى لنا.

لذلك أنا أؤيّد التفاهم الذي حصل والذي أدّى الى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وسعد الحريري رئيساً للحكومة. وأحذّر اللبنانيين من استسهال الوقوع في الأخطاء نفسها مجدداً لأننا استعدنا المؤسسات ولكننا لم نقضِ على الأخطار المحيقة بالبلاد.

المنطقة ما زالت مشتعلة، الإرهاب ما زال حياً، ثقل النزوح ما زال ثقيلاً، ثقل الدَين العام ما زال يتنامى، ثقة اللبنانيين بمؤسساتهم ما زالت ضعيفة وبالتالي فإنه ليس مسموحاً لنا أن نكتفي بالملء الشكلي للمؤسسات الدستورية بل علينا أن نجعلها فاعلة في إدارة البلاد وفي درء الأخطار المحيطة بلبنان.

 

وفد من بعلبك الهرمل التقى أساقفة زحلة وزاروا معا منزل ريشا: من خطفه خطف البقاع وأساء إلى جميع أبنائه

السبت 21 كانون الثاني 2017 /وطنية - استقبل راعي أبرشية زحلة المارونية المطران جوزف معوض، في حضور أساقفة زحلة: المطران عصام يوحنا درويش، المطران أنطونيوس الصوري والمطران يوستينوس بولس سفر، في دار المطرانية في زحلة- كسارة، ظهر اليوم، راعي أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال وراعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، ووفدا من اللقاء التشاوري الوطني والعشائري لعائلات بعلبك- الهرمل والمجتمع المدني، يتقدمه المفتي الشيخ عبدو قطايا، والشيخ عمر يحيى ممثلا مفتي بعلبك الشيخ خالد صالح، والشيخ مشهور صلح، والشيخ سعدون حمية.

وأعلنت مطرانية زحلة المارونية، في بيان، أن اللقاء هدف إلى "تبادل التهنئة باطلاق سراح السيد سعد ريشا وعودته سالما، والتنديد بكل الأعمال الاجرامية التي يتعرض لها المواطن اللبناني". وتم "الاتفاق على القيام باجتماعات مماثلة، اذ أنها تعطي صورة حقيقية عن لبنان الحضاري القائم على العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين". وطالب المجتمعون الدولة ب"اتخاذ التدابير الاحترازية التي تمنع مثل هكذا اعتداءات في المستقبل". وبعد اللقاء ذهب المجتمون لزيارة ريشا في منزله لتهنئته بعودته سالما.

بيان اللقاء

ولاحقا أصدر "اللقاء التشاوري الوطني لعشائر وعائلات بعلبك الهرمل"، بيانا عن الزيارة، جدد فيها الاعراب عن "استيائه ورفضه لعمليات الخطف التي تديرها عصابات منظمة بعيدة كل البعد عن القيم الانسانية وعادات وأصالة عائلات وعشائر المنطقة"، وتشديده على "ان الخاطفين لا يمثلون إلا أنفسهم فقط".

وإذ ذكر اللقاء "ان عائلات وعشائر بعلبك الهرمل شكلت خلال فترة الحرب الأهلية، وفي غياب الدولة، ضابطا أمنيا وأخلاقيا رادعا، وبقيت نتيجة لذلك الطرقات التي تمر في مناطقها آمنة على مدى سنوات الحرب"، أكد أنه "يرفع الغطاء عن كل عمل يضر بالسلم الاهلي ويسيء لصيغة العيش المشترك"، داعيا الدولة إلى "تحمل مسؤولياتها ووضع حد لهذا الفلتان الذي بات يسيء الى سمعة البقاع ويضر بأهلها". وختم بالاشارة إلى أن أعضاء الوفد، أعلنوا خلال زيارتهم منزل سعد ريشا للتهنئة بعودته سالما، عن "تضامنهم ووقوفهم الى جانبه منذ لحظة الاختطاف"، وأعربوا عن الاستياء الشديد "من عملية الخطف الدنيئة"، مؤكدين أن "من خطف سعد ريشا خطف البقاع وأساء إلى جميع أبنائه".

 

أساقفة زحلة شكروا كل من سعى لاطلاق ريشا: البيئة اللبنانية حاضنة للعيش الواحد المشترك

السبت 21 كانون الثاني 2017 /وطنية - شكر أساقفة زحلة، في بيان، الله "على عودة السيد سعد ريشا سالما الى عائلته ومجتمعه في زحلة"، كما شكروا" كل المرجعيات الروحية والسياسية، والجيش اللبناني، والأجهزة الأمنية، وكل من سعى من مسيحيين ومسلمين لعودته سالما". وجددوا التأكيد "أن البيئة اللبنانية، هي بيئة حاضنة للعيش الواحد المشترك، ولكرامة الانسان وحقوقه، ورافضة لكل تطاول أو تعرض لأي مواطن لبناني". وختموا مناشدين الدولة "أخذ التدابير الاحترازية المستقبلية التي تمنع تكرار حدوث هكذا أفعال تسيء الى المواطن والى أمنه وسلامته"

 

جريصاتي زار منزل ريشا مهنئا: لدى الأجهزة أسماء وبعضها معروف وأعد بأن العدالة ستأخذ مجراها

السبت 21 كانون الثاني 2017 /وطنية - هنأ وزير العدل سليم جريصاتي "عائلة ريشا والبقاع بالافراج عن رجل الاعمال سعد ريشا"، خلال زيارة الى منزل الأخير في قب الياس. وقال: "كنت أعرف منذ اللحظة الاولى بأنه سيخرج سالما معافى، هو لم يشعر بالخوف ولم يصب بأي ازعاج صحي رغم عدم تناوله الدواء لمدة ثلاثة ايام، وهذا بسبب ايمان هذا الرجل الطيب، ومن عند الله، اما ايمان هذه العائلة الكريمة النزيهة وهذا البيت الذي عرفت اليوم، فهو السبب في تحرك الناس العفوي في البقاع عامة، وخارج البقاع". وأضاف: "أنا اليوم في البقاع لأقول إننا جميعا متكئون على جبل اسمه فخامة الرئيس العماد ميشال عون، الذي منذ اللحظة الأولى للخطف تواصل مع الوزراء المختصين ومع الأجهزة المختصة القضائية والأمنية والعسكرية، وبتوجيهات واضحة قال "أريده الآن الآن الآن سالما معافى"، مردفا "هذه أول حادثة خطف تحصل في بداية هذا العهد الواعد الصادق القوي، وبالتالي أدى الرجل قسطه تجاه خطاب القسم عندما قال عمود الاستقرار هو الامن ومن ثم السياسة ومن ثم الاجتماع والاقتصاد والمال". وتابع: "الأمن أولا وأخيرا، وهذه الآفة التي تضرب بقاعنا الحبيب وخاصة البقاع الشمالي ستتوقف. لا تفاوض مع المجرمين والقتلة، وانا كوزير عدل اتعهد الملاحقة المستمرة، ولدى الأجهزة أسماء وجزء منها معروف، وأعدكم بأن العدالة سوف تأخذ مجراها لأهل البقاع". وختم: "لا تخافوا، إن من يحرص عليكم اليوم هو دولة أبية وعلى رأسها رجل يؤمن بأن الأمن هو ملح الارض".

 

محامو الاحرار: للكشف عن خاطفي ريشا وانزال أشد العقوبات بحقهم

السبت 21 كانون الثاني 2017 /وطنية - نوهت هيئة المحامين في حزب "الوطنيين الأحرار"، في بيان، بدور الأجهزة الأمنية في اطلاق سراح المواطن اللبناني المخطوف سعد جميل ريشا، وهنأته وعائلته بعودته سالما "في زمن قل فيه الأمن وانعدم فيه الأمان". ودعت "القوى الأمنية والأجهزة المولجة بالتحقيق في هذا الاعتداء الآثم على مواطن أعزل ومسن في وضح النهار وأمام مرآى الكافة في العاصمة البقاعية، الى متابعة تحرياتها للكشف عن الفاعلين والمحرضين وسوقهم مخفورين أمام السلطات القضائية المختصة وانزال أشد العقوبات الرادعة بحقهم"، مناشدة رئيس الجمهورية بوصفه "المؤتمن على الدستور والسلم الأهلي وأمن المواطنين، اعطاء تعليماته وتوجيهاته للاقتصاص من المرتكبين المعروفين بالأسماء والأوصاف، كي لا يبقى الأمن مرهونا بشريعة الغاب والعهد محكوما بتسوية الدويلات، التي لا نريدها اطلاقا أن تعلو على الدولة".

 

الحريري اتصل بريشا مهنئا وأكد متابعته سير التحقيقات حتى النهاية

السبت 21 كانون الثاني 2017 /وطنية - أجرى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري اتصالا هاتفيا بعائلة المواطن سعد ريشا الذي تم الإفراج عنه ليل أمس من قبل خاطفيه، مهنئا بسلامته ومطمئنا إلى صحته. وأبدى الرئيس الحريري اهتمامه الشخصي بكل ملابسات عملية الخطف، مؤكدا "متابعته سير التحقيقات بخصوصها حتى النهاية، تمهيدا لملاحقة الخاطفين وإحالتهم على الجهات القضائية المختصة".

 

عون تلقى دعوة لزيارة العراق وأكد اهمية التضامن لمواجهة الارهاب

السبت 21 كانون الثاني 2017 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "حرص لبنان على تطوير العلاقات اللبنانية-العراقية وتعزيزها في المجالات كافة، لاسيما في شقها الاقتصادي"، متمنيا أن "يستعيد العراق أمنه واستقراره ويبسط سيادته على كل أراضيه". وأبلغ رئيس الجمهورية وزير الخارجية العراقية الدكتور ابراهيم الجعفري خلال استقباله له قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، في حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الدكتور بيار رفول، أن "لبنان استطاع تجاوز المرحلة الصعبة التي مر بها في السنوات الماضية، وهو بدأ مرحلة النهوض التي تشمل القطاعات كافة"، مشددا على أن "مواجهة الارهاب ليست مسؤولية دولة واحدة بل تتطلب تعاونا وتنسيقا بين كل الدول لأن خطر الارهاب لم يعد مقتصرا على دولة دون أخرى، بل هو تعمم حتى على الدول التي كانت تعتقد أنها يمكن أن تكون بمنأى عنه". وأعرب عون عن أمله في أن "تتمكن القمة العربية المقبلة في الاردن من تجسيد التضامن العربي الضروري لمواجهة الظروف التي تمر بها الدول العربية كافة". وكان الوزير الجعفري نقل في مستهل اللقاء الذي حضره سفير العراق في لبنان الدكتور عباس بندر العامري والوفد المرافق، الى الرئيس عون رسالة من نظيره العراقي الدكتور فؤاد معصوم ضمنها التهنئة بانتخابه رئيسا والرغبة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، كما وجه الرئيس معصوم دعوة الى الرئيس عون لزيارة العراق. وقد شكر رئيس الجمهورية للرئيس العراقي دعوته على أن يتم البحث في تفاصيلها عبر القنوات الدبلوماسية. وشكر الوزير الجعفري الرئيس عون على وقوف لبنان الى جانب العراق في المحافل الاقليمية والدولية، مؤكدا أن "بلاده لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وتريد لها الخير والتقدم والازدهار". وعرض الوزير الجعفري لمواقف بلاده من الاحداث الداخلية العراقية والتطورات الاقليمية والدور الذي تلعبه العراق في مواجهة التنظيمات الارهابية والممارسات التي ترتكبها بحق الشعب العراقي. كما كانت جولة افق تناولت ابرز المواضيع التي ستبحثها القمة العربية المقبلة في عمان والعلاقات العربية-العربية.

تصريح الجعفري

وبعد اللقاء، تحدث الوزير الجعفري الى الصحافيين، فقال: "لقد تم التطرق في خلال لقائنا مع فخامة رئيس الجمهورية الى مواضيع عدة تمحورت حول العلاقات اللبنانية-العراقية والشأن الاقليمي إضافة الى آخر التطورات والاحداث الامنية في العراق والانتصارات العسكرية التي يحققها ابناء القوات المسلحة العراقية. إن لبنان بالنسبة الى العراق، دولة شقيقة تربطنا بها علاقات تاريخية قديمة ومتواصلة ومتجذرة اجتماعيا حيث يسجل الحضور الصناعي المزدوج، اللبناني في العراق والعراقي في لبنان، وهذا ما تشير اليه الحقيقة المجتمعية".

أضاف: "تطرقنا أيضا الى الكثير من الملفات العربية وتوقفنا عند الاحداث في سوريا، التي تحتل حيزا هاما من الاهتمام العراقي - اللبناني المشترك. ونأمل أن تستعيد سوريا مكانتها في الجامعة العربية وضمن الحاضنة العربية".

واشار الجعفري الى أنه "نقل دعوة من رئيس جمهورية العراق الدكتور فؤاد معصوم الى فخامة الرئيس عون لزيارة العراق آملا أن تتم قريبا".

وقال: "على أمل ان ترتقي العلاقات بيننا وبين لبنان أكثر فأكثر وترتفع وتيرتها في الفترة القادمة. فإن ما يهم لبنان، يهمنا بكل تأكيد، وقد شكرت فخامة الرئيس على استقباله لنا اليوم وبهذه السرعة، وقد وصلت أمس من صربيا لإجراء سلسلة لقاءات مع المسؤولين في لبنان، إذ نحن نحرص كعراقيين أشد الحرص على ترويج أحسن الاجواء التي تحقق المصالح المشتركة العراقية-اللبنانية".

سئل: هل بحثتم في إمكانية تنسيق الموقف اللبناني-العراقي للمساهمة في تأمين أجواء المصالحة العربية وتنقية الاجواء العربية قبل إنعقاد القمة العربية المقبلة؟ وهل طرحتم مع فخامة الرئيس مسألة الوجود المسيحي في العراق خصوصا أن هذا الوجود تعرض لإعتداءات وإنتهاكات كثيرة؟

أجاب: "بالنسبة الى السؤال الثاني، إننا لم نطرح في لقائنا هذا العنوان، لأنني أعتقد أن هناك تفهما لبنانيا لحقيقة الموقف العراقي من كل المكونات العراقية بما فيهم الاخوة المسيحيين، وما يتعرض له المسيحيون هو ليس من قبَل المسلمين تحت عنوان "مسلمون يضطهدون المسيحيين". لقد تعرض المسلمون لما تعرض له المسيحيون، فقد بدأت التفجيرات بالمساجد والحسينيات ثم بالكنائس، ككنيسة النجاة في بغداد، وبدأت حرب الاسواق في المناطق المكتظة من اسواق المسلمين، كما حصل قبيل شهر رمضان في الكرادة الشرقية، ثم بشكل او بآخر مس الاخوة المسيحيين. فنحن لا نريد أن "نؤدلج" الحرب في العراق وجعلها قائمة على إيديولوجية معينة، بل على العكس، إن المسرح العراقي يشهد تعاطيا متنوعا بين المسيحيين والمسلمين، وكذلك الايزيدية وكافة الديانات. فالبيت العراقي يضمهم جميعا ويحترمهم من دون تفرقة لأننا نعتبرهم جزءا اساسيا وأصيلا من المجتمع العراقي، وهم يتواجدون في محافظات متعددة بما فيها محافظة الموصل، كما يحظون بإحترام في المستشفيات والمدارس وغيرها. إذا لا يوجد شيء إسمه "إقتتال" مسيحي - مسلم، فالشعب العراقي متحضر وله حضارة قديمة".

وتابع الجعفري: "توقفنا أيضا في محادثاتنا عند تنسيق الموقف بين العراق ولبنان، حيث أؤكد في هذا المجال ان التنسيق قائم بينهما طيلة الفترة الماضية، ونتائجه جيدة، وأخواننا العرب يحرصون على هذا التنسيق، وهناك رغبة وإرادة جادة لتعزيز وتقوية الجامعة العربية التي لا يمكن أن تحافظ على وحدتها وقوتها من دون الاعتماد على الدول ذات الثقافة العالية والانظمة المتطورة والمجتمعات المتنوعة، فهي تلعب دورا هاما في تجسيد هذه الحقيقة".

وقال: "كان هناك تفهم لهذا الموضوع، وكي تبقى الجامعة العربية "جامعة عربية" لكل الدول لا بد من أن تمتد بمفاهيمها وقيمها وأخطارها المشتركة على الجميع. ونحن لا ننكر وجود خلافات، فالانظمة متنوعة، وهي ليست جامعة دولة عربية بل دول عربية. ولكل دولة خلفيتها ونظامها، وهي أنظمة متعددة ولا نتدخل بشؤونها وأعتقد أن ما يجمعنا مع الدول العربية هو أكثر مما يفرقنا".

تعزية الرئيس الايراني

من جهة ثانية، ابرق عون الى الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني معزيا بضحايا انهيار برج "بلاسكو" التجاري في طهران.

 

ريفي: لفصل الخلافات السياسية عن العمل الإنمائي في طرابلس

السبت 21 كانون الثاني 2017 /وطنية - دعا اللواء أشرف ريفي الى "عقد مؤتمر إنمائي، تحضره قيادات طرابلس السياسية، والتوقيع خلاله على وثيقة شرف، يتعهد بها الجميع بتحييد الخلافات السياسية عن العمل الانمائي، والمشاركة في اطلاق خطة عمل واضحة شفافة للنهوض بالمدينة على مختلف الصعد".

كلام ريفي، جاء خلال زيارته القصر البلدي في طرابلس، حيث كان في استقباله رئيس البلدية المهندس احمد قمرالدين ونائبه المهندس خالد الولي، اعضاء المجلس البلدي، رؤساء المصالح والدوائر والموظفون في البلدية.

بعد استعراض ثلة من الشرطة البلدية وتقديم التحية والتشريفات، توجه ريفي الى مكتب رئيس البلدية، ثم جال في ارجاء المبنى، بعدها شارك في اجتماع عمل في قاعة المجلس البلدي، فقال: "عندما انتهت الانتخابات البلدية، اعلنت ان يدي ممدودة انمائيا للقيادات السياسية في المدينة من أجل السعي الجدي لانمائها، وسبق أن قلت للرئيس نجيب ميقاتي ولكل رجال السياسة في المدينة، انني على اهبة الاستعداد للتكاتف مع الجميع، من اجل اهلنا في الفيحاء، ومن اجل تنفيذ مشاريع انمائية حيوية ترفع الحرمان عن كاهلهم، خاصة ان طرابلس بحاجة إلى طاقة الجميع، فلا تكفيها طاقة اشرف ريفي او الرئيس ميقاتي او الوزير الصفدي او طاقة الرئيس سعد الحريري، فالمدينة بحاجة لنا جميعا انمائيا، لذا اكرر دعوتي وامد يدي للجميع، رغم ان من حقنا ان نختلف في السياسة بشكل ديمقراطي، بعيدا عن الزكزكات، التي تولد الحقد وتساهم في عرقلة المشاريع، وعلينا بذل كل الجهود لتحقيق امنيات اهلنا".

اضاف "كل اعضاء المجلس البلدي من اي لائحة انتموا، هم اهلي واخواتي، واثق بكل فرد منهم، ولا اميز بين شخص واخر واعتز بهم، خاصة ان ابناء المدينة هم من اختاروا هذا المجلس البلدي الكريم، واليوم انا سعيد بهذا الاجتماع الاخوي، وأعتز بلقاء رئيس المجلس البلدي المهندس احمد قمر الدين وكل فرد منكم، واثني على كلام المهندس قمر الدين ان اعضاء المجلس 24 عضوا هم فريق واحد لخدمة ابناء المدينة". وتابع "الانتخابات اثبتت واعطت نتائج باهرة واستثنائية، ومن حق اهالي طرابلس الطبيعي الطلب منكم بمشاريع باهرة واستثنائية، ولكن ثمة اخبار مفرحة بشرنا بها رئيس لجنة الهندسة في البلدية، حيث قال لنا ان عددا من المشاريع أصبحت جاهزة للتنفيذ، وسيتم الاعلان عنها عبر مؤتمر صحفي من قبل رئيس البلدية والاعضاء في وقت وليس ببعيد، من اجل اطلاع ابناء طرابلس على تفاصيل المخطط التوجيهي وموعد البدء بتنفيذها".

واردف "صحيح انكم تاخرتم قليلا بتنفيذ هذه المشاريع، وايضا من حق طرابلس أن تطالبكم بشيء استثنائي، انما انا على ثقة تامة بانكم قد انجزتم ما تصبون اليه، وسترى الناس في وقت قريب ثمرة عملكم، ونحن بدورنا سنكون الى جانبكم في شتى المجالات، وسنساهم ايضا بجلب التمويل اللازم من الدول المانحة لتنفيذ مشاريع انمائية حيوية، ولنحول طرابلس بالحد الادنى الى مدينة نموذجية، وستكون عاصمة اقتصادية للبنان، واصلا هي مدينة العلم والعلماء، مدينة العيش المشترك، كانت وستبقى مدينة تعج بالحياة". وقال: "يجب ان يكون لدينا مخطط توجيهي استراتيجي بعيد ومتوسط وقريب المدى، وهذا المخطط هو عبارة عن مشاريع حيوية انمائية، يمكن ان نقوم بتنفيذها على مراحل، اي منذ الان وحتى 50 سنة، وهكذا نتاكد ان المدينة تسير بالاتجاه الصحيح، وسيتضمن المخطط سوق للخضار وتفعيل الاماكن السياحية والاثرية وخطة لازمة السير، والسعي لتفيعل ايضا، كل المرافق الحيوية في المدينة وجوارها".

أضاف "نحن اليوم نراهن عليكم جميعا، و نثق بكم، وبالمقابل نضع كل امكانياتنا بتصرفكم، وسنبقى الى جانبكم حكما من خلال اجتذاب او تمويل المشاريع، التي تواكب عملكم، و لا أبرر التأخير في تنفيذ الاعمال، فالمجلس البلدي السابق نعلم جميعا أنه وخلال ستة سنوات لم يقدم للمدينة أي مشروع، ولكن هذا ليس مبررا، وعلينا أن ننتج اليوم، واعيد واكرر أن الأعضاء السابقين كانوا من نخبة شبابنا، ولكنهم وضعوا في صيغة لا يمكن ان تنتج، ونعلم جميعا عندما يكون هناك وفاق سياسي تدور الامور بطريقة جيدة، ولكن كما شهدنا سابقا الخلافات السياسية أدت الى شلل المجلس البلدي".

وتابع "لكننا اليوم، نحن خارج اطار المحاصصة، والجميع يعلم انه عندما شكلنا لائحتنا، كنت ارفض ان اسمي ايا كان من مجلسكم الكريم، فأنا لست من عائلة اقطاعية ولا اقبل الأسلوب الاقطاعي، وان شاء الله ستدور العجلة الانمائية تدريجيا بهمتكم، ونطالب بالمقابل ان تهتموا بالمشاريع واستراتيجيات العمل، واليوم هناك حملة اعلامية كبيرة ضدكم واقترح عليكم مواجهتها بالعمل من خلال الانطلاق بمشاريع فورية والعمل ايضا على تجهيز مشاريع اخرى لتنفيذها في المستقبل القريب والبعيد بطريقة علمية ومدروسة". وختم "نحن الى جانبكم ويدنا ممدودة لكم، وهذه الأمانة هي بين ايديكم، وادعو بالمناسبة الى عقد مؤتمر لانماء مدينة طرابلس يشارك فيه كل السياسيين في المدينة، يتخلله التوقيع على وثيقة شرف، نتعهد فيها فصل الانماء عن الخلافات السياسية، وانا جاهز لهذه الخطوة، ورهاننا عليكم كبير جدا ونثق تماما بانكم على قدر الرهان".

قمر الدين

بدوره، رحب قمرالدين بريفي في القصر البلدي، وقال: "باسمي واسم زملائي اعضاء المجلس البلدي والموظفين بالبلدية، ارحب بزيارة معالي الوزير اللواء اشرف ريفي الى القصر البلدي"، معتبرا ان "هذه الزيارة حتما ستشكل عنصر دعم في الايام المقبلة لانجاح العمل البلدي، اضافة الى الدعم الذي قدمه معاليه لنا خلال المعركة الانتخابية البلدية الاخيرة". أضاف "وكما قلت سابقا، الانتخابات اصبحت وراءنا، ونحن اليو 24 عضوا في المجلس البلدي اختارنا اهالي طرابلس، ونحن نشكل فريق عمل واحد ونعمل لكل طرابلس دون تمييز وهدفنا انمائي بحت، وعلاقتنا مع الجميع جيدة وممتازة مع الوزير ريفي ومع جميع القيادات والسياسين في المدينة، لذلك نعول عليهم جميعا لدعمنا في مشاريعنا الانمائية، التي ستخلق فرص عمل لاهلنا في طرابلس، وان شاء الله في القريب العاجل نتمكن من النهوض بالمدينة اقتصاديا وانمائيا". وتابع "نحن كلنا أمل بتنفيذ المشاريع، التي قررناها في مشروع الموازنة للعام 2017 وسنظهرها للرأي العام وامام الجميع خلال اسبوع من تاريخه، وحاليا نقول بدراستها ونضع اللمسات الاخيرة لإطلاقها، وسنعقد مؤتمرا صحافيا للاعلان عنها، وان شاء الله تلقى خطتنا الترحيب والدعم من الجميع قيادات ووزراء ونوابا وفاعليات ومجتمعا مدنيا لتحقيق نقلة نوعية للمدينة". وكان أعضاء المجلس البلدي، قد شاركوا خلال اللقاء بمداخلات تمحورت حول "اهمية زيارة الوزير ريفي للبلدية الاولى في لبنان، والنتائج الايجابية التي ستسفر عنها"، وشددوا على "ضرورة اطلاق العجلة الاقتصادية واعادة تشغيل المصانع وتفعيل المرافق العامة، من مصفاة ومرفأ ومعرض والمدينة الاثرية في الاسواق الداخلية، والعمل على تطوير المدينة والنهوض بها من خلال التحضير، لاطلاق دعوة لكل القيادات والسياسيين في المدينة للمشاركة في مؤتمر وطني يعقد في طرابلس، على غرار المؤتمر الذي عقد برئاسة الشهيد الرئيس رفيق الحريري في السراي الحكومي في بيروت، وذلك لبحث خطة عمل واضحة المعالم والاهداف تضع رؤية مستقبلية على مدى عشرات السنين، وبالتالي توقيع وثيقة شرف لابعاد السياسة عن العمل الإنمائي".

ورأى عدد من الاعضاء "ضرورة ترميم العلاقة بين الوزير ريفي والرئيس سعد الحريري، لتوحيد الكلمة ورص الصفوف لمواجهة كل الاخطار التي تحيط بالوطن".

بعد ذلك، انتقل ريفي وقمر الدين وعدد من اعضاء المجلس البلدي الى مكتب المهندس طلال الحسن، واطلعوا على المشاريع الجاهزة للتنفيذ، ومن ثم تم التوافق على البدء بتحضير عدد من المشاريع الانمائية والمخطط التوجيهي العام لكل المناطق والاحياء القديمة في طرابلس.

 

يوحنا العاشر ترأس اجتماعا للوزراء الأرثوذكس

السبت 21 كانون الثاني 2017 /وطنية - ترأس بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر في دير مار الياس شويا البطريركي في المتن، اجتماعا مع وزراء الطائفة ضم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني ووزراء الدفاع يعقوب الصراف والاقتصاد رائد خوري والدولة لشؤون الفساد نقولا التويني، في حضور رئيس الدير الاسقف كوستا كيال واسقف الامارات غريغوريوس خوري. بعد اللقاء قال حاصباني: "احب اولا ان اشكر باسمي وباسم الزملاء الوزراء دعوة غبطة البطريرك يوحنا العاشر الى هذا اللقاء المبارك في هذا الصرح المميز دير مار الياس شويا التاريخي، لما يرمز من تاريخ الارثوذكسية في لبنان والمشرق. كان هذا اللقاء لقاء بركة ونحن نعتبر ارثوذكسيتنا طريقة حياة وايمان ووجدان، ونأمل ان تكون هذه البركة بداية الطريق التي نلتزم الاستمرار بها كأرثوذكسيين وكلبنانيين مسؤولين عن عملنا اليومي لبلدنا ولكنيستنا وطائفتنا واخواننا الى جانب كل الذين يكنون الخير لهذا البلد وللعمل الايجابي المجدي". أضاف: "نحن اليوم نشكر هذه البركة ونأمل ان تكون منارة لنا للاستمرار بالعمل الايجابي الذي بدأناه جميعا في هذه الحكومة لان نصل الى بر الامان بعد طول انتظار في لبنان للعودة الى العمل المؤسساتي الذي نؤمن به ارثوذكسيا ولبنانيا، ونأمل لغبطته دوام الصحة ببركاته وتوجيهاته لنستمر في هذا العمل الايجابي، ونحقق ما نتمناه جميعا لهذا البلد ولهذا الشعب، وبصلوات غبطته والكنيسة وجميع الاساقفة ليباركونا ويصلون من اجلنا، آملين ان يكون عملنا على قدر المسؤولية التي اعطيت لنا". سئل: هل تطرقتم الى موضوع قانون الانتخاب والتعيينات الادارية؟ أجاب: "تطرقنا الى الشؤون الانسانية بما يتعلق بكنيستنا وبلادنا والتحديات الجمة التي نواجهها جميعا كمواطنين وكشعوب وكمؤمنين، وهذا كان لقاء محبة وبركة ولم نتطرق الى التفاصيل السياسية، ولكن كانت هناك بركة لبداية عملنا وانطلاقتنا".

 

بري استقبل وزير الخارجية العراقي وعرض قانون الانتخاب مع اللقاء الديمقراطي

السبت 21 كانون الثاني 2017 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة، وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري والوفد المرافق والسفير العراقي علي العامري، ودار الحديث حول الاوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية. وقال الجعفري بعد اللقاء: "التقيت فخامة رئيس الجمهورية والآن دولة الرئيس الاخ نبيه بري، وكان الحديث معه متعدد الجوانب، وتناولنا العلاقات العراقية- اللبنانية وسبل تطويرها. وطلبنا رفع مستوى التمثيل اللبناني في بغداد الى مستوى سفير، واكدنا هذا الطلب ايضا مع فخامة الرئيس، ووجهت التهاني والتبريك بانتخاب رئيس الجمهورية. ونأمل ان ترتقي العلاقات بين بلدينا على اكثر من صعيد. كما بحثنا شؤون المنطقة والجامعة العربية والوضع في سوريا والكثير من الملفات، وكانت وجهات نظرنا متطابقة ونأمل ان نتعاون سوية في سبيل ارساء اقوى العلاقات وتحقيق افضل النتائج على الصعيد الثنائي، وكذلك على صعيد الجامعة العربية".

سئل: بعد تولي الرئيس الاميركي الجديد مهامه، هل يمكن ان يتغير تعاطيه مع ملف الارهاب في المنطقة؟

اجاب: "بالنسبة الى التعاطي مع الملف الارهابي، فانه تربطنا اتفاقية منذ عهد الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش، وقد التزم الرئيس الديمقراطي باراك اوباما بها، والان عادت الرئاسة للحزب الجمهوري، ومن باب اولى ان تتمسك بالاتفاقية. طبعا كل شيء في السياسة محتمل ويتعرض الى تغييرات، لكن العراق اليوم والحمد لله يمسك بزمام التحكم بالوتيرة الامنية ويحقق انتصارات باهرة بسبب وحدة حركة القوات المسلحة العراقية من الجيش والحشد الشعبي والبشمركة. وطبعا العامل الدولي والاقليمي يلعب دورا لكن العامل الحقيقي هو العراق الذي يقرر مصيره ويتحكم بمواجهة عدو ارهابي في العالم كله لم تستطع دول كثيرة ان تنهيه، لكن العراق استطاع ان يلوي ذراعه ويلقنه درسا لن ينساه. وانتم تسمعون بالانتصارات التي حصلت في العراق وهي مستمرة، وان شاء الله سيأتي اليوم قريبا لتطهير ارض العراق من الدواعش. الدول لها نظام ومؤسسات وتحكمها انظمة، فعندما يتبدل رئيس ويأتي آخر، يحصل تغيير لكن بهامش محدود، فالدولة يحكمها الدستور والكونغرس وغيره من المؤسسات، ومع ذلك فاننا لا ننتظر شيئا بل نعتمد على تماسك شعبنا وقوانا السياسية ووقوف اشقائنا معنا".

سئل حول التنسيق الامني بين لبنان والعراق؟

أجاب: "ان التنسيق الامني في هذه المرحلة هو اهم شيء في وجه التحدي الاول وهو تحدي الارهاب".

سئل: متى ستنتهي معركة الموصل؟

أجاب: "في الاشهر القليلة المقبلة في اقصى حد".

سئل عن التدخل التركي في العراق، فأجاب: "الموقف التركي كان متجاوزا للارادة العراقية رغم العلاقة الطيبة بيننا وبينهم. ورغم انهم دولة جوار جغرافي، فللأسف الشديد فاجأونا بالدخول عنوة بعمق مئة وعشرة كيلومترات في بعشيقة العراقية. وقد عبأنا الصف العربي والدولي، واتخذت الجامعة العربية لأول مرة في تاريخها موقفا موحدا بالاجماع ضد تغلغل القوات التركية، فأصبحت تركيا ليس فقط امام موقف عراقي بل امام موقف عراقي بحجم عربي. لذلك نصيحتنا للحكومة التركية ان تتدارك هذا الخطأ والا تكرره".

وردا على سؤال قال: "كانت وجهات نظرنا في مسألة سوريا متقاربة جدا، ونحن حريصون على ان يلتئم الجمع العربي في الجامعة العربية، واذا ما همشت اي دولة عربية فاننا مع عودتها الى الجامعة. وفي الوقت نفسه فان لسوريا موقفها وتجربتها وموقعها الاستراتيجي وعلاقاتها الدولية، ولا يجوز ان نفرط بسوريا او اي دولة اخرى. واعتقد ان الزهد والتهاون باي اقليم من الاقاليم العربية سيعرض العالم العربي الى تجاوزات اخرى".

اللقاء الديمقراطي

ثم استقبل بري وفد "اللقاء الديمقراطي" ضم الوزيرين مروان حمادة وايمن شقير والنواب اكرم شهيب، وائل ابو فاعور، هنري حلو وعلاء الدين ترو. وجرى الحديث حول قانون الانتخابات.

وقال حمادة بعد اللقاء: "حملنا الى دولة الرئيس بري رسالة ود وصداقة من الاستاذ وليد جنبلاط، وناقشنا طبعا الموضوع الذي من أجله نقوم بجولة بدأت باللقاء مع فخامة الرئيس وستستمر بعد دولة الرئيس بري للقاء رئيس الوزراء ومرجعيات اخرى. الابتسامة التي على وجوهنا تدل كالعادة اننا نجد دائما عند الرئيس بري كل التفاهم والتفهم لطرحنا ولأحقية طرحنا بالنسبة لمقاربة قانون الانتخاب. نحن جزء من اي حل وطني ونحن السباقون تاريخيا والى اليوم الى الحلول الوطنية، نحن السباقون بالتمثيل الصحيح. وانطلاقا من هذا المعيار الذي يطالب به الآخرون ونحن معهم فيه، نطالب ان يشمل معيار التمثيل الصحيح الجميع دون تمييز من مقدمة الدستور الى المادة 95 منه، اي ما يشمل كل الحقوق للمكونات اللبنانية وصولا الى ما نصبوا اليه وهو الغاء الطائفية. نحن نقف عند احقية هذا الطرح، ونتمنى ان يكون هناك حل وطني يؤمن صحة التمثيل للجميع، وليس تأمين التمثيل الصحيح لشريحة ما، ونحن معها، ونلغي هذا التمثيل عن الآخرين".

وختم: "عند الرئيس بري كالعادة نجد دائما الاستيعاب والتفهم الوطنيين لهذه القضايا، وكما حمى هذه الجمهورية في اوقات الفراغ هو لا يزال من حماة هذه الجمهورية في كل وقت".

برقيات

من جهة اخرى ابرق بري الى المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي الخامنئي، الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى الدكتور علي لاريجاني، معزيا بضحايا حريق وانهيار برج بلاسكو في طهران.

 

الحريري استقبل وفدا اميركيا ووزير الخارجية العراقي

السبت 21 كانون الثاني 2017 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري اليوم في بيت الوسط، عضو الكونغرس الاميركي تولسي غوبارد وعضو الكونغرس السابق دنيس كوسنيش، في حضور وفد رافقهما، وجرى خلال اللقاء عرض للاوضاع في لبنان والمنطقة. وبعد اللقاء قالت غوبارد: "هذه زيارتي الاولى الى لبنان وكانت فرصة كبيرة لي ان التقي كلا من رئيسي الجمهورية والحكومة، والاجتماع بالقيادات الروحية والعسكرية للتشاور في اهتماماتنا المشتركة وأهدافنا لمكافحة التهديد الارهابي الذي يتعرض له الناس هنا وفي العالم ايضا". اضافت: "هناك شراكة كبيرة مستمرة بين الجيشين الاميركي واللبناني، وكما تعملون فاننا نعمل باتجاه هدف تأمين استقرار وامن لبنان. انا عضو في لجنة الشؤون الخارجية ولجنة القوات المسلحة في الكونغرس الاميركي وهدفي من زيارة لبنان وسوريا استطلاع الاوضاع والاستماع والعمل مع الشركاء تجاه انهاء النزاع والحرب في سوريا والعمل لاحلال السلام وهزم المجموعات الارهابية مثل داعش والنصرة والقاعدة الذين يحدثون خرابا كبيرا ويشكلون خطرا، ليس على المنطقة بل على العالم أيضا. فهذه قضية واهداف مشتركة وعلى القادة في العالم ان يجتمعوا حولها والعمل معا لمواجهتها". اما كوسنيش فقال: "هذه المنطقة عزيزة جدا علينا، ونريد أن نشكر لبنان لروحه الانسانية من خلال استقباله العديد من الناس الذي يعانون، والقبول باستضافة اللاجئين. ليس هناك من دولة في العالم استطاعت ان تتحمل عبئا مثل ما يتحمله لبنان ونحن نريد ان ننقل هذه الصورة الى اميركا. واذا كان لبنان بحاجة لتقديم الدعم له يجب ان نرفع الصوت لتأمين هذا الدعم، ونحن نتفهم انه لا يمكن ان يستمر الوضع على ما هو عليه". بعد ذلك، استقبل الحريري وزير خارجية العراق ابراهيم الجعفري في حضور السفير العراقي في لبنان علي العامري والوفد المرافق، وتناول اللقاء الاوضاع في لبنان واخر المستجدات في العراق والمنطقة، وسبل تقوية العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.

 

مطر في ذكرى استشهاد حبيقة: وطننا بات يفرض نفسه كحاجة للمنطقة وكرمز واعد لمصالحة أبنائها فتوحدوا من أجله

السبت 21 كانون الثاني 2017 /وطنية - أحيت عائلة الوزير والنائب السابق الشهيد إيلي حبيقة الذكرى الخامسة عشرة لاغتياله ورفاقه، في قداس ترأسه رئيس أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر، وحضره الى عائلة الشهيد، طوني فرنجية ممثلا رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية، عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب حكمت ديب، السيدة مارلين حردان ممثلة النائب اسعد حردان، ممثلون عن وزراء المالية، العدل والاشغال، الوزير السابق كريم بقرادوني، القائد السابق ل"القوات اللبنانية" فؤاد ابو ناضر، القائد السابق للدرك العميد صلاح جبران، وفد من "التجمع لأجل لبنان" برئاسة أمينه العام مسعود الأشقر ورؤساء بلديات من بلدات قضاءي بعبدا والمتن وقيادات سابقة في حزبي "الكتائب اللبنانية" و"القوات اللبنانية" ومحازبون من "حزب الوعد" وشخصيات. وقد ألقى مطر عظة قال فيها: "نقيم هذا القداس الإلهي في الذكرى الخامسة عشرة لغياب وجه الوزير إيلي حبيقه ورفاقه الأعزاء فارس سويدان وديمتري عجرم ووليد الزين. ونرفع الصلاة معا لراحة أنفسهم وقد سقطوا بيد الإجرام المتعمد والإرهاب الذي كان يخطط لعودته إلى الساحات في لبنان وفي المحيط العربي، فيما حبر الطائف لم يكن بعد قد جف ولا الوعود السلامية قد تحققت على إثر فتنة قتالة هزت منا الكيان وهددت بسقوط هيكل الوطن على رؤوس أهله أجمعين. وإذ نحمد الله على أننا في لبنان قد بتنا اليوم ننعم بالهدوء الأمني، إلا أننا نبقى متوجسين من جراء الحروب المفزعة التي تستعر نارها في بعض الدول من حولنا وتجلب لأبنائها المآسي بما لا يتصوره عقل ولا يقبل به ضمير".

أضاف: "كل هذه المحن التي ذقنا مرارتها حتى الثمالة قد عصفت في ديارنا وما زالت تعصف بفعل اختيار العنف الهدام وسيلة لتحقيق غايات سياسية ولفرض الذات على الآخر، إما بتطويعه وإما بمحاولة شطبه من الوجود. هذا والله قد أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ودعا الناس إلى إقامة أخوة صادقة في ما بينهم بفضل الكلمة الحلوة والحوار الذي يقرب كل المسافات. وبهذا الروح دعا قداسة البابا فرنسيس في النداء الذي وجهه إلى العالم في مناسبة يوم السلام العالمي في مطلع السنة الجديدة، إلى اعتناق اللاعنف وسيلة لبنيان المستقبل ولخلق فرص أمام الإنسانية لتنقذ نفسها وتجد لها سبيلا آمنا نحو الحياة. فهل أقنعنا نفوسنا بعدم جدوى القتال والتقاتل، وبضرورة تبني لغة الحوار وتغليب النزعة إلى المحبة دون سواها؟ يقول قائل أن هذا الكلام له علاقة مع الأخلاق أكثر مما يرتبط بواقع السياسة. ولكن من قال أن دائرة الأخلاق لا تقاطع لها مع دائرة السياسة ومن ادعى حقا بأن السياسة يجب أن تمارس أو أن تستقيم بلا أخلاق؟

ليس لنا أن ندين الناس الذين قد تفرض الحروب عليهم فرضا. لكننا نستمر في القول بأن الحرب سيئة وبأنها لم تحل يوما مشكلة بل هي تولد في استعارها مزيدا من المشاكل. لذلك فإننا لا نحمل شخصا واحدا مسؤولية اندلاع الحرب الأخيرة في لبنان. وإن ذكرنا الوزير إيلي حبيقة في هذه الحقبة فكلنا يعرف أنه كان يخص جيلا من الشباب دخل معترك القتال دون أن تكون له فيها إرادة خاصة. بل هو تحمس مع المتحمسين لقضية ناضل من أجلها. ومع الأيام، رأى البلاد تتخبط في بحر من المآسي كما رأى الأعمار تنزف والطاقات تهدر والأفق ينغلق أمام الوطن بفعل غيوم دكناء. وإنه يسجل لهذا الرجل الذي عرف الحرب وويلاتها أنه ما لبث أن حاول الخروج منها لا بل إخراج البلاد عبر مفاوضات لم يوفق فيها كل التوفيق ولا هي جاءت قادرة على وضع حد للعنف الذي غرقت في مستنقعه البلاد وكادت أن تتلاشى. وعندما تجمعت الإرادات في داخل لبنان وخارجه توصل القيمون على الوضع العام إلى تفاهم دعي باتفاق الطائف وأعطيت للبلاد فرصة في أن تسترجع أنفاسها. فدخلت يومها فعلا في مرحلة جديدة من السلام الوطني وأطلقت فيها المواعيد بالخلاص النهائي من المحن التي اكتوينا بها على أكثر من عقد ونصف من الزمن".

وتابع: "في هذه الأجواء الجديدة دعي الوزير إيلي حبيقة إلى المشاركة في الحكم، فأظهر في نطاق مسؤولياته قدرة عالية على حمل المسؤوليات والدفاع عن الحقوق، ومن المهم التذكير بأن هذا الوزير الشاب قد أمن للبلاد طاقة الكهرباء على جميع أراضي الوطن، وذلك على الرغم من الأوضاع المالية الصعبة التي سادت في تلك الحقبة، فأثبت أن العزم إذا كان كبيرا يستطيع أن يقلب الضعف قوة والقدرات المحدودة آمالا بغير حدود. لكن يد الإرهاب المجرم وضعت حدا لهذه التجربة الناجحة كما حاولت أن تعيد البلاد إلى سوء حالها من جديد. وبالحقيقة نقول أننا ما زلنا إلى اليوم نحيا في لبنان إجماعا كبيرا على التمسك باتفاق الطائف والتأكيد على ضرورة هذا الاتفاق لنسير بالحياة الوطنية قدما نحو الأفضل. ولكننا من جهة ثانية نستمر في إثارة الشكوك بعضنا حيال بعض، ونغوص في تفسيرات متعددة لبنود هذا الاتفاق كما بخلق أجواء تتناقض فيها الإرادات وتحول دون اتخاذنا القرار الموحد لتطبيقه. وكأننا نعلق مسيرة لبنان نحو التقدم وذلك في وقت يتطلع الناس فيه إلى هذا الوطن الرسالة الذي بات يفرض نفسه كحاجة للمنطقة وكرمز واعد لمصالحة أبنائها في ما بينهم على غرار ما قمنا به نحن يوم خرجنا من الحرب وجنحنا إلى السلام. إن هذا الموقف المتردد للبنانيين في دفع بلدهم نحو الحياة لهو جريمة بحق الوطن أولا وبحق سلام المنطقة التي نتوق إليه ثانيا مع جميع أهلها وأبنائها الطيبين".

وأردف: "على أننا في هذا الظرف بالذات، ومع طلوع عهد جديد في لبنان يتمثل بانتخاب رئيس كبير بشخص فخامة العماد ميشال عون حفظه الله، بتنا نجد أنفسنا أمام فرصة يجب ألا تفوت لإعادة لبنان إلى خارطة الدول القادرة على صنع مصيرها وعلى الإسهام في مصير المجتمع الإنساني على غير صعيد. فالإجماع الذي جرى حول شخص الرئيس المنتخب لم يكن إجماعا ظرفيا بل كان حقيقة دامغة من أجل لبنان. فأثبت الوطن بذلك أنه قادر على أن يوحد أبناءه وعلى جعل إرادتهم تأتلف لصونه ولحمل رسالته بفخر أمام الله والناس. فيا أيها المحبون لهذا الوطن توحدوا من أجله وتوكلوا على ربكم فجميعكم للوطن مخلصون. وسوف تجدون عن ذلك الإخلاص براهين دامغة إذا ما تباحثتم في أموركم بصدق الشركاء الحقيقيين. عند ذاك تشرق على أيامكم شمس الوطنية الدافئة لتملأ أرضكم خضرة وبيتكم خيرات وفيرة من عطاءات الأرض وأنعام السماء. لا تدعوا هذه الفرصة الجديدة تفوتكم كما فاتت من قبل فرص عديدة. بل صلوا على شهداء وطنكم أجمعين ومنهم الذين نصلي اليوم من أجلهم ليكون موتهم حياة وفداء للبنان الحياة. وإننا جميعا لمدعوون للصلاة باستمرار من أجل إيقاف الحروب وويلاتها عند الأشقاء في سوريا والعراق واليمن وليبيا وسواها من البلدان المتعثرة في وحدتها وفي صفاء عيشها الوطني والإنساني معا. وادعوا إخوانكم هؤلاء إلى نبذ العنف كما صنعتم أنتم عندما خلفتم الحرب من ورائكم إلى غير رجعة. واسعوا معهم إلى التصافي من جديد، فمنطق الغالب والمغلوب لا مكانة له بين الأخوة وهو غير نافع حتى مع الأعداء لأن الغالب اليوم مغلوب غدا ولأن هذه الحلقة الجهنمية من القتل والقتال لا خروج للعالم منها إلا بكسرها وإزالتها من الوجود".

وختم مطر: "ليرحم الله وزيرنا الشاب إيلي حبيقة ورفاقه، فهم جميعا من طينة لبنان ومن لحمه وعظامه. وعلى هذا الرجاء نتقدم بالتعزيات الحارة من عائلته العزيزة فردا فردا، ومن رفاقه ومحازبيه ومن جميع الذين يذكرونه بأخوة ووفاء، راجين أن يتلاشى الإرهاب من العقول والقلوب فيغيب عندها من الساحات غيابا أكيدا، وأن نقدر جميعا رحمة الله لكل منا دون استثناء. ولينزل إلهنا الرحيم في قلوبنا هذه العاطفة الإنقاذية لنصبح نحن على صورته ومثاله رحومين بعضنا تجاه بعض فتسود المصالحة في كل الصفوف. وليذكر الله جميع أمواتكم في فسيح جنانه وليغدق عليكم في كل حين فيضا سخيا من نعمه وبركاته. آمين".

وبعد القداس تقبلت عائلة حبيقة التعازي من الحاضرين.