المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 23 كانون الثاني/2017

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins17/arabic.january23.17.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة/المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قَالَ لَهُ يَسُوع: «قُمِ ٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وٱمْشِ». وفِي الحَالِ شُفِيَ الرَّجُل، وحَمَلَ فِرَاشَهُ، وصَارَ يَمْشِي

لأننا لا نَنْظُرُ إِلى مَا يُرَى، بَلْ إِلى مَا لا يُرَى، فَمَا يُرَى هوَ مُوَقَّت، ومَا لا يُرَى أَبَدِيّ.

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الدكتور وليد فارس والحملات الإعلامية الحاقدة/الياس بجاني

الياس بجاني/بالصوت والنص/تأملات إيمانية ووجدانية في مثل الوزنات وشرح مفصل لمعانيه وعبره/16 تشرين الثاني/مَن كانَ له شَيء، يُعطى فيَفيض. ومَن لَيسَ له شيء، يُنتَزَعُ مِنهُ حتَّى الَّذي له

الوزنات والمواهب/ مَن كانَ له شَيء، يُعطى فيَفيض. ومَن لَيسَ له شيء، يُنتَزَعُ مِنهُ حتَّى الَّذي له/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

د.فارس سعيد: إختبار العماد عون ليس في قانون انتخابات او تعيينات انما بقدرته على معارضة مشروع ضم لبنان الى سوريا المفيدة تحت وصاية إيرانية.

الإنتحاري الجنتلمان/كمال يازجي/فايسبوك

عودة ريشا تركت تساؤلات عن خاطفيه والمشنوق توعّدهم بـ"اقتراب القبض عليهم"

الإرهاب يتربص باستقرار لبنان الهش

الحريري تفقد والمشنوق والصراف مقهى الكوستا: نعم التهديد موجود لكن البلد بخير طالما الوحدة والتماسك بين اللبنانيين موجودان

 جنبلاط عاد الى بيروت

عون نوه باحباط القوى الامنية الجريمة الارهابية في شارع الحمرا

الجيش: الحزام الناسف يحتوي 8 كلغ من مواد شديدة الإنفجار وكرات حديدية

 دهم منزل الانتحاري عمر العاصي في صيدا وتوقيف شقيقيه

وزير خارجية العراق غادر لبنان: محاربة الارهاب تأتي في اولويات اعمال القمة العربية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 22/1/2017

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

شمعون: الدولة قادرة على الامساك بالامن متى توافرت الظروف السياسية لذلك

ريفي زار عائلة الشهيد وسام عيد: واهم من يعتقد أنه سيتمكن من الافلات من العدالة

كوستا لا يبيع "مشروب الانتحاري"/عباس سعد /المدن

لماذا لم يفجّر الانتحاري نفسه؟ 3 احتمالات "أمنية"

عمر باسم العاصي…فريسة الإعلام والسوشيال ميديا!/نسرين مرعب/جنوبية

أسيرية "انتحاري" الحمرا أوصلته إلى داعش/خالد الغربي/المدن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بين صمت أوباما وضجيج ترمب.. هل ستُعزل إيران؟

البابا فرنسيس يحذر من الشعبوية والجدران

إدارة ترامب تبدأ "نقاشاً أولياً" لنقل السفارة إلى القدس

ترامب يلتقي رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي الجمعة

هل غيّبت أم غابت السعودية عن حضور محادثات "أستانا"؟

العربي الجديد: تقرير أميركي: تباين أجندات الحلفاء أحبط التخلص من الأسد

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» سيواجه ترامب مدعوماً بعون والحريري/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

مصر لا سوريا عنوان الاهتمام الأميركي الجديد؟ ترامب أيضا أمام إرباكات المنطقة ومتغيراتها/روزانا بومنصف/النهار

خطفُ ريشا كاد يُفجِّر فتنة مستطيرة/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

لا موازنة ولا براءة للسنيورة/عزة الحاج حسن/المدن

قانون الانتخاب.. هل يفجّر الحكومة؟/منير الربيع /المدن

«الإنقلاب الكبير» في تنورين!/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

إيران: الطريق إلى السعودية عبر لبنان/منير الربيع /المدن

رسالة إلى ترامب/أحمد عدنان/الرؤية

لبنان والعرب في ظلّ ترامب: مراجعة الاتفاق الأميركي الإيراني محدّد أساسي/وسام سعادة/المستقبل

أي رسالة يريدها الارهاب من خلال عملية الحمراء الفاشلة/ابراهيم بيرم/النهار

إلى متى يظل عون ينتظر بدء عهده بانتخابات نيابية وتأليف حكومة جديدة/اميل خوري/النهار

مصر لا سوريا عنوان الاهتمام الأميركي الجديد؟ ترامب أيضا أمام إرباكات المنطقة ومتغيراتها/روزانا بومنصف/النهار

الاستعجال الروسي في طرطوس/خيرالله خيرالله/العرب

مع ترامب.. ضد الإسلاميين مهما كان الثمن/صلاح الدين الجورشي/عربي21

«جماهيرية» ترامب التي تطرح على العالم تصوّراً يستحيل فرضه/ جورج سمعان/الحياة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ريفي: الجميع متآمر للعودة الى الستين ولن نقبل بالانبطاح والتساهل بكرامتنا

الرابطة المارونية ترفض السير بقانون الستين

الراعي في قداس 400 عام على كاريزما مار منصور: لسن قانون انتخابات على أساس المشاركة والتعددية

يوحنا العاشر: صعوبات كثيرة تواجهنا لكننا لن نخاف وسنبقى متكاتفين وحاملين رسالة العيش المشترك

وهاب: الرئيس عون وعد بقانون عادل للانتخابات وهو ملتزم به

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

قَالَ لَهُ يَسُوع: «قُمِ ٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وٱمْشِ». وفِي الحَالِ شُفِيَ الرَّجُل، وحَمَلَ فِرَاشَهُ، وصَارَ يَمْشِي

إنجيل القدّيس يوحنّا05/من01حتى16/:"كَانَ عِيدٌ لِليَهُود، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلى أُورَشَليم. وفي أُورَشَليم، عِنْدَ بَابِ الغَنَم، بِرْكةٌ يُقَالُ لَهَا بِٱلعِبْرِيَّةِ بَيْتَ حِسْدا، ولَهَا خَمْسَةُ أَرْوِقَة، يَضْطَجِعُ فِيهَا حَشْدٌ مِنَ المَرْضَى، مِنْ عُمْيَانٍ وعُرْجٍ ومَشْلُولِين، وهُمْ يَنْتَظِرُونَ فَوَرَانَ المَاء، لأَنَّ مَلاكَ الرَّبِّ كَانَ يَنْزِلُ إِلى البِرْكَةِ أَحْيَانًا، فَيَتَحَرَّكُ مَاؤُهَا. وكَانَ الَّذِي يَنْزِلُ أَوَّلاً، بَعْدَ تَحَرُّكِ المَاء، يُشْفَى مَهْمَا كَانَتْ عِلَّتُهُ. وكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ مَرِيضٌ مُنْذُ ثَمَانٍ وثَلاثِينَ سَنَة. ورَآهُ يَسُوعُ مُضْطَجِعًا، وعَلِمَ أَنَّ لَهُ زَمَنًا طَويلاً عَلى تِلْكَ الحَال، فَقَالَ لَهُ: «أَتُرِيدُ أَنْ تُشْفَى؟». أَجَابَهُ المَرِيض: «يَا سَيِّد، لَيْسَ لِي أَحَدٌ يُلقِينِي في البِركَةِ عِنْدَمَا يَتَحَرَّكُ المَاء. وفيمَا أَنَا أُحَاوِلُ النُّزُول، يَنْزِلُ قَبْلي آخَر». قَالَ لَهُ يَسُوع: «قُمِ ٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وٱمْشِ». وفِي الحَالِ شُفِيَ الرَّجُل، وحَمَلَ فِرَاشَهُ، وصَارَ يَمْشِي. وكَانَ ذلِكَ اليَومُ سَبْتًا. فَقَالَ اليَهُودُ لِلْمُعَافَى: «إِنَّهُ سَبْت، فَلا يَجُوزُ لَكَ أَنْ تَحْمِلَ فِرَاشَكَ». فَأَجَابَهُم: «ذَاكَ الَّذي شَفَانِي قَالَ لِي: إِحْمِلْ فِرَاشَكَ وٱمْشِ». سَأَلُوه: «مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الَّذي قَالَ لَكَ: إِحْمِلْ وٱمْشِ؟». وكَانَ المُعَافَى لا يَعْلَمُ مَنْ هُوَ، لأَنَّ يَسُوعَ قَدِ ٱبْتَعَدَ عَنِ الجَمْعِ المُحْتَشِدِ فِي ذلِكَ المَكَان. بَعْدَ ذلِكَ، وَجَدَهُ يَسُوعُ في الهَيْكَل، فَقَالَ لَهُ: «هَا أَنْتَ قَدْ شُفِيت، فَلا تَعُدْ إِلى الخَطِيئَةِ لِئَلاَّ يُصِيبَكَ مَا هُوَ أَسْوَأ». مَضَى الرَّجُلُ وأَخْبَرَ اليَهُودَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الَّذي شَفَاه. ولِذلِكَ صَارَ اليَهُودُ يَضْطَهِدُونَ يَسُوع، لأَنَّهُ كَانَ يَفْعَلُ ذلِك يَوْمَ السَّبْت.

 

لأننا لا نَنْظُرُ إِلى مَا يُرَى، بَلْ إِلى مَا لا يُرَى، فَمَا يُرَى هوَ مُوَقَّت، ومَا لا يُرَى أَبَدِيّ.

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 04/16-18.05,01-05.10/:يا إخوَتِي، لِذَلِكَ لا تَضْعُفُ عَزِيْمَتُنَا. فمَعَ أَنَّ إِنْسَانَنَا الظَّاهِرَ يَنْحَلّ، فَإِنْسَانُنَا الدَّاخِلِيُّ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا بَعْدَ يَوْم؛ لأَنَّ ضِيقَنَا الخَفِيفَ العَابِرَ يُعِدُّ لَنَا ثِقْلَ مَجْدٍ أَبَدِيٍّ لا حَدَّ لَهُ. لأَنَّنَا لا نَنْظُرُ إِلى مَا يُرَى، بَلْ إِلى مَا لا يُرَى، فَمَا يُرَى هوَ مُوَقَّت، ومَا لا يُرَى أَبَدِيّ. ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا هُدِمَ بَيْتُنَا الأَرْضِيّ، أَيْ جَسَدُنَا الَّذي هُوَ أَشْبَهُ بِالخَيْمَة، فَلَنَا مَسْكِنٌ مِنَ ٱلله، بَيْتٌ لَمْ تَصْنَعْهُ الأَيْدِي، أَبَدِيٌّ في السَّمَاوَات. ومَا دُمْنَا في هذِهِ الحَال، فَنَحْنُ نَئِنُّ مُتَشَوِّقِينَ أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَ بَيْتِنَا الأَرْضِيِّ بَيْتَنَا الَّذي مِنَ السَّمَاء؛ هذَا إِنْ وُجِدْنَا يَوْمَذَاكَ لابِسِينَ الجَسَدَ لا عُرَاة! وطَالَمَا نَحْنُ في هذِهِ الخَيْمَة، فَنَحْنُ نَئِنُّ مُرْهَقِين، لأَنَّنَا لا نُرِيدُ أَنْ نَقْلَعَهَا بَلْ أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا، حَتَّى تَبْتَلِعَ الحَيَاةُ مَا هُوَ مَائِتٌ فِينَا. وٱللهُ هُوَ الَّذي أَعَدَّنَا لِذلِكَ، وأَعْطَانَا عُرْبُونَ الرُّوح. لأَنَّنَا لا بُدَّ أَنْ نَظْهَرَ جَمِيعًا أَمَامَ مِنْبَرِ المَسِيح، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا جَزَاءَ مَا عَمِلَهُ وهُوَ بَعْدُ في الجَسَد، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الدكتور وليد فارس والحملات الإعلامية الحاقدة

الياس بجاني/22 كانون الثاني/17/اضغط هنا لدخول صفحة المقالة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/2017/01/22/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%83%d8%aa%d9%88%d8%b1-%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d9%84%d8%a7/

تطل علينا في الصحافية العربية، وأيضاً الأميركية بين الحين والآخر مقالات وتقارير وأراء مشبوهة وكاذبة وحاقدة ومفبركة تتناول الدكتور وليد فارس، مستشار الرئيس دونالد ترامب لشؤون الشرق الوسط خلال حملته الانتخابية.

الحملات هدفها الظاهر والعلني والإبليسي تشويه وتزوير الحقائق والفبركة وذلك على خلفيات سياسية حاقدة خدمة لأجندات بعض الأصوليين والإرهابيين الذين يعيثون فساداً وتدميراً في الكثير من الدول وخصوصاً في الشرق الأوسط..

في هذا السياق نشرت جريدة العرب اللندنية اليوم تقريراً تحت عنوان: “وليد فارس ودينا حبيب عصا ترامب في مواجهة الإسلاميين بقلم أحمد أبو دوح”.

من الضرورة بمكان واحقاقاً للحق التأكيد لكل من يهمهم الأمر ولمن يحبون الدكتور فارس ويتابعون أنشطته السياسية والإعلامية والتثقيفية والأكاديمية أن معظم ما جاء في التقرير هو من فبركة قلم كاتبه “أحمد أبو ردح” ومن نسج خياله ولا يمت للحقيقة بصلة لا من قريب ولا من بعيد.

كاتب المقال لم يتحدث مع الدكتور فارس بشأن ما كتبه، وبالتالي فإن كل معلوماته وكل ما جاء في تقريره غير صحيح.

يبقى إن الهدف الخبيث الواضح من التقرير هو النيل من سمعة ومصداقية ومواقف الدكتور فارس.

في الخلاصة، فإن ما نشر اليوم في جريدة العرب يأتِ في سياق الحملة المنظمة والمستمرة من قبل جماعات الإرهاب والأصولية الحاقدة على الدكتور وليد فارس وهي حملة مغرضة ومضللة وباتت مكشوفة وسخيفة للغاية.

نشير هنا إلى أن العديد من المواقع الألكترونية من فايسبوك وتويتر وغيرهما وعن حسن نية نشرت المقالة المذكور ..

نرجوا من هؤلاء ازلة المقالة لأنها وكما ذكرنا هي مضللة ومشوهة للحقيقة ، كما أنه لم يكن للدكتور فارس علم بها ولم يُستشر بأمرها.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني/بالصوت والنص/تأملات إيمانية ووجدانية في مثل الوزنات وشرح مفصل لمعانيه وعبره/16 تشرين الثاني/مَن كانَ له شَيء، يُعطى فيَفيض. ومَن لَيسَ له شيء، يُنتَزَعُ مِنهُ حتَّى الَّذي له

اضغط هنا لدخول صفحة التأملات بالصوت والنص على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/2017/01/22/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86/

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني تأملات إيمانية ووجدانية في مثل الوزنات وشرح مفصل لمعانيه وعبره/22 كانون الثاني/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/mp3from16.11.16/elias.talents122.01.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني تأملات إيمانية ووجدانية في مثل الوزنات وشرح مفصل لمعانيه وعبره/22 كانون الثاني/17/اضغط هنا

http://www.eliasbejjaninews.com/wmafrom16.11.16/elias.talents122.01.wma

 

الوزنات والمواهب/ مَن كانَ له شَيء، يُعطى فيَفيض. ومَن لَيسَ له شيء، يُنتَزَعُ مِنهُ حتَّى الَّذي له

الياس بجاني/22 كانون الثاني/17/اضغط هنا لدخول صفحة المقالة على موقعنا الألكتروني

إن الله الذي هو أب رحوم ومحب وعال، هو أب لكل البشر على مختلف مواطنهم وألوان جلدهم. إن الأب الذي هو الله خلق الإنسان على صورت ومثاله وقال له جسدك هيكلي وهو مقدس فإياك أن تدنسه. وأعطى الأب هذا كل من أولاده البشر مواهب وقدرات وإمكانيات وعطايا ووزنات مختلفة وبالتالي كل إنسان في هذا الأمر مختلف عن غيره . الإنسان هو وكيل على ما أعطي له من وزنات دون مقابل وعليه أن يستعمل ما أعطي بكرم وتعب وجهد لمنفعة الغير فما أعطي له مجاناً عليه أن يعطيها مجاناً. ومهم جداً أن يعرف الإنسان ما هي قدراته وأن لا يحسد غيره على ما ليس عنده فلو شاء الله لكان أعطاه ما عند غيره ولكنه لم يشأ. كل البشر هم أعضاء في جسد الله، وبالتالي كل عضو هو بأهميته كباقي الأعضاء دون النظر لكبره أو لدوره أو لقدراته. الجميع أعضاء في جسد واحد وكل ما يصيب أي عضو يصيب باقي الأعضاء. الإنسان عليه أن يجهد ويكد ويتعب في استعمال وزناته ومن لا يفعل يحاسب كما حاسب السيد العبد الذي خبأ وزنه ولم يستثمرها. من يدعي أنه حيادي وأن لا دور له وليس مطلوب منه مواقف محددة في كل الأمور فهو كصاحب الوزنة الواحدة سوف يدان يوم الحساب. إن من يرتكب الخطيئة ليس هو فقط من يفعل الشر، لا بل أيضاً من بإمكانه أن يفعل الخير ولا يفعله، أي يمتنع عن استعمال المواهب والوزنات التي منحها له الرب.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

د.فارس سعيد: إختبار العماد عون ليس في قانون انتخابات او تعيينات انما بقدرته على معارضة مشروع ضم لبنان الى سوريا المفيدة تحت وصاية إيرانية.

تويتر/22 كانون الثاني/17

http://eliasbejjaninews.com/2017/01/21/%d8%af-%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%b3%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%a5%d8%ae%d8%aa%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d8%a7%d8%af-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d9%81%d9%8a-%d9%82%d8%a7/

*اجهزة قادرة ومشكورة احباط عملية انتحارية قبل حصولها في بيروت وغير قادرة على كشف من خطف مواطن في البقاع؟ أطلقوا أيدي الأجهزة في كل لبنان.

*لا يحق لمن يشارك في السلطة استنكار الأحداث الأمنية كسائر المواطنين بل عليه أخذ التدابير لمنعها لانه شريك حزب الله في حكومة واحدة.

* بعد سوريا تلعب روسيا دورا محوريا في ليبيا حيث تدعم المارشال حفتر في وجه قوى طرابلس المدعومة من الامم المتحدة.

*انتصرت ايران في لبنان وسوريا حيث أتت بالعماد عون وابقت الاسد وبدت حامية للمسيحيين والعلويين بينما الصحيح انها تحتمي بهم لتأمين مصالحها.

*خطورة احباط عملية الحمرا من قبل الأجهزة اللبنانية المشكورة ان شبح العنف عاد رغم "انجاز" انتخاب رئيس... الامن هو سياسي اولا.

*ربط صورة الموارنة بصورة النفوذ الايراني في المنطقة لا يعكس حقيقة الامور.. الأصح ان انتهازيين من كل الطوائف ارتضوا مقايضة كراسيهم بنفوذ ايران.

*بناء سوريا المفيدة بغالبية شيعية علوية وانتخاب العماد عون المتزامن مع استعراض القصير يخدم مصلحة ايران ونفوذها ولن يأتي باستقرار.

*صحيفة الغاديان تنشر تقريرا يؤكد حصول تبدل سكاني مقصود مع استقدام عائلات شيعية للسكن بين حُمُّص ودمشق والحدود مع لبنان "سوريا المفيدة".

*تعددت التفسيرات والتبريرات باسم الواقعية السياسية انما النتيجة واحدة لبنان وطن اسير للنفوذ الايراني.. ما حصل مرفوض/بوحدتنا نستعيد لبنان.

*سيتحمل العماد عون "القوي" مسؤولية تنفيذ رغبات ايران في لبنان وسوريا والمنطقة ولانه "ماروني قوي" سنتحمل معه النتائج.. نرفض وصاية ايران.

*مع شهاب وقف الجيش المصري عند الحدود، مع بشير الجيش الاسرائيلي في بيروت، مع رؤساء الوصاية الجيش السوري في بيروت، مع عون الحرس الثوري في بيروت.

*مواجهة الوصاية الايرانية على لبنان ليس اختصاص فريق انما إرادة وطنية جامعة. شاركو في لقاء سيدة الجبل.

*إختبار العماد عون ليس في قانون انتخابات او تعيينات انما بقدرته على معارضة مشروع ضم لبنان الى سوريا المفيدة تحت وصاية إيرانية.

*نقف مع وإلى جانب كل مظلوم وسينتصر الحق على الباطل مهما طال الزمن.

*مبروك اطلاق سراح سعد ريشا ولوضع حد نهائي للفلتان الأمني الا اذا كان فلاتانا "مقاوما" عند إذن لا حول ولا قوة الا بالله.

*أوقف فؤاد شهاب عبد الناصر عند الحدود، انتزع بشير هامشا لبنانيا وقتل، عون محاصر بشروط ايران الكاملة ولن يستطيع انتزاع هامشا "استقلاليا".

*مواجهة الوصاية الايرانية على لبنان يتطلب وحدة اللبنانيين. في زمن رضوخ قياداتهم للوصاية بحجة "الواقعية" يسعى لقاء سيدة الجبل الى وحدتهم مجددا.

*لان غالبية المسيحيين لا يَرَوْن في وصاية ايران وصاية بل دعما لوصولهم الى الرئاسة وحماية من الاٍرهاب قرر لقاء سيدة الجبل مواجهة الوصاية.

*انتخاب العماد عون لن يكون انجازا الا اذا وقف ومعه القوى السياسية في وجه الوصاية الايرانية على لبنان والمنطقة.. لن يحصل.

*تفاهم شهاب عبدالناصر أتى باستقرار، انتخاب بشير الجميل أتى بشروط واضحة، انتخابات الوصاية السورية معروفة، انتخاب عون بشروط ايران ووصايتها.

*تدخل ايران محادثات آستانا بكامل عناصر قوتها، تهجير سني في سوريا "المفيدة"، تشييع داخل سوريا، الاسد في الشام، عون في بيروت، تسليم محلي ودولي.

*لن تنتصر الصنمية على الانسانية.

*أهم من الرئيس ترامب هو نظام تداول السلطة في اميركا واحترام المهل الدستورية تحية لتجربة اميركا العريقة وليتنا نتعلم منهم.

*مزارع فرنسي Cedric herrou تلاحقه السلطات الفرنسية لانه يساعد المهاجرين لعبور الحدود الفرنسية الإيطالية.. لا يزال نظام القيم لدى البعض قائما.

 

الإنتحاري الجنتلمان

كمال يازجي/فايسبوك/22 كانون الثاني/17

الإنتحاري الجنتلمان والجدير بالثقة تعهّد للقوى الأمنية التي كانت تتعقبه أنه لن ينزع الفتيل ويفجّر نفسه قبل الإنتهاء من احتساء فنجان القهوة. وبما أنه فنجانه الأخير والعرف يقضي بذلك سمحوا له بالدخول الى المقهى والإستراحة وجلسوا على مقربة منه بدم بارد ورباطة جأش وعيونهم شاخصة على فنجان القهوة

وكلهم ثقة أن الأمور تحت السيطرة.. كاتب السيناريو يجب أن يُطرد من الوظيفة على الفور.

 

عودة ريشا تركت تساؤلات عن خاطفيه والمشنوق توعّدهم بـ"اقتراب القبض عليهم"

زحلة- "النهار"/23 كانون الثاني 2017/أفرج خاطفو سعد ريشا عنه صباح اليوم الثالث على خطفه من امام مؤسسته التجارية في "شتوراما" - قضاء زحلة. بالوساطة سلمه خاطفوه وتسلمته مخابرات الجيش واوصلته الى منزله سالما. لكن بقي سؤال لم يفرج عن جوابه: ماذا عن الخاطفين الذين لا يزالون هناك في جرودهم وسهولهم؟ اطلق ريشا "من دون فدية" على ذمة القيادي في حركة "أمل" بسام طليس، موفد رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان قد طلب منه ان يترك كل اشغاله ويقصد البقاع ليتابع قضية الخطف الى ان نجح، مع ابن عمه، في مهمته "بالتعاون مع مخابرات الجيش والاجهزة الامنية وفاعليات بريتال والقوى والاحزاب في المنطقة". ويجزم طليس من منزل ريشا بأنه حتى "لم يحصل كلام بفدية"، مضيفا: "لا كرامة الرئيس بري، ولا كرامة القوى الامنية والعسكرية، ولا كرامة فاعليات البقاع تسمح بأن يطلق السيد سعد في مقابل فدية". أطلق ريشا بجهد "إستثنائي وجبار" لأحد "جنود الجرود والسهول الذين يسعون لسبب انساني"، بحسب ما وصفهم طليس. ويؤكد الاخير أنه لم يحصل تواصل بين الخاطفين وبينه او بينهم وبين القوى الامنية والعسكرية. فالخاطفون تواصلوا عبر احدهم مع الجندي المجهول الذي بدوره تواصل مع طليس، فأبلغ الأخير مسؤول مخابرات الجيش في البقاع. متعبا مجهدا وصل سعد ريشا الى احضان زوجته واولاده واحفاده واخوته واخواته، وكان طبيب في انتظاره في المنزل للكشف عليه. ريشا قال إنه منذ اصعاده الى السيارة التي خطفته "ما عدت رأيت شيئا". إكتفى بشكر الدولة ورجال الدولة وكل من سعى، على جهودهم لاطلاقه. والى السيدة العذراء اعاد الفضل في انقاذه من محنته. وخص خاطفيه بشكر لأنهم عاملوه معاملة جيدة "وما تبهدلنا".

الحريري والمشنوق وجعجع

وأمت منزله شخصيات وزارية ونيابية وفاعليات بقاعية، واتصل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعائلته مهنئا بسلامته ومطمئنا إلى صحته، وأكد "متابعته سير التحقيقات الجارية حتى النهاية، تمهيدا لملاحقة الخاطفين وإحالتهم على الجهات القضائية المختصة". وتوعد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الخاطفين بـ"اقتراب لحظة القبض عليهم، وإنهاء ظاهرة الخطف واجتثاثها من البقاع ومن كل لبنان". واكد في بيان وزعه مكتبه الإعلامي أنه اتصل برؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة "واتفق على توجيه تحية إلى أهالي بريتال، لموقفهم المشرف باستنكار الجريمة وإدانتها دفاعا عن العيش المشترك".وقال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع: "إذا كان مفهوماً ان تجري عملية خطف في لبنان في العهد الجديد، فلن يكون لا مفهوماً ولا مقبولاً الا يجري الاقتصاص من الجناة كما كان يحدث سابقاً، لأن عدم ملاحقة الفاعلين حتى النهاية وتوقيفهم، سيشجعهم ويشجع غيرهم على التمادي في عمليات الخطف الى ما لا نهاية".

 

الإرهاب يتربص باستقرار لبنان الهش

العرب/23 كانون الثاني/17/القوات الأمنية تنجح في إحباط هجوم انتحاري في أبرز شوارع العاصمة اللبنانية بيروت.

بيروت - نجا شارع الحمرا، أحد أبرز شوارع العاصمة اللبنانية بيروت من هجوم إرهابي، أحبطته قوات الأمن. وقال مصدر أمني إن قوات الأمن اللبنانية أحبطت محاولة لشن هجوم انتحاري على مقهى في منطقة الحمرا المزدحمة بالعاصمة بيروت في ساعة متأخرة من مساء السبت. وقال المصدر إنه تم وقف الشخص الذي يُشتبه بأنه المفجر وكان يرتدي سترة ناسفة لدى محاولته دخول المقهى وقبل أن يتمكن من تفجيره. وأضاف المصدر أن هذا الشخص أصيب خلال اعتقاله ونقل إلى المستشفى. وأعلن الجيش اللبناني، الأحد، هوية الانتحاري الذي حاول تفجير نفسه في مقهى بالعاصمة بيروت، مبيناً أنه لبناني ويدعى “عمر حسن العاصي”. وأكد الانتحاري انتماءه إلى تنظيم “داعش”، ونيته قتل 50 شخصا. وأشاد المسؤولون بجهود الجيش وشعبة المعلومات لتمكنها من إحباط هذا الهجوم. ورأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن “الأجهزة الأمنية نجحت مرة جديدة في إحباط عملية تفجير داخل أحد مقاهي شارع الحمراء ونجت لبنان من كارثة، ما يثبت أن الدولة قادرة قديرة عندما يكون هناك قرار سياسي واضح بشأن ما”. وسارعت أجهزة الأمن اللبنانية، الأحد، إلى اتخاذ حزمة تدابير احترازية منها رفع درجة الاستعداد في العديد من المناطق التي تكون عادة في دائرة الخطر وخصوصا في البقاع وعكار وطرابلس والضاحية الجنوبية. ومن هذه الإجراءات نشر حواجز جديدة وإحداث نقاط مراقبة عند معابر حدودية غير شرعية بين لبنان وسوريا. ونفذ متشددون عددا من التفجيرات في لبنان في السنوات الأخيرة من بينها بعض التفجيرات التي كان دافعها الحرب في سوريا المجاورة ولكن لم تقع حوادث كبيرة منذ أشهر. وطرحت جملة من التساؤلات عن أهداف هذا العمل الإرهابي. ويرى مراقبون أن أحد أبرز أهدافه تبديد أجواء الاستقرار والتوازن بإعادة البلاد إلى أجواء التوتر والقلق وإنهاء حالة الارتياح التي عاشها لبنان في الأشهر الثلاثة الأخيرة، عقب انتخاب رئيس جديد وتأليف حكومة تمثل غالبية مكونات المشهد السياسي وعودة الروح إلى العمل التشريعي.

 

الحريري تفقد والمشنوق والصراف مقهى الكوستا: نعم التهديد موجود لكن البلد بخير طالما الوحدة والتماسك بين اللبنانيين موجودان

الأحد 22 كانون الثاني 2017 /وطنية - تفقد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، مساء اليوم، مقهى ال"كوستا" في الحمراء، يرافقه وزيرا الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والدفاع يعقوب الصراف، وصافح رواد المقهى وتحدث اليهم. وأدلى الحريري بتصريح قال فيه: "البلد بخير طالما الوحدة والتماسك بين الشعب اللبناني موجودان، خصوصا في ظل وجود رئيس الجمهورية وعينه الساهرة على الأمن، وبوجود القوى الأمنية إن كان في وزارة الدفاع أو في وزارة الداخلية، وهم قاموا بعمل كبير جدا ولا يزالون يعملون بجهد كبير وهذا هو واجبهم. لقد أتيت إلى هنا لكي أقول للناس ان الخوف الذي يحاولون وضعه في قلوبكم مرفوض، وسنظل نعيش حياتنا الطبيعية وسنستمر بحب الحياة ونرتاد المقاهي والمطاعم كالمعتاد، ويجب الاستمرار بذلك. ويجب التعاون دائما مع القوى الأمنية والتبليغ عن أي عمل مشبوه وهم يهتمون بالأمور كافة". أضاف: "الجهد الكبير الذي يبذل من قبل القوى الأمنية كافة، إن كان من الجيش أو قوى الأمن الداخلي أو أمن الدولة أو الأمن العام، هو جهد استثنائي، والعملية التي تمت بالتنسيق بين مخابرات الجيش وشعبة المعلومات، حيث قاما بجهد كبير من خلال متابعتهما للعملية، وانا شخصيا ووزيرا الداخلية والدفاع كنا نتابع هذه العملية لحظة بلحظة، وقد حصل ما حصل بالأمس وتم القبض على الانتحاري". سئل: هناك حديث عن ان لبنان دخل مرحلة جديدة في مواجهة الارهاب، هل هناك من خطوات اضافية لاراحة اللبنانيين؟. أجاب: "ليست المرة الأولى التي نتعرض فيها إلى مثل هذا الأمر، وليس هناك من شك ان ما حصل بالأمس هو نتيجة تعاون كبير بين القوى الأمنية، ورئيس الجمهورية خلال اجتماع مجلس الدفاع الأعلى طالب بان يكون هناك عمل مشترك بين كل القوى الأمنية وتعاون وغرفة عمليات مشتركة، وما توصلنا اليه اتى نتيجة هذا التعاون. ونحن نسير بعمل علمي ويومي وجهد كبير جدا من قبل مخابرات الجيش وشعبة المعلومات. نعم التهديد موجود ولكن هناك رجال ونساء يعملون ليلا نهارا لكي يكون الأمن مستتب في البلد وهذا الامر يعيشه كل اللبنانيين يوميا". وختم قائلا: "أقول للبنانيين، لا تخافوا إلا من الله الذي يحمينا والبلد بألف خير، وأعداؤنا هم الذين سيخسرون ولسنا نحن. نحن لبنان، بلد الأرز وان شاء الله ستبقى الارزة مرفوعة والشعب فخور بإذن الله".

 

 جنبلاط عاد الى بيروت

الأحد 22 كانون الثاني 2017 /وطنية - عاد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، إلى بيروت، آتيا من العاصمة الفرنسية باريس.

 

عون نوه باحباط القوى الامنية الجريمة الارهابية في شارع الحمرا

الأحد 22 كانون الثاني 2017 /وطنية - نوه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالعملية الامنية التي نفذتها قوة من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني ليل امس بالتنسيق مع فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي، والتي ادت الى احباط محاولة ارهابي تفجير نفسه في مطعم "كوستا" في شارع الحمرا بواسطة حزام ناسف. وهنأ القوى "التي نفذت العملية الاستباقية، ما انقذ رواد المطعم من مجرزة محققة". وكان رئيس الجمهورية تابع تفاصيل العملية منذ ليل امس، واطلع على كل المعطيات المتعلقة بها.

 

الجيش: الحزام الناسف يحتوي 8 كلغ من مواد شديدة الإنفجار وكرات حديدية

الأحد 22 كانون الثاني 2017 /وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: "إلحاقا لبيانها السابق المتعلق بإحباط مديرية المخابرات العملية الإنتحارية في منطقة الحمرا ليل أمس، داهمت قوة من الجيش المبنى الذي يقطنه الإرهابي عمر حسن عاصي في منطقة شرحبيل - صيدا، حيث أوقفت أربعة أشخاص من المشتبه بهم. كذلك تبين بنتيجة كشف الخبير العسكري على الحزام الناسف أنه يحتوي على 8 كلغ من مواد شديدة الإنفجار بالإضافة إلى كمية من الكرات الحديدية، وذلك بهدف إيقاع أكبر خسائر بالأرواح. وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص".

 

 دهم منزل الانتحاري عمر العاصي في صيدا وتوقيف شقيقيه

الأحد 22 كانون الثاني 2017 /وطنية - افادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في صيدا حنان نداف ان مخابرات الجيش دهمت منزل الانتحاري عمر حسن العاصي ليل امس في منطقة الشرحبيل في صيدا، وصادرت جهاز كمبيوتر، فيما تم توقيف شقيقيه وعدد من اقاربه من ال بخاري وال حبلي للتحقيق معهم.

 

وزير خارجية العراق غادر لبنان: محاربة الارهاب تأتي في اولويات اعمال القمة العربية

الأحد 22 كانون الثاني 2017 /وطنية - افادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، ان وزير خارجية العراق الدكتور ابراهيم الجعفري والوفد المرافق غادروا لبنان قبل ظهر اليوم بعد زيارة رسمية قام بها الى لبنان.

وكان في وداعه في صالون الشرف في المطار سفير العراق في لبنان علي العامري. وقبيل مغادرته تحدث الجعفري للوكالة الوطنية عن زيارته، فقال: "ان الزيارة بالدرجة الاولى كانت لتهنئة الشعب اللبناني بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، وهو رجل يمتلك رؤية جيدة تبعت على الاطمئنان للتعامل مع كافة القوى في الجمهورية اللبنانية، وله نظرة شاملة ممتازة لكافة المؤسسات في لبنان وله تجربة سابقة ولا شك بأن اللقاء مع فخامته كان شيقا. ونحن بدورنا نقلنا له تحيات رئيس جمهورية العراق، ووجهنا اليه دعوة لزيارة بغداد، وكذلك وجهنا دعوة الى المسؤولين الاخرين".

اضاف الجعفري: "انه تحدث مع الرئيس عون عن زيارته المقبلة الى الجمهورية العربية المصرية، اضافة الى الكثير من النقاط المشتركة بيننا. اما المحطة الثانية في الزيارة فكانت زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري وقد تضمن لقائي نقاطا عدة تخص البيتين اللبناني والعراقي".

واشار الى ان للرئيس بري "مكانة خاصة عند العراقيين، فالرجل له تاريخ تعامل قديم وهو يمثل بيت الشعب في البرلمان". اضاف: "تشاورنا مع الرئيس بري في شؤون خاصة بين العراق ولبنان، واقترحنا عليه ان يسهم ويسارع في مسألة رفع التمثيل الدبلوماسي في العراق الى مستوى سفير لان ذلك سيكون له مردود ايجابي". وتابع: "اما المحطة الثالثة في زيارتي فكانت كما هو معروف لقائي برئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وهو اللقاء الاول لي معه بعد ان تسلم رئاسة الوزراء وايضا تناولنا معه ملفات متعددة ضمت المصالح المشتركة بين العراق ولبنان وكل جزء من العالم العربي. وايضا تحدثنا عن المخاطر المشتركة وفي مقدمتها الارهاب. فلبنان كما العراق عانى من الارهاب". واعتبر الجعفري ان اللقاء مع "الاخوة الثلاثة" تناول الحديث عن العراق وتطرق الى الانجازات العراقية والانتصارات التي سجلتها القوى العسكرية العراقية بشكل تفصيلي، وكان المسؤولون اللبنانيون يتوقون لسماع ومعرفة حقيقة ما يجري، وقد قلنا لهم ان السر الكامن وراء انتصارات القوى المسلحة العراقية هو وحدة حركة القوات المسلحة من الجيش ووزارة الدفاع الى الشرطة الى البشمركة الى الحشد الشعبي وابناء العشائر وكافة القوى، وكذلك وحدة القوى السياسية، وهذا ما شكل العنصر الاساسي لكافة الانتصارات ولا يوجد خلاف بين العرب والتركمان والسنة والشيعة والمسلمين والمسيحيين والايزيدين وكافة شرائح المجتمع العراقي، وهذا ما يشكل قيمة حقيقية للعراق الجديد". واشار الجعفري الى "وجود اوجه تشابه كبيرة بين العراق ولبنان، على الرغم من انهما ليسا جارين جغرافيين ولكنهما جاران بالمجتمع، وهناك تصاهر بينهما. ولا شك بأنه يوجد علاقة عميقة بين لبنان والعراق تربطهم منذ زمن المعارضة الى الان ولا شك بأننا في العراق نستفيد من صفحات تاريخ لبنان المعاصر وكيفية عبوره من الحرب الاهلية الى ضفة الامان". اضاف: "ان انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية اللبنانية قدم جوابا لسؤال صعب طوى صفحة الفراغ الرئاسي، والان التأم جمع الشمل بين كافة القوى في لبنان". وعن اعمال القمة العربية المقبلة، اشار الجعفري الى ان "محاربة الارهاب تأتي في اولويات اعمال القمة".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 22/1/2017

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

فيما الأنظار متجهة إلى أستانة، حيث المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة برعاية روسية- تركية، لفت المتابعين اقتصار المشاركة الأميركية على السفير هناك، ما يعني ان المؤتمر لن يكون لحل الأزمة، وإنما سيكون محاولة لتثبيت وقف إطلاق النار، خصوصا وأن إدارة دونالد ترامب لم تقلع بعد باتجاه السياسة الخارجية الجديدة.

محليا، وبينما حلت الذكرى التاسعة لاستشهاد الرائد وسام عيد، أثنت المراجع الأمنية على مخابرات الجيش وشعبة المعلومات، لإحباطهما العملية الانتحارية التي كانت ستنفذ في شارع الحمرا في بيروت.

وينتظر ان يبحث مجلس الوزراء في جلسته المقبلة، في خطة أمنية واسعة النطاق، لمحاربة الارهاب ومكافحة آفة الخطف مقابل الفديات. ومن المقرر أن يدرس مجلس الوزراء أيضا، خطة إدارية لاتمام التعيينات وإنهاء الشواغر، وإدخال دم جديد إلى الإدارات والمؤسسات العامة، وفق ما أشار إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

ووسط كل ذلك يبقى قانونا الإنتخاب والموازنة، محور اتصالات رسمية وسياسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

في زمن الاستقرار الداخلي، يأتي الإرهاب لتخريب لبنان. اختار شارع الحمرا- قلب بيروت- لاستهداف أكبر قدر من الأرواح وضرب الاقتصاد، وإجهاض الإندفاعة السياسية الحكومية والتشريعية، والهجمة السياحية التي يترقبها البلد.

لكن الأمن الاستباقي يردع المجرمين، فيتميز لبنان بجهود مؤسساته العسكرية والأمنية. يسجل لاستخبارات الجيش ومعلومات الأمن الداخلي النجاح في التنسيق، والتكامل مع خطوات الأمن العام في إلقاء القبض على خلايا نائمة، قبل أن يستيقظ الإرهابيون.

محطة الحمرا أمس تفرض الجهوزية الدائمة. لبنان لا يزال هدفا لضمِّه إلى مساحة الدول التي تستهدف، من سوريا والعراق، إلى الأردن والسعودية ومصر وعواصم أجنبية.

الإرهابي عمر العاصي "أسيري" المنشأ، "داعشي" الهوى. من حركه؟، وهل كان الهدف في مقهى ال"كوستا"، أم أنه انتظر الأوامر للتحرك باتجاه هدف آخر؟، أين؟.

أسئلة يحددها التحقيق مع الموقوف، بعد أن ربط العاصي حزاما ناسفا يحوي ثمانية كيلوغرامات من مواد شديدة الانفجار، وكمية كبيرة من الكرات الحديدية، وجلس في المقهى ينتظر.

خطوات الاستخبارات العسكرية والأمنية كانت أسرع، ومعلوماتها أوسع، سابقت مخططات الإرهابيين، وأجهضت أخطر العمليات الإجرامية التي كان يعد لها "أسيري"- "داعشي" برتبة انتحاري.

الأخطر أن العاصي كان يعمل ممرضا في مستشفى صيداوي، ويشرف على حياة الناس. كان ذئبا يرتدي ثوب الحمل الوديع. ويتدرب على الإنقضاض على فريسته التي أرادها بالجمع.

"قطوع" لبناني مر. والفضل لجهوزية لبنانية تطمئن الداخل والخارج، كي يبقى البلد مساحة استقرار سياسي واقتصادي وسياحي ومعيشي.

ومن هذا المنطلق تأتي زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري بعد قليل لمقهى ال"كوستا"، الذي كان سيستهدفه التفجير الإرهابي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

جريمة ارهابية كبيرة رفع الله أذاها عن اللبنانيين في شارع الحمرا.

الحرب الاستباقية على الارهاب، حققت انجازا مشتركا بين القوى الأمنية، اشتركت حوله التصريحات بالتنويه.

العهد الجديد سجل أولى خطواته الأمنية بهذا المستوى، كما سبق لأهل السياسة ان انجزوا حكومتهم الوفاقية وأعادوا التشريع إلى مجلس النواب.

ولكن، اختيار شارع الحمرا هدفا للارهاب يفرض تعاطيا مختلفا. وان يكون الانتحاري الموقوف عمر عاصي من خريجي مدرسة الارهابي "الأسير"، فلذلك أيضا دلالات اضافية.

الآن، على الدولة الاستنفار بكامل أجهزتها، وعلى المواطنين مساندتها على مدار الساعة، فهناك من اتخذ قرارا بضرب الاستقرار الحالي في لبنان في ظل الخسائر المتتالية لقوى الارهاب في المنطقة.

صورة المنطقة على تأثر مرتقب بالسياسة الأميركية الجديدة، التي حملها دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. سياسة أول ألغامها زرعه اليوم قرار صهيوني ببناء مئات الوحدات الاستيطانية التي كانت مجمدة أيام باراك أوباما.

على مسافة ساعات من الأن، ينطلق مؤتمر استانا حول الأزمة السورية. المشهد القادم من هناك ينم عن اشتباك مواقف، تذيب حماوته الجليد المتراكم في شوارع المدينة الباردة. دمشق وحلفاؤها يحملون انتصاراتهم الميدانية، ولا يتخلون عن أي مبدأ في السياسة الجامعة لأطراف الجغرافيا السورية. أما الارهابيون فخلافاتهم تسبقهم إلى طاولة المفاوضات، وكذلك تفرق كلمتهم بحسب تعدد مرجعياتهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لبنان نجا من كارثة محتمة، بعدما كاد شارع الحمرا يتحول ليل أمس إلى جهنم حمرا نتيجة سقوط الأبرياء. ففي عملية نوعية مميزة، تمكنت قوة مشتركة من استخبارات الجيش وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، من احباط عملية انتحارية لشاب لبناني يدعى عمر حسن العاصي. وقد تبين من التحقيقات ان تنظيم "داعش" هو الذي جند العاصي وحركه، وأمن له كل ما يلزم لتحقيق عمليته الانتحارية التي أحبطت في اللحظات الأخيرة.

احباط العملية الانتحارية، تزامن مع توقيف مشتبه به في منطقة وادي خالد، ومع العثور على عدد من قذائف المدفعية والهاون بالقرب من مفرق بلدة شانايه في منطقة عاليه. فهل تعني الظواهر الأمنية المتتابعة المتلاحقة، ان لبنان عاد هدفا للارهاب والارهابيين؟، وهل صحيح ان استهداف الحمرا ليل أمس، هو جزء من مخطط قد تكون له تردادات أخرى في المرحلة المقبلة؟.

الاجابة متروكة للتطورات. علما ان الأجهزة الأمنية اللبنانية، أثبتت انها قادرة على مواجهة كل التحديات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بعد اسدال الستار على خطف سعد ريشا، فتحت الأبواب على مصير الخاطفين، وسط معطيات تفيد بأن هناك توجها رسميا بانهاء هذه الحالة الشاذة التي تأسر فيها أقلية خارجة عن القانون، أكثرية تؤمن بحكم القانون ودولة العدالة.

ليل امس، نجحت الأجهزة الأمنية في انقاذ البلاد من قطوع هجمة انتحارية في الحمرا، بالتنسيق في ما بينها، وهي مطالبة بانقاذ الدولة من الخارجين عن الدولة، حتى لا يعتقد أحد ان فوق رأسه خيمة، من أي نوع كان، قد تحميه وتبقيه يسرح ويمرح تعديا على العباد، وتهديدا لهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

الأمور بخواتيمها. قطوع الانتحاري في "كوستا" مر، ولكن ماذا بعد فشل المحاولة؟.

من صيدا إلى مقهى ال"كوستا" حزام ناسف، لكن المحاولة باءت بالفشل، والانتحاري في عهدة مديرية الاستخبارات، والعملية تمت بتنسيق بين الاستخبارات والمعلومات.

ولكن بمقدار ما حازت العملية من تنويهات وتهنئة، وبلغت ذروتها بتفقد الرئيس سعد الحريري مقهى "كوستا"، بالمقدار ذاته امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات والتساؤلات والاستفسارات.

صحيح ان التحقيقات سرية مع ان هناك من يسرب بعضا منها، وصحيح ان المعطيات لدى الأجهزة الأمنية تستدعي ربما التكتم على الكثير مما تعرفه، لكن الصحيح أيضا ان الكم الهائل من المعطيات والتسريبات والمعلومات منذ الأمس وحتى اليوم، يستدعي بيانا شفافا ومفصلا من المعنيين، يقطع الطريق على المشككين في ما جرى، كما يقطع الطريق على المخاوف التي انتشرت من ان لا يكون الانتحاري وحيدا، وان تكون مرحلة الخربطة الامنية عادت مجددا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

اللبنانيون تركوا خلافاتهم في قضايا الداخل السياسي، خصوصا ما يتصل بالانتخابات النيابية وبقانونها المنتظر، وأفسحوا المجال واسعا اليوم للاشادة بالانجاز الأمني الاستباقي الذي حققته مديرية المخابرات وشعبة المعلومات، احباطا للعملية الانتحارية في قهوة ال"كوستا" في الحمرا.

فالانتحاري وقع في قبضة الأجهزة الأمنية، في انجاز نوهت به الأجهزة الخارجية، فيما كانت القيادات السياسية، على امتداد الوطن، تشيد بما تحقق، وتؤكد تمسك اللبنانيين بوحدتهم في مواجهة الارهاب.

رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وبعد اشادته بمديرية المخابرات وشعبة المعلومات، تفقد هذا المساء مقهى ال"كوستا"، مؤكدا رفضه وادانته للارهاب، مشددا على تمسك الأجهزة الأمنية بحماية اللبنانيين.

سياسيا، برزت الانتخابات في مركز منسقيات تيار "المستقبل" في بيروت والمناطق، لإختيار أعضاء مكاتب المنسقيات، في اطار العمل لتجديد القيادة السياسية للتيار.

اقليميا، ومع استمرار تصعيد النظام لهجماته العسكرية، اكتملت الاستعدادات في استانة، واللافت ان وفد النظام إلى المفاوضات ضم ضباطا مصنفين كمجرمي حرب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

كانت جهنم ستسكن في الحمرا، لولا عيون الأمن السباقة، التي تمثلت في مجموعة يمكن تسميتها "الاستشهادية"، وضعت مصيرها على كف عفريت كان مزنرا بحزام ناسف، فأمسكت به وجنبت مقهى ال"كوستا" عملية انتحارية.

وفي تنسيق ترفع له التحية، رصد الجيش وشعبة المعلومات الانتحاري المحشو بالمتفجرات، وأطبقوا أولا على يديه، ما حال دون ضغطه على زر التفجير. وهذا إنجاز من رتبة شرف لأجهزة أمنية تداركت الدم قبل سيلانه، في وقت ترد لدى المراجع الأمنية معلومات عن وضع لبنان في عين القلق والاضطراب الأمني من خلال عمليات مشابهة تضرب حالما تتيح لها الفرص.

والانتحاري التبس عليه اسمه، فظن نفسه القائد العسكري الإسلامي التاريخي عمرو بن العاص، وسوف ترسله قريش بجيوش مؤللة إلى ال"كوستا" ومنها إلى الجنة. لكن جنة التحقيق لدى استخبارات الجيش، انتزعت منه أهدافه وما في أحشائه من متفجرات، حيث أعلنت قيادة الجيش أن الانتحاري كان مزنرا بثمانية كيلوغرامات من المواد شديدة الانفجار، إضافة إلى كمية من الكرات الحديدية، وذلك بهدف إيقاع أكبر خسائر في الأرواح.

التعاون بين القوى الأمنية لإحباط هذا التفجير، يوازيه تنسيق سياسي على مستويات عليا، وإدانات لعمل إجرامي لا يمت إلى الاسلام، ومن دون حزام، زار رئيس الحكومة سعد الحريري مقهى ال"كوستا" في الحمرا، وأثنى على التماسك بين الشعب اللبناني والقيادات السياسية، وقال: هناك إرهاب لكن "في رجال".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

شمعون: الدولة قادرة على الامساك بالامن متى توافرت الظروف السياسية لذلك

الأحد 22 كانون الثاني 2017 /وطنية - هنأ رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون، في بيان، الأجهزة الأمنية على إحباط عملية التفجير في الحمرا مساء أمس وإلقاء القبض على الارهابي "الامر الذي يشير الى قدرة الدولة بمؤسساتها الامساك بالامن متى توافرت الظروف السياسية لذلك".

وأكد "أهمية الاستمرار بدعم القوى السياسية للأجهزة الامنية، التي بسلاحها الشرعي المنبسط على الاراضي اللبنانية كافة تستطيع أن توفر الامن والاقتصاد والرخاء للمواطنين". وفي الذكرى السنوية لاستشهاد الرائد وسام عيد اعتبر أن "هذه الشهادة تشكل مدماكا اساسيا لبناء الدولة التي لا يمكن ان تقوم الا بوحدة ابنائها وقوة جيشها ومؤسساتها الامنية".

 

ريفي زار عائلة الشهيد وسام عيد: واهم من يعتقد أنه سيتمكن من الافلات من العدالة

الأحد 22 كانون الثاني 2017 /وطنية - زار الوزير السابق اشرف ريفي، دارة عائلة الرائد الشهيد وسام عيد في بلدة دير عمار وقدم التعازي لذويه، بمناسبة الذكرى التاسعة لاستشهاده مع مرافقه المؤهل اسامة مرعب، ومن ثم انتقل ريفي الى مدافن العائلة ووضع اكليلا من الزهر على الضريح وقرأ الفاتحة مع أفراد اسرة الشهيد.وأكد في كلمة "الاستمرار في تحقيق العدالة ومحاسبة المجرمين"، متوجها إلى روح الشهيد عيد بالقول: "لقد كنت وستبقى من ابرز الضباط الشجعان الذين تحدوا الخطر من اجل الكشف عن المتورطين في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". أضاف: "ما أحوجنا اليوم إلى أشخاص ينحنون أمام عظمة استشهادك واستشهاد اللواء وسام الحسن وكل شهداء ثورة الارز، لقد أتيت إلى منزل أهلك وأهلنا في دير عمار من أجل تقديم التعازي باستشهادك للمرة التاسعة على التوالي، ولأقول لهم انك لا تزال حي فينا وحي بضمير كل الأحرار في البلد، وقضيتنا جميعا لا يحملها سوى الشجعان أمثالك وأمثال اللواء الحسن وكل الشهداء". وتابع: "أقول لك يا شهيد الوطن انك رسمت مسارا تاريخيا في العمل الجنائي والقضائي للقضية، والفضل يعود إليك في كشف قتلة الشهيد الحريري، وانت من أسست الملف الأساسي الذي انطلقت منه المحكمة الدولية. ومن المفترض ان تكرم في كل المحافل، لان ما فعلته واستشهدت من أجله حمى أولادنا وحمى البلد، واريد ان اؤكد للجميع ان عملية كشف الشبكات الاسرائيلية الثلاثة والثلاثين التي قمنا بها نحن والشهيد وسام الحسن كان بفضل الشهيد وسام عيد، وملف ميشال سماحة وكل ما تم كشفه كان بفضل الشهيد عيد أيضا، وبذلك تمكنا من حماية لبنان وعكار والشمال من مؤامرة كبيرة حيكت في غرف المخابرات السورية". وختم: "للمرة التاسعة على التوالي نحيي هذه الذكرى الاليمة على قلوبنا جميعا، ونحن بانتظار ان تكشف المحكمة الدولية أسماء القتلة، وقطار العدالة على السكة الصحيحة ولو انها تعمل ببطء، ولكن الخواتيم آتية لا محالة، وواهم من يعتقد أنه سيتمكن من الافلات من العدالة، ولن نتخلى عن قضيتنا، وحق شهدائنا، ولا نريد الثأر والانتقام، بل نريد العدالة والأمن والاستقرار". وكان منير النابلسي ممثلا ريفي، قد وضع اكليلا من الزهر على ضريح المؤهل الشهيد اسامة مرعب في مدفن العائلة في محلة باب الرمل في طرابلس، وقرأ الفاتحة عن روحه.

 

كوستا لا يبيع "مشروب الانتحاري"

عباس سعد /المدن/الأحد 22/01/2017

تبدو أجواء "ما بعد توقيف الانتحاري" في الحمرا، وتحديداً في المنطقة المحيطة بمقهى كوستا، مزيجاً من "حمدالله ع السلامة" والاستغراب من سينمائيّة الحدث في الوقت نفسه. ففي جوّ لا يختلف عن أجواء أيام الأحد الهادئة جدّاً في الحمرا، يتحاور الناس في ما بينهم أو مع وسائل الإعلام ضمن سياق "صبحيّة ما بعد الانتحاري"، وينقسمون في اتجاهين: مصدّقون للحادثة ومشكّكون فيها. والجامع بين الاتجاهين هو الحديث عن الموضوع بفكاهة. هكذا، يروي أحد العاملين في كوستا، الذي كان في دوامه ليلة السبت، أنّ "الشخص الذي انتشرت صورته هو نفس الشخص الذي دخل المقهى ليلاً. وكان ضحوكاً طلب فرابوتشينو وجلس في المقهى. وفي جواره كان هناك عدد من عناصر المخابرات، الذين انقضّوا عليه فجأة وضربوه (أي من دون إطلاق نار). ثم فككوا الحزام الناسف وحملوا الانتحاري إلى مستشفى الجامعة الأميركية". هذه الرواية للحدث هي الأقرب إلى التصديق من بين الروايات المتداولة، لأنها، ببساطة، رويت على لسان عامل في كوستا، كان موجوداً عند القبض على المتهم. الناس الذين صدقوا ما حدث، وأغلبهم من المترددين إلى المقهى أو الذين يعملون بقربه، شكروا القوى الأمنية والمخابرات على الحفاظ على سلامتهم. وفي حين أنّهم لا ينفون غرابة المشهد، أي أنه كيف تمّ توقيفه ولم يفجر نفسه عندما شاهد أحداً ينقضّ عليه، يبقون على إقتناع بأنّه ربّما ارتبك، ولم يعرف كيف يتصرّف، أو ربّما حصلت مشكلة تقنية حالت دون تفجيره نفسه. أو أنّه لم يكن يريد تفجير نفسه في كوستا أصلاً. وتتناقل بين هؤلاء روايات ورسائل على واتسآب عن علاقة الانتحاري بداعش. وتنتشر بينهم صور له وهو في مستشفى في صيدا بعد أحداث عبرا التي حصلت منذ أكثر من ثلاث سنوات، وهي صور شبيهة جداً بصورة هويته التي انتشرت. ما يؤكّد لهم أنّه شاب له سوابق. بالتالي، لا يمكن ألا يصدقوا أنّه كان مقبلاً على تفجير نفسه. لكن دائماً هناك من يشك. وهؤلاء يستغربون قدرة جهاز ما على "توقيف انتحاري". فالأخير الذي قرّر الموت مسبقاً، لماذا تراجع عنه عندما جاءت القوى الأمنية؟ هذه سابقة. ذلك أن الانتحاري إمّا أن يقتل من بعيد أو أن يفجّر نفسه إذا شعر باقتراب أحد منه. وتنتشر رواية تشكيكية أخرى، تسأل لماذا نسي أو تناسى الانتحاري كل حانات الحمرا وشوارع السهر المزدحمة في ليلة السبت وفيها كثر من شاربي الخمر و"الكفّار"، وقرّر الذهاب إلى كوستا، حيث يجلس في الغالب كبار السن، الذين يقرأون الصحف اليومية؟ الغرابة في مشهديّة الحدث، دفعت كثيرين إلى استكمال حياتهم بشكل طبيعي، حتى في الساعات القليلة التالية على التوقيف. ففي مزيان مثلاً، الحانة القريبة جداً من كوستا، ورغم انسحاب بعض الساهرين، إلّا أن آخرين ظلّوا يسهرون حتى الثالثة صباحاً. فيروي أحد العاملين في هذه الحانة أن أحد الزبائن قال: "لا يهمني إذا متّ وأنا أرقص". كما انتشرت رواية تقول إنّ أحد المخبرين الذي يتتبع السوريين في الحمرا عادة، كان من بين الموجودين في كوستا لحظة التوقيف. فهل هذا المخبر "المكشوف" من شأنه أن يكون جزءاً من إيقاف عمل إرهابي بهذا الحجم؟ صارت قصة الانتحاري بين الناس في الحمرا، المصدق منهم والمشكك، نكتة. لا ينتهي أثرها في الحديث اليومي أو على مواقع التواصل الاجتماعي. فإحدى العاملات في كوستا، التي كانت موجودة مساء السبت، قالت ضاحكة، صباحاً، وهي تأخذ طلباً من أحد الزبائن: "لو سمحت لا تطلب نفس المشروب الذي طلبه الانتحاري".

 

لماذا لم يفجّر الانتحاري نفسه؟ 3 احتمالات "أمنية"

المدن - لبنان | الأحد 22/01/2017/تستكمل الأجهزة الأمنية وفي مقدمها شعبة المعلومات ومديرية المخابرات في الجيش، تحقيقاتها لكشف المزيد عن العملية الانتحارية التي كان يعتزم ع. ع. تنفيذها في مقهى كوستا بشارع الحمرا، وتتوسع التحقيقات لكشف مزيد من الأشخاص المتورطين أو الخلايا النائمة. وبعد نقل ع. إلى المستشفى العسكري لاستكمال معالجته من بعض الجروح التي أصيب بها جراء حصول تضارب بينه وبين العناصر الأمنية، بدأ التحقيق معه لاكتشاف من هي الجهة التي تحرضه على تنفيذ التفجير، ومن أين حصل على المواد المتفجرة والحزام الناسف؟

وتفيد المعلومات الأولية أن ع. كان من جماعة الشيخ أحمد الأسير في عبرا وقد أصيب في الاشتباكات، التي وقعت بين جماعة الأسير وسرايا المقاومة قبل أسبوع على اندلاع الاشتباكات بين الأسير والجيش اللبناني في العام ٢٠١٤. وقد دهمت قوة من الجيش اللبناني منزل عائلته في منطقة شرحبيل قرب صيدا، وعملت على تفتيشه وضبطت بداخله جهاز كومبيوتر وبعض الوثائق، وأوقفت اثنين من أشقائه، هما م. وف. وآخرين من آل البخاري والحلبي كانا في المكان. وتشير مصادر أمنية لـ"المدن" إلى أن لدى الأجهزة الأمنية العديد من الموقوفين الذي يدلون باعترافات عن أشخاص آخرين لديهم ارتباطات بتنظيمات إرهابية، ويسعون للقيام بعمليات أمنية في لبنان. وتكشف المصادر الأمنية أن جهاز الأمن العام أوقف عدداً من المرتبطين بتنظيمات إرهابية، كانوا يعدّون للقيام بتفجيرات في لبنان، لكن حتى الآن يتم التحفظ عن تفاصيلها، لابقاء التحقيق سرياً بغية الوصول إلى إيقاف المتورطين أو المرتبطين عضوياً ولوجستياً بهذه الشبكات. وفي موازاة هذه العملية الأمنية التي وصفها أركان الدولة بالنوعية، والتي أنقذت لبنان من كارثة، يطرح البعض تساؤلات عن كيفية إثارة الموضوع والتعاطي معه إعلامياً. ومن هذه التساؤلات، بعض الأمور اللوجستية المتعلقة بتصرفات الانتحاري، وتحديداً اصطحابه هويته إلى مكان من المفترض أن ينفذ فيه عملية انتحارية؛ وثانياً عن غايته من دخول المقهى، وطلب القهوة والبسكويت، بدلاً من تفجير نفسه فوراً. والسؤال الثالث عن كيفية تمكّن العناصر الأمنية من انتزاع الحزام الناسف منه، من دون أن يبادر إلى تفجير نفسه، كي لا يسمح لأحد بتوقيفه. هذه الأسئلة تجيب عنها مصادر أمنية، فتعتبر أن الانتحاري قد لا يكون محترفاً. لذلك، ارتبك لدى اكتشافه ولم يعرف ماذا يفعل، أو لعل الحزام من دون صاعق تفجير. أما الاحتمال الثالث فهو حصول خطأ تقني أدى إلى عدم تفجير الحزام. وتلفت المصادر إلى أن الحزام كان يحتوي على 8 كلغ من المواد شديدة الانفجار وقطع حديد وفتيل وصاعق تفجير.

 

عمر باسم العاصي…فريسة الإعلام والسوشيال ميديا!

نسرين مرعب/جنوبية/ 22 يناير، 2017

لم يمضِ شهرٍ على اللغط بالأسماء والصور الذي تمحور حول ريتا الشامي أحدى ضحايا اسطنبول، حتى استجدت خطيئة أخرى يتحملها ناشطو السوشيال ميديا أولاً ، والإعلام الذي ينقل عنهم صوراً، هذه المرة بطلها عمر باسم العاصي (18 عما). ريتا الشامي التي تحمل الاسم نفسه والتي قضت ليلة رأس السنة في لبنان نشر موقع الـmtv صوّرتها على أنّها ريتا ضحية التفجير الإرهابي الذي استهدف ملهى “رينا” في اسطنبول، مشيرا إلى انّها غيرت مخططاتها في اللحظة الأخيرة. الشامي وإثر هذا اللغط، تعرضت لموجة من الهلع، فأصيب من حولها بحالة من الذعر والتوتر بسبب خبر إعلامي غير موثوق. التشابه الذي لفّ حول الشامي انتهى، غير أنّ هناك من لم يأخذ العبرة من هفوات الإعلام، حيث أنّ العملية الأمنية التي أدّت ليل أمس السبت 21 كانون الثاني إلى القبض على الإرهابي عمر حسن العاصي، أوقعت شاباً بريئاً ضحية للتسرع والكيدية، فاستيقظ عمر باسم العاصي صباح اليوم ليجد صوره متداولة على وسائل الإعلام فقط لأنّه يحمل الإسم والعائلة نفسها التي ارتبطت بالإرهابي ولأنّ الذي الى جانبه بالصورة كان الرئيس الحريري. عمر العاصي وفي حديث لـ”جنوبية” أكدّ أنّ “اسمي الثلاثي هو عمر باسم العاصي، من سكان بشامون، مواليد 1998 بيروت وفي السنة المدرسية الأخيرة، والإرهابي لا يقربني ولا صلة له بي”. مضيفاً “صحوت صباح اليوم ووجدت صوري قد انتشرت في كل المواقع، ويقولون عني أني إرهابي وأريد تفجير نفسي، وبدأت القصة تتسع، أما أول من نشر الصورة فهو لوسيان عون وقد تواصلت معه ولم يبادر بالرد، ومن ثم قامت شبكة الضاحية الإعلامية بنشره الصورة أيضاً، وقد شرحت لهم الأمر ونشروا توضيحا، إلا أنّ القصة لم تتوقف وما زال العديد يتداولها”. وعمّا تعرّض له من ضغوطات هو وعائلته يوضح العاصي “منذ الصباح لم تهدأ الإتصالات لا على هاتفي ولا على هاتف عائلتي، فالكل يسأل ماذا حدث معنا، وقد اصابنا هذا الأمر بموجة من التوتر والتعصيب”. مشيراً إلى أنّه “هناك أثر نفسي سلبي لهذا اللغط قد انعكس علي وعلى عائلتي، وهذا قد أربكني وأزعجني جداً، وإنّي أطالب جميع من نشروا صورتي أن يعمدوا إلى حذفها”.

 

أسيرية "انتحاري" الحمرا أوصلته إلى داعش

خالد الغربي/المدن/الإثنين 23/01/2017

يوم الثلاثاء في 18 حزيران 2013، قبل خمسة أيام من معركة عبرا بين الجيش اللبناني وجماعة الشيخ الموقوف أحمد الأسير، أصيب "الانتحاري"، الذي أفشل الأمن اللبناني محاولته تفجير نفسه في مقهى كوستا في الحمرا، عمر العاصي، باصابات في المربع الأمني السابق للأسير أثناء اشتباكات محدودة وقعت بين جماعة الأسير وسرايا المقاومة. في الهيكلية الأسيرية السابقة، كان العاصي أحد أعضاء فريق الإنقاذ والإسعاف، وقد حالت جراحه دون مشاركته العسكرية والإنقاذية في المعركة الأم، التي وقعت الأحد 23 حزيران وانتهت بانهاء ظاهرة الأسير وسقوط أكثر من مئة شخص بين قتيل وجريح (سقط للجيش اللبناني 18 شهيداً و25 جريحاً). بُرئ العاصي من تهمة المشاركة في أحداث عبرا، فلم يلاحق ولم يجر توقيفه، كما حال أترابه الأسيريين الآخرين. كان العاصي فتى يافعاً عندما حجز لنفسه مكاناً تحت قبة مسجد بلال بن رباح، حيث كان ينصت لكلام الشيخ أحمد، الذي استطاع في فترة وجيزة، وعبر اعتماده خطاباً تجييشياً، تكوين حالة في الواقع الصيداوي لا تقتصر على معدمي الحال فحسب، إنما استقطبت نخباً فاخر العاصي بها، مردداً أمام أصدقائه "لو بتعرف مين أجا صلى معنا؟"، ثم يسمي وجيهاً صيداوياً أو أستاذاً جامعياً. رغم تعاطي المجتمع الصيداوي مع الظاهرة الأسيرية بقلق، إلا أن وتيرة التأجيج المذهبي ارتفعت بعض أحداث السابع من أيار 2008، دفع بعض سكانها إلى تأييده. لكن عائلة العاصي كانت عصية على التمذهب، ففيها من السنة والشيعة. وأهل والدته (عائلة البخاري الصيداوية) لها امتدادات جنوبية. مع ذلك، لم يكن العاصي، الصيداوي الأول الذي يخرج من المدينة لتنفيذ عمل إرهابي، إذ سبقه الصيداوي معين أبوضهر الذي فجر نفسه أمام السفارة الإيرانية في بيروت قبل أكثر من سنتين. لم يلاحق العاصي ولم يتوار عن الأنظار. وبعد شفائه من اصابته عمل في محل لبيع العصير في صيدا، ثم أخضع نفسه لدراسات إضافية في التمريض الذي تخصص به، ليعمل ممرضاً في مستشفى حمود الجامعي. يروي بعض العاملين في المستشفى أن عمر كان هادئاً ومحباً لعمله، مسجلين عليه أن "مزاجه لم يكن في الأونة الأخيرة صافياً، لكنه لم يجاهر كثيراً في تطرفه". كان يردد أحياناً أن "أكبر مرض هو اضطهاد أهل السنة، داعياً إلى نصرة أهل الشام"، ثم يردف: "آن الأوان لنفعل شيئاً يوقف مظلوميتنا". بعض زملائه في العمل أشاروا إلى أنه استبشر خيراً بالتحركات التي نفذت الأسبوع الماضي في صيدا من قبل جماعة الأسير للمطالبة بعفو عام للموقوفين الإسلاميين ومحاكمة سرايا المقاومة، إذ قال: "لازم يرصّوا صفوفهم ويواجهوا، وهيدا الصحيح".

كثرت الروايات عن كيفية وصول العاصي إلى تنظيم داعش. بعض الروايات تحدثت عن فلسطينيين وأردنيين ولبنانيين كانوا صلة الوصل بينه وبين جماعات متشددة، وأنه من خلال عمله كممرض استطاع التعرف إلى مرضى لهم علاقة بهذه التنظيمات. وآخرون أشاروا إلى أن من أوصله إلى داعش هو انتماؤه السابق إلى الأسيرية وبمساعدة "أسيريين سابقين"، بعدما أتاح له استبعاده من الملاحقة حرية الحركة. في منطقة شرحبيل في ضواحي صيدا، ضربت عناصر مخابرات الجيش مدعومة بقوة مؤللة طوقاً محكماً حول منزل أهل العاصي، الذي يعد أحد معيلي الأسرة، بعد وفاة والده. وتشير المعلومات إلى أنه لم يبت ليلة الجمعة- السبت في منزله، وقد ظن أهله أنه يداوم في المستشفى. وقد صادرت مخابرات الجيش من المنزل حاسوب "الانتحاري" وهاتفه وبعض مقتنياته الخاصة. وتم توقيف إثنين من أشقائه وآخرين من أقربائه للاستماع إلى إفادتهم.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بين صمت أوباما وضجيج ترمب.. هل ستُعزل إيران؟

دبي- هنادي الخطيب،عربية نت/23 كانون الثاني/17

استعرضت إيران قوتها العسكرية وأجرت مناورات حربية قبل نهاية 2016 بأيام قليلة، وبينما كانت أميركا تعيش أرقاً بعيداً عن مناورات إيران، يتلخص بجملة واحدة "دونالد ترمب هو الرئيس الجديد للولايات المتحدة"، بقيت إيران تتابع استفزازها للعالم الغربي بدءاً من أميركا "عرابة الاتفاق النووي" ومروراً بحلفائها، ولم يمر على الاتفاق بين إيران وتلك الدول أكثر من عام. وفي أول رد إيراني على تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، هدد علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة النووية في إيران، بأن بلاده مستعدة للرجوع إلى ما قبل الاتفاق النووي بوتيرة أسرع، في حال أقدم الرئيس الأميركي الجديد بعمل مضاد للاتفاقية.

ويبدو أن التعامل مع إيران أو الرد عليها هو من المهمات الأولى، التي تنتظر الرئيس الجديد للولايات المتحدة، خصوصاً أن أحد كبار قادة إيران العسكريين تفاخر الشهر الماضي بأن الخليج العربي هو ضمن "نطاق" قواتها القتاليّة.

أوباما الصامت

ولم تلقَ استفزازات إيران أي رد فعل من أميركا، بل بقيت واشنطن صامتة ومتجاهلة لتصرفات وتصريحات إيران، وبقي أوباما وأعضاء إدارته ملتزمين بالتصرف ببرود إزاء العقوبات غير النوويّة. ومع بداية 2017، والاختلاف الكبير الواضح بين سياسة أوباما المهادنة لإيران، وبين تصريحات ترمب غير الودية اتجاه إيران، يبقى الاتفاق النووي ورفع القسم الأكبر من العقوبات الاقتصادية قيد النقاش والمطالبات، ما بين محللين ومسؤولين أميركيين يطالبون بوضع حد لإيران، وأكثر من ذلك، يطالبون بإلغاء الاتفاق النووي، وما بين آخرين يرون أن الاتفاق لا يمكن إلغاؤه، ويجب بدلاً عن ذلك محاولة التواصل مع إيران وتمتين العلاقات.

حاول الرئيس السابق، باراك أوباما، التخفيف من حدة ترمب تجاه إيران، إذ قال لترمب في 17 يناير "قبل أيام قليلة من نهاية حكمه": "إن الاتفاق النووي، المنعقد بين الدول الست الكبرى وإيران لا يمكن إلغاؤه بسهولة، وإن الاتفاق المذكور أفضل من خيار الحرب".

ويرى محللون أميركيون أن ما يسمى "خطة العمل المشتركة الشاملة" لم توقف مسار إيران النوويّ بل أجّلته فقط، وبحسب دينيس روس (أحد مؤسسي "متحدون ضد إيران نووية"، ومساعد خاص للرئيس أوباما بين عامي 2009 و2011.) فإنه على الولايات المتحدة أن تعزل إيران، وليس نفسها.

إغراق المنطقة بالميليشيات

لم تهتم إيران باتفاقها مع أميركا، وأكثر من ذلك دلت جميع تصرفاتها على أنها لا تقيم أي اعتبار لقوة أميركا، وبينما كان يجري التفاوض حول "خطة العمل المشتركة الشاملة" وتنفيذها، حرصت إيران على إغراق سوريا بالمستشارين الإيرانيّين مع الميليشيات الشيعيّة التي استقدمتها من أفغانستان، وهذا ما أتاح لها السيطرة وبقوة على الأرض في سوريا، وإزاحة الأسد من الخريطة العسكرية لصالح ميليشياتها، ما يعني سياجاً عسكرياً حول إيران اكتمل مع تدخلها الواضح والكبير في العراق بطريقة الميليشيات الطائفية أيضاً، ما جعل وزارة الخارجيّة الأميركيّة تجدد تصنيف إيران كدولة رائدة في مجال رعاية الإرهاب في العالم في يونيو/حزيران العام الماضي. ولا يحتاج الأمر إلى إثباتات، إذ أبدى أمس المشاركون بجلسة مجلس الأمن حول تطبيق الاتفاق النووي قلقاً متزايداً من سعي إيران المحموم لمواصلة تصدير الأسلحة للميليشيات الطائفية في سوريا ولبنان واليمن، وعملها على زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وسواء كانت إيران تهدد بإشعال الخليج أو استخدام الميليشيات الشيعية للسيطرة على الدول المجاورة، فإنه من الواضح أن العالم الغربي بدأ بالتشكيك بفعالية الاتفاق، مع تحدث مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، جيفري فلتمان، عن تقارير تؤكد أن طهران، لم تنفِ نشاطاتها التي تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي.

وقال فلتمان: "تم ضبط شحنة أسلحة في بحر عمان كانت قادمة من إيران"، كما أن نقل أسلحة من إيران لحزب الله يخالف القوانين الدولية". كما أكد أن طهران انتهكت حظر السفر المفروض على عدد من قيادييها العسكريين، بينهم قاسم سليماني، وأن الأمم المتحدة لم تتلقَ أي أجوبة من الحكومة العراقية والنظام السوري بشأن السماح لأطقمها بدخول أراضيهما.

خرق الحظر

قال تقرير سري في 9 يناير 2017 إن بان كي مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، أبلغ مجلس الأمن قلقه من احتمال أن تكون إيران قد خرقت حظرا على السلاح بتزويدها حزب الله اللبناني بأسلحة وصواريخ، جاء قلق بان كي مون بعد اعتراف حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بأن ميزانية حزب الله ورواتبه وأسلحته وصواريخه تأتي من إيران. بالإضافة لاتهام جاء هذه المرة من فرنسا، بأن شحنة من السلاح ضبطت شمالي المحيط الهندي في مارس العام الماضي كانت من إيران، ومن المحتمل أنها كانت في طريقها إلى الصومال أو اليمن. وتتابع الاستفزازات الإيرانية، ففي 9 يناير أطلقت سفينة من البحرية الأميركية، 3 طلقات تحذيرية على 4 سفن تابعة للحرس الثوري الإيراني بعد اقترابها بسرعة كبيرة في مضيق هرمز. وفي آب/أغسطس الماضي أطلقت سفينة تابعة للبحرية الأميركية طلقات تحذيرية نحو سفينة هجوم سريع إيرانية اقتربت من سفينتين أميركيتين. وتكرر هذا النوع من المناوشات بين الولايات المتحدة وإيران في مضيق هرمز من دون أن يتطور إلى ما هو أبعد من ذلك. ووفقاً للبنتاغون، اعتُبر ما مجموعه 35 تفاعلاً مع القوات البحريّة الإيرانيّة كـ "غير آمن وغير مهني" في عام 2016 - وفي النصف الأوّل من عام 2016، كان عدد المواجهات ضعف العدد الذي حصل في الفترة نفسها تقريباً من عام 2015. إنّ منح البحريّة الأميركيّة سلطة جديدة وأكثر قوة للرد على الاستفزازات الإيرانيّة سيكون بمثابة خطوة أولى هامّة.

هدايا أوباما بالجملة

لم يتوقف دور الرئيس السابق أوباما على استفزازات إيران وتصعيدها بالصمت، بل تعدى ذلك إلى هدايا قدمها بالجملة لإيران، إذ كشفت وسائل إعلام أميركية في 11 يناير أن الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، قدم هدية أخيرة لإيران، إذ وافق قبيل نهاية ولايته على تسليم طهران سراً حوالي 130 طناً من اليورانيوم قابلة للتخصيب، ويمكن استخدامها كوقود لمفاعل نووي، أو كقلب لقنبلة ذرية. وعلق السيناتور الجمهوري الأميركي، تيد كروز، على مهادنة أوباما لإيران في 14 يناير قائلاً: "إن ما تشكله الجماعات الإرهابية من تهديد قوي للولايات المتحدة تم تعزيزه في عهد إدارة أوباما، وذلك بسبب التعامي المقصود عن تصحيح المسارات السياسية التي بدورها تسببت في إعاقة تحقيق الأمن والحماية للأميركيين". وقال "تحسين العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين وغض الطرف عن الحرس الثوري الإيراني ليس هو الطريق لتحقيق السلام في الصراعات القائمة، وإنما تسبب في ضمان النجاح واللامحدود لأعدائنا"، مضيفاً "حان الوقت لوصف الأعداء بمسمياتهم، والحديث بكل وضوح وبما تفرضه السلطة الأخلاقية علينا". وأضاف "إلا أنه ورغم ذلك لم تتخذ الإدارة الأميركية أي موقف تجاهها حتى اليوم". من جهته قال السيناتور مايكل ماكويل "من الواضح أنه ولسنوات سمحنا للحرس الثوري الإيراني بتنفيذ أعماله وبشكل خفي من خلال جماعات وشبكات غير قانونية لتحاشي تصنيفه كمنظمة إرهابية"، مضيفاً أن إدارة أوباما اختارت غض الطرف عن مثل هذه الأنشطة والأعمال الإرهابية في سبيل توقيع الاتفاق النووي، الذي بحسب ما أعلن عنه المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي أنه لن يغير من نهج السياسة الإيرانية.

وقال رئيس لجنة الأمن الوطني بمجلس النواب الأميركي "نتيجة لذلك استمرت وحدات القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني في تمويل وتدريب أذرع الجماعات الإرهابية في الخارج كحزب الله اللبناني وحماس ما يعرض حلفاءنا في المنطقة للخطر وخيانة مصالح الأمن الدولي". وأضاف السيناتور ماكويل "حان الوقت ليتحمل علي خامنئي مسؤولية أعماله، وهو الأمر الذي لطالما كان متوقعا منذ وقت طويل، وهذا القانون هو خطوة تجاه الطريق الصحيح".

 عزل إيران

يقول محللون أميركيون وسياسيون إنه على إدارة ترمب التحرّك بسرعة من خلال الضغط على فرض الحظر الذي وضعته الأمم المتّحدة على سفر شخصيّات أساسيّة في القيادة الإيرانيّة، مثل قاسم سليماني، بالإضافة إلى ذلك، باستطاعتها اتخاذ إجراءات صارمة ضد إيران لإطلاقها صواريخ بالستيّة واستمرار شحنات الأسلحة التي ترسلها إلى اليمن، والأهم أنه في حال استمرار إيران في انتهاك حَرفيّة الاتّفاق النووي وروحيّته، على الولايات المتّحدة أن تكون مستعدة للتخلي عن الاتّفاق. ومن ضمن التوصيات أيضاً، يرى هؤلاء أنه يجب على الولايات المتّحدة أيضاً أن تستخدم نفوذها لدى الحكومة العراقيّة للحد من المجال الجوي الذي تستخدمه إيران لهذه النشاطات. يتعيّن على الإدارة الجديدة أيضاً وضع خطوط حمراء واضحة أمام المضايقات الايرانية المستمرة لسُفُن البحريّة الأميركيّة في الخليج، ولشحن الأسلحة إلى اليمن وغيرها من الأنشطة الشائنة.

 

البابا فرنسيس يحذر من الشعبوية والجدران

الأحد 22 كانون الثاني 2017/وطنية - حذر البابا فرنسيس في مقابلة مع صحيفة "ال باييس" الاسبانية من الحركات "الشعبوية" التي تتسبب بها الأزمات وتدفع الى انتخاب منقذين والى احاطة النفس ب"اسلاك شائكة". وقال البابا خلال المقابلة التي دامت ساعة وربع الساعة الجمعة في روما "بالتأكيد الازمات تثير مخاوف وقلقا"، في وقت كان دونالد ترامب يؤدي اليمين رئيسا للولايات المتحدة. واضاف البابا "بالنسبة إلي، فإن مثال الشعبوية بالمعنى الاوروبي للكلمة، هو العام 1933 في المانيا. فبعد الازمة "بحثت المانيا عن قائد، عن احد ما يعيد اليها هويتها، وكان هناك رجل اسمه ادولف هيتلر قال انا استطيع، انا استطيع، بحسب تعبير البابا. وشدد البابا على ان "هيتلر لم يسرق السلطة، بل انتخب من قبل شعبه ولاحقا دمر شعبه". وتابع: "ان الناس يقولون فلنبحث عن منقذ يعيد الينا هويتنا ويحمينا بجدران وبأسلاك وبأي شيء، لكي لا يستيطع الاخرون نزع هويتنا"، معتبرا ان هذا الامر خطير جدا"، ودعا الى الحوار.

واردف: "كان هناك شعب في ازمة يبحث عن هوية، وظهر ذلك القائد صاحب الكاريزما واعطى (للالمان) هوية مشوهة، ونعلم ما الذي حصل". غير ان البابا دعا في المقابل الى تجنب الاحكام المتسرعة بحق الرئيس الاميركي الجديد.

 

إدارة ترامب تبدأ "نقاشاً أولياً" لنقل السفارة إلى القدس

المدن - عرب وعالم | الأحد 22/01/2017/أعلن البيت الأبيض، مساء الأحد، بدء مناقشة موضوع نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، واستعراض كل تداعياتها على مختلف الأصعدة. وجاء الإعلان خلال محادثة إرشاد للصحافيين، ألقاها المتحدث الجديد باسم البيت الأبيض شون سبيسر، وقال إن الإدارة الجديدة "لا تزال في المراحل الأولى من المناقشات حول نقل السفارة"، من دون تقديم مزيد من التفاصيل. رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات أثنى على إعلان البيت الأبيض بشأن السفارة، واصفاً ذلك بـ"الإعلان التاريخي". وأضاف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "أثبت أنه صديق حقيقي لإسرائيل، وأن الاعلان هو بمثابة رسالة واضحة للعالم أجمع، بأن الولايات المتحدة تعترف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل". وزعم بركات أنه سيتم تقديم كافة المساعدات المطلوبة لنقل السفارة بسرعة وبصورة سلسة. وكان الجيش الإسرائيلي والشرطة والشاباك، قد عرضوا مطلع الأسبوع الماضي، على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وعدد من الوزراء، سيناريوهات التصعيد في حال إعلان نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. وقال مسؤولون إسرائيليون كبار، إن نتنياهو طلب من الأجهزة الأمنية الاستعداد لمثل هذه الإمكانية منذ لحظة تولي ترامب مهامه في البيت الأبيض. من جهة ثانية، قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (كابينيت)، بالاجماع، إرجاء النقاش على مشروع القانون الخاص بتطبيق السيادة الإسرائيلية على مستوطنة "معاليه أدوميم" إلى ما بعد الاجتماع بين نتنياهو وترامب الشهر المقبل. وقال نيتنياهو خلال التئام المجلس الوزاري، إن "معاليه أدوميم" ستبقى "تحت السيادة الاسرائيلية في أي تسوية دائمة". وأضاف نتنياهو "من غير الصواب في هذا الوقت اتخاذ إجراءات أحادية الجانب، من دون التنسيق مع الإدارة الأميركية". ووعد نتنياهو بالإعلان قريباً عن أعمال بناء واسعة النطاق في كافة الكتل الاستيطانية.

 

ترامب يلتقي رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي الجمعة

الأحد 22 كانون الثاني 2017 /وطنية - يستقبل الرئيس الاميركي دونالد ترامب الجمعة المقبل في البيت الابيض رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، على ما اعلن المتحدث باسمه. وقال شون سبايسر ان "الرئيس سيستقبل اول مسؤول خارجي" عندما تأتي ماي "الجمعة الى واشنطن".

 

هل غيّبت أم غابت السعودية عن حضور محادثات "أستانا"؟

عربي21- مصطفى الدليمي/ الأحد، 22 يناير 2017 

الخبير السعودي قال إن بلاده غابت بمحض إرادتها عن مباحثات "أستانا"- أرشيفية

سجل غياب السعودية عن محادثات "أستانا" بين فصائل المعارضة وممثلين عن النظام السوري، برعاية روسيا وتركيا، تساؤلات حول أسباب ذلك الغياب في ظل حضور إيراني وتمثيل أمريكي. وتنطلق المفاوضات بعد ظهر الاثنين لتكون الأولى بين ممثلين عن النظام السوري ووفد عسكري من الفصائل المعارضة يعاونه فريق تقني يضم مستشارين سياسيين وقانونيين معارضين. ومع غياب  الرياض، فقد طالب وزير الخارجية عادل الجبير، الثلاثاء الماضي، بأن تؤدي مباحثات أستانا، بشأن سوريا إلى وقف شامل لإطلاق النار، مشددا على ضرورة أن "تضمن عدم التخلي عن المعارضة المعتدلة".

من غيّب السعودية عن أستانا؟

من جهته فسر اللواء أركان حرب أنور عشقي، رئيس مركز "الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية" بمدينة جدة، غياب السعودية عن محادثات أستانا، على أنها جاءت "بمحض إرادتها". وقال عشقي في حديث لـ"عربي21" إن "السعودية لا تريد أن تتدخل في هذا الموضوع أبدا، ولم تطلب أن تلتحق بالمباحثات، كما أنها لم توجه لها الدعوة للحضور"، لافتا إلى أن السعودية ترغب بترك الفرصة لروسيا وتركيا، خصوصا أنها منسقين مع الرياض". وأوضح أن "السعودية غابت بمحض إرادتها ولم تطلب وتحاول أو تبدي رأيا في المحادثات، وإنما هي تنسق مع روسيا وتركيا، لأن هدفها الأساس هو تحقيق السلام في سوريا". وكان نائب وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد قد رفض، الخميس، مشاركة كل من السعودية وقطر بالقول إن "مشاركة السعودية وقطر في المحادثات السورية المنوي عقدها في أستانا، ستناقش عندما تتوقف الدولتان عن دعم الإرهاب".

هل تريد إيران وقف الحرب؟

على صعيد إصرار إيران على المشاركة، أوضح عشقي أن "أساس إقامة هذه المباحثات، هو أن روسيا تريد أن توقف الحرب في سوريا، والتفاوض بين النظام السوري والمعارضة، بعد ذلك تصدق قرارات جنيف". وأضاف لـ"عربي21" أن "إيران لا تريد أن توقف الحرب، والسبب أنها تريد أن تبقى، لأنه إذا توقفت الحرب وتحقق السلام، فإن إيران بالضرورة يجب أن تخرج، وأنها لا تريد ذلك، بل البقاء في سوريا أو تقسيمها وأخذ الساحل". ولكن روسيا لا تريد ذلك، بحسب عشقي، لأنه عندما رفضت إيران  وقف إطلاق النار، ضربت روسيا مواقعها في منطقة الخلفاء وأماكن عدة أخرى بسوريا، لافتا إلى أن روسيا وتركيا اتفقتا على وقف الحرب ودعوا إيران إلى ذلك. وأردف الخبير السعودي أن "روسيا وتركيا وجدوا أن إيران لا تريد إيقاف الحرب، حيث أن مؤتمر "موسكو" السابق عقد بين روسيا وتركيا فقط، والآن أصبحت الكرة في ملعب الاثنين". وأشار إلى أنه "عند مجيء أستانا طلب إيران المشاركة، لكن عمليا أن روسيا الضامن للنظام السوري، وتركيا هي الضامن للمعارضة السورية، فإذا اتفق الاثنان اتفقت المعارضة والحكومة السورية بناء على ذلك وحدث السلام". يذكر أن إيران عارضت على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف، الثلاثاء الماضي، وجود الولايات المتحدة في محادثات أستانا قائلا: "لم نوجه الدعوة لهم ونعارض وجودهم". وأعلنت الخارجية الأمريكية، السبت، إنها لن ترسل وفدا للمشاركة في المحادثات السورية في أستانا عاصمة كازاخستان هذا الأسبوع، بسبب المتطلبات الملحة الخاصة بعملية انتقال السلطة في واشنطن.

 

العربي الجديد: تقرير أميركي: تباين أجندات الحلفاء أحبط التخلص من الأسد

الأحد 22 كانون الثاني 2017 /وطنية - كتبت صحيفة العربي الجديد تقول: يحاول تقرير صدر بعنوان "منع انهيار الدولة في سورية"، عن مؤسسة "راند" الأميركية مطلع الشهر الحالي، تفكيك أسباب فشل دول غربية وإقليمية في إسقاط نظام بشار الأسد في سورية، ليخلص إلى أن العامل الأبرز كان تعارض أولويات الدول المعنية بشكل رئيسي. ويرى التقرير، الذي أعده الباحثون آندرو باراسليتي، وكاثلين ريدي، وبيكا واسر، أن "رحيل الأسد عن الحكم، تصدّر أولويات الإدارة الأميركية في سورية"، وبعد ذلك تأتي هزيمة تنظيمي "الدولة الإسلامية" (داعش) و"القاعدة" والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بهما في المرحلة التالية، على أن يليها وضع قواعد للمرحلة الانتقالية بعد انتهاء الصراع، بما في ذلك المحافظة على مؤسسات الدولة. غير أن هذه الرؤية طرحت على واشنطن تحديات معقدة، استدعت تعديل الأولويات لاحقاً، فتصدّر "التخلص من التنظيمات الإرهابية" الأجندة الأميركية، قبل تحضير الشروط الأفضل لمرحلة ما بعد الصراع مع المحافظة على مؤسسات الدولة. في هذا السياق، ذكر التقرير أن "تنامي الجماعات المتطرفة في سورية، فرض على واشنطن تغيير أولوياتها، وبات التهديد الأكثر إلحاحاً لمصالح الولايات المتحدة هو الجماعات الإرهابية التي تتعزز قوتها وتعمل بحرية في الأراضي السورية. وهي المسؤولة بشكل مباشر، أو بالإلهام، عن الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة والدول الحليفة لها، بما فيها الهجمات التي وقعت في أفغانستان وليبيا وتونس وتركيا في عام 2015، والهجمات التي تبنتها تنظيمات مؤيدة لداعش والقاعدة في بنغلادش وبلجيكا وفرنسا وإندونيسيا وتركيا والولايات المتحدة واليمن في العام الماضي".

وأضاف التقرير أن "تقديرات الإدارة الأميركية خلصت إلى ضرورة اتباع سياسات تحافظ على مؤسسات الدولة السورية المركزية في مرحلة ما بعد الصراع. فالدروس المستفادة من الصراعات الأخيرة، بما في ذلك التدخلات الأميركية في العراق وأفغانستان، تشير إلى أن استعادة الأمن ما بعد الصراع، وتثبيت مؤسسات الدولة، وإعادة الإعمار في سورية سيتطلب بقاء سلطة الدولة المركزية، لأن انهيار الدولة أو تحطيم مؤسساتها، يُعزز عدم الاستقرار والتطرف في سورية وجوارها، والمنطقة على نطاق أوسع". ونوّه التقرير إلى أن "استمرار الحرب لفترة أطول، يزيد من احتمالات انهيار الدولة، وتقسيم سورية، وتحوّلها إلى دولة فاشلة. ما يعني ازدياد قوة وانتشار التنظيمات الإرهابية، التي تتخذ من الأراضي السورية قواعد لتعزيز قدراتها الإرهابية، إلى جانب تفاقم أزمة تدفق اللاجئين إلى دول العالم".

ولفت معدّو التقرير إلى أن "الإدارة الأميركية، رأت أن التركيز على هدفي تغيير النظام وهزيمة الجماعات الإرهابية معاً، أدى فقط إلى إطالة أمد الحرب. وهي أهداف لا يمكن التوفيق بينها، فتغيير النظام يمكن أن يؤدي إلى انهيار الدولة، وهذا، بدوره، يمكن أن يؤدي إلى توسع داعش في المناطق التي تخرج عن سيطرة الدولة المركزية، مما يعني تحقيق الجماعات الإرهابية للمزيد من القوة والنفوذ كما حدث في العراق وليبيا، وكما يحدث في بعض مناطق سورية".

وجاء في التقرير أن "غياب التوافق الإقليمي، هو أبرز المعضلات التي قوّضت الاستراتيجية الأميركية لمكافحة الإرهاب في سورية، وأعاق التوافق على إنهاء الصراع، ووضع خطط لمرحلة ما بعد الصراع. وعلى الرغم من انخراط الولايات المتحدة والعديد من الشركاء الإقليميين الرئيسيين في التحالف المناهض لداعش، وإجماع أعضاء هذا التحالف على معارضة نظام الأسد، إلا أن التباين في أولويات الأهداف من الحرب في سورية ظل سمة التحالف الدولي. فالسعودية ترى في سورية ساحة معركة في حربها الطائفية بالوكالة مع ايران، إذ تعتبر الرياض طهران أكبر دولة راعية للإرهاب، والتهديد الرئيسي في المنطقة. وقد زاد القلق السعودي من إيران بعد توقيع الاتفاق النووي في 2015. في المقابل، تتهم إيران التي تتوافق مع الولايات المتحدة في هدف القضاء على داعش، السعودية كونها المحرك الرئيسي للتطرف الوهابي، والداعم الرئيسي لتنظيم القاعدة، وفروعه، وحركة طالبان، وتتحرك لمواجهة السعودية عبر تعزيز نفوذها في العراق، ولبنان، وسورية".

أما بالنسبة لتركيا، فاعتبر التقرير أن "أولويتها القصوى في سورية هي المسألة الكردية، إذ يعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني وجناحه المسلح في سورية، وحدات حماية الشعب الكردية، وكل من لهم صلة بحزب العمال الكردستاني، منظمات إرهابية. ومهما حاولت الولايات المتحدة وتركيا لإخفاء خلافاتهما في سورية، إلا أن الموقف من الجماعات الكردية يكشف هذه الخلافات، فبينما تعتبر الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردية، بين شركائها الأكثر فاعلية في محاربة داعش، تعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية، العدو الأول لها، والهدف الرئيسي للعمليات العسكرية التركية في سورية. وقد لخص نائب الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، إحباط الولايات المتحدة من غياب إجماع إقليمي، لوقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية، بالقول: حلفاؤنا أكبر مشكلة لدينا".

ورأى معدّو التقرير أن "الموقف الروسي حول سورية كان الأوضح، وكان ثابتاً منذ البداية، عندما أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تدمير الحكومة الشرعية في سورية من شأنه أن يؤدي إلى الفوضى وعدم الاستقرار، كما حدث في العراق وليبيا، مشيراً إلى أن الحل الوحيد لتسوية الصراع السوري يأتي من خلال تعزيز مؤسسات الحكومة الشرعية القائمة، وتقديم الدعم لها في معركتها ضد الإرهاب، وبالتوازي مع ذلك، تشجيع الدولة السورية على بدء حوار إيجابي مع الجزء "الصحي" من المعارضة، وإطلاق التحولات السياسية. بالتالي يمكن القول بأن نهج بوتين في سورية، اتسم بالدفاعية والانتهازية، على حد سواء، ولكنه كان ثابتاً في دعم الحكومة السورية. كما أولت موسكو أهمية قصوى لمحاربة الجماعات الإرهابية، لاسيما مع انكشاف علاقة الإرهابيين في سورية بالجماعات الشيشانية المتطرفة".

واعتبر التقرير أن "أطرافاً إقليمية ودولية دفعت الولايات المتحدة لتبني خطة بديلة، أو ما يسمى بالخطة (ب)، تقوم على نهج مختلف، أساسه الضغط على روسيا وإيران، وإجبارهما على التفاوض لإطاحة الأسد، من خلال زيادة الدعم العسكري لقوات المعارضة المعتدلة السورية، وإنشاء منطقة حظر الطيران أو منطقة آمنة في شمال سورية، أو ربما توجيه ضربات عسكرية للقوات الحكومية السورية، أي تدفيع روسيا ثمن سلوكها المُزعزع للاستقرار في المنطقة، ومواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة، بدلاً من الرضوخ لهما. غير أن الولايات المتحدة رأت أن الخطة البديلة محفوفة بالمخاطر، لأنها تزيد من مخاطر انهيار مؤسسات الدولة، وتقوض الشراكة بين الولايات المتحدة وروسيا، وقد تدفع الأسد ومؤيديه إلى تصليب مواقفهم، إلى جانب تشتيت التركيز على الجماعات الإرهابية. كما أن الخطة (ب) لم تقدم إجابات لمعالجة العلاقة بين بعض قوى المعارضة السورية وتنظيم جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً)، فضلاً عن تحفظات تركيا بشأن وضع القوى الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة".

وأفاد التقرير بأن "موقف الولايات المتحدة من دور الأسد في المرحلة الانتقالية، اتسم بالمرونة والغموض، على حدّ سواء، مع التأكيد على أنه لا ينبغي أن يكون الأسد جزءاً من حكومة ما بعد المرحلة الانتقالية. أما إيران وروسيا، فرغم موقفهما الداعم بقوة للأسد، إلا أنه لم يكن نهائياً. وهو ما عبّر عنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالقول: لا أقول بأن الأسد يجب أن يذهب أو أن الأسد يجب أن يبقى، بل أقول أن مصير الأسد يجب أن يقرره الشعب السوري".

ورأى التقرير أن "عقد صفقة مع الأسد، يتطلب من الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط التوصل إلى شكل من أشكال التفاهم مع روسيا وإيران. فرحيل الأسد قد يسهل الاستقرار في مرحلة ما بعد الصراع، لكن سيكون من الأفضل أن يحدث ذلك عندما تكون مؤسسات الدولة مستقرة نسبياً، ونتيجة للمفاوضات، لا تصعيد الصراع". واعتبر التقرير أن "قبول الاسد في المرحلة الإنتقالية، هو الثمن الذي يجب أن تدفعه واشنطن لتحقيق إجماع إقليمي، وقيادة جهود تحقيق الاستقرار في سورية، ومنع انهيار الدولة السورية، وهي الأهداف التي تصب في مصلحة جميع الأطراف. على الرغم من أن الولايات المتحدة قد تكون مستعدة لتأجيل مسألة مصير الأسد، لتعزيز التعاون مع روسيا في المعركة ضد الجماعات الإرهابية والسعي إلى إنهاء الحرب، غير أنها لن ترعى أي مجهود دولي لتحقيق الاستقرار بعد إنهاء الصراع مع بقاء الأسد في السلطة".

وعلى الرغم من أن التقرير خلص إلى أن "النزاع سينتهي إلى دولة سورية ضعيفة في منطقة مضطربة"، غير أنه استبعد "إمكانية تحقيق الاستقرار بعد انتهاء النزاع في سورية، إذا تم تقسيم سورية وتجزئة أراضيها. فالحفاظ على الهوية الوطنية وتماسك السلطة المركزية يعززان آفاق دولة موحدة. والاستقرار في مرحلة ما بعد النزاع يتوقف على تعزيز الدولة السورية ومؤسساتها". واعتبر أن "تمكين أي هياكل إدارية أخرى تحت ستار الحكم المحلي أو اللامركزية، على حساب الدولة المركزية، سيكون مضللاً، ومخالفاً للثقافة السياسية السورية، ومُناقضاً للهوية الوطنية السورية، التي تتمحور تاريخياً حول الدولة المركزية".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» سيواجه ترامب مدعوماً بعون والحريري!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/الاثنين 23 كانون الثاني 2017

من الخطأ تصوير «حزب الله» قلِقاً جديّاً من وصول دونالد ترامب إلى السلطة، ومن الخطأ أيضاً القول إنه في وضعية الاطمئنان تماماً. إنه فعلاً في وضعية التحسُّب استعداداً لعهد سيتعايش معه أربع سنوات. ولذلك، هو يجهِّز «العدّة اللبنانية» لتمرير المرحلة بأقلّ الأضرار، بل بتحقيق ما يمكن من أرباح. واللافت أنّ «الحزب» لم يكن يخفي، خلال الحملة الانتخابية الأميركية، تفضيله ترامب على كلينتون! المتوقَّع في أوساط «حزب الله» أن لا يكون كلام المرشَّح ترامب على إيران و»حزب الله» والقرار 1559 هو إيّاه سلوكه كرئيس. ففي الحملات الانتخابية كثير من الإثارة وقليل من الواقعية. وأمّا في الممارسة السياسية فقليل من الإثارة وكثير من الواقعية. والاعتقاد الغالب هو أنّ الرجل سيجري تسوية بين خطابه الانتخابي وسلوكه الرئاسي في ما يتعلق بملف العلاقات مع إيران وحلفائها في الشرق الأوسط. كما أنّ لـ»حزب الله» خصوصيته المستندة إلى خصوصية الحالة اللبنانية، ونظرة ترامب إلى هذه الحالة.

عناصر سياسة ترامب الشرق أوسطية ترتكز إلى الآتي:

- أولوية أمن إسرائيل ومصالحها، ومن هنا ستكون أولى خطواته نقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس.

- محاربة إرهاب «داعش» ورديفاتها، فهو يرى أنّ على القوى الإقليمية المتضررة من الإرهاب أن تقوم بدورها.

- التفاهم الوثيق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وخصوصاً حول الملف السوري.

- وقف تمدُّد إيران الإقليمي، ومواجهة التنظيمات الحليفة لها، ولا سيما منها «حزب الله»، والتي يعتبرها ترامب جزءاً من الإرهاب العالمي. وإعادة النظر في الاتفاقات معها.

- الحفاظ على دور واشنطن وحصتها في الشرق الأوسط وثرواته، ولا سيما منها النفط، إضافة إلى سوق الأسلحة، من دون الانخراط ميدانياً ودفع الأثمان كما حصل في عهود سابقة.

- ينظر ترامب إلى لبنان، بتأثير فريقه الذي يضمّ لبنانيين ومنهم مستشاره الدكتور وليد فارس، على أنه بلد مميَّز في الشرق الأوسط ومتنوّع ثقافياً، وأنه من المفيد الحفاظ على هذه الخصوصية التي تصونها مبادئ الحرية والديموقراطية لكلّ مكوناته. وهو يرى ضرورة استكمال تنفيذ القرارات الدولية ذات الشأن، ومنها 1701 و1559. هذه الأفكار دخلت تحدّي التطبيق العملي بدءاً من 20 كانون الثاني. ويعتقد عدد من الخبراء في الشأن الأميركي أنّ ترامب سيُتاح له تحقيق أجزاء مهمّة منها، فيما تبقى أجزاء أخرى ضمن المسار الذي أرساه سلفه باراك أوباما.

في العلاقة مع إسرائيل، وفيما العرب غائبون عن الوعي، ستتمكن الولايات المتحدة من تكريس القدس عاصمة لإسرائيل وستدعم الاستيطان، وستتدفق المساعدات التي طالب بنيامين نتنياهو بزيادتها، وسيكون المفاوض الفلسطيني أمام تحدّيات مصيرية.

وفي الملف السوري، سيكون ترامب في موقف صعب. فهو سيطالب بمواجهة «داعش» في سوريا والعراق، والتنسيق مع بوتين في ما يتعلق بمصير الرئيس بشّار الأسد. وهذا يقود عملياً إلى تكريس استمراره في السلطة. وبناء على ذلك، يرتسم الدور الإيراني في المعادلة.

فالدعم الإيراني أساسي لبقاء الأسد، في موازاة الدعم الروسي. وسيسعى ترامب إلى تسوية سياسية في سوريا تسمح بالقضاء على الإرهاب ووقف تدخّل إيران وعودة «حزب الله» إلى لبنان. لكنّ المأزق يكمن في تشابُك المصالح في سوريا وتعثّر التسوية السياسية.

وتتحسَّب إيران لكباش مع ترامب ومحاولاته إسقاط مفاعيل الاتفاقات معها، بدءاً باتفاق فيينا. فهو يعتبر أنّ الاتفاقات راجحة لمصلحة إيران. ولكنّ الخبراء يعتقدون أنّ ترامب قد يتوصّل واقعياً إلى تعديل بعض الاتفاقات وليس تصويبها.

أمّا «حزب الله» فسيتعرض لضغوط بهدف دفعه إلى الانسحاب من سوريا وتنفيذ القرار 1559 القائل بنزع سلاحه. وهاتان هما النقطتان اللتان يتحسَّب «الحزب» لمواجهتهما عن طريق التحصّن بالدولة، وبالقوى الداخلية، وتحديداً رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري.

وعلى الأرجح، سيراعي «الحزب» عون والحريري في كل ما يريدانه سياسياً. فبعد الليونة التي أبداها في ولادة الحكومة، سيراعيهما في قانون الانتخاب وتوزيع الحصص ليشجعهما على القيام بالدور الذي يحتاج إليه:

السعي لدى الولايات المتحدة والأوروبيين والسعوديين لإقناع الجميع بأنّ «حزب الله» ليس إرهابياً وأنه جزء من اللعبة الديموقراطية في الداخل، وأنّ سلاحه لا يستخدم في الداخل، وأنه شريك في ضرب الإرهابيين في لبنان وسوريا، وأنّ حربه السورية لا تهدّد الاستقرار اللبناني.

إنه التاريخ يعيد نفسه. في 2005 اضطلع الحريري والنائب وليد جنبلاط بهذه المهمة دفاعاً عن «حزب الله» في وجه الصقر الجمهوري السابق، جورج بوش الإبن، الذي كان محرِّك «ثورة الأرز» ووقودها. وقد اقتنع الأميركيون والأوروبيون والسعوديون آنذاك بمطالب حلفائهم في «14 آذار»: «أتركوا لنا «حزب الله». نحن سنجذبه إلى «الحالة اللبنانية»!

يبدو أنّ «حزب الله» ينجح اليوم مجدداً في تحويل أركان الدولة رُسلاً لـ»تبييض صورته» في واشنطن والرياض وسواهما. وسوى ذلك، لن يبقى من أفكار ترامب «الطموحة» للبنان سوى السير بما قام به أوباما، أي المضيّ في تجفيف التمويل، بالتضييق على عمليات التبييض والتهريب العالمية، خصوصاً بعدما وَطَّد ترامب علاقاته مع جهاز الاستخبارات المركزية.

لن يتهاون ترامب في أمن الولايات المتحدة الاجتماعي والمالي، ولكن ما الذي سيدفعه إلى مواجهة «حزب الله» وسلاحه في الداخل اللبناني، إذا كان «القاضي راضي»؟

 

مصر لا سوريا عنوان الاهتمام الأميركي الجديد؟ ترامب أيضا أمام إرباكات المنطقة ومتغيراتها

 روزانا بومنصف/النهار/23 كانون الثاني 2017

مع اقرار علني واسع من رؤساء دول وقادة كبار على غرار البابا فرنسيس او وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتانماير اللذين كانا من ابرز المعلقين على مواقف الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب غداة تنصيبه بان الاخير مفاجىء وشعبوي لا يمكن توقع تصرفاته بحيث يتعذر مقاربة اي توقعات لسياساته من منطلق منطقي او موضوعي كما يجري عادة، تتجه انظار المراقبين بعد تسلم ترامب مهماته لتبين اولى المؤشرات الخارجية لسياساته. اذ بصرف النظر عن طبيعة خطابه الرئاسي الذي كان ملتبسا وغير تقليدي ثمة من يعطي اهمية بداية للملف السوري استنادا الى المؤتمر الذي ينطلق غدا في استانا بدعوة من روسيا ورعاية اقليمية من تركيا وايران فيما لم تتجاوب واشنطن كليا مع دعوة روسيا بايفاد وفد من الخبراء مكتفية بمشاركة السفير الاميركي في كازاخستان في جولة المفاوضات الاولى. الا ان مصادر ديبلوماسية تعرب عن خشيتها من الا تكون سوريا هي فعلا هي المؤشر الذي سيدفع الادارة الاميركية الجديدة الى اظهار التزامها من عدمه لشؤون المنطقة وشجونها وفق ما يتوقع او ينتظر متابعون كثر وفق رهانات متناقضة في هذا الاطار. اذ ان سوريا كانت تعني كثيرا للولايات المتحدة وربما لا تزال على المستوى الاستخباري نتيجة تعاون عائلة الاسد ثم الابن مع الولايات المتحدة بقوة على هذا الصعيد، لكن قد لا تكون واشنطن "الجديدة" معنية باظهار اي اهتمام يتعدى ذلك في المدى المنظور في ظل تركيز وحيد واساسي عبر عنه الرئيس الجديد الداخل الى البيت الابيض وهو محاربة الاسلام المتطرف كما قال والذي يفترض التركيز على مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية في حين انه قد يعني اكثر من ذلك ايضا. فهذه المصادر تعتقد ان مناطق او دول اكثر حساسية قد تفرض نفسها على جدول اعمال الادارة الاميركية الجديدة على نحو اسرع مما هو متوقع وهي تتمثل في ما تعتبره وضعا خطيرا تواجهه مصر على مستويات عدة. ومصر برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي فتحت قنوات مع الرئيس ترامب بحيث ان هذا الاخير اشاد بنظيره المصري. الا ان اي تطورات غير متوقعة في مصر قد تكون مربكة للادارة الجديدة كما للادارة السابقة التي توجت قمة ارتباكاتها حيال الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في مصر فبادرت ادارة باراك اوباما بسرعة الى سحب البساط والغطاء من تحت اقدام ورأس الرئيس حسني مبارك كما انفتحت على اختيار الشعب المصري يومها قيادات الاخوان لحكم مصر قبل ان تعود الامور فتنقلب لغير مصلحة هؤلاء. ويقول مطلعون ان الوضع المصري يتسم بدرجة كبيرة من الخطورة وعلى مستويات عدة بحيث من غير المستبعد ان تشهد مصر متغيرات كبيرة في المدى المنظور على وقع ارباكات يتخبط بها الحكم المصري. تستدل هذه المصادر على ذلك بجملة مؤشرات ليس اقلها التخبط في موضوع جزيرتي تيران والصنافير ليس بمغزى التراجع عن التسليم بملكية المملكة السعودية لهما بل بمغزى الابعاد الاقليمية للموضوع في ظل اعتقاد ان هناك مرونة غير طبيعية من جانب النظام المصري في اتجاهات معينة. واي تغيير في المعطى المصري من شأنه ان يحدث اهتزازات في واشنطن لاعتبارات عدة ليس اقلها ان العلاقات بين الجانبين الاميركي والمصري استعادت حيويتها بصعوبة فائقة وهي ليست كما في الماضي فضلا عن اهمية مصر كحليف طبيعي للولايات المتحدة من جهة وطرف محوري واساسي في العلاقة مع اسرائيل من جهة اخرى، في حين ان التغييرات التي يخشى كثر حصولها او بالاحرى يتوقع حصولها يمكن ان تؤثر في اتجاهات متشعبة نظرا الى الموقع الجيوبوليتيكي لمصر في المنطقة علما ان التغييرات في المنطقة لا تقتصر عليها وهناك تغييرات جوهرية ايضا في تركيا وهي على غير ما هي الحال في العراق وسوريا. الامر الذي يتوقع ان يربك الولايات المتحدة كما اربكها في ولايتي اوباما بما لا يمكن الادارة الاميركية ان تنأى بنفسها حتى لو شاءت عن طبيعة التطورات المرتقبة في حال ارتباك الرئاسة المصرية اكثر مما هي عليه راهنا.

وتاليا فان الباب لابرز المؤشرات التي قد تتخذها السياسة الخارجية للادارة الاميركية الجديدة قد لا يأتي من بوابة سوريا او العراق او ربما ايضا ايران بل يخشى ان يأتي وفق المصادر الديبلوماسية المعنية من بوابة مصر علما ان الاخيرة لا تبدو تحت المجهر بمقدار الدول التي سبقتها او بالحاح الوضع في هذه الدول اقله من منطلق انها ليس في حال حرب مماثلة على الاقل بل في وضع اقتصادي في غاية الخطورة وفي وضع سياسي غير مريح وغير مطمئن على رغم ان موضوع حقوق الانسان او الديموقراطية لم يعودا امرين على جدول اعمال الحكومة الاميركية الجديدة في المطلق وفق ما اعلن الرئيس ترامب في خطابه علما ان هذين البندين تراجعا عن ان يكونا كذلك مع ولاية اوباما الثانية. كما ان هذين الامرين ليسا على جدول اي تعامل مع مصر نظرا الى دقة الوضع فيها الذي لا يمس في حقيقة الامر لا علنا ولا ضمنا لاعتبارات مختلفة في الوضع الراهن.

لكن هذه المقاربة تبقى في اطار التفكير تقليديا في ما يتوقع ان تقوم به الولايات المتحدة في حين ينتظر الجميع الاستدلال على كيفية التعاطي مع طريقة تفكير الادارة الجديدة وما تعنيه المنطقة بالنسبة اليها.

 

خطفُ ريشا كاد يُفجِّر فتنة مستطيرة

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/الاثنين 23 كانون الثاني 2017

وصَل رئيس مجلس النواب نبيه برّي الليل بالنهار إلى أن تمكّن من إطلاق المخطوف سعد ريشا من أيدي خاطفيه، لأنّ حجم ما تلقّاه من معطيات وما شاهده من تحرّكات ولّد لديه مخاوفَ حقيقية من حصول فتنة مستطيرة في البلاد.يروي بري الساعات الثقيلة التي أمضاها وهو يتابع السعي لإطلاق ريشا عبر التواصل الدائم مع المسؤول في حركة «أمل» بسام طليس بعدما استعجله العودة من مهمة له في الجنوب الى بريتال ليعمل على كشف مصير المخطوف وتخليصه من براثن خاطفيه الذين اكتفوا باتصال عاجل مع جهة أمنية وكان مضمونه فقط: «بدنا مليون دولار».ولم تتمكن هذه الجهة من معرفة مكان الاتصال لأنه دام للحظات فقط، وغاب الخاطفون عن السمع، ما جعل مهمة طليس، وكذلك مسؤولين في حزب الله صعبة، الى ان حققت نتائجها السعيدة بعودة المخطوف الى اهله. ويقول بري انه تلقّى سيلاً من الاتصالات من نواب زحلة وقيادات وفاعليات في المدينة والبقاع تستعجله مساعيَه لإطلاق ريشا لأنّ تحركات زحلية بدأت تحصل على الارض من قطعِ طرقٍ وتهديد بأعمال خطف ربّما تحدِث فتنة في المنطقة في حال حصل للمخطوف ايّ مكروه. فالرجل سبعيني ومريض وسمعُه شحيح وخطفُه قد يودي بحياته، ما قد يولّد ردودَ فعلٍ لا تُحمد عقباها.

ويضيف بري أنه فور إطلاق ريشا اتصل بوزير الداخلية نهاد المشنوق، مؤكداً له انّ ما حصل يزيده إصراراً على ضرورة تنفيذ خطة امنية شاملة ونهائية للبقاع لتخليص المنطقة من كلّ ما يحصل فيها من حوادث خطف وسلب وقتل وغيرها، مشيراً الى انّ «اول المتضررين ممّا يحصل هم أهلنا في البقاع».

ومؤكداً انّ إنساناً في المنطقة لا يستطيع ان يستثمر في ايّ مجال نتيجة هذه الاعمال، ولذلك فإنّ الضرر مما يجري هو على اهل المنطقة بالدرجة الاولى.

ويشدد بري على انه «لا يمكن تحقيق ايّ إنماء في منطقة البقاع من دون توافر الامن، ولذلك المطلوب تنفيذ خطة امنية تُرسي الامن والاستقرار في المنطقة لتنطلق عجلة الإنماء فيها بفعالية ونجاح».

على انّ جريمة الخطف الجديدة والتي فتَحت ملف الخطة الأمنية للبقاع، كما لكلّ المناطق النائية، اعادت ايضاً فتحَ الملف الإنمائي لهذه المناطق، في ظلّ نقاش بدأ في بعض الأروقة حول اولوية ايّ مِن الملفين الأمن أولاً أم الإنماء اولاً، علماً انّ نقاشاً يدور منذ سنوات في بعض دوائر الدولة المعنية، وكذلك في لقاءات بين قيادتَي حزب الله وحركة «أمل»، يمهّد لحلّ قضائي وأمني للواقع في منطقة البقاع، وتحديداً في محافظة بعلبك ـ الهرمل، حيث عمل الطرَفان على درس حلول لموضوع عشرات الألوف من المذكرات القضائية الصادرة في حق أشخاص في تلك المحافظة منذ عشرات السنين في اتجاه إيجاد حلّ قضائي لها تتكوّن منه بداية لحلّ امني ـ إنمائي للمنطقة. ويركّز البحث على إيجاد حلول للمذكرات المتعلقة بجرائم السلب والسرقة وزراعة المخدّرات والإتجار بها باستثناء المذكرات الصادرة في حق مطلوبين ارتكبوا جرائم قتل، لأنّ مثلَ هذه الجرائم لا يمكن إصدار عفو فيها، سواء كان المرتكبون من ابناء المنطقة او ايّ منطقة أُخرى في لبنان.

ويبدو انّ البحث سينشَط في هذا الملف مجدداً في موازاة البحث في تنفيذ الخطة الامنية، وكذلك سينشط البحث في تنفيذ مشاريع إنمائية في البقاع وكذلك في عكار، والبعض يقترح ان تصدِر الدولة قراراً يقضي بالتدرج الضريبي من مئة في المئة على كلّ مصنع او مؤسسة تنشأ في المدن الى صفر في المئة لكلّ مصنع او مشروع ينفّذ في المناطق النائية، وذلك بغية خلقِ فرص عمل وأسواق لليد العاملة في تلك المناطق وتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها وأجهزتها فيها بما يخفّف النزوح من الأرياف الى المدن ويؤمّن فرَص العمل للمواطنين في مناطق سكنِهم. كذلك يقترح البعض ان يكون من ضمن الخطة الإنمائية سواء في إطار «الإنماء المتوازن» المنصوص عنه في اتفاق الطائف او غيره، ان تصدر الدولة قراراً يشَرعن زراعة المخدّرات للأغراض الطبية، مثلما هو الحال في كثير من الدول، بحيث تشتري الدولة المحاصيلَ لغرضِ التصنيع الطبّي او لتصديرها بموجب اتّفاقات مع الدول التي تستخدمها للأغراض الطبية، على ان تكون هذه المزروعات خاضعة لرقابة رسمية محكَمة، بما يمنع الإتجار بها أو تصنيعها واستخدامها محلياً.

وكان رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط اولَ مَن دعا الى تشريع زراعة المخدرات في لبنان لأغراض طبّية، في إطار اقتراح قدّمه للمساهمة في حلّ المشكلات التي تعاني منها المناطق النائية اقتصادياً وإنمائياً وأمنياً، وقد لاقى موقفه يومها ترحيباً لدى البعض واعتراضاً لدى البعض الآخر.

ويقول البعض ايضاً إنّ مِن الحلول التي تعزز الامنَ والاستقرار في المناطق النائية والتي تعتمد على الزراعة بالدرجة الاولى في معيشتها واقتصادها، تنشيطُ قطاع الصناعات الغذائية عبر إنشاء مصانع لهذه الغاية في تلك المناطق، فيتوافر تصريف الإنتاج الذي غالبا ماً يَكسد ويكبّد المزارعين الخسائر سنوياً، فضلاً عن دعم القطاع الزراعي والمزارع تحديداً، خصوصاً أنّ الدعم المقدّم حالياً عبر مؤسسة «إيدال» والذي يقتصر على دعم الصادرات الزراعية لا يستفيد منه إلّا التجّار والمصدّرون، فيما المزارعون لا ينالون إلّا الخسائر المتتالية، وفي أحسن الحالات يخرجون من مواسمِهم «كيت»، أي لا ربح ولا خسارة، فمواسمُهم يشتريها التجّار بأسعار متدنّية جداً ليصدّروها بأسعار مرتفعة وينالوا «قيمة مضافة» هي دعم الدولة لتصديرها، فتنتفخ جيوبهم، فيما جيوب المزارعين تخوي. وهذه الحال ليست حال مزارعي البقاع وعكار فقط وإنما هي حال جميع المزارعين في كلّ لبنان. ولذلك يرى البعض انّ الأمن والإنماء للمناطق النائية والمحرومة يجب أن يسيرا جنباً إلى جنب، وفق خطط شاملة وفعّالة، ومن دون هذا، عبثاً تحاولون... ولكن من المعيب على ايّ كان تبرير اعمال الخطف المشينة يغيةَ الحصول على فدية بالحرمان وسوء الحال. فالحرمان قضيّة تحتاج الى معالجة... ولكنّ الخطف جريمة في حقّ الإنسانية بكلّ المقاييس وتستحق العقاب الكبير والسريع.

 

لا موازنة ولا براءة للسنيورة

عزة الحاج حسن/المدن/ الإثنين 23/01/2017

تتوسع مروحة الاتصالات وتتكثّف المساعي بين الأطراف السياسيين في اتجاه بت ملف الموازنة العامة وإقرارها، ولكن تعقيدات الملف المتراكمة منذ أكثر من 11 عاماً جعلت مهمة إقرارها راهناً في غاية الصعوبة، نظراً لغياب الآلية القانونية، التي تتيح إقرار الموازنة في ظل غياب قطع حساب عن السنوات السابقة.

من هنا، باتت المساعي على مستوى لجنة المال والموازنة تتجه إلى البحث عن إطار قانوني يتم من خلاله التوصل لإقرار مشروع الموازنة العامة، وتالياً تصويب مسار الإنفاق، ولكن ماذا عن الأسباب الرئيسية التي تسببت منذ سنوات بعرقلة ملف الموازنة وبخروج البلد عن السكة الصحيحة للإنفاق العام؟ وكيف سيتم التعامل مع قضية 11 مليار دولار العالقة منذ حكومة فؤاد السنيورة؟ "لا طي لصفحات الماضي ولا تصفير لحساباتها" هذا لسان حال أركان التيار الوطني الحر الذي يصر على تصفية الحسابات المالية منذ العام 2005 واجراء قطوعات الحسابات لها، رغم أن العملية باتت شبه مستحيلة. أقله في ما يخص السنوات من 2005 حتى العام 2009. فمعاملات وزارة المال هي ورقية وطريقة الحسابات فيها اصبحت قديمة جداً، وفق حديث أحد وزراء المال السابقين لـ"المدن"، وبات من الصعب إعادة التدقيق بآلاف الحسابات القديمة بشكل يدوي. أما بالنسبة إلى السنوات الممتدة من العام 2010 حتى العام 2016، فالعمل يجري في وزارة المال على التدقيق بحساباتها وهو ما أكده وزير المال علي حسن خليل أكثر من مرة. وفي حال أتمت وزارة المال تصفية حسابات السنوات من 2010 حتى 2016، تكون الحكومة تقدمت أشواطاً في سبيل حل ملف الموازات العامة، ولكن يبقى هناك أمران عالقان، الأول يتعلق بالمهل الزمنية للموازنة العامة، فوفق مصادر وزارة المال من غير الممكن أن ينتهي العمل بتصفية حسابات السنوات اللاحقة للعام 2010 قبل شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، وحينها تكون وزارة المال قد دخلت في مهلة تقديم مشروع موازنة العام 2018 إلى مجلس الوزراء.

أما الأمر الثاني فيتعلق بالأزمة الأساسية وهي أزمة حسابات السنوات من 2005 حتى العام 2009، ولاسيما لجهة قضية المليارات الأحد عشر المتعلقة بعهد رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، ففي حين طرح البعض فكرة "تصفير" حسابات تلك الفترة وفتح صفحة جديدة في إطار التوافق السياسي القائم في البلد، يصر الوطني الحر على تصفية الحسابات القديمة رغم غياب الآلية والإمكانات. ولأن الوطني الحر يصر على تسجيل هدف وإحداث فارق في سجل المالية العامة خلال العهد الجديد، باتت أزمة حسابات السنوات السابقة (2005-2009) تشكل تحدياً. من هنا، يذهب البعض إلى احتمال استقدام مؤسسة محاسبية دولية والإسناد إليها بمهمة التدقيق في الحسابات السابقة بموازاة انتظام إقرار الموازنات إنطلاقاً من العام 2018. انطلاقاً من هذه المعطيات، أصبح من المرجّح الأخذ بتوجه وزير المال علي حسن خليل، وهو السعي لإيجاد مخرج قانوني يتيح إصدار الموازنة من دون ربطها بالانتهاء من تدقيق الحسابات العالقة على أن تبقى حسابات أعوام عمر حكومة السنيورة عالقة، وعدم إعطائه براءة ذمة عنها. والنتيجة أنه في جميع الأحوال يصعب على الحكومة إقرار موازنة 2017 نظراً لربط انتهاء وزارة المال من اجراء قطوعات الحسابات للسنوات 2010 حتى 2016، ولضيق الوقت أمام المهل القانونية لإقرار الموازنة العامة، وبات مرجحاً الإنتقال إلى البحث في موازنة 2018.

 

قانون الانتخاب.. هل يفجّر الحكومة؟

منير الربيع /المدن/الإثنين 23/01/2017

هل من أحد يريد توجيه رسالة مباشرة للرئيس ميشال عون بأنه لن يستطيع تحقيق ما يريده إلا من خلال توافق مشترك بين الجميع، على القاعدة اللبنانية الثابتة وهي التحاصص؟ السؤال مشروع بالنسبة لمصادر قريبة من حزب الله، إذ تعتبر أن بعض الأطراف الذين كانوا يعترضون على انتخاب الرئيس ميشال عون، وأجبروا على انتخابه بفعل التطورات، لا يناسبهم أن يطلق عون عهده بالقوة التي يريدها ووفقاً للتوجهات التي يراها مناسبة. بالتالي، كانت أولى رسائل التطويع من خلال عملية تشكيل الحكومة، والآن تستمر من خلال المواقف المعلنة في شأن قانون الانتخاب وإمكانية إقرار قانون جديد.

تلفت المصادر إلى أن الحديث عن إقرار قانون جديد للانتخابات تدرّج من المطالبة بالنسبية الكاملة، إلى المختلط، ثم الستين معدلاً، أو على مرحلتين، وصولاً إلى المطالبة باجرائها وفق النظام الأكثري، أو حتى إبقاء الستين على حاله. وهذا ما ترى فيه المصادر تطويعاً مستمراً لعون، لأن هذه الرسائل هي للقول له: "لن تستطيع أن تحكم من دوننا، والسلطة الفعلية في مجلسي النواب والوزراء. بالتالي، فإن أي خيار سواء أكان تأجيل الانتخابات، أو ابقاء قانون الستين هو نكسة للعهد الجديد، وضربة لعون أمام جمهوره الذي تعهد أمامه بإقرار قانون جديد. في سياق القراءة الهادئة للمعطيات، إن إقرار قانون جديد على أساس النسبية أصبح شبه مستحيل، وأقصى ما يمكن تحقيقه هو إدخال بعض التعديلات على القانون النافذ. وهذا يستند إلى ممطالة متعمدة قد تحصل من الكتل التي لن تتوافق على قانون جديد في مجلس النواب وخصوصاً في اللجان المشتركة. بالتالي، يصبح الوقت داهماً. ما يجبر وزير الداخلية دعوة الهيئات الناخبة في الموعد القانوني. وعليه تجري الانتخابات وفقاً لقانون الستين. يرفض عون ذلك، وهو على تنسيق كامل مع حزب الله والقوات اللبنانية، لأجل الخروج من هذا المأزق وتجنب هكذا ضربة. بالتالي، هناك إصرار على عدم اجراء الانتخابات على الستين، وعون وحزب الله يدفعان في هذا الاتجاه. لكن الأمور مازالت عالقة في انتظار التوافق مع النائب وليد جنبلاط، الذي يتعاطف معه الرئيس نبيه بري وتيار المستقبل والقوات اللبنانية، الذين يؤكدون أنهم لن يسيروا بأي قانون ما لم يوافق عليه جنبلاط. وفي هذا السياق، تكشف المصادر أن اللجان التي ألّفتها القوى السياسية مازالت على تواصلها، وقد أنجزت نحو خمسين في المئة من التوافق على مخرج، وذلك من خلال دراسة ثلاثة احتمالات، البقاء على قانون الستين مع تعديله وتضمينه النسبية جزئياً في عدد من الدوائر. أما الخيار الثاني فهو باعتماد ثلاث عشرة دائرة وفقاً لمشروع القانون المقدم من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. والاحتمال الثالث هو اعتماد مبدأ القانون التأهيلي، لكن حتى الآن مازال جنبلاط على موقفه ويرفض اجراء الانتخابات إلا وفقاً للنظام الأكثري، والمطالبة بضم الشوف وعاليه لبعضهما البعض. وتكشف المصادر أن وزير الإعلام ملحم رياشي والنائب إبراهيم كنعان يعملان بشكل مكثف ويتواصلان مع الأفرقاء كافة، لأجل التوصل إلى إتفاق بين كل الأطراف، وهو على قاعدة المختلط، مع إعادة توزيع الدوائر بما يتلاءم مع الرئيس بري والنائب جنبلاط. وتلفت المصادر إلى أن بري أصبح في جو هذا القانون، وكذلك جنبلاط، لكن المسألة لا تزال في انتظار جواب من جنبلاط والرئيس سعد الحريري. وتقول مصادر متابعة إن التيار الوطني الحرّ يصر على التوصل لإقرار قانون جديد، وتعتبر أن ثمة موقفاً أو تعهداً أو طمأنة سترد على لسان الحريري خلال هذا الأسبوع. أما في حال عدم التوصل لإقرار قانون جديد، فإن وزراء التيار سيهددون بالإنسحاب من الحكومة، تماماً كما جنبلاط سيهدد بالانسحاب منها بحال إقرار قانون لا يلائمه.

 

«الإنقلاب الكبير» في تنورين!

ألان سركيس/جريدة الجمهورية/الاثنين 23 كانون الثاني 2017

بغضّ النظر عن البرّ الذي سيَرسو عليه قانون الانتخاب أو إمكانية الذهاب الى تأجيل تقنيّ للانتخابات النيابيّة، إلّا أنّ قضاء البترون يبدو الأكثر حماوة في لبنان نتيجة عوامل عدة أبرزها إعلان النائب أنطوان زهرا عزوفه عن الترشح مجدّداً، وإمكان حدوث مفاجآت من العيار الثقيل في تنورين.

يُعتبر زهرا في المصطلحات القواتية والبترونية «نمر القوات» وأبرز ركائزها، لأنّ خطاباته دخلت الوجدان القوّاتي فهي تحاكي تاريخ «المقاومة اللبنانية» وجمهور «14 آذار»، كما أنّ ظهوره في القاع أثناء التفجيرات وسَهره مع أهلها أعطياه رصيدين كبيرين. وتُصرّ «القوات» على الاحتفاظ برمزية الرجل، خصوصاً أنه يُردّد مراراً وتكراراً أنه «راهب» القضية. من جهة ثانية، فإنّ عزوف زهرا عن الترشّح فتح شهية بقية شخصيات البترون الطامحة الى الفوز بالمقعد النيابي، لكنّ هذا الأمر لم يُحدث خلطاً لأوراق المرشحين داخل «القوات» فقط، بل ترَك تردّداته في الجهة المقابلة أي في المحور المحسوب على النائب بطرس حرب الذي يصارع من أجل الحفاظ على وضعيته بعد تحالف «القوّات» و«التيار الوطني الحرّ» ضدّه. كُسرت الجرّة بين حرب و«القوات» نهائياً ولا إمكانيّة للعودة الى زمن التعايش السابق بينهما، والصورة شبه النهائيّة للتحالفات باتت بين حرب والنائب الكتائبي سامر سعادة من جهة و«القوّات» و«التيار الوطني الحرّ» من جهة أخرى، فيما يبقى نقل المقعد الماروني من طرابلس الى البترون هو الشغل الشاغل لأهالي المنطقة وسياسيّيها القدامى والجدد. شكّلت انتخابات تنورين البلدية نقطة مهمة في تاريخ المنطقة، لأنّ تنورين الكبرى تعدّ نحو 14 ألف ناخب يقترع نحو نصفهم في الانتخابات النيابية. وبالتالي، فإنّ الكتلة الناخبة الأكبر في البترون موجودة في الجرد. يَعرف جميع المطّلعين على الشأن المحلّي كيف جرت الانتخابات البلدية في تنورين، ويقولون إنّه «بعد النقمة داخل آل حرب، وجَد النائب بطرس حرب في منافسه السابق على النيابة بهاء حرب خشبة خلاص له لأنه يستطيع تجيير قسم من بيت حرب لصالحه، فشكّلا حلفاً، ففاز هذا الحلف في البلدية وأنقذ الموقف». أمّا الآن، وفيما يُطرح ترشيح شخص من تنورين لمواجهة بطرس حرب، فإنّ المفاجآة قد تأتي من حيث لم يتوقعها أحد، فقد علمت «الجمهوريّة» أنّ «رئيس البلدية بهاء حرب قد يُعلن ترشّحه للنيابة قريباً». يبقى هذا الخبر مقبولاً نسبياً اذا توقّف عند هذا الحد، لكنّه قد يتحوّل الى صدمة مع نيّة بهاء حرب الترشّح على لائحة التحالف القواتي- العوني في وجه النائب حرب، ما قد يقلب الصورة الانتخابية رأساً على عقب. وفي الخطوات العملية، فإنّ ترشّح بهاء منفصل عن ترشيح القوّات لشخصية من آل حرب من الجرد، في حال قرّرت «القوات» ذلك. ووفق المعلومات فإنّ «بهاء ينوي خوض المعركة على لائحة التحالف المسيحي إذا رأى أنّ ظروف نجاح النائب بطرس حرب غير متوافرة، وأن لا أمل له بالنجاح بعد تحالف «القوّات» و«التيار» وبعد درس ظروف المعركة واتجاهاتها، فلا مانع لديه من الإقدام على تلك الخطوة خصوصاً إذا ما تمّ نقل المقعد الماروني الثالث الى البترون. أمّا إذا لم ينقل، فعندها سيكون لكل حادث حديث». وفي المعلومات أيضاً انّ «بهاء حرب ينوي الاجتماع مع رئيس «التيار الوطني الحرّ» الوزير جبران باسيل ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لعرض الفكرة عليهما، وسيطلب موعداً قريباً جداً، بحيث سيقترح تشكيل لائحة تضمّ باسيل والمرشح الذي تنوي «القوات» تسميته (بغضّ النظر إذا ما كان من آل حرب)، إضافة اليه، وهو ينتظر هذين الاجتماعين ليخرج بموقفه النهائيّ». يُعرف عن بهاء حرب، وفق أوساط تنوريّة، علاقته بالقوى السياسية كافة، وهو يملك تجربتين انتخابيتين في دورتي 1996 و2000. ويعود الحديث عن ترشّحه مجدّداً بعد دراسته اتجاهات المعركة، حيث أنّ قرار خوضه الانتخابات جديّ وليس مناورة أو «بالون» اختبار، حتى لو لم ينقل المقعد الثالث إلى البترون. وفي الوقت نفسه، فإنّ بهاء حرب متحرّر من أيّ التزام تجاه احد، إذ يتحدث المطّلعون على الشأن التنوري انّ «وجوده على رأس اللائحة أعطى الفوز للنائب حرب في المعركة البلدية».

إذا ما استكمل هذا السيناريو وأعلن بهاء حرب ترشّحه وتحالفه مع «القوّات» و»التيّار الوطني الحرّ»، فسيكون النائب بطرس حرب قد خسر حليفاً له داخل عائلته، وبات في وضع حرج، ويكون التحالف الذي رسمه في البلدية قد سقط قبل أن يُكمل عامه الاول، وباتت بلدية تنورين خارج سيطرته، خصوصاً أنها أداة مهمّة في الانتخابات النيابيّة مثلما أدّت دوراً مهماً قبل الانتخابات البلدية. مع اقتراب دعوة الهيئات الناخبة، في حال عدم الاتفاق على قانون جديد، فُتحت المعركة النيابية على مصراعيها داخل آل حرب وفي تنورين، خصوصاً أنّ هويّة مرشّح «القوّات» لم تحسم نهائيّاً، مع أنّ الاتجاه بات شبه واضح.

 

إيران: الطريق إلى السعودية عبر لبنان

منير الربيع /المدن/الإثنين 23/01/2017

تتحرك العلاقات الديبلوماسية، وإن بشكل خفي، بين السعودية وإيران عبر لبنان. فبعد الموقف الذي أطلقه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن التعاون بين البلدين، الذي أنتج حلاً للأزمة اللبنانية، "يصادف" وجود موفدين سعودي وإيراني في بيروت هذا الأسبوع. صحيح أنه في الشكل والعلن لا يمكن وضع هذه الزيارات ضمن برنامج متفق عليه، لكن لا يمكن إلا القراءة ما بين السطور. يصل الإثنين، 23 كانون الثاني، إلى بيروت المستشار الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبداللهيان، كما يصل الشيخ محمد عبدالله مبارك الصباح موفداً من أمير دولة الكويت، فيما يصل الثلاثاء وفد وزاري سعودي يتقدمه وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان لمتابعة نتائج زيارة الرئيس ميشال عون إلى المملكة. وفي هذا السياق، ثمة من يشير إلى تواصل غير مباشر بين إيران والسعودية، للبناء على ما تم إنجازه في لبنان، ونقله إلى أزمات المنطقة.

لكن مصادر متابعة تقلل من أهمية هذه التوقعات والتحليلات، معتبرة أن الأمر لا يجب تحميله أكثر مما يحتمل، مع تأكيد السعي الإيراني الدائم لإصلاح العلاقة مع السعودية، التي لم تكن متجاوبة، بحسب مصادر قريبة من حزب الله. وتعتبر المصادر أن إيران لديها مصلحة في ذلك، أولاً بحكم الجيرة، وسحب فتائل الأزمة، وموضوع الحج، وباعتبار أن السعودية أكبر منتج للنفط ولا يمكن استمرار العداء معها. وتلفت المصادر إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني أبدى فور انتخابه إيجابية تجاه السعودية ودول الخليج، وكانت أول مقابلة صحافية أجراها لمصلحة صحيفة الشرق الأوسط.

وتؤكد مصادر متابعة أن الرغبة الإيرانية في ايجاد تسويات للقضايا العالقة مع السعودية لاتزال على حالها، لا بل تتنامى أكثر فأكثر، سواء بالنسبة إلى سوريا، والحج، واليمن والبحرين. لكن حتى الآن لا تجاوب سعودي، بل هناك تصعيد، خصوصاً في البحرين واليمن. وتلفت المصادر إلى أن الجميع ينتظر ما ستؤول إليه الأوضاع في سوريا، وإذا كان مؤتمر الحوار في أستانة سيصل إلى أي نتيجة. وإذا نجحت هذه الخطوات يمكن حينها إنتظار تطورات إيجابية في العلاقة بين البلدين.

لكن، ما هي علاقة لبنان؟ تعتبر المصادر أن لبنان يشكل محطة توازن وتواصل بين الطرفين. وآخرها كانت التسوية التي تم التوصل إليها، وبالتالي فهو سيبقى ساحة تقاطع ايجابية بينهما، لكن مع احتفاظ كل طرف بموقعه ودوره الفاعل والمؤثر في المعادلة اللبنانية. كأن هناك اتفاقاً غير مباشر بينهما على أن أحداً ليس قادراً على إلغاء الآخر. وهذا ما تريد إيران تكريسه في مختلف دول المنطقة، وما ترفضه السعودية، معتبرة أنه على إيران عدم التدخل في الشؤون الخارجية للدول العربية، ولا يجب أن تكون شريكة فيها.

ووفق المصادر، فإن إيران تتخذ هذه الخطوات التقاربية لأنها تحتاج إلى تسويات في هذه المرحلة، خوفاً من المتغيرات الأميركية، إضافة إلى أنها لا تتحمل الغياب عن موسم الحج لأكثر من سنة. ومن الأسباب أيضاً، الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستشهدها إيران، وسعي روحاني إلى تعزيز موقفه الداخلي عبر تحقيق تسوية مع السعودية، قد تزيد فرص إعادة انتخابه، لأن إيران داخلياً تريد تسويات. السؤال الأساسي الذي يطرح، ازاء ذلك، هو إلى متى ستبقى السعودية قادرة على رفض التسوية؟ وما الذي سيدفعها إلى تغيير موقفها؟ تجيب المصادر أن الأمر مرتبط بسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وبعيداً من العلاقات بين البلدين، فإن الزيارات التي ستشهدها بيروت، ستكون دليلاً بارزاً على الإهتمام العربي والدولي بالوضع اللبناني. وهي ليست المرة الأولى التي يتزامن فيها حراك سعودي مع حراك إيراني، إذ إنه قبيل انتخاب عون زار بيروت الوزير السبهان، وبعيد انتخابه زارها ظريف، وقبيل سفر عون إلى السعودية زار بيروت رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي علاء الدين بروجردي. والآن تتزامن هذه الزيارات وهي تحمل رسالة مباشرة، مفادها أن كل دولة تريد تأكيد وجودها وبقائها في لبنان، في سياق التنافس على النفوذ واستمالة العهد الجديد.

 

رسالة إلى ترامب

أحمد عدنان/الرؤية/21 كانون الثاني/17

عزيزي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، تحية طيبة وبعد، لن أطيل عليك، فأنا أعلم حجم التزاماتك ومشاغلك.

أهنئك بداية على انتصارك الانتخابي الرئاسي، ولا أخفيك سراً أنني كنت من مؤيدي جيب بوش لكنه خذلني، وفي النهاية اضطررت لتأييدك علناً لأنني جمهوري الهوى. لقد هزمت أندادك الجمهوريين عن جدارة ثم هزمت هيلاري كلينتون عن جدارة أيضاً.

أنا أنتمي لأكثر منطقة تضررت من سياسات سلفك باراك أوباما، لن أتحدث عنه كثيراً لأنك تعرفه جيداً، ونتمنى مع تسلمك لمسؤولياتك أن يتحقق المثل الشائع «حين تتغير أمريكا يتغير العالم».

أمريكا بحكم أنها القوة العظمى الأولى في العالم تتحمل مسؤولية أخلاقية وتاريخية لا بد أن تؤديها، وهنا سأسمح لنفسي بتوجيه بعض النصائح إليك لعلها تفيد الطرفين.

لا تفرق بين إرهاب وإرهاب، لأنك إن فعلت ذلك ستنصر الإرهاب، وعليه اضرب حزب الله والحشد الشعبي والحرس الثوري الإيراني كما تضرب داعش والقاعدة، حينها سنرتاح في ديارنا وترتاح في ديارك.

لا تحسن الظن ببشار الأسد، فهو إرهابي مثل أبوبكر البغدادي وحسن نصر الله، لكنه حليق يرتدي ربطة عنق، واسأل عنه صديقك الجنرال بترايوس. وادعم المبادرة العربية للسلام، فمن دون فلسطين لا سلام في العالم.

 

لبنان والعرب في ظلّ ترامب: مراجعة الاتفاق الأميركي الإيراني محدّد أساسي

وسام سعادة/المستقبل/23 كانون الثاني/17

طوال ولايتي جورج بوش الإبن، كانت الولايات المتحدة تتصرّف بجموح وتهوّر وكان على العالم الخارجي بالنسبة اليها أن «يستوعبها» بشكل أو بآخر. وإلى حد كبير، انقلبت الآية في ولايتي باراك أوباما، صار العالم الخارجي يبدو جامحاً ومتهوراً وعلى الولايات المتحدة أن «تستوعبه»، أو في الحد الأدنى أن تأخذ مسافة منه. بعد ولايات بوش الإبن وأوباما الأربع (ستة عشر عاماً بالمحصلة)، يأتي دونالد ترامب بمعادلة لا يُعرَف حد فاصل للمعقول عن اللامعقول فيها: أسباب الجموح ليست بصدد التراجع في العالم الخارجي بالنسبة إلى الولايات المتحدة، لا جموح السياسة الروسية في أوكرانيا أو في سوريا، ولا جموح طائفة من الشعبويات في العالم، داخل وخارج بلدانها، ولا جموح الشبكات العدمية الدموية العابرة للبلدان، ولا الجموح الصناعي الصيني الذي له نصيب وافر من التعريض بالبيئة العامة لكوكب الأرض، وبالتوازي، تأتي وعود ترامب الجامحة في الداخل الأميركي وبالنسبة إلى الخارج. فمن الذي يفترض به استيعاب من الآن؟ أم تتجه الأمور بشكل أو بآخر نحو استيعاب الجامحين لبعضهم البعض، نحو توازن الجموح، توازن المتهورين؟!.

للسؤال حيثيته سواء استمر دونالد ترامب في ولايته – الأولى – بشكل طبيعي، أو كبرت كرة الثلج التي تحرّك ضدّه، من أجهزة استخباراتية أميركية، ومن قوى ضاغطة وحركات ميدانية، أو واجه تعقباً قضائياً بحقه، ناهيك عن المسألة التي من الخطأ اعتبارها وراءنا، وهي التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية. فلترامب مجال واسع لممارسة شطحاته، ما دامت أميركا نظام رئاسي. لكن في أميركا أيضاً سلطة قضائية لعلّها أقوى السلطات القضائية في العالم، ومعركة ترامب على الجبهة القضائية لها عناوين عديدة، منها أيضاً التعيينات المنتظرة في المحكمة العليا.

الجموح الأكبر في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط يتعلق بما ستقرّره الإدارة الجديدة وما يمكنها أن تصنعه حيال الإتفاق النووي الإيراني - الأميركي. في هذا الملف بالتحديد، ترامب ليس معزولاً لا داخل حزبه، ولا ضمن مروحة واسعة من نواب الحزب الديموقراطي وشيوخه. لا أحد يريد انهاء الإتفاق بشكل فجائي ومتهور، لكن الشعور بأن الإدارة السابقة دخلت في مسار دون محاذير وغير متمم بالضمانات التقنية والزمنية المطلوبة، ولا بآليات المراقبة الدقيقة له، هو شعور يتقاسمه خبراء كثر، ومرجعيات سياسية عديدة في الولايات المتحدة، وقسم كبير من الرأي العام.

من هنا، ما سيتضح بالنتيجة، في الأسابيع والشهور المقبلة، أنّ الإدارة هي بصدد تقريره في شأن المسار الأميركي - الإيراني له أهمية قصوى بالنسبة الى مسارات الشرق الأوسط ككل. أما في ملفات الشرق الأوسط الأخرى، فمن غير الوارد حتى الآن الانتقال من صيغة الحرب الجوية ضد «داعش» الى أي صيغة برية أميركية جديدة في المنطقة. وعلى هذا الأساس، أياً كانت تركيبة الخطاب الرسمي الأميركي من الآن فصاعداً حول القضايا الإقليمية الأخرى – غير مسألة ايران -، فليس لها المكانة نفسها، وستبقى أقرب إلى «تصريف الأعمال»، بانتظار أن يلوح الموقف الجديد الحقيقي من ايران ومن الإتفاق معها، وكيفية تفاعلها مع هذا الموقف، خصوصاً اذا ترافق ذلك مع تخفيض لمنسوب التوتر في العلاقات الروسية - الأميركية، والتركية - الأميركية.

أمّا بالنسبة الى العلاقات الأميركية - العربية، ومنها الأميركية - اللبنانية، فإنّها لن تكون بمنأى عما يمكن أن يبادر اليه دونالد ترامب من أقوال واجراءات مشابهة لما ساقه خلال الحملة الانتخابية من عبارات كراهية وانفعالات ليس مناسباً أن يتاح لشخص يكثر منها الوصول الى رئاسة أقوى دولة في العالم، زد على أنها دولة تتبع النظام الرئاسي. طبعاً، ما يمكن أن يبادر اليه ترامب من خطوات في ما يتعلق بالنزاع الفلسطيني - الاسرائيلي على جانب من الخطورة. ليس الرئيس الأميركي الوحيد الذي وعد قبل وصوله بنقل السفارة الأميركية الى القدس، لكن كل الرؤساء السابقين لم يفعلوها، والتزموا بمناخ المؤسسة الحاكمة الأميركية غير المؤاتي لهذه النقلة. لا شيء مضمونا في ظل ترامب، خصوصاً من هذه الناحية.

لكن الأسابيع والأشهر المقبلة هي لتوجيه الأنظار الى ما سيقوم به ترامب حيال ايران. المحدّد الرئيسي لسياسته في الشرق الأوسط يبقى ايران. ليس صحيحاً أن كل ما نطق به ترامب أثناء الحملة الانتخابية سيتخلى عنه الآن. صحيح أنه بين الكلام، المرتجل في الكثير منه، وبين الفعل، ثمة مسافة غير يسيرة، وأنّ الرجل ليس وحده، وإن لم يكن كل من معه من فئة «الفرامل» بل ثمّة من هو أكثر تهوراً منه، لكن في نهاية الأمر، الشيئان الوحيدان الواضحان، والثابتان، في كل ما قاله ترامب منذ عام والى الآن، هما: تفكيك نظام الرعاية الصحية «اوباماكير»، ومراجعة الاتفاق النووي الأميركي - الايراني. هو باشر تفكيك الـ «أوباماكير» منذ لحظة وصوله، وأياً كانت الحسابات يتعذر أن يمرّ الاتفاق النووي من دون مراجعة. هذه المراجعة هي محدّد أساسي، وبالنسبة إلى لبنان الذي تحضر فيه المسألة الإيرانية من خلال نمط وجود «حزب الله» داخله وخارجه، فإنّ إحتمالات «احتواء» الحزب أو عدم احتوائه، بأي شكل للاحتواء كان، متعلقة بمآل هذه المراجعة.

 

أي رسالة يريدها الارهاب من خلال عملية الحمراء الفاشلة؟

 ابراهيم بيرم/النهار/23 كانون الثاني 2017

لم يكن مفاجئا للعديد من المتابعين ان ينتهي الاسبوع المنصرم على "مفاجأة" امنية من النوع الثقيل الذي شهده شارع الحمراء الاكثر حيوية في قلب العاصمة مساء السبت حيث نجا بأعجوبة من عملية انتحارية ارهابية بطلها المزوّد حزاماً ناسفاً لبناني من صيدا يدعى عمر حسن العاصي، أفادت معلومات اولية انه ينتمي الى جماعة الموقوف الشيخ احمد الاسير، ثم سرت لاحقا معلومات رجحت امكان انتمائه الى تنظيم "داعش" وانه يعمل بوحي من اوامر هذا التنظيم الارهابي. فالاجهزة الامنية المعنية من رسمية وغير رسمية كانت منذ بداية الاسبوع المنصرم تتحرك بوحي من معلومات تحذيرية فحواها ان الارهاب اعد العدة للظهور في الساحة اللبنانية عبر عملية ارهابية نوعية تهز الوضع اللبناني برمته، وذلك بناء على دوافع شتى محتملة منها ان هذا الارهاب بدأ يعاني في الآونة الاخيرة اوضاعا صعبة في ميادين عدة ويريد ان يشتت الانظار من جهة، وان يسلط الاضواء مجددا على وجوده وقوة فعله في الساحة اللبنانية كساحة رفد وتنفس وتنفيس وصندوق بريد لبعث الرسائل الى جهات وعناوين شتى من جهة اخرى، وفق ما اعتاد عقل هذا الارهاب في التعامل مع الساحة اللبنانية طوال الاعوام التي اعقبت اشتعال فتيل الاحداث في الساحة السورية. وبناء على هذه المعلومات التي حرص المعنيون على ابقائها طي الكتمان، سارعت الاجهزة المعنية، ولاسيما منها الجيش، الى اتخاذ حزمة تدابير احترازية منها رفع درجة الاستعداد في العديد من المناطق التي تكون عادة في دائرة الخطر وخصوصا في البقاع وعكار وطرابلس والضاحية الجنوبية. ومن هذه الاجراءات نشر حواجز جديدة وإحداث نقاط مراقبة عند معابر حدودية غير شرعية بين لبنان وسوريا.

وتحت وطأة هذه المخاوف والمعلومات، عاشت على سبيل المثال مدينة النبطية ومحيطها ليل الاربعاء – الخميس الماضي حالا شديدة من الحذر والترقب والاستنفار اثر انتشار معلومات عبر مصادر شتى، منها وسائل التواصل الاجتماعي، عن مجموعة ارهابية مؤلفة من ثلاثة ارهابيين انتحاريين يستقلون سيارة رباعية الدفع في طريقها الى المدينة لتنفيذ عملية تفجير في منطقة مكتظة، وتحديداً في سوق النبطية. وعلى الفور بادرت وحدات الجيش الى اتخاذ تدابير مشددة على كل مداخل المدينة ومخارجها ونشرت حواجز تفتيش ومراقبة جديدة معززة.

وعلى رغم انه تبين لاحقا ان تلك المعلومات غير دقيقة وانها ربما بُثّت بقصد احداث موجة بلبلة واضطراب، الا ان الاجهزة المعنية لم يكن بمقدورها التعامل بلامبالاة وقلة اكتراث معها، خصوصا ان المناخات الامنية لدى هذه الاجهزة كانت كلها تحض على الحذر وتدعو الى التنبه واليقظة.

وحيال المفاجأة الامنية التي حصلت ليل السبت في احد ابرز شوارع العاصمة، والتي كانت تستهدف بتفجير انتحاري احد ابرز مقاهيه (الكوستا الذي يحتل مكان مقهى الهورس شو ذي الشهرة الكبيرة منذ ستينات القرن الماضي الى اواخر سبعيناته)، أُثيرت جملة تساؤلات عن الابعاد والاهداف العاجلة لهذا الحدث الخطير من جهة وتلك التي يمكن ان تكون آجلة. وبصرف النظر عن حقيقة الجهة التي يرتبط بها الارهابي الموقوف، فالامر جلل وبالغ الخطورة، اذ ان ظهور الارهاب في شارع مثل شارع الحمراء في قلب العاصمة ينطوي على دلائل وابعاد عدة، في مقدمها ان عقل الارهاب يخطط لتوجهات جديدة تختلف عن كل توجهاته السابقة. فالشارع المستهدف لا يقع ضمن منطقة تحسب بالعادة على جهة معينة كما هو شأن الضاحية الجنوبية التي اعتاد الارهاب الضرب فيها. وهذا يعني بشكل او بآخر ان الجهة التي دفعت الارهابي الى اختيارشارع الحمراء بالضبط ليضرب فيه الضربة الموجعة انما تريد تحقيق اهداف غير معتادة وتبدأ عهدا جديدا في عملها في الساحة اللبنانية من خلال:

- تبديد اجواء الاستقرار والتوازن والارتياح التي عاشتها البلاد في الاشهر الثلاثة الماضية في اعقاب انتخاب رئيس جديد وتأليف حكومة تمثل غالبية مكونات المشهد السياسي وعودة الروح الى العمل التشريعي، وبالتالي اعادة البلاد الى اجواء السخونة والقلق التي ارخت بثقلها على صدر لبنان واللبنانيين.

- ليس المقصود من الضربة التي لم تكتمل بفعل سهر الاجهزة جهة بعينها او تنظيما بذاته تحت الذريعة المعتادة (المشاركة في الميدان السوري)، بل يتضح ان هدف الارهاب هذه المرة كل لبنان وكل الدولة اللبنانية حاضرا ومستقبلا.

- ان الارهاب يبعث برسالة يعلن فيها انه في طور الانتقال الى مرحلة جديدة سواء في الداخل اللبناني او في الاقليم عموما، خصوصا بعد ضرباته الموجعة التي استهدفت في الايام القليلة الماضية الاردن ثم السعودية، وهذا مضمونه ان الآتي ربما كان اعظم.

وفي كل الاحوال، تنطوي عملية شارع الحمراء التي قيًض لها الا تكتمل فصولا فنجا الشارع ولبنان من كارثة، على رسالة تحد كبيرة للدولة ومؤسساتها واجهزتها. فهل ان بيروت التي دخلت للتو في تجربة شراكة سياسية جديدة تجمع كل مكوناتها الاساسية بلا استثناء، جاهزة للرد بجدارة وكفاءة على رسالة التحدي الكبيرة؟

لا يمكن أحداً ان ينكر ان الاجهزة الامنية، وخصوصا مخابرات الجيش، نجحت في الاعوام الاربعة الماضية وبجهود احترافية، في توجيه ضربات موجعة للارهاب تجسدت في القضاء على عشرات الشبكات والخلايا والقبض على رؤوس كبيرة لهذا الارهاب وشل حركته. ولكن على رغم اهمية ذلك وبلاغته، لايمكن الا القول اننا ما زلنا في بداية الطريق والتحدي.

 

إلى متى يظل عون ينتظر بدء عهده بانتخابات نيابية وتأليف حكومة جديدة؟

اميل خوري/النهار/23 كانون الثاني 2017

لو أن الرئيس ميشال عون يعلم أو يتوقع عدم التوصل الى اتفاق قانون تجرى الانتخابات النيابية على أساسه في موعده، هل كان قال أمام زواره عندما جاؤوا لتهنئته بانتخابه رئيساً: إن الحكومة المقبلة (وهي الحكومة الحالية) ليست حكومة العهد الأولى، بل هي الحكومة الأخيرة لمجلس النواب الممدّد له مرتين والمنبثق من انتخابات 2009، وأن حكومة العهد الأولى سوف تشكل بعد الانتخابات في الربيع المقبل، أم أنه لم يكن ليقول ذلك ليجعل عهده لا يبدأ إلا مع مجلس نيابي جديد يمثل إرادة الشعب تمثيلاً صحيحاً، وحكومة تنبثق منه وتكون هي أيضاً ممثلة لهذه الإرادة، حتى إذا أجريت الاصلاحات الادارية والسياسية التي وعد بها تكون تعبّر عن وعده للناس بإقامة جمهورية جديدة لها جمهورها الواسع، ولا يكون عهده امتداداً لعهود سابقة.

الواقع أن الرئيس عون يعلم أن مجلس النواب الحالي منبثق من انتخابات أجريت عام 2009 ولم يعد يمثل إرادة الشعب تمثيلاً صحيحاً، وأن وزراء يدخلون الحكومة ولم يتصرف بعضهم عندما كانوا في حكومات سابقة كما تقتضي المصلحة العامة والشفافية والنزاهة، لكنه لم يشأ فتح ملفاتهم لأنه يعتبر أن الحكومة التي تم تأليفها هي وليدة مجلس نيابي ممدّد له حتى منتصف سنة 2017، وهي آخر حكومة تنبثق منه. أما الحكومة الأولى لعهده فهي التي ستنبثق من مجلس نيابي منتخب وفي الموعد الدستوري ومن انتخابات حرة نزيهة تجرى على أساس قانون جديد عادل ومتوازن ومقبول من القوى السياسية الأساسية في البلاد، وأنه سيعمل بكل ما يستطيع لتحسين التمثيل النيابي كي يصير في الامكان تحسين التمثيل الوزاري أيضاً، إذ ليس في استطاعته وحده تحقيق التغيير والاصلاح الذي وعد به ما لم يكتمل تكوين السلطة باجراء انتخابات نيابية حرة نزيهة وعلى أساس قانون عادل ومتوازن يحقق التمثيل الصحيح لشتى فئات الشعب وأجياله، وحكومة منسجمة ومتجانسة قادرة على مكافحة الفساد قبل أن يصبح وحشاً يصعب القضاء عليه، وقبل أن يصبح للسارق أجنحة يطير بها هرباً من الممارسة والمساءلة. فعندما يوضع الوزير الصالح في المكان الصالح وتصطلح دوائر الوزارة من تلقائها حتى من دون حاجة الى قوانين، لأن الوزير النزيه والشفّاف يستطيع تنظيف وزارته من كل مرتكب ومختلس عندما يضع على رأس كل إدارة من هو شبيه به بالنزاهة والشفافية، فالنظافة والنزاهة والشفافية هي مسألة أخلاق قبل أن تكون مسألة قوانين. فصاحب الأخلاق الحميدة والضمير الحي لا يحتاج الى قانون يطلب منه التخلص من المواد الغذائية الفاسدة مثلاً حرصاً منه على حياة الناس وسلامتهم، بل يفعل ذلك من تلقائه وبوحي من ضميره وسمو أخلاقه. لذلك فإن الشفافية تسود كل إدارات الدولة ومؤسساتها عندما تبدأ من رأس الهرم الى القاعدة كي لا يصبح الفساد أزمة أخلاق.

والسؤال المطروح الآن والمثير للقلق هو: ما العمل إذا لم تجرَ الانتخابات النيابية في موعدها وعلى أساس قانون عادل ومتوازن يحقق التمثيل الصحيح لشتى فئات الشعب وأجياله ليصير في الامكان تأليف حكومة العهد الأولى التي تأخذ على عاتقها مسؤولية اجراء التغيير والاصلاح وبوضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وإخراج غير المناسب من المكان غير المناسب، حكومة تتألف من وزراء مشهود لهم بالنزاهة والخبرة والنظافة والورع ليبدأ معها العمل المجدي والمثمر لمصلحة كل الوطن والمواطنين، فيقضى على أي شكل من اشكال الفساد ولا يعود يسمع الناس بارتكاب الفضائح وعقد الصفقات ولا من رقيب ولا حسيب؟ وما العمل إذا استمر الوضع الراهن، فلم تجر انتخابات نيابية ولا كان مجلس نيابي جديد ولا حكومة جديدة تُعنى بما وعد به الرئيس عون، والى متى يظل رئيس الجمهورية ينتظر الاتفاق على قانون جديد مع حكومة لا يعتبرها الحكومة الأولى لعهده، وماذا في استطاعته أن يفعل اذا ظلّت أيام ولايته تمضي وكأنها امتداد لعهود سابقة وحكومة ليست حكومته ومجلس ليس منبثقاً من انتخابات نيابية جديدة معبرة عن إرادة الشعب، بل من مجلس نيابي منبثق من انتخابات 2009 ولا تعبّر تعبيراً صحيحاً عن هذه الإرادة، ولا يبدأ بها عهده؟ إن لبنان هو الآن أمام مأزق انتخابات نيابية أشدّ خطورة من مأزق الانتخابات الرئاسية، وصار لا بد من قرار يتحمل مسؤولية اتخاذه رئيس الدولة والحكومة وكل القوى الفاعلة، وإلا عاد الناس الى الشعور بخيبة الأمل.

 

مصر لا سوريا عنوان الاهتمام الأميركي الجديد؟ ترامب أيضا أمام إرباكات المنطقة ومتغيراتها
روزانا بومنصف/النهار/23 كانون الثاني 2017

مع اقرار علني واسع من رؤساء دول وقادة كبار على غرار البابا فرنسيس او وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتانماير اللذين كانا من ابرز المعلقين على مواقف الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب غداة تنصيبه بان الاخير مفاجىء وشعبوي لا يمكن توقع تصرفاته بحيث يتعذر مقاربة اي توقعات لسياساته من منطلق منطقي او موضوعي كما يجري عادة، تتجه انظار المراقبين بعد تسلم ترامب مهماته لتبين اولى المؤشرات الخارجية لسياساته. اذ بصرف النظر عن طبيعة خطابه الرئاسي الذي كان ملتبسا وغير تقليدي ثمة من يعطي اهمية بداية للملف السوري استنادا الى المؤتمر الذي ينطلق غدا في استانا بدعوة من روسيا ورعاية اقليمية من تركيا وايران فيما لم تتجاوب واشنطن كليا مع دعوة روسيا بايفاد وفد من الخبراء مكتفية بمشاركة السفير الاميركي في كازاخستان في جولة المفاوضات الاولى. الا ان مصادر ديبلوماسية تعرب عن خشيتها من الا تكون سوريا هي فعلا هي المؤشر الذي سيدفع الادارة الاميركية الجديدة الى اظهار التزامها من عدمه لشؤون المنطقة وشجونها وفق ما يتوقع او ينتظر متابعون كثر وفق رهانات متناقضة في هذا الاطار. اذ ان سوريا كانت تعني كثيرا للولايات المتحدة وربما لا تزال على المستوى الاستخباري نتيجة تعاون عائلة الاسد ثم الابن مع الولايات المتحدة بقوة على هذا الصعيد، لكن قد لا تكون واشنطن "الجديدة" معنية باظهار اي اهتمام يتعدى ذلك في المدى المنظور في ظل تركيز وحيد واساسي عبر عنه الرئيس الجديد الداخل الى البيت الابيض وهو محاربة الاسلام المتطرف كما قال والذي يفترض التركيز على مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية في حين انه قد يعني اكثر من ذلك ايضا. فهذه المصادر تعتقد ان مناطق او دول اكثر حساسية قد تفرض نفسها على جدول اعمال الادارة الاميركية الجديدة على نحو اسرع مما هو متوقع وهي تتمثل في ما تعتبره وضعا خطيرا تواجهه مصر على مستويات عدة. ومصر برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي فتحت قنوات مع الرئيس ترامب بحيث ان هذا الاخير اشاد بنظيره المصري. الا ان اي تطورات غير متوقعة في مصر قد تكون مربكة للادارة الجديدة كما للادارة السابقة التي توجت قمة ارتباكاتها حيال الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في مصر فبادرت ادارة باراك اوباما بسرعة الى سحب البساط والغطاء من تحت اقدام ورأس الرئيس حسني مبارك كما انفتحت على اختيار الشعب المصري يومها قيادات الاخوان لحكم مصر قبل ان تعود الامور فتنقلب لغير مصلحة هؤلاء. ويقول مطلعون ان الوضع المصري يتسم بدرجة كبيرة من الخطورة وعلى مستويات عدة بحيث من غير المستبعد ان تشهد مصر متغيرات كبيرة في المدى المنظور على وقع ارباكات يتخبط بها الحكم المصري. تستدل هذه المصادر على ذلك بجملة مؤشرات ليس اقلها التخبط في موضوع جزيرتي تيران والصنافير ليس بمغزى التراجع عن التسليم بملكية المملكة السعودية لهما بل بمغزى الابعاد الاقليمية للموضوع في ظل اعتقاد ان هناك مرونة غير طبيعية من جانب النظام المصري في اتجاهات معينة. واي تغيير في المعطى المصري من شأنه ان يحدث اهتزازات في واشنطن لاعتبارات عدة ليس اقلها ان العلاقات بين الجانبين الاميركي والمصري استعادت حيويتها بصعوبة فائقة وهي ليست كما في الماضي فضلا عن اهمية مصر كحليف طبيعي للولايات المتحدة من جهة وطرف محوري واساسي في العلاقة مع اسرائيل من جهة اخرى، في حين ان التغييرات التي يخشى كثر حصولها او بالاحرى يتوقع حصولها يمكن ان تؤثر في اتجاهات متشعبة نظرا الى الموقع الجيوبوليتيكي لمصر في المنطقة علما ان التغييرات في المنطقة لا تقتصر عليها وهناك تغييرات جوهرية ايضا في تركيا وهي على غير ما هي الحال في العراق وسوريا. الامر الذي يتوقع ان يربك الولايات المتحدة كما اربكها في ولايتي اوباما بما لا يمكن الادارة الاميركية ان تنأى بنفسها حتى لو شاءت عن طبيعة التطورات المرتقبة في حال ارتباك الرئاسة المصرية اكثر مما هي عليه راهنا.

وتاليا فان الباب لابرز المؤشرات التي قد تتخذها السياسة الخارجية للادارة الاميركية الجديدة قد لا يأتي من بوابة سوريا او العراق او ربما ايضا ايران بل يخشى ان يأتي وفق المصادر الديبلوماسية المعنية من بوابة مصر علما ان الاخيرة لا تبدو تحت المجهر بمقدار الدول التي سبقتها او بالحاح الوضع في هذه الدول اقله من منطلق انها ليس في حال حرب مماثلة على الاقل بل في وضع اقتصادي في غاية الخطورة وفي وضع سياسي غير مريح وغير مطمئن على رغم ان موضوع حقوق الانسان او الديموقراطية لم يعودا امرين على جدول اعمال الحكومة الاميركية الجديدة في المطلق وفق ما اعلن الرئيس ترامب في خطابه علما ان هذين البندين تراجعا عن ان يكونا كذلك مع ولاية اوباما الثانية. كما ان هذين الامرين ليسا على جدول اي تعامل مع مصر نظرا الى دقة الوضع فيها الذي لا يمس في حقيقة الامر لا علنا ولا ضمنا لاعتبارات مختلفة في الوضع الراهن.

لكن هذه المقاربة تبقى في اطار التفكير تقليديا في ما يتوقع ان تقوم به الولايات المتحدة في حين ينتظر الجميع الاستدلال على كيفية التعاطي مع طريقة تفكير الادارة الجديدة وما تعنيه المنطقة بالنسبة اليها.

 

الاستعجال الروسي في طرطوس

خيرالله خيرالله/العرب/23 كانون الثاني/17

تبدو روسيا على عجلة من أمرها في انتظار ما سيفعله دونالد ترامب. هذا ما يفسّر الاتفاق الذي وقّعته مع النظام السوري في شأن “مراكز الإمداد المادي والتقني الروسي في طرطوس”. الملفت أن الاتفاق الذي يعني توسيع وجودها في طرطوس وقّع قبل ثماني وأربعين ساعة من دخول ترامب إلى البيت الأبيض. إضافة إلى ذلك، سارعت موسكو إلى نشر بنود الاتفاق عبر وسائلها الإعلامية من بينها موقع “روسيا اليوم”. مدة الاتفاق 49 عاما قابلة للتجديد. تريد موسكو توجيه رسالة فحواها أنّها في سوريا لفترة طويلة، وأنّ طرطوس تعني لها الكثير، وأن لا بدّ من صفقة معها تحفظ لها مصالحها.

نجد روسيا تقدم على خطوات معيّنة استعدادا لعهد الرئيس الأميركي الجديد الذي يحضر لكل أنواع المفاجآت. الكلام عن مفاجآت كلام جدّي، أقلّه لسبب واحد. هذا السبب هو أن ليس هناك من يستطيع التكهن بما ستُقْدم عليه الإدارة الجديدة، لا في الداخل ولا في الخارج. الأمر الوحيد الأكيد أنّ ترامب يؤمن بـ“أميركا أوّلا”. هاتان الكلمتان كانتا الكلمتين الأهمّ في خطاب القَسم الذي يشبه خطاب مرشح للرئاسة يريد تعبئة الناس حوله، أكثر بكثير من خطاب رئيس للقوّة العظمى الوحيدة في العالم. لدى مراجعة خطاب ترامب، لا تظهر دلائل تشير إلى أنّه قرّر ما الذي يريده فعلا. ما زال يطلق شعارات لا ترجمة لها على أرض الواقع من نوع إعادة فتح المصانع الأميركية المقفلة التي أكلها الصدأ، خصوصا مصانع السيّارات في ولاية ميشيغان. يدعو مواطنيه إلى شراء البضاعة الأميركية وتوظيف أميركيين. هل نسي أنّه ابن النظام الأميركي الذي يؤمن بقوانين السوق والمنافسة، وأنّ العالم تغيّر إلى درجة أن الرئيس الصيني يذهب إلى منتدى دافوس من أجل الدفاع عن العولمة وعن الأسواق المفتوحة. هناك وعود ووعود يطلقها ترامب الذي ثبّت الكونغرس وزير الدفاع الذي رشحه لهذا الموقع وهو الجنرال جيمس ماتيس. يمتلك ماتيس على العكس من ترامب رؤية واضحة ومعرفة عميقة بالشرق الأوسط ومنطقة الخليج والدور الإيراني في كلّ مجال من المجالات، بما في ذلك العراق وسوريا ولبنان. بالنسبة إليه، يمكن التعامل مع روسيا، ولكن من دون الاستخفاف بالدور السلبي الذي تلعبه، لكنّ الخطر الأكبر بالنسبة إليه هو سياسة إيران التي تلعب دورا في زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط. لا ينطلي الكلام الذي يطلقه المسؤولون الإيرانيون عن “محاربة الإرهاب” على أحد، خصوصا على وزير الدفاع الأميركي الجديد الذي لا يؤيد التخلّص من الاتفاق الذي توصلت إليه مجموعة الخمسة زائد واحدا. كلّ ما يريده هو أن تلتزم إيران حدودها وتتصرّف كدولة طبيعية ولا تستغل الاتفاق في شأن ملفّها النووي من أجل تغطية الممارسات التي تقوم بها على الصعيد الإقليمي. باعت إيران ملفها النووي لإدارة باراك أوباما التي اختزلت كل مشاكل الشرق الأوسط والخليج بهذا الملفّ. ليس لدى الروسي ما يبيعه. لم يخلق اقتصادا قابلا للحياة. لا يزال رهانه على عقد صفقة مع الإدارة الجديدة تمكنّ الرئيس فلاديمير بوتين من القول لمواطنيه إنّه استعاد أمجاد روسيا، وإنّه أعادها قوّة عظمى يحسب لها حساب في كلّ العالم. فات بوتين أنّ الاقتصاد كان من بين أسباب انهيار الاتحاد السوفياتي. لا تنفع إقامة القواعد العسكرية في مختلف أنحاء العالم في غياب الاقتصاد القوي. هذا لم يمنع الرئيس الروسي من العودة إلى ممارسات الماضي والدفع في اتجاه تكريس الوجود الروسي على المتوسط عبر قاعدة طرطوس والاتفاق الجديد في شأن توسيعها استنادا إلى معاهدة الصداقة والتعاون الموقعة بين سوريا والاتحاد السوفياتي في العام 1980، وهي معاهدة ارتبطت بشعور النظام السوري، في تلك المرحلة، بتهديدات داخلية مصدرها المعارضة الشعبية له، فضلا عن المواجهة مع الإخوان المسلمين، وهي مواجهة توّجت بمجزرة حماة في شباط ـ فبراير 1982. من بين ما تضمنه الاتفاق المتعلّق بتوسيع قاعدة طرطوس بنود تظهر إلى أيّ حدّ استسلم النظام لروسيا. لا يشبه هذا الاستسلام سوى الاستسلام الآخر لإيران في دمشق والمناطق المحيطة بها، خصوصا على طول الحدود مع لبنان. مما جاء في الاتفاق الروسي ـ السوري المتعلق بطرطوس وقاعدتها البحرية:

“يحق للجانب الروسي إرسال أيّ أسلحة وذخيرة وأجهزة ومواد لضمان عمل مركز الإمداد المادي والتقني، ولضمان أمن العاملين في مركز الإمداد وأفراد عائلاتهم وأفراد طواقم السفن ولتنفيذ مهام السفن الحربية الروسية. ولا يفرض الجانب السوري أي رسوم على إدخال المواد المذكورة إلى الأراضي السورية.

العاملون في مركز طرطوس الذين يصلون إلى سوريا على متن سفن حربية لا يجـوز تفتيشهم مـن قبل أجهزة حرس الحدود والجمارك للجمهورية العربية السورية.

يتمتع مركز الإمداد المادي والتقني بحصانة كاملة من القانونين المدني والإداري للجمهورية العربية السورية”. هذا غيض من فيض مما ورد في نصّ الاتفاق الذي يكشف نصّه، أوّل ما يكشف، إلى أيّ حدّ انهار النظام السوري. كذلك يكشف أن لروسيا أهدافها في سوريا وأن رهانها على أن الصفقة مع إدارة ترامب ستحصل، فيما والوجود الإيراني إلى تقلص. هل الحسابات الروسية في محلّها؟ الجواب على مثل هذا السؤال معقّد. هذا عائد إلى أن النظام السوري يعرف أنه ليس قادرا على الاتكال على روسيا وحدها كي يضمن بقـاء بشّار الأسد في دمشق. لذلك عليه التمسّك أيضا بالورقة الإيرانية. دفعه ذلك إلى توقيع سلسلة اتفاقات أخرى مع الجانب الإيراني شملت رخصة ثالثة للهاتف الجوّال. في كلّ الأحوال، تبدو روسيا متمسّكة بالورقة السورية أكثر من أي وقت. في استطاعتها فرض شروطها على النظام السوري. يبقى المهمّ أن تكون إدارة ترامب نفسها مهتمّة بالورقة السورية بغض النظر عن الطرف الممسك بها. من خلال تصرفات الرئيس الأميركي الجديد ومواقفه، يتضح أنّ من بين الأشياء التي تهمّه استرضاء إسرائيل. سوريا مهمّة لإدارته من الزاوية الإسرائيلية. هذا ما يفسّر العلاقة العميقة بين بوتين وبنيامين نتانياهو والتنسيق بينهما. مثل هذه العلاقة وهذا التنسيق سيسهلان، إلى حدّ كبير، الصفقة الأميركية – الروسية في شأن سوريا. إنّها صفقة لا يمكن إلّا أن تشمل رأس الأسد الابن في مرحلة ما تنتفي فيها الحاجة إليه وإلى ألاعيبه التي تجاوزها الزمن. هذا ما بدأت تستوعبه تركيا التي أعلنت بلسان نائب رئيس الوزراء فيها محمد شيشمك حديثا أنّ “علينا أن نكون براغماتيين وواقعيين. الوضع تغيّر على الأرض إلى درجة كبيرة. لم يعد يسع تركيا أن تصرّ على تسوية من دون الأسد. هذا غير واقعي”. مثل هذا الكلام ليس تغييرا في الموقف التركي، بمقدار ما أنّه استعداد للمرحلة المقبلة ولصفقة ليس معروفا كيف ستواجهها إيران.

 

مع ترامب.. ضد الإسلاميين مهما كان الثمن

صلاح الدين الجورشي/عربي21 / الأحد، 22 يناير 2017

ليس صحيحا القول بوجود إجماع في العالم العربي حول الخوف من توجهات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هناك جزء من النخب العربية يشعر أصحابه حاليا بسعادة عميقة بعد وصول هذا الرجل إلى البيت الأبيض. وتعود سعادتهم بالأساس إلى إصراره القوي على محاربة الإسلاميين بمختلف اتجاهاتهم ومواقعهم. لا يهم هؤلاء أن ينقل ترامب السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، وأن يقطع الطريق على إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة، وأن يقايض الدول العربية وفي مقدمتها دول الخليج بالمال مقابل الحماية. هذه مسائل قد تعتبر عند هؤلاء تفاصيل صغيرة، أو مسائل يمكن معالجتها في مرحلة أخرى، المهم من وجهة نظرهم أن تعود السياسة الأمريكية إلى المربع الأول، وهو مربع العداء للإسلاميين ومحاربتهم بمختلف الوسائل.

قال ترامب في خطاب حفل التنصيب: "سنقود العالم ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف وسنمحيه من على وجه الأرض". وهو لا يقصد فقط داعش والقاعدة، بل جميع حركات الإسلام السياسي، حيث تتهيأ إدارته في أول خطوة لها أن تعلن عن أن حركة الإخوان المسلمين تنظيمم إرهابي. فالرئيس الأمريكي الجديد لا يؤمن بأن هناك فوارق بين التيارات الدينية الناشطة والمسيسة، ويعتقد بأنها جميعا ذات مخطط واحد، ويجب محاربتها. وهو بهذا القول يلتق مع عديد الأفراد والتنظيمات السياسية العربية الذين يؤمنون بنفس القول ، ويعتبرون أن من تطلق عليهم صفة الإسلاميين لا تشقهم خلافات حقيقية وجدية، ولا يوجد بينهم معتدل وآخر متطرف، وبالتالي يجب التعامل معهم جميعا بأسلوب واحد هو الحرب والإقصاء.

هذه الأطراف أزعجتها كثيرا التحولات التي طرأت على السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة بعد سلسلة الثورات أو الانتفاضات التي حصلت بالمنطقة. ونقصد تحديدا التحول الذي طرأ على موقف المؤسسات الأمريكية من دخول الإسلاميين المعترك السياسي المفتوح، والاستعداد للتعامل معهم في حال وصولهم إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع. وفعلا يعتبر هذا الأمر تحولا لافتا للنظر من قبل دولة عظمى كانت دائما علاقتها مع الإسلاميين تقوم على الحذر والشك والخطاب المزدوج. وقد ترسخ هذا الحذر وتحول إلى عداء بعد تجربتين قاسيتين بالنسبة للأمريكان.

حصلت التجربة الأولى عندما نجحت الثورة الإيرانية في الإطاحة بنظام الشاه الذي كان أهم حليف استراتيجي للولايات المتحدة بعد إسرائيل في الشرق الأوسط. ولم تكتف الثورة بذلك، بل اعتدت على الدبلوماسيين الأمريكان، ووصفت سفارتهم بوكر الجواسيس، واختارت القطيعة الكاملة مع أمريكا إلى يوم الناس هذا رغم التقارب الأخير الذي حصل بين البلدين والنظامين.

أما التجربة الثانية فقد كانت أكثر قسوة، وذلك عندما انقلب طالبان على حليفهم السابق الذي دعمهم في حربهم ضد السوفيات، وبدل أن يصبحوا حلفاء دائمين ومضمونين لواشنطن، سمحوا لتنظيم القاعدة بأن يتخذ من أفغانستان منصة لضرب أمريكا في عمقها الاستراتيجي من خلال عملية 11 سبتمبر الشهيرة.

رغم ذلك كله، جاءت إدارة أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلنتون، وفتحت مجال اللعب مع الإسلاميين بطريقة مفاجئة أذهلت الجميع، بما في ذلك الإسلاميون أنفسهم.

إعلان ترامب الحرب على الإسلاميين لا يعكس تطورا طبيعيا للسياسة الأمريكية، لأنه لم يحصل تقييم جدي من قبل المؤسسات الأمريكية لما تم القيام به طيلة السنوات الست السابقة. وإنما يعكس ذلك رغبة مجموعة نافذة تعتقد بأن القطع مع الإسلاميين يمكن أن يشكل ورقة تخدم في هذه المرحلة توجهات الرئيس الجديد، وتساعده بالخصوص على وضع جزء هام من أنظمة الحكم إلى جانب جزء من نخب العالم العربي وكذلك العالم الإسلامي في صفه لتنفيذ أجندته الجديدة. فهل تأييد هذه النخب لمثل هذا التوجه سيكون في مصلحة المنطقة؟

هنا تجدر الإشارة إلى أن عموم الإسلاميين نادرا ما كانت لديهم رؤى استراتيجية بعيدة المدى، يتمسكون بها ويضعون لها الخطط والسياسات والوسائل المناسبة، ويصبرون على تنفيذها بقطع النظر عن حجم الصعوبات وما يحصل من متغيرات ظرفية. لقد كانت ردودهم في الغالب ولا تزال ظرفية وعاطفية، ويختلط فيها الأيديولوجي بالسياسي، وهو ما جعل تاريخ الكثير من حركاتهم وجماعاتهم يتخذ مسارا دائريا يمكن وصفه بتاريخ الأزمات المستمرة والمتجددة. وفي لحظات الخروج من النفق ورفع الرأس فوق الماء تهمين عليهم روح انتصارية عالية جدا تفقدهم التوازن، فتغيب عنهم الاحتمالات الأكثر سوء، ويفقدون القدرة على استشراف المستقبل، فتتكاثر أخطاؤهم وسرعان ما يجدون أنفسهم محشورين من جديد داخل ذلك النفق الطويل. وتلك هي اللحظة المناسبة التي ينتظرها خصومهم بفارغ الصبر للإجهاز عليهم من جديد، وإبعادهم عن ساحة الفعل. وهو ما حصل في مصر وفي غيرها من الساحات.

هكذا تبدو الصورة الآن، مرحلة صعبة جديدة سيمر بها عموم الإسلاميين في المنطقة، وسعي متجدد من سياسيين ومثقفين عرب نحو الاقتراب من إدارة ترامب لتشجعها على المضي قدما في محاربة هؤلاء، ولن يتهاونوا في تقديم النصائح والدعم المختلف لعلهم يتمكنون من سحب الغطاء الأمريكي من فوق الإسلاميين ويستأثرون هم به. وكما قال ذلك الرجل العظيم مهاتما غاندي: "كثيرون حول السلطة، قليلون حول الوطن".

 

«جماهيرية» ترامب التي تطرح على العالم تصوّراً يستحيل فرضه

 جورج سمعان/الحياة/23 كانون الثاني/17

دونالد ترامب كان صادقاً مع نفسه في خطاب تنصيبه رئيساً. كرر ما سمعه العالم منه أثناء الحملة الانتخابية وبعدها. لم يتوقف عند الكلام الكثير الذي كشف كماً هائلاً من التناقضات في تصريحاته. ولم يلفته أن مواقف رجال إدارته ومواقفه على طرفي نقيض. لا يريد سوى سماع صوته وتغريداته. أعلن قيام «جماهيريته». وعدد عناوين برنامج عمله. جدد وعوده لإعادة بناء أميركا عظيمة، والاهتمام بالاقتصاد والبنى التحتية للبلاد وتوفير فرص العمل... لكنه في المقابل فتح جبهات حرب في الداخل والخارج. لم يكن متوقعاً بالطبع أن يشرح في كلمته الموجزة بعد أدائه القسم كيف سيترجم سياساته، أو كيف سيفي بوعوده. أولى معاركه في سعيه «نقل السلطة من واشنطن إلى الشعب». وهو شعار من صميم الديموقراطية. ولكن يبدو أنه صمّ أذنيه عن أصوات المتظاهرين الذين نددوا به. ولم يقرأ اللافتات التي رفعت في الطريق إلى مبنى الكابيتول: فاشيون جدد، وعنصريون... ولم يعر اهتماماً لمقاطعي حفلة أدائه القسم، أو للذين شككوا بشرعيته في ضوء التقارير عن تدخل روسيا لمصلحته. ولم يشاهد الحشود الأمنية الاستثنائية التي رافقت حفلة تنصيبه خوفاً من صدامات بين مؤيديه ومعارضيه في الشارع والذين قد يتساوون بالشعبويين. فهم لم يوفروا محلات ومطاعم وسيارات ومعالم من عنف وتحطيم. والأهم من كل ذلك أن الأميركيين الذين وعدهم بإعادة السلطة إليهم لا يرحبون به. فمؤسسات الاستطلاع تتحدث عن شعبيته المتدنية وغير المسبوقة من عقود.

أن يكون هو في طرف المشهد وأكثر من نصف الأميركيين في طرف آخر ليس هو التناقض الوحيد. والحقيقة أنه ليس وحده المسؤول عن الخلل الذي أصاب وحدة بلاده. فالانقسام ليس بين الحزبين الكبيرين فحسب، بل بين مكونات الشعب وأعراقه وألوانه المتعددة. وهو بدأ يتعمق منذ رئاسة جورج بوش الابن. ولم ينجح خلفه باراك أوباما في ردم الهوة التي ازدادت اتساعاً. ولا تبشر المواقف التي أطلقها ترامب قبل دخوله البيت الأبيض بالقدرة على تجسير هذه الهوة، إن أطلق في خطابه دعوة تصالحية لجميع مواطنيه. لعل أول معاركه ستكون مع الطبقة السياسية الحاكمة والنخبة وشبكة المصالح المرتبطة بها أو ما سماها المجموعة الصغيرة التي حصدت الفوائد ولم تشاركها الغالبية الثروة. والحقيقة أن الذين يتوعدونه أو ينعتونه بأنه يحارب كل طاحونة هواء يجدها، كما عبر السيناتور جون ماكين، هم مسؤولون عن وصوله إلى البيت الأبيض. النظام السياسي والاقتصادي برمته مسؤول أيضاً. هذه الشعبوية التي طغت أصواتها ورفعته إلى البيت الأبيض تيار لا يستهان به. هذا التفاوت الشاسع بين أهل المدن وسكان الأرياف وهجرة المصانع وإقفال بعضها، والذهاب بعيداً في التجارة الحرة وعولمة كل شيء مسؤولة أيضاً. ومثلها الحروب الاستباقية والانخراط في سياسة تغيير الأنظمة كلها لم تؤد إلى ترنح الاقتصاد الأميركي فحسب بل كانت هزيمة صارخة للمحافظين الجدد والليبراليين الجدد أيضاً.

لكن أولويات الرئيس ترامب التي عددها في خطابه لن يكون إنجازها سهلاً. الرؤية الجديدة التي بشّر بها ستعترضها عقبات جمة. في الشق الداخلي قد لا يواجه معارضة كبيرة في الكونغرس لقراراته الاقتصادية ولمعالجة مشكلة الهجرة غير المشروعة أو حتى لبناء الجدار مع المكسيك. لكن مسيرة تعامله مع النخب السياسية في الحزبين الديموقراطي والجمهوري لن تكون معبدة وسهلة، حتى وإن كان حزبه يسيطر على غرفتي الكونغرس. فللحزب حساباته من أجل الحفاظ على جمهوره والحفاظ على موقعه في السلطة. لذلك سيشكل بعض أقطاب الجمهوريين سداً بوجهه وعلى رأسهم جون ماكين، فضلاً عن الديموقراطيين وطبقة واسعة من النخب الاقتصادية والثقافية والفنية. أما وعده بإعادة النظر في منظومة عمل المصانع وفي اتفاقات التجارة الحرة فلن يكون سهل التحقيق. الأمر يشبه مقاومة العولمة أو ثورة التكنولوجيا التي حرمت الحكومات الكثير من امتيازاتها مثلما حرمت طبقات وشباباً من فرص العمل. إضافة إلى أن الصين المعنية الأساس بهذا الأمر فلن يكون التفاوض معها بلا أثمان وتضحيات. هدد بقطع دابر الجريمة والعصابات وتجار المخدرات. لكن حظه لن يكون أفضل من حظ سابقيه ممن سكنوا البيت الأبيض.

في السياسة الخارجية، وضع محاربة الإرهاب الإسلامي المتشدد في رأس القائمة. تستدعي هذه الحرب تحالفات وصفقات واتفاقات تعاون مع الدول الكبرى والإقليمية. لكن التعاون ستعترضه سياسات مختلفة ومتناقضة أو متناحرة حتى. كيف يمكن مثلاً التعاون مع أوروبا في هذه الحرب وهي يتوقع تفكك اتحاد القارة العجوز وينعى حلف «الناتو» الذي توكأت عليه بلاده في أفغانستان والعراق وأماكن أخرى؟ وكيف التعاون مع باكستان مثلاً فيما العلاقات بين أميركا والهند تثير حفيظة باكستان؟ وكيف التعاون مع تركيا فيما البنتاغون يعتمد على الكرد في سورية والعراق بمواجهة «داعش» ومثيلاته، وأنقرة ترسم سياسات بعيداً عن الشريك التقليدي؟ الانحياز إلى أنقرة أو الاعتماد عليها سيكون بالتأكيد على حساب تطلعات الأكراد. وعد بتعزيز التحالفات القديمة وببناء تحالفات جديدة. ولكن كيف يمكنه مثلاً إحياء علاقات تقليدية سليمة مع قوى وازنة في العالمين العربي والإسلامي إذا أقدم على نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس؟ مثل هذه الخطوة ستضعف أيضاً حربه على الإرهاب. وستثير غضباً واسعاً في هذين الشارعين وتعرّض مصالح الولايات المتحدة للخطر، وتعزز آلة الإرهابيين لاستقطاب المزيد من «الجهاديين». وهل يمكنه الوقوف بوجه العالم الذي تمسك في باريس قبل أيام بحل الدولتين؟ وهل يمكنه التخلي عن «الناتو» ليفتح ساحة أوروبا وغيرها من الساحات أمام نهم الرئيس فلاديمير بوتين الذي أفاد من انفكاء إدارة الرئيس أوباما وعزوفها عن التدخل، فاقتطع شبه جزيرة القرم، ويحرك الانفصاليين في دونباس شرق أوكرانيا ويهدد دولاً في الفضاء القريب من روسيا؟ وكيف يمكنه اعتماد شراكة موضوعية ومنصفة أو لنقل سياسة مختلفة في سورية التي بنى فيها الكرملين قواعد ثابتة تشكل نقطة انطلاق إلى الشرق الأوسط كله؟ أما أن يعيد النظر في الاتفاق النووي مع إيران أو مواجهة تمددها شرقاً وغرباً فمسألة أكثر تعقيداً من إطلاق الأوصاف على الاتفاق والتهديد بتمزيقه. وتصحيح الخلل الذي أصاب علاقات واشنطن بعواصم الخليج وقوى عربية أخرى بسبب اندفاع أوباما نحو طهران يستدعي جهوداً جبارة. إحياء الصيغة القديمة التي كانت أيام الشاه في الخليج مثلاً عفّى عليها الزمن. فإيران تبدلت ومثلها دول الخليج.

تبدو الوقائع أكثر تعقيداً، والتحديات عصية على المواجهة. من حقه أن يرفع شعار أميركا أولاً. وهي كانت قبله كذلك بالنسبة إلى أسلافه. ومن حقه التشديد على مصالح بلاده. ولعله مصيب في التخلي عن فكرة تعميم الديموقراطية أو تعميم النموذج الأميركي الذي تحمس له المحافظون الجدد والليبراليون الجدد والعالم يشاهد ما حل ويحل بالعالم العربي مثلاً من حروب أهلية وانبعاث شيطان الطوائف والمذاهب والعرقيات. أما بناء علاقات تعاون مع روسيا - بوتين فلا نعرف كيف سيوفق الرئيس ترامب بين موقفه وموقف صقوره من جنرالات وغيرهم الذين يرون إلى روسيا خطراً مثلها مثل إيران. إنه موقف وزير الدفاع الجديد الجنرال جيمس ماتيس ومديري الاستخبارات مايكل بومبيو ودان كوس، فضلاً عن شريحة وازنة من صقور الجمهوريين والديموقراطيين أيضاً. بالأمس كان جو بايدن نائب الرئيس السابق كان ينادي من كييف بمواجهة العدوان الروسي. قد لا يتكمن ترامب من تجاهل توصيات «السي آي إي» وتقارير أركانه ودوائره. استخباراته تؤكد أهمية الحفاظ على «الناتو» والتأهب الدفاعي بوجه روسيا لمواجهة أخطار نفوذها وتمددها. وتتمسك بالعلاقات المتينة عبر الأطلسي والشراكة مع الاتحاد الأوروبي. وتخشى كثيراً من تداعيات نقل السفارة الأميركية إلى القدس. وتعلق أهمية كبيرة على العلاقات مع دول الخليج وغيره من دول عربية. إذا كان الرئيس ترامب براغماتياً، كما يوصف رجال الأعمال عادة، فقد لا يجد مناصاً من الاستماع إلى أركان إدارته ومستشاريه من ذوي الخبرة في الدفاع والأمن. وإذا كان ينوي فعلاً إحياء التحالفات التقليدية لأميركا مع الخارج فلا بد من تبديل الموقف من «الناتو» والاتحاد الأوروبي ومن كثير من الدول العربية وغيرها من قوى. ولا بد من سياسة واقعية في التعامل مع الصين وروسيا وغيرهما من قوى إقليمية كبرى. ولى زمن احتكار الكبار أو الولايات المتحدة وحدها أسباب القوة وسلطة فرض سياساتها على العالم. فهل يستطيع الرئيس الجديد أن يقدم نموذجاً أميركياً جاذباً كما قال في خطاب التنصيب أم أنه سيفتح جبهات في الداخل والخارج ويشعل حروباً لا تشبه بالتأكيد حروب دون كيشوت بوجه طواحين الهواء؟ صدق السيناتور ماكين بوصف حروب ترامب لكنه ربما تناسى أنه رئيس أكبر دولة في العالم وبيده قرار أكبر قوة اقتصادية وقوة عسكرية، وحروبه إذا أشعلها ستطحن الأخضر واليابس! ويخشى أن يتجاهل ترامب أن «رؤيته» للعالم قد يستحيل فرضها مثلما يستحيل عليه تالياً أن يقرر وحده صورة النظام الدولي الجديد...

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

ريفي: الجميع متآمر للعودة الى الستين ولن نقبل بالانبطاح والتساهل بكرامتنا

الأحد 22 كانون الثاني 2017 /وطنية - التقى اللواء أشرف ريفي في مكتبه في طرابلس وفودا شعبية من مختلف المناطق الشمالية، اعلنت "الوقوف بجانبه في وجه من ينفذ الكيدية السياسية التي تمارس بحقه"، مؤيدة "مواقفه الوطنية الثابتة التي تدعو دائما الى العيش المشترك ومحاربة السلاح غير الشرعي وفرض الامن والاستقرار بواسطة القوى العسكرية والامنية الشرعية". وقال أمام وفد من جبل اكروم: "هذه المنطقة وسائر مناطق عكار مشهود لها بالكرم والرجولة والشجاعة و والشهامة، وسأبقى واياكم على درب الحرية والكرامة والعزة والعنفوان. لن نقبل بالانبطاح والتساهل بكرامتنا، ولسنا مجموعة مستضعفة نهائيا، ويتوهم من يعتقد أن سلاحه غير الشرعي سيمكنه من تغيير قناعتنا وطريقة تفكيرنا، فسلاحه لا يمكن ان يكون قيمة مضافة له بل قيمة سلبية سترتد عليه عاجلا ام آجلا". أضاف: "نحن على ابواب معركة انتخابية حامية، وقد اخذنا القرار بخوضها، واذا ارادوا الابقاء على قانون الستين فنحن له، وجاهزون لخوض المعركة الانتخابية باي قانون يتم الاتفاق عليه، وبالمناسبة استطيع ان اقول لكم وبأسف شديد ان الجميع متآمر للعودة الى قانون الستين، ولكن سنخوض الانتخابات في كل الدوائر التي لنا فيها "ثقل ووزن شعبي" لنشكل نواة تغييرية في هذا الوطن، لان الوضع لم يعد يطاق ومجتمعنا لديه رغبة كبيرة بالتغيير والقرار يعود لكم وللشعب اللبناني". وتابع: "من مدينة طرابلس عاصمة الشمال نرسل التحيات الى منطقة اكروم بكافة بلداتها السبع، لنقول لاهلها نحن واياكم منطقة واحدة متكاملة مع اهلنا في المنية والضنية وعكار وطرابلس وكل المناطق الشمالية، ونحن خط الدفاع الاول عن هويتنا ووجودنا، فالمشروع الايراني يستهدفنا ويستهدف هويتنا العربية، وان ابناء طرابلس والمنية الضنية وعكار لن يسمحوا بفوز أي مرشح ل"حزب الله" او 8 آذار في الانتخابات المقبلة. حزب الله يذهب الى سوريا للقتال ضد اهلنا بكامل عديده وعتاده ويدخل ويخرج عبر الحدود ولا احد يحاسبه، فيما اذا ذهب احد ابنائنا بقرار فردي لمناصرة الثورة السورية يتم توقيفه ويحاكم وتصب عليه كل المواد القانونية في المحكمة العسكرية، في حين ان "حزب الله" يسرح ويمرح بسلاحه من دون حسيب او رقيب، وهذا وضع شاذ سنواجهه حتى ازالة الدويلة، ونحن دائما نطالب بوجود سلاح وحيد على الاراضي اللبنانية، وهو السلاح التابع للجيش وسائر القوى الامنية، ونقول ل"حزب الله" لن نعطي اي غطاء لسلاحك غير الشرعي، وعليك ان تسلمه للدولة او ان يعود الى مصدره ايران".

وقال: "منذ عدة ايام تم اختطاف المواطن سعد ريشا في زحلة، ونحن نستنكر هذا العمل الجبان ونهنىء ريشا وعائلته بسلامة العودة. تحدثنا كثيرا عن تنفيذ الخطط الامنية في كل المناطق وتم تطبيق الخطة الامنية في طرابلس فقط، في حين ان خطة البقاع لم تنفذ حتى اللحظة لان الدويلة فيها اقوى من الدولة، وهم يعرفون الخاطفين بالاسماء والصور ولا يتجرأون على الدخول الى مناطقهم واحيائهم لتوقيفهم وسوقهم الى القضاء المختص، وهنا نسأل: اين الدولة والعدالة وكيف يحاسبوننا على ابسط الامور ويسجنون شبابنا، في حين ان الخاطفين وقطاع الطرق يسرحون ويمرحون في مناطقهم؟" وشدد على أن "الانتخابات المقبلة ستكون مفصلية في تحديد خيارات الشعب، وسنخوض المعركة الديموقراطية في عكار من خلال التحالف مع كفاءات من المجتمع المدني التي تشاطرني المواقف الوطنية والمعروفة بالنزاهة ونظافة الكف، لخلق طبقة سياسية جديدة مختلفة عن الطبقة السياسية التقليدية الحالية الغارقة في الفساد والتي انحرفت عن مسار القضية واتخذت خيارات الانهزام امام مشروع "حزب الله"، مؤكدا أن "تجربة الانتخابات البلدية في طرابلس كسرت الحاجز النفسي عند المواطنين".وختم منتقدا الحكومة، واصفا اياها "بحكومة حزب الله وفيها العديد من رموز النظام السوري".

دياب

بدورها، ألقت زهراء دياب كلمة باسم الوفد عبرت من خلالها عن تطلعات الشباب العكاري عامة والاكرومي خاصة "الرافض لسياسات التملق والتزييف وطأطأة الرؤوس والمستنكر لكافة أشكال الكيدية السياسة التي يتعرض لها الوزير ريفي بسبب مواقفه الوطنية الاخيرة"، وقالت: "من بلدة القرى السبع الابية، الكائنة على اطراف لبنان الشمالي، اتينا راغبين غير مرغمين، اذ رأينا فيك اشرف الناس في زمان رحل منه الشرفاء، وغاب عنه الكرماء، اتينا لنقول كلمتنا، ونحكي قصة وجعنا على بساط احمدي، بعيدا من التملق والتزييف". اضافت: "اكروم يا سيادة اللواء، لم تعرف يوما شرذمة سياسية ولا تشتتا انتمائيا، بل كانت ولا تزال كالسيل الجارف، تصب بمجملها في بوتقة انتمائية واحدة، وترى او تأمل ان يكون فيها خلاصها، ولكنها في الوقت عينه قادرة على تحويل مسارها في الاتجاه المعاكس تماما في رحلة البحث عن كرامتنا المستباحة. اكروم ارض الوفاء والكرم وحسن الضيافة، لا زالت تبحث عن ضالتها، اذا لم نجد يوما آذانا صاغية تستمع لاوجاعها بصدق، وتعمل على بلسمتها. نحن لسنا ملكا لاحد ولا في جيب احد، بل فقط ملك انفسنا وعقولنا وضمائرنا. نحن اذ نأمل في شخصكم الكريم حسن المبادرة والتقدير، جئنا لنقول لك نحن معك ما دمت معنا. كن لنا عونا وسندا وملتجأ، كن لنا صوتا صارخا واصلا، ويدا حانية تنتشلنا من بؤرة النيسان والتهميش". واشارت الى ان "ابناء جبل اكروم هم جيل نشأ وترعرع على مبادىء الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومدرسته الوطنية، وعرف مآثر اللواء ريفي وشهد إنجازاته المشرفة خلال سنوات خدمته الطويلة للشعب والوطن في قوى الامن الداخلي، وهم ايضا تلامذة الشهيد البطل وسام الحسن"، وأملت في ختام كلمتها "الوقوف بوجه من يريد استهداف الطائفة السنية والتضييق على رموزها وسجن شبابها وزيادتها تهميشا وفقرا وحرمانا فوق حرمان".

في ختام اللقاء، تسلم ريفي درعا باسم شباب اكروم وشاباتها "تقديرا لمواقفه الوطنية وعربون وفاء ومحبة".

 

الرابطة المارونية ترفض السير بقانون الستين

الأحد 22 كانون الثاني 2017 /وطنية - اصدر المجلس التنفيذي للرابطة المارونية بيانا جاء فيه: "تنظر الرابطة المارونية بعين الاعتبار الى ما يحاك لتفريغ الديموقراطية من مضمونها ومنع تطوير النظام السياسي اللبناني وزرع الاحباط في نفوس اللبنانيين، ولا سيما منهم الشباب وذلك من خلال فرض ما يعرف بقانون الستين كأمر واقع لا يقل سوءا عن تمديد المجلس النيابي". وتابعت: "ان الرابطة اذ ترفض رفضا قاطعا هذا القانون تحذر من ان اعادة انتاجه تعيد انتاج قسم من اسباب الحرب التي انفجرت في لبنان ذات يوم. ولكن ان تجري الانتخابات على اساس الستين سترسل الى الشباب اللبناني رسالة يأس من دولتهم تشجعهم على الهجرة. ان انتاج قانون عادل يؤمن صحة التمثيل هو مصلحة وطنية لجميع شرائح المجتمع ومكوناته وفي هذا الاطار، فان الرابطة المارونية من منطلق نظرتها الوطنية المستقبلية العابرة للطوائف والمصالح السياسية، تجدد طرح مشروعها امام الرأي العام والقادة وهو مشروع التصويت المحدود الذي يؤمن المناصفة الحقيقية بين اللبنانيين ويضمن التنوع السياسي داخل الطوائف ويحفز الشباب اللبناني على المشاركة ويحافظ على الارتباط النفسي للبنانيين بالقضاء كدائرة انتخابية، كما تؤكد الرابطة المارونية انها لن توفر جهدا لاقناع المعنيين بالمشروع والتصدي لاي محاولة من شأنها ان تقضي على روح الديموقراطية في المجتمع اللبناني".

 

الراعي في قداس 400 عام على كاريزما مار منصور: لسن قانون انتخابات على أساس المشاركة والتعددية

الأحد 22 كانون الثاني 2017 /وطنية - أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان "الهوية والرسالة تعنيان الجميع في الكنيسة والمجتمع والدولة، وهما حاجة ماسة لقيام مجتمع سليم ودولة عادلة تقدر المواطنين، فلا تسمح بسياسة الإقصاء والإستئثار وما يتنافى وحق كل مواطن في تطلعاته وطموحاته ويناقض الممارسة الديموقراطية السليمة، فلا محادل ذهبية او حزبية في الإنتخابات، ولا يحق لهذا ان يطغى على التنافس الديموقراطي المطلوب. مطلوب من العهد الجديد الرئاسي والحكومي ان يواصل خط المشاركة والتعددية من اجل بناء الوحدة الوطنية التي تستجمع كل الطاقات على تنوعها، وعلى هذا الأساس يجب سن قانون للانتخابات". كلام الراعي جاء خلال ترؤسه قداس الشكر لمناسبة مرور 400 عام على كاريزما مار منصور في بازيليك سيدة الأيقونة العجائبية، بمعاونة المطرانين بولس مطر وجورج ابو جودة ولفيف من الكهنة ومشاركة المطارنة سليم بسترس وسيزار اسايان وخليل علوان، الرئيس العام للرهبانية الأنطونية الأب داود رعيدي، الرئيس العام للرهبانية الكريمية الأب مالك ابو طنوس، الرئيس الأقليمي للأباء اللعازريين الأب زياد حداد والرئيسة الإقليمية الأخت مادلين بستاني، وحضره الوزير نقولا تويني ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الوزيران ميشال فرعون وجان اوغاسابيان، النائب نعمة الله ابي نصر، الوزراء السابقون يوسف سلامة ودميانوس قطار وزياد بارود وابراهيم نجار، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، الجنرال شامل روكز وعقيلته كلودين، رئيس الرابطة المارونية انطوان اقليموس وعدد من الشخصيات السياسية والدينية والمؤمنين.

بداية ألقى حداد كلمة قال فيها: "أتشرف باسمي وباسم كل عائلة القديس مار منصور دو بول في لبنان، واعني المؤسسات الثلاث الكبرى وهي اخويات سيدات المحبة، الآباء اللعازريين وجمعيات بنات المحبة وست جمعيات استلهمت كاريزما القديس منصور اي اكثر من مليون مكرس ومتطوع اتبعوا القديس منصور دو بول في العالم كله، ليكونوا رسل المسيح الى الفقراء. باسم هؤلاء جميعهم يسعدني ان ارحب بغبطتكم وبالجماعة الكنسية الموقرة، ويشرفني ان ارحب بممثل رئيس الجمهورية الوزير التويني والنواب والوزراء وكل من يشاركون فرحنا لمناسبة يوبيل مرور 400 عام على كاريزما القديس منصور. هذه البازيليك الذي بناها اسلافي وكرسها السفير البابوي عام 1954 وشفيعتها سيدة الأيقونة العجائبية، وهي التوأم الروحي الأول لمزار سيدة لورد في فرنسا تكرست منذ انشائها لخدمة الكنيسة الكاثوليكية بمختلف طقوسها. ان حضور غبطتكم اليوم بيننا يأتي في سياق طبيعي، فسلفكم غبطة البطريرك الياس المعوشي والبطريرك مار نصرالله صفير احتفلا هنا بالذبيحة الإلهية". وختم: "بيديك المباركتين يا صاحب الغبطة سنرفع كلنا هنا من كل قلوبنا شكرنا لكل الخير الروحي الذي تدفق منذ تكريس هذه البازيليك. لقد اضحت مركز حج وطنيا ومزارا مريميا للصلاة والتنشئة الدينية في قلب المدنية".

الراعي

بعد تلاوة الإنجيل المقدس ألقى الراعي عظة قال فيها: "عندما قام الرب يسوع ذات سبت ليقرأ في مجمع الناصرة، كان النص من نبوءة اشعيا:" روح الرب علي مسحني وارسلني لأبشر المساكين". فقال للشعب الحاضر:" اليوم تمت هذه الكتابة، ليعني ان النبوءة كتبت عنه قبل ستماية سنة، وانها تتحقق فيه اليوم، هو الذي مسحه الروح وارسله ليحمل البشارة للمساكين. وبذلك تحددت هويته ورسالته. هذه الهوية والرسالة شكلتا الموهبة الخاصة، اي كاريسما القديس منصور دي بول. وجمعية الرسالة للآباء اللعازريين، وجمعية راهبات بنات المحبة، وجمعية سيدات المحبةـ بالإضافة الى جمعيات خيرية ورهبنات ارسالية، هذه كلها مجتمعة تشكل عائلة مار منصور دي بول". أضاف: "يسعدنا ان نحتفل معكم بهذه الليتورجيا على مرور 400 سنة من عيش الكاريسما، واننا نهنىء عائلة مار منصور بهذا اليوبيل المئوي الرابع، وبخاصة على ان عناية الله بشفاعة القديس منصور تحفظ الموهبة التي خص بها الروح القدس مؤسس هذه العائلة، ويجددها ويرسخها. واننا نتمنى لهذه العائلة دوام التقدم والإزدهار في مساحات الرسالة، وفي تلبية نداءات المحبة المتزايدة بسبب الظروف الإقتصادية والمعيشية الضاغطة. اكتشف القديس منصور هويته ورسالته، من خلال ممارسته الكهنوتية، الهوية هي اياها التي نالها من مسحة الروح في سري المعمودية والميرون كمسيحي، ثم من مسحة الميرون في الكهنوت المقدس، الذي كان يبغي منه في الأساس وسيلة عيش مضمون وهادىء بقرب امه العجوز، لكن عين الله كانت ترى في كهنوته ابعد من ذلك، وكانت دعوة الله الخفية تريده ليكون الرسول الكبير لبشارة الإنجيل ولرسالة محبة الفقراء".

وتابع: "تبلورت موهبة الروح الخاصة به المعروفة بالكاريسما وهي الرسالة والمحبة من خلال حدثين حاسمين في بداية حياته الكهنوتية، الاول سماع اعتراف رجل عجوز على فراش الموت في رعية غان، اقر بجميع خطاياه الثقيلة التي كان يخفيها في اعترافاته السابقة، ولم يكن يجرؤ على ذكرها حياء، وكانت تعذب ضميره، فأدرك القديس منصور الفقر الروحي لدى الشعب، وإذ خصص عظة الأحد لضرورة الإعتراف الشامل بالخطايا، رأى المؤمنين يتهاتفون باعداد كبيرة الى سر التوبة، فأدرك في داخله موهبة الرسالة: الروح الرب علي مسحني وارسلني لأبشر المساكين. والحدث الثاني جرى في رعية شاتيون فعندما اطلع على وضع عائلة يموت افرادها من الجوع واكتشف الفقر المادي عند الناس، فألقى عظته ورأى المؤمنين يتهافتون لمساعدة تلك العائلة، فأدرك موهبة عمل الرحمة بالشكل المنظم. وهكذا اكتملت عنده الموهبة الخاصة ببعديها الرسالة والمحبة وعلى هذا الأساس انشأ جمعية الرسالة وبنات المحبة والعديد من الجمعيات من اجل الكرازة الفاعلة بالأنجيل والخدمة الروحية والمادية للفقراء". وقال: "فيما تحتفل عائلة مار منصور بذكرى 400 سنة على عيش موهبتها هذه، فإنها تجدد عهدها بحفظ الهوية والرسالة، فتلبس الروح الذي مسح بنعمته افرادها، وتتحد اكثر فأكثر بشخص يسوع، وتواصل انطلاقتها بدافع من المحبة التي تحملها على ابتكار سبل جديدة وملائمة وفاعلة لمواجهة الفقر لدى العائلات المتواجدة في مؤسساتها وفي محيطها لمحاربة اسباب الفقر كالحرمان والظلم، والعنف والحرب وعدم المساواة في توزيع خيرات الأرض، وروح الأنانية والمادية، فيما خيرات الأرض معدة كلها من الله لجميع الناس. انها تفعل ذلك انطلاقا من اعمال الرحمة الجسدية والروحية التي عددها قداسة البابا فرنسيس في يوبيل سنة الرحمة واستوحاها من كلام الرب يسوع في انجيل القديس متى وهي على مستوى الجسد: اطعام الجائعين، وسقي العطشان، واستقبال الغرباء، وكسوة العريانين، والإعتناء بالمرضى، وزيادة المسجونين، وعلى مستوى الروح، هي اسداء المشورة لمن هم في الشك، وتعليم الأجيال، وتنبيه الخطأة، وتعزية الحزانى، ومغفرة الإساءة، واحتمال الإزعاج والعقليات الصعبة وما شابهها ومن وجوه الحياة الإجتماعية". أضاف: "روح الرب علي مسحني وارسلني، انها هويتنا ورسالتنا نحن المسيحيين، بمسحة المعمودية والميرون جعلنا الروح:" مسيحيين لابسين المسيح" على ما يقول بولس الرسول في رسالته الى الغلاطيين، فتحددت هويتنا. وبحكم هذه المسحة تسلمنا رسالة ذات مساحات خمس: الوقوف الى جانب الفقراء ماديا وروحيا وثقافيا، تحرير المأسورين بالعدل والإنصاف، سواء كانوا مأسورين وراء قضبان الحديد ام داخل عاداتهم السيئة، ام مستعبدين لأشخاص او ايديولوجيات: اعادة ابصار لعميان العيون والبصائر والقلوب: رفع الظلم عن المقهورين، والمسلوبة حقوقهم والمكبلة طموحاتهم وجعل الزمن اكثر قبولا عند الله. هذه الهوية والرسالة تعنيان الجميع في الكنيسة والمجتمع والدولة، وهما حاجة ماسة لقيام مجتمع سليم ودولة عادلة تقدر المواطنين، فلا تعتمد ولا تسمح بسياسة الإقصاء والإستئثار، وهذا يتنافى وحق كل مواطن في تطلعاته وطموحاته، ويناقض الممارسة الديموقراطية السليمة. فلا محادل ذهبية او حزبية في الإنتخابات، ولا يحق لهذه ان تطغى على التنافس الديموقراطي المطلوب". وختم الراعي: "مطلوب من العهد الجديد الرئاسي والحكومي ان يواصل خط المشاركة والتعددية من اجل بناء الوحدة الوطنية التي تستجمع كل الطاقات على تنوعها افردية كانت ام جماعية. وعلى هذا الأساس يجب سن قانون للانتخابات. وبهذه الروح يجب اجراؤها". وقبل نهاية القداس قدم حداد للراعي مجسما مذهبا فيه ذخيرة مار منصور. وبعد القداس تقبل الراعي والآباء اللعازريين التهاني في صالون الكنيسة.

 

يوحنا العاشر: صعوبات كثيرة تواجهنا لكننا لن نخاف وسنبقى متكاتفين وحاملين رسالة العيش المشترك

الأحد 22 كانون الثاني 2017 /وطنية - ترأس بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر، قداس الاحد في دير مار الياس شويا البطريركي في المتن الشمالي في حضور شخصيات رسمية وسياسية وروحية واجتماعية وحشد من المؤمنين. والقى البطريرك يوحنا العاشر عظة شرح فيها الانجيل المقدس وتناول قصة زكا العشار الذي " كان رئيس العشارين وسمع عن يسوع المسيح واراد في داخله مشاهدته فصعد الى الشجرة لمشاهدته اثناء مروره بسبب كثرة الجموع وقصر قامته، وعندما مر يسوع طلب منه النزول عن الشجرة وقال له: "انزل يا زكا لقد تم خلاص في بيتك اليوم وسوف اذهب وامكث فيه" عندها اعلن زكا فرحه وتأثره بقبول يسوع له وقرر ان يعطي نصف ماله للفقراء والمساكين". وتابع " نحن منذ ايام قليلة امضينا عيدي الميلاد ورأس السنة وحدث التجسد الالهي ليسوع المسيح، واتمنى لكم ان تكون اعيادا مباركة للجميع وللبنان والمنطقة ونأمل ان تكون سنة مباركة وتحمل في طياتها بشرى السلام والطمأنينة والاستقرار للبنان والمنطقة. والآن انهينا ليتورجيا طقوسية وهذه الحلقة التي نمر بها كل سنة التي هي الميلاد لندخل الى الحلقة الليتورجية الثانية، وهي الصوم الكبير الذي يحضرنا لعيد الفصح المجيد والقيامة ويفصل بين الفترتين احدان، احد زكا العشار واحد الكنعانية".

وتحدث يوحنا العاشر عن "اهمية الفعل الذي نقوم به في الصوم من اعمال الفضيلة والاحسان والصلوات"، داعيا الى "التوقف عند حادثة زكا العشار التي تنطبق على كل واحد منا لنتعلم منها في حياتنا اليومية. يجب ان يكون كل واحد منا زكا لانه يريد الحقيقة ويسعى اليها ويبحث عنها ويريد الحق وفي الوقت نفسه هناك ما يمنعه وهي ضعفه والمصالح واغراءات الحياة. هناك صعوبات ومعوقات كثيرة تحول دون بلوغنا الى الحق سواء من الداخل او من الخارج، لذلك يجب ان يكون كل واحد منا زكا ويكون بطلا وجريئا مثله".

وشكر الرب "لانه في الآونة الاخيرة كان المسؤولون مثل زكا وارادوا للبنان الخير وبارادة صادقة تنازلوا عن مصالحهم الخاصة وحصل التوافق الذي آل الى انتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم تشكيل الحكومة، والآن نأمل ان يوضع قانون انتخاب وان تتم الانتخابات النيابية في موعدها، وهكذا تنتظم كل المؤسسات الدستورية في هذا البلد ويسير كل شيء على ما يجب ان يسير عليه من اجل انتظامه ومن اجل هذا الشعب الطيب الذي يطالب بلقمة عيشه وكرامته". وتابع: "يجب ان نتعلم كرجال دين وسياسيين ومؤمنين من زكا ونكون طلاب حق ونريد لبنان بلد الرسالة والمواطنة والدولة المدنية التي نرفع رأسنا بها، والتي تساوي بين كل الناس وكل اطياف ومكونات هذا البلد، فاذا قمنا بما قام به زكا نستطيع ان نحقق البسمة والفرح لجميع ابناء هذا البلد، وبالتالي يكون لبنان رسالة للبلدان المجاورة ولكل البلدان. هذا ما نسعى اليه ونصلي من اجله ونحيي من هذا الدير الشريف فخامة رئيس الجمهورية وندعو له في هذا العهد الجديد بالصحة والقوة ليقود هذا البلد مع كل معاونيه الى بر الامان والسلام والاستقرار ويحقق الشعار الذي اطلقه وهو الاصلاح والتغيير كما غير واصلح زكا نفسه وليتم هذا الاصلاح والتغيير في هذا البلد العزيز على قلوبنا من اجل ان نهتم بشؤون وقضايا الناس"، سائلا "ما اهمية ان نتكلم عن حقوق الانسان والحرية والديمقراطية اذا كان الانسان لا يعيش بكرامة". واردف: "نتمنى ان يقودنا الرب جميعا، فخامة الرئيس ومعاونيه وكل الشعب الطيب حتى نعيش بامان وسلام واستقرار خصوصا في ظل هذا العالم المضطرب من حولنا. ففي عيد الميلاد توجهت الى حلب لاكون الى جانب ابنائنا هناك الذين يعيشون ظروفا امنية ومعيشية صعبة ورفعت الصلاة في كنيسة السيدة الاثرية التاريخية وقلت لهم ان من هذا المكان الشريف تخرج رجال عظام وليست هامات روحية وكنسية فحسب بل هامات وطنية وثقافية وعلمية، ساعدت وخدمت واحترمت من قبل الجميع نذكر منها في العصر الحديث البطريرك الياس الرابع والمطران الياس يوسف وسيدنا بولس اعاده الله الينا بالسلامة، فهذه اماكن لها اهميتها ليس فقط الدينية وانما الثقافية والتاريخية والحضارية ونأسف اليوم لعدم احترامها". واكد يوحنا العاشر "اننا باقون وثابتون وموجودون، هنا ولدنا، هنا نعيش وهنا سنبقى كشعبين سوري ولبناني وكمسيحيين في هذه المنطقة وهذا هو قرارنا، هناك صعوبات كثيرة وهناك مصالح دول تلعب بنا ولكننا لن نخاف وسنتحدى كل الصعوبات التي نواجهها رغم انهم يعتبروننا دولا من العالم الثالث، ولكن مقاييس هذا الدهر غير مقاييس ربنا، فعلى الرغم من الصعوبات الداخلية والخارجية نحن متكاتفون، صامدون باقون وسنبقى حاملين تلك الرسالة العظيمة، رسالة السلام، رسالة الفرح والمحبة والعلم والثقافة والعيش المشترك".

وختم " هذا هو تاريخنا، هذا التاريخ الذي سطره اجدادنا وآباؤنا بدمائهم عبر سنوات طويلة من اجل هذا الحق وهذه الحقيقة وهو مجبول بدم اجدادنا وآبائنا الذين حافظوا على هذا الارث واعطونا اياه لنحافظ عليه ونورثه لابنائنا".

 

وهاب: الرئيس عون وعد بقانون عادل للانتخابات وهو ملتزم به

الأحد 22 كانون الثاني 2017 /وطنية - أكد رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب، خلال استقباله وفودا شعبية من كافة المناطق وقرى الشوف في دارته في الجاهلية، أن "الرئيس العماد ميشال عون وعد بقانون عادل للانتخابات، وسيلتزم به لأن عدم الإلتزام هو ضرب للعهد"، موضحا أنه "من المعيب أن نستهتر بالمواطنين ونقول لهم بأن هناك استهدافا في القانون الجديد (النسبية)"، متسائلا "أين هو هذا الإستهداف؟ ولماذا تتم المشاركة مع كل العالم في هذا الموضوع في الشوف وعاليه ولا يتم مشاركة الشريك في الطائفة؟". ووجه تحية لمخابرات الجيش ومكتب المعلومات "للانجاز الذي تم بالأمس في منطقة الحمرا حيث أنقذوا المنطقة من كارثة محققة، وهذا الأمر يعود الى أهمية الأمن الوقائي في الأجهزة الأمنية اللبنانية إن كان في مخابرات الجيش أو الأمن العام أو مكتب المعلومات في عمليات مكافحة الإرهاب من خلال العمل على تلافي وقوع الجريمة، وهذا الأمر حتى الأجهزة الغربية المتطورة لازالت تعجز عنه في كثير من الأحيان، لذلك نوجه لهم تحية على الإنجاز الذي تحقق بالإمس بالإضافة الى الإنجازات الأمنية الأخرى التي تحققت منذ فترة دون الإعلان عنها لعدم إثارة الرعب بين اللبنانيين،الأهم أن تبقى الأجهزة الأمنية بهذه الهمة مع استمرار الإستهداف للوضع اللبناني عبر القرار المركزي من الإرهابيين". وفي قانون الإنتخاب إستغرب وهاب "هذا الهلع المصاب فيه البعض في ما يتعلق بقانون الإنتخاب والذي لا مبرر له، إذ يتم الحديث وكأن النسبية ستؤذي بعض الطوائف أو تلغيها، فليشرحوا لي أسباب هذا الهلع حتى أسير أمامهم في حربهم على النسبية، لا أحد يستطيع إلغاء أحد في لبنان، ولا أفهم كيف يمكن إلغاء الآخر؟ على العكس النسبية تعطي الجميع حقوقهم، أما إذا كان هناك من يحاول إلغاء الآخرين داخل طوائفه فمن الطبيعي أن يكون لديه مشكلة مع النسبية؟". وتساءل: "أليس من الأفضل أن نقوم بمعركة لنأتي بمجلس الشيوخ الذي وعدنا به منذ 26 عاما والذي هو حق لنا؟ كما يمكننا القيام بمعركة حول الحقائب التي هي حق لنا وكذلك يمكننا القيام بمعركة حول مئات الوظائف الشاغرة التي هي حق لنا ولم نحصل عليها بعد". واستغرب ما يجري من معركة على مقعد نيابي في الشوف أو عاليه، إذا ما أتى درزي لا يدين بالولاء لفلان أو فلان على مقعد في الشوف وعاليه، ولم نتحرك إلا عندما اهتزت مصالحنا الخاصة، فليأت أحد ويقول لي لنقوم بمعركة على الحقوق العامة للدروز التي منذ 20 عاما منذ الطائف وقبله نعاني من الغبن الحاصل في الطائفة، هذه هي المعركة التي يجب أن نقوم بها وليس أن نقوم بمعركة على حقوقنا الخاصة ونلغي بعضنا البعض؟". وأضاف: "يجب التعود على أمر ما، هو أن الرئيس العماد ميشال عون وعد بقانون عادل للانتخابات، وسيلتزم بهذا الموضوع لأن عدم الإلتزام هو ضرب للعهد ولم يضرب عهده لأجل أي أحد كان، لديه إلتزام بقانون عادل للانتخابات، فكفى احتيالا ونصبا في هذا الموضوع، ومن المعيب أن نستهتر بالمواطنين ونقول لهم بأن هناك استهدافا ما، أين هو هذا الإستهداف؟ لماذا تتم المشاركة مع كل العالم في هذا الموضوع في الشوف وعاليه ولا يتم مشاركة الشريك في الطائفة؟ إذا كان هناك مقعد لدرزي في الشوف وعاليه يصبح هناك معركة مع العلم أنه سيكون حريصا أكثر منكم على الدروز الذين تأتون بهم". وفي سياق آخر، وجه وهاب نداء للرئيس نبيه بري "للعمل على قانون عفو يشمل كل الذي يمكن شملهم ولكن بشكل أساسي يشمل أبناء البقاع حيث الظلم يلحق الكثير منهم وبالتحديد ممن لم تثبت عليهم أي جرائم أو تهم، وطرابلس والشمال بما فيها الإسلاميون خاصة الذين لم تثبت التهمة عليهم بقتل عسكريين، إذ لا يجوز في النهاية توقيف المواطنين بحسب إنتماءاتهم، وكذلك الأمر بالنسبة للذين هاجروا عبر الشريط الحدودي والذين لم يقتلوا لبنانيين أثناء الإحتلال الإسرائيلي ولم يتآمروا بشكل كبير على المقاومة لأنهم في النهاية لبنانيون وقد يكونوا اضطروا لهذه الهجرة".